الأربعاء، 31 أغسطس 2022

جمهرة اللغة لابن دريد الجزؤ الأول

 

جمهرة اللغة لابن دريد

الجزؤ الأول

بسم الله الرحمن الرحيم

 

باب الثنائي الصحيح

ما جاء على بناء فَعْل وفُعْل وفِعْل من الأسماء والمصادر. والثنائي الصحيح لا يكون حرفين إلّا والثاني ثقيل حق يصير ثلاثة أحرف: اللفظ ثنائي والمعنى ثلاثي. وإنما سُمّي ثنائياً للفظه وصُورته، فإذا صرتَ إلى المعنى والحقيقْة كان الحرفُ الأول أحدَ الحروف المعجمة والثاني حرفين مثلين أحدهما مدغمِ في الأخر نحو: بَتُّ يَبُت بَتاً، في معنى قطع، وكان أصله بَتتَ، فأدغموا التاء في التاء فقالوا: بت، وأصل وزن الكلمة فَعَلَ، وهو ثلاثة أحرف، فلما مازجها الإدغام رجعتْ إلى حرفين في اللفظ، فقالوا: بَتَّ، فأدغمت إحدى التائين في الأخرى؛ وكذلك كل ما أشبهها من الحروف المعجمة.

باب الألف

أ-ب- ب

أب، والأب: المَرْعى. قال الله عزَّ وجل: "وفاكِهَةً وأًبا ". قال الشاعر:

جذمنا قيس ونجد دارُنا

 

ولنا الأب بها والمَكْرَعُ

والمَكْرَع: الذي تكرع فيه الماشية مثل ماء السماء، يقال: كَرَعَ في الماء، إذا غابت فيه أكارعُه؛ وكذلك نخل كوارع، إذا كانت أصولها في الماء. وأب أبا للشيء، إذا تهيّأ له أو همّ به. قال الأعشى:

صَرَمْتُ ولم أصرِمكمُ وكصارم

 

أخ قد طوى كَشْحاً وأب لِيذهبا

والأبّ: النِّزاع إلى الوطن. قال هشام بن عُقْبة أخو ذي الرّمة:

وأب ذو المَحْضَرِ البادي إبابتَهُ

 

وقَوَّضَتْ نية أطنابَ تَخـييم

قال أبو بكر: وكان الذي يجب في هذه الأبنية أن نسوق معكوسها فنجعله باباً واحداً، فكرهنا التطويل فجمعناه في باب الهمزة وستراه إن شاء الله تعالى.

فأما الأبُ، الوالد، فناقص وليس من هذا؛ قالوا أب، فلما ثَنَّوا قالوا: أبَوان. وكذلك أخ وأخوان. وللناقص باب في آخر الكتاب مُجمل مفسَّر ستقف عليه إن شاء الله وبه العون. وأبَّ الرجلُ إلى سيفه، إذا ردّ يده إليه ليستلَّه.

أ-ت-ت

أته يَؤتهُ أتاً في بعض اللغات، مثل غَتَه، إذا غَتة بالكلام أو كَبَتَه بالحُجة.

أ-ث- ث

أثَّ النص يَئِثُّ ويَؤثّ أثّا، إذا كثر والتفّ، ويئث أكثر من يؤث.

والنبت أثيث، والشَعَر أثيث أيضاً.

وكل شيء وطّأته ووثّرته من فراش أو بساط فقد أثثْتَه تأثيثاً. والأثاث، أثاث البيت، من هذا. قال الراجز في النبت:

يَخبِطْنَ منه نَبْتَه الأثيثا

 

حتّى ترى قائمَه جَثيثا

أي مجثوثاً مقلوعاً. وقال اللهّ تبارك وتعالى: "أثاثاً ورئياً "، وقال أبو عبيدة: مَتاع البيت: وقال النّميري الثَّقَفي وإنما قيل له النُّميري لأن اسمه محمد بن عبد الله بن نُمير بن أبي نُمير:

أهاجَتْكَ الظعائنُ يومَ بـانُـوا

 

بذي الزِّيِّ الجَميل من الأثاثِ

وأحسب أن اشتقاق أثاثة من هذا.

وقال رؤبة:

ومِن هَوايَ الرُّجَّحُ الأثائثُ

 

تمِيلُها أعحازُها الأواعِث

الأثائث: الوثيرات الكثيرات اللحم.

وقد جمعوا أثيثة إثاثاً، ووثيرة وِثاراً، وبه سُمِّي الرجل أثاثة.

أ-ج-ج

أج الظليم يَئجُّ، وقالوا يَؤجّ أجاً، إذا سمعتَ حفيفَه في عدوه. وكذلك: أجيج الكير من حفيف النار. وقال الشاعر يصف ناقة:

فراحتْ وأطرافُ الضُوَى محزَئلَّة

 

تَئج كما أج الظَّليم الـمـفـزع

وقِال الآخر:

كأنَ تـرددَ أنـفـاسِــهِ

 

أجيجُ ضرامٍ زَفَتْهُ الشَمالُ

يصف فرساً واسع المَنْخِر. والماء الأجَاج: المِلْح. ويقال: سمعت أجةَ القوم، يعني حفيف مشيهم أو اختلاط كلامهم. وأج القومُ يَئجّون أجاً، إذا سمعتَ لهم حفيفاً عد مشيهم. والأجّة: شدة الحرّ.

وأجة كل شيء: أعظمه وأشدّه.

أ-ح-ح

أحّ: حكاية تنحنح أو توجّع. وأحَ الرجلُ، إذا ردد التنحنحَ في حلقه. وسمعت لفُلان أحّةً وأحاحاً وأحيحاً، إذا رأيتَه يتوجع من غيظ أو حزن. وفي قلبه أحاح وأحيح. والأحةُ أيضاً كذلك. ومنه اشتقاق أحَيْحَةَ. قال الراجز:

يَطْوي الحيازيمَ على أحاح

وأحيْحَة: أحد رجالهم من الأوس، وهو أحيحة بن الجلاح الشاعر، كان رئيس القوم في الجاهلية.

أ-خ-خ

 

أخ: كلمة تقال عند التأوّه، وأحسبها محدَثَة. فأما قولهم للجمل: إخ ليبرك فمعروف، ولا يقولون: أخَختُ الجملَ، وإنما يقولون: أنَختُه. والأخ اسم ناقص. وزعم قوم أن بعض العرب يقولون: أخ وأخة، مثقل، ذكره ابن الكلبي ولا أدري ما صحة ذلك. والأخيخة: دقيق يُصب عليه ماء ويُبرق بزيت أو سمن ويشُرب ولا يكون إلاّ رقيقاً؛ ومعنى يُبْرق: يصب؛ يقال: بَرَقْتُ الزيتَ، أي صببته: قال الراجز:

تصْفِر في أعْظمِه المَخيخَهْ

 

تَجَشؤَ الشيخ عن الأخيخَهْ

شبه صوتَ مصِّه العظامَ التي فيها المخًّ بجُشاءِ الشيخ لأنه مسترخي الحَنَك واللَهَوات فليس لجُشائه صوت. ويقال: عظم مَخِيخَ، ومُمِخ، كما يقال مكان جَدِيب ومُجْدِب.

أ-د-د

أدّ، هو اسم رجل: أدّ بن طابِخة بن الياس بن مُضَر. وأحسب أن الهمزة في أدّ واو لأنه من الودّ أي الحبّ، فقلبوا الواوَ همزةً لانضمامها، نحو: "أقَتتْ " وأرخ الكتابُ، الأصل وُرِّخ ووُقتت. قال الشاعر:

أدً بن طابخة أبونا فآنسبوا

 

يومَ الفَخار أباً كأدٍّ تنْفَروا

والفِخار المصدر، والفَخار الاسم. يقال: نَسَبَ يَنْسبُ في الشعر إذا شبب به، ونَسَبَ ينْسُبُ من النسَب. وتنفروا من قولهم: نافَرَ فلان فلاناً فنُفر فلان عليه، إذا حكم له بالغَلَبَة.

والإدُّ: الأمر العظيم الفظيع. وفي التنزيل العزيز: "لَقَدْ جِئْتُم شيئاً إداً "، والله أعلم بكتابه. قالت جارية من العرب:

يا أمّتا ركبـتُ شـيئاً إدّا

 

رأيتُ مشبوح اليدين نَهْدا

أبْيضَ وضاحَ الجَبِينِ جعْدا

 

فَنِلْت منه رَشفَاً وبَـرْدا

مشبوح: عريض الساعدين والذراعين، ومنه قيل: شَبَحَه، إذا مدَ يده فضربه، ومنه انشبح الحِرباء، إذا امتدّ. وأنشد:

لمّا رأيت الأمـرَ أمـراً إدا

 

ولم أجِدْ من الفِـرار بـدا

ملأتً لحمي وعظامي شَدّا

 

 

والأد والأيدُ والآدً: القوة. يقال: رجل ذو آدٍ وذو أد وذو أيدٍ. قال الراجز:

أبْرَح آدُ الصـلَـتـانِ آدا

 

إذ رَكِبَتْ أعوادهم أعوادا

وفي التنزيل: " والسماء بَنَيْناها بأيدٍ "، أي بقوة، واللّه أعلم.

وقال الراجز في الأدّ، وهي القوة:

نضوْنَ عنّـي شِـرَّةً وأدّا

 

من بعدما كنتُ صُمُلاً نَهْدا

ويقال: أبْرَحَ الرجلُ، إذا جاء بالداهية. والبُرَحاء: الأمر العظيم. قال الشاعر- الأعشى:

أقولُ لها حينَ جَد الـرحـي

 

ل أبرَحْتِ رَبُّاً وأبرَحْتِ جارا

أعوادهم: أي وقع السهم على القوس فهي الأعواد على الأعواد. وأدت الإبلُ تَئد أداً، إذا حنت إلى أوطانها فرخعت الحنينَ في أجوافها.

وأدَت الإبلُ تَئد أداً، إذا ندّت.

أ-ذ-ذ

إذ: كلمة لِما قد مضى، تقول: إذ كان كذا أو كذا. وليست من الثلاثي لأنها حرفان، "لكنهم قد قالوا: أذ يَؤذ أذاً، إذا قطع، مثل: هذ يَهُذ هذاً، سواء، فقلبوا الهاء همزةً. وشفرة هذوذ وأذوذ، إذا كانت قاطعة. وأنشدَنا أبو حاتم عن أبي زيد عن المفضَل:

يَؤذ بالشفـرةِ أيَّ أذ

 

من قَمَع ومأنَة وفِلْذِ

الفِلذة: القطعة من الكبد، والقَمع: طرف السنام، والمأنة: بيت اللبن، وقالوا الشحم الذي في باطن الخاصرة. قال الشاعر:

إذا استهديتِ مِن لحم فأهدي

 

مِن المأناتِ أو طَرَفِ السنام

ولا تهْدِي الأمرَّ ومـا يَلِـيه

 

ولا تهْدِنَ مَعْروقَ العظـام

والفِلْذ: القطعة من الكبد. قال الشاعر، وهو أعشى باهلة:

تكفيه حُزه فِـلْـذ ألَـمَّ بـهـا

 

من الشواء ويُرْوي شُرْبَه الغُمَرُ

والغُمَر: قَّدَح صغير. قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "هَلُموا غُمَري "، وأخذ من التغمير وهو الشرب دون الري.

أ-ر-ر

أرَّ الرجل المرأةَ يَؤرها أراً، إذا جامعها.

والرجل مِئَرّ، إذا كان كثير الجماع. قالت ليلى بنت الحُمارِس أو الأغلب العجلي:

بَلت به عُلابِـطـاً مِـئرا

 

ضَخمَ الكراديس وَأي زِبِرّا

الوَأى: الشديد، وكذلك الزِّبِر: الصلب الشديد، وأحسبه أيضاً مِن زَبْرَ البئرِ وهو أن تطويَها بالحجارة، وهو فِعِلّ من زبرتُ البئرَ أزْبُرها زبْراً وزِبِرا، بكسر الباء والزاي. والعلابط: العريض. مِئَرّ: مفْعَل من أرَ يؤرّ أراً، وهو آر. وفي الحديث: "الفقير الذي لا زَبْرَ له "، أي. لا معتمَدَ له.

أ-ز-ز

أزّ يؤزُّ أزُّاً، والأزّ: الحركة الشديدة. وأزَتِ القِدر، إذا اشتدّ غليانُها. وفي كتاب الله تعالى: "تَؤُزهم أزاً ".

والمصدر الأز والأزيز والأزاز. قال رؤبة:

لا يَأخُذُ التأفيكُ والتَـحَـزّي

 

فينا ولا طَيْخُ العدى ذو الأزِّ

التأفيك من قولهم: أفك الرجلُ عن الطريق، إذا ضلّ عنه. وفي القرآن العزيز: "يُؤْفَكُ عنه مَنْ إفِك ". قال: يُصرف عنه، وقوله عزّ وجلّ: "فأنى يُؤْفَكون "، أي يُصرفون، والله أعلم. والتحزّي: التكهّن؛ والحازي: الكاهن؛ والطيْخ: التكبر والإنهماك في الأباطيل؛ يقول. إنا لا نستضعف. ويقال: بيت أزَز، إذا امتلأ ناساً.

أ-س- س

الأس: أس البناءِ؛ أسَّهُ يؤسّه أسّاً. وأصْلُ الرجل: أسه أيضاً. وقالوا: الأس أيضاً. ومثل من أمثالهم: "ألصِقوا الحَسَ بالأسّ " ". والحَسّ في هذا الموضع: الشر يقول: ألحِقوا الشرَّ بأصولِ مَن عاديتْم. قال الراجز في أس البناءِ- وأحسبه لكذّاب بني الحرماز:

وأس مجد ثابت وطـيدُ

 

نالَ السّماءَ فرعُه المديدُ

فأما الآسُ المشموم فأحسبه دخيلاً، على أن العرب قد تكلمت به وجاء في الشعر الفصيح.

والآس: باقي العسل في موضع النحل، كما سُمي باقي التمر في الجُلة قَوْساً وباقي السمن في النحْي كَعْباً. وقال الهذلي، وهو مالك بن خالد الخُناعي:

تالله يبقى على الأيّام ذو حِيد

 

بمُشمَخر به الظيان والآسُ

الظيّان: شجر. قال قوم: هو ذرق النَّحل؛ وقال أبو حاتم: هو البَهْرامَج؛ وقالوا: هو الياسمين البّري.

والآس: بقيّة الرماد بين الأثافي.

وأس أس: مِن زَجْرِ الضأن؛ يقال: أسَّها أسُّاً.

أ-ش-ش

أش القومُ يَؤشون أشُّاً، وتأششوا، إذا قام بعضهم إلى بعض وتحرّكوا، وهذا القيام للشر لا للخير. وأحسب إن شاء الله أنهم قد قالوا: أش على غنمه يَوشُّ أشاً، مثل هش سواء، ولا أقف على حقيقته.

أ-ص-ص

الُأصُّ والَأصُّ واحد، وجمعه آصاص، وهو الأصل. قال الراجز:

قِلال مَجْدٍ فَرَعتْ آصاصا

 

وعِزَّةُّ قَعْساءُ لن تُناصَى

تناصَى: أي تُفاعَلُ من ناصيْته، أي جاذبت ناصيته؛ ويقال: تناصى الرجلان، إذا أخذ كلُّ واحد منهما بناصية صاحبه. قعساء: ثابتة لا توهن.

أ-ض- ض

يقال: أضني إلى كذا وكذا يَؤضُّني أضُّا، إذا اضطَرّني إليه. وقالوا: يأتضُّني ويَئِضُّني. قال الراجز:

دايَنْتُ أروى والديونُ تُقضَى

 

فمَطلَتْ بعضاً وأدَت بعضا

وهي تَرى ذا حاجةٍ مؤتضا

 

 

والأضّ أيضاً: الكَسر، مثل الهض سواء؛ يقال: أضَه مثل هَضه. فأما قولهم: آضَ يَئيض أيضاً فهو في معنى رجع؛ يقال: آضَ فلان إلى أهله، أي رجع إليهم. ومنه قولهم: فعلتُ كذا وكذا أيضاً، أي رجعتُ إليه.

أ-ط- ط

أط يَئِط أطاً وأطيطاً. والأطيط: صوت الرجل الجديدِ أو النسع إذا سمعت له صريراً. وكل صوتٍ يشبه ذلك فهو أطيط. وفي الحديث: "حتى يسمَع له أطيط من الزحام "، يعني باب الجنة. قال الراجز:

يَطْحَرْنَ ساعاتِ إنَى الغَبوقِ

 

مِن كِظةِ الأطّاطةِ السبوقِ

يصف إبلًا امتلأتَ بطونها. يَطْحَرْنَ: يتنفسنَ تنْفُّساً شديداً شبيهاً بالأنين. والإنَى: وقت الشرب بالعَشيّ. والأطاطة: التي تسمع لها صوتاً وأطيطاً. وقد سموا أطيطاً، وأحسب أن اشتقاقه من ذلك إن شاء اللُه. أهملت الهمزة مع الظاء والعين والغين في الثنائي الصحيح، ولها مواضع في المعتل تراها إن شاء الله تعالى.

أ-ف- ف

أف يئفّ أفا، وقالوا يؤف أيضاً، إذا تأفَفَ من كَرْبٍ أو ضَجَر. ويقال: رجل أفاف: كثير التأفف. وفي التنزيل: فلا تَقُلْ لَهما أفٍّ ". ويقال: أتانا على أف ذلك وأفَفِهِ وإفّانِهِ، أي إبّانه. وتقول: أف لك يا رجل، إذا تضجَّرت منه. وذكر أبو زيد أن قولهم: أف وتف؛ قال: الأفُّ: الأظفار، والتف: وسخ الأظفار. أهملت الهمزة مع القاف في الثنائي الصحيح.

أ-ك- ك

أكَّ يومُنا يَؤُك أكاً، إذا اشتد حره وسكنت ريحُه. ويوم عَك أك، وعَكيك أكيكَ. قال الراجزْ:

إذا الشَريبُ أخذَتْه أكهْ

 

فَخَلِّهِ حتّى يَبكَّ بَكـهْ

أي خَله حتى يورد إبلَه الحوضَ حتى تَباك عليه فتزدحم. الشريب: الذي يسقي إبله مع إبلك. يقول: فخلِّه حتى يورد إبلَه فتَباكَّ عليه، أي تزدحمِ، فيسقي إبله سقية. وكان بعض أهل اللغة يقول: سُمّيت مَكَةُ: بَكّة، لأن الناس يتباكون فيها، أي يزدحمون. وكل شيء تراكب فقد تباك.

أ-ل- ل

ألَّ الشيءُ يَئِلُّ ألاًّ وأليلاً، إذا برق ولمع. وبه سُمّيت الحَرْبَة ألّةً للمعانها. ويقال: ألَّه يَؤلهُ إلاّ، إذا طعنه بالألة، وهي الحَرْبَة. وأل الفَرَسُ يَئِل ويَؤلُ ألاًّ، إذا اضطرب في مشيه؛ وألَت فرائصه، إذا لمعت في عدْوه. وقال الشاعر يصف فرساً:

حتى رَمَيتُ بها يَئِل فريصها

 

وكأن صَهوَتَها مَداكُ رُخام

المَداك: الصلاءة، ويقال الصَّلاية، وبالهمز أجود. وصَهْوَتها: أعلاها؛ وصَهوة كل شيء: أعلاه؛ والصهوة، منخفَض من الأرض يُنبت السدرَ وربما وقعت فيه ضَوال الإبل. والرّخام: حجر أبيض.

والإل: العهد فيما ذكر أبو عبيدة في قول الله عز وجل: "لا يَرْقُبون في مُؤمن، إلّا ولا ذمَة".

وألَ الرَّجلْ في مشيه، إذا اهتز. والأل: الأول في بعض اللغات. قال امرؤ القيس:

لِمَن زُحلْوُقَه زُل

 

بها العَينان تَنْهَل

يُنادي الآخِرَ الأل

 

ألا حُلوا ألا حُلوا

يقال: زُحلوقة وزُحلوفة، والجمع الزحاليق والزحاليف.

وقال ابن الكلبي: كل اسم في العرب آخره إلٌّ أو إيلٌ فهو مضاف إلى الله عزّ وجلّ، نحو شرَحْبِيل وعبدِ يالِيل وشَراحيل وشِهْمِيل وما أشبه هذا، إلّا قولهم زِنْجِيل، يقال: رجل زِنجِيل، إذا كان ضئيل الخَلْق. قال الشاعر:

لمّا رأت بُعَيْلَها زِنْـجِـيلا

 

طَفَنْشَلاً لا يمنع الفصـيلا

مُرَوِّلاً من دونها تـرويلا

 

قالت له مقالة تَـرْسِـيلا

لَيّتَكَ كنتَ حَيْضَةً تمصيلا

 

 

وقد كانت العرب ربما تجيء بالإل في معنى اسم الله جل وعزّ. قال أبو بكر الصدَيق رضي الله عنه لمّا تُلي عليه سَجْع مُسيلمةَ: إن هذا شيء ما جاء من إلّ ولا بِرّ فأين ذهب بكم? وقد خفّفت العرب الإلَّ أيضاً، كما قال الأعشى:

أبيضُ لا يَرْهَبُ الهُزالَ ولا

 

يَقْطَع رِحْماً ولا يَخًون إلا

والإلُ: الوحي، وكان أهل الجاهلية يزعمون أنه يوحَى إلى كهّانهم. وقال أحيحة في تثقيل الإلّ وهو الوحي:

فمَن شا كاهنـاً أو ذا إلـه

 

إذا ما حان من إلٍّ نـزولُ

يراهنني فيَرْهنُني بَـنـيه

 

وأرْهَنُهُ بَنيّ بمـا أقـولُ

فما يدري الفقيرُ متى غِناهُ

 

وما يدري الغنيُ متى يَعِيلُ

العَيْلة: الفقر؛ يقال: عال يَعيل، إذا افتقر. يقول: من شاء من الكهّان وعَبَدة الأصنام أن يراهنني أنّ كل شيء لله عزّ وجلّ ليس لغيره، راهنته. يقال: عال يَعيل، وعال يَعول، إذا جار. وأعال يُعيل، إذا كثر عيالُه. وأخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي قال: خرجتْ نائحة خلف جِنازة عُمَر بن عُبيد الله ابن مَعْمَر القرشي التيمي وهي تقول:

ألا هَلَكَ الجُودُ والنـائلُ

 

ومن كان يعتمدُ السائلُ

ومن كان يطمعُ في ماله

 

غنيُّ العشيرةِ والعـائلُ

فقال الناس: صدَقتِ صَدقتِ.

أ-م- م

أمَّ يَؤُمُ أماً، إذا قصد للشيء.

وأمَّ رأسَه بالعصا يَؤُمُّه، إذا أصاب أم رأسِه، وهي أمّ الدِّماغ وهي مجتمَعه، فهو أمِيم ومَأموم، والشّجة آمَة. يقال: أممْتُ الرجلَ، إذا شججته؛ وأممته، إذا قصدته. والأمَةُ: الوليدة. والإمّة: النعمة. يقال: كان بنو فلان في إمَّة، أي في نعمة. والأمة: العيب في الإنسان. قال النابغة:

 

فأخِذْنَ أبكاراً وهنّ بأمةٍ.

يريد أنهن سُبين قبل أن يُخْتَنّ فجعل ذلك عيباً. والأمّ: معروفة، وقد سمَت العرب في بعض اللغات الأم إما في معنى أمّ، وللنحويين فيه كلام ليس هذا موضعه. وأمُّ الكتاب: سورة الحمد لأنه يُبتدأ بها في كل صلاة؛ هكذا يقول أبو عبيدة. وأمُّ القُرَىْ: مكّة، سُمّيت بذلك لأنها توسطت الأرض زعموا، والله أعلم. وأمُّ النجوم: المَجَرَّة؛ هكذا جاءت في شعر ذي الرُّمَّة، لأنها مجتمع النجوم، قال أبو عثمان الأشْنانْداني: سمعت الأخفش يقول: كل شيء انضمّت إليه أشياءُ فهو أمّ. وأمُ الرأس: الجِلدة التي تجمع الدماغ، وبذلك سُمَي رئيس القوم أمُّا لهم. قال الشنفرى يعني تأبط شراً:

وأمِّ عيال قد شهدت تَقوتهم

 

إذا أحْتَرَتْهمْ أوْتَحَتْ وأقلتِ

الحَتْر: الإعطاء قليلاً، والحَتْر أيضاً: الضيق، وهو مأخوذ من الحَتار وهو موضع انضمام السرج، وذلك أنه كان يَقوت عليهم الزاد في غزوهم لئلا ينفد، يعني تأبّط شراًّ، وكان رئيسَهم إذا غَزَوا. يقال: أحْتَرَه، إذا أعطاه عطاءً نزراً قليلاً شيئاً بعد شيء.

وسمَيت السماءُ: أم النجوم، لأنها تجمع النجوم؛ قال قوم: يريد المجرة. قال ذو الرمة:

وشُعْثٍ يَشُجُّونَ الفَلا في رؤوسِهِ

 

إذا حَوَّلت، أمُّ النجوم الشوابِـكُ

والأمَة لها مواضع، فالأمة: القَرْنُ من الناس من قوله: "أمَّةً وَسَطاً "، وقوله: "إن إبراهيمَ كانَ أمّةً "، أي إماماً. والأمةُ: الإمام. والأمَّةُ: قامة الإنسان. والأمَةُ: الطول. والأمَّةُ: المِلة، "وإنً هذه أمَتُكُمْ أمَّة واحدةً ".

وأمُّ مَثْوَى الرجل: صاحبةُ منزله الذي ينزله. وفي الحديث: أن رجلًا قيل له: متى عهدك بالنساء? قال: البارحة، وقيل له: بمن? قال: بأم مثواي. فقيل له: هلكتَ، أو ما علمت أن الله قد حرمَ الزِّنا. فقال: والله ما علمت. وأحسب أن في الحديث أنه جيء به إلى عمرَ، نضّر الله وجهه، فقال: استحلفوه بين القبر والمِنْبَر أو عند القبر أنه ما علم فإن حلفَ فخلُّوا سبيله. وقال الراجز:

وأمُّ مثواي تدَرّي لِمّـتـي

 

وتغْمِزُ القَنْفاءَ ذاتَ الفَرْوَةِ

أصل القَنَف لصوق الأذنين بالرأس وارتفاعهما. ويعني بالقَنْفاء في هذا الموضع: الحَشَفَة من الذَّكَر. تدرّي، أي تسرّح. ذات الفروة: الشَعر الذي على العانة، وهو هاهنا الفَيْشَة. وأنشد في " تُدرّي ":

وقد أشهد الخيلَ المغيرةَ بالضُّحى

 

وأنتَ تُدَرّي في البيوت وتُفْرَقُ

وسُمّي " مَفروقاً " بهذا. وتُفْرَق: يُجعل له فَرْق. وأخبرَنا أبو حاتم عن أبي عبيدة في قوله تعالى: "وإنه في أمّ الكِتابِ لَدَيْنا لَعلي حكيم" ؛ قال: اللوح المحفوظ. وأم أوعال: هضبة معروفة وأنشد:

خلَى الذناباتِ شِمالاً كَثَباً

 

وأمَ أوعال كَهَا أو أقْرَبا

وأمُّ خِنَوَر: الضَبُع.

أ-ن- ن

أنَ الرجل يَئِن أنا وأنِيناً، إذا تأوّه. وأن وإنَّ: حرفان مستعملان خفيفين وثقيلين.

ويقال: أن الماءَ يَؤنه أنّاً، إذا صبه. وفي كلام للقمان بن عاد: أن ماءً وغلِّهِ، أي صب ماءً وأغْلِهِ. وكان ابن الكلبي قول: أن ماء، ويزعم أنّ أُنَ تصحيف.

وإن في معنى نعم. وأنشد:

بَكَرَ العواذلُ في الصَّبُو

 

ح يَلُمْنَني وألومهـنّـهْ

ويَقُلْنَ شَيب قـد عـلا

 

كَ وقد كَبِرْتَ فقلتُ إنَّه

أ-و-و

أهملت.

أ-ه-ه

لها في الثلاثي مواضع تراها إن شاء الله.

أ-ي- ي

لم يجىء إلا في قولهم "أيّ " في الاستفهام.

باب الباء

وما يتصل بها من الحروف في الثنائي الصحيح

ب-ت- ت

بَتَّ الشيءَ يَبُتُّه بتّا، إذا قطعه قَطْعاً. قال الشاعر:

فبَتَّ حبالَ الوصل بيني وبينَها

 

أزَبُّ ظهورِ الساعدَيْن عَذورُ

العذوَر: السيّء الخُلق. قال مُتَمم بن نُويرَةَ اليربوعي يرثي أخاه مالكاً:

لا يُضْمِرُ الفحشاءَ تحت ثيابه

 

حلْو حلالُ الماءِ غيرُ عَذورِ

وقال آخر- أخت يزيد بن الطَّثْريّة ترثي أخاها، وهي زينب:

إذا نَزَلَ الأضيافُ كان عـذوراً

 

على الأهل حتى تَسْتَقِل مراجلُهْ

والبَتّ: كساء من وَبَرٍ وصوفٍ. قال الراجزْ:

مَن كان ذا بت فهذا بَـتّـي

 

مُقَيظ مُصَيّف مُـشَـتّـي

تَخِذْته من نَعَـجـاتٍ سـت

 

سُودٍ سمانٍ من بنات الدشْتِ

ويُروى: من نعجات شَتِّ، أي متفرقة. ويقال: حلف على يمين بَتَّةً بَتْلَةً، أي قطعها، والمعنى في اللفظين واحد. ومنه قولهم: طلق امرأتَه ثلاثاً بتُّا. وكل منقطِع مُنْبَت. ومن معكوسه: تَبَّتْ يداه تباً وتَباباً، أي خَسِرت. وكأنّ التَّبابَ الاسمُ والتَبَّ المصدرُ. قال الراجز:

أخْسِر بها من صفقةٍ لم تُسْتَقَلْ

 

تَبَّتْ يدا صافِقِها ماذا فَعَـلْ

هذا مَثَل؛ قيل ذلك في مُشتري الفَسْو، وإنما اشتراه رجل من عبد القيس يقال له بيدرة، من إياد. وفيه يقول الراجز:

يا بَـيدَرَهْ يا بـيدره يا بـيدرَهْ

 

يا مشتري الفَسْوِ ببُرْدَي حِبَرَهْ

شَلَّت يدا صافِقِها ما أخْسَرَهْ

 

 

وحبل بَت، إذا كان طاقاً واحداً.

ب-ث-ث

بَث الخيلَ يَبُثها بثُّاً، إذا فرّقها. وكل شيء فرقتَه فقد بثتته. وانبَثَّ الجرادُ في الأرض، أي تفرّق. وفي التنزيل: "كالفَراش المبثوث". ويقال: تمْر بَث، إذا لم يجُدْ كَنْزُه حتى يتفرق. وتقول: بَثثته سري وأبثثتُه، إذا أطلعته عليه. والبث: ما يجده الرجل في نفسه من كَرْب أو غمّ. ومنه قول اللُه عزّ وجلّ: "إنما أشكو بثّي وحُزْني إلى اللّه".

ب-ج-ج

بَجَّ القَرحةَ يَبُجها بجُّاً، إذا شقّها؛ وكل شَق بج. قال الراجز:

بَجَّ المزادِ موكَراً موفورا

موكَراً: ممتلئاً. يقال: أوكرت القربَة أوكرها إيكاراً، فهي مُوكَرة.

جبب

واستُعمل من معكوسه: جَب السنامَ يَجبه جَبا، إذا قطعه. وكل شيء قطعتَه فقد جببتَه. وناقة جَبّاءُ، وبعيرٌ أجَب. وجَب الخَصِيَّ يجبُّه جَباً، إذا استأصل مذاكيره من أصلها. وجَبتِ المرأةُ النساءَ تَجُبهنَّ جَباً، إذا غلبتهن من حُسنها. وأنشدنا أبو عثمان الأشْنانْداني:

جبتْ نساءَ العالمين بالسبَبْ

 

فهن بَعْدُ كلهُنّ كالمُحِـب

أي قدرت عَجِيزتها بخيط، وهو السبَب، ثم ألقته إلى النساء ليفعلن كما فعلت فغلبتهنَّ. قالت امرأة من قريش:

والله رَب الكعبة

 

لأنْكِحَـن بَـبَّـهْ

جارية خِـدَبَّــهْ

 

مكْرَمَةً محَـبَّة

تحِث من أحَبـه

 

تجب أهلَ الكعبهْ

بَبَّه: اسم ابنها، وهو لقب، واسمه عبد الله بن الحارث النوفلي، أي تغلب نساءَ قريش لحُسنها.

والجُب: البئر العميقة التي لا طي لها، الكثيرةُ الماء، البعيدة القَعْر، وهو مذكر. قال أبو عبيدة: لا يكون جُباً حتى يكون مما وُجد محفوراً إلا ممّا حفره الناس. وأنشد للراجز:

فَصَبَّحَتْ بين الملا وثَبْرَهْ

 

جُبُّا ترى جِمامَهُ مُخْضَرهْ

فبَرَدت منة لهاب الحَرهْ

 

 

ويقال: بردتُ الماءَ وأبردته، وليس أبردتُه بقوي. فأما المَلا وثَبْرَة فموضعان. والحَرَّة: العَطش. يصفُ إبلاً وردت هذا الموضع. جِمام الماء واحدها جُمة، وهي مجتمَع الماء ومعظمه. واللهاب: العَطَش. ومثل من أمثالهم: "رماه الله بالحرة تحت القَرَّة ".

فأما قولهم رجل جُبأ، مهموز مقصور في معنى الجبان، فإنك تراه في الهمز إن شاء الله تعالى. والجُبُّ: ماء معروف لبني ضبِينة.

ب-ح-ح

بح الرجلُ يبحُّ بَحاً وبُحوحةً. والبُحُّ: جمع أبَحّ. والبحُّ: القِداح. قال الشاعر:

إذا الحسناءُ لم تَرْحِض يديها

 

ولم يُقْصَر ْلها بَصَر بِسِتْرِ

قَرَوْا أضيافَهم رَبَحاً بِـبـح

 

يعيش بفضلهن الحيُّ سمْرِ

 

قال أبو بكر: رَحَضَ يَرْحضُ ورَحَضَ يَرْحِضُ؛ لغة هذا الشاعر يرحِض بالكسر، وهي لغة أهل العالية. والربَحُ: ما يربحون من قِداحهم. والرَّبَح: الفِصال. والبُحّ: القِداح. سُمْر: يعني القِداح. والبحُّ: التي لا يجيء لها صوت صافٍ من القِداح لأنها تُمسح بالأرض قبل أن يُضرب بها فتخشن. يعني أن هؤلاء القوم يَقْرُون أضيافَهم وينحرون الجزور في وقت الجَدْب والبرد، فهذه الحسناء لا ترحض يديها، أي لا تغسل، لعجلتها، وذلك من شدة الجوع والقرّ. ويقال: رجل أبحُّ وامرأة بحّاءُ، إذا كانت البحوحة خَلْقاً. واستُعمل من معكوسه: الحبّ. والحِبّ: الحبيب. وكان زيد بن حارثة الكلبي يسمَّى حب رسول اللّه صلى اللهّ عليه وآله وسلم. والحِباب: الحبّ بعينه. وأنشد:

أداء عَراني من حِبابِكِ أم سِحْرْ

أراد: من حُبّكِ. والحِبًّ: المفُرْطُ؛ وكذلك فسروا بيت الراعي يصف صائداً:

تبيتُ الحَيةُ النَّضناض منـه

 

مكانَ الحب يستمعُ السّرارا

قال أبو بكر: النضناض: التي تحرك لسانها. وقال يونس: الحِبُّ هو القرط.

والحُب: ضد البغض. وَأما الحب الذي يُجعل فيه الماء فهو فارسي معرَّب، وهو مولّد. قال أبو حاتم: أصله خُنب فعُرِّب فقلبوا الخاءَ حاءً وحذفوا النون فقيل: حُبّ. ومنه سمي الرجل خًنْبِياً لأنهم كانوا يَنْبذون في الأخناب. قال أبو بكر: القُرْطُ الذي يعلَق في شحمة الأذن، والشنف يعلَق في حتار الأذن من أعلى، يقال له: شَنف وشنوف وقِرط وقُروط وقِرطَة وأقراط. قال طرفة:

ألا يا أيها الظبيُ ال

 

ذي يَبْرق شَنْفـاهُ

ولولا المَلِك القـاع

 

د قد ألْثَمَني فـاهً

هذان البيتان قالهما طرفة في امرأة عمرو بن هند.

فأما قولهم: أحَبَّ البعيرُ فالمصدر الإحباب، وهو أن يبرك فلا يثور. ولا يقال ذلك للناقة بل يقال لها خَلأت خِلاء، إذا فعلت ذلك. وأنشد:

بآرزة الفَقارةِ لم يَخُـنْـهـا

 

قطاف في الركاب ولا خِلاءُ

يريد أنها لا تَحْرنُ ولا تَقْطِفُ.

والإحباب في الإبل كالحِران في الخيل. قال أبو عبيدة: ومنه قوله جلّ وعز: "إني أحْبَبْت حُب الخَيْرِ عن ذِكْرِ ربي"، أي لَصقْتُ بالأرض لحب الخيل حتى فاتتني الصلاةُ، والله أعلم. يقال: بعير مُحِب، إذا برك فلم يَثُر. قال الراجز:

حلْتَ عليه بالقطيع ضَرْبـا

 

ضَرْبَ بَعيرِ السوءِ إذ أحبّا

والحَب: واحدة حَبة، وهي الواحدة من حَبّ البُرّ والشعير وما أشبهه. والحبةُ: ما كان من بذر العُشب، والجمع حِبَب. قال الراجز:

تَبَقَّلَتْ فـي أوَل الـتـبـقَّـل

 

في حِبّةٍ جَرْفٍ وحَمْضٍ هيكلِ

وفي الحديث: "كالحِبَّة في حَمِيل السيل ". وقد سمَت العرب حبيباً، ومحبوباً، وحُبَيْباً، وحِباناً: إن كان مشتقّا من الحُبّ فالنون فيه زائدة، وإن كان من الحَبَن فهي أصلية، وهو عِظَم البطن.

ب-خ-خ

بَخٍّ: كلمة تقال عند ذِكر الفخر. وقد خُفِّفت فألحقت بالرباعي فقالوا: بَخْ بَخْ. قال الشاعر:

بين الأشَجَ وبين قيسٍ بيتُهُ

 

بَخْ بَخ لوالده وللمولـودِ

البيت لأعشى همدان فأسر فلمّا رآه الحجّاج قال له:

بين الأشَج وبين قيسٍ بيتُهُ

 

بَخْ بَخ لوالده وللمولـودِ

واللهّ لا بخبختَ لأحد بعده، ثم قتله. الأشجُّ: الأشعث بن قيس بن معديكرب.

وقد قالوا: بَخٍ بَخٍ، فأخرجوها مُخرج غاقٍ غاقٍ وأشباهها. واستُعمل من معكوسها: خَب الرجلُ خباً، إذا كان غاشًا مُنْكَراً. وأنشد طويل:

وما أنا بالخَبِّ الخَتورِ ولا الـذي

 

إذا استُودِع الأسرارَ يوماً أذاعها

وخِبُّ البحر: هيجانه. والخُبُّ: الغامض من الأرض، والجمع خُبُوب وأخباب.

والخبيبة: الخصلة من اللحمِ المستطيلة يخلطها عصب. وخَبَّ الفرسُ يَخُب خباً وخَبَباً وخبيباً، وأخببته أنا إخباباً.

ب-د-د

بَده يَبُده بَدًّا، إذا تجافى به. والبَدد: تباعُدُ بين الفخذين إذا كثر لحمهما. والبادّانِ: لحمُ باطنِ الفخذين. وكل مَن فرَج رجليه فقد بَدَّهما. ومنه اشتقاق بداد السرج وبِداد القَتَب. وأنشد:

جارية أعْظَمُها أجَمُّـهـا

 

قد سَمَّنَتْها بالسويق أمهـا

فبدَّتِ الرِّجلَ فما تَضُمها

 

 

 

 

وبد، من قولهم: لا بُدَ منه. فأما البدُ الذي يُسمَّى به الصَّنَم الذي يُعبد فلا أصل له في اللغة. وأبدَّه بصرَه، إذا أتبعه إياه. وتبادّ القوم، إذا مرّوا اثنين اثنين يبِدُّ كلُ وأحد منهما صاحبَه. ومرّتِ الخيل بَدادِ، إذا تبادوا اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة.

قال الشاعر:

وذكرتَ من لبن المحلَّقِ شَربةً

 

والخيلُ تعدو بالصعـيد بَـدادِ

دبب

واستُعمل من معكوسه: دب يدِبُّ دَُّباً ودبيباً.

ومثل من أمثالهم: " أعْيَيْتِني من شُبّ إلى دُبّ "، أي من لَدُن أن شببتِ إلى أن دببتِ على العصًا. قال أبو بكر: المثل على مخاطبة التأنيث، ولك أن تفتح على مخاطبة التذكير. والدُّبّ هذه الدّابّة المعروفة، عربية صحيحة.

وفي بني شيبان بطن يقال له دُبّ، وهو دُبّ بن مُرَّة بن شيبان، وهم قَوْمُ دَرِم الذي يُضرب به المثل فيقال: "أودىَ دَرم ". وقد سمَّى وبَرَةُ بن تغلب بن حَيدان أبو كلب بن وَبَرَة ابناً له دُبّاً.

ب-ذ-ذ

بذَّه يَبُذه بذُّاً، إذا غلبه. وكلُّ غالبٍ باذ. وبذَّت هَيئتُه بذاذة وبذوذةً. وفي الحديث: " البذاذة من الإيمان ". وفي حديث أبي ذّر، حدثنا به الغَنَوي أو غيره قال: قعد أبو الدّرداء رحمه الله سنةً عن الغزو فأخذ نفقته فجعلها في صرّة ودفعها إلى رجل وقال: اعترض الجيشَ فإذا رأيت رجلاً في هيئته بذاذة يمشي حَجْزَةً فادفعها إليه ففعل الرجل ذلك ودفعها إلى شاب يمشي حَجزة، فلما أخذها رفع رأسه إلى السماء وقال: لم تنس حُديراً، فاجعل حُديراً لا ينساك. فرجع الرجل إلى أبي الدَّرداء فأخبره فقال: ولّى النعمةَ ربَّها.

ذبب

ومن معكوسه: ذَبَّ عن الشيء يَذبُّ ذباً، إذا مَنع عنه. وفي الحديث عن عمَرَ: "إنّ النساء لَحْم على وَضَم إلا ما ذُبَّ عنه ".

والذَبُّ: الثور الوحشي، ويسمَّى ذّبَّ الرِّياد لأنه يرود، أي يجيء ويذهب ولا يثبت في موضع واحد. قال ابن مقبل:

يُمَشِّي بها ذَب الـرياد كـأنـه

 

فتى فارسي في سراويلَ رامِح

قال أبو بكر: وليس في كلام العرب اسم على فعاويل إلا سراويل، وهو معرّب.

ويقال: ذَبَّت شفتُه إذا ذبلتْ من العطش. قال الراجز:

هُمُ سَقوني عللا بعد نهَـل

 

مِن بعد ما ذَب اللسان وذَبَلْ

وقال أبو عثمان الأشنانْداني: يقال: ذَبتْ شفتُه كما يقال ذَبَّتْ، ولم أسمعها من غيره فإنْ كان هذا الكلام محفوظاِّ فمنه اشتقاق ذبيان إن شاء اللهّ. قال أبو بكر: ذُبيان وذِبيان، وسُفيان وسِفيان.

وذب الرجلُ عن حريمه؛ إذا منع عنه. قال الراجز- هو عَلْقَمَة بن سيّار، يومَ في قار لما لقوا الفرْسَ، وكانت العرب تزعم أن الفُرس لا يموتون، فحمل رجل من بكر بن وائل فطعن رجلاً من الفرس فصرعه وصاح بقومه: ويلكم إنهم يموتون، فقال:

من ذَبَّ منكم ذب عن حريمِهِ

 

أو فَر منكم فر عن حَمِيمه

أنا ابن سيّار على شَكـيمـه

 

إن الشراكَ قد مـن أديمـه

ب-ر-ر

البَرُّ: خِلاف البحر. والبِرُّ: ضد العقوق. ورجل بَر وبارّ. وبَرَّت يمينه بِرًّا، إذا لم يَحْنث. وبًر حَجه وبرَ حَجُّه لغتان. والبر المعروف أفصح من قولهم القمح والحنطة. قال الشاعر- هو المُتَنَخِّل:

لا درَ دَرِّيَ إن أطعمتُ رائدهـم

 

قِرْفَ الحَتِي وعندي البُرُّ مَكنوزُ

القِرْفُ: القِشْر. وقِرْفُ كلِّ شيء: قِشْره. والحَتِي: رديء المُقْل خاصَّة. ومثل من أمثالهم: "لا يعرف الهِرً من البِر". وقد كثر الكلام في هذا المثل فذكر أبو عثمان الأشنانْداني أن الهِرِّ السّنَّورُ والبِرَّ الفأرةُ في بعض اللغات أو دوَيْبَّة تشبهها. وقال آخرون: لا يعرف من يَهِرُّ عليه ممّن يَبِرهُ.

ربب

واستُعمل من معكوسه: الرَّبّ: الله تبارك وتعالى. وربُّ كل شيء: مالكه. ورَبَّ الرجلُ النعمةَ يَرُبُّها ربًّا وقالوا: رِبابة أيضاً، إذا تمّمها. ورَبَّ بالمكان وأرَبَّ، إِذا أقام به. ورُبُّ السمنِ والزيتِ: ثُفْلُه الأسودُ. ورَبَبْتُ الأديم: دهنته بالرُبِّ. قال الشاعر- هو عمرو:

فإن كنتِ منّي أو تُريدين صحبتي

 

فكوني له كالسَّمن رُب له الأدم

وسِقاء مربوب، إذا أصلح بالربّ. قال الراجز- أبو النجم العِجلي:

كَشائط الرُبِّ عليه الأشْكَل

 

الشائط: الذي قد شَيَّطَتْه النار. والأشكل: الذي فيه شُكْلة، وهي بياض يضرب إلى حُمرة وكُدرة، وهو من صفة الرُب. والرِّبابة: العهد، والمعاهدون أربَّة. قال الهذلي- أبو ذؤيب:

كانت أرِبتَهُم بَـهْـز وغَـرَّهُـم

 

عَقْدُ الجِوار وكانوا مَعْشَراً غدُرا

ويُروى: فغيّرهم عَهْدُ الجوارِ. وقال آخر، وهو علقمة بن عَبدَة:

وكنتَ امرأً أفضت إليك رِبابتي

 

وقبلك رَبَّتني، فضِعْت، رُبوبُ

وُيروى: رَبوبُ. والرِّبابة: قطعة من أدم تُجمع فيها القداح. قال أبو ذؤيب:

فكأنّهـنّ لـي ربـابَة وكـأنّـه

 

يَسَر يُفيضُ على القِداح ويَصْدَع

أي يقضي أمْرَه. والرِّبَّة: ضرب من الشجر أو النبت. ورُب: كلمة، وتخفف في بعض اللغات، يقولون: رُبَما كان كذا وكذا. قال الهذلي:

أزُهيْر إنْ يَشِبِ القَذالُ فإنـنـي

 

رُبَ هَيْضَل لَجِب لَفَفْت بهَيْضَل

الهَيْضلُ: الجماعة من الناس. زُهيرة: ابنته فرُخِّم. وربما قالوا: ربتَ، في معنى رُبَّ. قال الآخر، وهو ابن أحمر:

ورُبَّتَ سائل عنّي حَفِـيٍّ

 

أعَارَتْ عَينه أم لم تِعارا

تِعارا، مكسورة التاء. قال أبو بكر: هكذا لغته، أي صارت عوراءَ، ويقال: عُرْت العينَ وعوَرْتُها.

ب-ز-ز

بَز الشيءَ يَبُزُّه بَزّا، إذا اغتصبه. والمثل السائر: " مَن عزَّ بز"، أي مَن قَهَرَ سَلب. وبَز ثوبَه عنه إذا نَزَعَه. والبَزُّ: السلاح، يدخل فيه الدرع والمِغْفَر والسيف. قال الشاعر في السَّيف:

ولا بِكَهام بَزُّه عـن عـدوّه

 

إذا هو لاقى حاسِراً أو مقَنَعا

وقال الآخر في الدرع- هو قيس بن خُويلد الهُذلي المعروف بابن عَيْزارة الهذلي:

سَرَى ثابت بَزّي ذميماً ولـم أكـن

 

سللتُ عليه شل مني الأصـابـعُ

فيا حسرتا إذ لم أقاتـل ولـم أرَعْ

 

من القوم حتى شُدَّ مني الأشاجـعُ

فَوَيلُ أمِّ بَزٍّ جَرَ شَعْل على الحَصَى

 

ووقِّرَ بَزٌّ ما هـنـالـك ضـائعُ

وقوله: فويل أمِّ بَزّ: كأنه تلهَّفَ على سلاحه إذ سلبه شَعْل لما أسره، ثم قال: ووُقِّر بز ما هنالك ضائع، أي أكْرِمْ بذلك البَزّ. وما: لَغْو. وشَعْل: لقب تأبّطَ شرًّا، وكان قائل هذين البيتين أسره تأبّطَ شرُّاً وسلبه سلاحَه ودرعَه، وكان تأبّط شرّاً قصيراً فلما لبس الدرع طالت عليه فسحبها على الحصى وكذلك السيف لما تقلده طال عليه فسحبه؛ وهذا يعني السلاحُ كلَّه. ورجل حسنُ البِزَّة، إذا كان حسن الثياب والهيئة. والبَزُّ: مَتاع البيت من الثياب خاصة. قال الراجز:

أحْسَنُ بَيْتٍ أهَراً وبَزّا

 

كأنما لُزَّ بصَخْرٍ لَزّا

الأهَرُ: مَتاع البيت من غير الثياب. يقال: بيت حسنُ الأهَرَة والظَّهَرَة، إذا كان حسنَ الهيئة والبزَّة، والظَهَرَة: ما يظهر منه.

زبب

واستُعمل من معكوسه: الزبَب. يقال: بعير أزَبّ، إذا كان كثيرَ شعر الوجه والعُثْنون. ومن أمثالهم: " كلُّ أزبَّ نفور". وأزَبُّ لا ينصرف. ورجل أزَبُّ: كثير الشعر. قال الشاعر:

أزَبُّ الحاجبين بعَوْفِ سَوْءٍ

 

مِن النَّفَر الَّذينَ بأزْقَبـانِ

أزْقبان: موضع، وهو أزْقَباذ، فلم يستقم له الشعرُ. وقال آخر:

أزبُّ القَفا والمنكِبَـيْنِ كـأنـه

 

من الصَّرصرَانيّات عَوْد موقَّعُ

الصرصرانيات منسوبة إلى موضع.

قال أبو بكر: الزُّبُّ في لغة أهل اليمن: اللحية، والزُّبُّ: ذَكَرُ الإنسان، عربي صحيح، وأنشد:

قد حَلَفَتْ باللّـه لا أحِـبُّـهْ

 

إن طال خُصْيَاه وقَصْرَ زُبُّهْ

أراد: وقَصُر، وتلك لغته.

ب-س-س

بَسَّ السَّويقَ يَبُسُّه بَسّاً، إذا لَتّه بسَمْنٍ أو زيت أو نحوه. وذكر أبو عبيدة أن قول الله عزّ وجلّ: "وبُسَّتِ الجِبالُ بَسًّا" أي صارت تراباً ثَرِيًّا. قال الراجز- هذا رجل استاق إبلَ قوم فهو يستعجل أصحابه:

لا تَخْبِزا خَبْزاً وبُسّا بَسّا

 

مَلْساً بذودِ الحُمَسِيِّ مَلْسا

 

والبغداديون يفسّرون هذا البيت بغير هذا. وبَسْبَسْتُ بالغنم، إذا دعوتها فقلت لها: بُسُّ بُسّ. والناقةُ البَسُوسُ: التي تدُرُّ على الإبساس. والبَسيسة: خبز يجفَّف فيُدق فيُشرب كما يشرب السَّويق، وأحسبه الذي يسمى الفَتُوت. وانبَسَّتِ الحيّاتُ في الأرض، مثل انبثَّت. قال أبو النجم:

وانبَسَّ حيّاتُ الكثيبِ الأهْيَل

وذلك عند إقبال الصيف لأنها تكثر وتتفرّق. والبسُّ: ضرب من مشي الإبل، كذلك حكاه أبو زيد.

سبب

واستُعمل من معكوسه: سَبَّ يَسُبُّ سبّا. وأصل السَبّ القطعُ ثم صار السَبُّ شتماً لأن السَبَّ خَرْق الأعراض. قال الشاعر:

فما كان ذَنْبُ بني مالـكٍ

 

بأن سُب منهم غلام فَسَب

أي شُتم فقَطع. ويُروى: لأن سبّ.

بأبيضَ في شُطَبِ صـارِم

 

يَقُطُّ العظامَ ويَبْري العَصَبْ

ويروى: باترٍ. يريد معاقرة غالب بن صعصعة أبي الفرزدق وسُحيم بن وَثيل الرِّياحي لمّا تعاقرا بصَوْأر، فعقر سُحيم خمساً ثم بدا له، وعقر غالب مائة ولم يكن يملك غيرها. وأنشد:

ألَمْ تعلما يا ابنَ المُجَشَر أنـهـا

 

إلى السيف تستبكي إذا لم تعَقّرِ

منا عيشُ للمولى مرائيبُ للثَّأى

 

معاقيرُ في يوم الشتّاء المذكَّرِ

وما جُبِرَتْ إلا على عَثَـمٍ يُرى

 

عراقيبُها مذ عُقَرَتْ يومَ صَوْأرِ

قوله: سُبَّ، أي شُتم. وقوله: فَسَبّ، أي قطعَ، كأنَّه جعل القطعَ سبّا، إذ كان مكافأة للسَّبّ. ويقال: رجل سِب، إذا كان كثير السِّباب. وفلان سِبُّ فلانٍ، أي نظيره. وأنشد:

لا تَسبَّنّني فلستَ بـسِـبّـي

 

إنّ سِبّي من الرجال الكريمُ

والسِّب: الشُقَة البيضاء من الثياب، وهي السبيبة أيضاً. قال الشاعر:

فَهمْ أهَلات حولَ قيس بن عاصمٍ

 

يَحُجّون سِبَّ الزِّبْرِقان المزعفَرا

قال أبو بكر: روى قوم: سَب الزبرقان بفتح السين ونسبوا الزبرقان إلى الأبْنَة. يريد العِمامة هاهنا، وكانت سادات العرب تصبُغ العمائم بالزعفران. وقد فسر قوم هذا البيت بغير هذا التفسير بما لا يُذكر.

ويقال: مضت سَبة من الدهر وسَنْبَة من الدهر، أي مُلاوة ومَلاوة أيضاً. قال الراجز- هو الأغلب العجلي:

رَأتْ غُلاماً قد صَرَى في فِقْرَتِهْ

 

ماءَ الشباب عُنفوانَ سَنْـبَـتِـهْ

صرى: جَمَعَ وقدم عهده. والمصَراة من الإبل والغنم: التي قد اجتمع اللبن في ضَرعها. وفي الحديث: " من اشترى مُصَرّاةً فهو بخير النظَرين إن شاء رّدها ورَدَ معها صاعاً من تمر لِما قد أخذ من لبنها".

والسَّبَّة: الدُّبُر. وسأل النعمان بن المنذر رجلاً طعن رجلاً فقال: كيف صنعت? قال: طعنته في الكبة طعناً في السَبَّة فأنفذتُها من اللَّبة. قال أبو بكر: فقلت لأبي حاتم: كيف طعنه في السَّبَّة وهو فارس؛ فضحك وقال: انهزم فاتَبعه فلما رَهِقَه أكبّ ليأخذَ بمَعْرَفَة فرسه فطعنه في سَبَّته، أي في دُبره. والسِّبُّ بلغة هذيل: الحَبْل. وقال أبو ذؤيب:

تَدَلَّى عليها بين سِب وخَيْطَةٍ

 

شديدُ الوَصاةِ نابل وابنُ نابل

قيل إنه يريد بالسِّبّ والخَيطة الحبلَ والوَتِدَ في هذا البيت. يصف الذي يشتار العسلَ فيتدلّى بالحبل إلى موضع العسل. وقال أبو عبيدة: الخيطة في هذا البيت: الحَبْل، والسِّبّ: الوَتِد، وإنما يصف مُشتاراً يشتار العسل.

ب-ش-ش

بَشَ به بَشًّا وبَشاشةً، إذا ضحك إليه ولَقِيَه لقاءً جميلاً. وأنشد:

لا يَعْدَمُ السائلُ منه وَفْرا

 

وقَبْلَه بَشاشةً وبِشْـرا

وبنو بَشَة: بطن من العرب من بني العَنْبَر.

شبب

واستُعمل من معكوسها: شَبَّ الغلام شباباً. وأشَبَّ الرجل، إذا كان له بنون. وأشَبَّ الثورُ، إِذا كَمَلَ سِنُّه. وشبَ الفرسُ شباباً. وشَبت النار شُبوباً وشَبّا. وأشببتُها أنا إشباباً. وقد مضى المثل: من شُبّ إلى دُبٍّ. والشبُّ: ضرب من الدواء معروف عند العرب. وأنشد:

ألا ليتَ عمّي يومَ فُرِّق بينـنـا

 

سُقَى السَم ممزوجَاَ بشَبِّ يماني

سُقى لغته. قال أبو بكر: سُقَى في لغة طيء وغيرها بمعنى سقِي. ورأيت شَبَّة النارَ: اشتعالها. وبه سُمِّي الرجلُ شَبَّة. ويقال: فلانة يَشُبها فرعها، إذا أظهر بياضُ وجهها سوادَ شعرها. وقال رجل من طيِّىء- جاهلي:

معْلَنْكِس شَبَّ لها لونَـهـا

 

كما يَشبُّ البدْرَ لونً الظَّلامْ

يقول: كما يَظْهَر لونُ البدر في الليلة المظلمة. ويقال: رجل مشبوب، إذا كان جميلاً. قال الراجزْ:

تَهْدي قُداماه عَرانينُ مُضَـر

 

ومِن قريش كلّ مشبوبٍ أغَرّ

وثور مُشِب وشبوب وشَبب، إذا تمّ سنه وذكاؤه. وسمَّوا شَبِيباً، وأحسبه في معنى مشبوب من قولهم: شُبَّت النارُ.

 

ب-ص- ص

بص الشيءُ يَبِصُّ بَصِيصاً وبَصُّاً، إذا أضاء. والعينُ في بعض اللغات تسمَّى: البصّاصَة. فأما بَصْبَصَ فإنك ستراه في بابه مفسَّراً إن شاء الله قال الراجز:

يبِصُّ منها لِيُطها الدُّلامِـصُ

 

كدرَة البحر زَهاها الغائصُ

زَهاها: رفعها وأخرجها.

 

صبب

ومن معكوسه: صَبَّ الماءَ وغيرَه صبُّا، وصَبَّ في الوادي، إذا انحدر فيه. ورجل صَب: بَيِّن الصَّبابة. والصَّبابة: رقَّة الشوق. والصُّبَّة: كل ما صببتَه من طعام أو غيره مجتمعاً، وربّما سُمِّي الصُبَّ بغير هاء. والصُّبَّة: القطعة من الخيل، نحو السُّرْبَة، ومن الغنم أيضاً. قال الشاعر:

صُبَّة كاليَمام تَهْوي سِراعاً

 

وعدِي كمثل سَيْل المَضيق

اليمام: ضرب من الطَّير. شبَّه الخيلَ بها لسرعتها. والعديّ: الرَّجّالة الذين يَعْدُون.

والصُّبابة من الشيء: باقيه. وفي الحديث: " صبابة كصُبابة الإناء ". والصَّبيبُ: صِبْغ أحمر. والصَّبا: معروف، وستراه في بابه إن شاء الله.

 

ب-ض-ض

بَضّ الماء يَبِضُّ بضًّا وبُضوضاً، إذا رَشَحَ من صخرة أو أرض. ومثل من أمثالهم: " فلان لا يَبِضُّ حَجَرُه "، أي لا يُنال منه خير.

ورَكِي بَضوض: قليلة الماء. ولا يقال: بض السِّقاءُ ولا القِرْبَةُ، وإنما ذلك الرَّشْح أو النَّتْح، فإذا كان دهناً أو سَمْناً فهو النَّثُّ والمَثُّ. وفي حديث عمر: "تَنِثُّ نَثَّ الحَمِيت "، وقالوا: تَمِثُّ. ويقال: رجل بض بَين البَضاضة والبُضوضة، إذا كان ناصع البياض في سِمَن. قال الشاعر، وهو أوس بن حَجَر:

وأبْيَضُ بَض عليه النّسور

 

وفي ضِبْنِهِ ثعلب مُنْكسرْ

الضِّبن: الجنْب. وقال أبو زُبيد الطائي في بَضّ الماء:

يا عُثْمَ أدْرِكْني فإنَّ رَكِـيَّتـي

 

صَلدَتْ فأعْيَتْ أن تَبِضَّ بمائها

ضبب

واستُعمل من معكوسه: ضَبَّتْ لِثَتُه، تَضِبُّ ضَباً، إذا تحلّب ريقُها. قال الشاعر- يخاطب قوماً ويقول: نمتنع من إرادتكم ونقاتلكم حتى لا تحوزوا السبي:

أبَيْنا أبَيْنا أن تَضِبَّ لِثـاتُـكـم

 

على خرَّد مثل الظباء وجامل

والضَبُّ: هذه الدابّة المعروفة، والأنثى ضَبة. وضَبَّبْت على الضبّ تضبيباً، إذا حرّشته فخرج إليك مذنِّباً فأخذت بذنَبه. وصبة الحديد: التي تجمع بين الشيئين.

وأرص مضبه: ذات ضِباب، ومضِبّة، مثل فئِرَة من الفأر، وجَرذَة من الجِرذان.

وأضَبَّت أرضُ بني فلان، إذا كثر ضِبابها. والضَّبّ: موضع. والضَبّ: وَرَم يكون في صدر البعير ويقال في خُفّه، فإذا أصاب ذلك البعيرَ فالبعيرُ أسرُّ والناقةُ سَرّاء. قال الشاعر:

وأبِيت كالسَّرّاءِ يربو ضَبُّـهـا

 

فإذا تَحَزْحَزُ عن عِداء ضجتِ

 

ويروى: تزحزح. يقال: أسر بيِّن السّرَر، وهو داء يصيب البعير في صدره، فإذا بركَ تجافى. قال الأصمعي: السُّرَر: ورم يصيب البعيرَ في صدره. والضَّب: داء يصيبه في خُفّه، فإذا بركَ البعير وبه السَّرَر والضبّ تجافى في مبركه، فشبّه تجافيه عن فراشه بتجافي هذا البعير في مَبْركه. والضَّبُّ: الحِقد. قال كثير عَزَّة:

فما زالت رُقاكَ تَسُل ضِغْني

 

وتُخْرِجُ من مَكامنها ضِبابي

والضبّ: أن يجمع الحالبُ خِلْفَي الناقة في كفّيه. قال الشاعر:

جَمَعْتُ له كفيَّ بالرُّمح طـاعِـنـاً

 

كما جمع الخِلْفينِ في الضَّبِّ حالِبُ

وأضَبَّ الرجلُ على الشيء يُضِبُّ إضباباً، إذا لزمه لزوماً شديداً فلم يفارقه.

والضُّبَيب: فرس من خيل العرب معروف وله حديث. ويقال للطلْعَة قبل أن تنفلق: ضَبَّة، والجمع ضِباب، وإنما يقال ذلك لطلعة الفُحّال خاصة. قال الشاعر:

يطِفْنَ بفُحالٍ كأن ضِـبـابَـه

 

بطونُ المَوالي يومَ عيدٍ تَغَدَّتِ

الفُحّال: فُحّال النخل، وهو ذكرُها، فأما للحيوان ففحل، خفيف، وإذا خرج طَلْعُها تامًّا فهو ضِبابها. هذا عن أبي مالك من النوادر. وقد سمَّت العرب ضبة وضَبّا. وبنو ضَبَّةَ: بطن منهم، وكذلك الضِّباب: بطن أيضاً. وضَبّ: اسم الجبل الذي مسجدُ الخَيْفِ في أصله. والضَّبابُ: السحاب الرقيق، معروف ستراه في بابه إن شاء اللّه.

 

ب-ط-ط

بَط الجُرْخَ يَبطُّه بَطاً، إذا شقّه. فأما الطائر الذي يسمَّى البَطُّ، فهو أعجمي معرَّب معروف. والبط عند العرب صغاره وكباره: الإوَزّ. والبَطيط: العَجَب. قال الشاعر:

ألمّا تَعجبي وتَرَيْ بَـطـيطـاً

 

من اللائِينَ في الحِجَج الخوالي

ويُروى: في الحِقب.

 

طبب

ومن معكوسه: رجل طَبّ بالشيء: حاذق به. ومنه اشتقاق الطبيب. ومن أمثالهم: " من أحَب طَبَّ "، أي تأتَّى لأموره وتَلَطَّف لها. وفحل طَبّ: إذا كان بصيراً بالضوابع من الأوابي. والطِّبّ: السِّحر. قال ابن الأسلت:

ألا مَن مُبلِغ حسّانَ عنـي

 

أطِب كان داؤك أم جنونُ

وفي الحديث: طُب النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم، أي سُحر. ورجل مطبوب، أي مسحور.

والطِّبَّةُ، وقالوا: الطُّبَّة، وهي القطعة من الأدم المربَّعة أو المستديرة، وستراها في بابها إن شاء الله. وربما سمّيت القطعة من الأدم التي في حاشية السًّفرة أو حرفِ الدلو: الطِّبَّة، والجمع الطِّباب. وقال الشاعر- هو أسامة بن الحارث الهذلي:

أرَتْه من الجَرْباء في كل موقِفٍ

 

طِباباً فمأواه، النَّهارَ، المَراكـدُ

يصف حمار وحشٍ خاف الطِّراد فلجأ إلى جبل فصار في بعض شِعابه فهو يرى السماء مستطيلة. وقال الآخر:

وسد السماءَ السجنُ إلاّ طِبـابة

 

كتُرْس المُرامي مُسْتَكِفًّا جُنوبُها

فذاك رأى السماء مستطيلة لأنه في شِعب جبل، وهذا رآها مستديرة أو مربَّعة لأنه في السجن.

 

ب-ظ-ظ

أهملت

ب-ع-ع

عبب

استُعمل من معكوسها: عَبَّ في الإناء: يَعُبُّ عبّاً، وهو تتابع الجَرعْ. قال الراجز:

يَكْرَع فيها ويَعُب عبّا

 

مُجَبِّياً في مائها مُنكبّا

أي: منَكِّساً رأسَه رافعاً عَجُزَه. وفي الحديث: "مصوا الماءَ مصاً ولا تَعبّوه عبًّا فإن الكُباد من العبّ ". والعَبِيبة: ضرب من الطعام.

وللعين والباء مواضع في التكرير ستراها إن شاء اللهّ.

 

ب-غ-غ

غبب

استعمل من معكوسها: غَبَّ الطعامً يَغب غباً. والاسم: الغِبُّ، والطعام: غاب كما ترى، وهو أن تتغير رائحته. والغِبُّ من أوراد الإبل: أن ترعى يوماً وتَرِدَ يوماً من الغد، وبذلك سمِّيت الحمَّى: الغِبَّ، لأنها تأخذ يوماً وتُرَفَهُ يوماً. قال أبو بكر: قال أبو مالك: سألت العرب عن الغِبّ فقالوا: أن تشرب يوماً وتَردَ بعده بيوم، فيكون وِرْدها الماءَ يوماً واحداً، وكان ينبغي أن يُسمَّى ثِلْثاً؛ والرِّبع: أن يفوتها الماءُ يومين؛ والخِمْس: أن يفوتها الماء ثلاثة أيام، ثم كذلك إلى العشرة، وإنما سُمّي: عِشْراً لأنها تشرب يوماً ثم ترعى ثمانية أيام وتَرِدُ في اليوم العاشر.

وفي الحديث: "ادهنوا غبًّا ". والمثل السائر: " زُر غِبًّا تَزْدَدْ حُباً ". والغبُّ: الغامضُ من الأرض، والجمع أغباب وغبوب. قال الراجز:

كأنّها في الغُبِّ ذي الغِيطانِ

 

ذِئاب دَجنٍ دائم التَهْـتـانِ

الدَجْن: إلباسُ الغيمِ السماء؛ يومً دَجْنٍ وأيامُ دَجْنٍ وليالي دجنٍ. والغُب: الضارب من البحر حتى يُمْعِن في البرّ.

وللباء والغين مواضع في التكرير ستراها إن شاء اللّه.

 

ب-ف-ف

أهملت

ب-ق-ق

بَقَّ يَبُقُّ بقًا، إذا أوسع من العطية. وكذلك بَقّتِ السماء بقاً، إذا جادت بمطر شديد. قال الراجز- هو عُوَيْف القوافي:

وبَسَطَ الخيرَ لنـا وبَـقَّـهْ

 

فالخَلْقُ طُرّاً يطلبون رِزْقَه

وبَقَ فلان علينا كلامه، إذا أكثره. وتجيء في التكرير لها أخوات. والبق: البَعوض، معروف. ورجل بقَاق: كثير الكلام. قال الراجز:

وقد أقُودُ بالدوى الـمـزمـل

 

أخرسَ في السفْر بَقَاقَ المَنزل

قبب

ومن معكوسه: قَبَّ ناب الفحل قبيباً وقبًّا، إذا سمعتَ صوته. قال الراجز:

ذو كِدْنة لِنابهِ قَبِيبُ

يقال: بعير ذو كِدْنة، إذا كان عظيمَ السَّنام. والقَبُّ: القطع. يقال: ضرب يدَه فقبَّها، كما يقولون: ضربها فترَّها. قببتُه أقبُّه قباً، إذا قطعته. وقب النبتُ يَقُبُّ ويَقِب قبًّا، إذا يبس، وهو القبيب مثل القفيف سواء. والقَبُّ: قَبُّ المَحالة، وهي الخشبة المثقوبة التي تدور في المِحْوَر. وقب بطنُ الفرس، إذا لحقت خاصرتاها بحالبيها، والفرس أقب والأنثى قَبّاء. ومثل من أمثالهم تمثّل به عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه "خِبَقَّة خِبَقَّهْ تَرَقَ عَيْنَ بَقهْ ". يقال هذا للرجل إذا تكبّر وأعجبته نفسه ليتواضع، قالها عليّ عليه السلام وهو يصعد المنبر كأنه يأمر نفسه بالتواضع. وكل شيء جمعت أطرافه فقد قببته؛ هكذا يقول بعض أهل اللغة. فإن كان هذا صحيحاً فمنه اشتقاق القُبة، إن شاء الله.

 

ب-ك-ك

بكَّ الشيءَ يَبُكُّه بَكُّاً، إذا خرّقه أو فرّقه. والبَكُّ: الازدحام، وكأنه من الأضداد عندهم، من قولهم: تَباكّ القومُ، إِذا ازدحموا وركب بعضهم بعضاً. قال الراجز:

إذا الشَّريبُ أخَذَتْه أكه

 

فخلّه حتي يَبُكَّ بكـهْ

الشَريب: الذي يورد إبلَه مع إبلك. قال أبو بكر: الأكَة: الحرّ الشديد مع سكون الريح. يقول: فخلَه حتى يورد إبلَه حتى يتباكّ على الحوض، أي يزدحم.

وسُمِّيت مكَّةُ بكَّةَ لازدحام الناس بها، والله أعلم.

 

كبب

واستُعمل من معكوسه: كَبَبْتُ الشيءَ أكُبُّه كبًّا، إذا قَلَبْتَه. يقال: طعنه فكبه لوجهه. قال أبو النجم:

فكَبَّه بالرمح في دِمائهِ

وأكبَ الرجلً على الشيء، إذا عكف عليه، فهو مكب إكباباً. ويقال: أكببتُ على الشيء، إذا تجانأت عليه. وهذا من نوادر الكلام أن يقولوا أفْعَلْتُ أنا وفَعَلْتُ غيري. والكُبة: الحملة في الحروب، وقد تقدمّ كلام فيه. ونَعم كُبَاب، أي كثير مجتمع. والكُبُّ: الشيء المجتمع من تراب وغيره، وبه سُميت كُبةُ الغَزْل.

وفي كلام بعضهم لبعض الملوك: طعنته في الكَثة طعنةً في السَّبَّة فأخرجتها من اللّبة. والكُبُّ والكُبةُ: ضرب من النبت.

 

ب-ل-ل

بَل الشيء َيَبُله بلاً بالماء وغيره. وبَل من مرضه بَلاً وبُلولاً، إذا برأ. وكذلك أبَلَّ واستَبلَّ. قال الشاعر:

إذا بَلَّ من داء به ظَن أنَّـه

 

نجا وبه الداءُ الذي هو قاتِلُهْ

يُروى: بَرا ونَجا جميعاً؛ وُيروى: إذا بَلَّ من داء به خال أنه. وقال الرِّياشي: ومما يشبه هذا في المعنى قول الشاعر:

كانت قَناتي لا تلينُ لِغـامِـزٍ

 

فألانَها الإصباح والإمسـاء

ودعوتُ ربِّي بالسلامة جاهداً

 

ليصِحَّني فإذا السَّـلامة داءُ

وقال الرياشي: ومثله قول النَّمِر بن تَوْلبَ العُكْلِي:

يَوَدُّ الفتى طولَ السَّلامةِ والغِنى

 

فكيف ترى طولَ السلامةِ يفعلُ

وبُلَّة الشباب: طَراءته. ويقال: طويتُ فلاناً على بُلَلتِه وبلالته وبُلَلاته وبلته، إذا طويتَه على ما فيه من عيب. قال الشاعر- القتّال الكِلابي، ويقال الحَضْرَمي بن عامر الأسدي:

 

ولقد طَويتُكُم على بللاتِـكـم

 

وعرفتُ ما فيكم من الأذرابِ

وقال الشاعر:

طوينا بني بِشْر على بُللاتهم

 

وذلك خير من لِقاء بني بِشْرِ

ويقال: في الثوب بِلَة، أي رطوبة. والبلَة: داء يصيب الإنسان في جسمه.

وأبل الرجلُ إبلالاً، إذا كان خبيثاً. ورجل أبَلُّ. قال الشاعر:

ألا تتَّقون الله يا آل عَـامـر

 

وهل يتّقي اللّه الأبَلُّ المُصَمِّمُ

وقولهم: حِل وبِل؛ قال قوم من أهل اللغة: بِلّ هاهنا إتباع، وقال قوم: بل البِلُّ المباح، لغة يمانية. وقال عبد المطَّلب في زَمْزَم: لا أحِلها لمغتسِل وهي لشاربِ حِلّ وبِل.

 

لبب

واستعمل من معكوسه: لَبَّ بالمكان وألَبَّ به لَبًّا وإلباباً، إذا أقام به. ولبَّ الرجل، إذا صار لبيباً. قالت صفيَّة بنت عبد المطَّلب:

أضرِبُه لكي يَلَـبْ

 

وكي يقودَ ذا اللَّجَبْ

وذا اللَّجب: يعني الجيش. واللُبُّ: العقل، ولبُّ كل شيء: خالصُه، وربما سُمِّي سُمًّ الحيّة لُبّاً.

أهملت في الثنائي الصحيح إلّا في قولهم: البمة: الدبر.

 

ب-ن-ن

بن بالمكان وابنَّ بنّا وإبناناً، إذا أقام به، وأبى الأصمعي إلا أبنَ.

والبَنَة: الرائحة الطيّبة. وربما سمَيت مرابض الغنم: بَنَّة. وأنشدَنا عبد الرحمن عن عمّه الأصمعي:

وَعِيد تخْدِجُ الأرآمُ منه

 

وتَكْرَهُ بَنَّةَ الغَنَم الذئابُ

يريد: وعيد يُلهي الذئاب عن رائحة الغنم.

 

نبب

واستُعمل من معكوسه: نَبَّ التيسُ نَبًّا ونَبيباً، وهو صوته عند القِراع.

 

ب-و-و

البَوُّ: جِلْد الحُوار يُملأ تبناً أو حشيشاً ويقرَّب إلى أمّه لتَرأمَه فتَدرّ عليه.

 

ب-ه-ه

هبب

استُعمل من معكوسها: هَبَّ التيسُ يَهُبُّ هَبًّا وهبيباً. وهَبَّت الريحُ تَهُبُّ هبوباً، وقالوا هَبًّا، وليس بالعالي في اللغة. وهَب السيفُ هَبّا وهَبَّةً، إذا اهتزّ. وهبت الناقةُ هِباباً من النشاط. وهبَّ النائم هبًّا، إذا انتبه من رقدته.

 

ب-ي-ي

أهملت في الوجوه إلا في قولهم: هَيُّ بن بيٍّ، مثل لمن لا يُعْرَف. وقالوا: هَيّان بن بَيّان: اسمان لمن لم يُعرف ولم يُعرف أبوه. وأنشد:

لئام من بني هَيَ بن بَيّ

 

وأنذالُ الموالي والعبيدِ

حرف التاء وما بعده

من الحرف في الثنائي الصحيح

ت-ث-ث

أهملت.

 

ت-ج-ج

أهملت.

 

ت-ح-ح

حتت

استُعمل من معكوسها: حتّ الشَّيءَ يَحُتُّه حَتّا،كانحتات الورق عن الغصن. وحَتَّ الله مالَه حَتًّا، إذا أفقره. والحَتُّ: قبيلة من كِنْدَة يُنسبون إلى بلد ليس بأمّ ولا أب. والحَتُّ: البعير السريع السير، الخفيف. وكذلك الفَرَس؛ يقال: فَرَس حَتّ. قال الشاعر يصف ظليماً:

على حَتِّ البُراية زَمْخَرِيِّ الس

 

واعد ظلَّ في شَرْيٍ طِـوال

والزمخري: الأجوف. والسَّواعد: مَجاري المخّ في العظام في هذا الموضع. وإنما أراد حَتّاً عند البُراية، أي سريع عندما يَبْريه السفَر. وخالف قوم من غير البصريين في تفسير هذا البيت فقالوا: يعني بعيراً. قال الأصمعي: كيف يكون ذلك وهو يقول قبله:

كأنَّ مُلاءَتَيَّ على هِجَفٍّ

 

يعِن مع العَشِيّةِ للرِّئال

يقال: جمل ذو بُراية، إذا كان قوياً على السير. والشَري: شجر الحنظل. وطِوال: من صفة الشَّرْي. والهِجَفُّ: الظليم. ويَعُنّ: يعترض، يقال: عَنّ يَعُن، إذا اعترض، وعَنَّ الرجلُ الفرسَ، إذا حبسه بعِنانه يَعِنه، بالكسر. والرِّئال: أولاد النعام، واحدها رَأل.

 

ت-خ-خ

تَخَّ العجينُ تَخّا وأتخختُه أنا، إذا أكثرتَ ماءه حتى يلين. وكذلك الطين إذا أفرطتَ في كثرة مائه حتى لا يمكن أن يطيَّن به.

وقد قالوا أيضاً: ثَخَّ بالثاء، والأولى أعلى.

 

ختت

ومن معكوسه: خَتّ، وهو موضع.

 

ت-د-د

أهملت.

 

ت-ذ-ذ

أهملت.

 

ت-ر-ر

ترَّ العظمَ يَتره تَراً، إذا قطعه. وكذلك كل عضو إذا قطعه، وكذلك كل عضو انقطع بضربة فقد تُرَّ تَرُّاً. قال الشاعر- هو طرفة بن العبد:

تقول وقد تَرَّ الوظيفَ وساقَها

 

ألستَ تَرى أنْ قد أتيتَ بمُؤْيِدِ

 

ويُروى: تَر الوظيفُ وساقُها بالرفع، أي امتلأ. وتر الرجلُ ترارةً، إذا امتلأ بدنه شحماً. وأنشد أبو حاتم عن الأصمعي:

ونُصْبِحُ بالغَداة أتر شيءٍ

 

ونُمسي بالعَشِيّ طَلَنْفَحِينا

وقال أبو بكر: يعني قوماً أسَراء فهم مسترخون من الإعياء. قال الأصمعي: الترُّ: الخيط الذي يُمَدُّ على البناء فيُبنى عليه، وهو عندهم معرَّب واسمه بالعربية الإمام. وأنشد:

وخَلَّقْتُه حتى إذا تمَّ واستوى

 

كَمُخَّة ساق أو كمَتنِ إمام

يصف وتراً، وتال قوم: يصف سهماً، ويدلُّك على ذلك قوله:

قَرَنْتُّ بحِقَويه ثَلاثَاً فلم تَـزغ

 

عن القَصد حتّى بُصِّرتْ بدِمام

قّوله خلَّقته: مَلَّسته وسَوَيته. وبُصِّرَت: دمِّيت. وحِقْو السهم: مستدَقه.

 

رتت واستُعمل من معكوسه: الرتّ، والجمع رتوت، وهي الخنازير الذكور، زعموا، ولم يجىء به أحد غير الخليل. والأرَتّ: الذي في لسانه حُبْسة، يقال: رجل أرتُّ، والاسم الرَّتَت، وبه سمِّي الأرَتّ.

ت-ز-ز

أهملت.

 

ت-س-س

أهملت.

 

ت-ش-ش

شتت

استُعمل من معكوسها: شَتَّ يَشِتُّ شَتاتاً، وهو التفرُّق، والاسم الشَّتّ، والجمع أشتات.

 

ت-ص-ص

استُعمل من معكوسها: الصَّتُّ، وهو الضرب باليد والدفع.

قال رؤبة:

وطامِح النَّخْوَةِ مـسـتَـكِـتِّ

 

طأطَأ مِن شَيطانه التَّعَـتِّـي

صَكِّي عرانينَ العِدى وصَتَي

 

 

وصَتِيت من الناس، أي فِرقة.

 

ت-ض-ض

أهملت.

 

ت-ط-ط

أهملت.

 

ت-ظ-ظ

أهملت.

 

ت-ع-ع

يقال: تَعَّ تَعاً وتَعةً، إذا قاء، مثل قولهم: قاءٍ يقيء قيْئاً فهو قاءِ كما ترى.

وفي الحديث: " فتَعَّ تعةً "، إذا قاء، وقالوا: ثعَّ ثَعَةً، أيضاً.

وأما تَعْتَعه، فتلحق هذه بنظائرها.

 

عتت

استُعمل من معكوسها: عتَّه بالكلام يَعُتُّه عَتَاً، إذا وبخه ووَقَمه. قال أبو بكر: عَت وعَثَّ بالتاء والثاء جميعاً.

 

ت-غ-غ

غتت

استُعمل من معكوسها: غته في الماء يَغُته غتًّا، إذا غَطَّه فيه.

 

ت-ف-ف

تفّ: التُّفُّ، زعموا، ما يجتمع تحت الظفر من الوسخ. والتُفّة: دُوَيْبَّة شبيهة بالفأرة.

ومثل من أمثالهم: " استغنت التُّفَّةُ عن الرفّةِ "، والرُّفةُ: دُقاق التَبن، وقد قالوا: التُّفَة عن الرّفَةِ، بالتخفيف. قال الأصمعي: التُّفَّة دوَيْبَّة مثل جِرو الكلب، وقد رأيتها. وأنكر أن تكون فأرةً،

فتت

واستُعمل من معكوسه: فتّ الشيءَ يفُتُّه فَتِّا، إذا كسره بإصبعه. ومن أمثالهم:

كَفّا مطلَقةٍ تَفُتُّ اليَرْمعا

واليَرمَع: حجارة بِيض دِقاق تلمع في الشمس تتفتَّتُ باليد. ويقال: كلَّم فلان فلاناً بشيء فَفَت في ساعده، أي أضعفه وأوهنه.

 

ت-ق-ق

تَقَّ تَقْاً، ثم أميت هذا الفعل، ورُدَّ إلى بناء جَعْفَر في الرباعي، فقالوا: تَقْتَقَ وقالوا: تَتقْتَقَ الرجل إذا انحدر يهوي من الجبل حتى يوافي الأرضَ على غير طريق.

 

قتت

واستعمل من معكوسها: القَتُّ، معروف. قال الراجز:

بنى السّويقُ لَحْمَها واللـت

 

كما بنى بخَتَ العراقِ القَتُّ

والقتُّ: مصدر قَت بين القوم قَتا، إذا مشى بينهم بالنميمة، وهو القَتّاتّ. وأصله من قولهم: تقتتَ هذا الحديث، إذا تَسَمعه.

وقتتّ الشي، إذا جمعه قليلاً قليلاً.

 

ت-ك-ك

تَكَّ الشيءَ يتُكُّه تَكّا، إذا وطئه حتى يشدخّه، ولا يكون إلاّ من شيء ليّن، نحو الرّطب والبِطّيخ وما أشبه ذلك. والتكَّة لا أحسبها عربية محضة ولا أحسبها إلاّ دخيلاً، وإن كانوا قد تكلّموا بها قديماً.

 

كتت

واستعمل من معكومسها: كَتّ النبيذُ وغيره كَتُّا وكَتِيتاً، إذا ابتدأ غليانُه قبل أن يشتَدَّ. وكَتَت القومَ أكتُّهم كَتّاً، إذا عددتهم حتى تعرف إحصائهم، قال الشاعر- هو رُبَيعهّ الأسدي والد ذؤاب قاتل عتيبةّ بن الحارث بن شهاب:

إلاّ بـجـيش لا يكَـت عَـديده

 

سودِ الوجوه من الحديد غِضابِ

أي: لبسوا الحديدَ فصدئت أبدانُهم. وكتتِ الجرةُ الجديدة، إذا سمعت لها صوتاً عند صبك الماء فيها. وكَت الفحل، إذا سمعت له هديراً. وكتَّ الله أنفه، إذا أرغمه. ومثل من أمثالهم: "لا تَكتّها أو تكتّ النجومَ " أي لا تَعدها.

 

ت-ل-ل

 

تَلَّه يَتُلُّه تَلا، إذا صرعه. وكذلك فسِّر في التنزيل: "وتله للجبين "، واللهّ أعلم بكتابه.

وزعم بعض أهل العلم أن قولهم: رُمْح مِتَلّ، إنما هو مِفْعَل من الصَرْع، يُتَلُّ به، أي يُصرع به. وقال الأصمعي: المِتَل: الغليظ. قال الشاعر- هي دَخْتَنُوس بنت لقيط بن زُرارة: فَر ابنُ قَهْوَس الشّجـا عُ بكَفه رُمْح مِـتَـلُّ

ينجو به خاظي البَضي ع كأنّه سِـمْـع أزَلُّ

ويقال: هو بتِلة سَوْء، أي حال سَوْء. وكل شيء ألقيته على الأرض مما له جُثَة فقد تَلَلْتَه. وبه سُمِّي التَلُّ من التراب.

 

لتت

واستُعمل من معكوسه: لَتَّ السويقَ وغيره يلُتُّه لتاً، إذا بَسهُ بالماء أو غيره. وزعم قوم من أهل اللغة أن اللات التي كانت تُعبد في الجاهلية صخرة كان عندها رجل يَلُتُّ السويق وغيره للحاج، فلما مات عُبدت ولا أدري ما صحة ذلك لأنه لو كان كذلك كان يكون: " اللاّتّ " بتثقيل التاء لأنها تاءان. وقد قرىء في التنزيل: "أفرَأيتُم اللاتَّ والعُزَّى"، بالتثقيل والتخفيف. ولم يجىء في الشعر اللاّت إلا بالتخفيف. قال زيد بن عمرو بن نُفَيْل: تركت اللاّتَ والعُزّى جميعاً كذلك يفعلُ الجَلْد الصَّبـورُ

وقد سمَوا في الجاهلية: زيد الّلات، بالتخفيف لا غير. وقد جاء في التنزيل بالتخفيف، وقد قرىء بالتثقيل، واللّه أعلم. وإن حُملت هذه الكلمة على الاشتقاق لم أحِبَّ أن أتكلّم ليها.

 

ت-م-م

تَم الشي يَتِمُّ تَماماً. وامرأة حبلى مُتِم. ووُلِدَ الغلامُ لتِمّ وتِمامٍ بالكسر. وبدرُ تِمام بالكسر، وكذلك ليلُ تِمام، وكل شيء بعد هذا تَمام بفتح التَاء.

 

متت

واستُعمل من معكوسه: مَتَ يمُتّ مَتًّا. مَتَّ فلان إلى فلان بنسَب أو رَحِم، إذا اتّصل بها إليه.

وقالوا: تَمَتَّى في الحبل، إذا اعتمد فيه ليقطعه أو يَمُدَّه. وتمتى: في معنى تمطى، في بعض اللغات. والمَتُّ والمَدُّ والمَطُّ متقاربة في المعنى.

 

ت-ن-ن

أهملت إلا في قولهم: فلان تنُّ فلان، أي مثله وقرنه وسِنّه. وقد سمَت العرب تِنًّا.

 

ت-و-و

جاء فلان تَواً، إذا جاء فَرْداً. وجاء زَواً، إذا جاء ومعه صاحب. وأنشد لأبي غزالة الكِندي: بَقِيتُ بعدهم تَوًّا إذا ذُكروا فالعينُ تاركة إنسانَها غَرِقا

 

ت-ه-ه

هتت

استُعمل من معكوسه: هَتّ الشيءَ يَهُتُّه هتًّا، إذا وطئه وطأً شديداً حتى يكسره. ومن كلامهم: تركتهم هَتًّا بَتًّا، أي كسرتهم وقطعتهم. وسمعت هَتَّ قوائم البعير على الأرض، إذا سمعت وَقْعَها. والشيءُ المهتوت والهتيت: المكسور.

 

ت-ي-ي

أهملت التاء والياء في الثنائي الصحيح.

 

حرف الثاء

وما بعدها من سائر الحروف في الثنائي الصحيح

ث-ج-ج

ثججت الماءَ أثجُّهُ ثَجاً، إذا صببته صبَّاً كثيراً. وكذلك فُسر في التنزيل في قوله جل وعز: "ماءً ثجاجاً ". وهذا مما جاء في لفظ فاعل والموضع مفعول لأن السحاب يَثُج الماءَ فهو مثجوج.

وقال بعض أهل اللغة: ثججت الماءَ وثَج الماء وانثَج الماءُ كما قالوا: ذَرَفَتِ العين الدمعَ، وذَرَفَ الدمعُ، فهو ذارف ومذروف. قال الراجز: حتى رأيت العَلَقَ الثَّجّاجـا قد أخْضَلَ النحورَ والأوداجا

وفي الحديث: " تمامُ الحجِّ العَج والثج". فالعج: العجيج في الدعاء، والثج: سفك دماء البدن وغيرها.

 

جثث

واستُعمل من معكوسه: جثثت الشجرةَ وغيرها جثُّاً، إذا انتزعتها من أصلها. وفُسر قوله جَل ثناؤه: "اجتُثتْ مِن فوقِ الأرض ما لها مِن قَرارٍ " من هذا، والله أعلم.

والمِجَثة والمِجْثاث: حديدة يقطع بها الفَسيل، والفسيلة جثيثة. قال الراجز في النخل: أقسمتُ لا يذهب عنّي بَعْلها أو يستوي جَثِيثها وجَعلُهـا

البَعْل من النًخل: ما اكتفى بماء السماء. والجَعل: ما نالته اليدُ. وفي كتاب النبيّ صلَى الله عليه وآله وسلم لأكَيْدِر بن عبد الملك صاحب دُومَة الجَنْدَل: "لكم الضّامِنَة من النخل ولنا الضّاحِيَةُ من البَعْل ". الضامنة: ما أطاف به سور المدينة، والضاحية: ما كان خارجاً.

 

والجُثّ: ما ارتفع من الأرض حتى يكون له شخص مثل الأكَيْمَة الصغيرة ونحوها. وأحسب أنّ جُثة الرّجل من هذا اشتّقاقها. وقال قوم من أهل اللغة: لا تسمى جثة إلا أن يكون قاعداً أو نائماً، فأما القائم فلا يقال: جُثَّتُه، إنما يقال: قِمَّته. وزعموا أن أبا الخطّاب الأخفش كان يقول: لا أقول: جثة الرجل إلا لشخصه على سَرْج أو رحل ويكون معْتمّاً؛ ولم يسمع عن غيره.

قال الشاعر في الجُث الذي تقدمّ:

فأوفى على جُث ولـلـيل طُـرة

 

على الأفْق لم يهتِك جَوانِبَها الفَجْر

ث-ح-ح

حثث

استُعمل من معكوسه: حَثَّ يحثُّ حثاً، إذا استَعجل. والحث: حُطام التِّبن. والحث أيضاً: من الرمل، اليابس الخشن. أنشدَنا عبد الرحمن بن عبد الله عن عمّه الأصمعي لراجز دعا على أرض ألاّ يصيبها مطر، ثم ذكر اليبْس:

حتّى يُرى في يابس الثَّرْيا حُث

 

يَعْجِزُ عن رِيِّ الطلَيِّ المُرْتَغِثْ

الطُلَيُ: تصغير طَلاً. والمُرتغث: الذي يَرْغَث أمه، يرضعها. والثَّرياء: الثَّرى.

وتمر حث: لا يَلزَق بعضه ببعض.

والحثُّ: الطعام غيرَ مأدوم.

 

ث-خ-خ

خثث

استُعمل من معكوسه: الخُثُّ: غُثاء السيل، إذا خَلفه ونَضَبَ عنه حتى يَجِفَّ، وكذلك الطُّحْلُبُ إذا يَبِسَ وقدُمَ عهدُه حتى يسوادَّ. والخُثة: طين يُعجن برَوْث أو بَعْر ثم يُتّخذ منه الذِّيار، وهو الطين الذي تصَرُّ به الناقة على أخلافها. يقال: هو خُث، ما دام رَطْباً، فإذا جَف فهو ذِيار.

 

ث-د-د

دثث

استعمل من معكوسه: الدَّثُّ، والجمع الدِّثاث. وهو أضعف المطر. أنشدَنا عبد الرحمن عن عمه لراجز يصف أرضاً وماشية وظباءً ترعاها:

قِلْفِعُ رَوْض شَرِبَ الدِّثاثا

 

مُنْبَثَّةً نُفَّزُها انبـثـاثـا

النُّفَزُ: الغِزلان، من قولهم نَفَزَ ينَفِزُ نَفَزاً ونَفَزاناً، إذا وثب. يقال: نَفَزَت الظبية، إذا وثبت. والقِلْفِعُ: الطين الذي إذا نَضَبَ عنه الماءُ يَبِسَ وتشَقّق.

ويقال: أرض مدثوثة، إذا أصابها الدَّث.

 

ث-ذ-ذ

أهملت.

 

ث-ر-ر

ثررتُ الشيءَ أثُرُّه ثَرًّا، إذا بددته. وناقة ثرَّة: غزيرة اللبن. وعين ثرَّة: كثيرة الدموع. وطعنة ثرَّة: كثيرة الدم تشبيهاً بالعين لكثرة دمعها. والمصدر الثرارة والثُّرورة. قال الراجز:

يا مَن لِعينٍ ثَرةِ المَدامـع

 

يَحْفِشُها الوجدُ بماءٍ هامع

يحفِشها: يستخرج كلَّ ما فيها. والثرثار: نهر معروف. ورجل ثَرثار: كثير الكلام. وأنشد لعنترة بن شدّاد العبسي:

جادتْ عليه كلُّ عينٍ ثَـرةٍ

 

فَتَركْنَ كُلَّ قرارة كالدِّرهم

وفي الحديث أن رسول الله صلَى الله عليه وآله وسلَم قال: " ألا اخْبركم بأبغضكم إليّ? الثرثارون المُتَفَيْهِقون ". وأصل هذا كله من العين الثَّرَّة الكثيرة الماء.

 

رثث

واستُعمل من معكوسه: رَثَّ الثوبُ وأرَثَّ، إذا أخْلَق. وكل شيء أخلقَ فقد رَثَّ وأرَثَّ. وأجاز أبو زيد رَثَّ وأرث وأبى الأصمعيّ إلا رَث. وقال أبو حاتمٍ: ثم رجع الأصمعي بعد ذلك فأجاز رَثَ وارثَ رَثاثةً ورُثوثة. ورَث كل شيء: خسيسه. وأكثر ما يُستعمل فيما يُلبس أو يُفْتَرَش.

 

ث-ز-ز

أهملت الثاء مع الزاي والسين.

 

ث-ش-ش

شثث

استُعمل من معكوسها: الشَّثُّ، وهو ضرب من الشجر. قال الشاعر:

بوادٍ يَمانٍ يُنْبِتُ الشَّثَّ فَرْعُهُ

 

وأسفلُه بالمَرْخ والشَبَهـان

الشَبَهان: الثُّمام، لغة يمانية.

 

ث-ص- ص

أهملت الثاء مع الصاد والضاد.

 

ث-ط-ط

رَجل ثَط: بَيِّنُ الثَّطاطة والثُّطوطة من قوم ثِطاط. والمصدر الثَّطَط، وهو خِفَّة اللحية من العارضين. ولا يقال: أثَط، وإن كانت العامة قد أولعت به. قال الراجز:

كلحيةِ الشيخ اليماني الثَّطَ

قال أبو حاتم: قال أبو زيد مَرَّة: أثطُّ، فقلت له: أتقول أثَط? فقال: سمعتُها.

 

طثث

ومن معكوسه: الطَّثُّ. والطَث: ضربك الشيءَ برجلك أو بباطن كفَك حتى تًزيله عن موضعه؛ طَثَثْتُه أطثه طَثاً. والمِطَثَّةُ: خشبة عريضة يدَق أحد طرفيها يلعب بها الصبيان، نحو القُلَة. قال الراجز، يصف صقراً انقضَّ على طير:

 

يطثُّها طَوْراً وطَوْراً صَكّا

 

حتى يُزيلَ، أو يكاد، الفَكّا

يريد به فَك الفم.

 

ث-ظ-ظ

أهملت الثاء مع الظاء في جميع الوجوه.

 

ث-ع-ع

ثَعَ ثَعَةً، مثل تَعَّ تَعةً سواء، إذا قاء.

 

عثث

ومن معكوسها: امرأة عَثَّة: ضئيلة الجسم. ورجل عَث: ضئيل الجسم. قال الشاعر يصف امرأة جسيمة:

عَميمةُ ضاحي الجسم ليست بعَثَّةٍ

 

ولا دِفْنِسٍ يَطْبي الكِلابَ خِمارُها

قوله: يَطْبي الكلابَ خِمارُها: يريد أنها لا تتوقّى على خِمارها من الدسَم فهو زَهم؛ ويقال: نَمِس ونَسِم أيضاً، فإذا طرَحتَه اطَّبَى الكلبَ يقال: طَبَاه يَطبِيه واطباه يَطَّبيه- وهو الأعلى- برائحته، أي دعاه. والدفْنِس: البلهاء.

والعُث: دواب تقع في الصوف. وسُئل أعرابي عن ابنه فقال: أعطيه من مالي في كل يوم دانِقاً وأنه لأسْرَعُ فيه من العُث في الصوف في الصيف.

 

ث-غ-غ

غثث

استُعمل من معكوسه: الغَثُّ: لحم غَث: بَيِّنُ الغَثاثة والغثوثة، وهو المهزول. وكلامَ غَث: إذا لم تكن عليه طَلاوة. وأحسب أن غَثِيثةَ الجُرْح من هذا اشتقاقها.

وقال ابن الزُّبير للأعراب: " والله إنّ كلامكم لَغَث وإن سلاحكم لَرَث، وإنكم لَعيال في الجَدْب أعداء في الخَصْب ". قال أبو بكر: يقال: خَصْب وخِصْب، وكَسْب وكِسْب، لغتان جيّدتان.

 

ث-ف-ف

استعمل من معكوسه: الفَث، وهو نَبْت يُختبز حَبُّه ويؤكل في الجَدْب. قال أبو دهبَل:

حِرْمية لم يَخْتَبِزْ أهلهـا

 

فَثُّا ولم تستضرِم العَرْفَجا

ث-ق-ق

قثث

استُعمل من معكوسه: القَثُّ، وهو جمعُك الشيءَ بكثرة. يقال: جاءنا بالدنيا يَقُثها قثُّا، إذا جاء بالمال الكثير. والمِقَثة: خشبة مستديرة يلعب بها الصبيان على قدْر القُرْص تشبه الخرّارة.

فأما القِثّاء والقُثّاء فستراه في موضعه إن شاء الله.

 

ث-ك-ك

كثث

استعمل من معكوسها: لحْيَة كَثًة: كثيرة النبات. والمصدر الكَثاثة والكُثوثة. وكذلك الجُمَّة. وجمع الكَثة كِثاث. وأنشدنا عبد الرحمن عن عمّه رجز:

بحيثُ ناصَى اللِّمَمَ الكِثاثـا

 

مَوْرُ الكَثِيب فَجَرَى وحاثا

المَوْر: التراب الذي يدور على الأرض. وحاثَ، يقال: حاثَ الأرض، إذا نَبَثَها. وناصى: واصلَ.

 

ث-ل-ل

ثَل البيتَ يَثُلُّه ثَلاً، إذا هدمه. وثُلُّ عَرْش الرجل، وذلك إذا تضعضعتْ حاله. والمصدر: الثلُّ والثلَلُ. قال الشاعر- هو زهير:

تداركتُما الأحلافَ قد ثلَّ عَرْشُها

 

وذبيانَ قد زلًت بأقدامها النَّعْـلُ

يصف قوماً أصابتهم نكبة. وربما قيل: ثُل عَرْش فلان وعُرْشُه إذا قُتل؛ هكذا قال الأصمعي. قال الشاعر- هو ذو الرمَة:

وعبدُ يغوثٍ تَحْجُلُ الطيرُ حولَه

 

وقد ثَل عرْشَيه الحسامُ المذكَر

فإذا أردت القتل فليس إلا بالضمّ، والجيد عَرْشه. فأما في بيت ذي الرُّمَّة فبالضم لا غير. والعُرْشان في هذا الموضع: مَغْرِز العُنق في الكاهل. وكذلك عُرْشا الفرس: آخر مَنْبِت قَذاله من عُنًقه. والثَلّ والثلَل: الهلاك. قال الراجز:

إن يَثْقَفوكم يلْحِقُوكم بالثلَلْ

أي الهلاكُ. وقال لبيد:

فَصَلَقْنا في مرادٍ صَلْقَة

 

وصُداءً ألحَقَتْهم بالثَّلَلْ

والثَّلَّة: الصوف. قال الراجز:

قد قَرَنُوني بامرئ عِثْوَلِّ

 

رخْوٍ كحَبْل الثلَة المبْتَلِّ

ويروى: قِثولّ.

وقال أبو زيد. الثَلَّة: القطيع من الضَّأن خاصَّةً. والثُّلَّة: الجماعة من الناس. وكذلك قد فُسر في التنزيل، واللّه أعلم. والثًّلَّة: تراب البئر.

 

لثث

واستُعمل من معكوسه: اللَثُّ: شجر ملثوث، إذا أصابه النَّدى. ويقال للندى: اللَّثَى. وقد قيل للصَمغ: اللَّثى. ويقال: ألَث السًحابُ إلثاثاً، وهو دوامه بالمكان لا يكاد يبرح. قال الشاعر:

فما رَوضة مِن رياض القَطا

 

ألَث بها عارض مُمْـطِـر

اللَثَة: معروفة، والجمع لِثات. فأما اللثى واللِّثَة فستراه في بابه إن شاء الله.

 

ث-م-م

ثَمَمْتُ الشيء أثُمُّه ثمَّة وثَماً إذا جمعته، وأكثر ما يستعمل في الحشيش. والثمة: القبضة بالأصابع من الحشيش. وثَمَمْت يدي بالأرض أو بالحشيش، إذا مسحتها به. ووَطب مثموم، إذا غُطِّي بالثّمام. وسترى الثُمام في بابه. وثَمَ: كلمة يشار بها إلى المكان. وثم: كلمة تُستعمل في العطف.

 

مثث

ومن معكوسه: مَثَثتُ يدي مَثّاً، إذا مسحتها، وأحسبها مقلوباً عن ثَمَمْتُ. ومثَ شاربهِ يَمُث مَثًّا، إذا أكل دَسَماً فبقي عليه. وأحسب أنّ مَث ونَث بمعنى واحد. وفي حديث عمر تَنِثّ نَثَّ الحَمِيت، وهو زِقّ سمنِ أو دُهْن. وأنشد عبد الرحمن عن عمّه:

أرْعَلَ مجّاجَ الندى مَثّاثا

 

فدمها نَياً ومـا ألاثـا

الأرْعَل: الطويل، يعني: النبتُ سَمَّنَ الغنمَ. تقول: دَمَمْتُ الشيءَ، إذا طليته بشحم. والنيُ: الشّحم. وما ألاث: أي ما احتَبس.

 

ث-ن-ن

الثَنّ: حُطام اليبيس. وأنشد رجز:

فَظِلْنَ يَخْلِطْنَ هشيمَ الثَـنِّ

 

بعد عميم الروضة المُغِنِّ

وأنشد أيضاً:

يكفي الفصيلَ أكلة من ثِنِّ

والثُّنَة: شَعَرات على رُسْغ الدابّة. والثنة أيضاً: ما دون السُرَّة من أسفل البطن.

 

نثث

ومن معكوسه: نَثَّ يَنث نثيثاً، إذا عرقَ من سِمَنه. والنَثُّ من قولهم: نَثَثْتُ الحديثَ أنُثُّه نَثّا، إذا أظهرته وكشفته.

 

ث-و-و

لها مواضع في الرباعي والمكرَّر تراها إن شاء الله تعالى.

 

ث-ه-ه

هثث

استُعمل من معكوسه: الهَثُّ ثم أميتَ وألحق بالرِباعي في الهَثهثة، وهو اختلاط الصوت في الحرب أو في صَخب. قال الراجز:

وهَثْهَثُوا فكَثُرَ الهَثْهاتُ

قال أبو حاتم: أصل الهَثّ خَلْطُ الشيء بعضه ببعض.

 

ث-ي-ي

أهملت في الوجوه كلها.

 

حرف الجيم

في الثنائي الصحيح وما بعده

ج-ح-ح

جَحَّ الشيء يَجُحُّه جَحّا، إذا سحبه، لغة يمانية. وكل شجر انبسط على وجه الأرض فهو عندهم الجحُّ، كأنهم يريدون أنه انجَحَّ على الأرض إذا انسحب. فأما أهل نجد فيسمّون البِطيخ الأصفر الرّخو جُحُّا. ويسمّون صغار البِطِّيخ قبل نضجه: الجحّ. وكذلك الحَنْظَل الذي يسميه أهل نجد الحَدَج قبل أن يصفرّ. وأنشد:

فَياشِل كالحَدَج المُنْـدال

 

بدَوْنَ من مدَّرِعِي أسْمالِ

ويقال: أجَحَّتِ السبعةُ والكلبةُ، إذا أثقلت فهي مُجِح، والجمع مَجاحُّ.

 

حجج

ومن معكوسه: حَجَّ يَحُجُّ حَجاً. وأصل الحَجّ القَصْد. قال الشاعر- هو المُخَبَّل السعدي:

فَهُمْ أهلات حولَ قيس بن عاصم

 

يَحُجّون سِبَّ الزِّبْرِقان المزعفَرا.

وحجَّ العظمَ يَحُجُّه حجُّا، إذا قطعه من الجُرْح فاستخرجه. قال الهذلي:

وصُبَّ عليها الطِّيبُ حتّى كأنَها

 

أسِي على أمِّ الدِّماغ حَجِـيجُ

وقال الآخر:

يحجُّ مأمومة في قَعْرها لَجَف

 

فآسْتُ الطبيب قَذاها كالمغاريدِ

يصف طبيباً داوى جِراحاً بعيدة القعر فهو يجزع من هولها فالقذى يتساقط من أسته كالمغاريد، وهي الكَمْأة الصِّغار السُّود، الواحد مُغرود. قال أبو بكر: وليس في كلامهم فُعْلُول موضع الفاء منه ميم إلا هذا الحرف، مُغْرود ومُغفور، وهو صَمْغ يسقط من الشجر حُلو يُنقع، وُيشرب ماؤه حلواً. والمأمومة: التي قد بلغت إلى أم الدماغ. واللجَفُ شبيه بالكهف يكون في أسفل الآبار من أكل الماء. وشبَّه هذه الشَّجَّة بتلجُّف المبئر. ولجَّفَ القومُ مكيالَهم، إذا وسّعوه.

والحجُّ: مصدر حَجَّ البيتَ يَحجُّ حَجاً.

والحِجُّ بكسر الحاء: الحُجّاج، لغة نجدية. قال جرير:

وكأن عافيةَ النُّسُور عليهـم

 

حِج بأسفَل ذي المجازِ نُزول

وقال آخر:

كأنما أصواتُها فـي الـوادي

 

أصواتُ حِجّ من عُمانَ غادي

والحِجَّةُ: السنَةُ. والحُجَّة: معروفة. والحِجَّةُ: خَرْزَة أو لؤلؤة تعلَّق في الأذن. وقال قوم: شحمة الأذن التي يُعلَّق فيها القُرْط يقال لها: الحِجَّة. ويسمّي الكوفيون الخَرْزَة جاجَةً بجيمين، وهو غلط، وإنما سُمِّيت الخرزةُ حاجَةً بآسم الموضع، وربما سُمِّيت حاجّة. وأنشدوا:

يَرُضْنَ صِعابَ الدرّ في كلّ حِجَّةٍ

 

وإن لم تكن أعناقُهُنّ عـواطـلا

ج-خ-خ

جَخَّ برجله وجَخا بها، إذا نسف بها الترابَ في مشيه. وربما قالوا: خَجَّ بها- بالخاء قبل الجيم- وخجا بها، يخجو. وجِخَ ببوله وجَخا به جَخًّا، إذا رغّى به حتى يَخُدَّ به الأرض خَدا.

 

ج-د-د

جَدَّ الشيءَ يَجُده جدا، إذا قطعه.

والجدًّ: أبو الأب.

والجَدُّ، لله تبارك وتعالى: العَظَمةُ. ومنه حديث أنَس: " كان الرجل منّا إذا حفظ البقرةَ وآلَ عمران جَدَّ فينا "، أي عَظُمَ في أعيننا. والجَدُّ، للناس: الحَظُّ. فلان ذو جَدٍّ في كذا وكذا، أي ذو حظ فيه. والجِدُّ: ضدُّ الهَزْل. والجُدُّ: الرَّكِيُّ الجيّدة الموضع من الكلأ. قال الأعشى:

ما يُجْعَلُ الجدُّ الظَّنُونُ الذي

 

جُنِّب صَوْبَ اللجِبِ الماطرِ

مِثْلَ الفُراتيَ إذا ما طـمـا

 

يقذِفُ بالبُوصيِّ والماهـرِ

قال أبو بكر: البُوصيُّ: السفينة، وكانت بالفارسية بالزاي فقلبتها العرب صاداً. والماهر: السابح. والظنون: الذي لا يوثق بما عنده، وكذلك في الرَّكِيّ، أي لا يوثق بمائها.

والجُدة: شاطىء النهر.

 

دجج

واستُعمل من معكوسه: دج القوم دَجُّا، إذا مشوا مشياً رُويداً في تقاربِ خَطْوٍ. ومنه قولهم: أقبل الحاجُّ والداجُّ، فالحاج: الذين يحُجّون، والدَّاج: الذين يَدِبّون في آثار الحاجّ من التجّار وغيرهم. وفي كلام بعضهم: أمَا وحَواجِّ بيت الله ودواجِّه لأفْعَلَنَّ كذا وكذا.

وذكر أبو حاتم أنه يقال: دَجْدَجَ الدَّجاجُ، إذا عدا. وهذا تراه في بابه مستقصًى إن شاء الله.

 

ج-ذ-ذ

جَذَّ الشيءَ يَجُذُّه جذّا إذا استأصله قطعاً. قال أبو عبيدة في قوله جَل وعَزَّ: "عَطاءً غير مجذوذٍ ": أي غير منتقَص؛ هكذا فسّره وإلى هذا يَرْجِع إن شاء الله.

 

ج-ر-ر

جَر الشيءَ يَجًرُّه جَرُّا، إذا سحبه. وأجِرَّ الفصيلُ، إذا ثُقب لسانه وأدخل فيه خيط من شَعَرِ ليمنعه أن يرضع أمَه فيجهدَها. قال امرؤ القيس:

أجرَّ لساني يومَ ذلِكُمُ مُجِر

وأجررته الرمح، إذا طعنته. وأنشد:

أجِرَّهُ الرمْحَ ولا تِهالَهْ

كذا سُمع من العرب.

والجَرُّ: سَفْح الجبل حيث علا من السَّهل إلى الغِلَظ. قال الشاعر- عبد الله بن الزِّبَعْرَى:

كم ترى بالجَرِّ من جُمجمةٍ

 

وأكُفّ قد أتِرَّتْ وجِـزَلْ

وقال الراجز:

وقد قَطَعْتُ وادِياً وَجرّاً

والجَرّ: الذي جاء فيه النهي عن نبيذ الجَرِّ. والمعروف في الجَرّ عند العرب ما اتًّخذ من الطين كالفَخّار ونحوه. والجِرَّة: ما يجتره البعير من كَرِشه. ومثل من أمثالهم: " ما اختلفت الدرَة والجِرة ".

وأما الجرير فله موضع تراه فيه مع نظائره إن شاء الله. ومثل من أمثالهم: "نَاوَصَ الجُرَّة ثم سالَمها". يقال ذلك للذي يخالف القوم على رأيهم ثم يرجع إلى أقوالهم. والجُرّة: خشبة نحو الذراع يجعل في رأسها كِفَة وفي وسطها حبل، فإذا نشِب فيه الظبيً ناوصها ساعةً واضطرب فيها فإذا غلبته استقرّ فيها فتلك المسالمة.

 

رجج

ومن معكوسه: رجَ الشيءُ يَرُج رَجا، إذا ترجرجَ، وهو راج. وقيل لابنة الخُسّ: بمَ تعرفين لَقاح ناقتك? فقالت: أرى العينَ هَاجّا والسنامَ راجُّا وأراها تفاجُّ ولا تبول "، وذكرت العينَ هاهنا تريد بها الناظر. وهججَتْ: غارت، وهَجَت مخفف.

وسمعتُ رَجةَ القوم، أي أصواتهم. وكذلك رَجة الرعد، أي صوته. وفي التنزيل: " إذا رُجَّتِ الأرْض رجًّاً، يعني يوم القيامة.

 

ج-ز-ز

جَز الصوفَ وغيره يجزه جَزُّاً. واسمُ الصوف المجزوز: الجِزة. وقال أبو حاتم: الجِزًة: صوف كَبْش أو نعجة إذا جُز فلم يخالطه فيه غيره. وجُزازُ كل شيء: ما اجتززته منه. وجاء زمان الجَزاز، أي الحصاد. وأنشدَنا أبو حاتم بيتاً للفرزدق:

فنِعْمَ الأيْرُ أيْرُكَ يا ابنَ كوني

 

يُقِل جُفالَةَ الكَبْش الجَـزِيزِ

الجُفَالة: الصوف والشَّعَر المكتنز.

 

زجج

ومن معكوسه: زججت الشي من يدي زجا، إذا رميت به. وزَجَجْتُه بالرمح، إذا نَجَلْتَه به وزَرَقْتَه. والزج: معروف، والجمع زِجاج وأزِجَّة وزِججَة. وأزجَجْت الرُّمْحَ إزجاجاً، وزَجَّجْته تزجيجاً، إذا جعلت له زُجاً، وكذلك أزجَجْتُه إزجاجاً، فهو مُزَج ومزَجج. قال أوس ابن حَجَر:

 

أصَـمَّ رُدَيْنـيُّا كـأنّ كُـعُـوبَـهُ

 

نوى القَسْب عَرّاصاً مُزَجُّا مُنصَّلا

والزُجاح: معروف. والزَّجَج من قولهم: حاجب أزجُّ، وهو السابغ الطويل في دَقة. وظليم أزَجُّ ونعامة زَجّاء، إذا كانا طويلي الرجلين. ورجل أزجُّ، والجمع زُج، وهو بعيد الخَطْو. قال ذو الرُّمَة:

جُمالية حَرْف سِناد يَشُـلُّـهـا

 

أزجُ بعيدُ الخَطْوِ ظمآنُ سَهْوَقُ

ج-س-س

جَسَ الشيءَ يَجسُّه جَسُّاً، إذا لمسه بيده. ومَجَسُّ الشيء ومَجسَّتُه: الموضع الذي تقعٍ عليه يدك منه إذا جَسَسْتَه. وقد يكون الجَس بالعين أيضاً. يقال: جَسَّ الشخص بعينه، إذا أحَدَّ النظرَ إليه ليستثبت. قال الشاعر:

وفتيةٍ كالذِّئابِ الطُلْس قلتُ لهـم

 

إنّي أرى شَبَحاً قد زال أو حالا

فاعصَوْصَبوا ثم جَسًّوه بأعْيُنِهـم

 

ثم اختَفَوْه وقَرنُ الشَمس قد زالا

اختفوه: أظهروه، ويقال خفَيت الشيءَ إذا أظهرته، واختفى: افتعل من ذلك. وجَسِّ: زجر للبعير، لا يتصرف له فعل.

 

سجج

واستعمل من معكوسه: سجَ الحائطَ يَسُجُّه سجا، إذا مسحه بالطين الرقيق فلاطه به. والمِسَجة: الخشبة التي يُطلى بها الحائط، لغة يمانية، وهي التي تسمَى بالفارسية: المالجَةُ. قال أبو بكر: وأهل نجد يسمون المالَجَةَ المِسْيَعَة.

 

ج-ش-ش

جَشّ الحَبَّ يجشُّه جَشًّا، إذا طحنه طحناً جريشاً. والحَبُّ جَشِيش ومجشوش. قال رؤبة:

يا عجباً والدهرُ ذو تخـويش

 

لا يُتَّقَى بالدَّرق المَجـروش

لَفْظَ الزُّؤان مِطْحَرُ الجَشيش

 

 

الزُّؤان: حب يكون في البرّ. وجَشَّ الرَّكِيَ يَجُشُّها، إذا استخرج ماءها وحمأتَها. قال أبو ذؤيب:

يقولون لمّا جُشَتِ البئر أوْرِدوا

 

وليس بها أدنى ذِبابٍ لـواردِ

الذِّبَاب: الماء القليل. وفرس أجشُّ: غليظ الصهيل، وهو مما يُحمد في الخيل. قال النجاشي:

ونجى ابنَ حرب سابح ذو علالةٍ

 

أجَشُّ هزيم والرِّمـاح دَوانـي

قوله ذو علالة: أراد جرياً بعد جري مثل عَلَل الماء شيئاً بعد شيء وشرباً بعد شرب، الأول النَّهَل والثاني العَلَل. وقوله هزيم: أي تُسمع له هَزْمَة مثل هزمة الرعد. وجُشُ أعيارٍ: موضع. وسمعت في حلقه جُشَّةً، أي غِلظاً، وهو مثل الجُشْرة. والجَشَّة والجُشة: لغتان، وهم الجماعة من الناس يقبلون معاً في نهضة وثورة. قال العجّاج:

بجَشُّةٍ جشّوا بها ممّن نَفَـرْ

 

محملين في الأزِمّات النخَرْ

شجج

ومن معكوسه: شجَجْت الرجلَ أشُجُّه شَجًّا، إذا كسرت رأسه. وشَجَّ الخمرَ بالماء يَشُجها شَجا، إذا مزجها. وشجَّ الأرض براحلته، إذا سار بها سيراً شديداً، وأشَجًّ، " أفْعل " من الشَجّ: اسم رجل. وأنشد لأعشى همدان:

بينَ الأشجِّ وبينَ قيس بيتُه

 

بَخْ بخْ لوالده وللمولـودِ

ج-ص-ص

الجِصّ: معروف، وليس بعربي صحيح.

 

ج-ض-ض

ضجج

استُعمل من معكوسه: ضَجَّ ضَجيجاً، والاسم: الضَّجَّة. والضَجَاج: القَسْر. قال الراجز يصف حرباً:

وأغْشتِ الناسَ الضَجاجَ الأضْجَجا

 

وصاحَ خاشي شرِّها وهَجْهَجـا

والضَجَاج: ثمر نبتٍ أو صَمْغ تغسل به النساءُ رؤوسهن؛ لغة يمانية.

 

ج-ط-ط

أهملت الجيم مع الطاء والظاء في الوجوه الثنائية.

 

ج-ع-ع

الجَعُّ: أميت فألحق بالرباعي في " جعجع ". والجَعْجَعَة: القعود على غير طمأنينة. ومنه قول أبي قيس بن الأسْلَت:

مَن يَذُقِ الحربَ يَجِدْ طَعْمَها

 

مُرّا وتَتْرُكْه بجَـعْـجـاع

ومن أمثالهم: "أسمعُ جَعْجَعَةً ولا أرى طِحْناً". الطِّحْن: الشيء المَطحون. والطَّحن: المصدر. وكتب ابن زياد إلى ابن سعد: "جَعْجِع بالحُسين "، أي أزعِجْه. والجعجعة: الصوت.

 

عجج

ومن معكوسه: عَجَّ يَعِجُّ عَجُّا وعَجيجاً، إذا صاح. وسمعت عَجَّةَ القوم وعَجِيجَهم، أي أصواتهم.

والعُجة: ضرب من الطعام، لا أدري ما حدّها. ونهر عجّاج: كثير الماء. والعَجَاج: الغُبار.

وسُمِّي العَجّاج عَجاجاً بقوله:

حتى يَعُجً ثَخَناً مَن عَجْعَـجـا

 

ويُودِيَ المُودي وينجو مَن نجا

 

ثخن: مبني من أثخنه، إذا بالغ في ضربه. وألحق العَجُّ بالرباعي، فقالوا: عجعج.

 

ج-غ-غ

أهملت الجيم والغين مع وجوه الثنائي.

 

ج-ف-ف

جَف الشيءُ يَجِفُّ جفوفاً بعد رطوبته. والجُفُّ: الجمع الكثير من الناس. قال النابغة:

من مُبْلِغ عَمْرَو بنَ هـنـدٍ آيةً

 

ومن النَّصيحة كثـرةُ الإنـذارِ

لا أعرِفَنَّكَ عارضاً لرماحِـنـا

 

في جفِّ ثعلبَ واردي الأمرارِ

يعني ثعلبة بن عوف بن سعد بن ذبيان. وروى الكوفيون: في جُفِّ تغلبَ، وهذا خطأ، لأن تغلب في الجزيرة وثعلبة في الحجاز. وأمرار: موضع. وجُفُّ الطلْعة: وعاؤها إذا جَفَّتْ. وفي الحديث: طُبّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فجُعل سِحْرُه في جُفِّ طَلْعَةِ ذَكَرٍ. والجُف أيضاً: نصفُ قربةٍ تُقطع من أسفلها وتُجعل دلواً. قال الراجز:

رُبَّ عجوز رأسُها كالكِفَّهْ

 

تَحْمِلُ جُفّا معها هِرْشَفهْ

قوله كالكِفَّة: يعني من الكِبَر ككِفَّة الحائل، وهو الصائد. والهِرْشَفَّة: خِرْقَة ينشَّف بها الماء من الأرض. وأما الجَفْجَف فهو الغلَظ من الأرض، وقد أفردنا لهذا المكرر باباً تراه إِن شاء الله.

 

فجج

ومن معكوسه: فَج، والجمع فِجاج، وهو الطريق الواسع في الجبل، أوسع من الشِّعب. وفَج الرجلُ رجليه، إذا باعد بينهما، وكذلك الدابّة. ويقال أيضاً: أفَجَّ فهو مفج، إذا عدا عدواً شديداً.

وقوس فَجّاءُ، إذا ارتفعت سِيَتُها، فبانَ وتَرها عن عِجْسِها. يقال: عُجْسُها وعِجْسُها وعَجْسُها، ثلاث لغات، وهو المَقْبِض.

 

ج-ق-ق

أهملت الجيم مع القاف والكاف في وجوه الثنائي.

 

ج-ل-ل

جُلُّ الشيء: معظمه. وجُل الدابة وجَلُّها، لغة تميمية معروفة. ويقال: أخذت جُل هذا الشيء وجلَه، إذا تَجَلَّلْته، وأخذت جُلالَه وجِلَه. ويقال: قوم جِلة: ذوو أخطار. والجَلَّة البار. والجليل: التمام. ونهي عن أكل لحم الجلابات، وهي التي تأكل البار والرَجيع. والجُلَّة من جِلال التمر: عربية معروفة، والجمع جُلَل. قال الشاعر، هو الأعشى:

يَنْضِحُ بالبول والغبارِ على

 

فخذيه نضحَ العبديّة الجلَلا

وأنشدني أبو عثمان الأشْنانْداني قال: أنشدني الأصمعي قال: أنشدني الأخفش:

باتوا يعَشون القُطَيْعاء ضيفَهـم

 

وعندهم البَرْني في جُلَل ثُجْـل

فما أطعموه الأوْتَكَى من سَماحةٍ

 

ولا مَنَعوا البَرْنِيَّ إلا من البُخْل

الأوْتَكَى: صرب من التمر. والقُطَيْعاء: تمر صِغار يشبه الشِّهْرِيز. وقال الراجز:

إذا ضربتَ مُوقَراً فآبْطُنْ لَهْ

 

فوقَ قُصَيْراه وتحت الجُلَهْ

يعني جملاً عليه جُلَّة. والمَجَلَّة: الصحيفة. وكذلك رُوي بيت النابغة:

مَجَلَّتُهم ذات الإلـه ودينـهـم

 

قويم فما يَرْجُون غيرَ العواقبِ

يريد الصحيفة لأنهم كانوا نصارى، فأراد الإنجيل. ومن روى: مَحلّتهم " بالحاء، أراد الشام الأرض المقدسة.

 

لجج

ومن معكوسه: لَجَّ يَلجُّ لَجاجاً، إذا مَحِكَ في الأمر. وسمعت لَجَّة القوم، أي أصواتهم. واللجة: لجة البحر، والجمع لُج ولُجَج.

وفي حديث الزبير: أدخِلتُ الحَشَّ ووضعوا اللُجَّ على قَفَيَّ. قالوا: يعني السيف، شبّه بريقَه بلجَّة البحر، والله أعلم.

 

ج-م-م

جَمّ الفرسُ يَجِمُّ جَماماً ويَجُمُّ أيضاً، إذا عَفا من التعب ولم يركب. وكذلك جَمامه إذا ترك الضِّراب. ويقال: أعطني جَمام فرسك. وجَمَّت البئر تَجمُّ جماً وجموماً، إذا تراجع ماؤها. وضمُّ الجيم في البئر أكثر من كسرها في المستقبل. وجَمَّةُ الرَّكِيّ: معظم مائها إذا ثاب، والجمع جِمام. وكذلك جَمَّة المركب البحري، عربية صحيحة محضة، وهو الموضع الذي يجتمع فيه الماء الراشح من خُروزه. والجُمَّة: الشعر الكثير، وهي أكثر من اللِّمَة، والجمع جُمَم وجِمام. والجُمَّة: القوم يسألون في الدَيات. وأنشد:

وجمة تسألني أعْـطـيتُ

 

وسائلٍ عن خَبَـرٍ لَـويتُ

فقلتُ لا أدري وقد دَرَيتُ

 

 

والجَمُّ: الكثير من كل شيء. قال الراجز:

إن تَغْفِرِ اللهمَّ تَغْفِرْ جَمّا

 

وأيُّ عبدٍ لك لا ألَمّـا

 

 

أي لم يُلِمَّ بالذنب ولم يقارف. وكذلك فسّره أبو عبيدة. وكذلك فسر في التنزيل، واللّه أعلم.

والجُمّ، زعموا: صَدَف من صَدف البحر لا أعرف حقيقّته. وأجمَت الحاجة، إذا حانت. قال زهير:

وكنت إذا ما جئتُ يوماً لـحـاجةٍ

 

مَضَت وأجمَت حاجةُ الغد ما تخلو

مجج

ومن معكوسه: مَج الماءَ يَمجه مَجّا، إذا مجه من فيه بمرّة واحدة، أي أخرجه. وهو المُجاج. ومُجاجُ المُزْنِ: مَطَره. ومجاجُ النحل: عَسَله. وأنشد:

ويدعُو ببَرد الماء وهو بَـلاؤه

 

وإمّا سقَّوه الماءَ مَجَّ وغَرْغَرا

هذا يصف رجلاً به الكَلَب، والكَلِبُ إذا نظر إلى الماء تَخيل له فيه ما يكرهه فلا يشربه.

والمُج والبُجُّ، زعموا: فَرْخ الحمام، ولا أعرف ما صحته، والمُج: اسم سيفٍ من سيوف العرب، وقد ذكره الكلبي. وأمج الفرسُ إمجاجاً، إذا جرى جريَاً شديداً. قال الراجز:

كأنّما يَستضرمان العَرْفَجـا

 

فوق الجَلاذِيّ إذا ما أمْجَجا

يريد: أمَجّا. قال: يصف حماراً وأتاناً، شبه ما تنفيه حوافرهما من الحصى وقدحَ النار بضرام العرفج. يريد أمجّ، فأظهر التضعيف اضطراراً. والجَلاذي جمع جَلْذَأة، وهي الأرض الغليظة وفيها ارتفاع.

 

ج-ن-ن

جنَّ الرَّجلُ جُنونَاً. وجُنّ النبتُ، إذا غَلُظ واكتهل، والجِنُّ: خلاف الإنس. وجِن الشباب: حدّته ونشاطه. ويقال: فلان في جِنّ شبابه، أي في أوله. وقال حسان:

إنَّ شرْخَ الشبابِ والشَعَرَ الأسْ

 

وَدَ ما لم يُعاصَ كان جُنونـا

وجِنُّ الليل: اختلاط ظلامه. قال الشاعر- هو المتنخل:

حتى يجيءَ وجنُّ اللـيل يُوغِـلُـهُ

 

والشوكُ في وَضَح الرجلين مركوزُ

ويقال: جُنون الليل، وجَنانُ الليل. قال الشاعر- دريد بن الصمَّة الجُشَميّ:

فلولا جُنونُ اللـيل أدرك رَكْـضُـنـا

 

بذي الرِّمث والأرْطى عِياضَ بنَ ناشبِ

ويقال: جنَّه الليل وأجنه وجنَّ عليه، إذا سَتَرَه وغطّاه، في معنى واحد. وكل شيء استتر عنك فقد جنّ عنك. ويقال: جَنان الرجل، وبه سُمّيت الجِن. وكان أهل الجاهلية يسمّون الملائكة: جِنَّةً لاستتارهم عن العيون. والجِنُ والجِنَّة واحد. والجنَّة: ما واراك من السلاح. والجَنة: الأرض ذات الشجر والنخل. ولا تسمَى جَنَّةً حتّى يُجنها الشجرُ، أي يسترها، هكذا قال أبو عبيدة.

وسمِّي التًّرْسً مِجَنًّا لستره صاحبَه. وسمَي القبرُ جَنَناً من هذا. والطفل ما دام في بطن أمه فهو جَنين. والجَنين: المدفون. قال الشاعر في جَنين القبر- هو عمرو ابن كلثوم التغلبي:

ولا شَمْطاءَ لم يَتْرُك شَقاها

 

لها من تسعةٍ إلاّ جَنـينـا

أي مدفوناً؛ أي قد ماتوا كلُّهم. قال: ومنه كلام ابن الحنفيّة "رحِمكُ الله مِن مُجَنٍّ في جَنَنٍ ومدْرَج في كَفَنٍ "؛ يقوله للحسن رحمة الله عليه. وجَنان الناس: معظمهم. قال الشاعر:

جَنانُ المسلمين أوَدُّ مَـسُّـا

 

وإنْ جاوَرتُ أسْلَمَ أو غِفارا

وربما سمِّيت الروح جَناناً لأن الجسم يُجِنُها؛ هكذا قال بعضهم.

ومن معكوسه: نَجَ الجُرْحُ يَنج نَجُّا، إذا رشحَ منه القيحُ أو غسَق به. وزعموا أن غَسّاق من هذا اشتُق. يقال: غسَق الليلُ يغسِق، وغسَق الجرحُ يغسَق. قال الشاعر:

فَإن تَكُ قُرْحَة خَبُثت ونجَّت

 

فإن الله يَشفي مَن يشـاءُ

ج-و-و

جَو السماء: معروف، وهو الهواء. وروَوْا بيت ذي الرُّمَة:

وظَلَّ للأعْيَس المُزْجي نَواهِضَه

 

في نَفْنَف الجَوِّ تصويب وتصعيدُ

ورُوي: في نفنف اللُّوح ". وجوّ البيت: داخلُه؛ لغة شامية. وكانت العرب تسمّي اليمامة في الجاهلية جَوًّا. قال الشاعر - هو الأعشى:

فاستنزَلوا أهلَ جَو من منازلهم

 

وهدموا شامخَ البُنيانِ فاتضعا

وجج

ومن معكوسه: وَج، وهو الطائف. قال الشاعر:

صَبَحْتُ بها وَجا فكانت صبيحةً

 

على أهل وَج مثلَ راغيةِ البَكْرِ

ج-ه-ه

ألحق جَهَّ بالرباعي فقيل: جَهْجَهَ. يقال: جَهْجَهْتُ بالسَّبُع وهَجْهَجْتُ به، إذا زجرته. قال الراجز- هو رؤبة:

وكَيْدِ مَطّال وخـصـم مِـبْـدَهِ

 

يَنوي اشتقاقاً في الضلال المِتْيَهِ

 

جَهْجَهْتُ فارتد ارتدادَ الأكْمَهِ

وقال الشاعر- هو مالك بن الرَّيب المازني:

جرَّدتُ سيفي فمـا أدري إذا لِـبَـدٍ

 

يَغْشَى المُهَجْهَجَ حَدُّ السيف أم رَجُلا

ويقال: جَهجهتُ بالإبل وهَجهجتُ بها، إذا زجرتَها. ويومُ جُهْجُوهٍ: يوم من أيامهم، له حديث.

 

هجج

ومن معكوسه: هجتِ النارُ تَهجُّ هَجا وهَجيجاً، إذا سمعتَ صوت اشتعالها. والهَجِيج: وادٍ عميق، لغة يمانية. ويقال: هَجِيج وإهْجِيج. وظليم هَجْهاج: كثير الصوت. ويوم هَجْهاج: كثير الريح شديد الصوت. ورجل هَجْهاج: كثير الصوت أيضاً. وهججت عينُه، إذا غارت.

 

ج-ي-ي

أهملت الجيم والياء في الثنائي.

 

باب حرف الحاء وما بعده

ح-خ-خ

أهملت الحاء والخاء في الوجوه كلها.

 

???ح-د-د

حَدَّ السِّكِّين وغيره: معروف. وحَددت السكَين وغيرَه أحده حداً، إذا مسحته بحجر أو مِبْرَد؛ يقال: حددت السِّكَين وغيره أحُده، وأحَدَّها يُحُّده إحداداً. وسِكِّين حديد وحُداد. ورجل حدٌّ ومحدود، إذا كان محروماً لا ينال خيراً. وأحددت إليك النظر أحده إحداداً. والحَدًّ بين الشيئين: الفَرْق بينهما لئلا يعتدي أحدُهما على الآخر. وحَدَدْت على الرجل أحدُّ حدَّة، إذا غضبت عليه.

وحَدًّ الدار: معروف. وحَدُّ السارق وغيرِه: الفعل الذي يمنعه من المعاودة ويحده عنه، ويمنع غيره أيضاً.

وأصل الحَدّ: المنع. يقال: حَدّني عن كذا وكذا، إذا منعني عنه. وبه سُمّي السَجّان حَدّاداً لمنعه كأنه يمنع من الحركة. قال الشاعر:

يقول ليَ الحـدّادُ وهـو يقـودنـي

 

إلى السِّجن لا تَجْزَع فما بك من باس

وسمَى الأعشى الخمّار حدّاداً، لأنه يحبس الخمر عنده فقال:

فقُمنا ولمّا يَصِحْ ديكُنا

 

إلى جَونةٍ عند حدّادها

يذهب بوصفها إلى السواد، وإلى وعاء الخمر، وهو الزق. وحدّت المرأةُ وأحَدّت، إذا تركَتِ الطِّيب والزينة بعد زوجها. وأبى الأصمعي إلّا أحدَّت فهي مُحِدّ ولم يعرف حدَت. ويقال: هذا أمر حَدد، أي ممتنع. ودعوة حَدد، أي مردودة لا تُجاب. وقد أفردنا لهذا باباً في آخر الكتاب فيما جاء فيه حرفان مِثْلان في موضع عين الفعل ولامه.

وبنو حُدَاد: بطن من العرب، من طيّء. وبنو حِدّان من بني سعد. وحُدّان من الأزد.

 

دحح

واستُعمل من معكوسه: دَحَّ في قفاه يَدُحُّ دَحًّا ودُحُوحاً مثل دَعَّ سواء. قال الشاعر:

قبيح بالعَجوز إذا تـغـدَتْ

 

من البَرْنيّ واللَبَنِ الصَريح

تَبَغِّيها الرجالَ وفي صَلاها

 

مَواقعُ كل فَيْشَلَةٍ دَحُـوح

ح-ذ-ذ

حَذ الشيءَ يَحذّه حَذّا، إذا قطعه قطعاً سريعاً. والحُذة القطعة من اللحم، وهي الفِلذة. قال الشاعر- هو أعشى باهلة:

تُغْنِيه حذة فِلـذٍ إن ألـمَّ بـهـا

 

من الشِّواء ويُروي شُرْبَه الغُمَر

وُيروى: حُزَة. والحذذُ: خفّة وسرعة. وقَطاة حذّاء: سريعة الطيران. وناقة حذّاء: سريعة خفيفة. وفي خطبة عتْبَة بن غَزْوان: " إن الدنيا قد أدبرت حذّاءَ "، أي سريعةَ الإدبار.

وقالوا: قطاة حَذّاءُ: قليلة ريش الذَّنَب. قال الشاعر- هو النابغة الذبياني:

حَذّاء مُدبِرَةً سَـكَّـاءُ مُـقْـبِـلَة

 

للماء في النحر منها نَوطة عَجَبُ

السَّكَك: لصوق الأذن بالرأس. يريد أنه لا أذنَ لها إلا السمّان. والحَذّاء: الناقة السريعة.

وللحاء والذال مواضع تراها في المعتلّ إن شاء الله تعالى.

 

ح-ر-ر

حَرَّ يومنا يَحِر- بفتح الحاء وكسرها والفتح أكثر- حَرا. وزعم قوم من أهل اللغة أنه يُجمع الحَرّ أحارِر، ولا أعرف ما صحّته. والحُرُّ: خلاف العبد، وعبد معتق، وفي التنزيل: "نذَرْتُ لكَ ما في بَطني مُحَرَّراً "؛ يقال، والله أعلم، إنها أرادت أنه خادم لك وهو حُرّ. والحَرورِيَّة: الذين خرجوا على أمير المؤمنين عليّ عليه السلام؛ نُسبوا إلى حَرُوراء، موضع اجتمعوا فيه.

والحُرًّ: العتيق من الخيل وغيرها. ويقال: حُر بَيِّن الحرية. والحُرُّ: الحمامة الذَّكَر الذي يسمَّى ساق حُرّ. قال الشاعر:

دَعَتْ ساقَ حُرّ فوقَ ساقٍ كأنهـا

 

شريبُ نَدامى هَزَّ أعطافَه السُّكْر

والحُرّ: ضرب من الحيات. والحُرّ أيضاً: طائر صغير.

والحِرَّة: حرارة العطش والتهابه. ومن دعائهم: " رماه الله بالحِرَّة تحت القِرة "، أي العطش والبرد. والحَرَّة: أرض غليظة تركبها حجارة سود، والجمع حِرار وحَرُّون وإحَرُّون. وللعرب حِرار معروفة: حرَّةُ بني سُليم، وحرة لَيْلَى، وحرَّة راجل، وحرَّة واقم بالمدينة، وحَرَّة النار لبني عبس.

قال أبو بكر: قال أبو حاتم: قال الأصمعي: سألت غَنَوياً عن جمع حرة فقال: إحَرُّون، وسألت قيسياً فقال: حَرون. وأنشد للراجز:

لا خِمْسَ إلا جَنْدل الإحَـرينْ

 

والخِمْسُ قد أجشمنَكَ الأمَرِّينْ

يقال لليلة التي تزف فيها العروس إلى زوجها فلا يقدر على افتضاضها: ليلةُ حُرَّة. قال النابغة:

شُمس موانعُ كلِّ ليلة حُرةٍ

 

يُخلِفْنَ ظَنَّ الفاحش المغيارِ

وحرة الوجه: ما بدا لك من الوجه. وحُرة الذفرى: موضع مَجال القُرط. قال ذو الرمَّة:

والقُرط في حَرة الذفرى معلَّقة

 

تَباعَدَ الحَبْلُ منها فهو يضطربُ

وقال العجّاج:

في خُشَشاوَيْ حرةِ التحريرِ

والحرّ والحُرة: الرمل والرملة الطيّبة. قال الأعشى يصف الثور:

وأدبرَ كالشِّعْرَى وضوحاً ونُقْـبَةً

 

يُواعس من حرِّ الصَريمة مُعْظَما

وسحابة حرَّة: كثيرة المطر. قال عنترة:

جادت عليه كلُّ بِكر حـرَّةٍ

 

فتركن كلَّ قرارةٍ كالدَرهم

والحُرّ: الفعل الحسن، في قول طرفة:

لا يَكُنْ حبًّـكِ داءً قـاتـلاً

 

ليس هذا منكِ، ماوِيَّ، بِحُر

أي بفعل حسن.

 

رحح

ومن معكوسه: الرُّحّ، جمع أرَحّ، والأرَحّ: العريض الحافر من الخيل في رقّة، وهو عيب. قال الراجز- هو حُميد الأرقط:

لا رَحح فيها ولا اصطِرارُ

 

ولم يقلِّب أرضَها بَيْطـار

ولا لحَبْلَيْه بها حَـبـارُ

 

 

الحَبار: الأثر؛ والاصطرار عيب، وهو ضيق الحافر.

 

ح-ز-ز

حز الشيءَ يَحُزُّه حَزّا، إذا أثّر فيه بسِكِّين أو غير ذلك. وهذا يُستقصى في المكرَّر إن شاء الله.

والحَزُّ: الغامض من الأرض ينقاد بين جبلين غليظين. والحَز: موضع بالسراة. والحَزيز: غِلَظ من الأرض. والحَزازُ: الهِبْرِية التي تكون في الرأس. والحَز: الفَرْض الذي في الزَّند. والحُزَّة: قطعة من اللحم والكَبِد.

 

زحح

ومن معكوسه: زَحَّه يَزُحُّه زَحّا، إذا نحّاه عن موضعه. وقد ألحقوه بالرباعي فقالوا: زَحْزَحَه.

 

ح-س-س

حسَّ الشيءَ يَحُسُ حَسّاً، وأحَسَّ أيضاً، من قولهم: حَسَسْتُ بالشيء وأحْسَسْتُه وأحْسَسَتُ به. والمصدر الحَسّ والحَسِيس. وقد قالوا: حَسِيت بالشيء، في هذا المعنى، وأحَسْتُ به. قال أبو زُبيد:

سِوى أنّ العِتاق من المطايا

 

حَسِينَ به فهنَّ إليه شُوس

يصف إبلاً أبصرت أسداً فهي تنظر إليه شَزْراً.

والاسم الحِسّ. وما سمعت له حِسّاً ولا جِرْساً. قال أبو بكر: إذا أفردوا قالوا: ما سمعت له جَرْساً. فإذا قالوا: ما سمعت له حسِاً ولا جِرْساً، كسروا الجيم على الإتباع. والحِسُّ: وجع يصيب المرأة بعد ولادتها. والحَسُ: القتل المستأصِل الكثير. وكذلك فُسر في التنزيل، والله أعلم، في قوله جلّ وعزّ: "إذْ تَحُسُّونَهم بإذْنِه ". وفلان يَحِسُّ لفلان حَسًّا، أي يرقّ له، إذا عطفتْه عليه الرحِمُ. ومنه قولهم: "إن العامري لَيَحِسُّ للسعديّ " لما بينهما من الرَّحِم. يقال: إن صعصعة هو ابن سعد، إنه ناقلة في قيس، على ما ذكر أبو عبيدة وابن الكلبي. وحسَستُ الدّابّة حَسّاً. وحَسَّ البرد النبتَ حَسُّاً، إذا حرقه. والبرد مَحَسَّة للنبت، بفتح الميم، ومِحًسّةُ الدابّة، بكسرها. وحس،ّ بكسر السين: كلمة تقال عند الألم. قال العجّاج:

فما أراهم جَـزَعـاً بِـحَـسِّ

 

عَطْفَ البلايا المَسَّ بعد المَسِّ

والحُساسُ: سمك جاف صِغار، لغة عبدية. والحِسُّ: مسُّ الحمَى أول ما تبدو. وانحَسَّتْ أسنانُه، إذا تساقطت. قال العجّاج:

في مَعْدِنِ المًلْكِ القديم الكِرْس

 

ليس بمقلوع ولا مُنْـحَـسِّ

وللحاء والسين مواضع في المعتلّ ستراها إن شاء الله.

 

سحح

ومن معكوسه: سَحَّ الماءَ يسُحُّه سَحاً، إذا صَبه صَبّاً كثيراً. وكل شيء صبَبْتَه صَبًّا متتابعاً فقد سَحَحْتَه. قال الشاعر:

ورُبَّتَ غارةٍ أوْضَعْتُ فيها

 

كسحِّ الهاجريِّ جَرِيمَ تَمِرْ

والسُّحُّ: تمر يابسُ لا يُكنز، لغة يمانية.

 

ح-ش-ش

الحَش والحُش: النخل المجتمع، والجمع الحِشّان. وبه سُمِّي الحَشُّ الذي تعرفه العامّة، لأنهم كانوا يقضون الحاجة في النخل المجتمع، فسُمِّي الحَش بذلك. ويسمَّى الحائش أيضاً. وأنشد:

فقلتُ أثْل زال عن حُلاحِل

 

ومُثْمِر من حائشٍ حوامل

والحَشُّ: مصدر حششتُ النارَ أحُشُّها حشًّاً، إذا أوقدتها. وفلان مِحَشُّ حرب، إذا كان يَسْعَرُها لشجاعته. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال لأبي جَنْدَل بن سهيل: "وَيْلُ أمّه مِحَشُّ حربٍ لو كان معه رجال ". وحَشَّ النابل السهمَ يَحُشُّه حَشّاً، إذا ركب عليه قُذَذاً.

وحُشَّ الفَرَسُ بجنبين عظيمين، إذا كان مُجْفَراً. وحشَّت يده وأحَشَّها اللّه، إذا يَبِسَتْ.

والحشيش لا يكون إلا يابساً. قال أبو بكر: قال أبو حاتم: فسألت أبا عبيدة فقال: يكون يابساً ويكون رَطْباً. وحُشُّ كوكب: موضع بالمدينة معروف.

 

شحح

ومن معكوسه: الشُّحُّ والشَّحُّ، لغتان، وهو معروف، وهما مصدر شَحَّ يَشحُّ شَحُّا فهو شَحيح.

 

ح-ص-ص

حَصَّ شعرَه يَحصه حصا، إذا جَرده وانحص، إذا انجرد. وقال قوم من أهل اللغة: حُصَّ شعرُه فهو محصوص، إذا حَصَّه غيرُه. قال الشاعر- هو أبو قيس بن الأسْلَت:

قد حصَّتِ البَيْضَة رأسي فما

 

أطْعَمُ نوماً غيرَ تَهْـجـاع

وفرس حَصِيص، إذا قلّ شعرُ ثُنَنِه، وهو عيب. والشَّعر حَصِيص ومحْصوص. وبنو حَصِيص: بطن من العرب من عبد القيس. والأحَصّ: ماء معروف. والحُصُّ: الوَرْس. قال الشاعر- هو عمرو بن كلثوم التغلبي:

مشعشعةً كأنَّ الحُصَّ فيها

 

إذا ما الماء خالطها سَخِينا

وأخذت حصّتي من كذا وكذا، أي نصيبي. وحاصصت فلاناً مُحاصَةً وحِصاصاً، إذا قاسمته فأخذت حصَتَك وأعطيته حِصَتَه.

 

صحح

ومن معكوسه: الصِّحَّة، ضد السُّقْم. قال أبو عبيدة: يقال: كان ذلك في صُحَه وسقْمِه.

والصِّحاح: جمع الصحيح. والصَّحاح، بفتح الصاد، جمع الصِّحَة بعينها. وفي كلام بعضهم: "ما أقرَبَ الصَّحاحَ من السقَم "، والسقام أيضاً. قال الشاعر:

قد خط أيّامُ الصحاح والسقَمْ

ح-ض-ض

حَضَضْتُ الرجلَ على الشيء أحُضُّه حَضًّا، أي حرِّضته. والاسم الحُضُّ، مثل الضُّعف. ويقال: حَض وحضّ مثل ضعْف وضعْف. والحُضَض والحُضُض: دواء معروف. وذكروا أن الخليل كان يقول: الحضَظ، بالضاد والظاء، ولم يعرفه أصحابنا.

 

ضحح

ومن معكوسه: الضَحّ، وهي الشمس. وأحسب أن قولهم جاء بالضَحّ والرِّيح من هذا، إذا جاء بالشيء الكثير. والعامّة يقولون: " جاء بالضِّيح والرِّيح "، وهذا ما لا يُعرف.

 

ح-ط-ط

حَطَّ الحملَ عن الجمل يَحُطًّه حَطًا. وكل شيء أنزلته عن ظهر أو غيره فقد حَطَطْتَه.

والحَطُّ: حَط الأديم بالمحطّ، وهي خشبة يُصقل بها الأديم أو يُنقش ويملَّس. قال الشاعر- هو النَّمِر بن تَوْلَب:

كأنَّ مِحَطّا في يدمَـيْ حـارِثـيّة

 

صَناع عَلَتْ مني به الجِلْد َمن عَلُ

حَطَّ الأديمَ يَحُطُّه حطاً، إذا نقشه أو ملَّسه. وحَطَّ الله وِزْرَه حَطُّاً. والحَطاطُ، واحدتها حَطاطَة، وهو بَثْر صِغار أبيض يظهر في الوجوه. ومن ذلك قولهم للشيء إذا استصغروه: حَطاطَة. قال أبو حاتم: هو عربي معروف مستعمل. والحَطُوطُ: الأكَمَة الصَّعبة الانحدار.

 

طحح

ومن معكوسه: طَحَحْتُ الشيءَ أطُحُّه طَحُّا، إذا بسطته. قال الراجز:

قد رَكِبَتْ منبسِطاً منطَحّـا

 

تحسِبُه تحتَ السَّراب المِلْحا

ويقال: طَحا فلان يَطْحُو طُحُوّاً، إذا بَعُدَ، فهو طاح، وبه سُمِّي طاحية، أبو هذا البطن من الأزد. والطَّحُّ: أن يضع الرجلُ عَقِبَه على الشيء ثم يَسْحَجه بها. والمِطحّة من الشاة: مؤخَر ظِلفها. والمِطَحَّة: عُظيم كالفَلْكة. وكذا طحا قلبُه. وأنشد:

طحا بك قلب في الحسان طروبُ

ح-ظ-ظ

الحَظّ: معروف، يُجمع حُظوظاً، وقالوا أحاظٍ. قال الشاعر:

وليس الغنى والفقرَ من حيلة الفتى

 

ولكنْ أحاظٍ قُسـمَـت وجُـدودُ

ورجل حَظِيظ: ذو حظ. وقد سمّوا حُظَيًّاً، وستراه في بابه إن شاء اللهّ. والحِظاء: سِهام صغار يُتعلَّم بها الرمي. ومثل من أمثالهم: " إحدى حُظَيّات لقمان "؛ للشيء الذي تستهين به وهو مَخوف.

 

ح-ع-ع

أُهملت الحاء مع العين والغين في الثنائي الصحيح.

 

ح-ف-ف

حَف القوم بالرجل وغيره حَفًّا، إذا أطافوا به. وحَفَفْت الشيء حَفّا، إذا قشرته. ومنه حَفَتِ المرأةُ وجهَها، إذا أخذت عنه الشَعَر. والحفافة: ما سقط من الشَّعَر المحفوف وغيره. والحَفَف: الضِّيق في المعاشّ والفقر، وأصله من القَشْر. وفي كلام بعضهم: "خرجَ زوجي ويَتِمَ ولدي فما أصابهم حَفف ولا دفق ". فأحفف: الضيق، والدفق: أن يَقِل الطعامُ ويكثر آكلوه. وحف النَّسّاج: معروف. والمِحَفَّة سُمَيت بهذا لأن خشبها يَحُفًّ بالقاعد فيها. ويقال: أغار فلان على بني فلان فاستحق أموالهم، أي أخذها بأسْرها. وحَفَّ رأسُ الرجل من الدُّهن يَحِفُّ جفوناً فحففته أنا إحقاقاً.

 

أفحح

ومن معكوسه: فحَتِ الأفعى فَحًّاً وفَحيحاً، وهو تحكُّك جِلدها بعضه ببعض. وقال قوم: بل فَحِيحها نفخها مِن فيها، وصوت تحكك جلدها: كشيئها. قال الراجز:

يا حَيَّ لا أَرْهَبُ أن تَفِـحَـي

 

أو أن ترَحِّي كَرَحَى المُرَحِّي

قال أبو بكر: يخاطب رجلًا شبَّهه بالحَيَّة، أراد حَيَّة فرخَم. وقوله: كرحى المُرَحِّي، أي تستدير.

وفَح الرجلُ في نومه، إذا نفخ، تشبيهاً بذلك.

 

ح-ق-ق

الحَقًّ: ضد الباطل. والحِقُّ من الإبل، قال الأصمعي: إذا استحقّت أمُّه الحملَ من العام المقبل وهو الثالث سُمي الذكر حِقًّاً والأنثى حِقَّةً وهو حينئذ ابن ثلاث سنين. وقال آخرون: إذا استحقّ أن يُحمل عليه، واستحقّت الأنثى أن يُحمل عليها. قال الراجز:

إذا سهيل مَغْرِبَ الشَّمس طَلع

 

فابنُ اللَّبونِ الحِقُّ والحِقًّ جَذَعْ

ويقال: أتت الناقةُ على حِقِّها، إذا جاوزت وقت أيام نتاجها. قال الشاعر- وهو ذو الرُّمَّة:

أفلين مكتوب لها دونَ حِـقِّـهـا

 

إذا حَمْلُها راشَ الحِجاجَيْن بالثُّكْل

قوله: راش الحِجاجَيْن، أي إذا نبت الشعر على ولدها ألقته ميتاً.

وحَق الأمرُ يَحِقُ، وقال قوم: يَحُقًّ حَقًّاً، إذا وَضَحَ فلم يكن فيه شك، وأحققته إحقاقاً. والحِقاق مصدر المُحاقَة؛ حاققت فلاناً في كذا وكذا مُحاقَّةً وحِقاقاً. وحقَّقت الشيء تحقيقَاً، إذا صدَقت قائلَه. حَقَقْتُ أنا الشيءَ أحُقُّه حَقّاً. والحُقّ الذي يسمّيه الناس الحُقَّة، عربي معروف، وقد جاء في الشعر الفصيح. قال عمرو بن كلثوم:

وثدياً مثلَ حُقِّ العاج رَخْصاً

 

حَصانا من أكُفِّ اللامسينا

والحُقّ: رأس العَضُد الذي فيه الوابلة. والحُقّ: أصل الوَرِك الذي فيه عظمُ رأس الفَخِذ.

والأحَقّ من الخيل: الذي يضع حافر رجله في موضع حافر يده، وذلك عيب. قال الشاعر وافر:

بأجْردَ من عِتاق الخيل نَهْدٍ

 

جَوادٍ لا أحَق ولا شَـئيتِ

ويروى: بأقدَرَ، وللأقدر موضعان: فمنه قِصَرُ العنق، وهو عيب، والأقدر: الذي يجوز موقعُ حافري رجله موقعَ حافري يديه في عَنَقه. والشَّئيت: الذي يقصُر موقعُ حافر رجله عن موقع حافر يده، وذلك عيب أيضاً.

 

قحح

ومن معكوسه: القَحّ، وقد أميت فألحق بالرباعي، فقيل: القَحْقَح والفحْقُح، وهو العظم الذي فوق الدُّبُر الذي فيه عَجْبُ الذنب المُشْرِفُ على الدُّبًر.

واستُعمل منه القَحَةُ. وفرس وَقاح: بَيِّن القَحَة، بفتح القاف، هكذا يقول الأصمعي، إذا كان صُلب الحافر. وناقة وَقاح، إذا كانت صلبة الخُفّ. ومن هذا قولهم: رجل واقحُ الوجهِ، ووَقاحُ الوجه.

وأعرابي قُح، أي خالص لم يدخل الأمصار.

ويقال: عربي قُحّ، أي مَحْض، وقُحاح أيضاً، وهو الذي لم يدخل الأمصار ولم يختلط بأهلها. وقال قوم: بل هو الصميم الخالص.

 

ح-ك-ك

حَكَّ الشيءَ بيده يَحُكُّه حَكاً. قال الأصمعي: دخل أعرابي البصرة فآذاه البراغيث، فأنشأ يقول:

 

ليلة حَكٍّ ليس فيها شَـكُّ

 

أحُكُّ حتى ساعدي مُنْفَكُّ

أشْهَرَني الأسَيْوِدُ الأسَكُّ

 

 

ويقال: ما حَكَّ هذا الأمرُ في صدري، ولا يقال: أحاكَ. ويقال: ما أحاك فيه السِّلاح، أي لم يعمل فيه. وفرس حكيك، إذا انحتَّ حافره من أكل الأرض إياه حتى يَرِقَ. والحُكاك: ما حككت من شيء على شيء فخرجتْ منه حُكاكة.

 

كحح

واستعمل من معكوسه: الكُحُّ. وأميت فألحق بالرباعي فقيل: كُحكُح. والناقة الكحْكُح: الهَرِمَة التي لا تحبس لُعابها. وله في التكرير مواضع ستراها إن شاء اللّه.

 

ح-ل-ل

حَل العقدَ يَحُلًّه حلّا، وكل جامد أذَبْته فقد حَلَلْته. وحَلَّ بالمكان حُلُولاً، إذا نزل به. وحَلّ الدَّينُ مَحِلاّ. وقالوا: حَلَّ من إحرامه وأحلَّ من إحرامه إحلالاً. ومَحَلّ القوم ومَحَلَّتُهم: موضع حلولهم. ويقال: فعل ذلك في حُلِّه وحِلِّه جميعاً، وفي حرْمه، أي في وقت إحلاله وإحرامه.

والحِلّ: ضدّ الحِرْم. والحِلّ: الحلال. ومنه قولهم: هذا لك حِلّ وبِل. وقال بعض أهل اللغة: بِلّ إتباع؛ وقال آخرون: البِلُّ: المباح، لغة حِميرية.

 

لحح

ومن معكوسه: لَحَّتْ عينُه ولَحِحَتْ لَحَحاً ولَحّاً، إذا غَلُظَتْ أجفانُها وتراكبت أشفارُها لكثرة الدمع. ومنه قولهم: هو ابن عمّه لَحّا، إذا لَصِقَ نَسبه بنَسَبه، أي هو مُلزم به لا يدفعه عنه أحد. وألح فلان في الشيء إلحاحاً، إذا كثُر سؤاله إيّاه، كاللاصق به. والقَتَبُ المِلحاحُ، وكذلك السرْجُ، إذا لَصِقَ بالظهر وعَضه.

 

ح-م-م

حَم اللّه له كذا وكذا، إذا قضاه له، وأحَمَّه أيضاً. قال الشاعر- هو عمرو ذو الكلب الهُذَلي:

أحَم الله ذلـك مـن لـقـاءٍ

 

أحادَ أحادَ في الشهر الحَلال

أي قضاه اللّه.

وفرس أحَمُّ: بينُ الحُمَة، وهي بين السواد والكُمْتَة. والحَم: الذي يبقى من الشحم المُذاب. فما بقي منه فهو حَمة. فأما الحُمَةُ فهي مخفّفة، وهي حدة السَّمّ، وليس بإبرة العقرب. وليست من هذا، وستراها في بابها إن شاء اللّه. وحُمَّ الرجلُ من الحمّى، فهو محموم. وكل شيء سخنته فقد حمَّمته تحميماً. ويقال: حَمَّمْت التَنورَ، إذا سَجرته. وحمّم الفَرْخُ، إذا نبت زَغَبُه، وكذلك حَمَمَ الرأسُ، إذا حُلِق ثم نبت شعره. والحَمّة: عين حارة تنبع من الأرض، ولا يجوز أن تكون باردة. والحُمام: عَرَق الخيل إذا حُمّت.

 

محح

ومن معكوسه: مَحَّ الثوبُ يَمَح ويَمِحّ مُحُوحاً، إِذا أخلق. وقالوا: أمَحَ أيضاً فهو مُمِحّ. ومُحَّة البَيضة: صُفرتها. وخالص كل شيء: مُحُّه. والمُحاح في بعض اللغات: الجوع، ولا أدري ما صِحَّتُه. ورَجل محاح: كذاب، زعموا، وأحسبهم رووها عن أبي الخطاب الأخفش.

 

ح-ن-ن

حَن يحِنْ حَنيناً، إذا اشتاق. وحنتِ الناقة، إذا نزعتْ إلى وطنها أو ولدها. وكذلك البعير إلى وطنه. ويقال: حَنَنْتُ عن فلان، إذا حَلُمْت عنه أو تكلّم فلم تُجِبْه. وسمع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بِلالاً ينشد:

ألا ليتَ شِعري هل أبِيتَنَّ ليلةً

 

بوادٍ وحَولي إذْخِر وجلِـيلُ

وهل أرِدَنْ يوماً مياهَ مَجَـنَّةٍ

 

وهل يَبْدُوَنْ لي شامة وطَفِيلُ

فقال: حَنَنْتَ يا ابنَ السوداء.

وبنو حُن: بطن من بني عذرَة. قال الشاعر:

تَجنبْ بَني حُن فإن لِقاءهـم

 

كَريه وان لم تَلْقَ إلا بصابرِ

والحِن، زعموا: ضرب من الجِنّ. قال الراجز:

أبِيتُ أهوي في شياطينَ تُرِنْ

 

يلعبن أحواليَّ من حِنٍّ وجِنّ

قال أبو بكر: أحواليَ جمع حَوْلَيَّ.

 

ح-و-و

يقال: فلان لا يعرف الحَو من اللَوّ، أي لا يعرف ما حَوَى مما لَوَى. والحُوَّة: سمْرَة تُستحسن في الشَّفتين. والحُوَّة: من ألوان الخيل بين الكُمتة والدهمة، من قولهم: فرس أحْوَى. ولها مواضع في التكرير والمعتل ستراها إن شاء الله.

 

ح-ه-ه

أهملت الحاء والهاء.

 

ح-ي-ي

الحَيُّ: ضد المَيِّت. والحَيُّ: حَي من العرب. وزعموا أنّ الحِيَ: الحياة. قال العجّاج:

كُنّا بها إذِ الحـياةُ حِـي

 

وإذ زمانُ النّاس دَغْفَليُّ

 

ويُروى: وقد نرى إذا الحياة حِي. تال أبو بكر: يقول: إذِ الحياة حياة، كما يقال: إذِ الزمان زمان. وقال قوم إنه أراد بقوله: الحِيّ، جمع حَيّ. وبنو حَيّ: بطن من العرب. وكذلك بنو حُيَيّ. وحُيَيّ: اسم رجل. قال الشاعر:

ولكنّي خَشِيتُ على حُـيَي

 

جَريرةَ رمْحِه في كُلِّ حَي

ويقال: حَيِيْت عن فلان، إذا استحيَيْت عنه، أو تكلّم فلم تجِبْه.

 

حرف الخاء

وما بعده

خ-د-د

الخَدُّ: معروف، وهما خَدّان يكتنفان الأنفَ من عن يمين وشمال، وهو ما انحدر عن الوَجنة في الوجه فصار فيه مسيل الدمع.

والخَدُّ والأخدُودُ: شَقّانِ مستطيلان غامضان في الأرض، هكذا فسَّره أبو عبيدة في التنزيل، والله أعلم، في قوله تعالى: " قُتِلَ أصحاب الأخْدُودِ". والمِخدَّة: مِفْعَلَة من الخَدّ، لأن الخَدَّ يوضع عليها. والمِخَدَة أيضاً: حديدة تخَدُّ بها الأرض. والاسم: خد، والمصدر: خددْت أخذُّ خَدًّاً. وجمع خَدّ الإنسان: خُدود. وقد قيل للخَدّ في الأرض أيضَاً: خدَّة.

 

دخخ

واستُعمل من معكوسه: الدُّخُّ، وهو الدُّخَان. قال الراجز:

وسالَ غَرْبُ عَيْنـه فـلَـخّـا

 

تحتَ رُواقِ البيت يغشى الدُّخّا

وقد ألحق هذا الفعل بالرباعي فقيل: دُخْدُخ. ويُروى عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في حديث ابن صائد: إنّي خبأت لك خَبيئاً. قال: فما هو? قال: دخّ. أراد: دُخَان، فقطع الكلمة عليه، فزجره النبي عليه السَّلام.

 

خ-ذ-ذ

أهملت في الثنائي إلاّ في قولهم: خُذ، وهو ناقص محذوف، ليس من هذا.

 

خ-ر-ر

خَرَّ يَخِرُّ خَرًّا، إذا هَوَى من عُلْو إلى سُفْل. وكل واقع كذلك فقد خَرَّ. وخرَّ الحائط وما أشبهه، وكذلك الرجل، إذا سقط وهو قائم على وجهه. وفي الحديث: "أنْ لا أخر إلاّ قائماً أو غيرَ مُدْبِرٍ" كذا فسَّره أبو عبيدة. والخرّ: أصل الأذُن في بعض اللغات. يقال: ضربه على خُرَ أذُنه.

والخُرّ: مَسيل غامض في الأرض.

 

رخخ

واستُعمل من معكوسه: رَخَّ العجينً يَرِخُّ رَخّا، إذا كثر ماؤه. وأرْخَخْتُه أنا إرخاخاً، وكذلك الطين. ويقال: رَخَّه يَرُخُّه رَخّا، إذا شدخه. وللخاء والراء مواضع التكرير والمعتلّ تراها إن شاء في الله.

 

خ-ز-ز

الخزُّ: معروف عربي صحيح، قد جاء في الشعر الفصيح.

 

زخخ

واستعمل من معكوسه: الزَّخّ، وهو الدفع؛ يقال: زَخه يَزُخّه زَخّا، إذا دفعه. وزَخَّ في قَفاه، أي دفع. وكل دفعٍ زَخّ. وربما كُنِيَ به عن النِّكاح. ورُوي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه أنه قال:

أفْلَحَ مَن كانت له مِزَخَّهْ

 

يَزُخّها ثمَّ ينامُ الفَـخَّـه

والفَخة: أن ينفخَ في نومه، ولا أدري ما صحَته، وهذا شيء لا أقْدم على الكلام فيه. والزَّخَّة: الغيظ، ذكره الأصمعي، وزعم أنه لم يسمعه إلاّ في شعر هذيل. وأنشد لبعضهم:

فلا تَـقْـعُـدَنَّ عـلـى زَخةٍ

 

وتُضْمِرَ في القلب وَجْداً وخِيفا

والزَّخِيخ: النار، لغة يمانية، تراها مع نظائرها إن شاء الله.

 

خ-س-س

خَسَّ الشيءُ خَساسةً وخِسةً، إذا رَذُلَ. والخسُّ: اسم رجل من إيادٍ معروف، وهو أبو ابنة الخُسّ. والعرب تسمّي النجوم التي لا تغرب، نحو بنات نَعْش والفَرْقَدَيْن والجَدْي والقطب وما أشبه ذلك: الخُسّان.

 

خ-ش-ش

خَشَّ في الشيء يَخش خَشّاً، إذا دخل فيه، وانخش انخشاشاً، وبه سُمِّي الرجل مِخشّا. والخِشاش: خشبة تجعل في أنف البعير. وخَشاش الأرض: هَوامُّها. ورجل خَشَاشّ، إذا كان سريع الحركة. وخَشف الخَلال الذي ينفت باليد يسمّى: الخشاش، الواحدة خُشَاشة.

والخُششاءُ: العظم الناشز خلفَ الأذُن، وهو الخْشّاء أيضاً. والخَشِي: ما تكسّر من الحلَى من ذهب وفضة. وأرض خَشّاءُ: صُلبة لا تبلغ أن تكون حَجَراً.

 

شخخ

واستُعمل من معكوسه: الشخُّ، وهو صوت الشَّخب إذا خرج من الضَرع، تقول: سمعت صوت شَخّ اللبن.

 

خ-ص-ص

خَصَّه بالشيء يَخُصُّه خَصّاً وخُصوصاً وخصوصيهّ، إذا فَضله به. وخصَه بالوُد كذلك. وخُصّان الرجل: من يَختصُّه من إخوانه. والخُص: بيت من قصب أو شْجر، وإنما سُمِّي خصّاً لأنه يرى ما فيه من خَصاصه. والخَصاص: الفرَج. والخَصاصة: الحاجة.

 

صخخ

 

ومن معكوسه: الصَخُّ. وسمعت صخَّ الصخرة وصَخيخها، إذا ضربتها بحجر أو غيره فسمعتَ لها صوتاً. وكلُّ صوت شديدٍ نحو وَقْع الصخرة على الصخر وما أشبهه: صَخ. وفسّر أبو عبيدة قوله جلّ وعزّ: "الصّاخَّةُ" نحو ما أنبأتُك.

 

خ-ض-ض

أهملت ولها مواضع في الاعتلال والتكرير تراها إن شاء الله.

 

خ-ط-ط

خَطَّ الشيء بيده يَخُطُّه خَطّاً، إذا خَطَّه بقلم أو غيره.

والخَط: سِيف البحرين وعُمان، واليه يُنسب القنا الخَطي. وقال بعض أهل اللغة: بل كل سِيفٍ خَطٍّ. ويقال: في رأس فلان خطَّة، أي جهل وإقدام على الأمور. وسُمْتَني خُطَّةَ سَوْءٍ. والخط: المكان الذي يَخُطّه الإنسان لنفسه أو يختَطُّه. وكل شيء حظرتَه فقد خَطَطْتَ عليه. وهذا خِط بني فلان وخِطَّتُهم. والخطيطة: أرض لم يُصِبْها مطر بين أرضين ممطورتين.

 

طخخ

ومن معكوسه: الطخ، مصدر طَخَّ الشيء يَطُخُّه طَخاً، إذا ألقاه من يده فأبعده. والمِطَخَّة: خشبة عريضة يدقَّق أحد طرفيها يلعب بها الصبيان نحو القُلَة وما أشبهها. وربما كُنِيَ بالطَخّ عن النِّكاح. يقال: طَخ المرأةَ يطُخها طَخاً، إذا جامعها. وروي عن يحيى بن يَعْمَر أنه اشترى جاريةً خراسانية ضخمة، فدخل عليه أصحابه فسألوه عنها فقال: نِعمَ المِطَخَّة. وقد ألحق الطَّخّ بالرباعي فقيل: طَخْطَخَ الليلُ بَصَرَه، إذا حَجَبَتْه الظلمة عن انفساح البصر.

 

خ-ظ-ظ

أهملت الخاء والظاء والعين والغين في الوجوه كلها.

 

خ-ف-ف

خُفُّ البعير وخفُّ النعامة: معروفان. وليس في الحيوان شيء له خُف إلا البعير والنعامة.

والخُف الملبوس: معروف. وخَف الضبُع خَفاً، إذا صاح. وقد ألحق هذا بالرباعي فقيل: خَفْخَفَتِ الضَّبُعُ، وهو صوتها..

وذُكر عن أبي الخطّاب الأخفش أنه قال: الخُفْخوف: طائر، وما أدري ما صِحته، ولم يذكره أحد من أصحابنا غيره. والخِفُّ: الخفيف من كل شيء. قال امرؤ القيس:

يُطير الغلامَ الخف عن صَهَواته

 

ويُلوي بأثواب العنيف المثقُّـل

وخِف المتاع: خفيفه. وخَفْ الشيءُ خَفاً وخِفَّة، فهو خفيف وخُفاف. وخَف القوم عن منزلهم خفوفاً، إذا ارتحلوا عنه.

 

فخخ

واستُعمل من معكوسه: الفَخّ الذي يُصطاد به، عربيّ معروف. وفَخّ: موضع بمكة. والفَخَّة قد مضى ذكرها في البَخَّة، وهو أن ينام الرجل فينفخ في نومه.

 

خ-ق-ق

خَقَّ القِدْرُ وما أشبهه خَقَّاً وخَقيقاً، إذا غلا فسمعتَ له صوتاً. وخَق فَرْجُ المرأة، إذا سُمع له صوت عند الجماع. ومنه امرأة خَقوق وخَقّاقة، وهو نعت مكروه، وكذلك غَقَّ غَقُّاً وغَقيقاً، والمرأة غَقُوق وغَقّاقة.

والخَقّ: الغدير إذا جفّ وتَقَلْفَعَ. قال الراجزْ:

كأنّما يَمْشِين في خَق يَبَسْ

واليَبَس: الأرض التي كانت نديَّة فيَبِسَتْ. وقال قوم من أهل اللغة: إن الخق حفرة غامضة في الأرض مثل اللخْقُوق والأخْقُوق. وما أدري ما صِحَّته. واللُخْقُوق: جُحْر غامض يدخل فيه رِجْل الفرس. وكتب عبد الملك إلى الحجّاج: لا تَدَعَنَّ خُقًّاً ولا لقاً إلّا زرعته. والخُقُّ: الحفرة الغامضة في الأرض. واللُّقّ: الشَّقّ المستطيل.

 

خ-ك-ك

كخخ

أهملت إلاّ في قولهم: كَخَّ يكِخُّ كَخاً وكخِيخاً، إذا نام فغَطَّ.

 

خ-ل-ل

الخَلّ: معروف عربي صحيح. وفي الحديث: " نِعْمَ الإدامُ الخَلُّ ". والخَلّ: الرجل الخفيف النحيف الجسم. وقد رُوي البيت المنسوب إلى الشنفرى أو إلى تأبَّط شَرُّاً:

سَقِّنِيها يا سوادَ بنَ عمرٍو

 

إن جسمي بعدَ خالي لَخَلُّ

والخَلُّ: الطريق في الرُّمْل. قال العجّاج:

في طُرقٍ تعلو خَليفا مَنْهَجـا

 

من خَلِّ ضَمْر حين هابا وَدَجا

هابا من الهَيْبَة. قال أبو بكر: يعني حماراً و أتاناً أخذا في خل ضمرٍ حين هابا من الخوف. ووَدَج وضَمْر: موضعان. والخَلّ: عرق في العُنُق. قال الراجز- جَنْدل بن المثنَّى الطُّهَوي:

ثَمّ إلى صُلْب شديد الخَلِّ

 

وعُنُقٍ أتْلَع مُتْمَـهِـلِّ

وُيروى: ثم إلى هادٍ. والخِلّ والخلِيل واحد، وكذلك الخُلَّة أيضاً. قال الشاعر هو أوْفَى بن مَطَر المازني:

ألا أبلِغا خُلَّتي جابراً

 

بأن خليلَك لم يُقْتَل

ويقال: الخِل والخِلَّة، في المذكَّر المؤنَث. والخلة: المودّة. قال الشاعر:

حالَفَ الفَرْقَدَ شِرْكاً في السرى

 

خُلَّة باقـية دون الـخُـلَـلْ

والخَلّ: مصدر خَلَلْتُ الشيءَ أخلهُ خَلاّ، إذا جمعت سجوفه وأطرافه بخِلال. وخَللْتُ الخباء أخُلُّه خَلاً، إذا جمعت سُجوفَه وأطرافه بالأخِلَّة. قال الشاعر:

سَمِعْنَ بيومه فظَلِلْنَ نَوْحاً

 

قياماً ما يُخَلُّ لهنَّ عُودُ

أي قد هتكن بيوتَهنّ وهنّ قيام يَنًحْنَ. وقد روي هذا البيت: ما يُحَلُّ لهنّ عُود، وهو خلاف المعنى الذي أراد الشاعر. وأخْلَلْتُ بالرَّجل، إذا خذلته في وقت حاجته. والخلَّة، والجمع خِلَل: بطائْن كانت تُغَشَّى بها أجفان السيوف، تُنقش بالذهب وغيره. وأنشد:

لابنة البِنِّي بالجَـوّ طَـلَـلْ

 

دارسُ الآيات عافٍ كالخِلَلْ

والخَلة: الخَصْلَة الحسنة. يقال: في فلان خِلال جميلة، أي خِصال. والخَلة: الحاجة. والرجل أخلُّ ومخْتَل. وفي بعض الكتب، كتبِ صَدَقات السَّلَفِ: " لِلأخَلِّ الأقرب ". والخليل: المحتاج. وكذلك فُسِّر بيت زهير:

وإن أتاه خليل يومَ مـسـألةٍ

 

يقول لا غائب مالي ولا حَرِمُ

والخليل هاهنا، قالوا: فَعِيل من الخَلَّة. والخُلَّة: ضد الحَمْض. وإذا رعت الإبلُ الخُلَّة فأهلها مُخِلُّون. قال الراجز- هو العجّاج:

جاءوا مُخلَين فلاقَوا حَمْضـا

 

طاغِين لا يَزْجُرُ بعض بعضا

وقال الآخر:

مَن يتسـخّـط فـالإلـه راضـي

 

عنكَ ومَن لم يَرْضَ في مَضْماض

قد ذاق أكحالاً من الـمَـضـاض

 

ومن تَشَكَّى مَـغْـلَةَ الإرمـاض

وخـلةً داويتَ بـالإحـمـاض

 

 

ومثلِ من أمثالهم إذا جاء الرجل متهدداً قالوا له: "أنت مُخْتَلّ فتَحَمَّضْ ". والخَلَّة: الخمر الحامضة أو المتغير طعمُها. قال الشاعر- هو أبو ذؤيب:

فجاء بها صفراءَ ليست بخَمْطَةٍ

 

ولا خلّة يكوي الشُّروبَ شِهابُها

والخِلال: مصدر خاللته مُخالَّةً وخِلالاً. وقال الشاعر:

فأعْلِمُه مكانَ النُّون منّـي

 

وما أعطِيتُه عَرَقَ الخِلال

قال أبو بكر: أراد بالنون ذا النون، وهو اسم سيف مالك ابن زهير. قاِل: وقوله: ما أعطِيته عَرَقَ الخِلال، أي وما أعطيته لخِلال من المودة إنما أخذه غصباً. وعرق الخِلال من قولهم: ما عرق له بشيء، أي ما نَدِيَ له به. فأما الخليل فالذي سمعتُ فيه أن معناه أصفى المودة وأصحًّها، ولا أزيد فيه شيئاً لأنه في القرآن.

 

لخخ

واستُعمل من معكوسه: لَخَّتْ عينه تَلِخُّ لَخّاً ولخيخاً، إذا كثُر دمعها وغلُظت أجفانها. قال الراجز:

لا خيرَ في الشيخ إذا ما أجلَخّا

 

وسال غَرْبُ عينه فـلَـخّـا

وربما قيل: لحّت ولَحِحَتْ عينه، مثل لَخَّت سواء.

 

خ-م-م

خَم اللحمُ وأخَمَّ خَمّاً وخُموماً وإخماماً، إذا أنْتَنَ. وخَم خُمُوماً أكثر استعمالاً. قال الراجز:

إليك أشكو جَنَفَ الخُصـوم

 

وشَمَّةٍ من شارفٍ مَزكـوم

قد خَمَّ أو زاد على الخُموم

 

 

وصف شيخاً قَبَّلَ امرأة. وأكثر ما يُستعمل في المطبوخ والمشتوَى. يقال: شويت اللحم واشتويته فانشوى. فأما النِّيء فيقال: صَلَّ وأصَلَّ. وقال الراجز في صَلّ:

إذا تعَشّوْا بَصَلاً وخَـلاّ

 

وكَنْعَداً وجُوفياً قد صَلاّ

وخَمَمْتً البيتَ أخمُّه خَمّاً، إذا كسحته. والمِخَمَّة: المِكْسَحَة. والخُمامة: الكُساحة. وخُمَام: أبو بطن من العرب، وإليه يُنسب بنو خُمَام. وخُم: غدير معروف، وهو الموضع الذي قام فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم خطيباً يفضَل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. وخَمّانُ: موضع. وخَمّان الناس: جَماعتهم. وخَمان البيت: رديء متاعه، هكذا رُوي عن أبي الخطّاب. والخمُّ: القَوْصَرة التي يُجعل فيها التبن لتبيض فيه الدجاجة.

 

مخخ

واستُعمل من معكوسه: المُخّ، وهو ما أخرج من عظم. والمُخاخة: ما اجتذبه الماصُّ من المًخّ. ويسمّى الدماغ مخاً. قال الشاعر- النجاشي الحارثي:

ولا يسرقُ الكَلْبُ السَّروُّ نعالَـنـا

 

ولا نَنْتَقي المُخً الذي في الجَماجم

 

ويُروى: السَّرُوق، والسروق من السرَق، والسَّرُوّ من سُرَى الليل، وهو فَعول منه، وهي الرواية الصحيحة. وكانوا يتكرّمون عن أكل الدماغ ويرون ذلك نَهماً. وصف بذلك قوماً فذكر أنهم كرام لا يلبسون من النعال إلاّ المدبوغةَ، فالكلب لا يأكلها ولا يستخرجون ما في الجماجم لأن العرب تُعَيِّر بأكل الدماغ كأنه عندهم شَرَةٌ أن يستخرج الإنسانُ مُخَّا من عظم. وخالص كل شيء مُخّه.

 

خ-ن-ن

الخُنَّة من الخُنان، وهي أشدُّ من الغُنة وأقبح؛ رجل أخنّ وامرأة خَناءُ.

وزمن الخُنَان: زمن معروف عند العرب قد ذكروه في أشعارهم، ولم أسمع له من علمائنا تفسيراً شافياً. قال النابغة الجعدي:

فمن يَك سائلاً عنّيَ فإنّي

 

من الفتيان أعوامَ الخُنانِ

ويقال: خَن الرجُلُ فهو مخنون، إذا ضاقت خياشيمه وانسدّت حتى يخرج كلامه غليظاً لا يكاد يُفهم.

والخُنان: داء يعتري العينَ. قال جرير وافر:

وأشفي من تخلُّج كل جِـنٍّ

 

وأكوي الناظِرَيْن من الخُنانِ

ويقال: وطىء فلان مَخَنَّةَ بني فلان ومِخَنَّتَهم، إذا وطىء حريمهم. قال أبو بكر: مَخَنَّة بالفتح أجود.

 

خ -و-و

خَوِّ: كثيب معروف بنجد.

ويومُ خَوّ: قُتل فيه عُتيبة بن الحارث بن شهاب، قتله ذُؤابُ لم ابن ربيعه.

 

خ-ه? ?-ه??

أهملت الخاء مع الهاء في الوجوه كلها، وكذلك مع الياء.

 

حرف الدال

وما بعده

د-ذ-ذ

أهملت.

دَرَّ الضَّرْعُ يَدِرُّ ويَدُرُّ درّاً ودُرُوراً. والدَّرُّ: اللبن بعينه. وفَسّر بعض العلماء باللغة قولهم: لله دَرًّك، قال: أرادوا لله صالحُ عملك، لأنّ الدر أفضل ما يُحتلب. قال أبو حاتم: وأحسبهم خَصُوا اللبنَ لأنهم كانوا يفصِدون الناقة فيشربون دمها ويَفتَظُّونها فيشربون ماء كَرِشها، فكان اللبن أفضل ما يحتلبون. ويقال: درَت عينه بالدمع، ودرَّ السحاب بالمطر درّاً ودُروراً. ومثل من أمثالهم: ما اختلفت الدِّرَة والجِرة ". ودر الفرس دريراً، إذا عدا عدواً شديداً سهلاً. قال امرؤ القيس:

دَرِير كخذروفِ الوليد أمَره

 

تتابُعُ كفيه بخيطٍ موصًـل

والدرَّة التي يضرب بها: عربية معروفة. وقولهم: لا در دره، أي لا زَكا عملُه. ودرَ الخراجُ وأدره عمّالُه، إذا كثر إتاؤُه. وأدرَّت المرأةُ المِغزَلَ، إذا فتلته فتلاً شديداً، فهي مدِرّ، والمِغْزَل مدرّ، إذا رأيته كأنه واقف لا يتحرّك من شدّة دورانه. والدُّرَّة: معروف، وهو ما عظم من اللؤلؤ.

 

ردد

واستعمل من معكوسه: رددْتُ الشي أرده رداً فهو مردود. وفي وجه الرجل رَدة، إذا كان قبيحاً. والردة: الرجوع عن الشيء، ومنه الردة عن الإسلام. وأرَدت الناقة، إذا وَرِمَت أرفاغها وحَياؤها من كثرة شرب الماء، فهي مُرد، والاسم الرِّدَة. وناقة مُرِد أيضاً، إذا بركت على ندى فانتفخ ضَرْعُها وحَياؤها. قال الراجز، وهو أبو النجم:

تمشي من الردة مشْيَ الحُفَّل

 

مَشْيَ الرَّوايا بالمَزاد الأثْجَل

ويُروى: الأثقل. يقال: ناقة حافِل ونُوق حُفل، إذا اجتمعت ألبانها في ضروعها. ويقال: جاء فلان مُرِد الوجه، إذا جاء غضبان أو وَرِمَ وجهُه من بكاء. وأرد البحرُ، إذا كثرت أمواجه وهاج.

 

د-ز-ز

أهملت إلاّ في قولهم: زِدْ، وليس هذا موضعه.

 

د-س-س

دسَّ الشيءَ في الشيء يَدسه دساً. والدَّسّ: أن لا يبالغ الطالي في هِناء البعير. ومثل من أمثالهم: "ليس الهِناءُ بالدسّ ". والدَّسَاس: ضرب من الحيّات. والدَّسيس: شبيه بالمُتَحَسِّس عن الشيء. وجاءت الخيل دَواس، إذا جاء بعضها في إثْر بعض.

 

سدد

ومن معكوسه: سَد يَسد سَدُّا، والاسم السُّدّ. وقد قُرئ: "على أن تَجْعَلَ بيننا وبينهم سَدّاً " وسُداً. والسدُّ: الجراد يملأ الأفق. قال الراجز:

وإن عَلَوا وَعْراً وقد خافوا الوَعَرْ

 

ليلاً يُغشِّي صَعْبَه وما اختَصَـر

سيلَ الجَرادِ السُّدِّ يرتادُ الخُضَرْ

 

 

والسدُّ: السحاب الذي يَسدُّ الأفق. وفي كلام بعضهم يصف سحاباً: استَقَل سُدُّ مع انتشار الطفل.

والسّدة: ظُلَة على باب وما أشبهه لِتَقِيَ الباب من المطر. وفي الحديث: "من يَغْشَ سدد السلطان يَقُمْ ويَقْعُدْ "، يريد الأبواب. وإسمعيل السُدي نُسب إلى سدَّة مسجد الكوفة، كان يبيع الخُمُر، خُمُرَ النساء، في السدة. وأمر سدِيد وأسَد، أي قاصد. وكذلك رجل سديد، من السداد وقَصْد الطريقة.

والمَسد: موضع يقرب من مَكةَ عند بستان ابن عامر. والسُّدَاد: داء يأخذ بالأنف.

 

د-ش-ش

شدد

استُعمل من معكوسه: شد يشد شَداً، إذا شَدَّ الحبلَ أو غيره. وشَد على العدوّ يشد شَداً وشُدوداً، إذا حمل عليه. والشدَّة: القوة في الجسم. والشّدة: صعوبة الزمن. وبلغ الرجل أشده؛ قال أبو عبيدة: الواحد شد. وبنو الأشَدِّ: بطن من العرب. وقد سَموا شدّاداً، وهو فَعّال من الشدّ.

ورُوي عن أبي عبيدة أنه قال: رُؤي فارس يوم الكُلاب من بني الحارث يَشد على القوم فَيردّهم ويقول: أنا أبو شدّاد، فإذا كروا عليه ردهم ويقول: أنا أبو ردّاد.

 

د-ص- ص

صدد

استُعمل من معكوسه: صَد يَصُد صَدْاً وصُدُوداً، إذا صدف عن الشيء أو أعرض عنه. وأصْددْتُه عن ذلك الأمر، إذا صرفتَه عنه. قال الشاعر- هو امرؤ القيس:

أصَد نَشاصَ ذي القرنين حتّى

 

تولى عارِضُ المَلِكِ الهُمـام

ذو القرنين: المنذر بن امرئ القيس جَدْ النعمان بن المنذر. يعني بالنشاص جيشاً، وأصله السُّحاب المنتصب في السماء. وقد قُرىء: "إذا قَومُك منه يصدون" ويصدون. قال أبو عبيدة: يَصُدون: يُعرضون، ويصِدُّون: يَضِجون، والله أعلم. والصدّان: ناحيتا الشعب أو الوادي، الواحد صُد، وهما الصّدفان أيضاً. والصداد: الوَزَغ، كذا يقول أبو زيد، والجمع صَداديد. قال أبو زيد: يُجمع صدائد على غير القياس. وصدّاء: ماء معروف. ومثل من أمثالهم: "ماء ولا كصَدّاءَ، ومرعى ولا كالسعْدان ".

 

د-ض-ض

ضدد

استُعمل من معكوسه: ضدّ الشيء: خلافه. وبنو ضِدٍّ: قبيلة من عاد. قال الشاعر- عمرو بن مَعْدِيكَرِب الزُّبيدي يصف سيفاً اسمه ذو النون فاحتاج في الشعر إلى تثنيته فَثنّاه:

وذو النونين من عهد ابن ضِد

 

تَخَيره الفتى من قوم عـادِ

د-ط-ط

أهملت إلاّ في قولهم: طِدِ الشيءَ في الأرض، بمعنى الأمر، أي اغْمِزْ في الأرض؛ وليس هذا موضعه.

 

د-ظ-ظ

أهملت إلّا قولهم: دَظَّه يَدُظُّه دظّاً، إذا دفعه دفعاً عنيفاً، زعموا

د-ع-ع

دَعَّه يَدُعُّه دَعّاً، إذا دفعه دفعاً عنيفَاً. وكذلك قال أبو عبيدة في التنزيل: "يَدُعُّ اليَتِيمَ "، والله أعلم.

وقد ألحق بالرباعي فقيل: دَعْدَعَ الإناءَ، إذا ملأه. قال الشاعر:

فَدَعْدَعاً سُرةَ الركاء كمـا

 

دَعْدَعَ ساقي الأعاجِم الغَرَبا

الرَّكاءُ: وادٍ معروف. وقال الآخر، وهو لبيد بن ربيعة:

نحنُ بنو أمِّ البَنينَ الأربـعـهْ

 

المُطْعِمونَ الجَفْنَةَ المُدَعْدَعَهْ

أي المَلأى.

ويقال للعاثر: دَعْدَع في معنى اسلم. والدُّعاع: حبّة تُختبز وتؤكل. والدُّعاعة: نملة سوداء ذات جناحين.

 

عدد

ومن معكوسه: عدّ يَعُدُّ عَدّاً، في معنى الإحصاء. وعدة القوم: مبلغ عددهم. وعدَّة المرأة: معروفة. والعدّة من السلاح: ما اعتددته. والعِدّ من الماء: القديم الذي لا يُنتزح. ومن ذلك قولهم: حَسَب عِدّ، أي قديم.

 

د-غ-غ

غدد

استُعمل من معكوسه: أغَدَّ البعيرُ يُغِدُّ إغداداً فهو مُغِد، ولا يقال مغدود، إذا أصابته الغُدة، وهو داء. وكل عقدة في جسد الإنسان أطاف بها شحم فهي غددَة وغدَّة، والجمع غدد. ولها نظائر في المعتلّ تراها إن شاء اللهّ تعالى.

 

د-ف-ف

 

 

 

واستُعمل من معكوسها: شَبَّ الغلام شباباً. وأشَبَّ الرجل، إذا كان له بنون. وأشَبَّ الثورُ، إِذا كَمَلَ سِنُّه. وشبَ الفرسُ شباباً. وشَبت النار شُبوباً وشَبّا. وأشببتُها أنا إشباباً. وقد مضى المثل: من شُبّ إلى دُبٍّ. والشبُّ: ضرب من الدواء معروف عند العرب. وأنشد:

ألا ليتَ عمّي يومَ فُرِّق بينـنـا

 

سُقَى السَم ممزوجَاَ بشَبِّ يماني

سُقى لغته. قال أبو بكر: سُقَى في لغة طيء وغيرها بمعنى سقِي. ورأيت شَبَّة النارَ: اشتعالها. وبه سُمِّي الرجلُ شَبَّة. ويقال: فلانة يَشُبها فرعها، إذا أظهر بياضُ وجهها سوادَ شعرها. وقال رجل من طيِّىء- جاهلي:

معْلَنْكِس شَبَّ لها لونَـهـا

 

كما يَشبُّ البدْرَ لونً الظَّلامْ

يقول: كما يَظْهَر لونُ البدر في الليلة المظلمة. ويقال: رجل مشبوب، إذا كان جميلاً. قال الراجزْ:

تَهْدي قُداماه عَرانينُ مُضَـر

 

ومِن قريش كلّ مشبوبٍ أغَرّ

وثور مُشِب وشبوب وشَبب، إذا تمّ سنه وذكاؤه. وسمَّوا شَبِيباً، وأحسبه في معنى مشبوب من قولهم: شُبَّت النارُ.

 

ب-ص- ص

بص الشيءُ يَبِصُّ بَصِيصاً وبَصُّاً، إذا أضاء. والعينُ في بعض اللغات تسمَّى: البصّاصَة. فأما بَصْبَصَ فإنك ستراه في بابه مفسَّراً إن شاء الله قال الراجز:

يبِصُّ منها لِيُطها الدُّلامِـصُ

 

كدرَة البحر زَهاها الغائصُ

زَهاها: رفعها وأخرجها.

 

صبب

ومن معكوسه: صَبَّ الماءَ وغيرَه صبُّا، وصَبَّ في الوادي، إذا انحدر فيه. ورجل صَب: بَيِّن الصَّبابة. والصَّبابة: رقَّة الشوق. والصُّبَّة: كل ما صببتَه من طعام أو غيره مجتمعاً، وربّما سُمِّي الصُبَّ بغير هاء. والصُّبَّة: القطعة من الخيل، نحو السُّرْبَة، ومن الغنم أيضاً. قال الشاعر:

صُبَّة كاليَمام تَهْوي سِراعاً

 

وعدِي كمثل سَيْل المَضيق

اليمام: ضرب من الطَّير. شبَّه الخيلَ بها لسرعتها. والعديّ: الرَّجّالة الذين يَعْدُون.

والصُّبابة من الشيء: باقيه. وفي الحديث: " صبابة كصُبابة الإناء ". والصَّبيبُ: صِبْغ أحمر. والصَّبا: معروف، وستراه في بابه إن شاء الله.

 

ب-ض-ض

بَضّ الماء يَبِضُّ بضًّا وبُضوضاً، إذا رَشَحَ من صخرة أو أرض. ومثل من أمثالهم: " فلان لا يَبِضُّ حَجَرُه "، أي لا يُنال منه خير.

ورَكِي بَضوض: قليلة الماء. ولا يقال: بض السِّقاءُ ولا القِرْبَةُ، وإنما ذلك الرَّشْح أو النَّتْح، فإذا كان دهناً أو سَمْناً فهو النَّثُّ والمَثُّ. وفي حديث عمر: "تَنِثُّ نَثَّ الحَمِيت "، وقالوا: تَمِثُّ. ويقال: رجل بض بَين البَضاضة والبُضوضة، إذا كان ناصع البياض في سِمَن. قال الشاعر، وهو أوس بن حَجَر:

وأبْيَضُ بَض عليه النّسور

 

وفي ضِبْنِهِ ثعلب مُنْكسرْ

الضِّبن: الجنْب. وقال أبو زُبيد الطائي في بَضّ الماء:

يا عُثْمَ أدْرِكْني فإنَّ رَكِـيَّتـي

 

صَلدَتْ فأعْيَتْ أن تَبِضَّ بمائها

ضبب

واستُعمل من معكوسه: ضَبَّتْ لِثَتُه، تَضِبُّ ضَباً، إذا تحلّب ريقُها. قال الشاعر- يخاطب قوماً ويقول: نمتنع من إرادتكم ونقاتلكم حتى لا تحوزوا السبي:

أبَيْنا أبَيْنا أن تَضِبَّ لِثـاتُـكـم

 

على خرَّد مثل الظباء وجامل

والضَبُّ: هذه الدابّة المعروفة، والأنثى ضَبة. وضَبَّبْت على الضبّ تضبيباً، إذا حرّشته فخرج إليك مذنِّباً فأخذت بذنَبه. وصبة الحديد: التي تجمع بين الشيئين.

وأرص مضبه: ذات ضِباب، ومضِبّة، مثل فئِرَة من الفأر، وجَرذَة من الجِرذان.

وأضَبَّت أرضُ بني فلان، إذا كثر ضِبابها. والضَّبّ: موضع. والضَبّ: وَرَم يكون في صدر البعير ويقال في خُفّه، فإذا أصاب ذلك البعيرَ فالبعيرُ أسرُّ والناقةُ سَرّاء. قال الشاعر:

وأبِيت كالسَّرّاءِ يربو ضَبُّـهـا

 

فإذا تَحَزْحَزُ عن عِداء ضجتِ

 

ويروى: تزحزح. يقال: أسر بيِّن السّرَر، وهو داء يصيب البعير في صدره، فإذا بركَ تجافى. قال الأصمعي: السُّرَر: ورم يصيب البعيرَ في صدره. والضَّب: داء يصيبه في خُفّه، فإذا بركَ البعير وبه السَّرَر والضبّ تجافى في مبركه، فشبّه تجافيه عن فراشه بتجافي هذا البعير في مَبْركه. والضَّبُّ: الحِقد. قال كثير عَزَّة:

فما زالت رُقاكَ تَسُل ضِغْني

 

وتُخْرِجُ من مَكامنها ضِبابي

والضبّ: أن يجمع الحالبُ خِلْفَي الناقة في كفّيه. قال الشاعر:

جَمَعْتُ له كفيَّ بالرُّمح طـاعِـنـاً

 

كما جمع الخِلْفينِ في الضَّبِّ حالِبُ

وأضَبَّ الرجلُ على الشيء يُضِبُّ إضباباً، إذا لزمه لزوماً شديداً فلم يفارقه.

والضُّبَيب: فرس من خيل العرب معروف وله حديث. ويقال للطلْعَة قبل أن تنفلق: ضَبَّة، والجمع ضِباب، وإنما يقال ذلك لطلعة الفُحّال خاصة. قال الشاعر:

يطِفْنَ بفُحالٍ كأن ضِـبـابَـه

 

بطونُ المَوالي يومَ عيدٍ تَغَدَّتِ

الفُحّال: فُحّال النخل، وهو ذكرُها، فأما للحيوان ففحل، خفيف، وإذا خرج طَلْعُها تامًّا فهو ضِبابها. هذا عن أبي مالك من النوادر. وقد سمَّت العرب ضبة وضَبّا. وبنو ضَبَّةَ: بطن منهم، وكذلك الضِّباب: بطن أيضاً. وضَبّ: اسم الجبل الذي مسجدُ الخَيْفِ في أصله. والضَّبابُ: السحاب الرقيق، معروف ستراه في بابه إن شاء اللّه.

 

ب-ط-ط

بَط الجُرْخَ يَبطُّه بَطاً، إذا شقّه. فأما الطائر الذي يسمَّى البَطُّ، فهو أعجمي معرَّب معروف. والبط عند العرب صغاره وكباره: الإوَزّ. والبَطيط: العَجَب. قال الشاعر:

ألمّا تَعجبي وتَرَيْ بَـطـيطـاً

 

من اللائِينَ في الحِجَج الخوالي

ويُروى: في الحِقب.

 

طبب

ومن معكوسه: رجل طَبّ بالشيء: حاذق به. ومنه اشتقاق الطبيب. ومن أمثالهم: " من أحَب طَبَّ "، أي تأتَّى لأموره وتَلَطَّف لها. وفحل طَبّ: إذا كان بصيراً بالضوابع من الأوابي. والطِّبّ: السِّحر. قال ابن الأسلت:

ألا مَن مُبلِغ حسّانَ عنـي

 

أطِب كان داؤك أم جنونُ

وفي الحديث: طُب النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم، أي سُحر. ورجل مطبوب، أي مسحور.

والطِّبَّةُ، وقالوا: الطُّبَّة، وهي القطعة من الأدم المربَّعة أو المستديرة، وستراها في بابها إن شاء الله. وربما سمّيت القطعة من الأدم التي في حاشية السًّفرة أو حرفِ الدلو: الطِّبَّة، والجمع الطِّباب. وقال الشاعر- هو أسامة بن الحارث الهذلي:

أرَتْه من الجَرْباء في كل موقِفٍ

 

طِباباً فمأواه، النَّهارَ، المَراكـدُ

يصف حمار وحشٍ خاف الطِّراد فلجأ إلى جبل فصار في بعض شِعابه فهو يرى السماء مستطيلة. وقال الآخر:

وسد السماءَ السجنُ إلاّ طِبـابة

 

كتُرْس المُرامي مُسْتَكِفًّا جُنوبُها

فذاك رأى السماء مستطيلة لأنه في شِعب جبل، وهذا رآها مستديرة أو مربَّعة لأنه في السجن.

 

ب-ظ-ظ

أهملت

ب-ع-ع

عبب

استُعمل من معكوسها: عَبَّ في الإناء: يَعُبُّ عبّاً، وهو تتابع الجَرعْ. قال الراجز:

يَكْرَع فيها ويَعُب عبّا

 

مُجَبِّياً في مائها مُنكبّا

أي: منَكِّساً رأسَه رافعاً عَجُزَه. وفي الحديث: "مصوا الماءَ مصاً ولا تَعبّوه عبًّا فإن الكُباد من العبّ ". والعَبِيبة: ضرب من الطعام.

وللعين والباء مواضع في التكرير ستراها إن شاء اللهّ.

 

ب-غ-غ

غبب

استعمل من معكوسها: غَبَّ الطعامً يَغب غباً. والاسم: الغِبُّ، والطعام: غاب كما ترى، وهو أن تتغير رائحته. والغِبُّ من أوراد الإبل: أن ترعى يوماً وتَرِدَ يوماً من الغد، وبذلك سمِّيت الحمَّى: الغِبَّ، لأنها تأخذ يوماً وتُرَفَهُ يوماً. قال أبو بكر: قال أبو مالك: سألت العرب عن الغِبّ فقالوا: أن تشرب يوماً وتَردَ بعده بيوم، فيكون وِرْدها الماءَ يوماً واحداً، وكان ينبغي أن يُسمَّى ثِلْثاً؛ والرِّبع: أن يفوتها الماءُ يومين؛ والخِمْس: أن يفوتها الماء ثلاثة أيام، ثم كذلك إلى العشرة، وإنما سُمّي: عِشْراً لأنها تشرب يوماً ثم ترعى ثمانية أيام وتَرِدُ في اليوم العاشر.

وفي الحديث: "ادهنوا غبًّا ". والمثل السائر: " زُر غِبًّا تَزْدَدْ حُباً ". والغبُّ: الغامضُ من الأرض، والجمع أغباب وغبوب. قال الراجز:

كأنّها في الغُبِّ ذي الغِيطانِ

 

ذِئاب دَجنٍ دائم التَهْـتـانِ

الدَجْن: إلباسُ الغيمِ السماء؛ يومً دَجْنٍ وأيامُ دَجْنٍ وليالي دجنٍ. والغُب: الضارب من البحر حتى يُمْعِن في البرّ.

وللباء والغين مواضع في التكرير ستراها إن شاء اللّه.

 

ب-ف-ف

أهملت

ب-ق-ق

بَقَّ يَبُقُّ بقًا، إذا أوسع من العطية. وكذلك بَقّتِ السماء بقاً، إذا جادت بمطر شديد. قال الراجز- هو عُوَيْف القوافي:

وبَسَطَ الخيرَ لنـا وبَـقَّـهْ

 

فالخَلْقُ طُرّاً يطلبون رِزْقَه

وبَقَ فلان علينا كلامه، إذا أكثره. وتجيء في التكرير لها أخوات. والبق: البَعوض، معروف. ورجل بقَاق: كثير الكلام. قال الراجز:

وقد أقُودُ بالدوى الـمـزمـل

 

أخرسَ في السفْر بَقَاقَ المَنزل

قبب

ومن معكوسه: قَبَّ ناب الفحل قبيباً وقبًّا، إذا سمعتَ صوته. قال الراجز:

ذو كِدْنة لِنابهِ قَبِيبُ

يقال: بعير ذو كِدْنة، إذا كان عظيمَ السَّنام. والقَبُّ: القطع. يقال: ضرب يدَه فقبَّها، كما يقولون: ضربها فترَّها. قببتُه أقبُّه قباً، إذا قطعته. وقب النبتُ يَقُبُّ ويَقِب قبًّا، إذا يبس، وهو القبيب مثل القفيف سواء. والقَبُّ: قَبُّ المَحالة، وهي الخشبة المثقوبة التي تدور في المِحْوَر. وقب بطنُ الفرس، إذا لحقت خاصرتاها بحالبيها، والفرس أقب والأنثى قَبّاء. ومثل من أمثالهم تمثّل به عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه "خِبَقَّة خِبَقَّهْ تَرَقَ عَيْنَ بَقهْ ". يقال هذا للرجل إذا تكبّر وأعجبته نفسه ليتواضع، قالها عليّ عليه السلام وهو يصعد المنبر كأنه يأمر نفسه بالتواضع. وكل شيء جمعت أطرافه فقد قببته؛ هكذا يقول بعض أهل اللغة. فإن كان هذا صحيحاً فمنه اشتقاق القُبة، إن شاء الله.

 

ب-ك-ك

بكَّ الشيءَ يَبُكُّه بَكُّاً، إذا خرّقه أو فرّقه. والبَكُّ: الازدحام، وكأنه من الأضداد عندهم، من قولهم: تَباكّ القومُ، إِذا ازدحموا وركب بعضهم بعضاً. قال الراجز:

إذا الشَّريبُ أخَذَتْه أكه

 

فخلّه حتي يَبُكَّ بكـهْ

الشَريب: الذي يورد إبلَه مع إبلك. قال أبو بكر: الأكَة: الحرّ الشديد مع سكون الريح. يقول: فخلَه حتى يورد إبلَه حتى يتباكّ على الحوض، أي يزدحم.

وسُمِّيت مكَّةُ بكَّةَ لازدحام الناس بها، والله أعلم.

 

كبب

واستُعمل من معكوسه: كَبَبْتُ الشيءَ أكُبُّه كبًّا، إذا قَلَبْتَه. يقال: طعنه فكبه لوجهه. قال أبو النجم:

فكَبَّه بالرمح في دِمائهِ

وأكبَ الرجلً على الشيء، إذا عكف عليه، فهو مكب إكباباً. ويقال: أكببتُ على الشيء، إذا تجانأت عليه. وهذا من نوادر الكلام أن يقولوا أفْعَلْتُ أنا وفَعَلْتُ غيري. والكُبة: الحملة في الحروب، وقد تقدمّ كلام فيه. ونَعم كُبَاب، أي كثير مجتمع. والكُبُّ: الشيء المجتمع من تراب وغيره، وبه سُميت كُبةُ الغَزْل.

وفي كلام بعضهم لبعض الملوك: طعنته في الكَثة طعنةً في السَّبَّة فأخرجتها من اللّبة. والكُبُّ والكُبةُ: ضرب من النبت.

 

ب-ل-ل

بَل الشيء َيَبُله بلاً بالماء وغيره. وبَل من مرضه بَلاً وبُلولاً، إذا برأ. وكذلك أبَلَّ واستَبلَّ. قال الشاعر:

إذا بَلَّ من داء به ظَن أنَّـه

 

نجا وبه الداءُ الذي هو قاتِلُهْ

يُروى: بَرا ونَجا جميعاً؛ وُيروى: إذا بَلَّ من داء به خال أنه. وقال الرِّياشي: ومما يشبه هذا في المعنى قول الشاعر:

كانت قَناتي لا تلينُ لِغـامِـزٍ

 

فألانَها الإصباح والإمسـاء

ودعوتُ ربِّي بالسلامة جاهداً

 

ليصِحَّني فإذا السَّـلامة داءُ

وقال الرياشي: ومثله قول النَّمِر بن تَوْلبَ العُكْلِي:

يَوَدُّ الفتى طولَ السَّلامةِ والغِنى

 

فكيف ترى طولَ السلامةِ يفعلُ

وبُلَّة الشباب: طَراءته. ويقال: طويتُ فلاناً على بُلَلتِه وبلالته وبُلَلاته وبلته، إذا طويتَه على ما فيه من عيب. قال الشاعر- القتّال الكِلابي، ويقال الحَضْرَمي بن عامر الأسدي:

 

ولقد طَويتُكُم على بللاتِـكـم

 

وعرفتُ ما فيكم من الأذرابِ

وقال الشاعر:

طوينا بني بِشْر على بُللاتهم

 

وذلك خير من لِقاء بني بِشْرِ

ويقال: في الثوب بِلَة، أي رطوبة. والبلَة: داء يصيب الإنسان في جسمه.

وأبل الرجلُ إبلالاً، إذا كان خبيثاً. ورجل أبَلُّ. قال الشاعر:

ألا تتَّقون الله يا آل عَـامـر

 

وهل يتّقي اللّه الأبَلُّ المُصَمِّمُ

وقولهم: حِل وبِل؛ قال قوم من أهل اللغة: بِلّ هاهنا إتباع، وقال قوم: بل البِلُّ المباح، لغة يمانية. وقال عبد المطَّلب في زَمْزَم: لا أحِلها لمغتسِل وهي لشاربِ حِلّ وبِل.

 

لبب

واستعمل من معكوسه: لَبَّ بالمكان وألَبَّ به لَبًّا وإلباباً، إذا أقام به. ولبَّ الرجل، إذا صار لبيباً. قالت صفيَّة بنت عبد المطَّلب:

أضرِبُه لكي يَلَـبْ

 

وكي يقودَ ذا اللَّجَبْ

وذا اللَّجب: يعني الجيش. واللُبُّ: العقل، ولبُّ كل شيء: خالصُه، وربما سُمِّي سُمًّ الحيّة لُبّاً.

أهملت في الثنائي الصحيح إلّا في قولهم: البمة: الدبر.

 

ب-ن-ن

بن بالمكان وابنَّ بنّا وإبناناً، إذا أقام به، وأبى الأصمعي إلا أبنَ.

والبَنَة: الرائحة الطيّبة. وربما سمَيت مرابض الغنم: بَنَّة. وأنشدَنا عبد الرحمن عن عمّه الأصمعي:

وَعِيد تخْدِجُ الأرآمُ منه

 

وتَكْرَهُ بَنَّةَ الغَنَم الذئابُ

يريد: وعيد يُلهي الذئاب عن رائحة الغنم.

 

نبب

واستُعمل من معكوسه: نَبَّ التيسُ نَبًّا ونَبيباً، وهو صوته عند القِراع.

 

ب-و-و

البَوُّ: جِلْد الحُوار يُملأ تبناً أو حشيشاً ويقرَّب إلى أمّه لتَرأمَه فتَدرّ عليه.

 

ب-ه-ه

هبب

استُعمل من معكوسها: هَبَّ التيسُ يَهُبُّ هَبًّا وهبيباً. وهَبَّت الريحُ تَهُبُّ هبوباً، وقالوا هَبًّا، وليس بالعالي في اللغة. وهَب السيفُ هَبّا وهَبَّةً، إذا اهتزّ. وهبت الناقةُ هِباباً من النشاط. وهبَّ النائم هبًّا، إذا انتبه من رقدته.

 

ب-ي-ي

أهملت في الوجوه إلا في قولهم: هَيُّ بن بيٍّ، مثل لمن لا يُعْرَف. وقالوا: هَيّان بن بَيّان: اسمان لمن لم يُعرف ولم يُعرف أبوه. وأنشد:

لئام من بني هَيَ بن بَيّ

 

وأنذالُ الموالي والعبيدِ

حرف التاء وما بعده

من الحرف في الثنائي الصحيح

ت-ث-ث

أهملت.

 

ت-ج-ج

أهملت.

 

ت-ح-ح

حتت

استُعمل من معكوسها: حتّ الشَّيءَ يَحُتُّه حَتّا،كانحتات الورق عن الغصن. وحَتَّ الله مالَه حَتًّا، إذا أفقره. والحَتُّ: قبيلة من كِنْدَة يُنسبون إلى بلد ليس بأمّ ولا أب. والحَتُّ: البعير السريع السير، الخفيف. وكذلك الفَرَس؛ يقال: فَرَس حَتّ. قال الشاعر يصف ظليماً:

على حَتِّ البُراية زَمْخَرِيِّ الس

 

واعد ظلَّ في شَرْيٍ طِـوال

والزمخري: الأجوف. والسَّواعد: مَجاري المخّ في العظام في هذا الموضع. وإنما أراد حَتّاً عند البُراية، أي سريع عندما يَبْريه السفَر. وخالف قوم من غير البصريين في تفسير هذا البيت فقالوا: يعني بعيراً. قال الأصمعي: كيف يكون ذلك وهو يقول قبله:

كأنَّ مُلاءَتَيَّ على هِجَفٍّ

 

يعِن مع العَشِيّةِ للرِّئال

يقال: جمل ذو بُراية، إذا كان قوياً على السير. والشَري: شجر الحنظل. وطِوال: من صفة الشَّرْي. والهِجَفُّ: الظليم. ويَعُنّ: يعترض، يقال: عَنّ يَعُن، إذا اعترض، وعَنَّ الرجلُ الفرسَ، إذا حبسه بعِنانه يَعِنه، بالكسر. والرِّئال: أولاد النعام، واحدها رَأل.

 

ت-خ-خ

تَخَّ العجينُ تَخّا وأتخختُه أنا، إذا أكثرتَ ماءه حتى يلين. وكذلك الطين إذا أفرطتَ في كثرة مائه حتى لا يمكن أن يطيَّن به.

وقد قالوا أيضاً: ثَخَّ بالثاء، والأولى أعلى.

 

ختت

ومن معكوسه: خَتّ، وهو موضع.

 

ت-د-د

أهملت.

 

ت-ذ-ذ

أهملت.

 

ت-ر-ر

ترَّ العظمَ يَتره تَراً، إذا قطعه. وكذلك كل عضو إذا قطعه، وكذلك كل عضو انقطع بضربة فقد تُرَّ تَرُّاً. قال الشاعر- هو طرفة بن العبد:

تقول وقد تَرَّ الوظيفَ وساقَها

 

ألستَ تَرى أنْ قد أتيتَ بمُؤْيِدِ

 

ويُروى: تَر الوظيفُ وساقُها بالرفع، أي امتلأ. وتر الرجلُ ترارةً، إذا امتلأ بدنه شحماً. وأنشد أبو حاتم عن الأصمعي:

ونُصْبِحُ بالغَداة أتر شيءٍ

 

ونُمسي بالعَشِيّ طَلَنْفَحِينا

وقال أبو بكر: يعني قوماً أسَراء فهم مسترخون من الإعياء. قال الأصمعي: الترُّ: الخيط الذي يُمَدُّ على البناء فيُبنى عليه، وهو عندهم معرَّب واسمه بالعربية الإمام. وأنشد:

وخَلَّقْتُه حتى إذا تمَّ واستوى

 

كَمُخَّة ساق أو كمَتنِ إمام

يصف وتراً، وتال قوم: يصف سهماً، ويدلُّك على ذلك قوله:

قَرَنْتُّ بحِقَويه ثَلاثَاً فلم تَـزغ

 

عن القَصد حتّى بُصِّرتْ بدِمام

قّوله خلَّقته: مَلَّسته وسَوَيته. وبُصِّرَت: دمِّيت. وحِقْو السهم: مستدَقه.

 

رتت واستُعمل من معكوسه: الرتّ، والجمع رتوت، وهي الخنازير الذكور، زعموا، ولم يجىء به أحد غير الخليل. والأرَتّ: الذي في لسانه حُبْسة، يقال: رجل أرتُّ، والاسم الرَّتَت، وبه سمِّي الأرَتّ.

ت-ز-ز

أهملت.

 

ت-س-س

أهملت.

 

ت-ش-ش

شتت

استُعمل من معكوسها: شَتَّ يَشِتُّ شَتاتاً، وهو التفرُّق، والاسم الشَّتّ، والجمع أشتات.

 

ت-ص-ص

استُعمل من معكوسها: الصَّتُّ، وهو الضرب باليد والدفع.

قال رؤبة:

وطامِح النَّخْوَةِ مـسـتَـكِـتِّ

 

طأطَأ مِن شَيطانه التَّعَـتِّـي

صَكِّي عرانينَ العِدى وصَتَي

وصَتِيت من الناس، أي فِرقة.

 

ت-ض-ض

أهملت.

 

ت-ط-ط

أهملت.

 

ت-ظ-ظ

أهملت.

 

ت-ع-ع

يقال: تَعَّ تَعاً وتَعةً، إذا قاء، مثل قولهم: قاءٍ يقيء قيْئاً فهو قاءِ كما ترى.

وفي الحديث: " فتَعَّ تعةً "، إذا قاء، وقالوا: ثعَّ ثَعَةً، أيضاً.

وأما تَعْتَعه، فتلحق هذه بنظائرها.

 

عتت

استُعمل من معكوسها: عتَّه بالكلام يَعُتُّه عَتَاً، إذا وبخه ووَقَمه. قال أبو بكر: عَت وعَثَّ بالتاء والثاء جميعاً.

 

ت-غ-غ

غتت

استُعمل من معكوسها: غته في الماء يَغُته غتًّا، إذا غَطَّه فيه.

 

ت-ف-ف

تفّ: التُّفُّ، زعموا، ما يجتمع تحت الظفر من الوسخ. والتُفّة: دُوَيْبَّة شبيهة بالفأرة.

ومثل من أمثالهم: " استغنت التُّفَّةُ عن الرفّةِ "، والرُّفةُ: دُقاق التَبن، وقد قالوا: التُّفَة عن الرّفَةِ، بالتخفيف. قال الأصمعي: التُّفَّة دوَيْبَّة مثل جِرو الكلب، وقد رأيتها. وأنكر أن تكون فأرةً،

فتت

واستُعمل من معكوسه: فتّ الشيءَ يفُتُّه فَتِّا، إذا كسره بإصبعه. ومن أمثالهم:

كَفّا مطلَقةٍ تَفُتُّ اليَرْمعا

واليَرمَع: حجارة بِيض دِقاق تلمع في الشمس تتفتَّتُ باليد. ويقال: كلَّم فلان فلاناً بشيء فَفَت في ساعده، أي أضعفه وأوهنه.

 

ت-ق-ق

تَقَّ تَقْاً، ثم أميت هذا الفعل، ورُدَّ إلى بناء جَعْفَر في الرباعي، فقالوا: تَقْتَقَ وقالوا: تَتقْتَقَ الرجل إذا انحدر يهوي من الجبل حتى يوافي الأرضَ على غير طريق.

 

قتت

واستعمل من معكوسها: القَتُّ، معروف. قال الراجز:

بنى السّويقُ لَحْمَها واللـت

 

كما بنى بخَتَ العراقِ القَتُّ

والقتُّ: مصدر قَت بين القوم قَتا، إذا مشى بينهم بالنميمة، وهو القَتّاتّ. وأصله من قولهم: تقتتَ هذا الحديث، إذا تَسَمعه.

وقتتّ الشي، إذا جمعه قليلاً قليلاً.

 

ت-ك-ك

تَكَّ الشيءَ يتُكُّه تَكّا، إذا وطئه حتى يشدخّه، ولا يكون إلاّ من شيء ليّن، نحو الرّطب والبِطّيخ وما أشبه ذلك. والتكَّة لا أحسبها عربية محضة ولا أحسبها إلاّ دخيلاً، وإن كانوا قد تكلّموا بها قديماً.

 

كتت

واستعمل من معكومسها: كَتّ النبيذُ وغيره كَتُّا وكَتِيتاً، إذا ابتدأ غليانُه قبل أن يشتَدَّ. وكَتَت القومَ أكتُّهم كَتّاً، إذا عددتهم حتى تعرف إحصائهم، قال الشاعر- هو رُبَيعهّ الأسدي والد ذؤاب قاتل عتيبةّ بن الحارث بن شهاب:

إلاّ بـجـيش لا يكَـت عَـديده

 

سودِ الوجوه من الحديد غِضابِ

أي: لبسوا الحديدَ فصدئت أبدانُهم. وكتتِ الجرةُ الجديدة، إذا سمعت لها صوتاً عند صبك الماء فيها. وكَت الفحل، إذا سمعت له هديراً. وكتَّ الله أنفه، إذا أرغمه. ومثل من أمثالهم: "لا تَكتّها أو تكتّ النجومَ " أي لا تَعدها.

 

ت-ل-ل

 

تَلَّه يَتُلُّه تَلا، إذا صرعه. وكذلك فسِّر في التنزيل: "وتله للجبين "، واللهّ أعلم بكتابه.

وزعم بعض أهل العلم أن قولهم: رُمْح مِتَلّ، إنما هو مِفْعَل من الصَرْع، يُتَلُّ به، أي يُصرع به. وقال الأصمعي: المِتَل: الغليظ. قال الشاعر- هي دَخْتَنُوس بنت لقيط بن زُرارة: فَر ابنُ قَهْوَس الشّجـا عُ بكَفه رُمْح مِـتَـلُّ

ينجو به خاظي البَضي ع كأنّه سِـمْـع أزَلُّ

ويقال: هو بتِلة سَوْء، أي حال سَوْء. وكل شيء ألقيته على الأرض مما له جُثَة فقد تَلَلْتَه. وبه سُمِّي التَلُّ من التراب.

 

لتت

واستُعمل من معكوسه: لَتَّ السويقَ وغيره يلُتُّه لتاً، إذا بَسهُ بالماء أو غيره. وزعم قوم من أهل اللغة أن اللات التي كانت تُعبد في الجاهلية صخرة كان عندها رجل يَلُتُّ السويق وغيره للحاج، فلما مات عُبدت ولا أدري ما صحة ذلك لأنه لو كان كذلك كان يكون: " اللاّتّ " بتثقيل التاء لأنها تاءان. وقد قرىء في التنزيل: "أفرَأيتُم اللاتَّ والعُزَّى"، بالتثقيل والتخفيف. ولم يجىء في الشعر اللاّت إلا بالتخفيف. قال زيد بن عمرو بن نُفَيْل: تركت اللاّتَ والعُزّى جميعاً كذلك يفعلُ الجَلْد الصَّبـورُ

وقد سمَوا في الجاهلية: زيد الّلات، بالتخفيف لا غير. وقد جاء في التنزيل بالتخفيف، وقد قرىء بالتثقيل، واللّه أعلم. وإن حُملت هذه الكلمة على الاشتقاق لم أحِبَّ أن أتكلّم ليها.

 

ت-م-م

تَم الشي يَتِمُّ تَماماً. وامرأة حبلى مُتِم. ووُلِدَ الغلامُ لتِمّ وتِمامٍ بالكسر. وبدرُ تِمام بالكسر، وكذلك ليلُ تِمام، وكل شيء بعد هذا تَمام بفتح التَاء.

 

متت

واستُعمل من معكوسه: مَتَ يمُتّ مَتًّا. مَتَّ فلان إلى فلان بنسَب أو رَحِم، إذا اتّصل بها إليه.

وقالوا: تَمَتَّى في الحبل، إذا اعتمد فيه ليقطعه أو يَمُدَّه. وتمتى: في معنى تمطى، في بعض اللغات. والمَتُّ والمَدُّ والمَطُّ متقاربة في المعنى.

 

ت-ن-ن

أهملت إلا في قولهم: فلان تنُّ فلان، أي مثله وقرنه وسِنّه. وقد سمَت العرب تِنًّا.

 

ت-و-و

جاء فلان تَواً، إذا جاء فَرْداً. وجاء زَواً، إذا جاء ومعه صاحب. وأنشد لأبي غزالة الكِندي: بَقِيتُ بعدهم تَوًّا إذا ذُكروا فالعينُ تاركة إنسانَها غَرِقا

 

ت-ه-ه

هتت

استُعمل من معكوسه: هَتّ الشيءَ يَهُتُّه هتًّا، إذا وطئه وطأً شديداً حتى يكسره. ومن كلامهم: تركتهم هَتًّا بَتًّا، أي كسرتهم وقطعتهم. وسمعت هَتَّ قوائم البعير على الأرض، إذا سمعت وَقْعَها. والشيءُ المهتوت والهتيت: المكسور.

 

ت-ي-ي

أهملت التاء والياء في الثنائي الصحيح.

 

حرف الثاء

وما بعدها من سائر الحروف في الثنائي الصحيح

ث-ج-ج

ثججت الماءَ أثجُّهُ ثَجاً، إذا صببته صبَّاً كثيراً. وكذلك فُسر في التنزيل في قوله جل وعز: "ماءً ثجاجاً ". وهذا مما جاء في لفظ فاعل والموضع مفعول لأن السحاب يَثُج الماءَ فهو مثجوج.

وقال بعض أهل اللغة: ثججت الماءَ وثَج الماء وانثَج الماءُ كما قالوا: ذَرَفَتِ العين الدمعَ، وذَرَفَ الدمعُ، فهو ذارف ومذروف. قال الراجز: حتى رأيت العَلَقَ الثَّجّاجـا قد أخْضَلَ النحورَ والأوداجا

وفي الحديث: " تمامُ الحجِّ العَج والثج". فالعج: العجيج في الدعاء، والثج: سفك دماء البدن وغيرها.

 

جثث

واستُعمل من معكوسه: جثثت الشجرةَ وغيرها جثُّاً، إذا انتزعتها من أصلها. وفُسر قوله جَل ثناؤه: "اجتُثتْ مِن فوقِ الأرض ما لها مِن قَرارٍ " من هذا، والله أعلم.

والمِجَثة والمِجْثاث: حديدة يقطع بها الفَسيل، والفسيلة جثيثة. قال الراجز في النخل: أقسمتُ لا يذهب عنّي بَعْلها أو يستوي جَثِيثها وجَعلُهـا

البَعْل من النًخل: ما اكتفى بماء السماء. والجَعل: ما نالته اليدُ. وفي كتاب النبيّ صلَى الله عليه وآله وسلم لأكَيْدِر بن عبد الملك صاحب دُومَة الجَنْدَل: "لكم الضّامِنَة من النخل ولنا الضّاحِيَةُ من البَعْل ". الضامنة: ما أطاف به سور المدينة، والضاحية: ما كان خارجاً.

 

والجُثّ: ما ارتفع من الأرض حتى يكون له شخص مثل الأكَيْمَة الصغيرة ونحوها. وأحسب أنّ جُثة الرّجل من هذا اشتّقاقها. وقال قوم من أهل اللغة: لا تسمى جثة إلا أن يكون قاعداً أو نائماً، فأما القائم فلا يقال: جُثَّتُه، إنما يقال: قِمَّته. وزعموا أن أبا الخطّاب الأخفش كان يقول: لا أقول: جثة الرجل إلا لشخصه على سَرْج أو رحل ويكون معْتمّاً؛ ولم يسمع عن غيره.

قال الشاعر في الجُث الذي تقدمّ:

فأوفى على جُث ولـلـيل طُـرة

 

على الأفْق لم يهتِك جَوانِبَها الفَجْر

ث-ح-ح

حثث

استُعمل من معكوسه: حَثَّ يحثُّ حثاً، إذا استَعجل. والحث: حُطام التِّبن. والحث أيضاً: من الرمل، اليابس الخشن. أنشدَنا عبد الرحمن بن عبد الله عن عمّه الأصمعي لراجز دعا على أرض ألاّ يصيبها مطر، ثم ذكر اليبْس:

حتّى يُرى في يابس الثَّرْيا حُث

 

يَعْجِزُ عن رِيِّ الطلَيِّ المُرْتَغِثْ

الطُلَيُ: تصغير طَلاً. والمُرتغث: الذي يَرْغَث أمه، يرضعها. والثَّرياء: الثَّرى.

وتمر حث: لا يَلزَق بعضه ببعض.

والحثُّ: الطعام غيرَ مأدوم.

 

ث-خ-خ

خثث

استُعمل من معكوسه: الخُثُّ: غُثاء السيل، إذا خَلفه ونَضَبَ عنه حتى يَجِفَّ، وكذلك الطُّحْلُبُ إذا يَبِسَ وقدُمَ عهدُه حتى يسوادَّ. والخُثة: طين يُعجن برَوْث أو بَعْر ثم يُتّخذ منه الذِّيار، وهو الطين الذي تصَرُّ به الناقة على أخلافها. يقال: هو خُث، ما دام رَطْباً، فإذا جَف فهو ذِيار.

 

ث-د-د

دثث

استعمل من معكوسه: الدَّثُّ، والجمع الدِّثاث. وهو أضعف المطر. أنشدَنا عبد الرحمن عن عمه لراجز يصف أرضاً وماشية وظباءً ترعاها:

قِلْفِعُ رَوْض شَرِبَ الدِّثاثا

 

مُنْبَثَّةً نُفَّزُها انبـثـاثـا

النُّفَزُ: الغِزلان، من قولهم نَفَزَ ينَفِزُ نَفَزاً ونَفَزاناً، إذا وثب. يقال: نَفَزَت الظبية، إذا وثبت. والقِلْفِعُ: الطين الذي إذا نَضَبَ عنه الماءُ يَبِسَ وتشَقّق.

ويقال: أرض مدثوثة، إذا أصابها الدَّث.

 

ث-ذ-ذ

أهملت.

 

ث-ر-ر

ثررتُ الشيءَ أثُرُّه ثَرًّا، إذا بددته. وناقة ثرَّة: غزيرة اللبن. وعين ثرَّة: كثيرة الدموع. وطعنة ثرَّة: كثيرة الدم تشبيهاً بالعين لكثرة دمعها. والمصدر الثرارة والثُّرورة. قال الراجز:

يا مَن لِعينٍ ثَرةِ المَدامـع

 

يَحْفِشُها الوجدُ بماءٍ هامع

يحفِشها: يستخرج كلَّ ما فيها. والثرثار: نهر معروف. ورجل ثَرثار: كثير الكلام. وأنشد لعنترة بن شدّاد العبسي:

جادتْ عليه كلُّ عينٍ ثَـرةٍ

 

فَتَركْنَ كُلَّ قرارة كالدِّرهم

وفي الحديث أن رسول الله صلَى الله عليه وآله وسلَم قال: " ألا اخْبركم بأبغضكم إليّ? الثرثارون المُتَفَيْهِقون ". وأصل هذا كله من العين الثَّرَّة الكثيرة الماء.

 

رثث

واستُعمل من معكوسه: رَثَّ الثوبُ وأرَثَّ، إذا أخْلَق. وكل شيء أخلقَ فقد رَثَّ وأرَثَّ. وأجاز أبو زيد رَثَّ وأرث وأبى الأصمعيّ إلا رَث. وقال أبو حاتمٍ: ثم رجع الأصمعي بعد ذلك فأجاز رَثَ وارثَ رَثاثةً ورُثوثة. ورَث كل شيء: خسيسه. وأكثر ما يُستعمل فيما يُلبس أو يُفْتَرَش.

 

ث-ز-ز

أهملت الثاء مع الزاي والسين.

 

ث-ش-ش

شثث

استُعمل من معكوسها: الشَّثُّ، وهو ضرب من الشجر. قال الشاعر:

بوادٍ يَمانٍ يُنْبِتُ الشَّثَّ فَرْعُهُ

 

وأسفلُه بالمَرْخ والشَبَهـان

الشَبَهان: الثُّمام، لغة يمانية.

 

ث-ص- ص

أهملت الثاء مع الصاد والضاد.

 

ث-ط-ط

رَجل ثَط: بَيِّنُ الثَّطاطة والثُّطوطة من قوم ثِطاط. والمصدر الثَّطَط، وهو خِفَّة اللحية من العارضين. ولا يقال: أثَط، وإن كانت العامة قد أولعت به. قال الراجز:

كلحيةِ الشيخ اليماني الثَّطَ

قال أبو حاتم: قال أبو زيد مَرَّة: أثطُّ، فقلت له: أتقول أثَط? فقال: سمعتُها.

 

طثث

ومن معكوسه: الطَّثُّ. والطَث: ضربك الشيءَ برجلك أو بباطن كفَك حتى تًزيله عن موضعه؛ طَثَثْتُه أطثه طَثاً. والمِطَثَّةُ: خشبة عريضة يدَق أحد طرفيها يلعب بها الصبيان، نحو القُلَة. قال الراجز، يصف صقراً انقضَّ على طير:

 

يطثُّها طَوْراً وطَوْراً صَكّا

 

حتى يُزيلَ، أو يكاد، الفَكّا

يريد به فَك الفم.

 

ث-ظ-ظ

أهملت الثاء مع الظاء في جميع الوجوه.

 

ث-ع-ع

ثَعَ ثَعَةً، مثل تَعَّ تَعةً سواء، إذا قاء.

 

عثث

ومن معكوسها: امرأة عَثَّة: ضئيلة الجسم. ورجل عَث: ضئيل الجسم. قال الشاعر يصف امرأة جسيمة:

عَميمةُ ضاحي الجسم ليست بعَثَّةٍ

 

ولا دِفْنِسٍ يَطْبي الكِلابَ خِمارُها

قوله: يَطْبي الكلابَ خِمارُها: يريد أنها لا تتوقّى على خِمارها من الدسَم فهو زَهم؛ ويقال: نَمِس ونَسِم أيضاً، فإذا طرَحتَه اطَّبَى الكلبَ يقال: طَبَاه يَطبِيه واطباه يَطَّبيه- وهو الأعلى- برائحته، أي دعاه. والدفْنِس: البلهاء.

والعُث: دواب تقع في الصوف. وسُئل أعرابي عن ابنه فقال: أعطيه من مالي في كل يوم دانِقاً وأنه لأسْرَعُ فيه من العُث في الصوف في الصيف.

 

ث-غ-غ

غثث

استُعمل من معكوسه: الغَثُّ: لحم غَث: بَيِّنُ الغَثاثة والغثوثة، وهو المهزول. وكلامَ غَث: إذا لم تكن عليه طَلاوة. وأحسب أن غَثِيثةَ الجُرْح من هذا اشتقاقها.

وقال ابن الزُّبير للأعراب: " والله إنّ كلامكم لَغَث وإن سلاحكم لَرَث، وإنكم لَعيال في الجَدْب أعداء في الخَصْب ". قال أبو بكر: يقال: خَصْب وخِصْب، وكَسْب وكِسْب، لغتان جيّدتان.

 

ث-ف-ف

استعمل من معكوسه: الفَث، وهو نَبْت يُختبز حَبُّه ويؤكل في الجَدْب. قال أبو دهبَل:

حِرْمية لم يَخْتَبِزْ أهلهـا

 

فَثُّا ولم تستضرِم العَرْفَجا

ث-ق-ق

قثث

استُعمل من معكوسه: القَثُّ، وهو جمعُك الشيءَ بكثرة. يقال: جاءنا بالدنيا يَقُثها قثُّا، إذا جاء بالمال الكثير. والمِقَثة: خشبة مستديرة يلعب بها الصبيان على قدْر القُرْص تشبه الخرّارة.

فأما القِثّاء والقُثّاء فستراه في موضعه إن شاء الله.

 

ث-ك-ك

كثث

استعمل من معكوسها: لحْيَة كَثًة: كثيرة النبات. والمصدر الكَثاثة والكُثوثة. وكذلك الجُمَّة. وجمع الكَثة كِثاث. وأنشدنا عبد الرحمن عن عمّه رجز:

بحيثُ ناصَى اللِّمَمَ الكِثاثـا

 

مَوْرُ الكَثِيب فَجَرَى وحاثا

المَوْر: التراب الذي يدور على الأرض. وحاثَ، يقال: حاثَ الأرض، إذا نَبَثَها. وناصى: واصلَ.

 

ث-ل-ل

ثَل البيتَ يَثُلُّه ثَلاً، إذا هدمه. وثُلُّ عَرْش الرجل، وذلك إذا تضعضعتْ حاله. والمصدر: الثلُّ والثلَلُ. قال الشاعر- هو زهير:

تداركتُما الأحلافَ قد ثلَّ عَرْشُها

 

وذبيانَ قد زلًت بأقدامها النَّعْـلُ

يصف قوماً أصابتهم نكبة. وربما قيل: ثُل عَرْش فلان وعُرْشُه إذا قُتل؛ هكذا قال الأصمعي. قال الشاعر- هو ذو الرمَة:

وعبدُ يغوثٍ تَحْجُلُ الطيرُ حولَه

 

وقد ثَل عرْشَيه الحسامُ المذكَر

فإذا أردت القتل فليس إلا بالضمّ، والجيد عَرْشه. فأما في بيت ذي الرُّمَّة فبالضم لا غير. والعُرْشان في هذا الموضع: مَغْرِز العُنق في الكاهل. وكذلك عُرْشا الفرس: آخر مَنْبِت قَذاله من عُنًقه. والثَلّ والثلَل: الهلاك. قال الراجز:

إن يَثْقَفوكم يلْحِقُوكم بالثلَلْ

أي الهلاكُ. وقال لبيد:

فَصَلَقْنا في مرادٍ صَلْقَة

 

وصُداءً ألحَقَتْهم بالثَّلَلْ

والثَّلَّة: الصوف. قال الراجز:

قد قَرَنُوني بامرئ عِثْوَلِّ

 

رخْوٍ كحَبْل الثلَة المبْتَلِّ

ويروى: قِثولّ.

وقال أبو زيد. الثَلَّة: القطيع من الضَّأن خاصَّةً. والثُّلَّة: الجماعة من الناس. وكذلك قد فُسر في التنزيل، واللّه أعلم. والثًّلَّة: تراب البئر.

 

لثث

واستُعمل من معكوسه: اللَثُّ: شجر ملثوث، إذا أصابه النَّدى. ويقال للندى: اللَّثَى. وقد قيل للصَمغ: اللَّثى. ويقال: ألَث السًحابُ إلثاثاً، وهو دوامه بالمكان لا يكاد يبرح. قال الشاعر:

فما رَوضة مِن رياض القَطا

 

ألَث بها عارض مُمْـطِـر

اللَثَة: معروفة، والجمع لِثات. فأما اللثى واللِّثَة فستراه في بابه إن شاء الله.

 

ث-م-م

ثَمَمْتُ الشيء أثُمُّه ثمَّة وثَماً إذا جمعته، وأكثر ما يستعمل في الحشيش. والثمة: القبضة بالأصابع من الحشيش. وثَمَمْت يدي بالأرض أو بالحشيش، إذا مسحتها به. ووَطب مثموم، إذا غُطِّي بالثّمام. وسترى الثُمام في بابه. وثَمَ: كلمة يشار بها إلى المكان. وثم: كلمة تُستعمل في العطف.

 

مثث

ومن معكوسه: مَثَثتُ يدي مَثّاً، إذا مسحتها، وأحسبها مقلوباً عن ثَمَمْتُ. ومثَ شاربهِ يَمُث مَثًّا، إذا أكل دَسَماً فبقي عليه. وأحسب أنّ مَث ونَث بمعنى واحد. وفي حديث عمر تَنِثّ نَثَّ الحَمِيت، وهو زِقّ سمنِ أو دُهْن. وأنشد عبد الرحمن عن عمّه:

أرْعَلَ مجّاجَ الندى مَثّاثا

 

فدمها نَياً ومـا ألاثـا

الأرْعَل: الطويل، يعني: النبتُ سَمَّنَ الغنمَ. تقول: دَمَمْتُ الشيءَ، إذا طليته بشحم. والنيُ: الشّحم. وما ألاث: أي ما احتَبس.

 

ث-ن-ن

الثَنّ: حُطام اليبيس. وأنشد رجز:

فَظِلْنَ يَخْلِطْنَ هشيمَ الثَـنِّ

 

بعد عميم الروضة المُغِنِّ

وأنشد أيضاً:

يكفي الفصيلَ أكلة من ثِنِّ

والثُّنَة: شَعَرات على رُسْغ الدابّة. والثنة أيضاً: ما دون السُرَّة من أسفل البطن.

 

نثث

ومن معكوسه: نَثَّ يَنث نثيثاً، إذا عرقَ من سِمَنه. والنَثُّ من قولهم: نَثَثْتُ الحديثَ أنُثُّه نَثّا، إذا أظهرته وكشفته.

 

ث-و-و

لها مواضع في الرباعي والمكرَّر تراها إن شاء الله تعالى.

 

ث-ه-ه

هثث

استُعمل من معكوسه: الهَثُّ ثم أميتَ وألحق بالرِباعي في الهَثهثة، وهو اختلاط الصوت في الحرب أو في صَخب. قال الراجز:

وهَثْهَثُوا فكَثُرَ الهَثْهاتُ

قال أبو حاتم: أصل الهَثّ خَلْطُ الشيء بعضه ببعض.

 

ث-ي-ي

أهملت في الوجوه كلها.

 

حرف الجيم

في الثنائي الصحيح وما بعده

ج-ح-ح

جَحَّ الشيء يَجُحُّه جَحّا، إذا سحبه، لغة يمانية. وكل شجر انبسط على وجه الأرض فهو عندهم الجحُّ، كأنهم يريدون أنه انجَحَّ على الأرض إذا انسحب. فأما أهل نجد فيسمّون البِطيخ الأصفر الرّخو جُحُّا. ويسمّون صغار البِطِّيخ قبل نضجه: الجحّ. وكذلك الحَنْظَل الذي يسميه أهل نجد الحَدَج قبل أن يصفرّ. وأنشد:

فَياشِل كالحَدَج المُنْـدال

 

بدَوْنَ من مدَّرِعِي أسْمالِ

ويقال: أجَحَّتِ السبعةُ والكلبةُ، إذا أثقلت فهي مُجِح، والجمع مَجاحُّ.

 

حجج

ومن معكوسه: حَجَّ يَحُجُّ حَجاً. وأصل الحَجّ القَصْد. قال الشاعر- هو المُخَبَّل السعدي:

فَهُمْ أهلات حولَ قيس بن عاصم

 

يَحُجّون سِبَّ الزِّبْرِقان المزعفَرا.

وحجَّ العظمَ يَحُجُّه حجُّا، إذا قطعه من الجُرْح فاستخرجه. قال الهذلي:

وصُبَّ عليها الطِّيبُ حتّى كأنَها

 

أسِي على أمِّ الدِّماغ حَجِـيجُ

وقال الآخر:

يحجُّ مأمومة في قَعْرها لَجَف

 

فآسْتُ الطبيب قَذاها كالمغاريدِ

يصف طبيباً داوى جِراحاً بعيدة القعر فهو يجزع من هولها فالقذى يتساقط من أسته كالمغاريد، وهي الكَمْأة الصِّغار السُّود، الواحد مُغرود. قال أبو بكر: وليس في كلامهم فُعْلُول موضع الفاء منه ميم إلا هذا الحرف، مُغْرود ومُغفور، وهو صَمْغ يسقط من الشجر حُلو يُنقع، وُيشرب ماؤه حلواً. والمأمومة: التي قد بلغت إلى أم الدماغ. واللجَفُ شبيه بالكهف يكون في أسفل الآبار من أكل الماء. وشبَّه هذه الشَّجَّة بتلجُّف المبئر. ولجَّفَ القومُ مكيالَهم، إذا وسّعوه.

والحجُّ: مصدر حَجَّ البيتَ يَحجُّ حَجاً.

والحِجُّ بكسر الحاء: الحُجّاج، لغة نجدية. قال جرير:

وكأن عافيةَ النُّسُور عليهـم

 

حِج بأسفَل ذي المجازِ نُزول

وقال آخر:

كأنما أصواتُها فـي الـوادي

 

أصواتُ حِجّ من عُمانَ غادي

والحِجَّةُ: السنَةُ. والحُجَّة: معروفة. والحِجَّةُ: خَرْزَة أو لؤلؤة تعلَّق في الأذن. وقال قوم: شحمة الأذن التي يُعلَّق فيها القُرْط يقال لها: الحِجَّة. ويسمّي الكوفيون الخَرْزَة جاجَةً بجيمين، وهو غلط، وإنما سُمِّيت الخرزةُ حاجَةً بآسم الموضع، وربما سُمِّيت حاجّة. وأنشدوا:

يَرُضْنَ صِعابَ الدرّ في كلّ حِجَّةٍ

 

وإن لم تكن أعناقُهُنّ عـواطـلا

ج-خ-خ

جَخَّ برجله وجَخا بها، إذا نسف بها الترابَ في مشيه. وربما قالوا: خَجَّ بها- بالخاء قبل الجيم- وخجا بها، يخجو. وجِخَ ببوله وجَخا به جَخًّا، إذا رغّى به حتى يَخُدَّ به الأرض خَدا.

 

ج-د-د

جَدَّ الشيءَ يَجُده جدا، إذا قطعه.

والجدًّ: أبو الأب.

والجَدُّ، لله تبارك وتعالى: العَظَمةُ. ومنه حديث أنَس: " كان الرجل منّا إذا حفظ البقرةَ وآلَ عمران جَدَّ فينا "، أي عَظُمَ في أعيننا. والجَدُّ، للناس: الحَظُّ. فلان ذو جَدٍّ في كذا وكذا، أي ذو حظ فيه. والجِدُّ: ضدُّ الهَزْل. والجُدُّ: الرَّكِيُّ الجيّدة الموضع من الكلأ. قال الأعشى:

ما يُجْعَلُ الجدُّ الظَّنُونُ الذي

 

جُنِّب صَوْبَ اللجِبِ الماطرِ

مِثْلَ الفُراتيَ إذا ما طـمـا

 

يقذِفُ بالبُوصيِّ والماهـرِ

قال أبو بكر: البُوصيُّ: السفينة، وكانت بالفارسية بالزاي فقلبتها العرب صاداً. والماهر: السابح. والظنون: الذي لا يوثق بما عنده، وكذلك في الرَّكِيّ، أي لا يوثق بمائها.

والجُدة: شاطىء النهر.

 

دجج

واستُعمل من معكوسه: دج القوم دَجُّا، إذا مشوا مشياً رُويداً في تقاربِ خَطْوٍ. ومنه قولهم: أقبل الحاجُّ والداجُّ، فالحاج: الذين يحُجّون، والدَّاج: الذين يَدِبّون في آثار الحاجّ من التجّار وغيرهم. وفي كلام بعضهم: أمَا وحَواجِّ بيت الله ودواجِّه لأفْعَلَنَّ كذا وكذا.

وذكر أبو حاتم أنه يقال: دَجْدَجَ الدَّجاجُ، إذا عدا. وهذا تراه في بابه مستقصًى إن شاء الله.

 

ج-ذ-ذ

جَذَّ الشيءَ يَجُذُّه جذّا إذا استأصله قطعاً. قال أبو عبيدة في قوله جَل وعَزَّ: "عَطاءً غير مجذوذٍ ": أي غير منتقَص؛ هكذا فسّره وإلى هذا يَرْجِع إن شاء الله.

 

ج-ر-ر

جَر الشيءَ يَجًرُّه جَرُّا، إذا سحبه. وأجِرَّ الفصيلُ، إذا ثُقب لسانه وأدخل فيه خيط من شَعَرِ ليمنعه أن يرضع أمَه فيجهدَها. قال امرؤ القيس:

أجرَّ لساني يومَ ذلِكُمُ مُجِر

وأجررته الرمح، إذا طعنته. وأنشد:

أجِرَّهُ الرمْحَ ولا تِهالَهْ

كذا سُمع من العرب.

والجَرُّ: سَفْح الجبل حيث علا من السَّهل إلى الغِلَظ. قال الشاعر- عبد الله بن الزِّبَعْرَى:

كم ترى بالجَرِّ من جُمجمةٍ

 

وأكُفّ قد أتِرَّتْ وجِـزَلْ

وقال الراجز:

وقد قَطَعْتُ وادِياً وَجرّاً

والجَرّ: الذي جاء فيه النهي عن نبيذ الجَرِّ. والمعروف في الجَرّ عند العرب ما اتًّخذ من الطين كالفَخّار ونحوه. والجِرَّة: ما يجتره البعير من كَرِشه. ومثل من أمثالهم: " ما اختلفت الدرَة والجِرة ".

وأما الجرير فله موضع تراه فيه مع نظائره إن شاء الله. ومثل من أمثالهم: "نَاوَصَ الجُرَّة ثم سالَمها". يقال ذلك للذي يخالف القوم على رأيهم ثم يرجع إلى أقوالهم. والجُرّة: خشبة نحو الذراع يجعل في رأسها كِفَة وفي وسطها حبل، فإذا نشِب فيه الظبيً ناوصها ساعةً واضطرب فيها فإذا غلبته استقرّ فيها فتلك المسالمة.

 

رجج

ومن معكوسه: رجَ الشيءُ يَرُج رَجا، إذا ترجرجَ، وهو راج. وقيل لابنة الخُسّ: بمَ تعرفين لَقاح ناقتك? فقالت: أرى العينَ هَاجّا والسنامَ راجُّا وأراها تفاجُّ ولا تبول "، وذكرت العينَ هاهنا تريد بها الناظر. وهججَتْ: غارت، وهَجَت مخفف.

وسمعتُ رَجةَ القوم، أي أصواتهم. وكذلك رَجة الرعد، أي صوته. وفي التنزيل: " إذا رُجَّتِ الأرْض رجًّاً، يعني يوم القيامة.

 

ج-ز-ز

جَز الصوفَ وغيره يجزه جَزُّاً. واسمُ الصوف المجزوز: الجِزة. وقال أبو حاتم: الجِزًة: صوف كَبْش أو نعجة إذا جُز فلم يخالطه فيه غيره. وجُزازُ كل شيء: ما اجتززته منه. وجاء زمان الجَزاز، أي الحصاد. وأنشدَنا أبو حاتم بيتاً للفرزدق:

فنِعْمَ الأيْرُ أيْرُكَ يا ابنَ كوني

 

يُقِل جُفالَةَ الكَبْش الجَـزِيزِ

الجُفَالة: الصوف والشَّعَر المكتنز.

 

زجج

ومن معكوسه: زججت الشي من يدي زجا، إذا رميت به. وزَجَجْتُه بالرمح، إذا نَجَلْتَه به وزَرَقْتَه. والزج: معروف، والجمع زِجاج وأزِجَّة وزِججَة. وأزجَجْت الرُّمْحَ إزجاجاً، وزَجَّجْته تزجيجاً، إذا جعلت له زُجاً، وكذلك أزجَجْتُه إزجاجاً، فهو مُزَج ومزَجج. قال أوس ابن حَجَر:

 

أصَـمَّ رُدَيْنـيُّا كـأنّ كُـعُـوبَـهُ

 

نوى القَسْب عَرّاصاً مُزَجُّا مُنصَّلا

والزُجاح: معروف. والزَّجَج من قولهم: حاجب أزجُّ، وهو السابغ الطويل في دَقة. وظليم أزَجُّ ونعامة زَجّاء، إذا كانا طويلي الرجلين. ورجل أزجُّ، والجمع زُج، وهو بعيد الخَطْو. قال ذو الرُّمَة:

جُمالية حَرْف سِناد يَشُـلُّـهـا

 

أزجُ بعيدُ الخَطْوِ ظمآنُ سَهْوَقُ

ج-س-س

جَسَ الشيءَ يَجسُّه جَسُّاً، إذا لمسه بيده. ومَجَسُّ الشيء ومَجسَّتُه: الموضع الذي تقعٍ عليه يدك منه إذا جَسَسْتَه. وقد يكون الجَس بالعين أيضاً. يقال: جَسَّ الشخص بعينه، إذا أحَدَّ النظرَ إليه ليستثبت. قال الشاعر:

وفتيةٍ كالذِّئابِ الطُلْس قلتُ لهـم

 

إنّي أرى شَبَحاً قد زال أو حالا

فاعصَوْصَبوا ثم جَسًّوه بأعْيُنِهـم

 

ثم اختَفَوْه وقَرنُ الشَمس قد زالا

اختفوه: أظهروه، ويقال خفَيت الشيءَ إذا أظهرته، واختفى: افتعل من ذلك. وجَسِّ: زجر للبعير، لا يتصرف له فعل.

 

سجج

واستعمل من معكوسه: سجَ الحائطَ يَسُجُّه سجا، إذا مسحه بالطين الرقيق فلاطه به. والمِسَجة: الخشبة التي يُطلى بها الحائط، لغة يمانية، وهي التي تسمَى بالفارسية: المالجَةُ. قال أبو بكر: وأهل نجد يسمون المالَجَةَ المِسْيَعَة.

 

ج-ش-ش

جَشّ الحَبَّ يجشُّه جَشًّا، إذا طحنه طحناً جريشاً. والحَبُّ جَشِيش ومجشوش. قال رؤبة:

يا عجباً والدهرُ ذو تخـويش

 

لا يُتَّقَى بالدَّرق المَجـروش

لَفْظَ الزُّؤان مِطْحَرُ الجَشيش

الزُّؤان: حب يكون في البرّ. وجَشَّ الرَّكِيَ يَجُشُّها، إذا استخرج ماءها وحمأتَها. قال أبو ذؤيب:

يقولون لمّا جُشَتِ البئر أوْرِدوا

 

وليس بها أدنى ذِبابٍ لـواردِ

الذِّبَاب: الماء القليل. وفرس أجشُّ: غليظ الصهيل، وهو مما يُحمد في الخيل. قال النجاشي:

ونجى ابنَ حرب سابح ذو علالةٍ

 

أجَشُّ هزيم والرِّمـاح دَوانـي

قوله ذو علالة: أراد جرياً بعد جري مثل عَلَل الماء شيئاً بعد شيء وشرباً بعد شرب، الأول النَّهَل والثاني العَلَل. وقوله هزيم: أي تُسمع له هَزْمَة مثل هزمة الرعد. وجُشُ أعيارٍ: موضع. وسمعت في حلقه جُشَّةً، أي غِلظاً، وهو مثل الجُشْرة. والجَشَّة والجُشة: لغتان، وهم الجماعة من الناس يقبلون معاً في نهضة وثورة. قال العجّاج:

بجَشُّةٍ جشّوا بها ممّن نَفَـرْ

 

محملين في الأزِمّات النخَرْ

شجج

ومن معكوسه: شجَجْت الرجلَ أشُجُّه شَجًّا، إذا كسرت رأسه. وشَجَّ الخمرَ بالماء يَشُجها شَجا، إذا مزجها. وشجَّ الأرض براحلته، إذا سار بها سيراً شديداً، وأشَجًّ، " أفْعل " من الشَجّ: اسم رجل. وأنشد لأعشى همدان:

بينَ الأشجِّ وبينَ قيس بيتُه

 

بَخْ بخْ لوالده وللمولـودِ

ج-ص-ص

الجِصّ: معروف، وليس بعربي صحيح.

 

ج-ض-ض

ضجج

استُعمل من معكوسه: ضَجَّ ضَجيجاً، والاسم: الضَّجَّة. والضَجَاج: القَسْر. قال الراجز يصف حرباً:

وأغْشتِ الناسَ الضَجاجَ الأضْجَجا

 

وصاحَ خاشي شرِّها وهَجْهَجـا

والضَجَاج: ثمر نبتٍ أو صَمْغ تغسل به النساءُ رؤوسهن؛ لغة يمانية.

 

ج-ط-ط

أهملت الجيم مع الطاء والظاء في الوجوه الثنائية.

 

ج-ع-ع

الجَعُّ: أميت فألحق بالرباعي في " جعجع ". والجَعْجَعَة: القعود على غير طمأنينة. ومنه قول أبي قيس بن الأسْلَت:

مَن يَذُقِ الحربَ يَجِدْ طَعْمَها

 

مُرّا وتَتْرُكْه بجَـعْـجـاع

ومن أمثالهم: "أسمعُ جَعْجَعَةً ولا أرى طِحْناً". الطِّحْن: الشيء المَطحون. والطَّحن: المصدر. وكتب ابن زياد إلى ابن سعد: "جَعْجِع بالحُسين "، أي أزعِجْه. والجعجعة: الصوت.

 

عجج

ومن معكوسه: عَجَّ يَعِجُّ عَجُّا وعَجيجاً، إذا صاح. وسمعت عَجَّةَ القوم وعَجِيجَهم، أي أصواتهم.

والعُجة: ضرب من الطعام، لا أدري ما حدّها. ونهر عجّاج: كثير الماء. والعَجَاج: الغُبار.

وسُمِّي العَجّاج عَجاجاً بقوله:

حتى يَعُجً ثَخَناً مَن عَجْعَـجـا

 

ويُودِيَ المُودي وينجو مَن نجا

 

ثخن: مبني من أثخنه، إذا بالغ في ضربه. وألحق العَجُّ بالرباعي، فقالوا: عجعج.

 

ج-غ-غ

أهملت الجيم والغين مع وجوه الثنائي.

 

ج-ف-ف

جَف الشيءُ يَجِفُّ جفوفاً بعد رطوبته. والجُفُّ: الجمع الكثير من الناس. قال النابغة:

من مُبْلِغ عَمْرَو بنَ هـنـدٍ آيةً

 

ومن النَّصيحة كثـرةُ الإنـذارِ

لا أعرِفَنَّكَ عارضاً لرماحِـنـا

 

في جفِّ ثعلبَ واردي الأمرارِ

يعني ثعلبة بن عوف بن سعد بن ذبيان. وروى الكوفيون: في جُفِّ تغلبَ، وهذا خطأ، لأن تغلب في الجزيرة وثعلبة في الحجاز. وأمرار: موضع. وجُفُّ الطلْعة: وعاؤها إذا جَفَّتْ. وفي الحديث: طُبّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فجُعل سِحْرُه في جُفِّ طَلْعَةِ ذَكَرٍ. والجُف أيضاً: نصفُ قربةٍ تُقطع من أسفلها وتُجعل دلواً. قال الراجز:

رُبَّ عجوز رأسُها كالكِفَّهْ

 

تَحْمِلُ جُفّا معها هِرْشَفهْ

قوله كالكِفَّة: يعني من الكِبَر ككِفَّة الحائل، وهو الصائد. والهِرْشَفَّة: خِرْقَة ينشَّف بها الماء من الأرض. وأما الجَفْجَف فهو الغلَظ من الأرض، وقد أفردنا لهذا المكرر باباً تراه إِن شاء الله.

 

فجج

ومن معكوسه: فَج، والجمع فِجاج، وهو الطريق الواسع في الجبل، أوسع من الشِّعب. وفَج الرجلُ رجليه، إذا باعد بينهما، وكذلك الدابّة. ويقال أيضاً: أفَجَّ فهو مفج، إذا عدا عدواً شديداً.

وقوس فَجّاءُ، إذا ارتفعت سِيَتُها، فبانَ وتَرها عن عِجْسِها. يقال: عُجْسُها وعِجْسُها وعَجْسُها، ثلاث لغات، وهو المَقْبِض.

 

ج-ق-ق

أهملت الجيم مع القاف والكاف في وجوه الثنائي.

 

ج-ل-ل

جُلُّ الشيء: معظمه. وجُل الدابة وجَلُّها، لغة تميمية معروفة. ويقال: أخذت جُل هذا الشيء وجلَه، إذا تَجَلَّلْته، وأخذت جُلالَه وجِلَه. ويقال: قوم جِلة: ذوو أخطار. والجَلَّة البار. والجليل: التمام. ونهي عن أكل لحم الجلابات، وهي التي تأكل البار والرَجيع. والجُلَّة من جِلال التمر: عربية معروفة، والجمع جُلَل. قال الشاعر، هو الأعشى:

يَنْضِحُ بالبول والغبارِ على

 

فخذيه نضحَ العبديّة الجلَلا

وأنشدني أبو عثمان الأشْنانْداني قال: أنشدني الأصمعي قال: أنشدني الأخفش:

باتوا يعَشون القُطَيْعاء ضيفَهـم

 

وعندهم البَرْني في جُلَل ثُجْـل

فما أطعموه الأوْتَكَى من سَماحةٍ

 

ولا مَنَعوا البَرْنِيَّ إلا من البُخْل

الأوْتَكَى: صرب من التمر. والقُطَيْعاء: تمر صِغار يشبه الشِّهْرِيز. وقال الراجز:

إذا ضربتَ مُوقَراً فآبْطُنْ لَهْ

 

فوقَ قُصَيْراه وتحت الجُلَهْ

يعني جملاً عليه جُلَّة. والمَجَلَّة: الصحيفة. وكذلك رُوي بيت النابغة:

مَجَلَّتُهم ذات الإلـه ودينـهـم

 

قويم فما يَرْجُون غيرَ العواقبِ

يريد الصحيفة لأنهم كانوا نصارى، فأراد الإنجيل. ومن روى: مَحلّتهم " بالحاء، أراد الشام الأرض المقدسة.

 

لجج

ومن معكوسه: لَجَّ يَلجُّ لَجاجاً، إذا مَحِكَ في الأمر. وسمعت لَجَّة القوم، أي أصواتهم. واللجة: لجة البحر، والجمع لُج ولُجَج.

وفي حديث الزبير: أدخِلتُ الحَشَّ ووضعوا اللُجَّ على قَفَيَّ. قالوا: يعني السيف، شبّه بريقَه بلجَّة البحر، والله أعلم.

 

ج-م-م

جَمّ الفرسُ يَجِمُّ جَماماً ويَجُمُّ أيضاً، إذا عَفا من التعب ولم يركب. وكذلك جَمامه إذا ترك الضِّراب. ويقال: أعطني جَمام فرسك. وجَمَّت البئر تَجمُّ جماً وجموماً، إذا تراجع ماؤها. وضمُّ الجيم في البئر أكثر من كسرها في المستقبل. وجَمَّةُ الرَّكِيّ: معظم مائها إذا ثاب، والجمع جِمام. وكذلك جَمَّة المركب البحري، عربية صحيحة محضة، وهو الموضع الذي يجتمع فيه الماء الراشح من خُروزه. والجُمَّة: الشعر الكثير، وهي أكثر من اللِّمَة، والجمع جُمَم وجِمام. والجُمَّة: القوم يسألون في الدَيات. وأنشد:

وجمة تسألني أعْـطـيتُ

 

وسائلٍ عن خَبَـرٍ لَـويتُ

فقلتُ لا أدري وقد دَرَيتُ

والجَمُّ: الكثير من كل شيء. قال الراجز:

إن تَغْفِرِ اللهمَّ تَغْفِرْ جَمّا

 

وأيُّ عبدٍ لك لا ألَمّـا

 

 

أي لم يُلِمَّ بالذنب ولم يقارف. وكذلك فسّره أبو عبيدة. وكذلك فسر في التنزيل، واللّه أعلم.

والجُمّ، زعموا: صَدَف من صَدف البحر لا أعرف حقيقّته. وأجمَت الحاجة، إذا حانت. قال زهير:

وكنت إذا ما جئتُ يوماً لـحـاجةٍ

 

مَضَت وأجمَت حاجةُ الغد ما تخلو

مجج

ومن معكوسه: مَج الماءَ يَمجه مَجّا، إذا مجه من فيه بمرّة واحدة، أي أخرجه. وهو المُجاج. ومُجاجُ المُزْنِ: مَطَره. ومجاجُ النحل: عَسَله. وأنشد:

ويدعُو ببَرد الماء وهو بَـلاؤه

 

وإمّا سقَّوه الماءَ مَجَّ وغَرْغَرا

هذا يصف رجلاً به الكَلَب، والكَلِبُ إذا نظر إلى الماء تَخيل له فيه ما يكرهه فلا يشربه.

والمُج والبُجُّ، زعموا: فَرْخ الحمام، ولا أعرف ما صحته، والمُج: اسم سيفٍ من سيوف العرب، وقد ذكره الكلبي. وأمج الفرسُ إمجاجاً، إذا جرى جريَاً شديداً. قال الراجز:

كأنّما يَستضرمان العَرْفَجـا

 

فوق الجَلاذِيّ إذا ما أمْجَجا

يريد: أمَجّا. قال: يصف حماراً وأتاناً، شبه ما تنفيه حوافرهما من الحصى وقدحَ النار بضرام العرفج. يريد أمجّ، فأظهر التضعيف اضطراراً. والجَلاذي جمع جَلْذَأة، وهي الأرض الغليظة وفيها ارتفاع.

 

ج-ن-ن

جنَّ الرَّجلُ جُنونَاً. وجُنّ النبتُ، إذا غَلُظ واكتهل، والجِنُّ: خلاف الإنس. وجِن الشباب: حدّته ونشاطه. ويقال: فلان في جِنّ شبابه، أي في أوله. وقال حسان:

إنَّ شرْخَ الشبابِ والشَعَرَ الأسْ

 

وَدَ ما لم يُعاصَ كان جُنونـا

وجِنُّ الليل: اختلاط ظلامه. قال الشاعر- هو المتنخل:

حتى يجيءَ وجنُّ اللـيل يُوغِـلُـهُ

 

والشوكُ في وَضَح الرجلين مركوزُ

ويقال: جُنون الليل، وجَنانُ الليل. قال الشاعر- دريد بن الصمَّة الجُشَميّ:

فلولا جُنونُ اللـيل أدرك رَكْـضُـنـا

 

بذي الرِّمث والأرْطى عِياضَ بنَ ناشبِ

ويقال: جنَّه الليل وأجنه وجنَّ عليه، إذا سَتَرَه وغطّاه، في معنى واحد. وكل شيء استتر عنك فقد جنّ عنك. ويقال: جَنان الرجل، وبه سُمّيت الجِن. وكان أهل الجاهلية يسمّون الملائكة: جِنَّةً لاستتارهم عن العيون. والجِنُ والجِنَّة واحد. والجنَّة: ما واراك من السلاح. والجَنة: الأرض ذات الشجر والنخل. ولا تسمَى جَنَّةً حتّى يُجنها الشجرُ، أي يسترها، هكذا قال أبو عبيدة.

وسمِّي التًّرْسً مِجَنًّا لستره صاحبَه. وسمَي القبرُ جَنَناً من هذا. والطفل ما دام في بطن أمه فهو جَنين. والجَنين: المدفون. قال الشاعر في جَنين القبر- هو عمرو ابن كلثوم التغلبي:

ولا شَمْطاءَ لم يَتْرُك شَقاها

 

لها من تسعةٍ إلاّ جَنـينـا

أي مدفوناً؛ أي قد ماتوا كلُّهم. قال: ومنه كلام ابن الحنفيّة "رحِمكُ الله مِن مُجَنٍّ في جَنَنٍ ومدْرَج في كَفَنٍ "؛ يقوله للحسن رحمة الله عليه. وجَنان الناس: معظمهم. قال الشاعر:

جَنانُ المسلمين أوَدُّ مَـسُّـا

 

وإنْ جاوَرتُ أسْلَمَ أو غِفارا

وربما سمِّيت الروح جَناناً لأن الجسم يُجِنُها؛ هكذا قال بعضهم.

ومن معكوسه: نَجَ الجُرْحُ يَنج نَجُّا، إذا رشحَ منه القيحُ أو غسَق به. وزعموا أن غَسّاق من هذا اشتُق. يقال: غسَق الليلُ يغسِق، وغسَق الجرحُ يغسَق. قال الشاعر:

فَإن تَكُ قُرْحَة خَبُثت ونجَّت

 

فإن الله يَشفي مَن يشـاءُ

ج-و-و

جَو السماء: معروف، وهو الهواء. وروَوْا بيت ذي الرُّمَة:

وظَلَّ للأعْيَس المُزْجي نَواهِضَه

 

في نَفْنَف الجَوِّ تصويب وتصعيدُ

ورُوي: في نفنف اللُّوح ". وجوّ البيت: داخلُه؛ لغة شامية. وكانت العرب تسمّي اليمامة في الجاهلية جَوًّا. قال الشاعر - هو الأعشى:

فاستنزَلوا أهلَ جَو من منازلهم

 

وهدموا شامخَ البُنيانِ فاتضعا

وجج

ومن معكوسه: وَج، وهو الطائف. قال الشاعر:

صَبَحْتُ بها وَجا فكانت صبيحةً

 

على أهل وَج مثلَ راغيةِ البَكْرِ

ج-ه-ه

ألحق جَهَّ بالرباعي فقيل: جَهْجَهَ. يقال: جَهْجَهْتُ بالسَّبُع وهَجْهَجْتُ به، إذا زجرته. قال الراجز- هو رؤبة:

وكَيْدِ مَطّال وخـصـم مِـبْـدَهِ

 

يَنوي اشتقاقاً في الضلال المِتْيَهِ

 

جَهْجَهْتُ فارتد ارتدادَ الأكْمَهِ

وقال الشاعر- هو مالك بن الرَّيب المازني:

جرَّدتُ سيفي فمـا أدري إذا لِـبَـدٍ

 

يَغْشَى المُهَجْهَجَ حَدُّ السيف أم رَجُلا

ويقال: جَهجهتُ بالإبل وهَجهجتُ بها، إذا زجرتَها. ويومُ جُهْجُوهٍ: يوم من أيامهم، له حديث.

 

هجج

ومن معكوسه: هجتِ النارُ تَهجُّ هَجا وهَجيجاً، إذا سمعتَ صوت اشتعالها. والهَجِيج: وادٍ عميق، لغة يمانية. ويقال: هَجِيج وإهْجِيج. وظليم هَجْهاج: كثير الصوت. ويوم هَجْهاج: كثير الريح شديد الصوت. ورجل هَجْهاج: كثير الصوت أيضاً. وهججت عينُه، إذا غارت.

 

ج-ي-ي

أهملت الجيم والياء في الثنائي.

 

باب حرف الحاء وما بعده

ح-خ-خ

أهملت الحاء والخاء في الوجوه كلها.

 

???ح-د-د

حَدَّ السِّكِّين وغيره: معروف. وحَددت السكَين وغيرَه أحده حداً، إذا مسحته بحجر أو مِبْرَد؛ يقال: حددت السِّكَين وغيره أحُده، وأحَدَّها يُحُّده إحداداً. وسِكِّين حديد وحُداد. ورجل حدٌّ ومحدود، إذا كان محروماً لا ينال خيراً. وأحددت إليك النظر أحده إحداداً. والحَدًّ بين الشيئين: الفَرْق بينهما لئلا يعتدي أحدُهما على الآخر. وحَدَدْت على الرجل أحدُّ حدَّة، إذا غضبت عليه.

وحَدًّ الدار: معروف. وحَدُّ السارق وغيرِه: الفعل الذي يمنعه من المعاودة ويحده عنه، ويمنع غيره أيضاً.

وأصل الحَدّ: المنع. يقال: حَدّني عن كذا وكذا، إذا منعني عنه. وبه سُمّي السَجّان حَدّاداً لمنعه كأنه يمنع من الحركة. قال الشاعر:

يقول ليَ الحـدّادُ وهـو يقـودنـي

 

إلى السِّجن لا تَجْزَع فما بك من باس

وسمَى الأعشى الخمّار حدّاداً، لأنه يحبس الخمر عنده فقال:

فقُمنا ولمّا يَصِحْ ديكُنا

 

إلى جَونةٍ عند حدّادها

يذهب بوصفها إلى السواد، وإلى وعاء الخمر، وهو الزق. وحدّت المرأةُ وأحَدّت، إذا تركَتِ الطِّيب والزينة بعد زوجها. وأبى الأصمعي إلّا أحدَّت فهي مُحِدّ ولم يعرف حدَت. ويقال: هذا أمر حَدد، أي ممتنع. ودعوة حَدد، أي مردودة لا تُجاب. وقد أفردنا لهذا باباً في آخر الكتاب فيما جاء فيه حرفان مِثْلان في موضع عين الفعل ولامه.

وبنو حُدَاد: بطن من العرب، من طيّء. وبنو حِدّان من بني سعد. وحُدّان من الأزد.

 

دحح

واستُعمل من معكوسه: دَحَّ في قفاه يَدُحُّ دَحًّا ودُحُوحاً مثل دَعَّ سواء. قال الشاعر:

قبيح بالعَجوز إذا تـغـدَتْ

 

من البَرْنيّ واللَبَنِ الصَريح

تَبَغِّيها الرجالَ وفي صَلاها

 

مَواقعُ كل فَيْشَلَةٍ دَحُـوح

ح-ذ-ذ

حَذ الشيءَ يَحذّه حَذّا، إذا قطعه قطعاً سريعاً. والحُذة القطعة من اللحم، وهي الفِلذة. قال الشاعر- هو أعشى باهلة:

تُغْنِيه حذة فِلـذٍ إن ألـمَّ بـهـا

 

من الشِّواء ويُروي شُرْبَه الغُمَر

وُيروى: حُزَة. والحذذُ: خفّة وسرعة. وقَطاة حذّاء: سريعة الطيران. وناقة حذّاء: سريعة خفيفة. وفي خطبة عتْبَة بن غَزْوان: " إن الدنيا قد أدبرت حذّاءَ "، أي سريعةَ الإدبار.

وقالوا: قطاة حَذّاءُ: قليلة ريش الذَّنَب. قال الشاعر- هو النابغة الذبياني:

حَذّاء مُدبِرَةً سَـكَّـاءُ مُـقْـبِـلَة

 

للماء في النحر منها نَوطة عَجَبُ

السَّكَك: لصوق الأذن بالرأس. يريد أنه لا أذنَ لها إلا السمّان. والحَذّاء: الناقة السريعة.

وللحاء والذال مواضع تراها في المعتلّ إن شاء الله تعالى.

 

ح-ر-ر

حَرَّ يومنا يَحِر- بفتح الحاء وكسرها والفتح أكثر- حَرا. وزعم قوم من أهل اللغة أنه يُجمع الحَرّ أحارِر، ولا أعرف ما صحّته. والحُرُّ: خلاف العبد، وعبد معتق، وفي التنزيل: "نذَرْتُ لكَ ما في بَطني مُحَرَّراً "؛ يقال، والله أعلم، إنها أرادت أنه خادم لك وهو حُرّ. والحَرورِيَّة: الذين خرجوا على أمير المؤمنين عليّ عليه السلام؛ نُسبوا إلى حَرُوراء، موضع اجتمعوا فيه.

والحُرًّ: العتيق من الخيل وغيرها. ويقال: حُر بَيِّن الحرية. والحُرُّ: الحمامة الذَّكَر الذي يسمَّى ساق حُرّ. قال الشاعر:

دَعَتْ ساقَ حُرّ فوقَ ساقٍ كأنهـا

 

شريبُ نَدامى هَزَّ أعطافَه السُّكْر

والحُرّ: ضرب من الحيات. والحُرّ أيضاً: طائر صغير.

والحِرَّة: حرارة العطش والتهابه. ومن دعائهم: " رماه الله بالحِرَّة تحت القِرة "، أي العطش والبرد. والحَرَّة: أرض غليظة تركبها حجارة سود، والجمع حِرار وحَرُّون وإحَرُّون. وللعرب حِرار معروفة: حرَّةُ بني سُليم، وحرة لَيْلَى، وحرَّة راجل، وحرَّة واقم بالمدينة، وحَرَّة النار لبني عبس.

قال أبو بكر: قال أبو حاتم: قال الأصمعي: سألت غَنَوياً عن جمع حرة فقال: إحَرُّون، وسألت قيسياً فقال: حَرون. وأنشد للراجز:

لا خِمْسَ إلا جَنْدل الإحَـرينْ

 

والخِمْسُ قد أجشمنَكَ الأمَرِّينْ

يقال لليلة التي تزف فيها العروس إلى زوجها فلا يقدر على افتضاضها: ليلةُ حُرَّة. قال النابغة:

شُمس موانعُ كلِّ ليلة حُرةٍ

 

يُخلِفْنَ ظَنَّ الفاحش المغيارِ

وحرة الوجه: ما بدا لك من الوجه. وحُرة الذفرى: موضع مَجال القُرط. قال ذو الرمَّة:

والقُرط في حَرة الذفرى معلَّقة

 

تَباعَدَ الحَبْلُ منها فهو يضطربُ

وقال العجّاج:

في خُشَشاوَيْ حرةِ التحريرِ

والحرّ والحُرة: الرمل والرملة الطيّبة. قال الأعشى يصف الثور:

وأدبرَ كالشِّعْرَى وضوحاً ونُقْـبَةً

 

يُواعس من حرِّ الصَريمة مُعْظَما

وسحابة حرَّة: كثيرة المطر. قال عنترة:

جادت عليه كلُّ بِكر حـرَّةٍ

 

فتركن كلَّ قرارةٍ كالدَرهم

والحُرّ: الفعل الحسن، في قول طرفة:

لا يَكُنْ حبًّـكِ داءً قـاتـلاً

 

ليس هذا منكِ، ماوِيَّ، بِحُر

أي بفعل حسن.

 

رحح

ومن معكوسه: الرُّحّ، جمع أرَحّ، والأرَحّ: العريض الحافر من الخيل في رقّة، وهو عيب. قال الراجز- هو حُميد الأرقط:

لا رَحح فيها ولا اصطِرارُ

 

ولم يقلِّب أرضَها بَيْطـار

ولا لحَبْلَيْه بها حَـبـارُ

الحَبار: الأثر؛ والاصطرار عيب، وهو ضيق الحافر.

 

ح-ز-ز

حز الشيءَ يَحُزُّه حَزّا، إذا أثّر فيه بسِكِّين أو غير ذلك. وهذا يُستقصى في المكرَّر إن شاء الله.

والحَزُّ: الغامض من الأرض ينقاد بين جبلين غليظين. والحَز: موضع بالسراة. والحَزيز: غِلَظ من الأرض. والحَزازُ: الهِبْرِية التي تكون في الرأس. والحَز: الفَرْض الذي في الزَّند. والحُزَّة: قطعة من اللحم والكَبِد.

 

زحح

ومن معكوسه: زَحَّه يَزُحُّه زَحّا، إذا نحّاه عن موضعه. وقد ألحقوه بالرباعي فقالوا: زَحْزَحَه.

 

ح-س-س

حسَّ الشيءَ يَحُسُ حَسّاً، وأحَسَّ أيضاً، من قولهم: حَسَسْتُ بالشيء وأحْسَسْتُه وأحْسَسَتُ به. والمصدر الحَسّ والحَسِيس. وقد قالوا: حَسِيت بالشيء، في هذا المعنى، وأحَسْتُ به. قال أبو زُبيد:

سِوى أنّ العِتاق من المطايا

 

حَسِينَ به فهنَّ إليه شُوس

يصف إبلاً أبصرت أسداً فهي تنظر إليه شَزْراً.

والاسم الحِسّ. وما سمعت له حِسّاً ولا جِرْساً. قال أبو بكر: إذا أفردوا قالوا: ما سمعت له جَرْساً. فإذا قالوا: ما سمعت له حسِاً ولا جِرْساً، كسروا الجيم على الإتباع. والحِسُّ: وجع يصيب المرأة بعد ولادتها. والحَسُ: القتل المستأصِل الكثير. وكذلك فُسر في التنزيل، والله أعلم، في قوله جلّ وعزّ: "إذْ تَحُسُّونَهم بإذْنِه ". وفلان يَحِسُّ لفلان حَسًّا، أي يرقّ له، إذا عطفتْه عليه الرحِمُ. ومنه قولهم: "إن العامري لَيَحِسُّ للسعديّ " لما بينهما من الرَّحِم. يقال: إن صعصعة هو ابن سعد، إنه ناقلة في قيس، على ما ذكر أبو عبيدة وابن الكلبي. وحسَستُ الدّابّة حَسّاً. وحَسَّ البرد النبتَ حَسُّاً، إذا حرقه. والبرد مَحَسَّة للنبت، بفتح الميم، ومِحًسّةُ الدابّة، بكسرها. وحس،ّ بكسر السين: كلمة تقال عند الألم. قال العجّاج:

فما أراهم جَـزَعـاً بِـحَـسِّ

 

عَطْفَ البلايا المَسَّ بعد المَسِّ

والحُساسُ: سمك جاف صِغار، لغة عبدية. والحِسُّ: مسُّ الحمَى أول ما تبدو. وانحَسَّتْ أسنانُه، إذا تساقطت. قال العجّاج:

في مَعْدِنِ المًلْكِ القديم الكِرْس

 

ليس بمقلوع ولا مُنْـحَـسِّ

وللحاء والسين مواضع في المعتلّ ستراها إن شاء الله.

 

سحح

ومن معكوسه: سَحَّ الماءَ يسُحُّه سَحاً، إذا صَبه صَبّاً كثيراً. وكل شيء صبَبْتَه صَبًّا متتابعاً فقد سَحَحْتَه. قال الشاعر:

ورُبَّتَ غارةٍ أوْضَعْتُ فيها

 

كسحِّ الهاجريِّ جَرِيمَ تَمِرْ

والسُّحُّ: تمر يابسُ لا يُكنز، لغة يمانية.

 

ح-ش-ش

الحَش والحُش: النخل المجتمع، والجمع الحِشّان. وبه سُمِّي الحَشُّ الذي تعرفه العامّة، لأنهم كانوا يقضون الحاجة في النخل المجتمع، فسُمِّي الحَش بذلك. ويسمَّى الحائش أيضاً. وأنشد:

فقلتُ أثْل زال عن حُلاحِل

 

ومُثْمِر من حائشٍ حوامل

والحَشُّ: مصدر حششتُ النارَ أحُشُّها حشًّاً، إذا أوقدتها. وفلان مِحَشُّ حرب، إذا كان يَسْعَرُها لشجاعته. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال لأبي جَنْدَل بن سهيل: "وَيْلُ أمّه مِحَشُّ حربٍ لو كان معه رجال ". وحَشَّ النابل السهمَ يَحُشُّه حَشّاً، إذا ركب عليه قُذَذاً.

وحُشَّ الفَرَسُ بجنبين عظيمين، إذا كان مُجْفَراً. وحشَّت يده وأحَشَّها اللّه، إذا يَبِسَتْ.

والحشيش لا يكون إلا يابساً. قال أبو بكر: قال أبو حاتم: فسألت أبا عبيدة فقال: يكون يابساً ويكون رَطْباً. وحُشُّ كوكب: موضع بالمدينة معروف.

 

شحح

ومن معكوسه: الشُّحُّ والشَّحُّ، لغتان، وهو معروف، وهما مصدر شَحَّ يَشحُّ شَحُّا فهو شَحيح.

 

ح-ص-ص

حَصَّ شعرَه يَحصه حصا، إذا جَرده وانحص، إذا انجرد. وقال قوم من أهل اللغة: حُصَّ شعرُه فهو محصوص، إذا حَصَّه غيرُه. قال الشاعر- هو أبو قيس بن الأسْلَت:

قد حصَّتِ البَيْضَة رأسي فما

 

أطْعَمُ نوماً غيرَ تَهْـجـاع

وفرس حَصِيص، إذا قلّ شعرُ ثُنَنِه، وهو عيب. والشَّعر حَصِيص ومحْصوص. وبنو حَصِيص: بطن من العرب من عبد القيس. والأحَصّ: ماء معروف. والحُصُّ: الوَرْس. قال الشاعر- هو عمرو بن كلثوم التغلبي:

مشعشعةً كأنَّ الحُصَّ فيها

 

إذا ما الماء خالطها سَخِينا

وأخذت حصّتي من كذا وكذا، أي نصيبي. وحاصصت فلاناً مُحاصَةً وحِصاصاً، إذا قاسمته فأخذت حصَتَك وأعطيته حِصَتَه.

 

صحح

ومن معكوسه: الصِّحَّة، ضد السُّقْم. قال أبو عبيدة: يقال: كان ذلك في صُحَه وسقْمِه.

والصِّحاح: جمع الصحيح. والصَّحاح، بفتح الصاد، جمع الصِّحَة بعينها. وفي كلام بعضهم: "ما أقرَبَ الصَّحاحَ من السقَم "، والسقام أيضاً. قال الشاعر:

قد خط أيّامُ الصحاح والسقَمْ

ح-ض-ض

حَضَضْتُ الرجلَ على الشيء أحُضُّه حَضًّا، أي حرِّضته. والاسم الحُضُّ، مثل الضُّعف. ويقال: حَض وحضّ مثل ضعْف وضعْف. والحُضَض والحُضُض: دواء معروف. وذكروا أن الخليل كان يقول: الحضَظ، بالضاد والظاء، ولم يعرفه أصحابنا.

 

ضحح

ومن معكوسه: الضَحّ، وهي الشمس. وأحسب أن قولهم جاء بالضَحّ والرِّيح من هذا، إذا جاء بالشيء الكثير. والعامّة يقولون: " جاء بالضِّيح والرِّيح "، وهذا ما لا يُعرف.

 

ح-ط-ط

حَطَّ الحملَ عن الجمل يَحُطًّه حَطًا. وكل شيء أنزلته عن ظهر أو غيره فقد حَطَطْتَه.

والحَطُّ: حَط الأديم بالمحطّ، وهي خشبة يُصقل بها الأديم أو يُنقش ويملَّس. قال الشاعر- هو النَّمِر بن تَوْلَب:

كأنَّ مِحَطّا في يدمَـيْ حـارِثـيّة

 

صَناع عَلَتْ مني به الجِلْد َمن عَلُ

حَطَّ الأديمَ يَحُطُّه حطاً، إذا نقشه أو ملَّسه. وحَطَّ الله وِزْرَه حَطُّاً. والحَطاطُ، واحدتها حَطاطَة، وهو بَثْر صِغار أبيض يظهر في الوجوه. ومن ذلك قولهم للشيء إذا استصغروه: حَطاطَة. قال أبو حاتم: هو عربي معروف مستعمل. والحَطُوطُ: الأكَمَة الصَّعبة الانحدار.

 

طحح

ومن معكوسه: طَحَحْتُ الشيءَ أطُحُّه طَحُّا، إذا بسطته. قال الراجز:

قد رَكِبَتْ منبسِطاً منطَحّـا

 

تحسِبُه تحتَ السَّراب المِلْحا

ويقال: طَحا فلان يَطْحُو طُحُوّاً، إذا بَعُدَ، فهو طاح، وبه سُمِّي طاحية، أبو هذا البطن من الأزد. والطَّحُّ: أن يضع الرجلُ عَقِبَه على الشيء ثم يَسْحَجه بها. والمِطحّة من الشاة: مؤخَر ظِلفها. والمِطَحَّة: عُظيم كالفَلْكة. وكذا طحا قلبُه. وأنشد:

طحا بك قلب في الحسان طروبُ

ح-ظ-ظ

الحَظّ: معروف، يُجمع حُظوظاً، وقالوا أحاظٍ. قال الشاعر:

وليس الغنى والفقرَ من حيلة الفتى

 

ولكنْ أحاظٍ قُسـمَـت وجُـدودُ

ورجل حَظِيظ: ذو حظ. وقد سمّوا حُظَيًّاً، وستراه في بابه إن شاء اللهّ. والحِظاء: سِهام صغار يُتعلَّم بها الرمي. ومثل من أمثالهم: " إحدى حُظَيّات لقمان "؛ للشيء الذي تستهين به وهو مَخوف.

 

ح-ع-ع

أُهملت الحاء مع العين والغين في الثنائي الصحيح.

 

ح-ف-ف

حَف القوم بالرجل وغيره حَفًّا، إذا أطافوا به. وحَفَفْت الشيء حَفّا، إذا قشرته. ومنه حَفَتِ المرأةُ وجهَها، إذا أخذت عنه الشَعَر. والحفافة: ما سقط من الشَّعَر المحفوف وغيره. والحَفَف: الضِّيق في المعاشّ والفقر، وأصله من القَشْر. وفي كلام بعضهم: "خرجَ زوجي ويَتِمَ ولدي فما أصابهم حَفف ولا دفق ". فأحفف: الضيق، والدفق: أن يَقِل الطعامُ ويكثر آكلوه. وحف النَّسّاج: معروف. والمِحَفَّة سُمَيت بهذا لأن خشبها يَحُفًّ بالقاعد فيها. ويقال: أغار فلان على بني فلان فاستحق أموالهم، أي أخذها بأسْرها. وحَفَّ رأسُ الرجل من الدُّهن يَحِفُّ جفوناً فحففته أنا إحقاقاً.

 

أفحح

ومن معكوسه: فحَتِ الأفعى فَحًّاً وفَحيحاً، وهو تحكُّك جِلدها بعضه ببعض. وقال قوم: بل فَحِيحها نفخها مِن فيها، وصوت تحكك جلدها: كشيئها. قال الراجز:

يا حَيَّ لا أَرْهَبُ أن تَفِـحَـي

 

أو أن ترَحِّي كَرَحَى المُرَحِّي

قال أبو بكر: يخاطب رجلًا شبَّهه بالحَيَّة، أراد حَيَّة فرخَم. وقوله: كرحى المُرَحِّي، أي تستدير.

وفَح الرجلُ في نومه، إذا نفخ، تشبيهاً بذلك.

 

ح-ق-ق

الحَقًّ: ضد الباطل. والحِقُّ من الإبل، قال الأصمعي: إذا استحقّت أمُّه الحملَ من العام المقبل وهو الثالث سُمي الذكر حِقًّاً والأنثى حِقَّةً وهو حينئذ ابن ثلاث سنين. وقال آخرون: إذا استحقّ أن يُحمل عليه، واستحقّت الأنثى أن يُحمل عليها. قال الراجز:

إذا سهيل مَغْرِبَ الشَّمس طَلع

 

فابنُ اللَّبونِ الحِقُّ والحِقًّ جَذَعْ

ويقال: أتت الناقةُ على حِقِّها، إذا جاوزت وقت أيام نتاجها. قال الشاعر- وهو ذو الرُّمَّة:

أفلين مكتوب لها دونَ حِـقِّـهـا

 

إذا حَمْلُها راشَ الحِجاجَيْن بالثُّكْل

قوله: راش الحِجاجَيْن، أي إذا نبت الشعر على ولدها ألقته ميتاً.

وحَق الأمرُ يَحِقُ، وقال قوم: يَحُقًّ حَقًّاً، إذا وَضَحَ فلم يكن فيه شك، وأحققته إحقاقاً. والحِقاق مصدر المُحاقَة؛ حاققت فلاناً في كذا وكذا مُحاقَّةً وحِقاقاً. وحقَّقت الشيء تحقيقَاً، إذا صدَقت قائلَه. حَقَقْتُ أنا الشيءَ أحُقُّه حَقّاً. والحُقّ الذي يسمّيه الناس الحُقَّة، عربي معروف، وقد جاء في الشعر الفصيح. قال عمرو بن كلثوم:

وثدياً مثلَ حُقِّ العاج رَخْصاً

 

حَصانا من أكُفِّ اللامسينا

والحُقّ: رأس العَضُد الذي فيه الوابلة. والحُقّ: أصل الوَرِك الذي فيه عظمُ رأس الفَخِذ.

والأحَقّ من الخيل: الذي يضع حافر رجله في موضع حافر يده، وذلك عيب. قال الشاعر وافر:

بأجْردَ من عِتاق الخيل نَهْدٍ

 

جَوادٍ لا أحَق ولا شَـئيتِ

ويروى: بأقدَرَ، وللأقدر موضعان: فمنه قِصَرُ العنق، وهو عيب، والأقدر: الذي يجوز موقعُ حافري رجله موقعَ حافري يديه في عَنَقه. والشَّئيت: الذي يقصُر موقعُ حافر رجله عن موقع حافر يده، وذلك عيب أيضاً.

 

قحح

ومن معكوسه: القَحّ، وقد أميت فألحق بالرباعي، فقيل: القَحْقَح والفحْقُح، وهو العظم الذي فوق الدُّبُر الذي فيه عَجْبُ الذنب المُشْرِفُ على الدُّبًر.

واستُعمل منه القَحَةُ. وفرس وَقاح: بَيِّن القَحَة، بفتح القاف، هكذا يقول الأصمعي، إذا كان صُلب الحافر. وناقة وَقاح، إذا كانت صلبة الخُفّ. ومن هذا قولهم: رجل واقحُ الوجهِ، ووَقاحُ الوجه.

وأعرابي قُح، أي خالص لم يدخل الأمصار.

ويقال: عربي قُحّ، أي مَحْض، وقُحاح أيضاً، وهو الذي لم يدخل الأمصار ولم يختلط بأهلها. وقال قوم: بل هو الصميم الخالص.

 

ح-ك-ك

حَكَّ الشيءَ بيده يَحُكُّه حَكاً. قال الأصمعي: دخل أعرابي البصرة فآذاه البراغيث، فأنشأ يقول:

 

ليلة حَكٍّ ليس فيها شَـكُّ

 

أحُكُّ حتى ساعدي مُنْفَكُّ

أشْهَرَني الأسَيْوِدُ الأسَكُّ

ويقال: ما حَكَّ هذا الأمرُ في صدري، ولا يقال: أحاكَ. ويقال: ما أحاك فيه السِّلاح، أي لم يعمل فيه. وفرس حكيك، إذا انحتَّ حافره من أكل الأرض إياه حتى يَرِقَ. والحُكاك: ما حككت من شيء على شيء فخرجتْ منه حُكاكة.

 

كحح

واستعمل من معكوسه: الكُحُّ. وأميت فألحق بالرباعي فقيل: كُحكُح. والناقة الكحْكُح: الهَرِمَة التي لا تحبس لُعابها. وله في التكرير مواضع ستراها إن شاء اللّه.

 

ح-ل-ل

حَل العقدَ يَحُلًّه حلّا، وكل جامد أذَبْته فقد حَلَلْته. وحَلَّ بالمكان حُلُولاً، إذا نزل به. وحَلّ الدَّينُ مَحِلاّ. وقالوا: حَلَّ من إحرامه وأحلَّ من إحرامه إحلالاً. ومَحَلّ القوم ومَحَلَّتُهم: موضع حلولهم. ويقال: فعل ذلك في حُلِّه وحِلِّه جميعاً، وفي حرْمه، أي في وقت إحلاله وإحرامه.

والحِلّ: ضدّ الحِرْم. والحِلّ: الحلال. ومنه قولهم: هذا لك حِلّ وبِل. وقال بعض أهل اللغة: بِلّ إتباع؛ وقال آخرون: البِلُّ: المباح، لغة حِميرية.

 

لحح

ومن معكوسه: لَحَّتْ عينُه ولَحِحَتْ لَحَحاً ولَحّاً، إذا غَلُظَتْ أجفانُها وتراكبت أشفارُها لكثرة الدمع. ومنه قولهم: هو ابن عمّه لَحّا، إذا لَصِقَ نَسبه بنَسَبه، أي هو مُلزم به لا يدفعه عنه أحد. وألح فلان في الشيء إلحاحاً، إذا كثُر سؤاله إيّاه، كاللاصق به. والقَتَبُ المِلحاحُ، وكذلك السرْجُ، إذا لَصِقَ بالظهر وعَضه.

 

ح-م-م

حَم اللّه له كذا وكذا، إذا قضاه له، وأحَمَّه أيضاً. قال الشاعر- هو عمرو ذو الكلب الهُذَلي:

أحَم الله ذلـك مـن لـقـاءٍ

 

أحادَ أحادَ في الشهر الحَلال

أي قضاه اللّه.

وفرس أحَمُّ: بينُ الحُمَة، وهي بين السواد والكُمْتَة. والحَم: الذي يبقى من الشحم المُذاب. فما بقي منه فهو حَمة. فأما الحُمَةُ فهي مخفّفة، وهي حدة السَّمّ، وليس بإبرة العقرب. وليست من هذا، وستراها في بابها إن شاء اللّه. وحُمَّ الرجلُ من الحمّى، فهو محموم. وكل شيء سخنته فقد حمَّمته تحميماً. ويقال: حَمَّمْت التَنورَ، إذا سَجرته. وحمّم الفَرْخُ، إذا نبت زَغَبُه، وكذلك حَمَمَ الرأسُ، إذا حُلِق ثم نبت شعره. والحَمّة: عين حارة تنبع من الأرض، ولا يجوز أن تكون باردة. والحُمام: عَرَق الخيل إذا حُمّت.

 

محح

ومن معكوسه: مَحَّ الثوبُ يَمَح ويَمِحّ مُحُوحاً، إِذا أخلق. وقالوا: أمَحَ أيضاً فهو مُمِحّ. ومُحَّة البَيضة: صُفرتها. وخالص كل شيء: مُحُّه. والمُحاح في بعض اللغات: الجوع، ولا أدري ما صِحَّتُه. ورَجل محاح: كذاب، زعموا، وأحسبهم رووها عن أبي الخطاب الأخفش.

 

ح-ن-ن

حَن يحِنْ حَنيناً، إذا اشتاق. وحنتِ الناقة، إذا نزعتْ إلى وطنها أو ولدها. وكذلك البعير إلى وطنه. ويقال: حَنَنْتُ عن فلان، إذا حَلُمْت عنه أو تكلّم فلم تُجِبْه. وسمع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بِلالاً ينشد:

ألا ليتَ شِعري هل أبِيتَنَّ ليلةً

 

بوادٍ وحَولي إذْخِر وجلِـيلُ

وهل أرِدَنْ يوماً مياهَ مَجَـنَّةٍ

 

وهل يَبْدُوَنْ لي شامة وطَفِيلُ

فقال: حَنَنْتَ يا ابنَ السوداء.

وبنو حُن: بطن من بني عذرَة. قال الشاعر:

تَجنبْ بَني حُن فإن لِقاءهـم

 

كَريه وان لم تَلْقَ إلا بصابرِ

والحِن، زعموا: ضرب من الجِنّ. قال الراجز:

أبِيتُ أهوي في شياطينَ تُرِنْ

 

يلعبن أحواليَّ من حِنٍّ وجِنّ

قال أبو بكر: أحواليَ جمع حَوْلَيَّ.

 

ح-و-و

يقال: فلان لا يعرف الحَو من اللَوّ، أي لا يعرف ما حَوَى مما لَوَى. والحُوَّة: سمْرَة تُستحسن في الشَّفتين. والحُوَّة: من ألوان الخيل بين الكُمتة والدهمة، من قولهم: فرس أحْوَى. ولها مواضع في التكرير والمعتل ستراها إن شاء الله.

 

ح-ه-ه

أهملت الحاء والهاء.

 

ح-ي-ي

الحَيُّ: ضد المَيِّت. والحَيُّ: حَي من العرب. وزعموا أنّ الحِيَ: الحياة. قال العجّاج:

كُنّا بها إذِ الحـياةُ حِـي

 

وإذ زمانُ النّاس دَغْفَليُّ

 

ويُروى: وقد نرى إذا الحياة حِي. تال أبو بكر: يقول: إذِ الحياة حياة، كما يقال: إذِ الزمان زمان. وقال قوم إنه أراد بقوله: الحِيّ، جمع حَيّ. وبنو حَيّ: بطن من العرب. وكذلك بنو حُيَيّ. وحُيَيّ: اسم رجل. قال الشاعر:

ولكنّي خَشِيتُ على حُـيَي

 

جَريرةَ رمْحِه في كُلِّ حَي

ويقال: حَيِيْت عن فلان، إذا استحيَيْت عنه، أو تكلّم فلم تجِبْه.

 

حرف الخاء

وما بعده

خ-د-د

الخَدُّ: معروف، وهما خَدّان يكتنفان الأنفَ من عن يمين وشمال، وهو ما انحدر عن الوَجنة في الوجه فصار فيه مسيل الدمع.

والخَدُّ والأخدُودُ: شَقّانِ مستطيلان غامضان في الأرض، هكذا فسَّره أبو عبيدة في التنزيل، والله أعلم، في قوله تعالى: " قُتِلَ أصحاب الأخْدُودِ". والمِخدَّة: مِفْعَلَة من الخَدّ، لأن الخَدَّ يوضع عليها. والمِخَدَة أيضاً: حديدة تخَدُّ بها الأرض. والاسم: خد، والمصدر: خددْت أخذُّ خَدًّاً. وجمع خَدّ الإنسان: خُدود. وقد قيل للخَدّ في الأرض أيضَاً: خدَّة.

 

دخخ

واستُعمل من معكوسه: الدُّخُّ، وهو الدُّخَان. قال الراجز:

وسالَ غَرْبُ عَيْنـه فـلَـخّـا

 

تحتَ رُواقِ البيت يغشى الدُّخّا

وقد ألحق هذا الفعل بالرباعي فقيل: دُخْدُخ. ويُروى عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في حديث ابن صائد: إنّي خبأت لك خَبيئاً. قال: فما هو? قال: دخّ. أراد: دُخَان، فقطع الكلمة عليه، فزجره النبي عليه السَّلام.

 

خ-ذ-ذ

أهملت في الثنائي إلاّ في قولهم: خُذ، وهو ناقص محذوف، ليس من هذا.

 

خ-ر-ر

خَرَّ يَخِرُّ خَرًّا، إذا هَوَى من عُلْو إلى سُفْل. وكل واقع كذلك فقد خَرَّ. وخرَّ الحائط وما أشبهه، وكذلك الرجل، إذا سقط وهو قائم على وجهه. وفي الحديث: "أنْ لا أخر إلاّ قائماً أو غيرَ مُدْبِرٍ" كذا فسَّره أبو عبيدة. والخرّ: أصل الأذُن في بعض اللغات. يقال: ضربه على خُرَ أذُنه.

والخُرّ: مَسيل غامض في الأرض.

 

رخخ

واستُعمل من معكوسه: رَخَّ العجينً يَرِخُّ رَخّا، إذا كثر ماؤه. وأرْخَخْتُه أنا إرخاخاً، وكذلك الطين. ويقال: رَخَّه يَرُخُّه رَخّا، إذا شدخه. وللخاء والراء مواضع التكرير والمعتلّ تراها إن شاء في الله.

 

خ-ز-ز

الخزُّ: معروف عربي صحيح، قد جاء في الشعر الفصيح.

 

زخخ

واستعمل من معكوسه: الزَّخّ، وهو الدفع؛ يقال: زَخه يَزُخّه زَخّا، إذا دفعه. وزَخَّ في قَفاه، أي دفع. وكل دفعٍ زَخّ. وربما كُنِيَ به عن النِّكاح. ورُوي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه أنه قال:

أفْلَحَ مَن كانت له مِزَخَّهْ

 

يَزُخّها ثمَّ ينامُ الفَـخَّـه

والفَخة: أن ينفخَ في نومه، ولا أدري ما صحَته، وهذا شيء لا أقْدم على الكلام فيه. والزَّخَّة: الغيظ، ذكره الأصمعي، وزعم أنه لم يسمعه إلاّ في شعر هذيل. وأنشد لبعضهم:

فلا تَـقْـعُـدَنَّ عـلـى زَخةٍ

 

وتُضْمِرَ في القلب وَجْداً وخِيفا

والزَّخِيخ: النار، لغة يمانية، تراها مع نظائرها إن شاء الله.

 

خ-س-س

خَسَّ الشيءُ خَساسةً وخِسةً، إذا رَذُلَ. والخسُّ: اسم رجل من إيادٍ معروف، وهو أبو ابنة الخُسّ. والعرب تسمّي النجوم التي لا تغرب، نحو بنات نَعْش والفَرْقَدَيْن والجَدْي والقطب وما أشبه ذلك: الخُسّان.

 

خ-ش-ش

خَشَّ في الشيء يَخش خَشّاً، إذا دخل فيه، وانخش انخشاشاً، وبه سُمِّي الرجل مِخشّا. والخِشاش: خشبة تجعل في أنف البعير. وخَشاش الأرض: هَوامُّها. ورجل خَشَاشّ، إذا كان سريع الحركة. وخَشف الخَلال الذي ينفت باليد يسمّى: الخشاش، الواحدة خُشَاشة.

والخُششاءُ: العظم الناشز خلفَ الأذُن، وهو الخْشّاء أيضاً. والخَشِي: ما تكسّر من الحلَى من ذهب وفضة. وأرض خَشّاءُ: صُلبة لا تبلغ أن تكون حَجَراً.

 

شخخ

واستُعمل من معكوسه: الشخُّ، وهو صوت الشَّخب إذا خرج من الضَرع، تقول: سمعت صوت شَخّ اللبن.

 

خ-ص-ص

خَصَّه بالشيء يَخُصُّه خَصّاً وخُصوصاً وخصوصيهّ، إذا فَضله به. وخصَه بالوُد كذلك. وخُصّان الرجل: من يَختصُّه من إخوانه. والخُص: بيت من قصب أو شْجر، وإنما سُمِّي خصّاً لأنه يرى ما فيه من خَصاصه. والخَصاص: الفرَج. والخَصاصة: الحاجة.

 

صخخ

 

ومن معكوسه: الصَخُّ. وسمعت صخَّ الصخرة وصَخيخها، إذا ضربتها بحجر أو غيره فسمعتَ لها صوتاً. وكلُّ صوت شديدٍ نحو وَقْع الصخرة على الصخر وما أشبهه: صَخ. وفسّر أبو عبيدة قوله جلّ وعزّ: "الصّاخَّةُ" نحو ما أنبأتُك.

 

خ-ض-ض

أهملت ولها مواضع في الاعتلال والتكرير تراها إن شاء الله.

 

خ-ط-ط

خَطَّ الشيء بيده يَخُطُّه خَطّاً، إذا خَطَّه بقلم أو غيره.

والخَط: سِيف البحرين وعُمان، واليه يُنسب القنا الخَطي. وقال بعض أهل اللغة: بل كل سِيفٍ خَطٍّ. ويقال: في رأس فلان خطَّة، أي جهل وإقدام على الأمور. وسُمْتَني خُطَّةَ سَوْءٍ. والخط: المكان الذي يَخُطّه الإنسان لنفسه أو يختَطُّه. وكل شيء حظرتَه فقد خَطَطْتَ عليه. وهذا خِط بني فلان وخِطَّتُهم. والخطيطة: أرض لم يُصِبْها مطر بين أرضين ممطورتين.

 

طخخ

ومن معكوسه: الطخ، مصدر طَخَّ الشيء يَطُخُّه طَخاً، إذا ألقاه من يده فأبعده. والمِطَخَّة: خشبة عريضة يدقَّق أحد طرفيها يلعب بها الصبيان نحو القُلَة وما أشبهها. وربما كُنِيَ بالطَخّ عن النِّكاح. يقال: طَخ المرأةَ يطُخها طَخاً، إذا جامعها. وروي عن يحيى بن يَعْمَر أنه اشترى جاريةً خراسانية ضخمة، فدخل عليه أصحابه فسألوه عنها فقال: نِعمَ المِطَخَّة. وقد ألحق الطَّخّ بالرباعي فقيل: طَخْطَخَ الليلُ بَصَرَه، إذا حَجَبَتْه الظلمة عن انفساح البصر.

 

خ-ظ-ظ

أهملت الخاء والظاء والعين والغين في الوجوه كلها.

 

خ-ف-ف

خُفُّ البعير وخفُّ النعامة: معروفان. وليس في الحيوان شيء له خُف إلا البعير والنعامة.

والخُف الملبوس: معروف. وخَف الضبُع خَفاً، إذا صاح. وقد ألحق هذا بالرباعي فقيل: خَفْخَفَتِ الضَّبُعُ، وهو صوتها..

وذُكر عن أبي الخطّاب الأخفش أنه قال: الخُفْخوف: طائر، وما أدري ما صِحته، ولم يذكره أحد من أصحابنا غيره. والخِفُّ: الخفيف من كل شيء. قال امرؤ القيس:

يُطير الغلامَ الخف عن صَهَواته

 

ويُلوي بأثواب العنيف المثقُّـل

وخِف المتاع: خفيفه. وخَفْ الشيءُ خَفاً وخِفَّة، فهو خفيف وخُفاف. وخَف القوم عن منزلهم خفوفاً، إذا ارتحلوا عنه.

 

فخخ

واستُعمل من معكوسه: الفَخّ الذي يُصطاد به، عربيّ معروف. وفَخّ: موضع بمكة. والفَخَّة قد مضى ذكرها في البَخَّة، وهو أن ينام الرجل فينفخ في نومه.

 

خ-ق-ق

خَقَّ القِدْرُ وما أشبهه خَقَّاً وخَقيقاً، إذا غلا فسمعتَ له صوتاً. وخَق فَرْجُ المرأة، إذا سُمع له صوت عند الجماع. ومنه امرأة خَقوق وخَقّاقة، وهو نعت مكروه، وكذلك غَقَّ غَقُّاً وغَقيقاً، والمرأة غَقُوق وغَقّاقة.

والخَقّ: الغدير إذا جفّ وتَقَلْفَعَ. قال الراجزْ:

كأنّما يَمْشِين في خَق يَبَسْ

واليَبَس: الأرض التي كانت نديَّة فيَبِسَتْ. وقال قوم من أهل اللغة: إن الخق حفرة غامضة في الأرض مثل اللخْقُوق والأخْقُوق. وما أدري ما صِحَّته. واللُخْقُوق: جُحْر غامض يدخل فيه رِجْل الفرس. وكتب عبد الملك إلى الحجّاج: لا تَدَعَنَّ خُقًّاً ولا لقاً إلّا زرعته. والخُقُّ: الحفرة الغامضة في الأرض. واللُّقّ: الشَّقّ المستطيل.

 

خ-ك-ك

كخخ

أهملت إلاّ في قولهم: كَخَّ يكِخُّ كَخاً وكخِيخاً، إذا نام فغَطَّ.

 

خ-ل-ل

الخَلّ: معروف عربي صحيح. وفي الحديث: " نِعْمَ الإدامُ الخَلُّ ". والخَلّ: الرجل الخفيف النحيف الجسم. وقد رُوي البيت المنسوب إلى الشنفرى أو إلى تأبَّط شَرُّاً:

سَقِّنِيها يا سوادَ بنَ عمرٍو

 

إن جسمي بعدَ خالي لَخَلُّ

والخَلُّ: الطريق في الرُّمْل. قال العجّاج:

في طُرقٍ تعلو خَليفا مَنْهَجـا

 

من خَلِّ ضَمْر حين هابا وَدَجا

هابا من الهَيْبَة. قال أبو بكر: يعني حماراً و أتاناً أخذا في خل ضمرٍ حين هابا من الخوف. ووَدَج وضَمْر: موضعان. والخَلّ: عرق في العُنُق. قال الراجز- جَنْدل بن المثنَّى الطُّهَوي:

ثَمّ إلى صُلْب شديد الخَلِّ

 

وعُنُقٍ أتْلَع مُتْمَـهِـلِّ

وُيروى: ثم إلى هادٍ. والخِلّ والخلِيل واحد، وكذلك الخُلَّة أيضاً. قال الشاعر هو أوْفَى بن مَطَر المازني:

ألا أبلِغا خُلَّتي جابراً

 

بأن خليلَك لم يُقْتَل

ويقال: الخِل والخِلَّة، في المذكَّر المؤنَث. والخلة: المودّة. قال الشاعر:

حالَفَ الفَرْقَدَ شِرْكاً في السرى

 

خُلَّة باقـية دون الـخُـلَـلْ

والخَلّ: مصدر خَلَلْتُ الشيءَ أخلهُ خَلاّ، إذا جمعت سجوفه وأطرافه بخِلال. وخَللْتُ الخباء أخُلُّه خَلاً، إذا جمعت سُجوفَه وأطرافه بالأخِلَّة. قال الشاعر:

سَمِعْنَ بيومه فظَلِلْنَ نَوْحاً

 

قياماً ما يُخَلُّ لهنَّ عُودُ

أي قد هتكن بيوتَهنّ وهنّ قيام يَنًحْنَ. وقد روي هذا البيت: ما يُحَلُّ لهنّ عُود، وهو خلاف المعنى الذي أراد الشاعر. وأخْلَلْتُ بالرَّجل، إذا خذلته في وقت حاجته. والخلَّة، والجمع خِلَل: بطائْن كانت تُغَشَّى بها أجفان السيوف، تُنقش بالذهب وغيره. وأنشد:

لابنة البِنِّي بالجَـوّ طَـلَـلْ

 

دارسُ الآيات عافٍ كالخِلَلْ

والخَلة: الخَصْلَة الحسنة. يقال: في فلان خِلال جميلة، أي خِصال. والخَلة: الحاجة. والرجل أخلُّ ومخْتَل. وفي بعض الكتب، كتبِ صَدَقات السَّلَفِ: " لِلأخَلِّ الأقرب ". والخليل: المحتاج. وكذلك فُسِّر بيت زهير:

وإن أتاه خليل يومَ مـسـألةٍ

 

يقول لا غائب مالي ولا حَرِمُ

والخليل هاهنا، قالوا: فَعِيل من الخَلَّة. والخُلَّة: ضد الحَمْض. وإذا رعت الإبلُ الخُلَّة فأهلها مُخِلُّون. قال الراجز- هو العجّاج:

جاءوا مُخلَين فلاقَوا حَمْضـا

 

طاغِين لا يَزْجُرُ بعض بعضا

وقال الآخر:

مَن يتسـخّـط فـالإلـه راضـي

 

عنكَ ومَن لم يَرْضَ في مَضْماض

قد ذاق أكحالاً من الـمَـضـاض

 

ومن تَشَكَّى مَـغْـلَةَ الإرمـاض

وخـلةً داويتَ بـالإحـمـاض

ومثلِ من أمثالهم إذا جاء الرجل متهدداً قالوا له: "أنت مُخْتَلّ فتَحَمَّضْ ". والخَلَّة: الخمر الحامضة أو المتغير طعمُها. قال الشاعر- هو أبو ذؤيب:

فجاء بها صفراءَ ليست بخَمْطَةٍ

 

ولا خلّة يكوي الشُّروبَ شِهابُها

والخِلال: مصدر خاللته مُخالَّةً وخِلالاً. وقال الشاعر:

فأعْلِمُه مكانَ النُّون منّـي

 

وما أعطِيتُه عَرَقَ الخِلال

قال أبو بكر: أراد بالنون ذا النون، وهو اسم سيف مالك ابن زهير. قاِل: وقوله: ما أعطِيته عَرَقَ الخِلال، أي وما أعطيته لخِلال من المودة إنما أخذه غصباً. وعرق الخِلال من قولهم: ما عرق له بشيء، أي ما نَدِيَ له به. فأما الخليل فالذي سمعتُ فيه أن معناه أصفى المودة وأصحًّها، ولا أزيد فيه شيئاً لأنه في القرآن.

 

لخخ

واستُعمل من معكوسه: لَخَّتْ عينه تَلِخُّ لَخّاً ولخيخاً، إذا كثُر دمعها وغلُظت أجفانها. قال الراجز:

لا خيرَ في الشيخ إذا ما أجلَخّا

 

وسال غَرْبُ عينه فـلَـخّـا

وربما قيل: لحّت ولَحِحَتْ عينه، مثل لَخَّت سواء.

 

خ-م-م

خَم اللحمُ وأخَمَّ خَمّاً وخُموماً وإخماماً، إذا أنْتَنَ. وخَم خُمُوماً أكثر استعمالاً. قال الراجز:

إليك أشكو جَنَفَ الخُصـوم

 

وشَمَّةٍ من شارفٍ مَزكـوم

قد خَمَّ أو زاد على الخُموم

وصف شيخاً قَبَّلَ امرأة. وأكثر ما يُستعمل في المطبوخ والمشتوَى. يقال: شويت اللحم واشتويته فانشوى. فأما النِّيء فيقال: صَلَّ وأصَلَّ. وقال الراجز في صَلّ:

إذا تعَشّوْا بَصَلاً وخَـلاّ

 

وكَنْعَداً وجُوفياً قد صَلاّ

وخَمَمْتً البيتَ أخمُّه خَمّاً، إذا كسحته. والمِخَمَّة: المِكْسَحَة. والخُمامة: الكُساحة. وخُمَام: أبو بطن من العرب، وإليه يُنسب بنو خُمَام. وخُم: غدير معروف، وهو الموضع الذي قام فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم خطيباً يفضَل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. وخَمّانُ: موضع. وخَمّان الناس: جَماعتهم. وخَمان البيت: رديء متاعه، هكذا رُوي عن أبي الخطّاب. والخمُّ: القَوْصَرة التي يُجعل فيها التبن لتبيض فيه الدجاجة.

 

مخخ

واستُعمل من معكوسه: المُخّ، وهو ما أخرج من عظم. والمُخاخة: ما اجتذبه الماصُّ من المًخّ. ويسمّى الدماغ مخاً. قال الشاعر- النجاشي الحارثي:

ولا يسرقُ الكَلْبُ السَّروُّ نعالَـنـا

 

ولا نَنْتَقي المُخً الذي في الجَماجم

 

ويُروى: السَّرُوق، والسروق من السرَق، والسَّرُوّ من سُرَى الليل، وهو فَعول منه، وهي الرواية الصحيحة. وكانوا يتكرّمون عن أكل الدماغ ويرون ذلك نَهماً. وصف بذلك قوماً فذكر أنهم كرام لا يلبسون من النعال إلاّ المدبوغةَ، فالكلب لا يأكلها ولا يستخرجون ما في الجماجم لأن العرب تُعَيِّر بأكل الدماغ كأنه عندهم شَرَةٌ أن يستخرج الإنسانُ مُخَّا من عظم. وخالص كل شيء مُخّه.

 

خ-ن-ن

الخُنَّة من الخُنان، وهي أشدُّ من الغُنة وأقبح؛ رجل أخنّ وامرأة خَناءُ.

وزمن الخُنَان: زمن معروف عند العرب قد ذكروه في أشعارهم، ولم أسمع له من علمائنا تفسيراً شافياً. قال النابغة الجعدي:

فمن يَك سائلاً عنّيَ فإنّي

 

من الفتيان أعوامَ الخُنانِ

ويقال: خَن الرجُلُ فهو مخنون، إذا ضاقت خياشيمه وانسدّت حتى يخرج كلامه غليظاً لا يكاد يُفهم.

والخُنان: داء يعتري العينَ. قال جرير وافر:

وأشفي من تخلُّج كل جِـنٍّ

 

وأكوي الناظِرَيْن من الخُنانِ

ويقال: وطىء فلان مَخَنَّةَ بني فلان ومِخَنَّتَهم، إذا وطىء حريمهم. قال أبو بكر: مَخَنَّة بالفتح أجود.

 

خ -و-و

خَوِّ: كثيب معروف بنجد.

ويومُ خَوّ: قُتل فيه عُتيبة بن الحارث بن شهاب، قتله ذُؤابُ لم ابن ربيعه.

 

خ-ه? ?-ه??

أهملت الخاء مع الهاء في الوجوه كلها، وكذلك مع الياء.

 

حرف الدال

وما بعده

د-ذ-ذ

أهملت.

دَرَّ الضَّرْعُ يَدِرُّ ويَدُرُّ درّاً ودُرُوراً. والدَّرُّ: اللبن بعينه. وفَسّر بعض العلماء باللغة قولهم: لله دَرًّك، قال: أرادوا لله صالحُ عملك، لأنّ الدر أفضل ما يُحتلب. قال أبو حاتم: وأحسبهم خَصُوا اللبنَ لأنهم كانوا يفصِدون الناقة فيشربون دمها ويَفتَظُّونها فيشربون ماء كَرِشها، فكان اللبن أفضل ما يحتلبون. ويقال: درَت عينه بالدمع، ودرَّ السحاب بالمطر درّاً ودُروراً. ومثل من أمثالهم: ما اختلفت الدِّرَة والجِرة ". ودر الفرس دريراً، إذا عدا عدواً شديداً سهلاً. قال امرؤ القيس:

دَرِير كخذروفِ الوليد أمَره

 

تتابُعُ كفيه بخيطٍ موصًـل

والدرَّة التي يضرب بها: عربية معروفة. وقولهم: لا در دره، أي لا زَكا عملُه. ودرَ الخراجُ وأدره عمّالُه، إذا كثر إتاؤُه. وأدرَّت المرأةُ المِغزَلَ، إذا فتلته فتلاً شديداً، فهي مدِرّ، والمِغْزَل مدرّ، إذا رأيته كأنه واقف لا يتحرّك من شدّة دورانه. والدُّرَّة: معروف، وهو ما عظم من اللؤلؤ.

 

ردد

واستعمل من معكوسه: رددْتُ الشي أرده رداً فهو مردود. وفي وجه الرجل رَدة، إذا كان قبيحاً. والردة: الرجوع عن الشيء، ومنه الردة عن الإسلام. وأرَدت الناقة، إذا وَرِمَت أرفاغها وحَياؤها من كثرة شرب الماء، فهي مُرد، والاسم الرِّدَة. وناقة مُرِد أيضاً، إذا بركت على ندى فانتفخ ضَرْعُها وحَياؤها. قال الراجز، وهو أبو النجم:

تمشي من الردة مشْيَ الحُفَّل

 

مَشْيَ الرَّوايا بالمَزاد الأثْجَل

ويُروى: الأثقل. يقال: ناقة حافِل ونُوق حُفل، إذا اجتمعت ألبانها في ضروعها. ويقال: جاء فلان مُرِد الوجه، إذا جاء غضبان أو وَرِمَ وجهُه من بكاء. وأرد البحرُ، إذا كثرت أمواجه وهاج.

 

د-ز-ز

أهملت إلاّ في قولهم: زِدْ، وليس هذا موضعه.

 

د-س-س

دسَّ الشيءَ في الشيء يَدسه دساً. والدَّسّ: أن لا يبالغ الطالي في هِناء البعير. ومثل من أمثالهم: "ليس الهِناءُ بالدسّ ". والدَّسَاس: ضرب من الحيّات. والدَّسيس: شبيه بالمُتَحَسِّس عن الشيء. وجاءت الخيل دَواس، إذا جاء بعضها في إثْر بعض.

 

سدد

ومن معكوسه: سَد يَسد سَدُّا، والاسم السُّدّ. وقد قُرئ: "على أن تَجْعَلَ بيننا وبينهم سَدّاً " وسُداً. والسدُّ: الجراد يملأ الأفق. قال الراجز:

وإن عَلَوا وَعْراً وقد خافوا الوَعَرْ

 

ليلاً يُغشِّي صَعْبَه وما اختَصَـر

سيلَ الجَرادِ السُّدِّ يرتادُ الخُضَرْ

والسدُّ: السحاب الذي يَسدُّ الأفق. وفي كلام بعضهم يصف سحاباً: استَقَل سُدُّ مع انتشار الطفل.

والسّدة: ظُلَة على باب وما أشبهه لِتَقِيَ الباب من المطر. وفي الحديث: "من يَغْشَ سدد السلطان يَقُمْ ويَقْعُدْ "، يريد الأبواب. وإسمعيل السُدي نُسب إلى سدَّة مسجد الكوفة، كان يبيع الخُمُر، خُمُرَ النساء، في السدة. وأمر سدِيد وأسَد، أي قاصد. وكذلك رجل سديد، من السداد وقَصْد الطريقة.

والمَسد: موضع يقرب من مَكةَ عند بستان ابن عامر. والسُّدَاد: داء يأخذ بالأنف.

 

د-ش-ش

شدد

استُعمل من معكوسه: شد يشد شَداً، إذا شَدَّ الحبلَ أو غيره. وشَد على العدوّ يشد شَداً وشُدوداً، إذا حمل عليه. والشدَّة: القوة في الجسم. والشّدة: صعوبة الزمن. وبلغ الرجل أشده؛ قال أبو عبيدة: الواحد شد. وبنو الأشَدِّ: بطن من العرب. وقد سَموا شدّاداً، وهو فَعّال من الشدّ.

ورُوي عن أبي عبيدة أنه قال: رُؤي فارس يوم الكُلاب من بني الحارث يَشد على القوم فَيردّهم ويقول: أنا أبو شدّاد، فإذا كروا عليه ردهم ويقول: أنا أبو ردّاد.

 

د-ص- ص

صدد

استُعمل من معكوسه: صَد يَصُد صَدْاً وصُدُوداً، إذا صدف عن الشيء أو أعرض عنه. وأصْددْتُه عن ذلك الأمر، إذا صرفتَه عنه. قال الشاعر- هو امرؤ القيس:

أصَد نَشاصَ ذي القرنين حتّى

 

تولى عارِضُ المَلِكِ الهُمـام

ذو القرنين: المنذر بن امرئ القيس جَدْ النعمان بن المنذر. يعني بالنشاص جيشاً، وأصله السُّحاب المنتصب في السماء. وقد قُرىء: "إذا قَومُك منه يصدون" ويصدون. قال أبو عبيدة: يَصُدون: يُعرضون، ويصِدُّون: يَضِجون، والله أعلم. والصدّان: ناحيتا الشعب أو الوادي، الواحد صُد، وهما الصّدفان أيضاً. والصداد: الوَزَغ، كذا يقول أبو زيد، والجمع صَداديد. قال أبو زيد: يُجمع صدائد على غير القياس. وصدّاء: ماء معروف. ومثل من أمثالهم: "ماء ولا كصَدّاءَ، ومرعى ولا كالسعْدان ".

 

د-ض-ض

ضدد

استُعمل من معكوسه: ضدّ الشيء: خلافه. وبنو ضِدٍّ: قبيلة من عاد. قال الشاعر- عمرو بن مَعْدِيكَرِب الزُّبيدي يصف سيفاً اسمه ذو النون فاحتاج في الشعر إلى تثنيته فَثنّاه:

وذو النونين من عهد ابن ضِد

 

تَخَيره الفتى من قوم عـادِ

د-ط-ط

أهملت إلاّ في قولهم: طِدِ الشيءَ في الأرض، بمعنى الأمر، أي اغْمِزْ في الأرض؛ وليس هذا موضعه.

 

د-ظ-ظ

أهملت إلّا قولهم: دَظَّه يَدُظُّه دظّاً، إذا دفعه دفعاً عنيفاً، زعموا

د-ع-ع

دَعَّه يَدُعُّه دَعّاً، إذا دفعه دفعاً عنيفَاً. وكذلك قال أبو عبيدة في التنزيل: "يَدُعُّ اليَتِيمَ "، والله أعلم.

وقد ألحق بالرباعي فقيل: دَعْدَعَ الإناءَ، إذا ملأه. قال الشاعر:

فَدَعْدَعاً سُرةَ الركاء كمـا

 

دَعْدَعَ ساقي الأعاجِم الغَرَبا

الرَّكاءُ: وادٍ معروف. وقال الآخر، وهو لبيد بن ربيعة:

نحنُ بنو أمِّ البَنينَ الأربـعـهْ

 

المُطْعِمونَ الجَفْنَةَ المُدَعْدَعَهْ

أي المَلأى.

ويقال للعاثر: دَعْدَع في معنى اسلم. والدُّعاع: حبّة تُختبز وتؤكل. والدُّعاعة: نملة سوداء ذات جناحين.

 

عدد

ومن معكوسه: عدّ يَعُدُّ عَدّاً، في معنى الإحصاء. وعدة القوم: مبلغ عددهم. وعدَّة المرأة: معروفة. والعدّة من السلاح: ما اعتددته. والعِدّ من الماء: القديم الذي لا يُنتزح. ومن ذلك قولهم: حَسَب عِدّ، أي قديم.

 

د-غ-غ

غدد

استُعمل من معكوسه: أغَدَّ البعيرُ يُغِدُّ إغداداً فهو مُغِد، ولا يقال مغدود، إذا أصابته الغُدة، وهو داء. وكل عقدة في جسد الإنسان أطاف بها شحم فهي غددَة وغدَّة، والجمع غدد. ولها نظائر في المعتلّ تراها إن شاء اللهّ تعالى.

 

د-ف-ف

 

 

دف الطائرُ يدِفُّ دفّاً ودفيفاً، إذا ضرب بجناحيه وحركهما. وأجاز أبو زيد دَفَّ وأدَفَّ، ولم يعرف الأصمعي إلّا دفَّ. وفي كلام بعضهم في التوحيد: ويسمع حركة الطير صافِّها ودافِّها. فالصّافُّ: الذي قد بسط جناحيه لا يحركهما، والدّافُّ: الذي خبَّرتك به. والدُّفُّ: الذي يُضرب به، والدَّفُّ أيضاً. والدَّفُّ: صفحة الجنب. ودَففَ على الجريح وذففَ عليه، إذا أجهزَ عليه، أي قتله، بالدّال والذّال، لغتان معروفتان، والدّال أعلى. قال أبو بكر: جاء قوم بأسير إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو يُرْعَد فقال: أدْفُوهُ، فقتلوه. أراد عليه السلام: أدفئُوه، ولغته ترك الهمز، وذهبوا هم إلى لغتهم: أدفُوه، أي اقتلوه. ودفت دافة من الناس، يقال للجماعة تُقْبِل من بلد إلى بلد.

 

فدد

واستُعمل من معكوسه: فَدَّ يَفِدُّ فداً وفَدِيداً، وهو شدة الوَطء على الأرض من نشاط ومن مَرَح.

وفي الحديث: " قد كنتَ تمشي فوقي فَداداً "، أي شديد الوطء. قال الشاعر:

أعاذل ما يُدريكَ أنْ رُبَّ هَجْمةٍ

 

لأخفافِها فوقَ الفـلاة فَـدِيدُ

ويُروى: وئيد، والمعنيان متقاربان. والهجمة: القطعة من الإبل. وفديد، يقول: وطؤها شديد.

والفُدَادةُ، زعموا: ضرب من الطير.

 

د-ق-ق

دقَّ الشيءَ يَدُقُّه دقاً، إذا كسره أو ضربه بشيء حتى يهشمه. ودق كل شيء دون جِلِّه، وهو صِغاره ورديئه. ودقُّ الشجر: خَسيسه. وقالوا: دِقُّه: صغاره. وأنشدوا بيت جُبَيْهاء:

ولو أنها طافت بنبتٍ مُشَرْشَـرٍ

 

نفى الدقَّ عنه جَدْبُه فهو كالِحُ

لجاءت كأنَّ القَسْوَرَ الجوْنَ بَجَّها

 

عساليجُه والثّامر المتـنـاوحُ

قال أبو بكر: مُشَرْشَر: مأكول. يقال: شَرْشَرَتْه الماشية، إذا أكلته. يصف في هذا البيت شاةً.

والدّقة: التوابل من الأبزار مثل القِزْح وما أشْبَهَه. القِزح: الكزْبَرَة اليابسة. وقال قوم: الدقَّة: الملح وما خُلط به من أبزار. والمُدُق والمِدَق: ما دققت به. وأنشد:

يرمي الجلاميدَ بجُلمودٍ مِدَقّ

 

مُماتِن غايتَها بعدَ النَـزَقْ

قدد

ومن معكوسه: قَدَّ الشيءَ يَقدُّه قدًّا، إذا قطعه قَطْعاً مستطيلاً. وبه سُمِّي القد الذي يُقَدّ من الأديم الفطير. والقدُ: خلاف القَطّ، لأن القدَّ طولاً والقَطَّ عرضاً. وفي الحِديث أن علياً عليه السلام كان إذا اعتلى قدَ وإذا اعترض قط. وأما قولهم: قدي من كذا وكذا في معنى حَسْبي، فليس هذا موضعه. ويقولون: قدي وقَدْني. والقِد: سيور تُقَدُّ من جلدٍ فطير تُشَدُّ بها الأقتاب والمحامل وغيرها. والقَدُ: المَسْك الصغير. ومثل من أمثالهم: " ما جعل قَدك إلى أديمك ". والقد: الشيء المقدود بعينه. والقَدُّ: مصدر قددْت الشيءَ. والمِقدَّة: الحديدة التي يُقَدُّ بها. وغلام حسن القَدّ، أي حسن الاعتدال والجسم. وقدَة: موضع، وهي ناقصة. وقد أفردنا لها ولنظائرها باباً. وقِدَة: هذا الموضع الذي يسمَى الكُلاب. والمقد: ضرب من الشراب يُسَمَّى المَقَدي، يُتخَذ من العسل. قال عمرو بن مَعْدِيكَرِب الزبيدي:

وهم تركوا ابنَ كَبْشَةَ مسْلَحِبّـا

 

وهم منعوك من شرب المَقدَي

والقُدَاد: داء يصيب الإنسان في بطنه. قُدَّ الرجل فهو مقدود.

 

د-ك-ك

دك الأرضَ يَدُكُّها دكا، إذا سوّى ارتفاعها وهبوطها للزرع أو غيره. وكذا فُسر قوله عزّ وجلّ: "جَعَلَهُ دَكّاءَ "، والله أعلم.

واندَكَّ سَنامُ البعير، إذا افترش فيظهره. وهو أدك، والأنثى دَكّاءُ. وأكَمَة دَكّاءُ، إذا اتّسع أعلاها، والجمع دَكّاوات. والدَّكَّة: بناء يسطَّحُ أعلاه، ومنه اشتقاق الدُّكّان كأنه فُعْلان من ذلك، إن شاء اللّه.

 

كدد

ومن معكوسه: كَدَدْتُ الدابةَ أكدها كدَاً، إذا أتعبتها، وكذلك الإنسان وغيره. ومثل من أمثالهم: "بجدك لا بكَدِّك ". والكُدّة: الأرض الغليظة لأنها تَكُد الماشيَ فيها؛ هكذا رُوي عن أبي مالك.

وكثر الكدًّ في كلامهم حتى قالوا: كدَّ لسانَه بالكلام وقلبَه بالفكر. ومنه اشتقاق الكَدِيد، وهو الموضع الغليظ. ورجل كَدِيد ومَكدود. والكَديد: موضع. والكَديد: الأرض الصلبة أيضاً.

 

د-ل-ل

الدَّلُّ، من قولهم: امرأة ذاتُ دَل، أي شِكل. وأدل الرجل إدلالاً، إذا وثق بمحبة صاحبه فأفرط عليه. ومثل من أمثالهم: " أدَلَّ فأمَلَّ ". والدَّلالة: حِرفة الدلال. والدِّلالة من الدليل. ودليل بَيِّنُ الدِّلالة. ودلة: اسم امرأة. والدِّلِّيلَى مثل الخِصِّيصَى وما أشبهه، وقد أفردنا لهذا باباً تراه فيه إن شاء الله.

 

لدد

ومن معكوسه: لدّه يَلده لداً، إذا أوْجَرَه في أحد شِقَّي فيه. واللدُودُ: الدواء الذي يُلَدُّ به الرجُلُ. وفي الحديث: لُدَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ولَدِيدُ الوادي: أحد جانبيه، وهما لديدان. قال الشاعر:

يَرْعَونَ مُنْخَرَقَ اللَّديد كأنـهـم

 

في العِزّ أسْرَةُ حاجبٍ وشَهابِ

واللّدد: شدة الخصومة. والرَّجل ألَدُّ، والقوم لد. وكذا فُسّر في التنزيل، واللهّ أعلم.

ولدٌّ: موضع بفلسطين. وجاء في الحديث أن الدَّجّال يقتله المسيح بباب لُدّ. وبه سُمِّي الرَّجل مِلَدّا، وهو مِفْعَل من هذا.

 

د-م-م

دم الشيءَ يدُمُّه دمُّاً، إذا طلاه. ومن ذلك دمَمْت القدْرَ بالطِّحال أو بالدمَّ دماً، إذا طَليتها لتُصلحَها به. ويقال: دابّة مدمومة بالشَّحم، كأنّها قد طُلِيَتْ به، إذا تناهى سِمَنُها. وكل ما دمَمْتَ به فهو دِمام للشيء المدموم به. والدِمّة: القَمْلَة أو النَّملة الصغيرة. وأحسب أن منه اشتقاق رجل دَميم، بَيّن الدمامة.

 

مدد

واستعمل من معكوسه: مد النهر، وأمدّ أجازها قوم. وأمَدَّ الجُرْحُ. وأمَدَّ الأميرُ الجيشَ بمَدَد.

وأمددت الدواةَ، إذا زدت في مائها ونقْسها. والمَدَة: استمدادك من الدَّواة مَدَةً واحدة. ومددت الحبلَ أمُدُه مَدّاً. وأمددت لك في الأجَل: أنسأتُك فيه. والمُدّ: مِكيال معروف، والجمع مِداد. قال الراجز:

كأنما يَبْرُدْنَ بالـغَـبُـوقِ

 

كَيْلَ مِدادٍ من فَحاً مدقوقِ

قال: كأنهن قد أكلن فحاً فهن يُبرّدنه من حرارته ويشربن ماءً كثيراً. والفَحا: الأبازير. والمُدَّة: الأجَل.

 

د-ن-ن

الدَّن: معروف، عربي صحيح. قال الشاعر- هو الأعشى:

وقابَلَها الريحُ في دَنِّـهـا

 

وصلَّى على دنها وارتَسَمْ

ارتسم وارتسم جميعاً. وصلَى: دعا. والدانان: جبلان معروفان. والدنة: دويبة، زعموا، شبيهة بالنملة. والدنَن؛ فرس أدَن، والأنثى دَناءُ، بَيِّن الدَّنَن، إذا قَرُبَ صدرُه من الأرض، وكذلك هو في كل ذي أربع. وكان الأصمعي يقول: لم يَسْبِق أدنُّ قَطُّ إلاّ أدَنُّ بني يَربوع.

 

ندد

ومن معكوسه: نَدَّ البعيرُ ندَاً ونُدوداً، إذا ذهب على وجهه شارداً. والند: التلّ المرتفع في السماء؛ لغة يمانية. والنِّد: المِثْل، وكذلك النَديد والنديدة. قال الشاعر- هو لبيد بن ربيعة:

لكيلا يكونَ السَّنْدرِيُّ نَديدتـي

 

وأشْتِمَ أعماما عُموماً عَماعِما

فأما النَدّ المستعمل من الطيب فلا أحسبه عربياً صحيحاً.

 

د-و-و

الدَّوّ: القَفْر من الأرض. والدو أيضاً: بلد لبني تميم. قال ذو الرُّمَة:

حتّى نساءُ تميم وهي نازحة

 

بباحةِ الدَّو فالصمّانِ فالعَقِدِ

والدَّوة: موضع معروف.

 

ودد

ومن معكوسه: الوَدّ، لغة تميمية، وهو الوتِد. قال امرؤ القيس:

تُظْهِرُ الوَدَّ إذا ما أشْجَذَتْ

 

وتُواريه إذا ما تَشْتَكِـرْ

قال أبو بكر: تعتكر. أشجذت: سكن مطرُها؛ وأشكرت السحابةُ، إذا اشتدّ مطرُها، واشتكر الضرْعُ، إذا امتلأ لبناً. والوَدّ: جبل معروف. ووَدّ: صنم، هكذا فُسِّر في التنزيل. وقد قالوا: وُدّ أيضاً. والوُدّ من الوِداد، وقالوا الوِدّ أيضاً. وقد قُرىء: "سيجعل لهم الرَّحْمنُ وُداً " وودّاً.

وواحد الأوُدّ: وُدّ، وهم الأوِداء، كما أن واحد الأشُدّ شُدّ؛ هكذا قال أبو عبيدة. قال الشاعر، وهو النابغة:

إنّي كأني لَدى النعمان خَبـرَه

 

بعضُ الأوُدِّ حديثاً غيرَ مكذوبِ

ووَدّانُ: واد معروف. ولهذا باب تراه فيه إن شاء الله.

 

د-ه-ه

هدد

استُعمل من معكوسه: هَدَّ يَهد هَدُّاً، من قولهم: هدَدْتُ الحائطَ، إذا هدمته. وما سمعنا العام هَادَة، أي ما سمعنا رعداً. وسمعنا هدَّةً منْكرةَ، أي صوتاً. وفلان يَهُدُّ الأرضَ في مشيه، إذا جاء يطأ وطأً شديداً. ورجل هَد: جَبان. وأكَمَة هدُود: صعبة المنحدِر، وربما تردّت الإبل منها.

ويقال: رجل هَدَّ وأهَدُّ، بمعنى الجبن والضعف. وهدّك فلان من رَجلٍ، أي حَسْبُك به.

 

د-ي-ي

استُعمل من معكوسه: اليَد، وهي ناقصة، وليس هذا موضعها.

 

حرف الذال

وما بعده

ذ-ر-ر

ذَرَّ الشيءَ يَذُرُّه ذَرّاً، إذا فَرّقه، وذر الحَبّ وذَرّاه أيضاً، إذا بذره في الأرض. والذَّرّ، جمع ذَرَّة: معروف. وذَرَّتِ الشَّمْسُ ذُروراً، إذا طلعت. قال الراجز- أبو النجم:

كالشَّمْس لم تَعْدُ سِوى ذُرُورِها

وذَرّ عينَه بالدواء يَذُرُّها ذرّاً، والاسم الذرُور.

 

رذذ

ومن معكوسه في الثلاثي: أرذّت السماءُ من الرَّذاذ إرذاذاً، وستراه في موضعه إن شاء الله.

 

ذ-ز-ز

أهملت الذال مع الزاي والسين.

 

ذ-ش-ش

شذذ

استُعمل من معكوسه: شَذَّ يَشُذُّ شذًّا وشُذوذاً إذا تفرّق. وشَذذته أنا وأشذذته، وقال: ولم يُجِزِ الأصمعي شَذَذْت لا أعرف إلا شاذّاً أي متفرِّقاً. وشَذًّ عنّي الشيء شَذًّا، إذا أنسيته. وشُذّاذ الناس: فِرَقُهم. قال الراجز:

يَضُمُّ شذّاذاً إلى شُـذّاذِ

 

من الرَّباب دائمَ التِّلْواذِ

??ذ-ص-ص أهملت الذال مع الصاد والضاد والطاء والظاء.

 

??ذ-ع-ع

استُعمل منه في التكرير: ذَعْذَعَ الشيءَ، إذا فرَّقه، وكان الأصل: ذعه ذعاً، ثم أمِيتَ هذا الفعل وألحق بالرباعي في ذعذع.

 

ذ-غ-غ

غذذ

استُعمل من معكوسه: غَذ العِرْق يَغِذُّ غذًّا، إذا لم يرقأ. وأغذّ الرجل في السَّير إغذاذاً، إذا جدَّ فيه. فأما غذَّى ببوله، إذا خَدَّ به في الأرض، فموضعه غير هذا.

 

ذ-ف-ف

ذفَّفَ على الرجل وذَفَّ عليه، إذا أجهز عليه، وقد قيل بالدال، وهو الأصل. فأما الذَّفُّ فهو السرعة في كل ما أخَذَ فيه؛ ذَفَّ في أمره وذَفَّفَ فيه. وأحسب أن اشتقاق ذُفافة من هذا.

 

فذذ

ومن معكوسه: الفَذّ، وهو الفرد. قال الشاعر- هو ذو الرمة:

كأن أدمانها والشمسُ جانحة

 

وَدْع بأرجائها فَذ ومنظومُ

والفَذّ من القِداح: الأول، وله نصيب واحد.

 

ذ-ق-ق

قذذ

استُعمل من معكوسه: قَذَّ السهمَ وأقَذَّه قَذاً، إذا جعل له قُذَاذاً، وهو الرِّيش، والواحدة قذة. وأجاز أبو زيد قَذ السهمَ وأقَذَّه، إذا جعل له قذَذاً، وأبى ذلك الأصمعي.

وكل شيء سوَّيته وحسّنته فقد قَذَّذته، وبه قيل: رجل مُقذذ ومقذوذ، إذا كان يُصلح نفسه ويقوم عليها. والسَّهم الأقَذّ: الذي لا قُذَذَ له، أي لا ريش له. ومن أمثالهم: "ما أصبت منه أقذ ولا مرِيشاً". ولعبة لهم: شعاريرُ وقذَّة. يقال: قَذ الشيءَ، إذا قطعه.

والقَذ: أطراف الريش على مثال الحذّ والتحذيف، وكذلك كل قَطْع. والقذَّة: الريشة يراش بها السهم. والقذاذات: ما قُطع من أطراف النصب، والجُذاذات من الفضة.

والقِذّان: البراغيث. قال الشاعر:

يُؤرِّقُني قِذّانها وبَعوضُها

والتقذقذ: أن يركب الرجل رأسَه في الأرض وحده، ويقعَ في الركيَّة. تقول: قد تقذقذ في مَهْواةٍ فهلك.

 

ذ-ك-ك

كذذ

أهملت في الثنائي خاصّةً إلّا في قولهم: كَذَّ، وهو أصل بناء الكذّان، وستراه في موضعه إن شاء الله.

 

ذ-ل-ل

ذل يذِلُّ ذُلاً بعد عِز، وذلت الدابة بعد شِماس وتصعب ذِلُّا، والرجل ذَليل، والدابّة ذَلول. والذِّلَّة: مصدر في الذليل أيضاً. ويقولون: ما به من الذل والقلّ، أي ما به من الذلَة والقِلة. والذل، والجمع أذلال، من قولهم: إن الأمور تجري على أذلالها، أي على مسالكها وطُرُقها. وقوله جَل وعلا: " فاسْلُكي سُبًلَ ربِّكِ ذُلُلاً " أي على قصدها، والله أعلم.

 

لذذ

واستُعمل من معكوسه: لَذ الطعام وغيره، إذا كان لذيذاً؛ ولَذ الرجلُ الطعامَ والشرابَ، إذا وجده لذيذاً، واستلذَّه استلذاذاً. وجمع لَذّ: لِذاذ. وطعام لَذ ولذيذ. قال الراجز:

مِلاوَة في الأعْصُر اللِّذاذِ

قال أبو بكر: يقال مِلاوة ومَلاوة ومُلاوة. والمُلاوة: القطعة من الدهر. وهو مثل قولك: حين من الدهر. ويمكن أن يكون لِذاذ جمع لَذيذ مثل سَمين وسِمان وما أشبهه.

 

ذ-م-م

ذَمَمْتُ الشيء أذُمه ذماً. والذمّ: خلاف المدح. والمذمَة: مَفْعَلَة من ذلك. والمذمَة: مَفْعِلَة من الذِّمام، من قولهم: رَعَيْتُ ذِمامَ فلان وذِمَّتَه. والذِّمَّة: العهد. واستذمُّ إلى فلان، أي فعل ما يذمه عليه. وبئر ذمة: قليلة الماء. وفي الحديث أن النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم مَرّ ببئر ذَمَّة. قال الشاعر:

يزجّي نائلاً من سَيْب رَب

 

له نُعْمَى وذَمَّته سِجـالُ

يريد أنّ قليله كثير. ورَجُل ذَمِيم: فَعِيل من الذّمّ، معدول عن مفعول. والذَّميم: بَثْر يظهر في الوجه من حَرّ الشمس أو سَفْع العَجَاج في الحرب. قال الشاعر:

وترى الذَميمَ على مَراسنهم

 

غِبَّ العَجَاج كمازِنِ الجَثْل

المازن: بَيْض النمل. والجَثلَة: الكبيرة من النمل. وقالوا: الجَفْلَة أيضاً. والذميم أيضاً: ما انتضح من أخلاف النوق على أفخاذها من اللبن، وهو أيضاً ندىً يسقط من السماء على الشجر فيصيبه الترابُ فيصير كمثل قِطَع الطين. قال الشاعر:

ترى لأخلافها مِن خَلْفِها نَسَلاً

 

مثلَ الذَّميم على قُزْم اليعاميرِ

اليعامير: ضرب من الشجر، الواحدة يَعمورة. وقزمه: صغاره. وأذَمَّت راحلةُ الرجل، إذا أعيَت فلم يكن بها حَراك. قال الشاعر:

قوم أذَمَّتْ بهم رواحِلُهـم

 

فاستبدلوا مُخْلِقَ النعال بها

النِّقال: ما أخلَقَ من النِّعال.

 

ذ-ن-ن

الذَّنَن: سيلان العين بالدموع. وكل شيء سال فقد ذنُّ يذن ذنيناً. وكذلك سيلان الأنف أيضاً. وفسروا بيت الشمّاخ:

توائلُ من مِصك أنْصَبَتْهُ

 

حَوالبُ أسْهَرَتْه بالذنينِ

وقال الأصمعي: حوالب أسهريهْ بالذَّنين. وقال: الأسهرانِ: عِرْقان في العنق، وقال الآخرون: بل عرقان في الحالبين يكتنفان الغُرْمُول.

 

ذ-و-و

أهملت في الثنائي ولها مواضع في المكرر.

 

ذ-ه-ه

هذذ

استُعمل من معكوسه: هَذَّ الشيءَ يَهذه هَذُّاً، إذا قطعه قطعاً سريعاً. ومنه هَذَّ القرآنَ يَهذه، إذا أسرع قراءته. وسيف هَذّاذ وهَذُوذ وأذُوذ، إذا كان صارماً.

 

ذ-ي-ي

أهملت الذال مع الياء في الثنائي.

 

حرف الراء

وما بعده

ر-ز-ز

رَزَّ الجرادُ يَرِزّ رَزّا، إذا غَرَّزَ أذنابه في الأرض ليبيض. ورَزَّة الباب من هذا اشتقاقها. والرِّزّة الصوت. سمعت رِزَّ الرعد، ورِزَّ القوم، إذا سمعت أصواتهم. وفي الحديث: "من وَجَدَ في بطنه رِزاً وهو في الصلاة فليقطع الصلاة وليتوضأ ". وسمعت رِزَّ الفحل، إذا سمعت هديره.

 

زرر

ومن معكوسه: الزَّرّ، وهو العَضّ. زَرَّ الحماز آتُنَه، إذا عضها وطردها. قال الشاعر:

بِلِيتَيْهِ من زَرِّ الفُحول كدُوحُ

وزِر السيفِ: حَدّاه. قال هِجْرِس بن كُليب في كلامه: "أما وسيفي وزِرَّيه، ورمحي ونصليه، وفرسي وأذنيه، لا يدَعُ الرجلُ قاتلَ أبيه، وهو ينظر إليه "، ثم قتل جسّاساً. والزِّرّ، زِرّ القميص: معروف. وزَرَرْت القميص وأزرَرْتُه زَرّاً وإزراراً، لغتان فصيحتان ذكرهما أبو عبيدة وأجازهما أبو زيد. وأحسبه مشتقاً من الضيق كأنه يَزُر على العنق أي يَعَضُها. والزَّرّ: أثر عضّ الحمار في آتُنه.

 

ر-س-س

الرَّسّ: الرَّكِيُّ القديمة أو المَعْدِن، وكذا فسّره أبو عبيدة في القرآن، والله أعلم.

والرَّسّ والرّسِيس: واديان بنجد أو موضعان. واحتج أبو عبيدة في قوله جلّ وعَز في أصحاب الرَّسّ بقول الشاعر:

سَبَقْتُ إلى فَرَطٍ ناهـل

 

تَنابلةً يَحْفِرون الرِّساسا

التِّنْبال: الزَّريّ القصير. ورَسَّ الهوى في قلبه رَسيساً، وأحسبهم قد أجازوا أرَسَ أيضاً، وهو بقية الهوى في القلب أو السقم في البدن. قال الشاعر:

وقد رأت رَسيسَ الهوى

 

قد كاد بالجسم يَبْـرَح

قال أبو زيد: رَسَّ الهوى وأرسَّ، إذا ثبت في القلب. والرسّ: أرض بيضاء صلبة، قد جاءت في الشعر الفصيح. ويقول الرجل للرجل إذا سأله عن شيء: ألْقِ لي رَسّاً من هذا، أي شيئاً أبني عليه. ويقال: بقي في قلبه رَسٌّ من حُبّ أو مرض، أي بقيّة.

 

سرر

ومن معكوسه: السِّرّ: خلاف العَلانِيَة. وسِرُّ كلِّ شيء: خالصه؛ فلان في سِرّ قومه، أي في صَميمهم وشرفهم. وسِرّ الوادي وسَراره: أطيبه تراباً. والسُّرَّة في البطن: موضع السِّرَر الذي يُقطع من الصبيّ. والسرّ: ضد الضُّرّ. وقال قوم: السُّرّ والسرور واحد. والسِّرُّ: النكاح، هكذا فسّره أبو عبيدة واحتجّ بقول الشاعر- امرىء القيس بن حجْر الكندي:

ألا زَعَمَتْ بَسْباسَةُ اليومَ أنَّـنـي

 

كَبِرْتُ وأنْ لا يُحْسِنُ السِّرَّ أمثالي

والسَّرَر: داء يصيب الإبل في صدورها. بعير أسَرُّ وناقة سَرّاءُ. وأنشد أبو حاتم عن الأصمعي:

وأبِيتُ كالسرّاء يربو ضَبـهـا

 

فإذا تَحَزْحَزَ عن عِداءٍ ضَجّت

ويقال: أسْرَرْتُ الشيءَ، أي أظهرته، وكتمته أيضاً. قال الفرزدق:

أسَرَّ الحَرُوري الذي كان أضْمَرا

والسِّرار: يوم يَستتر فيه الهلال، وهو آخر يوم من الشهر أو قبل ذلك يوماً.

وأسِرةُ الكَفّ: معروفة، والواحدة سِرَر وسِرار، وأسرار جمع، والسرَر أيضاً.

 

ر-ش-ش

الرشّ من قولهم: رَشَشْتُ الماءَ أرًشُّه رَشاً، إذا نَضَحْته. ويقال: رَشَتِ السماءُ وأرَشَّتْ. والاسم الرَّشَاش.

 

شرر

ومن معكوسه: الشَّرّ، وهو ضدّ الخير. ورجل شِرَير: كثير الشرّ. وزعم بعض أهل اللغة أنَّ الشَّرَّ يُجمع شرُوراً. فأما شَرار النار فيقال: شَرَرَة وشَرارة. فمن قال: شَرَرَة، قال في الجمع: شَرَر. وكذاك جاء في التنزيل، والله أعلم. ومن قال شَرارة قال: شَرار، في الجمع. ويقال: شرَرتُ اللحمَ والثوبَ وأشْرَرْتُه، إذا بسَطْتَه ليَجِفَّ فهو مُشَرّ ومَشْرور. وشِرَّة الشَباب: نشاطه، ولهذا باب تراه إن شاء الله.

 

ر-ص-ص

رصَّ بناءه يَرُصُّه رَصّا، إذا أحْكَمَ عملَه. والبناء مَرْصوص ورَصيص. وكل شيء أحْكِمَ فقد رُصَّ. وأحسب أن اشتقاق الرصاص من هذا لتداخل أجزائه، وهو عربي صحيح. قال الراجز:

أنا ابنُ عمروٍ ذي السُّنا الوَبّاص

 

وابنُ أبيه مُسْعِطِ الرَّصـاص

وأول من أسْعطَ بالرَّصاص من ملوك العرب: ثعلبة بن امرىء القيس بن مازن من الأزْد.

ومن معكوسه: صرَّ الجُنْدَبُ وغيرُه من الطير. والمثل السائر: "عَلِقَتْ معالقَها وصَر الجُنْدَبُ ".

وقد ألحقوا هذا بالرباعي فقالوا: صَرْصَرَ، في كل ما صرّ من البازي وما أشبهه. قال الشاعر- هو جرير:

ذاكُم سَوادَةُ يَجْلو مُقْلَتَـيْ لَـحِـمٍ

 

بازٍ يصَرْصِرُ فوق المَربَإِ العالي

وريح صِر: باردة، هكذا فُسِّر، والله أعلم. وصَرَرْتُ الشيءَ أصرُّه صَراً. وصر الفَرَسُ بأذنيه وأصَرّ أذنيه إذا ضمَّهما إلى رأسه، وكذا الحمار. وأصَرَّ الرجلُ على الذنْب إصراراً، وهو مُصِرّ لا غير. وسمعتُ صَرَّةَ القوم، أي ضَجتَهم.

 

ر-ض-ض

رَضَّ الشيءَ يَرُضْه رَضّاً، ذا دقه ولم يُنْعِم دقَّه؛ والشيء رَضِيض ومَرضوض.

والمُرِضَّة: لبن خاثر يحْلَب بعضه على بعض، شديد الحموضة. قال الشاعر- هو ابن أحمر:

إذا شَرِبَ المُرِضَّةَ قال أوْكي

 

على ما في سِقائكِ قد رَوِينا

ورُضاضُ كل شىء: ما رُض منه.

 

ضرر

ومن معكوسه: الّضرّ: ضد النفع. والضُرّ: المرض؛ ضُر فهو مَضْرور وضَرِير.

والضرّ: الضرُّة؛ تزوج فلان فلانةً على ضِرّ. والعرب تقول: لا يَضركَ هذا الأمرُ ضَرُّاً ولا يَضِيرُكَ ضَيْراً. والضَرورَة والضّارورة واحد، وهو الاضطرار إلى الشيء. وفي الحديث: " يَكْفي مِن الضرُورَة أو الضّارُورة صَبوح أو غَبوق"، أي الميتة إذا أصابها وهو مضطر إليها. والمُضْطَر: مفْتَعَل من الضرّ. والضَّرَّة: أصل الضَّرع الذي لا يخلو من اللبن. والضَّرة: أصل الإبهام. قال أبو بكر: الضَّرَّة تُقابل أصل الإبهام، وأصل الإبهام يقّال له الألْيَة. والضُّرّ: الهُزال بعينه. وضَريرا الوادي: جانباه. قال الشاعر- هو أوس بن حَجَر:

 

وما خَليج منَ الـمَـرُّوتِ ذو حَـدَب

 

يَرمي الضَّريرَ بخُشْبِ الأيْكِ والضال

وكل شيء دنا منك حتى يَزحمك فقد أضَر بك. قال الشاعر:

لأم الأرض ويل ما أجَنَـتْ

 

بحيثُ أضر بالحَسَن السَّبِيلُ

والحَسَن: جبل رمل في بلاد بني ضَبة، عليه قُتل بِسْطام. وهذا الشعر لعبد الله بن عَنَمة الشيباني يرثي بسطاماً، وابن عَنَمَة يُعرف بالشيباني، وهو ضبي وكان أولاً في بني شيبان، وإنما قال هذا يرثي بِسْطاماً خوفاً من بني شيبان أن يقتلوه. وقال الهذلي- هو أبو ذؤيب، يصف سحاباً قد أضَرّ بالأرض، أي دنا منها:

غَداةَ المُلَيْح يومَ نحن كـأنَـنـا

 

غَواشي مُضِرٍّ تحتَ رِيح ووابل

ر-ط-ط

طرر

استُعمل من معكوسه: طَر شاربُ الغلام يَطُر طُرُوراً وطَرًّا، إذا بدا فهو طار.

وطُرّ وَبَرُ البعير، إذا نبت بعد سقوطه، طَرُّا وطُروراً. وطُرة كل شْيء: حَرْفه. وطر الثوب: موضع هُدْبه. وأطرار الطريق: نواحيه، الواحد: طِرّ. والمثل السّائر: " أطِرّي فإنك ناعِلة "، أي اركبي أطرار الطريق، وهو أغلظه. وقال قوم: بل رُدّي الإبلَ من أطرارها، أي من نواحيها. وقال قوم: أظِرّي، بالظاء المعجمة، أي اركبي الظرَرَ، وهي الحجارة المحددة التي يصعب المشيُ عليها. ويقال: شاب طرير، أي مستقبِل الشباب، والجمع أطرار. وسنان طَرير، أي محدَّد.

وبَدَت طُرة الفجر. ويُجمع الطُرة أطِرَةً وطُرراً. والطَّرِير يُجمع أطرةً. قال عدي بن زيد العبادي - جاهلي:

شَدتِ الحرب شَدَّةً فَحَشَتْهُ

 

لَهذَماً ذا سَفاسقٍ مَطْرورا

وأنشد أيضاً لكُثَير عَزةَ:

ويُعْجِبُكَ الطَريرُ فتَبْـتَـلـيه

 

فيُخْلِف ظنَّكَ الرَّجُلُ الطريرُ

وأطَر الغضب، إذا جاوز المقدار. وأنشد:

غضبتم علينا أن ثَأرْنا بـخـالـدٍ

 

بني عمنا ها إنَ ذا غَضب مُطِر

البيت للحطيئة.

 

ر-ظ-ظ

ظرر

استُعمل من معكوسه: الظُّرَر، والجمع: أظرار، وهي الحجارة المحددة، الواحد ظِرّ، ويقال ظِرّان للجمع قال الشاعر- البيت لامرىء القيس:

تُفَرِّقُ ظِرّانَ الحَصَى بمـنـاسـم

 

صِلابِ العُجى ملثومُها غيرُ أمعَرا

ويقال: ظِرّان وُظّران.

 

ر-ع-ع

عرر

استُعمل من معكوسه: العَرّ، وهو الجَرَب. والعُرّ: داء يصيب الإبل فتُكوى الصحاح منها لئلا تعْدِيَها المِراض، فذلك عنى النابغة:

أكلَّفْتَني ذنبَ امرىءٍ وتـركـتَـه

 

كذي العُرّ يُكْوَى غيرُه وهو راتعُ

ومن رواه: كذي العَر، فهو خطأ، لأن الجَرَب لا يُكوى منه.

والرجل المعرور بالشرّ: المعروف به. وجمَل أعر وناقة عَرّاء، وهما اللذان قد كثر الدَّبَرُ في ظهورهما حتى جُبتْ أسْنِمَتُهما. والعُرَّة: البَعَر وما أشبهه مما تسمَّد به الأرض. وفي الحديث: " إنَّ سعداً كان يحمل إلى أرضه العُرةَ "، يعني السّمادَ. وجعل الطِّرِمّاح ذرْقَ الطائر عُرةً، فقال:

في شَناظي أقَنٍ بينَـهـا

 

عُرةُ الطير كَصَوْم النعامْ

الشَّناظي: جمع شَنْظُوَة، وهي الشظايا في رؤوس الجبال. وأقَن: جمع أقْنَة، وهي الشُّعَب في رؤوس الجبال. والعَر: مصدر عَرَرته بالشرّ أعُرُّه عرّاً، إذا لطخته ويقال: شر وعَر. وعَرَّ الظليمُ يعر عِراراً، إذا صاح. قال الطِّرمّاح:

يدعو العِرارَ بها الزّمارُ كما اشتكى

 

ألم تجاوبـه الـنِّـسـاءُ الـعـوَّدُ

يريد عِرارَ النَّعام، وهو صوت الظَّليم خاصة. والزِّمار: صوت الأنثى. وللعين والراء مواضع في التكرير ستراها إن شاء الله.

 

ر-غ-غ

ألحق بالرباعي فقيل: الرغْرَغَة: ظِمْأ من أظماء الإبل.

 

غرر

ومن معكوسه: غرَّ الطيرُ فَرْخَه يغره غرُّاً، إذا زَقَّه. والغُرْغُرَة: الحوصلَّة.

وغَرَّ الرجلُ الرجلَ يَغرُّه غَرًّا، إذا أوطأه عِشْوَةً أو خبَّره بكذب.

ورجل غِرّ، إذا لم يجرِّب الأمور، وكذلك المرأة أيضاً، لا تدخلها الهاء: امرأة غِر.

والغَرير والمَغْرور واحد. وفعلت هذا الأمر على غِرَّة، إذا فعلته وأنت غيرُ عالم به. وغرَّة الفَرَس: معروفة. وغُرَّة القوم: سيّدهم. وكلّ شيء بدا لك من ضوء أو صبح فقد بدت لك غُرَّتُه. وثلاث ليال لأول الشهر يُسمَّيْنَ: الغُرَر، لطلوع القمر في أوّلهن. وفي الحديث: " في الجنين غُرَّة "، يعني عبداً أو أمةً. قال الراجز- هو مهلهل:

كلُّ قتيل في كُلَيْب غرَّهْ

 

حتَّى ينالَ القتلُ آل مُرَّهْ

والغَرُّ: غَرُّ الثوبِ، وهو أثر تكسُّر الطَّيّ فيه. وكذلك تكسًّر الجلد في الإنسان والفرس وغير ذلك. يقال: اطْوِ الثوبَ على غَرِّه. أي على آثار طَيِّه. اشترى أعرابي ثوباً فلما أراد أن يأخذه قال التاجر: اطْوِه على غَرِّه، أي على طَيِّه.

 

ر-ف-ف

رَفَّ الرجلُ المرأةَ يَرُفُّها رَفّاً، إذا قَبَّلها بأطراف شفتيه. وفي الحديث: " إنّي لأرُفُّها وأنا صائم ". ورَفَّ الشجرُ يَرِفُّ رَفًّا ورَفيفاً، إذا اهتزَّ من نَضارته. وكذلك وَرَفَ يَرِفُ وَرْفاً فهو وارف. قال الراجز:

في ظِلّ أحوى الظلّ رَفّافِ الوَرَقْ

وقال الأعشى:

وصَبَحْنا من آل جَفْنَةَ أمْـلا

 

كاً كِراماً بالشّام ذاتِ الرَّفيفِ

يريد أنها غَضَّة ناعمة. والرِّفّ: القطعة العظيمة من الإبل. والرَّفّ: مصدر رفَفْتُ الرجلَ أرُفه رَفًا، إذا أحسنتَ إليه أو أسديتَ إليه يَداً. ومثل من أمثالهم: "من حَفَّنا أو رَفَّنا فَلْيَتَّزِلْ ". والرَّفّ المستعمل في البيوت: عربي معروف، وهو مأخوذ من رَفَّ الطائرُ، غير أن رَف الطائرُ فعل مُمات ألحق بالرباعي، فقيل رَفْرَفَ إذا بَسَطَ جَناحيه. والرُّفة: حُطام التِّبن أو التِّبن بعينه. ومثل من أمثالهم: " استغنَتِ التُفَّةُ عن الرُّفةِ ". وقالوا التُّفَة عن الرُفَة، مخفَّف، والتُّفَة: دوَيبة شبيهة بالفأرة.

 

فرر

ومن معكوسه: فَر يَفِرُّ فِراراً. والرجل الفَرُّ: الفَارُّ من القوم. وفي الحديث أن سُراقةَ بن مالك بن جُعْشُم المدْلِجيَّ تبعَ النبيَ صلَى الله عليه وسلّم وهو يريد الهِجرة، وكانت قريش قد جعلت فيه مائةً من الإبل لمن رَدّه، فقال: هذا فَرُّ قريش، ألا أردُّ على قريش فَرَّها. وقال أبو ذؤيب:

فرمى ليُنْفِذَ فَرَّها فَهَوَى له

 

سَهْم فأنفذَ طُرَّتَيْه المِنْزَعُ

ويُروى: لينْقِذَ. قال أبو بكر: يعني أنه رمى الثورَ الوحشيَ لينقذ الذي فَرَّ من الكلاب. وطُرَّتاه: جنباه. والمِنْزَع: السهم. ويقال: فَرَرْتُ الدّابَّةَ أفُرها فَرّاً، إذا فتحتَ فاه لتعرف سنَّه، وذلك في الخُفّ والحافر والظِّلف. ويقال: فُرَّ الأمرُ جَذَعاً، إذا رجع عوده على بدئه. قال الشاعر:

وما ارتَقَيْتُ على أكتاد مَهْلَكَةٍ

 

إلاّ مُنِيْتُ بأمرٍ فُرَّ لي جَذَعا

والفَرِير والفُرار: ولد البقرة الوحشية، وكذلك ولد الحمار. والجَذع من الظباء: فَرير وفُرار. وقد قُرِىء: "أين المَفِرُّ "، والمَفِرّ: الموضع الذي تَفِرُّ إليه. وبنو فَرِير: بطن من طيّىء. وزعم قوم من أهل اللغة أن الفَرَّ نهر دقيق في الأرض.

 

ر-ق-ق

الرَق: الجلد الذي يُكتب فيه. وكذا فُسِّر في التنزيل، واللهّ أعلم. والرِّق: ضرب من دوابّ البحر إما السُّلَحْفاة أو ما أشبهها. والرِّقّ: رِقّ العبد. ورَق فلان، أي صار عبداً. وفي حديث علي رضوان اللّه عليه: يُحَط منه بقَدْر ما أعْتِق ويستَسعَى العبدُ فيما رَق منه. والرّقّ: الماء القليل في البحر أو الوادي لا غُزْر له. والرقَّة: أرض يعلوها الماء القليل ثم ينضب عنها. وأحسب أن اشتقاق الرَّقَّة، البلد المعروف، من هذا إن شاء الله. والرِّقَّة: مصدرُ رقيق بيِّن الرِّقَّة، خلاف الصًفيق. والرِّقَة: الرحمة في القلب. ويقال: ثوب رقيق ورُقارِق ورُقاق، وشراب رَقراق، وهذا تراه في بابه إن شاء اللهّ. فأما الرِّقَة ويعنون الفِضَّة فمنقوص تراه في بابه إن شاء اللّه تعالى، والجمع رِقِيِنَ. ومثل من أمثالهم: " وِجْدان الرِّقِينَ يغَطِّي أفْنَ الأفِين"، أي حمقَ الأحمق. وأنشد:

وكم من قليل اللُبِّ يَسْحَب ذيلَـه

 

نَفَى عنه وِجدانُ الرِّقِينَ البَجاريا

البَجارِيّ: الدوافع، واحدها بُجْرِيّ.

 

قرر

واستُعمل من معكوسه: القُرّ، وهو البرد؛ يوم قَر وليلة قَرَّة وغداة قَرة. والقِرَّة: ما يصيب الرجل، من القُرّ. ورجل مقرور. وطعام قارّ. ومثل من أمثالهم: "وَلِّ حارَّها من تَولَّى قارَها ". والقِرَّة: العيب. تقول: هذا قِرَّة علي، أي عيب. والقَرار: المستقِرّ من الأرض. والإقرار: فِعْلُك به إذا أقررته في مَقَرّ ليستقرَّ. وفلان قار: ساكن. وما يَتَقارُّ في مكانه.

والإقرار: الاعتراف بالشيء. والقَرارة: القاعُ المستديرة. والقُرَّة: الضِّفْدَع في بعض اللغات. والقُرَّة: ما بقي في أسفل القِدر من المرق اليابس أو المحترق. يقال: أقبل الصبيانُ على القِدر يَتقرَّرونها، إذا أكلوا ذلك.

وكلمة لهم إذا وُضع الشيءُ في موضعه أو وقع موقعه قالوا: صابَتْ بِقُرٍّ. قال الشاعر- هو طرفة:

سادراً أحسِب غَيِّي رَشَداً

 

فتناهَيْت وقد صابَتْ بِقُر

ويقال: قَر عليه دلواً من ماء، إذا صَبها عليه. وتقرر، إذا اغتسل بالماء البارد.

وقُرَّة العين: ما قرَّت به عينُك من شيء تُسَرُّ به. وكان بعض أهل اللغة يقول: قَرَّت عينُه بالسُّرور كما تَسْخُن بالحُزن كأنَّها بَرَدَتْ وجَفَّ دمعُها. والقَرُّ: الهَوْدَج. قال الراجز:

كأن قَرًّا فوقَه مخدَّراً

 

يعلو جَنابَيْه إذا تَبَخْترا

ويوم القَرّ، بعد يوم النحر: يومَ يقِرُّ الناس بمنًى. ومَقَرُّ الشيء: الموضع الذي يَقِرُّ فيه. وفي كلام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام: " الدنيا دار مَمَرٍّ لا دارُ مَقَر".

 

ر-ك-ك

الرك: المطر الضعيف. وأرض مُرَكّ عليها، إذا أصابها الرك. ورجل رَكيك: بَيِّنُ الرَّكاكة، يوصف بالضَّعف والوَهَن. وأحسب اشتقاقه من الرِّكّ. ويقال: رَكَكْتُ الشيء بيدي، إذا غمزته غمزةً خفيفةً لتعرف حجمه، فهو مَرْكوك ورَكيك.

 

كرر

ومن معكوسه: كّر يَكُّر كَرّاً، إذا رجع بعد فرار وبعد ذهاب، وهو معنى قول الشاعر- هو امرؤ القيس:

مِكَر مِفَر مُقْبِـل مـدْبِـرٍ مـعـاً

 

كجلمودِ صخر حطه السيْلُ من عَل

أي يصلح للكرّ والفرّ، ولم يرِد أنه يَكُرّ ويَفِر في حالة واحدة. والكَرّ: حبل شديد الفتل. قال الراجز- هو العجّاج:

لأياً يُثانِيها عن الـجُـؤور

 

جذْبَ الصَّراريِّين بالكرورِ

والصراريّون: ملّاحو البحر، واحدهم صراريّ. وربما سمّي الحبل الذي تُرتقى به النخلةُ كَراً. والكُرّ: غدير كثير الماء. ووادٍ ذو كِرارٍ، إذا كانت فيه مستنقعات ماء. والكُرة: البَعَر يُحَرَّق ويُنثر على المرع لكيلا تَصْدَأ. قال الشاعر- هو النابغة الذبياني:

عُلِينَ بكِدْيوْنٍ وأشْعِرْنَ كرَّةً

 

فهن إضاء صافياتُ الغلائل

واختلفوا في قوله: صافيات الغلائل، فقال قوم: أراد غلائلها التي تُلبس تحتها لأن الدرع لا صدأ عليها. وقال آخرون: بل الغلائل: المسامير التي تغَلْغِل في الحلق. والكُرّ الذي يكال به: عربي صحيح. فأما الكُرَة التي يُلعب بها فليس هذا موضعها، وستراها في المنقوص إن شاء الله تعالى.

 

ر-ل-ل

أهملت الراء واللام في الثنائي.

 

ر-م-م

رَمَّ العظمُ يَرِم رَمْاً ورَميماً، إذا نَخِرَ وبَلِيَ. والرِّمَّة: العظم البالي. قال الشاعر:

والنِّيبُ إن تَعْرُمني رمةً خَلقاً

 

بعدَ الممات فإني كنتُ أثَّئرُ

ويروى: إن تَعْرُ مِنّي، بكسر الميم، وليس بشيء. والنِّيب: جمع ناب، وهي المُسِنة من الإبل، وهي تأكل الرمَمَ، وهي عظام الموتى، تتملَّح بها إذا لم تجد سَبْخَةً ولا مِلْحاً. يقول: فإن تأكل هذه النِّيبُ عظامي وأنا مَيِّت فقد كنت أثَّئر منها بنحرها وأنا حيّ. أثئر: من الثأر. والرُّمَّة: القِطعة من الحبل. وسُمِّي ذو الرمَّة بقوله:

لم يَبْقَ غيرُ مُـثـل رُكُـودِ

 

غيرُ ثَلاثٍ باقـياتٍ سُـودِ

وغيرُ باقي مَلْعَب الـوَلـيدِ

 

وغيرُ مَرْضوخ القَفا مَوْتودِ

أشْعَثَ باقي رمَّةِ التقلـيدِ

يعني وَتداً. وقولهم: خذ هذا برُمَته، أي اقْتده بحبله. والرِّمَّة في بعض اللغات: الأرَضة. ويقال: رَمَمْتُ الشيء أرمُّه رَمّا، إذا أصلحته. و"جاء بالطِّمّ والرِّمّ "، فأحسن ما قالوا فيه أن الطِّمّ ما حمله الماءُ والرّمِ ما حملته الريحُ.

والرُّمة: قاع عظيم بنجد تنصبُّ فيه جماعةُ أودية. وقالوا: الرُّمَة فخفَّفوا. وقال الأصمعي: تقول العرب عن لسان الرمة: "كلُّ بَنِيَّ يُحْسِيني إلا الجَرِيبَ فإنه يُرْوِيني ". والجريب: وادٍ يَنْصَبُّ في الرُّمَة. ومن روى: الجُرَيْب، فهو خطأ. قال الراجز:

حَلَّت سُليمى جانبَ الجَريبِ

 

بأجَلَى مَحَـلَّةَ الـغـريبِ

مرر

ومن معكوسه: مَرَّ يَمُرُّ مَرُّا، وجئتك مرّاً أو مَرَّين، تريد مَرَّة أو مَرَّتين. قال ذو الرّمة:

لا بل هو الشوق من دار تَخَوَّنها

 

مَرّاً سَحاب ومَرّاً بارِحٌ تَـرِبُ

والمُرّ: ضد الحلو. والمُرَّة: شجرة معروفة. والمِرَّة: القُوَّة من قُوَى الحبل، والجمع مِرَر. ورجل ذو مِرَّة، إذا كان سليم الأعضاء صحيحَها. وفي الحديث: "لا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِي ولا لذي مِرَّة سَوِي ". والمِرّة: أحد أمشاج البدن. والمِرّ والمَرّ: الحبل. وأنشد أبو حاتم عن أبي زيد:

زَوْجُكِ يا ذاتَ الثَّنايا الغُرِّ

 

والرَّتِلاتِ والجبينِ الحُرِّ

أعْيا فنُطناه مَناطَ الجـرِّ

 

بينَ وِعاءَيْ بازِل جِوَرِّ

ثمَّ رَبَطْنا فوقَه بِـمَـرِّ

وهذا الباب مستقصًى وما تفرَّع منه في كتاب الاشتقاق.

 

ر-ن-ن

رنَّ وأرنَّ يرنُّ إِرناناً، إذا صاح، والرَّنين شبيه بالحنين أيضاً. قال الشاعر- هو امرؤ القيس:

أرَنً على حُقْبٍ حِيال طَرُوقةٍ

 

كذوْدِ الأجيرِ الأربَع الأشِراتِ

وقد قالوا في بيتٍ رَوَوْه وزعم الأصمعي أنه تصحيف:

نَبَّهْتُ ميموناً لها فـأنّـا

 

وقام يشكو عَصَباً قد رَنّا

قال الأصمعي: إنما هو قد زَنّا، أي تقبضِ ويَبِسَ. وليس في كلامهم نون بعدها راء بغير حاجز. فأما نرْجِس فأعجمي معرَّب.

 

ر-و-و

أهملت الراء والواو في الثنائي.

 

ر-ه-ه

هرر

استُعمل من معكوسه: هَر الكلبُ يَهِر هَرِيراً وهَرًّا وكذلك الذِّئبُ، إذا كشَّر. وهرَّ الرجُلُ الشيءَ، إذا كَرِهَه. قال الشاعر- عنترة بن شدّاد العبسي:

حَلَفْنا لهم والخيلُ تَرْدي بنا معاً

 

ونَطعنُكم حتّى تَهِروا العواليا

أي تكرهونها. والهِرّ: السِّنَّوْر، معروف. وقولهم: " لا يعرف الهِر من البِر". زعم قوم أن البِرَّ الفأرة، ولا أعرف صحَّة ذلك. وأخبرني حامد بن طرفة عن بعض علماء الكوفيين أنه فَسَّر هذا فقال: لا يعرف من يَهِرُّ عليه ممن يَبَره. هرّت الإبل هَراً، إذا أكثرت من الحمض فلانت بطونُها عليه. والهُرُّ: الماء الكثير، وهو الهرْهور. والهُرَار: سُلاح الإبل. فأما أهل اليمن فيسمُّون ما تساقط من العنب قبل أن يُدرك: هُرَاراً.

 

ر-ي-ي

الرِّيّ: مصدر رَوِي يَرْوَى رياً. وأحد هاتين اليائين واو قُلبت ياء للكسرة التي قبلها.

 

حرف الزاي

وما بعده

ز-س- س

أهملت الزاي مع السين والشين والصاد والضاد في الثنائي.

 

ز-ط-ط

الزُّط: هذا الجيل، وليس بعربي محض، وقد تكلمت به العرب. قال الشاعر:

فجِئنا بحييْ وائل وبِلِـفـهـا

 

وجاءت تميم زُطها والأساورُ

ز-ظ-ظ

أهملت في الثنائي.

 

ز-ع-ع

عزز

استعمل من معكوسها: عَز يَعِزُّ عِزة وعِزاً، إذا صار عزيزاً. وعَز يَعُز عَزاً، إذا قَهَرَ. والمثل السائر: " مَن عَزَّ بَز"، قد مضى تفسيره. قال زهير:

تَميم فَلَوْناه فأكمِلَ خَلْقُه

 

فَتم وعزتْه يداه وكاهلُهْ

وكل شيء صَلُبَ فقد استَعَز، وبه سمي العَزَازُ من الأرض، وهو الطين الصلب الذي لا يبلغ أن يكون حجارة.

 

ز-غ-غ

غزز

استُعمل من معكوسها: الغُزان، الواحد غُزْ، وهما الشدقان في بعض اللغات. وغَزَّة: موضع بالشام قد ذكره المَطْرُود بن كعب الخُزاعي في شعره، وفيها قبر هاشم بن عبد مَنافِ.

 

ز-ف-ف

زَف الطائر يزف زَفاً وزَفِيفاً، إذا بَسَطَ جناحيه وقَرب من الأرض. والزفيف: ضرب من مشي الإبل، وهو مشي فيه سرعة، والزفّ أيضاً مثله. قال الراجز:

فطالما سقْنا المَطِي زَفا

 

ليلاً وأنتِ تَقْرَعِينَ الدفّا

وزَفَفْت العروسَ أزُفها زفاً. والمصدر: الزِّفاف. والنساء اللواتي يَزْففْنَها: الزوافُّ، بفتح الزاي. والزف: ريش صِغار كالزغَب. قال بعض أهل اللغة: لا يكون الزف إلا للنَّعام. ويقال: جئتك زَفةً أو زَفْتين، أي مَرةً أو مرتين.

 

فزز

ومن معكوسه: فَزَّه يَفُزه فَزاً، وأفَزَّه إفزازاً، إذا أزعجه. وقولهم استفزه: استفعله من الفَزْ.

والفز: ولد البقرة الوحشية. قال الشاعر- هو زهير:

كما استغاث بِسَيءٍ فَزُّ غَـيْطَـلَةٍ

 

خافَ العيونَ فلم يُنظر به الحَشكُ

الحَشَك: امتلاء الضرع، أراد الحَشْكَ فحرَّك الشين للضرورة.

 

ز-ق-ق

زَق الطائرُ فِراخَه يَزقُّها زَقُّاً، إذا غَرها؛ والمرة الواحدة زَقة. والزقُّ: معروف. وقال قوم: لا يسمى زِقاً حتى يُسْلَخَ من عنقه لأنهم يقولون: زَققْتُ المَسْكَ تزقيقاً، إذا سلخته من عنقه.

 

قزز

ومن معكوسه: القَز الملبوس، عربي صحيح. وأخْبِر عن الخليل أنه قال: سمعت أبا الدقَيْش يقول في كلامه: بزوز العراق من قُزوزِها وخُزُوزِها.

ورجلُ قَز، وهو أصل بناء المُتَقَزز. والقَزة: الوثبة. وفي الحديث: " إن إبليس لَيَقز القَزَة من المَشْرِق إلى المَغْرِب ". وقزت نفسي عن الشيء، إذا أبَتْه، لغة يمانية. وأكثر ما يُستعمل في معنى عِفْتُ الشيءَ وقَزِزْته أقزة قزاً.

 

ز-ك-ك

زكَّ يَزِك زكاً وزَكِيكاً، إذا مشى مشياً متقارباً فيه ضعف. قال الراجز:

فهو يَزِك دائمَ الـتـزغـم

 

مثلَ زَكيكِ الناهض المحمم

المحمم: الفرخ الذي قد بدا ريشه. يقال: حمَمَّمَ الفرخُ تحميماً.

 

كزز

ومن معكوسه: رجل كَز: بَيِّنُ الكَزازة، إذا كان متقبضاً. والكَزّ: ضد السبْط، ويُستعمل ذلك للبخيل فيقال: كز اليدين. والمصدر الكَزازة والكزوزة. والكُزار: الرِّعدة من برد أو حمَّى. والكُزَاز: داء يصيب الإنسان فيرْعَد حتى يموت.

 

ز-ل-ل

زلَ الشيءُ عن الشيء، إذا دَحَضَ عنه، يَزل زَلاً وزليلاً. وزَلَّ الرَّجُلُ زَلَّةً قبيحةً، إذا وقع في أمر مكروه أو أخطأ خطأ فاحشاً. ومنه قولهم: نعوذ بالله من زلة العالم. والمَزلَّة: المَدْحَضَة، نحو الصخرة المَلْساء وما أشبهها. قال الشاعر- هو المسيَّب:

دونَ السماء يَزِلُّ بالغُفْرِ

وأزْلَلْتُ إلى الرجلٍ نعمةً، مثل أهديت. وفي الحديث: "من أزلَلْتَ إليه نعمة".

 

لزز

ومن معكوسه: لُزَ الشيء بالشيء، إذا قرن به لَزّا. ومنه قولهم: قد لُزِزْت بي يا فلان، إذا سدِكَ به لا يفارقه. وكل شيء دانيتَ بينه وقرنتَه فقد لَزَرتَه. قال الراجز- هو أبو مهدية الأعرابي:

أحْسَنُ بيتٍ أهراً وبَزّا

 

كأنما لز بصخرٍ لَزّا

وقال الشاعر- جرير بن الخَطَفَى:

وابنُ اللَّبون إذا ما لُزَّ في قَـرَن

 

لم يستطع صَوْلَة البُزْلِ القناعيس

وأجاز قوم من أهل اللغة: لززتُ الشيء بالشيء وألززته، ولم يجزها البصريون. وأجاز الأصمعي لازَزْته مُلازة ولزازاً، إذا قاربته.

 

ز-ز-م

زمّ: موضع معروف. قال الشاعر- هو الأعشى:

ونظرةَ عَين علـى غِـرة

 

مَحَل الخليطِ بصحراء ِزمْ

وزَممْتُ البعيرَ أزمه زَماً، إذا جعلت له الزِّمام في بُرَته أو خشاشه. قال أبو بكر: الخِشاش بكسر الخاء أجود من فتحها.

 

مزز

ومن معكوسه: المزّ: بَيْنَ الحلاوة والحموضة. وتسمَّى الخمر المزةَ والمزْاءَ. قال الشاعر:

بِئسَ الصحاةُ وبئسَ الشربُ شَرْبهمُ

 

إذا مَشَت فيهمُ المُزّاء والسكَـرُ

وكان بعض أهل اللغة يُنكر أن تكون الخمر سمّيت مُزة من هذه الجهة ويقول: إنما سميت بذلك من قولهم هذا أمَز من هذا، أي أفضل منه. قال الراجز- هو رؤبة:

ذا ميعَةٍ يهتّزُّ عند الهزِّ

 

يقتحم الدقةَ لـلأمـزِّ

إذا أقَل الخيرَ كلُّ لَحزِ

ويقال: هذا أمرَ أمَز ومَزِيز، أي صعب. وأخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي، قال: قال أعرابي لرجل: هب لي درهماً، قال: لقد سألت مَزيزاً، المرهم عُشر العشرة والعشرة عشر المائة والمائة عشْر الألف والألف عُشر دِيَتِكَ.

 

ز-ن-ن

زَن عَصَبُه، إذا يَبِسَ؛ هكذا يقول الأصمعي، وقد مَرّ ذكره.

ويقال: زَننتُه بخير أو شرّ، إذا ظننته به؛ وأزْنَنْتُه أيضاً، لغتان فصيحتان. قال الشاعر- هو الأعشى:

وأقررتُ عيني من الغانِيا

 

ت إمّا نكاحاً وإمّـا أزَنْ

أي يُظَنّ بي ذلك. فأما قولهم: زَنأ في الجبل، فمهموز، وستراه في موضعه إن شاء الله.

 

نزز

ومن معكوسه: النَّزّ، وهو ما اجتمع من رشح الأرض حتى يستنقع فيصير ماءً. ووصف أعرابي الآجام فقال: مناقعُ نَزّ، ومَراعي إوَز، ونبتُها يهتزّ، وقَصبها لا يُجَزّ. والنَز: الظليم الخفيف الكثير الحركة. قال الراجز- هو رؤبة:

عاليتُ أنْساعي وكورَ الغَرْزِ

 

على حَزابِي جُلال وَجْـزِ

أو بَشَكَى وَخْدَ الظليم النزِّ

يقال: ناقة بَشَكَى، أي سريعة. وهو من قَولهم: ابتَشَكَ، إذا اختلقه في سرعة. وكل شيء كثرت حركتُه فهو مِنَز ونَز. وبذلك سُميَ المَهْد مِنَزاً لكثرة ما يحَرك.

 

ز-و-و

أهملت إلا في قولهم: الزوّ، وهما القرينان من السفن وغيرها. يقال: جاء فلان زَواً، إذا جاء هو وصاحبه. والإوَزّ: البَطّ.

 

ز-ه-ه

هزز

استُعمل من، معكوسه: هَزَزْت السيف أهُزه هَزاً. وأخذتْ فلاناً هِزة، إذا مُدح فأخذتْه أرْيَحية. وسمعت هِزَّة الموكب، إذا سمعت حفيفه. قال الشاعر:

ما إنْ رأيتُ وصَرْفُ الدهر ذو عجب

 

كاليوم هِزةَ أجـمـال بـأظـعـانِ

وكذلك اهتزَّ الموكب. قال الشاعر:

ألا هَزِئتْ بنا قُرَش

 

ية يهتز موكبهـا

البيت لابن قيس الرقَيات.

ويقال: ماء هُزْهُز وهزاهِز وهَزْهاز، وكذلك يقال للسيف أيضاً. قال الراجز:

قد وردت مثلَ اليماني الهَزهازْ

 

تدفع عن أعناقها بالأعـجـازْ

يريد أنها كثيرة الألبان قد دفعت بألبانها عن نحرها.

 

ز-ي-ي

أهملت في الثناثي، إلا في قولهم: هذا زِي حَسَن وهي الشارَة والهيئة. وأخبرَنا أبو حاتم عن أبي عبيدة، قال: دخل بعض الرجاز البصرة فلما نظر إلى بِزة أهلها وهيئتهم قال:

ما أنا بالبصرة بالبَصْري

 

ولا شبيه زِيهم بِـزِيي

حرف السين

وما بعده

س-ش-ش

شسس

استُعمل من معكوسه: الشسس، وهو المكان الغليظ. قال الشاعر- المَرّار:

هل عرفتَ الدارَ أم أنكرتَها

 

بين تِبْراك فَشَسي عَبَقـر

وهذا من قولهم: شَئِسَ المكان وشئز، إذا غَلُظَ، فخففوا الهمزة، وبه سمي شَأس.

 

س-ص-ص

أهملت السين والشين والصاد والضاد والطاء، إلا أنهم استعملوا من معكوسها: طسس، وهو أعجمي معرَّب، ويجمع طِساساً وطسوساً. قال الراجز- هو رؤبة:

يَستسمع الساري به الجرُوسا

 

هَماهِماً يُسْهِرنَ أو رَسيسا

ضربَ يد اللعّابة الطسوسا

س-ظ-ظ

أهملت.

 

س-ع-ع

سَعْ: زَجر من زجر الإبل، كأنهم قالوا: سَعْ يا جَمَلُ، في معنى اتسعِ في خطوك ومشيك. وقالوا فيما ألحقوه بالرباعي من ذلك: تسعسع الشيخ، إذا اضطرب من الكبر. وأنشد:

قالت ولم تأل به أن يسمعـا

 

يا هندُ ما أسرَعَ ما تَسَعسعا

عسس

ومن معكوسه: عس يعس عساً. والعَس: طلب الشيء بالليل. ومنه اشتقاق العسَس.

ومن أمثالهم: "كلبٌ اعتس خير من كلبٍ رَبضَ "؛ اعتسَّ: افتعل من العس. والعُس: قدح عظيم من خشب أو غيره.

 

س-غ-غ

غسس

استُعمل من معكوسه الغسّ، وهو الضعيف. قال الشاعر:

فلم أرْقِهِ إن يَنْجُ منها وإن يمتْ

 

فطَعنَةُ لا غُس ولا بمغَـمـرِ

قال أبو بكر: فلم أرْقِهِ، يريد من الرقْيَة. يقول: طعنته فإن عوفي فليس برقية وإن مات فبطعني. ومن روى بيت أوس:

مخلَفون ويقضي الناسُ أمرهُمُ

 

غسُّ الأمانة صُنْبورُ فصنبور

أراد ضعيفي الأمانة. ومن قال: غَشوا الأمانةَ، أراد الغِش.

 

س-ف-ف

سَف الدواءَ وغيره يَسَفه سَفاً، إذا قَّمِحَه. والسِّفّ: الحية، وربما خُص به الأرْقَم. قال الشاعر:

جواداً إذا ما الناسُ قَلّ جوادهـم

 

وسِفا إذا ما صَرَح الموتُ أقرعا

ويروى: صادَفَ الموتَ أقرعا. والسُّفَّة: العَرَقة من الخُرص المُسفّ. ويقال: أسففتُ الخُوصَ لا غير. وأسَفَّ الطائر إسفافاً، إذا طار على وجه الأرض.

وأسَفَّ السحابُ، إذا دنا من الأرض. قال عبيد:

دانٍ مُسِف فُوَيْقَ الأرض هيْدَبُهُ

 

يكاد يدفعه مَن قامَ بـالـراح

وأسف الرجلُ، إذا طلب الأمور الدنيئة.

 

س-ق-ق

قسس

استعمل من معكوسه: قَس النصارى، معروف. وقد تكلّمت به العرب. وقسٌّ الناطِف: موضع. وقس بن ساعِدةَ الإيادي: أحد حكماء العرب، وله أحاديث، وقد ذكره النبي صلى الله عليه وسلم. وقَسَسْتُ ما على العظم، إذا أكلت ما عليه من اللحم أو امتخخته، لغة يمانية. والقَس في بعض اللغات: النميمة. والقَسّاس: النَمام. وقسستُ الإبلَ، إذا أحسنتَ رَعْيَها. قال الطَرِماح:

فيا هندُ لا تَخْشَي بكرمانَ أن أرى

 

أقسس أعجازَ السوام المـروَح

وللقاف والسين مواضع في التكرير ستراها في بابه إن شاء اللّه تعالى.

 

س-ك-ك

يقال: دِرْع سك وسَكّاءُ، إذا كانت ضيّقة الحَلَق. وبئر سُك، إذا كانت ضيقة. قال الراجز:

صَبحْنَ مِن وَشحَى قَلِيباً سكّا

 

يَطْمي إذا الوِرد عليه التَكا

وركايا سُك. وظليم أسَكُّ، أي مُصْطَلِم الأذنين. وكل الطير سُك. ويقال للصغير الأذنين من الناس: أسَكُّ، والأنثى سكّاء، وكذلك النعامة والظليم. قال الراجز:

أسَك صَعْل كالظليم الآئبِ

أي الراجع. وسَكَّه يَسكه سَكُّاً، إذا اصطلمَ أذنيه. والسكّاء من الدواب: الصغيرة الأذنين. والسكك: اجتماع الخَلْق، لغة يمانية.

 

كسس

والسُّكّ الذي يُتطيّب به: عربي معروف. قال الراجز:

كأن بينَ فَكِّهـا والـفَـكِّ

 

فَأرَةَ مِسك ذبحت في سُكِّ

ذُبحت أي شُقَّت.

ومن معكوسه: كَسَسْتُ الشيءَ أكُسُّه كَساً، إذا دَققته دقاً شديداً. والكَسيس: لحم يجفَّف على الحجارة وإذا يَبِسَ دُق حتى يصير كالسويق يُتزود في الأسفار.

والكَسَس: صِغَر الأسنان ولصوقها بسنُوخها. قال الشاعر:

فداء خالتي لـبَـنـي حُـيَي

 

خُصوصاً يومَ كُس القوم رُوقُ

أي يَكْشِرون عن أسنانهم من شدّة الحرب. ويستحبّ الأكَسُّ، وهو الصغير الأسنان. والرُّوق: الطوال الأسنان. قال الآخر:

والخيلُ تعلم أني كنتُ فارسَها

 

حينَ الأكَس به من نَجدةٍ رَوَقُ

س-ل-ل

سَل السيفَ وغيره يَسُلُّه سَلاً، إذا انتضاه. وفي بني فلان سَلَّة، أي سرقة. فأما السلَّة التي تعرفها العامة فلا أحسبها عربية. والسلّ: داء معروف. وسُلالة الرجل: ولده. والسلة أن يَخْرِزَ الخارزُ فيُدخل سَيْرَيْنِ في خَرْزَة واحدة. والسّلة أن يكون عيب في حوض الإبل أو في الجابية التي يُجمع فيها الماء.

 

لسس

ومن معكوسه: لَس البعيرُ النبتَ يَلُسه، إذا أخذه بمشْفَره. قال زهير:

ثلاث كأقواس السراءِ ونـاشِـط

 

قدِ اخضر مِن لَسِّ الغميرِ جَحافِلُهْ

س-م-م

السَّمّ: معروف، وربما قيل: سم. وسُموم الإنسان، واحدها سم وسَمّ جميعاً، وهي الخُروق في البدن مثل المَنْخِرين والأذنين وغير ذلك. وقد قُرئ: "في سَمّ الخِياط " و "في سُمّ الخِياط ".

 

مسس

ومن معكوسه: الَمس باليد؛ مَسَسْتُه أمَسُّه مَساً. وبفلان مَس من جنون، وكذا فسر في التنزيل، واللّه أعلم. فأما تسميتُهم النحاس بالمَسّ، فلا أدري أعربي هو أم لا.

 

س-ن-ن

سَن الحديدَ بالمِسَنّ يَسُنُّه سَنُّاً، إذا مسحه بالمِسَنّ. وسَنَّ الماءَ يَسُنُّه سناً، إذا صَبه حتى يفيض. وفسر أبو عبيدة قوله جلّ وعزّ: "مِنْ حَمأ مَسْنُون "، أي سائل، والله أعلم. والسنَة: معروفة. وسَنَّ فلانَ سُنةً حسنةً أو قبيحة يَسنُها سَناً. وسُنَة الخدّ: صَفْحَته، ومن ذلك قيل: خدٌّ مسنون، أي سهل. والسن: واحد الأسنان للإنسان وغيره. وحَطَمَتْ فلاناً السنُّ، إذا أضعفه الكِبَر. فأما السنَة من السنين فناقصة ليس هذا موضعها، وكذلك السِّنَة من النعاس.

 

نسس

ومن معكوسه: نَستِ الخبزةُ تَنِس نَساً، إذا يَبِسَتْ. ونَستِ الجُمةُ، إذا شَعِثَتْ. ونَس فلان إبلَه يَنسها نَساً، إذا ساقها. والمِنْساة، غير مهموز، مفعَلَة من هذا.

 

س-و-و

رجلُ سوء.

 

س-ه-ه

هسس

 

من معكوسه: هس يَهس هساً، إذا حَدث نفسه. والهَساهِس: حديث النفس. وهُسْ: زجر من زجر الغنم، ولا يقال: هِسْ، بالكسر. ويقال: هس الشيءَ إذا فته وكسره. والهَسِيس مثل الفَتيت.

 

س-ي-ي

السِّي: الفضاء من الأرض الواسع. قال الشاعر:

كأنّ نَعامَ السِّي باضَ عـلـيهـمُ

 

إذا جَعجعوا بين الإناخة والحَبْس

والسِّي: المِثْل من قولهم سِيان، أي مِثْلان. ويقال: جاء فلان بسِيّ رأسه من المال، أي ما يوازي رأسَه.

 

حرف الشين

وما بعده

ش-ص-ص

استُعمل من وجوهها: شصصت الرجلَ عن الشيء وأشصَصْته إشصاصاً، إذا منعته. قال الشاعر:

أشُص عنه أخو ضدّ كتـائبَـهُ

 

من بعد ما رملوا من أجله بدَم

والشصَاص: غِلَظ العيش. وهو الشصاصاء يا هذا. ولا أحسب هذا الذي يسمى شِصاً عربياً صحيحاً.

 

ش-ض-ض

أهملت.

 

ش-ط-ط

شَط المنزل يَشط شطاً، إذا بعدَ. وكل بعيد شاط. قال عدي بن زيد العبادي:

شَط وصلُ الذي تريدين مني

 

وصغير الأمور يَجني الكبيرا

ومنه قيل: شَطَّ فلان في حكمه وأشَط، واشتَط: افتعل. ومعناه تباعد عن الحق وجار؛ والشطَاط: حُسْن القَوام. وشطّا السَّنام: ناحيتاه. قال الراجز:

شَطٌّ أمِرَّ فـوقـه بـشَـطِّ

 

لم يَنْزُ في البطن ولم ينحطِّ

طشش

ومن معكوسه: الطشّ: طَشَّت السماءُ طَشُّاً، وأرض مَطْشوشة، وهو مطر فوق الرك ودون القِطْقِط.

 

ش-ظ-ظ

شظَ وأشَظ، إذا أنْعَظَ. قال الشاعر- وهو زهير:

إذا جَنَحَتْ نساؤهمُ إليه

 

أشظ كأنّه مَسد مُغارُ

وللشين والظاء مواضع في التكرير ستراها إن شاء الله.

 

ش-ع-ع

أميت شَع يَشَع، وألحق بالرباعي، وستراه في بابه إن شاء الله.

 

عشش

ومن معكوسه: عش الطائرِ، وهو ما جمعه من حُطام الشجر وباضَ فيه. ونخلة عَشة، إذا عطشتْ وضعفتْ فقصر سَعَفُها. وسُئل رجل من العرب عن نخل فقال: عشّشَ من أعاليه وصَنْبَرَ من أسافله. وشبه بذلك فقيل: امرأة عَشَّة، إذا كانت ضئيلةَ الجسم.

 

ش-غ-غ

أميتَ شغ، أي دقَّ، وألحق بالرباعي.

 

غشش

ومن معكوسه: غَشَ يَغشًّ غَشاً، والاسم الغِشّ. وفي الحديث: "ليس منّا من غَشَنا".

 

ش-ف-ف

شَفه الحُبُّ يَشُفُّه شَفاً، إذا لَذَعَ قلبَه. وشف الماء يَشُفه شَفُّاً، إذا استقصى شربَه، كقولهم: ارتشفه ارتشافاً. ومثل من أمثالهم: " ليس الريُّ عن التَّشاف "، أي ليس يَرْوَى باشتفافه كل ما في الإناء. وأوصى رجل من العرب ولده فقال: إذا شربتم فأسْئروا فإنه أجمل؛ أي أبقوا في الإناء من الماء إذا شربتم، وهو من السؤْر.

والشفّ. الثوب الرقيق الذي يستشفّ ما وراءه والشفُّ. الزيادة. يقال: هذا أشَف من هذا، أي أكثر منه. قال الحطيئة:

وهل يُخْلِدن ابنَيْ جلالةَ مالـهـمْ

 

وحِرْصُهما عند البِياع على الشِّفِّ

أي على الزيادة. والشَفَة تراها في بابها إن شاء الله. والشَفيف: شِدَّة الحر، وقال قوم: بل شدة لذع البرد. قال الشاعر:

ونقري الضيْفَ من لحم غَرِيض

 

إذا ما الكلبُ ألجأه الشـفـيف

وبقي في الإناء شُفافة، إذا بقي فيه الشيء القليل.

 

فشش

ومن معكوسه: فَش الوَطْبَ يَفُشُّه فَشاً، إذا استخرج منه الريحَ بعد نفخه. ويقال للرجل الغضبان: لأفشنك فَشَ الوَطْب. أيَ لأخْرِجَنّ غَضَبَك. وفَشِيشة: لقب حي من العرب. قال الشاعر:

ذهبت فشيشةُ بالأباعر حولنـا

 

سَرَقاً فصب على فشيشةَ أبْجَرُ

قال أبو بكر: يريد أبجر بن جابر العِجْليّ أبا حجار بن أبجر. وامرأة فَشُوشٌ: نعت مكروه، إذا كان يخرج منها ريح عند الجِماع. قال الراجز- هو رؤبة:

مهلاً بني النَجاخَةِ الفَشوش

 

من مسمهِرّ ليس بالفَيُوش

النّجاخة: التي يَنْجَخ منها الماء عند الجِماع. والناجِخة: صوت جري الماء. ويروى: وازجر بني النجاخة.

وللفاء والسين مواضع في المكرر تراها إن شاء الله.

 

ش-ق-ق

 

شَقَقْت الشيءَ أشُقُّه شَقُّاً. وكل قطعة منه شِقَّة، يجمع ذلك الثوبَ والخشبةَ وما أشبههما. وجئتك على شِقّ، أي على مَشَقة. وكذلك فُسِّر في التنزيل والله أعلم، وهو قوله جَلّ وعَزّ: " إِلا بِشِقّ الأنْفس ". والشقة: البُعد. والشُقة: السبيبة من الثياب المستطيلة. والمُشاقّة: العداوة. وفرس أشَقُّ والأنثى شَقّاء، وهي البعيدة ما بين الفروج. ووصفت امرأة من العرب فرساً فقالت: شَقاء مَقاء طويلة الأنقاء.

والشقيق: الثور الفتي السن إذا تم شبابه. وأنشد:

أبوك شَقيق ذو صَياص مذرَب

 

وإنك عِجْل في المواطن أبْلَقُ

وشِق الكاهن: رجل معروف. والشِّقاق: المعاداة والمغالظة؛ شاقَقْتُه مُشاقَةً وشِقاقاً.

وشقيق الرجل: أخوه، كأنه شق نسبُه من نسبِه. وللشين والقاف مواضع في التكرير والاعتلال تراها إن شاء الله.

 

قشش

ومن معكوسه: قششت الشيء أقُشُه قشًا، إذا جمعته. وقَشَ الرجلُ ما على الخوان، إذا أكله كله أجمعَ. والقَشّ والتقشيش: أن تطلب الأكل من هاهنا وهاهنا. والقِشَة: ولد القرد الأنثى، لغة يمانية، والذكر الرباح. والقَشَ: رديء النخل، نحو الدقَل وما أشبهه، لغة يمانية.

 

ش-ك-ك

شَكَّ يَشك شَكاً. والشكّ: ضد اليقين. وشككت الصَيد وغيرَه بالسهم أو بالرمح، إذا انتظمته. قال الشاعر- هو عنترة:

فَشَكْكَتُ بالرمح الطويل ثيابه

 

ليس الكريمُ على القَنا بمحرم

وقال قوم: لا يكون الشَكَ إلا أن يجمع بين شيئين بسهم أو رمح. ولا أحسب هذا ثَبْتَاً. والشك: وجع، وهو لصوق العَضُد بالجَنْب. قال الشاعر - هو ذو الرمة:

وثْبَ المُسَحج من عانات مَعْقلَة

 

كأنه مستبانُ الشك أو جنـب

والجَنِب: الذي يشتكي جنبَه.

والشكائك: جمع شكيكة من قولهم: دعه على شَكِيكته، أي على طريقته.

 

كشش

ومن معكوسه: كش البَكْر يكشُّ كشاً وكَشيشاً، وهو دون الهدر؛ والكشّ لأفتاء الإبل. قال الراجز- وهو رؤبة:

هدَرْتُ هدراً ليس بالكشيش

وكشت الأفعى كشاً وكَشيشاً، إذا حكَّت جلدها بعضه ببعض. قال الراجز:

كأن بين خلْفها والخلْـفِ

 

كَشةَ أفعى في يَبيس قَفِّ

أي يابس. ومن زعم أن الكشيش صوتها من فيها فهو خطأ، فإن ذلك الفحيح من كل حية. والكشيش للأفعى خاصةً. والكشَة: الناصية في بعض اللغات أو الخُصْلة من الشعَر. والكُشْيَة: شحم الضّب، والجمع كشًى، وليس هذا بابه.

 

ش-ل-ل

شل القومَ يشلهم شَلّا، إذا طردهم طرداً. وشل الحمار آتنه، وشل الراعي إبله، إذا طردها. وشلت يده شَلاً وشُلولَاَ، إذا يبستْ، وأشلّها الله إشلالاً. ويقال للرجل إذا عمل عملاً فأحسن: لا شللاً. والشلول أيضاً: مصدر الشل.

ويقال: شَولَتْ بالقوم نية؛ وشالت، إذا استخَفتهم، أي ارتحلوا.

والشلَة: النية حيث انتوى القوم. قال الشاعر- هو أبو ذؤيب:

فقلت تَجنبنْ سخْطّ ابن عم

 

مواقع شلة وهي الطّرُوح

وحمار مشل: كثير الطرد، وكذلك الرجل. وللشين واللام مواضع ستراها إن شاء الله.

 

ش-م-م

شَم يَشَم شَماً وشميماً. ورجل أشم: بينُ الشَمَم، وهو الذي تعتدل قصَبَة أنفه وتشرف أرنَبَته، والجمع شُم. وإذا وصف الشاعرُ فقال أشَم، فإنما يعني سيّداً ذا أنَفَة.

وشَمَام: جبل معروف.

 

مشش

ومن معكوسه: مشَّ الشيء يَمُشُّه مَشاً، إذا دافَهُ في ماء حتى يذوب. ومَش يده بالمنديل يَمُشها مَشاً، إذا مسحها به؛ والمنديلُ المَشوشُ. قال الشاعر- هو امرؤ القيس:

نَمُشُّ بأعراف الجِياد أكـفـنـا

 

إذا نحن قُمنا عن شِواءٍ مضَهَبِ

أي لم يستحكم نضْجه.

والمَشَش: داء يصيب الدواب. يقال: مَشِشَتِ الدابّة. وليس يجيء على وزن فَعِلَ من المضاعف ظاهرَ الحرفين إلاّ أحرف هذا أحدها. وكل عظم أمكن مضغُه فهو مُشاش. وتمشَّش الرجل العظم تَمششاً. والمُشاشة: أرض رِخوة لا تبلغ أن تكون حجراً يجتمع فيها ماء السماء وفوقها رمل يحجز الشمس عن الماء. وتمنع المُشاشة الماءَ أن يتسرب في الأرض فكلما استقيتَ منها دلواً جَمت أخرى.

ورجل هشُّ المشاش، إذا كان رخو المَغْمَز، وهو ذم. وللشين والميم مواضع في التكرير تراها إن شاء الله. قال أبو حاتم: مات ابن لأم الهيثم فسألناها عن علّته

فقالت: ما زلت أمُشُّ له الأشْفِيَة ألُدّه تارة وأوجِرُه أخرى، فأبى قضاء الله.

 

ش-ن-ن

شَن الماءَ يَشنه شَناً، إذا صبّه عليه. وشَن عليه الغارَة يَشُنُها شَنُّاً، إذا صبَّها.

وكل وعاء من أدم إذا أخْلقَ وجَف نحو السّقاء والقِرْبة والدَلو فهو شَنّ، والجمع شِنان. وشَنّ: بطن من عبد القيس. والمثل السائر: " وافقَ شَن طَبَقاً ". قال ابن الكلبي: طبق: بطن من إياد، وكانت فيهم عَرامة فأغارت عليهم شَن فاستباحتهم، فقالت العرب: وافقَ شَنٌ طَبَقاً، فأجْرَوه مثلًا.

وللشين والميم مواضع في التكرير تراها إن شاء الله.

 

نشش

ومن معكوسه: نَش اللحمُ يَنِشُّ نَشاً ونَشِيشاً، إذا سمعت صوته على مَقْلى أو في قدْر. وكذلك كل ما سمعت له كَتِيتاً كالنبيذ وما أشبهه. ويقال: سَبْخَة نشّاشة. قال أبو بكر: قال الأصمعي، أحسبه يرويه عن يونس، قال: سألت بعض العرب عن السبخة النشّاشة فوصفها ثم ظن أني لم أفهم فقال: التي لا يَجِفُّ ثراها ولا ينبت مرعاها. والنش: وزن كان في الجاهلية يتعاملون به، يقولون: أوقِيَّة ونَشّ. وفُسِّر النَش وزن نواة من ذهب. وقال قوم: النَّش: ربع الأوقيّة، والأوقيّة وزن أربعين درهماً. وقد ألحق النش بالرباعي فقالوا: نَشْنَشَة، وهي نحو الخَشْخَشَة. قال الراجز:

عَنَشْنَش تعدو به عَنَشْنَشَهْ

 

للدرع فوقَ مَنْكِبيه نَشْنَشَهْ

ويروى: خَشْخَشَه. وأبو النشْناش: أحد شعراء لصوص العرب، وهو الذي يقول:

ونائيةِ الأرجاء طامسةِ الصوَى

 

هَوَتْ بأبي النشْناش فيها رَكائبهْ

هكذا يرويه الأصمعي، وغيره يقول: النشاش.

 

ش-و-و

أهملت الشين والواو.

 

?ش-ه-ه

هشش

استعمل من معكوسه: هَش يَهِش هَشاً وهَشاشةً، إذا استبشر. ويقال: رجل هَش، إذا كان بُهلُولاً ضحاكاً. ومنه قولهم: ما به من الهَشاشة والبَشاشة.

وهش على غنمه يَهُش هشاً، إذا نفض لها ورَقَ الشجر لتأكله. وكذلك فُسر في التنزيل، والله أعلم: " وأهش بها على غنمي ".

ويقال: خبْزَة هَشة، إذا كانت رِخوة المَكسِر، وكذلك مشاشة هَشة.

 

ش-ي-ي

شِي، بكسر الشين، موضع معروف.

 

حرف الصاد

وما بعده

ص-ض-ض

أهملت وكذلك حالها مع الطاء والظاء

ص-ع-ع

استُعمل في المكرر منها: الصَعْصَعَة، وهو اضطراب القوم في الحرب وغيرها. وتصعصع القوم، إذا اضطربوا.

 

عصص

واستعمل من معكوسه: عَصَّ يَعص عَصاً، إذا صَلُبَ واشتدّ. وللعين والصاد مواضع تراها في أبوابها إن شاء الله.

 

ص-غ-غ

غصص

استُعمل من معكوسه: غصَّ يَغَصُّ غَصُّا، إذا شَرِق بالماء وغيره. قال أبو بكر: الغَصَصْ بالريق والشَّرَق بالماء، فإذا كان من مرض وضعف فهو جَرَض، وإذا كان من كرب أو بكاء فهو جَأز؛ يقال: جَئِزَ يَجْأزُ جَأزاً.

وغَصَّ الموضع بالقوم، إذا امتلأ بهم. والغصَّة: ما اعترض في الحلق فأشرَق.

وذو الغُصُّة: لقب رجل من فرسان العرب.

 

ص-ف-ف

صَفِّ القومُ صَفاً، إذا امتدوا رَزْدَقاً واحداً في صلاة أو حرب. وصَف الطائرُ، إذا بسط جناحيه في طيرانه. وكل شيء مددته سطراً فهو صَف. وصُفّة السرج والرحل: ما غُشي به بين القَرْبوس والشَّرْخين. وصفَّة البيت: معروفة. والصَّفيف من اللحم: ما جُفف في الشمس. وللصاد والفاء في التكرير والاعتلال مواضع تراها إن شاء الله.

 

فصص

ومن معكوسه: فَصُّ الخاتم: معروف. وفُصوص الخيل وغيرها: مفاصلها. والاسم: فَص أيضاً. وأتيتك بالأمر من فَصِّه، أي من حقيقته ووجهه، وأحسب أن ذلك من فَصّ الخاتم أيضاً.

 

ص-ق-ق

قصص

استُعمل من معكوسه: قَصُّ الشيء بالمِقَصُّين يَقصه قَصُّاً. وقص الحديثَ يَقُصُّه قَصَصاً، وكذلك اقتفاء الأثر قَصَص أيضاً. قال الله عزّ وجل: "فارتَدّا على آثارهما قَصَصاً ". والقَصّ: عّظم الصدر من الناس وغيرهم، وهو القَصَص أيضاً. ومثل من أمثالهم: "هو ألْصَقُ بك من شَعَرات قَصِّك ".

والقُصَة: الخُصْلَة من الشَّعَر. وربما قالوا لناصية الفرس: قُصة والقصَّة من القِصَص: معروفة. والقصة: الجِصّ. وبيت مقصَّص، أي مجصَّص. وفي الحديث: "بيضاء مثل القصة ".

 

ص-ك-ك

 

صَك الشيءَ يَصُكُّه صَكُّاً، إذا ضربه بيده أو بحجر. وفي التنزيل: " فَصَكَّتْ وَجْهَها"، أي ضربت وجهها بيدها. وصك البازي والصقْرُ صَيده أيضاً صكاً، إذا ضربه فحطّه. قال الشاعر:

إذا اجتمعوا عليَّ فخلِّ عنّي

 

وعن بازٍ يَصُكُّ حُبارَياتِ

ومثل من أمثالهم: "جئته صَكةَ عُمَي "، وقد قيل: صكَّةَ أعمى، إذا جئته في وقت الظهيرة. وكان ابن الكلبي يقول: عُمَي هذا رجل من العماليق أغار على قوم في وقت الظهيرة فاجتاحهم فجرى به المثل لكل من جاء في وقت الهاجرة لأنه مُنْكَر. وفرس أصَكُّ: بَيِّنُ الصَّكَكِ، إذا احتكّ عُرْقُوباه.

 

كصص

واستُعمل من معكوسه: كَصَّ يَكِصُّ كَصاً وكَصِيصاً، وهو الصوت الدقيق الضعيف. وربّما قالوا: كَصَّ من الفزع كَصِيصاً، إذا استَخْذَأ وضعف صوته.

 

ص-ل-ل

صَل المسمارُ يصِل صَلِيلاً، إذا ضُرب وأكره أن يدخل في الشيء فسمعت صوته. قال الشاعر- هو لبيد:

أحْكَم الجنْثِيُّ من صَنْعَتِها

 

كل حِرْباءٍ إذا أكْرِهَ صَل

الجُنْثيّ بالنصب والرفع، ولكل معنى، فمن قال: الجِنْثيُّ، جعله الحدّادَ أو الزرّادَ، أي أحكم صنعةَ هذه الدِّرع. ومن قال: الجِنْثيَّ، جعله السيف، فيقول: هذه الدرع لإحكام صنعتها تمنع السيفَ أن يمضي فيها. وكل شيء أحكمتَه فقد منعته. وكان الأصمعي يقول: من ذلك حَكَمَةُ الدابةِ، وكان يُخبر أنه وجد في بعض كتب الخلفاء الأوَل: فأحْكِمْ بني فلان عن كذا، أي امنَعْهم.

ويقال صلتْ أجوافُ الإبل من العطش إذا يَبِسَت ثم شربتْ فسمعتَ للماء في أجوافها صليلاً، أي صوتاً. قال الشاعر- هو الراعي كامل:

فَسَقَوْا صواديَ يَسْمعون عَشِية

 

للماء في أجوافهنَّ صَلـيلا

وقال آخر طويل:

رَجَعْتُ بصدرٍ مثل جرة حَنْـتَـم

 

إذا قُرعتْ صِفْراً من الماء صَلَّتِ

ويقال: سمعت صَليلَ الحديد، إذا سمعت وَقْعَ بعضه ببعض.

وكل شيء جَف من طين أو فَخّار فقد صَل صَليلاً. والصَلصال: الحمار الوحشي الحادّ الصوت. وأنشد في صلصلة الحديد:

لَصَلْصَلَةُ اللجام برأس طرْف

 

أحَبُّ إليّ من أن تَنْكِحينـي

وصَل اللحمُ يَصِل صلُولاً، إذا تغيرت رائحتُه، ولا يُستعمل ذلك إلا في اللحم النيّ، فأما القَدير والشواء فيقال: خَم وأخم، لغتان فصيحتان. ولم يُجز الأصمعي أخَم، وأجازه أبو زيد، ويقال: صَل اللحمُ وأصَلَّ صلولاً وإصلالاً، لغتان. قال الشاعر- هو الحطيئة:

هو الفتى كل الفتى فاعلَمي

 

لا يفْسِدُ اللحمَ لديه الصلول

وقال الآخر- هو زهير:

يُلجلج مضْغةً فيهـا أنـيضَ

 

أصَلتْ فهي تحت الكَشْح داءُ

وقد قرىء: " أئذا صَلَلْنَا في الأرض "، والله جل وعز أعلم بكتابه. والصلة: أرض ممطورة بين أرَضِين لم يُمْطَرْنَ، والجمع صِلال. قال الشاعر- هو الراعي:

سيَكفيكَ الإلهُ ومُسْنَمـات

 

كجَندَل لبْنَ تطرد الصلالا

لبْن: جبل معروف. ويقال: أرض صَلَة، أي يابسة. والصلة: الجِلد الذي قد يَبِسَ قبل دباغه. ويقال: صَل الشرابَ وغيرَه يَصُلهُ صَلاً، إذا صفّاه. والمِصَلَة: إناء يصفّى فيه الخمرُ وغيرُها، لغة يمانية. ويقال: خُفٌّ جيدُ الصلة، إذا كان جيِّد النعل صلبها. ويقال: رجل صِلُّ، إذا كان داهياً. وإنه لصِل أصلال.

 

لصص

ومن معكوسه: لِص ولَصّ بَينُ اللصوصيَّة، والجمع لُصُوص. وفي بعض اللغات: لَصْت، والجمع لُصوت، لغة طائية. قال الشاعر:

فتركنَ جَرْماً عُيلاً أبناؤهـا

 

وبَني كِنانةَ كاللصوتِ المُردِ

ص-م-م

صَم يَصَمُّ صمَماً وصَماً. وصَمَمْتُ رأسَ القارورة أصمُّها صماً لا غير، والاسم الصمام. والصمة: اسم من أسماء الأسد. وصمي صمام: اسم من أسماء الداهية. قال الشاعر:

فَرْت يهود وأسْلَمَتْ جيرانَها

 

صَمي بما لقيت يهودُ صَمام

ويقال: " صَمي ابنةَ الجبل ". ومثل من أمثالهم: " صَمت حَصاة بدمَ ". ولكل واحدة من هذه تفسير، فأما قولهم: صَمي ابنة الجبل، يريد الصدَى الذي يُسمع في الجبل. وإنما يقال هذا أن يسمع الرجل الشيءَ الفظيع الذي يخافه فيقول: صَمي ابنةَ الجبل، أي لا أسمع. وقولهم: صمت حصاة بدم، يريدون كَثُرَ الدَّمُ، فلو وقعت حصاةَ فيه لم تَسمع لها صوتاً.

 

مصص

ومن معكوسه: مص يَمص مَصُّا. وقولهم: فلان مَصّان، وهو الذي تسميه العامة: ماصّان. قال الشاعر:

فإن تكنِ الموسى جَرَتْ فوق بَظْرِها

 

فما خُتِنت إلا ومـصـانُ قـاعـدُ

ص-ن-ن

الصن: زَبِيل كبير معروف، عربي صحيح، وقد ابتذلته العامة. والصنْ: بول الوبر يَخْثُر فيستعمل في الأدوية، ويقال له: صِنُّ الوَبْر. وأصَنتِ المرأةُ فهي مصِنة، ورجل مُصِن. وله موضعان، فالمُصِن: المتكبر في بعض المواضع ؛ والمُصِنة: العجوز، وفيها بقية. ويوم من أيام العجوز يقال له صِن. وأيام العجوز ليس من كلام العرب في الجاهلية، وإنما ولدَ في الإسلام.

 

نصص

واستُعمل من معكوسه: النصّ؛ نَصَصتُ الحديثَ أنُصُه نَصًّا، إذا أظهرته. ونَصَصْتُ العروسَ نَصاً، إذا أظهرتها. ونَصَصْت البعيرَ في السير أنُصُّه نَصاً، إذا رفعته. وقالوا: نَصَصْتُ الحديث، إذا عزوته إلى محدِّثك به. ونَصَصْتُ العروسَ نصًّا، إذا أقعدتها على المِنَصَّة. وكل شيء أظهرته فقد نَصَصْتَه.

ونُصَة المرأةِ: الشَّعَر الذي يقع على وجهها من مقدمَّ رأسها. وقال قوم: النُّصَّة والقُصَّة واحد.

 

ص-و-و

أهملت في الثنائي، وستراها في موضعها إن شاء اللّه.

 

ص-ه-ه

أما قولهم: صَهِ يا هذا، في معنى اسكت، فليس من هذا الباب، وقد قالوا: صَهِ وصَهْ وصِهٍ. وكان الأصمعي يعيب ذا الرُّمَّة في بيته الذي يقول فيه:

إذا قال حادِينا لتَرْنـيم نَـبـأةٍ

 

صَهٍ لم يكن إلّا دَويّ المَسامِع

هصص

ومن معكوسه: هَصَ الشيءَ يَهُصُّه هَصاً، إذا وطئه فشدخه، فهو هَصِيص ومَهْصوص. وبه سُمَي الرجلُ هُصَيْصاً.

 

ص-ي-ي

أهملت الصاد والياء في الثنائي ولها مواضع تراها إن شاء الله.

 

حرف الضاد

وما بعده

ض-ط-ط

أهملت الضاد مع الطاء والظاء.

 

ض-ع-ع

ألحقت بالرباعي في الضَّعْضَعَة، وستراه في موضعه إن شاء الله تعالى.

 

عضض

ومن معكوسه: عَضَّ يَعَضُّ عَضاً وعَضيضاً. والعِضاض مصدر المُعَاضَّة؛ تَعاضّا عِضاضاً. والعُضّ: عَلَف الأمصار، نحو الخَبَط والنَّوى وما أشبهه. قال الشاعر- هو الأعشى:

من سَراة الهِجان صَلَبَها العُضُّ

 

ورِعْيُ الحِمَى وطُولُ الحِيال

والعضّ: الرَّجل المنْكَر الداهية. قال الشاعر:

أحاديث عن أنباء عادٍ وجرْهُم

 

يُثَوِّرُها العِضّانِ زَيْد ودَغْفَلُ

ويُروى: أحاديث من عاد وجُرْهُمَ جَمَّة. زيد بن الكَيِّس النمَري، ودَغْفَل بن حَنظلة أحد بني شَيْبان.

 

ض-غ-غ

الضغّ أمِيت وألحق بالرباعي في الضَّغْضَغَة، وستراه في موضعه إن شاء الله.

 

غضض

واستُعمل من معكوسه: غَض بصرَه يَغُضُّه غَضُّا، إذا أطرق وضَمَّ أجفانه.

وشجر غض بَيِّنُ الغُضُوضة والغَضَاضة، إذا كان ناضراً. وكل شيء ناضرٍ غَض، مثل الشباب وغيره. وليس عليك من هذا الأمر غَضاضَة، أي ما تَغضُّ له طَرْفَك. والطَّلعْ يسمَّى الغَضِيضَ في بعض اللغات، وربّما سمي الغِيضَ أيضاً، وهي لغة يمانية.

والغُضَاض في بعض اللغات: العِرْنِين وما والاه من الوجه. وقال قوم: بل الغُضَاض مقدَّم الرأس وما يليه من الوجه، وهذا يُذكر عن أبي مالك الأنصاري.

 

ض-ف-ف

الضَّفّ: جَمْعُك خلْقي الناقة بيديك إذا حَلبتَ. قال الشاعر:

جمعتُ له كَفّيَ بالرُّمح طـاعـنـاً

 

كما جَمَعَ الخلفَين في الضَّفِّ حالِبُ

وُيروى: في الضبِّ.

وضَفّة النهر والوادي: أحد جانبيه. وجئتك في ضَفَّة الناس، أي في جماعتهم، مثل الجُفَّة سواء، إلا أنهم قالوا الجَفَّة والجُفَة، ولم يقولوا الضُفَّة بالضمّ.

 

فضض

ومن معكوسه: فَضَضْتُ الشيءَ أفُضه فَضاً، إذا كسرتَه أو فَرَّقْتَه، ولا يكون إلاّ الكسرَ بالتفرقة، نحو: فَضَضْتُ الخِتام وما أشبهه. والانفضاض: التفرق، وانْفَضَّ القومُ وارْفَضُّوا، إذا تفرقوا. والفِضة: معروفة. وكل شيء تفرَّقَ من شيء تكسر فهو فُضاضة. قال الشاعر- هو النابغة الذبياني:

يَطيرُ فُضاضاً بينهم كلُّ قَوْنَس

 

ويَتْبَعُها منهم فَراشُ الحواجبِ

وفي الحديث أنه قيل لفلان: إن رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم لَعَنَ أباك وأنت في صُلْبه فأنت فَضَفض من لعنة الله.

 

ض-ق-ق

قضض

استُعمل من معكوسه: قض الطعامُ يَقَض قَضّاً وقَضِيضاً وأقَضَّ، إذا كان فيه حَصًى صِغار. وقَضَّ عليه مَضْجَعُه وأقَضَّ، إذا خَشُنَ. وقَضِضْتُ أنا أقَضُّ قَضَضاً، إذا أكلت طعاماً فيه قَضَض، وهو الحصى الصِّغار. والقِضَّة: أرض ذات حَصًى. قال الراجز:

قد وقعتْ في قِضَّة من شرْج

 

ثم استَقَلَّتْ مثلَ شدْقِ العِلْـج

يصف دلواً. والعِلْج هاهنا: الحمار الوحشي. قال أبو بكر: شَرْج: بئر معروفة؛ وشَرْج: موضع معروف. يعني دلواً وقعت في ماء قليل يجري على حصى فلم تمتلىء واستقلت كأنها شِدْق حمار. وقضة: موضع كانت فيه وقعة بين بكر وتغلب سُمِّي يوم قِضة. والقَضَاض: صخر يركب بعضه بعضاً مثل الرضام.

 

ض-ك-ك

ضَكَّه يَضُكُّه ضَكُّا، إذا غمزه غمزاً شديداً. وضَكَّه بالحُجَّة، إذا قهره بها. وضَكّه الأمرُ، إذا كَرَبَه وضاق عليه. وأصل الضِّكِّ الضّيقُ.

 

ض-ل-ل

ضل يَضِل ضَلالاً، والضَّلال ضدُّ الهدى. وضَلَّ في الأمر ضَلالاً، إذا لم يهتدِ له. وضَلَّ في الأرض ضَلالاً، إذا لم يهتدِ للسبيل.

ويقال: فلان ضُل بنُ ضُلِّ، إذا كان منهمكاً في الضلال. ومثل من أمثالهم: "يا ضُلُ ما تجري به العصا " ؛ والعصا: فرس. ويقال: فعل ذاك ضَلَّة، أي في ضلال.

وذهب فلان ضلَّة، إذا لم يدْرَ أين ذهب. وكذلك: ذهب دَمُه ضَلَّةً، إذا لم يُثأر به. قال الراجز:

ليتَ شِعري ضَلةً

 

أي شيءٍ قَتَلَـكْ

قال ابن الكلبي: قتل ابنا الحارث بن أبي شَمِر جميعاً يومَ عين أبَاغ، وقُتل المنذر يومئذ، فحُملا على بعير وعُولي بالمنذر فقال الناس: لم نر كاليوم عِكْمَيْ بعير، فقال الحارث: " وما العِلاوة بأضَل "؛ أي ليس بدونهما.

وضَل الشيء إذا خفي وغاب. وكذلك فُسِّر قوله جلّ وعزّ: " أئذا ضَلَلْنا في الأرض "، أي خَفِينا وغِبنا، والله أعلم. وضَلَلْتُ الشيءَ: أنْسِيتُه. وكذلك فُسِّر: " وأنا من الضّالِّين ": أي من الناسين، والله أعلم.

 

ض-م-م

ضَمَّ الشيءَ يَضُمُّه ضَمّاً، إذا جمعه إليه. وفُسِّر قوله جَلّ ثناؤه: "وأضممْ إليكَ جَناحَك " من هذا، واللّه أعلم. والمَضَمّ: الموضع الذي يَضُمُّ الشيء. قال الراجز:

واللّه لولا شُعْبَة من الـكَـرَمْ

 

ونَسب في الحيّ من خالٍ وعَمّ

لَضَمَّني السيرُ إلى شَرِّ مَضَمّ

وهذه الأبيات تُروى لعمر، رحمه اللّه، في الجاهلية، واللّه أعلم.

وضَمَّ كفه ضَمًّا، إذا جمعها. وضَمَ عليه ثيابَه، إذا تَلَبَّب.

 

مضض

ومن معكوسه: مَضَّه الشيءُ يمضُّه مَضًّا وأَمَضَّه إمضاضاً، إذا بلغ من قلبه، فهو ماضّ وممِضّ. قال: وكان أبو عمرو بن العلاء يقول: مَضَّني: كلام قديم قد تُرك، وكأنه أراد أن أمَضَّني هو المستعمل. وكذلك مَضَّ الخلُّ فاهُ، إذا أحرقه.

وتقول العرب إذا أقرَّ الرَّجُلُ بحقّ عليه: مِضَّ، أي قد أقْرَرْتَ. فمِضَّ كلمة تقال عند الإقرار. قال أبو بكر: قال أبو زيد: إذا سأل الرَّجُلُ الرَّجُلَ الحاجةَ فقال المسؤول: مِضَّ فكأنه قد ضمن قضاءها فيقول: "إن في مِضَّ لمَقْنَعاً".

 

ض-ن-ن

ضَنَّ بالشيء يَضِن ضَنًّا، إذا بَخِلَ به وشَحَّ عليه. والضنين: البخيل. وبِظَنِين، وقد قُرىء: " وما هو على الغَيْبِ بضنِين " وبظنين، فالضنِين: ما أخبرتك به، والظَّنِين: المتَّهم.

وقد سمَت العرب ضِنَّة. وبنو ضِنَّة: بطنان، منهم ضِنَّة بن عبد الله بن نُمير، وضنَّة بن عُبيد بن كَبير بن عُذرة.

 

نضض

ومن معكوسه: نَضَّ الشيءُ يَنِضُّ نَضًّا وهو ناضّ، وهو أن يُمْكِنَك بعضه. وقولهم: هذا أمر ناضّ، أي ممكن. وأكثر ما يُستعمل أن يقال: ما نضَ لي منه إلا اليسير، ولا يومأ بذلك إلى الكثير. والنُّضاضة: آخِرُ ولد المرأة والرجل.

 

ض-و-و

أهملت في الثنائي.

 

ض-ه-ه

هضض

استُعمل من معكوسه: هَضَّه يَهُضّه هَضّاً، إذا كسره. والفحل من الإبل يَهضُ البعيرَ أو الرَّجُلَ، إذا صرعهما ثم اعتمد عليهما بكَلْكَله. والشيء هَضِيض ومَهْضوض. وقد سَمَّت العرب هَضّاضاً ومِهَضّاً.

 

ض-ي-ي

أهملت في الثنائي.

 

حرف الطاء وما بعده من الحروف

أهملت الطاء والظاء.

 

ط-ع-ع

عطط

استعمل من معكوسه: العَطّ، عَطَّ الشيءَ يَعطُّه عَطًّا، إذا شَقَّه من ثوب أو غيره فهو عَطِيط ومَعْطوط. وألحقوه بالرباعي فقالوا: العَطْعَطَة، وهي تتابع الأصوات في الحرب وغيرها.

 

ط-غ-غ

غطط

استُعمل من معكوسه: غَطَّه يَغُطُّه في الماء غَطًّا، إذا غَوَّصه فيه.

وغَطَّ النائمُ يَغِطُّ غَطيطاً وغَطًّا، وهو أعلى من النَّخير، وكذلك المخنوق والمذبوح. قال الشاعر- هو امرؤ القيس:

يَغِطُّ غَطِيطَ البَكْرِ شُدَّ خِناقُه

 

لِيَقْتُلني والمرء ليس بقَتّال

قال أبو بكر: يَغِطُّ غيظاً، وإنما خَصَّ البكرَ لأنه أشد غطيطاً. وقوله: ليس بقَتّال، أي يضعف عن قتلي. والغُطَاط: من قولهم أتيتك بالغُطَاط، وهو اختلاط ظلام آخر الليل بضياء أول النهار.

والغَطَاط: ضرب من الطير، الواحدة غَطَاطة. ويقال إنه ضرب من القَطا. ورووا بيت الهذَلي- هو أبو كبير:

يتعطفُون على المُضافِ ولو رأوا

 

أُولَى الوَعاوع كالغُط

قال: يَكتب في الجوائز. ويأفِق: يُفْضِل. وقَطُّ: اسم يدل على ما مضى من الدهر؛ يقولون. لم أفعله قَطُّ، ولا يكون إلا لما مضى، لا يقولون: أفعلُه قَطّ ولا فعلته. ويقال: ما فعلت ذاك قَطُّ ولا قُطُّ، لغتان فصيحتان. وأما قولهم: قَط من كذا وكذا في معنى حَسْبُ، فليس هذا موضعه. وألحق بالرباعي فقيل: القِطْقِط، وهو ضرب من المطر. وقالوا: جَعد قَطَط، وهو أشد الجعودة، والمُقْلَعِطّ أشد وقد قالوا: قَطَاطِ، في معنى حَسْب أيضاً.

وأنشد لعمرو بن مَعْدِيكَرِب الزُّبيدي:

أطلْتُ فِراطهم حتى إذا ما

 

قتلتُ سَراتَهم كانوا قَطاطِ

ط-ك-ك

أهملت الطاء والكاف.

 

ط-ل-ل

الطَّلّ: الندى. وقال قوم: بل هو أكثر من الندى وأقل من المطر؛ هكذا فسّره أبو عبيدة في قوله جَلّ وعزّ: "فإن لم يُصِبْها وابِل فَطَل ". ويقال: طُلَت ليلتنا فهي طَلَّة ومَطْلولة. وروضة طَلَّة: نَدية. ويقال لكل شيء نَدٍ: طَلّ. وأنشد:

كأنّ الخُزامَى طَلَّة في ثيابِها

أي نَديَة. ويقال: ما بالناقة طل، أي ما بها طِرْق.

ويقال: طُلُّ دمُه يُطَلُّ طَلاً وطُلُولاً، إذا لم يُثأر به، فالدم مَطْلول وطَلِيل. وقد قالوا: أطِلَّ دمُه فهو مطَل، ولم يعرفها الأصمعي. وألحقوها بالتكرير فقالوا: الطلَطِلَة والطلاطِلَة، وهو داء. وطَلَةُ الرَّجُل: امرأته.

 

لطط

ومن معكوسه: اللَط. يقال: لطّ فلان على حقّ فلان وألَطّ، إذا جَحَده. والرجل مُلِط ولاَط. وكل شيء سترتَ دونه فقد لَطَطْتَه. قال الشاعر:

وتُلْحِفُ النارُ جَزْلاً وهي بارزة

 

ولا نَلِط وراء النار بالسُّـتَـرِ

أي لا نسترها. قال أبو بكر: وراء هاهنا: قُدّام.

ولَطَّت الناقة بذنبها، إذا جعلته بين فخذيها في عدْوها. واللَّط: قِلادة من حنظل، والجمع لِطاط. وأنشد:

جَوارٍ يحَلَيْنَ اللَطاطَ وفـوقـهـا

 

سَرائحُ أحوافٍ من الأدم الصِّرْفِ

قال أبو بكر: الأحوف جمع حوفٍ، وهو شبيه بالمئزر يُتَخذ للصبيان من أدم ويُشَقّ من أسافله ليُمْكِنَ المشيُ فيه، وهو الذي يسمّى الرَّهْط، تَلْبَسه الحيَّض.

وألحق بالرباعي فقيل: ناقة لِطْلِط، وهي المُسِنَّة التي قد تساقطت أسنانها.

فأما قولهم: لاط مُلِطّ فهو مثل قولهم: خبيث ومخْبِث، أي له أصحاب خُبثاء.

 

ط-م-م

طَمَّ الماءُ يَطُمُ طَمّاً وطُمُوماً، إذا ارتفع. وكلّ شيء أفرط في ارتفاع فقد طمّ.

وطَم الفَرَسُ طَميماً، إذا عَدا عَدْواً سهلاً. وطَمَّ شَعَرَه طَمًّا، إذا أخذ منه.

والطِّمّ: ما جاء على وجه الماء، وقد مرّ ذِكره.

والطُّمَّة: القطعة من اليَبِيس. ويقال: بأرض بني فلان طُمَّة من الكَلأ، وأكثر ما يوصف بذلك اليَبِيسُ. وكل شيء تجاوز القَدْر فقد طَم، وهو طام كما ترى، ومنه قيل: الطَّامَة الكبرى.

 

مطط

ومن معكوسه: مطَّ الشيءَ يَمُطُّه مَطّاً، إذا مَدّه، ومنه قولهم: مَط الرجل حاجبَيه وخدّه، إذا تكبَّر. وكذلك مطّ أصابعه، إذا مدها وخاطب بها. وأحسب أن التمطّي من هذا، وكأن أصله التمطُّط، فقالوا التمطّي كما قالوا تَقَضّي البازي وما أشبهه. ومنه المِشْيَة المُطَيْطَى، ممدود غير مهموز؛ هكذا يقول الأصمعي، وهي مِشْيَة في استرخاء. قال أبو عبيدة في قوله جلّ وعزّ: "ثم ذهبَ إلى أهلهِ يَتَمَطَّى" إنه من هذا، والله أعلم.

 

ط-ن-ن

طَنَّ البَعُوضُ طَنّاً وطَنيناً. والطنين: حكاية صوته، وكذلك حكاية ما أشبه ذلك مثل الطَّسْت وغيرها. فأما الطُّنّ من القصب فلا أحسبه عربياً صحيحاً، وهي الحزمة.

وكذلك قول العامّة: قامَ بِطُن نفسِه، أي كفى نفسَه. والطُّنّ: الطًّول. ويقال: رَجُل عظيمُ الطُّنِّ، إذا كان تاماً جسيماً طويلاً، عربي صحيح. قال الشاعر:

عَبْلُ الذِّراعَين عظيمُ الطُّنِّ

نطط

ومن معكوسه: النَّطّ؛ نَطَطْت الشيء أنُطُه نَطّاً، إذا مَددْتَه، وهو المَطّ. وأرض نَطِيطَة، أي بعيدة. ولهذا مواضع في التكرير تراها إن شاء الله.

 

ط-و-و

الطَّوّ: موضع. ومن لم يهمز طيًّا القبيلة قال: هذه طي كما ترى. وله في التكرير والمعتلّ مواقع تراها إن شاء اللهّ.

 

ط-ه-ه

لها وجهان مُماتان ألحقا بالرباعي، فقالوا: فَرَس طَهْطاه، وهو المُطَهَّم التامّ الخَلْق.

 

هطط

والهَطْهَطَة: السرعة في المشي وما أخذ فيه من عمل. وستراهما إن شاء الله.

 

ط-ي-ي

قال الخليل رحمه الله: اشتقاق طَيِّىء من طاء وهمزة وياء، وكأنَّ إحدى اليائَين محوَّلة عنده عن الواو. وكان ابن الكلبي يقول: سُمِّي طيئاً لأنه أول من طوى المَناهلَ، وهذا شيء لا يُعرف. وقال قوم: إن أصل بنائه من طاء وألف وهمزة. ويقال: طَوَيْتُ الثوبَ أطويه طَيّا. وكان الأصل طَوْياً، مثل قولهم: لَويتُ الحبلَ لَيًّا، فقلبوا الواو ياءً وأدغموا الياء في الياء، وصارت ياء ثقيلة، فقالوا: طَيّا ولَيًّا. ومن لم يهمز طيًّا عنى القبيلة. فأما أبو زيد فإنه كان يقول: طويت الأرضَ في معنى قَرَوْتها سواء كأنك تخرج من موضع إلى موضع مثل طَيّ الثوب.

 

حرف الظاء

وما بعده

ظ-ع-ع

أهملت الظاء والعين والغين في الثنائي.

 

ظ-ف-ف

فظظ

استعمل من معكوسه: رجل فَظّ بَيِّنُ الفَظاظة والفِظاظ. والفَظّ: ماء الكَرِش يُعتصرِ ويُشرب في المفاوز عند الحاجة. يقال: افتَظَظْتُ الكَرِش وفَظَظْتُها، إذا فعلت بها ذلك.

والفَظيظ، زعم قوم أنه ماء الفحل أو ماء المرأة، وليس بثَبْت. قال الشاعر في افتظاظ الكَرِش:

وكان لهم إذ يعصِرون فُظوظَها

 

بدَجْلَةَ أو فَيْض الأبُلَّة مَـوْرِدُ

ويُروى: أو فيض الخُرَيْبة. قال أبو بكر: الخُرَيْبة: أعلى البصرة.

 

ظ-ق-ق

أهملت ولها مواضع في المعتلّ تراها إن شاء اللّه

ظ-ك-ك

كظظ

استُعمل من معكوسه: كَظَّني الأمرُ كظًّاً وكَظاظةً وكِظاظاً، إذا بَهَظني. ويقال: كَظّهُ الشبع، إذا امتلأ حتى ما يُطيق النَّفَس. وتكاظّ القومُ كِظاظاً، إذا تجاوزوا القَدْر في العداوة. قال الراجز:

إنّا أناس نَلْزَمُ الحِـفـاظـا

 

إذ سَئِمَتْ ربيعةُ الكِظاظـا

لأواءَها والأزْلَ والمِظاظا

ظ-ل-ل

الظِّلّ: معروف، وهو في أول النهار، فإذا نَسَخَته الشمسُ ثم رجع فهو فيء حينئذٍ.

والظِّلّ: المَنَعَة والعزّ. يقال: فلان في ظِلّ فلان، أي في عزّه. قال الشاعر- الفرزدق:

فلو كُنْتَ مولَى الظِّلّ أو في ظِلاله

 

ظَلَمْتَ ولكن لا يَدَيْ لك بالظًّلْـم

أي لو كنت ذا عزٍّ أو في ظلال ذي عزّ.

والظُّلَّة: ما استظللتَ به من شيء، شجرة أو غيرها.

وظَلَّ فلان يفعل كذا، إذا عمله نهاراً، فأما الليل فلا يقال: ظلَ يفعل.

والمِظلَة مفْعَلَة، وهو ما استُظِل به أيضاً.

 

لظظ

ومن معكوسه: لَظَّ به لظُّا، وألظ به إلظاظاً، إذا لزمه. وفي الحديث: " ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام "؛ أي الزموا هذه الدَّعوة. وتَلاظَّ القوم لِظاظاً وملاظة، إذا لزِم بعضُهم بعضاً فلم يفترقوا في حرب أو غيرها. قال الراجز:

والجِدُّ يَحدُو قدَراً مِلْظاظا

والجِد هاهنا ضدُّ الهَزْل. ويروى: والجَدُّ يحدو قدراً، من قولهم: لفلان جَد في هذا الأمر، أي حَظ.

 

ظ-م-م

مظظ

استعمل من معكوسه: المَظّ، وهو رمّان ينبت في جبال السُّراة لا يَحْمِل. قال الشاعر- هو أبو ذُؤيب:

يَمانِيَة أحيا لهـا مَـظَّ مـأبِـدٍ

 

وآلَ قُراسٍ صَوْبُ أرْمِيَةٍ كُحْلِ

وأرْمِيَة: جمع رَمِيّ، وهو ضرب من السَّحاب. وقد رَوَوا: أجْنَى لها. ومأبِد: موضع. وآلَ قُراس: جبال بالسَراة باردة. ورواية الأصمعي: أحيا لها. وأرمِيَة، واحدها رَمِيّ: سحاب عظيم القطر مستطيل في السماء. وروى الأصمعي: أسْقِيَة، جمع سَقِيّ، والسَّقِيّ مثل الرمِي.

 

ظ-ن-ن

الظَّنّ: معروف، ظَنَّ يَظُنُّ ظَنًّاً. والظنة: التُّهْمَة. وفلان ظَنِين، أي متَّهم. وكذلك فُسِّر في التنزيل، في قراءة من قرأ: " وما هو على الغَيْبِ بِظَنينٍ "، والله أعلم.

 

ظ-و-و

أهملت الظاء مع الواو والهاء والياء.

 

حرف العين

وما بعده

ع-غ-غ

أهملت.

 

ع-ف-ف

عَفَّ الرجلُ يَعِفُّ عَفاً وعفَافاً وعِفةً وعَفافةً. ورجل عَف بَين العَفافِ، وعَفيف بَيِّن العَفافةِ.

والعفة والعفافة: ما يجتمع فيٍ الضرع من اللبن بعد الحلب. يقال: عَف اللبنُ يَعِفَّ عَفا، إذا اجتمع في الضَرع، والاسم العُفافة. والتعفُّف: تفعُّل من العَفاف. والتعفًّف أيضاً: شُرْبُ العفافة. قال الأعشى:

 

ما تَجافى عنه النَّهاز ولا تَع

 

جوه إلّا عفـافة أو فـواق

فعع

وقد ألحق بعض هذا بالرباعي، فقيل في معكوسه: فَعْفَعَ الراعي بالغنم، إذا جمعها وزجرها. قال الراجز:

مِثْليَ لا يحْسِنُ قولاً فَعْـفَـع

 

والشَاة لا تَمشي على الهمَلع

الهَمَلَع: الذِّئب. تمشي: تَنْمَي، من قوله تعالى: " أن " امشوا وآصبِرُوا على آلِهَتِكم ". ورجل فَعْفَعاني: حلو الكلام، رطب اللسان. وألحق معكوسه بالتكرير، وستراه إن شاء اللهّ.

 

ع-ق-ق

عَقَّ الأرضَ يعُقُّها عقاً، إذا شَقها. ومنه العَقِيق، الوادي المعروف بالمدينة. وكل شيء شققتَه في الأرض فهو عَقِيق و مَعْقوق. وعَقَّ الرجلُ والديه عقُّاً وعُقُوقاً، وهو خلاف البِرّ. والعقّ: حَفر في الأرض مستطيل. والعُقَّة: الحُفرة في الأرض. والعقيقة: البَرقة تستطيل في عُرْض السحاب، وهي العَقة أيضاً، وبذلك شُبِّهت السيوف. وقالت ابنة مُعقِّر بن حمار البارقيّ لأبيها وقد سألها عن السحاب: أراها حَمّاءَ عَقّاقة كأنها حوَلاء ناقة. تريد أن البرق ينشق عَقائقَ.

وماء عُقّ وعقاقّ، إذا اشتدّت مرارتُه. قال الراجز- هو عُوَيْف القوافي:

بَحْرُكَ عَذْب الماء ما أعَقَّـهْ

 

رَبُّكَ والمحرومُ مَن لم يُسْقَهْ

والعقيقة: شعر المولود الذي يولد معه. ولذلك قيل: عَقَّ الرجلُ عن المولود، إذا ذبَحَ عنه عند حلق العَقيقة. وفي حديث المغازي أن رجلاً من بني أميّة مرّ بحمزةَ رضي اللّه عنه وهو مقتول فطعن بالرمح في شِدْقه وقال: ذُقْ عُقُقْ، وقالوا: عُقَقْ، أي عاقّ.

 

قعع

ومن معكوسه: ماء قُعّ وقعاع، مثل العُقّ سَواء. وألحق بالرباعي فقيل: سمعت قَعْقَعَةَ السِّلاح. والقَعْقاع: طائر، زعموا. فأما العَقْعَق فطائر معروف.

وقُعَيْقِّعان: موضع بمكة زعم ابن الكلبي وغيره من أصحاب الأخبار أنه سُمِّي بذلك لأن جُرْهُمَ وقطوراء لمّا تحاربوا بمكَّة قَعْقَعَتِ السِّلاح في ذلك الموضع، فسُمِّي قُعَيْقِعان.

وقد سمّت العرب قَعْقاعاً، وأحسب أن اشتقاقه من هذا، وستراه إن شاء اللّه.

 

ع-ك-ك

عكَّه بالحُجَّة يَعُكّه بها عَكًّا، إذا قهره بها. وعكَّ يومُنا، إذا سكنت ريحه واشتدّ حَرُّه. وهي أيام العِكاك. واشتقاق عكّ، وهو اسم أبي قبيلة، من أحد هذين، إمّا مِن عكَّه بالحجَّة، وإمّا من قولهم: عَكَّ يومُنا. ويقال: يوم عكيك، إذا اشتدَّ حَرُّه. قال الراجز:

يوم عَكِيك يَعْصِرُ الجُلُـودا

 

يَتْرُكُ حمْران الرِّجال سُودا

والعُكّة: مَسْك صغير شبيه بالنِّحي للسمن خاصةً. ويوصف السمين فيقال: كأنَّه عُكَّة.

ويقال للرَّجل إذا وجد عُرَواء الحمَّى: عُكَّ فهو مَعْكوك، والاسم العَكَّة.

وأيام العِكاك معتذِلاتُ سهَيلٍ، بالدال والذال جميعاً، ثلاثةَ عشرَ يوماً كأنَّه يَعْذِل بعضُها بعضاً من شدة الحرّ من أول ما يطلع. هكذا قال الأصمعي بالذال المعجمة، وقال غيره: معتدلات، بالدّال غيرَ مُعْجَمة، أي اعتدلن في الحرّ. منها سبعة قبل طلوع سُهيل، وستة بعده، وفيها طلوع العُذْرة.

 

كعع

ومن معكوسه: كَعَّ عن الشيء فهو يَكَعُّ كُعُوعاً، إذا ارتدَّ عنه هيبةً. ولا يقال كاعَ، وان كانت العامّة قد أولعت به. قال الشاعر:

تَكارَهَ أعداءُ العـشـيرة رُؤيتـي

 

وبالكَفِّ من لَمْس الخِشاش كُعوعُ

الخِشاش هاهنا: حية معروفة بهذا الاسم.

 

ع-ل-ل

عَلَّ يَعُلّ عَلًّا وعَلَلاً، إذا شرب شرباً بعد شرب. يقال: سقى إبله عَلَلَا ونَهَلًا، إذا سقاها سَقية بعد سَقية. والعَلُّ: أن تَعْرِض الإبل على الماء بعد السَّقية الأولى، فإن شهبت فهي عالَّة، وإن أبَتْ فهي قاصِبة. ومن أمثالهم: " سُمْتَني سَوْم العالَّة "، أي لم تبالغ في العرض عليّ.

والعَلَّة: الضَّرَّة، وبنو العَلّات: بنو الضرائر. قال الشاعر- هو أوس بن حجر:

وهم لمُـقِـلِّ الـمـال أولادُ عَـلّةٍ

 

وإن كان محضاً في العشيرة مُخْوِلا

والعِلَّة من المرض، والعِلَّة من الاعتلال؛ جاء بِعلَّة، وجمعها العِلَل.

والعَلّ: الضيئل الجسم، وإن كان كبير السن. وبذلك سُمِّي القراد عَلاًّ. قال الشاعر:

ظَلِلْت ثلاثاً لا نُراعُ من الـشَّـذا

 

ولو ظلَّ في أوصالها العَلًّ يرتقي

وقال بعض أهل اللغة: العَلُّ مثل الزِّير الذي يحب حديث النساء، ولا أدري ما صحّته.

وعلّ في معنى لَعلَّ، تنصب بها الأسماء وتُرفع الأخبار. وللعين واللام مواضع في الاعتلال تراها إن شاء اللّه.

 

لعع

ومن معكوسه: لَعَّ، أميت، وألحق بالرباعي، فقيل: لَعْلَع، وهو اسم موضع. وتَلَعْلَعَ من العطش، إذا اضطرب منه، وكذلك لَعْلَعَ لسانَه، إذا حَرّكه في فيه مثل النَّضْنَضَة، وستراه في بابه إن شاء اللّه. وقال أبو مالك: جارية لَعَّة: خفيفة الحركة مليحة، ولم يجىء بها غيره.

فأما اللُّعاع وما أشبهه فستراه في موضعه مع نظائره إن شاء اللهّ. قال الشاعر - ابن مقبل العجلاني:

كادَ اللّعَاعُ من الحَوذَانِ يسحطُها

 

ورِجرج بين لحيَيْها خَناطـيلُ

ع-م-م

العَمّ: أخو الأب، معروف. وعَمَمْتُ القومَ بالشيء أعُمُّهم عَمّاً، إذا سَوَّيْتَ بينهم. والعَمّ: الجَمْع الكثير. قال الراجز- هو لبيد:

يا عامرَ بن مالكٍ يا عَمّا

 

أفْنَيْتَ عَمًّا وأعَشْتَ عَمّا

فالعَمّ الأول أراد يا عَمّاه، والعَمّ الثاني أراد الجمع الكثير، أراد: أفنيتَ جمعاً وجبرتَ آخرين.

ورجل مُعَمّ مُخْول: كريم الأعمام والأخوال. والعامّة: خلاف الخاصة. وعامَّة الرجل: جثته وقامته. ونخل عُمّ: عِظام طِوال، الذَّكر أعَمُّ والأنثى عَمّاءُ. وقالوا: عَمِيم وعَمِيمة. وكل شيء كثر واجتمع فهو عَمِيم وعَمَم. وأنشد:

وإنّ عِراراً إن يكن غيرَ واضـحٍ

 

فإني أحِبُّ الجَوْنَ ذا المَنْكِبِ العَمَمْ

وفلان حسن العِمَّة، أي التعمُّم.

 

معع

ومن معكوسه: مَع، كلمة يُقرن بها الشيء إلى الشيء، ولها مواضع تراها إن شاء اللهّ تعالى.

 

ع-ن-ن

عَنَّ يَعِنُّ عَنًّاً وعُنُوناً، إذا اعترض. يقال: عنَّ لي الأمر، وقد عَنَّ هذا بفكري، أي اعترض.

والمِعَنُّ من الرجال: العَريض. ويقال: فلانة مِعَنَّة مِفَنَّة، إذا كانت تَعْتَنُّ في الأمور وتَفْتَنُّ. قال الراجز:

إنَّ لنـا لَـكَـنَّـهْ

 

معَنَّةً مِـفَـنَّـهْ

سِمْعَنَّةً نِظْـرَنَّـهْ

 

كالرِّيح حَوْلَ القُنَّهْ

إنْ لا تَرَهْ تَظُنَّهْ

وعَنَنْتُ الفرس وأعْنَنْتُه، إذا حبسته بعِنانه، فإن حبسته بمِقْوده فليس بمعَنٍّ.

وفَرَس مِعَنّ، إذا كان يعترض في جريه. والعُنَّة: خيمة تُتَّخذ من أغصان الشجر، وأكثر ما يُتَّخذ ذلك من الثُّمام لأنه أبرد ظِلًّا من غيره، والجمع: العُنَن. قال الشاعر:

ترى اللحمَ من ذابل قد ذَوَى

 

ورَطْبٍ يرفَّع فوق العُنَنْ

والعَنان: السَّحاب، وستراه في بابه إن شاء الله. والأعنان: النواحي في السماء.

والعَنَن: الاعتراض في الأمور. قال الشاعر- الحارث بن حلِّزة اليشكري:

عَنَناً باطلاً وظُلْماً كـمـا تُـع

 

تَرُ عن حَجْرَةِ الرَّبيض الظِّباءُ

ع-و-و

العوَة: الدُّبُر. ولها مواضع تراها في التكرير إن شاء اللهّ

ع-ه-ه

هعع

من معكوسه: هَعَ يَهَعّ، إذا قاءَ. ورجل هاع لاع، وهائع ولائع، إذا كان جَباناً. قال أبو قيس بن الأسْلَت الأوسي:

الحزمُ والقوّةُ خير من الإ

 

دهان والفَكَّة والـهـاع

وقال الأعشى:

مُلْمِع لاعَةَ الفؤاد إلى جَح

 

ش فلاهُ عنها فبِئسَ الفالي

ع-ي-ي

عَيَّ بالشيء عِيّاً، إذا لم يُطِقه. والعِيّ: ضد البلاغة. فأما من قرأ: " أفَعَيِّينا بالخَلْقِ الأوَّل " وإنما هو أفَعَيِينا، فأدغمت الياء في الياء فثقُلَتْ. وللعين والياء مواضع تراها في التكرير إن شاء الله.

 

حرف الغين

وما بعده

غ-ف-ف

الغُفة: القليل من القُوت الذي يُتماسك به. قال الشاعر- هو طُفيل الغَنَوي:

وكُنّا إذا ما اغتَفَّتِ الخيلُ غُفة

 

تَجَردَ طَلاّبُ التِّرات مطلَّبُ

أي هو طالب مطلوب. قال: وإنما سميت الفأرةُ غُفُّةً لأنها قُوت السنَّوْر، هكذا يقول بعض أهل اللغة. وأنشد هذا البيت عن يونس ولا أدري ما صحته:

يُدِيرُ النهارَ بحَشْـرٍ لـه

 

كما عالجَ الغُفَّةَ الخَيْطَلُ

النَّهار هاهنا: ولد الحُبارى. والخَيطل: السّنوْر. قال أبو بكر: وهذا البيت مما يُعايا به، يصف صبياً يدير نهاراً بحَشْرٍ في يده، وهو سهم خفيف أو عُصَيَّة صغيرة. والغُفَّة: الفأرة.

 

غ-ق-ق

غِقَّ القِدْرُ وما أشبهه يَغِقّ غَقاً وغَقيقاً، إذا غلى فسمعتَ صوته. وامرأة غَقّاقة: عيب مذموم، إذا سمعتَ لها صوتاً عند الجِماع. وسمعت غَق الماء وغَقِيقَه؛ إذا جرى فخرج من ضِيق إلى سعة أو من سعة إلى ضِيق. وغَقّ الغُداف: حكاية لغِلَظ صوته.

 

غ-ك-ك

أهملت الغين والكاف في الثنائي.

 

غ-ل-ل

غَل يَغُلُّ غَلّا، إذا خان. وكذلك فسَّره أبو عبيدة في قوله تعالى: وما كان لِنَبي أن يَغل " وأن يغلَّ، والغُلّ المعروف من حديد أو قد. والمثل السائر: " كالغُلِّ القمِل "، وذلك أنهم كانوا يَغُلُّون الأسيرَ بالقِدِّ فيجتمع القمل في غُلهَ فيشتدُ أذاه له. والغِلّ: الحقد. والغُلَّة والغليل: حرارة العطش. وربما سميت حرارة الحب أو الحزن غَليلاً أيضاً. والغَلَّة من غلة الدار وما أشبهها: عربيهّ صحيحة معروفة. قال الشاعر- هو زهير:

فتُغْلِلْ لكم ما لا تغل لأهلـهـا

 

قُرًى بالعراق من قفيزٍ ودرهم

وقال الراجز:

أقْبَلَ سَيْل جاء مِن أمر اللّهْ

 

يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلـهْ

يَحْرد: يَقْصِد. والغالة: ماء ينقطع من ماء البحر فيجتمع في موضعٍ من الساحل.

وأغللتُ في الإهاب، إذا سلخته وتركت فيه لحماً. وتقول العرب: من الكِباش ما يُغِلُّ، ومنها ما يَستشْمِذُ. فالمُغِلُّ: الذي يُدخل قضيبه تحت أَلْيَة النعجة فيَقْرعها؛ والمُستشمِذ: الذي لا يصل إليها حتى ترفع ألْيتها. وأغلَّ فلان إبله، إذا أساء سَقْيَها.

 

غ-م-م

الغَمّ: ضِدُّ الفَرَج. والغُمَّة: الغِطاء على القلب من الهمّ. والغُمَّة: الضَّيْقَة. يقال: اللهم آحْسِر عنّا هذه الغُمَّةَ، أي الضَّيْقَة. وغُمَّ الهلالُ، إذا غطّاه الغيم. وكل شيء غطَّيته فقد غَمَمْته. وبذلك سُمِّي الرُّطَب المَغْموم، وهو الذي يُجعل في جرَّةٍ وهو بُسْر، ثم يُغطّى حتى يُرْطِب. قال الهُذلي- هو أبو خِراش:

كأنَ الغلامَ الحنظليَّ أجـارَه

 

عماُنيّة قد غَمَّ مَفْرِقَها القَمْلُ

أي كَثر فيه. والغَمام من هذا اشتقاقه لأنه يُغطّي السماء، واللّه أعلم.

والغِمامة التي تُجعل على خَطْم البعير من ذلك. والغِمامة أيضاً: أن يشَدَّ على خَطْم الناقة السَّلُوب كساء وتُدْخَل في حَيائها دُرْجَة، وهى خِرَق تُلَفّ، فإذا أكْرَبَها ذلك حُلَّت الغَمامة عنها واستُخرجت الدّرْجَة، فطُلي ما كان عليها على حُوارٍ آخرَ ثمّ أدْني منها فتشَمُّه فَتْرأمُه. وكُراع الغَميم: موضع معروف.

ورجل أَغَمُّ وامرأة غَمّاء، إذا دنا قُصاصُ الشَّعَر من حاجبيه حتى يغطِّي الجبهة، وكذلك هو في القفا أيضاً. قال الشاعر - هو هُدْبَة بن خَشْرَم:

فلا تَنْكِحي إن فَرَّق الدَّهْرُ بيننا

 

أغَمَّ القَفا والوجهِ ليس بأنْزَعا

غ-ن-ن

غَنَّ الوادي وأغَنَّ، ولم يعرف الأصمعي إلّا أغَنَّ، إذا كَثُرَ شجرُه ودَغَلُه.

ويقال: وادٍ أغنًّ ومغِنّ أيضاً، وقرية غَنّاءُ، إذا كَثُرَ أهلُها. والغُنَّة: صوت يخرجِ من الخياشيم. والظِّباء غُنّ لأن في نزيبها غُنَّةً. والغنّة أيضاً: ما يعتري الغلامَ عند بلوغه، إذا غَلُظَ صوتُه.

أهملت الغين مع الواو والهاء

غ-ي-ي

الغَيُّ: ضِدُّ الرُّشْد.

 

حرف الفاء

وما بعده

ف-ق-ق

يقال: فَقَقْت الشيءَ، إذا فتحته. وفَقَقْتُ النخلةَ، إذا فَرَّجْت سَعَفَها لتصلَ إلى طَلْعها فتُلْقِحَها. ورجل فَقَاق، إذا كان كثيرَ الكلام قليلَ الغَناء. والفَقفقة: حكاية صوت. يقال: سمعتُ فَقفقة الماء، إذا سمعت تدارك قَطْرِه أو سيلانه. وتراها في المكرر.

 

قفف

ومن معكوسه: قَفَّ النَّبْتُ يَقِفُّ، إذا يَبِس. وكل ما يَبسَ فقد قفَّ. قال الراجز:

كأنَّ صوت خِلْفِها والخِلْفِ

 

كَشَةُ أفعى في يَبيس قف

وفي بعض أخبار معاوية أنه نزل بامرأة من كِنانة كلبِ فقالت له: أعيذك بالله يا أمير المؤمنين أن تنزل وادياً فتَدَعَ أولَه يَرف وآخرَه يَقِفُّ.

والقف: الغليظ المرتفع من الأرض، لا يبلغ أن يكون جبلاً. قال الشاعر:

وأخلَقَنا أن يدخل البيتَ بآسْـتِـهِ

 

إذا القُفُّ أبدى من مخارمه رَكْباً

قال أبو بكر: يصف في هذا البيت رجلًا رأى رَكْباً قد طلع من القُفّ، فزحف على آسته إلى خَلف، فدخل بيته لئلّا يُرى فيستضاف.

وجمع القُفّ: قِفاف. والقُفَّة: وعاء تتّخذه المرأة تجعل فيه غَزْلها وما أشبه ذلك؛ عربي معروف.

 

ف-ك-ك

فَك الإنسانِ والدّابَّة: معروف. والفَكَّة: الضَّعْف والوَهْن. قال الشاعر- وهو أبو قيس بن الأسْلَت:

الحزم والقوة خير من الإ

 

دهان والفَكَّة والـهـاع

الهاع: الجُبْن. وفَكَكْتُ يدَ الرجل وغيرَها أفُكُّها فَكّاً، إذا فتحتها عمّا فيها. وتقول: هَلُم فَكَاكَ رقبتِك، وكذلك فَكَاك الرَّهن. والفَكَة: كواكب مجتمعة قريبة من بنات نَعْش. وكل شيء أطلقته من رِباط أو إسار فقد فَكَكْتَه. وفسَّر أبو عبيدة في قوله جلَّ ثناؤه: " فَك رَقَبَةٍ "، أي إطلاقها من الرِّقِّ بالعَتْق. وأفَكَّت حِبالةُ الصّائد، أي انقطعت.

 

كفف

ومن معكوسه: الكفّ في اليد: معروفة. وكَفَفْتُ عن الشيء كَفّاً، إذا امتنعتَ عنه.

وكَفُّ الطائرِ أيضاً، لأنه يَكُفّ بها على ما أخذ. وكل شيء جمعته فقد كَفَفْته. ومنه حديث الحَسَن أن رجلًا كانت به جِراحة، فسأله كيف يتوضَّأ فقال: كُفَّهُ بخرقةٍ، أي اجعلها حوله. ومنه قول امرىء القيس:

كأنّ على لَبّاتِها جَمْرَ مُصْـطَـل

 

أصاب غَضًى جَزْلا وكُفَّ بأجذال

والأجذال: أصول الشجر. أي أحيط الجمرُ بأجذال من أجذال الشجر، لئلّا تَنْسِفَه الريحُ.

وكِفَّةُ الميزان والمنجنيق، بكسر الكاف، وكُفّةُ الثوب بضمِّها. وكل مستطيل كُفَّة، بضمّ الكاف، وكل مستديرٍ كِفَّة، بكسر الكاف.

 

ف-ل-ل

فَلَلْتُ السيف فَلّاً، إذا ثَلَمْتَ حده. وكل شيء رددْت حدّه أو ثَلَمْته فقد فَلَلْته.

والفَلّ: القوم المنهزمون. والفِلّ: الأرض القَفْر. قال الراجز:

قَطَعْتُ بالعِيس على كَلالِها

 

مجهولَها والغُفْلَ من أفلالِها

الغُفْل: ما لم يكن له عَلَم. وناقة غُفْل: إذا لم يكن عليها وَسْم.

 

لفف

ومن معكوسه: لَفَّ الشيءَ يَلُفُّه لَفّا، إذا خلطه وطواه. ومنه قولهم: لَفَفْتُ الكتيبةَ بالأخرى، إذا خَلْطَتَ بينهما في الحرب. قال الشاعر:

ولَكَمْ لَففْتُ كتيبةً بكـتـيبة

 

ولكَمْ كَمِي قد تركتُ معفرا

ومنه اللفيف في الناس، وهم المختلطون، لتداخل بعضهم في بعض.

ولفُّ القوم: جماعتهم. قال الشاعر:

سيكفيهمُ أوْداً ومن لَفَّ لِـفـهـا

 

فوارسُ من جَرْم بنِ رَبّانَ كالأسْدِ

ورجل ألَفُّ، وهو الضعيفُ الواهِنُ البَطْش. قال الشاعر:

رأيتُكما يا ابنَي عِياذ عـدُوْتـمـا

 

على مال ألوَى لا سَنِيدٍ ولا ألَف

ولا مالَ لي إلّا عِطاف ومـدْرَع

 

لكم طَرف منه حديد ولي طَرَفْ

سَنيد يعني دَعِيّ. قال أبو بكر: أراد هاهنا السيف، يقول: لكم ظُبَتُه التي أضربكم بها ولي قائمه الذي امسكه. ويقال: امرأة لَفّاءُ: غليظة الفخذين.

 

ف-م-م

الفم ناقص، وليس هذا موضعه، وستراه في بابه مشروحاً إن شاء اللّه.

 

ف-ن-ن

فَنّ من الفنون، أي ضرب من الضروب. وُيجمع فن أفنانَاً، ويقال: أفنون، والجمع أفانين.

 

ف-و-و

أهملت.

 

ف-ه-ه

رجل فَهُّ بَيِّنُ الفَهاهة، إذا كان عَيياً. ويقال: لقد فِهَهْتَ يا رجلُ تَفَهُّ فَهًّا وفَهاهةً.

 

هفف

ومن معكوسه: هَفَّتِ الريحُ تَهِفُّ هَفًّا وهَفيفاً، إذا سمعت صوت هبوبها.

وسحابة هِفة وهِفُّ: لا ماء فيها، وكذلك شُهْدَة هِف: لا عَسَلَ فيها. قال الراجز:

لا رَعْيَ إلا في يبيس قَفِّ

 

تحت سَماحيقَ وجِلْبٍ هِفِّ

وللفاء والهاء مواضع في التكرير تراها.

أهملت الفاء والياء

حرف القاف

وما بعده

ق-ك-ك

أهملت القاف والكاف في الوجوه كلها.

 

ق-ل-ل

القُلّ: القليل. ومن كلامهم: رماه اللهّ بالقُلِّ والذُّلِّ، أي بالقِلَّة والذِّلَّة.

والقُلَة: قلَة الجبل، وهي القطعة تستدير في أعلاه، وهي القُنَّة أيضاً.

فأما القُلَة التي يلعب بها الصِّبيان فناقصة تراها في موضعها إن شاء اللّه.

والقُلة التي جاءت في الحديث: "مِثْلُ قلال هَجَرَ" هي، زعموا، جِرار عِظام.

والقِلّ: الرِّعدة والانتفاض. يقال: أخذ فلاناً القِل، إذا أخذته رِعدة مِن فَزَعٍ أو زَمَعٍ. قال أبو بكرة ولما وَدّع عمر ابن الخطّاب رضي اللّه عنه زيد بن الخطّاب حين خرج إلى اليمامة قال له: ما هذا القِلّ الذي أراه بك?

ق-م-م

قَمَمْت البيتَ أقمًّه قَمًّا، إذا كَسَحْتَه. والمِقَمَّة: والقُمام والقُمامة: الكُساحة، والجمع القُمام. وقَمَتِ الشاةُ تَقُمُّ قَمًّا، إذا ارتمت من الأرض. والمِقَمَّة والمِرَمَّة بمعنى واحد: ما اقتَمَّت به من الأرض، وهو فم الشاة وما حولها.

والقِمَّة قِمَّة الرأس، وهي أعلاه، وقِمَّة كل شيء: أعلاه. وقِمَة النخلة: أعلاها. قال ذو الرًّمَّة:

ورَدْتُ اعتسافاً والثريّا كأنّـهـا

 

على قِمّة الرأس ابنُ ماءٍ محلِّقُ

وقَم الرجلُ ما على المائدة يَقُمُّه قمًا، إذا أكل ما عليها. وأقَم الفحلُ شَوْلَه إذا ضربها بأسْرٍها.

 

مقق

ومن معكوسه: مَقَقْتُ الشيء أمقه مَقّاً، إذا فتحته. وكذلك مَقْقْتُ الطَّلْعَةَ، إذا شَقَقْتَها للإبار. ورجل أمقُّ: طويل. وفرس أمقُّ: بعيدُ ما بين الفُرُوجِ. وأرض مَقّاءُ: بعيدة الأرجاء. وفي كلام بعضهم يصف فرساً: شقّاءُ مقّاءُ طويلة الأنْقاء.

 

ق-ن-ن

عبد قِن، إذا كان أبواه مملوكين. وقنَّة الجبل: مثل قُلَّته سَواء. قال الراجز:

سِمْعَنَّة نِظْـرَنَّـهْ

 

كالرِّيح حَوْلَ القُنَّهْ

وقال بعض أهل اللغة: عبد قِنّ، وعبيد قِنّ، الواحد والجمع فيه سواء. وقال قوم: عبيد أقنان، جمع قِنٍّ.

 

نقق

ومن معكوسه: نَقَّ الظليمُ والضِّفْدَع نقيقاً ونَقًّا. وتسمّى الضِّفدعة في بعض اللغات: النَقّاقة. والنِّقْنِق: الظَّليم بعينه، وستراه في بابه إن شاء اللهّ.

 

ق-و-و

قَوّ: موضع أو جبل.

 

ق-ه-ه

القَهُّ أميت فألحق بالرباعي فقيل: قهقه.

 

ق-ي-ي

القِيّ: القَفْر من الأرض. قال الراجز:

موصولة وَصْلاً بها الفُلِيّ

 

القِيُّ ثم القِيُّ ثم الـقِـيُّ

ك-ل-ل

كَلَّ السيفُ والشَّفرةُ كَلًّا وكُلُولاً. وكَلَّ الرَّجُلُ والدابَّةُ كَلالاً. وكَلَّ البصرُ كَلَّةً. وألقى فلان كَلَه على فلان، أي ثِقله. والكُلّ: كلمة يُجمع بها. والكِلَّة: معروفة عربية صحيحة. واختلفوا في تفسير الكَلالة فقال قوم: هي مَن تكلَّلَ نَسَبُه بنَسَبِك، كابن العَمّ ومن أشبهه، وقال آخرون: هم الإخوة للأم، وهو المستعمل اليوم.

 

لكك

ومن معكوسه: لكَكْتُ اللحمَ ألُكُّه لَكًّاً، إذا فصلته عن العظام. واللَّكّ واللَّكِيك: اللحم بعينه، إذا كان مكتنزاً. فأما اللًّكّ الذي يُصبغ به فليس بعربي. ولَك البعيرُ، إذا كان غليظَ اللحم مكتنزاً. ولهذا مواضع تراها في التكرير إن شاء اللّه.

 

ك-م-م

الكُمّ: الرّدْن، عربي صحيح. قال العَجاج:

وقد أُرَى واسعَ جَيْبِ الكُمِّ

والكُمَّة: معروفة. وكل ما غطيته فقد كَمَمْتَه. والنخل المُكَمَّم: الذي قد نضِدَت عذوقُه بعضُها على بعض

مكك

ومن معكوسه: مَكَّ الصبي ثديَ أمه، يَمُكُّه مَكًّا، إذا استقصى مَصَه. وكذلك كلُّ راضِعٍ. وذكر بعض أهل اللغة أن مَكَّة من هذا اشتقاقها لقلَّة الماء بها، لأنهم كانوا يَمْتَكّون الماءَ، أي يستخرجونه. وقال آخرون: سمَيت مَكَّةَ لأنها كانت تَمك مَن ظَلَمَ فيها، أي تَنْقُصُه وتُهْلِكه.

 

ك-ن-ن

كَنَنْتُ الشيءَ، إذا خَبَأْتَه وستَرْتَه، أكنُّه كَنُّا وكُنُوناً، فهو مَكْنون. وكل شيء سترت به شيئاً فهو كِنان له. وأنشد الأصمعي:

أينـا بـات لـيلةً

 

تحت غُصْنَين يُؤبَلُ

تحت عينٍ كِنانُـنـا

 

فَضْلُ برْدٍ مُهَلْهَلُ

العين: السحابة، أراد: تحت المطر. وأجاز أبو زيد كَنَنْتُ الشيءَ وأكْنَنْتُه بمعنى واحد. ولم يتكلّم فيه الأصمعي.

وقال بعض أهل اللغة: كَنَنْتُ الشيءَ: سَتَرْتُه، وأكْنَنْتُه في صدري. واحتجّوا بقوله جلّ وعزْ: " كأنَهُن بَيْض مَكْنون "، وبقوله: "ما تُكِن صُدُورُهُم ". وهذا من أكْنَنْتُ، والأول من كَنَنْت. والشيء مَكْنون، والحديث مُكَنّ. والكِنّ: الذَّرَى، يقال: أنا في كِنِّ فلان، أي في ذَراه. والكُنَّة: مِخْدَع أو رَف في البيت، والجمع كنَن.

وبنو كُنّة: بطن من العرب ينسبون إلى أمّهم. وكَنة الرجل: امرأة أخيه أو ابنه. قال الشاعر- هو فقيد ثقيف:

هي ما كَنَّتي وتَزْ

 

عُمُ أنّي لها حَمُو

قال أبو بكر: يقال: حَماها وحَموها وحَمْؤها.

 

ك-و-و

الكَوّ: جمع كوَة. والكَوة: معروفة عربية صحيحة. قال أبو بكر: الكَوّ للواحدة، ويُجمع كِوًى بالقصر، وأما كُوَّة فليس يُعرف. وللكاف والواو مواضع في التكرير.

 

ك-ه-ه

رجل كَهْكاه: ضعيف. وتكَهْكَهَ عن الشيء، إذا ضعف عنه.

ومن معكوسه: هَكَكْتُ الشيءَ أهُكُّه هَكًّا، إذا سحقته، فهو مَهْكوك وهَكِيك.

 

ك-ي-ي

الكَيّ: مصدر كَوَيْتُ الجرحَ وغيرَه أكويه كَيًّا. والمثل السّائر: " آخرُ الدّاءِ الكَيُّ ". وكان بعض أهل اللغة يردّ هذا ويقول: إنما هو: " آخرُ الدواءِ الكَيُ ".

ومن أمثالهم: " مِن أبعدِ أدوائها تكوى الإبل ".

 

حرف اللام

وما بعده

ل-م-م

لَمَمْت الشيء ألُمُّه لَمّا، إذا جمعته.

فأما اللُّمَة، وهي الجماعة من الناس، فهو ناقص وستراه في بابه إن شاء اللّه.

واللّمَة: الشعَر، إذا جاوز شحمةَ الأذنين، فهي لمة والجمع لِمَم ولمَام، فإذا بَلَغَتِ المَنْكِبين فهي جُمَّة. وقالوا: لَم به وألمِّ به بمعنى. ودفع ذلك الأصمعي ولم يُجز إلا ألَمَّ به إلماماً فهو مُلِمّ. وكان يُنشد:

وزيد مَيِّت كَمَدَ الحُبارى

 

إذا غابت قريبةُ أو مُلِمُّ

قال أبو بكر: تقول العرب إن الحُبارَى يتأخّر إلقاؤها لريشها بعد إلقاء الطَّير، فإذا نبت ريشُ الطّير بقيتْ بعده فتكمَد، فربما رامت النهوض مع الطير فلم تقدر فماتت كَمَداً. يقال: ماتَ كَمَدَ الحُبارَى، لأن الحُبارَى يتساقط ريشها. يقول: فزيد هذا إذا رحلت قريبة، وهي امرأة، يموت كَمَداً أو يُلِمُّ بالموت.

 

ملل

ومن معكوسه: مَلِلْتُ الشيءَ أمَلُّه مَلالاً ومَلالةً وملّه مَلَلاً، إذا سئمه.

ومَلَل: موضع معروف. ومثل من أمثالهم: أدلَّ فأمَلَّ. ومَلَلْتُ الخبزةَ أمُلُّها مَلّا، إذا دفنتها في الجمر. بعينه المَلة. والمِلة: النِّحلة التي ينتحِلها الإنسان من الدِّين. ووجدَ فُلان ملَةً ومُلالاً، وهو عُرَواء الحُمَّى. وللميم واللام مواضع في التكرير.

 

ل-ن-ن

أهملت اللام والنون إلّا في قولهم: لن يفعل. ولهذا باب تراه إن شاء اللّه.

 

ل-و-و

لو: حرف يُتمنَّى به، وليس هذا موضعه شددت وأعربت. قال الشاعر:

ليت شِعري وأين منِّيَ لَيْت

 

إنَّ لَـوّاً وإنّ لَـيتـــاً.

ل-ه-ه

هلل

من معكوسه: هَلَّ الهِلالُ وأهل هَلاً وإهلالاً، ودفع الأصمعي هَل وقال: لا يقال إلا أهَلُّ. وأهْلَلْنا نحن، إذا رأينا الهِلال. وأجاز أبو زيد هَلَّ الهِلالُ وأهَلَّ.

وثوب هَلّ، إذا كان رقيقاً. وامرأة هِلّ، إذا تفضَّلَتْ في ثوب واحد في بيتها. وقال الشاعر:

أناة تَزِين الميتَ إمّا تلبَّـسَـتْ

 

وإن قَعَدَتْ هِلاّ فأحْسِنْ بها هِلّا

وهَلَّ السحاب، إذا أمطر. وأهَلَّ للجَمْع. وللام والهاء مواضع في التكرير والاعتلال.

 

ل-ي-ي

لَويت الشيءَ ألْوِيه لَيًّا. وهذه الياء واو قُلبت ياءً. ولَويت غريمي لَيًّا ولَيّاناً، إذا مَطلْتَه. وقد رُوي في الحديث: " لَيْ الواجدِ ظُلم ". قال الشاعرْ- هو ذو الرّمة:

تُطِيلِينَ لَيّانـي وأنـتِ مَـلـية

 

وأحسنُ يا ذاتَ الوشاح التِّقاضيا

وألوَى بهم الدّهرُ، إذا ذهب بهم.

 

يلل

ومن معكوسه: يَلِلَ الرجلُ يَيْلَلُ يلَلاً ويَلًّا. ورجل أيَلُّ وامرأة يَلّاء، وهو القصير الأسنان، وهو شبيه بالكسس. قال الشاعر- وهو لبيد بن ربيعة:

رَقَميّات عليها نـاهـض

 

تُكْلِحُ الأرْوَقَ منهم والأيَلّ

حرف الميم

وما بعده

م-ن-ن

مَنَّ يَمُنُّ مَناً، إذا اعتقد منةً. ومنَ عليه بيد أسداها إليه، إذا قرَّعه بها. والمَنّ في التنزيل، زعم أبو عبيدة أنه كالطَّلّ يسقّط على الشجر فيجتنونه حلواً، واللّه أعلم.

والمَنِين: الغبار الدقيق. قال الحارث بن حِلِّزة:

فترى خَلْفَهُن من سرعة الرج

 

ع مَنينـاً كـأنّـه أهْـبـاءُ

الرَّجْع: رَجْع قوائمها.

وكل ضعيف مَنِين، وهو في معنى مَمْنون، وهو الذي ذهبت مُنّته. وقيل: حبل منِين، إذا أخلق. ورجل ضعيفُ المُنةِ، إذا كان ضعيف البِنْية والقوَّة.

ومَنَّة: اسم من أسماء النساء عربي. قال: وأما تسميتهم الأنثى من القرود مَنّةً فمولَد. ومَن ومِن: كلمتان وليس هذا موضعهما. فأما المَنا الذي يوزن به فناقص تراه في بابه إن شاء اللهّ. وذكروا أن قوماً من العرب يقولون: مَن ومَنّان، وليس بالمأخوذ به.

ومن معكوسه: نَم يَنُمّ نَمَّا ونَميمةً. ورجل نَمّام، وهو القتّات. ورجل نَمّ أيضاً.

وسمعت نَمةَ الشيء ونَميمتَه، إذا سمعت حِسَّه. والنملة الصغيرة في بعض اللغات تسمَّى النِّمَّة.

أهملت الميم مع الواو، وكذلك سبيلها مع الهاء. فأما مَهْ في معنى النهي فستراه في نظائره إن شاء الله.

 

همم

ومن معكوسه: هَم بالشيء يَهُمُّ هَماً، إذا عزم عليه أو حَدث به نفسَه. وكذلك فسره أبو عُبيدة واللّه أعلم. وهَمَّه الحزنُ والمرضُ، إذا أذابَه. وهو من قولهم: هَمَمْتُ الشَّحمةَ في النار، إذا أذبْتَها، فما خرج منها فهو الهامُوم. قال الراجز- هو العجّاج:

وانْهَمَّ هامومُ السديفِ الواري

 

عن جَرَزٍ منه وجَوْزٍ عاري

وأنشد:

بِيض ثلاث كنِعاجٍ جُـمِّ

 

تَبْسِمُ عن كالبَرَد المُنْهَمِّ

تحت عرانِين أنوفٍ شُمَ

ومن ذلك قولهم للشيخ همّ، كأنَّهم أرادوا نحولَه من الكبر. وأهمَّني الشيءُ يُهِمني، إذا أحزنني، فأنا مُهَمّ والشيء مهِم. ويقال لما ذاب من البَرَد: الهُمام، وستراه في بابه إن شاء اللّه.

فأما الهِمَّة التي يجيلها الإنسان في خلده وهو اتساع هَمِّه وبُعْدُ موقعه فمن هذا اشتقاقها، إن شاء اللّه.

 

م-ي-ي

مَي: اسم قد تُكلّم به. وقال قوم: مَي ترخيم ميّةَ. واشتقاق هذا الاسم مشروح في كتاب الاشتقاق.

 

يمم

ومن معكوسه: اليَمّ، فسروه في التنزيل: البحر. وزعم قوم أنها لغة سريانية، واللّه أعلم. واليمَّة: موضع معروف.

 

حرف النون

وما بعده

ن-و-و

النَّوْء مهموز وغير مهموز: واحد الأنواء. وإنما يستحقّ هذا الاسمَ إذا ناء من المشرق وانحطَّ رَقيبُه في المغرب، فهو حينئذٍ نَوْء، والأصل الهمزة.

 

ونن

ومن معكوسه: الوَنُّ، وهو العود أو المِعْزَفة، فارسي معرَّب قد تكلَّمت به العرب.

 

ن-ه-ه

هنن

من معكوسه: الهَنَّة والهَنّانة، وهي شحمة في باطن العين تحت المُقلة. ويقولون: ما بالبعير هانَّة، أي ما به طِرْق. وهَن كلمة يخاطِبون بها، وستراه في بابه إن شاء اللّه.

 

ن-ي-ي

النَّيّ: الشَّحْم، غير مهموز. والنِّيء: اللحم الذي لم يُطبخ، مهموز. والنِّية: الموضع الذي ينويه الإنسان، ولهذا باب تراه فيه إن شاء اللّه.

 

حرف الواو

وما بعده

و-ه-ه

هوو

من معكوسه: الهَوّ: الهِمَّة، يُهمز ولا يُهمز. قال الراجز- هو يزيد بن معاوية:

وظاهِرِ الإرسالَ وآكْتُبْ بالقَلَمْ

 

إلى ابن حرب لا تَجِده كالبَرَمْ

لا عاجزَ الهوِّ ولا جَعْدَ القدَم

قال أبو بكر: العربُ تَعيب بكَزازة القدم.

فأما قولهم: هاءَ الرجلُ بنفسه إلى المعالي، فستراها مفسَّرة في الهمز إن شاء الله.

 

و-ي-ي

أهملت إلّا في قولهم: وَيْ عند التعجّب أو النهي.

 

حرف الهاء

وما بعده

ه-ي-ي

أهملت إلاّ في قولهم: هَيّ بنُ بَي، كلمة تقال لمن لا يُعرف. ومثله هَيّان بن بَيّان. ويقال: ما هَيّانكَ، أي شأنُك.

انقضت أبواب الثنائي الصحيح المدغم والحمد لله ربّ العالمين.

 

أبواب الثنائي الملحق ببناء الرباعي المكرر

ب-ت-ب-ت

أهملت.

ب-ث-ب-ث بَثْبَثْتُ الترابَ ونحوه، إذا استثرته، بَثْبَثَةً.

 

ب-ج-ب-ج

البَجْبَجَة من قولهم: بَدَن بَجْباج، وهو الممتلىء شحماً. قال الراجز:

بَجباجة في بدْنِها البَجباج

جبجب

ومن معكوسه: الجَبْجَبَة، وقالوا الجُبْجُبَة، وهي إهالة تذاب وتُحقن في كَرِشٍ. قال الشاعر:

أفي أنْ سَرَى كليب فبيَّت مَذْقَةً

 

وجُبْجُبَةً للوَطْب ليلى تُطَلَّـقُ

الوَطْبُ هاهنا: اسم رجل.

وجُبْجب: ماء معروف. قال الراجز:

يا دارَ سلمى بجنوبِ يَتْرِبِ

 

بجُبْجُبٍ وعن يمينِ جُبْجُبِ

يَتْرِب: موضع قريب من اليمامة. وكان أبو عبيدة يُنشد "بيَتْرَب ":

وَعَدْتَ وكان الخُلْفُ منك سَجِيَّةً

 

مواعيدَ عُرقوبٍ أخاه بيَتْـربِ

ويقول: يثرب خطأ. قال أبو بكر: اختلفوا في عُرْقُوب، فقال قوم: هو من الأوس. وقال قوم: هو من العماليق. فمن قال إنه من الأوس قال " بيثرب "، ومن قال إنه من العماليق قال " بيترب "، لأن بلاد العماليق كانت باليمامة إلى وَبار، مما قرب منها، ويَترب هناك، وقد كانت العماليق أيضاً بالمدينة.

 

ب-ح-ب-ح

بَحْبَحَ الرَّجُلُ وتبَحْبَحَ، إذا اتَسع. والبَحْبَحَة: الاتساع. ومنه قولهم: بُحْبُوحَة الدار، أي ساحتها، ولفلان دار يتَبَحْبَح فيها.

 

حبحب

ومن معكوسه: الحَبْحَبَة والحَبْحَب، وهو جري الماء قليلاً قليلاً.

ورجل حَبْحاب: قصير متداخل العظام، وبه سُمِّي الرجل حَبْحاباً.

والحَبْحَبيّ من الإبل: الضئيل الجسم. قال الشاعر:

فصدقَ ما أقول بحَـبْـحَـبـي

 

كَفَرْخ الصَّعْوِ في العام الجَديبِ

واختلفوا في نار الحُباحِب، فقال ابن الكلبي: كان أبو حباجب رجلًا من مُحاربِ خصَفَة، وكان بخيلاً، وكان لا يوقد ناره إلا بالحطب الشَّخْتِ لئلّا يُرى ضوءُها. وقال قوم: بل الحباحِب ذُباب يطير بالليل في أذنابه كشرار النار. وكذا فسّر الأصمعي بيت النابغة الذبياني:

تَقُدُ السَّلُوقي المُضاعَفَ نَسْجه

 

وتوقد بالصفّاح نارَ الحُباحِبِ

وهذا من الإفراط؛ أراد أن السيف يَقدًّ الدّرْعَ حتى يصلَ إلى الأرض فيوقد النار.

 

ب-خ-ب-خ

بَخْبَخْ: كلمة تُستعمل عند الفخر.

والبَخْبَخة: حكاية الفحل الهائج. قال الراجز:

ما زال منا مُقْرَم بَـذّاخُ

 

يَصْعَقُهم هديرُه البَخْباخ

عند التلاقي لهمُ فناخوا

خبخب

ومن معكوسه: الخَبْخبَة؛ يقال: تَخَبْخَبَ بَدَنُ الرجل وغيرِهِ، إذا سَمِنَ ثم هُزِل حتى يسترخيَ جِلْده.

 

ب-د-ب-د

بدبد: موضع.

 

دبدب

ومن معكوسه: الدبْدَبَة: حكاية صوت، عربي صحيح. وأنشد عن أبي زيد:

نحن شهدْنا ليلةَ السّاهـورِ

 

دَبْدَبةَ الخيل على الجسورِ

وكل صوت أشبه وقعَ الحوافر على الأرض الصلبة فهو دَبْدَبَة.

 

ب-ذ-ب-ذ

ذبذب

من معكوسه: الذَّبْذَبَة، وهي الاضطراب. قال الشاعر- هو النابغة الذبياني:

وذلك أنّ اللهّ أعطاكَ سُورةً

 

ترى كل مَلْكٍ دونها يتذبذب

وقال الراجزْ:

لو أبصَرَتْني والنّعاسُ غالبي

 

خلفَ الركاب نائساً ذَباذبي

إذاً لقالت ليس ذا بصاحبي

أنشدَناه أبو حاتم عن أبي زيد.

وفي الحديث: "من كُفِيَ شَرَّ لَقْلَقه وقَبْقَبه وذَبْذَبه فقد وُقِيَ ". اللَّقْلَق: اللِسان، والقَبْقَب: البطن والذَّبْذَب: الفَرْج.

 

ب-ر-ب-ر

البَرْبَرة: كثرة الكلام. وبه سُمِّي هذا الجيل البَرْبَرَ، كان إفْرِيقِسُ أبو يَلْمَقَة التي تسمَى بِلْقيس افتتحها فقال: ما أكثر بَرْبَرَتَهم فسمُّوا بذلك. وأقام بالبربر بطنان من حِمْيَر: صِنْهاجة وكُتامة، فهم على نسبهم، زعموا، إلى اليوم. وبإفْرِيقِسَ سُمِّيت إفْريقيّة.

 

ربرب

ومن معكوسه: الربْرَبَ، وهو القطيع من الظِّباء. وقال الراجز:

قُلْ لأمير المؤمنين الواهبِ

 

أوانساً كالربْرَبِ الرَّبائبِ

ب-ز-ب-ز

البَزْبَزَة: كثيرة الحركة والاضطراب. وفي الحديث عن الأعشى أنه تعرَّى بإزاء بيت قوم وسمَى فرْجَه البَزْباز ورجز بهم فقال:

وَيْهاً خثَيْمُ حَرِّكِ البَزْبازا

 

إنَّ لنا مَجالساً كِنـازاً

والبُزابِز: الرَّجُلُ الخفيف الجسم والحركة.

 

ب-س-ب-س

البَسْبَس والسَّبْسَب: الفَضاء القَفر الواسع، يُجمع بَسابِس وسباسِب. والمثل السائر: " تُرَّهاتُ البَسابِس ". وكان الأصمعي يقول: واحد التًرَّهات: تُرَهة، وهي الطرُق الصِّغار تنشعب عن الطريق الأعظم ثم تعود إليه. والبَسْباس: شجر معروف أو فُوه من أفوأه الطِّيب.

 

ب-ش-ب-ش

أهملت إلّا ما لا يؤخذ به من البَشْبَشَة، وليس له أصل في كلامهم.

 

ب-ص-ب-ص

البَصْبَصَة من قولهم: بَصْبَصَ الكلبُ أو الفحل، إذا حرك ذَنَبَه خوفاً أو أنْساً. قال الراجز:

بَصْبَصْنَ بالأذناب إذ حُدِينا

وخْمس بَصْباص: بعيد. والبَصْبَصَة أيضاً: نَظَرُ جِرْوِ الكلبِ قبل أن تنفتح عينُه، وهي الصَّأصَأة أيضاً. يقال: صَأْصَأ الجِرو، مثل بَصْبَصَ، سَواء. وكان عبدُ الله بن جَحْش هاجر إلى الحبشة ثم تنصّر فكان يمرّ بالمسلمين فيقول: فَقَّحْنا وصَأْصَأْتُم، أي أبصرنا وأنتم تلتمسون البَصَرَ. وتراه في بابه مشروحاً إن شاء اللهّ. والبَصْبَصَة: تحريكُ الظِّباء أذنابها. قال الشاعر- هو أبو دُواد:

ولقد ذَعَرْتُ بناتِ عَـمِّ

 

المُرشِقاتِ لها بَصابِصْ

وإنما أراد بقر الوحش فلم يستقم له الشَعر فجعلها بنات عَمّ الظباء.

 

صبصب

ومن معكوسه: بعير صَبصب وصُباصِب، إذا كان غليظاً شديداً. قال الراجز:

أعيَسُ مَضْبور القَرا صُباصِبُ

وخِمْس صَبصاب. قال رؤبة:

من غَوْل مَخْشي المهاوي صَبْصابْ

ب-ض-ب-ض

ضبضب

من معكوسه: رجل ضُباضب: جَلْد شديد، وربما استعمل ذلك في البعير. وقال رؤبة في صفة الأسد:

ضُباضِب ذو لبَدٍ وأصْلابْ

ب-ط-ب-ط

طبطب

استُعمل من معكوسه: الطبْطَبَة، وهو صوت تلاطم السيل. قال الراجز:

كأنَّ صوتَ الماءِ في أمعائها

 

طَبْطَبَةُ المِيثِ إلى جِوائهـا

المِيث جمع مَيثْاء.

 

ب-ظ-ب-ظ

ظبظب

استُعمل من معكوسه: الظَّبْظاب، وهو من قولهم رجل ليس به ظَبْظاب، أي ليس به داء. وسألت أبا حاتم عن الظّبْظاب فلم يعرف فيه حجة جاهليةً إلا أنّه قال: فيه بيت لبشّار وليس بحجَّة، وأنشد:

بنَيَتي ليس بها ظَبْظاب

وقال بعد ذلك: هو صحيح؛ وأنشدني لرؤبة:

كأن بي سِلّا وما بي ظَبظـابْ

 

بي والبِلى أنْكَر تِيكَ الأوصابْ

ب-ع-ب-ع

البَعْبَعة: تتابع الكلام في عجلة.

 

عبعب

ومن معكوسه: العَبْعَب، وهو كِساء غليظ كثير الغَزْل. قال الراجز:

تَخَلُّجَ المجنونِ جَر العَبْعَبا

والعَبْعَب: صنم معروف كانت تعبده قُضاعة ومَن داناها. ويقال في الصنم: الغَبْغَب، بالغين معجمةً. وسمعت أبا حاتم يقول: سمعت الأصمعي يقول: شابّ عَبعب: ممتلىء الشباب. وقال مرة أخرى: العَبْعَب: نعمة الشباب.

وعُبابُ كل شيء: أوله. وجاء بنو فلان يعب عُبابُهم، أي جاءوا بكثرتهم. قالت دَخْتَنوس بنت لَقِيط بن زُرارة:

فلو شَهِدَ الزيدانِ زيدُ بنُ مالكٍ

 

وزيدُ مَناةٍ حين عب عُبابُهـا

أي بأجمعها وكثرتها.

 

ب-غ-ب-غ

البَغْبَغ، وتصغيرها بُغَيْبِغ، هكذا يُتكلَّم بها، وهي الركيّ القريبة المنْزع. قال الراجز:

يا رُبَّ ماءٍ لكَ بالأجبال

 

بُغَيْبِغ يُنْزَعُ بالعِقـال

وقال الآخر:

قد وردتْ بُغَيْبِغاً لا تُنزَفُ

 

كأنَّ من أثباج بحرٍ تُغْرَفُ

غبغب

والغَبْغَب: صنم كانت تعبده قُضاعة في الجاهلية؛ بالعين والغين جميعاً.

والغَبْغَب والغَبَب واحد: غَبَبُ الثورِ وغَبْغَبُه.

 

ب-ف-ب-ف

أهملت.

 

ب-ق-ب-ق

البَقْبَقَة: كثرة الكلام. ويقال: رجل بَقْباق وبَقَاق، مخفف.

قال الراجز:

وقد أقود بالدوى الـمـزمَّـل

 

أخْرَسَ في السَّفْر بَقَاقَ المَنْزِل

الدَّوَى: الرجلُ الثقيل الوَخِم. والمزمَل: المتلهِّف. أخرس في السفر من كسله، بَقَاق في المَحَلَ من غير غَناء. ويقال: سمعت بَقْبَقَة الماء، إذا سمعت حركته.

وبَقْبَقَتِ القدْرُ، إذا غَلَتْ.

 

قبقب

ومن معكوسه: القَبْقَبَة، وهو صوت هدير الفحل. وقال قوم: بل القبقبة اضطراب لَحْيَيْه إذا هَدرَ، وهو فحل قَبْقاب. قال زهير:

يُبَرْبِرُ حين تدنو من بعيدٍ

 

إليه وهو قَبْقاب قطارُ

فُعال من القَطْر. وأنشدَنا أبو حاتم لجارية من العرب تخاطب أباها:

يا أبـتـا ويا أَبَـهْ

 

حسنْتُ إلا الرقَـبَةْ

فَحَسِّنَنْـهـا يا أبـهْ

 

كيما تجيءَ الخطَبَهْ

بإبـل مُـقَـربَـهْ

 

للفحل فيها قَبْقَبَـهْ

والقِبْقِب: ضرب من صدف البحر فيه لحم يؤكل. وفَرج قَبْقاب، إذا كان واسعاً.

ويقال: العامُ، وعام قابِل، وقُباقِب للعام الثالث، ومُقَبْقَب للرابع.

 

ب-ك-ب-ك

البَكْبَكَة: الازدحام؛ تَبَكْبَكَ القومُ على الشيء، إذا ازدحموا عليه. وجَمْع بَكْباك: كثير. ورجل بَكْباك: غليظ.

 

كبكب

ومن معكوسه: الكَبْكَبَة؛ كَبْكَبْت الشيءَ، إذا ألقيت بعضه على بعض. قال حسّان:

يناديهم رسولُ الـلـه لـمـا

 

طرحناهم كَباكِبَ في القَلِيبِ

والكبْكُبَة: الجماعة من الناس تحمل في الحرب. وكَبْكَب: جبل معروف، وقالوا: ثَنِيَّة. وأنشد للأعشى:

وتُدفَنُ منه الصّالحات وإن يسِىء

 

يَكن ما أساءَ النارَ في رأس كَبْكَبا

قال أبو حاتم: يدلّ على أنها ثنية أنه لم يصرفها.

ونَعَم كباب وكُباكب، أي كثير.

 

ب-ل-ب-ل

البَلْبَلَة: الحركة والاضطراب، تَبَلْبَلَ القوم بَلْبَلَةً وبَلْبالاً وبِلْبالاً. والبَلْبَلَة أيضاً: ما يَجده الإنسان في قلبه من حركة حزن وهو البِلْبال أيضاً. والبُلْبُل: الرجل الخفيف فيما أخذ فيه مِن عمل أو غيره. قال الشاعر:

سيدرِكُ ما تحوي الحِمارةُ وابنُها

 

قَلائصُ رَسْلات وشُعْث بَلابلُ

الحِمارة هاهنا: اسم حَرة. والبُلْبُل: لحم صدفة؛ لغة يمانية، وهو القِبقِب واللُّعاع أيضاً. وهذا الطائر الذي يُسَمّى البُلْبُل شُبِّه بالرجل الخفيف، والعرب تسمّيه الكُعَيْت.

 

لبلب

ومن معكوسه: اللَبْلَبَة، حكاية صوت التيس عند السِّفاد، وربما قيل ذلك للظبي أيضاً.

 

ب-م-ب-م

لم تجتمع الباء والميم مكرّرة في كلمة إلاّ في يَبَمْبَم، وهو جبل أو موضع.

 

ب-ن-ب-ن

نبنب

من معكوسه: النَّبْنَبَةُ، من قولهم: نَب التَّيْسُ يَنِبُّ نَبِيباً ونَبْنَبَةً، وهو صوته إذا نزا.

 

ب-و-ب-و

فلان من بُؤْبُؤِ صِدْقٍ، أي من أصل صِدق، يُهمز، ولا يهمز والهمز الأصل. وستراه في باب الهمز.

 

ب-ه-ب-ه

البَهْبَهَة: حكاية هدير الفحل؛ بَهْبَهَ يُبَهْبِهُ بَهْبَهةً.

 

هبهب

ومن معكوسه: الهَبْهَبَة، وهي السرعة والخفَّة. يقال: جمل هَبْهَبِيّ، إذا كان كذلك. قال الراجز:

كم قد وصَلْنا هَوْجَلاً بهَوْجَل

 

بالهَبْهَبيّاتِ العتاق الـدُّبَّـل

أهملت الباء والياء في التكرير

حرف التاء

وما بعده

ت-ث-ت-ث

أهملت وكذلك حالها مع الجيم في المكرَّر.

 

ت-ح-ت-ح

التَّحْتَحَة: الحركة؛ ما يَتَتَحْتَحُ من مكانه، أي ما يتحرّك؛ ومن معكوسه: الحَتْحَتَة، وهي السرعة؛ بعير حَتّ وحَتْحَت، إذا كان سريعاً.

وربما قالوا: تَحَتْحَتَ ورقُ الشَّجر، بمعنى تَحاتَّ.

 

ت-خ-ت-خ

التَخْتَخَة: اللُّكْنَة؛ رجل تَخْتاخ وتَخْتَخاني، وهو اللَّخْلَخانيّ، إلاّ أن اللَخْلَخاني الحَضَري المُتَجَهْوِر المتشبهُ بالأعراب في كلامه.

 

ت-د-ت-د

أهملت وكذلك حالها مع الذال أيضاً.

 

ت-ر-ت-ر

التَّرْتَرَة: الحركة الشديدة، وجاء في الحديث في الرجل الذي يُظَن أنه شرب الخمر: تَرْتِروه ومَزْمِزوه "، أي حرَكوه لتَسْتَنْكِهوه.

 

ت-ز-ت-ز

أهملت في التكرير، مع الزاي والسين والشين والصاد والضاد والطاء والظاء.

 

ت-ع-ت-ع

التَّعْتَعَة: الحركة العنيفة أيضاً، يقال: تَعْتَعَهُ، إذا عَنُفَ به. ويستعمل التَّعْتَعَة في غير هذا؛ يقال: تكلَّم فما تَتَعْتَعَ، أي لم يَعْيَ في كلامه.

 

عتعت

ومن معكوسه: العُتْعُت، وهو الرجل الطويل التامّ. وقال قوم: بل الطويل المضطرب. قال الراجز:

لمّا رَأته مُؤدَنَاَ عِظْـيَرّا

 

قالت أريدُ العُتْعُتَ الذِّفِرّا

المُؤدَن: الناقص الخَلْق. والعِظْيَرّ: القصير المتقارب الأعضاء. وقد تقدم القول في العُتْعُت. والذِّفِرّ: الشابّ الجَلْد.

 

ت-غ-ت-غ

 

لتَغْتَغَة: رُتَّة في اللسان وثقَل، يقال: تَغْتَغَ في كلامه، إذا رَدده ولم يُبيِّنه.

 

ت-ف-ت-ف

أهملت في التكرير.

 

ت-ق-ت-ق

التقتقة: الانحدار من جبل أو من علو على غير طريق فكأنه يهوي على وجهه. يقال: تَتَقْتَقَ من الجبل، إذا انحدر منه كذلك.

 

ت-ك-ت-ك

كتكت

استُعمل من معكوسه: الكَتْكَتَة، وهو تقارب الخَطْو في سرعة، مَرَّ يَتَكَتْكَت، إذا فعل ذلك.

 

ت-ل-ت-ل

التَلْتَلَة: الحركة، مَر فلان يُتَلْتِلُ فلاناً، إذا عَنفَ بسَوْقه. وقال الأصمعي: ويلقَى الرجلُ الرجلَ فيقول: كيف كنت في هذه التَّلاتل، أي في الشدائد.

 

ت-م-ت-م

التَمْتَمَة أن تثْقل التاءُ على المتكلم؛ رجل تَّمْتام، إذ كان كذلك.

 

ت-ن-ت-ن

أهملت في التكرير.

 

ت-و-ت-و

أهملت.

 

ت-ه-ت-ه

هتهت

استُعمل من معكوسها: الهَتْهَتَة، وهو الوطء الشديد أو الكثير؛ هَتْهَتَهُ، إذا وَطِئه.

 

ت-ي-ت-ي

أهملت.

 

حرف الثاء

وما بعده في المكرر

ث-ج-ث-ج

تَثَجْثَجَ الماءُ، إذا سال.

 

جثجث

ومن معكوسه: الجَثْجَث؛ تَجَثْجَثَ الشَعَرُ، إذا كثر نَبْتُه. والجَثْجاث: ضرب من النبت. قال الشاعر- وهو كُثَيِّر:

فما رَوْضة بالحَزْن طَيِّبَةُ الثَّـرى

 

يَمُجُّ الندَى جَثْجاثُها وعَـرارُهـا

بأطيبَ من أردان عَزةَ مَوْهِـنـاً

 

وقد أوقِدَتْ بالمَنْدَل الرَّطْب نارُها

ويروى: حِنزابُها وعَرارها.

 

ث-ح-ث-ح

حثحث

من معكوسه: الحَثْحَثَة، وهي الحركة المتداركة، حَثْحَثْتُ المِيل في العين، إذا حرَّكته فيها. والرجل الحُثْحُوث: الداعي بسرعة وانزعاج. قال الشاعر:

نَحُل البقاعَ الحُوَ لم تُرْعَ قَبْـلَـنـا

 

لنا الصّارخُ الحُثْحوث والنعَمُ الكدْرُ

ث-خ-ث-خ

أهملت الثاء مع الخاء والدال والذال في التكرير.

 

ث-ر-ث-ر

ثَرْثَرْتُ الشيءَ من يدي، إذا بَذَرْتَه. والثَّرثار: نهر أو واد معروف.

ورجل ثَرْثار، أي كثير الكلام. وفي الحديث: " إنّ أبْغَضَكم إليّ الثَّرثارون المُتَفَيْهِقُون ".

 

ث-ز-ث-ز

أهملت، وكذلك حالها مع السين والشين والصاد والضاد.

 

ث-ط-ث-ط

طثطث

استُعمل من معكوسه: الطَّثْطَثَة، طَثْطَثْتُ الشيءَ، إذا طرحته من يدك قذفاً مثل الكرة وما أشبهها.

 

ث-ظ-ث-ظ

أهملت.

 

ث-ع-ث-ع

الثَّعْثَعَة: حكاية صوت القالِس، يقال: تَثَعْثَعَ بقَيْئه وثَعْثَعَ قَيْئُه، كل ذلك يقال. وقال قوم: بل الثعْثَعَة متابعة القيء.

 

عثعث

ومن معكوسه: العَثْعَث، وهو الرَّمل السهل ينعقد ويتداخل عثعث بعضه في بعض. وكثيب عَثعَث: متعقَد. وبه سُمِّي الرجل عثعثاً. وبنو عَثْعَث: بُطَيْن من خَثْعَمَ.

قال الراجز- وهو رؤبة- في العَثْعَث:

أقْفَرَتِ الوَعْساءُ والعَثاعثُ

 

من أهلِها والبُرقُ البَرارثُ

ث-غ-ث-غ

الثغْثَغَة: الكلام الذي لا نظامَ به. قال الراجز هو رؤبة:

ولا بِقِيل الكَذِبِ المُثَغْثغ

ث-ف-ث-ف

أهملت.

 

ث-ق-ث-ق

قثقث

استُعمل من معكوسه: القَثْقَثَة؛ قَثْقثْتُ الوَتدَ، إذا أرغْتَه لتنزعه. وكذلك كل شيء فعلتَ به ذلك فقد قَثْقَثْتَه.

 

ث-ك-ث-ك

كثكث

استُعمل من معكوسه: الكَثْكَث: التراب؛ يقال: بِفِيهِ الكَثْكَث. قال أبو بكر: لم أسمع الكِثْكِث بكسر الكاف.

 

ث-ل-ث-ل

الثلْثَلَة، ثَلْثلْتُ الترابَ المجتمعَ، إذا حركته بيدكَ أو كسرته من أحد جوانبه.

 

لثلث

ومن معكوسه: اللَّثْلَثَة، وهو الضَعْف؛ يقال: رجل لَثْلاث. ولَثْلَثَ كلامَه، إذا لم يبيِّنه.

 

ث-م-ث-م

تَثَمْثَمَ الرجلُ عن الشيء، إذا توقَف عنه. وتكلَّم فما تَثَمْثَمَ ولا تلعثمَ بمعنى. قال الراجز:

ولا أجِيلُ كَلِماً أثَمْـثِـمُـهْ

 

أعكِسُه طوراً وطوراً أثْلِمُهْ

ومن معكوسه: المَثْمَثَة، وهو الرشْحُ من زِق أو نِحْي. يقال: تَمَثْمَثَ السقاءُ ومَثْمَثَ، إذا رَشَحَ.

 

ث-ن-ث-ن

نثنث

من معكوسه: النثْنَثَة، وهي مثل ألمَثْمَثَة، سواء.

 

ث-و-ث-و

من معكوسه: الوَثْوَثَة، وهي الضَّعف والعَجْز. قال الراجز:

 

ليس بوَثْواثِ العزيم عاجِزِ

 

ولا بنوّام العَشِيِّ كـارِزِ

كارز: متقبض.

 

ث-ه-ث-ه

هثهث

استُعمل من معكوسه: الهثْهَثَة، وهو اختلاط الأصوات، واختلافها في الحرب وغيرها. قال الراجز:

فهَثْهَثوا فكَثُرَ الهَثْهاثُ

ث-ي-ث-ي

أهملت.

 

حرف الجيم

وما بعده

ج-ح-ج-ح

رجل جَحْجَح وجَحْجاح، وهو السيّد. قال الراجز:

نحن قَتَلْنا المَلِكَ الجَحْجاحا

 

ولم ندَع لسارحٍ مُراحـا

حجحج

ومن معكوسه: الحَجْحَجَة، يقال: تَحَجْحَجَ القومُ بالمكان، إذا أقاموا فيه. وقال قوم: بل الحَجْحَجَة التوقف عن الشيء والارتداع عنه. قال الراجز:

حتى رأى رائيهمُ فحَجْحَجا

 

بحيثُ كان الواديان شَرَجا

أي ترَادَ.

والحَجْحَجَة: مواربتُك الأمرَ وكتمانُه. وقال قوم: حَجْحَجَ: صاح.

 

ج-خ-ج-خ

الجَخْجَخَة: صوت جري الماء وتكسيره.

 

خجخج

ومن معكوسه: الخَجْخَجَة: كلمة يكنى بها عن النّكَاح.

 

ج-د-ج-د

الجَدْجَد: الأرض الصلبة. قال الشاعر:

يجني بأوظفةٍ شدادٍ أسْرُهـا

 

صُمِّ السَّنابكِ لا تَقي بالجَدْجَدِ

والجُدْجُد: حَنَش من أحناش الأرض أو من حشراتها، وهو الذي يسمَّى الصّرْصُر، يقرض الأسْقِية. قال الشاعر:

فآحْفَظْ حَمِيتَك لا أبا لك وآحْذَرَنْ

 

لا تَحْرِبنَّكَ فـأرة أو جُـدْجُـد

دجدج

ومن معكوسه: الدَّجْدَجَة؛ تَدَجْدَجَ الليلُ، إذا أظلم. قال الراجز:

حتى إذا ما ليلُه تَدَجْـدَجـا

 

وانجابَ لونُ الأفُقِ اليَرَنْدَجا

ج-ذ-ج-ذ

أهملت في التكرير، ولها مواضع في المعتلّ تراها إن شاء اللّه.

 

ج-ر-ج-ر

جَرْجَرَ الفحلُ يُجرجِر جرجرةً، إذا تضوَّر وتشكَى. قال الراجز:

جَرْجَرَ لمّا عَضَّه الكَلُّب

وفحل جُراجِر: كثير الجَرْجَرَة.

والجرْجار: نبت تأكله الدوابّ. قال الشاعر- هو النابغة الذبياني:

يتحلَّب اليَعضيد من أشداقهـا

 

صُفْر مَناخرُها من الجَرجارِ

والجُرْجُور: القطعة من الإبل العظيمة. قال النابغة:

الواهب المائةَ الجُرْجُورَ زَيَّنها

 

سَعْدانُ تُوضِحَ في أوبارها اللِّبَدِ

هكذا رواه الأصمعي.

والجِرْجِير، وهو الأيْهُقان: نبت معروف. وجَرْجَرَ الرجلُ الشرابَ في جوفه، إذا جَرِعَه جرعاً متدارِكاً حتى تسمع صوتَ جَرْعه. وفي الحديث: "من شرب في آنية الذهب والفضة فكأنما يجَرْجِرُ في جوفه نارَ جهنَّمَ ". والجَراجر: الحُلُوق. قالت ليلى الأخْيَليّة:

وكانت كذات البَوِّ تضربُ دونَه

 

سِباعاً وقد ألقيْنَه في الجَراجر

ِوُيروى: في الحناجر.

 

رجرج

ومن معكوسه: كتيبة رَجْراجَة، إذا كانت تَرَجْرَجُ من كثرة أهلها. وامرأة رَجْراجَة، إذا كان بَدَنُها يترجرج من نعمتها. قال الشاعر:

رَجْراجَةُ البُدْن مِلء الدِّرْع خَرْعَبَة

 

كأنَّها رَشَأ ظـمـآنُ مـذعـورُ

والرِّجْرِجَة: ما بقي في حوض الإبل من الماء الذي تُسْئره فيَخْثُر. قال الراجزْ:

فأسْأرَتْ في الحوض حِضْجاً حاضِجا

 

تتركه أنـفـاسُـهـا رَجـارِجـا

ج-ز-ج-ز

الجَزْجَزَة: خُصلة من صوف تعلق بالهودج يزيَّن بها والجمع جَزاجِز. قال الراجز:

كالقَرِّ ناسَتْ حولَه الجَزاجِزُ

ج-س-ج-س

سجسج

من معكوسه: السجْسَج، وهي أرض ليست بالسهلة ولا الصلبة. قال الشاعر- هو الحارث بن حِلِّزة:

أنَّى اهتَدَيتِ وكنتِ غيرَ رَجِيلَةٍ

 

والقومُ قد قطعوا مِتانَ السَّجْسَج

وفي الحديث: " نهار أهل الجنّة سَجْسَج، لا حَرّ ولا قرّ، وقالوا: لا ظلمة ولا شمس.

 

ج-ش-ج-ش

الجَشْجَشَة: استخراجك ما في البئر من تراب وغيره، جَشَشت البئرَ وجَشْجَشْتها، إذا نقَّيتها.

 

ج-ص-ج-ص

أهملت وكذلك حالها مع الضاد والطاء والظاء.

 

ج-ع-ج-ع

الجَعْجَعَة: النزول على غير طمأنينة، نزلنا بجَعْجَاع من الأرض، أي بغِلَظٍ لا يُطمأنُّ عليه. قال الشاعر- هو أبو قيس ابن الأسْلت:

من يَذق الحَرْبَ يَجِدْ طعمَها

 

مرّاً وتتركْه بجَـعْـجـاع

وكتب ابن زياد إلى ابن سعد: "جَعْجِعْ بالحُسين"، أي أزْعِجْه.

والجَعْجَعَة أيضاً: صوت متدارِك فيه غِلَظ كصوت الرَّحَى. ومن أمثالهم: " أسْمَعُ جَعْجَعَةً ولا أرى طِحْناً ".

 

عجعج

ومن معكوسه: العَجْعَجَة؛ يقال: عَجْعَجَ البعيرُ، إذا ضُرب فرغا، أو حمل عليه حمل ثقيل.

وسُمِّي العَجّاج بقوله:

حتى يَعِجَّ ثَخَناً مَن عَجْعَـجـا

 

ويوديَ المُودي وينجو من نَجا

وقال آخر:

أعيَسُ إن عَجْعجْنَ لم يُعَجْعِج

ومن هذا قولهم: نهر عَجّاج، يُسمع لمائه عَجْعَجَة.

 

ج-غ-ج-غ

أهملت في الوجوه.

 

ج-ف-ج-ف

الجَفْجَف: الغليظ من الأرض. قال الراجز:

كم وصلتْ من جَفْجَفٍ بجفْجَفِ

 

وصَفْصَفٍ تطويه بعد صَفْصَفِ

ويقال: تَجَفْجَفَ الثوب، بمعنى جَفّ. وكذلك الشيء الذي لم يَستحكم جُفوفه فهو متجفجِف. وسمعت جَفْجَفَة الموكب، إذا سمعت هزيزَه وحفيفَه من السير.

 

فجفج

ومن معكوسه: فَجْفج وفُجافِج، وهو الكثير الكلام المتشبِّع بما ليس عنده. قال الراجز:

حيث ترى الكُنابِثَ الفُجافِجا

 

يَلْغَطُ أحياناً وحيناً نابِـجـا

ج-ق-ج-ق

أهملت في المكرَّر، وكذلك حالها مع الكاف.

 

ج-ل-ج-ل

جَلْجَلْت الشيء، إذا حركته بيدك. وكل شيء خلطتَ بعضَه ببعض قد جَلْجَلْتَه. قال الشاعر- هو أوس بن حَجَر:

فجَلْجَلَها طَورين ثم أمَـرهـا

 

كما أمضيتْ مَخشوبة لم تُقَرَّم

يعني القِداح. لم تُقَرَّم: لم تُعَضَّ، يقال: قَرَمَه، إذا عَضَّه بمقدَم فيه.

والجُلْجُل: معروف.ودارةُ جُلْجُل: موضع. وجُلاجِل: موضع. قال الراجز:

فقلتَ أثل زال من جُلاجل

 

أو حائش من سحُقٍ حوامل

لجلج

ومن معكوسه: لَجْلَجَ الرجلُ لَجْلَجَةً، إذا لم يُبِنْ كلامَه. ورجل لَجْلاج، إذا كان كذلك أيضاً. قال الشاعر:

ألم تَرَ أنَّ الحقَ تَلْقاه أبلَـجـا

 

وأنَّكَ تَلْقى باطلَ القول لَجْلَجا

ويقال: لَجْلَج اللقمةَ في فيه، إذا أدارها ولم يُسِغْها. قال الشاعر- هو زهير:

يُلجلج مُضْغَةً فيهـا أنـيض

 

أصَلَّتْ فهي تحت الكَشْح داءُ

ج-م-ج-م

جَمْجَمَ في صده شيئاً، إذا أخفاه ولم يبْده. والجُمْجُمَة: جمجمة الرأس، وهي مستقَر الدَماغ. وجَماجم العرب: القبائل التي تجمع البطون، فيُنسب إليها دونهم، نحو كلب بن وَبَرَة، إذا قلت: كَلْبِيّ، استغنيتَ أن تنسب إلى شيء من بطونه، وكذلك ما أشبهه.

 

مجمج

ومن معكوسه: المَجْمَجَة؛ مَجْمَجَتُ الكتابَ، إذا ضربت عليه بالقلم أو غيره ة كتاب مُمَجْمج.

 

ج-ن-ج-ن

الجَنْجَن، والجمع جَناجن، وهي عظام الصدر. ويقال: جِنْجِن، بالكسر، وهو الأغلب. قال كُثَير:

رأت رجلاً أوسَ السِّفارُ بجسمه

 

فلم يَبْقَ إلا مَنْطِق وجنـاجـنُ

وأحسب أنّ أبا مالك قال: وأحد الجَناجن جُنْجون. وهذا شيء لا يُعرف.

 

نجنج

ومن معكوسه: النجْنَجَة. وهو المنع عن الشيء. يقال: نَجنَجْتُ الرجلَ عن الأمر، إذا دفعته عنه. قال:

فنَجْنَجَها عن ماء حلْيَةَ بـعـدمـا

 

بدا حاجبُ الإصباح أو كاد يُشْرِقُ

ج-و-ج-و

الجُؤْجُؤ، يُهمز ولا يُهمز، ويجمع جآجئ، وهو الصدر.

 

ج-ه-ج-ه

جَهْجَهْتُ بالسبع، وهَجْهَجْت به، إذا زجرته. قال الراجز- هو رؤبة:

جهجهْتُ فآرْتَد ارتداد الأكْمَهِ

وقال الشاعر- هو مالك بن الريب:

جَردْت سيفي فمـا أدري إذا لِـبَـدٍ

 

يغْشَى المُهَجْهِج حَدَ السيفِ أم رَجُلا

ويوم جهجوه: يوم لبني تميم معروف. والهَجْهاج: اسم رجل. والجَهْجاه: اسم رجل أيضاً.

 

هجهج

ومن معكَوسه: ظَليم هَجْهاج، كثير الصياح.

 

ج-ي-ج-ي

أهملت.

 

حرف الحاء

وما بعده في المكرر

ح-خ-ح-خ

أهملت في الوجوه.

 

ح-د-ح-د

دحدح

من معكوسه: رجل دَحْداح ودَحْدَح، وهو القصير. قولهم: دِحنْدِح، فستراه في بابه مفسراً إن شاء اللهّ.

 

ح-ذ-ح-ذ

خمس حَذْحاذ، إذا كان بعيداً صعب المطلب. وحُذاحِذ مثله.

 

ذحذح

ومن معكوسه: الذحْذَحَة، ذَحْذَحَتِ الريحُ الترابَ، إذا سفته.

 

ح-ر-ح- ر

رحرح

استُعمل من معكوسه: إناء رَحْرح ورَحْراح، إذا كان واسعاً قصير الجدار. ورَحْرَحانُ: موضع.

 

ح-ز-ح-ز

وَجَدَ في صدره حَزْحَزَة، وهو الألم من خوف أو حزن. قال الشاعر- هو الشّماخ:

وصدَّتْ صدوداً عنِ شريعة عَثلب

 

ولابْني عِياذٍ في القلوب حَزاحزُ

زحزح

ومن معكوسه: ما تزحزح من مكانه، إذا لم يَزُل.

 

ح-س-ح-س

حَسْحَسْتُ اللحم على الجمر، إذا قَلَّبْتَه عليه. ورَجل حَسْحاس: خفيف الحركة، وبه سمّي الرجل حَسْحاساً.

 

سحسح

ومن معكوسه: السَّحْسَح؛ مطر سَحْسَح وسَحْساح، وهو الشديد الذي يَقْشِرُ وجهَ الأرض. وقالوا: أرض سحْسَح، يريدون الواسعة، ولا أدري ما صحته.

 

ح-ش-ح-ش

الحَشْحشة: الحركة ودخول القوم بعضهم في بعض.

 

شحشح

ومن معكوسه: رجل شَحْشَح وشَحْشاح، إذا كان مُقدِماً. وأنشدوا لرجل من قُضاعة:

إني إذا ما مُسِـيَ الأرواحُ

 

واستبسلَ المُدَجَّجُ الشَحْشاح

أقدْمُ حيث تُقْصَفُ الرِّماح

مَسَيْت الشيء، إذا سَلَلْته.

 

ح-ص-ح-ص

حَصحَص الشيء، إذا وَضَحَ وظهر. ومنه قوله تعالى: "الآنَ حَصْحَصَ الحَق ". وقالوا: وِرْد حَصْحاص، إذا كان بعيداً. والحَصْحاص: موضع معروف. وقالوا: بِفِيه الحِصْحِصُ، يعنون التراب، كما قالوا: الأثْلَب والكَثكَث. ويقال: حصحص البعيرُ بصدره الأرضَ، إذا فحص الحصى بحِرانه حتى يلين ما تحته.

 

صحصح

ومن معكوسه: الصَّحْصَح والصَّحْصاح والصَحْصَحان، وهو الفضاء الواسع. قال الراجز:

كأنَّنا فوقَ الفضاء الصَّحْصَح

 

نرمي المَوامي بنجوم لُمَح

قال أبو بكر: الموامي جمع مَوْماة، وهي القفر من الأرض. وشَبه الإبل بالنجوم لبياضها. وقال الآخر:

وكم قطعنا من قِفَافٍ حُمْس

 

غُبْرِ الرِّعانِ ورمال دُهْس

وصحْصَحانٍ قُذفٍ كَالتُّرس

 

يَقْذِفُنا بالقَرْس بعد القَرْس

وقال لبيد:

تركتُه لـلـقَـدَرِ الـمُـتـاح

 

مجدَلاً بالصَفْصَفِ الصَحْصاح

ح-ض-ح-ض

الحُضْحُض: ضرب من النبت، عن أبي مالك، ولم يجىء به غيره.

 

ضحضح

ومن معكوسه: الضَّحْضَح والضَّحْضاح والضّحاضح الماء المترقرِقُ على وجه الأرض. قال الراجز:

يَجري بها الآلُ كمتن الضَّحْضَح

 

حين يَسِيح في سواء الأبْطَـح

ح-ط-ح-ط

الحَطْحَطَةُ: السرعة؛ حَطْحَطَ في مشيه "، إذا أسرعَ. وكل شيء أخذتَ فيه من عمل أو مشي فأسرعتَ فيه فقد حَطْحَطْتَ. والحَطَاط، واحدها حَطَاطة، وهو بَثْر صِغار أبيضُ يظهر في الوجوه. ومن ذلك قولهم للشيء إذا استصغروه: حَطَاطة.

وقال أبو حاتم: هو عربي مستعمل.

 

طحطح

واستُعمل من معكوسه: الطحْطَحَة؛ طَحْطَحَ الشيءَ، إذا أهلكه وأتلفه. ومنه طَحْطَحَ مالَه، إذا فرقه.

 

ح-ظ-ح-ظ

أهملت في التكرير، وكذلك حالها مع العين والغين.

 

ح-ف-ح-ف

الحَفْحَفَة: حفيف جناحي الطير. ويقال: سمعت حفحفةَ الضَّبع وخفخفتَها، بالحاء والخاء، أي صوتها.

 

فحفح

ومن معكوسه: الفَحْفَحَة، وهو تردد الصوت في الحلق، شبيه بالبُحَة. ويقال: فحفح النائم، إذا نفخ في نومه، بالحاء والخاء.

 

ح-ق-ح-ق

الحَقْحَقَة: شدة السير وإتعاب الدابة. وفي الحديث: "خيرُ الأمور أوساطُها وشَرُّ السيرِ الحقْحَقَةُ ". ويقال: سير حَقحاق، أي شديد؛ وخِمس حَقحاق، زعموا.

 

قحقح

ومن معكوسه: القُحْقُح، وهو عظم العُصْعُص الذي يسمى عَجْب الذنَب.

 

ح-ك-ح-ك

كحكح

من معكوسه: الكُحْكُح؛ ناقة كُحْكُح، إذا هَرِمَتْ فتحاتتْ أسنانُها.

 

ح-ل-ح-ل

حَلْحَل: اسم موضع. وحَلْحَلَة: اسم رجل. ومَلِك حُلاحِل: رَكين رزين.

وما تَحَلْحَلَ فلان عن مجلسه، إذا لم يتحرَّك. قال الشاعر:

فآرفع بكفِّكَ إن أردتَ بنـاءنـا

 

ثَهْلانُ ذو الهَضَباتِ هل يَتَحَلْحَلُ

لحلح

ومن معكوسه: خبزة لَحْلَحَة، أي يابسة. قال الراجز:

حتى اتَّقَتْنا بقُرَيص لَحْلَح

 

ومَذْقةٍ كقُرْب كَبْش أملَح

القُرْب: الخَصْر.

 

ح-م-ح-م

حَمْحَمَ الفَرَسُ حَمْحَمَةً، إذا رَدّدَ الصوتَ ولم يَصْهَل كالمُتنحنِح. وأسْوَدُ حِمْحِم: شديد السواد، وحُماحِم أيضاً. والحمَحِم: طائر. والحِمْحِم: نبت.

 

محمح

ومن معكوسه: المَحْمَح؛ رجل مَحْمَح، قالوا: خفيف نَزِق، وقالوا: ضَيِّق بخيل. وقد قيل: هذا رجل مَحْماح، يوصف به البخيل. والمَحّاح: الكذّاب، زعموا.

 

ح-ن-ح-ن

نحنح

من معكوسه: النَّحْنَحَة، عربية صحيحة. أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال: خُوطِرَ رجل من الأعراب أن يشرب علبة لبن حليب ولا يتنحنح، فلمّا شرب بعضها جهده فقال: كَبْش أمْلَحُّ، وشدَّد الحاء، فقالوا: تَنَحْنَحْتَ. فقال: من تَنَحْنَحْ فلا أفلَحْ.

 

ح-و-ح-و

وحوح

استُعمل من معكوسه: الوَحْوَحَة؛ يقال: وَحْوَحَ الرجلُ من وحوح البرد، إذا ردّد نَفَسَه في حلقه حتى يُسمع له صوت. ويقال للمرأة إذا طُلِّقَتْ: تركتُها تَوَحْوحُ بين القوابل. وِذكر قوم أن الوَحْوَح ضرب من الطير، ولا أدري ما صحته.

 

ح-ه-ح-ه

أهملت في الوجوه إلا أن تكون في كلمتين مثل حَهْ حَهْ وما أقل ما تجيء!

ح-ي-ح-ي

أهملت.

 

حرف الخاء

وما بعده

خ-د-خ- د

الخدْخُد والدُّخْدُخِ: دوَيْبَّة.

 

دخدخ

ومن معكوسه: تدَخْدَخَ الرجلُ، إذا تقبض؛ وهي لغة مرغوب عنها. ورجل دُخْدُخ ودُخادِخ، إذا كان قصيراً ضخماً.

فأما الدّخْدُخ والدُّخدُوخ فكلمة لهم، إذا أرادوا أن يقذَعوا الرجلَ أو يَرُدوا كلامه في فيه قالوا له: دُخْدُوخْ، أي اسكت.

 

خ-ذ-خ-ذ

أهملت في التكرير.

 

خ-ر-خ-ر

الخرْخَرَة: تردد النفَس في الصدر، وكذلك صوت جري الماء في مَضيق.

 

رخرخ

ومن معكوسه. الرَّخْرَخَة؛ طين رَخْرَخ، إذا كان رقيقاً، وكذلك العجين.

 

خ-ز-خ-ز

رجل خُزْخُز وخُزَخِز وخُزاخز، وهو الغليظ الكثير العَضَل. قال الراجز:

قد قَرَنوني بمِصَك ذي جَـرَزْ

 

ضخم الكراديس جُلالٍ خزَخِزْ

زخزخ

ومن معكوسه: الزخْزَخَة: كناية عن النكاح، زخها وزخْزَخَها.

 

خ-س-خ-س

أهملت في التكرير.

 

خ-ش-خ-ش

الخَشْخَشَة: الدخول في الشيء، تَخَشْخَشَ في الشجَر، إذا دخل فيه حتى يغيب.

والخَشْخَشَة: حكاية صوت الشيء اليابس، إذا حَكَّ بعضُه بعضاً. قال الراجز:

عَنَشْنَش تعدو به عَنَشْنَشَـهْ

 

للدِّرع فوق مَنْكِبيه خَشْخَشَه

وأحسب أن اشتقاق اسم خَشْخاش من الدخول في الشيء. قال أبو بكر: خَشْخاش بن جَنَاب من بني العَنْبَر، وقد رَوى عن النبي، صلّى اللّه عليه وسلم، هو وأبوه.

فأما الخَشْخاش وهو الحب المعروف فذكر الخليلُ أنه عربي صحيح. والخَشْخاش: الخفيف السريع؛ يقال: سمعت خَشْخَشَةَ الحصى والخَرَز في الحُقَّة، إذا حركتها.

 

خ-ص-خ-ص

أهملت في التكرير.

 

خ-ض-خ-ض

الخضْخَضة: صوت الماء القليل فيِ الإناء إذا حركتَه. والخَضْخاض: " القَطران أو شيء يشبهه تُهنأ به الإبل. والخَضْخَضَة المنهي عنها في الحديث، وهو أن يُوشِيَ الرجل ذَكرَه حتى يمني أو يَمذيَ. ومكان خَضْخاض: كثير الماء والشجر. قال الشاعر- حاجِز بن عَوْف، وهو أحد الرِّجليين ممن كان يغزو على رجليه، جاهلي:

خضاخِضَة بخَضيع السيو

 

ل قد بلغ الماء حِذْفارَها

خ-ط-خ-ط

طخطخ

من معكوسه: الطَّخْطَخَة؛ طَخطَخَ الليل بَصَرَه، إذا منعه من النظر. قال الشاعر- هو ذو الرمة:

أغباشَ ليل تِمام كان طارِقَـه

 

تَطَخطُخُ الغيم حتى ماله جُوب

خ-ظ-خ-ظ

أهملت.

 

خ-ع-خ-ع

أهملت إلاّ في قولهم: خعْخع: ضرب من النبت، وليس بثبت.

 

خ-غ-خ-غ

أهملت.

 

خ-ف-خ-ف

الخَفْخَفَة: صوت الضَبع. يقال: سمعت خفخفةَ الضّبُع وحفحفتَها أيضاً.

 

خ-ق-خ-ق

أهملت في التكرير، وكذلك حال الخاء والكاف.

 

خ-ل-خ-ل

خَلْخَلت العظام، إذا أخذت ما عليها من اللحم. والخَلْخال المعروف من الحلِيّ.

والخَلْخال: الرّمل الذيَ فيه خشونة. قال الراجز:

من ساهِكاتٍ دُقَقٍ وخَلْخالْ

قال أبو بكر: وروى الكوفيون: وجَلْجالْ. وقد قيل في الخْلخال الذي من الحُلِيّ: خَلْخال وخَلْخَل. قال الراجز:

بَرّاقةُ الجِيد صَمُوتُ الخَلْخل

لخلخ

ومن معكوسه: اللخْلَخة، وهي ضرب من الطِّيب: عربي معروف. ورجل لَخْلَخانيّ، إذا كانت فيه لُكْنَة ويتشبّه بالأعراب.

 

خ-م-خ-م

الخَمْخَمَة: أن يتكلَّم الرجلُ كأنه مخنون تكبُّراً. وبه سُمِّي الخَمخام، رجل من بني سَدوس. والخِمْخِم: ضرب من النبت له حَبّ يؤكل.

 

مخمخ

ومن معكوسه: المَخْمَخَة؛ مَخْمَخْتُ ما في العظم وتَمَخمَخْتُه، إذا استخرجته.

 

خ-ن-خ-ن

الخَنْخَنَة شبيه بالخَمْخَمة، إلا أنها تخرج من الخياشيم.

 

نخنخ

ومن معكوسه: تَنَخْنَخَ البعيرُ، إذا بَرَكَ ثم مكَّن لثفِناته من الأرض.

 

خ-و-خ-و

وخوخ

استُعمل من معكوسه: الوَخْوَخَة، وهي استرخاء اللحم والجلد، رجل وخواخ: رِخو اللحم. وكذلك تمر وَخواخ: رِخو اللِّحاء. وكل مسترخ وَخْواخ. قال الراجز:

ليث إذا طاخَ آمْرُؤ نـفـاخ

 

صدق إذا ما كذب الوَخْواخ

خ-ه-خ-ه

أهملت.

 

خ-ي-خ-ي

أهملت.

 

حرف الدال وما بعده

أهملت الدال والذال في الوجوه.

 

د-ر-د-ر

الدرْدُر: مراكز سُنوخ الأسنان. ومثل من أمثالهم: "أعْيَيْتِني بأشُرٍ فكيف بدُرْدرٍ" ؛ والمخاطَبة بهذا أنثى، أي أعييتِني صغيرة بأشر أسنانكِ، وهو التحزز الذي يكون في أطرافها، وإنما ذلك للشباب، فكيف بدُردر، أي فكيف بكِ وقد عَضِضْتِ على درْدُرِكِ. والدَرْدَرَة: حكاية صوت الماء في بطون الأودية وغيرها إذا تدافع فسمعت له صوتاً.

 

د-ز-د-ز

أهملت الدال مع الزاي في الوجوه، وكذلك حالها مع السين والشين في التكرير.

 

د-ص-د-ص

أهملت ولها مواضع في المعتلّ تراها إن شاء اللّه، وكذلك حالها مع الضاد والطاء والظاء.

 

د-ع-د-ع

دَعْدَعتُ الإناءَ دَعْدَعةً، إذا ملأته. قال الشاعر:

فدَعْدَعا سُرة الرَّكاءِ كمـا

 

دَعْدَع ساقي الأعاجم الغَرَبا

الرَّكاء، مفتوح الأول: وادٍ معروف. والغَرَب هاهنا: إناء من فضة أو خشب. قال:

إذا انكَب أزهَرُ بين السُّقاةِ

 

تَرامَوْا به غَرَباً أو نُضارا

وقال آخر:

نحن بنو أمَ البنينَ الأربـعَـهْ

 

المطعمون الجَفْنَةَ المُدَعْدَعَهْ

أي الملأى. ودَعْ دَعْ: كلمة تقال للعاثر في معنى اسْلَمْ. قال الحادرة:

ومَطِيَّةٍ كَلَّفْتُ رَحْل مَطِـيَّةٍ

 

حَرَجٍ يَتِمّ من العِثار بدَعْدَع

عدعد

ومن معكوسه: العَدْعَدَة، وهي السُّرعة في مشي أو غيره، عَدْعَدَ في عمله، إذا أسرع فيه.

 

د-غ-د-غ

الدَغْدَغة مستعملة وأحسبها عربية، وهي شبيهة بالقرص بأطراف الأصابع.

 

د-ف-د-ف

فدفد

من معكوسه: الفَدْفَد، وهي الأرض الغليظة المرتفعة ذات الحصى فلا تزال الشمس تَبْرُقُ فيها، فلذلك خصوا بالتشبيه بها الرجال في الحرب إذا برقت بينهم السيوفُ.

 

د-ق-د-ق

الدَّقدقَة: العدو الشديد؛ دَقْدق الرجل، إذا رَكِب رأسَه في عَدوه كأنه يَهوي. قال الراجز:

دَقْدَقَةَ البِرْذونِ في أخرى الجلب

د-ك-د-ك

الدَّكْدك والدِّكْدِك: أرض فيها غلَظ وانبساط. وكذلك الدَكداك والجمع الدَّكادك. ومنه اشتقاق ناقة دَكّاءُ، إذا كانت مفترِشةَ السنام في ظهرها أو مَجْبوبةً. وقال أبو عثمان: سمعت الأخفش يقول: اشتقاق الدُّكّان من هذا.

 

د-ل-د-ل

الدُّلْدُل، زعم قوم أنه الشَيْهَم، وهو هذا القُنْفُذ الطَّويلُ الشوكِ، العظيمُ. وكانت بغلة النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، تُسمَى الدُّلْدلَ.

والدلدلة: تحريك الرجل رأسه وأعضاءه في المشي. والدلدلة: تحريك الشيء المنوط. وقال أبو حاتم: والدَلْدَلَة والنَّوْدَلَة واحد. يقال: مَرَّ يُدَلْدِلُ ويُنَوْدِلُ، إذا مرَّ يضطرب في مشيه.

 

د-م-د-م

الدَّمْدَمَة: الاستئصال، وهكذا فسَّره أبو عبيدة في التنزيل، والله أعلم

د-ن-د-ن

الدِّنْدِن: حطام اليَبيس. قال الشاعر- هو حَسّان:

والمالُ يَغْشَى رجالاً لا خَلاقَ لهم

 

كالسيل يَغْشَى أصولَ الدِّنْدِنِ البالي

قال أبو بكر: العُشب إذا جَفَّ في أوَّل سنة فهو اليَبيس والقَفيف، فإذا حالَ عليه الحولُ في السنة الثانية فهو الدَّرِين، فإذا حالَ عليه الحولُ الثالث وفَسَدَ فهو دنْدِن.

والدَّنْدَنَة نحو الهَيْنَمَة والهَتْمَلَة، وهو الكلام يردده الإنسان في صدره ولا يُفهم عنه. وفي الحديث: " فأمّا دندنَتُك ودندنةُ مُعاذ فلا نُحْسِنُها"، فقال النبي، صلَّى اللّه عليه وسلَّم: " حولَهما نُدَنْدِنُ ".

 

د-و-د-و

أهملت في التكرير.

 

د-ه-د-ه

دهدَهْتُ الشيءَ من عُلْوٍ إلى سُفْل، إذا دفعتَه؛ وهَدْهَدْتُ. والدهداه: حواشي الإبل، أي صغارها أو خِساسها. قال الراجز:

قد جَعَلَ الدهداهُ منها يَرْكَبُهْ

 

وجَعَلَتْ جلَّتُها تَجَـنَّـبُـهْ

هدهد

ومن معكوسه: الهَدْهدَة، وهو صوت الحَمام، يقال: هَدْهَدَ الحَمامُ هَدْهَدةً، وحَمام هُداهِد. قال الشاعر- هو الراعي:

كُهداهِدٍ كَسَرَ الرُّماةُ جناحَـه

 

يدعو بقارعة الطريق هَديلا

والهُدْهُد الطائر المعروف سُمِّي بذلك لهَدْهَدَته في صوته. وقد سمَّوا هَدْهاداً وهَدّاداً.

 

د-ي-د-ي

أهملت في التكرير.

 

حرف الذال

وما بعده

ذ-ر-ذ-ر

استُعمل من وجوهها: ذرْذار، وهو لقب رجل من العرب؛ وأحسب أن اشتقاقه من الذرْذَرَة، وهو تفريقك الشيءَ وتبديدك إياه؛ ذَرْذَرْتُه من يدي، إذا فعلتَ به ذلك. والرذاذ: ضرب من المطر، ولهذا باب تراه فيه إن شاء اللهّ.

 

ذ-ز-ذ-ز

أهملت الذال مع الزاي، وكذلك حالها مع السين والشين والصاد والضاد والطاء والظاء في التكرير.

 

ذ-ع-ذ-ع

ذَعْذَعَتِ الريحُ الشجرَ، إذا حرَّكته تحريكاً شديداً. والذَّعذعة والزَّعزعة في هذا الموضع بمعنى، إلاّ أن الذَّعذعة تُستعمل في تفريق الأشياء؛ يقال: ذَعْذَعَ مالَه، إذا فرقه، ولا يقال: زَعْزَعَ مالَه، إذا فرقه. ويقال: تذعذعَ القومُ، وذَعْذَعَهم الدَهرُ. وذَعْذَعَ سِره، إذا أذاعه.

 

ذ-غ-ذ-غ

أهملت في التكرير.

 

ذ-ف-ذ-ف

أهملت في التكرير إلاّ في قولهم: ذَفْذَفَ عليه، إذا أجْهَز عليه، مثل ذفَّفَ، سواءٌ.

 

ذ-ق-ذ-ق

أهملت الذال مع القاف، وكذلك حالها مع الكاف في التكرير.

 

ذ-ل-ذ-ل

الذًّلْذُل: ذيل القميص، والجمع ذَلاذِل، قال الشاعر:

فخرجتُ أحْضرُ في ذَلاذل جُبّتي

 

لولا الحَياءُ أطرْتها إحـضـاراً

لذلذ

ومن معكوسه: اللَّذْلَذَة، وهي السرعة والخفَّة. وبه سمِّي لَذْلاذاً. ورجل لَذْلاذ، إذا كان سريعاً في عمله.

 

ذ-م-ذ-م

أهملت في التكرير، ولهام مواضع في المعتلّ.

 

ذ-ن-ذ-ن

أهملت في التكرير.

 

ذ-و-ذ-و

استُعمل من معكوسه: الوَذْوَذة. وهو رجل وذواذ: سريع المشي. ومرَّ الذئْبُ يُوذْوِذ وَذْواذاً، إذا مرَّ مسرعاً.

 

ذ-ه-ذ-ه

هذهذ

استعمل من معكوسه: الهَذْهذَة، سيف هَذْهاذ؛ وهذاهذ، إذا كان صارماً.

 

ذ-ي-ذ-ي

أهملت.

 

حرف الراء

وما بعده

ر-ز-ر-ز

زرزر

استعمل من معكوسه: الزَّرْزَرَة، وهي حكاية صوت الزُرزور. والزَّرْزار: الخفيف السريع.

 

ر-س-ر-س

رَسْرَسَ البعيرُ رَسْرَسَةً، إذا بركَ ثم فحصَ الأرضَ بصدره ليتمكَّن.

 

ر-ش-ر-ش

الرَّشْرَشَة: الرخاوة، عظم رَشْراش، إذا كان رِخواً، وكذلك: خبزة رَشْرَشَة ورَشْراشَة، إذا كانت يابسة رِخوة.

 

شرشر

ومن معكوسه الشِّرْشِر، وهو نبت. والشُّرْشُور: طائر. والشَّرْشَرَة: أن يَحُكَّ سكيناً على حجر حتى يَخْشُن حدُّها، وأخبرنا أبو حاتم قال: أخبرنا الأصمعي قال: قال أعرابي لابنه: أريد أن أخْتُنَك. قال: وما الخِتان? قال: سُنَة العرب. قال: فأخذ شفرةً فشَرْشَرَها على صخرة ثم أنحى على غُلْفتي فقلت: أسْحِت أسْحِت، أي استأصِل.

ويقال: ألقى فلان على فلان شَراشِرَه. إذا حماه وحفظه؛ وألقى عليه شَراشِرَه، إذا ألقى عليه ثِقَله. قال الشاعر:

إذا ما الدَّهرُ جَرَّ على أناسٍ

 

شَراشِرَهُ أناخ بآخَـرِينـا

فقلْ للشّامتِين بنا أفـيقـوا

 

سيَلْقَى الشّامِتون كما لَقِينا

وقد سمَّت العرب شَرْشَرَة وشراشِراً وشَرْشاراً.

 

ر-ص-ر-ص

رَصَّ البناءَ ورَصْرَصَه، إذا أحكمه وسَدّ خَلَلَه. وبناء رصيص ومرصوص.

 

صرصر

ومن معكوسه: الصرْصُر: دُوَيْبَّة. والصَّرْصَرَة: صوت صَرّ الجُنْدَب والبازي؛ صرَّ صَرًّا وصَرْصرَ يُصَرْصِرُ صَرْصَرَةً. قال الشاعر- جرير:

ذاكُمْ سَوادةُ يَجْلو مُقْلَتَـي لَـحِـمٍ

 

بازٍ يصَرْصِرُ فوق المَرْبَأ العالي

والصًّرْصُور: البُخْتيّ من الإبل ووَلَدُ البُخْتيّ، بالصاد والسين.

وريح صرّ وصَرْصَر: باردة.

 

ر-ض-ر-ض

الرَّضرَضَة: كَسْرُك الشيءَ. والرَّضراض: الحَصَى، وأكثر ما يُستعمل في الحصى الذي يجري عليه الماء. يقال: نهر ذو سِهْلَة وذو رَضْراضٍ، فأما السِّهْلة فهو رمل القنا الذي يجري عليه الماءُ. وكل شيء كسرته فقد رَضْرَضْته. قال الراجز:

يَتْرُكْنَ صوّان الصُّوَى رَضْراضا

ر-ط-ر-ط

ذُكر عن أبي مالك أنه قال: الرَّطراط: الماء الذي أسأرَتْه الإبل في الحِياض، نحو الرِّجْرِج، ولم يعرفه أصحابنا.

 

طرطر

ومن معكوسه: الطَّرْطَرَة، وهي كلمة عربية وإن كانت مبتذَلةً. قال أبو حاتم: هي شبيهة بالطَّرْمَذَة. يقال: رجلُ مطَرْطِر، إذا كان كذلك مع كثرة كلام.

وطَرْطَر: موضع بالشام ذكره امرؤ القيس:

ألا رُب يوم صالحٍ قد شَـهِـدْتُـه

 

بتاذِفَ ذاتِ التَّلِّ من فوق طَرْطَرا

ر-ظ-ر-ظ

أهملت في التكرير.

 

ر-ع-ر-ع

غلام رَعْرَع ورَعْراع لليَفَع، ولا يكون ذلك إلّا مع حُسن الشباب. والرَّعْرَعَة: اضطراب الماء الصافي على الأرض. وربما قيل: ترَعْرَع السَّرابُ أيضاً، إذا اضطرب على الأرض.

 

عرعر

ومن معكوسه: العَرْعَر، وهو ضرب من الشجر. قال أبو حاتم: يقول بعض الناس إنه السَّرْوُ. وعُرْعُرَة الجبل: أعلاه. وكذلك عُرْعُرَة الثور: سَنامه. وفي بعض كتب الأوائل: إنّا ألجأنا العدوَّ إلى عُرْعُرَة الجبل ونحن بحَضيضه.

وعَراعِر القوم: سادتُهم، الواحد عُراعِر. قال الشاعر:

خَلَعَ الملوكَ وسار تحت لوائهِ

 

شَجَرُ العُرَى وعَراعِرُ الأقوام

ويروى: عُراعِرُ.

ويقال: سمعت عَرْعارَ الصِّبيان، إذا سمعت اختلاط أصواتهم. قال الشاعر:

مُتَكَنِّفَيْ جَنْبَي عُكاظَ كليهما

 

يدعو وَليدُهُمُ بها عَرعارِ

عرعارِ: مبنيّ على الكسر. وقال الآخر:

حتى إذا كان على مُـطـارِ

 

يُمْناهُ واليُسْرى على الثَّرْثارِ

قالت له ريحُ الصَّبا عَرْعارِ

وُيروى: قَرْقارِ. وعراعِر: موضع مشهور.

 

ر-غ-ر-غ

الرَّغْرَغَة: وِرد من أوراد الإبل؛ سقى إبلَه الرَّغْرَغَةَ، وهو أن يسقيَها في كل يوم مرةً. وذُكر عن أبي عمرو بن العلاءأنه قال: الرَّغرغة أن يسقيها يوماً بالغَداة ويوماً بالعَشيّ، فإذا سقاها في كل يوم إذا انتصف النهار فذلك الظِمءُ: الظاهِرةُ.

 

غرغر

ومن معكوسه: الغَرْغرَة، وهو أن يردّد الإنسانُ الماءَ في حلقه فلا يَمُجُّه ولا يُسيغه. وكذلك الغَرْغَرَة بالدواء أيضاً. قال:

ويدعو بِبَرْد الماء وهو بَلاؤه

 

وإمّا سقاه الماءَ مَجَّ وغَرْغَرا

وكثر ذلك حتى قالوا: غَرْغَرَه بالسِّكِّين، إذا ذبحه، وغَرْغَرَه بالسِّنان، إذا طعنه في حلقه. وتغَرْغَرَت عينُه، إذا تَردّد فيها الدَّمع. وغُرْغُرَة الطائر: حَوْصَلَّتُه.

 

ر-ف-ر-ف

الرفْرَفَة: رَفرفة الطائر، وهو أن يُرَفْرِفَ بجناحيه ولا يبرح كأنه يحوم على الشيء. ورَفْرَفَ الرجلُ على القوم، إذا تحنَّن عليهم. والرَّفْرَف: الثوب من الدِّيباج وغيره إذا كان رقيقاً حسن الصنعة، وكذلك فسره أبو عبيدة اللّه أعلم.

ورَفرفُ الدِّرْع: زَرَد يُشَدُّ بالبيضة فيطرحه الرجلُ على ظهره. وأرى أن من ذلك رَفْرَفَ الفُسْطاطِ. وزعموا أن الرَّفْرافَ طائر أيضاً.

 

فرفر

ومن معكوسه: الفَرْفَرَةُ؛ فَرْفَرَ الفرسُ اللِّجام في فيه، إذا حركه. قال الشاعر:

إذا راعَه من جانبيه كليهـمـا

 

مَشَى الهَيْذَبَى في دَفِّه ثمّ فَرْفَرا

ويُروى: الهَرْبَذَى، وهو ضرب من المشي.

والفَرفار: ضرب من الشجر تُتَّخذ منه العِساسُ والقِصاع. قال أبو حاتم: وهو الذي يسمَّى بالفارسية زَرِّين دِرَخْت. والفُرْفُور والفُرافِر: سَوِيق يُتَّخذ من ثمر اليَنْبُوت، ويقال: هو الفُرافِل أيضاً. وفَرْفَرَ الرجل، إذا نفض جسده.

 

ر-ق-ر-ق

لرَّقْرَقَة: تَرَقْرقَ الماءُ على الأرض، إذا جرى جرياً سهلاً. ومنه: تَرَقْرَقَ الدمع في العين؛ ورَقْرَقَ الخَمر، إذا مزجها. ورَقراق السَّراب: ما اضطرب منه.

وسيف رُقارِق ورَقْراق: كثير الماء.

 

قرقر

ومن معكوسه: القَرْقَرَة، وهو أحسنُ الهدير وأصفاه. وقَرْقَرَ الحادي، إذا طرّب في حِدائه. قال الراجز:

أبْكَمَ لا يكلِّم المطـيّا

 

وكان حَدّاءً قُراقِريّا

وقال الآخر:

رُبَّ عجوزٍ من أناسٍ شَهْبَرَهْ

 

علّمتها الإنقاضَ بعد القَرقرهْ

قال أبو بكر: يقول: أغرْتُ عليها فسلبتُها الإبلَ التي كانت ترعاها فتسمع قرقرةَ الفحول فصارت ترعى الغنمَ فتُنْقِض بهنّ، والإنقاض: الدعاء بالغنم. قال: وهو صوت يخرج من باطن اللسان وأعلى الحَنك. وقاع قَرْقَر: مستوٍ. وكذلك فُسِّر في الحديث: " يبْطَحُ لها يومَ القيامة بقاعٍ قَرْقرٍ". وقَرْقَرَ الحمامُ قَرْقَرَةً وقَرْقَرِيراً. قال بشْر بن أبي خازم:

إذا قَرْقَرَتْ في بطن وادٍ حَمامة

 

دعا بآبن ضَبّاءَ الحَمامُ المقَرْقِر

قال أبو بكر: ابن ضَبّاء رجل من بني أشَد كان جاراً في بني عامر فقتلوه فعيَّرهم بِشْر بن أبي خازم بذلك. قال أبو بكر: لم يأتِ مصدر على فَعْلَلَ فَعْلَلِيلاً إلا قَرْقَرِيراً وحرفاَ آخر وهو غَطْمَطِيط. والقُرْقُور: ضرب من السفن، عربي معروف. قال الراجز:

قُرْقُور ساجٍ ساجُهُ مَطْلِيُّ

 

بالقِير والضَّبّاتِ زَنْبَرِيُّ

والقَرْقَرَة: حكاية الضَّحِك إذا استغرب فيه الرجلُ. وقراقِر: موضع. قال الراجز:

للّه درّ رَافعٍ أنَّى اهتـدَى

 

فَوَّزَ من قراقِرٍ إلى سُوَى

سُوَى: موضع. وكان ابن الكلبي يقول: سَوَى، بفتح السين: موضع بناحية السَّماوة.

وقَرْقَرَ الرجلُ الشرابَ في حلقه، إذا سمعتَ له صوتاً.

 

ر-ك-ر-ك

الرَّكْركة: الضعف. ومنه سُمّي المطرً رِكّا إذا كان ليِّناً ضعيفاً. ورجل رَكِيك: بَيِّن الرَّكْرَكَة والرّكاكة. وكذلك رجل أَرَكُّ، وهو ضعيف النَّحيزة. وقد مر في الثنائي.

 

كركر

ومن معكوسه: الكَرْكرَة، وهو الضحك؛ كَرْكَرَ، إذا ضحك. والكَرْكرَة: الارتداد عن الشيء؛ دفعه عن ذلك وكَرْكَرَه عنه وتَكَرْكر السحابُ، إذا تَرادَّ في الهواء.

وكِرْكرة البعير: السَّعْدانة التي تصيب الأرض من صدره إذا برك. قال الراجز:

خَوَّى على مستوياتٍ خَمْس

 

كِرْكِرَةٍ وثَفِناتٍ مُـلْـس

والكُرْكُور: وادٍ بعيد القعر يتكركر فيه الماءُ، أي يترّاد لغة يمانية. والكَراكِر: الجماعات من الناس.

 

ر-ل-ر-ل

أهملت.

 

ر-م-ر-م

كلَّمته فما تَرَمْرَمَ، أي ما ردَّ جواباً. قال الشاعر:

ففاءوا ولو أسطو على أم بعضهم

 

أساخَ فلم يَنْطِقْ ولم يَتَـرَمْـرَم

وضربه فما تَرَمْرَمَ من مكانه، أي ما تَنَحَّى. والرّمْرام: ضرب من الحَمْض.

 

مرمر

ومن معكوسه: المَرْمَر: ضرب من الحجارة أبيض صافٍ معروف. وامرأة مَرْمارَة ومُرْمُورَة: ناعمة الجسم كأنَّها تَتَرَجْرَجُ من نعمتها. والمَرْمَر أيضاً: نعمة الجسم وتَرَجْرُجُه. قال ذو الرُّمَّة:

تَرى خَلْقَها نصفاً قناةً قَويمةً

 

ونصفاً نقاً يَرْتَجّ أو يَتَمَرمَر

وجسم مَرْمارٌ ومُرامِرٌ ومُرْمُورٌ، إذا كان ناعماً.

 

ر-ن-ر-ن

أهملت في التكرير.

 

ر-و-ر-و

ورور

من معكوسه: الوَرْوَرَة؛ وَرْوَرَ بعينه، إذا نظر نظراً حادًّا وأدار عينه.

 

ر-ه-ر-ه

يقال: تَرَهْرَه الجسمُ، إذا ابيضَّ من النعمة، فهو رَهراه ورهروه.

وماء رَهْراه ورُهْرُوه، إذا كان صافياً.

 

هرهر

ومن معكوسه: الهَرْهَرَة، حكاية صوت الأسد، يقال: سمعت هَرْهَرَةَ الأسد، إذا ردَّد زئيرَه. وماء هرهور وهراهِر، إذا كان كثيراً. والهُرْهُور: ما تساقطَ من حَمْل الكَرْم قبل إدراكه؛ لغة يمانية. وشاة هرْهُور وهُرْهُر: هرمة.

 

ر-ي-ر-ي

أهملت في التكرير.

 

حرف الزاي

وما بعده

ز-س-ز-س

أهملت الزاي مع السين والشين والصاد والضاد والطاء والظاء في التكرير.

 

ز-ع-ز-ع

الزعْزَعَة: ريح زَعْزع. عاصف تزعزع كلَّ شيء. وكذلك ريح زَعْزَاع. والزَّعازع: الشَدائد من الدهر. يقال: كيف كنت في هذه الزعازع?

ز-غ-ز-غ

الزَّغْزَغَة: الخفة والنَّزَق؛ رجل زَغْزَغ، إذا كان كذلك. والزّغْزُغ: ضرب من الطير، زعموا، ولا أعرف ما صحته.

 

غزغز

ومن معكوسه: الغزْغُز، وهو الشَدق في بعض اللغات.

 

ز-ف-ز-ف

الزفْزَفَة: صوتُ حفيفِ الريح؛ ريح زَفْزف وزَفْزافة، إذا كانت شديدةَ الهبوب دائمته. وكذلك ريح زَفْزاف. وسمعت زَفْزَفَةَ الموكب، إذا سمعت هَزَيزَه.

والزفْزَف: نبت أخضر مسترخٍ ناعم. قال الهُذلي:

له أيكة لا يأمَنُ الناسِ غَـيْبـهـا

 

حمَى زَفْزَفاً منها سِباطاً وخِرْوعا

أي له غَيْضَة لا يأمن الناسُ أن يكون فيها ما يكرهون.

 

ز-ق-ز-ق

زَقَ الطائر فَرْخَه وزَقْزَقه، إذا مجّ في فيه. وكذلك زقزق بذرقه، إذا ألقاه.

 

ز-ك-ز-ك

زك الفَرْخ والرجلُ وزَكْزك، إذا خطا خَطْواً متقارباً ضعيفاً.

 

ز-ل-ز-ل

الزلْزَلَة: الاضطراب؛ أخذ من زلزلتِ الأرضُ زِلزالاً. وزَلازل الدهر: شدائده.

وماء زُلال وزُلازِل، إذا كان ينساغ بلا كُلفة من صفائه.

 

ز-م-ز-م

الزمْزَمَة: زمزمة المَجُوس. وأصل الزَّمزمة الكلام الذي لا يفهم. والزِّمْزِمَة: القطعة من السِّباع أو الجنّ فيما تزعم العرب، والجمع زَمازِم. قال الراجز:

هَماهم من خابـلٍ زَمـازِم

 

مثل زَفيفِ الريح في الحَناتم

قال أبو بكر: الهَماهم: أصوات مختلِطة. والخابل: الجن. والحَناتم: الجِرار الكبار المزفَّتة، واحدها حَنْتَمَة، واسم أمّ عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه حنْتَمَة.

وزَمْزَمُ: معروفة، يزعم بعض أهل العلم أنه اسم لها خاصّ، وذلك أن عبد المطلب أري في منامه: أحْفِرْ زَمْزَمَ إنك إن حفرتَها لم تندم. وسمعت زمزمةَ الرّعد، وهو تتابع صوته. وماء زَمْزَمٌ وزُمْزومٌ وزَمْزامٌ وزُمازمٌ: كثير، فيقول بعض أهل اللغة: من هذا اشتقاق زَمْزمَ، والله أعلم.

والزِّمْزِيم: المسمار الذي يتحرَّك في الجَرَس أو الجُلْجُل وتسمع له صوتاً.

 

مزمز

ومن معكوسه: المزْمَزَة؛ مَزْمَزَه، إذا حرَّكه. وفي الحديث: " مزمِزوه " أي حركوه ليُسْتنكهَ.

 

ز-ن-ز-ن

أْهملت في التكرير.

 

ز-و-ز-و

وزوز

استُعمل من معكوسه: الوزْوَزَة وهي الخفَّة والسّرعة. وأحسب أن الوَزْواز اسم طائر أيضاً. ورجل وَزْواز، إذا كان خفيفاً كثير الحركة.

 

ز-ه-ز-ه

استُعمل من معكوسه: الهَزْهَزة؛ سيف هُزَهِزٌ وهَزْهاز وهُزاهِز، إذا كان صافياً. قال الراجز:

قد وَردَتْ مثلَ اليماني الهَزْهازْ

 

تَدْفعُ عن أعناقها بالأَعـجـازْ

قال أبو بكر: شبَّه الماء بالسيف اليماني لصفائه، أي يستقي أهلُ الماء من ألبانها حتى يدَعوها تشرب فكأنها تدفع عن أعناقها بأعجازها.

وماء هُزَهِز وهُزاهِز، إذا كان صافياً.

 

ز-ي-ز-ي

أهملت.

 

حرف السين

وما بعده

س-ش-س-ش

أهملت في التكرير، وكذلك حالها مع الصاد والضاد والطاء والظاء.

 

س-ع-س-ع

السَّعْسَعَة: اضطراب الجسم من مرض أو كِبَر. قال الراجز:

قالت ولم تألُ به أن يسمعـا

 

يا هندُ ما أسْرَعَ ما تَسَعْسَعا

والسعْسَعَة: زجرُ الضأنِ؛ يقال: سَعْسعَ سَعْسَعَةً بالنعجة أو الكَبْش، إذا قال له: سَعْ سَعْ.

 

عسعس

ومن معكوسه: العَسْعَسَة. واختلفوا فيها، فقال قوم: عَسْعَسَ الليلُ عَسعَسَةً إذا اعتكر ظلامه. وقال قوم: بل العَسْعَسَة إدبارُ الليل إذ استرق ظلامه.

وعَسْعَسُ: موضع. قال امرؤ القيس:

ألم تَسأل الرَّبْعَ القديم بعَسْعَسا

 

كأني أنادي أو أكلَم أخْرَسـا

وعَسْعَسَتِ السحابة، إذا دنَتْ من الأرض ليلاً.

والعَسْعَس: اسم من أسماء الذئب.

 

س-غ-س-غ

السَّغْسَغَة: الاضطراب؛ سَغْسَغْتُ الشي، إذا حركته من موضعه مثل الوَتِد وما أشبهه. ويقال: تسَغْسغَت ثَنِيته، إذا تحركت.

 

س-ف-س-ف

سفْسَفَ عملَه، إذا لم يبالغ في إحكامه؛ عمل سفْساف، إذا كان كذلك. وكل سفْساف فهو دون الإحكام. وفي الحديث: " إنَ الله يحسب معاليَ الأمور ويكره سفْسافَها. والسَّفسَف: ضرب من النبت، لغة يمانية، وهو الذي يسمَيه أهل نجد العَنْقَز، وهو المَرْزَنْخوش، فارسي.

 

س-ق-س-ق

قسقس

من معكوسه: القَسْقَسة؛ يقال: قَسْقَسْتُ ما على العظم من اللحم، إذا أكلته. وكذلك قَسْقَسْتُ ما على المائدة، إذا أكلت كل ماعليها.

وسيف قَسقاس، أي كَهَام. والقَسْقاس: شدَّة الجوع والبرد. والقَسْقاس: سير الليل. زعم قوم أته لا يستحقّ اسم القَسْقَسَة حتى يكون سير الليل مع الجوع. قال الشاعر:

أتانا به القَسقَاسُ يَرعَشُ خابِطاً

 

ولليل أسْجاف على البيد تّسبل

قال ابن دريد: يقال: رَعشَ يَرْعشُ فهو أرْعَشُ، ولا يجوز يرْعَشُ.

وقَرَب قسْقاس: بعيد المطلب، مثلحَصْحاص وبَصْباص وحَدْحاد وحَذْحاذ وحَلْحال.

 

س-ك-س-ك

السَّكْسَكَة: الضّعْف. والسكاسك: حيّ من العرب أبوهم سكْسَكُ بن أشْرَس ابن عفير بن كِنْدِيّ، وهو كِندة. وأخو السَّكْسَكِ السَّكُونُ، وهو حيّ أيضاً، والسكْسِكَة: ضرب من التضرُّع.

 

كسكس

ومن معكوسه: الكسْكَسَة؛ كَسْكَسْت الخبزةَ، إذا كسرتها. وخبز كسيس ومكسوس.

والكسيس: لحم يجفف ثم يُدَقّ كالسوِيق فيُتزوَّد به في الأسفار.

 

س-ل-س-ل

السلْسَلة: اتصال الشيء بالشيء. وبه سميت سِلْسِلَة الحديد، وسلْسلَة الرَّمل.

والسِّلْسِلة من البرق: المستطيلة في عُرْض السحاب. قال الراجز:

تَرَبَّعَتْ والدّهرُ عنها غافلُ

 

آثار أحْوى بَرْقُه سلاسلُ

يعني سحاباً أحوى أسودَ. وآثاره: عُشبه. وماء سلْسَل وسلسال وسُلاسِل، إذا كان صافياً. قال الشاعر:

فشَرجَها من نطْـفَةٍ رَجَـبِـيّةٍ

 

سُلاسِلَةٍ من ماءِ لِصْبٍ سُلاسِل

الشَعْب أوسع الطرق في الجبل، ومن دونه اللَهْب ثم اللِّصْب ثم الشِّقْب ثم الشِّيق وهو أضيقها. وبنو سلسله: بطن من طيىء. ويُقلبَ فيَقال: ماء لَسْلَس، ولا يكادون يقولون لُسالِس كما يقولون سُلاسِل.

 

لسلس

ومن معكوسه: اللَّسْلَسَة؛ لَسَّ الوحشيُّ البقلَ ولَسْلَسَه، إذا أخذه بمقدمَّ فيه.

 

س-م-س-م

السَّمْسَمَة: خِفَّة المشي. وبه سُمِّي الذّئبُ سَمْسَماً وسَمْساماً.

وسَمْسَم: موضع معروف. قال الراجز- العجّاج:

يا دارَ سَلْمَى يا آسْلَمي ثم آسْلَمي

 

بسَمْسَمٍ أو عن يمينِ سَمْـسَـم

والسّمسُمَة: النملة الحمراء، والجمع سَماسم. والحَبَّة التي تُسمَّى السِّمْسِم: عربية صحيحة. وتسمّيه أهل الحجاز: الجُلْجُلان.

 

س-ن-س-ن

السِّنْسِن، والجمع سَناسن: أطراف فَقار الظهر. قال الراجز:

وكُن بعد الضَّرْح والتمـرُّنِ

 

يَنْقَعْنَ بالعَذْب مُشاش السِّنْسِنِ

والسناسِن: رياح تَسْتَنُّ، أي تمرّ، واحدها سَنْسَن. قال الهُذَلي:

أبَيْنا الدِّيانَ غيرَ بِيضٍ كأنَّـهـا

 

فُضولُ رِجاع زَفْزَفَتْها السَّناسِنُ

الرِّجاع: الغُدران، واحدها رَجْع.

 

نسنس

ومن معكوسه: النَّسْنَسَة؛ يقال: نَسَّ الإبلَ يَنُسّها نَسًّا ونَسْنَسَها نَسْنَسَةً، إذا ساقها سوقاً شديداً. والنَّسْنَسَة: الضّعف. وأحسب أن اشتقاق النسْناس منه لضعْفِ خَلْقِهم.

 

س-و-س-و

وسوس

من معكوسه: الوَسْوَسَة، سمعت وَسْوَسَةَ الشيء، سمعت حركته. قال الراجز:

تسمع للحَلْي إذا ما وَسْوَسـا

 

زَفْزَفَةَ الرِّيح الحَصادَ اليَبَسا

والوَسْوَسَة: ما جاء في التنزيل، وهو ما يلقيه الشيطانُ في القلب. هكذا يقول أبو عبيدة، واللّه أعلم.

 

س-ه-س-ه

هسهس

استعمل من معكوسه: الهَسْهَسَة، وهو حديث النفْس، والجمع هَساهِس. ويقال: سمعت هَساهِسَ الجن، إذا سمعت عَزيفهم بالليل في القَفْر.

 

س-ي-س-ي

أُهملت في التكرير.

 

حرف الشين

وما بعده في المكرر

أهملت الشين والصاد والضاد في المكرر، ولها مواضع في الثلاثي كثيرة، وكذلك حالها مع الطاء إلّا في قولهم: الشَّطْشاط، زعموا أنه طائر، وليس بثَبْت.

 

ش-ظ-ش-ظ

أهملت في التكرير إلاّ في قولهم: الشِّظاظان، خشبتان في عُرَى الجَواليق.

 

ش-ع-ش-ع

شَعْشَعْتُ الخمر، إذا مزجتها فهي مشَعْشَعَة. ورجل شعْشاع: طويل، من قوم شَعاشِع. وقالوا: رجل شَعْشَعانيّ وشَعْشَعان أيضاً. وشَعْشَعَ اللبنَ، إذا مزجه.

وشَعْشَعَ الظلَّ، إذا لم يُكثفه. قال أبو كبير الهذلي:

قصع النعاماتِ الرجال بِرَيْدِها

 

يُرْفعْنَ بين مشَعْشَعٍ ومُظَلَّـل

النعامات: عروش تُبنى للرّقَباء.

 

ش-غ-ش-غ

الشَّغْشَغَة من قولهم: شَغْشغَ السنانَ في الطعنة، إذا حرَّكه ليتمكَّن. قال الشاعر:

فالطعنُ شغشغة والضربُ هَيْقَـعَة

 

ضَرْبَ المعوِّل تحت الدِّيمة العَضَدا

قال أبو بكر: الهيقة: صوت كصوت الحديد على الحديد. والمُعَوِّل: الذي يقطع أغصان شجرة فيطرحها على أخرى ليَكْتَنَّ بها من المطر يَتَّخذ عالةً وهي الظُّلَة.

ويقال: شَغْشَغْتُ الإناءَ، إذا صببت فيه ماءً أو غيره ولم تملأه.

 

ش-ف-ش-ف

فشفش

من معكوسه: فَشْفَشَ ببوله، إذا نَضَحَه، مأخوذ من قولهم: امرأة فَشُوش، عَيْب، وقد مرّ ذِكره. والفَشْفاش: كساء رقيق غليظ الغَزْل، وهو الذي تسمّيه العامّة فَشّاشاً.

وفي بعض اللغات: فَشْفَشَ الرجلُ، إذا أفرط في الكذب.

 

ش-ق-ش-ق

الشَّقْشقَة التي يخرجها البعير مِن فيه إذا هاجَ، وهي شبيهة بالجلدة الرَّقيقة تَحْدُث عند نفخ البعير إذا هاج؛ يكون في العراب ولا يكون في البُخْت، ولا يُعرف موضعُها منه في غير تلك الحال. قال الراجز:

وهو إذا جَرْجَرَ بعد الهَبِّ

 

جرْجَرَ في شِقْشِقَةٍ كالحُبِّ

وهامةٍ كالمرجَل المُنكبِّ

وسُمّي الرجالُ الخطباءُ: الشَّقاشِقَ، من هذا. قال الشاعر:

تبدلَتْ بعدَهم حَيًّا وكـان بـهـا

 

هُرْتُ الشَّقاشق ظَلاّمون للجُزُرِ

هُرْتُ الشَّقاشق، يعني خطباء. وظلّامون للجزر، أي يظلمونها بالنَّحر في كل وقت وعلى كل حال.

 

قشقش

ومن معكوسه: القَشقَشَة، وهو أن تَقْشِرَ القرحةَ. وقد مرّ ذكرها في الثنائي.

 

ش-ك-ش-ك

كشكش

من معكوسه: الكَشْكَشَة، يقال: سمعت كَشْكَشَةَ البكْر وكَشيشَه، وهو دون الهدير.

ويقال: بحر لا يُكَشْكَشُ ولا يُنْكَشُ، أي لا يُنْزَح. وكَشكشَةُ بكرٍ: لغة لهم يجعلون كاف المخاطبة شيناً؛ يقولون: عَلَيْش وإلَيْش، يريدون عليكِ وإليكِ. وأنشد...

 

ش-ل-ش-ل

الشُّلشُل: الرجل الخفيف فيما أخذ فيه من عمل أو غيره. قال الشاعر:

وقد غدوت إلى الحانوت يَتْبعني

 

شاوٍ مِشَلّ شَلول شُلْشُل شَـوِل

وشَلْشلَ ببوله، إذا فرَّقه. وماء شُلْشُل وشَلْشال، إذا تَشلْشلَ قطْره بعضه في أَثر بعض. وقال الأصمعي، فيما زعموا، قيل لنْصَيْب: ما الشَّلْشال في بيتِ قاله? فقال: لا أدري، سمعته يقال فقلتُه.

 

ش-م-ش-م

من معكوسه: مَشْمَشْتُ الدَواءَ في الإناء، ومششْتُه، إذا أنْقَعْتَه فيه ومَرَسْتَه. وأحسب أن هذا المِشْمِش عربي، ولا أدري ما صحَّته، إلا أنهم قد سمَّوا الرجل مِشْماشاً، وهو مشتق من المَشْمَشَة، وهي السُّرعة والخفَّة.

 

ش-ن-ش-ن

اختلفوا في المثل السائر: " شِنْشِنة أَعْرِفُها من أخزَم "؛ فقال ابن الكلبي: أَخْزَم بن أبي أخْزَم جدُّ حاتم طيِّىء، وهو حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحَشْرَج بن أخْزَم. وكان أخزم جواداً فلما نشأ حاتم وعرف جوده قال: الناس شِنْشِنَة من أخْزَم، أي قطرة من نطفةْ أخزَم. وقال قوم: الشِّنْشِنَة: الغريزة والطبيعة. وقال آخرون: بل هو ما شَنْشَنَه أخْزمُ من نُطفته، أي أنك من ولد أخزم، يشبِّهه به.

 

نشنش

ومن معكوسه: نَشْنش الرجلُ المرأة، كناية عن النكاح، والنشْنَشَة، يقال: سمعتُ نَشْنشَة اللحم ونَشِيشَه في القدر وغيرها، إذا سمعت حركتَه. وأرض نَشّاشَة ونَشْناشة، إذا كانت مِلْحاً سَبْخة لا تُنبت كأنها تَنِشُّ. وقال الأصمعي- أحسبه عن أبي مهدية أو عن يونس- قال: سألته عن الأرض النَّشّاشة فوصفها لي، فلما ظَنَّ أني لم أفهم قال: التي لا يَجِفُّ ثَراها ولا يَنْبُت مرعاها. وقد سمَّت العرب نَشْناشاً.

 

ش-و-ش-و

وشوش

من معكوسه: الوَشْوَشة؛ تَوشوَش القومُ، إذا تحركوا وهمِسَ بعضُهم إلى بعض.

ورجل وَشْواش: سريع خفيف فيما أخذ فيه. وسمعت وَشاوِشَ القوم، أي حركتهم.

 

ش-ه-ش-ه

من معكوسه: الهَشْهَشة: الحركة، سمعت هشاهش القوم وهو تحرّك واضطراب.

 

ش-ي-ش-ي

أهملت الشين والياء في التكرير.

 

حرف الصاد

وما بعده

أهملت الصاد مع الضاد والطاء والظاء في الوجوه كلِّها.

 

ص-ع-ص-ع

الصعْصَعَة: الاضطراب، وبه سُمِّي الرجل صَعْصعَةً. وتصعصَعَتْ صفوف القوم في الحرب، إذا زالت عن مواقفها. وذهبتِ الإبلُ صَعاصِعَ، أي متفرّقةً.

 

عصعص

ومن معكوسه: العُصْعُص، وهو عَظْمُ عَجْبِ الذَّنَبِ. وهو من الإنسان: العُظَيم الذي بين ألْيَتَيْه.

 

ص-غ-ص-غ

غصغص

استُعمل من معكوسه: الغَصْغَص. ذُكر عن أبي مالك أنه قال: هو ضرب من النبت، ولم يعرفه أصحابنا.

 

ص-ف-ص-ف

الصَّفْصَف: أرض ملساءُ صلبة. قال الراجز:

مجدَّلاً بالصَّفْصَفِ الصَّحْصاح

وكذلك فسّره أبو عبيدة في التنزيل، واللّه أعلم. والصّفْصُف: العصفور في بعض اللغات. والصَفْصاف: الشجر الذي يُسمَى الخِلاف، لغة شامية.

 

فصفص

ومن معكوسه: الفِصْفِص، فارسية معربة، وهي القَتُّ الرَّطْب. قال الشاعر:

وقارفتْ وهي لم تَجْرَبْ وباعَ لها

 

من الفَصافص بالنُمِّيِّ سِفسـيرُ

السِّفْسِير: خادم أو فَيْج. وقوله قارفتْ: قاربتْ أن تَجْرَبَ. والنُّمّيّ: فلوس من رصاص كانت تُستعمل بالحِيرة في أيّام المنذر.

 

ص-ق-ص-ق

قصقص

من معكوسه: القَصْقَص. يقال: قَصُّ الشاةِ وقَصْقَصها وقَصَصُها، وهو ما أصابَ الأرضَ من صدرها إذا رَبَضتْ. وكذلك هو من الإنسان وغيره. ويقال: قَصْقَصَ الشيءَ، إذا كسره، وبه سُمِّي الأسد قُصاقِصاً.

 

ص-ك-ص-ك

أهملت.

 

ص-ل-ص-ل

سمعت صلْصَلَةَ الحديد، إذا سمعت قَرْعَ بعضه بعضاً.

قال الشاعر:

لصَلْصَلَة اللِّجام برأس طرْفٍ

 

أحَبُّ إليَ من أن تنْكِحينـي

وتَصَلْصَلَ الغديرُ، إذا جَفت حَمأتُه، والحمأة اليابسةُ الصًلْصالُ حينئِذِ. وبقيتْ من الماء في الإناء صُلْصلَة، إذا بقي فيه ماء قليل. والصّلْصُل: طائر معروف.

والصلْصُل: بياض في أطراف شعر مَعْرَفَة الفرس، وهي من الشَيات. والصُّلْصل أيضاً: البياض في ظهر الدابة من السرج، زعموا. وحمار مصَلْصِل، إذا كان شديد النُّهاق.

 

لصلص

ومن معكوسه: اللَّصْلَصَة؛ لَصْلَصْتُ الوَتِدَ وغيرَه، إذا حركته لتنتزعه، وكذلك السنانُ من رأس الرمح، والضرس من الفم.

 

ص-م-ص-م

الصَمْصَمة؛ رجل صِمْصِم وصَمْصامٌ وصُماصِم، إذا كان ماضياً جَلْداً.

وصَمْصَمَ السيَّفُ وصَمّم، إذا مضى في الضريبة. وبه سُمي الصَمْصام، وهو سيف معروف.

 

مصمص

ومن معكوسه: المَصْمَصَة؛ يقال: مَصْمَصتُ الإناءَ ومُصْتُه، إذا غسلته، وكذلك الثوب.

 

ص-ن-ص-ن

نصنص

من معكوسه: نَصْنص الرجل في مشيه، إذا اهتزّ منتَصِباً. ونَصْنَصَ البعيرُ، إذا فحص بصدره الأرضَ لبُروكه.

 

ص-و-ص-و

وصوص

من معكوسه: الوَصْوَصَة، وهو أن يصغِّر الرجلُ عينَه ليستثبت النظر وينظر من خلل أجفانه. ومنه سُمَي البُرْقُع الصغير العين وَصْواصاً. قال الشاعر:

غَنِينا بمَنْجول البراقع حِـقْـبَة

 

فما بالُ دهر غالَنا بالوَصاوِص

يقول إنه كان يتحدث في شبابه إلى جوارٍ شَواب يَنْجُلْن أعين براقعهن لتبدو محاسنُهن، فلما أسنَ صار يتحدَّث إلى عجائز يُوَصْوِصْنَ براقعَهنّ ليخفى تغضن وجوههنّ.

 

ص-ه-ص-ه

أهملت في التكرير، وقد تقدَم ذكر ما فيه في الثنائي

ص-ي-ص-ي

الصيصِيَة: خشبة النَسّاج التي يُمِرُّها على الثوب. والصيصِيَة: قرن الثور.

والصِّيصِيَة: صيصِيَة الديك، معروفة. والصيصِيَة: الخشبة التي يُقلع بها التمر. والصَّياصي فسرت في التنزيل: الحصون.

 

حرف الضاد

وما بعده في المكرر

أهملت الضاد مع الطاء والظاء في المكرَّر.

 

ض-ع-ض-ع

تَضَعْضع الرجلُ، إذا ضعف وخفّ جسمُه من مرض أو حزن. وكذلك تَضعضَعَ مالُه، إذا قلّ. وتَضَعضَعَ، إذا ذَلَ.

 

ض-غ-ض-غ

الضغْضَغَة: أن يتكلم الرجل فلا يَبين كلامُه. وضغْضَغَ اللحمَ في فيه، إذا لم يُحكم مضغَه.

 

غضغض

ومن معكوسه: الغَضْغَضة؛ بحر لا يغضغَض، أي لا يُنزح. والغَضْغاض والغَضاض في بعض اللغات: بين العِرْنِين وقُصاص الشعَر، وهو موضع الجبهة. وقال قوم: بل هو الغُضاض.

 

ض-ف-ض-ف

الضفْضفَة، وهي السرعة.

 

فضفض

ومن معكوسه: الفَضْفَضَة، وهي السَّعَة؛ درع فَضْفاضة وفضْفاض وفضافِضة. وثوبٌ فضفاض: واسع. وكثر في كلامهم حتى قالوا: عيش فَضْفاض، أي واسع.

 

ض-ق-ض-ق

قضقض

استُعمل من معكوسه: القَضْقَضَة، وهو الكسر. وبه سُمي الأسد قَضْقاضاً لكسره عظام فريسته. وقَضْقَضْتُ العظامَ، إذا كسرتها. وزعموا أن كل ما خبثَ من حَية أو سَبُع يقال له: قُضْقاض، بضم القاف وفتحها. ولم يجىء مثله على فُعلال في المكرر إلا هذا.

 

ض-ك-ض-ك

الضكْضَكَة: الضغط الشديد. يقال: ضَكَّه وضَكْضَكَه. وقالوا: رجل ضكضاك، قصير غليظ الجسم.

ض-ل-ض-ل الضُلْضُلَة والضُّلَضِلَة: أرض صلبة ذات حجارة. قال الراجز:

ألستِ أيامَ حَضَرْنا الأعْزَلَـهْ

 

وقبلُ إذ نحن على الضُّلَضِلَهْ

ض-م-ض-م

ضَمْضَم: اسم من أسماء الأسد. والضَمْضم: الرجل الجريء الماضي، وكذلك الضماضِم. وبه سُمِّي الرجلُ ضمْضَماً.

 

مضمض

ومن معكوسه: مَضْمَضَ الماءَ في فيه، إذا حرَّكه. ومَضْمَضَ النعاسُ في عينه، إذا دَبَّ فيها. قال الراجز:

وصاحب نبهْتُه لـينـهـضـا

 

إذا الكَرى في عينه تَمَضْمَضا

ض-ن-ض-ن

نضنض

من معكوسه: النضْنَضة. يقال: نَضْنَضَ الحيةُ لسانه في فيه، إذا حرّكه. وبه سُمِّي الحية نَضْناضاً. وذكر الأصمعي عن عيسى بن عمر قال: سألت ذا الرُمَّة عن النَّضْناض فلم يَزِدْني على أن حرك لسانَه في فيه.

 

ض-و-ض-و

أهملت في التكرير. وذكر قوم من أهل اللغة أن الضؤْضُؤ هذا الطائرُ الذي يسمَى الأخْيَلَ، ولا أدري ما صحَّته.

 

ض-ه-ض-ه

هضهض

استُعمل من معكوسه: الهَضْهَضَة؛ هضْهَضتُ الشيءَ، إذا كسرته.

 

ض-ي-ض-ي

أهملت في التكرير إلاّ في قولهم: فلان من ضِئْضِئ صدقٍ. وقد أتينا به في الهمز.

 

حرف الطاء

وما بعده في المكرر

ط-ظ-ط-ظ

أهملت.

 

ط-ع-ط-ع

عطعط

استُعمل من معكوسه: العَطْعَطَة، وهي تتابع الأصوات واختلاطها في الحرب وغيرها.

 

ط-غ-ط-غ

غطغط

استُعمل من معكوسه: الغَطْغَطَة؛ سمعت غَطْغَطة القِدْر، إذا سمعت صوت غليانها.

فأما الغَطاط والغطاط فقد مرَّ ذكره في الثنائي.

 

ط-ف-ط-ف

الطَّفْطفَة: اللحم الرَّخص من مراقّ البطن. قال الشاعر:

مُعـاوِدُ قـتـل الـهـادياتِ شِـواؤُه

 

من الوحش قُصْرَى رَخْصَة وطَفاطِفُ

ط-ق-ط-ق

الطقْطقَة: حكاية صوت تساقط الحجارة بعضها على بعض. وربما قيل لصوت وقع الحوافر على الأرض: طَقْطَقَة أيضاً.

 

قطقط

ومن معكوسه: القِطْقِط، وهو ضرب من المطر.

 

ط-ك-ط-ك

أهملت في الوجوه.

 

ط-ل-ط-ل

الطُّلَطِلَة والطُّلاطِلَة: داء يصيب الإنسان في بطنه، وربما أصاب الدوابَّ أيضاً.

 

لطلط

ومن معكوسه: اللَّطْلَطَة؛ ناقة لطْلِط، إذا تحاتتْ أسنانها من الهرم.

 

ط-م-ط-م

الطمْطِم: الأعجم. قال عنترة:

يأوي إلى قُلُص النَّعام كما أوتْ

 

حِزَق يَمانية لأعْجمَ طِمْـطِـم

حِزَق: جمع حِزْقة، وهي القطيع. والطِّمْطِم: ضرب من الضَّأن لها إذا ن صغار وأغباب كأغباب البقر تكون بناحية اليمن. ورجل طمْطِم وطماطم وطُمْطُمانيّ، يوصف به الأعجم الذي لا يُفصح.

ومن معكوسه: المَطْمَطَة؛ مَطْمَطَ الرجلُ في كلامه ومَطَّطَه، إذا مَدَّه وطَوله.

 

ط-ن-ط-ن

الطَّنْطَنَة: حكاية صوت الطُّنبور وما أشبهه. وكثبر ذلك في كلامهم حتى قالوا: طَنْطَنَ البعوضُ وطَنْطَنَ الذبابُ، إذا سمعت له طنيناً.

 

نطنط

ومن معكوسه: النطْنَطَة. يقال: تَنَطْنَطَ الشي إذا تباعد. ونَطْنطتِ الأرضُ عنّا، إذا بَعُدَتْ؛ وانتاطتِ الأرضُ أيضاً.

 

ط-و-ط-و

وطوط

من معكوسه: الوَطْوَطَة، وهي الضعف في الجسم. وكل ضعيفٍ وَطْواط.

والوَطْواط: طير صغير معروف. قال الراجز:

قد تَخِذَتْ سلمى بقَوٍّ حائطا

 

واستأجرتْ مُكَرْنِفاً ولاقِطا

وطارِداً يطارِدُ الوَطاوِطا

الكرانيف: واحدتها كِرْنافة، وهو أصلُ السعَفَةِ العريضُ النابت من النخلة.

 

ط-ه-ط-ه

استعمل منه: فَرَس طَهْطاه، وهو التامّ الخَلْق الرائعُ المُطَهَّمُ. وأنشد أبو بكر:

إذا الطَهْطاهُ ذو النزْل اسْتَماها

 

تَكفرَ يركبُ الأفْـراطَ رالُ

هطهط

ومن معكوسه: الهَطْهَطَة: السرعة في المشي، زعموا، وما أخذ فيه من عمل.

 

ط-ي-ط-ي

أهملت في التكرير.

 

حرف الظاء

وما بعده في المكرر

ظ-ع-ظ-ع

عظعظ

من معكوسه: العَظْعَظَة، وهو الاضطراب والتراجع من هيبة. قال الراجز

حتى إذا مَّيثَ منها الـريّ

 

وشاعَ فيها السكَرُ السكْري

وعَظْعَظَ الجبانُ والزئْنيّ

الزئنيّ: الكلب الصَينيّ. وقال آخر:

لمّا رَمَوْنا عَظْعَظَتْ عِظْعاظا

 

نَبْلهم فصدقوا الـوُعّـاظـا

ظ-غ-ظ-غ

أهملت في التكرير، وكذلك حالها مع الفاء والقاف والكاف واللام والميم والنون والواو الهاء والياء في التكرير.

 

حرف العين

وما بعده في المكرر

ع-غ-ع-غ

أهملت في الوجوه.

 

ع-ف-ع-ف

العَفْعَف: ضرب من ثمر العِضاه.

 

فعفع

واستُعمل من معكوسه: الفَعْفَعَة، وهو زجر من زجر الغنم. قال الراجز:

مِثْليَ لا يُحْسِن قولًا فعْـفَـع

 

والشاةُ لا تمشي على الهَمَلَّع

الهَمَلَّع: الذئب. وقوله: لا تمشي، أي لا تَنْمي مع الذئب. يقال: مشى الرجلُ وأمشى، إذا كثرت ماشيته، لغتان فصيحتان. وفي التنزيل: "أنِ امْشُوا واصْبِروا على آلهتكم "، كأنه دعاء لهم بالنَّماء، واللّه أعلم. قال الشاعر:

وكل فتىً وإن أثْرَى وأمشَى

 

ستَخْلِجُه عن الدُنيا مَنُـونُ

ورجل فعْفَع وفَعْفَعان وفَعْفَعانيّ: حديد اللسان. والفَعْفَعانيّ: القصّاب في لغة هذيل.

وفَعْفع القصَابُ جلدَ الشاة، إذا أساء سَلْخَها.

 

ع-ق-ع-ق

العَقْعَق: طائر معروف.

 

قعقع

ومن معكوسه: القعْقُع، طائر أيضاً، معروف. وسمعت قَعْقَعَة السِّلاح، يريد صوت اضطراب الحديد بعضه على بعض. وقُعَيْقِعان: موضع بمكّة زعم ابن الكلبي وغيره من أصحاب الأخبار أنه سُمّي بذلك لأن جُرْهُم وقَطوراً لما تحاربوا بمكّة تقعقع السلاح في ذلك المكان فسمَي قُعَيْقِعان ". وقد سَمَّوا قَعْقاعاً، وأحسب أن اشتقاقه من هذا. وسمعت قَعْقَعَة الرَّعد، أي صوته.

 

ع-ك-ع-ك

كعكع

من معكوسه؛ الكَعْكَعَة؛ كَعْكَعْتُ الرجلَ عن الشيء، إذا منعته ورددته عنه. قال الشاعر:

فكَعْكعُوهُن في ضَيقٍ وفي دهَش

 

يَنْزُون من بين مَأبوض ومهجورِ

المأبوض: المشدود بالإباض. والإباض: حبل يُشدّ في رُسْغ يد البعير ثم يشدّ في ذراعه حتى يرفع يده عن الأرض. والمهجور: المشدود بالهِجار. والهِجار: حبل يُشدّ في حَقْو البعير ثم يشدّ إلى أحد رُسْغي يديه أو رجليه.

 

ع-ل-ع-ل

العلْعُل: طائر يقال إنه القُنْبَر الذَّكَر، ويسمَّى العَلْعال أيضاً. والعُلْعل، زعموا: الجُرْدانُ إذا أنعَظَ فلم يشتدَ.

 

لعلع

ومن معكوسه: لَعْلَع، وهو اسم موضع. تَلَعْلَعَ الرجلُ، إذا ضعف من مرض أو تعب. وتَلَعْلَعَ، إذا دلَع لسانَه من العطش. يُستعمل ذلك في الإنسان والسَّبُع. وكذلك لَعْلَعَ لسانَه، إذا حرَّكه في فيه مثل النَّضْنَضَة، يُستعمل في الإنسان والسبع.

واللَّعْلَع: السراب.

 

ع-م-ع-م

معمع

من معكوسه: المَعْمَعَة، وهو اختلاط الأصوات في الحرب، وكذلك صوت التهاب النار في الحَلْفاء والقَصْباء وما أشبه ذلك. ومَعْمَعان الصيف: شدَّة حَرِّه.

 

ع-ن-ع-ن

العَنْعَنَة: حكاية كلام، نحو قولهم: عنعنةُ تميم لأنهم يجعلون الهمزة عيناً.

 

نعنع

ومن معكوسه: النُّعْنُع، وهو الرجل الطويل المضطرب. فأما هذا البقل الذي يسمَّى النُّعْنُع فأحسبه عربياً لأنها كلمة تشبه كلامهم.

 

ع-و-ع-و

وعوع

من معكوسه: الوَعْوعَة؛ سمعت وَعْوَعَةَ القوم ووَعْواعَهم، وهو اختلاط أصواتهم.

ويسمَّى ابن آوى الوَعْوَع. وربما سُمِّي الجبانُ وَعْوعاً، والجمع الوَعاوِع. قال أبو كبير الهُذَلي:

لا يَحْفِلون عن المضاف وإن رأوا

 

أولَى الوَعاوع كالغَطاطِ المُقْبِـل

 

والوَعْوَعَة: صوت الديك إذا داركه. وكذلك الذئب في عدوه. وأنشد لامرىء القيس:

كأنَّ خَضيعةَ بطنِ الجَـوا

 

دِ وَعْوَعَةُ الذئب في الفَدْفَدِ

وخطيب وَعْواع، إذا دارك كلامَه. ورجل وعواع، إذا هَذَرَ بلا فائدة. وأنشد:

نِكْس من الأقوام وَعْوَاع وَعِي

ع-ه-ع-ه

أهملت في التكرير.

 

ع-ي-ع-ي

يعيع

استُعمل من معكوسه: اليَعْيَعَة، وهو حكاية أصوات القوم إذا تداعَوا فقالوا: يَعْياع. وربما قالوا: ياع ياع وياعٍ ياع. ويقال: هو يُعاعِي بالغنم ويُحاحِي بها، وهو زَجْرُه إيّاها. وأنشد للفرزدق:

وإنَّ ثيابي من ثياب مـحـرِّقٍ

 

ولم أسْتَعِرْها من مُعاع وناعقِ

يقول: ثيابي ثياب الملوك كسَوني إياها ولم أستعرْها من راعٍ. يقول: إنَّ أباك كان راعيَاً. والناعق: الذي ينعق بالضأن.. قال الأخطل:

فآنْعِقْ بضأنكَ يا جرير فإنمـا

 

منتْكَ نفسُك في الخَلاء ضَلالا

حرف الغين

وما بعدها في المكرر

أهملت الغين في التكرير مع الفاء والقاف والكاف.

 

غ-ل-غ-ل

الغَلْغَلَة: دخول الشيء في الشيء حتى يخالطه. غلْغَلَ في الشيء، وتَغَلْغَلَ في الشجر، إذا دخل في أغصانه. وبه سمِّيت الرسالة مُغلْغلَةً لأنها تَتغَلغَلُ إلى الإنسان حتى تصل إليه على بُعد. ويقال: تَغَلْغَلَ بالغالية وتَغَللَ بها، فأما قول العامة: تَغَلَّفَ بها، فخطأ.

 

لغلغ

ومن معكوسه: اللَّغْلَغ، وهو طائر، زعموا، ولا أحسبه عربياً صحيحاً.

 

غ-م-غ-م

الغمْغَمَة، مثل الهَمْهَمَة: كلام لا يُفهم. قال الشاعر:

كغَماغم الثِّيران بـينـهـمُ

 

ضرب تُغمَّض دونه الحَدق

قال الأصمعي: أراد ثيران الوحش إذا تناطحت سمعتَ لها أصواتاً. وقال غيره: الثيران الأهلية.

ومن معكوسه: المَغْمَغَة، مَغْمَغ الرجلُ اللحم في فيه، إذا مضغه ولم يُحكم مضغه. وكذلك مَغمَغ كلامه، إذا لم يبيِّنه.

 

غ-ن-غ-ن

من معكوسه: النُّغْنُغ والنًّغْنغَة: لحمة متعلقة إلى جنب اللهاة، اللَّهاة في أصل الأذن من باطن، والجمع نَغانِغ. قال جرير:

غَمَزَ ابنُ مُرّةَ يا فرزدقُ كَيْنَها

 

غَمْزَ الطبيبِ نغانغَ المعذورِ

الكَيْن: لحم باطن الفرج، والعذرة: وجع يأخذ في الحلق.

 

غ-و-غ-و

أهملت في التكرير وكذلك حالها مع الهاء والياء.

 

حرف الفاء

وما بعده في التكرير

ف-ق-ف-ق

الفَقْفَقَة من قولهم: تَفَقْفَقَ الرجل في، كلامه وفَقْفَقَ فيه، إذا تقعَر، وهو نحو الفَيْهَقَة.

ومن معكوسه: القَفْقَفَة؛ تَقَفْقَفَ من البرد، إذا ارتعد. قال الشاعر:

نعْمَ ضجيعُ الفتى إذا بَرَد الل

 

يل سحَيراً وقَفقَفَ الصَـرِدُ

وتَقَفقَفَ النبت وقَفْقَفَ، إذا يبِس، فهو قَفقاف.

والقَفْقَفَة: حكاية صوت؛ سمعت قَفقفةَ الماء، يعني تدارك قطره.

 

ف-ك-ف-ك

من معكوسه: الكَفْكَفَة؛ يقال: كَفْكَفْتُ الشيءَ إذا دفعته ورددته. وكذلك كفكفت الدمعَ، إذا رددته بيدك في جفونك. وربما قالوا: تَكَفْكف الدمعُ فجعلوا الفعل له

ف-ل-ف-ل

الفُلْفُل: معروف. وتفَلْفَلَ شَعَرُ الأسود، إذا اشتدَت جعودته. وربما سمَّوا ثمر البرْوَق فُلْفلاً تشبيهاً به. قال الراجز:

وانحَتَ من حَرْشاءِ فَلْج خَرْدَلُهْ

 

وانتفضَ البَرْوَقُ سُوداً فُلْفلُـهْ

وأقبلَ النمل قِطاراً يَنْـقُـلُـهْ

 

بين القُرى مُدْبِرُه ومُقْبِـلُـهْ

الحَرْشاء: ضرب من النبت له حَب يشبَّه بالخَرْدَل. والبَرْوَق: شجر. ومن روى: سُوداً قِلْقِلُهْ فقد أخطأ لأن القِلْقل ثمر شجر من العِضاه. وأهل اليمن يسمّون ثمر الغافِ قِلْقِلاً، وهو شبيه باللّوبِياء يُدبغ به وتأكله الإبل. وربما سمَي ثمر القَرَظ قِلقِلاً، والأول أعلى.

ومن معكوسه: اللَّفْلَفَة؛ يقال: رجل لَفْلَف ولَفْلاف، إذا كان عَيياً ضعيفاً.

 

ف-م-ف-م

أهملت في التكرير.

 

ف-ن-ف-ن

استعمل من معكوسه: النَفنف، وهو الهواء بين السماء والأرض. وكل هواء بين شيئين فهو نَفْنَف. قال الشاعر:

وظَل للأعيس المزْجي نَواهِضَه

 

في نَفْنَفِ اللُوح تصويب وتصعيدُ

اللوح هاهنا: الهواء بين السماء والأرض. واللوح: العطش. واللُّوح أيضاً: تغيّر الوجه من حر أو تعب. ومنه: " لَوّاحة للبَشَر "، ولاحَتْه السمُوم.

ونَفْنَف: موضع أيضاً. قال الشاعر:

عفَا بَرِد من أمّ عَمْروٍ فنَفْنَف

ف-و-ف-و

أهملت في التكرير.

 

?ف-ه-ف-ه

الفَهْفَهة: العي؛ رجل فَه وفَهْفَه، زعموا.

ومن معكوسه: الهفْهَفَة، وهي الخفّة والسرعة. وسمعتُ هفهفةَ الريح وهَفْهافها، إذا سمعت حفيف هبوبها. ورجل هَفْهاف ومهَفْهَف، إذا كان خميصاً خفيف الجسم. وكذلك ريح هَفّافة وهَفْهافة.

 

ف-ي-ف-ي

أهملت.

 

حرف القاف

وما بعده

ق-ك-ق-ك

أهملت في الوجوه.

 

ق-ل-ق-ل

القُلْقُل: الخفيف من الرجال، رجل قُلْقُل من قوم قَلاقِلَ. والقَلْقَلَة: القَلَق؛ تَقَلْقَلَ الرجلُ، إذا تحرّك من جزع أو فزع. وقلقل الحزن قلبه مثل ذلك. وقد مرّ ذكر القِلْقِل، وهو ثمر نبت.

ومن معكوسه: اللَقْلَقَة: رفع النساء أصواتهن في بكاء نحو الوَلْوَلَة. وفي الحديث: "ما لم يكن نَقع ولا لَقْلَقَة ". النقع: رفع الصوت بالبكاء، والنقع في غير هذا: الغبار. واللَّقْلَق: اللسان، وكذلك فسَّر في الحديث، والله أعلم. فأما هذا الطائر الذي يسمَى اللَّقْلِق فلا أدري ما صحَّته.

 

ق-م-ق-م

القُمْقُم. قال الأصمعي: هو روميّ معرب، وقد تكلَّمت به العرب في الشعر الفصيح. قال الشاعر:

وكأن رُباً أو كُحَيْلاً مُعْقَـداً

 

حَش الوَقودُ به جوانبَ قُمْقم

وقد قالوا في الدعاء: قَمْقَمَ اللهّ عَصَبَه. وقال قوم من أهل اللغة: قَمْقَمَه: قبضه وجمعه. ورجل قَمْقام، وهو السيد، وأحسب أن اشتقاقه من قولهم: بحر قَمْقام: كثير الماء. وكذلك رجل قُماقِم، وعدد قُماقِم وقَمْقام وقُمْقُم وقُمْقمان، وكذلك الحَسَب، أي كثير. قال الراجز- العَجّاج:

فاجتمع الخِضَمُّ والخِضَمُّ

 

وقُمْقُمان عَدد قُمْـقُـمّ

ومنٍ معكوسه: مَقْمقَ الحُوارُ خِلْف أمه، إذا مصَّه مصًّا شديداً.

 

ق-ن-ق-ن

القِنْقِن والقُناقِن: الذي يعرف مقدار الماء في باطن الأرض فيحفر عنه. قال الأصمعي: هو فارسي معرَّب. قال أبو حاتم: هو مشتق من الحفر، من قولك بالفارسية: بِكَنْ، أي آحْفِر. والقِنْقِن: ضرب من دوابّ البحر شبيه بالصَّدَف.

ومن معكوسه: النَّقْنَقَة؛ نَقْنَقَ الظليمُ، إذا صاح، ونَقْنَقَتِ النعامةُ. ويسمَّى الظليمُ نِقْنِقاً، وربما قيل لأصوات الضفادع والدجاج: نَقْنَقَة.

 

ق-و-ق-و

قَوْقَى الديكُ والدَجاجةُ يُقَوْقي قَوْقاة، غير مهموز، وهو الصوت وربما خُصَت به الدجاجة عند البَيْض.

ومن معكوسه: الوَقْوَقَة، سمعتُ وَقْوَقَةَ الطير، وهو اختلاط أصواتها. وقال قوم: الوَقْواق طائر بعينه؛ وليس بثَبْت.

 

ق-ه-ق-ه

القهْقَهَة: حكاية استغراب الضحك.

ومن معكوسه: الهَقْهَقَة، وهو مثل الحَقْحَقَة سواء، وهي شدة السير وإتعاب الدابّة.

 

ق-ي-ق-ي

أهملت في التكرير، إلا في القِيقاة، وهي الأرض الصلبة.

 

حرف الكاف

وما بعده في التكرير

ك-ل-ك-ل

الكَلْكَل: الصَّدر، وربما قالوا الكَلْكال في الشعر. وأنشدَنا أبو حاتم عن أبي زيد:

أقول إذ خرَّت على الكَلْكال

 

يا ناقتا ما جُلْتِ من مجال

ورجل كُلْكُل وكُلاكِل، وهو القصير المجتمِع الخلْق.

 

ك-م-ك-م

الكَمْكَمَة: التغطّي بالثوب. وتكَمْكَمَ في ثيابه، إذا تغطَّى بها.

ومن معكوسه: المَكْمَكَة؛ يقال: مَكْمَكَ الفصيلُ ما في ضَرع أمه، إذا شربه أجمع.

 

ك-ن-ك-ن

أهملت.

 

ك-و-ك-و

استُعمل من معكوسه: الوَكْوَكَة؛ سمعت وَكْوَكَة الحمام في الوُكون، وهو هديره. قال الشاعر:

وتسمعُ للذباب إذا تَـغَـنَّـى

 

كَوَكْوكَة الحمائم في الوُكونِ

ك-ه-ك-ه

الكَهْكَهَة؛ يقال: سمعت كَهْكَهَة البعير، وهو حكاية صوته إذا ردَد الهديرَ.

ورجل كَهْكاه: ضعيف.

 

ك-ي-ك-ي

أهملت. وزعم بعض أهل اللغة أن البيضة تسمّى كَيْكَة، ولا أعرف غيره

حرف اللام

وما بعده

ل-م-ل-م

اللَمْلَمَة: جمعك الشيء لملَمْتُ الشيء، إذا جمعته ولممته. وكل شيءٍ مجتمِع: ملَمْلَم.

وجبل مُلَملَم، إذا استدار واستطال. وكتيبة مُلَمْلَمَة: مجتمعة. ويَلَمْلَم: موضع معروف. والمُلَمْلَم: الأملس.

ومن معكوسه: المَلْمَلَة، وهي الانزعاج والاضطراب، يقال: تركت فلاناً مُتمَلْمِلاً، وهو التحرُّك من حزن. وأحسب أن اشتقاقه من تململَ اللحمُ على النار، إذا تحرك.

ويسمَى المِيل الذي يُكتحل به: المُلْمُول. ومُلمُول الثعلب: قضيبه.

 

ل-ن-ل-ن

أهملت في التكرير.

 

ل-و-ل-و

لُؤلُؤ: جمع لُؤلُؤة، معروف. واللؤلؤان ذكره ابن أحمر في شعره ومن معكوسها: الوَلْوَلَة، وقد مرّ تفسيرها. وكان سيف عبد الرحمن بن عتّاب بن أِسيد يسمى وَلْوَلاً. وارتجز يومَ الجمل فقال:

أنا ابن عتّاب وسيفي وَلْـوَلْ

 

والمَوتُّ دون الجَمل المُجُللْ

وهو الذي وقف عليه علي عليه السلام يوم الجمل، وقال: هذا يَعْسُوب قريش.

وقال قوم من أهل اللغة: الولْوال مثل البَلْبال.

 

ل-ه-ل-ه

اللَهْلَه: الأرض القفر التي يتَلهله فيها السرابُ، أي يلمع فيها، والجمع لَهاله.

ومن معكوسه: الهَلْهلَة، وهو ترك إحكام الصنعة؛ ثوب هلهَل وهَلْهال وهلاهِل، إذا كان رقيقاً. وذو هُلاهِلَة: قَيْل من أقيال حمير. وقال قوم: سمّي المهلهِلُ الشاعر لأنه كان يهلهِل الشعرَ، أي لا يحكمه، وهذا خلاف الصواب لأن مهلهلاً أحد شعراء العرب. قال ابن الكلبي: سمّي مهلهلاً ببيت قاله:

لما توقلَ في الكُراع هجينُهم

 

هلهلت أثأرُ مالكاً أو صنْبِلا

والهَلهلة: التوقف عن الشيء، والرجوع عنه. هَللَ عن الشيء وهَلْهَلَ بمعنى.

 

ل-ي-ل-ي

من معكوسه: يَلْيل: موضع، وهو موقف من مواقف الحج.

 

حرف الميم

وما بعده

م-ن-م-ن

من معكوسه: النمْنَمَة، وهو النقش أو الخط الدقيق؛ نَمْنَمَ كتابه، إذا قرمطه؛ يقال: كتاب مُنَمْنَم، إذا كان قد قرْمِطَ خطُّه. وثوب منَمْنَم، أي منقوش.

وَنمْنَمَتِ الريح الأرض، إذا هبتْ على الرمل فتعرج كالنقش، وهو النَمْنِم والنِّمْنِيم. قال الشاعر:

والرَّكب تعلو بهم صُهْب يمانيَة

 

فَيْفاً عليه لِذَيْل الريح نمْـنِـيمُ

والنَّمانِم: البياض الذي يظهر في أظفار الأحداث، والواحد منه نِمْنِم.

 

م-و-م-و

أهملت.

 

م-ه-م-ه

المَهْمَه: القفر من الأرض، والجمع مهامِه.

ومن معكوسه: الهَمْهَمَة: الكلام الذي لا يُفهم. وهَمْهَمَ الرعدُ، إذا سمعت له دَوِيًّا. وهمْهَمَ الأسدُ كذلك. وهَماهِم الصدر: خواطره، والهَمْهَمَة والهَتْمَلَة والدَّنْدَنَة قريب بعضه من بعض في هذا المعنى. قال رجل يوم الفتح يخاطب امرأته:

إنَّكِ لو شهدتِنا بالـخـنْـدمَـهْ

 

إذ فر صفوانُ وفرَّ عِكرمَـه

وأبو يزيدِ قائم كالمُـؤْتِـمـهْ

 

واستقبلتْهم بالسيوف المسْلِمَهْ

يَقطعنَ كل ساعدِ وجمْجُـمَـهْ

 

ضرباً فلا تسمعُ إلّا غَمْغَمَـهْ

لهم نَهيت خلفنا وهمـهـمَـهْ

 

لم تَنطقي في اللَّوم أدنى كلمَهْ

واشتقاق أبي هَمْهَمَة عامر بن عبد العُزّي من هذا. قال أبو بكر: صفوان بن أمية بن خَلَف الجمَحي وعِكْرِمة بن أبي جهل المخزومي وأبو يزيد سهيل بن عمرو المخزومي. وخندمَة: جبل بمكة. والرجز لراهش أحد بني صاهلة من هُذيل كان أتى للغنيمة. وفي لغة بعض العرب- وهم قوم من قيس، هكذا يقول أبو زيد- إذا سئل أحدهم: هل بقي عندك من طعامك شيء فيقول: هَمْهامْ، معناه لم يبق شيء.

وزعم قوم من أهل اللغة أن الهَمْهامة والهُمهُومة القطعة من الأرض، وليست بثبْت.

وأخبرنا أبو حاتم عن عبد الرحمن عن عمه قال: سمعت أعرابية تقول لابنتها: هَمِّمي أصابعكِ في رأسي، أي حَرَكي أصابعك فيه.

 

م-ي-م-ي

أهملت في التكرير.

 

حرف النون

وما بعده في المكرر

أهملت النون والواو في التكرير.

 

ن-ه-ن-ه

نَهْنَهْتُ الرجلَ عن الشيء، إذا كففتَه عنه. ونَهْنَهْتُ الدمع، إذا كَفَفْتَه.

 

ن-ي-ن-ي

أهملت.

حرف الواو وما بعده في المكرر و-ه-و-ه الوَهْوَهَة؛ فرس وَهْواه، إذا كان نشيطاً حديد النَّفْس.

ويقال: وَهْوَهَ الفرسُ، وهو حكاية صهيله إذا ردده في صوته وغلظَ، وهو محمود.

ووَهْوَهَة الكلب: نباحه إذا ردَده.

 

و-ي-و-ي

من معكوسه: اليُؤيُؤ: طائر يصاد به العصافير، معروف.

 

حرف الهاء

وما بعده في المكرر

ه-ي-ه-ي

من معكوسه: اليَهْيَهَة، من قولهم للرجل: يَهْياهِ، مبني على الكسر، كأنه يدعوه إذا يَهْيَهَ به، أي صاحَ به.

انقضت أبواب الثنائي الملحق بالرباعي في التكرير والحمد للّه أولاً وآخراً، وصلَّى اللّه على محمد النبي وآله وسلَّم تسليماً.

 

باب الهمزة وما يتصل به من الحروف في المكرر

ب-أ-ب-أ

بأبأتُ بالصبي، إذا قلت له: بأبي. قال الراجز:

وأن يُبأبأنَ وأن يُفَدَّيْنْ

ت-أ-ت-أ

تأتأتُ بالتيس، إذا قلت له: تأ تأ لينزو.

 

ث-أ-ث-أ

ثأثأتُ الرجلَ عن موضعه، إذا أزلته عنه.

 

ج-أ-ج-أ

جأجأتُ بالإبل، إذا قلت لها: جِىء جَىء لتشرب. قال الراجز:

جَاجَأْتُها فأقبلتْ لا تـأتـلـي

 

كالجَفْل تَزْفِيه صدورُ الشَمأل

الجفل: السحاب الذي قد هَراق ماءه. تَزْفِيه: تطرده وتستخفه.

 

ح-أ-ح-أ

استُعمل منها: حاحَيْت بالغنم، إذا صحْتَ بها مثل العِيعاء وهو الحِيحاء.

 

خ-أ-خ-أ

أهملت.

 

د-أ-د-أ

الدَّأْدَأَة: شدة السير، مثل الدَّعْدَعَة، وهو مِن أرفع عَدْو الإبل، والمصدر الدِّئْداء. قال الشاعر:

وآعْرَوْرَتِ العلطَ العُرضي تَرْكُضهُ

 

أمُّ الفوارس بالدِّئداءِ والـربَـعَـهْ

قال أبو بكر: اعرَوْرَيْتُ الفرس والبعيرَ، إذا ركبته عُرْياً. وليس في كلامهم افعَوْعَل متعدياً إلّا اعرَوْرَى، هكذا قال سيبويه. والعُرْضيّ: الذي لم يُرَضْ ورُكِبَ. والعُلُط: الذيَ لا خِطام عليه، وكذلك العُطُل.

والدَّأْداء: آخر ليلة من الشهر الحرام، وهي ثلاث دَآدىءَ في كل شهر. قال الشاعر:

تَدارَكه في مُنْصل الألِّ بعـدمـا

 

مضى غيرَ دَأْداءٍ وقد كاد يَعْطَبُ

والدَّأْداء: الفضاء من الأرض، عن أبي مالك. وتَدَأدَأ القومُ، إذا ازدحموا.

 

ذ-أ-ذ-أ

الذأذَأة: الاضطراب في المشي؛ مرّ يَتَذَأذَأ، إذا مشى كذلك.

 

ر-أ-ر-أ

الرأرَأة: حِدَة النظر بإدارة العين، يقال: رَأرَأ الرجل ورَأرَأتِ المرأةُ. وأما الرأْراء بنتُ مر أخت تميم بن مرّ، فممدود.

 

ز-أ-ز-أ

الزَّازَأة؛ تَزأزَأتِ المرأة إذا مَشَتْ وحرَّكت أعطافَها كمِشية القِصار. وزأزَأ الظليم، إذا مشى مسرعاً ورفع قطْرَيْه: صدرَه وعَجُزَه. قال الراجز:

وهَدَجاناً لم يكن من مِشيتـي

 

كهَدَجان الرَّأل خَلْفَ الهَيْقَتِ

مُزَوْزِئاً لمّا رآهـا زَوْزَتِ

س-أ-س-أ

سَأسَأتُ بالحمار، إذا دعوته ليشرب. ومثل من أمثالهم: " قِفْ بالحمار على الردهة ولا تَقُلْ له سأسَأ "? والرّدهة: نُقْرة في صخرة.

 

ش-أ-ش-أ

شَأشَأتُ بالغنم، إذا قلت لها: تُشُؤْ تُشُؤْ، كأنه دعاها لتأكل أو تشرب.

 

ص-أ-ص-أ

صَأْصَأ الجِرْوُ والدَرْصُ- وهو ولد الفأرة- إذا فتح عينيه حين يولد ولمّا يَقْوَ بصرُه. وكان بعض مُهاجرة الحبشة ارتدَّ عن الإسلام فكان يمرّ بالمهاجرين فيقول: فَقَحنا وصَأصَأتم، أي أبصرنا وأنتم تلتمسون البصر.

 

ض-أ-ض-أ

أهملت إلّا في قولهم: الضِّئْضِىء والضُّؤضُؤ، وهو الأصل والمَعْدِن. يقال: هو من ضِئْضىء صِدق وضُؤضُؤ صِدْقٍ.

 

ط-أ-ط-أ

طَأطَأ رأسه، وكل شيء حَطَطْته فقد طَأطَأته. قال امرؤ القيس:

كأنّي بفَتْخاء الجَنـاحـين لِـقْـوَةٍ

 

صَيُودٍ من العِقبان طأطأتُ شِملالي

ويُروى: لَقوة، بالفتح، وهو أفصح. قال أبو بكر: من قال لَقوة، بالفتح، أراد العُقاب السريعة الانحطاط من الهواء، ومن قال لِقوة، بالكسر، أراد القبول لماء الفحل. وروى الأصمعي: شيمالي، أي شِمالي.

والطَّأطاء: منخفض من الأرض حتى يَسْتُرَ من فيه. قال الشاعر:

ذو أربعٍ رَكِبَتْ في الرأس تَكْلَؤُهُ

 

مما يَخاف ودون الكالِىء الأجَلُ

منها اثنتانِ لِما الطَّأطاءُ يَحْجُبُـهُ

 

والأخْرَيانِ لِما يبدو به القَـبَـلُ

قال أبو بكر: منها اثنتان، يريد الأذنين، والأخريان: يريد العينين. والقَبَل: كل ما قابلك من شيء مرتفع. يصف وحشياً يقول إن أذنيه قد حُجبتا وعينيه يبصر بهما. قال أبو بكر: الشِّمْلال: الناقة السريعة.

 

ظ-أ-ظ-أ

أهملت، وكذلك حالها مع العين والغين.

 

ف-أ-ف-أ

الفَأفَأة: الحبْسَة في اللسان، عربي معروف. قال الشاعر:

يقولون فأفاء فلا تَنْكِحِنَّه

 

ولستُ بفأفاءِ ولا بجبانِ

ق-أ-ق-أ

أهملت في التكرير. وقد مر قولهم: قاء يقيء قَيْئاً في موضعه.

 

ك-أ-ك-أ

تَكَأكَأ القوم على الشيء، إذا ازدحموا عليه. قال الراجز:

إذا تَكَأكَأنَ على النضيح

النَّضيح: الحوض الصغير يُحفر للإبل قصير الجدار.

 

ل-أ-ل-أ

اللألأة، يقال: لألأتِ الظباءُ بأذنابها، إذا حرَكتها. ومثل من أمثالهم: " لا أفعل ذلك ما لألأتِ الفُور". والفُور: الظباء، لا واحد له من لفظه. قال الشاعر:

فعليك السـلامُ مـا لألأ الـفـو

 

رُ وما دَبَّ في الثَّرى عِرْقُ ساقِ

ويقال: تلألأ النجمُ تلألؤاً، إذا لمع. والاسم اللألأة.

 

م-أ-م-أ

المَأمَأة: حكاية صوت الشاة أو الظبي، مَأمَأتِ الشاةُ، إذا واصلت صوتها فقالت: مَأْ مَأْ.

 

ن-أ-ن-أ

النَّأنَأة: الضعف. ومنه قول أبي بكر الصِّدِّيق رحمه اللّه، "ليتني مِتّ في النأنأة"، أي في ابتداء الإسلام قبل أن يستحكم. وقال علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه لسليمان بن صُرَد: "تَنأنَأتَ وتربَّصتَ فكيف رأيتَ اللّه فعل "، في حديث يطول.

 

و-أ-و-أ

أهملت في الوجوه.

 

ه-أ-ه-أ

هَأهَأتُ بالقوم، إذا دعوتهم، وبالإبل إذا زجرتها فقلت: هَأ هَأ، والمصدر الهِيهاء.

 

ي-أ-ي-أ

أهملت إلاّ في قولهم: يَأيَأتُ بالقوم، إذا دعوتهم ليجتمعوا فقلت: يَأ يَأ، مهموز.

 

باب الثنائي في المعتل وما تشعب منه

ب-أ-و-ي

بوأ

باءَ بإثمه يبوء به بَوْءاً وبَواءً إذا رجع به. وباءَ فلان بفلان يبوء به، إذا قُتل به بَواءً. وأبأته أنا به أُبيئه إباءةً، إذا قتلته به. قالت ليلى الأَخْيَليّة:

فإن تَكُنِ القتلى بَواءً فـإنّـكـم

 

فتًى ما قتلتم آلَ عَوْفِ بنِ عامرِ

والمَباءة: المَرْجِع إلى الشيء. ومَباءة البئر لها موضعان: فأحدهما موضع وقوف سائق السّانِية، والآخر مَباءة الماء إلى جَمِّها. جَمُّ البئر: مجتمع مائها، فإذا نُزحت رجع الماء إلى حاله الأولى، فتلك الجُمَّة. ومن ذلك الباءة التي يحسبه العامةُ النِّكاح، وإنما هو من الرجوع إلى الشيء.

 

أوب

ويقال: آبَ الرجلُ يَؤوب إياباً، إذا رجع إلى مستقَرِّه. والمآب: المَرْجِع. والأوْب: الرجوع. وآب الهَمُّ إياباً. وكل راجعٍ مع الليل فهو آئب. قال الشاعر- وهو كعب بن سعد الغَنَوي يرثي أبا المِغوار الباهلي:

هَوَتْ أمُّه ما يبعثُ الصبحُ غادياً

 

وماذا يَرُدّ اللـيلُ حـينَ يؤوبُ

ومنه قول النابغة:

تطاولَ حتى قلتُ ليس بمنْقَضٍ

 

وليس الذي يَرْعَى النجومَ بآئبِ

أي لا يؤوب إلى أهله كما يؤوب الراعي.

ويقال: جاء القوم مِن كلِّ أوْب، أي من كل ناحية.

 

أبا

والأباء، ممدود: حِمْل القَصَب وليس بالأجَمَة بعينها. قال الشاعر:

من سرَّه ضرب يُرَعْبِل بَعْضُه

 

بعضاً كمعمعة الأباء المحْرَقِ

فليأتِ مَأسَدةً تُسَنُ سيوفُـهـا

 

بين المَذاد وبين جَزْع الخندق

والأبا، مقصور: داء يصيب الغنم في رؤوسها، يقال منه: أبِيَتِ الشاةُ تَأْبَى أَباً شديداً، إذا أصابها هذا الداء في رأسها. وشاة أَبْواءُ، إذا أصابها ذلك.

 

بأي-بأبأ

والبَأْو: الكِبَر، ويقال البَأواء أيضاً، ولا أدري ما صحته. ويقال: فلان من بًؤبُؤ صِدقٍ، أي من أصل صدقِ.

 

ت-أ-و-ي

تَوِيَ الشيءُ يَتْوَى تَوًى، إذا تَلِفَ، مقصور غير مهموز، وهو تَوٍ كما ترى وتاوٍ.

 

أتي

وأتى يأتي أتْياً ويأتو أتواً حَسَناً. وأنشد:

يا قوم ما لي وأبا ذؤيبِ

 

كنتُ إذا أَتَوْتُهُ من غَيْبِ

يَشَمُّ عِطفي ويَمَسّ ثوبي

 

كأنّني أَرَبْتُـه بـرَيْبِ

قال أبو بكر: هكذا لغة هُذيل، أتا يأتو أتواً. ويقال: ما أحسَنَ أَتْوَ قوائم الناقة وأتْيَها في السير. والأَتيّ: السيل بعينه يأتيك من بلدٍ مُطِرَ من غير بلدك. ويقال: أتِّ لمائك، أي سهِّل له سبيلاً يجري فيه. وذلك السبيل: الآتيّ.

وأر: ووَأرتُ الرجلَ أئِرُه وَأراً، إذا أفزعتَه، واستوأرَ فهو مُسْتَوْئر قال الشاعر:

تَسْلُب الكانسَ لم يُوأرْ بهـا

 

شُعْبَةَ الساقِ إذا الظِّلُّ عَقَل

يصف ناقة، يقول: ركبَها في الهاجرة فتَزْحَمُ أغصانَ الشجر فينتحي ظِلُّها عن الظبي الكانس الذي قد دخل في كِناسَه لم يُوأر، أي لم يفزع. يعني إذا قَصُرَ الظلُّ حتى، يصير بمنزلة العِقال؛ يقال: عَقَلَ الظلُّ، إذا أقام في قائم الظهيرة، مثل قوله:

وانتعَل الظلَّ فصار جَورَبا

وأوار النار: حَرّها. وأوارة: موضع معروف. والإرَة: حُفرة توقد فيها النار يُختبز فيها ويُشتوى، والجمع إرِين، ويقال: إرُون. والإرَة أيضاً: شحم السنام. قال الراجز:

وَعْد كشحم الإرَةِ المُسَرْهَدِ

 

ولا يجيء دَسَم على اليدِ

والإرَة أيضاً: لحم يُطبخ في كَرِش. وفي حديث المغازي أن النبيَّ صلَّى اللهّ عليه وسلَّم لمّا هاجر مرَّ ببُريدةَ الأسْلَميّ فأهدى له إرَةً، أي لحماً في كَرِش.

وإرَة القوم: مُعْتَرَكهم في صِراع أو حرب. ورجل مِئرّ: كثير النِّكاح.

وإير: جبل معروف. والإير والهِير: اسم من أسماء الريح الصَبا؛ والأيِّر والهَيِّر أيضاً.

 

ز-أ-و-ي

رجل إزاءُ مالٍ، إذا كان حسنَ القيام عليه. وفلان بإزاءِ فلانٍ، إذا حاذاه.

ورجل وَزًى، إذا كان قصيراً.

والإوَزّ: معروف، وهو هذا الطائر الذي يسمَّى البَطّ. ورجل إوَزّ، وامرأة إوَزّة، وهو الضخم القصير.

وزَوَيْتُ الشيءَ أزويه زَيًّا وزُوِيًا، إذا جمعته. وزَوَى الرجل وجهه، إذا قبضه. قال الشاعر:

يزيدُ يَغُضُّ الطرفَ دوني كأنَّما

 

زَوَى بين عينيه عليَّ المَحاجِمُ

وفي حديث النبي صلَّى اللهّ عليه وسلَّم: "زُوِيَتْ ليَ الأرضُ " كأنّها جُمعت، واللّه أعلم.

وانزَوَتِ الجلدة في النار، إذا تقبَّضتْ ودنا بعضها من بعض. ومنه اشتقاق زاوية البيت. وزَوْزَى الظليمُ يُزوْزي، إذا ارتفع في سيره. قال الراجز:

مُزوْزِياً لمّا رآها زَوْزَتِ

والزِّيزاء، ممدود: الغِلَظ من الأرض في ارتفاع. وجاء فلان زَوًا، إذا جاء ومعه آخر. وجاء توّاً إذا جاء وحده.

 

س-أ-و-ي

ساءَهُ يَسوءه سَوْءاً وسُوءاً ومَساءةً. ورجلُ سَوْءٍ، مهموز وغير مهموز.

وللسواء مواضع: فيكون السَّواء في موضع مفتوح السين ممدوداً في معنى غير، فإذا كسرتَ السينَ قَصَرْتَ، وهو أيضَاً في معنى غير.

وسَواء الشيء: وسطه، وكذلك فُسِّر في قوله جلّ وعزّ: " في سَواء الجَحِيم ".

ووضعتُ الشيءَ في سَواء كُمّي، أي في وسطه. وسِوى الشيء: الشيء بعينه. يقال: هذا سِوى فلانٍ، أي فلان بعينه. قال حسان:

أتانا فلم نَـعْـدِل سِـواه بـغـيره

 

نبي أتى مِن عندِ ذي العَرْش هادِيا

يريد لم نَعْدِلْه بغيره. وهي عندهم من الأضداد.

والسِّوَى عندهم: العَدْل، وكذلك فسِّر في قوله جل وعزّ: " مَكاناً سِوًى "، واللّه أعلم، أي عَدْلاً بيننا. والسَّواء من المُساواة، تقول: بنو فلانٍ سَواء، إذا استَوَوا في خير أو شرّ، فإذا قلت سَواسِيَة لم يكن إلا في شَرّ. قال الشاعر:

سَواسِيَة كأسنان الحمارِ

وامرأة سَوْآءُ: قبيحة. وفي الحديث: "سَوْآءُ وَلُود خير من حسناء عقيم ".

وجاء فلان بالسَّوءة السَّوْءاء، أي بالأمر القبيح. والسَّوْءة كناية عن العَوْرة.

وأسَوْتُ الرجل آسوه أسْواً، إذا داويته، فأنا آسٍ والرجل أسي ومأسُوّ. قال الشاعر:

أسِيّ على أمّ الدِّماغ حَجِيجُ

أي شجيج. الحجيج، يقال: حُجُّ العظم من الجراحة، إذا قُطع فأخرج.

والسّوِية: كساء يُلَفّ ويُجعل شبيهاً بالحَوِية يُلقى على سَنام البعير تركبه النساء.

وأسيتُ الرَّجلَ وواسيته مُواساةَ، وأسِيَ الرجل يأْسَى أسَّى شديداً، فهو أسْيانُ، إذا حزن. قال الشاعر:

وذي إيلٍ فَجَّعْته بخـيارِهـا

 

فأصبح منها وهو أسْيانُ آيِسُ

وأَسيتُ الرجلَ أؤسِّيه تَأسِيَةً؛ ويقال أيضاً: وسّيْتُّه أوسِّيه تأسِيَةَ وتَوْسيَةً، إذا عزَّيته، وتَأسَّى الرَّجل تأسَياً، إذا تعزَّى. والاسم الأسْوَة، والجمع الأسى.

وأْستُ الرجلّ أؤوسُه أوساً، إذا أعطيته وأفضلت عليه. وبه سُمِّي الوجل أوساً.

وأويس من أسماء الذئب. قال الراجز:

يا ليت شعري عنك والأمْر أمَمْ

 

ما فّعَلَ اليومَ أويس في الغَنَم

والمستئيس: المستعطي، والمستآس: المستعطَي. قال الشاعر:

ثلاثهُّ أهلِينَ صاحبتهـم

 

وكان الإله هو المستَآسا

والسوس: هذه الدابّة المعروفة. وساس الطعام يَساس، إذا وقع فيه السُّوس. وقال أبو زيد: يقال: ساسَ الطعام وأساسَ بمعنى واحد. وأبَى الأصمعي إلّا ساسَ. ويقال: سيس الطعام فهو مَسُوس، إذا وقع فيه السُّوس، وكذلك سَوَّسَ تسويساً.

السّوس: داء يُصيب الخيلَ في أعجازها. وهذا مِن سُوسِ فلانٍ، أي من طَبْعِه. ويقال: هذا من سوس صدقٍ وتوس صِدقٍ، أي من أصْل صِدق.

وسسْستّ القومَ أسوسهم سِياسةً، وكذلك الدوابّ. والسّيساء: منتظَم فَقّار الظهر. قال الشاعر.

 

لقد حَمَلتّ قيسَ بنَ عَيْلانَ حَرْبـنـا

 

على يابس السِّيساءِ محدودب الظَّهْرِ

أي حملته على أمر صعب. وسواس: جبل أو موضع. والآس: معروف. وزعم قوم أن بعض العرب يسمُّونه السِّمْسِق، ولا أدري ما صحَّة ذلك. وفسَّر قوم بيت الهذلي:

تاللّه يَبْقى على الأيّام ذو حيَدٍ

 

بمشمخِر به الظَّيّانُ والآسُ

فزعموا أن الآس في هذا الموضع باقي العسل في موضع النّحل. والآس: باقي الرماد بين الأثافي. وأس البناء، والجمع أساس: معروف. واليَأس، ضِدّ الرجاء: معروف أيِسَ يَأيَس يَأساً، ويئَسَ يَيْأس يَأساً أيضاً. واليأسُ بن مُضَرَ، زعم قوم من أهل اللغة أن اسمه يأس وأدخلت الألفُ واللام للتعريف. فأما تسميتهم إلْيَاس فهو اسم نبي، زعموا، واللّه أعلم.

وقد سمَّت العرب إياساً، وهو مشتقّ من أسْتُه، إذا عَوَّضتَه. والسأْوُ: الهمَّة. قال ذو الرُّمَّة:

كأنني من هوى خَرْقاءَ مُطَرَف

 

دامي الأَظَلِّ بعيدُ السَّأْوِ مَهْيُومُ

والسَّيْىء: باقي اللبن في الضَرع. قال زهير:

كما استغاثَ بسَيْىءٍ فَزّ غَيْطَـلَةٍ

 

خافَ العيونَ فلم يُنظر به الحَشَكُ

قال أبو بكر: الفَزّ: ولد البقرة. والغَيْطَلَة: الأجَمَة. وقالوا: الغيطلة: البقرة نفسها، فيقول إن ولد البقرة استغاث ببقية اللبن في الضَّرع ولم ينتظر به أن يَكْثُرَ ويَدُرَّ.

والسِّيّ: الفضاء الواسع من الأرض. وجاء فلان بِسيِّ رأسه من المال، أي بما يوازي رأسَه. والسِّيّ: المِثْل، من قولهم: هما سِيّان، أي مِثْلان. وسِيّة الأسد: عِرِّيسه. وسِيَة القوس، مخفَّفة: طَرفها، والجمع سِيات.

 

ش-أ-و-ي

وَشَى الرجلُ بالرجل يَشي وَشْياً، وهو واشٍ، إذا سعى به أو ذكره بقبيح. ووَشَّيْتُ الثوبَ، إذا رَقَمْتَه، فأنت مُوَشٍّ والثوب مُوَشًّى، والرجل وشّاء. ويقال: وَشَيْتُ الثوب، بالتخفيف، فهو مَوْشِيّ. قال النابغة:

من وَحْش وَجْرةَ مَوْشِيِّ أكـارِعُـهُ

 

طاوي المصير كسَيف الصَيْقَل الفَرَدِ

ويقال: الفَرِد أيضاً. وقال العَجّاج يصف داراً خَلَتْ من أهلها:

يَتْبَعْنَ ذَيّالاً مُوَشى هَبْرَجا

 

فهنّ يَعْكُفْنَ به إذا حَجا

يعني ثوراً طويل الذَّنَب. والهَبْرَج: السريع، ويقال: المُسِن.

والشاء: معروفة، وصاحبها شاويّ، مثقَّل. قال الراجز:

لا ينفع الشاويَّ فيها شاتهْ

 

ولا حماراهُ ولا عَلاتُـهْ

يعني المفاوز. والحماران: حجران يُنصبان وتُبطح صفاة رقيقة يجفَف عليها الأقِط، والرقيقة: العَلاة، يعني في المفاوز. والأشاء: الفَسِيل، ممدود، والواحدة أشاءة. وأهل نجد يسمّون الفَسِيل الذي ينبت من النوى أشاءً، وغيرهم يجعله الفَسِيل بعينه.

وشَوَيْتُ اللحم فانشَوَى، وأنا شاوٍ كما ترى، بغير همز. قال الراجز:

كأنّها في القُمُصِ الـرِّقـاق

 

مُخَّة ساقٍ بين كَفَيْ نـاقـي

أعْجَلَها الشّاوي عن الإحراقِ

ورَمَيت الصَّيْدَ فأشْوَيْتُه، إذا أصبت شَواه، وهى أطرافه وأخطأتَ المَقْتَل.

والشَّوِيّ: الشاء، كما يقال: المعيز والضَئِين- قال الراجز:

أربابُ خَيْل وشَوِيٍّ ونَعَمْ

والشَّوايا: بقيّة قوم هلكوا، الواحدة شَوِية. قال الشاعر:

فهم شرُّ الشَّوايا من تمُـودٍ

 

وعوف شَرُّ منتعِل وحافي

 

والشَّوَى: الأطراف، مقصور. ويقال لجلدة الرأس: الشَّواة، والجمع الشّوَى. وكذلك فُسِّر الشَّوَى في التنزيل في قوله جلّ وعزّ: " نَزّاعَةَ للشَّوَى "، واللّه أعلم. فإذا وُصف الفرس فقيل: عَبْلُ الشَّوَى، فإنما يُراد به القوائم لا الرأس، لأن وصف الفرس بعَبالة الرأس هُجْنَة. فأما قول الهُذلي:

إذا هي قامت تَقْشَعِرّ شَـواتُـهـا

 

ويشْرِقُ بينَ اللَيتِ منها إلى الصًّقْل

يصف ظبية تَمَطَتْ فانتفش شَعَرُها وظهر بياضُها، فإنما أراد ظاهر الجِلد كلّه. ويدلّك على ذلك قوله: بين اللِّيت منها إلى الصُّقل، أراد من أصل الأذن إلى الخاصرة، وجعل بين هاهنا اسماً للموضع.

والشَّوَى: خَسيس المال ورديُّه، مقصور. قال الشاعر:

أكلنا الشوى حتى إذا لم نجد شَوًى

 

أشرنا إلى خيراتها بالأصـابـع

أراد: أكلنا الرَّديَّ ولم يبقَ إلا خيارُها فأشرنا إليها أن تنحر.

ويقال: شَآني الرجل، إذا سبقني. والشَّأو: الطَّلْق في العدو. ويقال: جَرَى الفرسُ شَأْواً أو شَأْوَين، أي طلقاً أو طلقين. والِشأو: الغاية. بلغ شَاوَه، أي غايته.

وشاءَني الشيءُ مثل شاعَني، إذا شاقَني. قال الشاعر:

بانَ الحُدوجُ فما شَأَوْنَكَ نَقرةً

 

ولقد أراكَ تُشاءُ بالأظعـانِ

قال أبو بكر: فجاء فيه الشاعر باللغتين جميعاً.

ورجل مُشَيَّأ الخَلْقِ: قبيح المنظر. قال الراجز:

إنّ بني فَزارةَ بـن ذُبـيانْ

 

قد طَرقَتْ ناقتُهم بإنسـانْ

مُشَيَّأٍ سبحانَ وجهِ الرَّحْمنْ

يعيِّرهم بأنهم كانوا يَنْزُون على نُوقهم. وهو مثل قول الآخر:

لا تَأْمَنَن فَزاريًّا خَلَوْتِ بـه

 

على قَلُوصكَ واكْتُبْها بأسيارِ

وشِيَة الفرس: لونه، والجمع شِيات. وشِيّ: اسم موضع. ورجل أشْوَهُ من قوم شُوهٍ أي قِباح، والأنثى شَوْهاء. فأما قولهم: فرس شوهاءُ فهي الواسعة الفم. قال الشاعر.

 

فهي شَوْهاءُ كالجُوالق فُوها

 

مستجاف يَضِلّ فيه الشَكيمُ

ومن القبح قولهم: شاهتِ الوجوهُ، أي قَبُحَتْ. ويُروى عن عليّ رضي اللّه عنه أنه قال يومَ الجمل: "شاهتِ الوجوهُ حم لا يُبْصِرون "، أي قبحت.

وأشَي: موضع. قال المَرّار بن مُنقذ:

يا حبّذا حين تُمسي الريحُ باردة

 

وادي أشَيٍّ وفِتيان به هُضُـمُ

أُشيّ: اسم وادٍ. ويقال: أشْوَيْت القومَ: أعطيتهم شاة يَشْوونها. قال الأسود ابن يَعْفُر:

يُشوي لنا الوَحَدَ المُدِلَّ حِضارُه

 

بشَريج بينِ الـشَـدَ والإروادِ

والشَأو: ما يخرج من تراب البئر إذا نُفيَتْ أخرجتَ منها شأواً أو شأوين.

 

ص-أ-و-ي

الأصِيص: البناء المُحْكَم، مثل الرَّصيص سواء. والآصية: ضرب من الطَّعام يتَّخذ من اللبن والدقيق والتمر. وتَواصَى القومُ، إذا تواصلوا. وكل شيء تَواصل فقد تَواصى. يقال: تَواصى النبتُ إذا اتصل تواصياً، فهو نبت واص ومُتَواصٍ، أي متَّصل. وصأى الفرخُ يصأى صُئِيّاً، إذا صَوَت. قال الراجز:

ما ليَ إذ أجذِبُها صَأيت

 

أكِبَر قد غالَني أم بَيْتُ

أي سمعت لي صُئِيًّا لثقلها، يعني دلواً. وكذلك يقال لصوت الفيل والخنزير الصُئيّ، إذا صاحا. قال: وكذلك كل ما كان دقيقَ الصوت.

والصّاءة: القذى الذي يخرج بعد المَشِيمة؛ يقال: ألقت الناقة والشاة صاءتَها.

وصَيَّأ الرجل رأسَه، إذا غسله فلم يُنَقِّه وبقي الوسخُ فيه لَزِجاً؛ والاسم الصِّيئة. وأهل اليمن يقولون: صَئِيَ الثوبُ، مثل فَعِلَ، إذا اتسخ. والوَصِيَّة والوَصاة واحد. ويقال: أوصيته إيصاءً وتوصيةً ووصيةً. والوَصِي: الموصِي والمُوصَى إليه جميعاً. قال الراجز:

قالت له وقولها مَرْعِـيُّ

 

إن الشَواءَ خَيْرُه الطَّرِيًّ

وكلَّ ذاك يفعل الوَصِيّ

يعني المُوصَى إليه، أي يفعل ولا يفعل. ومنه حديث عليّ رضي اللّه عنه حين دخل على عثمان رضي اللهّ عنه فقال: أبِأمرك هذا? قال: كلّ ذاك. أي بعضه بأمري وبعضه بغير أمري.

ومثل من أمثالهم: "إن المُوَصَّيْن بنو سهوانَ "؛ يقوله الرجل للرجل إذا أوصاه فخاف أن ينسى. والوَصَى واحدتها وَصاة، مثل نَوى ونَواة، وهو جَريدُ

الفَسِيل الصغارُ الذي يُشَقُّ ويُربط به القَتُّ وما أشبهه لغة يمانية، وقد تكلَّم بها أهل نجد. ويقال: صَوِيَ العُود يَصْوَى مثل قَوِي يَقْوَى فهو صَوٍ وصاوٍ وصَوِي، إذا يَبِسَ. وصَوّيتُ للإبل فحلاً، إذا اخترته لها. قال الراجز:

صوَّى لها ذا كِدْنَةٍ جُلاعِـدا

 

لم يَرْعَ بالأصيافِ إلاّ فارِدا

جمل ذو كِدنة، إذا كان غليظاً، وكذلك الإنسان. والجُلاعِد: الشديد الجسم.

وصِيصِيَة الديك، معروفة: شوكته، وكذلك صيصِيَة الثور: قرنه. وكل شيء احتمَيْتَ به فهو صِيصِيَة، وبه سُمِّيت الحصونُ الصَّياصي. وكذلك فُسِّر في التنزيل: "من صَياصِيهم "، والله أعلم. وصِيصِيَة الحائك: الشوكة التي يَمدُّ بها على الثوب. قال الشاعر:

فجئتُ إليه والرِّمـاحُ تَـنـوشُـهُ

 

كوَقْع الصَياصي في النسيج الممدَّدِ

وقال الراجز في الصِّيصِيَة- القرن الذي يُقلع به التمر- رواه أبو حاتم عن أبي زيد:

خالي لَقِيط وأبو عَـلِـجِّ

 

المُطْعِمان اللَّحْمَ بالعَشِجِّ

وبالغَداة فِلَقَ الـبَـرْنِـجَ

 

تنْزَعُ بالقَرْن وبالصِّيصِجِّ

والصِّيصاء: الذي تسميه العامة الشِّيص، وهو البُسْر الفاسد الصغار الذي لا نوَى له. يقال: صاصتِ النخلُ تُصاصي صِيصاءً. قال الراجز:

يمتسكون من حِذار الإلقاءْ

 

بتَلِعاتٍ كجُذوع الصَيصاءْ

يصف قوماً قد تعلَّقوا بأعناق خيلهم مخافةَ أن يُصرعوا فشبه أعناق الخيل بجذوع النَّخل المُصاصِية.

 

ض-أ-و-ي

الضَّوء: معروف؛ أضاءَ الصُّبْحُ يُضيىء إضاءةً وضاءَ يَضوء ضَوْءاً. والضَوء والضُّوء واحد. ورجل وَضِيُّ: بَيِّنُ الوَضاءةِ من قوم وِضاءٍ، وهو الجميل الوجه. ووَضُؤَ الرجل وَضاءةً، إذا صار وَضيئاً. ومنه توضَّأت بالماء، إذا تطهَّرتَ به. والوَضوء: الماء نفسه، والوُضُوء الفِعل. والضَّوَى: صِغَر جسم المولود لتقارب نَسَب أبويه، فهو ضاوِيّ. قال الشاعر:

أخوها أبوها والضَّوى لا يَضيرُها

 

وساق أبيها أمُّها عُقِرَتْ عقـرا

يعني الزَّنْدَ والزَّنْدة من شجرة واحدةٍ. ويقال: فلان تُضْوَى إليه أخبار الناس، أي تُضَمُّ إليه. والضُّوَّة في بعض اللغات: الأرض ذات الحجارة، نحو الجَرْوَل.

والأضاة، والجمع الأضا، مثل قَناه وقَنا: الغدير في الغِلَظ من الأرض. ويقال أيضاً: أضاة وإضاء، ممدود.

وضَوْضَأ القوم ضَوْضأة وضَوْضاءً، إذا سمعت لهم صوتاً. قال الشاعر:

أجْمَعوا أمْرَهم عِشاءً فـلـمّـا

 

أصبَحوا أصبحتْ لهم ضَوْضاءُ

ط-أ-و-ي

طوَى الأرضَ يطويها طَياً، إذا قطعها؛ وكذلك الثوبَ إذا ثنى بعضه على بعض. وطوَى السرَّ دوني، إذا كتمه. وطَوى الرَّكِيَّ بالحجارة. ومصدرها كلِّها الطَّيّ. ولا يسمَّى الرَّكِيُّ طَوِيًّا حتى تُطوى بالحجارة. ورجل طاوي البطن شديد الطّوَى، إذا ضَمرَ بطنُه من الجوع. ورجل طَيّان، إذا كان طاويَ البطن من خِلقة.

ومكان وَطيىء: بَين الوَطاءة والطّاءة. ووطِىءَ الأرضَ يَطَأها وَطْأً، والموضع المَوْطِىء. والطّاية، غير مهموز: السطح، والجمع طايات. وبه سُمِّي الدُّكان طايةً.

والطية: النية للسفر وغيره. وفلان حسنُ الطِّية والطَّوِية، إذا كان حسنَ السريرة.

وثوب حسنُ الطيَّة. والوَطيئة: تَمْرُ يُخْرَج نواه ويُعجن باللبن ووَطِىءَ الرجل المرأةَ، كناية عن النِّكاح.

والطُوط: القطن. وقال قوم: بل الطُّوط قطن البَرْدِيّ. قال الشاعر:

محبوكة حُبِكَتْ منها نمـائمُـهـا

 

من المُدَمْقَس أو من فاخرِ الطُّوطِ

وطاط الفحلُ إذا هاجَ، فهو فحل طاط وطائط. قال الراجز:

لو أنها لاقت غلاماً طائطا

 

ألقَى عليها كَلْكَلاً عُلابِطا

ظ-أ-و-ي

أهملت.

 

ع-أ-و-ي

وَعى العلمَ يَعِيه وَعْياً. وفي التنزيل: "وتعِيَها أذُن واعية". وأوعى المتاعَ يُوعِيه إيعاء إذا جمعه في وِعاء. وفي التنزيل: " وجَمَعَ فأوعَى". وسمعت واعيةَ القوم، أي أصواتهم. وكذلك وَعاهم. وجَبَر العظم على وَعْي، إذا لم يَسْتَوِ جَبْره. قال أبو زُبيد:

خُبَعْثِنَة فـي سـاعـديه تـزايُل

 

تقول وَعَى من بعد ما قد تَكَسّرا

والمصدر الوعْي. وتقول: لا وَعْيَ لي عن كذا وكذا، أي لا ارتدادَ لي عنه.

وعَوَى الكلبُ يَعْوي عُواءً، إذا مدّ صوتَه، وكذلك الذئب. وربَّما سُمِّي رُغاء الفَصيل إذا كان ضعيفاً: عُواء. قال الشاعر:

بها الذِّئبُ محزوناً كأن عُواءه

 

عُواءُ فصيل آخِرَ الليل مُحْثَل

المُحْثَل: السَّيء الغذاء. وعَوَيْت الحبلَ أعْويه عَيّاً، إذا لَوَيْتَه، فهو مَعْوِيّ، كما تقول: حبل ملْوِيّ. والعُوَة: الدبُر، والجمع عُوات. والعَوّا: نجم من منازل القمر يُمَد ويُقصر، والقصر أكثر وأفصح.

والعُوَّة مثل الصوة، وهو عَلم يُنصب من حجارة على غلظ من الأرض يُهتدى به.

وعَوهَ بالمكان تعويهاً، إذا أقام به. قال رؤبة:

يَكِل وَفد الريح من حيثُ انخرَقْ

 

شَأزٍ بمن عَوّهَ جَدْبِ المنطلَـقْ

وبنو عَوْهى: بطن من العرب.

وأعيا من المشي إعياءً، وعَيَّ في الكلام عيُّاً. وعَيِهَ الرجلُ فهو مَعِيه ومَعُوه، إذا أصابته عاهة. وربما استحق هذا الاسمَ إذا أصابت إبلَه العاهة. ولو قال قائل: أعاه الرجلُ يعِيه، إذا أصابت إبلَه العاهةُ فهو مُعِيهٌ لكان قياساً، مثل أجرَبَ إذا أصاب إبلَه الجربُ.

 

غ-أ-و-ي

غَوَى الرجل يَغْوي غَياً من الغَيّ، وهو خلاف الرُّشْد. وفي التنزيل: " وعَصَى آدَمُ رَبهُ فغَوَى". وغَوِيَ الفصيلُ يَغْوَى غَوًى، إذا بَشِمَ عن اللبن. والوَغَى: اختلاف الأصوات في الحرب. وكثر ذلك حتى سمُيت الحرب: الوَغَى، وكذلك الواغية.

والغاغَة: ضرب من النبت. قال أبو حاتم: هو الحَبَق وهو الفُوذَنَج.

والغَوْغاء من الناس: الذين لا نظامَ لهم، معروف، وأخذ من غَوْغاء الدَّبَى، وهو إذا ماجَ بعضُه في بعض قبل أن يطير، واحدته غَوْغاءة. والغَواية والغَيّ واحد.

وأرض مَغْواة: مَضِلَة. والمُغَوّاة: حفرة تُحفر للذئب مثل الزُّبْيَة للأسد، ويقال مُغَوّاة بمعناها. ومثل من أمثالهم: "من حفر مُغوَّاةً لأخيه وقع فيها". وفلان وَلَدُ غَيَّةٍ، وقالوا ولد غِيةٍ، أي لِزِنْية. والغَياية: السَّحابة. وفي الحديث: " فإذا غَياية تَرَهْيأ"، أي تذهب وتجيء. وقالوا: عَنانة. وغاية كل شيء: منتهاه. والغاية: القَصَبَة التي يصاد بها العصافير بالرِّبْق. وغاية الخَمّار: رايته. وكان بعض أهل اللغة يقول: راية غاية. ورجل غَيّان في معنى غاوٍ. وسأل النبيُّ صلّى اللّه عليه وسلّم قوماً من العرب وفدوا إليه فقال: من أنتم. فقالوا: نحن بنو غَيّان. فقال: بل أنتم بنو رِشْدان. وقد سمَّت العرب غُوَيَّة وغُوَيًّا.

 

ف-أ-و-ي

وَفَى الرجلُ يَفي وَفاءً، وأوفى يُوفي إيفاءً، لغتان فصيحتان. قال الشاعر:

وفاء ما مُعَيَّة مِن أبـيه

 

لِمن أوفَى بعهدٍ أو بعَقْدِ

ومُعَيَّة بن الصِّمة أخو دُريد بن الصِّمَّة. وكان الصِّمّة قُتل في جوار بَيْبَة بن سفيان بن مُجاشِع. وكان مُعَيَّة أسيراً في أيديهم فقال الصَمَّة وهو يكيد بنفسه- أي يجود بها- هذه الكلمة يقول: أما إذ قد غَدرتُم فأطلِقوا عن ابني مُعَية فإن فيه وفاءً مني.

ومثل من أمثالهم: " لم أر كاليوم قَفا وافٍ ". وهذا رجل كان وَفَى لقوم وكان ضئيلَ الجسم دميماً فأدبر فنظرت امرأة منهم إلى قفاه فقالت: لم أر كاليوم قفا وافٍ. فقال الرجل: هي قفا غادرٍ شَرّ. يقول: لو غَدرتُ لكان شرًّا. ويقال: أوفَى الرجلُ على الجبل أو العَلَم، إذا فرعَه، أي صار في فرعه. وضربه ففأَى رأسَه يفآه فَأْواً، إذا شقّه. والفَأو: قطعة من الأرض تُطيف بها الجبال. قال الشاعر:

لم يَرْعَها أحد واكتمَّ رَوْضَتَـهـا

 

فَأْو من الأرض مَحفوف بأعلام

وقال الآخر:

راحت من الخَرْج تهجيراً فما وَقَعَتْ

 

حتّى انفأى الفَأْوُ عن أعناقها سَحَرا

وفاءَ الرجلُ يَفيء، إذا رجع فَيْئةً، وأفاء اللهّ عليهم فَيْئاً كثيراً. والفَيء: ما نَسَخَه الظِّلّ. وتفيّأتِ الشجرةُ، إذا كثر فَيئها. وفي التنزيل "يَتَفَيّئوا ظِلالُه... ".

وتَفَيّأ الرجل، إذا صار في ظل شجرة أو غيرها. والفِئة: الجماعة من الناس يَفيئون إلى الرئيس، أي يرجعون إليه. وفُوَّهَة النهر: الموضع الذي يخرج منه ماؤه. وكذلك فُوَّهَة الوادي. والفَيء: القطعة من الطير. قال الراعي:

 

كأنَّ على أعجازها حين أبصَرَتْ

 

سَمامته فَيْئاً من الطَّير وُقَّـعـا

ويروى: سَماوته. سمامته وسماوته: شخصه.

وأفواه الطيب واحدها فُوه. والفَيْف والفَيْفاء: القَفْر من الأرض، والجمع الفَيافي. وفَيْفُ الريح: موضع كانت فيه وقعة معروفة. والفوف الثوب الرقيق. والفُوفة: القشرة على النَّواة. وثوب مفوف: موَشى، فيه رقة. والفُوف: البياض الذي يخرج على أظفار الصِّبيان.

 

ق-أ-و-ي

قاءَ يَقيء قَيْئاً، إذا قَلَسَ. واستقاءَ يستقيء استقاءةً، وهو في موضع استفعل من القَيء. وثوب يَقيء الصبْغ، إذا كان مُشْبَعاً. ووقاه اللّه يَقِيه وَقْياً. وجعل الله فُلاناً وِقاءَ فلان. وكل شيء وَقَيْتَ به شيئاً فهو وِقاء له ووِقاية له. وبه سُمّيت وِقايَة المرأة، وهي الخرقة التي بين جلبابها وشعرها. والواقية: ما وقاكَ الله من شيء. تقول العرب: " على فلان واقية كواقية الكِلاب "، مثل لهم. والأوْق: الثِّقَل. قال الراجز:

عَزَّ على عَمِّكِ أن تَـأوَّقـي

 

أو أن تُرَيْ كَأباءَ لم تَبْرَنْشِقي

وأن تنامي ليلة لم تُغْبَقـي

كأباء من الكآبة. وتبرنشقي: تُسَرّي.

والأوقِيَّة: معروف، والجمع أواقٍ كما ترى. والقِيقاء من الأرض، والجمع قَياقِيّ وقَياق، وهي أرض غليظة فيها ارتفاع. قال الراجز:

إذا تَبارَيْنَ علي القَياقي

 

لاقَيْنَ منه أذُنَي عَناقِ

أذني عناق من أسماء الداهية. وروي عن بعض أهل اللغة أنه كان يروي: أرَبَى عَناقِ، وهذا خلاف ما رواه أهل اللغة. ويقال: داهية عَناق كأنها معدولة عن العَنَق. والقَواء من الأرض: القَفْر. والقُوَّة: ضدّ الضّعف. وقُوى الحبل، وقالوا قِوَى الحبل، واحدها قُوَّة. ورجل مُقْوٍ، إذا كان ذا ظهر وذا مال. والمُقْوي أيضاً: الذي لا مالَ له، مأخوذ من قَواء الأرض. والإقواء في الشعر: مخالفة إعراب الرَّويّ، مأخوذ من قُوى الحبل. والأوقَة: حفرة يجتمع فيها الماء، والجمع أوَق.

والأيْق: عَظْم الوَظيف. والواق: طائر معروف. وقال قوم: بل الواق الصُّرَد. قال الشاعر:

ولقد غَدوْتُ وكنتُ لا

 

أغدو على واقٍ وحاتِمْ

قالوا: الواق في هذا البيت الصُّرَد. والحاتم: الغراب. قال أبو حاتم: قال أبو عبيدة: سُمِّي حاتماً لأنه يَحْتِم بالفراق.

وقال الأصمعي مرةً: الحاتم: الأسود، وأنشد:

إذا ما رأت عَبْسُ من الطير حاتماً

 

شديدَ سواد الزفِّ ظَلتْ تَـفَـزعُ

ك-أ-و-ي

كاءَ الرجلُ عن الشيء يَكِيءُ كَيْأً، مثل كاعَ يَكِيع كَيْعاً، إذا عجز عنه. وكَواه يَكويه كَياً بالنار، وكَوَى الحزنُ قلبَه تشبيهاً بذلك. والكَيَّة: الموضع الذي يُكْوَى بالمِيسم. ورجل كَوّاء: خبيث اللسان شتّام للناس. والوِكاء: الحبل الذي يُشَدّ به السقاء وغيرُه. وأوْكَيْتُ السقاء وغيرَه فهو مُوكىً؛ وقال قوم: وَكَيْتُه فهو مَوْكي، والأول أعلى. وتكوَى الرجلُ، إذا دخل في موضع ضَيِّقٍ فتقبَّض فيه. ومنه اشتقاق الكُوَة.

وكُوَيّ، زعموا: نجم من الأنواء، وليس بثَبْت. وقالوا: هو النسر الواقع، لغة يمانية. وكان أبو حاتم يقول: سمعت بعض من أثق به يقول: الكَيْكَة: البيضة، ولم يُسمع من غيره. والمَكْو والمَكا، مقصوران: جُحْر الحيَّة أو الحَنش من أحناش الأرض: قال الشاعر:

وكم دونَ بيتِك من صَفْصَف

 

ومن حَنَش جاحر في مَكا

ل-أ-و-ي

اللأواء: الشدَّة والبؤس، وهي اللَولاء أيضاً. ورجل ألْوَى، إذا كان خصيماً.

ولَوَى الحبلَ يَلويه لَيّاً. ولَوَى الغريمَ يَلويه لَياً ولّياناً، إذا مَطَلَه بحقّه. قال ذو الرُّمَة:

تُطيلين لَيانـي وأنـتِ مـلـيئة

 

وأحْسِنُ يا ذات الوِشاح التقاضيا

قال أبو بكر: الخَصْم الفاعل والخَصِيم المفعول به، يتصرف على وجهين.

ولِواء الجيش: معروف. قال الشاعر:

حتى إذا رُفع الـلـواءُ رأيتَـه

 

تحتَ اللِّواء على الخَميس زَعِيما

واللَوَى، مفتوح الأول مقصور: داء يصيب الإنسان في بطنه؛ لَوِيَ يَلْوَى لَوًى شديداً. يلوَى الرمل: مُسْتَرَقّه. واللَوى أيضاً مقصور مفتوح الأول: عيب من عيوب الخيل، وهو التواء في ظهر الفرس. واللَويّة: ما ادخرته المرأةُ لِتُتْحِفَ به زائراً أو ولداً. ولاوَتِ الحَيةُ الحَيَّةَ، إذا التَوَتْ عليها. والوِلاء: مصدر والَيْتُ بين الشيئين مُوالاة ووِلاءً. والوَلاء: مصدر مَولىً بين الوَلاء. والوِلاية: الإمارة.

والوليّ: خلاف العَدُو. والوليّ: المطرة بعد الوَسْميّ، وُليَتِ الأرضُ فهي مَوْلِيَّة، إذا أصابَها الولِيّ. قال الشاعر:

لِني وَلْيَة تمْرعْ جَنابي فإنـنـي

 

لِما نِلْتُ من وَسْميِّ نُعْماكَ شاكرُ

والوَلية شبيهة بالبْرذَعَة، تطرح على ظهر البعير تلي سَنامَه. والجمع وَلايا.

ودارُ فلانٍ وَلْيُ دارِ فلانٍ، إذا كانت تليها، والدار وَلْيَة، أي قريبة.

والألِية: اليمين. والجمع ألايا. وربما قالوا الألْوَة في معنى الألِية. ويقال: آلَى الرجلُ يُؤلي إيلاءً، إذا حَلَفَ. والألُوَّة: العود الذي يتبخَّر به، فارسي معرب. ويقال: ألُوَّة، بالفتح أيضاً. وأخبرني الغَنَوي بإسناده قال: مر أعرابي بالنبي صلّى الله عليه وسلّم وهو يدْفَن فقال:

ألاّ جعلتم رسولَ اللّه في سَفَطٍ

 

من الألُوُّة أصدحَى ملْبَساً ذهبا

ويقال: فلان لا يألو أن يفعل كذا وكذا، أي لا يقصِّر. وفي لغة هذيل: لا يألو، أي لا يَغْدِر.

ووَألَ الرجلُ يَئِلُ وألاً، إذا نجا. ومنه اشتقاق اسم وائل. وواءَل إلى المكان مُواءلةً ووِئالاً، إذا بادر إليه. ووَألَ يَئلُ وَألاً، إذا لجأ إلى مَوْئل، وهو اللَّجأ والمَلْجَأ. والوأْلَة: الدِّمْنَة والبَعْرَة. ويقال: قد آل القَطِران أو العسلُ، إذا أعْقِد بالنار، يَؤول أوْلاً.

 

ألا: وأليَةُ الشاةِ: معروفة. وكَبْش ألْيان، إذا كان عظيم الألْيَة، وكذلك الرجل، ولا يقال للمرأة ذلك، وإنما يقال عَجْزاءُ. ويقال: هذه ألْيَة وهاتان أليانِ. قال الراجز:

كأنما عطيةُ بـن كَـعْـبِ

 

ظعَينة واقفة فـي رَكْـبِ

تَرْتَجُّ ألياه ارتجاجَ الوَطْبِ

وجمع ألْيَة أليات. وأنشد:

وقد فتحنا ثَم ما لا يُفْتَـحُ

 

من ألياتٍ وخصًى تَرَجَّح

وَلأي: اسم. ويقولون: بعدَ لأي ما عرفته، أي بعد بُطء. واللأى مثل اللَّعَى: الثور الوحشي، والأنثى لَآة مثل لَعَاة. واختلفوا في اسم لُؤَيّ، فقال قوم: هو تصغير لَأى، وقال قوم: هو تصغير اللَوَى؛ إما لِوَى الرمل، مقصور، وإما لِواء الجيش، ممدود.

والألاء، مثل العَلاء: ضرب من الشجر، الواحدة ألاءَة، ممدودة. قال الشاعر:

فخر على الألاءة لم يوسدْ

 

كأنَّ جبينَه سيف صقيلُ

والألالاء، مثل العَلالاع: ضرب من الشجر، والواحدة ألالاة، مقصور، تقول العرب إن الجن تستظل تحته. واللوْلاء شبيهة باللأواء. ويقال: تركتُ القومَ في لَوْلاءَ مُنْكَرِةٍ. واللَّيل: ضد النهار. والليل: فَرْخُ الحُبارى. وليلة لَيْلاءُ، ممدودة، أي صعبة، وكذلك ليل أليَلُ. وقال بعض أهل اللغة: ليلة لَيْلَى، مقصور، وهي أشد ليلة في الشهر ظلمةً، وآخر ليلة فيه. قال: وبه سميت لَيْلَى. وسمعت أليل الماءِ، أي صوت جريه. والألِيلة: الثُّكْل. قال الشاعر:

فهي الألِيلةُ إن قَتَلْتُ حؤُولتي

 

وهي الألِيلَةُ إن هُمُ لم يُقتلوا

والإلّ: جبل رمل يقوم عليه الإمام بعَرَفَة. قال الشاعر:

حَلَفْتُ فلم أترك لنفسـك رِيبةً

 

وهل يأثَمَنْ ذو أمَّةٍ وهو طائعُ

بمصطحِبات من لَصافِ وثَبْرَةٍ

 

يَزُرْنَ إلالاً سَيْرُهُنّ التدافـعُ

والآل: السراب. وآل كل شيء: شخصُه. وآلُ الرجل: أهلُه وقرابته. قال الشاعر:

ولا تَبْكِ مَيْتاً بعد مَيت أجَنَهُ

 

علي وعَبّاس وآلُ أبي بكرِ

والألَّة: الحَرْبَة، أخذت من ألَّ الشيءُ يَئِلُّ، إذا لمع. والآلة: الحالة. قالت الخنساء:

سأحملُ نفسي على آلة

 

فإمّا عليها وإمّا لهـا

ويروى: على ألةٍ.

 

م-أ-و-ي

 

الماء: معروف، وأصله الهاء مكان الهمزة كأنه ماه. تقول: ماهَتِ الرَّكِي، إذا كثر ماؤها. ويُجمع الماء أمواهاً وأمواءً. وأنشد:

وبلدةٍ قالِـصةٍ أمـواؤهـا

 

مُسْتَنَةٍ رَأدَ الضُّحى أفياؤها

وأمواؤها أيضاً. ويقال: ماءَتِ السِّنَّوْرُ تَمُوء مَوْءاً، إذا صاحت.

والأمَة: معروفة، تصغيرها أمَيَّة، وتُجمع أمة إماءً وآم وإمْواناً. قال الشاعر:

أمّا الإماءُ فلا يدعونني ولـداً

 

إذا ترامى بنو الإموان بالعارِ

وقال الآخر:

مَحَلَّةُ سَوْءٍ أهلَكَ الدَّهرُ أهلَها

 

فلم يبقَ منهم غيرُ آم وأعْبُدِ

وبنو أمَةَ: بُطين من بني نصر بن معاوية، يُنسب إليهم أمَويّ بفتح الهمزة. وأميَّة في قريش، يُنسب إليهم أمَويّ والماوِيَّة: المرآة وآمَ الرجلُ يَئِيمُ أيْمَةً وإيمةً، إذا ماتت امرأتُه. وتَأيَّمَتِ المرأةُ، إذا لم تتزوج بعد موت زوجها. والرجل أيمانُ. والمرأة أيمَى وأيم، والنساء أيامى. ورجل عَيْمانُ أيْمانُ. والأيْم: ضرب من الحيّات. ويقال له: الأيِّم، بالتثقيل أيضاً، وهو الأصل. قال الهُذلي:

إلّا عواسِرُ كالمِراطِ مُعِيدةِّ

 

باللَّيل مَوْرِدَ أيِّمٍ متغضِّفِ

والأوام: العطش. وأوْمات إلى الرجل إيماءً، مهموز. والمَوْماة: الأرض القَفْر، والجمع المَوامي. والموم: الشمع، عربي معروف. قال حسان:

أسْلَمْتُموها فباتَتْ غيرَ طـاهـرةٍ

 

ماءُ الرجال على الفَخْذَين كالمُوم

والموم: البرْسام. وقد سمَوا أمامَة ومامَة. واليَمام: ضرب من الطير، الواحدة يَمامة. وسمِّيت اليمامة بامرأة كان لها حديث. والإيَام: الدخان. قال أبو ذؤيب الهُذلي يصف نحلاً:

فلمّا جَلاها بالإيَام تحيَّزتْ

 

ثُباتٍ عليها ذُلّها واكتئابُها

ويقال: يَممْتُ الرجلَ، إذا قصدته. وسِرْتُ أمامَ الرجل وأمَامتَه ويَمامتَه. وأنشد:

فقل جَابَتي لَبَّيْكَ وآسْعَ يَمامَـتـي

 

وألْيِنْ فِراشي إن كَبِرْتُ ومَطْعَمي

ومَأوان: موضع معروف يُهمز ولا يُهمز. والوِئام: مصدر واءمتُه مُواءمةً ووِئاماً، إذا فعلت كما يفعل غيرك. ومن أمثالهم: " لولا الوِئامُ هَلَك اللِّئامٍُ "، إنما يراد أنه لولا أن اللئام يَرَوْن من يفعل فعلاً حسناً مثل فعله لما فعلوا حسناً.

وهذا أمر مُواءم، مثل مضارَب. وبنو يامٍ: بطن من هَمْدان، منهم زُبيد اليامي وطلحة بن مُصَرف، منسوبان إلى يام بن أصْبَى.

 

ن-أ-و-ي

نأى يَنأى نَأياً، إذا بَعُدَ. والنَّأيُ: البُعد. والنّائي: البعيد. وناءَ يَنوء نَوْءاً، إذا تحامل لينهض مُثقَلاً. ومنه أنواء السَّحاب، الواحد نوْء، مهموز.

والنُّؤْي: حاجز من التراب يُطيف بالبيت ليمنع الماءَ أن يدخله. والجمع أناء.

وللنَّوَى مواضع: فالنوى: الدار؛ يقال: شَطَّت نَواهم، أيَ بَعُدَتْ دارُهم. والنَّوَى: النِّيَّة حيث انتَووا في الأرض، من قولهم: نَوّى شَطُون، أي بعيدة. وربما سُمي البعد النوى بعينه. والنّوَى: البَيْن. قال الشاعر:

فما للنَّوَى لا بارَكَ اللّه في النوى

 

وهَمّ لنا منها كهَم المـراهـن.

والأوْنانِ: العدْلانِ، الواحد أون. وشرب حتى أوَنَ، إذا انتفخ جنباه. والأوْن: الرِّفق في السَّير. قال الراجز:

غَيَّر يا بنتَ الحُلَيس لَونـي

 

كَرُّ الليالي واختلافُ الجَوْنِ

وسَفَر كان قـلـيلَ الأوْنِ

وإنا: فَعَلْنا من الأيْن، وهو التَعب. وأنشدَنا أبو عمران الكِلابي لرجل من خَثْعَم:

أونُوا فقد إنّا على الطُّلَح

 

أيْناً كأيْنِ الحافرِ المُوكِح

الموكِح: الذي يحفر بئراً أو غيرَها حتى يبلغ إلى موضع لا يُمكنه الحفرُ. وآنَ يَئِينْ أيناً، إذا أعيا. وإنْتَ يا فلانُ، أي أعيَيْت. قال الراجز:

أقولُ للضَّحّاك والمهاجـرِ

 

إنّا ورَبِّ القُلُص الضَّوامرِ

أي أعيَينا. وأوان الشيء: حِينه. وفعلتُ الشيءَ آونةً، أي في كل حين.

فأما الإيوان فأعجمي معرب، وقال قوم من أهل اللغة: بل هو إوان بالتخفيف.

والنوَى: عجم التمرِ، واحدتها عَجمة، بفتح الجيم. والوَنى: الإعياء؛ يقال. وَنِىَ الرجل ونىً شديداً، والمصدر الونِيّ. قال الشاعر:

فأيُ مَزور أشْعثِ الرأس هاجع

 

إلى جنْب هوْجاءَ الوُنِيُّ عِقالُها

أي عِقالُها الوُنِيّ. ويقال: آن لك أن تفعل كذا وكذا، وأنى لك أن تفعل كذا وكذا، أي حان لك وبلغ الشي إناه، مقصور، أي منتهاه. وكذلك فُسِّر في التنزيل: "غيرَ ناظِرينَ إناه"، أي منتهاه وإدراكه، والله أعلم. وآنَيْت، إذا أبطأت. قال الحطيئة:

وآنيتُ العشاءَ إلى سُـهـيل

 

أو الشِّعرى فطال بيَ الأناءُ

والإناء واحد الآنية، ممدود: الذي يُجعل فيه الطعام وغيرُه، مثل رِداء وأرديَة.

والإيناء: الانتظار، وهو مصدر آنَى يُؤني إيناءً. قال الشاعر:

وقد نَظَرْتُـكُـمُ إينـاءَ صـادرةٍ

 

للوِردِ طالَ بها حَوْزي وتَنسْاسي

والأناء: الانتظار، ممدود أيضاً. واللحم النيءُ: خلاف النَّضيج. قال الشاعر:

وإني لأغلي اللحمَ نِيئاً وإننـي

 

لَمِمن يُهِينُ الفَحمَ وهو نَضِيجُ

والمُناواة: أن يفعل الرجلُ كما تفعل. والمصدر النواء يا هذا. وإبل نِواء، وهي السِّمان، والواحدة ناوية، وهي مأخوذة من النَّي أيضاً، غير مهموز، وهو الشحم.

وآناء الليل: واحدها إنْي، وهي الساعة من الليل. قال الشاعر:

حُلو ومُر كعَطْف القِدْح مرته

 

بكل إنْي قضاه الليلُ يَنتعـلُ

أي قدَّره الليل.

 

و-أ-و-ي

الوَأى: الفرس الصُّلب، وكذلك الحمار الوحشي، فرس وَأى مثل وَعًى، وفرس وَآة مثل وَعاة. ووَأيْتُ وَأياً، إذا وعدت وعداً. وأويتُ إلى فلان وأواني هو. وأويْتُ للرجل، إذا رحمته. وأوَى الرجلُ إلى الموضع يَأوي أوِيًّا، وآوَيْتُه إلى نفسي إيواءً. ومصدر أوَى يأوي أوياً وآويت إيواءً. والآءُ، مثل العَاع: ضرب من الشجر، الواحدة آءَة مثل عَاعَة. قال الشاعر:

أصكَّ مصلَّم الأذنين أجنَى

 

له بالسِّـيِّ تـنـوم وآءُ

والآية: العلامة. قال الشاعر:

بآيَةِ يُقْدِمون الخيل زُوراً

 

كأن على سَنابِكها مُداما

وقال الآخر:

ألا مَن مُبْلِغ عني تميماً

 

بآيَةِ ما يُحبُّون الطعاما

وجمع آية: آي وآيات. والآية في القرآن الكريم كأنها علامة شيء ثم يخرج منها إلى غيرها، هكذا يقول أبو عبيدة. ويقال: تَأيا بالمكان يَتَأيا تأيِّياً، إذا أقام به. وتَأيّا في هذا الأمر تَئِيةً، أي نظر. وتَأيّا بالسلاح، إذا تعَمده. قال الشاعر:

فتَأيّا بطَرير مُـرْهَـف

 

جُفْرَةَ المَحزِم منه فسَعَلْ

ه-أ-و-ي

وَهَى الشيءُ يَهِي وَهْياً، إذا ضَعُفَ. ووَهَى البناءُ مثله. والهَوْء: الهِمة. قال الراجز:

لا عاجزَ الهَوْءِ ولا جَعْدَ القَدَمْ

وفلان يَهُوء بنفسه إلى مَعالي الأمور، أي يرفعها. والهُوة من الأرض: حُفرة غامضة، والجمع هُوى. وهَوى النفس مقصور، وهَواء الجوّ ممدود. وهَوَى الشيءُ يَهْوِي هَوِيًّا وهُوِيُّا، إذا خَر من عُلْوٍ إلى سُفْلٍ.

ومَر هَوِي من الليل، أي قطعة منه. وكذلك تَهْواء من الليل. والهيئة: الحالة الجميلة والشارَة. وتهيّأتُ للأمر، إذا استعددتَ له. وتقول للرجل: هِيتَ لك، أي أسرعْ. قال الشاعر:

إن العِراقَ وأهْلَـهُ

 

سَلَم إليك فهَيتَ هِيتا

وتقول: ها يا رجلُ بغير همز، إذا ناولته الشيء. وتقول: هاءَ يا رجل، وهاءا يا رجلان، وهائي يا امرأة. قال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه:

أفاطمَ هائي السيفَ غيرَ ذميم

 

فلستُ برِعدِيدٍ ولا بـلـئيم

وهاؤُمُ يا قوم؛ وفي التنزيل: "هاؤُمُ اقْرَأوا كِتابِيَهْ ". وهاءا يا امرأتان، وهاؤنّ يا نساء. وهِئتُ إلى الشيء، إذا اشتقتَ إليه، أهاءُ هِيئةً.

انقضى الثنائي المعتلّ

أبواب الثلاثي الصحيح وما تشعب منه

حرف الباء

وما يتصل به في الثلاثي الصحيح

ب-ت-ث

ثَبَتَ الشيءُ يَثْبُت ثَباتاً وثُبُوتاً فهو ثابت. ورجل ثَبْتُ المقام وثَبِيتُ المقام، إذا كان شجاعاً لا يبرح موقفَه. قال الشاعر:

الهَبِيتُ لا فُؤادَ له

 

والثبيتُ قَلْبُه قِيَمُهْ

أي قِوامه. والهَبِيت: الجبان الأبْلَه. ورجل ثابت أيضاً، إذا ثبت. ويقال: ثابت الجَنان، إذا كان ثبتَ الفؤاد.

وقد سمَت العرب ثابتاً. وأثْبَتُّه نظراً، إذا تبينته؛ وثبَّتَّه، إذا وَقَّفْتَه.

 

ب-ت-ج

الجَبْت: كل ما عُبدَ من دون الله من صنم وغيره، هكذا يقول أبو عُبيدة.

الَخبْت: الفضاء من الأرض. والبخت: فارسي معرَّب، وقد تكلمت به العرب، وهو الجد.

 

ب-ت-ح

البَحْت: الخالص الذي لا يخالطه شيء. من ذلك قولهم: أكل الخبزَ بَحْتاً، إذا أكله بلا إدام.

وباحَتَ الرجلُ الرجلَ، إذا كاشفه الأمرَ. ويقال: باحَتَه الوُدَّ إذا أخلصه له.

 

ب-ت-خ

وأخْبَتَ الرجلُ إخباتاً فهو مُخْبِت، وهو المتألِّه المتوقِّي للمآثم. وجمع خبْت: خُبوت وأخبات. والبُخْت: جمع بُخْتِيّ، عربي صحيح. قال الشاعر:

يَهَبُ الألفَ والخُيولَ ويَسْقي

 

لَبَنَ البُخْتِ في قِصاع الخَلَنْج

وقال الراجز:

بَنَى السَّوِيقُ لحمَها واللَّـتُّ

 

كما بَنَى بُخْتَ العراقِ القَتُّ

وتجمع البُخْت بَخاتيَّ وبخاتيَ وبَخاتٍ، والذكر بُخْتِيّ، والأنثى بُخْتِيَّة. وقد قالوا: رجل بَخِيت: ذو جَدّ. ولا أحسبه فصيحاً. أهملت الباء والتاء مع الدال والذال في الثلاثي.

 

ب-ت-ر

بَتَرَ الشيءَ يَبْتُرُه بَتْراً، إذا قطعه؛ وكل قَطْعٍ بَتْر. ومنه سيف باتِر وبَتّار وبَتُور، أي قاطع، والجمع بَواتر وبِتار. وحمار أبتَرُ، والجمع بُتر، إذا كان مقطوعَ الذَّنَب، وكذلك ما سواه من البهائم. وكل ما بُتر عن شيء فهو أبتَر. والتِّبْر: الذهب. وقال قوم: هو الذهب المستخرَج من المعادن قبل أن تصاغ. وقال قوم: بل الذهب كله تِبْر. والتَّبار: الهلاك. تَبَّرَه اللهّ تتبيراً، إذا أهلكه ومَحَقَه هكذا فسَّره أبو عبيدة في التنزيل في قول اللّه عزَّ وجلَّ: " مُتَبَّر ما هم فيه، أي مهْلك، واللّه أعلم.

والبُرْت: الدليل. رجل بُرْت، إذا كان دَليلاً. قال الشاعر:

أذأبْته بمَهامِهٍ مـجـهـولةٍ

 

لا يهتدي بُرْت بها أن يَقْصِدا

وقال آخر:

وما صحٍ تَتْلهُ فـي مُـغْـبَـرِّهْ

 

عَينُ الدليل البُرْتِ عن ذي شَرَهْ

تَتْلَه: تتحيّر. والماصح: المندرس. والبرت: الدليل الماهر، عن الأصمعي. وعن ذي شَرِّه، أي عن قبيح أمره. وكل حديدة يُقطع بها النخل أو الشجر فهي بُرْت.

والرَّتْب: الفَوْت بين الخِنْصِر والبِنْصِر، وكذلك بين البِنْصِر والوسطى.

والرُّتْبَة المنزِلة وكذلك المَرْتَبَة. وبعض العرب يسمّي عَتَبات الدَّرَج رُتَباً.

ورَتَبَ الشيءُ يَرْتُبُ رًتوباً، إذا ثبت فلم يتحرك. قال الشاعر:

وإذا يَهُبُّ من المـنـام رأيتَـهُ

 

كرُتُوبِ كعبِ الساقِ ليس بزُمل

والتُّرْتُب: الثابت الذي لا يزول. قال الشاعر:

بنى اللؤمُ بيتاً على مَذْحِـج

 

وأضْحَى على مَذْحِج تُرْتُبا

أي لا يبرح. يقال: لا يزال هذا الشيءُ على بني فلان ترْتُباً، أي دائماً.

ويقال: فلان في رَتَب من عيشه، إذا كان في غِلَظ. والتَرِبَة: ضرب من النبت.

والتَّريبة: مَجال القِلادة في الصّدر، والجمع التَّرائب. والترْب: اللّدَة الذي ينشأ معك، والجمع أتراب. وتَرِبَ الرجلُ، إذا افتقر؛ وأتْرَبَ، إذا استغنَى. والمَتْرَبَة: الفقر، وكذلك فُسِّر في التنزيل. ويَتْرَب: موضع قريب من اليَمامة. وكان ابن الكلبي يقول:

مواعيدَ عُرقوبٍ أخاه بيَتْرَبِ

ويُنكر بيثرب لأن عرقوباً عنده من العماليق، وغيره يقول: من الأوس. وقال بعض النُسّاب: عًرقوب بن مَعْبَد أحد بني عَبْشَمْس بن سعد. وتُرْبَة الأرض: ظاهر ترابها. وترْبَة المَيّت: رَمْسُه، وتُجمع التُّربة تُرَباً. وتُرْبَة: موضع، لا تدخله الألف واللام. والتُّراب والتَّيْرَب والتَّوْرَب كله من أسماء التراب. وقد قالوا: التُّرَباء والتَّرْباء، في وزن فُعَلاء وفَعْلاء. وتُرْبان: موضع معروف.

أهملت الباء والتاء مع الزاي والسين، إلا في قولهم السبت. والسَّبْت: الدهر. والسَّبت: الأديم المدبوغ. وغلام سَبْت، أي جريء عارِم. وأنشد أبو حاتم عن أبي زيد:

لأنْتَ خَيْر من غلام أبْـتـا

 

يُصْبِحُ سكرانَ ويمسي سَبْتا

 

الأبْت: الغلام الحار الرأس. ويوم آّبت، أي حارّ؛ أي جريئاً على الناس يؤذيهم، مأخوذ من السَّبَنْتى. وسمِّي السبتُ سَبْتاً لأنّهم كانوا يَدَعُون العلم فيه فيَسْبُتون، أي ينامون وتسكن حركاتُهم. وأصل السبات السكون. ورجل مَسْبُوت، وبه سُبات. وسُبِتوا، إذا استرخوا، وسَبَتوا، بفتح السين، إذا تركوا العمل يوم السبت.

وانسَبَتَتِ البُسْرَة، إذا لانَتْ. وسَبَتَ الشيء، إذا قطعه. وسَبَتَ أنفَه، إذا اصطلمه بالسيف. وسَبَتَ رأسَه، إذا حلقه. والسبْت: ضرب من سير الإبل. قال الشاعر:

بمُقْوَرَةِ الألياطِ أمّا نَهارُها

 

فسبْت وأما ليلُها فذَمِـيلُ

ويُروى: وأما ليلها فهي تَنْعَبُ. والنعب: ضرب من السَير. والذميل: ضرب من السير أيضاً. والسبت: نبت يشبه الخِطمِيّ، زعموا. والسِّبت: الأديم المدبوغ بالقَرَظ تُتَّخذ منه النعال. ورأى النبي صلَى الله عليه وسلَّم رَجُلاً يمشي بين القبور في نعلين فقال: "يا صاحبَ السِّبْتيّتين، اخلَعْ سِبْتيتيك ".

أهملت الباء والتاء مع الشين والصاد والضاد والطاء والظاء.

 

ب-ت-ع

البتَع: شدة العُنُق، رجل ابتع وامرأة بتعاء. وكذلك هو في غير الإنسان. قال الشاعر:

كلُّ عَلاةٍ بَتَع تَلِيلُها

والبِتْع: نبيذ يتَّخذ من عسل النَّحل، وقد جاء فيه النهيُ.

تَبَعُ الرجل: الذين يتبعونه. وتبع المرأة: الذي لا يفارقها، يتبعها حيث كانت مثل الطِّلْب؛ رجل أتبع وامرأة تَبْعاء. وتَبِعْتُ الرجلَ واتَّبعته، وبينهما فرق في اللغة، هكذا يقول أبو عبيدة: تبِعت الرجلَ، إذا مَشَيْت معه، واتَبعته، إذا مَشَيْت خلفَه لتلحقَه. وبقرة مُتْبِع، إذا كان ولدها يَتْبَعها، والولد تَبِيع. والتَّبابعة سُموا بذلك لاتّباع بعضهم في الملك بعضاً. وسمِّي الظل تُبَّعاً لاتّباعه الشمسَ. قالت سلمى الجهَنية تصف رجلاً هذه صفته:

يَرِدُ المياهَ حَضيرةً ونَفيضةً

 

وِرْدَ القَطاةِ إذا اسمَأل التبعُ

أي إذا نقص الظلُّ. يقال: اسْمأل الرجل، إذا نحل جسمُه. والحَضيرة: ما بين السبعة إلى العشرة يُغزى بهم. والنفيضة: الذين يتقدَّمون الجيشَ فيَنفِضون الأرضَ نحو الطليعة. فهي تقول إن هذا الرجل ربّما غزا في نفيضة وربما غزا في حضيرة. ويقال: ليس عليك من هذا الأمر تَبِيعة وتَباعَة وتبِعَة، وهي أعلى، أي لا يلحقك منه شيء تكرهه. وأتبَعْت القومَ بصري، إذا أتبعتَ النظرَ في آثارهم. قال الشاعر:

أتْبَعْتُهم بَصَري والآلُ يرفعـهـم

 

حتّى اسْمدرَّ بطرف العين إتآري

وتَعِبَ الرجلُ يَتْعَب تَعَباً، إذا أعيا من مشي أو عمل؛ والرجل تَعِب، وأتْعَبَه غيره.

والعَتْب من قولهم: عَتَبْت على الرجل عَتْباً ومَعْتِبَة، إذا وَجَدْت عليه مَوْجدةً. والرجل عاتب. قال الشاعر:

تَبِيت الملوك على عَتْبهـا

 

وشَيبانُ إن غَضِبَتْ تُعْتَبُ

وأعتَبْتُ الرجلَ إعتاباً، إذا عاتبك فارْضَيته. وعَتَبَ البعيرُ عَتَباناً، إذا ظَلَعَ ومشى على ثلاث. والعَتَب: الغِلَظ من الأرض. قال الراجز:

من عَتَبِ الأرض ومن وُعُورِها

وعَتَبة الباب: أسْكُفَّته. وقال قوم: بل العَتَبَة العليا والاسْكُفَة السفلى. ويقول الرجل للرجل: لك العُتْبَى، أي لك الرضا. والعِتاب: معروف، وهو تعاتُب الرجلين.

وقد سمَّت العرب عُتْبَة وعُتيْبَة وعَتّاباً ومعتباً وعِتْبانَ وعتيباً، وهو أبو بطن منهم.

 

ب-ت-غ

البَغْت: المفاجأة. قال الشاعر:

ولكنّهم بانوا ولـم أدرِ بَـغْـتَة

 

وأنْكَأ شيء حين يَفْجَؤك البَغْت

وباغَتَه الأمرُ مُباغتة وبِغاتاً وبَغْتَة، إذا فاجأه. فأما الباغُوت فأعجمي معرب، وهو عيد للنصارى.

 

ب-ت-ف

أهملت.

 

ب-ت-ق

القَتَب: قَتَب البعير، والجمع أقتاب، إذا كان مما يحمل عليه، فإذا كان من آلة السّانِية فهو قِتْب. والقِتْب: المِعَى، بكسر القاف، والجمع أقتاب. وجاء في الحديث: " يَسحب أقتاب بطنه في النار "، أي أمعاءه، والله أعلم. وقِتْب البطن، مؤنثة تصغيرها قُتَيْبَة؛ وبها سمِّي الرجل قتيبة. والقِتْب: بعض آلة السانِية في قول بعضهم، مثل أعلاقها وحِبالها. وقال آخرون: بل القِتْب قِتْب صغير يُجعل على ظهر السانية مثل أعلاق الحبال التي تعلُّق بها الدلوُ وتشد على البعير. ويقال: ما له قَتوبَة، أي بعير يصلح للقَتْب.

 

ب-ت-ك

بَتَكَ الشيءَ يبتُكُه بَتْكاً، إذا قطعه. وسيف باتِك وبَتوك، إذا كان صارماً. وفي التنزيل: " فَلَيُبَتِّكن آذانَ الأنْعام ". والبِتْكَة: القِطعة من كل شيء، والجمع بِتَك. قال زهير:

حتى إذا ما هَوَتْ كَف الوليد لها

 

طارت وفي كفه من رِيشها بِتك

وكبَتَ الله أعدامه كَبْتاً، إذا ردهم بغيظهم. والعدوّ مَكبوت، والفاعل كابِت. وقد كتبَ الكتابَ يَكتبه كَتْباً، إذا جمع حروفَه. وأصل الكتب ضَمُّكَ الشيء إلى الشيء.

وكتبت المَزادةَ وغيرَها أكْتُبها كَتْباً، إذا خَرَزْتها. والخرْزَة: الكتْبَة، والجمع الكُتَب.

وكتبتُ البغلة أكتبها وأكتُبها، إذا ضَمَمْتَ أشْعَرَيها بحَلْقَة. قال الشاعر:

لا تَأمَنَن فَزارياً خَلَوْتَ بـه

 

على قَلُوصك وآكْتُبْها بأسيارِ

وكتَّبت الكتيبةَ، إذا ضَمَمْتَ بعضَ أهلها إلى بعض. ويقال: رجل حسن الكِتْبَة والكِتابة. والمُكْتِب: الذي يعلَم الكتابة. والمُكاتَب: الذي يشتري نفسَه ويكاتِب عليها.

وبنو كَتْب: حيّ من العرب. والكُتّاب: سهم صغير يتعلم به الصِّبيان. قال: والكُتّاب بالتاء والثاء. وبَكَّتُ الرجلَ تبكيتاً، إذا وبَّخته.

 

ب-ت-ل

بَتَلْتُ الشيءَ أبْتُلُه وأبْتِلُه بَتْلاً، إذا قطعته. قال الشاعر:

كأن لها في الأرض نِسْياً تَقُصهُ

 

على أمَها وإن تُكَلمْكَ تَبْـلِـتِ

تَبْلِت، أي تنقطع فلا تطيق الكلام إذا تحدَّثتْ وتكلَّمتْ، ولكنها جاءت بالمعنى في كلمة واحدة. قال الراجزْ:

وصاحب صاحبْتُهُ زَمِـيتِ

 

مُقَرْطِسً في قوله بَلِـيتِ

ليس على الزّادِ بمُسْتَمِيتِ

والنِّسْي: ما يُنسى من شيء. يقول: إذا مَشت نظرت إلى الأرض كأنّها تطلب شيئاً سقط منها. وعلى أمَها، أي على قصدها وطريقها، أي تقطِّع كلامَها رويداً رويداً، وهو مقلوب من البَتْل. وحَلَفَ على يمينٍ بتَةً بَتْلَةً، أي قَطَعَها قَطْعاً. وسُمِّيت مريم عليها السلام البَتُولَ لانقطاعها عن الناس. والراهب المتبتِّل: المنقطع عن الناس. وفي التنزيل: " وتَبَتَّلْ إليه تَبْتيلاً "، أي انقطِعْ إليه انقطاعاً، هكذا يقول أبو عُبيدة، واللُه أعلم. وانبتلتِ الفَسِيلةُ عن أمها، إذا انقطعت عنها، فالنَّخلة مُبْتِلَة والفَسِيلة بَتِيلة. قال الشاعر:

ذلك ما دِينُك إذ جنِّبَت

 

أحمالُها كالبُكُرِ المُبْتِل

ما: لَغْو، أي ذلك دأبُك. ويُروى: أجمالُها بالجيم، شبَّه الجمال بالنخل المنبتِل، وهو الذي يتفرق عنها فسيلُها. والبُكر: جمع بَكُور، وهي النخلة التي تَعْجَل ثمرتُها.

وبَتِيل اليمامة: جبل منقطع عن الجبال. والتَّبْل: الوَغْم في القلب. يقال: تَبَلَتْ فلانة فلاناً، إذا هيَّمته كأنها أصابت قلبَه بتَبْلٍ. وتَبالة: موضع معروف. والتّابِل: الأبزار، والجمع التَوابل. ولَتَبَ في سَبَلَة الناقة، إذا نَحَرَها، يَلْتِب لَتْباً وهو لاتِب. قال: وأحسب أن بني لتْب بطن من العرب، منهم ابن اللُّتْبِية من الأزد له صُحبة. ولَتَبَ بالمكان، إذا أقام به. ولَتَبَ الجُلَّ عن الدّابة، إذا تركه أياماً وألْتَبه.

 

ب-ت-م

أهملت.

 

ب-ت-ن

تَبِنَ تَبانةً، إذا فطن للشيء. والتَّبانة: الفِطْنَة. ورجل تَبِن: فَطِن. والتِّبْن: معروف.

 

والتِّبْن: العُسّ العظيم من الخشب يُحلب فيه. وقال بعض أهل اللغة: بل التِّبْن الذي لا تحكم صنعتُه فهو غليظ. ونَبَتَ الشيء نَباتاً ونَبْتاً وأنْبَتَه اللّه إنباتاً. وكأن النَّبات جمع نَبْت. وقال قوم من أهل اللغة: بل النَّبات والنبت واحد. وقد سمت العرب نابِتاً ونَبْتاً ونَبِيتاً ونُباتة. وبنو النَّبْت: حي منهم. وما أحسنَ نِبْتَة هذه الشجرة والشَعَر.

والرجل في مَنْبِتِ صدْقٍ، أي في أصل كريم. وقالوا: أنْبَتَ البَقْل، في معنى نَبَتَ. وأنكر الأصمعي ذلك وقال: لا أعرف إلّا نَبَتَ البقلُ وأنْبَتَه الله نَباتاً؛ وكان يطعن في بيت زهير:

رأيتُ ذوي الحاجاتِ حولَ بيوتهم

 

قَطيناً بها حتى إذا أنبتَ البَقْـلُ

ويقول: لا يقول عربي أنبَتَ في معنى نَبَتَ. وأنبَتَ الغلائم، إذا راهق واستَبانَ شعرُ عانته. والتّنْبيت: كل ما نَبَتَ على الأرض من النبات. قال الراجز:

مَرْتٍ يناصي حَزْمَها مرُوتُ

 

بيداءَ لم يَنْبُت بها تَنْـبِـيتُ

فأما اليَنْبوت فشجر معروف، وستراه في موضعه إن شاء الله.

 

ب-ت-و

والتَّوْب: مصدر تابَ يَتوب توْباً، ومواضعها في المعتل كثيرة تراها إن شاء الله.

البُوت: ثمر شجر. هَبَتُّ الرجل أهْبِتُه هَبْتاً، إذا ذَلَلْتَه. ورجل هَبِيت ومَهْبُوت، إذا كان ضعيفاً جباناً. وبه هَبْتَة، أي ضعف.

قال أبو حاتم: المهْبُوت: الطائر يُرسل على غير هداية. وأحسبها مولَّدة. وبَهَت الرجل أبهَتُه بَهْتاً، إذا واجَهْتَه بما لم يَقُل. ولا يكون البَهْتُ إلا مواجهة الرجل بالكذب عليه. وفي حديث النبي صلَّى الله عليه وسلَم: "اليهود قوم بُهْت ".

وبُهِتَ الرجل فهو مَبْهُوت، إذا استولت عليه الحُجَّة. وفي التنزيل: "فبُهِتَ الذي كَفَرَ". وتقول العرب: إذا استعظمتِ الأمرَ: يا لِلْبَهِيتة. والرجل باهِت وبَهّات ومُباهِت وبَهُوت. والبُهْتان: فُعْلان من البَهْت، كما قالوا: عُثْمان من العَثْم، ودهمان من الدَّهم، وهو الجمع الكثير.

 

ب-ت-ي

البيت: معروف. وبَيَّت الأمرَ تبييتاً، إذا عملته بالليل. وكل كلام لَخَّصْتَه أو رأي أجَّلْتَه بالليل فهو مُبَيَّت. وماء بَيوت، إذا بات ليلةً في إنائه. وبَيَّتُّ القومَ، إذا أوقعت بهم ليلاً. والمصدر التَّبييت، والاسم البَيات. وفي التنزيل: " أفَأمنَ أهلُ القُرى أن يأتِيَهُم بَأسُنا بَياتاً وهم نائمون ". والمَبِيت: الموضع الذي يُبات فيه. وسُمِّي البيت من الشِّعر بيتاً لِضمّه الحروف والكلام كما يَضُم البيتُ أهلَه. وامرأة الرجل: بيته. قال الراجز:

ما لي إذا أجذِبُها صَأيْتُ

 

أكِبَر قد غالني أم بَيْتُ

يريد بالبيت المرأة، لأن العَزَب أقوى وأشدّ. وهذا الرجل يصف دلواً. صَأيت: من قولهمِ صَأى الفَرْخُ، إذا سمعت له صوتاً ضعيفاً، وإنما يريد أنينه من ثِقَل الدلو. ولا يقال: أعزَبُ ألبتَّةَ، إنما يقال: رجل عَزَب، وامرأة عَزَب. والبيت: القبر. قال الشاعر:

وصاحبُ مَلْحُوب فُجِعْنا بيومه

 

وعند الرِّداع بَيْتُ آخرَ كَوْثَرِ

وقد سمَّى الله عزَّ وجلَّ بَيْتَ العنكبوت بيتاً، وذلك قوله تعالى: " مَثَلُ الذين اتَّخَذوا من دونِ الله أولياءَ كمَثَل العنكبوتِ اتَخذَتْ بيتاً وإنّ أوْهَنَ البُيوتِ لَبَيْت العنكبوت ". والبيت من بيوتات العرب: الذي يجمع شرفَ القبيلة كآل حصن الفَزاريّين، وآل ذي الجدَّين الشَّيبانيين، وآل عبد المَدان الحارثيين. وكان ابن الكلبي يزعم أن هذه البيوت أعلى بيوت العرب.

 

باب الباء والثاء

مع سائر الحروف في الثلاثي الصحيح

ب-ث-ج

ثَبجُ كل شيء: وَلمسَطه، وجمعه أثباج وثُبُوج. ورجل أثبَجُ وامرأة ثَبْجاءُ، إذا كان عظيم الجوف. وكذلك فرس أثبَجُ: واسع الجوف وعظيمه. وقوم ثُبْج: جمع أثبج. وثَبَجَ الرجلُ ثُبوجاً، إذا أقْعَى على أطراف قدميه كأنه يستنجي وَتَراً؛ ومعنى يستنجي وَتَراً: يقوم على أطراف قدميه يقطع الوتر من جلده؛ يقال: استنجيتُ من هذه الشجرة غصناً، إذا أخذته منها، ومن متن البعير وَتَراً. وكل شيء أخذته من شيء فقد استنجيته منه. قال الراجز:

إذا الكُماةُ جثموا على الرُّكَـبْ

 

ثَبَجْتَ يا عمرُو ثُبُوج المحتطِبْ

وثبجْتُ الكلامَ تثبيجاً، إذا لم تأتِ به على وجهه. وتَثَبَّجَ الرجل بالعصا، إذا جعلها على ظهره وجعل يديه من ورائها. وثَبج الرمل: معظمه، وكذلك ثَبَج البحر وثَبَج كل شيء.

 

ب-ث-ح

بحثتُ عن الشيء أبحث بَحْثاً، إذا كشفت عنه؛ وكأنَّ أصل ذلك ابتحاثك التراب عن الشيء المدفون فيه. وفي مثل من أمثالهم: "كباحثةٍ عن حَتْفِها بظِلْفِها"، وذلك أن شاة بَحثت عن سِكِّين مدفون بظِلفها فذُبحت به. وكل شيء بحثتَ عنه فقد كشفتَ عنه. ثم كثر ذلك حتى قالوا: بحثتُ عن الكلام والسرّ وما أشبه ذلك. ويقال: "تركته بمَباحث البَقر"، أي بحيث لا يُدرى أين هو.

 

ب-ث-خ

خَبَثُ الحديد والفِضَّة: ما نفاه الكِير. ورجل خبيث: رديء المذهب. وخَبُثَ الرجلُ خُبْثاً، إذا صار خبيثاً. والمُخْبِث: الذي له أصحاب خُبَثاء. والخِبْثَة: الفجور. وفلان لخِبْثَةٍ كما يقال لزِنْيَةٍ ولغِيَّةٍ، بالفتح والكسر من الغَيّ، وأما الزِّنية فليس إلاّ بالكسر. ويكنَّى عن ذي البطن فيسمَّى خَبَثاً. وطعام مَخْبَثَة، إذا كان من غير حِلّه.

والخبيث: ضد الطيِّب من الرزق والولد. ويقال للأمَة: يا خَباثِ أقْبِلي، معمول عن الخُبْث. ونزل به الأخْبَثانِ: الرَّجِيع والبَوْل. وفي حديث النبي صلَّى الله عليه وسلّم: " لا يُصَلِّ أحدُكم وهو يدافِع الأخْبَثَيْن ". وذهب منه الأطيبان: الشَّبابُ والنِّكاح، وبقي منه الأخْبَثان. ويسمَّى الرجل مخْبَثان اشتقاقاً من الخُبْث.

أهملت الباء والثاء مع الدال والذال.

 

ب-ث-ر

ماء بَثْر، أي كثير، والبَثْر: القليل. قال أبو عبيدة: البَثْر من الأضداد، يقال: ماء بَثْر: كثير، وماء بَثْر: قليل. والبَثْر الذي يظهر على البدن: عربي معروف.

والبثرة: الأرض السهلة الرِّخْوَة. وثَبْرَة: موضع معروف. قال الراجز:

نجيتُ نفسي وتركتُ حَزْرَهْ

 

نِعْمَ الفتى غادَرْتُه بثَـبْـرَهْ

لن يُسْلِمَ الحُرُّ الكريمُ بِكْرَهْ

قال أبو بكر: حَزْرَة ابنه، وكان بِكْرَه. والشِّعر لعُتيبة بن الحارث بن شِهاب، وهو من الفرسان المعدودين، ففرَّ عن ابنه يوم ثَبْرَة، قتلته بنو تغلب فقال ما قال.

والثَّبْرَة: تراب شبيه بالنُّورَة يكون بين ظهري الأرض فإذا بلغ عِرْقُ النَّخلة إليه وقف، فيقولون: بلغت النَّخلةُ ثَبْرَةً من الأرض. ورجل مَثْبور: مهْلَك.

وثَبِير: جبل معروف، وهي أربعة أثبِرة كلُّها بالحجار. وكانوا يقولون في الجاهلية إذا وقفوا بعَرَفَة: أشْرِقْ ثَبِيرْ كيما نُغِيرْ. ومَثْبِر الناقة: الموضع الذي تطرح فيه ولدها وما يخرج معه وثَبَرَ البحرُ، إذا جَزَرَ. وتثابرتِ الرجالُ في الحرب، إذا تواثبت. والمُثابِر على الشيء: المواظِب عليه. والثُّبُور: الويل والهلاك؛ وكذلك فسِّر في التنزيل: " دَعَوْا هنالك ثبُوراً "، أي ويلاً، والله أعلم.

والبَرْث: الأرض السهلة، والجمع بِراث وأبراث وبُرُوث. وفي الحديث: "ما كان من حَرْثٍ أو بَرْثٍ "، فالحرث: الزرع، والبرث: البَراح الذي لا زرعَ فيه.

وتقول: رَبَثْتُ الرجلَ عن الأمر ورَبَّثْتُه، إذا حبسته عنه وصرفته. والربائث: الأمور تَرْبُثُ عن الحركة. وفي الحديث: "تعترض الشياطينُ الناسَ يوم الجمعة بالربائث "، أي بما يُرَبِّثهم عن الصلاة، واللهّ أعلم. والرَّبْث من قولهم: رَبَثَني عن كذا وكذا رَبْثاً، إذا حبسني عنه. ورَبَّث فلان فلاناً، إذا حبسه عن الشيء. ولى عن هذا الأمر رَبيث، أي تحبُّس. والثَّرْب: الشَّحم الذي على الكَرِش والتَّثريب: الأخذ على الذنب. وأثارِب: موضع بالشام.

أهملت الباء والثاء مع الزاي والسين.

 

ب-ث-ش

الشَبَث: دُوَيبَّة من أحناش الأرض، والجمع الشِّبْثان. وتشبَّثت بالشيء، إذا تعلّقت به. وشُبَيْث: ماء معروف. واشتقاق شَبَث من هذا، وهو اسم رجل.

أهملت الباء والثاء مع الصاد.

 

ب-ث-ض

ضَبَثَ على الشيء، إذا قبض عليه قبضاً شديداً، يَضْبِث ضَبْثاً. ومَضابِث الأسد: مخالبه، وبه سمِّي الأسد ضُباثاً لشدَّة قبضه.

 

ب-ث-ط

استُعمل من وجوهها: الثبْط، ثَبَطْتُ الرجل عن الشيء وثَبطْتُه عنه، إذا ربثْتَه تثبيطاً وثبْطاً. والرجل مثبَّط ومَثبوط، إذا أراد شيئاً فرددْتَه عنه وصَددْتَه. والفاعل مُثبِّط وثابط. وفي بعض اللغات: ثَبِطَتْ شفةُ الإنسان ثَبْطاً، إذا وَرِمَتْ، وليس بالثَّبْت.

 

ب-ث-ظ

أهملت.

 

ب-ث-ع

بَثِعَت شفةُ فلان تَبثع بَثَعاً، والشفة باثِعة، إذا غَلُظَ لحمُها وظهر دمُها. والرجل أبْثع والمرأة. بَثْعاءُ، وهو مستقبَح. وبَعَثْتُ الرجلَ في الحاجة أبعَثه بَعْثاً، وبعثتُه على الشيء، إذا أرغْته أن يفعله. والبَعْث: الجند يُبعثون في الأمر.

ويوم البَعْث: يوم القيامة لأن الناس يبعثون من أجداثهم. ويوم بُعاثٍ: يوم معروف من أيام الأوْس والخزْرَج في الجاهلية؛ سمعناه منٍ علمائنا بالعين وضمّ الباء، وذُكر عن الخليل بالغين معجمة، ولم يُسمع من غيره. قال أبو بكر: وليس هذا صحيحاً عن الخليل أيضاً. وانبعثَ القومُ في الخير والشر انبعاثاً، إذا تتابعوا.

وقد سمَّت العرب باعثاً وبَعيثاً. والعَبَث من قولهم: عَبَثْت بالشيء أعْبَث عَبَثاً.

والعَبِيثة: سَمْن يُلَت بأقطٍ. قال رؤبة:

فقلت إذ أعيا امتِياثاً مـائثُ

 

وطاحتِ الألبانُ والعَبـائث

إنكَ يا حارثُ نِعْمَ الحارِثُ

والثعْب: انثعاب الماء. وماء مثْعَب وأثْعُوب، إذا سال. والثُّعبان: ضرب من الحيّات. قال أبو حاتم: زعموا أنها حيّات عظام تكون بناحية مصرَ. وقد جاء في التنزيل. والثُّعَبَة: دابة أغلظ من الوَزَغَة لها عينان جاحظتان خضراوان، تلسع وربما قتلت. ومثل يتداوله أهل اليمن بينهم: "ما الخَوافي كالقِلَبَة ولا الخُنّاز كالثُّعَبَة "، فالخَوافي: سَعَف النَّخل الذي دون القِلَبَة، والخُنّاز: الوَزَغَة.

 

ب-ث-غ

الثَّغْب والثَّغَب، وفتح الغين أكثر: الغدير في غِلَظ من الأرض. وقال قوم: بل كل غدير يستنقِع فيه الماء ثَغَب، والجمع ثِغاب وأثغاب. قال عنترة، ويقال عبيد بن الأبرص:

ولقد نَحِلُّ بها كأنَ مُجاجَها

 

ثَغب يصفقُ صَفْوُه بمُدام

وقال ذو الرُّمّة:

فما ثَغَبْ باتت تُصَفِّقُه الصَّبا

 

قَرارةَ نِهْي أتْأقَتْة الرَّوائحُ

والبُغْثَة: كُدرة في وُرقة، وهو لون الأبْغَث من الطير وغيرها؛ عنز بَغْثاءُ، إذا كانت كذلك. وبُغاثُ الطيرِ: شِرارها وما لا يصيد منها. قال أبو عبيدة: يقال: بَغاثَة وبَغاث، مثل نعامة ونَعام، والجمع: بِغْثان. قال الشاعر:

بُغاثُ الطير أكثرُها فِراخاً

 

وأمُّ البازِ مِقْلات نَـزُورُ

ب-ث-ف

أهملت.

 

ب-ث-ق

انبثقَ الماءُ وبَثَقَ، إذا انفجر من حوض أو سِكْر، والماء باثِق ومنبثِق.

وثَقَبَت النارُ تَثْقُب ثُقُوباً، إذا أضاءت، وكذلك النجم إذا أضاء، والنجم ثاقب. والثّقاب: كل ما ثُقِبَتْ به النار من حُراق أو غيره، وهو الثقوب أيضاً. قال الشاعر:

أذاعَ به في الناس حتى كأنّه

 

بعَلْياءَ نارٌ أوقِدَت بثُقُـوبِ

يُروى بفتح الثاء وضمّها؛ واللغة الفصيحة: أثْقَبْتُ النارَ إثقاباً فثَقَبَت. قال الأسْعَر الجُعْفي:

فلا يَدْعُني قومي لكعب بن مالك

 

لئن أناَ لم أسْعِرْ عليهم وأثْقِـبِ

فسمَي الأسْعَر. ورجل ثاقِب الرأي، إذا كان جزلاً نَظّاراً.

وثَقَبْت الشيء أثقُبه ثَقْباً، إذا أنفذته. ولا يكون الثقب إلا نافذاً. وصناعة الثاقب: الثِّقابة. وسمِّي المُثَقِّب الشاعر بقوله:

أريْنَ محاسِناً وكَنَنَّ أخرى

 

وثَقَّبْنَ الوصاوصَ للعُيونِ

وكل حديدة ثَقَبْتَ بها فهي مِثْقَب. وربما سُمِّي الرجل الجيّد الرأي مِثْقَباً.

والمَثْقَب: طريق في حَرّة أو غِلَظ، وكان فيما مضى طريق بين اليمامة والكوفة يسمّى مَثْقَباً. والثِّقاب: رَكايا تُحفر في بطن الأرض ينفذ بعضُها إلى بعض. وزعم قوم أن الثِّقاب الهواء، والفُقُر التي يجري فبها الماء تحت الأرض. والأثْقُوب: الرجل الدخّال في الأمور. ومِثْقَب: طريق بين الشام والكوفة كان يُسلك في أيام بني أمية. وقد سمّت العرب قَباثاً، ولا أدري مِمّا اشتقاقه، وسألت أبا حاتم عنه فلم يعرفه.

 

ب-ث-ك

كَثَبْت الشيءَ أكثِبُه وأكثُبُه كَثْباً، إذا جمعته، فهو مَكثوب. ومنه اشتقاق الكَثِيب من الرَّمل. والكُثْبَة: كل شيء جمعته من طعام وغيره. ويقال: نَعَم كُثاب، إذا كان كثيراً. والكُثّاب: سهم صغير يتعلُّم به الصبيان. ويقال: ارْم الصيدَ فقد أكْثَبَك، أي دنا منك. وقال بعض أهل اللغة: معنى أكْثَبَكَ، أي أمْكَنَك من كاثِبته.

والكاثِبة: موضع يد الفارس برمحه أو بعِنانه. قال الشاعر:

لَهُن عليهم عادَة قد عَرَفْـنَـهـا

 

إذا عُرّض الخَطِّيُّ فوق الكَواثبِ

قال أبو بكر: وهذا كما قالوا: أفْقَرَكَ، أي أمكَنَك من فَقاره. ثم كثر في كلامهم حتى صار كل قريب مُكْثِباً؛ والاسم الكَثَب. والكاثِب: جبل معروف. قال الشاعر:

لأصبحَ رَتْماً دقاقَ الحَصَى

 

مكانَ النَّبي من الكاثِـبِ

والنَّبيّ: ما ارتفع من الأرض، غير مهموز. وكَثَب: موضع، زعموا.

والكَباث: ثمر الأراك، والواحدة كَباثة. ويقال: تَكَنْبَثَ الرجلُ، إذا تداخل بعضُه في بعض. ورجل كُنْبُث وكُنابِث والجمع كَنابث، إذا كان كذلك. والنون فيه زائدة.

 

ب-ث-ل

لَبِثَ بالمكان يَلْبَثُ لَبْثاً ولَبَثاً ولباثاً ولَبَثاناً، وهو لابِث؛ وألْبَثْتُه إلباثاً. ولي لُبْثَة على هذا الأمر، أي توقُّف.

وثلبَ الرجلَ يَثْلُبه ويَثْلِبه، إذا ذكر قبائحَه، فهو ثالِب والرجل مَثلوب. والمَثْلَبَة والمثْلُبَة: العيب الذي يذكر به الرجل. وقال قوم من أهل اللغة: لا يجوز إلاّ مَثْلَبَة، بفتح اللام. والثلْب: البعير المسِنّ، ولا يقال للأنثى. قال الشاعر:

ألم تَرَ أنَّ النابَ تُحْلَـبُ عـلْـبَةً

 

ويُترك ثِلْب لا ضِراب ولا ظَهْرُ

أي لا ينزو ولا يُركب. ويقال: ثَلَبْتُ الشيءَ، في معنى ثَلَمْته. ويقال: تَثَلَّبَ الإناءُ، مثل تَثلَمَ سواء، وليس هذا بأصل، إنما هو قلب الباء ميماً. وثَلَبْتُ الشيء، إذا قلبتَه.

وثَلَبَ خُفُّ البعير، إذا انقلب. والأثْلَب: التراب؛ يقال: بِفيكَ الأثْلَبُ، أي التراب.

والثِّلِبّ: لقب رجل من العرب. قال الراجز:

يا رَبِّ إن كان بنو عَمِيرَهْ

 

رَهْطَ الثِّلِبِّ هذه مَقْصُورَهْ

ب-ث-م

أهملت.

 

ب-ث-ن

البَثْنَة: الأرض السهلة. وبه سُمِّيت المرأةُ بُثَيْنَةَ، ويقال بَثْنَةَ أيضاً، والفتح أفصح.

وفي الحديث: " فلما ألقى الشامُ بَوانِيَهُ وصار بَثَنِيةً وعسلاً عَزَلني ". فسّروه أنه بُرّ يُنسب إلى مدينة يقال لها بَثَنِيّة. وألقى الرجل بَوانيَه بموضع كذا وكذا، إذا استقرّ به. والنَّبْث: مصدر بَنَثْت التُّرابَ أنْبُثُه نَبْثاً، فهو مَنبوث ونَبِيث، إذا استخرجته من بئر أو نهر. والنّابث: الحافر، ثم كثر ذلك في كلامهم حتى قالوا: فلان يَنْبِث عن عيوب الناس، أي يتتبَّعها ويُظهرها. ونَبَثَتِ الضبُعُ الترابَ بقوائمها في مشيها، إذا استَثارَتْه. والأنْبُوثة: لعبة يلعب بها الصِّبيان، يحفرون حفيراً ويدفنون فيه شيئاً فمن استخرجه فقد غَلب. والثَّبْن: اتخاذك حُجْزَةً في إزارك تجعل فيه ما اجتنيته من ثبن رُطَب وغيره. وفي الحديث: "ولا تتَخذ ثِباناً"، أي لا تجعل حُجْزَة. والمَثْبَنَة: كيس تتَّخذ فيه المرأةُ مِرآتَها وأداتَها؛ لغة يمانية.

 

ب-ث-و

باثَ الشيءَ يَبُوثه بَوْثاً، إذا بحثه، وأباثه يُبيثه إباثةً كذلك، إذا حرَّكه؛ والشيء مَبوث ومُباث. ويقال: جِىءْ به من حَوْثَ وبَوثَ، وحَوْثُ وبَوْثُ، وحَوْثاً وبَوْثاً، ثلاث لغات، أي من حيث كان ولم يكن. ويقال: جاء فلان بحَوْثَ بوْثَ، إذا جاء بالشيء الكثير. ويقال: تركت القوم حوث بوث، إذا لم يدْرَ أين هم. وأغار فلان على بني فلان فتركهم حَوْثاً بَوْثاً، إذا تركهم متفرِّقين، أي فَرَقهم وبدّدهَم.

وثابَ يَثوب ثَوْباً وثُؤُوباً، إذا رجع، وكل راجعٍ ثائب. والمَثابة لها موضعان: مثابة البئر: مبلغ جُموم مائها، يقال: ثاب الماءُ إذا بلغ إلى حاله الأولى بعد ما يُستقى. والمَثابة: موقف السّانية في أعلى البئر. وأعطيت فلاناً ثوابَه، أي جزاء ما عمل.

وأثاب اللّه العبادَ يثيبهم إثابةً وثَواباً، إذا جازاهم بأعمالهم.

والمَثوبة مثل المَعُوضة، ثوَّبْتُ فلاناً من كذا وكذا، مثل عَوَّضته.

 

والثُّؤَباء: معروف، وهو التثاؤب. وأصله من ثُئبَ الرجلُ، إذا استرخى وكَسِلَ، فهو مَثؤوب. ومثل من أمثالهم: " أعدَى من الثّوَباء ". والأثْأب: ضرب من الشجر.

والتَّثويب: الدعاء للصلاة وغيرها. وأصله أن الرجل كان إذا جاء فَزِعاً أو مستصرخاً لوَّح بثوبه فكان ذلك كالدعاء والإنذار. ثم كثر ذلك حتى صار يسمَّى الدُّعاء تثويباً. والوَثْب: الطَّفْر؛ وَثَبَ يَثِب وَثْباً ووُثُوباً. والوَثْب، بلغة حمير: القعود؛ يسمّون السرير وِثاباً، ويسمون الملك الذي يلزم السريرَ ولا يغزو: مَوْثَبان.

 

ب-ث-ه

الهَبْث: التبذير، هَبَثَ مالَه يَهْبِثه هَبْثاً، إذا بذَّره وفرقه. والهَنابِث: الدواهي، الواحدة هَنْبَثَة، وهي الداهية. ويُروى بيت زعموا أنه لصفيَّة بنت عبد المطلب، ويزعمون أن فاطمة، عليها السلام، تمثّلت به:

قد كان بعدك أنبـاء وهَـنْـبَـثَة

 

لو كنتَ شاهدَها لم تَكْثُرِ الخُطَبُ

وبنو بُهْثة: بطنان من العرب: بُهْثة من بني سُليم، وبُهْثة من بني ضُبيعة بن ربيعة. واشتقاقه من البَهْث، والبَهْث: البِشر وحُسن اللقاء. ويقال: لَقِيَه فتباهثَ إليه وبَهَثَ إليه كأنه أبدى سروراً وبِشراً. وقال قوم: البُهْثة: ولد الغِيَّة، ولا أدري ما صحَته.

 

ب-ث-ي

أهملت إلا في قولهم ثَيِّب، وليس هذا موضعه.

 

باب الباء والجيم

مع سائر الحروف التي تليها في الثلاثي الصحيح

ب-ج-ح

بجحت بالشيء أبْجَح وبَجِحْت أيضاً، إذا فرحت به، وأبْجَحَني، إذا أفرحني. والجِبْح، والجمع أجباح، وهو موضع النحل. وحَبجَ الرجلُ يَحْبَج حَبَجاً وحُباجاً وحُبجَ فهو حَبج ومَحبوج، إذا أطِم عليه، أي حُبس نَجْوه فوَرِمَ بطنُه، أي احتبس بطنه. والحُباج أيضاً: انتفاخ البطن. وقالوا: حَبَجَ وخَبَجَ، إذا ضَرَطَ. والحَوْبَجَة، زعموا: ورم يصيب الإنسان في بدنه، لغة يمانية لا أدري ما صحَّتها. وحَجَبْت الشيءَ أحْجُبه حَجْباً، إذا سترته. والحِجاب: السِّتر. وكذلك فسِّر في التنزيل: " ججاباً مَستوراً "، أي ساتراً، واللّه أعلم. وكل شيء حَجَبَك فقد سَتَرَك. واحتجبتِ الشمس في السحاب، إذا استترت فيه. وحاجِب كل شيء: حَرْفه. ذكر عن الأصمعي أن امرأة قدَّمت إلى رجل خبزةً أو قُرْصاً فجعل يأكل في وسطه، فقالت: كُلْ من حَواجبه، أي من نواحيه. ويقال: بدا حاجب من الشمس، أي بدت ناحية منها. قال الشاعر:

تبدَّت لنا كالشَّمس تحت غَمامةٍ

 

بدا حاجب منها وضَنَت بحاجبِ

أي ناحية. وقال آخر:

وبَكْر لها بَرُّ العراق وإن تَخَفْ

 

يَحُلْ دونها من اليَمامة حاجبُ

وحاجب العين من هذا اشتقاقه لأنه يحجُب عنها شُعاع الشمس. وقد سمَّت العرب حاجِباً. والحَجيب: الأجَمَة. قال الأفْوَه:

فلما أن رأوها في وغاها

 

كآساد الغَريفة والحَجِيبِ

الغَريف: الشجر الملتفّ. قال الشاعر:

أم من يطالِعُه يَقُلْ لصحابـه

 

إن الغَريفَ يُجِنُّ ذاتَ القِنْطِرِ

القِنْطِر: من أسماء الداهية.

 

ب-ج-خ

خَبَجَ يَخْبِج خَبْجاً وخُباجاً، وهو ضراط الإبل خاصةً، وربما استُعمل لغيرها. وفي الحديث: " يَخرج الشيطانُ من البيت الذي يُقرأ فيه القرآنُ وله خَبج"، أي ضراط. والجَبْخ، مثل الجَمْخ، وهو التكبُّر والفخر. ورجل جامِخ وجابخ، وقالوا: جِمِّيخ في وزن فِعِّيل. وجَبخ الصبيان بالكِعاب وجَمَحوا، إذا طرحوها ليلعبوا بها. ويقال: خمجَ اللحمُ، إذا تغمر، يَخْمَج.

 

ب-ج-د

بَجَدَ بالمكان يَبْجُد بُجوداً، إذا أقام به، فهو باجِد. والبِجاد: كساء مخطَّط، والجمع بُجد. ويقال: فلان ابن بجْدَة هذا البلد، إذا كان عالماً به. والجَدْب: ضد الخِصْب. وأرَضُون جُدُوب. وأجدَبَ المكانُ إجداباً فهو مُجْدِب وجَديب. وجَدَبْتُ الرجل، إذا عِبْتَه. وفي الحديث: " إن عُمَرُ جَدَبَ السَّمَرَ بعد عَتمة "، أي عابه. قال الشاعر:

فيا لك من وجه جميل ومَنْطِقٍ

 

رخيم ومن خَلْقٍ تَعَلَلَ جادِبُهْ

أي عائبه. يريد أن العائب له يأتي بالعلل فلا يصدّق. والدجوب، بفتح الدال: الوِعاء أو الغِرارة يُجعل فيها الطعام. قال الراجز:

هل في دَجُوبِ الحُرةِ المَخِيطِ

 

وَذِيلَة تَشْفي مـن الأطِـيطِ

 

الوَذيلة هاهنا: القطعة من السَّنام، شبَّهها بسبيكة الفضة. والأطيط، أراد أطيط أمعائه من الجوع، وهو صوتها كما يَئِطُّ النِّسع. والدَبْج: النقش، أصله فارسيّ معرب، مأخوذ من الدِّيباج. ودَبَجَ المطر الأرضَ، إذا رَوَّضها، يدبِجها دَبْجاً.

وقد جمعوا دِيباجاً دَيابِيج، في لغة من جمع ديواناً دَياوِين.

وأنشد الأصمعي عن أبي عمرو عن يونس:

عَداني أن أزورَكِ أمَ بَكْرٍ

 

دَياوين تُشَقَّقُ بالـمِـدادِ

يريد تشقيق الكلام. عَداني: صَرَفني، وعَدِّ عن هذا، أي آصْرِفْ هَمَّك عنه.

 

ب-ج-ذ

جَبَذَ الشيءَ يَجْبذه جَبْذاً، مثل جذَبَ سِواء. وتسمى المَنِيَّة جَباذِ، معدول عن الجذب. وأهل العراق يسمُّون الجُمار الجَذَب، كأنه جُذب من النخل.

وناقة جاذِب، إذا قَل لبنُها، والجمع جواذب. قال الشاعر:

كأن قُتودي فوق جَـأب مُـطَـرَّدٍ

 

من الحُقْب لاحَتْه الجِذابُ الغَوارز

ويروى: الجِداد. وقال آخر:

بطعن كرمح الشَّول أمست غَوارزاً

 

جواذبُها تأبَى على المـتـغـبِّـرِ

والبَذَج، بفتح الباء والذال: الحَمَل، فارسي معرب، وقد تكلَمت به العرب. وفي الحديث: " فيخرج رجل من النّار كأنه بَذَج من الذل تُرْعَد أوصالُه ".

 

ب-ج-ر

جَبَرَ العظمُ جُبوراً وجَبَرَه الله جَبْراً، وهذا من أحد ما جاء على فَعَلْتُه ففَعَلَ. قال الراجز:

قد جَبَرَ الذينَ الإلهُ فـجَـبَـرْ

 

وعوّر الرَّحمنُ من ولَّى العور

والمصدر الجُبور. قال الشاعر:

فراق كقَيْص السِّنّ فالصبرَ إنّه

 

لكلّ أناس عَثـرَة وجُـبـور

ويُروى: كقَيض، بالضاد المعجمة. قال أبو بكر: من رواه بالصاد أراد الانصداع، ومن رواه بالضاد المعجمة أراد الانكسار، والقَيض أجود. وهذا البيت في كتاب خلقّ الإنسان عن الأصمعي، وهو لأبي ذؤيب، يرويه فِراقاً كقيص السنّ، وهو حُجَّة للانقياص، وهو أن تَنْشَقَّ السِّمن طولاً فيسقط نصفُها. يقال: انقاصَتْ سِنه انقياصاً. والجِبارة: واحدة الجَبائر، وهو الخشب الذي يُشَدُّ على العضو المكسور.

والجِبارة أيضاً: الدُّمْلُوج، وكذلك الجَبِيرة. وبه سمِّيت المرأة جَبِيرة. قال الأعشى:

وترِيكَ كفّا في الخِـضـا

 

ب ومِعْصَماً مِلءَ الجِبارَهْ

وقد سمّت العرب جبِيرة، واشتقاقها من الدُملوج.

والجُبار: الذي لا أرْشَ له. وفي الحديث: " العَجْماءُ جُبار" وجبار: اسم يوم الثلثاء عند العرب. وأجبرت الرجلَ على كذا فهو مجْبَر، إذا أكرهته عليه. والجَبْر: المَلِك. قال الشاعر:

وآسْلَمْ براووقٍ حَيِيتَ به

 

وآنْعَمْ صباحاً أيُّها الجَبْرُ

وقد سمَّت العرب جَبْراً وجُبيراً وجابِراً.

والجَبّار من النخل: الذي قد فات اليدَ. وأنشد:

أبعدَ عَطيتي ألفاً تَمـامـاً

 

من الجَبّار آزَرَها الهِراءُ

أذمُكَ ما تَرَقْرَقَ ماءُ عيني

 

عليَّ إذاً من الله العَفـاءُ

والهِراء، بلغة أهل نجد: الفسيل بعينه. وأهل البحرين زعموا أن الهِراء الطَلْع، والفسيل أولى بأن يكون في هذا البيت.

والبُرْج من بروج الحِصن أو القصر: عربي معروف والبُرج من بروج السماء لم تعرفه العرب إنما كانت تعرف منازل القمر وقد جاء في كلامهم.

والبَرَج: نَقاء بياض العين وصَفاء سوادها. وقال قوم: بل البَرَج والنجَل متقاربان في الصفة، رجل أبْرَجُ وامرأة برجاءُ. وتبرجتِ المرأةُ، إذا أظهرت محاسنَها.

ورَجَبت الرجل أرجبه رَجْباً، إذا أكرمته وعظّمته. وبه سُمِّي رَجب لتعظيمهم إياه. والرُّجْبة: شيء تسند به النَّخلة إذا مالت وكَرُمَت على أهلها، والنَّخلة مرَجَّبة. قال الشاعر:

ليست بسَنْـهـاءِ ولا رُجَـبِـيَّةٍ

 

ولكنْ عَرايا في السِّنين الجَوائح

والعَرايا واحدتها عَرِيَّة، وهي النَّخلة التي تَهَبُ حملَها لزائر أو ضعيف. وقال الحُباب بن المنذر: "أنا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ وعُذَيْقُها المُرَجَّب ".

والرّاجِبة: أحد فصوص الأصابع، والجمع رَواجب. قال الراجز:

يدْفَعُها بالرّاح والرَّواجبِ

والجَرَب: داء معروف في الناس والإبل وغيرها، جمَل أجْرَبُ وجَرِب، والجمع جَرْبَى وجرْب وجِراب. قال الشاعر:

 

جانِيكَ من يجني علـيكَ وقـد

 

يُعدي الصِّحاحَ مَبارِكُ الجُرْبِ

أنشدَناه أبو حاتم عن الأصمعي، وقال: أراد يُعدي الصحاحَ مَباركاً الجُرْبُ. ووجه الكلام: تُعدي الجُرْب الصِّحاحَ مَباركَ، أي في مَباركها. وجَربَ السيفُ، إذا أكله الصَّدَأ حتى يؤثر فيه، مهموز مقصور. وجِراب الركيّ: ما حولها من أعلاها إلى أسفلها. والجَريب: موضع معروف بناحية نجد. أنشدني عبد الرحمن عن عمه:

حَلَّت سُليمى جانبَ الجَريبِ

 

بأجَلَى مَحَـلَةَ الـغـريبِ

قال أبو بكر: أجلَى مثل جَمَزَى. فأما الجَرِيب من الأرض فأحسبه معرَّبَاً.

والجِرْبَة: القَراح. وقد سُمِّيت السماء جِرْبَة، وجاء ذلك في الشعر القديم. والجَرَبَّة: العانة من الحمير. وربما سمِّي الأقوياء من الناس إذا اجتمعوا جَرَبَّة. قال الراجز:

ليس بنا فَقْر إلى التَّشَكّي

 

جَرَبَّة كحمُـرِ الأبَـكَ

والجَرْباء: السماء، ذكر بعض أهل اللغة أنها سُمِّيت بذلك لموضع المَجَرّة.

قال الشاعر:

وفي عِضادته اليمنى بنو أسَدٍ

 

والأجْرَبان بنو عَبْسٍ وذُبْيانِ

والأنْكدان: مازن ويربوع. والأجارب: حيّ من بني سعد.

وجَرَبَ السيفُ، إذا كان قد أكله الصَّدأ حتى يؤثر فيه. والجِرْبياء: ريح، قالوا هي الشَّمال. قال الشاعر:

بهَجْلٍ من قَسا ذَفِرِ الخُزامَى

 

تَداعَى الجربِياءُ به الحَنينـا

وجرِبّان الدِّرع وجُرُبّانها: جيبها، وأحسبه معرَّباً. وقال أبو حاتم: هو كَريبان بالفارسية. يقال: استخرج فلان سيفَه من جُرُبّانه، أي من قِرابه، والقِراب غير الغِمد، وهو وعاء من أدم يكون فيه السيف بغِمْده وحمائله.

وجرَّبت الأمورَ تجربةً، والجمع التجارب. ورجل مجرِّب للأمور، إذا قاساها وعرفها. قال الشاعر:

وحَسْبُكَ بالمُجَرِّب من عَليم

وقال الشاعر:

وحَسْبُك مني بالتَّجارب من عِلْم

والبَجَرَة والبُجْرَة: السُّرَّة الناتئة. وكل عقدة في الجسد فهي عُجْرَة، فإذا كانت في البطن فهي بُجْرَة. ومثل من أمثالهم: " عَيرَ بُجَيْر بَجَرَه، نَسيَ بُجَيْر خَبَرَه ". فأما حديث علي رضي اللّه عنه: "إلى اللهّ أشكو عُجَري وبُجَري "، أي ما أكتمه وأخفيه وهذا مثل. وباجَرُ: صنم كان للأزد في الجاهلية ومَن جاورهم من طيّىء وقُضاعة. وربما قالوا: باجِر، بكسر الجيم. ويقال: هذا أمر بُجْرِي، أي عظيم، والجمع البَجارِيّ، وهي الدَّواهي العظام. قال رجل من أهل الردة:

إنّا أتانا خبر بُـجْـرِيُّ

 

ظلم لَعَمْر اللّه عبقريًّ

قالت قريش كلّنا بنيّ

وجمع بُجْريّ: بَجارِيّ. ويقال: رجل رَباجِيّ، إذا كان يفخر بأكثرَ من فعله. قال الشاعر:

وتلقاه رَباجِياً فجورا

فَعُولاً من الكَذِب.

 

ب-ج-ز

الجِبْز: الضعيف. ويقال: ما سمعت لفلان زُجْبَةً ولا زُجْمَةً، أي كلمة.

 

ب-ج-س

بَجَسْت الشيءَ أبْجِسه وأبجُسه، إذا شققتهَ. وانبجسَ الشيءُ من ذاته. وكذلك فسِّر في التنزيل: " فانبجَسَتْ منه "، وكأن الانبجاس الانفطار.

وماء بجيس، أي كثير. قال العجاج:

وفاضَتِ العينُ بماءِ بَجْـس

 

ماءِ نَشاص هاجَ بعد اليأس

وماء باجِس. قال أبو الزَّحْف:

أسقاك ربي كلَّ غيثٍ راجس

 

مُنهمِرِ الوَدْقِ بماءٍ باجـس

والجِبْس من الرجال: الثقيل الوَخْم، والجمع أجباس وجبوس. والمَجبوس: الذي يؤتَى طائعاً، يُكْنَى به عن ذلك الفعل، وهذا شيء لم يُعرف في الجاهلية إلاّ في نفير. قال أبو عبيدة: منهم أبو جهل عمرو بن هشام- ولذلك قال له عُتبة بن ربيعة: " سيَعلم المُصَفرُ آسْتَه مَن المنتفخُ سَحْره "- وقابوس ابن المنذر عمّ النعمان بن المنذر بن المنذر وكان يلقَب جيب العروس، وطُفيل بن مالك.

والسَّبيجة: برْدة من صوف فيها سواد وبياض. وتسبَّج الرجلُ، إذا لبس السَّبيجة. قال الراجز:

كالحبشي التَفَّ أو تسَـبَّـجـا

 

في شَمْلة أو ذاتَ زِف عَوْهجا

وجمع سبيجة سَبائج وسِباج. وزعم قوم من أهل اللغة أن السَّبيجة القميص بعينه، فارسيّ معرَّب، أي " شَبِي ". والسبَج: خَرَز أسود معروف، عربي صحيح.

 

ب-ج-ش

 

طعام جشِب، إذا كان غليظاً خَشناً. وكل بَشِع فهو جَشِب. وأهل اليمن يسمُّون قشورَ الرّمّان الجُشْب، بضمّ الجيم. وبنو جَشِيب: بطن من العرب.

والشَجْب: تداخل الشيء في الشيء، تَشاجبَ القومُ، في معنى تشاجروا. والشِّجاب والمِشْجَب واحد، ويقال الشُّجُب أيضاً.

ويسمُّون الثلاث الخَشَبات التي يعلِّق عليها الراعي سِقاءه ودلوَه: الشُّجُب؛ وقد تُسمَّى: الحِمار. ويقال: شَجِبَ الرجل يَشْجَب، إذا هلك. ويَشجب: أبو حيّ من العرب عظيم.

 

ب-ج-ص

أهملت.

 

ب-ج-ض

استُعمل منها، زعموا: ضَبَجَ ضَبْجاً، إذا ألقى نفسه بالأرض من كلال أو ضرب، وليس بثَبْت.

أهملت الباء والجيم مع الطاء والظاء.

 

ب-ج-ع

بَعَجَ بطنَه يَبعجُه فهو بَعيج ومَبعوج، إذا بَقَرَه؛ وقال أسامة ابن الحارث الهُذلي:

ويهْلِكُ نفسَه إن لم يَنَلْها

 

فُحُقَّ له سَحير أو بَعيجُ

أي إن لم يَنَل الصيدَ، وهو حُقَّ له أن يصيب سَحْرَه، والسَّحْر: الرئة. قال الهُذلي:

وذلك أعلى منك فَقْداً لأنه

 

كريم وبطني بالكِرام بَعيجُ

وكل شيء اتًسع فقد انبعج. وانبعجت السماءُ بالمطر، تشبيهاً بانبعاج البطن.

والباعجة: أرض سهلة تُنبت النَصِيَّ، وهو نبت تأكله الإبل فإذا يبس فهو حَلِيّ.

وباعجة القِرْدان: موضع معروف. وبنو بَعْجة: بطن من العرب.

والجَعْبة للنُّشّاب والنَبْل جميعاً، وهي للنُّشّاب أعْرَفُ. وأصل الجَعْب الجمع، يقال: جعَبْت الشيءَ جَعْباً، إذا جمعته، وإنما يُومَأ به إلى الشيء اليسير. وفي كلام بعضهم: أعطِني منه ولو جَعْب، فإنما أريد تَسْمِعَتَه. فقال له الآخر: من تَسْمِعَتِه أفِرُّ. والجَعْب في هذا الموضع: الكُثَيبة من البَعَر. وأهل السراة يسمّون البَعَر بعينه جَعْباً، إذا كان مجتمعاً. وتقول العرب: لا أعطيه جَعْباً، إذا أومؤوا إلى الشيء اليسير. والجِعْبِيّ، مقصور: اسم يُخَصُّ به الدّبُر. والعَجب من الشيء: معروف. وأمر عَجيب وعُجاب: واحد. وناقة عَجْباء: غليظة عَجْب الذنَب. وعَجْب الذَّنَب: العظم الذي ينبت عليه شعر الذَّنَب. ورجل معْجَب: يُعجب بما يكون منه وإن كان قبيحاً. ورأيت أعْجوبة وأعاجيبَ كثيرة. والعَجائب: جمع عَجيبة. وبنو أعْجَبَ: بطن من العرب.

 

ب-ج-ع

غَبَجَ الماءَ يَغبجه ويَغمِجه سواء، إذا جرعه جَرْعاً متدارِكاً، وهي الغُبْجة والغُمْجة، يريدون الجُرْعة. والجَغْب من قولهم: رجل شَغِب جَغب، وجَغِب إتباع لا يُتكلَم به على الانفراد، كما قالوا: عَطشان نَطشان.

 

ب-ج-ف

أهملت، وكذلك حالها مع القاف والكَاف. ولم تجمع العرب الجيم والكاف إلا في كلمات خمس أو ست تراهنَّ في اللفيف إن شاء اللهّ.

 

ب-ج-ل

بَجَلْ: في معنى حَسْبُ. قال الراجز:

نحن بني ضَبَّةَ أصحابُ الجملْ

 

رُدُّوا علينا شيخَنا ثَم بَـجـلْ

ورجل بجيل: غليظ الجسم. وكل ما غَلُظَ فهو بَجيل، نحو الحبل والثوب الغليظ. وكثر حتى قالوا: شَر بجيل، أي شديد. والأبْجَل: عِرْق غليظ في الرِّجل. وكل غليظ بجيل. وبنو بَجْلَة: بطن من العرب. قال الشاعر:

وآخر منهمُ أجْرَرْتُ رمحي

 

وفي البَجْليِّ مِعْبَلة وَقـيعُ

وهذا مما خُطِّىء فيه الأصمعي. قال: بَجَليّ. قال أبو بكر: أراد الأصمعي بَجَليّ من بَجِيلة، وعنى الشاعرُ بني بَجْلة من بني سُليم. وبنو بَجالة: بطن من بني ضَبَّة.

وبَجِيلة: حَيّ من اليمن. ورجل بَجَال، إذا كان شيخاً وفيه بقيّة؛ وامرأة بَجَالة. وبجلت الرجلَ، إذا عظَّمته. والبَلَج: ابيضاض ما بين الحاجبين ونقاؤه، رجل أبلَجُ وامرأة بَلجاءُ، والاسم البُلْجة.

وكل ما وضحَ فقد ابلاجً ابليجاجاً. قال الشاعر:

ألم تَرَ أنّ الحَقَّ تَلْقاه أبلَـجـا

 

وأنَّك تَلْقَى باطلَ القول لجلجا

وقد سمَّت العرب بَلْجاً وبَلّاجاً وانبلجَ الصبحُ وبَلَجَ، إذا أضاء. ورأيت بُلْجَةَ الصُّبح، إذا رأيت ضوءه. وتبلج الرجل إلى الرجل، إذا ضحك إليه وهشَّ له.

والجَبَل: معروف. ورجل ذو جَبْلة، إذا كان غليظ الجسم. وكذلك رجل مجبول، إذا كان غليظاً. والجِبلَّة: الأمَّة من الناس، وكذلك الجُبُلَّة. وقد قُرىء بهما قوله جلّ وعز: "ولقد أضَل منكم جِبِلاًّ كثيراً ". وأجْبَلَ الحافرُ، إذا أفضى إلى جبل لا يمكنه الحفر فيه. وأجْبَلَ الشاعرُ، إذا صعب عليه القول. والجِبِلَّة: الفِطرة. جَبَلَ الله عزَّ وجلَّ الخَلْق يَجْبِلهم ويجْبُلهم. وهذه جِبِلَة فلان أي خليقته التي خُلق عليها. وقد سمّت العرب جَبَلاً وجُبيلاً وجَبَلَة. ويقال: جاء بمالٍ جِبْلٍ، أي كثير.

والجِبْلُ من الناس: الجماعة. قال الهُذلي:

منايا يُقربْن الحُتوفَ لأهلـهـا

 

جِهاراً ويستمتعن بالأنَس الجِبْل

وكذلك الجُبْل والجُبُل والجِبِلّ. وقد قرىء بهما: قرأ أبو عمرو: "جُبْلاً كثيراً ".

ويوم جَبَلَة: يوم معروف. وجَبَلَة: موضع معروف بنجد. وقد جمعوا جَبَلاً جِبالاً وأجبالاً. والجَلَب الذي نُهي عنه، وفي الحديث: " نهى رسول اللّه صلَى اللهّ عليه وسلَّم عن الجَلَب والجَنَب "؛ فالجَلَب أن يركب الرجلُ فرساً فيتبع فرسَه في الرهان فيُجْلِب عليه أي يصيح به، فيعرف فرسُه صوتَه فيزداد في عَدْوه.

وجَلبتُ الإبِلَ من البَدو إلى المِصْر جَلَباً. قال الشاعر:

كأنَّها إبِل ينجو بـهـا نَـفَـر

 

من آخرين أغاروا غارةً جَلَب

أي كأنها إبل جَلَب ينجو بها نفر من آخرين. وأجْلَبَ الجرحُ وجَلَبَ، إذا ركبته جُلْبَة، وهي قِشرة تركب الجرح عند البُرْء. والجرح جالِب ومُجْلِب.

والجُلْب والجِلْب: خشب الرحل بلا كُسْوة. قال الراجز:

كأنَّ أنساعي وجِلْب الكورِ

 

أعلى سَراةِ رائحٍ مَمطورِ

والجَلِيب والمَجلوب: الأعجمي يجلب من بلده إلى بلد الإسلام. والجَلَبَة: اختلاط الأصوات. والجُلْب والجِلْب: السَّحاب الذي لا ماء فيه. قال الشاعر:

ولست بجِلْب جِلْبِ غـيم وقـرَّةٍ

 

ولا بصفاً صلْدٍ عن الخير مَعْزِل

والحلْبة لغة يمانية، وهي الرُوبة التي تصَبّ على اللبن الحليب لِيَروبَ.

وكل شيء جلبتَه من إبل أو خيل وسائر ذلك من الحيوان للتجارة فهو جَلَب. قال الراجز:

دقْدقَةَ البِرْذَوْنِ في أخرى الجَلَبْ

وجمع جَلَب: أجلاب. وعبد جَلِيب ومَجْلوب. وناقة جَلِبَة: لا لبنَ لها، والجمع جِلاب. والجُلْبَة: السنة الشديدة. يقال: أصابت الناسَ جُلْبة، أي أزْمة. قال الهُذلي:

كأنّما بين لَـحْـيَيْه ولَـبَّـتِـه

 

من جُلْبَة الجوع جَيّار وإرْزِير

ويقال: لَبَجَ البعيرُ بنفسه، إذا وقع على الأرض. وقالوا: لُبِجَ بالرجل أو البعير، إذا ألقى نفسه من مرض أو إعياء. قال الشاعر:

كأنّ ثِقال المُزْن بين تُضارعٍ

 

وشابَةَ بَرْك من جُذامَ لَبِـيجُ

واللَّبَجة، وقالوا اللُّبْجة: حديدة تكون فيها خمسة كَلاليب تنضمُّ وتنفتح، ويُجعل فيها لحم وتُنصب للذئب، فإذا أكله، اجتمعت الحدائد على خَطْمه فنشِبت فيه.

واللَّجَب: اختلاط الأصوات. ويقال: سمعت لَجَبَ القوم، أي أصواتهم. وجيش ذو لَجَبِ، أي ذو صوت عالٍ مختلِط. وكذلك البحر، إذا سمعت اضَطراب أمواجه. وكل صوتٍ يعلو ويختلط فهو لَجَب. وعَنْز لَجْبة، والجمع لِجاب، وهي التي ارتفع لبنُها وقلَّ. قال الشاعر:

عَجِبَتْ أبناؤنا من فِـعْـلِـنـا

 

إذ نبيع الخيلَ بالمِعْزَى اللِّجابِ

المِعزى لا واحد لها من لفظها، فأما مَعَز فواحدها ماعِز. قال الله عزّ وجلّ: "ومن المَعز اثنَين ".

 

ب-ج-م

بَجَمَ الرجل يَبْجُم بَجْماً وبُجوماً، إذا سكت من عِيّ أو هيبة، فهو باجِم.

 

ب-ج-ن

جَبنَ الرجلُ جُبْناً فهو جَبان، يحرَّك المصدرُ فيه ويسكَّن: جُبْناً وجُبُناً. قال الشاعر:

جَهْلاً علينا وجبناً عن عدوِّهمُ

 

وبِئْسَتِ الخَلَّتان الجهلُ والجُبُنُ

فأما الجُبُنُّ المأكول فمثقَّل، وقد خفِّف أيضاً. وفي حديث علي رضي اللّه عنه بالتخفيف. ومن هذا الباب: الجَبِين، جَبين الإنسان ة وللإنسان جَبينان يَكتنفان جَبهتَه. وكذلك فسَّره أبو عبيدة في التنزيل، والله أعلم، في قوله جلّ ثناؤه: فلما أسلما وتَلَّهُ للجبين ". وتقول: رجل جُنُب من قوم أجناب، إذا كان غريباً. وكذلك فسِّر في التنزيل: "والجارِ الجُنُبِ ". ورجل جانِب، غير مهموز: غريب.

فأما الجَانَب بالهمز فالقصير المجتمع الخَلْق، قال الشاعر:

عَقيلةُ أخدانٍ لهـا لا ذَمـيمة

 

ولا ذاتُ خَلْقٍ إن تأمَلتَ جأنَب

ويقال: جار أجْنَب وجُنُب وأجنبيّ. وجَنَبْتُ الدابَّة أجنُبها جَنْباً وجَنَباً، إذا قدتها إلى جانبك. وكذلك جَنَبْت الأسيرَ. ورجل جنُب وامرأة جُنُب من قوم جُنُب- هذا أعلى اللغات، المذكر والمؤنث والجمع والواحد فيه سواء- إذا أصابته جَنابة. وقد أجنَبَ الرجل، إذا أصابته الجنابةُ. وجنَّبَ الرجلُ، إذا قلّت ألبانُ إبله، فهو مجنِّب والقوم مجنِّبون. والجِناب: مصدر جانبته مُجانبةً وجِناباً، وهو من المباعدة. وكذلك تجنَّبته تجنُّباً. والجَناب: موضع معروف؛ فلان من أهل الجَناب، ورجل رحب الجَناب، إذا كان واسع الرَّحل. والجَنْبَة: ضرب من النبت. ويقال: قعد فلان جَنْبَةً، إذا أعتزل عن الناس. وفي حديث عمر رضي اللهّ عنه: " عليكم بالجَنْبَة فإنها عَفاف. إن النساء لحم على وَضَم إلا ما ذُبَّ عنه ".

والجُنّاب: القرين. ويقال: فلان جُنّاب فلان، أي إلى جانبه.

ويقول الرجل للرجل: أعطني جَنْبَةً فيعطيه جِلْدَ جَنْبِ بعيِرِ فيتّخذ منه عُلْبَةً.

وجنب: بطن من العرب وليس بأب ولا أم، وإّما هو لقب لهم. وجَنْب الإنسان والدابة: معروف. وجَنِبَ الرجل، إذا اشتكى جنبَه. وجَنْبتا البعير: ما حمل على جنبَيه من حِمله. والجَنوب: ريح معروفة. وجُنّب الرجلُ الخيرَ تجنيباً، إذا حُرِمه.

ويقال: إن عند فلان لخيراً مَجْنبَةً ومَجْنَباً وشرا مَجْنَباً، أي كثيراً.

والمِجْنَب: التُّرس. ويقال المُجْنَب. قال ساعدة بن جُؤيّة:

صَب اللَّهيفُ لها السّبُوبَ بطَغْيَةٍ

 

تُنبي العُقابَ كما يُلَطُّ المجْنَـبُ

الطَّغْيَة: شِمراخ من شَماريخ الجبل. والمِجْنَب: الستر أيضاً. قال الشاعر:

كعَطِّ المِجْنَبِ

وقشر كل شيء: نَجَبُه. ونَجَبُ الشجرِ: لِحاؤه. وأديم مَنجوب، إذا دُبِغ بالنَّجَب، وهو لِحاء الشجر. وعود مَنجوب، إذا قُشرت عنها لِحاؤه.

ورجل نَجيب- وما أبينَ النجابةَ في بني فلان- وكذلك الفرس والبعير، إذا كان كريماً. والمنتجَب: المختار من كل شيء. والمِنْجاب: النَّصل الضعيف منّ نِصال السهام. ورجل مُنْجِب، إذا ولدَ النجَباء، والمصدر النجابة وقد سمّت العرب نَجَبَة ومِنْجاباً

نبج

ومَنْبِج: موضع، أعجمي، وقد تكلَّمت به العرب ونسبوا إليه الثياب المَنْبَجانيَّة.

والنِّباج: موضع، وهما نِباجان: نِباج ثَيْتَل ونِباج ابن عامر. وأصل النَّبج الصوت الشديد؛ رجل نَبّاج إذا كان صَيِّتاً.

 

ب-ج-و

باجَت عليهم بائجة من بَوائج الدهر، وهي الشدائد، تَبوج بَوْجاً، وانباجَتْ انبياجاً، وهي الدواهي. قال الشاعر:

قَضَيْتَ أموراً ثم غادَرْتَ بعدَها

 

بَوائجَ في أكمامها لم تُفَـتَّـقِ

وهذا تراه في موضعه مستقصى في المعتلّ إن شاء اللّه.

والجَوْب: التًّرْس. ويقال: جْت الشيءَ أجُوبه، إذا قطعته، جَوْباً. وكذلك فسِّر في التنزيل، والله أعلم، في قوله جلَّ وعز: "وثَمُودَ الَّذينَ جابُوا الصخرَ بالواد ".

ووَجَبَ الشيءُ يَجِب وُجوباً، من قولهم: وَجَبَ عليه الحقُّ. ووَجَبَ البَيع كذلك. وسمعت وَجْبَةَ الشيء، إذا سمعت هدَّة وَقْعه. وكذلك فسَّر أبو عبيدة في قوله تعالى: " فإذا وَجَبَتْ جنوبُها ".

وكل ساقط واجب. ووَجَبَتِ الشمسُ، إذا سقطت في المغرب.

وفلان يُوجب نفسه، أي يأكل الوَجْبة، وهو أن يأكل في كل يوم مرة.

ووَجَبَ قلبُ الرجل وَجِيباً، إذا خفق من فزعٍ.

 

ب-ج-ه

 

للبَهجة موضعان، فمنها أن تقول: هذا شيء ليس عليه بَهجة، أي ليس عليه طُلاوة. ومنهما قولهم: أَبْهَجَني هذا الأمر وبَهَجَني، إذا سَرَك. وأبْهَجَني أكثر وأعلى. ورجل ذو بَهْجة، أي ذو جَمال. وأبهجني الأمر، إذا أفرحني. وبهجني: فرّحني. وأمر بَهيج: حَسَن.

 

جبه

وجَبْهة الرجل: معروفة، والجمع جِباه. وجَبهة القوم: سيدهم. ورجل أجْبَهُ: عريض الجَبهة، والأنتى جَبْهاء. وفي الحديث: " ليس في الجبهة صَدَقة "، يريد الخيل، واللّه أعلم.

والجابِه: الذي يلقاك بوجهه من الطير والوحش يُتشاءم به، وهو الناطح أيضاً.والسّانِح والبارِح والجابِه والقَعيد، فالسّانح يتيمن به أهل نجد ويتشاءمون بالبارح، ويخالفهم أهل العالية فيتشاءمون بالسّانح ويتيمَنون بالبارح. قال الهُذلي:

زَجَرْتُ لها طيرَ السَّنيح فإن تكن

 

هَواكَ الذي تهوى يُصِبْكَ اجتنابُها

فالسّانح: الذي يلقاك ومَيامنه تلقاء ميامِنك. والبارح: الذي يلقاك وشمائلُه عن شمائلك. والجَابه والناطح: اللذان يَلقيانك مواجهَين لك. والقَعيد: الذي يأتيك من ورائك.

وجَبَهْت الرجل بالكلام، إذا واجهته بما يكرهه، ولا يكون إلا بقبيح. والتهبج: انتفاخ الوجه وتَغَضًّنه؛ هَبِجَ وجهُه وتَهَبَّجَ. والهَبِيج: الذي له جُدَّتان في جنبيه من شَعَر بطنه وظهره مستطيلان، والجُدة: الخطّ الذي في بطنه يخالف لونه.

 

ب-ج-ي

جيب

جيب القميص: معروف. وأصله الواو، وستراه في موضعه إن شاء اللّه.

 

باب الباء والحاء وما بعدهما

في الثلاثي الصحيح

أهملت الباء مع الحاء والخاء في الثلاثي الصحيح.

 

ب-ح-د

البدْح: الفضاء الواسع؛ والجمع البِداح والبدوح. والتَدبيح الذي نُهي عنه: أن يُدَبِّح الرجلُ في الصلاة، وهو أن يطأطِىء رأسَه ويرفع عَجُزَه كما يُدَبِّح الحمار.

 

دحب

والدَّحْب، يقال: دَحَبْتُ الرجلَ أَدْحَبه، إذا دفعته. وبات الرجل يَدْحَب المرأة، كنايةً عن النكاح؛ والاسم الدُحاب. ودُحَيبة: اسم امرأة.

 

حدب

والحَدَب: معروف، حَدِبَ يَحْدَب حَدَباً. والحَدَب: الغِلَظ من الأرض في ارتفاع. وكذلك فسِّر في التنزيل، واللّه أعلم، في قوله جلّ وعزّ: "وهم من كلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُون ". وجمع الحَدَب: أحداب وحِداب. وكل متعطِّفٍ متحدِّث. ويقال: حَدِبَ الرجلُ على الرجل، إذا تعطَّف عليه ورَحِمَه. وتحدَّبتِ المرأة على ولدها، إذأ أشْبَلَت عليه ولم تَزَوَّج.

ورأيت للماء حَدَباً، إذا تراكب في جَرْيه. واحدَوْدَبَ الرملُ احديداباً، إذا احقَوْقَفَ وتقوَّسَ. وكل غليظ من الأرض مُحْدودِب. قال الشاعر:

لقد حَمَلَتْ قيسَ بنَ عيلانَ حَرْبُـنـا

 

على يابس السِّيساءِ محدودبِ الظَّهْرِ

السِّيساء: فَقار الظهر. وهذا البيت مثل، يزعم أنّها حملتهم على مركب صعب.

وقال في التعطُّف:

ومُجَلْجِل دانٍ زَبَرْجَـده

 

حَدِب كما يتحدَّبُ الدَبْرُ

الدَّبْر: النَّحل. يقال: دَبْرة ودَبْر للجمع، ونَحْلة ونَحْل. وحَدَبُ السيل والماء: تراكُب موجِه. ومنه قيل: نهر ذو حدبٍ، إذا كان كذلك. والحَدَبْدَبَى: لُعبة يلعب بها النَّبيط. قال الشاعر:

كأنّ النَّبيطَ يلعبون الـحَـدَبْـدَبَـى

 

على موضع الأحلاس من دَبَراتِها

ب-ح-ذ

ذبح

الذَّبح: مصدر ذبحتُه أذبَحه ذبحاً. والذِّبح: المذبوح. وأصلِ الذَّبح الشَّقّ؛ ذَبَحْتُ المسك، إذا فَتَقْتَ عنه نوافجه، فهو ذبيح ومَذبوح. وكذلك فسِّر في التنزيل: "وفَدَيناهُ بِذبْحٍ عظيم ".

والتقى بنو فلان وبنو فلان فأجلَوا عن ذِبح، أي عن قتيل. والذُّباح والذُّبحة، بفتح الباء وتسكينها: داء يصيب الإنسان في حلقه. وتقول العرب: حيّا اللّه هذه الذُّبَحة، أي هذه الطلعة. والذُّبّاح: الشًّقوق في الرِّجل؛ أصابه ذُبّاح في رجله. ويقال: حاصَ ذُبّاحاً في رجله، إذا خاطه.

والذًّبَح: نَوْر أحمر. قال الشاعر:

وشَمولٍ تَحْسِب العـينُ إذا

 

صُفَقَتْ جُنْدعَها نَوْرَ الذُّبَحْ

 

قال أبو بكر: الجُنْدُع: ما يفور منها عند المزاج. والجَنادِع: خنافِس صغار تكون في مواضع الأفاعي والضِّباب تُعرف بها مواضعها. وكثر ذلك حتى قالوا: بَدَتْ جنادعُ الشَّرّ، أي أوائلُه وعلاماته. وسَعْد الذَّابح: نجم معروف.

 

ب-ح-ر

البَحْر: معروف. والعرب تسمي الماءَ المِلْحَ والعذبَ بحراً إذا كثر. وفي التنزيل: " مَرَجَ البحرينِ يلتقيانِ "، يعني المِلْح والعَذب، واللهّ أعلم.

وتبحّر الرجل في المال والعِلم، إذا اتّسع فيهما. والناقة البَحيرة: التي تُشَقُّ أذُنُها بنصفين، فهذا تفسير بعض أهل اللغة، وقال آخرون: بل البَحيرة أن تُنْتَج الشاة عشرةَ أبْطُن فإذا استكملت ذلك شَقّوا أذنَها وتركوها ترعى وتَرِدُ الماءَ وحرَّموا لحمها إذا ماتت على نسائهم وأكَلَها الرجالُ دون النساء. وفي البَحيرة كلام كثير يؤتى عليه في كتاب الاشتقاق إن شاء الله.

وقد سمَّت العرب بَحِيراً وبُحَيْراً وبَحْراً. وبنو بَحْريّ: بطن منهم.

وأحسب موضعاً بنجد يسمَى بِحاراً، وقالوا: بَحارَى. وقد سمَّت العرب بَيْحَرَة، الياء زائدة، وهو مأخوذ من السَّعة. ودم باحريّ وبَحْرانيّ، إذا كان خالص الحُمْرَة من دم الجوف. والأطبّاء تسمّي التغيُّر الذي يحدث للعليل دفعةً في الأمراض الحادّة: بُحْراناً. يقولون: هذا يوم بحْرانٍ، بالإضافة، ويوم باحُوريّ، على غير قياس، فكأنه منسوب إلى باحُور وباحُوراء مثل عاشور وعاشوراء، وهي شدة الحرّ في تمّوز. وجميع ذلك مولَّد.

والبَرْح من قولهم: جاء فلان بالبَرْح، إذا جاء بالأمر العظيم. وبنات بَرْح: الدواهي. ومثل للعرب إذا استعظموا الشيء قالوا: "إحدى بنات بَرْحٍ شَركِ على رأسكِ ". وقال الأصمعي: "بنت طَبَقٍ شَرُّكِ على رأسكِ ". وبَرّح بي هذا الأمرُ، إذا غلظ عليّ واشتَدَ. والتَّبريح والتَباريح مأخوذ من البَرْح أيضاً. وقد سمّت العرب بَيْرَحاً، وهو من البَرْح، والياء زائدة أيضاً. والبُرَحاء من قولهم: جاء بالبُرَحاء، إذا جاء بالداهية. وجاء بالبَرَحِين والبُرَحِين والبَرْحِين، في معنى البُرَحاء.

والبارح: الريح الشديدة التي تَهيج الغبارَ، وهي أنواء معروفة. قال الشاعر:

فيا بارِحَ الجوزاءِ ما لكَ لا تُرَى

 

عِيالُكَ قد أمسوا مَراميلَ جُوَّعا

قال أبو بكر: هذا رجل إما أن يريد أن يلقط التمر إذا نَفَضَتْه البوارحُ من النَّخل، وإما أن يكون لِصاً يريد أن يطرد طريحة فيطلب الرِّيح لتُعَفَي أثرَه.

والبَراح: الأرض المنكشِفة الظاهرة. ومن ذلك قولهم: " بَرَحَ الخَفاءُ "، أي ظهر- وأول من قاله شِق الكاهن، وله حديث- ويقال بَرِحَ أيضاً، فمن قال: بَرَحَ الخَفاءُ، بفتح الراء، فإنه أراد الانكشاف، ومن قال: بَرِحَ، بكسر الراء، فإنه أراد زالَ الخَفاء من قولهم: ما بَرِحْت من مكاني، أي ما زُلت عنه. وأكثر ما يُستعمل في النفي: ما بَرِحْت ولا أبْرَح، ولا يقولون: بَرِحْت أمس وبَرِحْت اليومَ، إلا أنهم قد قالوا: أبْرَحَ كذا وكذا، أي زال. وتسمَّى الشمسُ بَراح، معدول عن البَرْح. قال الشاعر يصف رجلَاً استقى للإبل إلى أن غابت الشمس، واسمه رَباح:

هذا مُقامُ قدَمَيْ رَبـاح

 

غُدْوَةَ حتى دَلكَتْ بَراح

يريد: مالت للدُّلوك، وهو الغروب، ففتح الباء. ويُروى للشمس حتى دَلَكَت بِراح، يريد أنها تدلَّت في المغرب فهو يحجُبها عن عينه براحته. ومن قال بَراح أراد الشمسَ بعينها إذا دَلَكَت فمالت. والدُّلوك عندهم: المَيل من المشرق إلى المغرب. ومن قال بِراح أراد أنه رَدَّها براحته، كما قال الآخر:

والشمسُ قد كادت تكون دَنَفا

 

أدفعُها بالرّاح كي تَزَحْلَفـا

ويسمَّى الأسد: حَبِيل بَراحٍ، وكذلك الرجل الشجاع أيضاً، أي كأنّه قد شُدَ بالحبال فلا يَبرح. والبارحة: اللَيلة الماضية. قال الشاعر- طرفة بن العبد البكري:

كلُّهُم أروَغُ من ثعلـب

 

ما أشْبَهَ الليلةَ بالبارحَهْ

وقد مرّ ذكر البارح. فأما قول الأعشى:

تقول ابنتي حين جَدّ الرحيلُ

 

فأبرَحْتَ رَبُّا وأبرحتَ جارا

أي أكرمتَ وعُظِّمتَ.

وتقول: ما بَرِحْت من المكان بَراحاً وبُروحاً، أي ما زُلْت. وبَرِحْت أفعل كذا وكذا، أي زُلْت. قال الشاعر:

 

وأبرَحُ ما أدام الله قومي

 

بحمد اللّه منتطِقاً مُجيدا

وللعرب كلمتان عند الرمي، إذا أصاب قالوا: مَرْحَى، وإذا أخطأ قالوا: بَرْحَى، في وزن فَعْلَى.

والحَبْر: العالِم. والحُبور: السرور. وكذلك الحَبْرة. ومن أمثالهم: " كلُّ حبرةٍ تعقِبها عبرة ". وأحبرني الأمر إحباراً، إذا سرك.

وبُرْدُ حِبَرَةٍ، وبُرْد حِبَرَة من هذا، وهو الحَبِير أيضاً. قال الشاعر:

ولقد غزاها تَبّـع

 

فكسا بَنيتَها الحَبِيرْ

البَنِيَّة: الكعبة. وقال آخر في الحِبَرة:

يا بـيذرهْ يا بـيذرهْ يا بـيذرهْ

 

يا مشتري الفَسْوِ ببرْدَيْ حِبَرَهْ

شَلَّت يمينُ صافِقٍ ما أخْسَرَهْ

ويقال: حَبِرَتْ أسنانُه، إذا اصفرَّت صُفرةً غليظةً. قال أبو الزحْف الكُليبيّ:

تضحك عن أبيضَ لم يثَـلَّـم

 

صافٍ من الحَبْر لذيذِ المَبْسَم

وقال يونس: من هذا اشتقاق الحِبْر الذي يكتب به، وأنشد:

ولستُ بسَعدي على فيه حَبْرَة

 

ولستُ بعَبدي حَقيبتُه التَّمْـرُ

ويقال: ذهب حَبْرُ الرجل وسَبْرُه، وقالوا حِبْرُه وسِبْرُه، وهو أعلى، إذا تغيَّرت هيئتُه وذهب جمالُه. وفي الحديث: " يخرج من النار رجلٌ قد ذهب حِبْره وسِبْره "، أي بهاؤه وحُسنه. وقالوا: حَبْرُه وسَبْرُه.

وحِبِرّ: موضع. قال عَبيد:

فعردة فقـفـا حِـبِـر

 

ليس به من أهله عَريبُ

وحَبار كل شيء: أثره. قال الراجز:

ولم يقلّبْ أرضَها بَيْطارُ

 

ولا لحَبْلَيْه بها حَبـارُ

واليَحْبُور: ضرب من الطير، والجمع يَحابر. وبه سمِّي يَحابر أبو مراد، حي من اليمن. والحُبارى: معروفة، وستراها في بابها إن شاء الله. والحَرْب: معروفة، واشتقاقها من الحَرَب، وهو الهلاك. ورجل حَرِيب ومَحروب، إذا حرِبَ مالَه.

والحَرْبة: الألَّة، والجمع حِراب. ورجل مِحْرَب ومِحْراب، إذا كان صاحبَ حرب.

ومِحْراب البيت: صدره وأكرم موضع فيه. وبه سُمّي مِحْراب المسجد. والمِحراب أيضاً: الغرفة، من قولهم " مَحاريب غُمْدان "، يريدون الغُرَف. وأنشدَنا أبو حاتم عن الأصمعي لوضاح اليَمَن:

رُبَّةَ مِحراب إذا جِئتُهـا

 

لم أدن حتى أرتقي سُلما

وحَرّبت الرجلَ، إذا أغضبته، وكذلك الأسد فهو محرب. وحَرَّبت السِّنان، إذا حَددته. والحارث الحرّاب: ملك من ملوك كِندة. قال الشاعر:

والحارثُ الحَرّابُ حلّ بعاقِلٍ

 

جَدَثاً أقامَ به ولم يتـحـوَّل

وقد سمّت العرب محارِباً وحَرّاباً وحَرْباً. وحَرْبة: موضع، غير مصروف.

والحِرْباء: دويبَّة. وحارِب: موضع بالشام. وحَريبة الرجل: مالُه إذا حَرِبَه، يقال: أخذت حريبتَه، أي مالَه. والرِّبح: ضد الخُسْران؛ وهو من قولهم: رَبِحَ فلان في تجارته يربَح رِبْحاً ورَباحاً. والمَتْجَر الرّابح والربيح: الذي يُربح فيه. والربّاح: ولد القرد، والجمع رَبابِيح. والربَح، زعموا: الشَّحم. وأنشدوا لخُفاف بن نَدْبَة:

قَرَوْا أضيافَهم رَبَحاً بِبُـحّ

 

يعيش بفَضلهنَّ الحَيُ سُمْرِ

البُحّ: القِداح. ويُروى: يجيء بفضلهن المسّ. والمسّ: المَسْح؛ يَمَسُّه: يمسحه.

ورَبَاح: اسم عربي صحيح. قال الشاعر:

تفرَّقتِ القبائلُ عنِ رَبَـاحِ

 

تَفرق بيضةٍ عن ذي جناح

والمكان الرحْب: الواسع، وكذلك الرَّحيب. والرَّحبة، بتسكين الحاء وفتحها: الفَجوة الواسعة بين دُور وغيرها. وقولهم: بالرُّحب والسَّعة، هما شيء واحد، ولكنه لما اختلف اللفظ حَسُنَ التكرير. فأما قولهم للرجل: مَرحباً وسهلاً، أي لقيت سَعةً وسهولةً. وبنو رَحْبة: بطن من حِمير. وقد سمَت العرب مَرْحَباً، وهو مَفْعَل من ذلك. وبنو أرْحَب: بطن من همدان. والرُّحابة: أطُم بالمدينة. والإبل الأرْحَبيَّة منسوبة إلى أرْحَبَ، رجل من هَمْدان معروف. والرًّحَيْباوان: الواحدة رُحَيباء، وهو من الفَرَس أعلى الكَشْحَين. ويقال لها: الرُّحْبَيان، الواحدة- أحسبه- رُحْبَى، مقصور. وكذلك من الإنس، وهي أواخر الأضلاع. وأنشد:

شَكَكْتُ به مَجامع رحْبَيَيْه

 

كأنَّ رداءه سهم طمـيل

الطَّميل: قطعة كساء يُشَدُّ بها الغَرْض.

 

ب-ح-ز

حِزْبُ الرجل: الذين يميلون إليه، والجمع الأحزاب. وتَحازبَ القومُ، إذا مالأ بعضُهم بعضاً. وفي التنزيل العزيز: " ألاَ إنَّ حِزْبَ اللّه هُمُ المُفلحون ". وقال الراجز:

ألقَيْتُ أقوالَ رجال الكُـذْبِ

 

وكيف أضْوَى وبِلال حِزْبي

أي ركني الذي ألجأ إليه. وحَزَبني الأمرُ، إذا اشتدَّ عليَّ؛ والاسم الحُزابة. وأمر حازِب وحَزيب، إذا كان شديداً. والزَّحْب: الدُّنُوّ من الشيء، زَحَبْتُ إلى فلان وزَحَبَ إليَّ، إذا تَدانيا.

 

ب-ح-س

حَبَسْت الشيءَ أحبِسه حَبْساً، إذا منعته عن الحركة. وأحبَسْت الدابَّةَ إحباساً، إذا جعلته حَبيساً، فهو مُحْبَس وحَبيس. وهذا أحد ما جاء على فَعيل من أفعَلَ.

والمِحْبَس: الموضع الذي تُحبس فيه الدابَّةُ وربما سُمّي العَلَف مِحْبَساً. والمِحْبَس: ثوب يُطرح على ظهر الفِراش. وفي لسان فلان حُبْسة، إذا كان فيه ثِقَل.

وقد سمَّت العرب حابِساً وحُبيساً. والحُبْس: موضع. وحَسَبْت الحِسابَ أحسُبه حَسْباً من الحِساب. وحَسِبْت الشيء أحسِبه حِسْباناً من قولهم: حَسِبْت كذا، في معنى ظننت. وكذلك حَسِبْته مَحْسَبَةً ومَحْسِبَةً، والكسر أجود. والحُسبة: غُبرة في كُدرة، جمل أحسَبُ وناقة حَسباءُ، وهو دون الوُرقة. وشَعَر أحسَبُ: فيه سواد تعلوه غُبرة. قال امرؤ القيس:

أيا هندُ لا تَنْكِحي بُوهَةً

 

عليه عَقيقتُه أحسَبـا

يصفه باللؤم والشّحّ.

والمِحْسبة: وِسادة من أدَم، تحسَّبَ الرجلُ، إذا توسَّد المِحسبة. قال الراجز:

حَسَّبَه من اللَّـبَـنْ

 

أنْ رَاهُ قد مَل ورَنّ

قوله: حَسَّبَه، أي وضع تحت رأسه المِحسبة. واللًبَن: وجع العنق من الوِسادة. يقال لَبِنَ الرجل لَبَناً، إذا اشتكى عنقه من الوِسادة. وحَسَبُ الرجل: مَآثر آبائه وأجداده. وكذا هو عند أهل اللغة. وقال قوم: حسبه: دينه.

وحَسْبي كذا وكذا، أي يكفيني. وأحْسَبَني الشيءُ: كفاني. وأحسبتُ الرجلَ، إذا أعطيته ما يكفيه. وتقول: افعلْ ذلك بحَسَب ما أوليتني، مفتوح السين. وسكَّنها قوم.

والحِساب: معروف، وهو مصدر المحاسبة: حاسَبْته مُحاسبةً وحِساباً.

وقد سمَّت العرب حَسيباً وحُسيباً. واحتسب فلان على فلان: أنكر عليه قبيحاً عَمِله.

واحتسبَ فلان عند اللّه خيراً، إذا قدَّمه. وعلى الله حُسْباني، أي حِسابي. وقال أبو عبيدة في قوله جل ثناؤه: " عَطاء حِساباً " قولين، قال: حِساباً مما هو حَسْبُهم؛ وقال: حساباً لا يُحاسَب به آخرُ فيُنقص واحد ويُزاد آخر. وسمعت أبا حاتم يقول: عطاءً حِساباً: كافياً، وهو نحو قول أبي عبيدة. فأما الحُسْبان الذي يرمى به، هذه السِّهام الصِّغار، فمولَّد. وقد جاء في التنزيل: " حُسْباناً مِن السَّماء ". قال أبو عبيدة: عذاباً، ولا أدري ما أقول في هذا. وسَحَبْتُ الشيءَ أسحَبه سَحْباً، إذا جَرَرْته. وكل مُنْجَرٍّ منسحب. ومنه اشتقاق السَّحاب لانسحابه في الهواء.

يقال: ما زلتُ أفعل ذلك سحابةَ يومي، أي طولَ يومي.

وسَحْبان: اسم الذي يُضرب به المثل، فيقال: " أخْطَبُ من سَحْبانِ وائلً ".

وسَبَحَ الرجلُ وغيره في الماء سَبْحاً وسِباحة. وقد جاء في التنزيل: "في فَلَكٍ يَسبحون "، واللّه أعلم بكتابه.

وسَبَّحَ الرجلُ تسبيحاً، إذا عَظم اللّه ومجده. ولسُبْحان في اللغة مواضع: سُبْحان: تنزيه وتبرئة. قال الأعشى:

أقول لمّا جاءني فَخْـرُهُ

 

سُبْحانَ مِن عَلْقمةَ الفاخرِ

أي براءةً من فخرِ علقمةَ. وأنشدونا عن أبي زيد الأنصاري:

سُبْحانَ مِن فِعْلِكِ يا قَطـام

 

بالرَّكْبِ تحت غَسَقِ الظَّلام

أمَا لمن ضافَكِ من ذِمـام

فهذا تعجُّب. ومثله قول الآخر:

سُبْحانَ من منتطِقِ المأثورِ

 

جَهْلاً لدى سُرادقِ الحَصيرِ

وَسْط لُمات المَلأ الحُضُورِ

 

إنَّ السِّبابَ وَغَرُ الصّـدورِ

الحصير: المَلِك. واللُّمَات: الجماعات، الواحدة لُمَة. والسُّبْحة: الصلاة. يقال: فرَغ من سُبْحته، إذا فرَغ من صلاته. وسَبَّحَ الرجل تسبيحاً، إذا فرَغ من سُبْحته.

وفي الحديث: " إن سُبُحاتِ وجهه "، وفسَّروه: نُور وجهه، واللهّ أعلم.

 

ويقال: فرس سَبوح، إذا كان يَسبح بيديه في سيره، وهو مدح. قال الشاعر:

فاليَدُّ سابحة والـرِّجـلُ ضـارحة

 

والعينُ قادِحة واللـونُ غِـرْبِـيبُ

والماءُ منهمِر والشـدّ مـنـحـدر

 

والقُصْبُ مضطمِر والمتنُ مَلحوبُ

ضارحة: تَضرح الحصى، أي تدفعه. وملحوب: قليل اللحم كأنه قد لُحبَ أي قُشِرَ.

قال أبو بكر: قال أبو حاتم: قال الأصمعي: السُّبحة: قميص يُعمل للصِّبيان من جلودٍ وسُلف رقيقٍ، والجمع سِباح. وأنشد للهُذلي:

وسَبّاح ومَنّاخ ومُـعْـطٍ

 

إذا عاد المَسارحُ كالسباح

ب-ح-ش

حَبَشْتُ الشيءَ أحبِشه حَبْشاً، إذا جمعته. والمجموع: الحُباشة. وحبّشته تحبيشاً كذلك. قال الراجز:

أولاكَ حَبَّشْتُ لهم تَـحـبـيشـي

 

فَرْضي وما جَمَّعْتُ من خُروشي

والأحابيش: حُلَفاء قريش، تحالفوا تحت جبل يسمَى حَبَشيًّا فسُمُّوا الأحابيش.

والحَبَش: الجيل المعروف، والجمع أحْبُوش. فأما قولهم الحَبَشة فعلى غير قياس. وقد جمعوا الحَبَش حُبْشاناً، وقالوا: الأحبش، بمعنى الحَبَش. قال الراجز:

سُوداً تَغادىَ أحْبشاً وزَنْجا

والشَّبح والشَّبحَ واحد، وهو الشَّخص تراه من بعيد. ورجل مشبوحُ العظام: عريضها. وشَبَحْتُ الرجلَ، إذا مددتَه كالمصلوب. والحِرْباء يَشبح على العود، أي يمتدّ عليه. وشَحَبَ الرجلُ، إذا تغيّر لونُه وهزل. والشُحوب عند بعض العرب: الهُزال بعينه. قال الشاعر:

وفي جسم راعيها شُحوب كأنّه

 

هُزال وما من قِلَّة اللحم يُهْزَلُ

وتقول: شحَبْت الأرض أشحَبها شَحْباً، إذا قشرت وجهها بمِسحاة وغيرها؛ لغة يمانية.

 

ب-ح-ص

الحَبَص: السرعة؛ حَبِصَ يحبَص حَبَصاً، إذا عدا عدواً شديداً. والحَصَب من قولهم: حَصَبْتُ النارَ أحصبها حَصْباً، إذا ألقيت فيها حَطَباً. وقال أبو عبيدة كل شيء ألقيته في النار ليتَّقد فهو حصب لها. وكذلك فسِّر في قوله جل ثناؤه: " حَصَبُ جَهَنَمَ أنتم لها وارِدون ".

وقد سمَّت العرب حُصيباً ومحْصِباً. والمُحَصَب بمكة: الموضع الذي يُحصب فيه. قال الشاعر:

عَفا بَطِحان من قُـريش فـيَثْـرِبُ

 

فمَلْقى الرِّحال من مِنى فالمُحَصَّبُ

والحَصِبَة: داء يصيب الناسَ معروف، وهو بَثْر يخرج على الإنسان شبيه بالجُدَريّ. والحَصْباء: الحَصَى الصِّغار. وحَصَبْتُ الموضعَ، إذا ألقيت فيه الحَصَى الصَغار. وتحاصبَ القومُ، إذا تقاذفوا بالحَصَى. وريح حاصِب: تَقْشِر الحَصَى عن وجه الأرض. والصُّبح: معروف. والصَبَحُ: بريق الحديد وغيره. والصُّبْحة: لون بين الحُمرة والغُبرة؛ أسد أصْبَحُ والأنثى صَبحاءُ.

وقد سمَّت العرب صُبْحاً وصَبَاحاً وصَبيحاً ومُصَبِّحاً وصُباحاً.

وبنو صُباح: بطون من العرب: بطن في بني ضَبة، وبطن في عبد القيس، وبطن في غَنيّ. وقال بعض أهل اللغة: الصُباح: السِّراج بعينه. والمِصباح: المِسْرَجة.

ورجل صَبيح الوجه: جميله. والإصباح: مصدر أصبح إصباحاً، مثل قولهم أمسى إمساءً. قال الشاعر:

كانت قناتي لا تلين لغامزٍ

 

فألانَها الإصباحُ والإمساء

والمُمْسَى والمُصْبَح أخرجوهما على مُخرج مُفْعَل.

وصبيحة اليوم: أوله. والصَبيحة من كل يوم: أول النهار. والصَّبوح: الأكل والشرب في أول النهار. وصَبَحْت الإبل، إذا سقيتَها في أول النهار، فأنا صابح، والإبل مصبوحة، والقوم صابحون. قال الشاعر:

أيُّ ساعٍ سَعَى ليقطعَ شِرْبي

 

حين لاحت للصّابح الجَوزاءُ

وفي الحديث: " يكفي من الضرورة أو الضارورة صَبوح أو غبوق". ومثل من أمثالهم: "أكذب من الأخيذ الصَّبْحان "، يعنون الأسير. وأصل هذا أن قوماً من العرب غزَوا فلقوا شيخَاً فسألوه عن الحيّ فكَذَبَهم وأومأ إلى بُعْدِ شُقَة فقتلوه، فسبق اللبنُ الدم. والصَّبْحة: النوم بالغداة. والصُبْحة: كل شيء تعللتَ به قبل الصَّبوح.

والصُباحِيّة: الأسِنَة العِراض، لا أدري إلى ما نُسبت. والأصْبحيّة: السِّياط من القِدّ، نُسبت إلى ذي أصْبَحَ الحميري. قال الشاعر:

أخذوا العريفَ فقطَّعوا حَيْزُومَه

 

بالأصبحية قائماً مَـغـلـولا

وناقة مِصباح، والجمع مَصابيح، وهي التي تُصبح في مَبْرَكها. قال الشاعر:

 

وجدتَ المُنْدِيات أقلَّ رزْءاً

 

عليكَ من المصابيح الجِلادِ

المُنْدِيات: الدواهي التي يشيع أمرها.

والصَّحْب والصِّحاب والأصحاب والصَّحابة واحد؛ فإذا قالوا صِحابة فهم الأصحاب، وإذا قالوا صَحابة فهم القوم الذين يصحبونه. وربما كانت الصَحابة مصدراً، يقولون: فلان حسنُ الصَّحابة، أي الصُّحبة.

وبنو صَحْب: بطنان من العرب، واحد في باهِلة، وآخر في كَلْب. فالذي في كلب يقال لهم بنو صُحْب، والذي في باهلة يقال لهم بنو صَحْب.

ويقال: صحِبَه اللّه واصحبَه وصاحَبَه، أي حفظَه. وقال أبو عبيدة: وقوله جلّ ثناؤه: "ولا هم منّا يُصْحَبون "، أي لا يُحفظون، واللّه أعلم. وأنشد:

جاري ومصلايَ لا يُبْزَى حريمُهمـا

 

وصاحبي من دواعي الشر مصطحب

أي محفوظ. ومنه قولهم: لا صَحِبَه الله، أي لا حفظَه. ويقال: بأهله صُحْبة الله وصاحِبُه، أي حِفْظه. وتقول: أصْحبتُ الرجلَ إذا اتَّبعته منقاداً، فأنا مُصْحِب والرجل مصحَب. وصاحَبْتُه، إذا رافقته فهو مصحوب. وصَحَبْتُ المذبوحَ، إذا سلختَه وأبقيت على الجلد صوفاً أو شَعَراً في بعض اللغات.

وأديم مصحَب، إذا دبغتَه وتركتَ عليه بعضَ الصّوف أو الشَّعَر.

 

ب-ح-ض

حَبَضَ السهمُ يَحْبِض حَبْضاً وحَبَضاً، إذا وقع بين يدي الرامي؛ والسهم حابِض. وأحْبَضَه صاحبه فهو مُحْبِض؛ والسهم محْبَض. وتقول العرب: ما به حَبَض ولا نَبض، يريدون ما به قوة أن يَحْبِضَ أو يَنْبِضَ. وأصل ذلك أن يحبِض السهمُ فيقع بين يديه لضعفه، أو يَنْبِض بالوتر، وهو أن يأخذه بإصبعيه ثم يُطلقه من يده فيقع على عِجْس القوس فتسمع له صوتاً. والحُباض: الضعف. وأحبَضْت حقَّه: أبطلته.

والحَضب مثل الحَصَب. وقد قرىء: "حَضَبُ جَهَنَّمَ " وحَصَبُ جهنم.

والحِضب: ضرب من الحَيّات. قال الأصمعي: لا أعرف صفته.

والضَّبْح والضُّباح: صوت الثعلب. وربما استُعمل ذلك للبُوم والصدى. قال ذو الرُّمَّة:

والبُومُ يَضْبَحُ

وقال مُلَيْح الهُذلي- وهو إسلامي- فجعل الضُّباح للذئب:

وقد صَرَّع القومَ الكَرَى بعدما مَضَى

 

هَزيع وسِرْحانُ المفازةِ يَضْـبَـحُ

وقال الشاعر:

إلاّ السِّباعُ به يَضْبَحْنَ والهامُ

واختلفوا في الضَّبْح في قول اللهّ جلَّ ثناؤه: "والعادِياتِ ضَبْحاً ". فقال أبو عبيدة: الضبح مثل الضَّبْع سواء. يقال: ضَبَحَ الفرسُ وضَبَعَ، إذا حرّك ضبْعَيْه في مشيه. وقال قوم: بل الضَّبْح الخَضيعة التي تُسمع من جوف الفرس. وقال قوم: الضَبْح: صوت أرفع من النَّفَس يخرج من حُلوقها، والله أعلم. ويقال: قِدْح ضَبيح ومَضبوح، إذا قوِّم بالنار فأثّرت فيه. وقد سمَّت العرب ضبيحاً.

 

ب-ح-ط

البَطْح: الانبساط، وبه سمِّيت البَطيحة لانبساطها على وجه الأرض، وكذلك الأبْطَح والبَطْحاء. والبِطاح: الرمل المنبسط على وجه الأرض. وقُريش البِطاح: الذين ينزلون بَطْحاء مكة. وقريش الظواهر: الذين ينزلون ما حول مكَّة. قال الشاعر:

فلو شَهِدَتني من قريش عِصـابة

 

قريش النطاح لا قريش الظَّواهرِ

وبُطاح: موضع من بلاد تميم، ويقال بِطاح أيضاً، وهو الموضع الذي قاتل فيه خالدُ بن الوليد أهلَ الرِّدة. ويقال: حَبِطَ عملُ الرجل يَحْبَط حَبَطاً وحُبوطاً، وأحبطه اللّه إحباطاً، وقالوا حَبْطاً، إذا انحطّ.

والحَبَط: أن تأكل الماشيةُ الكلأ حتى تنتفخ بطوُنها، وهو الحُباط إذا أصابها ذلك. وفي حديث النبي صلَّى اللّه عليه وسلَّم: "إنّ مما يُنبت الربيع لَما يقتل حَبَطاً أو يلِمّ "، يُلِمُّ: يُدني من الموت. والحَبِط: الحارث بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، وهو أبو الحَبَطات، بطن من بني تميم. وإنما فتحوا كراهيةً لتوالي الكسرات، كما قالوا في النسبة إلى النَّمر نَمَريّ، بفتح الميم، وهي في الاسم مكسورة، وكما قالوا في تَغْلِب بكسر اللام في النسبة تَغْلَبيّ. فأما ما جاء في الحديث: "فيظلُّ مُحْبَنْطِئاً على باب الجنَّة" فستراه في موضعه مفسَّراً، إن شاء اللّه.

والحَطَب: معروف. والحاطِب والمحتطِب سواء. ومثل من أمثالهم: " المُسْهَب كحاطب الليل "، فالمُسْهَب: الذي يتجاوز في كثرة الكلام حتى يكثر خطأه؛ يقول: فهو كحاطب الليل لأن حاطبَ الليل لا يَعْدمَ أن يهجم على حيَّة أو سبُع. قال ابن دريد: المسْهَب بفتح الهاء. قال: والعرب جعلت مُفْعَلاً مُفْعَلاً في ثلاثة مواضع: أحصَنَ فهو مُحْصَن، وألفَجَ فهو مُلْفَج إذا أفلس، والمسْهَبَ فهو مُسْهَب.

ووادٍ حَطيب: كثير الحطب. وقد سمَّت العرب حاطِباً وحُوَيْطِباً.

وبنو حاطبة: بطن منهم. وحويطِب بن عبد العُزى من قريش.

 

ب-ح-ظ

رجل حُظُب، وهو الجافي الغليظ، وقالوا: البخيل. ووتر حُظب: غليظ، واشتقاقه من حَظَبَ يَحظِب ويحظُب، وهو فعل مُمات. وسترى هذه الأبنية مفسرة في مواضعها إن شاء الله.

 

ب-ح-ع

أهملت الباء والحاء مع العين والغين والفاء في الثلاثي الصحيح خاصَة.

 

ب-ح-ق

حَبَقَ يَحبق حَبْقَاً وحُباقاً. والحَبْقة: الضُّرَيْطة. وأكثر ما يُستعمل ذلك في الإبل والغنم، وربما استُعمل في الناس أيضاً فقيل: حَبَقَ الغلامُ يَحبِق حَبْقاً وحُباقاً.

وربما قالوا للأمَة: يا حَباقِ، معمول، كما يقولون: يا دفار.

وأخبرنا أبو حاتم عن أبي عُبيدة قال: لما قُتل عثمان، رضي اللّه عنه، قال عديّ بن حاتمِ: "لا تَحْبِقُ فيه عَنْز"، فأصيبت عينه يوم صِفِّين وقُتل ابنه طريف فدخل على معاوية بعد قتل علي، رضي الله عنه فقال له: هل حَبَقَتِ العنزُ في قتل عثمان فقال: إي والله، والتيسُ الأعظم.

والحُباق: الضُّراط بعينه. وفي بعض كلامهم: " فيخرج الشيطان وله حُباق "، وقالوا: خُباج. والحَبَق: ضرب من النَّبت. والحِباق: لقب لبطن من بني تميم. قال أبو العَرَنْدَس العَوْذي:

يُنادي الحِباقَ وحِمّانَـهـا

 

وقد شَيَّطوا رأسَه فالتَهَبْ

والحَقَب: النِّسْعة أو الحبل يُشَدُّ على حَقْو البعير على حقيبته. والحقيبة: الرِّفادة في مؤخّر القَتَب. وكل شيء شددتَه في مؤخرة رحلك أو قَتَبك فقد احتقبتَه. وكثر ذلك حتى قالوا: احتقبَ فلان خيراً أو شراً، إذا ادّخره.

وحَقِبَ البعيرُ يَحْقَبُ حَقَباً، إذا وقع حَقَبه على ثِيله فامتنع من البول فربما قتله ذلك. ويقال: حَقِبَ عامنا، إذا قل مطرُه. والحِقاب: خيط فيه خَرَز يُشَدّ في حَقْو الصَّبي تُدفع به العين، والأعراب تفعله إلى اليوم. والحقاب: جبل معروف. قال الراجز:

قد قلتُ لما جَدتِ العُقابُ

 

وضمها والبدنَ الحِقـابُ

جِدِّي، لكل عاملٍ ثـوابُ

 

الرأسُ والأكْرع والإهابُ

البَدَن: الوَعِل المُسِنّ. فقال لكلبته، واسمها عقاب: جِدِّي حتى أطعمَكِ الأكْرُعَ والرأسَ والإهابَ. وأتان حقْباء وحمار أحْقَبُ، وهو الذي في حَقْوه بَياض. قال رؤبة:

كأنها حَقْباءُ بَلْقـاءُ الـزلَـقْ

 

أو جادرُ اللِّيتَيْن مطْويُّ الحَنَقْ

والأحْقَب، زعموا: اسم بعض الجن الذين جاءوا يستمعون القرآنَ من النبي، صلَى الله عليه وسلَّم. وللأحْقَب حديث في المنازي في غزوة تبوك، وهو أحد النفر الذين جاءوا إلى النبي، صلَّى اللّه عليه وسلَّم. وقالوا: خمسة من نصِيبِين واثنان من الأردنّ لم يعرف أسماءهما ابن الكلبي. وأسماؤهم حَسا وبَسا وشاصِر وباصِر والأحْقَب. والحِقْبة: السَّنة، والجمع حِقَّب. يقال: حَقبَتِ السَّنةُ، وهي التي لا مطرَ فيها. ومرت حِقبة من الدهر، والجمع أحقاب وحُقوب والحُقْبة: سكون الريح، لغة يمانية. يقال: أصابتنا حُقبة في يومنا. والقُّبح: ضد الحُسن. والرجل قبيح والمصدر القُبح والقُباح. ويقال: رجل قبيح وقُباح من قوم قِباح وقباحَى. والقَباحة مصدر القُبح. وقبحَّ الله الرجلَ تقبيحاً وقَبَحَه قَبْحاً فهو مَقبوح، في معنى الدعاء عليه.

والقَباح والقبيح: مَغْرِز طرف عظم الساعد في المرافق.

قال الراجز:

حيث تواصي الإبرة القَبيحا

تواصي: تواصل. والإبرة: عظم المِرْفَق. والقَحب والقُحاب: سعال الخيل؛ فرس به قُحاب. وربما استُعمل للإبل أيضاً. وأصل القُحاب فساد الجوف. وأحسب أن القَحْبة من ذلك. ويقال بالدابّة قحْبة أيضاً، أي سُعال.

فأما أهل اليمن فجعلوا القحاب للناس وغيرهم.

والأحْقَب: حمار الوحش

ب-ح-ك

 

كَبَحَه باللِّجام كَبْحاً وكَمَحه، إذا ردّه به. والحَبْك: مصدر حَبَكَه يَحْبِكه ويَحبكه حَبْكاً، وهو أثر حُسن الصنعة في الشيء واستوائها. وكذلك فسر أبو عُبيدة في قوله تعالى: "والسَّماءِ ذاتِ الحُبُكِ "، أي الاستواء وحُسن الصنعة.

وفرس مَحبوك الظهر، إذا استبان فيه الصِّقالُ وحُسن الصنعة. والحِباك: أن يُجمع خشب كالحظيرة ثم يُشَدُّ في وسطه حبل يجمعه، فذلك الحبل الحِباك.

وتحبَّكتِ المرأةُ بنِطاقها، إذا شدَّته في وسطها. وكذلك تحبَّكَ الرجلُ بثيابه، إذا تلبَّبَ بها. واحتبكتُ إزاري، إذا شددتَه عليك. وحَبَكَه بالسيف يحبُكه ويحبِكه، إذا ضربه على وسطه. وقال قوم من أهل اللغة: بل حَبَكَه بالسيف، إذا قطع اللَّحم دون العظم. وكذلك حَبَكَ عروشَ الكَرْم، إذا قطعها. والحَبيكة: كل طريقة من خُصَل الشَّعَر. وكذلك جاء في صفة الدَّجّال " إن شعره حُبُك "، واللهّ أعلم.

وطرائق آثار الريح في الرمل: الحَبائك. وحُبُك بَيضة الحديد: الطرائْق التي تراها فيها. وكذلك حُبُكُ الماءِ إذا جرت عليه الريح. قال زهير:

مُكَلَل بأصول النبت تَنْسُـجـه

 

ريح خَريق لِضاحي مائه حبكُ

ويروى: مكلَّل بأصول النجم. وتنسجه: تمرُّ فوقه كما تَنْسُجٍ الرِّيحُ الرَّملَ. والخَريق: اللَّيِّنة، وقالوا: الشديدة أيضاً. ويقال: ما ذُقتُ حَبَكَةً ولا لَبَكَةً، وقالوا عَبَكَةً؛ فالحَبَكَة: ما سَفِفْتَه من السويق وما أشبهه، واللَّبَكَة: اللقمة من الثَّريد. والكَحْب لغة يمانية، الواحدة كَحْبة، وهو الحِصْرِم.

 

ب-ح-ل

البَلَح: الخَلال الصغار قبل أن يستدير ويتمكَّن في ثفاريقه، الواحدة بَلْحة.

وبلَحَ الرجلُ تبليحاً، إذا أعيا أو ضَعفَ من مرض أو تعب، وبَلح بُلوحاً.

وضرب من الطير يسمًى البُلَح، شبيه بالنسر أو أكبر ويقال لكل أنثى حَبِلَتْ من الإنس وغيرهم: حَبِلَتْ تَحْبَل حَبَلاً، ويُجمع الحَبَل أحبالاً. وربما سمِّي ما في البطن بعينه حَبلاً، والجمع أحْبال. قال الشاعر:

وداهية جَرها جـارم

 

تُبِيل الحَواصنَ أحْبالَها

والمَحْبَل: وقت الحَبَل، كان ذلك في مَحْبَل فلانة، أي في وقت حَبَلها. وشَعَر محبَّل: مضفور. والحَبْل: معروف. وبنو الحبْلى: بطن من العرب.

والحَبْل: العهد، والحبْل: الأمان. وأخذت بحَبْل من فلان، أي عهداً وأماناً. قال الأعشى يصف ما يأخذ من الأمان في سفره من جوار الأحياء:

وإذا أجَوّزُها حِبـالَ قـبـيلةٍ

 

أخَذَتْ من الأخرى إليك حِبالَها

وحَبْل الذراع: معروف. ويقال: هذا الأمر على حبل ذِراعك، أي ممكن لك.

والحِبالة: شَرَك الصائد، والجمع الحبائل. والصيد محبول ومُحتبَل، إذا وقع في الحِبالة. قال لبيد بن ربيعة يصف فرساً طويل الآرساغ:

ولقد أغدو وما يُعْـدِمـنـي

 

صاحب غير طويل المحتبَلْ

أراد غير طويل الأرساغ.

ويقال: رجل حَبيلُ بَراحٍ، إذا كان شجاعاً. ويسمَى به الأسد أيضاً.

وحَبْل العاتق: عَصَبَتاه. والحابُول: الكَرّ الذي يُصعد به إلى النخل؛ ويسمّى بالفارسية بَرْوَنْد، وبالنبطية البُبَلْيا. والحَبْلة: الكَرْم. والحبْلة: ضرب يصاغ من الحَلْي. وفي الحديث: "نُهِيَ عن حَبَل الحَبَلة"، وهو أن يُباع ما يكون في بطن الناقة التي هي في بطن أمها. والحُبَل: موضع. والأحْبَل الذي يسمَّى اللُّوبياء، لغة يمانية، ويسمِّيه أهل الحجاز الدِّجْر. والحِبْل: الداهية، والجمع حُبول.

قال أبو عبيدة: الحَبْل موقف خيل الحَلْبة قبل أن تطلق. يقال: الخيل واقفة في الحَبْل، أي في الموضع الذي توقَف فيه. وبه سمِّي حَبْل البصرة، وهو رأس مَيدان زياد. ومثل من أمثالهم: "أنا بين حابل ونابل "، يضربه الرجل إذا كان في دار مَخافة يخاف من أقطارها. والمَحْبِل: الكتاب. قال الهذلي:

لا تَقِهِ الموتَ وقِـيّاتُـه

 

خُط له ذلك في المَحْبِل

فمن كسر الباء عنى به الكتاب، ومن لم يكسر الباء فإنه يريد: وأمُّه حُبلى.

والحَلْب: مصدر حلَبت الشيء أحلُبه حَلْباً. ومن أمثالهم: "إنك لتَحْلُبُ حَلَباً لك شَطْرُه ". والحِلاب: ما حُلب من اللبن. ويُروى هذا البيت:

صاح أبصرتَ أو سمـعـتَ بـراع

 

رَدَّ في الضَّرع ما قَرَى في الحِلابِ

ويُروى: في العِلاب. قَرَى: جَمَعَ. قال أبو بكر: وقول الآخر- عمرو بن كلثوم التغلبي:

ذراعَيْ عَيْطَل أدماءَ بِكْرٍ

 

هِجانِ اللون لم تَقرأ جَنينا

أي لم تجمع في رَحمِها ماءَ الفحل. والحُلْبة: حَبّة معروفة. والحِلْبلاب: ضرب من النبت. وما له حلوبة ولا رَكُوبة، أي ما يُحلب وما يُركب. والحُلَب: ضرب من النبت. وحلائب الرَّجل: أنصاره من بني عمه خاصَّة، هكذا يقول الأصمعي، فإذا كانوا من غير بني عمه فليسوا بحلائب. قال الشاعر:

ونحن غَداةَ العين لمّا دَعَوْتَنـا

 

منعناكَ إذ ثابَتْ عليكَ الحَلائبُ

والحَلْبة: حَلْبة الخيل، وهي الدُّفْعة في الرهان خاصةً.

والمَحْلَب: الحَبّ الذي يُتطيّب به. والمِحْلَب: الإناء الذي يُحلب فيه.

ويقال: ناقة حَلوب رَكوب، إذا كانت تُحلب وتُركب. وأنشد:

حَلْبانةٍ رَكْبانةٍ ضفُـوفِ

 

تَخْلِطُ بين وَبَرٍ وصُوفِ

فالحَلْبانة: التي تُحلب مِحْلَبتين؛ شبَّه سرعةَ يديها بسرعة ناسِجة تخلط بين وبر وصوف. ومَحْلَبة: موضع معروف. ويقال: لَحَبْتُ اللحمَ عن العظم ألحَبه لَحْباً، إذا قشرته. وكل شيء قشرتَه فقد لحبتَه، العود وما أشبهه.

ولَحِبَ لحمُ الرجل، إذا أنحله الكِبَرُ. قال الشاعر:

عَجوز تُرَجّي أن تـكـون فَـتِـيَّةً

 

وقد لَحِبَ الجَنْبان وآحدودبَ الظهْرُ

وطريق لاحِب: مُسْتَوٍ واضح، كأنَّه لَحَبَ الأرضَ، أي قشرَها.

ومَلحوب: موضع معروف. قال عَبيد بن الأبرص:

أقْفَرَ من أهله مَلحوبُ

 

فالقُطَبيّاتُ فالذَّنُـوبُ

ب-ح-م

أهملت في الثلاثي الصحيح.

 

ب-ح-ن

حَبِن الرجلُ يَحْبَنُ حَبَناً، إذا انتفخ بطنُه، فهو حَبِن والمرأة حَبْناءُ. وحُبنَ الرجلُ يُحْبَنُ حَبْناً وحَبَناَ، فهو محبون، وهو داء يصيب الإنسان في بطنه فيَرِمُ منه.

والحِبْن: معروف، وهو الدُّمَّل، يخفَّف ويثقَّل. قال أبو النجم:

وقام جِنِّيُّ السَّنـام الأمْـيَل

 

وامتَهَدَ الغاربُ فِعْلَ الدمَّل

والحَبَن: الدِّفْلَى، لغة يمانية.

والبَحَن: فعل ممات، ومنه اشتقاق البَحْوَن وهو الرمل المتراكب. قال الراجز:

من رَمْل تُرْنَى ذي الرُّكام البَحْوَنِ

 

أثبَـجَ أو ذي جُـددٍ مُـفَـنَّـن

وُيروى: من رمل حَوْضَى. والبَحْوَن: العظيم البطن، وبه سمِّي الرجل بَحْوَنة. والبَحْوَن، زعموا: ضرب من التمر، ولا أدري ما حقيقته. والحَنَب والتَّحنيب: أحْدِيداب في وَظيفي يدي الفرس وهو مستحسَن، فرس مُحَنَّب والأنثى مُحَنَّبة.

والنَّحْب: النّذْر؛ قضى فلان نَحْبَه، أي نَذْرَه، وقالوا: قضى نَحْبَه، إذا مات.

والنَّحْب: الخطر العظيم. قال الشاعر:

بطِخْفَةَ جالَدْنا الملوكَ وخيلُنـا

 

عَشيَّةَ بِسْطام جَرَيْنَ على نَحْبِ

أي على خطر وغَرَر.

ورجل مُناحِب، كأنه مُخاطِر على الشيء. ناحبَ الرجلُ الرجلَ، إذا خاطرَه.

والنَّحيب: تردُّد البكاء في الصدر.

والنَّحْب يقال لأطول يوم في السنة يشتدّ فيه الحَرُّ، زعموا، وهو السابع عشر من حَزِيران. وليل التِّمام أطول ليلة في السنة، وهو السابع عشر من كانون الأول. ويقال: ليل التِّمام: ليل الغُموم.

والنَّبْح: مصدر نَبَحَ الكَلبُ نَبْحاً ونُباحاً. والنَّوابح: الكلاب. قال الشاعر:

فقل للحَواريّات يَبكين غيرَنا

 

ولا يَبْكِنا إلا الكلابُ النوابحُ

الحواريات: النساء الحَضَريات، سُمِّين بذلك لنقائهنّ وبياضهنّ.

والنُّبوح: الجماعة الكثيرة من الناس لا واحد لها من لفظها. قال الأخطل:

إن العَرارةَ والنبوحَ لِدرام

 

والمستخِفَّ أخوهمُ الأثقالا

العَرارة: السُّؤود. والنُّبوح: العدد. يعني أن أخاه الذي يتحمَّل الدِّيات.

والنَّبّاح: صَدَف من صَدَف البحر يعلَّق على الصبيان تُدفع به العين، زعموا.

 

ب-ح-و

باحَ بسرِّه يَبوح بَوْحاً، إذا أظهره. وباحة الدار: وسَطها. وجمع باحة بُوح، مثل ساحة وسوح. ومثل من أمثالهم: "ابنك ابن بُوحِك يشرب من صَبوحِك ".

وبَيْحان: اسم رجل تُنسب إليه الإبل البَيْحانيَّة. وهذا البِياح من الحِيتان عربي صحيح. والحَوْب: الجمل. ثم كثر ذلك حتى صار زجراً للجمل. قال الشاعر في أن الحَوب الجمل بعينه:

هي ابنة حَوْب أمُ تسعين آزَرَتْ

 

أخا ثقةٍ تَمري جَباها ذَوائبُـه

يعني كِنانة عُملت من جلد بعير وفيها تسعون سهماً، فجعلها أمًّا للسهام لأنها قد جُمعت السهام فيها. وقوله: أخا ثقة، يعني السيف. جَباها: حَرْفُها. وذوائبه: الهاء راجعة إلى السيف، يريد أنه تقَلد السيف ثم تقلَّد بعده الكِنانَة، فذوائب السيف تمري حَرْفَها، يريد حرفَ الكِنانة. والمَرْيُ: المسح. وقال بعضهمِ في كلام له: "حَوْبْ حَوْبْ، إنه يوم دَعْقٍ وشَوْبْ، لا لَعاَ لبني الصَّوْبْ " الدَعْق: الوطء الشديد. دَعَقْتُ الأرضَ دَعْقاً شديداً، إذا وَطِئتَها وطأً شديداً. والشَّوب: الاختلاط، يريد أنه يومُ شَرٍّ وقوله: لا لعاً لبني الصَّوب، دعاء عليهم، ويقال للرجل إذا عثر: لَعاً، أي آسْلَمْ. والحوب والحَوب: الإثم. وقد قُرىء: " إنه كان حَوْباً كبيراً " وحُوباً.

والحَوْبَة: الحزن. يقال: بات فلان بحَوْبة سَوْءٍ وحِيبة سوءٍ.

وفي دعاء النبيّ صلَّى اللّه عليه وسلَّم: "اللهمَّ آقْبَل توبتي وآرْحَم حَوْبتي ".

وحَوبة الرجل: حَريبته وأهله. والمتحوِّب: المتحزِّن من شكوى. قال طفيل الغنوي:

فذوقوا كما ذُقنا غداةَ محجَّـرٍ

 

من الغيظ في أكبادنا والتحوُّبِ

وتحوَّبَ الرجل من الشيء، إذا تأثَّم منه. والحَوْباء: النفْس. والحَوْأبَة: الدلو العظيمة. قال الراجز:

بئسَ مَقامُ العَزَبِ المَربوع

 

حَوأبَة تُنْقِضُ بالضُّلـوع

أي تسمع لأضلاعه نقيضاً، أي صوتاً. المَربوع: الذي تأخذه حمَّى الرِّبْع. يقال: رُبِعَ الرَّجُل وأربعَ. قال الهذلي:

من المُرْبَعين ومن آزِل

 

إذا جَنه الليلُ كالنّاحطِ

الآزِل: المضيَّق عليه في العيش، من الأزْل، وهو الضيق. والناحِط: الذي يردِّد البكاءَ في صدره، نَحَط يَنْحِط نَحْطاً. والحَوأب: موضع قريب من البصرة، وهو الذي جاء في حديث عائشة، رضي اللهّ عنها. وهذا الموضع منسوب إلى الحَوْأب أو مسمًى بها، وهي ابنة كَلْب بن وَبْرَة. وحَبا الصبي يحبو حَبْواً، إذا مشى على آسْتِه وأشرف بصدره. وبه سمِّي حَبِيُّ السحاب، وهو الذي يشرف من الأفق على الأرض فكأنه قد دنا إليها. وحَبا البعيُر حَبْواً، إذا كُلِّف الصعودَ في الرَّمل فبرك ثم زحف من الإعياء، قال الراجز:

أودَيْتُ إن لم تَحْبُ حَبْوَ المُعْتَنِكْ

 

فالذكْرُ منه عندنا والأجْرُ لَكْ

والمعتنِك: الذي يحبو في العانِك، وهو الكثيب من الرمل.

وكل شيء دنا إليك فقد حَبا لك؛ وبه سمِّي الحَبِيّ من السحاب لدنوّه من الأرض. والحَبِيّ سمِّي بذلك لانتصابه في الأرض فكأنه مشرف عليك. وحَبَوْت الرجل أحْبُوه حِباءٍ، إذا أعطيته. وأحباء المَلِك: جُلَساؤه. والحِبْوة: اسم الاحتباء، تقول: ما أحسنَ حِبْوةَ فلان. والحُبْوَة: ما حَبَوْتَه من شيء.

ويقال في قوله تعالى: "إنّي أحْبَبْتُ حُبَّ الخير " فسرَّوه: إني لَصقْتُ بالأرض لحُبّي للخير كما يُحِب البعير. قال الشاعر:

دعتني إليها مُقْلَتاهـا وجِـيدهـا

 

فمِلْت كما مال المُحِبّ على عَمْدِ

يعني البعيرَ الذي قد أحب.

 

ب-ح-ه

الحَبَّة: واحد الحَبّ. والحبة: جمع ما يحمله البقلُ من ثمره. والبُحّة: ما يجده الرجل في حلقه من خشونة، وقد مرَّ هذا مستقصًى في الثنائي.

 

ب-ح-ي

لها مواضع في الاعتلال تراها إن شاء اللهّ.

 

باب الباء والخاء

مع الحروف التي تليها

في الثلاثي الصحيح

ب-خ-د

الخَدَب: الهَوج؛ رجل أخدب وامرأة خدباءُ. ويقال: ضربة خَدْباء، إذا هَجَمَتْ على الجوف. والخِدَبّ: البعير الشديد الصلب. وستراه في باب فِعَلّ إن شاء اللهّ.

والبَخَنْداة والخَبنْداة: المرأة الثقيلة الأوراك العظيمة الساقين. وستراه في بابه إن شاء الله.

 

ب-خ-ذ

بذخَ الرجل يبْذخ بذْخاً، وقالوا يبْذخ، وليس بعالٍ، وهو باذِخ وبَذّاخ، إذا تكبَّر.

والبيذَخ: نخلة معروفة بهذا الاسم، الياء زائدة.

 

ب-خ-ر

البَخَر: رائحة متغيرة من الفم. وكل رائحة ساطعة فهي بَخَر، مأخوذ من بُخار القدر وبخار الدخان. وهذا البَخور الذي يُتبَخّر به من ذلك.

والبَرْخ: الكثير الرخيص، لغة يمانية. وأحسب أصلها عِبرانيًّا أو سريانيّا، وهو من البَرَكة والنَّماء. قال العجّاج:

ولو رآني الشعـراء ديّخـوا

 

ولو تقول بَرِّخوا لَبَـرَّخـوا

لِمارَ سرْجِيس وقد تدَخْدخوا

والخَبَر: معروف؛ أخبَرتُ بكذا وكذا وأخبرتُ به، فأنا مُخْبِر ومُخْبر.

وتقول العرب: "هَل من جائبَةِ خَبرٍ"، أي هل من خبر يَجوب البلادَ فيجيء من مكان بعيد. وأنشد:

عَهدي بهم كعَسَى وهم بتَنُوفَة

 

يتنازعون جَوائبَ الأمثـال

وهو مثل قولهم: "هل من مغرِّبَةِ خَبَر". ولي بفلان خِبْرة وخَبْرة وخبْرة، والكسر أعلى، فأنا به خابر وخَبير. ويقال: فلان حَسَنُ المَخبَر. والخَبار: الأرض السهلة فيها جحَرة وحفار. ومن أمثالهم: "من تجنب الخبار أمنَ العثار".

والخَبْراء: الأرض السَّهلة المنخفضة يجتمع فيها ماء السماء وتُنبت السِّحْرَ، وتُجمع خَبْراوات. ويقال لها أيضاً: الخَبِرة، وتُجمع على خَبِر.

والخابور: نهر، أحسبه. وتَخبرَ القوم بينهم خُبْرَةً، إذا اشتروا شاة فذبحوها واقتسموا لحمها، والشاة خَبيرة. والخَبير: الزَّبَد الذي يلقيه البعير مِن فيه، وما أشبهه. والخَبْر: المَزادة العظيمة، والجمع خُبور. وبذلك سمِّيت الناقة الغزيرة خَبْراً. والخَرَب: ذَكَر الحُبارى، والجمع خِرْبان. والخُرْبة: عُرْوة المَزادة، وجمع خرْبة خُرَب. والخُرْبة: خَرْق في الوَرِك في العظم يلبسه اللحم والجلد ينفذ إلى الجوف. والخُرْبة: الثَّقب في أذن الأخْرَب، والجمع خُرَب. والأخرَب: المثقوب الأذن، وهو مثل الأخرَم.

وأخْرَب: اسم موضع. والخَرُّوب: نبت معروف. والخَرْب: دائرة في أعلى كَشْح الفرس. والخَراب: ضدّ العَمارة. ويقال: خَرِبَ المكان خراباً. والخِرابة: سَرِقة الإبل خاصةً، كذا قال الأصمعي. ولا يكادون يسمّون الخاربَ إلا سارقَ الإبل، والفاعل خارِب وخَرّاب، وقال غيره: بل اللِّصّ خارِب. وأنشد أبو بكر:

خَلِّ الطريقَ واجتَنِبْ أرْماما

 

إنَّ بها أكْتَـلَ أو رِزامـا

خُوَيْرِبانِ يَنْقُفان آلهـامـا

أكْتَل ورِزام: لِصان من بني تميم. وقد سمَّوا مَخْرَبَة.

وبنو رُبَخَة: بطن من العرب اشتقاقه من الرَّبْخ، وهو الاسترخاء؛ مَشَى حتى تربَّخ، أي استرخى. فأما تَريخَ، بالياء، فهو الذّل. يقال: رَيَّخْتُه تَرَيُّخاً، أي ذلَّلتُه. وأنشد للعجّاج:

بمثلهم يُرَيخُ المُريَّخُ

وليس هذا موضعه. والرَّبُوخ: نعت توصف به المرأة عند النِّكاح، معروف.

وأحسب أن رابخاً اسم موضع بنجد. ومُرْبِخ: أحد كُثبان الرمل بنجد. قال الراجز:

أمنْ حِذار مُرْبِخٍ تَمَطَّـيْنْ

 

لا بُدَّ منه فانَحَدِرْنَ وآرْقَيْنْ

ب-خ-ز

البَزَخ: خروج الصدر ودخول الظهر، رجل أبْزَخُ وامرأة بَزْخاءُ.

ويقال: تبازختِ المرأةُ، إذا حرَّكت عَجُزَها في مِشيتها. وبُزاخة: موضع.

والخَزَب: ضيق أحاليل الشاة والناقة من وَرَمٍ أو كثرة لحم، والناقة: خَزِبَة.

ولحم خَزب، إذا كان رَخْصاً لَيِّناً. والخَيْزَبَة والخَيْزُبَة، بفتح الزاي وضمّها: اللحمة الرخْصَة اللَّيِّنة. وفي كلام بعضهم: "فأكلت خَيْزَبَة من فِراص هِلَّعَة"، الفِراص: جمع فريصة، وهي لحمة في الكتفين. وهِلَّعة: عَناق جَذَعة. والخَزَب: الخَزَف المعروف في بعض اللغات. والخَبْز: ضرب البعير بيده الأرضَ في مشيه. وبه سُمِّي الخُبز لضربهم إياه بأيديهم. والخُبْزَة: القُرْص أو الرغيف. والخِبازة: حِرفة الخَبّاز. والخُبّازَى: ضرب من النبت. والخازِبازِ: ورم يحدث في الوجه.

والخِزْباز والخازِبازِ: ذباب العشب؛ ويقال: ضرب من العُشب. قال ابن أحمر:

بهَجْل من قَسا ذَفِرِ الخُزامَى

 

تَداعى الجِرْبِياءُ به حَنينـا

تَفَقأ فوقه القَلَعُ السـواري

 

وجُن الخازِبازِ به جُنـونـا

وقال آخر:

مثل الكلاب تَهِر عند دِرابِهـا

 

وَرِمَتْ وجوههمُ من الخِزْبازِ

وقال آخر:

يا خازِبازُ أرْسِل اللَّهازِمـا

 

إني أخاف أن تكون لازِما

ويقال: الخازِبازِ والخازِبازُ والخِزْباز والخِزْباء.

والزخْب يكنى به عن النكاح، أحسب.

 

ب-خ-س

بَخَسْتُه حقه، إذا ظلمتَه إياه. ومن أمثالهم: " تَحْسِبُها حَمقاءَ وهي باخِس "، وقالوا: باخسة. وقوله جلَّ وعز: " وشَرَوْه بثَمَنِ بَخْس "، أي ناقص، واللهّ أعلم.

وتَباخسَ القومً في البيع، إذا تغابنوا. والخباسة: المَغْنَم. قال الشاعر:

فلم أر مثلهـا خـبـاسةَ واحـدٍ

 

ونَهْنَهْتُ نفسي بعدما كِدْت أفعلَهْ

هكذا لغة طيىء، يقولون: كِدْتُ أضربَه، إذا عنوا المؤنث إذا أرادوا أن يقولوا كِدْتُ أضربُها. أراد: أفعلها. واختَبَسَ الرجلُ الشيءَ، إذا أخذه مغالَبةً.

وأسد خَبُوس: يختبس الفريسة فيَغلب عليها. والسبْخة: أرض مَلِحة، والجمع سِباخ.

وسبَّخَ اللهّ عنه الحُفَى، أي خففها عنه. وفي الحديث: "لا تُسَبِّخي عنه بدعائك ".

والسبيخة: الخُصلة من القطن، والجمع سَبائخ. قال الشاعر:

فأرْسَلوهنَّ يُذْرِينَ الترابَ كما

 

يَنفي سبائخَ قُطْنٍ نَدف أوتارِ

والسِّخاب: قلادة من قرنفل أو غيره، والجمع سُخُب، مثل رُسُل وكتُب، كما قالوا: كتاب وكتُب وكتْب.

 

ب-خ-ش

الخَبْش: مثل الهَبْش سواء، وهو جمع الشيء. واشتقاق اسم خَنْبَش من هذا، النون زائدة. والخَشَب: معروف، ومثله الخُشُب، وهو جمع خَشَبَة. قال امرؤ القيس:

حتى تركناهم لَدَى مَعْرَكٍ

 

أرجُلُهم كالخُشُبِ الشّائل

قال أبو بكر: الشائل: المرتفع. شالَ هو إذا ارتفع، وأَشَلْته أنا إذا رفعته. قال الأخطل يهجو جريراً:

وإذا جعلتَ أباكَ في مِيزانـهـم

 

رَجَحوا وشالَ أبوك في المِيزانِ

وفي التنزيل: "خُشُب مُسندة "، واللّه أعلم بكتابه. وسيف مَخشوب وخشيب: حديث الصنعة. وجادَ ما فَتَقَ الصَّيْقَلُ خَشِيبةَ السيف، يعني جادَ ما طَبَعَه. والأخْشَب: الأرض الغليظة، وجمعه أخاشِب. وقد سمّوا خشبان، ومن هذا اشتقاقه.

وأخْشَبا مكّة: جَبلاها. وأخشَبا المدينة: حَرَتاها المكتنفتان لها.

وجمل خَشِب، إذا كان غليظاً. قال ذو الرُّمَّة بسيط:

شَخْتُ الجزارة مثلُ البيت سائرُه

 

من المُسوح خِدَبّ شَوْقَب خَشِبُ

وصف ظليماً شختَ الجزارةِ، أي دقيق القَوائم مثل البيت، يريد مثل البيت من الشعر. وسائره، أي سائر الظليم من المُسُوح، أي أنه أسوَد. والخِدَبّ: الضَخم. والشَّوْقَب: الطويل. والخَشِب: الغليظ الجافي.

والخِشاب: بطون من بني تميم، لقب لهم. قال جرير:

أثَعْلَبَةَ الفوارس أم رِياحـا

 

عَدَلْتَ بهم طُهيةَ والخِشابا

والشَخْب والشخْب: ما خرج من الضَّرع من اللبن إذا احتلبتَه، كأن الشَّخْب المصدر والشّخْب الاسم. والشُّخْبَة: الدُّفْعَة من اللبن تخرج من الضَّرع، والجمع شخب. والشخاب: اللبن، لغة يمانية لأهل الجوف. ويقال: تشخَّبَ الرجل بدمه. وكلّ شيء سال فقد شَخَبَ الدَّمُ منه وما أشبهه. وربما سُمِّي الدم شَخْباً.

 

ب-خ-ص

البخص: لحم العين. يقال: بَخَصَ عينَه، إذا أصاب بَخَصَتَها. وبَخَصُ القدم: لحم أخْمَصِها. والخَبْص: خلطك الشيءَ بالشيء. وبه سُمِّي الخَبيص، إن شاء اللّه. يقال: خَبَصْتُ الدقيقَ وغيره بالماء، إذا خلطته. والخِصاب: نخل الدَقل بلغة أهل نجد. والخِصْب: ضد الجَدْب، مكان مُخْصِب وخَصيب. والخَصيب: لقب رجل من العرب. ورجل خَصيب الجَناب، إذا كان واسع الرَّحْل. والصبَخَة: لغة في السَّبَخَة، والسين أعلى. والصَّخَب: اختلاط الأصوات، يقال: سمعت اصطخابَ الطير، أي اختلاط أصواتها. ورجل صُخب وامرأة صخُبَّة، إذا كانا شديدي الصَّخَب.

ويقال: حمار صَخِب الشَّوارب، أي يردد نُهاقَه في شواربه، والشَّوارب: مجاري الماء في الحلق. قال أبو ذؤيب الهُذلي:

صَخِبُ الشوارب لا يزال كأنه

 

عَبدٌ لآل أبي رَبيعةَ مُسْـبَـعُ

وللمُسْبَع مواضع: المسْبَع: الذي قد أهمل حتى صار كأنه سَبُع. والمُسْبَع: الذي قد وقع السَّبُعُ في غنمه. والمُسْبَع: الدَّعيّ. قال الراجزْ:

إنّ تميماً لم يُراضِع مُسْبَعا

 

ولم تَلِده أمُه مقـنَّـعـا

ب-خ-ض

 

خَضَبَ الشَّجر يَخْضِب وخَضِبَ يَخْضَب، ويَخْضِب أعلى، إذا كان أخضر. واخضوضَبَ كذلك. قال أبو حاتم: خَضِبَ يخْضَب وخضب يخْضِب لغتان جيدتان. قال أبو بكر: وأخضَبَ الشجرُ أيضاً، وأنشد:

تَسْمَع منها في السَّليقِ الأشْهَبِ

 

العارِدِ الشوكِ الذي لم يُخْضبِ

مَعْمَعةَ مثلَ الحريق المُلْهَبِ

وخَضَبَ الظليمُ فهو خاضِب، إذا احمرت ساقاه وأطراف ريشه من أكل العُشب. وكان أبو مالك، زعموا، يقول: خَضَبَ الظليمُ، إذا أكل اليَساريع فاحمرَّت قوادمه وساقاه. والخِضاب من هذا اشتقاقه. والخُضَبَة: المرأة الكثيرة الاختضاب. وكَف خَضيب ومَخضوبة. والكفًّ الخَضيب: نجم معروف. وكان الأصمعي يقول في بيت الأعشى:

أرى رجلاً منهم أسِيفاً كأنّمـا

 

يَضُمُّ إلى كَشْحيه كَفًّا مُخَضبا

يريد: كأنَّ يده قُطعت فقد ضمَّها إلى كشحيه وذكَّر الكَف على تذكير العضو من الأعضاء. والمِخْضب في بعض اللغات: إناء يُتوضّأ فيه من حجارة.

 

ب-خ-ط

خَبَط البعيرُ الأرضَ بيديه، إذا ضربها. وكل شيء ضربته بيدك فقد خَبَطْتَه وتخَبّطْتَه. وفي التنزيل: " يتخبَّطُه الشَيطانُ من المَسّ "، فسَّره أبو عبيدة: يتخبَّطه كما يتخبَّطه البعير. قال أبو حاتم: الخُباط: داء كالجنون. والخَبَط: ورق يُخبط من الشجر ويُلجن تُعْلَفُه الإبل، وهو الخَبيط أيضاً. ويقال: في أرض بني فلان خَبْطَة من الكلأ، أي شيء يسير.

وأخبطَ الرجلُ إبِلَه، إذا أعلفَها الخَبَطَ. ويقال: اختَبط فلان فلاناً، إذا طلب معروفَه. قال الشاعر:

وليس مانعَ في قُرْبَى ولا نَسَب

 

يوماً ولا مانعاً من خابطٍ وَرَقا

ويقال: ما بقي في الإناء إلّا خِبْطَة من طعام أو غيره. وربما سمِّيت المَطيطة من الماء الباقية في الحوض خِبْطَةً. والخُباط: داء يأخذ الرجلَ كالجنون.

وخَطَبَ الرجلُ خِطابةً فهو خَطيب بَيّنُ الخِطابة. واسم الكلام: الخُطْبة.

وخِطْبة النِّساء بالكسر، وكذلك هو في التنزيل: "ولا جُناحَ عليكم فيما عَرَّضْتُم به من خِطْبَةِ النِّساء "، واللّه أعلم.

ويقال: خَطَبَ الرجلُ المرأةَ يَخْطُبها، فالمرأة خِطب وكذلك الرجل. وكذلك خِطِّيبَى أيضاً. قال الشاعر:

لِخِطِّيبَى التي غدرتْ وخانت

 

وهنّ ذواتُ غائلةٍ لُحِـينـا

وأمّ خارجة: امرأة قد وَلَدَتْ قبائل من العرب، كان يأتيها الرجل فيقول: خِطْب، فتقول: نِكْح. وقالوا: خِطِبْ فتقول نِكِحْ، فضُرب بها المثل فيقال: "أسْرَعُ من نِكاح أمّ خارِجةَ ". والخِطاب: مصدر خاطبته مخاطبةً وخِطاباً.

والخَطْب: الأمر العظيم، والجمع خُطوب. والخُطْبة: غُبْرة تَرْهَقُها خُضْرَة، حمار أخطَبُ وأتان خَطْباءُ. والأخْطَب: طائر، وهو مأخوذ من الخُطْبة، وهي هذا اللون. وإذا اشتدَّت خضرة الحَنظل حتى يستحيلَ إلى الغُبرة فهو خُطْبان. قال أبو حاتم: قالت أم الهيثم: الخُطْبان من الحنظل: الذي فيه خطوط سُود. وطَبَخْتُ الشيءَ أطبُخه وأطبَخه طَبْخاً، والشيء طَبيخ ومَطبوخ. وطَبَخَتْه الهواجرُ، إذا لَوَّحَتْه.

والطِّباخة: صناعة الطَّبّاخ. والمِطْبَخ: الإناء الذي يُطبخ فيه، القِدر وما أشبهها. والمَطْبَخ: الموضع الذي يُطبخ فيه. والطُّبَاخة: ما فار من رُغوة القِدر إذا طبخ فيها. وهي الطفَاحة والفُوَارة. والطِّبِّيخ والبِطِّيخ لغتان.

والمَبْطَخَة: موضع نبات البِطِّيخ، والجمع مَباطِخ. وفي الحديث: "كان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يُعجِبه الطِّبِّيخ بالرُّطَب ".

وأجاز أبو زيد والكوفيون مَبْطَخَة ومَبْطُخَة ومَبْقَلَة ومَبْقُلَة ومَقْبَرَة ومَقْبُرَة.

 

ب-خ-ظ

أهملت في الثلاثي الصحيح.

 

ب-خ-ع

بَخَعَ نفسَه يَبْخَعها بُخوعاً وبَخْعاً، لم يتكلّم فيه الأصمعي، وهو باخِع، إذا قتلها غَمّاً.

وبَخَعَ بالحقّ، إذا اعترف به. وخَبَعَ الرجلُ في المكان، إذا دخل فيه. وأحسب أن العين همزة لأن بني تميم يخفَفون الهمزة فيجعلونها عيناً فيقولون: هذا خِباعُنا، يريدون خِباؤنا. ويقولون: فعلتُ كذا وكذا عَنْ فعلتَ كذا وكذا، يريدون أن فعلتَ. وأنشدوا:

أعَن تَرَسمْتَ من خَرْقاءَ مَنزِلةً

 

ماءُ الصَّبابة من عَينيك مَسجومُ

 

يريدون: أأن تَرَسَمْتَ. وأنشد أبو حاتم لرجل من أهل اليمامة:

فَعيناش عَيناها وجِيُدش جِـيدُهـا

 

سِوى عن عظمَ الساق مِنْش دقيقُ

وجارية خُبَعَة طلَعَة، أي تستتر تارةً وتبدو أخرى.

 

ب-خ-غ

أهملت في الوجوه كلها وكذلك حالها مع الفاء.

 

ب-خ-ق

بَخِقَتْ عينُه تَبْخَق بَخَقاً، إذا انخسَفَتْ، والعين باخِقة، والرجل أبْخَقُ والأنثى بَخْقاءُ. قال الراجز:

كسَّر من عينيه تقويمُ الفُوَقْ

 

وما بعينيه عَواويرُ البَخَقْ

العُوّار: الرمَص. وامرأة خَبُوق: نعت مذموم، وهو أن يُسمع لها خَبَق عند النِّكاح، أي صوت مما هناك. وفرس خِبَقٌ وخِبِقٌ، وهو السريع. وفي ترقيص النبي صلَّى اللهّ عليه وسلَّم للحسين بن علي رضي اللّه عنهما: "خِبَقَة خِبَقَّهْ تَرَقَّ عين بَقَهْ "، بالخاء المعجمة، وأصحاب الحديث يروون بالحاء.

 

ب-خ-ك

أهملت في الوجوه.

 

ب-خ-ل

البُخل والبَخَل لغتان. ورجل باخِل وبخيل. والمَبْخَلة: الشيء الذي يحملك على البخل. وفي حديث النبي صلَّى اللّه عليه وسلَّم: "الوَلَدُ مَبْخَلَة مَجْهَلَة مَجْبَنَة". وجمع بخيل بُخَلاء، وجمع باخِل بُخّال.

ورجل أبلخُ، وهو المتكبّر. قال أبو زيد: لم أسمعه في المؤنث. قال الراجز:

بسامياتٍ لقُـروم الـبـذَّخ

 

بكل قَرْم للقُرومَ مِصْمَـخ

أبْلَخَ لا بَن هو فوق الأبْلَخ

لا بل ولا بن واحد. وأنشد:

يقول أهل السُّوق لمّا جِينا

 

هذا وعَهْدِ اللّه إسرائينـا

أراد إسرائيل لأنه جاء بضَبّ يبيعه فقيل: هذا قد مسُخ من بني إسرائيل. والبَليخ: موضع، ولا أحسبه عربياً صحيحاً. والخَبْل والخَبَل أصله من الجنون لأن الجنَّ يسمون الخابِل، ثم سَمَوا العاشق مَخبولاً تشبيهاً بذلك.

والخَبال أصله النقصان مثل التَّباب، ثم صار الهلاك خَبالاً. وزعم المفسرون في قوله عزَّ وجلَ: "لو خَرَجوا فيكم ما زادوكم إلاّ خَبالاً، أي وَهْناً؛ هكذا قال أبو عُبيدة. وقال آخرون: إن طِينةَ الخَبال موضع في جهنَّمَ، واللّه أعلم. ورجل مخبول ومختبَل. والخَبال: داء يصيب الإنسان تسترخي منه مَفاصلُه. وأخْبَلْتُ الرجلَ، إذا أعطيته عن غير سؤال. قال زهير:

هنالك إن يُستخبَلوا المالَ يُخْبِـلـوا

 

وإن يسْألوا يُعْطوا وإن يَيْسِروا يغْلوا

أي يشترون بالغَلاء. وأهل اليمن يقولون للرجل إذا رَثَوا له من عيب فيه: خَبالَيْهِ من كذا وكذا، أخرجوها مُخْرَجَ حَنانَيه وهَذاذَيه وما أشبه ذلك. والخِلْب: غِشاء القلب؛ هكذا يقول بعضهم. وقال آخرون: بل الخِلْب لحمة لاصقة بالكبِد أو قريبة منه، فلذلك قالوا: خَلَبَه الحُبُّ، إذا بلغ إلى ذلك الموضع منه. قال الراجز:

يا بِكْرَ بِكْرَيْن ويا خِلْبَ الكَـبِـدْ

 

أصبحتَ مني كذراعٍ من عَضُدْ

ومِخْلَب الطائر والسَّبُع: معروف، لأنه يَخْلُب به أي ينتزع به. وكان أبو عُبيدة يقول: خَلَبَ يَخْلُب ويَخْلِب، وبذلك سُمَي المِنْجَل مِخْلَباً. والخُلْبة: الخُصْلة من اللِّيف، والجمع الخُلُب. قال الشاعر يصف ثوراً طردته الكِلاب وزعمت عبد القيس أنها لها وادعتها الأزْد:

غُبارُه في إثْرِه سـاطـع

 

مثلُ رِشاء الخُلُبِ الأجْرَدِ

وكان الأصمعي يقول: أنشدني أبو عمرو بن العلاء هذه القصيدة، وقال: هو أحسن شيء قيل في الغُبار. والخِلابة: الخَديعة. ومنه حديث النبي صلَى الله عليه وسلًم: "لا خِلابَةَ". ورجل خَلَبُوت، الذكر والأنثى فيه سواء. قال الشاعر:

مَلَكْتُم فلمّا أن مَلَكْتُم خَلَبْـتُـمُ

 

وشرُّ الرجال الخالبُ الخَلَبُوتُ

ومن أمثالهم: " إذا لم تَغْلِب فآخْلِبْ "، أي فاخدَعْ. والبَرق الخلب من هذا اشتقاقه، كأنه يخدع ولا مطر فيه. وامرأة خالبة وخَلاَّبة: خدّاعة حلوة الكلام. قال الشاعر:

بان الشَّبابُ وحُبُّ الخالبِ الخَلَبَهْ

 

وقد بَرِئتُ فما بالنَّفس من قَلَبَهْ

أي من علَّة. وامرأة لُباخِيَّة: تامَّة الخَلْق والجسم. وأصل هذا الفعل مُمات.

 

ب-خ-م

أهملت.

 

ب-خ-ن

 

رجل بَخْن ومَخْن، وهو الطويل. وخَبَنْتُ الثوبَ أخْبِنه خَبْناً، إذا كسرته ثم خِطْتَه ليَقْصُر. وكل ما قبضتَه إليك فقد خَبَنْتَه. والخبْنة: الحُجْزة يتّخذها الرجل في إزاره فيحمل فيها الشيءَ. والخَنب: من قولهم: خَنِبَ يَخْنَب خَنَباً، وهو شبيه بالخُنان في الأنف. والأخناب: الفُروج بين الأضلاع، الواحد خِنْب. والأخناب واحدها خِنْب، وهو باطن الرُّكبة. والخِنّابتان: ما يكون عن يمين الأرْنَبَة وشمالها. وفرس خِنّاب: طويل. وقال تأبَّط شرًّا:

لمّا رأيتُ بني نُفاثةَ أقبَلوا

 

يُشْلُون كلَّ مُقَلِّصٍ خِنّابِ

يُشْلُون أي يزعجون. والمُقلِّص: الفَرَس. وأخْنَبَ القوم فهم مُخنِبون، إذا هَلكوا.

ورجل نَخْب ونَخيب ومَنخوب، إذا كان ضعيف القلب. وكلَّمته فنَخِبَ عنّي، إذا كلَّ عن جوابك. والنَّخْب: كناية عن النكاح. وانتَخبتُ الشيء انتخاباً، إذا اخترته. واسم ما تنتخِبه: النُّخْبة، نحو النَّصيَّة والعِيمَة وما أشبهها. والنخْبة: الدُّبُر في بعض اللغات. والنَّبْخ: جدَري الغنم، الواحدة نَبْخَة. قال الشاعر:

تحطَّم عنها قَيْضُها عن خَراطم

 

وعن حَدَقٍ كالنَّبْخ لم يتفتَّـقِ

القَيض: البَيض الذي ينكسر عمّا فيه. وصف نعاماً صغاراً. والنَّبْخ: نبت يستعمله البحريون في سُفنهم، ولا أدري أعربّي هو أم معرب.

 

ب-خ-و

البَخْو: الرِّخو في بعض اللغات، وإذا كانت التمرة خاوية سمّاها أهل اليمن بَخْوَة.

وخَبَتِ النارُ تخبو خُبُوًّا، إذا خَمَدَتْ.

وللباء والخاء والهاء والياء مواضع في الاعتلال تراها إن شاء اللّه.

 

باب الباء والدال

مع الحروف التي تليها

في الثلاثي الصحيح

ب-د-ذ

أهملت.

 

ب-د-ر

غلام بَدْر، إذا تمَّ شبابُه. وسمَي القمر بَدْراً لتمامه. فأما من قال إنه يبادر الشمس، فهذا لا أدري ما هو. والبدْرَة مَسْكُ السَّخلة، وبه سمَيت بدْرَة المال. وبَدْر: ماء معروف. وعين حَدْرَة بدْرَة: حادَّة النظر، وبادرة السيف: شَباتُه.

وبادرة الرجل: إقدامه وما بَدَرَ منه من قول أو فعل فعجِل به. وبَدرْتُ إلى الرجل: تقدمت إليه، وكذلك بادرتُ إليه. وبادَرتُ الشيءَ مبادرةً وبداراً، أي عاجَلْتُه.

والبَرْد: ضدّ الحرّ. ولي على فلان ألف بارد، أي ثابت لا يزول. ومنه قول الراجز:

اليوم يوم بارد سَمُـومُـهُ

 

من عَجِزَ اليوم فلا نَلومُهُ

أراد أن سَمومَه ثابت لا يزول. والبَرْد: النوم؛ هكذا يقول أبو عُبيدة في قوله عزَّ وجلَّ: " لا يذوقون فيها بَرْداً ولا شَراباً ". وأنشد قول الشاعر:

بَرَدَت مَراشِفُها عليَّ فصدَّني

 

عنها وعن قُبُلاتها الـبَـرْدُ

يعني أنها كانت نائمةً فسكنتْ مَراشفُها فامتنع من أن يقبِّلها كراهةَ أن ينبِّهها.

وبَردَ الشي والحيّ، إذا مات كأنه عَمِ حرارة الرّوح. والبَرود: كل ما بَرَدْتَ به شيئاً مثل بَرود العين ونحوه. وبَرَدْتُ الشيءَ أبْرُده بَرْداً وبرَّدته تبريداً، إذا صيَّرته بارداً، ولا يقال أبرَدْتُه. قال الشاعر:

وعَطِّلْ قَلوصي في الركاب فإنها

 

ستَبْرُد أكباداً وتُبكـي بَـواكِـيا

وقال الحارث بن حِلِّزَة:

ثم فاءوا منهم بقاصمةِ الظَّه

 

رِ، ولا يَبْرُدُ الغَليلَ المـاءُ

وقد جاء في الشعر أبْرَدْتُه أيضاً، وليس بالمأخوذ به. والبَرَدَة: التّخَمَة؛ وكذلك فسِّر في حديث عبد الله بن مسعود رضي اللهّ عنه، أي من داء البَرَدة.

والإبْردَة، في وزن إفْعِلَة: برد يجده الرجل في جوفه أو في بعض أعضائه.

والبُرْد: الواحد من البُرود. وبَرَدْت الحديد أبرده بَرْداً، إذا حَكَكْته بالمِبْرَد. وما يسقط منه: البُرادة. والبَرديّ: نبت يشبه القَصَب، عربي معروف. قال الأعشى:

كبَرْديّة الغَيل وَسْطَ الـغَـرِي

 

فِ ساق الرصافُ إليها غَديرا

الغَيْل: الماء بين الحِجارة. والغيل: ماء يجري بين الشَّجر. والغَريف أيضاً: شجر بعينه. قال الهذلي:

أمَّن يُطالِعُه يَقُلْ لصِحـابـه

 

إن الغَريفِ يُجِنُّ ذات القِنْطِر

والقِنْطِر: الداهية. والرِّصاف: صخر ينضمّ بعضُه إلى بعض فيجري عليه الماء.

والبَريد: عربي معروف. قال امرؤ القيس:

 

على كل مَقصوص الذُّنابَى مُعاوِدٍ

 

بَريدَ السُّرَى بالليل من خيل بَرْبَرا

والأبْرَدان: طرفا النهار. قال الشاعر:

إذا الأرْطَى تَوَسَّـدَ أبـرَدَيْه

 

خُدودُ جَوازىءٍ بالرَّمل عِينِ

يصف بقرة وحشيّة، يريد أنها تتوسّد بالغداة غصونَ الأرْطى التي تلي المغرب، فإذا دارت الشمس دارت معها إلى ناحية المشرق فتوسَّدت الغصونَ التي قد مالت الشمسُ عنها. والثور الأبْرَد: الذي فيه لُمَع بياض وسواد، لغة يمانية. فإذا كان البياض في ذَنَبه فهو أغصَن بلغَتِهم. والبَرَدان: موضع معروف. والبَرَد: ما يسقط من السماء. وسحاب بَرد وأبْرَدُ. قال الشاعر:

كأنهمُ المَعْزاءُ في وَقْع أبْرَدا

شبَّه اضطرابهم في الحرب واختلاط أصواتهم بوقع البَرَد على المَعْزاء، وهي الأرض تركبها حجارة صِغار وكِبار. والبرَد، جمع بُرْدة: ضرب من الثياب فيه خطوط. قال الشاعر:

فسمعتْ نَبأةً منها فآسدها

 

كأنهنّ لدى أنسائه البُرَدُ

والتَّبريد: اسم. وقد سمَت العرب أبْرَدَ وبُرَيداً وبُرَيدة. وأحسب بني بُريد بطناً من العرب. والدُبُر: ضد القُبُل. والإدبار: خلاف الإقبال.

وأمس الدّابرُ: الذاهب. وأنشد الأصمعي عن عيسى بن عمر:

وأبي الذي ترك الملوكَ وجَمْعَهم

 

بصُهابَ هامدةً كأمس الدّابـرِ

صُهاب: قرية بفارس. ودَبَرَ السهم يَدْبُره دَبْراً ودُبوراً، إذا سقط وراءه. وقد قُرىء: " وإدبارَ السُّجود " وأدبارَ السُّجود؛ فمن قرأ بالكسر، فهو مصدر أدبَر يُدْبِر إدباراً، ومن قرأ أدبار فهو جمع دُبر، واللّه أعلم. والدَبْر: النَحْل، الواحدة دبْرَة. قال الشاعر:

ومُجَلْجِل دانٍ زَبَرْجَـده

 

حَدب كما يتحدَّبُ الدَّبْرُ

والدِّبار واحدها دِبارة، وهي التي تسمَّى بالفارسية الكُرْدَ، وهي المَشارات بالنبطية. قال عوف بن الخَرع:

يَشُقُّ الأحِزَّةَ سُـلافُـنـا

 

كما شَقّقَ الهاجِريُّ الدبارا

ويقال: " ما يعرف فلان قَبيلَة من دَبيرِهِ ". قال الأصمعي: القَبيل: ما فتلته إلى قُدّام، والدَّبير: ما فتلته إلى خلف. ورجل مُقابَل مُدابَر، إذا كان كريم النَّسَب من قِبَل أبويه. وشاة مقابَلة مدابَرة، فالمقابَلة: التي تُشَقُّ أذنها من قِبَل وجهها، والمدابَرة: التي تُشَقُّ أذنها من قِبَل قفاها، وكذلك هي من النُّوق.

والدابِرة: دابِرة النَّسر وما أشبهه من الطير، وهي الإصبع التي في مؤخَّر رجله، والجمع دَوابر. ودابِرة الإنسان: عُرْقوبه. قال الشاعر:

فِدًى لكما رجلَيَّ أمّي وخالتي

 

غداةَ الكلاب إذ تُحَزُّ الدَّوابرُ

ويقال: جاء فلان بمالٍ دَبْرٍ ودِبْرٍ، إذا جاء بمال كثير. ويقال: اجعلْ هذا الأمرَ دَبْرَ أذنك، أي خلف أذنك. والدَّبْر: قِطعة تغلظ في البحر كالجزيرة يعلوها الماءُ وينضب عنها.

والدَّبَرَة في ظهر البعير وغيره: معروفة، والجمع دَبَر، بعير أدْبَر ودَبِرٌ، كما قالوا: أجرَبُ وجَرِب. وتقول العرب: "أدْبَرُ يَنِجُّ ظهرُه "، إذا كثر الدَبَر على ظهره.

ودُبار: اسم يوم أحسبه يوم الأربعاء. والدَّبُور: الريح المعروفة، وسمِّيت دَبوراً لأنها تجيء من دُبر الكعبة، هكذا يقول الأصمعي. وقال: يقال: دَبَرَتِ الريحُ تَدْبر دُبوراً، إذا صارت دَبوراً. وبنو دُبَيْر: حي من العرب.

وعَدِيّ الأدْبَر: رجل من سادات العرب. وحجْر بن عَديّ الأدْبَر: الذي قتله معاوية، وسمِّي الأدْبَر لأنه طُعن مُوَلِّياً، وله حديث. ويقولون: على فلان الدَّبارُ، كما يقولون العَفاء، أي انقطاع الأثر. وتَدابرَ القوم، إذا تقاطعوا وتَعادَوا. قال أبو عُبيدة: لا يقال ذاك إلا في بني الأب خاصةً. والدَبَران، وهو الذي يقال له حادي النجم: معروف، وهو من النُّحوس عندهم. وإنما سُمِّي الدَّبَران لأنه يَدْبُر الثُّرَيّا، ويسمَى المِجْدَح أيضاً. وعبد مُدَبَّر، معروف، إذا قيل له: إذا مِتّ فأنتَ حُرّ. ورجل مُدرَّب: بصير بالأمور مجرب لها. والدُّرْبَة: العادة. والدَرْب: الباب، عربيّ معروف.

والرُّبدَة: لون أكدر من الوُرْقة؛ نَعامة رَبْداءُ وظليم أربَدُ. قال الأعشى:

أو صَعْلَة بالقارَتَيْن تَرَوَّحَتْ

 

رَبْداءُ تتَّبعُ الظليمَ الَأرْبَـدا

وتَربَّد وجه الرجل، إذا احمارَّ حُمرةً فيها سواد عند الغضب.

ورُبَدُ السيف: فِرِندُه. وسيف ذو رُبَدٍ، إذا كنت ترى فيه شبه غُبار أو مَدِبّ نمل أو أثراً. والتَّمر الرَّبيد: الذي قد نُضِدَ في جَرَّتِه ونُضِحَ عليه الماء. والمِرْبَد: الموضع الذي تُحبس فيه الإبل وغيرها، واشتقاقه من قولهم: رَبَدَ بالمكان، إذا أقام به. قال الشاعر:

عَواصِيَ إلّا ما جعلتَ وراءهـا

 

عَصا مِرْبَدٍ تَغْشَى نُحوراً وأذرُعا

وقال قوم: بل المِرْبَد الخشبة أو العصا التي تعترض صدور الإبل فتمنعها من الخروج. والمرْبَد: فَضاء وراء البيوت يُرتفق به. ومِرْبَد البصرة من ذلك سمي لأنهم كانوا يحبسون فيه الإبل. وأهل المدينة يسمّون الموضع الذي يُجفف فيه التمر مرْبَداً، وهو المِسْطح في لغة أهل نجد.

والإرْدَب: مِكيال، زعموا، بمصر، عربي معروف. ويقال للقناة التي يجري فيها الماءُ في بطن الأرض: إرْدَبّ، وما أدري ما صحّته.

 

ب-د-ز

الزَّبد: زَبَدُ البحرِ وزَبَد البعيرِ وغيره. والزُّبّاد: ضرب من النبت. والزُّبْد: معروف. وزَبدْتُ الرجلَ أزبِده زَبْداً، إذا رَضَخْتَ له من مال أو غنيمة.

وبنو زُبيد: بطن من العرب منهم عمرو بن مَعْدِيكرب، وإنما سُمِّي زُبيداً لأنه قال: " من يَزْبِدني رِفْده "، أي من يحالفني، واسمه عصْم. وزبِيد: موضع باليمن.

وزُبَيدان: موضع. وقد سمَّت العرب زبْداً وزُبَيداً وزابداً ومُزَبداً.

وأنشد لراجز:

لا تَيْأسَنْ إن قرنت بزبد

 

ليس بأكّالٍ كأكل العبد

ولا بنوّامٍ كنومِ الفَهْدِ

وزبدَتِ المرأة القطن، إذا نفشته. والزَّبَادة: الدابة التي يحلب منها هذا الطِّيبُ، أحسبه عربياً إن شاء اللهّ.

 

ب-د-س

الدَّبْس والدّبْس جميعاً، وهو عسل التمر. يقال: دِبْس ودِبِس، ويسمّيه أهل المدينة الصَّقْر، وربما سُمِّي عسلُ النحل دِبِساً، بكسر الدال والباء. والدِّباساء، فِعالاء: الإناث من الجَراد، الواحدة دِباساءة.

قال الراجز:

أقسمت لا أجعل فيها حُنْظبا

 

إلاّ دِباساءَ تُوَفِّي المِقْنَـبـا

قال أبو بكر: المِقْنَب هاهنا: الكِساء الذي يُجعل فيها الجَراد.

والدُّبْسَة: حُمرة كَدِرَة أقل سواداً من الطّحلة.

وعَنْز دَبْساءُ وتَيْس أدبَسُ، وهو يُستعمل في شِيات الخيل أيضاً.

والدُّبْسِيّ: طائر من الحمام الوُرْق، معروف. ويقال: ما له سَبد ولا لَبَد، فالسَّبَد: الشَّعَر، واللَبَد: الصوف؛ هكذا يقول بعض أهل اللغة.

ويقال: فلان سِبْدُ أسْبادٍ، إذا كان داهيةَ الدواهي. والسَّبَنْدَى، مقصورة: النمِر، وإنما سمَي بذلك لجرأته - ويقال: سَبَنْتى، بالتاء أيضاً- النون والألف زائدتان، وإنما أخذ من السِّبْد، وهو الداهية. وسَبَّدَ الرجلُ رأسَه، إذا استقصى طَمَّه. وسَبَّدَ الفَرْخُ، إذا بدا ريشُه وشوَّك. والسَبدَة: العانَة يكنى بها عنها. والسبَد: طائر ليَن الريش، فإذا أصابه أدنى ندى قَطَرَ ريشُه ماءً. قال الراجز:

أكلَّ يوم عَرْشُها مَـقِـيلـي

 

حتى ترى المئزر ذا الفُضول

مِثْلَ جَناح السبد الغَـسـيل

ب-د-ش

أرض مَدبوشة، إذا أكل الدّبا والجرادُ نبتَها. قال الراجز:

جاءوا بأخراهم على خنْشُوش

 

في مُهْوَأنٍّ بالدّبا مَـدْبُـوش

قال أبو بكر: الجراد أول ما يكون دَباً، فإذا نَزا فهو كُتْفان، فإذا تَلوَن وصار فيه لونان فهو خَيْفان، فإذا اصفرَّت الذكور واحمرت الإناث فهو الجَراد.

 

ب-د-ص

أهملت.

 

ب-د-ض

الضّبَد: لغة في الضمد؛ ضبدتُ الرجل تضبيداً، إذا ذكرته بما يُغضبه.

 

ب-د-ط

أهملت في الثلاثي وكذلك الظاء.

 

ب-د-ع

بَدَعْتُ الشيءَ، إذا أنشأته. والله عزَّ وجلَ بَديع السموات والأرض، أي مُنشئها.

وبَدَعْتُ الرَكي، إذا استنبطتها. وركيْ بَديع: حديثة الحفر. وتقول العرب: لست بِبِدْع في كذا وكذا، أي لست بأول من أصابه هذا، وهو من قوله عزَّ وجل: " قُلْ ما كُنْتُ بدْعاً من الرّسُل "، واللّه أعلم بكتابه.

وكل من أحدث شيئاً فقد ابتدعه، والاسم البِدْعَة، والجمع البدَع.

 

ويقال: أبْدع بالرَّجل، إذا كَلَّت راحلتُه وانقُطع به. وفي الحديث: " إن صاحباً لنا أبْدِع به ". والبُعْد: ضد القُرْب. وبَعْد ضدّ قَبْلُ. وتقول العرب: فلان غير بعيد وغير بَعَد، سمعها أبو زيد من العرب. وبَعُدَ الرجل يَبْعُد بُعْداً من النَّأي، فإذا أمرتَ قلتَ: ابْعُدْ. وبَعِدَ يَبْعَد بَعَداً من قولهم: أبْعَده الله، فإذا أمرت قلتَّ: ابْعد. قال الشاعر:

صبا ما صَبا حتى علا الشَّيبُ رأسَه

 

فلمّا علاه قال للبـاطـل آبْـعَـدِ

والبعاد: مصدر باعدْتُه مُباعَدةً وبِعاداً.

والدَعْب: الدفع، وربما كُني به عن النِّكاح فقيل: دَعَبَها يَدْعَبها دَعْباً. والدعب والدُّعابة من المِزاح: معروف. والدّعْبُب: ثمر نبت، وستراه في موضعه.

وطريق دُعْبُوب: سهل. قال:

كل امرئٍ بِطَوال العَيش مكذوبُ

 

وكلُّ مَن غالَبَ الأيّامَ مَغلـوبُ

وكلُّ حَيٍّ وإن طالَت سلامتُهـم

 

يوماً طريقُهُمُ في الشَّرِّ دُعْبوبُ

والدُعْبُوب: ضرب من النمل أسود. والدّعْبُوب: حَب يختبز ويؤكل.

ويقال: فرس دُعْبوب، إذا كان نشيطاً مَرِحاً، عن أبي زيد. والعَبْد: ضد الحرّ. وأصل العبد من قولهم طريق معبَّد أي مذلَّل، وقد استقصينا شرح هذا في كتاب الاشتقاق. والعَبْد: واد معروف في جبال طَيَىء. وجمل معبَّد: مَطْلِيَ بالقَطِران.

والتعبيد له موضعان، يقال: عَبَّدْتُ الرجلَ، إذا ذلَّلته حتى يعمل عملَ العبد وهو حرّ؛ وعَبدْتُ القومَ: اتَّخذتهم عبيداً، وهكذا فسره أبو عبيدة في قوله جلَّ ثناؤه: " أنْ عَبدْتَ بني إسرائيل "، أي اتّخذتهم عبيداً. والمعبَّد في موضع آخر: المكرّم والمعظَّم، كأنه يُعبد. قال الشاعر:

تقول ألا يا آمْسِك عليكَ فإنني

 

أرى المالَ عند الباخِلين معبدا

أي مكرماً. والعَبدَة: صَلاءَة الطِّيب. والعِبدّي، يُمد ويُقصر: جمع العبيد. والعِباد: قوم من قبائل شتى من العرب اجتمعوا على النَّصرانية فأنِفوا أن يتسمَوا بالعبيد، فقالوا: نحن العِباد. والعَبَد: الأَنَفَة؛ عَبِد الرجل من كذا وكذا، إذا أنِفَ منه. وفي كلام أمير المؤمنين عليّ رضي اللّه عنه: "عَبِدْتُ فصَمَتّ "، أي أنِفْتُ فسَكَتُّ. وفسر أبو عبيدة قولَه جلَّ ثناؤه: "فأنا أوَل العابِدينَ " أي الآنفين الجاحدين. ومنه قول الشاعر:

أولئك قوم إن هَجَوْني هجوتُهم

 

وأعْبَدُ أن تُهْجَى كُليب بدارِم

وقد سَمَّت العرب أعْبَد ومَعْبَداً وعُبَيدة وعَبْداً وعُبادة وعَبّاداً وعُباداً. وكل هذا مشتق من التذلّل إلاّ عُبادة فإنك مشتقّ من الأنَفَة.

وتعبَّدت للرجل، إذا تذلَّلت له. وعبود: موضع أو اسم رجل. وعَبْدان اسم رجل. قال الشاعر:

يا بني المنذر بن عَبْدانَ والبِط

 

نَةُ مما تُسَفّـه الأحـلامـا

وعُبيدان: ماء معروف بناحية اليمن. قال النابغة:

فهل كُنتُ إلا نائياً إذ دعوتَني

 

كماء عُبَيْدان المُحَلّأ باقِـرهْ

وهو ماء كان للعماليق وعادٍ أو بعض عادٍ، وله حديث طويل. وقد سمَّوا عِبديداً، وليس من هذا، عِبْدِيد: فِعلِيل من العبد.

والعَداب: الأرض السهلة القليلة التراب يخلِطها رملة، الواحد والجمع سواء؛ يقال أرض عَداب وأرضون عَداب.

وأنشد:

إذا ما قطعنا رَمْلَةً وعَدابَها

 

فإنَّ لنا أمراً أحَذَّ غَمُوسا

وعِبْديد الفَرَساني: رجل من فَرَسان، وفَرَسان بطون تحالفت أن تُنسب إلى هذا الاسم ورضوا به كما تَراضت تَنُوخُ بهذا الاسم، وهي قبائل شَتَّى.

 

ب-د-غ

البِدْغ من قولهم: بَدِغَ الرجلُ يَبْدَغ بَدَغاً، إذا تلطَّخ بشَرٍّ. قال الراجز:

والمِلْغ يَلْكَى بالكلام الأمْلَغ

 

لولا دبوقاءُ آسْتِهِ لم يَبْدَغ

يعني قيس بن عاصم.

وكان لقبُ رجل من سادات العرب البِدْغَ لغدره. والأبْدَغ: أحسبه موضعاً.

والغُدْبَة: لحمة غليظة شبيهة بالغُدَّة في غَلْصَمَة الدابّة. ورجل غُدُب، إذا كان جافياً غليظاً. والغُنْدبَتان: لحمتان في باطن الأذن، النون زائدة. والدَّبغ: معروف. قالوا: دَبَغَ يَدْبَغ دَبْغاً، وقالوا: يَدْبُغ. والمسك دَبيغ ومدبوغ، والصِّناعة الدِّباغة، والدَّبّاغ فَعّال. وقد سمَت العرب دابِغَاً. قال الشاعر:

 

وإنَّ امرأً يهجو الكرام ولم يَنَلْ

 

من الثأر إلا دابِغـاً لـلَـئيمُ

وهو رجل معروف من ربيعة. والمَدْبَغة والمَدْبُغة: موضع الدَّبغ أيضاً.

 

ب-د-ف

أهملت.

 

ب-د-ق

الدِّبْق: معروف، يصاد به الطير. وقالوا الطِّبْق في بعض اللغات. وكل ما تمطَّط وامتدَّ فهو دَبوقاء، ممدود. قال الراجز:

لولا دَبوقاءُ آسْتِه لم يَبْدَغ

ب-د-ك

الكَبِد: معروفة، ويقال: كَبْد أيضاً. والكَبَد مصدرُ كَبِدَ يَكْبَد كَبَداً، إذا اشتكى كَبِده.

والأكْبَد أيضاً: الواسع الجوف، فرس أكْبَدُ والأنثى كَبْداءُ، وقوس كَبْداءُ: يملأ عِجْسُها كفَّ الرامي إذا قبض عليه. والكُبَاد: وجع الكَبِد. وفي الحديث: " لا تَعُبُّوا عَبًّا فإنه يُورث الكبادَ ".

وِكابَدْتُ الشيءَ مُكابدةً وكِباداً، وهو مقاساتك إيّاه في مشقة.

والكَبَد: الشِّدَّة والمشقة؛ هكذا فسَّره أبو عُبيدة في التنزيل في قوله جلّ وعزّ: " لقد خَلَقْنا الإنسانَ في كَبد "، أي في شِدَّة.

وتكبَّدَ اللَّبَنُ وغيرُه من الشراب، إذا غَلُظَ وخَثُرَ. وتكبدتِ الشمسُ في السماء، إذا توسَّطتْها. وكل شيء توسَط شيئاً فقد تكبّده.

 

ب-د-ل

بَدَلُ الشيء: غيره، وكذلك بَديله. والأبدال، زعموا، واحدهم بَديل؛ وهو أحد ما جاء على فَعيل وأفعال، وليس في كلامهم فَعيل وأفعال من السالم إلا أحرف: شريف وأشراف، وفَنيق وأفناق، وبَديل وأبدال، ويَتيم وأيتام، ونَصير وأنصار، وشَهيد وأشهاد. فأما الأبدال فزعموا أنهم سبعون رجلاً في الدنيا لا تخلو منهم، أربعون رجلًا في الشام وثلاثون في سائر الأرض. وإنما سُمُّوا أبدالاً لأنه إذا مات الواحد منهم أبدلَ الله مكانَه آخرَ. وبادلتُ الرجلَ مبادلةً وبِدالاً، إذا أعطيته شَرْوَى ما تأخذ منه؛ والبَلد: معروف، والبلدة أيضاً. والبِلاد: جمع بَلَد. والبادِل: لحم الصدر، واحدتها بَادَلة. قال الشاعر:

فتًى قُدَّ قَدَّ السيفِ لا متضائل

 

ولا رَهِل لَبّاتُـه وبَـآدِلُـهْ

ومشت المرأة البَأدلَةَ، إذا مشت فحرَّكت أعطافَها كمشي القِصار إذا أسْرَعْنَ.

وبَلْدَة النحر: وسطه، وربما سمَيت البُلْجَة بَلْدَة. والبَلْدة: منزِل من مَنازل القمر. وتبَلّدَ الرجلُ من هذا، إذا لحقته حيرة فضرب بيده على بَلْدة نَحْرِه. والبَلَد: الأثَر في البدن وغيره، والجمع أبلاد. ورجل بَليد بَيَّنُ البَلادة، ضد النِّحْرير. وكان الأصمعي يقول: النِّحْرير ليس من كلام العرب، وهي كلمة مولَّدة. ورجل أبْلَدُ: غليظ الخَلْق. وأبْلَدَ الرجلُ إبلاداً، مثل تبلَّدَ سواء. ودَبَلَ الشيءَ يَدْبُله ويَدْبِله دَبْلاً، إذا جمعه. ودَبَلَ اللقمةَ من الثَريد وغيره، إذا جمعها بأصابعه ليأكلها. والدَّوْبَل: الحمار الصغير. وكان لقبُ الأخطل دَوْبَلاً. قال جرير:

بكى دَوْبَل لا يُرْقِىءُ اللّه دمعَه

 

ألا إنما يبكي من الذُّلِّ دَوْبَـلُ

ودَبِيل: موضح، ويُجمع دُبُلًا. قال الراجز:

أذاكَ أم موَلَّع مَوْشِـيُّ

 

جادَ له بالدًّبُل الوَسْمِيّ

وقالوا: دَبِيل هاهنا: نبت. والدَّبْلة والدُّبَيلة: داء يجتمع في الجوف، واشتقاقه من دَبَلْتُ الشيءَ، إذا جمعته.

والدُّلْب: خشب معروف، عربي، ويسمى العَيْثام أيضاً. واللِّبْد: معروف.

وَلَبَدَ الرجلُ وألبَدَ، إذا لصِق بالأرض من فزعٍ. وطير يسمى اللُّبَدَ لأنه يلصق بالأرض فيخفى. وأسد ذو لِبد، إذا تكاثف وَبَرُه على مَنْكِبيه. ولُبَد، معروف: اسم آخر نُسور لُقمان. ومن أمثالهم: "طال الأبَد على لبَد". وكل شيء تَراكم فقد تلبد.

واللَّبِد: بطون من بني تميم، لقبٌ لهم لأنهم تحالفوا على بني أبيهم فتلبَّدوا عليهم.

واللُّبادى: ضرب من النبت. وتلبد الرجل في بني فلان، إذا أقام فيهم. وقد سمّت العرب لَبيداً ولُبيداً ولابِداً. قال أبو عُبيدة: اشتقاق اسم لَبيد من جُوالق، والجُوالق يسمَّى أيضاً لَبيداً، وكذلك الخُرج. وفي الحديث أن عمر بن الخطَّاب رضي اللهّ عنه قال للبيد: "يا جُوالِق أنت قاتِلُ أخي "، قال: "نعم يا أمير المؤمنين ".

 

ولبدة الأسد: زُبْرَته. ويقولون: " هو أمنَعُ من لِبْدة الأسد "، وهي الزُّبْرَة من الشَّعَر المتراكم بين كتفيه. واللِّبَد: كل ما لَصِقَ وتراكبَ بعضُه على بعض. ومنه قوله عزّ وجلّ: " كادوا يكونون عليه لِبَداً "، أي متراكِب بعضُهم على بعض من الازدحام، والله أعلم. والتلبيد: شيء كان يفعله الحاجّ في الجاهلية، وقد فُعل في الإسلام، وهو أن يعمد الرجل إلى صَمْغ أو شيء لَزج فيلبِّد به شعره إذا لم يُرِدْ أن يحلِقه للإحرام.

 

ب-د-م

أهملت في الثلاثي.

 

ب-د-ن

البَدَن: بَدَن الإنسان، وهو جسمه.

والبدن: الدِّرع القصيرة. قال الشاعر:

تخَشْخَشُ أبدانُ الحديد عـلـيهـم

 

كما خَشْخَشَتْ يَبْسَ الحَصادِ جَنوبُ

وكان أبو عبيدة يفسرِ قوله عزّ وجلّ: "فاليومَ نُنَجِّيك ببَدَنِكَ "، أي نُلقيك بنجوة من الأرض، وعليك بَدَنُكَ، أي درْعُكَ لتُعرف بها.

والبَدَن: الوَعِل المُسِنّ. قال الراجز، وهو يعني كلبةً:

وضَمَّها والبَدَنَ الحِـقـابُ

 

جِدّي، لكل عاملٍ ثَـوابُ

الرأسُ والأكْرُعُ والإهابُ

الحِقاب: جبل. وبَدُنَ الرجلُ، إذا سَمِن. وبَدَّن، إذا ثَقلَ عن سِنّ. وفي حديث النبي صلَّى اللّه عليه وسلَّم: " فإني قد بَدَّنْتُ "، أي ثَقُلْتُ. قال الراجز:

وكنتُ خِلْتُ الشَّيْبَ والتَبدينا

 

والهَمَّ مما يُذهِلُ القَرينـا

وأصحاب الحديث يقولون: فإني قد بَدُنْتُ، وليس ذلك بشيء لأنه ليس من صفته أنه، عليه السلام، كان "سميناً. والبَدَنَة من الإبل مثل الأضْحِيّة من الغنم، والجمع البُدْن والبُدُن، وقد قرىء بهما جميعاً. وامرأة بَادِن، أي سمينة.

فأما البَنْد الذي يُراد به علم الجيش، فليس بالعربي الصحيح، وقد استعمله المولّدون. والنَّدَب: الأثر في الجلد، نَدِبَ يَنْدَبُ نَدَباً. قال الشاعر:

تُرِيكَ سُنَةَ وجهٍ غيرَ مُقْـرِفَة

 

ملساءَ ليس بها خال ولا نَدَبُ

وجمع النَّدَب أنداب ونُدوب. قال الشاعر:

كأنَّها من حَمِيرِ غابٍ

 

جَوْن بصَفحته نُدوبُ

وهو جمع نَدَب. والنَّدَب: قبيلة من العرب. ورجل نَدْب، إذا كان مِعواناً مُنجِداً يَنتدب للأمور، إذا ندب إليها. والنُّدْبة من قولهم: نَدَبْت الرجلَ أندبه نَدْباً، إذا قلت له يا فُلاناه وبه سمِّيت الباكية نادِبة. ويقال: رجل نَدْب وامرأة نَدْبَة، إذا كانا سريعي النهوض في الأمور. ومنه اشتقاق نَدْبَة، وهي أم خُفاف بن نَدْبَة أحد سُودان العرب وفرسانها. وإذا رمى المتناضِلان قالوا: نَدَبُنا يومَ كذا وكذا، أي يوم انتدابنا للرمي. وتكلَّم فلان فانتَدب له فلان، إذا عارَضه.

 

ب-د-و

البَدْوُ: خلاف الحَضر. وبدَوْتُ أبدو، إذا ظهرتَ. وبَدا لي الشيء بَدواً وبُدُوًّا، إذا ظهر لك. وكل شيء ظهر لك فقد بدا لك. قال الشاعر:

قد كُنَّ يَخْبأنَ الوجوهَ تَسَتُّراً

 

فالآنَ حينَ بدَوْنَ للنُّظّـارِ

وبدا لي في الأمر، إذا أضرَبتَ عنه، بَدْواً وبَداءً.

والدَوب: مصدر دابَ يَدوب دَوْباً، في لغة من خفَّف الهمز، ومن همز قال: دَأب يدأب دَأباً. والوَبْد: شدَة المَعاش وغِلَظُه. قال الشاعر:

بيضاءُ لم يَغْذُها بؤس ولا وَبَدُ

والأوْبَد: مكان، وهذا الباب مستقصًى في الاعتلال تراه إن شاء اللّه.

 

ب-د-ه

بَدَهه يَبْدَهه بَدْهاً، وهي المُبادَهة والبَديهة، وهو أن يَفْجَأك أمرِّ أو تُنشىء كلاماً لم تستعدَّ له. والبُداهة مثل البديهة أيضاً. وذو بَهْدى: موضع.

والهبْد: استخراج الهَبيد، وهو حَبّ الحنظل يُصْلَح حتى تخرج منه مرارتُه فيؤكل. يقال: خرج الناس يَتَهَبَّدون، إذا خرجوا يفعلون ذلك. وفي حديث عمر رضي الله عنه: " فتَملأ لها يُمَيْنَتَيْها من الهَبِيد".

والهَدَب: كل شجر دقيق الوَرَق نحو الأثْل والطَّرْفاء وما أشبههما. وهُدْب العين: الشَعَر النابت على الشُّفْر، والشُفْر: حرف الجَفْن؛ رجل أهدَب: سابغ هُدْب العين، وكذلك نسر أهْدب: سابغ الريش. ويقال للشجر أيضاً أهْدبُ، إذا دقَّ ورقه.

 

وهُدْب الثوب: خيوطه في أطرافه، الواحدة هُدْبَة. وقد سمَّت العرب هُدْبَة وهَدّاباً. وابن هَيْدابة الكندي: أحد الشعراء الفرسان الغِرْبان، وأمه هَيْدابة سوداء. والهَيدَب: المتدلّي من السَّحاب كأنه يَمَسُّ الأرض. والهَيْدَبَى: ضرب من مشي الخيل. قال امرؤ القيس:

مشى الهَيْدَبَى في دَفه ثم فَرْفَرا

فَرْفَرَ، بالفاء: حَرَّك فأسَ اللِّجام في فيه. والهُدَبِد: العَشَى في العين؛ وهو الذي لا يُبصر ليلاً. قال الراجز:

إنّه لا يُبْرِىءُ داءَ الهُدَبِـدْ

 

مِثْلُ القَلايا من سَنام وكَبِدْ

والهُدَبِد: اللبن الخاثر. وسترى فُعَلِل مجموعاً إن شاء اللّه.

 

ب-د-ي

أهملت.

 

باب الباء والذال

مع الحروف التي تليهما

في الثلاثي الصحيح

ب-ذ-ر

البَذْر: بَذْرُ النباتِ. وبذر الرجلُ مالَه تبذيراً، إذا فرقه. وبذَّر الله الخَلْقَ: فرقهم في الأرض. وبذر: موضع معروف. قال الشاعر:

سقَى الله أمْواهاً عَرَفْتُ مكانَها

 

جراباً ومَلْكُوماً وبَذرَ والغَمْرا

ورجل بَيذَرَة وبَيْذارَة، إذا كان كثير الكلام.

وذَبرت الكتاب أذْبِره ذَبراً، إذا كتبته، مثل زَبَرْتُه سواء؛ هكذا في بعض اللغات. وهذَيل تجعل الزَّبْرَ الكتابة والذَّبْر القراءة. قال أبو ذؤيب:

عَرَفْتُ الديارَ كرَقْم الـدوا

 

ةِ يَذْبِرها الكاتبُ الحِمْيَريُّ

وُيروى: يَزْبِرُها.

ورجل ذَرب بَيِّنُ الذَّرابةِ والذرَبِ، إذا كان حادَّ اللسان. وكل شيء حدَدْتَه فقد ذرَبْتَه. والذَّرابة والذُّربة سواء. وذَرِبَت المَعِدةُ، إذا فسدت. والرِّبْذَة: خِرْقَة يُهنأ بها البعير، والجمع رِباذ وأرباذ. وتسمى خِرقة الحَيض رِبْذةً تشبيهاً بذلك.

والرّبَذَة: موضع. والذَّرْبِياء: اسم من أسماء الداهية.

 

ب-ذ-ز

أهملت، وكذلك حالها مع السين. فأما هذه البَقْلَة المعروفة بالسَّذَاب فمعرَّبة، ولا أعلم للسذَاب اسماً بالعربية، إلا أن أهل اليمن يسمُّونه الخُتْف. وكذلك الخَرَز الذي يسمَّى البسَّذ، ليس له أصل في العربية. والوِعاء الذي يسمَّى السَّبَذَة دخيل أيضاً.

 

ب-ذ-ش

شَذَبْتُ العودَ أشْذِبه شَذْباً، إذا ألقيت ما عليه من الأغصان حتى يبدو. وشَذَبْتُ الجِذْع، إذا ألقيت ما عليه من الكَرَب والمشْذب: المنْجَل لأنه يُشَذب به.

وشذَّبت الشيء تشذيباً: فرّقته. ورجل مشذَّب: طويل، وكذلك الفرس، وكل طويلٍ مُشَذّب. وتشذب القومُ، إذا تفرّقوا.

 

ب-ذ-ص

أهملت في الثلاثي وكذلك حالها مع الضاد والطاء والظاء.

 

ب-ذ-ع

عَذُب الماءُ وغيره، إذا استساغ. والعَذْب: ضد المِلْح، وكل مستسيغٍ من طعام أو شراب، وجمعه عِذاب. والأعْذَبان: الرِّيق والخمر. والعذيب: موضع.

وعَذَبَة الرُّمح: الخرْقَة التي تُشَدُّ على رأسه. وعَذَبة اللِّسان: طرَفه. وعذَّبتُ الرجلَ وغيرَه تعذيباً، والاسم العذاب. وبات الرجلً عاذِباً وعَذوباً، إذا كان ممتنعاً عن النوم جائعاً. وأعْذَبَ عن الشيء، إذا أمتنع عنه. وفي الحديث: " فأعذِبوا عن النساء "؛ أي امتنعوا عن ذِكرهن.

 

ب-ذ-غ

أهملت في الثلاثي وكذلك حالها مع الفاء والقاف. فأما البَيذق فليس بعربي.

 

ب-ذ-ك

الكَذِب: ضد الصِّدق. ورجل كَذّاب وكذوب وكُذُبْذُب وكُذّبْذُب وكَيْذُبان وكَيْذَبان كل ذلك في معنى الكذّاب. قال الشاعر:

وإذا سمعتَ بأنّني قد بعتُها

 

بوصال غانيةٍ فقُلْ كذُّبْذُب

وكَذبْتُ بالحديث كِذَّاباً وتكذيباً. والكِذَاب مصدر كاذبتُه مُكاذبةً وكِذَاباً.

وكَذَبَ الوحشي، إذا جرى شوطاً ثم وقف لينظر ما وراءه. وحملَ فلان على فلانٍ فما كذب حتى طَعَنَ أو ضَرَبَ، أي ما وقف. والأكاذيب: أحاديث الباطل، الواحدة أكذوبة. والكَذُوب: النفس. قال الشاعر:

وأبجرَ قد دَعَوْتُ فلم يُجِبني

 

وأصْدقُه وتَكْذِبُه الكـذُوبُ

أي النفس.

ويقول الرجل للرجل: لا مَكْذَبَةَ أي لا أكذِبك. وقُرئ: "فإنَهم لا يُكذَبونَكَ "، أي لا يقولون إنّك كذاب، ولا يُكْذِبونكَ، أي لا يُصادِفونك كاذباً. وفي الحديث: " المَعاذِرُ مَكاذِبُ "، أي لا بد أن يخالطها الكَذِبُ. وكذّابُ بني الحِرماز: راجز معروف.

 

والكذّابان: مُسيلمة الحنفي والأسْوَد العَنْسي. وكذلك يقال: كَذَبَ عليك كذا وكذا، في معنى الإغراء، أي عليك به، وقال يونس: مر أعرابي برجل يعلف شاةً فقال: كَذَبَ عليك البِزْرُ والنوَى. وشكا عمرو بن مَعْدِيكَرِب إلى عمر ابن الخطاب رضي اللهّ عنه المَعَصَ فقال: "كَذَبَ عليك العَسَلُ ". والمَعَص: أن تشتكيَ العَصَبَ من كثرة المشي. والعَسَل أن تمشيَ مشياً سريعاً شبيهاً بالعَدْو، وهو من مشي الذئب يقال: عَسلَ الذئبُ يَعْسِل عَسَلاً وعَسَلاناً. قال الشاعر:

وذُبيانـيّة أوْصَـت بَـنـيهـا

 

بأن كَذَبَ القَراطفُ والقُروفُ

وقال:

عَسَلانَ الذئبِ أمسى قارِباً

 

بَرَدَ الليلُ عليه فنَـسَـلْ

ب-ذ-ل

بَذَلْتُ الشيءَ أبذِله وأبْذله بَذْلاً، إذا سمحتَ به. وابتذلت الشيءَ، إذا امتهنته.

والابتذال: ضد الصيانة. ورجل باذل لماله، أي سخي به، وبذال لماله. والبِذْلة: ضد الصَيانة. وبَذَلَ عِرْضَه، إذا لم يَقِهِ المدانسَ. وتبذلَ، إذا امتهنَ نفسَه.

والمِبْذَل: ثوب تلبسه المرأة في بيتها نتبذل فيه، والجمع مَباذل. وقد سمت العرب بَذالاً. وذبَلَ العودُ وغيرُه ذُبُولاً وذَبْلاً، وذَبَلَت شفةُ الرجل ولسانُه من عطش أو كَرْب، إذا يَبِسَتْ. والرماح الذّوابل سمَيت بذلك ليُبسها ولصوق لِيطها. والذَّبْل: عظام ظهر دابّة من دوابّ البحر تتَخذ منه النساء مَسَكاً. قال الشاعر:

ترى العَبَسَ الحوليَّ جَوناً بِكُوعها

 

لها مَسَكاً من غير عاج ولا ذَبْل

والكوع: طرف الرُّسغ مما يلي الإبهام؛ يصف جارية خادمة. والعَبَس: آثار البَعَر والبول على أعجاز الإبل من خَطْرها. والذُّبالة: الفَتيلة، والجمع ذُبال وذُبُل.

ولَذب بالمكان لُذوباً، إذا أقام به، ولا أدري ما صحّته.

 

ب-ذ-م

رجل ذو بُذْم، إذا كان قوياً شديداً. كان كثير الغزلً بجيلاً أي غليظاً.

 

ب-ذ-ن

الذَّنْب: معروف؛ أذنَبَ يُذْنِب إذناباً. وذَنَب الدّابةِ: معروف. وقال قوم: الذًّنابَى والذَّنَب واحد. وقال آخرون: بل الذُّنابَى: مَنْبِت الذنب، والأول أعلى. قال أبو بكر: يقال: ذَنَبُ الطائرٍ وذناباه وذَنَبُ الفرس وذُناباه، والذَّنَب في الفرس أكثر، والذّنابَى في الطائر أكثر. قال النمِر ابن تَوْلَب:

جَمُومُ الشَّدَ شائلة الذُّنابَـى

 

تَخال بياضَ غُرتِها سِراجا

وأذناب الناس: رُذالهم. وذَنَبَة الوادي والنهر: آخره، وكذلك ذُنابته. والمِذْنَب، والجمع مَذانب: مَجاري الماء من الغِلَظ إلى الرياض.

والمذانب أيضاً: المَغارِف، والواحدة مِذْنَب ومِذْنَبَة. قال أبو ذؤيب:

وسود من الصِّيدان فيها مَذانِب

 

نُضار إذا لم نستفِدْها نعارُها

والذّنائب: موضع بنجد. قال مهلهِل:

فلو نبش المقابرُ عن كُليبِ

 

لأخْبِرَ بالذَّنـائب أيُّ زِيرِ

والذِّناب: خيط يشَدُّ به ذَنَبُ البعير إلى حَقَبه لئلاّ يَخْطِر فيملأ راكبَه. والذنوب: الدَّلو. قال الراجز:

لنا ذَنُوب ولكم ذَنُوبُ

 

فإن أبَيْتُمْ فلنا القلِيبُ

والذَّنوب في التنزيل، قال أبو عُبيدة: هو النصيب- واللّه أعلم- واحتجَ بقول الشاعر:

وفي كل حَيٍّ قد خبَطْتَ بنعمةٍ

 

فحُق لشَأسٍ من نَداكَ ذَنُـوب

وذَنَّبَ الجرادُ، إذا غَرَّز ليبيضَ. وذَنّبَ الضبُّ، إذا خرج بذنبه من جُحْره مُوَلِّياً. وذَنَّبَ البُسْر وأذنبَ، إذا أرطَبَ ممّا يلي أقماعَه، وهو التَّذْنُوب. قال الراجز:

فعَلِّقِ النَّوْطَ أبا محـبـوبِ

 

إنَّ الغَضا ليس بذي تَذْنُوبِ

النَّوط: الوعاء الذي يُجعل فيه التمر كالجُلَّة الصغيرة، أي احْمِلْ معك تمراً فإن الباديةَ ليس بها تمر. والذنَبانُ: ضرب من النَّبت. ونَبَذتُ الشيء أنْبِذه نَبْذاً، إذا ألقيتَه من يدك. وبه سُمِّي النبيذ لأن التمرَ كان يُلقى في الجَرّ وفي غيره.

والصَّبِيّ المنبوذ: الذي تُلقيه أمُّه. وفي الحديث: "إن رجلاً جاء إلى عمرَ بمَنبوذ".

ويقال: في أرض بني فلان نَبْذ من بني فلان، أي فرق يسيرة. وفي رأسه نَبْذ من الشَّيب، أي شيء يسير. وأصابَ الأرضَ نَبْذ من مطر، أي قليل.

ونابَذَ فلان فلاناً، إذا فارَقه عن قِلًى.

 

ب-ذ-و

 

ذابَ السَّمْنُ يذوب ذَوْباً وذَوَباناً، وكذلك كل جامدٍ ذاب حتى سال. وسترى هذا الباب مفسَّراً في المعتلّ إن شاء اللهّ. والذَّوْب: العَسَل بعينه. وذُوَاب، خفيف غير مهموز: اسم رجل.

 

ب-ذ-ه

الهَبْذ: سرعة في المشي؛ مر يَهْبِذ هَبْذاً ويهتبِذ اهتباذاً ويهتذِب اهتذاباً. وذهَبَ يذهَب ذَهابَاَ وذهوباً. وضاقت عليه مَذاهبُه: أي طرُقُه. والذِّهاب: مطر خفيف قليل.

ومَذْهَب الرجل: مَمْشاه لقضاء الحاجة. وفلان حسن المذهب وقبيح المذهب، أي الطريقة. والذَّهب: معروف. والمُذْهَب: كل شيء عُلَّ بماء الذهب قال الأخطل:

لبّاسُ أردية الملوك كأنما

 

عُلَّتْ تَرائبُه بماء المُذْهَبِ

وبماءٍ مُذْهَبِ. فأما هذا الداء الذي يسمَّى المُذْهَب فما أحسبه عربياً صحيحاً.

ويقال: ذهبَ الرجلُ، إذا رأى الذهبَ الكثيرَ فأفزعه، كما يقولون: بَعِلَ وبقِر وبحِر وذئِب، إذا فزع من الذئب. والذَّهَب: مكيال باليمن، والجمع أذهاب.

والذَّهُوب: اسم امرأة. والذُّهاب: موضع. وذَهْبان: أبو بطن من العرب. وهَذَبْتُ الشيءَ أهْذِبه هَذْباً، إذا خلَّصته ونقَّيته، وكذلك هذَّبته تهذيباً. وهَذَبْت النخلةَ، إذا نقّيتها من اللِّيف. ورجل مُهَذَّب من العيوب: نقيّ منها. ومثل من أمثالهم: " أيُّ الرِّجال المُهَذَّبُ ". وقد جاء في الشعر، قال النابغة:

ولستَ بمُسْتَبْق أخاً لا تَـلُـمّـهُ

 

على شَعَثٍ أيُّ الرِّجال المهَذّب

وقالوا: هَذَبْتُ الشيء، في معنى قطعته. وأهذَبَ الفرسُ إهذاباً، إذا أسرع في جريه، وهو مُهْذِب.

 

ب-ذ-ي

مواضعها في الاعتلال.

 

باب الباء والراء

وما يتّصل بهما من الحروف

في الثلاثي الصحيح

ب-ر-ز

بَرَزَ يَبْرُز بُروزاً، إذا ظهر. وتَبارز القِرْنان، إذا ظهر بعضهما لبعض. قال الشاعر:

ولقد سئمتُ مـن الـنِّـدا

 

ء لجَمْعِهم هل مِن مُبارِزْ

والبَراز: الفضاء من الأرض. ورجل بَرْز وامرأة بَرْزَة، يوصفان بالجَهارة والعقل. والبِزْر: معروف. وأما قول العامَّة: بُزور البَقْل فخطأ، إنما هو بِزْر.

وبنو البَزَرَى: بطن من العرب يُنسبون إلى أمّهم. والزَّرْب: كَنِيف يُحْظَر على الغنم، والجمع الزُّروب. قال الراجز:

مَحَلُّها إن عَكَفَ الشَفِيفُ

 

الزرْبُ والعُنَةُ والكَنيفُ

ويسمّى الزرْبُ الزَريبةَ أيضاً. وربما سُميت قُتْرة الصائد زَريبةَ والزرابي، واحدها زِرْبية، وهي النَّمارق والوسائد. وذكروا عن أبي مالك أنه كان يقول: أزْرَبَ البَقْلُ، إذا كان فيه يَبيس فتلوّن بصُفرة وخُضرة، وكأنهم شبهوه بالزرابي. وزَبَرْتُ الرَّجلَ، إذا انتهرته. وزَبَرْت الكتابَ، إذا كتبته، فهو مَزبور. وأصل ذلك النَّقر في الصخر. وأهل اليمن يسمُّون كل كتاب زَبْراً. قال الشاعر:

أو زَبْرَ حِمْيَرَ بينها أخبارَها

 

بالحِمْيَريَّة في عَسيبٍ ذابل

وكانوا يكتبون في عَسيب النخل. وأحسب أن اشتقاق الزبور من الكتاب، إن شاء اللّه. وزَبَرْتُ البئرَ، إذا طويتها بالحجارة. وفي الحديث: " الفقير الذي لا زَبْر لَه "، أي ليس له ما يعتمد عليه. وزبْرَة الأسد: الشًعَر النابت على كَتَده. وأسد أزْبَرُ: عظيم الزّبْرَة، وأسد مَزْبَراني: عظيم الزبرة أيضاً: وأنشد:

لَيْث عليه من البَرْدِيِّ هِبْرِيَة

 

كالمَزْبَرانيّ عَيّاذ بآصـال

واشتقاق الزبْير من الزبْر، إما من زَبْر الكتابِ وإما من زَبْرِ البئرِ. والزَّبير: الحمْأة. قال الشاعر:

وقد جَرَّب الناسُ آل الزُّبَـيْرِ

 

فلاقَوْا من آل الزُّبَير الزَّبِيرا

أي الكَدَر. وقد سمَّت العرب زَبِيراً. ويقال: رَكْب إرْزَب: كثير اللحم. قال الراجز:

إن لها لرَكباً إرْزَبّـا

 

كأنه جبهة ذَرَّى حَبا

ذَرى حَبا: لقبُ رجل. والمِرْزَبّة: معروفة، وأحسب أن اشتقاقها من هذا. وقالوا إرْزَبة أيضاً.

 

ب-ر-س

البِرْسُ: القطْن، أو شبيه بالقطن، قال الشاعر:

كأنَّ لُغامَها بِرْس نَدِيفُ

ويقال: بِرْسٌ وبُرْسٌ للقطن. والبُرْنُس، إن كانت النون زائدة فهو من البِرْس، وإن كانت أصلية فهو من قولهم: ما أدري أيّ بَرْنَساء هو، أي: أيّ الناس هما.

 

وبُرْسان: قبيلة من العرب. والبُسْر: الغضّ من كل شيء، وبه سُمَي الرَجُل بُسْراً، أبسر وكذلك بُسْر النخل. وماء بُسْر: قريب عهد بالسحاب. ويقال: امرأة بُسْرة وغُلام بُسْر، إذا كانا شابّين طريّين. والبُسُور: العُبوس، وفي التنزيل: "عبَس وبَسَرَ ". ورَجُل بَسْر: كريه الوجه والمنظر، وكذلك بَسُور. فأما الداء الذي يُسمَّى الباسُور فقد تكلّمت به العرب، وأحسب أن أصله معرب. وبَسَرْتُ الناقةَ، إذا حملتَ عليها من غير ضَبَعة، قال الشاعر:

طافَت به العُجْمُ حتى بَذّ ناهِضَها

 

عُم لُقِحْنَ لِقاحاً غير مُبْتَـسَـرِ

فإنما يصف نخلاً فشَبّهها بالإبل.

والربْس من قولهم: داهية رَبْساء، أي شديدة. وأصل الرَّبْس الضرب باليدين، رَبَسه بيديه، إذا ضربه بهما. والرَّبيس: المضروب أو المُصاب بمال أو غيره.

ورَسَبَ الشيءُ يَرسُب رُسُوباً في الماء، إذا غاص. وقد قيل: جبل راسب، أي ثابت في الأرض. وسيف رسوب، إذا غَمَضَ في ضريبته. قال الشاعر:

مُظَاهر سِرْبالَيْ حديدٍ عليهما

 

عقيلا سيوفٍ مِخْذَم ورَسُوبُ

وفي العرب حيّان يُنسبان إلى راسب: حيّ في قضاعة، وحيّ في الأزد الذين منهم عبد الله بن وهب الراسبي، زعموا. والسرَب: معروف. وسَرَبُ الثعلبِ وسَرَبُ الضَبُع: الجُحْر الذي يأويه ويأوي إليه. ويقال: انسرب الوحشي إذا دخل في سَرَبه. والسَّرَب: الماء الذي يُصبّ في السقاء البديع لتغلُظَ سُيُوره في خُروزه. قال ذو الرّمة:

ما بالُ عينِك منها الماءُ ينسكبُ

 

كأنه من كُلَى مَفْريةٍ سَـرَبُ

هكذا الرواية الصحيحة، بفتح الراء، وكسرُها خطأ. قال الراجز:

يَنْضِحْنَ ماءَ البَدن المُـسَـرّا

 

نَضْحَ البديع السرَبَ المُصْفَرّا

يقال: سَرِّب قِرْبَتَك، أي أجعلْ فيها الماءَ حتى تنتفخ سُيُور الخَرْز.

ويقال: سَرَبَ الماءُ، إذا جرى على الأرض. وربما قالوا: سَرَبَ الماءُ، إذا غاض.

وسَرَبَ فلان في حاجته، إذا مضى فيها؛ وكل ماض بنهار في حاجة فهو سارِب. وفي التنزيل: "وسارِب بالنهار "، والله أعلم. وذكر أبو عبيدة أن السّارب يكون بالليل والنهار واحتج بقول قيس بن الخَطيم:

أنى سَرَبْت وكنتِ غير سَروبِ

 

وتُقَرِّبُ الأحلامُ غيرَ قـريبِ

وسَرَبَ الفحلُ يَسْرُب، إذا سار في الأرض وذهب. قال الأخْنَس بن شهاب التَّغْلِبي:

وكلُّ أناسٍ قاربوا قَيْد فَحْلِهم

 

ونحن خلعنا قَيْده فهو سارِبُ

ويقال: فلان آمن في سِرْبه، أي في نفسه. ويقال: فلان واسعُ السِّرْب، أي رَخِيُّ البال. ويقال: خَلِّ سَرْب فُلانٍ، أي خَلِّ وُجْهَتَه.

ويقال: هذا سَرْب بني فلان أي نعَمُهُم. قال الراجز:

يا ثُكْلَها قد ثَكِـلَـتْـه أرْوَعـا

 

أبيضَ يحمي السرْب أن يُفَزعا

ويروى: السِّرْبَ أيضاً. وكان الرجل في الجاهلية يقول لامرأته: اذهبي فلا أندهُ سِرْبَكِ، فتَطْلُق بهذه الكلمة.

ويقال: مَر بنا سِرْب من قطاً، وسِرب من ظِباء، وسِرب من نساءٍ، وهو القطيع. قال الشاعر:

فلم تَرَ عَيْني مِثْلَ سِرْبِ رَأيتُه

 

خرَجْن منَ التَّنعيم معْتَجِراتِ

والسُّرْبَة: القطعة من الخيل والحُمُر والظِّباء ما بين العشرة إلى العشرين. ويُقال: سَرِّبْ على الإبل، أي أرسِلْها قطعةً قطعةً.

والسّراب: معروف. والمَسْرُبَة: الشَّعَر المستطيل من الصدر إلى العانة. قال الشاعر:

الآنَ لمّا ابيضّ مَسْـرُبَـتـي

 

وعَضِضْتُ من نابي على جِذْم

أصل كل شيء جِذْمُه. والمَسْرَب: المرْعَى، والجمع المَسارب. وسربَتِ النَّعَمُ وغيرها، إذا رَعَت. وسربت الماء تسريبَاً، إذا أتيتَ له. وسَبَرْتُ الجُرْحَ ْأسُبرُه أسْبِرُه سَبْراً، إذا قدَرْت قعره للقِصاص أو للدواء. والمِسبار: المِيل الذي يقدر به الجرح. وسبَرْت الرَجُل، إذا بَلَوْتَه. والسَّبْرَة: الغداة الباردة. قال الشاعر:

عظامُ مَقيل الهام غُلْب رِقابُها

 

يباكرنَ برْدَ الماء بالسَّبراتِ

 

وثوب سابري: رقيق؛ وكذلك كل رقيق من الثياب البيض عندهم سابريّ، وهو منسوب إلى سابور، فثقل عليهم أن يقولوا سابُوري، فقالوا سابِريّ. وقالوا أيضَاً: درع سابريَّة، إذا كانت رقيقة سهلة. ويقال: ذهبَ حبْرُ فلان وسَبْرُه، وقالوا: حِبْره وسِبْرُه، وهي أعلى، أي نُضرته.

 

ب-ر-ش

البَرش، وهو لُمَعُ بياض في لون الفَرَس من أيّ لون كان إلاّ الشّهبة؛ فرس أبْرَشُ وفرس بَرْشاءُ. وبنو البَرْشاء: قبيلة من العرب سموا بذلك لبَرَش أصاب أمَّهم، ولها حديث. وجَذِيمة الأبْرَش بن مالك بن فَهم الأزدي: بعض ملوك العرِب، وكان أبرصَ فهابت العربُ أن تقول أبرص، فقالوا أبرش، وقالوا الوضاح.

والبِشْر: طلاقة الوجه، فلان حَسنُ البِشْر. والبشر: موضع معروف. قال الأخطل:

لقد أوقعَ الجَحّافُ بالبِشْر وقعةً

 

إلى الله منها المشتكَى والمُعَوَّلُ

والبَشَرة: ظاهر الجلد؛ عِنان مُبْشَر، إذا اخرج ظاهرُ جلده، ومن ذلك قولهم: باشرَ الرجلُ المرأةَ، إذا ألصقَ بشَرتَه ببشَرَتها. وبَشرْتُ الأديمَ، إذا قَشَرْتَ بَشَرَتَه. وبُشارة الأديم: ما سقط منه، والبَشَر: اسم يقع على الناس، أسودهم وأحمرهم. يقال: هذا بَشَر للرجل وهما بَشَران للرجلين. وفي التنزيل: "أنؤمِنُ لِبَشَرَيْن مِثْلِنا" ولم يقولوا ثلاثة بَشَر.

وبَشَرْت الرجل وبشَرته بما يُسَرّ به. وقد قُرىء: " أن اللّه يَبْشُرُكِ " ويبَشِّرُك، مثقّل ومخفّف. قال أبو بكر: قال أبو حاتم: بَشَرْت الرجلَ وأبشرْتُه وبشَّرتُه في معنى. وقرأ أبو عمرو ومجاهد: " ذلك الذي يَبْشُر اللهّ عبادَه ". وأنشد لخُفاف:

وقد غَدَوْتُ إلى الحانات أبْـشُـره

 

بالرَّحل تحتي على العَيرانة الأجُد

والبشْرى والبِشارة: اسم لما بشِّرْتَ به. والبَشارة: الجمال وحسن الهيئة، وهي مصدر. يقال: رجل بشير بَيِّنُ البَشارة وامرأة بَشيرة. وأنشد للأعشى:

ورأتْ بأنَّ الشيبَ جا

 

نَبَه البشاشةُ والبَشارَهْ

وقد سمّت العرب بِشراً ومبشِّراً وبَشيراً وبُشيراً. وتباشير الصبح: أوله، وكذلك تباشير النِّخل: أول ما يُرْطِب. ويقال: رأى الناس التباشيرَ في النخل، إذا رأوا الحُمرة والصُّفرة.

والشِّبْر: معروف، وهو ما بين طَرَف الإبهام إلى طَرَف الخِنْصر. ورجل قصير الشِّبر، إذا كان متقاربَ الخَلْق. قالت الخنساء:

معاذَ اللّه يَنْكَحُني حَبَـرْكَـى

 

قصيرُ الشِّبْر من جُشْم بن بَكْرِ

ويقال: أعطاه اللّه الشَّبْرَ، إذا أعطاه الجيرَ. قال الراجز:

الحمد للهّ الذي أعطى الشَبَـرْ

 

مَواليَ الحقِّ إنِ المَوْلَى شَكَرْ

ويقال: شَبَرَ فلان فتشبَّر، إذا عُظِّم فتعظَّم. ويقال: أشْبَرْتُ فلاناً كذا وكذا، إذا خَصَصْتَه به. قال أوس بن حَجَر يصف سيفاً:

وأشْبَرَنِيه الـهـالـكـيُّ كـأنّـه

 

غَدير جَرَتْ في مَتْنه الريحُ سَلْسَلُ

والمَشابر واحدها مَشْبَر، ومشْبَرَة لغة لعبد القيس، وهي أنْهاء تنخفض فيتأدى إليها ما يغيض عن الأرَضين. والشُّرْب مصدر شَرِبَ الرجلُ شُرْباً. والشَّرْب: القوم يشربون شارِب وشَرْب، مثل صاحِب وصَحْب.

والشِّرب: الحظّ من الماء، وكذلك فُسِّر في التنزيل، واللّه أعلم.

والشَّريب: الذي يسقي إبله مع إبلك. قال الراجز:

إذا الشَّريبُ أخَذَتْهُ أكَّهْ

 

فخَلِّهِ حتى يَبُكَّ بَكَّـهْ

والشَّرْبَة من الدواء وغيره: الجُرْعة أو السَّفَّة، والشَّرَبَة: طين يدار حول النخلة كالحوض تشرب فيه. وفي الحديث أن النبيَ صلَّى اللّه عليه وسلَّم مر بشَرَبَة فتَوَضَّأ منها. وجمع شَرَبَة شَرَبات. والشراب: ما شُرب من ماء أو غيره.

والشَراب مصدر المُشاربة؛ يقال: شاربتُه مُشاربةً وشِراباً. والشَرَبة: موضع.

والشّارب: الشَّعَر على الشفة العليا. والشَوارب: عروق في باطن الحلق، وهي مجاري الماء. قال الشاعر:

صَخِبُ الشَواربِ لا يزال كأنه

 

عَبدٌ لآلِ أبي رَبيعةَ مُسْـبَـعُ

ويقال: أشربتُ الدّابةَ أو البعيرَ، إذا وضعت في عنقه حبلاً. قال الراجز:

يا آلَ وِزْرٍ أَشْرِبوها الأقْرانْ

أي ضعوا في أعناقها الحبال.

وثوب مُشرَب: بين الحُمرة والبياض. وأُشْرِبَ قلبُ فُلان خيراً أو شرًّا، إذا خالطَ قلبَه. واشْرأب الرجلُ للشيء، إذا أشرف عليه يَشْرَئبُّ اشرِئباباً. وكذلك اشْرأب للخبر: بُشر به وسُرّ به.

 

ب-ر-ص

البَرَص: بياض يقع في الجلد، معروف. وحَيَّة بَرْصاء: في جلدها لُمَعُ بياض.

وسامُّ أبَرَصَ: معروف. قال أبو حاتم: يُجمع أبارِصَ على غير قياس. وأنشد:

والله لو كُنْتُ لهذا خالصا

 

لكُنتُ عبداً يأكل الأبارِصا

خاطب أباه فقال: لو كنتُ أصلح لهذا العمل الذي تأخذني به لكنت عبداً آكل الأبارص. وبنو الأبْرَص: بنو يَرْبوع بن حَنظلة. قال الشاعر:

كان بنو الأبرص أقرانَها

 

فأدركوا الأحْدَثَ والأقْدَما

والبَرِيص: موضع، قالوا، بدمشق؛ وليس بعربي صحيح، وقد تكلّمت به العرب، وأحسبه روميّ الأصل. قال الشاعر- حسّان:

يَسْقون مَن وَرَدَ البرِيص عليهمُ

 

بَرَدىَ يصفقُ بالرحيق السلْسَل

بَردىَ فَعَلَى، وهو نهر بدمشق.

والبَصَر: معروف؛ أبْصَرَ يُبْصِر إبصاراً، فهو مُبْصِر وبَصير. ويقال: لقيت من فلان لَمْحاً باصِراً، أي أمراً واضحاً. وفلان حَسَنُ البصيرة، إذا كان مُستبصراً في دينه. والبَصيرة: القطعة من الدم تستدير على الأرض أو على الثوب كالتُّرس الصغير. وأنشدوا بيت الأسْعَر الجُعفي:

جاءوا بصائرُهم على أكتافهم

 

وبصيرتي يعدو بها عَتد وأى

وأى مثل وَعى؛ ويُروى: راحوا، أيضاً؛ وقال قوم: هو الدم.

والبَصْرَة: حِجارة رِخوة. وبه سُمِّيت البصرة لأن أرضها التي بين العَقيق وأعلى المِرْبَد كذلك، وهو الموضع الذي يسمَى الحَزِيز. قال الشاعر:

تَداعَيْن باسم الشِّيب في متثلِّم

 

جوانبُه من بَصْرةٍ وسِـلام

السِّلام جمع سَلِمَة، وهي الحِجارة. ومن هذا أخذ " استلمتُ الحَجَرَ". والسلَمة، بالفتح: ضرب من الشجر، والجمع سَلَم. وبُصْر كل شيء: جِلده الظاهر. وثوب ذو بُصْرٍ، إذا كان غليظاً وثيجاً. وقد سمّت العرب بَصيراً، ويَكْنون الضريرَ أبا بَصِير تفاؤلاً. والبِنْصِر: إصبع معروفة، النون فيها زائدة، هكذا يقول أبو زيد. والأباصِر: موضع معروف. وبُصْرَى: موضع بالشام وقد تكلمت به العرب، وأحسبه دخيلاً، ونسبوا إليه السيوف فقالوا: سيف بُصْري.

وتربصتُ بالشيء تربُّصاً ورَبَصْت به رَبْصاً، وهو انتظارك بالرجل خيراً أو شرٍّ يحل به. وقد جاء في التنزيل: " فتربَّصوا به حتَّى حين ".

ويقال: ما لي على هذا الأمر رُبْصَة، أي تلبث. قال الشاعر:

تَربصْ بها رَيْبَ المنونِ لعلَّها

 

تطلَّق يوماً أو يموت حليلُها

والصَبر: ضد الجزع. والصَبِر: هذا الدواء المعروف، الواحدة صَبِرَة. وبه سمي الرجل صَبِرَة. واشتريت الشيء صُبْرَةً، إذا اشتريته بلا كيل ولا وزن. وقَتْلُ الصبْرِ: أن يُحبس الرجل حتى يُقتل. وفي الحديث: " اقتُلوا القاتلَ وآصْبِروا الصابرَ ". وأصل ذلك أن رجلاً أمسك رجلاً لآخر حتى قتله آخر فحُكم أن يُحبس الممسِك ويُقتل القاتل. والصَبير: الكفيل، فلان صَبير فلانٍ، أي كفيله.

والصُّبير: السحاب إذا تكاثف وفيه بياض، فإذا اسودَّ فليس بصَبير، هكذا قال أبو حاتم. والصنَّبْر والصِّنبْر أيضاً: سحاب فيه بَرْد، أصله من صنابِر الشتاء، شدة برده. ويوم من أيام العَجوز يسمَّى الصِّنَّبْر. وصَنْبَرَ النخل، إذا دَقَت أسافله.

وصُنْبُور الحوض: مَخْرَج الماء من أسفله، وكَذلك صُنبور الإداوة: المِبْزَل الذي يخرج منه الماء. فأما هذا الصَّنوْبر فأحسبه معرَّبَاً، وقد تكلّمت به العرب. قال الشاعر:

كأنَّ بذِفْراها منـاديلَ قـارَفَـتْ

 

أكُفَّ رجال يَعصِرون الصَّنوبرا

والصُبَارة: قطعة من حديد أو حجر. قال عمرو بن مِلْقَط الثلاثي يحرِّض عمرو بن هند على تميم لما قتلوا أخاه أسعدَ:

مَن مُبْلِغ عمـراً بـأنّ

 

المَرْءَ لم يخلق صُبارَهْ

وحـــوادثُ الأيّام لا

 

تَبْقَى لها إلا الحِجارهْ

والكوفيون يروون هذا البيت: لم يُخلق صِيارة، والصيارة: حظيرة تتَّخذ للبَهْم من حجارة. وأصبار كل شيء: أعاليه. قال الشاعر:

 

عَزَبَتْ وباكَرَها الشَتِيُّ بدِيمةٍ

 

وَطْفاءَ تملأها إلى أصبارِها

والصَّرْب والضَرَب: الصَّمْغ، يقال: تركته على مثال مَقْلَع الصربة. ويُنشد هذا البيت:

أرض من الجَو والسُّلطـان نـائية

 

والأطْيَبان بها الطُّرثوثُ والصَّرَبً

وربما رُوي الضرَب بالضاد، وهو اللبن الغليظ الخاثر، ومن روى الضَرب بالصاد أراد الصَّمغ.

ويقال: صرَبَ الصبي ليسمن، إذا احتبس نَجْوُه لينعقد الشَّحم في بطنه، فهو صَرْب. والصَرَب أيضاً: لبن يُحلب على لبن حتى يَخْثرَ.

ويقال: اصرأب الشيء، إذا املاسَّ. ومن روى بيتَ امرىء القيس:

كأنَّ سراته لدى البيت قـائمـاً

 

مَداكُ عَروس أو صَرابةُ حنظل

أراد الملوسة والصفاء. ومن روى: أو صراية، أراد نقيعَ ماء الحنظل وهو أحمر صافٍ.

 

ب-ر-ض

ماء بَرْض، والجمعِ بِراض، وهو القليل. والبُرْضَة ما تبَرّضت من الماء القليل. وبه سمِّي الرجل بَرّاضاً. وجمع البَرْض بِراض وبُروض وأبراض.

وتبرَّض الرجل حاجتَه، إذا أخذها قليلاً قليلاً. والبارِض من البُهْمَى: أول ما ينبت منه قال الشاعر:

رَعَى بارِضَ البُهْمَى جميماً وبُسْرَةً

 

وصَمْعاءَ حتى آنَفَتْه نِصـالُـهـا

أي أصابت أنْفَه؛ يعني حمارة وحش. ورَضَبتِ الشاةُ وغيرها من الدواب تربض ربضاً وربضت الشاة لغة مرغوب عنها. وقد يقال لذوات الحافر: رَبَضت أيضاً، وربما قيل للسِّباع، فأما المعروف للسباع فجَثَمَ. وربض الرجل الأمرَ إذا وطّأه، ورَبَض الرجل: أهله ومنزله. قال الأصمعي: وبه سُمَي رَبَضُ المدينة. وأنشد:

جاء الشتاءُ ولمّا أتّخِـذْ رَبَـضـاً

 

يا ويحَ كفّيّ من حفْرِ القَراميص

وهي حَفيرة يحفرها الرجل في الأرض ليستكنّ بها من البرد، واحدها قرْمُوص.

ورَبض البطنِ: أمعاؤه، والجمع إُرباض. والرُّبْضَة: القطعة العظيمة من الثريد. ويقال: جاءنا بثريد كأنه رِبْضَة أرنبٍ، بكسر الراء، أي كأنه جُثَّة أرنب جاثمةٍ. والرَّبيض: الحماعة من الغنم، الضَّأن والمعَز فيه واحد، يقال: هذا رَبيض بني فلان، أي جماعة غنمهم. ومَرابض الغنم: مواضع رُبوضها. ونُهي عن الصلاة في مَبارك الإبل، وجاءَت الرُّخصة في مَرابض الغنم.

وقد سمّت العرب رِباضاً ومُرَبِّضاً. والرّضاب: تقطّع الرّيق في الفم، وكثر ذلك حتى قالوا: رُضاب المُزْن ورضاب النَّحل. والرجل يترضَّب المرأةَ، إذا ارتشف ريقَها. ويومٌ راضب، إذا كان دائم المطر. والضرِب: معروف، للسيف وغيره، وهو مصدر ضربه يضرِبه ضرْباً. والضَّريبة: الشيء المضروب مثل الرُّمِية للشيء المرميّ. قال الشاعر:

إذا مس الضريبةَ شـفـرتـاه

 

كفاكَ من الضريبة ما استطاعا

وربّما سمي السيف ضريبة؛ يقال: ما أحسن ما فَتَقَ الصيقل هذه الضريبة، يعنون السيف. والضَّريبة: وظيفة أو إتاوة يأخذها الملكُ ممّن هو دونه. والضريبة: اسم رجل من العرب معروف. والضريبة: الطبيعة، يقال: فلان كريم الضرائب، أي الخِصال. وليس لفلان ضَريب، إذا كان معدومَ الشَّبيه. وفلان ضَريب فلان، إذا كان شبيهاً به. والضَّريب: اللَّبَن الخاثِر. قال الشاعر:

وما كنت أخشى أن تكون منـيّتـي

 

ضريب جِلاد الشَّوك خَمْطاً وصافيا

والضَّريب: الجليد الذي يسقط من السماء نحو السَّقيط. ومضْرِبُ السيف: ظُبَته، بكسر الراء. والمَضرَب: المكان الذي يُضرب فيه الإنسان وغيره. والمضْرَب: الفُسطاط العظيم. والضرْب من الرجال: الخفيف اللحم. والضَرْب: المطر اللين وهذا ضرب من المتاع، أي نوع منه.

والضَّرب: العَسَل الصلْب، يقال: أتانا بضَرْبٍ من العسل أي صُلب، قد استضرَبَ العسل أي اشتدّ.

والضّارب: قطعة من الأرض غليظة تستطيل في السَّهل. وضَرَب فلان في الأرض، إذا خرج فيها تاجراً أو غازياً، ضَرْباً وضرَباناً. وفي التنزيل: "وإذا ضرَبْتُم في الأرض ". وضرب العِرق ضَرَباناً. وضَرب الدَّهْرُ بهم ضَرَباناً، إذا تصرف بهم. وضَرَبَتْ فلانة في بني فلان بعرقٍ ذي أشَبِ، إذا أفسدت نَسَبَهم بولادتها فيهم. وضربَ الفحلُ الناقة ضراباً، وأضربتُه أنا إيّاها إضراباً. واستضربتِ الناقة إذا أرادت الفحل، فإذا ضربها فهي تِضْراب، وهذا أحد ما جاء على تِفعال. وأضرب الرجلُ عن الأمر إضراباً.

وضارب فلان لفلان في ماله، إذا تَجرَ فيه. وتضارب القوم مضارَبةً وضِراباً.

والضَّبْر: الوثب؛ ضَبَر الرجل يضْبِر ضَبْراً. وبه سمِّي الرجل ضَباراً. وفَرَس ضِبِر، فِعِل من ذلك. وضَبَّرْتُ الكتبَ وغيرها تضبيراً، إذا جمعتها. والاسم الإضْبارة. وفلان ابن ضَبَارة، بفتح الضاد، وهو اسم من أسماء الأسد. وناقة مضبَّرة: شديدة الخَلْق. وضَبارِيّ: اسم رجل، وهو أبو بطن من العرب.

وضَنْبَر: اسم النون زائدة، وهو من الضَّبْر، وهو الوَثب. والضبْر: الجماعة من الناس. والضَّبْر: ضرب من الشجر يقال إنه الرمّان الجبليّ.

 

ب-ر-ط

البَطْر: الشَّقّ في جلد أو غيره؛ بطَرْت الجرحَ أبطُره بطْراً وأبطِره، وهو أصل بناء البَيْطار. وقالوا: رجل بَيْطر وبِيَطْر ومبَيْطِر، وكلّه راجع إلى ذلك. وكل مشقوق فهو مَبطور وبَطير. والبَطَر: إفراط الأشَر؛ بَطِرَ يَبْطَر بَطَراً.

وربطت الشيءَ أربِطه وأربُطه ربْطاً، إذا شددته. وربما سمِّيت جُملة الخيل رباطاً. قال الشاعر:

فإن الرِّباطَ النُّكْدَ من آل داحس

 

نَكِدنَ فلم يفْلِحْنَ يومَ رِهـانِ

والرِّباط: الحبل الذي يُربط به. والفَرَس الرَّبيط: المربوط الذي لا يَرود. ونعْمَ الربيط هذا الفرسُ. ومن أمثالهم: " أكْرَمْتَ فآرتبِط "، أي أصبتَ فرساً كريماً فارتبِطه. والرِّباط: المقام في الثغور، وهي المرابَطة.

والمرابِطة: القوم المرابِطون. وذكر قوم من أهل العلم أن قوله جلّ وعزّ: " ورابِطوا"، أي اصبروا على الطاعة، والله أعلم. ومَرْبِط الفرس: موضعه الذي يربط فيه، بكسر الباء. وُيروى:

قَرِّبا مَرْبِطَ النّعامة مـنّـي

 

لَقِحَتْ حرب وائلٍ عن حِيالِ

والكلام الصحيح كسر الباء. وفلان رابط الجأش، إذا كان ثابت القلب عند الفزع.

وتمر رَبيط، وهو أن يعبَّأ في إناء وُينضح عليه الماء حتى يبقى كالرُّطَب.

والرَّطْب: ضدّ اليابس. والرطْب: الكلأ ما دام رطباً. والرُّطَب: معروف. وأرطب النخلً إرطاباًَ ورطَب ترطيباً. والرِّطاب جمع رُطبة، وهو ما اقتُضب من القَضْب رطباً فأكلته الماشية. والغصن الرطيب: اللَدْن الليِّن. ورطَّبت الثوبَ وغيره ترطيباً، إذا بللتَه. ويقال للمرأة: يا رَطابِ، شيء تُعاب به. والطرَب: أن يستخفك الفرح أو الحزنُ. قال الشاعر:

وأراني طرِباً في إثرهـم

 

طَرَبَ الوالهِ أو كالمختبَلْ

ورجل طَروب ومِطراب، إذا كان كثير الطرب. ومثل من أمثالهم: " الكريم طَروب ". وإبل طِراب: تَنْرع إلى أوطانها. والمطرِّب: الذي يمدّ صوتَه بقراءة أو غناء. قال الشاعر:

يغرِّد بالأسحارِ في كل سدفَةٍ

 

تَغَرُّدَ ميّاح النَّدامى المطرِّبِ

والمَطارِب: طرق متفرقة.

 

ب-ر-ظ

استُعمل منه البَظْر، وهو معروف. وكانت العرب تسمّي الخَتّانة: المبظِّرة.

وبُظارة الشاة: الهُنَية في طرف حَيائها. والبُظارة: اللحمة في الشفة العليا إذا عظمت قليلاً. قال علي رضي الله عنه لشُريح: "فما تقول أنت أيها العبدُ الأبْظَرُ ".

والظَّرِب: جبل منبسط، والجمع ظِراب، وكذلك فسر في الحديث: " الشمس على الظراب ". وأظراب اللجام: العُقَد التي في أطراف الحديد. قال الشاعر:

ومقطِّع حَلَقَ الرِّحالة شامِخ

 

بادٍ نَواجذُه على الأظرابِ

والظَّرِبان: دُوَيْبّة منتنة الرائحة، وجمعها الظِّرْبَى والظِّرْبان.

 

ب-ر-ع

بَرَعَ الرجل براعةً إذا تمَّ في جمال أو علم، فهو بارع، والمرأة بارعة، والاسم البَراعة. ويقال: هذا أبرعُ من هذا، أي أتمّ وأحسن، وكل شيء تناهى في جمال ونضارة وغيرها من محاسن الأمور فقد بَرَعَ.

وبَرْوع: اسم من أسماء النساء، الواو زائدة، وهو من البراعة. ويقول قوم: بِرْوَع، وهو خطأ؛ ليس في كلامهم فِعْوَل إلاّ حرفان: خِرْوَع، وهو كل نبت، وعِتْوَد، وهو وادٍ أو موضع. والبَعْر والبَعَر: لغتان معروفتان للظِّلف والخُسفّ، والجمع أبعار. وربما قيل للبعير ثلَطَ وللبقر أيضاً. ومَبْعَر الشاة وغيرها: ما اجتمع فيه البَعَر من أمعائها. والبعير: اسم يجمع الذكر والأنثى. ورووا عن الأصمعي أنه سمع أعرابياً يقول: صرعَتْني بعير لي، فقلت: ما هي? فقال: ناقة. وجمع البعير في أدنى العدد أبعِرَة، وأباعِر في الكثير. قال الشاعر:

ترى إبِلاً ما لم تحرِّك رؤوسَها

 

وهنَّ إذا حُرِّكْنَ غيرُ الأباعرِ

كأنها إذا فزعتْ اشتدَ سَيرها فكأنها غير الأباعر، أي هن أسرعُ منها. ويقال بُعران أيضاً. قال الشاعر:

وأن أسألَ العبدَ اللَئيمَ بَعـيرَه

 

وبُعْرانُ ربّي في البلاد كثيرُ

وبنو بُعْران: حيّ من العرب. والبَعّار: لقب رجل معروف. والبَيْعَر: موضع، زعموا. ورَبَعَ الرجلُ بالمكان يَرْبَعُ رَبْعاً، إذا أقام به. ورَبَعْنا في موضع كذا، إذا أقمنا به. والمَرْبَع: المنزل في الربيع. ورَبَع فلان الحجرَ وغيره، إذا ازْدَمَلَه بيده.

ورَبَعَ فلان يَرْبَع، إذا أخذ المِرْباع، وهو ربع الغنيمة. ويقال: ربَع فلان بالجاهلية وخَمَس في الإسلام. ورَبَعَ وَتَرَه، إذا جعله على أربع قُوىً.

وربَع القومَ، إذا صار رابعَهم. والربيع: جزء من أجزاء السنة، شتاء وربيع وصيف وخريف. وللربيع مواضع؛ وربما سُمَي الغيث ربيعاً وربما سُمِّي الكلأ ربيعاً، وربما سمِّي الوقت ربيعاً. وربما سُمِّي الحظّ من الماء للأرض رُبع يوم أو ربع ليلة: ربيعاً، يقال: لفلان في هذا الماء ربيع. وربما سُمِّي النهر ربيعاً في بعض اللغات. ويقال: تربَّعْنا العامَ، بموضع كذا، إذا كنّا به في الربيع. ورُبِعْنا، إذا أصابنا الربيع، وهو المطر. وأربعْنا إبلَنا، إذا رعيناها في الربيع. وأربعَ فلان فهو مُرْبِع، إذا وُلد له في شبابه، وولده ربْعيّونْ. وأنشد:

إن بَنيِّ صبْيَة صَيْفـيّونْ

 

أفلحَ من كان له رِبْعيّونْ

وناقة مُرْبِع: تنْتَج في أول الربيع وولدها رُبَع، وجمع الناقة المُرْبِع: مَرابع. فإذا كان ذلك من عادتها فهي مِرْباع. ويقولون: ما له هُبَع ولا رُبَع، فالربَع الذي تقدمّ ذِكره، والهُبَع الذي يُنْتَج في الصيفية. فإذا مشى الهُبَع مع الربَع أبطره الرُّبعُ ذَرْعاً، أي غلبه بقوّته فهبَع بعنُقه كأنه يستعين في مشيه. ورجل مَربرع ومرتَبع ورَبْع ورَبْعة، إذا كان مُعتدل الخلق وَسَطاً من الرجال. قال العجّاج:

رَباعِياً مُرْتَبِعاً أو شَوْقَبا

والمرابيع من الخيل: المجتمعة الخُلْق. وسئلت بنو عَبْس عن أيّ الخيل وجدوا أصبرَ، فقالوا: الكُمْتُ المرابيع. ورجل مَربوع ومُرْبَع، إذا أخذته حُمَى الرِّبع، وهو أن تأخذه يوماً وترَفهَه يومين. قال الراجز:

بئسَ مَقامُ العَزَب المَرْبوع

 

حَوأبَة تُنْقِضُ بالضُّلـوع

وقال الشاعر:

من المُرْبَعين ومن آزِل

 

إذا جنَّه الليلُ كالنّاحطِ

الآزِل من الأزْل. وأخذت حُمَى الربع من أوراد الإبل، وهي أن ترد يوماً وترعى يومين وترد في اليوم الرابع، وأصحابها مربِعون. والمَرْبَع: المنزل في الربيع خاصَةً. والمِرْبعة: عصا قصيرة يأخذ الرجلان بطرفيها فيُحمل بها العكْم على ظهر الدابة. قال الراجزْ:

هاتِ الشِّظاظَيْن وهاتِ المرْبَعَهْ

 

وهاتِ وَسْقَ الناقةِ الجَلَنْفَعَـهْ

الجَلَنْفعه: الجافية الغليظة. والوَسْق: وزن خمسمائة رطل. وبنو فلان على رِباعتهم، أي على مواضعهم في الجاهلية. وما في بني فلان أحد يُغني رِباعته ورَباعته إلا فلان، أي قومه. قال الشاعر:

ما في مَعَدّ فتًى يغْني رِباعتَه

 

إذا يَهُم بأمرٍ صالحٍ فَـعَـلا

ويُروى: إذا المنون أمِرت فوقه حَمَلا.

والرَّباعي من الدوابّ في الحافر والظِّلف والخُفّ، وهو الذي سقطت رَباعِيَتاه. والذكر رَبَاع، والأنثى رباعِيَة، مخفَّف، وأَنشد:

رباعياً مُرْتبعاً أو شوقبا

ورَباعِيَة الإنسان: معروفة، وله أربع رَباعيات بعد الثنايا من فوقُ وأسفلُ.

والأربِعاء: معروف، بكسر الباء؛ وزعم قوم أنهم سمعوا الأربَعاء بفتح الباء. وأخبرنا أبو عثمان عن التَّوّزيّ عن أبي عُبيدة الأربُعاء، وزعم أنها فصيحة.

والأربَعاء، بفتح الباء: موضع. وأربعة: ضرب من العدد. ورُبْع المال: جزء من أربعة. وقد قيل: رَبيع المال أيضاً. قال الشاعر:

ومِثل سَراةِ قومك لن يجارُوا

 

إلى رُبْع الرِّهان ولا الثَّمين

ولم تجاوز العرب في هذا المعنى الثمينَ؛ هكذا يقول بعض أهل اللغة. وقال بعضهم: بل قد قيل التَّسيع والعشير، كما قيل الثمين. والكلام الأول أعلى.

والربيعة: الصخرة العظيمة. وتُسمى بيضة الحديد: ربيعة أيضاً لاجتماعها.

وربيعة: سم، زعم قوم أن اشتقاقه من الصخرة العظيمة. وقد سمت العرب رَبيعة ورَبيعاً ورُبَيْعاً، وهو أبو بطن منهم، ومِربَعاً. والرَّبائع: بطون من بني تميم.

وربيعة بن مالك أخو حَنْظَلَة بن مالك وهم ربيعة الجُوع، وربيعة بن حنظلة الذين منهم أبو بلال مِرداس وأبن حَبْناء الشاعر، وربيعة بن مالك بن حنظلة رهط الحَنْتَف بن السِّجف التميمي. والربعَة: المسافة بين أثافي القِدر التي يجتمع فيها الجَمْر. وذكروا عن الخليل أنه قال: كان معنا أعرابي على الخِوان فقلنا: ما الرَّبَعَة? فأدخل يده تحت الخوان فقال: بين هذه القوائم ربَعَة. ويقال: ارتبع البعير ارتباعاً ورَبَعة، وهو أشدّ العَدْو. قال الشاعر:

وآعْرَوْرَتِ العُلطَ العرْضِيَّ تَرْكضُهُ

 

أم الفوارس بالدّئداء والـربَـعَـهْ

والرّبْعة: حيّ من الأزد. والرَّبْعة: طَبْلة يجعل فيها الطِّيب ونحوه.

والروْبَع: الرجل الضعيف. قال الراجز:

ومن هَمَزْنا عزه تَبَرْكَعـا

 

على آسته رَوْبَعَةً أو رَوْبعا

والرَّبْع: ما يُنخل من الحوّارى. والرُّعْب: الفَزع. رُعِب الرجل يُرْعَب رُعْباً فهو مَرعوب. ورعَبْتُه أنا أرعَبه، فأنا راعب له. والرَّعَب: رقْية من السِّحْر، وهو شيء تفعله العرب، كلام تسجع فيه يَرْعَبون به السّحر، وفاعل ذلك راعب ورعّاب؛ يقال: رَعبَ الرّاقي يَرْعَب رَعْباً، إذا فعل ذلك.

فأما قولهم: رَعَبَ الوادي بجَنْبَتيه، إذا امتلأ ماءً، فقد قالوا: زَغَبَ، بالزاي والراء، والزاي أكثر. والتَّرعيب: شطائب السَّنام، إذا قُطعت مستطيلة. والتَّرْعاب: مصدر رعّبته ترعيباً وتَرْعاباً. وأحسِب أن الرَّعْباء موضع. والعبر: شاطىء النّهر، وهما عِبران. وناقة عبْر سَفر، إذا كانت قوية عليه. وقد قالوا: عَبْر؛ وأبى الأصمعي إلا الضَّمَ. وعَبَرْتُ النهر أعبُره عَبْراً، وكذلك عَبَرْت الرُّؤيا أعبرها وعَبّرتها تعبيراً، والاسم العبارة. وفي التنزيل: " للرُّؤيا تَعْبُرون ". ورجل حسَن العِبارة، إذا كان حسنَ الأداء لما يُسمع. ومجلس عَبْر: كثير الأهل. والعَبْرة: تردُد البكاء في الصدر. وربُما قيل لتردُّد الدمع في العين: عَبْرة. وامرأة عابر، إذا تهيأت للبكاء، ومنه قيل للرجل: أمُّك عابِر، في معنى ثاكل. وقد قالوا: عَبْرى، كما قالوا ثَكْلى. والشِّعْرى: العبور. قال قوم: سمِّيت بذلك لأنها عبرت المَجَرَّة. فأما حديث الأعراب فإنهم يزعمون أن الشِّعرى العَبور والغُمَيصاء أختا سهيل. والعبور تراه إذا طلع فهي مستعبِرة، والغُميصاء لا تراه فقد غَمِصَت من البكاء. والعَبُور في بعض اللغات: الجَذَعة من الغنم أو أصغر منها. والعِبْرة: ما اعتبرت به من الآيات. يقال: لك في هذا الأمر عِبْرة ومعتبَر. وفي بعض كلامهم: " إن لم تُناجِكَ إخباراً ناجتك اعتباراً ". وبنو عبره: قبيلة من العرب.

وعابر بن أرْفخْشَد بن سام بن نوح، إليه اجتماع نسبة العرب وبني إِسرائيل ومن شاركهم في نسبهم، والله أعلم.

والعبير: ضرب من الطِّيب، واختلف فيه أهل اللغة، فقال قوم: هو الزَّعْفَران بعينه، وقال آخرون: بل هو أنواع من الطِّيب تُخلط.

والعُبْريّ: السِّدر الذي ينبت على شاطىء الأنهار، والضّال: ما نبت في السفوح وغيرها. والعبرانية: لغة معدولة عن السُّريانية. وكَبْش مُعْبَر، إذا لم يُجَز صوفُه ليُستفحل. وغلام مُعْبَر: لم يُخْتن. قال الراجز:

فهو يُلوّي باللِّحاء الأقْشَرِ

 

تَلْوِيةَ الخاتنِ زُبَّ المُعْبَرِ

 

والعَرب: ضد العَجم، وكذلك العُرْب والعُجْم، كما قالوا عَرَب وعَجم. وسُمِّي يَعْرب بن قَحطان لأنه أول من انعدل لسانه عن السريانية إلى العربية. وقال بعض النسّابين إن هُود ابن عابر بن قَحطان مِن ولده، وهو أبو قحطان كما يقول بعض النُّسّاب. فأما من نسب قحطان إلى إسمعيل فإنه يقول: قحطان بن الهَمَيْسَع بن التَّيْمَن بن قَيْنان بن نابت بن إسمعيل صلوات الله عليه.

وعَرِيب: اسم، وهو عريب بن زيد بن كَهْلان.

ويقال: ما بالدار عَريب، أي ما بها أحد. والعرب العاربة: سبع قبائل: عاد وثمود وعِمليق وطَسْم وجَديس وأميم وجاسِم، وقد انقرضوا كلُّهم إلاّ بقايا متفرِّقين في القبائْل. وقال صلَّى اللهّ عليه وسلَّم لما انتهى إلى مَعَدّ بن عدنان: "كَذَب النسّابون ". قال الله وتعالى: "وقروناً بينَ ذلك كثيراً ".

والعِرْب: يبيس البُهْمَى. وأعرب الرجلُ بحُجّته، إذا أفصح عنها. وفي الحديث: "الثيِّب تعرب عن نفسها". وعَرِبَت المعدة، إذا فسَدت.

وإعراب الكلام: إيضاح فصيحه. ورجل مُعْرِب، إذا كان فصيحاً.

ورجل معْرِب: له خيل عراب. قال الشاعر:

ويَصْهلُ في مثل جوف الطَّوِي

 

صهيلاً يُبيِّنُ لـلـمـعْـرِبِ

يقول: إذا سمع صهيله رجل له خيل عِراب عرف أنه عربي. وتسمِّي حمْيرُ اللغة: العربية، فيقولون: هذه عربيتنا، أي لغتنا.

ويقال: عربت على الرجل، إذا رددت عليه قوله. وفي الحديث: " إذا سمعتم الرجلَ يعيب أعراض الناس فعربوا عليه قولَه "، أي ردَّوا عليه قولَه.

والعَرَبَة: النهر الشديد الجري. ومنه اشتقاق عَرابة، اسم، وهو عَرابة الأوسي الذي مدحه الشمّاخ بن ضِرار فقال فيه:

إذا ما راية رُفعتْ لمجدٍ

 

تلَقّاها عَرابةُ باليمـينِ

والعُرْبان والعُرْبون: الذي تسمّيه العامة الرّبون. ويوم عَروبة: يوم الجمعة؛ معرفة لا تدخلها الألف واللام في اللغة الفصيحة. قال الشاعر:

وإذا رأى الروّاد ظل بأسْقف

 

يوماً كيوم عروبةَ المتطاول

وقد جاء في الشعر الفصيح بالألف واللام أيضاً. قال الشاعر:

يُوائمُ رَهْطاً للعَروبة صيما

يوائم: يفعل كما يفعلون، وصيم: قُيّام. وقال آخر:

نفسي الفداءُ لأقوام همُ خَلطوا

 

يومَ العَروبة أوراداً بـأورادِ

وعَربْتُ الفرسَ تعريباً، إذا بَزَغْتَه. وإعراب الكلام: إيضاح فصيحه. وقد جُمع الإعراب أعاريب في الشعر الفصيح. والعَروب من النساء: المُحبة لزوجها، المُظهرة له ذلك. وكذلك فسَّره أبو عُبيدة في التنزيل، واللّه أعلم، في قوله عزَّ وجل: " عُرُباً أتراباً ".

 

ب-ر-غ

البَرْغ: لغة في المَرْغ، والمرغ: اللعاب. وتقول العرب: أحمقُ لا يَجْأى مَرْغَه، أي لا يحبس رِيقه. والبَغْرَة: الدُّفعة الشديدة من المطر؛ بَغَرَت السماءُ تَبْغَر بَغْراً وبَغْرَةً شديدةً. قال الراجز:

وزَفَرَتْ فيه السواقي وزَفَرْ

 

بَغرَةَ نجم هاج ليلاً فانكَدَرْ

الدّفعة: ما دفعته بيدك، بالفتح، والدفعة من المطر لا غير. والبَغْر: كثرة شرب الماء؛ بَغِرَ يَبْغَر بَغْراً. والربْغ: التراب المدقَق، مثل الرفْغ سواء. ويَرْبَغ: موضع معروف. والأربَغ: الكثير من كل شيء، والاسم الرَّباغة.

والرَّغْبَة من قولهم: رَغِبْتُ في الشيء رَغَباً ورَغْبَةً ورُغْبَى، إذا ملت إليه. ورغبتُ عنه، إذا صددتَ عنه، وأنا راغب، فيهما جميعاً. والشيء مرغوب عنه: مكروه؛ ومرغوب فيه: مُراد. ولي في ذلك رَغْبَة ورُغْبَى، ولي عنه مَرْغب.

ورجل رَغيب: نَهِم شديد الأكل. وفرس رَغيب الشَحْوَة: كثير الأخذ بقوائمه من الأرض. وموضع رَغيب: واسع، ومواضع رِغاب. والمِرْغاب: موضع، من هذا اشتقاقه. والرَّغيبة: العطاء الكثير الذي يُرغب في مثله، والجمع رغائب. قال الشاعر:

ومتى تُصِبْك خصاصة فآرْجُ الغِنَى

 

إلى الذي يُعطي الرَّغائب فآرْغَبِ

وقد سمَوا راغباً ورُغيباً ورغْبان. والرَّغْب والرَّهْب والرُّغْب والرُّهْب والرَّهْبة واحد، ورَهَبُوت ورَغَبُوت ورَهَبُوتَى ورَغَبُوتَى.

وغبْر كل شيء: باقيه، وكذلك غبره. وغُبَّر الحَيْض: باقيه قبل الطهر. قال الشاعر:

ومُبَرُّإ من كل غُبَّرِ حَيْضَة

 

وفَسادِ مُرضِعةٍ وداءٍ مُغْيِل

 

والغُبْر: باقي اللبن في الضَّرع، والجمع أغبار. قال الشاعر:

لا تَكْسَع الشوْلَ بأغبارها

 

إنك لا تدري مَن النّاتجُ

وتزوّج رجل من العرب امرأة قد أسنَّت، فقيل له في ذلك، فقال: لعلّي أتغبّر منها ولداً فولدت له غُبَرَ، أبا حيّ من العرب، وهو غُبَر بن غَنْم بن يَشْكُر بن بكر بن وائل. والغابر: الماضي، والغابر: الباقي؛ هكذا يقول بعض أهل اللغة، وكأنه عندهم من الأضداد. وفسر أبو عبيدة قوله تعالى: " إلّا عَجوزاً في الغابرين " في الباقين، واللّه أعلم. ويقال: غَبَرَ الدهرُ غبوره، أي مضى مُضِيه.

والغُبار: معروف، ومثله الغَبَرَة. ويقولون: ما أقَلَت الغَبْراءُ مثلَ فلان، يعنون الأرض. وبنو غَبْراء: قوم يجتمعون على الشراب عن غير تعارف. والغَبْراء والغُبَيْراء: نبت تأكله الغنم. فأما هذا الثمر الذي يُسمّى الغُبيراء فدخيل في كلامهم.

والغُبْرَة: أرض تركبها الشجر. والتغبير: صوت يردَّد بقراءة وغيرها.

والغَرْب: دلو عظيمة. والغَرْب: خلاف الشرق. والغَرْب: بثرة تكون في العين تُغَذّي ولا تَرْقَأ. وغَرْب كل شيء: حدّه، وكذلك غُراب كل شيء.

وغَرْب الدمع: مَسيله. وأتاه سهم غرب وغرب، إذا جاءه من حيث لا يدري به.

وغَرَبَت الشّمسُ غُروباً.

والمَشْرِق والمَغْرِب: معروفان. والمَشرقان والمَغْرِبان: مشرِقا الصيف والشتاء ومغرِباهما. والمَشارق والمَغارب: مَشارق الشمس ومَغاربها لأنها كلَّ يوم تشرق من موضع وتغرب في موضع انقضاء السنة.

ويقال: غَرب الرجلُ تغريباً، إذا بَعُدَ، ومنه قولهم: أغْربْ عني، أي ابْعَدْ. ويقال: "هل من مُغَرِّبَةِ خبَرٍ"، أي هل من خبر جاء من بعد: وأحسب أن اشتقاق الغَريب من هذا، والمصدر الغرْبَة. وغارِبُ البعيرِ: ما انحدر من سَنامه إلى عُنقه.

وغارب كل شيء: أعلاه. والغُراب: الطائر المعروف، والجمع غِرْبان وأغرُب وغرْب وأغْرِبة. قال الشاعر:

ما لكمُ لم تدْرِكوا رِجْلَ شَنفرى

 

وأنتم خِفاف مثلُ أجنحة الغُرْبِ

والغُراب: حدّ السكّين والفأس. وغُراب كل شيء حده. قال الشَّمَاخ:

فأنحى عليها ذات حَدٍّ غُرابُها

 

عدو لأوساط العِضاهِ مُشارِزُ

والمُشارَزة: المعاداة والمخاشَنة. وغرابا الفرس والبعير: حَرْفا الوَرِكين المشرفان على الخاصرتين. قال الشاعر:

وقَربْنَ بالزُّرْق الجمائلَ بعـدمـا

 

تقوَّبَ عن غِرْبان أوراكها الخَطْرُ

تقوَب: تقشر. والقُوباء من هذا. ويسمَى البَرَد غُراباً لبياضه، وهو مأخوذ من المُغْرَب. والفرس المُغْرَب تتَّسع غرَّتُه في وجهه حتى تُجاوز عينيه وتبيضَ أشفارُه. وقيل للصبح مُغرَب من هذا. والرجل المُغْرَب: الذي يبياضّ شعر رأسه ولحيته من خِلْقَة لا من كِبَرٍ. والغِرْبِيب: الأسود، وأحسب أن اشتقاقه من الغُراب إن شاء الله. وعَنْقاءُ مغْرِبٍ: طائر، وليس بثَبْتٍ، غير أنهم يسمّون الداهية عنقاء مغرب. قال الشاعر:

لولا سليمانُ الخليفةُ حَـلـقَـتْ

 

به من يد الحَجّاج عَنْقاءُ مُغْرِبِ

والغَرَب: إناء من فضَة. والغَرَب: شجرة.

 

ب-ر-ف

أهملت في الثلاثي.

 

ب-ر-ق

البَرْق: معروف، والجمع البروق. والسحابة بارقة، والجمع بوارق. وسُمّيت السيوف بارقةً وبوارقَ تشبيهاً بالبرق. وأبْرَقْنا نحن وأرْعَدْنا، إذا رأينا البَرْقَ وسمعنا الرعدَ. ويقال: بَرَقَ الرجل بَرْقاً، إذا تهدد. وإنك لتَبْرُق لي وتَرْعُد، إذا جاء متهدداً. وأنشد الأصمعي:

إذا جاوَزَتْ من ذاتِ عِرْقٍ ثَنـيَّةً

 

فقُل لأبي قابوسَ ما شئت فآرْعُدِ

وبَرِقَ الرجلُ يَبْرَق بَرَقاً، إذا شَخَصَ بطَرْفه مِن فَزَع أو عَجَبٍ. قال الشاعر:

ولو أن لقمانَ الحكيمَ تعرَّضَتْ

 

لعينيه مَيّ سافِراً كاد يَبْـرَقُ

وفي التنزيل: " فإذا بَرِقَ البصرُ". وبَرَقَ الشيءً بريقاً وبَرَقاناً، إذا لمع. قال الشاعر:

كأنَّ بَريقَه بَرَقان سَـحْـل

 

جَلا عن مَتْنِه حُرُض وماءُ

 

السحْل: الثوب الأبيض. والأبْرَق والبُرْقة والبَرْقاء واحد، وهي آكام فيها طين وحجارة. وجمع أبْرَق أبارِق، وجمع بَرْقاء بَرْقاوات وجمع برْقَة بُرَق. وجَبَل أبْرَقُ، إذا كان ذا لونين، سواد وبياض أو غير ذلك. ورجل بُرْقان، إذا كان برّاق البَدَن. والبَرَق: الحَمَل، أعجمي معرَّب. وبنو بارق: قبيلة من العرب.

وبارِق: موضع بالسَّواد قريب من الكوفة. وقد سمَّت العرب بارقاً وبُريقاً وبُرْقاناً.

وناقة بَروق، وهي التي تَشول بذنَبها، ليست بلاقح. ومثل من أمثالهم: " ما أطيق تَكْذابَك وتَأثامَك تَشول بلسانك شَوَلان البَروق ". قال الشاعر:

أم كيف ينْقعُ ما تُعطي البَروقُ به

 

رِئمانَ أنف إذا ما ضُنَّ باللبَـنِ

ويروى: العَلوق به. والبَرْوَق: نبت ضعيف يُغنيه اليسير من ندى الليل فينبت.

ومثل من أمثالهم: "أشْكَر من بَرْوَقَة ".

والبُراق: الدابَّة التي حُمل عليها النبي صلّى الله عليه وسلّم. اشتقاقها من البرْق إن شاء الله. وبَراقة: اسم. وامرأة برّاقة الجسم، أي صافيته. قال الشاعر:

برّاقةُ الجيد واللَّبّاتِ واضحة

 

كأنها ظَبية أفضَى بها لبب

والبُرْقان من الجراد: التي تستبين فيه خطوط سود وحمر. والبَقَر: معروفة، من الأهلي والوحشي. وجمع البَقر باقِر وبقير وبيْقور. قال الشاعر:

ما لي رأيُتك بعد أهلكَ موحِشاً

 

قفْراً كحوض البَاقِر المتهدم

وقال آخر:

عُشَر مّا ومثله سَلع مّـا

 

عائل مّا وعالتِ البَيْقُورا

قال أبو بكر: " ما" في هذا البيت صلة، وهي لغة ثَقَفيّة، وقد تكلم بها غيرهم. والسلَع: نبت؛ وعائل من قولهم: عالَني، أي أثقلَني. وقوله: عالت البيقّورا، أي أثقلت هذه السنةُ البيقورَ بالهُزال والضُّرّ. وقد قرىء: " إن البَقَر نَشابَهَ علينا " وإن الباقر تَشابَهَ علينا. وبَقِرَ الرجلُ، إذا فزع فلم يبرح. وبقَرْتُ البطنَ أبقُره بقراً، إذا شققته، فهو بَقير ومَبقور. والبَقيرة: خِرقة يُجعل لها جيب يلبسُها الصِّبيان، فكأنها قد بقرت، أي شُقَّت. وتبقَّر الرجلُ في المال، إذا اتّسع فيه، مثل تبحّر.

ولعِب الصبيانُ البُقَيْرَى، وهي لعبة، يبقرون الأرضَ ويجعلون فيها خبيئاً، وهو التبقير، ولاعبها المُبَقر. قال الشاعر:

أبَنَّتْ فما تنفكُّ حول مُتالِعٍ

 

لها مثل آثار المُبَقِّرِ مَلْعَب

أبنت: أقامت، ومُتالِع: جبل، وبَيْقَر: موضع، الياء فيه زائدة، هو مأخوذ من البَقْر، أي الشَّقّ. والبَيْقَران: نبت ذكره أبو مالك، لا أدري ما صحَّته.

وذكر بعض أهل اللغة أنه كان يقال فيما مضى: بَيْقَرَ الرجلُ، إذا خرج من الشام إلى العراق: وأنشدوا:

ألا هل أتاها والحوادثُ جَـمَّة

 

بأنّ امرَأ القيس بن تَمْلِكَ بَيْقَرا

وبَيْقَرَ الرجلُ، إذا عدا منكِّساً رأسَه خاضعاً. قال الشاعر:

فباتَ يَجتابُ شُقارَى كمـا

 

بَيْقَرَ مَن يمشي إلى الجَلْسَدِ

والجَلْسَد: صنم كان في الجاهلية. والرِّبْقُ: حُبيل يشدّ في عُنُق الحَمَل أو البَهْمة، والجمع أرباق، ويقال له الرِّبْقَة أيضاً. وبَهْم مرَبَّق، إذا قرن بالأرباق، والشاة مَربوق ورَبيق. وفي الحديث عن عمر: " حجّوا بالذُّرِّية لا تأكلوا أرزاقَها وتتركوا أرباقَها في أعناقها ". وقطعت رِبْقَةَ فلان، إذا كان في همّ ففرَّجت عنه. وأخرج فلان رِبْقَةَ الإسلام من عُنقه، إذا فارق الجماعةَ. والرَّقَبَة: معروفة. ورَقَبْتُ الرجلَ أرْقُبُه رِقْبَةً وارتقبته ارتقاباً، إذا انتظرته. وأعتقَ فلان رقبةً، إذا أعتقَ نسمة.

ورقبتُ الرجلَ والدابة، إذا طرحتَ في رقبته حبلاً. وأعطى من رَقَبَة ماله، أي من خالصه. وفككتُ رقبةَ فلان، إذا أطلقتَه من أسْره. والرقْبَى، مقصور في وزن فُعْلَى: أن يعطيَ الرجلُ داراً أو أرضاً رجلاً فإن مات قبله رجعتْ إلى وَرَثَته، وإنما سُمِّيت رُقْبَى لأن كل واحد منهما يراقب موتَ صاحبه.

والمَراقب واحدها مَرْقب، وهي المَرابي واحدها مَرْبأ، وهو موضع الرَّبيئة. والمَرْقَب من الجبل: الموضع الذي يقعد فيه الرَّبيئة، وجمعه مَراقب.

 

والرقيبة: كل ما استترتَ به لترميَ صيداً. ورجل رَقَبان ورَقَبانيّ: غليظ الرقبة. والأرْقَب: الغليظ الرَّقبة من الأسْد والرِّجال؛ رجل أرْقبُ وامرأة رَقْباءُ. والرَّقيب: النجم الذي ينوء من المشرق فيغيب رَقيبُه في المغرب.

والرقيب: الرجل المشرف على أصحاب المَيْسِر. قال الشاعر:

كمقاعد الرُّقَباء لـل

 

ضُرَباء أيديهم نَواهِدْ

ويروى: كمجالس الرقباء. ويقال: نَهَدَ بيده، إذا تناول بها.

وإنما سمِّي العَيوق رَقيب الثُّرَيّا تشبيهاً برقيب المَيْسِر. وذو الرُّقَيبة: أحد فرسان العرب. وأشْعَرُ الرقَبان: لقب رجل من العرب. والمرأة الرقوب: التي لا يعيش لها ولد. قال الشاعر:

باتَت على إرَم عَذوباً

 

كأنها شيخة رَقوبُ

والقبر: معروف، قبرت الرجلَ، إذا عفنته، وأقبرته، إذا أعَنْتَ على دفنه أو جعلتَ له موضعَ قبر. كذا فسر أبو عبيدة في قوله جل ثناؤه: " ثُمَّ أماتَهُ فاقْبَرَه "، يريد أنه ألهمَ تبارك وتعالى كيف يُدفن الميت ببعث الغراب إلى ابن آدمٍ الذي قتل أخاه. قالت بنو تميم للحَجاج، وكان قتل صالحاً وصلبه: " أقْبِرْنا صالحاً "، فقال: " دونَكُموه "، أرادوا: إيذنْ لنا أن نقبره. هذا صالح بن عبد الرحمن مولى لبني سعد ثم لبني الذيال، وبنو الذيّال: البطن الذي منهم عمرو بن جُرْموز، وهو الذي نقل ديوان العراق من الفارسية إلى العربية. وأرض قَبور: غامضة.

ونخلة قَبورٌ وكَبوس: التي يكون حملُها في سَعَفها.

والمَقْبَرة والمَقْبُرة والمَقْبَر: موضع القبور، والجمع مَقابر. وقَرُبَ الشيء قُرباً: ضد البعد. ويقال: قَرُبْتُ من فلان قُرباً، وتقرَّبت تِقِرّاباً وتَقَرُّباً.

وقريب الرجل: مدانيه مِن نَسَب أمّ أو أب، والجمع قَرابة وقُرَباء وأقْرِباء.

ومثل من أمثالهم: "دون كل قُرَيْبَى قُرَيْبَى ". وقَرابِين الملك: خاصّته، الواحد قُرْبان. قال الشاعر:

وما لي لا أحِبهمُ ومنهم

 

قَرابِينُ الإله بنو قُصَيِّ

أي أنهم أولياء الله تبارك وتعالى. والقِرْبة: معروفة. وقِراب السيف: جِلد يكون فيه وليس بالغِمد، والجمع قُرُب. قال الشاعر:

يا رَبةَ البيتِ قومي غيرَ صاغِرةٍ

 

ضُمي إليك رِحالَ القوم والقُرُبا

وقربتِ الإبل الماء إذا طلبته، فهي قوارب وأهلها مُقْرِبون. وليلة القرَب: ليلة طلب الماء. قال الشاعر:

يقاسون جيشَ الهُرْمُزان كأنهم

 

قواربُ أحواض الكُلابِ تَلوبُ

أي تحوم على الماء؛ لاب يلوب وحام يحوم، إذا دار حول الماء.

وشاة مُقْرِب، إذا دنا وِلادُها. وفرس مُقرَبة والجمع مُقْرَبات، وهي التي تُدنَى وتُقرب ولا تُترك أن ترود، وإنما يُفعل ذلك بالإناث خاصة لئلا يَقْرَعَها فحل لئيم.

وقرّب الفرسُ تقريباً، وهو تقريبان: التقريب الأدنى، وهو الإرخاء؛ والتقريب الأعلى، وهو الثعْلَبية. وقرب الفرس تقريباً، وهو دون الحُضْر. وقالت هند بنت عُتْبَة:

لَنَهْبِطَـن يَثْـرِبَـهْ

 

بغارةٍ منشعِـبَـهْ

فيها الخيولُ المُقْرَبَهْ

 

كل جوادٍ سَلْهَبَـهْ

والمُقْربَة: المُكْرَمَة. وقُرْب الفرس: كَشْحُه، وهو الخَصْر، والجمع أقراب. وتقول: هذه الدراهم قُراب مائة. وإناء قَرْبان، إذا قاربَ أن يمتلىء. وما له عند الله قُرْبَة، أي شيء يقرِّبه منه. والقُرْبان: الأضاحيّ. وكل ما تُقَربُ إلى الله فهو قُرْبان. وقارِبُ السفينة: معروف، وهو الصغير الذي يتبعها. وقُرْبان الملك: قَرابته، والجمع قَرابين. قال الأعشى:

كأنّك لم تشهد قرابينَ جَمَّةً

 

تَعيث ضِباع فيهمُ وعَواسلُ

وقُراب كل شيء: ما قارب الامتلاءَ. وفي الحديث: " يقول الله تعالى: لو أتاني ابنُ آدم بقُراب الأرض خطايا تلقَّيتُه بقرابها مَغْفِرَةً ما لم يُشرك بي شيئاً".

والمَقْربة: القَرابة، هكذا قال أبو عُبيدة.

 

ب-ر-ك

البَرْك: إبل الحيّ بالغاً ما بلغت. قال الشاعر:

إذا شارِف منهنّ قامت فرَجَّعَتْ

 

أنيناً فأبكَى شَجْوُها البَرْكَ أجمعا

والبُرَك: طائر. قال الشاعر:

حتى استغاثتْ بماء لا رِشاءَ له

 

من الأباطح في حافاته البُرَكُ

يعني ضرباً من الطير استغاثت من الصَّقر فجاءت إلى ماء مُلتجِئاتٍ إليه.

والبرك: الصَّدر، فإذا أدخلت فيه الهاء كسرتَ الباءَ فقلت: بِرْكَة. قال الشاعر:

بذي البِرْكة كالتابو

 

تِ والمحْزِم كالقَرِّ

وكان أهل الكوفة يلقّبون زياداً: أشْعَرَ بَرْكاً.

والبَرَكة: معروف. ويقال: لا بارك الله فيه، أي لا نَمّاه. فأما قولهم: بارَك الله لنا في الموت فمعناه: بارك الله لنا فيما يؤدِّينا إليه الموت. وقد تكلَّم قوم في قولهم: "تباركَ اللّه " ففسَّروه العُلُوّ لأن البَرَكة في الشيء النَماء بعد النقصان، وهذه صفة منفيّة عن الله عزّ وجلّ؛ وقال آخرون: " تبارك الله " كأنه تَفاعَلَ من البَرَكة وليس من النماء، وإنما هو راجع إلى الجلال والعظمة. " وتبارك " لا يوصف به إلا الله تبارك وتعالى، ولا يقال: تبارك فلان في معنى جلَّ وعَظُمَ؛ هذه صفة لا تنبغي إلّا للّه عزّ وجلّ. وذكر أبو زيد أنه سمع أعراب قيس يقولون: ما أبركَ هذا الطعامَ، أي ما أنماه. وذكر أبو مالك أنه سمع: طعام بَريك، في معنى مبارك.

وبَرَكَ البعير يَبْرُك بُروكاً، وهو أن يلْصِق بَرْكَه بالأرض. والبَراكاء: الثَّبات في الحرب، كأنهم بركوا فيها. قال الشاعر:

ولا يُنْجي من الغَمَرات إلّا

 

بَراكاءُ القتال أو الفِرارُ

ويقال في الحرب: بَراكِ بَراكِ، أي أبْرُك. وتبْراك: موضع، بكسر التاء لأنه اسم ليس بمصدر. قال مرّار:

أعرفتَ الدار أم أنكرْتَها

 

بين تِبْراكٍ فشَسيْ عَبَقُر

وابتركَ الدابةُ، إذا انتحى على أحد شِقَيه في عَدوه. وابترك الصَّيقلُ، إذا مال على المِدْوَس في أحد شِقَّيه. والبُرَيْكان: أخَوان من فرسان العرب، قال أبو عبيدة: هما بارِك وبَريك. والبُرَك الصُّرَيميّ: الذي أراد أن يقتل معاويةَ. وعوف البُرَك: أحد فرسان العرب وهو الذي يقال له: " لا حُرَّ بِوادي عَوْف ".

والبَكْر: الفتيّ من الإبل، والأنثى بَكْرَة، والجمع بَكْرات وبِكار وبِكارة، وقد يُجمع البَكْرة من الإبل: بَكَرات. وجارية بِكر من جوارٍ أبكار.

وبكَّر الرجلُ في حاجته تبكيراً وأبكر إبكاراً وبَكَرَ بُكوراً. قال الشاعر:

أمِن آل نُعْم أنتَ غاد فمُبْكِرُ

 

غَداةَ غدٍ أم رائح فمهجِّرُ

وقال آخر:

يا عمرُو جيرانُكم باكِـرُ

 

فالقلبُ لا لاهٍ ولا صابرُ

وصف الجمع بواحد. والباكورة: النخلة المعجِّلة، وكذلك سائر الشجر.

ويُجمع البَكْر من الإبل في أدنى العدد أبْكُراً وبكْراناً. والبَكْرَة: المَحالة الصغيرة، وبه سُمِّى أبو بَكْرَة لأنه انخرط عن بَكْرَة من سور الطائف فجاء إلى النبيّ صلَى اللّه عليه وسلَم فكُني أبا بَكْرَة. وقد سمَّت العرب بَكْراً ومبكِّراً وبُكَيراً.

وفي العرب أحياء يُنسبون إلى بكر: بكر بن وائل، وبكر ابن سَعد بن ضَبَّة وغيرهما. ويقال: رَبَكْتُ الطعامَ أربُكه رَبْكاً، إذا خلطته؛ وكذلك لَبَكْتُه لَبْكاً سواء. ومثل من أمثالهم: " غَرْثان فآرْبُكوا له "، وقالوا أيضَاً: فآلْبُكوا له.

ورَبك الرجلُ وارتبك، إذا اختلط عليه أمرُه. ويقال: رمى فلان فلاناً برَبيكة، أي بأمر ارتبكَ عليه، أي اختلط. والجمع الربائك.

ورجل رَبكٌ: ضعيف الحيلة. والرَّبيك: أول جُرعة يشربها المولود.

والرَّبيك: سَمْن وتمر يُمرسان بخبز فيُطعَمهما الصبيُ إذا قلَّ لبن أمّه. قال أبو الدُّهيم العَنْبَري:

فإن تَجْزَع فغيرُ مَلُوم فِعْـلٍ

 

وإن تصبِرْ فمِن حُبُكِ الربيكِ

ويروى: فمن حب الربيك، أراد بقوله " حبُك " ما تَحَبَّك من الشحم في بطنه، أي ما عقده الرَّبيكُ في بطنك من الشحم. والرَّبيكة واللَّبيكة: دقيق يُخلط بأقِطٍ وسمن.

ويقال: ركب الرجلُ يركب رُكوباً. والرِّكاب: المطيّ، لا واحد لها من لفظها.

وما لفلان حَمولة ولا رَكوبة، أي ما يَحْمِل عليه وما يركبه. ورَكوبة: ثنية معروفة صعبة سلكها النبيّ صلَّى اللّه عليه وسلَّم. ومن ذلك قولهم: كَر في رَكوبة، أي عَسر. والرَّكْب: القوم الرُّكْبان، والجمع الرُّكوب، مثل شَرْب وشُروب.

والأرْكوب أيضاً: القوم الرُّكّاب، والجمع أراكيب. قال أبو مالك: لا يقال أرْكوب إلا في رُكبان الإبل خاصةً، والجمع أراكب. ورِكاب السَّرْج: معروف.

ومَركوب: موضع معروف بالحجاز قريب من الطائف. قال الشاعر:

أبْلِغْ بني كاهل عني مُغَلْـغَـلَة

 

والقومُ من دونهم سعياً ومركوبُ

والركبة: معروفة. ورَكَبْتُ الرجلَ أرْكُبُه، إذا ضربته بركبتك.

والركَبان: أصلا الفَخِذين اللذان عليهما لحم الفَرْج من الرجل والمرأة.

وكل شيء أثبتَّه في شيء فقد ركّبته، نحو السِّنان في الرمح وغيره.

وفرس أرْكَبُ والأنثى رَكْباءُ، إذا عظُمت رُكبتُهما، وهو عيب.

ورَكيب الرجل: الذي يركب معه، مثل أكيلِه وشَريبِه.

وناقة رَكْبانة حَلْبانة: تصلح للركوب والحلب. قال الراجز:

ركْبانةٍ حَلْبانةٍ صَفُـوفِ

 

تَخْلِطُ بين وَبَرٍ وصوفٍ

الصَّفوف، بالصاد، تملأ المِحْلَبين، وضَفوف، بالضاد المعجمة، أرادنها تحلب ضَفا باليدين. وأركَبَ المهْر إركاباً، إذا أمكن أن يُركب. ورجل مركَّب، إذا استعار فرساً يقاتل عليه فيكون نصف الغنيمة له ونصفها لصاحب الفرس.

وقد جمع راكب ركباناً مثل صاحب وصحبان، وراكب ورُكّاب مثل عامل وعُمّال.

والرّاكبة: فَسيلة تتعلَّق بالنخلة لا تبلغ الأرض، والجمع رَواكب. فأما قول العامة رَكَّابة فخطأ. والكِبَر ضد الصِّغَر. كَبِرَ يَكْبرُ كِبَراً إذا أسن، وتكبّر إذا تعظم.

وكبْر الشيء: معظمه. وقد قُرىء قوله جلّ وعز: والذي تولَى كُبْرَه منهم له عذاب عظيم ". ورجل كبير وكُبار، كما قالوا طويل وطُوال. قال الشاعر:

كحَلفةٍ من أبي رياح

 

يَسمعُها لاهُهُ الكُبارُ

وكُبّار في وزن فعّال، وهي لغة يمانية: أهل اليمن يسمّون الرجل الكبير كُبّاراً. وذو كُبار: رجل منهم. قال: وسمعت رجلاً يقول: أم شَيْخ أم كُبّار ضَرَبَ رأسَه بالعَصَوْ، أي بالعصا.

وأكبرت الشيءَ أكبره إكباراً، إذا عالم في صدرك وعجبت منه. وكذا فسر في التنزيل: "فلمَّا رأينَه أكبَرْنَه "، فهذا معنى الإعظام، والله أعلم. قال أبو بكر: قال بعض المفسرين: أي حِضْنَ، وهذا شيء لا يُعرف في اللغة. وقوله جل ثناؤه: لَخَلْقُ السمواتِ والأرض أكبرُ مِن خَلْق الناس "، أي أعْجَبُ إن شاء الله.

والكبْرى أنثى أكبر، وجمع الكُبْرى الكُبَر، وجمع الأكبر أكابر. والتكبير في الصلاة وغيرها: تفعيل من قولهم: الله أكبر. وبلغ فلان الكِبَرَ في السن، وعَلَتْه كَبْرَة. بفتح الكاف. والكَبيرة من الذنوب، والجمع كبائر، من قوله جلّ وعزّ: " إن تجتنبوا كبائرَ ما تُنْهَون عنه ". والكَرْب: الغمّ، معروف. وكَرَبني الأمرُ، أي بَهَظني، وكأن الكَرْب أشدُّ من الغمّ. وكَرَبْتُ الدلوَ أكربها كَرْباً وأكربتها إكراباً فهي مُكْرَبة، إذا شددت بها الكَرَب، وهو أن تشَد طرف الرِّشاء بالعِناج. والعِناج: الحبل الذي يُشدّ في العَراقي فيكون أخذها للماء أقلَّ. وزعموا من ذلك عَنَجْتُ البعيرَ، إذا عطفت عليه رأسَه إليك بخَطامه. قال الشاعر:

قوم إذا عَقدوا عَقْداً لجـارهـمُ

 

شَدوا العِناج وشَدّوا فوقه الكَرَبا

والكَرَبُ. كَرَب النَّخل، وهو أصول السَّعَف الذي يسمَّى بالفارسية دفّوج.

والكُرابة: التمر الذي يُلتقط من أصول الكَرَب بعد الجَداد. والكَريب: الكعب من القَصَب أو القنا. ويقال: وظيف مُكْرَب، إذا امتلأ عَصَباً.

وكرَبَ الأمرُ فهو كارب، إذا قَرُبَ. قال الشاعر:

أجبَيْل إنّ أباك كـارِبُ يومِـه

 

فإذا دُعيتَ إلى العظائم فآعْجَل

وأنشد الأصمعي: كارِب يومِه، ويُروى: كارَبَ يومَه، أي قارَبَه. قال أبو بكر: يخاطب رجلاً اسمه جُبيل أو امرأة يقال لها جُبيلة.

ويقال: كَرَبْتُ بين وظيفي الحمار أو الجمل، إذا دانيت بينهما بحبل أو قيد. قال الشاعر:

فآزْجُرْ حمارَكَ لا يَرْتَعْ برَوضتنا

 

إذا يُرَدُّ وقَيْدُ العَيْرِ مَـكـروبُ

وأبو كَرِب: ملك من ملوك حِمير، وكذلك مَلْكِي كَرِب، وقد فّسَرناه في كتاب الاشتقاق. وقد سمّت العرب كَرِباً. قال الشاعر:

كَرِبُ بن صفوانَ بن شِجْنَةَ لم يَدَعْ

 

من مالكٍ أحداً ولا من نَهْـشَـل

وسموا دريباً ومَعْدِيكَرِب. وكَرَبْتُ الأرضَ أكرُبها كَرْباً وكِراباً، إذا أثَرْتَها للزرع.

وقد اختُلف في المثل الذي يقال فيه: "الكِرابُ على البقر "، فقالوا: إنما هو الكلاب على البقر، ولا أدري ما صحته.

ويقال: كَرَبْت أفعل كذا وكذا.

ويقال: هذه الغنم قُراب مائة وكُراب مائة. فأما قَرْبان وكَرْبان فهو ما قارب الامتلاءَ.

 

ب-ر-ل

بَرْأل الحُبارَى، إذا نثر برائلَه لفزع أو لقتال. وبَرائله: الريش الذي في عنقه، وكذلك هو من الديك أيضاً. ورَبَلَتِ المرأةُ، إذا كثُر لحمُها وغلُظ، وكذلك رَبَلَ بنو فلان، إذا كثروا.

والربْلَة والرَّبَلَة: كل لحمة غليظة. قال المستوغر بن ربيعة، وبذلك سُمِّي المستوغرُ مستوغراً:

يَنِشُّ الماءُ في الرَّبَلات منـهـا

 

نَشِيشَ الرضْف في اللبن الوَغيرِ

الرِّضْف: الحِجارة التي تُحمى وتُلقى في اللبن. والوغير هو الذي قد طُرح فيه حجارة محْماة، مأخوذ من وَغَر الهابرة، أي من شدة حَرّها.

وتَرَبل الشجر، إذا تفطّر بورق أخضر في آخر الصيف ببرد الليل، واسم ذلك الورق الربْل. ويقال: خرج الناس يتربَّلون، إذا خرجوا يَرْعَون ذلك. ويُجمع الربْل رُبولًا. ورَبَلَت الأرض وأربلت، إذا أنبتت الرَّبْل.

وقال بعضُ أهل العلم: إنما سُمِّي الأسد رئبالاً لتربُّل لحمه وغِلَظه، والياء فيه زائدة. وقال آخرون: بل الرِّئبال الذي تلده أمُّه وحده، وبه سُمِّيت رَبائل العرب الذين كانوا يَغْزُون على أرجلهم وحدَهم، نحو أوفَى بن مَطَر وسُلَيْك بن السُّلَكَة وتأبّط شراً والشَّنفرى بن مالك ونظرائهم؛ كذا قال أبو عُبيدة.

وقد سمَّت العرب رَبالاً، وهو مشتقّ من الرَّبْل.

 

ب-ر-م

البَرَم: الذي لا يأخذ في الميسر، والجمع الأبرام، وهو عيب.

والبرَم: ثمر العُلَّف، والعُلَّف: ضرب من شجر العِضاه. والبَرَم أيضاً: الذي يتبرَّم بالناس، رجل بَرَم ورجال إبرام، وضدّه يَسَر ورجل أيسار. قال الشاعر:

وأيسارٌ إذا الأبرامُ أمسَوا

 

لتَعْثانِ الدواخن آلِفينـا

والبرام: القراد. قال كعب بن زهير:

فصادَفَ ذا سَلوةٍ لاصِقـاً

 

لُصوقَ البُرام يظنُّ الظُّنونا

والبْرمة والجمع بُرْم وبُرَم وبِرام: قدور من حجارة معروفة.

قال الشاعر:

ألْقَوا إليك بكـل أرمـلة

 

شمطاءَ تحمل مِنْقَعَ البُرْم

المِنْقَع: تَوْرٌ من الحجارة.

وأبْرَمْت الأمرَ إبراماً، إذا أحكمته. وأبرَمْتُ الأمرَ فهو مُبرَم. والإبرام: خلاف النقض. وفي التنزيل: " أم أبرَموا أمراً فإنّا مُبْرِمون ".

والبَريم: خيط يُفتل من صوف أبيض وأسود يُشَدّ على أحقِي الصِّبيان يُدفع به العين. وتبرمت بالشيء تبرُّماً، إذا استثقلته. والرَّجل المبْرِم: الذي يثقل على قلبك، وهو مأخوذ من إبرام الحبل أيضاً، كأنه قد ضيق عليك.

وقطيع بَريم، إذا كان فيه خِلْطان: ضَأن ومعْزى. وكل لونين اجتمعا فهو بَريم مثل البياض والسَّواد وما أشبههما. قالت ليلى الأخْيَليّة:

يا أيها السّدَمُ المُلَوِّي رأسَه

 

ليقودَ من آل الحجاز بَرِيما

ب-ر-ن

الأرنب: معروفة. وأرنبة الأنف: طرفه. والمَرْنب: فأرة في عِظَم اليربوع قصيرة الذَّنَب. والثياب المَرْنَبانية: أكسِية تُصنع بالشام. وقد رُوي بيت النابغة:

تَراهنَّ خلفَ القوم خزْراً عيونُهـا

 

جلوسَ الشيوخ في مُسوك الأرانبِ

ويُروى: ثياب المرانب. فأما الرَّبنُ فلا أعرف مه إلا الرًّبّان. ورُبّان كل شيء: أوله. قال الشاعر:

وإنما العيشُ برُبّـانـه

 

وأنتَ من أفنانه مفتفِرْ

أي من أوله. فأما قول رؤبة:

مسَرْوَلٍ في آلِهِ مرَبَّنِ

ويروى مُرَوْبَن، فإنما هو فارسيّ معرَّب؛ أراد الرّابِنان، وأحسبه الذي يسمى الرّان. والرّبّان: صاحب سُكّان المرْكب البحري، ولا أدري مما أُخذ إلاّ أنه قد تُكلم به. والنبْر: ارتفاع الشيء عن الأرض؛ يقال: نَبَرْتُه أنبره نَبْراً، أي رفعته. ومنه اشتقاق المِنْبر. وسُمِّي الهمز في الكلام نَبْراً لعلوّه على سائر الكلام.

فأما الأنبار من الطعام ففارسي معرب، وإن كان لفظه دانياً من لفظ النبر.

والنِّبْر: ضرب من الذّباب يلسع الإبل فينتبر موضعُ لسعه، والجمع الأنبار. قال الراجز:

كأنَّها من بدن واسـتِـيفـار

 

جَرَّتْ عليها دارجاتُ الأنبارْ

ورجل ذو نيْرب، أي ذو نمْيمة، وأصله فيما يزعم بعض أهل اللغة من النرْب، والياء فيه زائدة. وربّما سُمِّيت الداهية نَيْرَباً.

 

ب-ر-و

بَرَوْتُ العود والقلمَ بَرْواً وبريْتُه برْياً، والياء أعلى. وبَرأ من المرض برأً، وقد قالوا برِىء برْأً أيضاً، والمصدر فيهما البرْء سواء. والبور: مصدر بار الشي يبور بَوْراً، إذا هلك. والرجل بُور، أي هالك، الواحد والجمع فيه سواء. وفي التنزيل: " وكنتم قَوماً بوراً ". ودار البَوار: دار الهلاك. قال الشاعر:

يا رسولَ المَليك إنّ لساني

 

راتق ما فتَقْت إذ أنا بُورُ

أي فاسد هالك، يعني أن لسانه يصلح ما أفسد، وكان هجا رسولَ الله صلَّى اللهّ عليه وسلُّم، فلما أسلم اعتذر إليه. ويقال: حائر بائر دائر. ويقال: بارت السُّوق، إذا أفرط رُخْصُ سلعها. ويقال: برْت الناقةَ على الفحل أبورها بَوْراً، إذا عرضتها عليه لتعلم ألاقح هي أم حائل. قال الشاعر:

بضرب كآذان الفِراء فُضولـه

 

وطعن كإيزاغ المَخاض تَبورُها

ويُروى: فُصوله. والفِراء: حمير الوحش، الواحد فَرَأ، مهموز مقصور، والجمع ممدود. والربو: مصدر ربا الشيءُ يربو رَبْواً، إذا ارتفع. وكذلك ربا جلده رَبْواً، إذا ورم وأصابه ربو من مشي أو عَدْو إذا علت أنفاسه.

والربْو والربوة والرَّباوة واحد، وهو العلوّ من الأرض. وقد قالوا ربوة وربوة. وقد قرئ: " إلى ربوة" وإلى ربوة؛ فأمّا ربوة فقرأ به ابن عبّاس، وأمّا رَبوة فلا أدري قرىء به أم لا. وقال بعد ذلك: قد قرئت بثلاثة أوجه.

والرَّوب: مصدر راب اللبن يَروب روباً ورؤوباً ورَوَباناً، إذا خَثَرَ. والروبة: القطعة من الأرض، غير مهموز. والروبة: جمام الفحل. والرُّوبة، الحاجة. يقال: قضيت روبة أهلي. والرؤبة مهموز، تراه في موضعه إن شاء اللّه. والوَبر: وبَر البعير. والوَبْر: دُويْبة أصغر من السِّنور طَحلاء اللون لا ذَنَبَ لها تَرْجن في البيوت، وتُجمع على وَبْر ووِبار. ووَبارِ، مبني على الكسر: موضع قد غلبت عليه الجنّ، هكذا تقول العرب. قال الراجز:

حَذارِ من أرماحنا حَـذارِ

 

أو تجعلوا من دونكم وَبارِ

وبَنات أوبَرَ: ضرب من الكَمْأة صِغار رديء. قال الشاعر:

ولقد جَنيتك أكْمؤاً وعَساقِلاً

 

ولقد نهيتكَ عن بناتِ الأوْبَرِ

جنيتك: يعني جنيت لك. والعساقل: ضرب من الكَمْأة.

والوبْر: أحد الأيّام السبعة التيِ ذكرتها العرب في آخر أيام الشتاء. قال الشاعر:

كسِعَ الشتاءُ بسبعةٍ غُبـرِ

 

أيّام شَهْلتِنا من الشَّهـرِ

فبآمر وأخيهَ مـؤتَـمِـرٍ

 

ومجلِّلٍ وبمُطفىء الجَمْرِ

فإذا مضتْ أيّام شَهلَتِـنـا

 

بالصِّنً والصِّنَّبْرِ والوَبْرِ

ذهب الشتاءُ مودِّعاً هَرَباً

 

وأتتك واقدة من الجَمْـرِ

وليس أسماء أيام العجوز من كلام العرب وإنما هو مولَد. وقد سمَت العرب وَبْراً ووَبْرَة. ويقال: ما بالدار وابر، أي ما بها أحد. ووَبرتِ الأرنبُ توبيراً، إذا مشت على شعر قوائمها لئلا يقَصَ أثَرُها. وورِب جوفُ الرجل يَوْرَب وَرَباً، إذا فَسَدَ من داء يصيبه، والجوف وَرِث يا هذا، والاسم الوَرب ويُجمع أوراباً. والأوراب: الفُروج بين الضّلوع، الواحد وَرْب، عن أبي مالك. والمواربة: المكاتمة والمخادعة؛ وارَبَه مواربةً ووِراباً. ومثل من أمثالهم: " مواربة الأريب عناء ".

 

ب-ر-ه

مرت بُرْهَة من الدهر، والجمع بُرْهات وبرَه. والبُرَة: الحلقة التي تُجعل في حِتار أنف البعير، والجمع بُرًى وبُرِين وبِرِين. وكل حلقة بُرَة، مثل الخَلخال والسِّوار.

فأما حَلَقُ الدِّرع وما أشبهها فلا يقال لها بُرين. والبْرأة، بالهمز: ناموس الصائد، والجمع بُرَأ، مهموز مقصور. قال الشاعر:

فأوْرَدَها عيناً من السيف رَيَّةً

 

به بُرَأ مثلُ الفَسيل المكمَّـم

وأبْرَهَة: اسم أعجمي، وقد سمَّت به العرب. وبهره الأمرُ يبهَره بَهْراً، إذا غلبه. ومن ذلك قيل: بهَرَ القمرُ النجومَ، إذا غلبها بنوره، والقمر باهر.

ويقول الرجل للرجل: بَهْراً لك، كأنه يدعو عليه بالغَلَبَة. قال عمر بن أبي ربيعة:

ثمّ قالوا تحِبُّها قلـتُ بَـهْـراً

 

عدَدَ القَطْر والحصى والتراب

قال الأصمعي: كنت أحسب أن قوله بهراً من الدعاء عليه، فسمعت رجلاً من أهل مكة يقول: معنى قوله بهراً أي جَهْراً لا أكاتم. وبُهِرَ الرجلُ فهو مبهور، إذا أصابه البُهْرُ، وهو تنفُّس في عَقِب عَدْوٍ، والرجل بَهير ومبهور. قال الأعشى:

إذا ما تأبى تـريدُ الـقِـيامَ

 

تَهادىَ كما قد رأيتَ البَهيرا

والبُهار: اسم واقع على شيء يوزن به نحو الوَسْق وما أشبهه، وهو معرَّب، وقد تكلمت به العرب. قال الشاعر:

بمُرتجِز كأن علـى ذُراه

 

كَعِير الشام يَحْملن البُهارا

والأبْهَران: عِرْقان في الظهر. وفي الحديث عن النبي صلى اللهّ عليه وسلم: "ما زالت أكلَة خيبر تُعادّني فالآن أوان انقطاع أبْهَري ". قال أبو بكر: تعادُّني من العِداد، وهو مثل عِداد الملدوغ الذي يعاوده مرض في كل سنة من اللَدغ. يقال: عادهَّ الداءُ معادةً وعِداداً. قال الشاعر:

ألاقي مِن تذكُّرِ آل ليلـى

 

كما يَلْقَى السليمُ من العِدادِ

ويقال رجل شديد الأبْهَر، إذا كان شديد الظهر. وبَهْراء: قبيلة من العرب ممدود، النسب إليه بَهْرانيّ، وإن شئت قلت: بَهْراويّ. وبُهْرَة كل شيء: وسطه؛ فرس عظيم البُهْرَة، إذا كان عظيم المَحْزِم. وبُهْرَة الوادي: وسطه.

ورَهِبَ الرجلُ يرهَب رَهْباً ورَهَباً، إذا خاف، ومنه اشتقاق الرّاهب. والاسم الرَّهْبَة. ومثل من أمثالهم: "رَهَبُوت خير من رَحَمُوتٍ "، أي تُرهب خير من أن ترحم. ويقال في هذا أيضاً: "رَهَبُوتَى خير من رَحَمُوتَى ".

والرهابة: عَظْم الصدر الذي تقع عليه القِلادة، والجمع الرَهاب.

وقد سمَّت العرب مرْهِباً من قولهم: رَهِبَ الرجلُ وأرهبتُه أنا.

وبعير رَهب: عريض العظام مشبوح الخَلْق. قال الشاعر:

ورَهْب كبُنيان الشآميّ أخلَقُ

ورَهْبَى: اسم موضع. قال الشاعر:

فَقَو فرَهْبَى فالسَّـلـيلُ فـعـاذِب

 

مَطافِيلُ عُوذِ الوَحْش فيه عواطفُ

وهَبَرْتُ اللحمَ أهبِره هَبْراً، إذا قطعته قِطَعاً كباراً، والواحدة هَبْرَة. ومنه سُمي الرجل هُبَيرة، كأنه تصغير هَبْرَة. وسيف هبّار وهابر: ينتسف القطعةَ من اللحم فيطرحها. والهِبْرِيَة: ما سقط من الرأس إذا سُرِّح، وهو الذي يسمَّى الحَزاز.

وأذُن مُهَوْبرة، إذا كان عليها شَعَر أو وَبَر. وبه سمِّي الرجل هَوْبَراً.

والهَبْر: مُشاقة الكَتّان في بعض اللغات. والهَبير: ما انخفض من الأرض واتّسع.

والهَبير أيضاً: موضع. وقد سمَّت العرب هَبّاراً وهابراً وهُبيرة. والهَرَب: معروف؛ هَرَب الرجل يهرُب هَرَباً، وهو الفِرار بعينه.

والهُرْب لغة يمانية؛ يقولون: ضربه فبدا هرْب بطنه، أي ثَربُه. قال ابن دريد: الثَّرب ما كان على كَرِش الشاة من الشحم، ومن الإنسان شحم بطنه.

وقد سمَّت العرب مُهْرِباً وهرّاباً.

 

ب-ر-ي

البَرْيُ، بَرْيُ العود: معروف، بَرَى العودَ يَبريه بَرْياً. والريب: الشكّ، من قوله جلَّ وعزَ: " لا رَيبَ فيه ". والرَّيب: التُّهمة. رابني يَريبني رَيْباً وأرابني يُريبني، وقد فصل قوم بين هاتين اللغتين فقالوا: أرابني إذا علمت منه الريبة، وأرابني إذا ظننت ذلك به. قال خالد بن زهير:

يا قَوْم ما بالُ أبي ذؤيبِ

 

كنتُ إذا أتوْته من غيبِ

يَشَمُّ عِطفي ويَمَسُّ ثوبي

 

كأنني أرَبْتُـه بـرَيْبِ

ورَيب الدهر: صَرْفه.

وللباء والراء والياء مواضع في الاعتلال تراها إن شاء الله.

 

باب الباء والزاي

مع سائر الحروف

في الثلاثي الصحيح

ب-ز-س

 

أهملت، وكذلك حالهما مع الشين إلّا في قولهم: شَزَبَ الدابّةُ شزوباً، إذا ضَمَرَ، وهو دابّة شازِبٌ. والشَّنْزَب: الصلب الشديد من الدوابّ خاصةً، النون فيه زائدة. وكذلك حالها مع الصاد والضاد والطاء والظاء، إلّا في قولهم شَصَبَ، إذا يَبِسَ. والشَصائب: الشدائد، الواحد شَصِيبة.

 

ب-ز-ع

رجل بَزيع ظاهر البَزاعة، إذا كان خفيفاً لَبِقاً، ولا يوصف بذلك إلا الأحداث.

والزبْع: أصل بِنية التزبع، وهو سوء الخُلق وقلَة الاستقامة. ومنه قيل: رجل متزبَع: سيىّء الخُلق. قال الشاعر:

وإن تَلْقَهُ في الشَّرب لا تَلْقَ مالِكاً

 

على الكأس ذا قاذورةٍ متزبعـا

وأحسب أن الزوبعة اشتقاقها من هذا، وهي ريح تدور في الأرض لا تقصد وجهاً واحداً وتحمل الغبار. ومنه اشتقاق زِنْباع، النون زائدة. وزَعَبَ الوادي بالسيل، إذا امتلأ حتى يتدافع فيه. والزَّعْب: الدفع. والرمح الزاعبيّ: الذي إذا هُزّ اضطرب من أوله إلى آخره كأنه يَزْعَب. وفي الحديث: " وأزعَبُ لك زَعْبَة من المال "، أي دفعة. وزَعَبَ الرجلُ فَرْجَ المرأة، إذا ملأه ماءً. وذَكَرٌ أزعَبُ، إذا كان غليظاً.

وقد سمّت العرب زُعَيباً. ورجل عَزَب وامرأة عَزَب: التي لا زوجَ لها والذي لا امرأة له، الرجل والمرأة في ذلك سواء. والاسم من العَزَب العُزْبة. وتعزَّب الرجلُ تعزّباً، إذا ترك النكاح، وكذلك المرأة. وأعزبَ الرجلُ إبلَه، إذا أبعدها في المرعى، وعَزَبَتِ الإبلُ فهي عَوازب، وصاحبها مُعْزِب. وكل شيء بَعُدَ عنك فقد عَزَبَ. ويقال للرجل: " أين عَزَبَ حِلْمُك ". والإبل العوازب تسمَّى العَزيب.

وهِراوة الأعْزاب: فرس كانت معروفة في الجاهلية. والأزْعَب من الأوتار: الغليظ.

 

ب-ز-غ

بَزَغتِ الشمسُ تَبْزُغ بُزوغاً وبَزْغاً، إذا شَرَقَت. وبزّغ البَيْطارُ الدابَّةَ، إذا شرَطَ قوائمَه. والحديدة التي يُفعل بها ذلك: المِبْزَغ. وبَزِيغ: اسم فرس معروف من خيل العرب. ويقال: نجوم بوازغ، من قولهم: بَزَغَ النجمُ، إذا طلع. والبَغْز: أَصل بِنية الباغز، وهو المُقْدمِ على الفجور، زعموا، ولا أحُقُه.

والباغِز: موضع بعينه تُنسب إليه الأكْسِية والثياب، ولا أعرف ما صحَّته.

وقال قوم من أهل اللغة: الباغز: الراكب رأسه. وقال قوم: البَغْز: النشاط، وهو في الإبل خاصةً. قال ابن مقبل:

واستحملَ الشوقَ مني عِرْمِس سرحٌ

 

تَخالُ باغِزَها بالليل مـجـنـونـا

والزَّغَب: الريش الذي ينبت علىِ الفَرْخ قبل ريشه. والشَّعَر الضعيف زَغَب أيضاً، والواحدة زَغبَة. والزُّغْبَة: دوَيْبَّة صغيرة شبيهة بالفأرة. وقد سمَت العرب زُغْبَة وزُغَيباً. ويقال: ما أصابنا من فلان زُغابة، والزُّغابة أصغر الزغَب.

 

ب-ز-ف

أهملت في الثلاثي.

 

ب-ز-ق

بَزَقَ: لغة في بَصَقَ، وهو البُزاق والبُصاق. وزَبَقَ الرجلُ لحيتَه يَزْبقها ويَزْبِقها زَبْقاً، إذا نتفها، واللحية زَبيقة ومَزبوقة. وزابوقة البيت: زاويته.

والزابوقة: موضع قريب من البصرة كانت فيه الوقعة يوم الجمل أوَلَ النهار.

والزَئبَق: معروف، وهو الزاووق، وهو معرب؛ ودرهم مُزابَق. وطريق زَقَب: ضيّق، الواحد والجمع فيه سواء، طريق زَقَب وطُرُق زَقَب. قال الشاعر:

ومَتْلَفٍ مثل فَرْقِ الرأس تَخْلِجُه

 

مَطارب زَقب أميالُهـا فِـيحُ

وقال آخر:

زَقَب يَظلّ الذّئبُ يتبـع ظِـلـه

 

من ضِيق مورده استِنان الأخْلَفِ

والقَزْب: الصَّلابة والشّدة؛ قَزِبَ الشيءُ يَقْزَب قَزَباً، إذا صلب واشتدّ، لغة يمانية.

 

ب-ز-ك

أهملت في الثلاثي.

 

ب-ز-ل

بَزَلَ البعيرُ يَبْزُل بَزْلاً وبُزولاً، إذا فَطَرَ نابُه في تاسع سِنيه، والذكر بازل والأنثى بازل لا تدخلها الهاء. قال الشاعر:

قَصَرْنا عليها بالمَقِيظ لِقاحنا

 

رَباعِيَة وبازلاً وسَـديسـا

 

ويقولون: كان ذلك عند بُزوله وعند بَزْله. وقالوا: ناقة بزول، بمعنى بازل، وكذلك الجمل. وبَزَلْتُ الخمرَ وغيرَها بَزْلاً، إذا ثقبت إناءها واستخرجتها. والبِزال: الموضع الذي يخرج منه الشيء المبزول. ويقال: رجل بازل، إذا احتنكَ، تشبيهاً بالبعير البازل. والبَزْلاء: الداهية. ويقولون: فلان نهّاض ببَزْلاءَ، إذا كان مُطيقاً للشدائد ضابطاً لها. وتبزَّل الجسدُ، إذا تفطَّر بالدم. قال الشاعر:

سَعى ساعيا غَيْظِ بن مُرَّةَ بعدما

 

تَبَزلَ ما بين العشيرة بـالـدم

والزِّبْل: الرَّوث. وزَبَلْتُ الزرعَ أزبِله زَبْلاً، إذا سمَّدته. والمَزْبَلة: الموضع الذي يُطرح فيه الزِّبل. والزبيل من هذا اشتقاقه، كأنه فعيل معدول عن مفعول، كأنه جُعل فيه الزِّبل. وزُبالة: موضع بين مكَّة والكوفة. ويقال: ما أصبت من فلان زِبالاً ولا زُبالًا، أي لم أصب منه طائلاً. قال ابن مُقبل:

كريمُ النِّجارِ حَمَى ظَهْرَه

 

ولم يُرتزأ برُكوبٍ زِبالا

أي لم يُركب. والزِّبال: ما تحمله النملة بفيها. ولَبَزَ البعيرُ الأرضَ بيده لَبْزاً، إذا ضرب بها الأرضَ. ولَبَزْتُ الرجلَ، إذا ضربت ظهرَه بيدك. ولَبَزْتُ الرجلَ، إذا لقّبته، مثل نَبَزْتُه، سواء. واللَزَب: الضّيق. عام لَزْب ولَزِب؛ وماء لَزِب: قليل، ومياه لزاب؛ وكذلك عيش لَزِب، أي ضيّق. واللَزْبة: السنة الضيقة، والجمع اللَّزَبات. واللازب واللازم سواء، وكل شيء تداخل بعضه في بعض واختلط فقد لَزِبَ لَزَباً ولُزوباً. ومنه الطين اللازب، واللّه أعلم، من قوله جلّ وعزّ: "من طين لازب ". ويقال: ضربة لازب ولازم.

 

ب-ز-م

بزمْت الشيء أبزمه بزْماً، إذا عضضته بأطراف أسنانك. والبَزيم: ما يبقى من المرق في أسفل القدر إذا لم يكن فيها لحم، فإذا كان فيه لحم فهو الْثرتم. وقال قوم: بل هو الوزيم. وقالوا: البزيم: الخُوصة التي يشدّّ بها البقل. وأنشد في الوزيم:

يَجْمع في الوكر وَزيماً كمـا

 

يَجْمعُ ذو الوضْفة في المزْود

ويروى بَزيماً. الوفضة: الخريطة، والوزيم: ما تجمعه العقاب في وَكْرها. وقال آخر في الوزيم، بافي المرَق:

فتشْبِع مَجْلِس الحَيين لحماً

 

ويُخْبأ للإماء من الوَزيم

وقالوا: من البزيم.

 

ب-ز-ن

نبز

نبزْت الرجلَ نَبْزاً، إذا لقبته أو عبْته. وتنابزَ القومُ، إذا تعايروا ولقَب بعضهم بعضاً. وقد جاء فيه النهي في التنزيل، في قوله جل وعزْ: " ولا تَنابَزوا بالألقاب"، والله أعلم. والزبانَى: قرن العقرب، ولها زبانيان.

والزبْن: الدفْع? ناقة زَبون، إذا زبنت حالبَها فدفعته برجلها. ومن ذلك: حرب زبون تشّبيهاً بالناقة. وتزابن القوم، إذا تدافعوا.

وزعموا أن من هذا اشتقاق الزبانية، والله أعلم، الواحد زِبنيَة.

وحل فلان زِبناً عن قومه وزَبْناً، إذا تباعد عن بيوتهم. وقد سمت العرب زِبْناً ومُزابِناً. وقد سمّت زبّاناً، فإن كان الزبّان من الزّبْن فالنون غير زائدة، وإن كان من قولهم جمل أزَب فالنون زئدة. وزَبّان وزِبّان، بفتح الزاي وكسرها: اسمان.

وبنو زّبِينة: بطن من العرب. ونَزَبَ الظبيُ ينْزب نزْباً ونزيباً ونُزاباً، إذا صاح، وهو صوت الذكر خاصَة، والظَّباء نَوازب. واسم زَيْنب مشتق من زبنت الشيءَ، إذا نَخَسته بيدك، فَيعَل منه. وأتت امرأة النبيَّ صلى الله عليه وسلّم فقالت: " إن زينبَ أرسلتني "، فقال صلّى اللة عليه وسلّم: "أي الزّيانب "?

ب-ز-و

البَزْو من قولهم: رجل أبْزَى وامرأة بَزْواء، وهو دخول الظَّهر وخروج أسفل البطن. وأماتوا البَزْوَ، وقالوا: بَزا يبْزو. ويقال: بَزَوْتُ الرجلَ، إذا قهرته. قال الشاعر:

جاري ومولاي لا يُبْزَى حريمُهـمـا

 

وصاحبي من دواعي الشرِّ مصطحبُ

أي محفوظ. وبَزْوان: اسم رجل.

 

ب-ز-ه

البهْز: الضرب باليد أو بالرّجل. وقال قوم: بل بكلتا اليدين. وبه سمِّي الرجل بَهْزاً، وهو أبو بطن من العرب والهَوْزَب: الجمل المُسِنّ، الواو زائدة.

 

ب-ز-ي

لها مواضع في المعتلّ كثيرة تراها إن شاء الله تعالى.

 

باب الباء والسين مع باقي الحروف

في الثلاثي الصحيح

ب-س-ش

أُهملت إلاّ في قولهم: شَسَبَ مثل شَزَبَ. وكذلك سبيلها.

 

مع الصاد والضاد إلاّ في قولهم: شَصَبَ وشاصِب والشَّصائب: الشدائد، الواحدة شَصيبة. ويقال: شَصَبْتُ الشاةَ، إذا سلختها. قال الشاعر:

لحا الله قوماً شَوَوْا جارَهم

 

والشَّاةُ بالدِّرهمين الشَّصِبْ

هكذا يُروى هذا البيت، والشِّعر: ولا الشّاة بالدرهمين الشَّصِبْ. وشَصبَ، إذا يَبِسَ.

 

ب-س-ط

بَسَطْتُ الشيءَ أَبسُطه بَسْطاً، إذا مددته على الأرض. وتبسَّط الرجل على الأرض، إذا استلقى وامتدّ. والبِساط، بكسر الباء: ما بسطته. والبَساط، بفتح الباء: الأرض الواسعة. والبَسيطة: الأرض بعينها. يقال: ما على البسيطة مثل فلان. ويقال: فلان أبسطُ قومه باعاً بالمعروف، إذا كان أوسعهم رَحلاً. وناقة بِسْط والجمع أبْساط، وهي التي معها ولدها. قال الراجز:

يَدْفَعُ عنها الجوعَ كلَّ مَدْفَعِ

خمسون بِسْطاً في خلايا أربعِ

الخَلِيَّة: التي عطفوا ولدَها على غيرها وتخلَّى أهل البيت بلبنها. ويقال: ضربه حتى انبسط، أي تمدَّد. ورجل سِبْط الشَّعَر وسَبْط الشَّعَر: خلاف الجَعْد بيِّن السَّباطة والسُّبوطة من قوم سِباط. ورجل سَبْط اليدين وسَبِط اليدين، إذا كان جواداً. وامرأة سَبْطة الخَلْق وسَبِطة، إذا كانت رخصةً لينة. والسِّبط: واحد الأسباط، وهم أولاد إسرائيل، اثنا عشر سبطاً كلّ سِبْط قبيلة. هكذا فُسِّر في التنزيل، والله أعلم. وغلط العجاج أو رؤبة فقال:

فباتَ وهو ثابت الرِّباطِ

كأنّه سِبْط من الأسباطِ

بين حَوامي هَيْدَبٍ سَقّاطِ

أراد رجلاً، وهذا غلط. وقالوا: الحسن والحسين رضوان اللّه عليهما سِبْطا رسول اللّه صلّى عليه وسلَم، أي وَلَدُ وَلَدِه. والسَّبَط: ضرب من الشجر. والسُّباطة: الكُناسة. وفي الحديث أن النبي صلّى اللهّ عليه وآله وسلّم مال إلى سُباطة قوم. وقد سمّت العرب سابطاً وسُبيطاً. والسُّباطة: ما سقط من الشَّعَر إذا سرَّحته. ويقال: أخذتْ فلاناً سَباطِ، بكسر الطاء بلا ألف ولا لام، إذا أخذته الحمَّى، مثل حَذامِ وقَطامِ ورَقاشِ. قال الشاعر:

أَجَزْتُ بفتيةٍ بيض خِفافٍ

 

كأنهمُ تَمُلُّهُـمُ سَـبـاطِ

وسُوَيْبِط: رجل شهد بدراً مع النبي صلى اللّه عليه وسلّم. والطَّبَس: موضع بخُراسان، فارسي معرَّب، وقد جاء في الشعر. قال ابن أحمر:

لو كنتُ بالطَّبَسَـيْن أو بـأُلالةٍ

 

أو برْبَعِيصَ مع الجَنان الأسودِ

الجَنان هاهنا: كثرة الناس. يقول: أدْخُلُ في سواد الناس. وأنشد:

جَنان المسلمين أَوَدُّ مَـسّـاً

 

وإن جاوَزْتَ أسْلَمَ أو غِفارا

ب-س-ظ

أهملت.

 

ب-س-ع

السَّبُع: اسم يجمع السِّباع أُسودَها وذئابَها وغير ذلك وربما خُصَّ به الأسد. والجمع سِباع وأسْبُع في أدنى العدد. ويقال للذكر من السِّباع سَبْع وسَبُع، والأنثى سَبْعة وسَبُعة. وسَبَعْتُ الرجلَ عند السلطان وغيره أسْبَعُه سَبْعاً، إذا طعنت فيه. والسَّبْع من العدد: معروف. وكان القوم ستَّة فسبعتُهم أي صرت سابعهم، وكذلك سَدَسْتُهم أسْدُسهم وخَمستُهم أخْمِسهم ورَبعتُهم أَرْبَعهم وثَلثتُهم أَثلِثهم. وسُبْع الشيء: واحد من سبعة. والأُسبوع: معروف. وطُفْتُ بالبيت سَبْعاً وسُبوعاً، وجمع أسبوع أسابيع. ورجل مُسْبِع، إذا عاث السَّبُع في غنمه. وغلام مُسْبَع، إذا أهمل حتى صار كأنه سَبُعٌ، وذلك عنى الهذلي بقوله:

صَخِبُ الشَّوارب لا يزالُ كأنَّه

 

عَبْدٌ لآل أبي ربيعةَ مُسْـبَـعُ

والمُسْبَع: الدَّعيّ. قال الراجز:

إنَّ تميماً لم تُراضِعْ مُسْبَعا

ولم تَلِدْه أُمُّه مقنَّعا

وأرضٌ مَسْبَعَة: ذات سِباع. وبنو السَّبيع: بطن من العرب. وقد سمَّت العرب سبيعاً وسِباعاً. ومثل من أمثالهم: لأفعلن بك فِعْلَ سَبْعَة، بسكون الباء، قال ابن الكلبي: كان سَبْعَةُ رجلاً مارداً من العرب فأخذه بعضُ ملوكهم فنكَّل به، فصار مثلاً. وسُبِع المولودُ، إذا حُلق رأسه لسبعة أيام وذُبح عنده، وسَبَعْتُ الإناء، إذا غسلته سبع مرّات. قال أبو ذؤيب:

فإنك منها والتـعـذُّرَ بـعـدمـا

 

لَجَجْتَ وشَطَّتْ من فُطيمةَ دارُها

لَنَعْتُ التي قامت تسبِّع سُؤْرَهـا

 

وقالت حرامٌ أن يرجَّلَ جارُهـا

 

وأعطى رجل أعرابياً صلةً فقال: سَبَّعَ الله لك، أي أعطاك أجركَ سبعَ مرّات. وذلك قول الله عزّ وجلّ: "كمَثَل حَبة أنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابلَ في كل سُنْبُلَةٍ مائةُ حَبّةٍ". وسُبيعة بن غَزال: رجل من العرب له حديث، وَفَدَ على النبي صلّى الله عليه وسلَم وعلى أبي بكر رضي الله عنه.

والسَّعْب: كل ما تسعَّب من الشراب وغيره، وهو أن يتمطَّط. والسَّعابيب من قولهم: سالت سَعابيب فيه، وهو الرِّيق الذي يخرج من فم الصبي متمطِّطاً. وواحد السعابيب سُعْبوب.

وعَبس الرجلُ يَعْبِس عَبْساً وعُبوساً، إذا قطب وجهه وعبّس تعبيساً مثل عَبَرَ سواء. قال الشاعر:

يُحَيَّون بَسّامِين طَـوراً وتـارةً

 

يُحَيَّون عباسِين شُوسَ الحواجبِ

قوله شُوس من الشَّوَس، وهو النظر بمُؤْخِر العين نَظَرَ الغضبان. وقد سمَّت العرب عبّاساً وعابساً وعَبْساً وعُبيساً وبنو عَبْس: قبيلة منهم. والعَبَس: ضرب من النبت. قال أبو حاتم: يسمّى بالفارسية شابابَك، وعنه أيضاً: السِّيسَنْبَر. والعَنْبس: اسم من أسماء الأسد، والنون زائدة فيه، وهو من تقطيب الوجه. والعَبَس: ما لصق بأوراك الإبل من خَطْرها بأذنابها. قال جرير يصف امرأة راعية يقول إنه قد صار على يديها شبيه بالمَسَك من الوسخ من الخَطْر:

ترى العَبَسَ الحَوْليَ جَوْناً بِكُوعِها

 

لها مَسَك من غير عاجٍ ولا ذبْلِ

والعَسْب: عَسْبُ الفحل، يقال: أعطني عَسْبَ فحلك أي ماءه. وفي الحديث "نَهَى عن عَسْب الفحل"، أي لا يؤخذ لضِرابه كِراء هذا وجه الكلام. قال زهير:

ولولا عَسْبُه لَردَدْتموه

 

وشَر منيحةٍ أير معارُ

والعَسيب: عَسيب النَّخل، وهو السَّعَف قبل أن ييبس. ولا يسمَّى عسيباً حتى يُجْرَد عنه الخوص. وعسَيب الفرسِ: فَقار ذنَبه التي عليها منابتُ الهلْب، والهُلْب: شعر الذنب. وكان الأصمعي يقول: العَسيب: فِقْرَة من فِقَر الظهر فبذاك يُستدل على شدة متن الفرس أن يتمطى الرجل في عَسيبه فيجتذبه. وعَسيب: جبل معروف. قال الشاعر:

أجارتَنا إنَ الخطوبَ تنوب

 

وإني مُقيم ما أقام عَسيبُ

ب-س-غ

سَغِبَ الرجلُ يَسْغَب سَغَباً، إذا جاع. وقال بعض أهل اللغة: لا يكون السغَب إلا الجوع مع التعب، وربّما سُمِّي العطش سَغباً وليس بمستعمل والمصدر السغابة والسًّغوب والسَّغَب.

والغَبَس: لون بين الطُّلسة والغُبرة، ذئب أغْبسُ، والأنثى غَبساء، والجميع غُبْس. وأسبغَ الله عليه النِّعمة وأصبغَها إسباغاً بالسين والصاد، والسين أعلى وأكثر. وكل ضافٍ سابغ: ثوب سابغ، وشعر سابغ، ولذلك سُمِّيت الدروع سوابغَ. والبَغْس لغة يمانية، وهو السواد ذكر ذلك أبو مالك، وليس بمعروف. وسبغت الناقة تسبيغاً، إذا ألقت ولدَها حين يُشَعِّر، وهي مُسَبّغ، إذا كان ذلك من عادتها.

 

ب-س-ف

أُهملت في الثلاثي.

 

ب-س-ق

بَسَقَ النبتُ بُسوقاً، إذا ارتفع وتمَّ. وكل شيء تَم طولُه فقد بسَقَ، ومنه بسَقَتِ النخلةُ، وكثر ذلك حتى قالوا: بَسَق فلان على قومه، إذا علاهم كَرَماً. وأتّان مُبْسِق، إذا أشرق ضرْعُها واستبان حَمْلُها. وكل شيء ظهر وبرق فقد بَسَق. ويقال: حسب باسِق، إذا كان عالياً مرتفعاً.

وسبَقَ يسبق سَبْقاَّ. والسَّبَق: الرهن فاز فلان بسَبَقه وسبْقه. والسباق: مصدر المسابقة. وقد سمَّت العرب سابقاً وسباقاً.

والسقَب: القُرْب يقال: دار فلان بسَقَب دار فلان، أي بقرب منها. وأبيات القوم متّساقبة، أي متقاربة. وفي الحديث: "الجار أحَق بسَقبه"، أي بقربه في الشفْعَة. ويقال: سَقَبَت الدارُ وأسقبت، وهما لغتان فصيحتان، والمنزل َسقَب ومُسقِب. والسقْب، بالسين والصاد: حُوار الناقة، وبالسين أكثر. والصَّقب، بالصاد: عمود من عمُد البيت.

 

والقبَس: الشُّعلة من النار. والقابس: الذي يَقْبِس النار، أي يأخذ منها قَبَساً. والمِقْبَس والمِقْباس نحو القَبَس يقال: قَبَسْت من فلان ناراً أو خيراً، واقتبست منه علماً، وأقبسني فلان إذا أعطاك قَبَساً. فأما تسميتهم قابوس فهو اسم أعجمي كاوُس، اسم ملك من ملوك العجم، فأعرب فقيل: قابوس، فوافق العربيةَ. وقد احتاجوا في الشعر فقالوا: أبو قُبيس، يريدون أبا قابوس. ويقال: فحل قَبيس: سريع الإلقاح. ومثل من أمثالهم: "كانت لِقْوَةً لاقت قَبيساً". وقد سمَت العرب قابساً وقُبَيْساً. والقَيْسَب: ضرب من النبت، الياء زائدة، وتراه في بابه إن شاء الله.

والقَسيب: رجل طويل. والقَسْب: البُسْر اليابس الذي تسمّيه العامة: القَصْب، وهو بالصاد خطأ. وسمعت قَسيبَ الماء، أي صوت جَرْيه.

وقَيْسَبَة: ضرب من الشجر.

 

ب-س-ك

سَبَكْت الفضَّةَ وغيرها أسبُكها سَبْكاً، إذا أذبتها. والمصدر السَّبْك، والجمع سَبائك، والشيء سَبيك ومسبوك. والسبيكة: القطعة من الفضة وغيرها إذا استطالت.

والسّكْب من المطر: الهَطَلان الدائم. وفرس سَكْب، إذا كان جواداً سهل الجري. وانسكب الشيءُ انسكاباً كالدمع وغيره، وسكبتِ العينُ دمعَها. وماء مسكوب، إذا جعلته مفعولاً، وساكب ومسكوب، إذا جعلته فاعلاً. وقالوا: ماء أسْكوب، كما قالوا: أُثْعوب، أي منسكب. والأُسْكوب والأسْكاب في بعض اللغات: الإسكاف أو القَين. وقالوا: أسْكُبة الباب وأسْكُفَّة الباب، بمعنى. والسَّكْبَة في بعض اللغات: الهِبْرِية التي تسقط من الرأس.

والكَبْس: كبْسكَ الشيءَ بتراب أو غيره. والكُباس: الرجل العظيم الرأس. وقد قالوا: فَيْشَة كباس، إذا كانت عظيمة. وقد قالوا: رجل أكبسُ، بمعنى كُباس. والكِباسة: العِنْق، وربما سُمِّي هذا الذي يقع على النائم الكابوس، وأحسبه مولداً، والكابس. وقد سمَّت العرب كابسِاً وكَبْساً وكُبيساً وكباساً. ويقال: كَسَبْتُ الشيءَ أكسِبه كَسْباً، واكتسبته اكتساباً. ويقال: كَسَبْتُ الرجلَ مالاً فكسَبَه، وهذا أحد ما جاء على فَعَلْتُه ففَعَلَ، وأكسبتُه خطأ. وكَسابِ: اسم كلب، معدول عن الكَسْب. وكَيْسَبَة: اسم، الياء فيه زائدة. وكُسيب: اسم رجل، وهو جد العجّاج من قِبَل أمّه. قال الراجز:

يا ابنَ كُسيب ما علينا مَبْذَخُ

قد غلبتْكَ كاعِب تَضمَّخُ

ثمّ أتَتْ بابَ الأمير تَصْرُخُ

وفي بعض اللغات، البِكسة: النخلة الفتيّة. وأنشد:

جُلَيْدُ الذي أعطى البِكاسَ بحَمْلها

 

مسحَّرة من بين فَرْضٍ وبَلْعَقِ

فَرْض وبَلْعَق: ضربان من التمر. والمسحَرة: التي تُشَدّ عذوقها حولها. والبِكاس: الأقناء من النخل، وهو الصغار.

 

ب-س-ل

البَسْل: الحرام والحلال،، وهو من الأضداد. وأبسلَ الرجلُ ولده وغيرَهم، إذا رهنهم أو عرَّضهم لهَلَكَة. قال الشاعر:

وإبسالي بَنيّ بغير جرْم

 

بَعَوْناه ولا بدم مُراقِ

بَعَوناه: جنيناه. ورجل باسل وبَسول، إذا كان شجاعاً. وما أبينَ البسالةَ في وجه فلان، أي الشجاعة ولغة لقوم من أهل نجد يقولون: أبسلتُ البُسْرَ، إذا طبخته وجففته فهو مُبْسَل. قال يونس: يقال بَسْل، بمعنى آمين يحلف الرجل ويقول: بَسْل. وربما قالوا بَلَسْ في معنى أجَلْ: فيقال في معكوسه بَسَلْ، أي أجَلْ، أي هو كما تقول.

والبُلُس: جمع بِلاس، وهو فارسي معرب، وهي المُسوح، وقد تكلَمت به العرب قديماً، وأهل المدينة يتكلّمون به إلى اليوم. والبُلْسن: حَبْ شِبه العَدَس أو العدَس بعينه يمكن أن تكون النون فيه زائدة، لغة لأهل الشام. وأبلسَ الرجلُ إبلاساً، فهو مبْلِس، إذا يئس. وزعم قوم من أهل اللغة أن اشتقاق إبليس من الإبلاس كأنه أبلس، أي يئس من رحمة الله، والله أعلم. قال الراجز:

وجمِعَتْ يومَ الخميس الأخماسْ

وفي وجوهٍ صُفْـرَة وإبـلاسْ

والسَّبَل: المطر. وسَبَل: اسم فرس قديمة من خيل العرب. قال الراجز:

هو الجَوادُ ابن الجَوادِ ابنُ سَبَلْ

إن دَيَّموا جادَ وإن جَادوا وَبَلْ

والسَّبَلَة، سَبَلَة الرجل: معروفة فمن العرب من يجعلها طرف اللحية فيقولون: رجل أسْبَلُ وسَبَلاني، إذا كان طويل اللحية، ومنهم من يجعل السَّبَلَة ما أسْبَلَ من شعر الشارب في اللحية. والرجل الأسبل: ذو السَّبَلَة. وامرأة سَبْلاء، إذا كان لها شَعَر في موضع شاربها. ويقال: لَتَبَ في سَبَل الناقة، إذا طعن في ثُغْرة نَحْرِها لينحرَها. وأسبلت السترَ إسبالاً، إذا أرخيته. وأسبلَ الرجلُ إزارَه، إذا أرخاه من الخُيَلاء. قال الشاعر:

فاشرَبْ هنيئاً عليك التاجُ مرتفقـاً

 

في رأس غُمْدانَ داراً منك مِحلالا

واشرَبْ هنيئاً فقد شالت نَعامتُهـم

 

واسْبِلَ اليومَ في بُردَيكَ إسـبـالا

والسَّبيل: معروف، تذكر وتؤنَّث، والجمع سُبُل، وهي الطرُق. والسابلة هم الذين يسلكون السبُل. وبنو سبالة: قبيلة من العرب. وأسبل الزرعُ وسَنْبَلَ، إذا صار فيه السنْبُل. وإسْبِيل: موضع معروف.

وسلبتُ الرجلَ وغيرَه أسلُبه سَلَباً، وقالوا سَلْباً، فهو سَليب ومسلوب. وقال قوم من أهل اللغة: السَّلْب مصدر، والسَّلَب ما يؤخذ من المسلوب. والسلَبَة: خيط يُشَدّ على خَطم البعير دون الخِطام. والسِّلاب: الثياب السود تلبسها النساء في المأتم. يقال: تَسَلَّبَ النساءُ، إذا فعلنَ ذلك. قال الراجز:

في السُّلُب السود وفي الأمساحِ

والمرأة مُسلَبة. ورجل سَلِب، أي طويل، وكذلك الرمح إذا كان طويلاً. وناقة سَلوب، إذا فقدت ولدها بنحر أو بموت. قال: والجمع السلائب. وأنف فلان في أُسْلوب، إذا كان متكبراً. قال الراجز:

يا عَجَباً للعَجَبِ العجيبِ

إن بني قِلابةَ القَلُّوبِ

أنوفُهم مِلْفَخْرِ في أسْلُوبِ

وشَعَرُ الأستاهِ بالجَبُوب

الجَبوب: وجه الأرض الغليظ. والأسلوب: الطريق، والجمع أساليب. ويقال: أخذ فلان فى أساليبَ من القول، أي فنونٍ منه.

ولَبِست الثوبَ ألبَسه لُبْساً. وثوب لبيس: قد لبس فأخلق. واللَبوس من كل شيء: ما لبسته من ثوب أو غيره. واللبوس: ما تحصَّنت به من درع أو غيرها، وكذلك فُسِّر في التنزيل: "وعلَمناه صَنْعَةَ لَبوس لكم"، والله أعلم. ولَبَستُ الأمر على فلان ألبِسه لَبْساً ولبَّسته تلبيساً، إذا عمَّيته عليه. وكذلك فُسِّر في التنزيل: "ولَلَبَسْنا عليهم ما يَلْبِسون". وفي أمر فلان لُبسَة، أي ليس بواضح. ويقال: لابستُ الرجلَ ملابسةً، إذا عرفت دِخْلته. والمَلابس جمع مَلْبَس. وفي فلان مَلْبَس، إذا كان فيه مستمتَع. قال الشاعر:

ألا إنّ بَعْدَ الفقر للمرء قِـنْـوَةً

 

وبعد المَشيب طولَ عُمْر ومَلْبَسا

ولَسِبتُ العسلَ ألسَبه لَسْباً، إذا لَعِقْتَه. ولَسَبَتْه العقربُ تلسِبه لسباً، إذا لسعته.

 

ب-س-م

بَسَمَ الرجلُ يَبسِم، وتبسَّم تبسًّماً ورجل بسام. وبه سُمِّي الرجلُ بسّاماً.

 

ب-س-ن

ضرب من الثياب يسمَّى السَّبَنيَّة، ولا أدري إلى ما نُسبت، إلاّ أنها بِيض.

ويقال: كلَّمته فما نَبَسَ، أي لم ينطق. قال الشاعر:

أجُد إذا ضمرتْ تعزَّز لَحْمها

 

وإذا تُشَد برَحلها لا تَنْبِـسُ

وما سمعت للقوم نَبْساً ولا نَبْسة.

والنَّسَب: معروف نسبتُه أَنسُبه نَسَباً ونسْبة، والاسم النَّسَب. وانتسب الرجلُ، أي ذكر نَسَبَه وربما قيل نَسَبْتُ في معنى استنسبته. قال الشاعر:

كَعْبُ بنُ سَعْدٍ لا ككعب بني ال

 

عَنقاء والتبيان في النَّـسْـبِ

وجمع النُّسب أنساب. ونسْبة الرجل: نَسَبه. ونَسَبْتُ في الشعر نِسْبة ونَسيباً، وهو التشبيب. والنَّسيب والمَنْسَب واحد، وكذلك المَنْسَبة. وأكثر ما تستعمل النِّسبة في الشعر. والنَّيْسَب: الطريق الواضح، ويقال لطريق النمل: نَيْسَب.

 

ب-س-و

يقال: كَبْش موسَّب: كثير الصوف. والوَسب في بعض اللغات: خشب يُجعل في أسفل البئر إذا كان مُنهالاً، والجمع وُسوب.

 

ب-س-ه

السَّبَّة: الدهر، والسَّنْبَة أيضاً. قال الراجز:

رَأت غلاماً قد صَرَى في فِقرتهْ

ماءَ الشَّباب عُنفوانَ سَنْـبَـتِـهْ

والسبة: الدبُر بعينها. والسًّبَّة من السَّب يقال: هذا سُبَّة على فلان، أي شيء يسب به. ويقال: رجل سَبِة وسَباهٍ وسَباهية، إذا كان متكبراً. والسَّهْب: الفضاء البعيد من الأرض. ويقال: أسهبَ الرجلُ في كلامه، إذا أكثر. وأسهبَ مِن لدغ الحية فهو مسْهَب، إذا ذهب عقله.

وليس في كلامهم أفْعلَ فهو مُفْعَل إلا ثلاثة هذا أحدها، ويقال: ألفجَ فهو مُلْفَج إذا قلّ ماله، وأحصنَ فهو محصن. قال الراجز:

فمات عطشانَ وعاش مُسْهَبا

والبَهْس: الجرأة. ومنه اشتقاق بَيْهَس، وهي صفة من صفات الأسد، والياء زائدة. ويقال: مرّ فلان يتبهنسُ في مِشيته، إذا مرّ يتبختر، النون زائدة.

 

ب -س-ي

أرض يَبْس، إذا يَبِسَ نبتُها. وأرض يبَس: صُلبة شديدة. واليابس ضد الرطْب، واليَبيس ضد الرُّطْب. والأيْبَسان: ما ظهر من عَظْمَي وَظيف الفرس وغيره. والسَّيْب: سَيْبُ اللهّ عزّ وجلّ، وهو فضله وعطاؤه، ثم كثر حتى سُميت الكنوز سُيوباً. ويقال لما تخرجه المعادن أيضاً: سُيوب. وفي حديث النبي صلَّى اللهّ عليه وسلّم في كتابه لوائل بن حُجْر. "وفي السيوب الخُمُسُ". وقد سمَّت العرب سائباً، وهو مِن ساب يَسيب، إذا مشى مسرعاً. ويقولون: ساب الماءُ على الأرض يَسيب، إذا جرى. وبئسَ ضد نِعْمَ، وهذا باب تراه في المعتلّ تامّاً، إن شاء الله تعالى. والسَّيَاب: البلح، الواحدة سَيابة. وقال قوم: بل السَّياب البلح الذي قد ذَبَلَ وريحه يُستطاب.

 

باب الباء والشين

وما بعدهما من الحروف

في الثلاثي الصحيح

ب-ش-ص

الشصَب والشَّصْب: اليُبْس. شَصِبَ يَشْصَب شَصباً. والشَصَب: الضُّر، ومنه اشتقاق الشصائب. يقال: أصابتهم شَصائْب الدهر، أي شدائده. وشَصَبْتُ الشاةَ، إذا سلختها. قال الشاعر:

لحا الله قوماً شَوَوْا جـارَهـم

 

ولا الشاةُ بالدّرهمين الشَّصبْ

وقالوا: الشَّصِب هاهنا: المسلوخ.

والشَّبَص: الخشونة وتداخُل شوك الشجر بعضِه في بعض يقال: تشبص الشجر وشبَّص، إذا دخل بعضه في بعض لغة يمانية.

 

ب-ش-ض

أُهملت.

 

ب-ش-ط

بَطَشَ يبطُش بَطْشاً، وهو الأخذ الشديد. وفي التنزيل "ولقد أنذَزهم بَطْشَتنا فتمارَوا بالنذرِ". ورجل شديد البطش. وقد سمّت العرب بِطاشاً ومُباطشاً. والشَّطْب: شَطْب النخل، وهو الجَريد الرطْب. والشَّواطب: اللواتي يشقّقن الشَّطْبَ ويتخذن منه الحُصُر قال الشاعر:

ترى قِصَدَ المُرّانِ فيها كأنهـا

 

تذَرُّع خِرْصانٍ بأيدي الشَّواطبِ

الخِرْصان: جمع خُرْص، وهي في غير هذا الموضع الرماح، وهي هاهنا: الشَّطب. والشَّطيبة: القطعة من السَّنام إذا كانت مستطيلة، والجمع الشَّطائب. وجارية شَطْبَة إذا كانت غضة. وفرس شَطْبة: سبطة اللحَم. ورجل شاطب المحل، أي بعيد شاط، مثل شاطِن سواء. وسيف مشطَّب: فيه شُطوب، أي طرائق. وشَطِب: اسم جبل معروف. قال الشاعر:

كأنَ أقرابَه لمّا عَلا شَطِـبـاً

 

أقرابُ أبْلَقَ ينفي الخيلَ رَمّاحِ

والطُّبْش: لغة في الطمْش، وهم الناس. يقولون: ما في الطَّمْش مثله ولا في الطبْش.

 

ب-ش-ظ

أُهملت.

 

ب-ش-ع

البَشَع: تضايق الحلق بطعام خشِن. وطعام بَشِع، أي خشن. ويقال: بَشِعَ الوادي يَبْشَع بَشَعاً، إِذا تضايق بالماء. وبشِعتُ بهذا الأمر أبشَع بَشَعاً، أي ضقت به ذَرْعاً. والكلام البشِع: الخَشِن، من هذا أخذ. وشَبِعَ الرجلُ يشبع شِبْعاً وشِبَعاً، والمثل السائر:

وشبْعُ الفتى لؤم إذا جاعَ صاحبُهْ

 

وقد قالوا: رجل شبعانُ وامرأة شَبْعى. وقالوا: شابع، في الشعر، في معنى شبعان، ولا يجوز في الكلام. ورجل متشبِّع بما ليس عنده. وأشبعت الثوبَ صِبغاً. وامرأة شَبْعَى الخَلخال والسِّوار، إذا ملأتهما مِن سِمَن. والشعْب: الافتراق، والشَّعب: الاجتماع، وليس من الأضداد، إنما هي لغة لقوم. ويقال: شَعَبْت الإناء أشعَبه شَعْباً، إذا لأمته. والمِشغب: المِثقب الذي يشعب به. وشغبت الشيءَ تشعيباً، إذا فرقته. وتشعَّب القوم، إذا تفرقوا. وتشعَّبت الشجرةُ، إذا تفرّقت أغصانُها. وشُعَب الغصن وما أشبهه: أطرافه المتفرقة. والظَّبي الأشعب: الذي تباعد طَرفا قرنيه، والأنثى شَعْباء. وشَعوب: اسم من أسماء المنيّة. لا تدخلها الألف واللام. قال عَبيد بن الأبرص:

أرض تَوارَثَها شَعـوب

 

فكل من حَلَّها مَحروبُ

أي توارثتها المنيّة. والشعْب: الحي العظيم من الناس نحو حِمير وقُضاعة وجُرْهُم ومن أشبههم، والجمع الشعوب. وفي التنزيل: "شعوباً وقبائلَ". القبيلة دون الشَّعب. قال الشاعر:

رأيت سُعوداً من شعوب كثيرة

 

فلم أرَ سَعْداً مثلَ سَعْد بن مالكِ

والشَّعْب: الفَجّ في الجبل يتّسع ويضيق. والشعِيب: المَزادة الصغيرة. قال الشاعر:

ما بال عينك كالشعيب العَيَّنِ

وبعض أعراض الشجون الشُّجَّنِ

دار كرَقْمَ الكاتب المرقِّنِ

وشُعَبَى: موضع مقصور، وهو أحد ما جاء على فُعَلى مقصوراً. وشُعيب: اسم عربي يمكن أن يكون تصغير شِعْب أو تصغير أشْعَب، كما قالوا في تصغير أسود سُويد وما أشبهه. وهذا باب يسمّيه النحويون ترخيم التصغير. وقد سُمِّي شَعبان لتشعّبهم فيه، أي تفرّقهم في طلب المياه. وبنو شَعبان: بطن من حِمير منهم الشَعْبي الفقيه، وهو عامر بن شَراحيل أبو عمرو. وقد سمَت العرب شُعْبَة وأشْعَب. وأشعبَ الرجلُ، إذا هلك. وأنشد:

وإذا رأيتَ المرء يَشْعَبُ أمـرَه

 

شَعْبَ العَصا وَيلج في العصيانِ

وأشعبَ مالُ الرجل، إذا هلك. والعَبْش: الغباوة، ومنه قيل: رجل به غُبْشة، عربي صحيح.

والعُشب: معروف مكان مُعْشِب وعَشيب وعاشِب، وجمع عُشب أعشاب.

 

ب-ش-غ

البَغْش: المطر الضعيف بُغِشَت الأرض فهي مبغوشة، وأصابتنا بَغْشَة من المطر. وقد جاء في الشعر: مطر باغش، إذا بغش الأرض.

والشَّغَب من قولهم: رجل ذو شَغَب ومشاغِب. ويقولون: شَغِب جَغِبٌ، وجَغِب إتباع لا يفرد.

والغَبَش: الظلمة وليل أغبش. وغَبِشَ وغَبَش الرجلُ صاحَبه، إذا خدعه. وقد سمت العرب غُبْشان. والغَشْب: لغة في الغَشْم. وأحسب أن الغَشب موضع لأنهم قد سموا غَشْبيّاً فيمكن أن يكون منسوباً إلى الغَشْب.

 

ب-ش-ف

أهملت.

 

ب-ش-ق

البَقْش، وليس من كلام العرب الصحيح. وشَبقَ الرجلُ شَبَقاً، لشهوة النِّكاح.

والشَّقْب: صَدْع في الجبل ضيق، وربما مشى فيه الرجل منحرفاً، والجمع شقوب وشِقاب وشِقَبَة. وقال أبو مالك: الشِّنْقاب طائر، ولم يجىء به غيره، فإن كان هذا صحيحاً فإن اشتقاقه من الشِّقْب، والنون والألف زائدتان.

والقَشْب من قولهم: ثوب قشيب، أي جديد. والقِشْبَة: الخسيس من الناس لغة يمانية. ويقال: فلان قِشْبَة من القِشَب، أي سِفْلة. وسَمٌّ مقشب، وهي أخلاط تُخلط للنّسر فيأكلها فيموت ليؤخذ ريشه. وزعم بعض أهل اللغة أن القِشبة ولد القرد، ولا أدري ما صحته. والباشِق: معروف، وهو هذا الطائر المعروف. وكذلك الشَّقَبان، أحسبه نبطياً معرَّباً.

 

ب-ش-ك

البَشْك من قولهم: ناقة بَشَكَى للسريعة. قال الراجز:

عالَيتُ أنساعي وَكُورَ الغَرْزِ

على حَزابيٍّ جُـلالٍ وَجْـز

أو بَشَكَى وَخْدَ الظليم النَّـزِّ

والنزّ: الكثير الحركة. ويقال: ابتشك فلان كلاماً، إذا اختلقه، والمصدر الابتشاك.

والشَّبَك: تشابُك الأمر وتداخله، ومنه اشتقاق الشَبَكَة التي يصطاد بها. وربما سمَت العربُ الدِّرْعَ شُبّاكاً. وقالوا: جاء في شُبّاك الحديد. وكل متداخل فهو متشابك، ومنه قيل: شبّك بين أصابعه والشباك والشّبيْكة: موضعان بين البصرة والبحرين. وكان الأصمعي يقول: إذا كثرت الآبار في الأرض فهي شبكة. وبنو شِبْك: بطن من العرب. ويقال: أشْباكَ بفلان، كما يقال: حَسْبُك به. قال الشاعر:

 

وذو الرمحين أشباكَ

 

من القوَّة والحَـزْمِ

والشَّبَكة: الأرض الكثيرة الجِحَرَة. والشُّبّاك: الدروع. وأنشد:

على كل جَرْداءِ السَّراة وسابح

 

ذواتِ بشُبّاك الحديد زَوافـرِ

ذوات مضاف إلى زوافر، والزوافر من الاحتمال والقوة يقال: جادَ ما ازْدفَرَ حِمْلَه، أي نهض به. أي ذوات زوافر بالدروع.

وكَشَب: جبل معروف.

والكَبْش: معروف. وكَبْش الكتيبة: رئيسها. وقد سمَّت العرب كَبْشَة وكُبَيْشة. والشُّكْب: لغة في الشُّكْم، وهو العطاء.

 

ب-ش-ل

الشِّبْل: جِرْو الأسد، والجمع أشبال وشُبول. ولَبُؤَة مُشْبِل: معها أشبالها. وأشبلتِ المرأةُ على ولدها، إذا صبرت عليهم ولم تتزوج. وأشبل الرجل على أولاده، إذا تحنَّن عليهم. وكل متعطِّف على شيء أو متحنِّن عليه فهو مُشْبِل.

 

ب-ش-م

بَشِمَ يَبْشَم بَشَماً، وأصل البَشَم التُّخَمة للبهائم خاصةً ثمّ كثر حتى استُعمل في الناس. والبَشام: ضرب من الشجر طيِّب الريح. قال الشاعر:

من السَّمْن رِبْعيٌّ يكون خِلاصه

 

بأبعار صِيرانٍ وَعُودِ بَـشـام

والشَّبَم: البَرْدة يوم شَبم وغداة شَبِمَة. وقيل لرجل من العرب: صِف لنا أطيبَ الطعام فقال: جَزور سَنِمَة وموسى خذِمَة في غداة شَبِمَة في قدورٍ هَزِمَه. والشِّبام: خشبة تُعْرَض في فم الجدي وتشدّ في ققاه بخيط لئلاّ يرضع. والشِّبامان: خيطان في البُرْقُع تشدّهما المرأة في قفاها.

ومثل من أمثالهم: "تَفْرقُ من صوت الغراب وتُقدم على الأسد المُشَبَّم"، وهو الذي قد عُكم فوه بخشبة، هكذا قال الأصمعي. وشِبام: قبيلة من العرب. كان ابن الكلبي يقول: هم منسوبون إلى جبل وليس بأم ولا أب.

 

ب-ش-ن

الشنب: رقة الثغر وصفاؤه ويقال: بَرْدُ الريق. قال الراجز:

يا بأبي أنتِ وفوك الأشْنَبُ

كأنما ذُرَّ عليه زَرْنَبُ

أو زَنجبيلٌ عاتق مطَّيبُ

والزَّرنب: ضرب من الطِّيب. وشَنِبَ يومنا فهو شانب وشَنيب، إذا برد.

والنَّبْش: استخراجك الشيءَ المدفون. ومنه سُمِّي النبّاش. والأنبوشة: الشجرة تقتلعها بأصلها وعروقها، والجمع أنابيش، قال الشاعر:

كأنّ السباعَ فيه غرْقَـى غـدَيّةً

 

بأرجائه القصوى أنابيش عُنْصُلِ

وقد سمَّت العرب نُباشة ونابشاً ونُبَيْشة. ونُبيشة بن حبيب: أحد فرسانهم المذكورين.

ونَشِبَ الشي في الشيء يَنْشَب نَشَباً ونُشوباً ونِشاباً. ونَشَبُ الرجل: ماله اسم يجمع الصامتَ والناطقَ. ونُشيبة: اسم. والمنْشَبَة: المال هكذا قال أبو زيد ولم يقله غيره. والنُّشّاب: معروف، مأخوذ من قولهم: نَشِبَ الشيء في الشيء، إذا التبس به. وبين فلان وفلان نِشْبَة، أي علاقة. والنّاشب: صاحب النُّشّاب، كما قالوا: رامح ودارع. ونشِبَ الرجل في الشجر والشوك، إذا وقع فيها ولم يتخلّص منها إلا متخدِّشاً.

 

ب-ش-و

البوْش: الجمع الكثير إذا كان من أخلاط الناس. ولا يقال لبني الأب إذا اجتمعوا بوْش. ويقال رجل عليه بوْش، أي عيال كثير. وتبوَّش القوم تبوشاً، وهو اختلاط بعضهم ببعض. ومن كلامهم: تركت القوم هوْشاً بَوْشاً، أي مختلطين.

والشبْوَة: العقرب الصغيرة. قال الراجز:

قد بَكَرَتْ شَبْوَة تَزْبَئرُّ

تكسو أستَها لحماً وتَقْمَطِر

وجارية شَبْوَة: جريئة كثيرة الحركة.

والشَّوب: مصدر شُبْت الشيءَ أشوبه شَوْياً، إذا خلطته. قال ابن مُقبل:

يا حُر إن سواد الرأس خالَـطَـه

 

شيب القَذال اختلاطَ الصَفْوِ بالكَدرِ

ويقولون: سقاه الذَّوْبَ بالشوْب فالذوْب: العسل، والشوْب: ما شُبْتَه به من ماء أو لبن. وفي التنزيل: "لَشَوْباً من حَميم". والشَّوْب: القطعة من العجين، ويقال: هي الفَرزدقة، وهي الخبزة العظيمة. والوَبَش: واحد الأوباش، وهم الأخلاط من الناس السَّفِلَة. وبنو وابِش: بطن من العرب. ويقال: وَبَش إليَّ بكلام، إذا ألقاه إليَ. وقالوا: وَبشَ الشيءَ، إذا جمعه. والوَشبْ من قولهم: تمرة وَشْبَة، غليظة اللِّحاء لغة يمانية. وقال بعضهم: البَوْش طعام، وهو حِنطة وعدس وجُلُبان يجمع في جَرَّة ويجعل في التَّنّور.

 

ب-ش-ه

بَهَشَ إلي الرجلُ وبَهَشتُ إليه، إذا تهيّأت للبكاء وتهيّأ له. قال أبو زيد: وهو مثل التهانف. وقال أبو حاتم: هو أن يتهيّأ للبكاء أو للضحك جميعاً. قال أبو زيد: هو للبكاء وحده. ويقال: بَهَشْتُ إلى الشيء بيدي، إذا مددتها إليه لتناوله. قال عمرو بن مَعْدِ يكَرِب:

أرأيت إن بَهَشَتْ إليكَ يدي

 

بمهنَّدٍ يهتزُّ في العَـظْـمِ

هل يَمنعنَّكَ إن هَمَمْتُ به

 

عبداك من نَهْدٍ ومن جَرْم

والشَّبَه والشّبيه والشِّبه واحد. والشَبَهان: ضرب من الشجر يقال إنه الثُّمام. والشهاب من النار، والجمع شُهُب. والشُّهْبة: لون من شيات الخيل. وسنة شَهباء: مُمْحِلة. وكانت العرب تسمّي بني المنذر: الملوكَ الأشاهِب، لجمالهم. وقد سمَّت العرب شِهاباً وأشْهَبَ وشَهْبان. وهَبَشْتُ الشيءَ أهبِشه هَبْشاً، إذا جمعته. وكذلك اهتبشتُ اهتباشاً، والاسم الهباشة. قال الراجز:

أولاكَ حَبَّشْتُ لهم تحبيشي

كسبي وما هَبَّشْت من تهبيشي

وقد سمَّت العرب هُباشاً وهابِشاً.

 

ب-ش-ي

بَيْش: موضع. وبِيشة: موضع. والشَيب: مصدر شابَ يشيب شيباً. وشِيب السوط: معروف، عربية معروفة صحيحة. والشَيب: جبل معروف. ورجل أشْيَبُ، والجمع شِيب، إذا وَخَطَه الشيبُ.

 

باب الباء والصاد

وما بعدهما من الحروف

في الثلاثي الصحيح

ب-ص-ض

أهملت في الثلاثي، وكذلك حالها مع الطاء إلا ما شارك السين، مثل قولهم بَسط وبَصط وسبط وصَبط.

 

ب-ص-ظ

أهملت.

 

ب-ص-ع

بَصَعَ العَرَقُ، إذا رشح. وكان الخليل ينشد:

تأبى بدِرَّتها إنا ما استُكرهت

 

إلا الحميمَ فإنه يتبـصَّـعُ

وغيره ينشد: يتبضَع. والبَصيع: العَرق بعينه إذا رَشَحَ. والبَعص: الاضطراب، ضربه حتى تبعّص وتَبعْرَصَ، بمعنى واحد. والصَّبْع: إراقتك في الإناء بين أَصابعك صَبَعْت الإناءَ أصبَعه صَبْعاً، إذا فعلت به ذلك. والإصْبعَ: معروفة. وفي بعض اللغات أصْبُع وأصْبَع. ولفلان على ماله إصْبَع حسنة، أي أثر جميل. قال الشاعر:

حدثتَ نفسَك بالوفاء ولم تكن

 

للغدو خائنةً مُغِلَّ الإصبـع

وقال الآخر:

من يجعل الله عليه إصْبَعا

في الخير أو في الشر يَلْقَه معا

ويُروى: من يبسط الله. وفي الحديث: "قُلوب العِباد بين إصبعين من أصابع الله". وأصل ذلك، إن شاء الله، تقلُّب القلوب بين حسن آثاره وصنعه تبارك وتعالى. والصعب: خلاف السهل والاسم الصعوبة. والبعير الصَّعب والمُصْعَب: الفحل الذي لم يذلل. وبه سُمي الرجل مصْعَباً. وجمع مصْعَب من الإبل مَصاعب، وجمع صعب صِعاب. وقد سمت العرب صَعْباً ومصْعَباً. وبنو مصْعَب: بطن منهم.

والعَصْب: معروف. وكل شيء أحكمت فَتْلَه فقد عصبته. ورجل معصوب: صلب اللحم غير مسترخ. والعَصْب: بُرود من برود اليمن معروفة كانت الملوك تلبسها. قال الشاعر:

أتجعل أجلافاً علـيهـا عَـبـاؤهـا

 

ككِندَة تَرْدي في المطارف والعَصْبِ

ويوم عصيب: شديد، في الشرّ خاصةً. وألحقوه بالخماسي فقالوا: عَصَبْصَب. والعِصابة: العِمامة. قال الشاعر:

ألا لا مَقيلَ اليومَ إلا ظِلالُهـا

 

ولا ظِل إلا ما تُكِنَّ العَصائبُ

وعَصَبَ الريقُ بفيه عَصْباً، إذا يَبِسَ عليه من عطش أو تعب. قال الشاعر:

يصلّي على من مات منا عَريفُنا

 

ويقرأ حتى يَعْصبَ الريقُ بالفمِ

وقالوا: يَعْصِب. وعَصَبَ الغبارُ بالجبل وغيره، إذا أطاف به. والعُصْبَة من الناس: ما بين العشرة إلى الأربعين هكذا يقول بعض أهل اللغة. وعصبت الناقةَ أعصِبها عَصباً، إذا شددت فخذيها لتَدرّ. قال الشاعر:

تدُرون إن شد العِصابُ عليكـمُ

 

ونأبى إذا شُدَ العِصابُ فلا نَدرّْ

وإنما هذا مثل. يُقال للرجل إنه ليعطي على العَصْب، إذا أعطى على القهر. والناقة العَصوب: التي تدرًّ على العَصْب. وعَصَبْتُ الشجرةَ، إِذا شددت أغصانها لتَعْضِدَها. وقال الحجّاج في كلامه: "ولأعْصِبَنَّكم عصب السلَمة". والسلَمة: واحدة السلَم، وهو ضرب من العِضاهِ. والسّلمة: الواحدة من السِّلام، وهي حجارة. والمعصَّب: الصعلوك. وعصابة من الطير ويجمع عصائب. قال الشاعر:

 

إذا ما غزوا بالجيش حَلَّقَ فوقهم

 

عَصائبُ طيرٍ تهتدي بعصائبِ

والمعصوب في لغة هذيل: الجائع.

 

ب-ص-غ

صَبَغْتُ الشيءَ أصبُغه صَبْغاً، والصِّبغ الاسم. وقالوا: صَبَغَه يصبَغه ويصبغه. وكل شيء اصطبغت به من أدَم فهو صِباغ، بالصاد والسين. وأسبغَ الله عليه النعمةَ وأصبغَها. وصِبْغة الله: فِطرة الله، هكذا يقال، والله أعلم، بالصاد لا غير. وفرس أصبَغُ والأنثى صَبغاءُ، إذا كان في طرف ذنبه شعرات بِيض. والصبَغ أقلّ من الشَّعَل. وقد سمّت العرب صَبيغاً وأصْبَغ.

والغَبَص: لغة في الغَمَص َغبصَت عينُه وغَمِصَت، إذا كثر الرَّمَصُ فيها وغارت من إدامة البكاء. والرَّمَص والغَمَص واحد، وبه سميت الشِّعْرى الغُمَيْصاء. وتزعم العرب في أخبارها أن الشِّعرَيَيْن أختا سهيل، والعَبور تراه إذا طلع تستعبر، والغُميصاء لا تراه فقد بكت حتى غمِصت. ويقال: غَصَبتُ الرجلَ على الشيء أغصِبه غَصْباً، فأنا غاصِب وهو مغصوب، إذا أخذته منه قهراً.

 

ب-ص-ف

أهملت.

 

ب-ص-ق

بَصَقَ يبصُق بَصْقاً من البصاق، معروف. وبصاق: موضع قريب من مكّة، لا تدخله الألف واللام. والبُصاق: خيار الإبل، الواحد والجمع فيه سواء. وصَقَبْتُ الشيء، إذا رفعته نحو البناء وغيره. والصَّقْب: عَمود من عُمُد الخِباء بالصاد لا غير. قال الشاعر:

كأن رِجليه مِسماكانِ من عُشَرٍ

 

صَقْبان لم يتقشَّر عنهما النَّجَبُ

والصاقِب: جبل معروف. قال الشاعر:

على السَّيِّد الندْبِ لو أنـه

 

يقوم على ذِروة الصّاقبِ

لأصبحَ رَتْماً دُقاقَ الحَصى

 

مكانَ النبي من الكاثـبِ

النَّبي، غير مهموز: ما نبا من الأرض فارتفع. والرَّتْم الكسر رَتَمْتُ الشيءَ، إذا كسرته. والكاثب: جبل. يرثي رجلاً يقول: لو قام على الصاقب لأصبح رتماً حتى يكون نبياً.

ويقال: قَبَصْتُ قبصةً من الأرض، وهو أخذك الشيء بأطراف أصابعك، وبه سُمي قَبيصة. وقد قرى: "فقَبَصْتُ قبصةً". وقبضت قبضة، واللّه أعلم. والقِبْص: العدد الكثير.

وقَصَبْتُ الإنسانَ أو الدابّةَ أقصِبه قَصْباً، إذا قطعت عليه شربه قبل أن يروى. وأنشدني أبو حاتم عن الأصمعي:

وهُنّ مثلُ القاصِبات اللًّمَّحِ

والقَصْب: القَطْع، ومنه سُمَي القضاب لقصبه اللحم، أي لقطعه. ويقال: قَصَبْتُ الرجلَ أقصِبه قَصْباً، إذا عِبْتَه. والقاصب: النافخ في القَصَب التي يُزمر فيها. قال الشاعر:

وقاصِبون لها فيها وسُمارُ

وقصبت المرأةُ شعرَها، إذا فتلته كالقصب وشعر مقصَب، إذا كان كذلك. وفي الحديث في صفة الدجّال: "له قَصائب"، أي ذوائب من شعر. وربما سُمَّيت الخُصلة من الشعر إذا فُتلت قصّابة.

 

ب-ص-ك

أهملت.

 

ب-ص-ل

البَصَل: عربي معروف، وقد جاء في التنزيل والشعر الفصيح. قال الشاعر:

فخمةً ذَفراءَ تُرْتَى بالعُرَى

 

قُرْدُمانيًّا وتَرْكا كالبَصَـلْ

تُرْتَى: تُشَمَر. والقُرْدُماني: الدروع، فارسي معرَّب. والتَّرْك: البَيْض، شُبِّه بقَيْض بَيْض النعام إذا خرج ما فيه وتُرك في الأدْحي. ويقال: بَلأصَ في وزن بَلْعَصَ، إذا عدا من فزع. وترى هذا في باب الهمز إن شاء اللهّ. والصُلْب: ضدّ اللين. وصُلْب الإنسان: معروف. وبنو تميم يسمون الصُّلْب الصَّلَب. قال:

ما زِلتُ يومَ البَيْنِ ألْوي صَلَبي

والرأسَ حتى صرتُ مثل الأغْلَبِ

والصَّليب: الوَدَك، وبه سمِّي المصلوب لأنه نُصب حتى سال وَدَكُه. قال الشاعر يصف طريقاً:

بها جِيَف الحَسْرَى فأما عظامُها

 

فبِيض وأما جِلدُها فصَـلـيبُ

أي باقي الوَدَك. ويقال: اصطلب الرجلُ، إذا أغلى العظامَ ليستخرج ما فيها من الصليب. وبعير مصلوب، إذا كان مِيسَمُه صَليباً. والصلَبة جمع الصُلْب من الأرض، وهو غِلَظ لا يبلغ أن يكون حَزْناً. ويقال: أخذته الحُمى بصالبٍ وحُمَّى، صالب، وبنافض وحمى، نافض، والأول أفصح. والصَّليب: أربعة أنجم معروفة تسمَّى الصليب تتبع النَّسر الطائر. واللّصْب: شَق في الجبل أضيق من اللِّهْب وأوسع من الشقْب. ولَصِبَ السيف يلصَب لَصَباً، إذا نَشِبَ في جفنه فلم يخرج. ولصِبَ جلد الرجل على عظمه، إذا يبس.

 

ب-ص-م

يقال: ثوب له بُصَم، إذا كان كثيفاً كثيرَ الغَزْل. ورجل ذو بُصَم، إذا كان غليظاً. والبُصم: الفوْت ما بين الخِنْصِر والبِنْصِر عن أبي مالك، ولم يجىء به غيره.

 

ب-ص-ن

الصَّناب: زبيب يُتّخذ صِباغاً يُخلط بخردل، ومنه اشتقاق شِيَة الفرس الصَّنابي لاختلاط بياض الشعر في كُمتته أو دهمته. وفي حديث عمر رضي الله عنه: "لو شئتُ لأمرتُ بصَلائقَ وصِناب". فالصلائْق: الشَواء، في هذا الموضع. وقال قوم: بل الصلائق هاهنا الخبز المرقَّق. قال الشاعر:

تكلِّفنـي مـعـيشةَ آل زيدٍ

 

ومن لي بالمُرقَّقِ والصِّنابِ

والصَّلائق في موضع آخر: الخبز المرقَّق. والنَّبْص من قولهم: ما سمعت لهم نَبْصَةً، أي كلمة. وما يَنْبِص، أي ما يتكلَّم. والنَّصب من قولهم: نَصَبَ القومُ السَّيرَ نَصْباً، إذا رفعوه. وكل شيء رفعتَه فقد نصبتَه. والنَّصب: تغيُّر الحال من مرض أو تعب يقال: أنصبَه المرضُ ونَصَبَه، لغتان- وأنصبَه أعلى- وكذلك الحزن إذا أثر فيه. قال الشاعر:

تَعَنّاك نَصب من عُميرةَ مُنْصِبُ

 

وجاء من الأخبار ما لا يكذبُ

فهذه اللغة العالية. وقال آخر:

كِلِيني لهَم يا أميمةُ ناصـبِ

 

وليل أقاسيه بَطيء الكواكبِ

فأخرجه مُخرج تامِر ولابِن، أي ذو تمرٍ وذو لبِنِ، فكأنه أراد ذا نَصَب. والنُّصُب جمعه أنصاب، وهي حجارة كانت تُنصب في الجاهلية ويطاف بها ويُتقَرّب عندها، وهي التي ذكرها الله تعالى في التنزيل. وأنصاب الحَرَم: حجارة تنصب لتُعرف حدوده بها. ونصاب السكِّين وغيرها: معروف. ورجل في نِصابِ صدقٍ، أي في حَسَب ثابت. والنصيب: معروف، والجمع أنصِباء وأنصِبة. والنصْبَة: السارية في بعض اللغات. والمَناصب: مواضع معروفة. والمَنصَبة من قولهم: عيش ذو مَنْصبة، أي ذو كد وتعب. والمِنْصَب: شيء من حديد تُنصب عليه القِدْر.

 

ب-ص-و

البَصْو من قولهم: ما في الرَّماد يصْوَة، أي ما فيه شَرَرة ولا جَمْرَة.

والبَوْص: مصدر باصَهُ يَبوصَة بَوْصاً، إذا سبقه وتقدَّمه، والسابق بائص. قال ذو الرمة:

على رَعْلَةٍ صُهْبِ الذفارَى كأنُّها

 

قَطاً باصَ أسرابَ القطا المتواترِ

ويقال: خِمْس بائص وبَصْباص، إذا كان بعيداً.

والبوص: اللون يقال: أصبح فلان حسن البوص، أي حسن اللون.

والبُوص: العَجز، يقال: امرأة بَوْصاء: عظيمة العَجز، ولا يقال ذلك للرجل. والبوصِي: السفينة، فارسي معرب. قال طرفة:

وأَتْلَعَ نهاضٍ إذا صَعدت بـه

 

كسُكَان بُوصِي بدَجْنةَ مُصْعِدِ

والبوْصاء: لعبة يلعب بها الصِّبيان، يأخذون عوداً في رأسه نار فيديرونه على رؤوسهم يقال: لعب الصبيان البَوْصاء يا هذا. والصبْو: مصدر صبا يصبو صبواً وصبواً أيضاً، قد قالوا: من الصَّبوة. والصّوْب: ماء الغَمام صاب يصوب صوْباً. قال أبو حاتم: قال أبو عبيدةّ: أصاب من الصواب إصابةً وصاب صَواباً، والمعنى فيه واحد، وصابَ إذا تّدلى لا غير. وأنشد:

ذريني إنما خطأي وصَوْبي

إلى آخر البيت. والصوْب: لقب لرجل من العرب، وهو أبو قبيلة منهم. قال رجل منهم في كلامه كأنه يخاطب بعيرَه: حَوْب حَوْب، إنه يومُ دَعْقٍ وشَوْب، لا لَعاً لبني الصَّوْب. والصُّؤابة: واحدة الصِّئبان، وستراها في الهمز إن شاء الله. والصوب والصَّواب واحد. قال الشاعر:

ذَريني إنما خطَأي وصوْبي

 

عليَّ وإنّ ما أهلكتُ مالُ

يريد أن الذي أهلكته مال لا عرْض، والقصيدة مرفوعة لأن أوّلها:

ألا قالت أمامة يومَ غَوْل

 

تَقَطَّعَ بابن غَلْفاءَ الحِبالُ

وبه سُمِّي الحَبَشي صؤاباً، وهو الذي رفع اللواء لقريش يوم أحُد، وكان عبداً لعبد الدار.

والوَبْص من قولهم: رأيتّ وَبيصَ القمر، أي بَريقه والوَبيص: باقي ضوء النار في الجمر وَبَصَت النارُ تبِص وَبيصاً. قال أبو النجم:

إن يُمْس رأسي أشْمطَ العَناصي

كأنمـا فـرَّقـه مُـنـاصـي

في هامةٍ كالقمـر الـوَبّـاصِ

ووبيص كل شيء: بَريقه. وقد سمت العرب وابِصاً ووابِصة. والوَصَب: نحر الجسم يقال: وَصب الرجل يوْصَب وَصَباً، وهو وصيب كما ترى، وقد قالوا: مَوصوب. والواصب: الدائم. وفي التنزيل: "وله الدين واصِباً". أي دائماً، والله أعلم.

 

ب-ص-ه

الصُّبَّة: الكُثْبَة من الطعام وغيره. والصُّبة: القطعة من الغنم. والصُّهْبَة: لون معروف، وهي من ألوان الإبل: بياض يعلوه شبيه بالصُّفرة. وبه سُميت الخمر صَهْباء.

والهَبْص: مِشية سريعة. يقال: هَبَصَ يهبِص هَبْصاً ويقال: مشى الهيَصَى، إذا أسرع. قال الراجز:

فَرَّ وأعطاني رِشاءً مَلِصا

كذَنَب الذئب يعدّي الهَبَصَى

يُمال على وزن فَعَلى.

 

ب-ص-ي

يقال: وقع فلان في حَيْصَ بَيْصَ وفي حِيصَ بِيصَ وفي حَيْص بَيْص وفي حَيْص بَيْص أيضاً، ولا يُفرد، إذا وقع في ضيق أو فيما لا يُتخلَّص منه. وللباء والصاد والياء مواضع في الاعتلال تراها إن شاء الله تعالى.

 

باب الباء والضاد

وما بعدهما من الحروف

في الثلاثي الصحيح

ب-ض-ط

ضَبَطَ الرجلُ الشيء يضبِطه ضَبْطاً، إذا أخذه أخذاً شديداً. والرجل الضابط: الشديد الأيْد. ويقال: رجل أضْبَطُ، ولا نعلم له فعلاً يتصرّف، وهو الذي يعمل بيديه جميعاً. وكان عمر رضي اللّه عنه أضْبَطَ يعمل بكلتا يديه. وأخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي قال: أخبرني من حضر جَنازة رَوْح بن حاتم وباكيته تقول:

أسَدٌ أضْبَطُ يمـشـي

 

بين طَرْفاءَ وغِـيلِ

لُبْسُه مِن نـسـج داو

 

دَ كضَحْضاحِ المَسيلِ

وبنو الأضْبَط: بطن من بني كِلاب.

 

?ب-ض-ظ

أهملت الباء والضاد مع الظاء.

 

ب-ض-ع

البَضْعَة: القِطعة من اللحم. وفلان بَضْعَة من فلان، إذا أشبهه. والبِضاعة: القِطعة من المال.

والبَضيع: اللحم. قال الراجز:

خاظي البَضيع لحمه خَظا بَظا

يمشي على قوائم له زَكا

أي غليظ. والبَضيع: الجزيرة في البحر تنقطع من الأرض. قال الشاعر:

سَئدٌ تَجَرَّم في البَضيع ثمانياً

 

يَلوي بعَيقاتِ البحورِ ويُجْنَبُ

سَئدٌ أي دائم، من قولهم:. أسْأدَ يُسئد، إِذا دام، فأراد أن يقول مُسْئِد مُفْعِل، فحوّل مُفْعِلاً إلى فاعِل، فصار سائد، فهمزه. والباضِعة: الشَّجَّة التي تَبضع اللحمَ. وباضِع: موضع بساحل الحجاز. والمِبضع: الحديدة التي يُبضع بها اللحم، يستعملها البيْطار. ومَلَكَ فلان بُضْعَ فلانة، وهو النِّكاح. والبِضْع، من الثلاث إلى العشر، فإذا جاوزت العشر ذهب البِضْعُ. والبَضَعَة: السيوف. ويقال: الخَضَعَة والبَضَعَة، فالخَضَعَة: السِّياط، والبَضَعَة: السيوف، في قول بعض أهل اللغة. وقال قوم: بل الخَضَعَة: السيوف، والبَضَعَة: السِّياط، ورووا بيت لبيد:

المطعِمون الجَفْنَةَ المدَعْدَعَهْ

والضاربون الهامَ تحت الخَضَعَهْ

وقال آخرون: بل هو الخَيْضعة، وهو اختلاط الأصوات في الحرب. والبُضَيع: موضع. وبَعْض الشيء: معروف. وقال أبو عبيدة: بَعْض الشيء: كلُه، واحتجّ ببيت لبيد:

تَراك أمكنةٍ إذا لـم أرْضَـهـا

 

أو يَعْتَلِقْ بعضَ النفوس حِمامُها

فالموت لا يأخذ البعض ويدع البعض هذا كلام أبي عبيدة، وقد قالوا: تبعَّض الشيءُ وبعَّضته، أي فرَّقته، ولا أحسبها عالية. والضبُع: اسم لهذا السبُع المعروف، والأنثى ضَبُعة والذكر ضِبْعان، فإذا جمعت قلت: ضِباع. غلب التأنيثُ التذكيرَ في هذا الحرف. والضَّبُع: السنة المُجدبة. قال الشاعر:

أبا خُراشةَ إمّا كنتَ ذا نَفَرٍ

 

فإن قوميَ لم تأكلهم الضبُعُ

أي لم تَجْهَدْهم السَّنةُ. ويقال: أصابنا مطر جارًّ الضّبع، وهو أشدّ ما يوصف به المطر، كأنه يستخرج الضَبُعَ من وِجارها.

والضَّبْعان: رأسا المَنْكِبين، الواحد ضَبْع بإسكان الباء. ورفع فلان بضَبْع فلان، إذا أنهضه. واضطبعَ فلان بثوبه، إذا اشتمل به وجعل أحد طُرّتيه تحت إبطه وردّ طرفيه على ضَبْعه الآخر، وهو الاضطباع. والضِّباع: رفعُ اليدين في الدعاء إذا رفع يديه بضَبْعيه. قال الشاعر:

نَجائبُ عَبـدِي يكـون نـكـيرُهـا

 

ضِباعاً وقد جاوزنَ عُرْض الشَّقائقِ

الشَّقيقة من الأرض: بين الرملتين. يقول: ليس له نَكير إلا أن يدعو على سارقها. وضَبَعَ البعيرُ يضبَع ضَبْعاً، إذا مشى فحرّك ضبْعيه. قال الشاعر:

فليت لهم أجري جميعاً وأصبحـتْ

 

بيَ البازلُ الوَجناءُ في الرَّمل تَضْبَعُ

 

وضَبِعَتِ الناقةُ تَضْبَع ضَبَعاً وضبَعَةً فهي ضَبِعَة كما ترى، إذا أرادت الفحلَ، وهي ضابع في مَشيها. والضَّبْعانُ: موضع يُنسب إليه ضَبْعاني، كما يُنسب إلى البحرين بَحْراني. ويقال: فلان من أهل الضبْعان، كما يقال: من أهل البحرين. وقد سمَّت العرب ضُباعة وضبيعة. وفي العرب قبائل تُنسب إلى ضُبيعة: ضُبيعة بن ربيعة بن نزار، وضُبيعة بن أسد بن ربيعة، وهي ضبيعة أضْجَمَ - قال أبو بكر: الضَّجَم: التواء أحد الشدقين، وإنما كان ضُرب على وجهه وضَجِمَ شِدْقُه، أي اعوجَّ فسُمِّي أضْجَمَ- وضُبيعة ابن قيس بن ثعلبة، وضُبيعة بن عِجْل بن لُجَيْم. قال الشاعر:

قتلت به خيرَ الضبيعاتِ كلِّهـا

 

ضُبيعةَ قيس لا ضُبيعةَ أضْجَما

وسيف عَضْب، إذا كان صارماً، وكذلك لسان عَضْب، إذا كان خطيباً بليغاً. وعَضَبْتُ الرجلَ بلساني، إذا تناولته به وشتمته. ورجل عضاب، إذا كان شتّاماً. وظبي أعضبُ، إذا انكسر أحد قرنيه، والأنثى عَضباءُ، وهو يُتشاءم به. قال الشاعر:

إن السيوفَ غُدوَّهـا ورَواحَـهـا

 

تَرَكَتْ هوازنَ مثلَ قَرْنِ الأعْضَبِ

وكانت ناقة النبي صلَى اللّه عليه وسلَّم تسمَّى: العَضباء، اسم لها. قال الشاعر:

غُرابٌ وظبي أعضَبُ القرنِ خَبَّرا

 

ببينٍ وصرْدان العَشِيِّ تـصـيحُ

ب-ض-غ

البُغض: ضد الحب أبغضته أبغِضه إبغاضاً وبِغْضَةً وبَغاضةً، لغة يمانية ليست بالعالية. وقد سمَّت العرب بَغيضاً، وهو أبو قبيلة منهم. وأهل اليمن يقولون للرجل: بَغُضَ جَدك، إذا شتموه، كما يقولون: عَثَرَ جَدُّك. والغَضَب: ضد الرِّضا. ورجل غُضبَّة، إذا كان كثير الغَضَب. ورجل غُضاب، إذا كان غليظ الجلد. وغَضَبَتْ عينُ الرجل، وقالوا: غَضِبَت، إذا وَرِمَ ما حولها، وقال قوم: غَضِبَتْ تَغْضَب، والأول أعلى. ورجل به غَضْبٌ، إذا وَرِمَ ما تحت عينه. وقد سمَّت العرب غَضبانَ وغاضباً ومُغاضِباً. وبنو غَضوبة: بطن منهم. ورجل غَضْب، إذا كان أحمر غليظاً. والغَضْبة: صخرة مستديرة. قال الراجز:

أشَرْيَة في قريةٍ ما أشْفَعا

أو غَضْبَةٌ في هَضبة ما أرفَعا

وقال آخر:

كأن يديه حين يقال سِـيروا

 

على أقصى التَّنوفة غَضْبتانِ

ورُوي: غَضْبَيان، تثنية غَضْبى، كأنها غَضْبى على الأرض من شدة ضربها بيديها. ويسمَّى جِلد السُّلَحْفاة: الغَضْب. وليس في كلام العرب إلاّ هاتان الكلمتان: سُلَحْفَى وجُلَنْدَى. وجُلَنْدى يُمَدّ ويُقصر. قال الأعشى في الجُلنداء:

وجُلَنْداءَ في عُمانَ مُـقـيمـاً

 

ثم قيساً في حضرمَوتَ المُنيفِ

وقال المتلمِّس:

إلى ابن الجُلَنْدَى صاحبِ الخيل جَيْفَرِ

والغَضْبة: قِطعة من جلد البعير يُطوى بعضُها على بعض، ويُجعل شبيهاً بالدَّرَقة.

 

ب-ض-ف

أهملت.

 

ب-ض-ق

قَبضتُ الشيءَ وقَبضتُ عليه بيدي وقد صار هذا الشيء في قَبْضك وقَبْضَتك، إذا صار في ملكك. فأما القَبَض، بفتح الباء، فهو ما قبضته من مال أو غيره. ورجل قابض وقبيض، إذا كان منكمشاً في أموره، أو سريعاً في مشيته. وفرس قبيض الشَّد، إذا كان جواداً. وراع قُبَضَة، إذا كان منقبضاً لا ينفسح في رعي غنمه. ويقال: تقبَّض الرجل على الأمر، إذا توقّف عليه، وتقبَّض عنه، إذا اشمأزَّ. وقُبِضَ الإنسان، إذا مات. ومَقْبِض السيف: قائمه. وهذا مَقْبِضنا، أي الموضع الذي قبضنا فيه أموالَنا. وقبَّضت الرجلَ كذا وكذا، إذا أعطيته إياه في غير نِحْلة. وقبَّضت الطائرَ، إذا جمعته في قبضتك. والقابض: السائق السريع السَّوق. قال الراجز:

هل لكِ والعائضُ منكِ عائضُ

في مائةٍ يُغْدِر منها القابـضُ

يقول: هذه المائة عائض من نفسك. العائض: الذي يعتاض من الشيء. وقوله يُغدر يقول: يدع بغضها ولا يضبط سَوْقها من كثرتها. والقابض: السريع السوق، من قولهم: قَبِيض الشَّدَّ. وروى الأصمعي:

هل لك والعارضُ منكِ عارضُ

من العُراضة، وهو ما يعطيه من شيء، كما قال الشاعر:

يَقْدُمُها كـلُّ عَـلاةٍ عَـلْـيانْ

حمراءُ من معرضات الغِربانْ

 

يقول: هذه ناقة تتقدمَّ وعليها التمر، فالحادي لا يلحقها وكأنها تعرِّض للغِربان تطعمهم العُراضة، وهو ما يُتْحِف به الرجلُ أصحابَه وجيرانَه إِذا جاءت عِيره. وقَضَبْت الشيء أقضِبه قَضْباً، إذا قطعته وانقضب، إذا انقطع، والسيف قاضِب وقَضّاب ومِقَضب، إذا كان قاطعاً. ويقال: سيف قَضّابة، مثل قَضّاب سواء. قال الشاعر:

معي قَضّابة كالملْ

 

ح في مَتْنَيْه كالذّرِّ

ورجل قَضّاب وقَضّابة: قطّاع للأمور مقتدر عليها. ويقال: اقتضبتُ من الشجرة غصناً، إذا قطعته. وقضابة الشجر: ما قضبته فتساقط من أطراف العيدان. والقَضْب: كل نبت اقتُضب فأكل رَطْباً. والقضيب: كل غضن من الأغصان التي تقطع. والمقاضيب والمقاضب: أرَضُون تُنبت القَضْب. وناقة قضيب، إذا اقتُضبت فرُكبت قبل أن تُستتمَّ رياضتُها. وأنشد أبو حاتم عن الأصمعي:

ورَوْحَةِ دنيا بين حَيَّيْنِ رُحْتُـهـا

 

أسِيرُ عَروضَاً أو قَضيباً أرُوضُها

وكل من كلَّفته عملاً قبل أن يُحْسنه فهو مُقْضَب فيه ومقتضَب. وقَضيب: وادٍ معروف، لا تدخله الألف واللام.

 

ب-ض-ك

أهملت إلاّ في قولهم: ضَبَكْتُ الرجلَ وضبَّكته، إذا غمزت يديه، لغة يمانية. والضَّبيك: أول مصَّة يَمَصُّها الصبي من ثدي أمّه. قال:

أساءَ بك الزمانُ فجئتَ شَخْطاً

 

حَمَتْهُ الأمُّ راشحةَ الضَبـيكِ

وقد سمّوا ضباكاً.

 

ب-ض-ل

أهملت في الثلاثي.

 

ب-ض-م

أهملت.

 

ب-ض-ن

نبَضَ العِرْق يَنبِض نَبْضاً، إذا تحرّك. ويقال: ما يَنبِض له عِرْق. ونَبَضَ الرجلُ بطرَف لسانه، إذا نَقَرَه به. وقال آخرون: النقْر بطرف اللسان، والنَّبْضة بالشفة. وأنبضَ الرجلُ بالوتر، إذا أخذه بأطراف إصبعيه ثم أطلقه حتى يقع على عِجْس القوس فتسمع له صوتاً.

والضِّبْن: الخاصرة وما يليها من رأس الوَرِك. قال الشاعر:

وأبيضَ جَعْداً عليه النُّسورُ

 

وفي ضِبْنِه ثعلبٌ مُنكسِرْ

يعني ثعلبَ الرُّمح. وضِبنْة الرجل: حاشيته ومن يلزمه أمرُهم. وفلان في ضِبْن فلان وفي ضِبْنته، أي في ناحيته. وقد سمّت العرب ضَبِينة، وهو أبو بطن منهم. وكذلك بنو ضابِن وبنو مُضابِن، ولا أحسبهم نسبوا إلى ضابِن ومُضابِن ولكن ضَبِينة قد نُسب إليه. ونَضَبَ الماءُ يَنْضُب نُضوباً، إذا غار من العين ونحوها. ونَضَبَ الرجل عنّا، إذا بَعُدَ. وكل بعيدٍ ناضب. أنشدني أبو حاتم عن أبي زيد:

يُومِضْن بالأعين والحواجبِ

إيماضَ بَرْقٍ في عَماءٍ ناضبِ

ب-ض-و

أهملت في الثلاثي.

 

ب-ض-ه

الضَّبَّة: ضبة الحديد، معروفة والضبَّة: الأنثى من الضِّباب. والهَضْبَة: القطعة المرتفعة من أعلى الجبل. وأصابتنا هَضْبَة من المطر، أي دُفعة. وكان الأصمعي يقول: هَضَبَ القومُ في الحديث، إذا خاضوا فيه دفعة بعد دُفعة مأخوذ من هَضْب المطرِ. ولحم مضهَّب، إذا شُوي ولم يبلغ نُضجه. قال امرؤ القيس:

نَمُشُّ بأعراف الجياد أكُـفَـنـا

 

إذا نحن قُمنا عن شِواءٍ مضهَّبِ

ب-ض-ي

البَيْض: معروف، جمع بيضة. والبَيْض: داء يصيب الخيل في قوائمها. والبِيضة: الأرض البيضاء الملساء. والأبيض: عِرْق في حالب البعير. قال الراجز:

كأنما يبْجَعُ عِرْقَي أبْيَضِهْ

وملتقَى فائلِه وأبُضِهْ

ويُروى: مَأبِضِه. الفائل: عِرق في الفخذ، والأبُض هو المَأبِض وهو باطن الرُّكبة. وللباء والضاد والياء مواضع في المعتلّ ستراها إن شاء اللّه.

 

باب الباء والطاء

وما بعدهما من الحروف

في الثلاثي الصحيح

ب-ط-ظ

أهملت في الثلاثي.

 

ب-ط-ع

الطَّبْع، من قولهم: طُبع الرجل على الشيء طَبْعاً، إذا جُبل عليه. والطبيعة: الخليقة التي جُبل عليها. وطبعت الكتابَ، إذا ختمته، والخاتَم: الطابَع. وطَبَعْت الحَّلو طَبْعاً، إذا ملأتها، وطبّعتها تطبيعاً كذلك. والطِّبْع: النهر المملوء ماءً، بتسكين الباء، والجمع أطباع. قال لبيد:

فتولَّوا فاتـراً مَـشْـيُهُـمُ

 

كرَوايا الطِّبع هَمَّت بالوَحَلْ

 

وناقة مطبَّعة: مُثْقَلة بحملها. والطَّبَع: الصَّدأ طَبِعَ السيفُ طَبَعاً، إذا صدىء. ومثل من أمثالهم: "الطَّمَع طَبَع". وفسر أبو عبيدة قوله جلّ وعزّ: "وطُبِعَ على قُلوبهم". أي غطّاها، والله أعلم.

ويقال: عَبَطْت الجَزورَ وغيرها، إذا نحرتها أو ذبحتها من غير عِلّة، واعتبطتها اعتباطاً. ولحم عَبيط، إذا كان طرياً، وكذلك دم عَبِيط. والعرب تقول: "ألحْمُ عَبيطٍ أم لَحْمُ عارضةٍ". والعبيط: الذي ينحر لغير علَّة، والعارضة: التي تُنحر لعلَة، إمّا لكسر وإمّا لمرض. قال الشاعر "

فلو أن أشياخاً ببدرٍ شُهـودُهُ

 

لَبَلَّ نُحورَ القوم معتبَط وَرْدُ

واعتُبط الرجلُ، إذا مات في شبابه. قال الشاعر، أمية:

من لم يَمُتْ عَبْطَةً يَمُتْ هرَماً

 

الموتُ كأس والمرءُ ذائقُهـا

ويقال: عَبَطَه يَعبطه عَبْطاً، إذا قطعه بالسيف. قال الهذلي:

ولما ظننتُ أنه مـتـعـبَّـط

 

دعوتُ بني زيد وألحفتُه بُردي

قال أبو بكر: يقول: لما علمت أنه يقطَّع بالسيوف ألقيت عليه ثوبي لأقِيَه، لأُؤمِّنَه. والعَوْبَط: العقرب. والعَطَب: الهلاك، عَطِبَ يَعْطَب عَطَباً، وليس قولهم عَطْباً من كلام العرب. والعُطْبَة: القطن، لغة يمانية. والعُطْب: القطن أيضاً.والعَوْطب: الداهية، وهو العوبط أيضاً. والعَوْطَب: أيضاً: لُجَّة البحر. قال الهُذلي:

تختصمُ اللجَّةُ شَطْرَين في ال

 

عَوْطَبِ ذي التَّيّار والجلْجُل

ب-ط-غ

غَبَطْتُ الرجلَ أغبِطه غَبْطاً، إذا حسدته على الشيء. قال الراجز:

فالناسُ بين شامت وغُبَّطِ

وغَبَطْتُ الناقة وغيرَها، إذا جَسسْستها بيدك لتنظر أبها طِرْق أم لا. والطَرْق: الشحم، من قوله:

إني وأَتْيي ابنَ غَـلاقٍ لِـيَقْـرِيَنـي

 

كغابط الكلب يبغي الطِّرْقَ في الذَّنَبِ

وأغبطَتِ السماءُ إغباطاً، إذا دام مطرُها. وأغبطَتِ الحُمَّى، إذا دامت. وأغبطت الرحْلَ على ظهر البعير، إذا تركته أياماً قال الراجز:

وانتسَفَ الجالبَ من أندابِهِ

إغباطُنا المَيْسَ على أصلابِهِ

المَيْس هاهنا: الرحال، وهو في الأصل ضرب من الشجر تُتَّخذ منه الرِّحال. والغَبيط: قَتَب الهودج، والجمع غُبُط. قال الشاعر:

أم هل تركتُ نساءَ الحيّ ضاحيةً

 

في باحة الدار يَستوقِدْنَ بالغُبُطِ

جمع غَبيط. والغَبيط أيضاً: القاع من الأرض يطمئنّ وترتفع جوانبه. قال أوس بن حجر:

ويَخْلِجْنَهم من كل صَمْدٍ ورِجْلَةٍ

 

وكل غَبيطٍ بالمُغيرَة مُفْـعَـمِ

المُغيرة هاهنا: الخيل التي تُغِير. واغتبط فلان بالأمر، إذا سُّر به، والاسم الغِبْطة.

 

ب-ط-ف

أهملت في الثلاثي.

 

ب-ط-ق

القَبْط: جمعُك الشيءَ بيدك، قبطتُه أقبِطه قَبْطاً. وبه سمِّي القُباط، هذا الناطف المعروف، وهو عربي صحيح. والقِبْط: جيل من الناس معروف. والثياب القُبْطيّة: البِيض. قال الشاعر:

لَيأتِينَّكَ مني مَنْـطِـق قَـذِعٌ

 

باقٍ، كما دَنَّسَ القُبطيَّةَ الوَدك

وجمع قُبطيّة: قَباطيُّ. ويقال: مرّ طَبَق من الليل ومن النهار أيضاً، أي معظم منه. قال الشاعر:

وتواهقتْ أخفافُها طَبَقـاً

 

والظِّل لم يَفْضُلْ ولم يُكْرِ

تَواهقت: تسابقت. لم يَفْضُل: لم يَزِدْ. لم يُكْرِ: لم يَنْقُص. وكل فِقرة من فَقار الظهر طَبَق. قال الشاعر:

وترى خِلافَ مكان عَيْبَتِها

 

وشَليلِها طَبَقَاً من الظَّهْرِ

 

الشَّليل: المِسح الذي يُلقى على ظهر البعير تحت الرَّحل. وكل شيء طُوبِقَ بعضُه على بعض، فالأعلى طَبَق للأسفل. ومنه قوله جلّ وعزّ: "لتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عن طَبَق"، واللّه أعلم، كأنها منزلة فوق منزلة، والسَّماوات الطِّباق بعضهن فوق بعض، واللهّ أعلم. وطَبَق الجَنْب: صفحته. والطَّبَق: معروف والمطبَّق: ما أطبقته على الشيء. وطَبِقَتْ يدُ البعير أو الإنسان، إذا لصقت بجنبه. وطابقَ فلان فلاناً على الأمر، إذا مالأه عليه. والطَّبَقة: القوم المتشابهون. والناس طَبَقات بعضهم أفضل من بعض. وطابقَ البعيرُ وغيرُه، إذا وضع خفَّي رجليه في موضع خُفَّي يديه، وكذلك كل ذي أربع، فهو مطابِق إذا فعل ذلك، والصدر الطِّباق. قال الشاعر:

وخيلٍ يُطابِقْنَ بالـدّارِعِـينَ

 

طِباقَ الكلاب يَطَأنَ الهراسا

الهَراس: نبت له شوك. وبه سُمّي الرجل هَراسة. ومثل من أمثالهم: "وافق شَن طَبَقاً"، هكذا المثل، وذكر أبن الكلبي أنه شنّ بن أفضَى بن عبد القيس بن أفْضَى. وطبَق: بطن من إياد، ولهم حديث، وذلك أنهم تحاربوا فتكافأوا، فجرى هذا المثل. فمن قال "طَبَقَهُ"، فالهاء لِشَنّ. وبِنْتُ الطَّبَق: الداهية. ومثل من أمثالهم: "إحدى بنات طَبَقٍ شَرُّكِ على رَأسِكِ"، يقول ذلك الرجلُ إذا رأى ما يكرهه. ورجل يُطَبقُ المَفْصِلَ، إذا أصاب الحجَّة ببلاغته. وإنما أخذ من الجزّار الحاذق إذا وضع السّكّين على المَفْصِل ففصله. والطُّبّاق: ضرب من النبت. والطبْق، في بعض اللغات: الدِّبق الذي يصطاد به. وبَقَطَ الرجل مَتاعَه، إذا فرَّقه وقَطَبَ الرجلُ يَقطِب قطْباً وقُطوباً، وقطَّب تقطيباً، إذا جمع بين حاجبيه. وقَطَبْت الخمرَ بالماء، إذا مزجتها، فالماء قِطابها. وقَطَبْتُ الشيءَ أقطِبه قطباً، إذا قطعته. والقَطِيب: فرس معروف من خيل العرب. وقولهم: جاء القوم قاطبةً، أي بأجمعهم. والقُطْبَة: نصل صغير في رأس سهم يرمى به في الأهداف. وقُطْب السماء: نجم يدور عليه الفَلَك، والله أعلم، يقال إنه لا يزول عن موضعه.

وقُطْب الرَّحى: الحديدة التي تدور فيها. وفلان قُطْب بني فلان، أي سيّدهم الذي يلوذون به. وقُطْب رَحى الحرب: رئيسها. وقد سمّت العرب قُطْبة وقُطيبة.

 

ب-ط-ك

أهملت.

 

ب-ط-ل

بَطَل الشي يَبْطُل بُطولاً، إذا تلِف، وأبطلته إبطالاً. وبَطلَ الرجلُ بطولةً، إذا صار بطلاً. ويقال رجل بَطَل، ولا يقال امرأة بَطَلَة، عن أبي زيد. وبَطِلَ الرجلُ بَطالةً، إذا هزَلَ وكان بَطّالاً. والبُطْلان: مصدر بَطَلَ الشيءُ بُطْلاناً. والبُطْل والباطل واحد. والأباطيل: جمع إبْطالة وأُبْطولة. ويقال: جاء فلان بالأباطيل.

والبَلْط من قولهم: بَلَطْتُ الحائطَ بالطِّين بَلْطاً، وبلَطته تبليطاً. والبَلاط: أرض مستوية. كل أرض فُرشت بحجارة أو آجُرّ فهي بَلاط أيضاً. وبالطَ الرجلُ في أمره، إذا اجتهد فيه، وكذلك بالطَ السابحُ، إذا اجتهد فهو مبالِط. قال امرؤ القيس:

نَزَلْتُ على عَمْرِو بن دَرْماءَ بُلْطَةً

 

فيا كُرْمَ ما جارٍ ويا حُسْنَ ما فَعَلْ

كما قال الآخر: يا ضُلَّ ما جاء به. قال قوم في بُلْطَة: إنه دهر من الدُّهور، وقال آخرون: هو موضع. والطَّبل الذي يضرب به: معروف، والجمع طُبول وأطبال. أطبل، وحِرفة الطَّبّال: الطِّبالة. والطّبلة: شيء تتَّخذه النساءُ من خشب يكون فيه أطيابهنّ، عربي صحيح. والطبْل: الناس. يقال: ما أدري أيما الطبل هو. قال:

ثمّ جَرَيْتُ بانطلاق رِسْلي

قد عَلموا أنّا خِيارُ الطَّبْلِ

والطَّبْل: ضرب من الثياب. قال نُصَيْب:

وأبقَى طَوالُ الدهرُ من عَرَصاتها

 

بقيَّةَ أرْمَام، كأردِيَةِ الـطَّـبْـل

 

والطُّوبالة: النَّعجة، تراها في باب اللفيف إن شاء الله. والطَّلَب: مصدر من قولهم طَلَبْت الشيءَ أطلُبه طَلَباً. والمَطالب: مواضع الطلَب، ويجوز أن تكون واحدة المطالب مَطْلَبَة. ولي عند فلان طَلِبة، أي شيء أطلبه منه. وطالبت الرجلَ مطالبةً وطِلاباً. وفلانة طِلْبُ فلان، إذا كان يطلبها ويهواها. والطلَب: القوم الطالبون يقال: أدركهم الطَّلَبُ، إذا كانوا فارين. وماء مُطْلِب: بعيد. والكلأ المُطْلِب: الذي لا يوصل إليه إلا بمشقّة. وقال الأصمعي: كلأ مُطْلِب، إذا عنى طالبَه. قال الشاعر:

أضَلّـهُ راعِـيَا كَـلْـبـيَّةٍ صَـدرا

 

عن مُطْلِبٍ وطُلَى الأعناقِ تضطربُ

وقد سمَّت العرب طالباً ومطَّلِباً وطُليباً وطَلاّباً. واللبْط مثل الخبط، واللبط باليد والخبط بالرجل هكذا قال قوم من أهل اللغة. وبه سُمِّي الرجل لَبَطَة. وتلبَّط على الرجل أمورُه، إذا اختلطت عليه وصعبت. وتلابط القومُ بالسيوف، إذا تضاربوا بها.

 

ب-ط-م

البُطْم: معروف. وأهل اليمن يسمون البُطْم شجر الضَّرْو، وكذلك يسمّيه أهل العالية. قال أبو بكر: والبُطْم حبَّة الخضراء، ولذلك سمَّى أهل اللغة البُطْمَ الصُّفرة.

 

ب-ط-ن

البَطْن: خلاف الظهر. والبطن: الغامض من الأرض. والبطن من العرب: دون القبيلة.

وأفرشَني فلان بطنَ أمره وظهرَه، أي سرُّه وعلانيته. والباطن: خلاف الظاهر. ورجل بَطين، أي عظيم البطن، وكذلك المِبْطان. ورجل مبطَن: خميص البطن. قال متمِّم بن نُويرة:

لقد كَفُّنَ المِنهالُ تـحـت ردائه

 

فتًى غيرَ مِبطان العَشيّات أرْوَعا

وقال أبو كبير الهذلي:

فأتتْ به حُوشَ الجَنان مبطَّناً

 

سُهُداً إذا ما نام ليلُ الهَوْجَل

الهَوْجَل: الثقيل الجسم، وَحُوشُ الجَنان، أي وحشيّ الفؤاد. والبُطْنان: بُطْنان القُذَذ إذا التفَّت، وهو مكروه، والظهران ظُهرانها إذا التفَّت، وهو محمود. وفلان بِطانتي دون إخواني، أي الذي أبطنتُه أمري. وفي التنزيل: "لا تتَّخذوا بِطانَةً مِن دونكم". وبَطنت ثوبي بثوب آخرَ، إذا جعلته تحته. واستبطنت أمرَ فلان، إذا وقفت على دِخْلته. والبِطْنة: كثرة الأكل وإفراط الشِّبَع. قال الشاعر:

يا بني المنذر بن عَبْدانَ والبِطْ

 

نةُ مما تُسَفِّـهُ الأحـلامـا

ومثل من أمثالهم: "البِطْنَةُ تُذهبُ الفِطْنَة" ومن أمثالهم: "لا بدَّ للبِطْنَة من خَمْصَة". وبَطِنَ الرجلُ، إِذا أشِرَ. وبَطُن بَطَناً، إذا عَظُمَ بطنُه، ويقال ذلك في كل شيء. قال القُلاخ:

ولم تَضَعْ أولادَها من البَطَنْ

ولم تُصبْهُ نَعْسَة على غَدَنْ

وبَطَنَ الشيءُ بُطوناً، إذا غَمَضَ. وبَطَنْتُ البعيرَ، إذا ضربت بطنه. قال الراجز:

إذا ضَربتَ موقَراً فآبْطُنْ لَهْ

فوق قُصيراه وتحتَ الجُلَّهْ

والبِطان: حِزام الرَّحل، وأكثر ما يُستعمل للقَتَب. والأبْطَنان: عِرْقان يكتنفان البطنَ. ورجل مبطون في بطنه داء. والبُطَين: نجم من نجوم السماء، وهو بطن الحَمَل فيما يقال، والله أعلم. والعرب تزعم أن البُطَين لا نَوْءَ له إلاْ الريح. والبُطَين: فرس معروف من خيل العرب، وكذلك البِطان، وهو أبو البُطَين. والبَطين: رجل من الخوارج معروف. قال الشيباني:

فمنا يَزيدٌ والبَطينُ وقَعْنَب

 

ومنّا أمير المؤمنين شَبيبُ

يعني شَبيب بن يزيد الخارجي.

وعدا فلان شأواً بَطيناً، أي بعيداً. قال الشاعر:

وبَصبصنَ بين أداني الغَضا

 

وبين عُنيزةَ شَاواً بَطينـا

وطَبِنَ الرجلُ طَبانة، إِذا فَطنَ فطانة. ورجل طبِنٌ فَطِنٌ. ورجل طُبنة: فَطِنٌ. وطَبَنْتُ النارَ، إذا دفنتها لكيلا تَطْفَأ لغة يمانية. والطّابون: الموضع الذي تُدفن فيه النار. والطبْن: لعبة يُلعب بها. قال الشاعر:

أعني الخُؤولةَ والعمومَ فَهُمْ

 

كالطِّبن ليس لبيته حَـوَلُ

 

وهو الذي يسمَّى سِدرَك فارسي معرَّب. والطُّنْب: طُنْب الخِباء وغيره، وهو الحبل الذي يُشدّ إلى أطنب، الوَتد، والجمع أطناب. وطنَّبت الخِباءَ تطنيباً، إذا مددته بأطنابه. والإطنابة: سَيْر يشدّ في طرف وتر القوس العربية. والإطنابة أيضاً: سَيْر يُشدّ في طرف سَيْر الحِزام يكون عوناً لسيره إذا قلق. قال الشاعر:

حتى استغاثت بأهل المِلْح ضاحيةً

 

يَرْكُضْنَ قد قَلِقَتْ عَقْدُ الأطانيبِ

وقد سمَّت العرب إطنابة، وهي أم عمرو بن الإطنابة الشاعر، فارس من فرسان الأنصار في الجاهلية قبل أن يسمَّوا الأنصار. والطنَب: مصدر طَنِبَ الفرس يَطْنَب طَنَباً، إذا طال ظهره والفرس أطْنَبُ والأنثى طَنْباء. وأطنب الرجلُ في المدح والذمّ، إذا بالغ فيهما. والنُّبَط: جيل معروف، وهم النبيط والأنباط. وفرس أنبَطُ بَيِّنُ النبَط، إذا كان في بطنه بياض وفي كشحيه يتصاعد. قال ذو الرمّة:

كلون الحصان الأنْبَطِ البطنِ قائماً

 

تمايلَ عنه الجُلُّ واللون أشقـرُ

ونَبَطْت البئرَ وأنبطتها، إذا استخرجت ماءها. وكل شيء أظهرته بعد خفائه فقد أنبطته واستنبطته. واستنبطت من فلان علماً أو خبراً أو مالاً، إذا استخرجته منه. والنُبْطة: الماء المستخرج. والنَّبَط: أوّل ما يظهر من ماء البئر إذا حفرتها. واستنبطتُ هذا الأمر، إذا فكّرت فيه فأظهرته. ورجل لا يُنال له نَبَط، إذا كان داهياً لا يُدْرَك غَوْرُه. قال كعب بن سعد الغنوي:

قريب ثراه لا يَنال عَـدَوُّه

 

له نَبَطاً عند الهَوان قَطوبُ

والنَّطْب: ضربُك بإصبعك أذُنَ الرجل نَطَبْتُه أنطُبه نَطْباً. ويقال للرجل الأحمق: مَنْطَبة. وزعموا أن المَنْطَبة المِصفاة يصفَّى فيها الخمرُ، ولا أدري ما صحَّته. وقالوا: النَّطْب: السِّبِسْتانُ.

 

ب-ط-و

وَبَطْتُ حظَّ الرجل أبِطُه وَبْطاً، إذا أخْسَسْته أو وضعت من قدْره. ومن دعاء النبيّ صلى الله عليه وسلّم: "اللهمَّ لا تَبِطْني بعدَ إذ رفعتَني". ورجل وابِط، إذا كان خسيساً.

وكلمة للعرب يقولون للداخل أو للقادم: "أوبَة وطَوْبَة"، يريدون الطِّيب، وأصل الطِّيب من الواو، وقلبت الواو ياءً لكسر ما قبلها لأنهم يقولون: طوبَى له، فهو من ذلك، واللهّ أعلم. والطُوبة: الآجُرَّة: لغة شامية، وأحسبها رومية. والوَطْب: سِقاء اللبن خاصّة، والجمع وِطاب وأوطاب. قال أمرؤ القيس:

وأفْلَتَهُنّ عِلْباء جَـريضـاً

 

ولو أدرَكْنَه صَفِرَ الوِطابُ

صَفِر: خلا. يعني خيلاً، يقول: لو أدركنه لقتلنَه فخلت الوِطاب من اللبن، أي كان يُقتل ويساق المال. والجَرَض: الغَصَص. قال الشاعر:

كأنّ الفتى لم يَغْنَ في الناس لـيلةً

 

إذا ما التقى اللَّحيانِ عند الجَريضِ

ويقال للمرأة العظيمة الثديين: وَطْباء، تشبيهاً بالوَطْب.

 

ب-ط-ه

البَطَّة هذا الطائر: ليس بعربي محض. والبَطَّة: إناء كالقارورة، عربي صحيح، أحسبها لغة شامية وخبّروا عن رَجاء بن حَيْوَة أنه قال: كنت مع عمر بن عبد العزيز فضعف السِّراجُ فقال: يا رجاء، أما ترى? فقلت: أقوم فأصلحه. فقال: إنه لَلؤم بالرجل أن يستخدم ضيفَه. فقام فأخذ البطَّة فزاد في دهن السِّراج، ثم رجع وقال: قمت وأنا عمر بن عبد العزيز ورجعت وأنا عمر بن عبد العزيز.

والطِّبَّة، والجمع طِباب: قطعة من أدم مستطيلة، وربما سمِّيت الجلدة التي تُخرز على فم الدَّلو طِبَّة، وتُجمع طِباباً وطِبَباً. ويقال: هَبَطَ الشيءُ يهبِط هُبوطاً، إذا انحدر، فهو هابط. والهُبوط: ضد الارتفاع. وهَبَطْتُ الشيءَ وأهبطته، لغتان فصيحتان. قال الراجز:

ما راعني إلاّ جَناح هابطا

على البيوت قَوْطَهُ العُلابِطا

جَناح: اسم رجل والقَوْط: القطيع من الغنم والعُلابِط: الكثير.

 

ب-ط-ي

الطُّبْيُ والطِّبْيُ، والجمع أطْباء: ضَرْع الفرس وغيرها من الحافر، وكذلك هو للسباع أيضاً. قال الشاعر:

نَسوفٌ للحِزام بمِرْفَقيها

 

يَسُدُّ خَواءَ طُبْيَيْها الغُبارُ

يقال: نسَفَه، إذا نحّاه. والخَواء: الهواء بين الشيئين هاهنا. قال الشاعر:

يبدو خَواءُ الأرض من خَوائهِ

الهاء فيه للظليم. والطِّيب: معروف. والطَّيِّب: خلاف الخبيث. وأصله الواو، وقد مرّ ذكره. والمدينة تسمَّى طَيْبَة، سمّاها بذلك النبي صلّى الله عليه وسلّم. وللباء والياء والطاء مواضع في الاعتلال تراها إن شاء اللهّ.

 

باب الباء والظاء

وما بعدهما من الحروف

في الثلاثي الصحيح

ب-ظ-ع

أهملت في الثلاثي وكذلك حالها مع الغين والفاء والقاف والكاف واللام والميم والنون والواو.

 

ب-ظ-ه

استُعمل من وجهوهها: بهظني الأمرُ بَهْظاً، إذا غلبني، والأمر باهظ، والمفعول به مبهوظ.

والظُّبَة ظُبَة السيف، منقوص، تراها في بابها إن شاء الله.

 

ب-ظ-ي

البَيظ، زعموا، مستعمل، وهو ماء الفحل، ولا أدري ما صحَّته، وقال قوم: هو ماء المرأة. والظَّبية: فَرْج الفرس. والظَبي: واحدة الظِّباء. والظَّبي: كثيب رمل معروف. قال امرؤ القيس:

وتعطو برَخْصٍ غيرِ شثْنٍ كأنه

 

أساريعُ ظبيٍ أو مساويك إسْحِل

والظَّبي: جراب من جلد ظبي. قال الهذلي:

له ظَبـية ولـه وَفـضةٌ

 

إذا أنفضَ القومُ لم يُنْفِضِ

والظبية: خريطة يجعل الراعي فيها أداته. وقال آخر، وهو هذلي:

ويَحْسِبُ نفسَه مَلِكاً إذا ما

 

توسَّد ظبيةَ الأقِطِ الجُلالِ

والظَّبي: مِيسم يسمّى الظَّبي، هكذا قال الأصمعي وأنشد لعنترة:

عمرَو بن أسودَ فا زَبّاءَ قـارِبةٍ

 

ماءَ الكُلاب عليها الظبيُ مِعناقِ

باب الباء والعين

مع باقي الحروف

في الثلاثي الصحيح

ب-ع-غ

أهملت.

 

ب-ع-ف

أهملت.

 

ب-ع-ق

انبعقَ المطرُ انبعاقاً، إذا اشتدّ، وهو البُعاق والبِعاق. وكثر ذلك في كلامهم حتى قالوا: انبعق فلان علينا بكلام كثير. والبَقَع: سواد وبياض في ألوان الكلاب وغيرها. والبَقيع: موضع.

والبُقعة من الأرض: القطعة منها، والجمع بِقاع. ومثل من أمثالهم: "يُدال من البقاع كما يُدال من الرجال". ورجل باقعة، إذا كان داهياً. وهاربة البَقْعاء: بطن من العرب، وهم إخوة بني ذُبيان. وبَقْعاء: موضع، معرفة لا يدخلها الألف واللام. وعَبِقَ الطِّيبُ بالثوب وغيره، إذا لَصِقَت رائحتُه به. ومن ذلك قولهم: عَبِقَ هذا الكلام بقلبي. ويقال: جاء فلان على عقِب فلان، إذا جاء على أثره. وجئتك في عَقب رمضانَ. وقال أبو عثمان المازني: يقال: جئتك في عَقِب رمضان، إذا جئت وقد بقيتْ منه بقية وفي عَقْب رمضانَ، إذا جئت وقد مضى. وعَقْب الإنسان: معروف، يحرَّك ويسكَّن فيقال: عَقْب وعَقِب. ويقال: وطىء الرجالُ عَقْبَ فلانٍ، إذا مشوا في أثَره. وعَقَب الإنسان والدابّة: معروف، في معنى العَصَب. وأعقب الله فُلاناً عُقْبَى نافعةً، وعاقبه الله عِقاباً ومعاقبة وعقوبة. وتعاقب الرَّجلان، إذا ركب أحدُهما ونزل الآخر، فكل واحد منهما عَقيب لصاحبه، والموضع الذي يُركب منه: والعاقب: الذي يجيء في أثر صاحبه. ومنه قول النبي صلى اللهّ عليه وسلم: "أنا العاقِبُ"، لأنه ختمَ الأنبياءَ. والمُعْقِب والمعقِّب: الذي يجيء مرّة بعد أخرى. قال امرؤ القيس:

ويَخْضِد في الآريِّ حتى كأنما

 

به جِنَّة من طائفٍ غيرِ مُعْقِبِ

أي لا يُفَتِّره. وقال الآخر:

حتى تَهَّجَر في الرواح وهاجَهُ

 

طَلَبُ المعقِّبِ حَقَه المظلـوم

ويقال: عقَّب الغازي، إذا قفل ثم رجع ولم يُقِمْ في أهله. والعَقَبَة: المَصْعَد في الجبل، والجمع عِقاب. والعُقاب: الطائر المعروف. وسمِّيت الراية عُقاباً تشبيهاً بالطائر. والعُقاب: حجر يُخرج من طيّ البثر يقف عليه المشرف فيها. والعُقاب: خيط صغير يُدخل في خُرْتَي حَلْقة القُرْط يشدّ به، فالقُرْط معقوب إذا فُعل به ذلك. وعُقْبَة الطائر: مسافة ما بين ارتفاعه وانحطاطه. وتقول العرب: عُقْبَة العُقاب ثمانون فرسخاً. والعُقَّيب: طائر معروف. والعُقَيب: موضع معروف.

والقَبْع والقَبَع من قولهم: قَبَعَ الخِنزيرُ، إذا أدخل رأسه في عنقه، وكذلك القُنْفُذ، قَبْعاً وقُبوعاً.

 

وجارية قُبَعَة طُلَعَة، إذا تخبأت مرّة وظهرت أخرى. والقُبَّعة: خِرقة تخاط كالبُرْنُس يلبسها الصبيان، تسميها العامة القُنْبَعة. والقَوْبعة: دُوَيْبَّة صغيرة. والقُبَاع: مِكيال واسع. وكان ابن الزُّبير ولّى رجلاً من بني مخزوم البصرةَ فنظر إلى مكيالهم الذي يقال له القَنْقَل، فقال: إنه لقُباع، فلُقَب القباع. وقَبيعة السيف: الحديدة التي على طرف قائمه، تكون من حديد أو فضَّة. ويقال للمرأة الواسع الفَرْج: قُبَاع.

والقَعْب: معروف، وهو القَدَح من الخشب، والجمع قِعاب. والقَعْبَة: إناء يُستعمل. وحافر مقعَّب: مشبَّه بالقَعْب.

 

ب-ع-ك

البَعْك: الغِلَظ والكَزازة في الجسم، وبُعْكوكة الناس: مجتمعهم. ومنه اشتقاق بَعْكَك، وهو اسم رجل من قريش، وهو أبو أبي السنابل بن بَعْكَك. ويقال: دخل في بُعْكوكة القوم، أي جماعتهم. وتبعككَ القومُ، إذا ازدحموا. والبَكْع: القطع بَكَعْته بالسيف وبكَّعته، إذا ضربت أطرافه. والعَبْك: خلطُك الشيءَ بالشيء عَبَكْته عَبْكاً. ويقال: ما ذقت عنده عَبَكَةً ولاَ لَبَكَةً، فالعَبَكة: ملءُ الكفّ من السَويق أو القطعة من الحَيْس، واللَّبَكة: اللقمة من الثريد. والعَكَب: غِلظ الشفتين، أَمة عَكْباءُ. وبه سمِّي الرجل عَكبّاً. وعَكِبَ الرجلُ، إذا غلظت شفتُه. وعَكَبَ يومنا، إذا كثر غبارُه.

والعِكَبّ، زعموا: الذي لأمه زوج، ولا أعرف ما صحّة ذلك. والعَكوب: الغُبار. ومنه اشتقاق عكابة، وهو اسم.

والكَبْع ذكر الخليل أنه المنع كَبَعْتُه عن كذا وكذا أكبَعه كَبْعاً، إذا منعته عنه. والكُبَع، زعموا: دابّة من دوابّ البحر، وليس بثَبْت. والكَعْب: معروف، كعب الإنسان وكعب الدابة، والجمع أكعب، كِعاب وكُعوب، وكذلك كعب القناة. وجارية كَعاب وكاعِب، إذا كَعَبَ ثدياها، والتكعيب: أن يصير له حجم والجمع كواعب. والكَعْب: القليل من رُث السَّمن يبقى في أسفل النِّحْي. والكَعْبة: معروفة، سمِّيت بذلك لتكعيبها أي لتربيعها، من قولهم: كَعَّبْتُ الثوب، إذا طويته مربَّعاً. وذو الكَعَبات: بيت كانت تحجّه ربيعة في الجاهلية. وأنشد:

أهل الخَوَرْنَقِ والسَّديرِ وبارِقٍ

 

والبيتِ ذي الكَعَباتِ من سِنْدادِ

هكذا رواه أبو عبيدة. ورواه الأصمعي: والبيتِ ذي الشُّرُفات.

 

ب-ع-ل

البَعْل: الزوج. وبَعْلُ الشيء: رَبُّه ومالكه. وقال بعض أهل التفسير في قول اللّه عز وجل: "أتَدْعون بَعْلاً وَتَذَرون أحسنَ الخالقين". أي رباً. وذكر أبو عبيدة أنه صنم. قال ابن عباس، رضي اللّه عنه: لم أدرِ ما البعل في القرآن حتى رأيت أعرابياً فقلت: لمن هذه الناقة. فقال: أنا بَعْلُهَا، أي ربّها. والبعل: النخل الذي يشرب بعروقه ويستغني عن المطر. وأنشد:

هنالك لا أبالي نَخْلَ سَقْيٍ

 

ولا بَعْل وَإِن عَظمَ الإتاءُ

وفي حديث النبي صلَّى الله عليه وسلّم لأكيدر بن عبد الملك: "لكم الضّامنةُ من النَّخل، ولنا الضاحية من البَعْل، لا تردّ قَاصيتُكم، ولا تُعدّ فارِدتكم". واستبعلَ النخلُ، إذا صار بَعْلاً. وامرأة حسنة البِعال والمباعَلة والتبعّل، إذا كانت حسنةَ الطّاعة لزوجها. وفي الحديث: "إِنَّها أيّامُ نُعْمٍ وطُعْم وبِعال"، يعني أيام التَشريق ويقال: أيام أكل وشرب وبِعال. وبَعِلَ الرجل بالأمر، إذا ضاق به ذَرْعاً. وأصبح فلان بَعْلاً على أهله، أي ثِقْلاً عليهم. وبَعِلَ الرجل فِي الشيء يبعَل بَعَلاً، إذا تحيّر فيه، مفتوح العين. وبَعِلَ الرجل، إذا خَرِقَ من فزعٍ فلم يتحرّك. وبَلِعْتُ الشيءَ أبلَعه بَلْعاً وَابتلعته ابتلاعاً. والبلُّوعة: حفرة في الأرض تبتلع الماء. ورجل بُلَعٌ: كثير الأكل، وكذلك امرأة بُلَعَة. وسعْدُ بُلَعَ: نجم من نجوم السماء. وبنو بُلَعَ: بطن من قُضاعة. وبَلْعاء بن قيس الكِناني: اسم رجل من سادات العرب. ورجل عَبْل، إذا كان غليظاً. وكذلك كل غليظ من الدوابّ. والمصدر العَبالة والعُبولة. وألقى فلان على فلان عَبالته، أي ثِقْله. والعَبَل: تساقُط ورق الشجر من الهَدَب خاضة، نحو الأثْل والطرفاء والمَرْخ. وربما قيل: أعبلَ الشجرُ يُعبِل إعبالاً، إذا أورق، فهو مُعْبِل. قال الشاعر:

إذا امتدَّت الشمسُ اتَّقَى صَقَراتِها

 

بأفنانِ مَربوع الصَّريمةَ مُعْبِـلِ

الصَّقَرة: شدَّة وقع الشمس على الرأس. والأعبل: حجر عظيم أبيض لا يكون إلاّ كذلك. والعَبْلاَء: صخرة عظيمة. قال الحارث بن حِلِّزة يصف رئيسي حَيَّيْن:

حولَ قَيسٍ مستلئمين بكَبْشٍ

 

قَرَظيِّ كأنـه عَـبْـلاءُ

منسوب إلى القَرَظ، أراد أن ينسبه إلى بلد بعينه فقال: قَرَظيِّ، فنسبه إلى وادٍ بعينه باليمن كثير القَرَظ. والعَبْلاء: موضع معروف. والعَبَلات: بطن من بني أميّة الصغرى من قريش، وإنما نُسبوا إلى أمّهم عَبْلة، إحدى نساء بني تميم. وبنو عَبيل: قبيلة من العرب العاربة قد انقرضوا. وكان ابن الكلبي يقول: عَبيل أخو عاد، وهو عاد بن إرَم.

والعَلْب: الأثر في الجسد وغيره، والجمع عُلوب. قال الشاعر:

إليكَ هَدانِي الفرقدانِ ولاحِبٌ

 

له فوق أجواز المِتان عُلوبُ

ونظر أعرابي إلى رجل قد أثَّر السجود في جبهته فقال: علامَ تَعْلُبَ صورتَك. والعُلْبة: وعاء من جلدِ جَنبِ بعيرٍ يتَّخذ كالعُسّ يُحتلب فيه، والجمع عِلاب وعلَب. قال الشاعر- وأحسبه للربيع بن ضَبُع الفزاري:

صاح أبصرتَ أو سمـعـتَ بـراع

 

رَدَّ فِي الضَّرع ما قَرَى في العِلاب

انقَضَتْ شِرَّتي وأقصر جـهـلـي

 

واستراحت عواذلي من عـتـابـي

ويقال: استعلبَ الجلد، إذا غلُظَ. والعِلباوان: عَصَبتان تكتنفان العُنُق، فإذا قصدت العِلباء بعينه فهو مذكَر والجمع علابيّ. وعَلَبْتُ الرُّمْحَ فهو معلوب، وعلَّبته فهو معلَّب، إذا عصبته بالعِلْبَاءِ. قال الشاعر:

منه ولْدِتُ وَلم يُوشَب به حَسَبي

 

لَيُّا كما عُصِب العِلباء بالعُـودِ

وسيف معلوب: مثلَّم. وكان سيف الحارث بن ظالم يسمَّى المعلوب، اسم له لازم. وقال الحارث:

أنا أبو ليلى وسيفي المعلوبْ

هل ينْجِيَنْ ذَوْدَكَ ضَرب تشذيبْ

والعِلْبَة، بكسر العين، والجمع عِلَب: غصن عظيم من شجرة تُتَّخذ منه مِقْطرة لغة أزدية. قال رجل من طاحِية يصف رجلاً جعل رجله في المِقْطرة:

في رجله عِلْبَة خَشناءُ من قَرَظٍ

 

قد تَيَّمَتْه فبالُ المرء متـبـولُ

أي ضعيف. واللَّعِب: ضد الجِدّ لَعِبَ الصِّبيانُ لعباً، وكذلك كل هازلٍ لاعب. وطائر مُلاعب ظِلِّه. واللعْبة: ضرب من اللَّعِب يلعب به الناس. يقال: لَعِبَ الصِّبيان لُعبةَ كذا وكذا. ورجل لعْبَة: يُلعب به. ولُعَبَةَ: كثير اللعب. واللَّعْباء: موضع. قال الشاعر:

رحَلْناها من اللَّعْباء قَصْراً

 

فأعجلْنا إلاهةَ أن تَؤوبـا

قصْراً، أي عشِيُّاً القَصر والعَصر واحد، يقال: صلاة العصر وصلاة القصر إلاهة: يعني الشمس. ومصدر لعبت لَعِباً تِلِعّاباً. واللُّعاب: ما يسيل من فم الصبي من ريقه. يقال: لِعب الصبيُّ ولَعَب، إذا سال لُعابُه. وينشَد بيت لبيد:

لَعِبْتُ على أكتافهم وحُجورهـم

 

صغيراً وسمَّوني مُفيداً وعاصِما

ويُروى: لَعَبْتُ، أي سال لُعابِي عليهم. ولُعاب الحية: سمّها. ولُعاب الشمس: ما تراه كأنه ينحدر من السماء إذا حَمِيت الشمسُ وقام قائمُ الظهيرة. ويقال: لعبتِ الريحُ بالمنزل، إذا درستْه. ومَلاعب الريح: مَدارجها. ويقال: تركته فىِ ملاعب الجن، أي حيث لا يُدرى أين هو. وسمِّي عامر بن مالك: ملاَعِب الأسَّنة، قال قوم يومَ السُّوبان، وقال آخرون: يومَ السُّلان، سمّاه بذلك ضِرار بن عمرو الضَبّي. قال أوس بن حجر:

فرَدَّ أبو ليلى طُفيلُ بن مالكٍ

 

بمنعرَج السُّوبان لو يتقصَّعُ

يلاعب أطرافَ الأسَّنة عامرٌ

 

وصار له حَظُّ الكتيبة أَجمعُ

أي يدخل القاصِعاءَ- وهذه إحدى جِحَرَة اليَربوع- من الخوف. واللعّاب: فرس من خيل العرب، معروف.

 

ب-ع-م

أهملت في الثلاثي إلاّ في قولهم: رجل عَبام، وهو الثقيل من الرجال، وستراه في بابه إن شاء الله.

 

ب-ع-ن

يقال: بعير عَبَنَّى: غليظ شديد، وناقة عَبَنّاة. والعِنَب: معروف. والعِنَبَة: بَثْرة تخرج بالإنسان تُعدي، كانت العرب تحذر عدواها. والعُنّاب: عربي معروف. والعُنَاب: موضع. والعُنَاب: ما تقطعه الخاتنة من الجارية. ورجل عُنَاب: عظيم الأنف. وعيْنَب: موضع. والنَّبْع: شجر معروف تتَخذ منه القسِيّ، فإذا كان في رؤوس الجبال فهو نَبْع، وإذا كان في السَّهل فهو شَوْحَط. ونَبَعَ الماءُ يَنْبُع نَبْعاً، إذا خرج من عين أو غيرها. ومَنابع الماء: مخارجه من الأرض. واليَنْبوع: الجدول الكثير الماء. ويَنْبُع: موضع بين مكَّة والمدينة. ونُبايع: موضع. قال الشاعر:

فكأنها بالجِـزْع جِـزْع نُـبَـايعٍ

 

وأولاتِ ذي العَرْجاء نَهْبٌ فجْمَعُ

وآنباع العَرَق، إذا سال. وكل راشحٍ مُنباع. وآنباع الرجل، إذا وثب بعد سكون. ومثل من أمثالهم: "مُخْرَنْبِق ليَنْباعَ" أي ساكن ليَثِبَ. ومواضع هذا في المعتّل كثيرة تراها إن شاء اللّه.

ونَعَبَ الغرابُ يَنْعَب وَيَنْعُب نَعْباً ونَعيباً ونَعَباناً. ونَعَبَت الناقةُ، وهو ضرب من السَّير. قال الشاعر:

ومُقْوَرَّة الأَلياطِ أما نَهارُها

 

فَسَبْتٌ وأما ليلُها فهي تَنْعَبُ

السَّبْت: ضرب من السير هاهنا، المُقْوَرَة: الضامرة اليابسة والألياط: جمع لِيط، وهو ظاهر الجلد. وبنو ناعِب: حيّ من العرب، وأحسب أيضاً أن بني ناعبة بُطين منهم.

 

ب-ع-و

البَعْوُ: الجِناية بعا يَبْعو بَعْواً، إذا جنى. قال الشاعر، يصف أنه رهن بنيه في حرب كانت بينه وبين قوم آخرين:

وإبسالي بَنِيَّ بغـير جُـرْم

 

بَعَوْنـاه ولا بـدمٍ مُـراقِ

لقيتم من تدَرُّئكم عـلـينـا

 

وقتل سراتكم ذاتَ العَراقي

تدرَّأ عليه، إذا تنزَّى وحمل نفسه على مكروه صاحبه الذي يجاريه. وذت العَراقي: الداهية.

وباع الرجل يَبوع بَوْعاً، إذا مدَّ باعه، وتبوَع تبوُّعاً. وكذلك تبوَّع البعيرُ، إذا مدَّ ضَبْعَيْه في سَيره. والعِبء مهموز، وهو الثِّقْل، وستراه في بابه إن شاء اللهّ.

وعَبَوْتُ المَتاع عَبْواً، إذا عَبَّيْتَه، لغة يمانية. والوَعْب من قولهم: وَعَبْت الشيء واستوعبتُه، إذا أخذته أجمعَ. واستوعب الرجلُ أنفَ الرجل أو العضو من أعضائه، إذا قطعه فاستأصله وكذلك أوْعَبَة أيضاً، فهو مُوعِب والأنف موعب. وأوعبت الشيء في الشيء، إذا أدخلته فيه. والوِعاب: مواضع واسعة من الأرض، الواحد وَعْب. ويقال: طريق وَعْبٌ، إذا كان واسعاً.

 

ب-ع-ه

الهُبَع: ما نُتج في الصيف أولاد الإبل. ومن هذا قولهم: ما له هُبعٌ ولا رُبَعٌ.

 

ب-ع-ي

البَيع: مصدر باع يبيع بَيْعاً. والبيع أيضاً: الشِّراء. قال الراجز:

إذا الثريا طَلَعَتْ عِشاءَ

فبِعْ لراعي غَنَمٍ كِساءَ

أي اشتر له. والبِيعة، والجمع بِيَع: بيت للنصارى يجتمعون فيه. والعَيْبة: وعاء يجعل فيه الرجل نفيسَ مَتاعه. والعِبِّيّة: التكبّر. والعَيْب: مصدر عاب يعيب عَيْباً. وللباء والعين والياء مواضع في المعتل تراها إن شاء الله.

 

باب الباء والغين

مع ما يليهما من الحروف

في الثلاثي الصحيح

ب-غ-ف

أهملت.

 

ب-غ-ق

الغَبوق. شُرب العَشِيّ. والغَبَقَة: خيط أو فِرْقة يًشدّ في الخشبة المعترضة على سَنام الثور إذا كان يَكْرُب أو يَسْني.

 

ب-غ-ك

أهملت.

 

ب-غ-ل

البَغْل: معروف واختلفوا في اشتقاقه، فقال قوم: من التبغيل، وهو ضرب من سير الإبل. قال الراعي يصف حاديَ إبل:

وإذا ترقَّصَتِ المَفاوزُ عارَضَتْ

 

رَبِذاً يبغِّلُ خَلْفَهـا تـبـغـيلا

وقال زهير:

هل تبْلِغَنيَ أدنى دارهم قُلُص

 

يزجي أوائلَها التَبغيلُ والرَّتَكُ

وقال قوم: بل التبغيل من الغِلَظ وصلابة الجسم. ويقال: نكح فلان في بني فلان فبغلَّهم، أي هجَّن أولادَهم. وكلامَ بَلْغ وبليغ في معنى واحد. وبلَّغت الرسالة تبليغاً. وبَلُغَ الرجلُ بَلاغةً، إذا صار بليغاً. ومن أمثالهم: "أحمقُ بَلْغ"، أي أحمق يبلغ ما يريد. والبُلغة: القوت يتبلّغ به الإنسان. وغَلَبَ يغلِب غَلْباً وغَلَباً، وهي أفصح اللغتين. وتقول: لمن الغَلَبُ وَالغَلَبَة، ولا يقولون: لمن الغَلْب. ورجل غُلُبَّة: كثير الغَلَب. ورجل أغلب بينُ الغَلَب من قوم غُلْب، إذا كان غليظ العنق، والأسد أغلبُ، والأنثى غَلْباءُ. قال الراجز:

ما زلتُ يومَ البَين ألوي صَلَبي

والرأسَ حتى صرتُ مثلَ الأغْلَبِ

الصَّلَب: الصُّلْب، لغة تميمية. والأغلب: الذي يَشُقُّ عليه الالتفات. ويقال: غُلَبَ الرجلُ على فلان، إذا حُكم له بالغَلَب عليه. وغلبَ الرجل الرجلَ مُغالبةً وغِلاباً. والمَغْلَبَة: الاسم من الغَلَب. يقال: كانت المَغْلَبَة لفلان. قال الراجز:

يَدْفَعُ يومَ المَغْلَبَهْ

يُطْعِمُ يومَ المَسْغَبَهْ

وغَلابِ: اسم معدول عن الغَلَب، في وزن حَذام. وقد سمّت العرب غالِباً وغُليباً وتغلِب وغَلاباً.

واللَّغَب: التعب والإعياء يقال: لَغِبَ يلغَب لَغَباً ولَغَبَ لُغوباً، وهي أفصح اللغتين. وفي التنزيل: "وما مسّنا من لَغْوب".

وسهم لَغْبٌ إذا كانت قُذَذه بُطْناناً. قال الشاعر يصف رجلاً طلب أمراً فلم يَنَلْه:

فرَميتُ كَبْشَ القوم معتمداً

 

فنَجا وراشُوه بذي لَغْـبِ

ورجل لَغْب: بَيِّنُ اللَّغابة واللًّغوبة. وأخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي قال: قال أبو عمرو بن العلاء: سمعت أعرابياً يمانياً يقول: فلان لَغوب جاءته كتابي فاحتقرها. فقلت: يقول: جاءته كتابي، فقال: أليس بصحيفة? فقلت له: ما اللَّغوب? فقال: الأحمق. وأحسب أن هذا عن يونس، ولا أدري من نقله عنه.

 

ب-غ-م

بَغَمَت الظبيةُ بُغاماً، إذا صاحت. ويُخَص بذلك الإناث، والنَّزيب للذكور. وأحسب أنهم سمّوا المرأة بَغوماً من هذا.

 

ب-غ-ن

النَّغْب: الجَرْع، نَغبَ الرجلُ الماءَ نَغْباً. والنُغْبة: الخرْعة، والجمع نُغَب. قال ذو الرمّة يصف حميراً وردت الماء ولم تَرْوَ:

حتى إذا زَلِجَتْ عن كل حَنجرةٍ

 

إلى الغليل ولم يَقْصَعْنَه نُغَـبُ

الغليل: حرارة الجوف يقال: قصع صارتَه، إذا شرب حتى يَروى. والغَبْن: مصدر غَبِنَ الرجلُ في البيع غَبْناً وغَبَناً فهو مغبون في البيع، إذا نقصه. وغَبنَ دينُه وعقله، فهو غَبين في العقل والدِّين هكذا أكثر ما يُتكلم به. ونَبِغَ الرجلُ ينبِغ وينبُغ، إذا قال الشعر بعد ما يسنَّ أو يكون مفحَماً ثم ينطق. وبه سمِّيت النوابغ: الذبياني والجَعدي والشَّيباني. وكل شيء ظهر فقد نَبَغَ يقال: نَبَغَ علينا من فلانٍ شَر، أي بدا لنا. وتَنْبُغ: موضع.

 

ب-غ-و

البَغْوَة: التَّمرة قبل أن يستحكم يُبْسُها. وتَبَوَّغَ الدمُ، إذا هاج تبوغاً، وتَبيَغ تبيُّغاً. والبَوْغاء: التراب. وفي فلان غَبْوَة وغَباوة، أي غَفْلة وحماقة. ووبَغت الرجل، إذا عِبْتَه وطعنتَ عليه.

والأوْبَغ: موضع. والوَغْب: الرجل الضعيف، والجمع أو غاب.

 

ب-غ-ه

هَبَغَ الرجلُ هبوغاً، إذا نام، وهو هابِغ. والغَيْهَب: سواد الليل، الياء زائدة، وستراه في بابه إن شاء الله. وكل أسودٍ غيهبٌ. وغَهَبْتُ القومَ، إذا مررت بهم فلم تشعر بهم، زعموا.

 

ب-غ-ي

البَغْي، معروف: الفساد. يقال: بَغتِ المرأةُ، وهي تبغي بغاءً، إذا فجرت. وامرأة بَغِي، أي فاسدة. قال الأصمعي: البَغِيّ: الأمَة. وأنشد:

فَخَرَ البَغيُّ بحِدْجِ رَبَّ

 

تها إذا ما الناس شَلُّوا

وقد جاء في بعض حديث العرب: "وقامت على رؤوسهم البغايا". وقال الأعشى:

والبَغايا يَرْكُضْنَ أكسية الإضْر

 

ريج والشَّرْعَبـيَّ ذا الأذيالِ

والبِغاء، ممدود: الزِّنى قال الله تعالى: "ولا تُكْرِهوا فتياتِكم على البِغاء". والبغايا: الرَّبايا، وهو الرُّبيئة، وهو الدَّيْدَبان. وبَغَى الجُرحُ يَبغي بَغْياً، إذا ترامى إلى فساد. وبَغَى الرجلُ حاجتَه يبغيها بُغاءً، إذا طلبها. قال القُلاخ:

أنا القُلاخ في بُغائي مِقْسما

آليْت لا أسأمُ حتى يَسأما

ويقال: دفعنا بَغْيَ السماء عَنّا، أي شَدّتها ومعظم مطرها. وتبيغ الدم، إذا هاج. والغيب: كل ما استتر عنك يقال: اطلبه في ذلك الغَيب من الأرض، أي المطمئن منها. والغَيابة: الموضع الذي يستتر فيه. والغِيبة: معروفة، والغبيّ: القليل الفهم.

 

باب الباء والفاء

مع ما يليهما من الحروف

في الثلاثي الصحيح

ب-ف-ق

أهملت إلى آخرها.

 

باب الباء والقاف

مع ما يليهما من الحروف

في الثلاثي الصحيح

ب-ق-ك

أهملت.

 

ب-ق-ل

البَقْل: العُشب وما يُنبت الربيعُ بَقَلَتِ الأرضُ وأبْقَلت، لغتان فصيحتان، إذا أنبتت البَقْلَ. والمثل السائر: "لا تُنبت البَقْلَةَ إلا الحَقْلَةُ"، والحَقْلة: القراح الطَّيِّب الطِّين. وبَقَلَ وجهُ الغلام وبقّل، إذا ابتدأ فيه الشَّعَر. والباقِلاء: معروف، عربي صحيح. وبنو باقِل: بطن من العرب. وبنو بُقَيْلة: بطن أيضاً، عِباد بالحيرة. والبُقْل: بطن من الأزد، وهم بنو باقل. ويقال: دابَّة أبلَقُ بَيِّنُ البَلَق والبُلْقة. وإبلاقَّ الدابّةُ وأبْلَقّ. وقال قَوْم: بَلُق الدابّةُ، وهذا لا يُعرف في أصل اللغة. والبَلَق: الفسطاط. والبَلَق أيضاً: الباب في بعض اللغات. وباليمن حجارة تُضيء ما وراءها كما يضيء الزجاج تُسمّى البَلَقَ. والأبْلَقُ الفردُ: حصن بتَيْماء كان للسَّموأل بن عادِياء. قال الأعشى:

بالأَبلق الفَرْد من تَيماء مَنْزِلُـهُ

 

حِصْن حصين وجار غيرُ غدّارِ

ومثل من أمثالهم: "تمرَّدَ ماردٌ وعَزَّ الأبلقُ"، وهما حِصنان لهما حديث. وزعموا أن الزبَّاء قالته. ومن أمثالهم: "طلب الأبْلَق العقوق"، إذا طلب ما لا يمكن. قال الشاعر:

طَلَبَ الأبلقَ العَقُوقَ فلمَّـا

 

لم يَجِدْه أراد بَيْضَ الأنُوقِ

كأنه طلب شيئاً لم يُدركه، فطلب ما هو فوقه. لا يقال: الأبلق إلا للذكر، والعَقوق إلا للإناث. والبَلْقاء: موضع بالشام. والبَلُّوقة: أرض قَفْر، تزعم العرب أنها من مساكن الجن. وربما قالوا: بُلُّوقة بضم الباء، والفتح أكثر، والجمع بلالِق. ويقال: انبلق الباب، إذا انفتح. وأخبر الأصمعي أن أعرابياً دخل البصرة فصادف قوماً يدخلون دار العُرْس، فأراد أن يدخل فدُفع فقال: انبلق لي باب فاندفقتُ فيه فدُلِظ في صدري.

وقَبْلُ: ضدُّ بَعْدُ. والقُبُل: ضدُّ الدُّبُر. والقَبَل: ما قابلك من جبل أو عُلْو من الأرض يقال: رأيت شخصاً بذلك القَبَل. قال الشاعر:

خشيةُ الله وأنّي رَجُلٌ

 

إنما ذِكريَ نارٌ بقَبَلْ

والقَبَل: أن ترى الهلال أوّلَ ما رُئي لم يرَ قبل ذلك، يقال: رأيت هلال كذا قَبَلاً فكان صغيراً. والقَبَل: أن يورِدَ الرجلُ إبلَه ثم يستقي لها فيصبّ عليها يقال: سقاها قَبَلاً. والقَبَل: أن يتكلم الرجل بكلام لم يكن استعدّ له، يقال: تكلم فلان قَبَلاً فأجاده، وكلّمتُه من ذي قَبَل، أي استقبلت له الكلام. والريح القَبول: الصَّبا لأنها تقابل الدَّبور. وقُبالتك: ما قابلك. والقَبيل: جيل من الناس، وقد قرىء: "قِبَلاً" و "قُبُلاً"، فمن قرأ: قُبُلاً، أراد جميع قَبيل، ومن قرأ قِبَلاً أراد مقابلةً، والله أعلم. ويقولون: "ما يَعرف قَبيلَه من دَبيره" فقال قوم. أراد: لا يَعرف نسب أبيه من نسب أمّه. وقال آخرون: القَبيل: الخيط الذي يُفتل إلى قُدّام، والدبير: الذي يُفتل إلى خَلْفٍ. والقَبيل: الكفيل، يقال: فلان قبيلي، أي كفيلي. وقبيل القوم: عَريفهم. قال الشاعر:

أوَكلّما ورَدَتْ عُكاظَ قبيلة

 

بعثوا إليّ عَريفَهم يتوسَّمُ

ويَّروى: قَبيلهم. ونحن في قِبالة فلان، أي عِرافته. ويقال في الكفالة: قبِلَتْ تَقْبُل، وفي العين قَبِلَتْ تَقْبَل قبلاً. ورجل أقْبَلُ، والجمع قُبْل، والأنثى قَبْلاء، وهي أن تُقْبل حدقتاه على ماقِئَيه. والقَبَلُ عند العامة: الحَوَل الخفي وليس كذلك عند العرب، إنما الحَوَل ضد القَبَل، وذلك أن الحَوَل عندهم أن تميل إحدى الحَدَقتين إلى مُؤْخِر العين والأخرى إلى مُؤْقها. قال الشاعر:

ولو سمعوا منهم دعاءً يَروعهم

 

إذاً لأتته الخيل أعيُنُها قُـبْـلُ

يعني أن الخيل تجذب الأعِنَّة فتصير كالقَبَل في العين. وأقبل الشيءُ إقبالاً، إذا ابتدأ بخير أو صلاح. والقابلة: التي تَقْبَل الصبيَّ إذا سقط من بطن أمه. وسئل أعرابي عن امرأة فقال: تركتها تَوَحْوَح بين القوابل، قال الشاعر:

أطَوْرَين في عام غزَاة ورِحلةٌ

 

ألا ليَّتَ قَيساً غرَّقته القوابـلُ

والقابِل: الذي يقبل دَلْوَ السّانية. قال الشاعر:

وقابِلٌ يتغنَّى كلّمـا قَـدَرَتْ

 

على العَراقي يداه قائماً دَفَقا

ويقال: عام قابل وليلة قابلة. وقبائل الرأس: شُعَبه التي تتّصل بينها الشؤون، وبه سُمِّيت قبائل العرب. وقِبال النَّعْل: معروف. ونَعْل مُقابَلة: لها قِبالان. والشاة والناقة المقابَلة: ضِدُّ المدابَرة. فالمقابَلة: التي تُشَقُّ أذُنها من قِبل وجهها والمدابَرة: التي تُشَق أذُنها من قِبَل قفاها. والشَّقّ: الإقبالة والإدبارة. والقُبْلة: خَرَزَة شبيهة بالفَلْكَة تعلَّق في أعناق الخيل. والقُبْلة: خَرَزَة من خَرَز نساء الأعراب اللواتي يؤخِّذن بهن الرجال يَقُلن في كلامهن: "يا قُبْلَة أَقْبِليه ويا كرارِ كُرِّيه". وهكذا جاء الكلام، وإن كان الكلام ملحوناً عن العرب، لأن العرب تُجري الأمثال على ما جاءت ولا تستعمل فيها الإعراب. والقُبْلة: ما تتّخذه الساحرة لتُقْبِل بوجه الإنسان إلى صاحبه. والقِبْلَة: قِبْلة الصلاة. ويقال: ما لفلان قِبْلة، أي ما له جهة.

والقَلْب، قلب الإنسان وغيره: معروف.

والقَلْب: نجم من منازل القمر. قال الشاعر:

بين السِّماك وبين قَلْبِ العَقْرَبِ

وقَلْبُ النخلة وقُلْبها لغتان. ويُجْمَع قُلْب قِلَبَة. ومثل من أمثالهم: "ما الخوافي كالقِلَبَة ولا الخُنّاز كالثًّعَبَة" الخُنّاز: الوَزَغَة والثُّعَبَة: أغلظ من الوَزَغَة وأشد غُبرةً، تلسع لسعاً مُنْكراً وربما قتلت، والخوافي: ما دون القُلْب من سَعَفِ النخل يسمّيها أهل نجد: العَواهن. وقَلَّبْت النخلةَ: نزعت قلْبَها. وقَلْبُ كل شيء: خالصه، يقال: عربي قَلْب، أي خالص، وعربية قَلْبٌ. وقَلَبْت الشيء لوجهه قَلْباً، إذا كَبَبْتَه، وقلَّبته بيدي تقليباً. ومن أمثالهم: "إقْلِبْ قَلاّبُ"، يُضرب للرجل الذي يقلَب لسانه فيضعه حيث يشاء. والقُلْب: السِّوار. قال الشاعر:

تَخول خلاخيلُ النِّساء ولا أرى

 

لرملةَ خَلخالاً يجول ولا قُلْبا

والقُلاَب: داء يأخذ في القلب فلا يلبِّث. والقالَب: الذي يُصبّ فيه الشيء من صُفر أو غيره فيجيء مثله. والقَليب: الرَّكيّ مذكَّر. وأقْلَبَتِ الخبزة في المَلَّة، إذا نضج أحدُ وجهيها فاحتاجت أن تُقلب إلى الوجه الآخر.

والقِلِّيب: الذئب لغة يمانية. قال الشاعر:

أُتيحَ لها القِلَيبُ من بطن قَرْقَرَى

 

وقد تَجْلِبُ الشرَّ البعيدَ الجوالبُ

تَجْلِب بالتاء والكسر أنشدَناه أبو حاتم عن أبي زيد. والقُلوْب: الذئب أيضاً. وبنو القُلَيْب: قبيلة من العرب.

واللَّبِق. الحاذق بالشيء إذا عمله رجل لَبِق ولَبيق. قال الشاعر:

وكان بتصريف القناة لَبيقا

والمصدر اللَّباقة واللَّبَق. ولبقت الثريدَ والشىء تلبيقاً، إذا أحكمت تليينه وضربَه حتى يلتحم. واللَّقَب: اللَمْز والنَّبْز لقَّبته تلقيباً. وجمع لَقَب ألقاب.

 

ب-ق-م

البُقْم: قبيلة من العرب. فأما البَقَّم ففارسي معرب وقد تكلّمت به العرب. قال الراجز:

يَجِيشُ من بين تَراقية دَمُهْ

كمِرْجَل الصَّبّاغ جاشَ بَقَّمُهْ

ب-ق-ن

النَّبِق، ثمر السَّدر، الواحدة نَبِقَة. قال الراجز:

في قَعْرِه كالنبَق الجَنيِّ

والنخل المنبَّق المسطَّر. قال الشاعر:

ألَك الـسَّـديرُ وبـارق

 

ومَبائض ولك الخَورْنَقْ

والبيتُ ذو الشُّرفاتِ من

 

سِندادَ والنخلُ المنبَّـقْ

وبَنِيقة القميص: الذي يسمَّى الدَّخارِص، والواحدة دِخْرِصة، وبالتاء أيضاً. يقال: هو فارسي معرب.

والقُنْب: وِعَاء غُرمول الفرس والحمار. قال الراجز:

عُمارةُ الوَهّاب خير من عَلَسْ

وزُرْعَةً الفسّاءُ شر من أنس

وأنا خيرٌ منك يا قُنْبَ الفَرَسْ

والقُنَابَة: أطُم من آطام المدينة. والمِقْنَب، ما بين الثلاثين إلى الأربعين من الخيل، والجمع مقانب. وفي حديث عمر رضي اللهّ عنه: "يكون في مِقْنَب من مقانبكم". وتقنَّب القوم، إذا صاروا مِقْنَباً. وسلَيْك المَقانب: فارس من فرسان العرب. قال الشاعر:

لَزُوّارُ ليلـى مـنـكـم آلَ بُـرْثـنٍ

 

على الهول أمضى من سُليك المَقانبِ

وقنَّب الزرعُ تقنيباً، إذا أعصفَ ليُثمر. وتسمّى العَصيفة القُنّابة. والعَصيفة: الورق المجتمع الذي يكون فيه السُّنْبُل. والقنَّب والقُنَّب عربيان معروفان، وهي الحبال التي تسمَّى الأبَق. ونَقَّب الرجلُ في البلاد، إذا جاسها.

ونقيب القوم: عَريفهم، والجمع نُقَباء. وكذا فسِّر في التزيل: "اثني عشر نقيباً". وفلان ميمون النّقيبة، إذا كان مباركاً. والنّقْبة: اللون، يقال: جاء فلان حسنَ النّقْبة، أي اللون. ونُقْبة كل شيء: لونه. قال ذو الرّمَّة:

كلّ من المنظر الأعلى له شَبَه

 

هذا وهذان قَدُّ الجسم والنقَبِ

والنُّقْبة قميص قصير تلبَسه الجواري، والجمع نُقَب. وقال بعض أهل اللغة: النّقبَة: خِرقة يُجعل أعلاها كالسراويل وأسفلها كالإزار، يلبسها الصِّبيان. قال الراجز:

بيضاءُ مثلُ القُلْبِ

في نُقْبةٍ وإتبِ

والنُّقْبة: ابتداء الجَرَب، والجمع نقَب. قال الشاعر:

ما إن رأيتُ ولا سمعت به

 

كاليوم طالي أيْنُقِ جُـرْبِ

متبذِّلاً تبدو مـحـاسـنـه

 

يَضَع الهِناءَ مواضعَ النُّقْبِ

والمِنْقَب: كل ما نُقِب به.

ومَنْقَب الفرس: حيث ينقُبه البَيطار. قال الشاعر:

كأنّ مَقَـطَّ شَـراسـيفِـه

 

إلى طَرَف القنْب فالمَنْقَبِ

وفي الحديث: "لا شُفْعَةَ في بئر ولا فحل ولا مَنْقَبة". فسَّروا المَنْقَبة الحائط. والمَنْقَبة، بفتح الميم: الحديدة التي ينقُب بها البَيطار. وقال أبو بكر: جاءت شاذّة عن نظائرها، وكان القياس مِنقبة، بكسر الميم. قال زهير:

أمينٍ شَظاه لم يخرَّق صِفاقُه

 

بمَنْقَبة ولم تُقَطَّعْ أباجـلُـهْ

قال أبو بكر: ولا يُروى إلا بفتح الميم. والمَنْقَبة ضد المَثْلَبة، والجمع مناقب، وهي ما فيه وفي آبائه من الخِصال الجميلة. والنَّقاب: نِقاب المرأة إذا رفعت المِقْنَعة على أنفها حتى يُوَصوِص عينيها. والنَّقاب: الطريق في الغِلَظ أو في القُفّ. قال الشاعر:

وتراهنَّ شُزَّباً كالسَّعالي

 

يتطلَّعن من ثغور النِّقابِ

والمنقوبات: كلاب كان إذا اشتدّ الزمان بالعرب نقبوا ألسنتها لئلا يُسمع نُباحُها. وأنشد يصف إبلاً:

تَجاوَبْن إذْ بُرِّكن والليل غاسقٌ

 

تَعاوِيَ منقوباتِ حَيَّيْ محاربِ

هذه إبل قد أعيت فهي ترغو رُغاء ضعيفاً. وُيقال: رجل نِقاب، إذا كان مصيب الظن. قال الشاعر:

نَجيحٌ مَليحٌ أخو ماِقط

 

نِقابٌ يُحدَّث بالغائبِ

وفَرْخان في نِقاب، أي في بطن واحد. والناقبة: داء يصيب الإنسان من طول الضَّجْعة. ونَقبَ خُفُّ البعير يَنقب إذا حفيَ حتى يَقرح خُفّه.

وأنقب القوم إذا نقبت إبلهم.

 

ب-ق-و

أصابتْنا بُوقة من السماء، أي دُفعة من المطر، والجمع بُوَق. والبُوق: الذي يُنفخ فيه. وقد تكلَّمت به العرب ولا أدري ما صحته. قال الشاعر:

سَحِيفُ رَحَى طَحّانةٍ صاحَ بُوقُها.

السَّحِيف: صوت الحجر على الحجر.

وتقوَب الشيء تقوًّباً، إذا انقلع من أصله، وقوَّبته تقويباً. قال الشاعر:

به عَرَصاتُ الحيّ قَوَبْنَ مَتْنَه

 

وجَردَ أثباجَ الجراثيم حاطِبُهْ

ويُروى: وقوَّب أثباج. يقال: رجل حاطب ومحتطِب.

والقُوَباء من هذا اشتقاقها لتقوُب الجلد منها. ومثل من أمثالهم: "تخلَّصت قائبةٌ من قُوبٍ"، أي بيضة من فَرخ. والقَبْوُ: جمعك الشيءَ بأصابعك. وقبوتُ الشيءَ أقبوه قَبْواً، إذا جمعته بأصابعك. وبه سمِّي القَباء لاجتماع أطرافه. ووَبَقَ الإنسانُ، إذا هَلَكَ وَبْقاً، وأوبقتُه أنا إيباقاً، وهو وابق وموبوق وموبَق.

والوَقْب: نُقْرَة في الصخر يجتمع فيها ماء السماء، والجمع وُقوب ووِقاب. ومنه سُمِّي وقبُ العين: غارُها. ووقبُ المَحالة: الثَّقب الذي يدخُل فيه المِحْوَر. ورَكِي وَقْباءُ: غائرة الماء.

ووَقَبَ الشيءُ في الشيء، إذا دخل فيه. ومنه قول اللهّ عزّ وجل "ومِن شَر غاسِق إذا وَقَب".

والوَقْباء: موضع معروف، يُمدّ ويُقصر. والوَقيب: الخضيعة التي تُسمع من جوف الفرس.

 

ب-ق-ه

البَهَق: بياض أو سواد يظهر في الجلد. قال الراجز:

فيها خُطوط من سوادٍ وبَلَقْ

كأنّه في الجِلد توليعُ البَهَقْ

وبَيْهق: موضع. قال الراجز:

أصواتُ جِنّانٍ عَلَوْنَ بَيْهَقا

والقُبَّة التي تُبنى: معروفة.

والهَبَق: نبت، زعموا، ولا أدري ما صحّته.

القهْبَة: بياض تعلوه حمرة ظبي أقهبُ والأنثى قَهباءُ.

وهِقَبٌّ: اسم، وأحسبه مشتقاً من الهَقْب، وهو السَّعَة.

 

ب-ق-ي

مواضعها في المعتلّ تراها إن شاء الله.

 

باب الباء والكاف

مع الحروف التي تليهما

في الثلاثي الصحيح

ب-ك-ل

بَكَلْت الشيء أبكله بَكْلاً، إذا خلطته. والبَكيلة: أقِط يُلَتُّ بسمن. ومثل من أمثالهم: "غَرْثانُ فآبكلوا له"، وقالوا: فآلبُكوا له، مقلوب. وبنو بَكيل وبنو بِكال: بطنان من العرب، أحسبهما من هَمْدان، أو يكون بنو بِكال من حِمير، وبَكيل من هَمْدان. منهم نَوْف البِكالي صاحب علي رضي الله عنه. والبَكْل: الغنيمة. قال الهذلي:

كلوا هنيئاً فإن أَثقَفْتمُ بَـكَـلاً

 

مما يُجنُّ بنو الرمداء فابتكِلوا

والكِبْل: القيد. والكَبْل: مصدر كبلتُه كَبْلاً هكذا يقول البصريون، وقال غيرهم: الكَبْل: القيد. قال الشاعر:

ولما اتّقى القين العِراقيّ بآسـتِـهِ

 

فَرَغْت إلى القين المقيد في الكَبْل

هكدا يقول البصريون. فرغت إلى الشيء، إذا عمدت إليه وقصدته. ومنه قوله عز وجل: "سنفْرُغُ لكم أيُّها الثَّقَلان".

وأسير مكبَّل والمكبل: المقيَّد المُثْقَل بالقيود، والمكبول: المحبوس. والكابُول: حِبالة الصائد.

والكَلْب: معروف، ويُجمع في أدنى العلا أكْلُباً وكِلاباً أكلب وكَلِيباً. والكَلاّب: صاحب الكِلاب، وقد سمَّوا الكَلاّب كالباً، وجاء في الشِّعر.

والمكلِّب: صاحب الكلاب. قال الشاعر:

تُباري مَراخيها الزِّجاجَ كأنها

 

ضِراءٌ أحسَّت نَبْاة من مكلِّبِ

وأرض مَكْلبة: كثيرة الكلاب. وكَلِبَ الشتاءُ، إذا اشتدّ برده. وتقول العرب: "إذا طَلَعَ القَلْبُ، جاء الشتاء كالكَلْب". وتكالب الرجلان، إذا تشاتما. وأهل المدينة يسمّون الجريء مُكالِباً. والكَلْب: المِسمار في قائم السيف. والكَلْب: أن يبقى السيْر في باطن القِربة أو الإداوة أو ما أشبه ذلك، فيُدخل تحته الذي يعمله سَيْراً ثم يأخذ بطرفي السَّير حتى يُخرجه به. قال دُكين وهو ينعت الفرسَ:

كأنّ غَرَّ مَتْنِهِ إذ نَجْنبُهْ

من بعد يوم كامل تأوُّبُهْ

سَيْرُ صَناعٍ في خريزٍ تَكْلُبُهْ

ولسان الكَلْب: نبت معروف. وكَلَبْتُ البعيرَ أُكلُبه كَلْباً، إذا جمعتَ بين جَريره وزِمامه بخيط في البُرة. ويقال للضَّبَّة التي في الرَّحَى: الكَلْب.

والكَلْب: الخشبة التي تمنع الحائط من السقوط. والكَلَب: داء يصيب الناس والإبل كالجُنون، رجل كَلب من قوم كَلْبَى. قال الشاعر:

بُناة مَكارم وأساة كَـلْـمٍ

 

دماؤهم من الكَلَب الشِّفاءُ

يعني ملوكاً، ويقال إن ثم الملك ينفع من الكَلَب.

وأكلبَ الرجلُ فهو مُكْلب، إذا أصاب إبلَه الكَلَبُ.

وكالَبْت الرجلَ مكالبَةً وكِلاباً وبه سُمِّي الرجل كِلاباً، وهو أبو حيّ من العرب. وكَلْب: قبيل عظيم. وكُلَيْب: بطن منهم. وبنو الكَلْبَة أيضاً: بطن، وهي أمهم إليها يُنسبون. وبنو أكْلُب: بُطين من خَثْعَم. والكُلْبَة: الخُصْلة من الليف. والكُلاّب والكَلُّوب: حديدة معطوفة كالخُطّاف، والجمع كَلاليب.

ولبكتُ الشيءَ ألبُكه لَبْكاً، إِذا خلطته. قال زهير:

رَدَّ القِيانُ جِمالَ الحيَّ فاحتملوا

 

إلى الظَّهيرة أمر بينهم لَبِـكُ

أي قد اختلط أمرهم. وكل مختلط ملتبِك. ويقال: ما فقت عند فلان لَبَكَة، وهي اللقمة من الحَيْس.

 

ب-ك-م

البَكَم: الخَرَس رجل أبكم من قوم بُكمْ، والأنثى بَكْماء. وقال قوم: لا يسمَّى أبكمَ حتى يجتمع فيه الخَرَس والبَلَه. وقد قالوا: بَكيم في معنى أبكم، وجمعوه أبكاماً، وهو أحد ما جاء على فَعيل فجُمع على أفعال، وهي قليلة.

 

ب-ك-ن

بُنْك كل شيء: خالصه كلام عربي صحيح. والبُنْك: ضرب من الطِّيب، عربي صحيح. وتبنَّك الرجلُ في المكان، إذا تأهّل فيه وأقّام به. وكَبَنْت الشيءَ أكبِنه وأكبُنه، مثل خَبَنته خَبْناً، وهو أن تَثْنِيَه وتخيطَه. ورجل كُبُنَّة، إذا كان منقبضاً بخيلاً. واكبأنَّ الرجلُ، إذا تقبّض. وأنشد:

فلم يكبئبّوا إذ رأوني وأقبلتْ

 

عليّ وجوة كالسيوف تَهَلَّلُ

وكَنِبَ الرجل يكنَب كَنَباً، إذا غلظ. وأكنبَ إكناباً مثله. وكنِبت يدُه، إذا خشنت من العمل، وأكنبتْ أيضاً. وقالوا: كَنَبْتُ الشيءَ أكنِبه كَنْباً، إذا كنزته هكذا يقول الأصمعي:

وأنتَ امرُؤ جَعْدُ القَفا متعكِّـش

 

من الأقِطِ الحوليّ شَبْعان كانِبُ

متعكِّش: متقبض متداخل، وبه سمي العنكبوت عُكاشة وعُكّاشاً. وكانب: كانز. قال العجّاج:

مستبطنِاً مع الصميم عَصَبا

وأكْنبَتْ نسوره وأكنبا

أي اشتدَّت وغلُظت.

والنَبَكَه، والجمع نَبَك: ارتفاع وهبوط من الأرض. ويقال للنبَك النِّباك أيضاً. والنُّبوك: موضع. ونباكة: موضع. ونكب، إذا انحرف ومال نَكْباً. وكل مائل ناكب.

وكل شيء مِلت عنه فقد تنكَّبته، والأصل فيه أن توليَه منكِبَك. ونَكبتُ الإناء أنكُبه نَكْباً، إذا صببت ما فيه، ولا يكون للشيء السائل، إنما يكون لليابس. ونَكَبَ الرجلُ كِنانتَه، إذا ألقى ما فيها بين يديه. والنُّكْباء: ريح تجري بين مجرى ريحين، وإنما سُميت نكباءَ لنَكَبها أي لميلها.

وَمنْكبا الإنسان: معروفان. ومناكب الجبل: نواحيه. ونُكِبَ الرجل نُكوباً فهو منكوب، ولا يقال نَكِبَ. ويقال: أصابته نَكْبَة من الدهر، أي جائحة.

والمائل ناكب، والمُصاب بالنَكْبَة منكوب.

 

ب-ك-و

باك الحمارُ الأتانَ يبوكها بَوْكاً، إذا كامها، وُيكنى به عن الجماع.

وكَبا الرجل وغيره يكبوا كبواً، إذا عثر. ومن كلامهم: "لكل صارمٍ نبْوَة، ولكل جوادٍ كبوَة". وكَبَوْت الإناءَ أكبو، كَبْواً، إذا صببتَ ما فيه.

والكُوب: الإبريق بلا عُروة، والجمع أكواب.

والكُوبة: الطبل هكذا يقال، والله أعلم، وفي الحديث: "أو صاحب كُوبَة. أو صاحب عُرْطُبة"، وفسّروه الطبل والطَّنبور. والوَكَب: وضَحٌ يركب الجلدَ وَكِبَ يَوْكَب وَكَباً.

والمَوكب: الجماعة من الناس ركباناً أو مشاة. قال الشاعر:

ألا هَزِئت بنا قرشيَّ

 

ة يهتزُّ مَوكِبُـهـا

ب- ك-ه

بَكَة: اسم لمكَّة لِتَباكّ الناس بها، أي لازدحامهم والكُبّة من الغَزْل: عربيهّ معروفة، والكَبَّة: الحملة في الحرب. والكهْبة: لون أكْدَرُ إلى السواد الذكر أكهبُ والأنثى كهباءُ.

 

ب-ك-ي

مواضعها في الاعتلال.

 

باب الباء واللام

مع سائر الحروف

في الثلاثي الصحيح

ب-ل-م

أهملت الباء والميم واللام إلا في قولهم أُبلُمَة، وهي خُوصة المقْل. والبَيْلَم، زعموا: قُطن البَرْديّ.

 

ب-ل-ن

اللَبن: معروف. وشاة لَبِنَة من شاءٍ لبْن، والرجل لابِن، إذا كان كثير اللبن. قال الشاعر:

وغَرَرْتَني وزعمـت أنّ

 

كَ لابن في الصيف تامِر

وفرس مَلبونة: تُسْقَى اللبن. ولَبِنَ الرجلُ يلبَن لَبَناً، إذا اشتكى عُنقَه من مَيل الوسادة. واللَبِن: الذي يُبنى به، الواحدة لَبِنة. قال الراجز:

إذ لا يزال قـائل أبِـنْ أَبـنْ

هَوْذَلَةَ المِشْآة عن ضَرْس اللًّبِنْ

قوله: أًبنْ أَبن، أي باعِدْ ونحِّ. والهَوذلة: الاضطراب. والمشآة: زبيلِ يُخرَج به الطين من البئر ربما كان من أدم. والضَّرْس: تَضرُّس طيّ البئر بالحجارة. واضطُرّ أن يُسمي الحجارة لَبِنَاً لحال الرويّ. ولَبان الفرس: حيث يجري عليه اللَّبَب. واللًّبان: صَمْغ معروف. ولبنان: جبل معروف. والملابن: واحد مِلْين، وهي محامل مربَّعة كانت تُتَخذ قبل أن يتَخذ الحجّاج هذه المحامل قال الراجز:

لا يَحْملُ المِلْبَنَ إلا الجُرْشعُ

المُكْرِبُ الأوْظِفَةِ الموقَّـع

ولُبْن: جبل معروف، معرفة لا يدخلها الألف واللام قال الشاعر:

سيكفيك الإلهُ ومُسْنَمـاتٌ

 

كَجَنْدَل لُبْنَ تطَّرد الصِّلالا

الصَّلَّة: الأرض قد أصابها مطر بين أرْضَين لم يُصِبْهما. واللُّبنى: ضرب من الطيب معروف. وستراه قى موضعه إن شاء الله.

والنَّبْل: السهام، لا واحد لها من لفظها. وقال قوم: واحدها نَبْلة، وليس بالمعروف. ويجمع النبل نبالاً. ويُقال: نَبل فلان فُلاناً ينبله نبْلاً، إذا أعطاه نبلاً وروي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: "كنتُ أنْبُلُ على عُمومتي يوم الفِجار"، أي أعطيهم النَّبْل. ورامي النَّبْل: نابل، ويجمع نَبّالة، مثل راجل ورجّالة ويقال: تنابل الرجلان فنَبَلَ أحدُهما الآخرَ، إذا تنافرا أيهما أجود نَبْلاً. ويقول الرجلُ للرجل: نَبِّلْني، أي أعطني نَبْلاً. ومال نَبَل، أي خسيس. والنَّبَل: النبيل، وهو من الأضداد. قال الشاعر:

أَفرَحُ أن أرْزأ الكرام وأن

 

أُورثَ ذَوْداً شَصائصاً نَبَلا

يعني خُساس المال. وتنبَّل الرجل، إذا استنجى بالحجارة. وتقول العرب للرجل: نَبلني أحجاراً، فيعطيه أحجاراً يستطِيب بها. ورجل نبيل من قوم نُبُل. واستنبلتُ المالَ، إذا أخذتَ جيّدَه. ويُقال: فلان أنبل الناس بالإبل، أي أعلمهم بما يُصلحها. وأنشد الأصمعي عن أبي عمرو بن العلا، لذي الإصبع:

تَرَّصَ أقواقَها وقوَّمَها

 

أنبلُ عَدْوانَ كلِّها صنَعا

أنبل، أي أحذق. ورجل نابل بالشيء. حاذق به. قال أبو ذؤيب الهذلي:

تَدَلَّى عليها بين سِبٍّ وخَيْطةٍ

 

شديد الوَصاةِ نابلٌ وابنُ نابلِ

وُيقال: تنبَّل البعيرُ، إذا مات. والنَّبيلة: الجِيفة. وأظنّ قوّلهم: تنبَّل البعير من هذا.

 

ب-ل-و

رجل بِلْوُ سَفَرٍ، وكذلك البعير، والجمع أبلاء، مثل نِضْو سَفَرٍ سواء.

والبَوْل: معروف.

والبُوال: داء يصيب الإنسان فيأخذه البولُ. ورجل بُوَلة: كثير البول.

واللَّبْوُ بن عبد القيس: قبيلة من العرب. فأما اللّبُؤة من السباع فمهموزة، وليس هذا موضعها. ولاب الإنسانُ، بغير همز، يَلوب لَوْباً ولواباً، إذا عطش فحامَ حول الماء. قال الشاعر:

يقاسون جيشَ الهُرْمُزان كأنَّهم

 

قواربُ أحواض الكلابِ تَلوبُ

القوارب: إبل تَقْرُبُ الماءَ. واللّوبة: الحَرَّة، وهي أرض تركبها حجارة، والجمع لُوب، ويقال لابة أيضاً، والجمع لوبٌ، بغير همز. والملوَّب: المَلْوِيّ، ومنه قيل: حَلَق ملوَّب، أي ملويّ. والوَبْل: المطر الشديد الوقع، وهو الوابل أيضاً. ويقال: وَبَلَتِ السماءُ تَبِلُ وَبْلاً. قال الشاعر:

هو الجوادُ ابن الجواد ابن سَبَلْ

إن دَيّموا جادَ وإن جادوا وَبَلْ

ويقال: أمر وَبيل، أي شديد. والوابِلة: رأس المَنْكِب. والوَبيلة: العصا الغليظة أو الحُزْمة من الحطب. قال الشاعر:

فمرَّت كَهاة ذاتُ خَيْفٍ جُلالةٌ

 

عقيلةُ شيخٍ كالوَبيل يَلَـنْـدَدِ

وُيروى: ألَنْدَد. ويقال أيضاً للحزمة من الحطب: إبَالة. قال الراجز:

لي كلَّ يوم من ذُؤالَهْ

ضِغْثٌ يزيد على إبَالَهْ

وفي الحديث: "كل مال زُكِّيَ عنه ذهبتْ أبلَتُه". قال أبو عبيدة: أراد وَبَلَتَه، أي فساده وثِقله من قولهم، كَلأ وَبيل، أي لا يمرىء الراعية. والوَبال: الثِّقْل. والأبيل: الذي يضرب بالناقوس. قال الشاعر:

فإنّي وربِّ السّاجـدين عَـشِـيَّةً

 

وما صكَّ ناقوس النَّصارى أبيلُها

ووَلَبَ الزرعُ يَلِب وَلْباً، إذا صار له والبة، وهي الفراخ في أصوله، ومنه اشتقاق اسم والِبة.

 

ب-ل-ه

يقال: فعلتُ كذا بَلْهَ كذا، أي دَعْ كذا. قال الشاعر:

حَمّالُ أثقال أهـل الـوُدِّ آونةً

 

أعطيهمُ الجُهْدَ منّي بَلْهَ ما أسَعُ

والبَلَه الاسم والمصدر من قولهم: رجل أبلهُ بيِّن البَلَه يقال: بَلِهَ يَبْلَه بَلَهاً، والجمع البُلْه. وفلان في عيش أبْلَهَ، أي واسع.

والبَهْل: اللّعْن، يقال: عليهم بَهْلَة الله، أي لعنة اللهّ. وتباهل القومُ وابتهلوا، إذا تلاعنوا. ويقال: ابتهلوا إلى الله عزّ وجلّ، إذا أخلصوا له الدعاء. وناقة باهلٌ: لا صِرار عليها. وبه سمِّيت باهلة أمّ هذه القبائل التي تُنسب إليها.

 

واللَّبَّة: باطن العُنُق. وقال قوم: بل ما اكتنف الثُّغرةَ. واللَهب: لَهَب النار، ويقال لهيبها، وهو اشتعالها، ولُهابها ألهب أيضاً. ويسُتعمل اللُّهاب في النار والعطش جميعاً. ولُهاب: موضع. واللَّهباء: موضع. ولَهبان: اسم. واللَّهَبَة: قبيلة من العرب. واللِّهْب: الشِّعْب الصغير في الجبل، والجمع لُهوب وألهاب. قال الشاعر:

واهيةٌ أو مَعين مُمْعِـنٌ

 

في هضبةٍ دونها لُهوبُ

وبنو لِهْب: قبيلة من الأزد، وهم أعيَفُ العرب. قال الشاعر:

تيمَّمْتُ لِهْباً أبتغي العلمَ عندهم

 

وقد رُدَّ عِلْمُ العائفين إلى لِهْبِ

ويقال: ألهبَ الفرسُ، إذا عدا عَدْواً شديداً. والهَبَل: الثُّكْل هَبِلَت أمُّه هبَلاً، فهي هابل وهَبول. وابن الهَبولة: من ملوكهم. واهتبلت الشيءَ أهتبله اهتبالاً إذا اغتنمته. ويقال: اهتبل فلان غفلةَ فلان، أي اغتنمها.

وهُبَل: اسم صنم. وزعموا أن أبا سفيان صاح يوم أحُد عند انصراف الناس: "آعْلُ هُبَل"، فقال النبيّ صلّى اللهّ عليه وسلم لعمر رضي الله عنه: "قل: اللهّ أعلى وأجَلّ". وبنو هبَل: بطن من كلب، يقال لهم الهَبَلات.

والمَهْبَل: الهواء من رأس الجبل إلى الشِّعب. والمَهابل: حَلْق الرَّحِم، بين كل حَلَقتين مَهْبِل هكذا يقول الأصمعي. وبنو هَبيل: بطن من العرب. وهُبالة: موضع.

والهُلْب: هُلْب ذَنَب الفرسِ، وهو الشَّعَر. وهَلَبْتُ الفرسَ، إذا نتفت هُلْبَه، وهو شَعَر ذَنبه، فهو مهلوب. ومنه اشتقاق اسم مهلَّب. والهَلِب: رجل من العرب كان أقرعَ فمسح النبيُّ صلَّى اللهّ عليه وسلَّم يدَه على رأسه فنبت شعرُه فسمِّي الهَلِب ويوم هَلابٌ: شديد البرد.

 

ب-ل-ي

بَلِي: قبيلة من العرب ينسب إليها بَلَويّ. و"بِيل": اسم نهر معروف. ولهذا مواضع في الاعتلال تراها إن شاء الله تعالى.

 

باب الباء والميم

مع سائر الحروف

في الثلاثي الصحيح

ب-م-ن

أهملت الباء والميم والنون في الثلاثي الصحيح، وكذلك حال الباء مع الميم والواو.

 

ب-م-ه

البَهْم: معروف، ويُجمع على بِهام أيضاً، وهي صغار الضَّأن والمَعَز جميعاً. وربما خُصَّ الضأن بذلك. ورجل بُهْمَة: شجاع لا يُدرى من أين يؤتى، والجمع بُهَم. قالت عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نُفيل:

غَدَرَ ابنُ جُرْمُوز بِفارس بُهْمَةٍ

 

عند اللقاء وكان غيرَ معـرِّدِ

يقال عرَّد، إذا عدا مِن فزعٍ، وبه سمِّيت العَرّادة. والإبهام: معروف، والجمع أباهِم وأباهيم. وأبهمت الباب، إذا أغلقته، فهو مُبْهَم. والفرس البهيم: الخالص من كل بياض، من أي لون كان إلاّ الشًّهْبة.

 

ب-م-ي

أهملت، ومواضعها في الاعتلال كثيرة.

 

?باب الباء والنون مع سائر الحروف

في الثلاثي الصحيح

ب-ن-و

يقال: بين الرَّجلين بَوْن بعيد، أي فَرْق. والبُوان: عمود من أعمدة الخِباء. والبُون: موضع، زعموا، ولا أدري ما صحّته. والنَّوْب: مصدر نابه ينوبه نَوباً. والنَّوْب: جمع نائب، كما قالوا: زائر وزَور. قال الشاعر:

أرِقْتُ لذِكره من غير نَوب

 

كما يهتاج مَوْشيُّ نقـيبُ

والنَّبْوُ: مصدر نبا ينبو نَبْواً ونُبوُّا. ويقالا: نبا فلان عن فلان نَبْوَةً، إذا فارقه.

 

ب-ن-ه

البَنَّة: الرائحة الطيبة، يقال: شَمِمْت بَنَّة طيّبة. وقال قوم: البَنَّة: رائحة مرابض الغنم إذا اجتمعت. قال الشاعر:

وَعِيدٌ تُخْدِج الأرْآم منه

 

وتَكْرَة بَنَّةَ الغَنَم الذئاب

ويقال: شيء نَبَة، بالتخفيف، إذا ألقى ونُسي. قال ذو الرمّة يصف ظبياً رابضاً قد اشتد وانطوى:

كأنـه دمْـلـجٌ مـن فـضَّةٍ نَـبَـهٌ

 

في مَلْعَبٍ من جواري الحيّ مفصومُ

ويُروى: مقصوم. مفصوم: مَثْنِيّ ومقصوم: منكسر. وقد سمَّت العرب نَبْهان، وأحسب اشتقاقه من النَّبَه. والنباهة: ضدّ الخمول نَبهَ الرجلُ نباهة. قال النمِر بن تَولَب:

فأحْبَلَها رجـل نـابِـهٌ

 

فجاءت به رَجُلاً مُحْكَما

ويقال: هذا أمر نابة، إذا كان عظيماً جليلاً. وقد سمّت العرب نابهاً ونُبيهاً ومنبِّهاً

والنهْب: الشيء المنتهَب، وهو النُّهْبَى والنِّهاب.وقد سمَّت العرب مُنْهِباً، وهو أبو قبيلة منهم. وتناهبتِّ الإبلُ الأرضَ، إذا أخذت بقوائمها منها أخذاً كثيراً. وهِنْب: اسم رجل، وهو هِنْب بن أفْصَى بن دُعْمِيّ جدُّ بكر بن وائل. ويقال: امرأة هَنْبَى، يمدّ ويقصر، وهي الوَرْهاء. قال الشاعر:

مجنونة هَنّباء بنتُ مجنونِ

ب-ن-ي

البَيْن: مصدر بان يبين بَيْناً. والبِين: الغِلَظ من الأرض. قال الشاعر:

مِن سَرْوِ حِمْيَرَ أبوالُ البِغال به

 

أنَّى تخاليتِ وَهْناً ذلك البِينـا

وبِين: موضع قريب من الحيرة. قال الشاعر:

كأنّما حَثتْـهُـمُ لـعـنةٌ

 

سارَ إلى بِينَ بها راكب

باب الباء والواو مع سائر الحروف

في الثلاثي الصحيح

ب-و-ه

البُوه: الكبير من البُوم. قال رؤبة:

لمّا رأتني نَزِقَ التحفيشِ

ذا رَثيّاتٍ دهشَ التدهيشِ

كالبُوه تحت الظُّلَة المرشوشِ

وإنما يصف صقراً أو بازياً فاضطرَّ إلى أن جعله بُوهاً. ورجل بُوهة، إذا كان ثقيلاً لا غَناء عنده. قال امرؤ القيس:

يا هندُ لا تنْكِحي بُوهَةً

 

عليه عقيقتُه أحْسَبـا

والبهْوُ: بهو الصَّدر، وهو فُرْجَةُ ما بهن الثديين والنَحر. ووَهْب: اسم، وهو من قولهم وهبت لك الشي وَهْباً ووهيباً، وقد سمت العرب وَهباً ووُهَيباً ووَهبان وواهِباً ومَوهِباً. ويقال: أوهبتُ لك كذا وكذا، أي أعددته لك. والمَوْهَبة: غدير ماء صغير في صخرة. قال الشاعر:

ولفوكِ أطيبُ أن بذَلتِ لنا

 

من ماء مَوْهَبَة على خَمْرِ

والهبْوة: الغَبَرة تعلو في الهواء، يوم ذو هبوةْ.

والهَوْب: اشتعال النار ووهجها لغة يمانية. ويقال: تركته بَهْوبٍ دابرٍ، أي بحيثُ لا يدرى أين هو. ويقال: بهُوبٍ دابرٍ.

 

ب-و-ي

مواضعها في الاعتلال كثيرة، واستعمل بُوَي، وأحسبه تصغير بَوّ، وهو اسم.

 

ب-ه-ي

أهملت.

انقضى حرف الباء وما تشعَّب منه في الثلاثي الصحيح، والحمد لله وحده.

 

حرف التاء وما يتصل به في الثلاثي الصحيح

باب التاء والثاء مع الحروف التي تليهما

في الثلاثي الصحيح

ت-ث-خ

أهملت وكذلك حالها مع الحاء والخاء والدال والذال.

 

ت-ث-ر

استُعمل منها التُّراث، على أن هذه التاء مقلوبة من الواو.

 

ت-ث-ز

أهملت وكذلك حالها مع السين والشين والصاد والضاد والطاء والظاء والعين والغين.

 

ت-ث-ف

التَّفَث من قوله عز وجل: "ثمَّ لْيَقْضوا تَفَثَهم". قال أبو عُبيدة: هو قصّ الأظفار وأخذ الشارب وكل ما يحرُم على المُحْرم إلا النكاح، ولم يجىء فيه شعر يُحتجّ به.

 

ت-ث-ف

أهملت وكذلك حالها مع الكاف.

 

ت-ث-ل

استُعمل منها الثَّتْل ثم أميت، ومنه بناءُ ثَيْتَل، وهو جبل معروف. قال امرؤ القيس:

عَلا قَطَناً بالشَّيم أَيمَنُ صَوْبِهِ

 

وأيسرُه على النِّباج فثَيْتَـل

هكذا يرويه الأصمعي. ورواه أبو عُبيدة: على السِّتار فيَذْبُل. وزعموا أن الثَّيْتَل طائر، ولا أدري ما صحَته. والثَّيْتَل: الوَعِل المسنّ، والجمع ثَياتل. والثَّتْل: ضرب من الطير، زعموا.

 

ت-ث-م

أهملت في الثلاثي.

 

ت-ث-ن

ثَتِنَتْ لِثَته تَثْتَن ثَتَناً وثَتْناً، إذا تغيرت رائحتها وفسدت. وربما قُلب فقالوا: ثَنِتَت، وليس بالعالي. ويقال: لحم ثَتِن، إذا غبَّ واسترخى. وقد جاء في بعض اللغات: ثَنِتَ اللحمُ، وهي فصيحة. وفي كلام بعضهم في وصف سحابة: كأنها لحم ثَنِت، منه مَسِيك ومنه مُنْهَرِتٌ.

 

ت-ث-و

لها مواضع في الاعتلال.

 

ب-ث-ه

أهملت.

 

ت-ث-ي

أهملت.

 

باب التاء والجيم مع باقي الحروف

في الثلاثي الصحيح

ت-ج-ح

أهملت وكذلك حالها مع الخاء والدال والذال.

 

ت-ج-ر

تاجرٌ وتَجْرٌ، مثل صاحب وصَحْب.

وناقة تاجرٌ: تبيع نفسها لحُسنها وسِمَنها. وأنشد:

ذُرَى المُفْرِهات والقِلاص التَّواجرِ

وتَرْج: موضع تُنسب إليه الأسد.

والرِّتاج: الباب. قال الشاعر:

له حارك كالدَّعْص لَبَّدَه النَّدَى

 

له كَفَل مثلُ الرِّتاج المضبَّبِ

وأَرتَجَ البابَ ورَتَجَه، إذا أغلقه، فهو مُرْتَج ومَرتوج. وأبى الأصمعي إلاّ مُرْتَجاً. فأما قولهم: أُرْتجَّ على القارىء، وأُرْتِجَ عليه، فارْتجَّ: افتُعل من الرَّجَّة، وارْتِجَ عليه: أطبق عليه أمرُه كما يُرتج الباب.

 

?ت-ج-ز

أهملت التاء والجيم مع الزاي والسين والشين والصاد والضاد والطاء والظاء والعين والغين والفاء والقاف والكاف واللام والميم.

 

?ت-ج-ن

نُتِجَتِ الناقةُ وأنتجها أهلُها، وهي ناتج ونَتوج، ولم يقولوا: مُنْتِج، والاسم: النِّتاج. وأنتجتْ، إذا ذهبت على وجهها فولدت حيث لا يُعرف موضعها. وذكر لي أبو عثمان أنه سمع الأخفش يقول: نَتَجْتُ الناقةَ وأنتجتُها بمعنى واحد.

 

ت-ج-و

أهملت وكذلك إِلى سائر الحروف.

 

باب التاء والحاء مع باقي الحروف

في الثلاثي الصحيح

ت-ح-خ

أهملت التاء والحاء والخاء.

 

ت-ح-د

استُعمل من وجوهها: الحَتْد، وهو المقام بالمكان يقال: حَتَدَ يحتِد حَتْداً، هي لغة مرغوب عنها.

والمَحْتِد: الأصل يقال، فلان من مَحْتِدِ صِدقٍ.

 

ت-ح-ذ

أُهملت.

 

ت-ح-ر

التَّرَح: الحزن تَرِحَ يترَح تَرَحاً.

والحَتْر: حدّة النظر، حتره يحتِره ويحتُره حَتْراً. والحَتْر: الأكل الشديد.

والحِتْر: الشيء القليل. ويقال: أحترتُ القومَ إذا فَوَّتَّ عليهم طعامهم. قال الشاعر:

وأمِّ عِيالٍ قد شَهِدْتُ تَقُوتهم

 

إذا أَحتَرَتْهم أَوتَحَتْ وأقلَّتِ

وأحترتُ العُقدةَ، إذا أحكمت عَقْدَها. قال الشاعر:

هاجوا لقومهمُ السَلامَ كأنّهم

 

لما أُصيبوا أهلُ دَيْنٍ مُحْتَرِ

يريد المسالمة. هذا البيت لأبي كَبير الهُذلي رواه الكوفيون ولم يعرفه الأصمعي. وحِتار كل شيء: ما أطاف به.

والحَرْت: الحكّ الشديد حَرَتَه يحرُته حَرْتاً.

 

ت-ح-ز

أهملت.

 

ت-ح-س

السُّحْت، وهو الحرام. وكذلك فسر في التنزيل، واللهّ أعلم. ويقال: سَحَتَ الشيءَ وأسْحَتَه، إذا استأصله هلاكاً. وقد قرىء: "فيَسْحَتَكم". و "فيُسْحِتَكم". قال الفرزدق:

وعَضّ زمانٍ يا ابنَ مروانَ لم يَدَعْ

 

من المال إلاّ مُسْحَتاً أو مجلَّـفُ

ورواية أبي عبيدة: لم يَدِع، بالكسر من الدَّعَة.

 

ت-ح-ش

أهملت وكذلك حالها مع الصاد إلا في. قولهم: فلان يتصحّت علينا، أي يتكبّر والضاد والطاء والظاء والعين والغين.

 

ت-ح-ف

الحَتْف، والجمع حتوف، وهو الموت والمنيَّة، وليس له فعل يتصرَّف. لا يقال: رجل محتوف.

وأتحفتُ الرجلَ بالشيء أُتحِفه إتحافاً، وهو أن تُطرِفه بالشيء أو تحضَّه به.

والحَفِت: لغة في الحَفِث، وهي القِبَة. والفتح: ضدُّ الاغلاق.

وكل ما بدأت به فقد استفتحته، وبه سمِّيت الحمدُ فاتحةَ الكتاب، والله أعلم. قال أبو الفتح: قال أبو بكر: قال ابن عباس: كنت لا أدري ما فاتحة الكتاب حتى قالت لي الكِندية: هَلُمَّ فاتِحَتي، أي حاكِمَتي. ويقال: فتح فلان بين بني فلان، إذا حكم بينهم. قال أبو عبيدة: من هذا قوله جلّ وعزّ: "الفتّاح العليم"، واللهّ أعلم. قال الشاعر الكِندي:

ألا أبلِغْ بني بكر بن عبدٍ

 

بأنّي عن فُتاحتكم غَنيُّ

وكل شيء انكشف عن شيء فقد انفتح عنه، ومنه قولهم: تفتَّح النَّوْر. والمِفتاح: معروف. والمَفْتَح: الكَنْز هكذا يقول بعض أهل اللغة. وفسّر قوم قوله تعالى: "ما إنَّ مَفاتحَه لَتنوء بالعُصبة"، أي كنوزه، والله أعلم.

والفُتْحة: التِّيه والتكبّر، وأحسبها مولَّدة يقال: في فلان فتحة.

 

ت-ح-ق

أهملت.

 

ت-ح-ك

أهملت إلاّ في قولهم: الحَوْتَك، وهو الرجل الصغير الجسم، وأصله من الحَتْك، وهو صِغَر الجسم، والواو زائدة. وحَواتِك النَّعام: رئالها، وهي صغارها. وتحتَّك الرجل، إذا مشى مِشيةً يحرك فيها أعضاءه ويقارب فيها خَطْوَه، وهو الحَتَك والحَتَكان.

والكَتْح، بالتاء والثاء يقال: كَتَحَتْه الريح وكَثَحَتْه، إذا سَفَتْ عليه الترابَ أو نازعته ثيابَه. ويقال: كَتَحَ الدَبى الأرضَ، إذا أكل ما عليها. قال الشاعر:

لَهُم أشَدُّ عـلـيكـم يوم ذُلِّـكُـمُ

 

من الكَواتح من ذاك الدَّبى السُّودِ

ت-ح-ل

لَتَحَه بيده لَتْحاً، إذا ضربه بها.

واللَّتْح من قولهم: فلان أَلْتَحُ شِعراً من فلان، أي أوقع على المعاني. وأخبرتُ عن الأصمعي أنه قال: جرير ألتَحُ أصحابه هجاءً.

ويقال: رجل ألْتَحُ، إذا كان حديدَ اللسان حسنَ البيان. والتَلَح: العُقاب.

 

ت-ح-م

الحَتْم من قولهم: حَتَمَ الله كذا، إذا قضاه، وقضاء اللّه حَتْم لا يُرَد.

والحَمْت من قولهم: تَمْر حَمتٌ وحَمِتٌ: شديد الحلاوة. ويوم حَميت ويوم حَمْت ومَحْت، إذا كان شديد الحرّ. والحَميت: الزّقّ للدُهن أو الزيت خاصة.

والمَتْح: الاستقاء يقال: مَتَحَ بمتَح مَتْحاً، فهو ماتحٌ والجمع مُتّاح. قال الشاعر:

فآمْتَحْ بدلوكَ إن أردتَ سِجالَنا

 

فلَتَرْجِعَن وَشنُّها يتقعـقـعُ

يقول: إن فاخرتَنا رجعت بلا فخر. وقال الآخر:

ولولا أبو الشَّقْراء ما زال ماتحٌ

 

يُعالج خُطّافاً بإحدى الجَـرائرِ

وبئر ماتح ومَتوح: قريبة المَنْزَع. ومَتَحَ النهاز وأمتحَ، إذا امتدّ.

 

ت-ح-ن

حِتْنُ الرجل: نظيره. ويقال: وقعت النبلُ في الهدف حَتَنَى، في وزن فَعَلَى، إذا وقعت متقاربات المواضع. والنَّتْح: الرَّشْح بالعرق. قال:

تَنْتِحُ ذفْراه برُب مُعْقَد

والنَّحْت: نحتُك الخشبةَ وغيرَها، نَحَتَ ينحِت نَحْتاً. وما أنحت، سقط منه: النُّحاتة. ونَحَتَ السفر البعيرَ أو الإنسانَ، إذا أنضاه. والنَّحيتة، والجمع نُحُت، وهو جِذْم شجرة يُنحت فيجوَّف كهيئة الحُبّ للنَحل.

 

ت-ح-و

الحُوت: معروف، وهو ما عَظُمَ من السَّمك، والجمع حِيتان وأحوات. وقال قوم: بل السَّمك كله حِيتان. وبنو حُوت: بُطين من العرب.

والحَتْوُ: العَدوُ الشديد حتا يحتو حَتْواً.

والوَتْح والوَتيح والوَتِح: القليل من كل شيء. ويقال: شيء وتح وَتْح ووتح ووَتيح. وأوتحتُ حظَّه، أي أقللته.

 

ت-ح-ه

أهملت.

 

ت-ح-ي

تاحَ يَتِيح، إذا تمايل في مَشيه. وفرس مِتيَح وتيّاح وتَيِّحان، إذا اعترض في مشيه نشاطاً ومال على قُطْرَيه. ورجل مِتْيَح، إذا كان كثير تنقّل القلب. قال الشاعر:

أفي أثَر الأظعانِ عينَّكَ تَلْمَحُ

 

نعم لاتَ هَنّا إن قلبَك مِتْيَحُ

وأتاحَ اللّه له خيراً وشرًّا يُتيحه إتاحةً، إذا قدَّره.

وتاحَ له الشيءُ، إذا قُدِّر له. قال الراجز:

تاحَ لها بَعْدك حِنْزابٌ وَأى

من اللُّجَيْمِيِّينَ أرْبابِ القُرى

والحَتِيُّ: رَدِيُّ المُقْل. قال الشاعر:

لا درَّ دَرِّيَ إن أطعمتُ نازلَهـم

 

قرَفَ الحَتِيِّ وعندي البُرُّ مكنوزُ

وللحاء والتاء والياء مواضع في المعتلّ تراها إن شاء الله.

 

باب التاء والخاء

مع ما يليهما من الحروف في الثلاثي الصحيح

ت-خ-د

أهملت.

 

ت-خ-ذ

أهملت إلاّ في قولهم: تَخِذْتُه واتَّخذتُه، وليس هذا موضعه. قال الشاعر:

وقد تَخِذَت رجلي إلى جنب غَرْزها

 

نَسيفاً كأفْحوص القَطاة المطـرِّقِ

المطرِّق: التي قد عَسُر عليها خروج بيضتها فهي تَفْحَص بصدرها الأرضَ. وفي التنزيل: "لو شئتَ لَتَخِذْتَ عليه أجراً". وتَخِذَ واتَّخذ لغتان فصيحتان.

 

ت-خ-ر

الخَتْر: الغدرة رجل ختّار وخاتر وخَتور.

وتختَّر الرجلُ، إذا فَتَرَ بدنُه من كسل أو حُمّى يتختَّر تختّراً. وتراخ: موضع، زعموا.

والخَرْت والخُرْت: الثَّقب في الأذن والإبرة وغيرهما. وكذلك خَرْت الفأس: ثَقْبُها، وخُرْتها أيضاً. قال الشاعر:

فإني وجدِّك لو قد تجـيء

 

لقد قَلِقَ الخرْتُ إلا انتظارا

وسُمِّي الدَّليل خرِّيتاً كأنه يدخل في الخُرْت من دِلالته.

ورَتَخَ العجينُ رَتْخاً، إذا رقّ فلم ينخبز وكذلك الطين إذا رقّ، طين راتخ.

 

ت-خ-ز

أهملت وكذلك حالهما مع السين.

 

ت-خ-ش

الشَّخْت من الرجال، وهو الدقيق النحيف من الأصل ليس من الهزال. قال الشاعر:

شَخْتُ الجُزارة مثلُ البيت سائرُهُ

 

من المُسوح خِدَبٌّ شَوْقَبٌ خَشِبُ

وفرس شَخْت: دقيق القوائم.

والشَّخْت من كل شيء: الدقيق، وقالوا: الدقيق العُنُق: شَخت. وإنه لَشَخْتُ الخَلْق، أي دقيقه.

 

ت-خ-ض

مهمل وكذلك حالها مع الضاد والطاء والظاء.

 

ت-خ-ع

الخَوْتَع: الدَّليل، من قولهم: خَتَعَ على القوم، إذا هجم عليهم. والخَوتع: المشهور. والخوْتَع: ضرب من الذُّباب. وانختع الرجلُ في الأرض، إذا بعد فيها. والخَتْعَة: الأنثى من النمور. والخَتيعة: قطعة من أَدم يلُفُّها الرامي على أصابعه. والخُتَع: اسم من أسماء الضبع، زعموا، وليس بثَبْت.

 

ت-خ-غ

أهملت.

 

ت-خ-ف

الخُتْف: السَّذَاب، لغة يمانية.

والخَفْت من قولهم: خُفِتَ الرجلُ، إذا أصابه ضعف من مرض أو جوع، والاسم الخُفات.

والفَتَخ: لِين المفاصل، وأكثر ما يُستعمل في لِين الأصابع وتعطّفها، ولذلك سمِّيت العقاب فَتْخاء لتثنّي ريشها إذا انتَحَت في الطيران.

والفَتْخَة: حَلقة من ذهب أو فضة مثل الخاتم لا فصَّ لها، وربّما اتُّخذ لها فَصّ، والجمح فُتُوخ وفِتَخ، وكان النساء في الجاهلية وفي صدر الإسلام يتّخذنها في عَشْر أصابعهن. قال الراجز:

وقد أطارت فِتَخاً ومَسَكا

وعُقاب فتخاءُ: تنعطف قوادمُها في طيرانها.

والفَخْت: ضوء القمر أولَ ما يبدو. ومنه اشتقاق الفاختة للونها.

 

ت-خ-ق

أهملت.

 

ت-خ-ك

أهملت.

 

ت-خ-ل

الخَتل من قولهم: خَتَلْتُ الرجلَ عن الشيء، إذا أرَغْتَه عنه، أختُله وأختِله. وختلَ الذئبُ الصيدَ، إذا تخفَّى له. وكلّ خادع خاتل.

واللَّتخ مثل اللَّطخ: تلتَخ وتلطَّخ.

 

ت-خ-م

التُّخْم: واحد التخوم من تخوم الأرض، عربي صحيح، زعم ذلك قوم وأنشدوا:

أبَنِيَّ التُّخومَ لا تَظلِموها

 

إنّ ظلمَ التُّخوم ذو عُقّالِ

وأنكر ذلك قوم فقالوا: التُّخْم عجميّ معرَّب. والأول أعلى وأفصح.

وختمت الشيءَ أختِّمه خَتْماً، إذا بلغت آخره. أختم، والنبيّ صلى الله عليه وسلم، خاتِم النبيين. والخاتَم: معروف. ويقال: خاتَم وخاتام. قال الراجز:

وعِشْتُ عَيش المَلِكِ الهُمام

وجازَ في آفاقها خاتامي

وخِتام كل شيء: ما ختمتَه به. وخِتام كل مشروب: آخره. وتختَّم الرجلُ عن الشيء، إذا تغافل عنه وسكت. وفرس مختَّم، إذا كان في أشاعره بياض خفيّ كاللُّمَع دون التخديم.

والمِخْتَم: الجوزة التي تُدلك لتملاسَّ فيُنقد بها، تسمَّى التِّير بالفارسية.

ويقال متختُ الشيءَ أمتَخه وأمتُخه، إذا أنتزعته من موضعه.

ومتخَ الرجلُ المرأةَ يمتَخها مَتْخاً، إذا جامعها. ومتَخمت الجرادةُ في الأرض، إذا غرزت ذنبَها لتبِيض.

 

ت-خ-ن

تَنخَ بالمكان وتنَّخَ، إذا أقام به. وبذلك سمِّيت تَنوخ، هذه الأحياء من العرب، لأنهم اجتمعوا وتحالفوا فتنَّخوا في مواضعهم تتنيخاً، أي أقاموا.

وخَتَن الرجل: المتزوج بابنته أو بأخته، والجمع أختان، والخُتونة المصدر. وخاتنَ الرجلُ الرجلَ، إذا تزوج إليه. والخَتْن: مصدر ختنه يختِنه ويختُنه خَتْناً، والفاعل خاتن والمفعول مختون. قال الراجز:

فهي تلَوّي باللِّحاء الأغْبَرِ

تَلْوِيةَ الخاتنِ زُبَّ المُعْذَرِ

والنَّتخ: نزعُك الشيءَ من موضعه، وبه سمِّي المِنتاخ وهو المِنقاش. قال زهير:

تَنْبِذُ أفلاءها في كل مَنْزِلةٍ

 

تَنْتِخَّ أعيُنَها العِقْبانُ والرَّخَمُ

ت-خ-و

استُعمل من وجوهها: الخَتْو. يقال: خَتَوْتُ الثوبَ أختُوه خَتْواً، إذا فتلت هُدْبَه فالثوب مَخْتُو. وقال قوم: اختتيتُ الثوبَ في معنى خَتَوْتُه. ولها مواضع في الاعتلال كثيرة تراها إن شاء اللّه.

 

ت-خ-ه

أهملت.

 

ت-خ-ي

مواضعها في الاعتلال كثيرة تراها إن شاء اللّه.

 

باب التاء والدال مع الحروف التي تليهما

في الثلاثي الصحيح

ت-د-ذ

أهملت التاء والدال مع الذال، وكذلك حالهما مع الراء والزاي والسين والشين والصاد والضاد والطاء والظاء.

 

ت-د-ع

فرس عَتَدٌ: صُلب شديد وليس له فعل يتصرّف. وعَتاد الرجل: عُدَّته. قال الشاعر:

في عُدةٍ وعَتادِ

والشيء العَتيد: الحاضر الذي لا يَبْرَحُك. ويقال: قد أعتَدْتُ لك طعاماً وغيره، فهو عَتيد ومُعْتَد ومُعْتَدّ.

والعَتيدة: طَبلة أو نحوها لا تبرح الرجل عند الحاجة إليها.

والدَّعْت: الدفع العنيف دَعَتَه يَدْعَته دَعْتاً، بالدال والذال، زعموا.

 

ت-د-غ

أهملت.

 

ت-د-ف

أهملت.

 

ت-د-ق

القَتَد: خَشَب الرًّحل، والجمع أقتاد وقتود. قال الراجز:

كأنّ أقتادي وجِلْبَ الكور

على سَراةِ رائحٍ ممطورِ

والقَتاد: شجر ذو شوك، معروف. واقتدى فلان بفلان، إذا سلك سبيلَه.

وقتائدة: ثنية معروفة أو موضع. قال الشاعر:

حتى إذا أسلكوهمٍ في قُتـائدةٍ

 

شَلاّ كما تَطْرُد الجَمّالةُ الشُّرُدا

ت-د-ك

الكَتَد: مجتمَع رؤوس الكتفين من الفرس، والجمع أكتاد.

 

ت-د-ل

التَلْد والتِّلاد والتَليد والأتلاد: ما وُلد عندك من مال أو نُتِجَ. ومال تَليد ومُتْلَد. وأصل هذه التاء واو.

والأَتْلاد: بطون من عبد القيس، أتلاد عُمان لأنهم سكنوها قديماً.

وذكر أبو مالك: لَتَدَه بيده مثل وَكَزَه، ولم يجىء به غيره.

 

ت-د-م

مَتَدَ بالمكان يَمْتُد مُتوداً وهو ماتد، إذا أقام به، ولا أدري ما ثبْته.

 

ت-د-ن

أهملت في الثلاثي.

 

ت-د-و

التؤَدة أصل التاء فيه الواو، وليس هذا موضعه.

والوَتِد: معروف. والوَتِدَة: موضع بنجد.

وليلة الوَتِدَة لبني تميم علي بني عامر بن صَعصعة، اسم للموضع.

والوَتدة: الهُنَيَّة من اللحم في مقدَّم الأذن مما يلي الصُّدغ. وللتاء والدال والواو مواضع في المعتلّ تراها إن شاء الله.

 

ت-د-ه

أهملت في الثلاثي.

 

ت-د-ي

أهملت.

 

باب التاء والذال

مع ما يليهما من الحروف في الثلاثي الصحيح

ت-ذ-ر

أهملت وكذلك حالها مع الزاي والسين والشين والصاد والضاد والطاء والظاء.

 

ت-ذ-ع

ذَعَتَه يذعَته ذَعْتاً، إذا غمزَه غَمْزاً شديداً.

 

ت-ذ-غ

أهملت وكذلك حالها مع الفاء والقاف والكاف واللام.

 

ت-ذ-م

ذَمَتَ يذمِت ذَمْتاً، إذا هُزِل وتغيّر، ذكرها أبو مالك.

 

ت-ذ-ن

أهملت وكذلك حالها مع الواو والهاء والياء. وللتاء والذال والياء مواضع تراها إن شاء الله.

 

باب التاء والراء

مع ما يليهما من الحروف في الثلاثي الصحيح

ت-ر-ز

التَّرْز: اليُبس، ثم كثر ذلك في كلامهم حتى سمَّوا الميتَ تارزاً. قال امرؤ القيس في اليُبس:

بعِجْلِزَةٍ قد أتْرَزَ الجَرْيُ لَحْمَها

 

كُمَيتٍ كأنها هِراوةُ مِنْـوالِ

وقال الشَّمّاخ في الموت:

قليلُ التِّلاد غيرَ قـوسٍ وأَسْـهُـمٍ

 

كأنّ الذي يرمي من الوحش تارِزُ

أي: ميت لا يبرح.

 

ت-ر-س

التُّرْس: معروف، والجمع تِرَسة وتراس وأتراس وتروس. قال الراجز:

كأنّ شَمْساً نَزَلَتْ شموسا

دروعَنا والبَيْضَ والتُّروسا

وسترتُ الشيء أستره سَتْراً وأستِره، إذا غطَّيته.

والسِّتر: معروف، والجمع أستار وسُتور. وأستار الكعبة: لباسها.

وكل شيء سترته فالشيء مستور، والذي تستره به سَتْرٌ له.

وامرأة سَتيرة: حَييَّة وخَفِرَة. والسِّتارة: ما سترَك من شمس وغيرها.

والسِّتار: موضع.

 

ت-ر-ش

الترش: خفَّة ونَزَق، ويقال التَّرْش أيضاً تَرِش يترَش تَرَشأ، فهو تَرِشٌ وتارش.

والشَّتَر: انشقاق جفن العين رجل أشتر وامرأة شَتراءُ. وشُتَيْر بن خالد: رجل من أعلام العرب كان شريفاً قال الشاعر:

أوالِبَ لا فآنْهَ شُتَيْرَ بن خالدٍ

 

عن الجهل لا يَغْرُرْكُمُ بأَثامِ

ت-ر-ص

تَرَصَ الشيءُ وأترصتُه أنا، إذا أحكمتَه، فهو مُتْرَص. وكل ما أحكمت صَنْعَتَه فقد أترصتَه.

 

ت-ر-ض

أهملت التاء مع الراء والضاد والطاء والظاء.

 

ت-ر-ع

تَرعَ الرجلُ يترَع تَرَعاً، إذا أسرع في الشرّ. وفلان يتترَّع إلينا، أي يتنزَّى إلى شرَنا. وأترعتُ الإناء، إذا ملأته، فهو مُتْرَع. والتّرْعة، قال قوم: الروضة. وفي حديث النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "مِنْبَري هذا على تُرْعَةٍ من تُرَع الجنَّة"، قالوا: الروضة وقال قوم: الباب وقال قوم: الدَّرجة، والله أعلم.

ورَتَعَتِ الماشيةُ ترتَع رتوعاً ورَتْعاً، إذا جاءت وذهبت في المَرْعَى، فهي رُتَّع ورُتوع ورَواتع ورِتاع. والمَراتع: مواضعها التي ترتع فيها. وفي التنزيل: "يَرْتَعْ ويَلْعَبْ".

والعَرْت: الدَّلك، عَرَتَ أنفَه، إذا أخذه بأصابعه فدَلَكَه، يعرِته ويعرُته عَرْتاً. ورمح عَرّات: مثك عَرّاص سواء، وهو الذي يهتزّ إذا هززته

من أوله إلى آخره. وقالوا: رمح عارت وعاتر، أي صلب، كأنه مقلوب عن عارت. قال ساعدة بن جُؤَيَّة:

من كل أظْمَى عاترٍ لا شـانَـهُ

 

قِصَر ولا راشُ الكعوبِ معلَّبُ

والعَتْر: الذَّبح يقال: عتره يعتِره عَتْراً. والعَتيرة: شاة كانت تذبح في الجاهلية في رجب يُتقرب بها، وكان ذلك في صدر الإسلام أيضاً. المصدر العَترْ، والمفعول به عِتْر. وفي الحديث: "على كل مسلم أضحِيَّة وعتيرة"، ثم نُسخ ذلك بالأضاحي. قال الحارث بن حِلِّزة:

عَنَناً باطلاً وظُلماً كـمـا تُـع

 

تَرُ عن حَجْرَة الرَّبيض الظِّباءُ

العَنَن: الاعتراض. وقال آخر:

فزَلَّ عنها وأَوْفَى رأسَ مَرْقَـبَةٍ

 

كمَنْصِبِ العِتْرِ دمَّى رأسَه النّسُكُ

قوله: "كما تُعتر عن حجرة الرَّبيض الظِّباءُ"، الرَّبيض: القطيع من الغنم، وحَجرته: موضعه. وكان الرجل في الجاهلية يقول: إن بلغت غنمي مائة عترتُ عنها عتيرةً أو ذبحتُ لها ذِبْحاً، فإذا بلغت المائة ضنَّ بالغنم فصاد ظبياً فذبحه عنها. يقول: فهذا الذي تقتلوننا اعتراض وباطل وظلم، كما يُعتر الظبي عن رَبيض الغنم.

وعِتْرة الرجل: نَسْله. وربما جعلوا أسرته عِتْرته، وهذا معنى قول أبي بكر، رضي الله عنه: "نحن عِتْرة رسول اللهّ صلًى الله عليه وسلَّم".

وقَيْل بن عِتْر: أحد وَفد عادٍ. وعِتْوارة: أُم حيّ من كِنانة. والعِتْرة: بقلة تقطع فيسيل منها لبن. قال الشاعر:

فما كنتُ أَخشى أن أُقيمَ خِلافَكم

 

بسبعة أبياتٍ كما يَنْبُت العِتْـر

وعِتْرة المِسحاة: الخشبة المعترِضة في نِصابها يعتمد عليها الحافر.

وقد سمّت العرب عِتْراً ومِعْتراً وعُتيراً.

 

ت-ر-غ

أهملت.

 

ت-ر-ف

رجل مُتْرف: منعَّم، وترَّفه أهلُه، إذا نعّموه.

والتُّرْفة: الطعام الطيّب أو الشيء الطريف، يخصّ بها الرجل صاحبَه.

ورفتُّ الشيءَ أرفِته وأرفُته رَفْتاً ورُفاتاً، إذا كسرته، فهو رَفيت.

والفِتْر: ما بين طرفي السَّبّابة وطرف الإبهام إذا فتحتهما. وفَتْر، وقالوا فِتْر: اسم امرأة. قال الأعشى:

أصَرَمْتَ حَبْلَ الودِّ من فِتْـرِ

 

وهجرتَها ولججتَ في الهَجْرِ

وقالوا: من فَتْرِ. وفَترَ الماءُ فُتوراً. وفَتَرَ الإنسانُ، إذا لانت مفاصلُه وضعفت، فتوراً. وامرأة فاترة الطرف: ليست بحديدة النظر. والفَتْرة: الضعف في الجسد. والفَتْرة: ما بين كل نبَّيين.

 

ت-ر-ق

رَتَقْتُ الشيءَ أرتقه رَتْقاً، وقالوا أرتقه إذا ضممت بعضَه إلى بعض والأول أعلى. والرِّتاق: ثوبان يرتقان بحواشيهما. قال الراجز:

جارية بيضاءُ في رِتاقِ

تُدير طَرْفاً أكَحل المآقي

وفي التنزيل: "كانتا رَتْقاً ففَتقناهما". أي مُصْمَتتان ففُتقت السماء بالماء والأرض بالنبات، هكذا يقول المفسرون، واللّه أعلم.

والمرأة الرتقاء: التي لا يصل الرجل إليها. والقِتْر: نصْل عرض صغير من نِصال السِّهام. وابن قِتْرة: ضرب من الحيّات. والقَتْر: مصدر قَتَرت الشيءَ أقتُره قَتْراً وأقترته إقتاراً وقتّرته تقتيراً، إذا ضَنِنْتَ الإنفاقَ منه.

والقُتار: قُتار الشحم على النار وغيرِه. قال الشاعر:

قوم إذا حُبَّ القُتارُ رأيتَهـم

 

سمُحَ العَشيِّ مَباذلَ الأرفادِ

والقَتَر: الغبار. قال الشاعر:

يا جَفْنَةً إزاء الحوض قد تركوا

 

بثِنْي صِفِّينَ يعلو فوقها القَتَـرُ

والقَتير: مسامير الدروع. قال الشاعر:

تمنّاني وسابغتـي دِلاصٌ

 

كأنَّ قَتيرَها حَدَقُ الجَرادِ

والقتير: ابتداء الشَيب. قال الراجز:

من بعد ما لاح بك القَتيرُ

والرأسُ قد صار له شَكيرُ

والقُترة: ناموس الصائد. والقَتَرَة: الغَبَرَة هكذا فُسر في التنزيل في قوله جلّ وعزّ: "تَرهَقُها قَتَرَة"، والله أعلم.

والقتْر: الناحية، مثل القُطر سواء. وتقتَّر الرجلُ، إذا مال لأحد قتْرَيه. والأقتار: الأقطار. وأنشد:

حتى رأوه بجَنْب مَسكِنَ معلِماً

 

والخيلُ مُقْعِيَة على الأقتـارِ

أي على نواحيها، أي هي صوافن. وقُتيرة: اسم. ورجل قاتر: حسن الأخذ لا يَعقِر ظهرَ البعير. وقَرَتَ الدمُ يقرِت قَرْتاً وقُروتاً، وقالوا يقرُت، فالدم قارت، إذا يبس على الجلد. وقَرَتَ الجلدُ، إذا ضُرب فاخضرّ أو اسودّ. وقَرِتَ الرجلُ، إذا تغيَّر وجهُه من حزن أو غيظ.

 

ت-ر-ك

التَرْكة. البيضة من الحديد، وسمَيت تَرْكة تشبيهاً بتَرْكة النعام، وتَرْكَتُها: بيضتها إذا خرج منها الفَرخ، وهي التريكة أيضاً، والجمع ترائك.

والتريكة: روضة يُغفلها الناسُ فلا يرعَونها، والجمع ترائك.

وتَرِكة الرجل: تُراثه. والتّرْك: الجيل المعروف من الناس. وتقول العرب: تراكِ يا هنا، معمول عن التَرْك، أي اتركْ. قال الراجز:

تَراكِها من إبِل تَراكِها

ألا ترى الموتَ على أوراكِها

والرَّتْك والرَّتَك والرَّتَكان: ضرب من سير الإبل رتَك يَرْتِك رَتْكاً ورَتَكاً ورَتَكاناً. والكِتْر: السَّنام. قال الشاعر:

قد عُرِّيَتْ حِقْبَةً حتى استَطَّفَّ لها

 

كِتْرٌ كحافةِ كِيرِ القَيْنِ ملـمـومُ

قال الأصمعى: لم أسمع بالكِتْر إلاّ في هذا البيت.

وحَوْل كَرِيت: تامّ. يقال: فعلنا ذلك يوماً كَرِيتاً، أي أجمع. وأنشد:

فقاتلـنـاهـمُ يومـاً كَـرِيتـاً

 

إلى أن حان من شمسٍ غروبُ

ت-ر-ل

أهملت إلاّ في قولهم: الرَّتَل، وهو بياض الأسنان وكثرة مائها ثغر رَتِلٌ. قال الشاعر:

تُجري السِّواكَ بالبَنان على

 

ألمَى كأطراف السَّيال رَتِلْ

وقال قوم: الرتَل حُسن نبتها. وربما قالوا: رجل رَتِل الأسنان.

فأما الترتيل في القرآن فهو الترسُّل فيه. وقال أبو عُبيدة في قوله عزّ وجل: "ورَتِّل القُرآنَ ترتيلاً"، أي بَيِّنْه وأرسِله إرسالاً، وكذا كانت قراءتُه، صلَّى الله عليه وسلَم، فيما روي. والرُّتَيْلَى، فعَيْلَى: جنس من الهَوامّ.

 

ت-ر-م

التَمر: معروف، وأصله من تَمَّرْتُ اللحمَ، إذا جفَّفته. قال الشاعر:

لها أشاريرْ من لحم تتـمَّـره

 

من الثَّعالي ووَخْزٌ من أرانِيها

يريد الثعالب والأرانب. ويقال: رتمتُ الشيءَ أرتِمه رَتْماً، إذا كسرته. قال الشاعر:

لأصبحَ رَتْماً دُقاقَ الحَصَى

 

مكانَ النَّبيِّ مِن الكاثِـبِ

والرُّتْم: أن يَشُدَّ الإنسان في إصبعه خيطاً يذكر به حاجتَه. يقال: ارتتمتُ ترتَّمتُ، إذا فعلت ذلك.

والرَّتيمة: شيء كان يفعله أهل الجاهلية كان الرجل إذا أراد سَفَراً عَمدَ إلى شجرتين متقاربتين فعقد غصنين منهما، فإذا رجع من سفره فإن كان الغصنان بحالهما علم أنه لم يخَنْ في أهله وإن كانا منحلَّين ظنَّ بأهله ظنُّ سَوء. والرَّتَم: ضرب من الشجر. وأنشد:

حَلَّت أمامةُ بَطْنَ التِّين فالرقَما

 

وحلَّ أَهْلُكَ أرضاً تُنْبت الرَّتَما

ويقال: امْترَّ الحبلُ، إذا امتدّ. ومَتَرْته أنا مَتْراً، إذا مددته.

والمَرْت: القفْر من الأرض، والجمع أَمرات ومُروت. قال الشاعر:

سَباريتُ أمرات قطعتُ بجَسْـرَةٍ

 

إذا الجِبْسُ أعيا أن يَرومَ المَسالكا

ت-ر-ن

النَّتْر من قولهم: نترتُ الثوبَ نَتْراً، إذا شققته بإصبعك أو أسنانك.

والنَّتْر: الفساد في الشيء والوهن فيه. قال الراجز:

وآعْلَمْ بأن ذا الـجـلال قـد قَـدَرْ

في الصُّحُف الأولى التي كان سَطَرْ

أمرَكَ هذا فاحتفِظْ منـه الـنَّـتَـرْ

قال أبو حاتم: التَّنُّور ليس بعربي صحيح، ولم تعرف له العرب اسماً غير التَّنُّور، فلذلك جاء في التنزيل: "وفارَ التَّنور" لأنهم خوطبوا بما عرفوا.

 

ت-ر-و

الوِتْر: الفرد، ضد الشَّفع، بكسر الواو لغة حجازية، وفتحها نجدية.

والوتنْر: التّرة، بكسر الواو لا غير، والجمع أوتار. ويقال في الوِتر من الأفراد: أوترت فأنا أُوتر إيتاراً، أي جعلت أمري وِتراً، وفي الدَّحل: وَتَرْت الرجلَ. ووترت فلاناً أتِرُه وَتْراً وترَةَّ فأنا واتر وهو موتور، إذا قتلت له ولداً أو قريباً. والوَتَر، وَتَر القوس: معروف يقال: أوترت القوس ووَتَرْتها. قال الراجز:

ووَتَّرَ الأساورُ القياسا

صُغْديةً تنتزعُ الأنفاسا

والوَتَرَة: الحائْلة بين المَنْخِرين في الأنف.

ويقال: ما زال فلانٌ على وتيرة من أمره، أي على طريقة واحدة واستقامة. والوَتيرة: خلْقة يُتعلّم عليها الطعن، وربما شُبِّهت قُرحة الفرس بها. قال الشاعر:

يُباري قُرْحَةً مثل ال

 

وَتيرة لم تكن مَغْدا

المَغْد: النَّتْف. ويقال: مغدَه يمغَده مَغْداً. وربما سمِّيت الوردة البيضاء وتيرةً تشبيهاً بذلك. والوتيرة: قطعة تَغْلُظ وتستحقّ من الأرض وتستطيل، والجمع الوتائر. قال الشاعر:

لقد حَبَّبَتْ نُعْم إلينا بوجههـا

 

مَنازلَ ما بين الوتائر والنَّقعِ

وقال ساعدة:

فذاحت بالوتائر ثمّ بَدَّتْ

 

يديها عند جانبه تَهِيلُ

بَدَّت: فتحتْ ما بين يديها. وذاحت: مرَّت مراً سريعاً. يصف ضَبُعاً تجيء إلى القبر فتَنْبُشه. ويقال: بنى القوم بيوتهم على وتيرة، أي على سطر. والتَّور: عربي معروف، هكذا يقول قوم. وقال آخرون: بل هو دخيل. والتَّور: الرسول بين القوم، عربي صحيح. قال الشاعر:

والتَّوْرُ فيما بيننا مُـعْـمَـلٌ

 

يرضى به المَأتِيُّ والمرسِلُ

والرتْوُ من قولهم: رَتاه يَرْتوه رَتْواً، إذا ضمّه إليه. قال الشاعر:

فخمةً ذَفْراءَ تُرْتَى بالعُرَى

 

قرْدمانيًّا وتَرْكاً كالبَصَـلْ

قُرْدُمانيَّاً: يعني درعاً، وهو فارسيّ معرَّب، تفسيره: عُمل وبقي. والترْك: البَيض، شبّهه بالبصل لاستدارته وملاسته. والرَّتْوُ من الأضداد يقال: في بني فلان رَتْوة، أي رِيبة، ولفلان رَتوة في بني فلان، أي منزلة. والرَّتْوُ: الشِّدَة والاسترخاء جميعاً، من الأضداد. قال الشاعر:

مكفهِرٌّ على الحوادث لا تَرْ

 

توهُ للدَّهر مُؤْيِدٌ صَـمّـاءُ

أي لا تُوهِنه.

وسمعتُ أبا حاتم يقول: سمعت الأصمعي يقول: "إن الخزيرة تَرْتُو فؤادَ المريض أي تَشُدُّه وتقوّيه". وفي الحديث: "لِمعاذ بين يدي العلماء رَتْوَةٌ"، أي مَنزلة.

 

ت-ر-ه

التِّرَة: كلمة ناقصة، وستراها في بابها إن شاء الله.

والهِتْر من قولهم: رجل هتْرُ أهتارٍ، إذا وُصف بالنَّكراء. والهِتْر: العَجَب. قال أوس:

وكان إذا ما التمَّ منها بـحـاجةٍ

 

يراجع هِتْراً من تُماضِرَ هاتِرا

وهَتَرْتُ عِرْضَ الرجل تهتيراً، إذا مزقته.

وأهْتِرَ الشيخُ فهو مُهْتَر، إذا خَرِفَ.

والهَرْت: مصدر هَرَتُ الثوبَ وغيرَه أَهرِته وأَهرُته هَرْتاً، إذا شققته.

وفرس أَهرتُ الشِّدقين، وكذلك الأسد. وهَرِيت الشِّدقين، إذا كان واسعَهما.

 

ت-ر-ي

التَّرِيَّة والتِّرْيَة: الخِرْقَة التي تعرف بها المرأة حيضها من طُهرها. وكذلك في الحديث. وقال بعض أهل اللغة: والتِّرْيَة: الماء الأصفر الذي يكون عند انقطاع الدم.

 

باب التاء والزاي

مع باقي الحروف في الثلاثي الصحيح

ت-ز-س

أهملت وكذلك حالها مع الشين والصاد والضاد والطاء والظاء.

 

ت-ز-ع

الزَّعْت: لغة لأهل الشَحْر مرغوب عنها، يقال: زَعَتَه وزَأته، إذا خنقه.

 

ت-ز-غ

أهملت.

 

ت-ز-ف

الزِّفْت: معرِوف وقد تكلمت به العرب. ونُهي عن النبيذ في الإناء المزفَّت.

 

ت-ز-ق

أهملت.

 

ت-ز-ك

زِكْت: موضع معروف.

 

ت-ز-ل

اللَّتْز مثل اللَّكز والوَكْز سواء، لَتَزَه يَلْتِزه ويَلْتُزه لَتْزاً.

 

ت-ز-م

الزَّميت: الحليم والاسم الزَّماتة. وتزمَّتَ الرجلُ، إذا تحلَّم. أنشدنا أبو حاتم عن أبي زيد:

سمَّيتُها إذ وُلدَتْ تَموت

والقبر صِهْر صالحٌ زَمِيتُ

بنت شُيَيْخٍ ما له سُبْروتُ

ت-ز-ن

أهملت.

 

ت-ز-و

الوَتْز: ضرب من الشَّجر، زعموا، وليس بثَبْت. ومواضع التاء والزاي والواو في المعتلّ تراها إن شاء اللّه.

 

ت-ز-ه

أهملت.

 

ت-ز-ي

الزَّيت: معروف. وطعام مَزِيت، إذا كان فيه الزيت. قال الفرزدق:

أتتكم بِعِيرٍ لم تـكـن هَـجَـريَّةً

 

ولا حنطةَ الشَّأم المَزِيتَ خَميرُها

وهذا الباب نأتي عليه في المعتلّ إن شاء اللّه.

 

باب التاء والسين

مع ما يليهما من الحروف في الثلاثي الصحيح

أهملت التاء والسين مع الشين وكذلك حالهما مع الصاد والضاد.

 

ت-س-ط

 

الطَّسْت: فارسية معرَّبة. وقال قوم: طسٌّ، وجمعوه أطساساً وطِساساً وطُسوساً. قال الراجز:

يستسمعُ الساري به الجُرُوسا

هَماهِماً يُسْهِرْنَ أو رَسيسا

قَرْعَ يد اللَّعّابة الطُّسُوسا

ت-س-ظ

أهملت.

 

ت-س-ع

تِسْع: عدد معروف. والتِّسع: ظِمءٌّ من أظماء الإبل، والإبل تَواسع وأصحابها مُتْسِعون. والتُسْع: جزء من تسعة أجزاء. والتُّسَع: ثلاث ليال من العَشْر الأُّوَل من الشهر ثلاث تُسَعٌ.

والتّعْس: العَثْر أتعسَه اللّه، أي كَبَّه وأعثرَه، والرجل تاعِس وتَعِس. قال الشاعر:

فله هنالكَ لا عـلـيه إذا

 

دَنَعَتْ أنوفُ القوم للتَّعْسِ

دَنَعَت هاهنا: ذلَّت. وله موضع آخر يقال: فلان من دَنَع بني فلان، أي من سَفِلتهم ورذالهم. ورجل مُتْعس، إذا كان منكمشاً ماضياً، ومتستِّع أيضاً.

 

ت-س-غ

التَغْس: لَطْخ سحاب رقيق في السماء، وفي نسخة أخرى: التَّسْغ، وليس بثبْت.

 

ت-س-ف

السَّفِت: الذي لا بَرَكة فيه من طعام وغيره لغة يمانية. يقولون: طعام سَفِتٌ، وقد يصرَّف فعلُه فيقال: سَفِتَ هذا الطعام يَسْفَت سَفَتاً وسَفْتاً.

 

ت-س-ق

أهملت.

 

ت-س-ك

أهملت إلاّ في قولهم السَّكْت من قولهم: سكت يسكُت سَكْتاً وسُكوتاً.

وأسكتَ، إذا أطرقَ. قال الراعي:

أبوكَ الذي أجْدَى عليَّ بنَصْره

 

فأسْكَتَ عنّي بعدَها كلُّ قائلِ

هكذا الرواية الصحيحة بالرفع. فأما السُّكَات فهو داء كالصُّمَات، وهو أن يسكت الإنسان فلا يتكلّم حتى يموتَ.

 

ت-س-ل

السُّتْل: مصدر سَتَلَ القومُ سَتْلاً وتساتلوا تساتُلاً وانستلوا انستالاً، إذا جاء بعضُهم على إثر بعض. والسَّتَل: طائر شبيه بالعُقاب أو العُقاب بعينها هكذا قال أبو حاتم، والجمع السِّتْلان. والمَساتل: الطُّرُق الضيِّقة، الواحدة مَسْتَل. والسَّلْت من قولهم: سَلَتَ أنفَه يسلُته ويسلِته سَلْتاً، إذا قطعه من أصله. وكذلك سلتَ يدَه بالسيف، إذا قطعها. والسُّلت: حَبّ يشبه الشعيرَ أو هو بعينة ويقال: هو الشعير الحامِض. ويقال انسلتَ فلان عنّا، إذا انسلَّ وهم لا يعلمون به.

 

ت-س-م

السَّمْت: الطريق، وربما جُعل القصد سَمْتاً. يقال: فلان على سَمْتٍ صالح، أي على طريقة صالحة. وسلكَ فلان لسَمْتَ فلان، إذا اقتدى به.

وسَمَتُّ سَمْتَ القوم فأنا سامِت، إذا قصدت قصدَهم.

والمَتْس يقال: مَتَسَه يمتِسه مَتْساً، إذا أراغه لينتزعه من نبت أو غيره.

 

ت-س-ن

أسْنَتَ القومُ فهم مُسْنِتون، إذا أصابتهم السَّنَة، وهذا مقلوب، التاء فيه بدل من الواو. والأسْتَن: ضرب من الشجر. قال الشاعر:

تَحِيدُ عن أسْتَنٍ سُـودٍ أسـافـلُـه

 

مثل الإماء الغوادي تَحْمِلُ الحُزَما

قال أبو بكر: كان الأصمعي يَعيب هذا البيت ويقول: الإماء تروح بالحَطَب ولا تغدو.

والنَتْس: النَّتْف نَتَسَه يَنْتِسه نَتْساً، إذا نتفه.

 

ت-س-و

يقال: فلان من تُوسِ صدقٍ ومن سُوس صدقٍ، أي من مَعْدِن صدقٍ.

 

ت-س-ه

سَتَهْتُ الرجلَ أسْتَهُهُ سَتْهاً، إذا ضربت آسْتَه. ورجل مسْتُوه: كناية عن الفاحشة.

 

ت-س-ي

التَّيس: معروف، من الظباء والمعز والوعول. ومثل من أمثالهم: "استتيسَتِ العَنْزُ"، أي صارت كالتَّيس في جرأتها وحركتها.

 

باب التاء والشين

مع الحروف التي تليهما في الثلاثي الصحيح

ت-ش-ص

أهملت التاء والشين مع الصاد والضاد والطاء والظاء.

 

ت-ش-ع

شَتِع يشتَع شَتَعاً، إذا جزع من مرض أو جوع، مثل شَكِعَ سواء.

والعَتْش: مصدر عَتَشَه يَعْتِشه عَتْشاً، إذا عطفه، وليس بثَبْت. يقال: عتشتُ العود أَعتِشه، إذا عطفته.

 

ت-ش-غ

شتَغْت الشيءَ أشتَغه شَتغاً، إذا وطِئته وذلَلته. والمَشاتِغ: المَهالِك.

 

ت-ش-ف

أهملت وكذلك مع القاف والكاف واللام.

 

ت-ش-م

مَتَشْتُ الشيءَ أَمتِشه مَتْشاً، إذا جمعته بأصابعك. ويقال: متشت أخلافَ الناقة بأصابعي، إذا احتلبتها احتلاباً ضعيفاً. والمَتَش: بياض في أظفار الأحداث. والمَتَش أيضاً: سوء في البصر. رجل أمتشُ وامراة مَتْشاء.

وشتمتُ الرجلَ أشتِمه شَتْماً، والاسم الشَتيمة والمَشْتَمة أيضاً.

ورجل شَتّامة: كثير الشَّتْم، كما قالوا علاّمة ونسّابة. ورجل شَتيم وشُتام: كريه المنظر، وبه سُمِّي الأسد شَتيماً. والشَتامة المصدر. وقد سمَت العرب شتيماً، وهو أبو بطن منهم، ومِشْتماً.

 

ت-ش-ن

النَتْش يقال: نَتَشَ الجرادُ الأرضَ يَنتِشها نَتْشاً، إذا أكل ما عليها من النبات، والأرض منتوشة.

 

ت-ش-و

أهملت في الثلاثي ومواضعها في المعتلّ كثيرة تراها إن شاء الله.

 

ت-ش-ه

الهَتْش: إغراء الكلب، يقال: هَتَشْتُ الكلب أهتِشه هتْشاً، إذا أغريته لغة يمانية.

 

ت-ش-ي

استُعمل من وجوهها: فرس شَئيت، إذا قَصُرَ موقع حافري رجليه عن موضع حافري يديه في العَنَق، وذلك عيب. وليس له فعل يتصرّف. قال الشاعر:

بأقْدَرَ من جِياد الخيل نَهْدٍ

 

جوادٍ لا أَحَقَّ ولا شَئيتِ

فالأحَقّ: الذي يقع حافراً رجليه موقعَ حافري يديه، وهو عيب. وللأقدر موضعان فهذا أحدهما، وهو أن يتقدّم موقعُ حافري رجليه موقع حافري يديه، وذلك محمود. والموضع الآخر: قِصَر العُنُق يقال: فرس أقدرُ والأنثى قَدْراءُ، وكذلك هو في الناس أيضاً.

 

باب التاء والصاد مع باقي الحروف

ت-ص-ض

أهملت وكذلك حالهما مع الطاء والظاء.

 

ت-ص-ع

تَعِصَ يَتْعَص تَعَصاً، إذا اشتكى عصبَه من كثرة المشي. والتَّعَص: شبيه بالمَعَص، وليس بثَبْت. والصَّتَع: أصل بناء الصُّنْتُع، النون زائدة ظليم صُنْتُع: صغير الرأس دقيق العُنُق. والعَتَص فعله ممات، وهو، زعموا، كالاعتياص وليس بثَبْت لأن بناءه بناء لا يوافق أبنية العرب. واستُعمل الاعتياص وهو الافتعال من قولهم: اعتاص يعتاص اعتياصاً، وهذه الألف أصلها ياء كأنه اعتَيَصَ.

 

ت-ص-غ

أهملت في الثلاثي وكذلك حالهما مع الفاء والقاف والكاف.

 

ت-ص-ل

رجل صَلْت ومُنْصَلِت: ماضٍ في أموره. وسيف إصْلِيت: صارم. قال الراجز:

كأنَّني سيفٌ بها إصْلِيتُ

ينشقُّ عني الحَزْنُ والبِرِّيتُ

وتلَّصت الشيءَ تتليصاً، إذا أحكمت صنعتَه وملّسته، مثل ترَّصتُه وأترصته سواء، فهو مترَّص. واللِّصت في بعض اللغات: اللِّصّ، والجمع لُصُوت. قال الشاعر:

فتركنَ جَرْماً عُيَّلاً أبناؤهـا

 

وبني كِنانةَ كاللُّصوت المُرَّدِ

ت-ص-م

الصتْم: الصلب الشديد. حَجَر صَتْم: أملس. والصَّتَم: التامّ. قال الشاعر:

فكُلاًّ أراهم أصبحوا يَعقِلونهم

 

عُلالةَ أَلْفٍ بعد أَلفٍ مصتَّم

أي ألف تامّ. والصَّتيمة: الصخرة الصًّلبة. والصَّمْت: معروف صَمَتَ يصمت صَمْتاً، إذا سكت. وأصمتُّه أنا إصماتاً، إذا أسكتُّه. ويقال: أخذه الصُّمات، إذا سكت فلم يتكلَّم. وصمَّت الرجلُ تصميتاً، إذا شكا فأشكيتَه. قال الراجز:

إنك لا تشكو إلـى مـصـمِّـتِ

فآصْبِرْ على الحِمْل الثقيل أو مُتِ

ويقال: تركتُه بصحراءِ إِصمِتَ، أي بحيث لا يُدرى. ويقال: له من المال صامت وناطق، فالصامت: ما كان من العين والوَرِق، والناطق: ما كان من الماشية.

والمَصْت: مثل المَصد سواء، مَصَتَ الرجلُ المرأةَ ومَصَدَها، إذا جامعها.

 

ت-ص-ن

نَصَتَ يَنْصِت نَصْتاً وأنصت يُنصت إنصاتاً، فهو ناصِت ومُنْصِت، في معنى السكوت، ومُنْصت أعلى في اللغة.

 

ت-ص-و

الصوت: معروف، وهو اسم يلزم كل ناطق من الناس والبهائم والطير وغيرهم. يقال: صوَّتَ الإنسانُ والبعير وغيرهما. والصتْو: مصدر صَتا يصتو صتْواً، وهو مشي فيه وثب، زعموا.

وهذا الباب تراه مشروحاً في الثلاثي المعتلّ، وللصاد والتاء والواو مواضع في الاعتلال كثيرة.

 

ت-ص-ه

أهملت.

 

ت-ص-ي

استُعمل من وجوهها: رجل ذو صِيت، إذا كان عاليَ الذِّكْر. يقال: له صِيت في الناس ويقال: ذهب صِيتُه في الناس.

وأهملت فيما سواه، ولها مواضع في الاعتلال تراها إن شاء اللّه.

 

باب التاء والضاد

مع الحروف التي تليهما في الثلاثي الصحيح

ت-ض-ط

أهملت وكذلك حالهما مع الظاء.

 

?ت-ض-ع

الضَّتْع: دُوَيْبَّة، زعموا. وقال آخرون: بل الضَّوْتَع دوَيبَّة أو طائر، وأحسب الضَّوْتَع في بعض اللغات: الرجل الأحمق. فأما الضَّوْكَعَة، وهو الرجل الأحمق، فصحيح.

 

ت-ض-غ

أهملت وكذلك حالهما مع الفاء والقاف والكاف واللام والميم والنون.

 

ت-ض-و

ضَوْت: اسم موضع.

 

ت-ض-ه

الضَّهْت: الوطء الشديد، زعموا ضهَتَه يضهَته ضَهْتاً.

 

ت-ض-ي

أهملت.

 

باب التاء والطاء مع باقي الحروف

في الثلاثي الصحيح

أهملت التاء والطاء مع ما يليهما من الحروف وكذلك التاء والظاء مع ما يليهما.

 

باب التاء والعين مع باقي الحروف

في الثلاثي الصحيح

ت-ع-غ

أهملت.

 

ت-ع-ف

عَفَتَ الشيءَ يَعْفِته عَفْتاً، إذا لَواه. ويقال: عَفَتَ الرجلُ كلامَه يَعْفِته عَفْتاً، إذا أخرجه على غير وجهه.

والأعفت، في لغة بني تميم: الأعسر، وفي لغة غيرهم: الأحمق. ويقال: مَرَّ عِتْفٌ من الليل وعِدْف، وهما سواء، أي قطعة.

 

ت-ع-ق

عَتَقَ المملوكُ عِتْقاً، إذا صار حُراً، وأعتقه سيده. ويقال: هذا الغلام عَتاقة فلانٍ، أي محرَّره. وعَتَقَتِ الجاريةُ: صارت عاتِقاً، إذا واشكت البلوغ.

وعَتُقَتِ الخمرُ عِتْقاً، وعَتُقَ الفرسُ عَتاقةً، إذا صار عتيقاً. وعَتَقَ يَعْتِق عَتْقاً، إذا تقدَّم وسبق في سيره. وفلان مِعْتاق الوَسيقة، إذا طرد طريدة أنجاها وسلم بها. وعَتَقَ الفَرخُ، إذا قوي على الطيران، فهو عاتق. قال الأصمعي: ونرى أنه من عَتَقَتِ الفرسُ، إذا تقدّمت وسبقت. ويقال: عَتَقَ الفرس يَعْتِق، إذا بَزَمَ بفيه، أي عضّ.

وما أبْيَنَ العِتْقَ فيه، أي الكَرَم. ويقال للجميل: ما أعْتَقَه وأبيَنَ العِتْقَ فيه.

وزعموا أن أبا بكر رحمة الله عليه سُمِّي عتيقاً بذلك. وقال قوم: سمِّي عتيقاً لأن الله تعالى أعتقَه من النار. والبيت العَتيق: الكعبة، سُمِّي بذلك لأنه لم يملكه أحد من بني آدم.

والعاتق من الإنسان: ما وقع عليه نِجاد السيف. يقال: فلان أمْيَلُ العاتق، إذا كان ذلك الموضعُ منه معوجاً. وقالوا: العاتق: الزِّق الضَّخم، واحتجّوا ببيت لبيد، وإنما أراد الخمر:

أُغلي السِّباءَ بكلِّ أدكنَ عاتـقٍ

 

أو جَونة قُدحت وفُضَّ خِتامها

ويقال: قَتَعَ الرجل يقتَع قُتوعاً، إذا انقمع مِن ذُلٍّ.

والقَتَع: ضرب من الدود أحمر يأكل الخشبَ. قال الشاعر:

غادرتُهم باللوَى قَتْلَى كـأنَـهـمُ

 

خشْبٌ تَنَصَّفَ في أجوافها القَتَعُ

وإنما قيل للمرأة الذَّميمة: قَتَعَة تشبيهاً بذلك.

 

ت-ع-ك

عَتَكَتِ القوسُ تعتِك عَتْكاً وعُتوكاً، إذا قدُمت فاحمارَّ عُودها، فهي عاتك، وقالوا عاتكة أيضاً. وعَتَكَتِ المرأةُ بالطِّيب، إذا تضمَّخت به. ومنه اشتقاق اسم عاتِكة. ويقال: عَتَك البولُ على أفخاذ الإبل، إذا انصبغت به. وهو راجع إلى قولهم: عَتَكَتِ المرأةُ بالطِّيب. وأنشد:

تذكَّرَتْ تَقْتَدَ بَرْدَ مائهـا

وعَتَكَ البولُ على أنسائها

وعَتَكَ الرجلُ على يمينٍ فاجرة، إذا أقدم عليها. وعَتَكَ فلان على فلان، إذا حمل عليه أو أرهقه شراً. وبه سُمِّي العَتيك، أبو هذه القبيلة. وكَتعِ الرجلُ كَتَعاً، مفتوح المصدر، إذا شمَر في أمره. وقال قوم: بل كتع، إذا انقبض وانضمّ، فكأنه من الأضداد عندهم. ورجل كتَع، إذا كان كذلك.

وجاءني القومُ أجمعون أكتعون، وجاءني النِّساء جُمَعُ ُكَتعُ، ورأيت دارَك جمعاءَ كتعاءَ. وقال قوم: هو إتباع، وقال قوم آخرون: بل أكتعون في معنى أجمعين. والكَعْت: أصل بناء الكَعيت، وهو هذا الطائر الذي يسمَّى البُلْبُل.

 

ت-ع-ل

تَلِعَ الرجلُ يتلَع تَلَعاً، إذا طالت عُنُقُه، فهو أتلعُ والأنثى تَلْعاء، وكذلك الفرس. وأتلع الرجلُ، إذا مدَ عُنُقَه متطاولاً. وتَلَعَتِ الضُّحى وأتلعتْ، إذا انبسطت. والتَّلْعة من الوادي: ما اتّسع من فُوَّهته، والجمع تِلاع. وربّما سمِّيت القطعة من الأرض المرتفعة: تَلْعة، والأول الأصل. ومُتالِع: اسم جبل معروف.

وعَتَلْت الرجلَ أعتِله وأعتُله عَتْلاً، إذا جذبته جذباً عنيفاً. ورجل مِعْتَل: مِفْعَل من العَتْل. ورجل عُتُلّ، إذا كان جافياً غليظاً، ولم يتكلَّم فيه الأصمعي. وكل جافٍ عُتُل. ورُمْح عُتُل: غليظ. والعَتَلَة: المِجْثاث، وهي الحديدة التي يُقلع بها فَسيل النخل، والجمع عَتَل لغة أهل الحجاز.

 

ت-ع-م

العَتَمَة: عَتَمَة الإبل، وهو رجوعها من المرعى بعدما تُمسي. وكان الأصمعي يقول: به سمِّيت صلاة العَتَمَة. ثم كثر ذلك حتى قالوا: أعتمَ الرجلُ بالشيء، إذا أبطأ به. ومنه قولهم: عاتِم القِرى، أي بخيل يُغتِم قِرى أضيافه، أي يؤخره. وكل من أبطأ عن شيء فقد عَتَمَ عنه وأعتم وجئتنا عاتماً ومُعْتِماً. وفي كلام لهم: ليلةُ أرْبَعْ عَتَمَةُ رُبَعْ. والعُتْم: زيتون ينبت في جبال السَّراة لا يَحمل.

والعَمْت: فَتْلُ الصوف باليد حتى يصير خُصَلاً فيُغزل. يقال: عَمَتُّ الصوفَ أعمِته عَمْتاً، ويقال لتلك الخُصَل من الصوف: العُمت، الواحدة عَميتة. قال الشاعر:

فظلَّ يَعْمِتُ في قَوْط ومَكْرَزَةٍ

 

يقطِّعُ الحَّصر تأقيطاً وتهبيدا

القَوْط: القطيع من الغنم. قال الراجز:

ما راعني إلا جَناحٌ هابطا

على البيوت قَوْطَه العُلابِطا

ومَتَعَ النهارُ يَمْتَع متوعاً، إذا ارتفع، هكذا قال أبو حاتم. ومَتَعَ السرابُ، إذا ارتفع في أول النهار مُتوعاً أيضاً.

ومتَّعت الرجل بالشيء تمتيعاً، إذا ملَّيته إياه، من قولهم: تملَّيت حبيباً، إذا دعوت له بطول المُقام معه. والمُتْعة: ما تمتّعتَ به. ونِكاح المتْعة الذي ذُكر، أحسبه من هذا إن شاء الله.

والمَعْت: الدَّلْك، مَعَتُّ الأديمَ أمعَتُه مَعْتاً، إذا دَلَكْتَه، وهو نحو الدَّعك. والدَّعْك، زعموا: طائر، وقال قوم: الرجل الضعيف.

 

ت-ع-ن

العَنَت: العَسْف أو الحَمْل على المكروه. وأعْنَتَه يُعنته إعناتاً.

ويقال العَنَت أيضاً من الإثم عَنِتَ يَعْنَت عَنَتاً، إذا اكتسب مَأثماً. ولست أذكر قول أبي عبيدة في تفسيره في التنزيل فأقلِّدَه إيّاه. وعَنِتَ العظُم عَنَتاً، إذا أصابه وَهْيٌ أو كسر. وأكَمَة عَنوت، إذا طالت.

ونَعَت الشيءَ أنعَته نَعْتاً، إذا وصفته، فالشيء منعوت وأنا ناعت.

ونَتَعَ الدَّمُ وغيره ينتُع وينتِع، إذا خرج من الجرح قليلاً أنتع، قليلاً، فهو ناتع، وكذلك الماء يخرج من العين والحَجَر. وربما قالوا نَتَعَ العَرَقُ أيضاً.

 

ت-ع-و

أهملت في الثلاثي ولها في الاعتلال مواضع.

 

ت-ع-ه

عُتِهَ الرجلُ فهو معتوه، والاسم العُتاه، وهو اختلاط العقل، شبيه بالبَلَه.

وتعتَه الرجلُ، إذا تنظَّف ونظَّف ثيابَه. قال الراجز:

عليَّ ديباجُ الشَّباب الأدْهَنِ

في عُتَهِيِّ اللُّبْس والتقيُّنِ

ومنه اشتقاق اسم عَتاهية. وهَتعَ الرجل إلينا، إذا أتى مسرعاً، مثل هَطَعَ وأهطع سواء.

 

ت-ع-ي

أهملت، يتلوه:

باب التاء والغين

مع باقي الحروف التي تليهما في الثلاثي الصحيح

ت-غ-ف

الفَتْغ: مثل الفَدْغ، سواء. يقال: فَتَغْت الشيءَ أفتَغه فَتْغاً، إذا وطِئته حتى ينشدخ.

 

ت-غ-ق

أهملت وكذلك حالهما مع الكاف.

 

ت-غ-ل

غَتِلَ المكانُ يغتَل غَتَلاً، إذا كثر فيه الشجرُ، والموضع غَتِل. ونخل غَتِل: ملتفّ، لغة يمانية.

وغَلِتَ في الحساب: مثل غَلِطَ سواءة هكذا يقول الأصمعي. وقال بعض أهل اللغة: لا يقال غَلِتَ إلاّ في الحساب وحده، والغَلَط في غيره أيضاً. وقال أبو عبيدة: غَلِطَ في كلامه وغَلِتَ في حسابه. ورجل غَلُوت، من الغَلَط.

واللَّتْغ: الضَّرب باليد، زعموا لَتَغَه بيده لَتْغاً، وليس بثَبْت.

 

ت-غ-م

الغتْمة: العُجْمة رجل أَغتمُ من قوم غُتْم وأغتام، وامرأة غَتْماء.

والغَمْت من قولهم: غمَتُّه أغمِته غَمْتاً، إذا غَطَطْتَه.

 

ت-غ-ن

نَتَغْتُ الرجلَ أَنتِغه وأَنتُغه نَتْغاً، إذا عِبْتَه وذكرته بما ليس فيه ورجل مِنْتَغ، إذا كان فعّالاً لذلك.

 

ت-غ-و

أهملت.

 

ت-غ-ه

أهملت.

 

ت-غ-ي

أهملت.

 

باب التاء والفاء

مع ما يليهما من الحروف في الثلاثي الصحيح

ت-ف-ق

الفَتْق: ضِدُّ الرَّتْق. والصُّبح الفَتيق: المُشرق. وأفتقَ القومُ، إذا لاح لهم الصبح. وأفتقتِ الشمسُ، إذا بدت من فُتوق السَّحاب. وأنشد:

تُريكَ بياض لَبتِها ووجهـاً

 

كقرن الشمس أفتقَ ثمّ زالا

وأفتقَ القوم: سمّنوا ماشيتهم. وتفتَقت الماشيةُ شحماً، إذا سمنت.

وأعوام الفَتَق: أعوام الخِصب. قال الراجز:

يأوي إلى سَفعاءَ كالثوب الخَلَقْ

لم يَرْجُ رِسْلاً بعد أعوام الفَتَقْ

والفَيْتَق، الياء زائدة، قالوا: الحدّاد، وقالوا: النجّار وستراه في بابه إن شاء الله.

 

ت-ف-ك

الفِتْك: معروف. والرجل الفاتك: الذي إذا همَّ فعل. وفي الحديث: "قَيَّدَ الإسلام الفِتْكَ لا يَفْتُكُ مسلم". وفي بعض اللغات: فتّكتُ القطنَ تفتيكاً، وهو النَّفش.

والكَتْف: شدُّ اليدين إلى وراء، وكذلك كَتْفُ الطائر: شَدُّ جَناحِه.

والكَتِف: معروفة. والكِتاف: حبل يُشدّ به وظيفُ البعير إلى كَتِفه.

والكُتْفان: ضرب من الدَّبى. قال الأصمعي: واحد الكُتْفان من الدَّبى: كاتِفة. وإنما سُمِّي كُتْفاناً لأنه يتكتّف في مشيه كالنَّزْو. وكتّفتِ الفرسُ، إذا مشت فحرَّكت كَتِفيها. والكُتَاف: وجع الكَتِف، قال: وكذلك الكَتَف والكتيفة: كَلْبَتا الحدّاد، وقال قوم: بل الكتيفة: الضَّبَّة من الحديد. والكتيفة: موضع. والكَفْت: سترك الشيءَ كفتُّه أكفِته كَفْتاً. وكل شيء ضممته إليك فقد كَفَتَّه. وفي دعاء لهم: "اللهمَّ آكْفِتْه إليك"، أي آقْبِضْه.

وبَقيع الغَرْقَد يسمَّى كَفْتَة لأنه يُدفن فيه. وكِفات كل شيء: ما ضمَّه، فالبيوت كِفات الأحياء والقبور كِفات الأموات. قال الله عزّ وجلّ: "ألم نجعل الأرضَ كِفاتاً أحياءً وأمواتاً".

وفرس كَفيت الشدّ: سريع، وجَرْي كَفْت وكَفيت. وكل سريع كَفْت وكَفيت. وانكفت الرجلُ انكفاتاً، إذا أسرع في عمل أو مشي.

 

ت-ف-ل

تَفِلَ الشيءُ يتفَل تَفَلاً، إذا تغيّرت رائحته. وفي الحديث في النساء: "وليَخْرُجْنَ تَفِلاتٍ"، أي غيرَ متعطِّرات.

والتَّلَف من قولهم: تَلِفَ الشيء يتلَف تَلَفاً، وأتلفته إتلافاً. ورجل مُتْلِف ومِتلاف: يُتلف مالَه ويُنْفِذه. والفَتْل: مصدر فتلت الحبل أفتِله فَتْلاً. وجمل أَفتلُ وناقة فَتْلاءُ، وهو تباين المنكب عن الزَّور، وهو محمود.

ورجل أَفتلُ، إذا بان مَرْفِقه عن زَوْرِه، والاسم الفَتَل. والفَتْلة: من ثمر العِضاه. والفتيلة: الذُّبالة. والفَتيل: ما يخرج من شقّ النواة. وأفلتَ من الشيء يُفلت إفلاتاً، إذا نجا منه. وتفلَّتَ فلان علينا، إذا توّثب. وقد سمّت العرب فُليتاً وأَفْلَتَ. والفَلْتة: آخر ليلة من الشهر. والفَلْتة: الفُجاءة.

وأَفتَلْتُ على فلان، إذا قضيت الأمر دونه. ويقال: رجل فَلَتان، إذا كان متسرِّعاً إلى الشرّ.

واللَّفْت من قولهم: لَفَتُّ الشيءَ ألفِته لَفْتاً، إذا لويته. ولفتُّ ردائي على عنقي، إذا عطفته. قال الراجز:

أسْرَعُ من لَفْت رداء المرتدي

والألْفَتُ، في لغة بني تميم: الأعسر، وفي لغة غيرهم: الأحمق.

والالتفات: معروف، وأصله لَيًّ العنق. ولَفَتُّ الدقيقَ بالسمن أَو غيره، إذا عصدته. والعصيدة واللفيتة سواء. وكل معصودٍ ملفوت. ولَفَتُّ اللِّحاء عن الشجرة، إذا قشرته، أَلفِته لَفْتاً. وأما قول امرىء القيس:

نَطعنُهم سُلْكَى ومخلوجةً

 

لَفْتَكَ لامينِ على نابـلِ

أي: رَدَّك سهمين على رامي نَبل، هكذا يقول الأصمعي. وقال غيره: معناه: ارْمِ ارْمِ، أي لفتَ كلامين. واللَفت: الذي يؤكل، ولا أحسبه عربياً.

 

ت-ف-م

أهملت في الثلاثي.

 

ت-ف-ن

التَّنْف: أصل بناء التُّنُوفة، وهي القَفْر من الأرض، والجمع التَّنائف.

وحَرَّة فَتين، إذا كانت سوداء. قال أبو عبيدة: قوله جلّ وعزّ: "على النار يُفتنون"، أي يُحرقون. وفتنتُ الرجلَ أَفتِنه فَتْناً وأَفتنتُه إفتاناً. واختلف أهل اللغة في فتنتُ وأفتنتُ، فقال قوم: لا يقال إلاّ فتنتُه فهو مفتون، وهي اللغة الكثيرة. وقال آخرون: أفتنتُه فهو مُفْتَن، وأبى الأصمعي إلاّ فتنت، ولم يُجز أفتنتُ أصلاً، وكان يطعن في بيت رؤبة:

وَدَّعْنَ من عهدكِ كلَّ دَيْدَنِ

وأَنْصَعْنَ أخداناً لذاك الأَخْدَن

يُعْرِضْنَ إعراضاً لدِين المُفْتَنِ

هذا موضوع على رؤبة. قال أبو حاتم: فأنشدته:

لئن فتنتْني لَهْيَ بالأمس أَفتنـتْ

 

سعيداً فأمسى قد قَلى كلَّ مسلمِ

قال: هذا أُخذ عن مخثث، ولا يُثْبَت. والنَّتْف: معروف. والمِنتاف: المِنتاخ. والنُّتْفَة: ما نتفتَه بأصابعك من نبت أو غيره. والنُّتافة: ما سقط من الشيء المنتوف.

 

?ت-ف-و

الفَوْت: مصدر فات يفوت فَوْتاً. والفَوْت: الفُرْجة بين الإصبعين، والجمع أفوات. والفَتْوى في معنى الفُتَيّا، وستراها مع نظائرها إن شاء الله.

 

ت-ف-ه

شيء تَفِة وتافه: قليل ويقال: أعطى عطاء تافهاً وتَفِهاً. وهتفتُ بالرجل أهتِف هَتْفاً وهُتافاً، إذا صِحْتَ به. وهتف الحَمامُ هُتافاً، إذا صوَّتَ. وكل مصوِّتٍ هاتفٌ. والهَفْت: تهافت الشيء وتساقطه، نحو سقوط الورق عن الشجر. قال الراجز:

ترى بها من كل مِرشاش الوَرَقْ

كثامرِ الحُمّاض من هَفْتِ العَلَقْ

وكذلك التهافت مثل الهَفْت سواء.

 

ت-ف-ي

مواضعها في الاعتلال كثيرة تراها إن شاء الله تعالى.

 

باب التاء والقاف

مع الحروف التي تليهما في الثلاثي الصحيح

ت-ق-ك

أُهملت.

 

ت-ق-ل

القتل: معروف. وقتلت الخمر بالماء، إذا مزجتها. قال الشاعر:

إن التي أعطيتَني فرَدَدْتُها

 

قُتِلَتْ قُتِلْتَ فهاتِها لم تُقْتَل

وتقتَّل الرجلُ لحاجته، إذا تَأتّى لها. والرجل يتقتّل للمرأة يتضرّع إليها.

وقِتْل الرجل: عدوّه، والجمع أقتال. قال الشاعر:

أصبح البيتُ قد تبدَّل بالحيِّ

 

وجوها كأنّها الأقـتـالُ

وقال الشاعر:

ما تناسيتُك الصّفاءَ ولا الوُدَّ

 

ولو حال دونك الأقـتـالُ

ويقال: فلان قِتْلُ فلان، أي نظيره وابن عمّه. وقتله قِتْلَةَ سَوْءٍ. واقتتل القومُ وتقتّلوا، في معنى تقاتلوا. قال أبو النجم:

تَدافع الشَّيب ولم تِقِتِّلِ

في لُجةٍ أَمسِك فلاناً عن فُلِ

وقتيلة: اسم امرأة. وناقة ذات قَتال وذات كَتال، إذا كانت غليظة وثيقة الخَلْق. ومثل من أمثالهم: "قتلتْ أرض جاهلَها، وقتلَ أرضاً عالمُها".

ومَقاتل الإنسان: المواضع من بدنه التي إذا أُصيبت قَتلتْ. والقَلْت: نُقْرة في جبل أو صخرة يجتمع فيها ماء السماء، والجمع قِلات. قال الراجز:

أغْيَدُ لا أحْفِلُ يومَ الوَقْتِ

كحيَّةِ الماء جرى في القَلْتِ

والقِلات من الإنسان: كل موضع هَزْمة في أعضائه، نحو الترْقُوَتَين وأصول الإبهامين ووَقْب العين. والهَزْمتان في صُدْغَي الفرس: قَلْتان أيضاً. وامرأة مُقْلِت ومِقْلات، إذا لم يعش لها ولد، والجمع مَقاليت.

والقَكَ: الهلاك. قال الأصمعي: سمعتُ أعرابياً يقول: إن التاجرَ ومالَه على قَلَتٍ إلاّ ما وقى الله.

 

ت-ق-م

القَتَم: الغبار، وهو القَتام أيضاً. وكل كُدْرَةٍ قُتْمَة. وقَتَمَ لونُ الرجل قَتَماً، إذا كَمِهَ. والمَقْت: معروف مَقَتَه يمقُته مَقْتاً شديداً.

والمُقِيت على الشيء: القادر عليه هكذا فُسِّر في التنزيل في قوله جلّ وعزّ: "وكان الله على كُلِّ شيء مُقِيتاً". والله أعلم. قال الشاعر:

وذي ضغْنٍ كَفَفْتُ النفسَ عنه

 

وكنتُ على مَساءته مُقِيتـا

أي قادراً.

والمَقْتِيُّ: ولد الذي يتزوج بامرأة أبيه بعدهَ، وكان من فعل أهل الجاهلية.

وفي التنزيل: "إنه كان فاحِشةً ومَقتاً وساءَ سبيلاً".

والمُقْتَويّ: الذي يخدم بطعام بطنه. قال الشاعر:

تَهَدَدْنا وأوعِدْنـا رُويداً

 

متى كُنّا لأمِّك مُقْتَوِينا

ت-ق-ن

التِّقْن: تَرْنُوق البئر أو المَسيل، وهو الطين الرقيق تخالطه حَمْأة.

وأتقنتُ الشيءَ إتقاناً، فأنا مُتْقِن والشيء مُتْقَن. والقُنوت: الطاعة، هكذا قال أبو عُبيدة، وفسَّر قوله جلّ ثناؤه: "والقانِتينَ والقانِتاتِ"، أي الطائعين والطائعات، واللهّ أعلم.

والقُنوت في الصلاة: طول القيام هكذا قال المفسرون في قوله جلّ وعزّ: "وقُوموا للهّ قانِتِينَ". والنَّتْق من قولهم: نتقتُ الوعاءَ أنتِقه نَتْقاً، إذا نفضتَ ما فيه. قال الراجز:

ونادِياتٍ من ذُباب زُرْقا

يَنْتِقُ أثناءَ الشَّليل نَتْقا

وامرأة ناتق: كثيرة الولدة نَتَقَتْ تَنْتِق نَتْقاً.

 

ت-ق-و

التَّوق: مصدر تاق إلى الشيء، فهو تائق، والشيء مَتوق إليه.

والقَتْوُ: الخدمة، قتا يقتو قَتْواً. قال الشاعر:

إني امرؤ من بني خُزيمةَ لا

 

أُحْسِنُ قَتْوَ الملوك والحَفَدا

أراد الحَفد فحرّك، كما قال رؤبة:

وقاتِم الأعماقِ خاوي المخترَقْ

مشتبِهِ الأعلام، لمّاع الخَفَـقْ

أراد الخَفْق، فحرّك لاستقامة الشعر. والقَوْت: مصدر قات عيالَه يقوتهم قَوْتاً، والاسم القُوت، وهي البُلغة من الطعام، والجمع أقوات. وفي الحديث: "كفى بالرجل إثماً أن يضيِّع مَن يقوت". والوَقت: معروف، اسم واقع على الساعة من الزمان والحين. وأكثر ما يُستعمل في الماضي، وقد استعمل في المستقبل أيضاً.

 

ت-ق-ه

أهملت.

 

ت-ق-ي

مواضعها في الاعتلال كثيرة.

 

باب التاء والكاف

مع الحروف التي تليهما في الثلاثي الصحيح

ت-ك-ل

الكَتَل: رجل ذو كَتَل وذو كَتال، إذا كان غليظَ الجسم. فأما قولهم: رجل تُكَلَة، فهذه التاء مقلوبة عن الواو، وهو الذي يتَّكل على الناس في أموره. وقال آخرون: هو العاجز الضَّعيف. قال: وشاورت امرأةٌ من العرب أُخرى في رجل تتزوّجه فقالت: "لا تفعلي فإنه وُكَلَة تُكَلَة يأكل خِلَلَه"، أي ما يخرج مِن فيه بالخِلال.

ويقال: ألقى فلان على فلان كَتالَه، أي ثِقله. والكُتْلة من الطين وغيره: ما جمعته بيدك. قال الشاعر:

تزَلّ الولايا عن دِلاصٍ مدلَّصٍ

 

زَليلَ الصَّفا عن لبن بانٍ مكتَّلِ

وقد سمَّت العرب أكْتَلَ وكُتيلاً.

والكَلِيت: الحجر الذي يُسَدّ به باب وَجار الضَبُع ثم يُحفر عنها.

 

ت-ك-م

التَّمْك: أصل بناء "ناقة تامِك": عظيمة السنام، والجمع تَوامك. وأتمكها الكَلأُ، إذا أسمنها. وكتمتُ الشيءَ أكتُمه كَتْماً وكِتْماناً. وكُتْمان: موضع معروف. والكَتَم: شجر يُخْضَب به الشَّعَر، ويقال إنه العِظْلِم.

وبنو كُتامة: حي من حِمْيَر صاروا إلى البربر أيام افتتحها إفْرِيقِسُ الملك.

وقد سمَت العرب مكَتوماً وكَتِيماً.

والكُمْتة: لون من ألوان الخيل بين الشُّقرة والدُّهمة، أكماتَّ الفرسُ اكميتاتاً.

وفرس كُمَيْت، الذَّكَر والأنثى فيه سواء، ولا تلتفت إلى قول العامّة: فرس كَمْتاء، فذلك خطأ. قال الشاعر:

كميتٌ غير ُمُحْلِفَةٍ ولـكـنْ

 

كلون الصِّرْف عُلَّ به الأَديمُ

الصِّرْف: الذي يُصبغ به الشُّرُك. المُحْلِفة: التي يُشكّ فيها حتى يُحلف عليها.

والمَتْك، وقالوا: المُتْك: ما تبقيه الخاتِنة. ومن ذلك قولهم للرجل: يا ابن المَتْكاء.

ويقال: مَكَتَ بالمكان ومَكَدَ به فهو ماكت وماكد ومَكود، إذا أقام به، مثل جاهل وجهول وصابر وصبور.

ومُتْكُ الذباب: ذَرْقُه، زعموا.

 

ت-ك-ن

كَتِنَ الوسخ على اليد والرِّجل يكتَن كَتَناً، إذا لَصِقَ، وكذلك الخَطْر إذا تراكب على عَجُز الفحل من الإبل، وهو الذي يسمَّى العَبَس.

والكَتّان: عربي معروف وإنما سُمِّي كَتّاناً لأنه يخيَّس ويُلقى بعضه على بعض حتى يَكْتَن.

والكَتَن: طين فيه ألوان مختلفة من خُضرة وغيره.

والنَّتْك، لغة يمانية: شبيه بالنَّتف، نتَكَ ينتِك نَتْكاً.

والنَّكْت: نكتُك الأرض بعود أو بإصبعك.

والناكت: أن يَخر مَرْفِق البعير في جنبه. وكل نَقْط في شيء خالف لونَه فهو نَكْتِ ونُكْتة.

 

ت-ك-و

الكَتْوُ: مقاربة الخطو، زعموا، كتا يكتو كَتْواً، هكَذا قال أبو مالك.

والوَكت شبيه بالنَّكت وَكَت الشيءَ يَكتُه وَكْتاَ، إذا أثّر فيه. والوَكْتة: أثر كالدم في بياض العين. وعين بها وَكْتة، إذا كانت كذلك. قال الراجز:

كأنّ وَكتَ عينه الضَّريرِ

شعيرةٌ في قائم السَّمُورِ

ت-ك-ه

التّكَّة قد مرّ ذكرها في الثنائي.

والكَتْهُ: شبيه بالكَدْح، كَتَهَه، وكَدَحَه سواء.

وهَتَكْتُ السِّتْر وغيره أُهتِكه هَتكاً، إذا انتزعته.

وهَتَكتِ المرأةُ جَيبها، إذا خرَّقته، وكذلك هَتَكَ الفارسُ بالرُّمح قَلبَ الرجل.

 

ت-ك-ي

مواضعها في الاعتلال تراها إن شاء اللّه.

 

باب التاء واللام

مع ما يليهما من الحروف في الثلاثي الصحيح

ت-ل-م

التِّلام: معرَّب، وهو، زعموا، الذي يسمَّى التلميذ. قال الشاعر:

تتَقي الشمسَ بـمَـدْريَّةٍ

 

مثل الحَماليج بأيدي التِّلامْ

ويقال: لتمت الشيءَ بيدي لَتْماً، إذا ضربته بها. ولتمتِ الحجارةُ رِجْلَ الماشي، إذا عقرتها. ولَتَمَ في سَبَلَة البعير، إذا نحره، مثل لَتَبَ سواء.

 

وقد سمَّت العرب مِلْتَماً ولتَيْماً ولاتماً. وملاتِمات: اسم أبي قبيلة من الأزد من بني نَحْوِ، فإذا سُئلوا عن نسبهم قالوا: نحن بنو مُلاتَم، بفتح التاء.

والمَلْت، زعموا: مَلَتُّ الشيءَ أَملِته مَلْتاً ومتلتُه مَتْلاً، إذا زعزعته أو حرَّكته.

 

ت-ل-ن

النتْل: التقدّم، نَتَلَ فلان من أصحابه واستنتل منهم، إذا خرج متقدِّماً لهم.

وقد سمَت العرب ناتلاً ونَتْلَةَ. ونُتيلة: أم العبّاس وضِرار ابنَي عبد المطَّلب، إحدى نساء نَمِر بن قاسط. والنَّتَلان: مصدر نَتَلَ ينتِل نَتْلاً ونَتَلاناً ونُتولاً.

 

ت-ل-و

تَلَوتُ الشيءَ أتلوه تَلْواً، إذا اتّبعته.

وتلوت القرآن، إذا قرأته كأنك اتبعت آية في إثر آية. والمصدر التِّلاوة.

والتِّلْو: الجحش الذي يتلو أمّه. وللتاء واللام والواو مواضع في الاعتلال تراها إن شاء اللهّ.

ولَوْتَ: لغة في لَيْتَ. والوَلْت: النقصان وَلَتَه حقَّه يَلِتُه وَلْتَاَ، ولاتَه يَليته تيْتاً، فهو والت ولائت. وكذلك فُسِّر في التنزيل، واللهّ أعلم.

 

ت-ل-ه

التَلَة: نحو الحيرة، تَلِهَ الرجل يَتْلَه تَلَهاً، فهو تالِه. وهتلتِ السماءُ هَتْلاً وهَتَلاناً، وهي تهتِل هُتولاً.

والهَتيل: موضع، زعم ذلك أبو مالك.

والهَتْلى، في وزن فَعْلَى: ضرب من النَّبت، وليس بثَبْت.

 

ت-ل-ي

ليتَ: كلمة يُتمنّى بها، فإذا جعلتها اسماً نوّنتها. قال الشاعر:

ليت شِعري وأين منِّيَ ليتٌ

 

إنّ لَيتاً وإنّ لَوًّا عَـنـاءُ

فنوّن لَيتاً وثقّل لَوّا لمّا جعلهما اسمين.

وقال آخر:

ألا يا ليتنى والمرءُ مَـيْتُ

 

وما يُغني من الحَدَثان لَيْت

باب التاء والميم

مع الحروف التي تليهما في الثلاثي الصحيح

ت-م-ن

المَتن: متن الظهر من الناس والدوابّ، والجمع مُتون.

والمَتْن: الرجل الجليد، يقال: فلان متن من الرجال. والمَتْن: الغِلَظ من الأرض، والجمع مِتان. وماتنتُ الرجلَ مماتنةً ومِتاناً، إذا فعلتَ كما يفعل. وكل صلب شديدٍ فهو متين، والاسم المَتانة. ومَتَنَ الرجلُ بالمكان مُتوناً، إذا أقام به. والتَّماتِين: الخيوط التي يُضرب بها الفُسطاط والخيمة ونحوهما، والواحد تِمْتان.

والنُّمُت: ضرب من النبت له ثمر يؤكل.

 

ت-م-و

مَتَوْتُ في الأرض أمتو مَتْواً، مثل مَطَوْتُ فيها، إذا سِرْتَ فيها.

والموت: معروف مات يموت مَوْتاً، وقالوا: مات يمات مَوْتاً، لغة يمانية.

وقالوا: موت مائت، كما قالوا شعرٌ شاعرٌ. وقد قُرىء: "أفأن مِتَّ فهمُ الخالدون". من مات يمات.

 

ت-م-ه

تَمِهَ الطعامُ وتَهِمَ، إذا فسد وتغيّر. والتَّهَم: شِدَة الحَرّ وركودُ الريح.

وسمِّيت تِهامة بقولهم: تَهِمَ الحَرُّ يَتْهَم تَهَماً. ويُنسب إليه تِهامي وتَهام.

والتهْمة: معروفة، من قولهم: اتَهمتُه بكذا وكذا، إذا ظننته به.

وتَيْهَم: موضعِ. ويقال: تَمْر تهْمٌ وتَهِمٌ، إذا كان قليلَ الحلاوة.

ومَتَهْتُ الدلو أَمتَهها مَتْهاً، مثل مَتَحْتُها سواء. وتمتَّهت المرأةُ، إذا تزيّنت.

والهَتْم: انكسار الثنايا والرَّباعِيَات هَتَمْتُ الرجلَ أهتِمه هَتْماً وهو أَهتَمُ، إذا كسرت مقدم أسنانه. رجل أَهْتَمُ وامرأة هَتْماءُ. وسُمِّي الأهتم بن سُمَيّ لأن قيس بن عاصم ضربه بقوس على فيه فهتمَ أسنانَه. وقد سمّت العرب هاتِماً وهُتيماً.

 

ت-م-ي

اليُتْم: الاسم، واليَتم المصدر، يَتِمِ الصبيُّ يَيْتَم يَتْماً ويَتَماً، إذا صار يتيماً. وأيتمه اللهّ إيتاماً. واليتيم: الفرد، وبه سُمِّي الذي يموت أحد والديه يتيماً، كأنه أُفرد. واليتيم من الناس: الذي قد مات أبوه، ومن البهائم: الذي قد ماتت أُمه هكذا يقول الأصمعي.

والتَّيْم: مصدر تامت فلانةٌ فلاناً تَتِيمه تَيْماً وتيَّمته تتييماً، أي عبدتْه وذلَّلتْه. قال الشاعر:

تامتْ فؤادَك لم تَقْضِ الذي وعدتْ

 

إحدى نساء بني ذُهل بن شَيبانـا

وفي العرب قبائل منسوبة إلى تَيم: بنو تَيم بن مُرَّة، منهم أبو بكر الصِّدِّيق، رضي الله عنه وبنو تَيم بن غالب، وهو تَيم الأدْرَم، من قريش أيضاً وبنو تيم: بطن من الرباب وبنو تيم الله بن ثعلبة: بطن من بكر من وائل.

واليَتَم: الغَفْلة والتقصير. قال الشاعر:

ما في سيره يَتَمْ

أي ما فيه غفلة ولا تقصير. ويُجمع يتيم يَتَمَة وأيتاماً. وامرأة مؤتِم: أولادها أيتام. ويتيم وأيتام أحد الحروف التي جاءت على فَعيل وجُمعت على أفعال، مثل شريف وأشراف، وهو قليل في كلامهم. وتَيماء: موضع، ممدود. قال الشاعر:

بالأَبْلَقِ الفَرْدِ من تَيماءَ منزلُـه

 

حِصْن حَصين وجارٌ غيرُ غَدّارِ

وأرضٌ تيماءُ: قَفْر لا أنيس بها.

والتِّيمة: الشاة يتّخذها أهل البيت للبنها وليسمِّنوها. وفي كتاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لوائل بن حُجْر "التِّيمة لأهلها". قال الشاعر:

وما تَتـامُ جـارةُ آلَ لأيٍ

 

ولكنْ يضمنون لها قِراها

قوله: تَتّام، أي لا يُحوجونها أن تذبح تِيمتَها.

 

باب التاء والنون

مع الحروف التي تليهما في الثلاثي الصحيح

ت-ن-و

نَتا الشيءُ ينتو نَتْواً ونُتُوًّا، إذا وَرمٍ.

وناتَ الرجل ينيت وينوت نَوْتاً ونَيْتاً، إذا تمايل من ضعف هكذا يقول أبو مالك، ولم يَقُلْه غيرُه.

فأما النئيت فمهموز وستراه في بابه إن شاء اللّه.

ووَتَنَ الرجلُ بالمكان يَتِن وُتوناً، إذا أقام به، وهو واتن. والوَتين: عِرْق في الجوف هكذا فُسِّر في التنزيل في قوله جلّ وعزّ: "ثم لَقَطَعْنا منه الوَتين". والله أعلم.

 

ت-ن-ه

النَّهْت والنَّهيت: صوت شبيه بالزجر نَهَتَ الرجلُ بالرجل، إذا صاح به، وسمعت نَهيت الأسد ونَئيته، وهي همهمته.

والناهت: حلق الإنسان لأنه يُنْهَت منه. قال الراجزْ:

لهم نَهِيت خَلْفَنا وهمهمهْ

وهَتَتنتِ السماءُ هَتْناً وهُتوناً، مثل الهَطَلان سواء.

 

ت-ن-ي

اليَتْن: الولد الذي يخرج رِجلاه قبل رأسه. وذكر الأصمعي عن عيسى بن عمر أنه سأل ذا الرُّمَّة عن كلام ليس على وجهه فقال له: أتعرف اليَتْن. قال: نعم. قال: فكلامك هذا يَتْن، أي ليس على وجهه. وقالت أمّ تأبَّط شَرّاً في كلامها لمّا بكت عليه: "والله ما حملته تُضْعاً ولا ولدتُه يَتْناً ولا سقيته غَيْلاً ولا أبتُّه مَئِقاً". والتُّضْع أن تحمل وبها بقية من الحيض لم تَطْهُر. وأنشد:

فجاءت به يَتْناً يَجُرّ ُمَشِيمةً

 

تبادر رِجلاه هناك الأناملا

وأَيْتَنَتِ الناقةُ والمرأةُ، إذا وَلدت اليَتْنَ، والمصدر: الإيتان.

والتِّين: ثمر معروف. قال الراجز:

تَرْعَى إلى جُدٍّ لها مَكِينِ

بجَنْبِ غَوْلٍ فبِراق التِّينِ

والتِّين: جبل. قال الشاعر:

صهْبُ الظِّلال أَتَيْنَ التِّينَ عن عُرُضٍ

 

يُزْجِين غيماً قليلاً مـاؤه شَـبِـمـا

وقد سُمِّي الذئب تِيناناً في بعض اللغات، وجاء به الأخطل في شعره، وهو قوله:

يَعْتَفْنَـه عـنـد تِـينـان يُذَمِّـنُـه

 

بادي الغواء ضئيل الشخص مكتسِبِ

باب التاء والواو

مع الحروف التي بعدهما

ت-و-ه

وَهَتًّ الشيءَ أهِتُه وَهْتاً، إذا دُسْتَه دوساً شديداً. وتاه الرجل في الأرض، إذا ضلّ فيها، يَتوه تَوْهاً مثل يَتيه تَيْهاً، سواء. وتوَّه تتويهاً، وتُوِّه أيضاً. قال رؤبة:

تُوِّهَ في تِيه المتيَّهينا

فجاء بالوجهين جميعاً.

 

ت-و-ي

أهملت في الثلاثي إلاّ ما تقدمّ ذكرُه. واستُعمل منها تَوِيَ يَتْوَى تَوىً شديداً، إذا هلك فهو تاوٍ.

 

باب التاء والهاء مع الياء

ت-ه-ي

تاه يَتيه تَيْهاً من التكبّر، فهو تائه. وتاهَ على وجهه يَتيه تَيْهاً وتَيَهاناً. وأرضٌ تَيْهاءُ: لا يُهتدى لها، وكذلك أرض تِية. وقد سمَّت العرب تَيْهان.

وأحسبهم قد قالوا: بلد أَتْيَهُ، وليس بالثّبْت.

والهِيت: الموضع الغامض المنخفض. وأحسب أن هِيت هذا البلد المعروف سمِّي بهذا. قال الراجز:

يا رَبَّ هِيتٍ نَجِّنا من هِيتِ

وقالوا: هَيْتَ لك وهِيتَ لك. قال الشاعر:

إن العراقَ وأهلَـه

 

سَلَمٌ إليكَ فهَيْتَ هَيْتا

أي آعْجَلْ. وقوله: سَلَم، أي مسالمون.

انقضى حرف التاء والحمد للهّ ربّ العالمين وحده لا شرِيك له.

 

حرف الثاء في الثلاثي

باب الثاء والجيم

وما بعدهما من الحروف في الثلاثي الصحيح

ث-ج-ح

الثَّحْج: لغة مرغوب عنها لمَهْرَة بن حَيْدان. يقولون: ثحجَه برجله، إذا ضربه بها.

 

ث-ج-خ

أهملت.

 

ث-ج-د

الجدث: القبر وهو الجَدف أيضاً.

 

ث-ج-ذ

أهملت.

 

ث-ج-ر

الثُّجْرَة: ثُجرة الوادي، وهو المتَسَع منه. وكل شيء عرَّضته فقد ثجَّرته.

وورق ثَجْر: عريض. وفي بعض اللغات: انثجر الماءُ انثجاراً. إذا فاض فيضاً كثيراً. وثُجْرة النحر: وسطه، وما حول الثُّغْرة. وطعنه فانثجر الدَّمُ، إذا خرج دُفَعاً.

والثَّجير: الذي يسميه العامة التَّجير. والجّثْر: مكان فيه تراب يخلطه سَبَخ.

 

ث-ج-ز

أُهملت وكذلك حالهما مع السين والشين والصاد والضاد والطاء والظاء.

 

ث-ج-ع

العَثْج والعَثَج بسكون الثاء وفتحها: الجماعة من الناس.

وفي تلبية بعض العرب في الجاهلية:

يا رَبِّ لولا أنّ بكراً دونكا

يَعْبُدُك الناسُ ويَفْجِرونكا

ما زال منا عَثَجٌ يأتونكا

ومرَّ عَثَجٌ من الليل وعَثْج أيضاً، إذا مرَّت قطعة منه.

 

ث-ج-غ

أهملت.

 

ث-ج-ف

ناقة فاثِج وفاسِج أيضاً: سمينة حائل. وربما قيل للكوماء السمينة فاثِج وإن لم تكن حائلاً.

 

ث-ج-ق

أُهملت وكذلك حالهما مع الكاف.

 

ث-ج-ل

الثَّجَل: عِظَم البطن، رجل أثجل وامرأة ثجلاء. وقالوا: مزادة ثجلاء: واسعة. ورووا بيت أبي النجم:

تمشي من الرِّدَة في تَحَفُّل

مشيَ الروايا بالمَزاد الأَثْجَل

وُيروى: الأَ نْجَل.

وجُلَّة ثجلاءُ: عظيمة. قال الشاعر:

باتوا يُعَشُّون القُطَيعاءَ ضَيْفَهُـمْ

 

وعندهمُ البَرْنيُّ في جُلَل ثُجْـلِ

فما أطعموه الأَوْتَكَى من سماحةٍ

 

ولا منعوا البَرْنيَّ إلاّ من البُخْلِ

الأَوْتَكَى: ضرب من التمر يشبه الشِّهْرِيز، ويقال: سِهْريز وسُهْرِيز، بالضمّ والكسر.

والثَّلْج: معروف. ورجل مثلوج الفؤاد، إذا كان بليداً عاجزاً. قال الشاعر:

ينامُ الضُّحى حتى إذا ليلُه استَوَى

 

تنبَّه مثلوجَ الفـؤادِ مـورَّمـا

وثَلِجَ الرجلُ بخبرٍ أتاه، إذا سُر به. وأثلجْنا، إذا أصابَنا الثلج، وثُلِجَتِ البلادُ فهي مثلوجة.

وشَعَر جَثْلٌ: كثير النبات بَيِّن الجُثولة، وكذلك الشَّجر إذا كَثُفَت أغصانه. وجُثالة الشَّجر: ما تساقط من ورقه في بعض اللغات، مثل السفير سواء.

والجَثْل: ضرب من النمل سود كبار ويقال الجَفْل أيضاً. قال الشاعر:

وترى الذَّميمَ على مَراسنهم

 

غِبَّ الهِياج كمازِنِ الجَثْلِ

الذَّميم: البَثْر الصغار الذي يخرج على الوجه من حَر الشمس. والمازن: بَيْض النَّمل، فشَبّه ذلك ببَيْض النَّمل. وفي بعض اللغات: جَثَلَتْه الريحُ مثل جَفَلَتْه، سواء.

 

ث-ج-م

أثجمتِ السماءُ إثجاماً، إذا دام مطرُها. وكل شيء دام على شيء فقد أثجمَ.

وجَثَمَ الطائرُ يجثِم ويجثُم جَثْماً وجُثوماً، إذا ألصق صدرَه بالأرض، وموقعه: مَجْثِمُه، وكذلك السَّبُع وربما استُعير لغير السيع والطير. قال زهير:

بها العِينُ والآرامُ يَمشين خِلْـفَةً

 

وأطلاؤها ينهضنَ من كل مَجْثَمِ

ومَجْثِم جميعاً، يعني ظباء.

وجُثْمان كل شيء: جسمه. يقال: أتانا بثَريد كجُثْمان القطاة، أي كشخصها. قال الشاعر:

إذا الليلُ أرخى واكفهرَّتْ ُسدولُه

 

وصاحَ من الأفراط بومٌ جَواثمُ

الأفراط: الآكام الصغار، يقال للواحدة منها فَرَط وفَرْط.

ويقال: جثَّمت الطينَ أو الترابَ، إذا جمعته، وهي الجُثْمة. وفي الحديث "نُهي عن المجثَّمة" قال بعضهم: هي الشاة تُشَدّ ثم تُرمى حتى تُقتل.

وجَثَمْتُ الطائرَ، إذا رميته وهو جاثم. والجاثوم: الذي يسقط على الناس في النوم.

 

ث-ج-ن

نُجُثتُ الترابَ أنجِثه نجْثاً، إذا استخرجته من بئر أو حفرة. ورجل نَجّاث: بحّاث عن أحاديث الناس. والتراب نَجيث ومنجوث، إذا استُخرج من بئر أو حُفرة.

وجِنْث الشجرة: أصلها، والجمع أجناث وجُنوث. وجِنْث السَّنام: أصله.

والثَّجْن والثَّجَن: طريق في غِلَظ من الأرض، زعموا، وهي لغة يمانية، وليس بثَبْت.

 

ث-ج-و

الثوْج: شيء يُعمل من خُوص، نحو جُوالق الجِصّ يُحمل فيه التراب عربي صحيح.

والثُّواج، مهموز وغير مهموز: صوت الثور والبقرة ثاجت تثوج، مثل خارت تخور، وتَثَاج ثَوْجاً وثُواجاً. وثاج: اسم موضع.

والجَوَث: استرخاء أسفل البطن، رجل أَجْوَت وامرأة جَوْثاءُ من قوم جُوْث.

والجَوثاء: عِرْق الكبد، وقد قالوا بالحاء، وليس بصحيح.

وجُواثَى: موضع. وجثا الرجل يجثو جُثُوّاً. والجِثْوة والجُثْوة والجَثْوة من التراب وغيره: ما جمعته، والجمع جُثىً. وبه سُمِّي القبر جُثْوة. قال الشاعر:

ترى جُثوتين من ترابٍ عليهما

 

صفائحُ صُمّ من صفيحٍ منضَّدِ

والوَثيج: الغليظ وَثُجَ وثاجةً فهو وثيج، إذا غلظ جسمُه، وكذلك البعير.

 

ث-ج-ه

الجَهْث، زعموا: مصدر جَهَثَ الرجلُ يجهَث جَهْثاً، إذا استخفّه الغضبُ هكذا قال أبو مالك،. ولم يعرفه من أصحابنا أحد.

 

ث-ج-ي

مواضعها في الاعتلال تراها إن شاء اللّه.

 

باب الثاء والحاء

مع ما يليهما من الحروف في الثلاثي الصحيح

ث-ح-خ

أهملت في الثلاثي.

 

ث-ح-د

رجل حَدَثُ السِّنّ وحديث السِّنّ. وحَدَثان الدَّهر: نوائبه. ورجل حَدُث: حسن الحديث. فأما قول العامّة حِدِّيث فخطأ. ويقال: فلان حِدْثُ نساء، إذا كان يتحدث إليهنّ. ويقال: لقيتُ فلانَاً أمس الأحدثَ. ويقال: سمعت حِدِّيثَى حسنةً مثل فِعِّيلَى، كما قالوا: خطِّيبى وحِثيثَى.

 

ث-ح-ذ

أهملت في الثلاثي.

 

ث-ح-ر

حَثِرَتْ عينُ الرجل تحثَر حَثَراً، إذا غلُظت أجفانُها من بكاء أو رَمَد.

وكل شيء غَلُظَ فقد حَثِرَ يحثَر حَثَراً. وحَثِرَ العسلُ يحثَر حَثَراً، إذا تحبّب ليفسد هكذا يقول الأصمعي. والحَوْثَرَة: حَشَفَة الذَّكَر، وبه سُمِّي الرجل حَوثَرَة. وبنو حَوْثَرَة: بطن من عبد القيس، وهم الذين ذكرهم المتلمِّس فقال:

لن يَرْحَضَ السَّوءاتِ عن أحسابكم

 

نَعَمُ الحواثر إذ تُساق لمَـعْـبَـدِ

وحُثارة التبن: حُطامه، وليس بثَبْت.

والحَرْث: حَرْث الزرع، حَرَثَ يحرُث حَرْثاً وحِراثةً. وحَرَثَ الرجلُ لدنياه أو آخرته، إذا عمل لها وكذلك فُسِّر في التنزيل: "مَن كان يريدُ حَرْثَ الآخرة"، أي عمل الآخرة، واللّه أعلم.

والحَرْت: النِّكاح، هكذا فسِّر في التنزيل في قوله تعالى. "فأتُوا حَرثَكم أنَّى شِئتم".

والمِحْراث: خشبة تحرَّك بها النار، والجمع المَحارث. والحِراث: مَجرى الوَتَر في الفُوق، والجمع أحرثة. وأحرثَ الرجلُ ناقَته، إذا هَزَلَها. وقد سمَّت العرب حارِثاً وحرّاثاً وحُرَيْثاً ومحرثاً وحُرْثان.

 

ث-ح-ز

أهملت وكذلك حالهما مع السين والشين والصاد والضاد.

 

ث-ح-ط

الطَّحْث: الضرب بالكف، طحثه يطحَثه طَحْثاً، لغة يمانية صحيحة.

 

ث-ح-ظ

أُهملت وكذلك حالهما مع العين والغين.

 

ث-ح-ف

الحَفِث والفَحِث، وهو المِعَى الذي يتناهى إليه الفَرْث، يُلقى ولا يُنتفع به، ويسمّى القِبَة. قال أبو بكر: سمعت أصحابنا يقولون: لا يؤكل، ولم نعرف الفَحِث، مثل الرُّمّانة في جوف البقرة. والحُفّاث: ضرب من الحيّات عظيم لا يَضرّ. وفي بعض اللغات: فحثتُ عن الشيء، أي فحصت عنه، أفحَث فَحْثَاً.

 

ث-ح-ق

قَحَثْتُ الشيءُ أقحَثه قَحْثاً، إذا أخذته عن آخره.

 

ث-ح-ك

كَثحَتِ الريحُ السِّتر وغيرَه، إذا كشفتْه، تكثَحه كَثْحاً.

والكَثْح: كشفُ الرجل ثوبَه عن آستِه، عربية صحيحة.

 

ث-ح-ل

الحُثالة: ثُفل الدهن وغيره من الطِّيب. وربما قالوا: حُثَالة، البُرّ لرديئه.

 

ث-ح-م

الحَثْم، زعموا، من قولهم: حَثَمْتُ الشيءَ أحثِمه حَثْماً. ومَحَثْتُه مَحْثاً، إذا دَلَكْته بيدك دَلْكاً شديداً، وليس بثَبْت.

 

ث-ح-ن

الحِنْث من حِنْث اليمين. ويقال: حَنِثَ الرجلُ يحنَث حِنْثاً، وأحنثتُه غيرَه إحناثاً. والحِنث في القرآن: الإثم هكذا قال أبو عُبيدة. والمَحانث: مَواقع الحِنث.

 

ث-ح-و

حَثا الترابَ يحثوه حَثواً وحثاه يَحثيه حَثْياً، وهي أعلى اللغتين. قال الراجزْ:

أحْثي على ديْسَمَ مِن جَعْدِ الثَّرَى

أَبَى قضاءُ اللـه إلاّ مـا تَـرَى

ويقال: اذهبْ حَوْثُ شئتَ، في معنى حيث. وفي الحديث: "ضَعهما حَوْثُ وقعتا"، أي حيث وقعتا، يعني يديه في الصلاة إذا سجد.

وبنو حُوث: قبيلة من العرب. والحَوْثاء: الكبد ومما يليها. قال الراجز:

إنّا وجدنا لحمَهم رَدِيّا

الكِبْدَ والحَوْثاءَ والمَرِيّا

وجارية حَوْثاء وخَوثاء، بالحاء والخاء، وهي الجارية السمينة التارَّة لغتان. قال الشاعر- أُمية بن الأسكر:

عَلِقَ القلبَ حبُّها وهَواها

 

وهي بِكْر غريرة خَوْثاءُ

بالخاء، وهي أعلى. ويقال: وقع فلان ببني فلان فتركهم حَوْثاً بَوْثاً، إذا فَرَقهم.

 

ث-ح-ه

أهملت.

 

ث-ح-ي

حيثُ: كلمة معروفة يُستدلُ بها على المكان، مبنيّة على الضمّ.

 

باب الثاء والخاء

مع ما يليهما من الحروف في الثلاثي الصحيح

ث-خ-د

أُهملت وكذلك حالهما مع الذال.

 

ث-خ-ر

خثُر اللبنُ وما أشبهه يخثرُ خُثورةً وخَثارةً، وقالوا خَثَرَ أيضاً. يقال: لبن خاثر وعسل خاثر. ويقال: خثَرَثْ نفسُه تخثَر، إذا غثَتْ.

 

ث-خ-ز

أُهملت وكذلك حالهما مع السين والشين والصاد والضاد والطاء والظاء والعين والغين والفاء والقاف والكاف.

 

ث-خ-ل

الخَثْلَة: أسفل البطن، والجمع خَثْلات وخَثَلات.

 

ث-خ-م

الخثَم من قولهم: رجل أخثَمُ وامرأة خَثْماءُ، إذا كان عريضَ الأنف.

وكل ما عرَّضته فقد خثمته. وخثّمت النعلَ في مخثَّمة تخثيماً، إذا عرضت صدرها. وقد سمَّت العرب خُثيماً وأخْثَمَ وخثامة.

 

ث-خ-ن

ثَخُن الشي ثخانةً وثُخونةً، إذا كثُف وغلُظ. وأَثخنَ في العدوّ، إذا أوجعَ فيهم. وتركتُ فلاناً مُثْخَناً، إذا تركته وقيذاً.

وخَنِثَ الرجل يخنَث خَنَثاً، إذا تكسَّر وتلوَّى، وكذلك الجلد إذا تكسّر فقد تخنّث، وبه سُمَّي المخنّث. ونُهي عن اختناث الأسقية، وهو أن تُكسر أفواهُها إلى خارجٍ ويُشرب منها، فإذا كَسَرْتَها إلى داخل فهو القبْع يقال: قبعت السَّقاءَ، إذا فعلت به ذلك. وامرأة خُنُث: متكسِّرة لِيناً، ومثله امرأة مِخْناث. واشتقاق الخنْثَى من التشبيه بالإناث، نحو اشتقاق المخَّنث.

 

ث-خ-و

ثاخ يثوخ ثَوْخاً، مثل ساخ سَواء.

والخَثْوَة: أسفل البطن إذا كان مسترخياً. وقد قالوا: امرأة خثواءُ ولا يكادون يقولون للرجل ذلك.

 

ث-خ-ه

الخُثة: قَبضة من كُسارة عيدان تُقتبس بها النار.

والخُثة: طين يُعجن ببَعر أو روْث فيتَّخذ منه الذيار والذِّيار: طين بقدر أطراف الأصابع يُشَدّ على خِلْف الناقة مع الصِّرار لئلا يؤلمها الصِّرار.

 

ث-خ-ي

أهملت.

 

باب الثاء والدال

مع الحروف التي تليهما في الثلاثي الصحيح

ث-د-ذ

أُهملت.

 

ث-د-ر

ثَرَدْتُ الثريدَ وغيرَه: معروف. وكل خبز ثردته في لبن أو مَرَق فهو ثريد ومثرود وكذلك الثريدة والثُّرْدة واحد.

والرَّثْد: تنضيدك المَتاعَ بعضَه على بعض يقال: رثدت المَتاعَ أُرثده رَثْداً، إذا نضدته، والمَتاع رثيد ومرثود. قال الشاعر:

فتذكَّرا ثَقَلاً رثيداً بعـدمـا

 

أَلْقَتْ ذُكاءُ يمينَها في كافرِ

ويُروى: ثِقْلاً، يعني نعامة وظليماً يبادران بيضهما، وجعل البيضَ ثِقْلاً. وبه سُمَي الرجل مَرْثَداً.

والدَّثْر: المال الكثير. يقاله: مال دَثْر وأموال دَثْر، ولا يثّنىَ ولا يُجمع.

وكل كثيرٍ دَثْر. والدِّثار: كل ما طرحته عليك من كساء أو غيره.

والمنزل الداثر: الدارس، والمصدر الدُّثور. ورجل دَثور: خامل.

وسيف داثر: بعيد العهد بالصِّقال. وقد سمَّت العرب دِثاراً.

 

ث-د-ز

أُهملت وكذلك حالهما مع السين والشين والصاد والضاد.

 

ث-د-ط

دَثَطَتِ القَرْحة، إذا انفجر ما فيها، وليس بثَبْت.

 

ث-د-ظ

أهملت.

 

ث-د-ع

الثَّعْد: الرخص من البقل وغيره يقال: بَقْل ثَعْدٌ مَعْدٌ، إذا كان غَضّاً. فقال قوم من أهل اللغة: المَعْد إتباع، وقال آخرون: بل المَعْد مثل الثَّعد يقولون: بقل مَعْدٌ وإن لم يقولوا ثَعْد، إذا كان غَضاً.

والدَّثْع: أحسبها لغة يمانية، وهو الوطء الشديد.

والدَّعْث: الحقد، والجمع أدعاث. وبه سُمِّي الرجل دَعْثَة وقال آخرون بل: الدَثْع والدَّعْث واحد. والدعْث أيضاً: الأرض السهلة، والجمع دِعاث، وقالوا أدعاث. وبنو دَعْثَة: بطن من العرب.

والعَدْث: فعل مُمات، وهو سهولة الخلق. وبه سُمِّي الرجل عُدْثان وعُدَثان.

 

ث-د-غ

أُهملت وكذلك حالهما مع الفاء.

 

ث-د-ق

ثادِق: اسم فرس من خيلهم معروف. وثادِق: موضع معروف. قال أبو بكر: وسألت أبا حاتم عن اشتقاق ثادق فقال: لا أدري. وسألت الرياشي فقال: إنكم يا معشرَ الصِّبيان تتعمّقون في العلم. وسألت الأُشْنانْداني فقال: يقال: ثَدَقَ المطرُ من السحاب، إذا خرج خروجاً سريعاً نحو الوَدْق.

والقَثَد: ضرب من القِثّاء.

 

ث-د-ك

أُهملت.

 

ث-د-ل

ناقة دِلاث: جريئة على السير مُقْدِمَة. واندلث الرجل في أمره، إذا أسرع فيه.

 

ث-د-م

رجل ثَدمٌْ، مثل فدم سواء، والمصدر الثدامة والفَدامة، وهو الرجل الغبيّ.

والثَّمَد: الماء القليل الذي لا مادَّ له. ويقال: ثَمَدَتْ فلاناً النساءُ، إذا أكثر الجماعَ حتى ينقطع ماؤه. وفلان مثمود، إذا كثر السؤالُ عليه حتى يَنْفَدَ ما عنده. ويقال: مكان دَمِثٌ، إذا كان سهلاً، والمصدر الدَمَث، ويجمع دِماثاً وأدماثاً. ورجل دَمِثُ الأخلاق: سَهْلُها. ودمَّثت الشيءَ بيدي تدميثاً، إذا مَرَسْتَه حتى يلين.

 

ث-د-ن

ثَدنَ الرجلُ ثَدَنَاً، إذا كثُر لحمه وثقُل.

ودثن الطائرُ يدثِّن تدثينَاً إذا طار وأسرع السقوط في مواضع متقاربة وواتر ذلك. ودثَّن الطائرُ في الشجرة، إذا اتّخذ فيها عُشًّا. والدَّثينة: موضع.

 

ث-د-و

أهملت.

 

ث-د-ه

الدَّهْث: الدفع باليد. وبه سُمِّي الرجل دَهْثة ودَيْهَثاً. ويقال: دهثتُ الشيء، إذا وطئته وطأً شديداً.

 

ث-د-ي

الثُّدْي: معروف، والجمعِ أَثْدٍ وثُديِ.

وديَّثتُ الرجلَ وغيرَه تدييثاً، إذا ذللّته.

فأما الدَّيُّوث فكلمة أحسبها عبرانية أو سريانية.

 

باب الثاء والذال

مع الحروف التي تليهما في الثلاثي الصحيح

أُهملت الثاء والذال مع ما بعدهما من الحروف.

 

باب الثاء والراء

مع الحروف التي تليهما في الثلاثي الصحيح

ث-ر-ز

أهملت وكذلك حالهما مع السين والشين والصاد والضاد.

 

ث-ر-ط

الثَّرْط: مصدر ثَرَطْتُ الرجلَ أثرِطه ثَرْطاً، إذا عِبْتَه، وليس بثَبْت.

والطَّثْرة: الخُثورة فوق اللبن. يقال: طثَّر اللبنُ يطثِّر تطثيراً فهو مطثِّر، إذا خَثُرَ فصار في أسفله ماءٌ. ويقال أيضاً: طَثَرَ يطثُر طَثْراً وطُثوراً.

وبنو طَثْرة: بطن من العرب، ومنهم أم يزيد بن الطَّثْرية القُشيري الشاعر الفارس. والطَّثْرة: الحَمْأة. والطَّثرة: اسم ماء. قال:

أَتَتْكَ عِيسٌ تحملُ المَشِيّا

ماء من الطَّثْرة أَحوَذِيّا

والطَّيثار: البَعوض، وقد جاء في الشعر الفصيح. وقد جاء فى بعض الشعر الطَّيْثارُ: الأسد، وما أدري ما صحّته.

والطَّرْث: الرَّخاوة، زعموا. ومنه اشتقاق الطُّرْثُوث، وهو ضرب من النبت ينبت فى الرمل. وسُئل رجل من العرب: ما أخبثُ الطعام? فقال: "طُرْثُوث مُرّ أنبته القُرّ". قال الشاعر:

أرضٌ عن الجَور والسُّلطان نـائيةٌ

 

والأطْيَبانِ بها الطُّرْثُوثُ والصَّرَبُ

وقالوا: الضَّرَب أيضاً، فمن روى الضَرب أراد اللبن الخاثر، ومن روى الصَّرَب أراد الصَّمغ.

 

ث-ر-ظ

أهملت.

 

ث-ر-ع

الثَّعْر مُمات، وهو أَصل بناء الثُّعرور، والثُّعروران كالحلمتين تكتنفان غُرمول الفرس عن يمين وشمال، وكذلك أيضاً الزائدتان على ضرع الشاة. والثعارير: ضرب من النبت، الواحد ثُعْرُور.

والرثَع: أسوء الحرص يقال: ماذا بفلان من الرَّثَع والجَشَع، إذا نُسب إلى الحرص ودناءة النفس.

والرَّعْث: القُرْط، ويقال رَعْثة ويُجمع رِعاثاً ورعَثات. وفي الحديث: "كانت تُحَلِّينا رِعاثاً من ذهب". ورَعْثَتا الديك: المعلّقتان النائستان تحت منقاره. قال الشاعر:

ماذا يؤرِّقني والنومُ يُعـجـبـنـي

 

من صوت في رَعَثاتٍ ساكنٍ داري

والعَثْر: الكَبْوة عثر يعثُر عَثْراً وعِثاراً. ويُدعى على الرجل فيقال: عَثَرَ جَدُّه. ومثل من أمثالهم: "مَن سَلَكَ الجَدَد أًمِن العِثار". والعِثْيَر: الغبار، ما رأيت له أثراً ولا عِثْيَراً. فأما قول العامّة: عَيْثراً، فليس بشيء.

والعَرْث: الانتزاع، عرثه بالتاء والثاء، والتاء أعلى، عَرْثاً، إذا انتزعه.

ويقال: عرثه عَرْثاً، إذا دَلَكَه.

وعَثَّر: موضع، ولم يجىء في كلامهم اسم على فعَّل إلا أربعة أحرف هذا أحدها. قال الشاعر:

ليث بعَثَّرَ يصطاد الـرجـالَ إذا

 

ما الليث كَذَّبَ عن أقرانه صَدَقا

وعَثْر: موضع.

 

ث-ر-غ

الثغْر: ثغر الإنسان. يقال: أثغرَ الغلامُ، إذا نبت ثغره، واتَّغر إذا ألقى ثغرَه، وكان الأصل فيه اثتغر في وزن افتعل فقُلبت الثاء تاءً ثم أُدغمت التاء في التاء. والثغْر: موضع المخافة بين العدوّ والمسلمين.

وثُغْرة النَّحر: الهَزْمة في اللَبَّة، والجمع ثُغَر. قال الراجز:

يَنْشطُهُن في كُلَى الخُصُورِ

وتارةً في ثُغَر النُّحورِ

والرَّغْث من قولهم: رَغَثَ الجديُ أُمَّه، إذا رَضِعَها. والرُّغَثاء: أصل الضرع. وتقول العرب: "آكَلُ الأشياءِ بِرْذَوْنة رَغوثٌ"، وهي فَعول في موضع مَفعولة لأنها مَرغوثة. قال أبو بكر: تقول العرب: أخبث الأفاعي أفاعي الجَدْب، وأخبث الذئاب ذئاب الغَضا، وأجمل الرجال الأعجف الضخم، وأجمل النساء الأسيلة الفخمة، وأغلظ المواطىء الحصى على الصَّفا.

والغُثْرة: غُبْرة فيها بعض الكُدْرة، الذكر أغْثَرُ والأنثى غَثْراءُ. قال الراجز:

يَكشِف عن جَمّاته دَلوُ الدّالْ

عَبايةً غَثْراءَ من أَجنٍ طالْ

أي طال عليه الطِّلاء. والعباية: الكساء، والأَجْن: الماء المتغيِّر.

ورجل أغْثَرُ، إذا كان أحمقَ. قال قوم: شُبِّه بالضَّبُع لأنها من أحمق الدوابّ.

والغَرَث: الجوع، يقال: غَرِثَ يغرَث غَرَثاً، فهو غَرْثان من قوم غَرْثى وغَراثى وغِراث.

 

ث-ر-ف

الثَّفْر: ثَفْر السَّبُعة، وهو حَياؤها، وربما استُعير لغيرها. قال الشاعر:

جَزَى اللّه فيها الأَعْوَرَين مَلامةً

 

وعَبْدَةَ ثَفْرَ الثورةِ المتضاجـمِ

الأعوران: رجلان من بكر بن وائل والضَجَم: الميَل. والثَّفَر: ثَفَر الدّابّة والحمار، معروف. واستثفر الرجلُ بثوبه، إذا اتّزر به ثم ردَ طرف إزاره من بين رجليه فغرزه في حُجْزته من ورائه. ورجل مِثْفَر ومِثْفار: ثناء قبيح، وهو الذي يؤتَى.

والرَّفَث: قبيح الكلام. ورَفَثَ الرجل يرفُث رَفَثاً، وهو الذي فيه النهيُ في التنزيل في قوله جلّ وعزّ: "فلا رَفَثَ ولا فُسوقَ ولا جِدالَ في الحجّ". وحدا ابنُ عبّاس، رحمه اللّه فقال:

وهنَّ يمشين بنا هَمِيسا

إن تَصْدق لطيرُ نَنِكْ لَمِيسا

فقيل له: أتقول الرَّفَث وأنت مُحرم. فقال: ليس بين الرجال رَفَث، كأن الرَّفَثَ عنده حديث النِّساء بالجِماع ونحوه.

والفَرْث: ما أُلقي من الكَرِش. وفي التنزيل: "من بين فَرْثٍ ودَمِ".

وكل شيء أخرجته من وعاء فنثرته فقد فرثته. ومنه فَرْثُ جُلَةِ التَمر، إذا أًخرج ما فيها. والفُراثة: ما أُخرج من الكَرِش. والمَفارث: المواضع التي تفرَث فيها الغنم وغيرُها.

ويقال: فَرَثَ الحُبُّ كَبَده، إذا فتَّتها.

 

ث-ر-ق

أهملت.

 

ث-ر-ك

الكثير: ضد القليل. وعدد كُثار وكثير بمعنى. وكاثرَ بنو فلان بني فلان فكثروهم، إذا زادوا على عددهم. وعدد كاثر وكثير. قال الشاعر:

ولست بالأكثير منهم حَصًى

 

وإنما العِزَّةُ لـلـكـاثـرِ

والكَثْر: الجُمّار، وقال قوم: هو الكَثَر، بفتح الثاء. وفي الحديث: "لا قَطْعَ في ثَمَرٍ ولا كَثَرٍ"، هذا بفتح الثاء في الحديث.

والكَرْث من قولهم: كَرَثَني هذا الأمر كَرْثاً، إذا ثقل عليك، وما يَكْرِثُني هذا الأمرُ، أي ما يَعولني.

والكُرّاث: نبت معروف. قال الشاعر:

كأن أعناقَها كُـرّاثُ سـائفةٍ

 

طارت لفائفُه أو هَيْشَرٌ سُلُبُ

الهَيْشَر: نبت له شوك، وهو الذي يُنبت القرْطُم البرّي.

والسُّلُب: الذي قد سُلب حمله وأوراقه.

وقال آخر:

كأنَّ بِلِيتَيْها وبَـلْـدَةِ نَـحْـرِهـا

 

من النَّبْل كرّاثَ الصِّريم المنزَّعا

اللِّيت: ما تحت المأذن من صفحة العُنق. والصريم: القطعة من الأرض المنصرمة عن معظم الرمل، أي ينقطع عنه. والمنزَّع: الذي قد نزع من مكانه. والكَرَاث، مخفَّف: ضرب من النبت، وليس بالكُرّاث المعروف. وبه سُمَي الرجل كَرَاثة.

 

ث-ر-ل

أُهملت.

 

ث-ر-م

الثَّرَم: انكسار سنّ من الأسنان، ولا يكون إلاّ من الأسنان المتقدِّمة مثل الثَّنايا والرَّباعِيات، يقال: ثَرِمَ يثرَم ثَرَماً، والرجل أثرَم والأنثى ثَرْماءُ.

والثَّرْماء: ماءة لكندة معروفة قد جاءت في الشعر الفصيح. والثَّمَر: معروف، ثَمَرَة وثمار وثُمُر وثَمَر. والشجر الثّامر: الذي قد بلغ أوانَ أن يُثمر. والمُثْمِر: الذي فيه ثَمَر. وقد سمَّت العرب ثامِراً ومثمِّراً. وثمَّر الرجل مالَه، إذا أحسن القيامَ عليه. ويقال كذلك في الدعاء: ثمَر اللّه له مالَه، أي أنماه. وليلة ابنِ ثَمير: الليلة القمراء.

والرَّثم: بياض في جَحْفلة الفرس العُليا، والاسم الرُّثْمة والرَّثَم فرس أًرْثَمُ والأنثى رَثْماء.

ورَثَمْتُ أنفَ الرجل، إذا ضربته فدَمِيَ، والأنف رثيم ومرثوم. ورَثَمَتِ المرأةُ أنفَها بالطِّيب، إذا طَلَتْه به. قال الشاعر:

تَثْني النقابَ على عِرْنينِ أرنبةٍ

 

شَمّاءَ مارِنُها بالمِسك مرثومُ

والمَرْثِم: الأنف في بعض اللغات.

والرِّمْث: نبت. وأرض مَرْمَثَة: تُنبت الرِّمْث. ورَمِثَتِ الإبل رَمَثاً فهي رَمْثى ورَماثَى، إذا أكلت الرِّمْثَ فاشتكت عنه بطونها. يقال: بعير أَوْرَقُ كدُخان الرِّمث، لأن دخانه أسود إلى الغُبْرة. والرَّمَث، والجمع أرماث، وهو خشب يُشَدّ كهيئة الطَّوف يُركب في البحر. قال الشاعر:

تمنَّيتُ من حُبّـى عُـلَـيّةَ أنـنـا

 

على رَمَثٍ في البحر ليس لنا وَفْرُ

وحبل أرماث وجِبال أرماث، إذا أخلقت.

والمَرْث: مثل المَرْس بالأصابع، مَرَثْتُ الشيءَ أمرُثه وأمرِثه مَرْثاً.

ويقال: رمَّث في ضَرع الناقة، إذا لم يستقص حلبَها. والرَّميث: ما يبقيه الحالبُ في ضرع الناقة أو الشاة من اللبن إذا حلبها وأبقى فيها بعضَ اللبن. يقال: أرْمِث في ضَرع ناقتك أو شاتك، أي أبقِ شيئاً.

ورجل مِمْرَث: صبور على الخصام، والجمع مَمارث. قال الشاعر:

السِّنُ من جَلْفَزِيزٍ عَوْزَمٍ خَلَـقِ

 

والحِلْمُ حِلْمُ صبيٍّ يَمْرُثُ الوَدَعَهْ

وربما سمِّي الرجل الحليم مِمْرَثاً.

 

ث-ر-ن

نَثَرْتُ الشيءَ أنثُره وأنثِره نَثْراً، إذا بدَدته. وشاة ناثر ونَثور، إذا كانت تطرح من أنفها الدود. وكل ما نثرته من يدك فهو نُثارة.

والنَّثْرة: الخيشوم وما والاه. والنَّثْرة: نجم من نجوم الأسد ينزلها القمرُ. قال الشاعر:

مُجلجِلَ الرعدِ عَرّاصاً إذا ارتَجَسَتْجادَ السِّماكُ بها أو نَثْرَةُ الأَسَد وللنَّثْرة نَوْء غزير بزعمهم. ويقال: طعنه فأنثره عن فرسه، إذا ألقاه على نَثْرته، على خيشومه. قال الراجز:

إذا عليها فارساً كعَشَرَهْ

إذا رأى فارسَ قومٍ أنْثَرَهْ

وتسمّى الدِّرع نَثْرَة.

 

ث-ر-و

الثَّروة: اليسار. وربما سُمَّي العلا ثَرْوة يقال: فلان في ثَرْوة من قومه، أي في عدد. واشتقاق اسم ثَرْوان من المال أو من العدد.

والثَّور: ذكر البقر الوحشية والأهلية.

والثَّور: ثور الحَصْبة ثارت الحصبةُ تثور ثَوْراً وثَوَراناً.

وثار الجراد ثَوَرانَاً وثَوْراً، وثار الماءُ ثَوْراً، وثار الغبارُ أو غيره كذلك.

ويقال: مررتُ بالأرنب فاستثرتُها. قال أبو الطَّمَحان:

إذا كان في صدر ابن عمك إحْنَةٌ

 

فلا تَسْتَثِرْها سوف يبدو دفينُهـا

ويقال: ثاور فلان فلاناً، إذا واثبه. وثوَّر فلان علينا شَراً، إذا أظهره وهيَّجه. وأثرتُ الأرضَ إثارةً. وجمع الثَّور من البقر ثيران وأثوار وثيَرَة، وقالوا: ثِيْرَة، وهو الكلام الأعلى. قال الشاعر:

فظَّل يأكل منها وهي راتـعةٌ

 

صَدْرَ النهار تراعي ثِيْرَةً رُتُعا

والتور: القطعة العظيمة من الأقِط، والجمع أتوار وثوَرَة، ولا أدريَ ما صحّته، إلا أنهم قالوا: جاءنا بثِوَرة ضخام، أي قطع عظيمة من الأَقِط. فأما قولهم: " كالثور يُضرب لمّا عافت البقر" فقد أكثروا في تفسيره، وليس هذا موضعه. والثور: جبل معروف، يسمَّى ثَوْرَ أَطحَلَ، قريب من مكّة. وبنو ثوْر: بطن من الرباب، منهم سفيان الثوري.

ويقال: أثار الثورُ الترابَ، إذا بحثه بقوائمه. قال الأصمعي: أخبرنا أبو عمرو بن العلاء أنه سمع رؤبة يقول إن أباه كان يعجبه هذا البيت لامرىء القيس:

يُثير ويُذْري تُرْبَها ويُهِيلُـهُ

 

إثارةَ نَبّاثِ الهواجر مُخْمِسٍ

نبّاث الهواجر: الرجل يشتدّ عليه الحَرُّ فيُثير التراب ليصل إلى بَرده، وكذلك يصنع الثور في شدة الحَرّ.

والرَّثْوُ: رثو اللبن، وهي الرَّثيئة، مهموز، وهو ما خَثُر فوق اللبن. وستراها في باب الهمز إن شاء اللّه.

والرَّوْث: معروف راثَ الفرس وغيره من ذي الحافر يَروث رَوثاً. والمَراث: موضع خروج الرَّوْث. قال أبو حاتم: قياساً.

والوَثْر: أصل بناء الوَثير، وهو الكثيف من كل شيء فراش وثير، والمصدر الوَثارة. وإذا استقرّ ماء الفحل في رَحِم الناقة سُمَي حينئذ وَثْراً. وبنو الوِرْثة: بطن من العرب ينسبون إلى أمّهم. والوِرْثَة: لغة في ورّثتُ النار وأرَّثتها، إذا حرَّكت جمْرَها لتشتعل.

 

?ث-ر-ه

ناقة ثَرَّة: غزيرة واسعة الأحاليل. وطعنة ثَرَّة: جيّاشة بالدم. وعين ثَرَّة: غزيرة كثيرة الماء، يريد عين السحاب وهي السحابة تنشأ من عن يمين القِبلة. قال الشاعر:

جادت عليها كلُّ عين ثَـرَّةٍ

 

فتركن كلَّ حديقة كالدِّرهم

ويُروى: كل قَرارةٍ. يقول: قد ملأت الحدائقَ حتى صاردّ في بياضها كالدِّرهم، يعني عين السَّحاب.

 

??ث-ر-ي

الرَّيث: ضد العَجَل. قال الراجز:

حَرِّكْ يديكَ تنفعاكَ يا رَجُـلْ

بالرَّيْثِ ما حَرَّكْتَها لا بالعَجَلْ

باب الثاء والزاي

مع ما يليهما من الحروف في الثلاثي الصحيح

أُهملت وأُهملت الثاء والسين مع الشين والصاد إلى آخر الحروف.

 

باب الثاء والضاد

مع ما يليهما من الحروف في الثلاثي الصحيح

ث-ض-ط

أُهملت وكذلك حالها مع الظاء والعين.

 

ث-ض-غ

ضَغَثْتُ الناقةَ أَضغَثها ضَغْثاً فهي ضَغوث، إذا لمست سَنامها أَبها طرْقٌ أم لا. والضِّغْث: ما جمعته بكفّك من نبات الأرض فانتزعته. قال الشاعر:

وجمَّعتُ ضِغْثاً من خَلًى متطيَّبِ

وقول اللهّ تبارك، تعالى: "وخذ بيدِك ضِغْثاً فاضرِبْ به". فهو أصل يجّمع قضباناً كثيرة. والأضغاث: الرؤيا التي لا تأويل لها هكذا قال أبو عُبيدة في قوله جلّ وعزّ: "أضغاثُ أحلامٍ".

 

ث-ض-ف

أهملت وكذلك حالهما مع باقي الحروف.

 

باب الثاء والطاء

مع ما يليهما من الحروف في الثلاثي الصحيح

ث-ط-ظ

أُهملت.

 

ث-ط-ع

ثَطَعَ الرجلُ يثطَع ثَطْعاً فهو ثاطع، إذا بدا، وليس بثَبْت.

وثُطع فهو مثطوع، إذا زُكم.

والثَّعيط: دُقاق التراب الذي تَسْفيه الريح على وجه الأرض.

 

ث-ط-غ

أُهملت وكذلك حالهما مع الفاء والقاف والكاف.

 

ث-ط-ل

الثَّلْط: ثَلْطُ البعير والبقرة إذا خرج رقيقاً. وربّما استُعمل للإنسان أيضاً. وكذلك فُسِّر في الحديث، والله أعلم "إنهم كانوا يَبعرون" بَعْراً وأنتم اليوم تَثْلِطون ثَلْطاً".

واللَّطْث: الضرب بعُرض اليد أو بعود عريض لطثه يلطِثه لَطْثاً.

وتلاطث الموجُ في البحر، إذا تلاطم.

ولطثني الأمر، إذا غلُظ عليك وصعُب. قال الراجز:

إني إذا ما اشتدّت الهَـبـائثُ

أرجوكَ لمّا استلطٍث المَلاطثُ

وبه سمِّي الرجل مِلْطثاً. وتلاطث القوم، إذا تضاربوا بأيديهم، زعموا.

 

ث-ط-م

الثَّمْط: الطين الرقيق أو العجين إذا أفرط في الرِّقَّة.

والطَّمْث: الحيض. ويقال: بعير ما طَمَثَه حبل قَطُّ، أي ما مسّه. وفي التنزيل: "لم يَطْمِثْهُنّ إنسٌ قبلَهم ولا جانٌ"، أي لم يَمْسَسْهُنّ، واللهّ أعلم.

والمَثْط: غمزُك الشيءَ بيدك على الأرض، وليس بثَبْت.

 

ث-ط-ن

النثط: غمزُك الشيءَ بيدك على الأرض أيضاً، وهو الصحيح. وفي بعض الحديث: "كانث الأرضُ هِفَّا على الماء فنثطها الله بالجبال"، أي أثبتها، والله أعلم.

 

ث-ط-و

أُهملت وكذلك حالهما مع الهاء والياء إلاّ في لغات مرغوب عنها.

 

باب الثاء والظاء مع سائر الحروف

أُهملت مع باقي الحروف.

 

باب الثاء والعين

مع ما يليهما من الحروف في الثلاثي الصحيح

ث-ع-غ

أُهملت.

 

ث-ع-ف

أُهملت.

 

ث-ع-ق

قَعَثْتُ الشيءً أقعَثه قعْثاً، والاسم القَعْث أيضاً، وهو استئصالك الشيءَ واستيعابك إيّاه.

 

ث-ع-ك

العَكْث أُميت أصلُ بنائه، وهو اجتماع الشيء والتئامه زعموا ومنه اشتقاق عَنكَثَة النون زائدة.

والعَنْكَث: ضرب من الشجر سُمَي عَنْكَثاً لاجتماعه وتكاثف ورقه. قال الراجز:

أصبحَ قلبي صَرِدا

لا أشتهي أن أرِدا

إلاّ عَراداً عَرِدا

وعَنْكثاً مُلتبِدا

والعَثَك، وقالوا العُثَك: عروق النخل خاصة، لا أدري أواحد هو أم جمع. وقد قالوا: العُثُك، فإن كان صحيحاً فهو جمع.

والكَثْع من قولهم: كَثَعَ اللبن وكَثَأَ، إذا خَثَرَ. قال أبو زيد: يقال: خذ كَثْعَةَ لبنك، أي ما يجتمع من الخائر فوقه، وهي الطَّثْرة أيضاً.

 

ث-ع-ل

الثُّعْل: خِلْفٌ زائد صغير في ضَرع الشّاة أو في أخلاف النّاقة، والشاة ثَعول. والثعَل: زوائد في الأسنان يركب بعضها بعضاً، رجل أَثعَل وامرأة ثَعْلاءُ. وثُعالة: اسم من أسماء الثعلب، وكذلك ثُعَل. وبنو ثُعَل: بطن من العرب من طيّىء. قال الشاعر:

أَحلَلْتُ رَحْلي في بني ثُعَلٍ

 

إنَّ الكريم للكريم مَحَـلّ

وثُعْل: موضع بنجد معروف.

ونَعَمٌ عَثَلٌ وعَثِل: كثير. قال الشاعر:

تَخْدي، وسِيقَ إليه الباقرُ العَثِلُ

والعَثَل: الغِلَظ والفخامة في الجسم، عَثِلَ يعثَل عَثَلاً. وكل كثيرٍ عَثِلٌ.

والعَلْث: خلط السمن بالأقِط، وهي العُلاَثة. وبه سُمِّي الرجل عُلاثة.

 

ث-ع-م

العَثْم: جَبْرُ العظم على غير استواء. وقال الشاعر، وهو ابن مُقبل:

أو جُبِرْنَ على عَثْم

ومنه اشتقاق اسم عُثمان. والعَيْثام: ضرب من الشجر يقال إنه الدُّلبْ.

والعَيثوم: الناقة الغليظة، وزعم قوم أن العَيثوم الأنثى من الفِيَلة، وروَوا بيت الأخطل:

وملحَّب خَضِل الثيابِ كأنّما

 

وَطِئَتْ عليه بخُفِّها العَيثوم

الملحَّب: المجروح، وخَضِلُ الثياب من الدم. ودفع ذلك البصريون وقالوا: العَيثوم: الغليظ، وخطّأوا مَن زعم أنه الفيل. وقال أبو عبيدة: العَيثوم من صفة الخُفّ، وهو الغليظ الجافي.

 

ث-ع-ن

العَثْن والعُثان: الدُّخان. وفي حديث المغازي في خبر، سُراقة بن مالك بن جُعْشُم: "لمّا اتّبع النبيَّ صلَّى اللهّ عليه وسلَم ساخت قوائمُ فرسه في الأرض فسأل النبيَّ صلَى اللّه عليه وسلَّم أن يُطْلِقها فخرجت قوائمُها ولها عُثان"، أي غُبار. وأكثر ما يُستعمل العُثان فيما يُتبخر به، وفي حديث مُسيلمة وسَجاح: "عثِّنوا لها تَحِنَّ إلى الباءة". سجاح: اسم امرأة من بني تميم- وهي أم صابر- مبنيّ على الكسر مثل قَطام.

 

ث-ع-و

العَثْوُ: أصل بناء العَثْواء يقال: ضَبُع عَثْواءُ، إذا كانت كثيرةَ الشَّعَر على وجهها. وكذلك يقال: رجل أَعْثَى وامرأة عَثْواءُ، إذا كثر الشَعَر على خدَّيهما. وفي بعض اللغات عثا يعثو عَثْواً، إذا أفسد، في معنى عاث يعيث، وليس بثَبْت.

والوَعْث: الأرض السهلة الكثيرة الرمل تَشُقُّ على الماشي، والجمع وُعوث وأوعاث. وأوعث القومُ، إذا ركبوا الوَعْث.

 

ث-ع-ه

العُثَّة: دُويْبَّة تأكل الصوف، قد مرّ ذكرُها في الثنائي.

 

ث-ع-ي

العَيْث: مصدر عاث يعيث عَيْثاً، إذا أفسد.

ويقال: عَثِيَ يَعْثَى، إذا أفسد، وهي أعلى اللغتين، وكذلك فُسِّر في التنزيل: "ولا تَعْثَوا في الأرض مفسِدين"، واللّه أعلم.

 

باب الثاء والغين

مع ما يليهما من الحروف في الثلاثي الصحيح

ث-غ-ف

أُهملت.

 

ث-غ-ق

أُهملت.

 

ث-غ-ك

أُهملت.

 

ث-غ-ل

ثَلَغَ رأسَه، إذا شدخه. وكذلك ثَلَغَ البِطِّيخة وما أشبهها وفي حديث النبي صلَى الله عليه وسلم: "إذاً تَثْلغَ قُريشٌ رأسي".

وغَلِثَ الزَّنْدُ، إذا لم يُورِ ناراً، وكذلك اغتلثَ. قال أبو زيد: يقال: اغتلثتُ زَنْداً، إذا انتجيته من شجرة ولا تدري أيُوري ناراً أم لا.

وغَلَثَ الحديثَ يغلِثه غَلْثاً، إذا خلط بعضه ببعض ولم يجىء به على الاستواء. والغَلْث: الخلط يقال: طعام مغلوث، أي مخلوط نحو البُرّ والشَّعير إذا خُلطا. قال الشاعر:

مشمولةٍ غلِثَتْ بنابتِ عَرْفَجٍ

 

كدُخان نارٍ ساطعٍ أسنامُها

ورجل غَلِثٌ: شديد المراس. ويقال: غَلِثَ به، إذا لَزِمَه. وغَلِثَ الطائرُ، إذا ألقى من حَوصلته شيئاً كان استَرَطَه.

واللَّثَغ: اختلال في اللسان، وأكثر ما يُستعمل في الراء إذا جُعلت غيناً أو ياءً.

 

ث-غ-م

ثَمَغْتُ الثوبَ أثمَغه ثَمْغاً، إذا أشبعته صبغاً. قال الشاعر:

تركتُ بني الغُزَيِّل غيرَ فَخْرٍ

 

كأنّ لِحاهُمُ ثُمِغَتْ بـوَرْسِ

والغُثْمة: غبْرة شبيهة بالوُرْقة، الذكر أَغثَمُ والأنثى غَثْماءُ.

والمَغْث من قولهم: مَغَثْتُ الشيءَ أمغَثه مَغْثاً، إذا مَرَسْتَه وليَّنته. ورجل مَغِثٌُ ومُماغِث، إذا كان ممارساً للأمور. قال أبو عبيِدة في كتاب الأنباز: كان لقب عُتيبة بن الحارث ماغِثاً. والثَّغام: نبت، واحدته ثَغامة، وله لون أبيض يُشبه الشَيب.

 

ث-غ-ن

استُعمل منها: غَنِثَتْ نفسُه، مثل لَقِست، تغنَث غَنَثاً. وتغنَثني الشيءُ، إذا ثَقُلَ عليَّ. قال الشاعر:

سَلامَك رَبَّنا في كل فجرٍ

 

بَرِيًّا ما تَغَنَّثُكَ الـذُّمـومُ

قوله: ما تَغَنَّثُكَ، أي ما تَلْصَق بك. وعَنِثَْ لي الإناء نَفَساً أو نَفَسين، إذا شرب. قال الراجز:

قالت له باللّه يا ذا البُرْدَيْنْ

لمّا غَنِثْتَ نَفَساً أوِ آثنيْنْ

ولقِست، نَفْسُه وغنِثت وتمقَّست بمعنى، وهو شبيه بالغَثَيان.

قال الشاعر:

نفسي تَمَقَسُ من سُمانَى الأَقْبُرِ

ث-غ-و

الغَوْث: اسم يقال: غاثه يَغوثه غَوْثاً، وهو الأصل، وأغاثه يُغيثه إغاثة، فأًميت الأصل من هذا واستُعمل أغاثه يُغيثه إغاثة.

وقد سمَّوا غَوْثاً ومُغيثاً وغِياثاً. ويَغوث: اسم صنم معروف. وثَغَتِ الشاةُ تثغو ثُغاءً، والأصل الثَّغْو.

 

ث-غ-ه

أُهملت.

 

ث-غ-ي

استُعمل منها الغَيث، وهو المطر. وربما سُمِّي العُشب غَيْثاً.

وفرس ذو غيِّث، إذا عدا عدواً بعد عَدْو. قال الهُذَلي:

يقرِّبه والنَّقْعُ فـوق شَـواتِـهِ

 

خلافَ المسيح الغَيِّثُ المترافِدُ

المترافِد: الذي بعضه في إثر بعض.

 

باب الثاء والفاء

مع الحروف التي تليهما في الثلاثي الصحيح

ث-ف-ق

استُعمل منها ثَقِفْتُ الشيءَ أثقَفه ثَقافةً وثُقوفةً، إذا حَذَقته، ومنه أخذت الثَّقافة بالسيف. وثقيف: أبو حيّ من العرب وثقيف لقب واسمه قَسِيّ.

وثَقِفت الرجلَ، إذا ظَفِرْتَ به. وفي التنزيل: "فإمّا تَثْقَفَنَهُم في الحربِ". قال الشاعر:

فإمّا تَثْقَفُوني فاقـتُـلـونـي

 

فإنْ أَثقَفْ فسوف تَرَوْنَ بالي

ث-ف-ك

استُعمل منها: كَثفَ الشيءُ كثافةً، إذا غَلُظَ. وكل متراكب متكاثف. ومنه تكاثفَ السحابُ، إذا تراكب وغَلُظَ.

 

ث-ف-ل

استعمل منه: ثُفْل كل شيء: ما استقرّ تحته من كَدَره، وهو الثّافل أيضاً. وربما كُني بالثّافل عن الرَّجيع.

 

ث-ف-م

أُهملت.

 

ث-ف-ن

ثَفِنات البعير: ما أصاب الأرض من أعضائه، الرُّكبتان والسَّعْدانةُ وأصولُ الفخذين. قال الراجز:

خَوَّى على مستوياتٍ خَمْس

كِرْكِرَةٍ وثَفِنـاتٍ مُـلْـس

وثافنت الرجُلَ على الأمر، إذا أعنته عليه.

والنَّفْث: نَفْثُ الراقي ريقَه، وهو أقلّ من التَفل. والساحرة تَنْفِث، وهو النَّفخ دون التَّفل. وكذلك فُسِّر في التنزيل في قوله جلّ وعزّ: "ومن شَرِّ النَفّاثات في العُقَد". والحيَّة تَنْفِث السَّمَّ، إذا نَكَزَتْ بفيها. ومن أمثالهم: "لا بدَّ للمصدور أن يَنْفِثَ". والنُّفَاثة: الشَظِيَّة تبقى من المِسواك في في الرجل فينفِثها. وبنو نُفَاثة: بطن من العرب. ودم نَفيث، إذا نفثه الجرحُ، أي أظهره.

 

ث-ف-و

لها مواضع في المعتلّ تراها إن شاء اللّه.

 

ث-ف-ه

أُهملت.

 

ث-ف-ي

أُهملت.

 

باب الثاء والقاف

مع الحروف التي تليهما في الثلاثي الصحيح

ث-ق-ك

أُهملت.

 

ث-ق-ل

الثِّقْل: ضدُّ الخِفّ. والثَّقيل: ضِدُّ الخفيف. والثَّقَل: مَتاع القوم وما حملوه على دوابّهم، والجمع أثقال. وكذلك فُسِّر في التنزيل: "وتَحْمِلُ أثقالَكم إلى بلد لم تكونوا بالِغيه إلاّ بشِقِّ الأنْفُس". ومِثْقال كل شيء: ما وازى وزنَه.

وتثاقل القومُ، إذا لم ينهضوا لنجدة إذا استُنهضوا لها. واللَّثَق: الندى مع سكون الريح والحرّة يقال: لَثِقَ يومُنا يلثَق لَثَقاً، إذا كان راكدَ الريح كثيرَ النَّدى شديدَ الحَرّ.

 

ولَقثْتُ الشيءَ ألقَثه لَقْثاً، إذا أخذته أخذاً سريعاً مستوعباً، وليس بثَبْت.

 

ث-ق-م

القَثْم: وهو اجترافك الشيءَ وأخذُك إياه. قال الشاعر:

فلِلكُبَراء أكْل كيف شاءوا

 

وللصُّغَراءِ أَخذ واقتثـامُ

وقال آخر:

ولو لاقَى لِقاحَ أبي دُوادٍ

 

غداةَ قَثام لم يَغْنَمْ صِرارا

يريد: غداة القثم. يقول: لو لاقى لقاحَ أبي دُواد على كثرتها لما أصاب منها هذا المقدار لعجزه، ولو لقيها يوم يأخذها الناس. والصِّرار: خيط فيه خشبة تُلَفّ على خِلْف الناقة، والخشبة تسمى تَوْدِية، والجمع تَوادٍ.

وبه سُمِّي الرجل قُثَم. وربما سُمِّيت الضَبُع قَثام لتلطُّخها بجَعْرها.

ويقال للأمَة قَثام، كما يقال لها دَفارِ.

 

ث-ق-ن

نَقَثْتُ العظمَ أنقثه نَقْثاً، إذا استخرجت ما فيه من المُخّ. وفي حديث أم زَرْع: "لا سمين فيَّنتقَث"، وقال قوم: فيُنتقى، أي يؤخذ نِقْيُه وهو المُخّ، والمعنى فيهما واحد.

 

ث-ق-و

وَثقْتُ بالشيء وَثاقةً وثقَةً، ناقص مثل عِدَة وزِنَة، تراه في بابه إن شاء الله. وأنا واثق بالشيء، والشيء موثوق به. وأَوثَقْتُ الدّابةَ وغيرَها إيثاقاً.

والوَثاق: كل ما أوثقت به شيئاً. والمِيثاق: العهد، وأصله الواو: مِوثاق، قُلبت الواو ياءً لكسرة ما قبلها، والجمع مواثيق. وأخذتُ الأمرَ بالأوثق، أي الشديد المُحْكَم.

 

ث-ق-ه

استُعمل منه الثِّقة، وهي راجعة إلى الوَثيقة.

 

ث-ق-ي

أُهملت.

 

باب الثاء والكاف

مع الحروف التي تليهما في الثلاثي الصحيح

ث-ك-ل

استُعمل منها الثُّكْل، وهو معروف ثَكِلَتِ المرأةُ تثكَل ثَكَلاً وهي ثاكل وثَكول، وامرأة ثَكْلى ورجل ثَكْلان. قال الراجز:

الشيخُ شيخ ثَكْـلانْ

والموت وِرْدٌ عَجلانْ

نَعاءِ مُرةَ بنَ سُفيان

والإثْكال والأثْكول لغتان، مثل العِثْكال والعُثْكول، هو عِذْق النخلة.

ولَكَنه بيده، إذا وَكَزَه.

 

ث-ك-م

ثُكْمة: اسم.

ويقال: تنَحَّ عن ثَكَم الطريق، أي عن واضحه.

والكَثْم: أكلك الشيءَ مثل القِثّاء والجَزَر وما أشبهه إذا أدخلته في فيك ثم كسرته، يقال: كَثَمْتُ القِثّاءَ أكثِمه كَثْماً. والأكْثَم: العظيم البطن من الرجال، وبه سُمِّي الرجل أكْثَم. والأكثم: الطريق الواضح، زعموا، وليس بصحيح.

والمَكْث: المُقام مَكَثَ يمكُث مَكْثاً ومُكوثاً، وهو ماكث. وقد قالوا: رجل مَكيث، إذا أقام بالمكان. وربما جُعل المَكْث في معنى الانتظار.

 

ث-ك-ن

الثُكْنة: السِّرب من الحمام وغيره، والجمع ثُكَن. وثَكَن: جبل معروف.

والنَّكْث: نقضك الشيءَ نكثت الحبلَ أنكثه نَكْثاً، إذا نقضته. وحبل منكوث ونكيث، وحبل أنكاث، وهو مما جاء منه الواحد بصفة الجميع. والنِّكْث، بكسر النون: الحبل المنقوض.

والنَّكيثة من قولهم: رجل شديد النَّكيثة، أي شديد النَّفْس. وقد سمَّت العرب نِكْثاً. ونكثت العهدَ نَكْثاً، تشبيهاً بنكث الحبل. وتناكث القومُ عهودهم، إذا نقضوها.

 

ث-ك-و

استُعمل منه: الكُثوة وهو التراب المجتمع مثل الجُثْوة. وقد سمَّوا كُثوة.

وربما سُمِّيت كُثْأة اللبن كُثْوَة، وهو الخاثر المجتمع عليه، وأصله الهمز، وستراه في بابه إن شاء الله.

 

ث-ك-ه

أُهملت.

 

ث-ك-ي

أُهملت.

 

باب الثاء واللام

مع الحروف التي تليهما فى الثلاثي الصحيح

ث-ل-م

ثَلمْتُ الإناءَ وغيرَه أثلِمه ثَلْماً، إذا كسرت حرفَه، والإناء مثلوم ومثلَّم.

وقد سمّوا مثلَما. والثلْماء: موضع معروف. والثَّمَلَة: الخِرقة التي يُهنأ بها البعير. والثَّمَلَة: باقي الهناء في إنائه. والثُّمالة: الرَّغوة- يقال: رَغوة ورُغوة ورِغوة من اللبن- وجمعها ثُمال. ولبن مُثْمِل ومثمَّل. وقد أثملَ اللبنُ، إذا صارت له ثُمالة، فهو ثَميل، وكذلك سَمْن مُثْمِل. وبنو ثُمالة: بطن من الأزْد، وثمالة لقب. ودار بني فلان ثَمَل وثَمْل، أي دار مُقام. والثُّميلة: ما بقي في الكرش من الفرْث. وكل بقيّة ثميلة، والجمع ثَمائل، وجمع الثُّمالة ثُمال. وسم مثمَّل، إذا طال مُقامه ومَكْثه وعَتقَ. وفلان ثِمال بني فلان، إذا كان معتمدَهم. وأخبرنا أبو حاتم وعبد الرحمن عن الأصمعي قال: دُعي أعرابي إلى نبيذ فجعل يقصِّر، فقيل له: لِمَ لا تشرب. قال: إني لا أشرب إلاّ على ثَميلة، أي باقي طعام.

واللَثْم: مصدر لَثمْتُ المرأةَ لَثْماً، إذا قبّلتها. واللِّثام: رَدُّ المرأة قناعَها على أنفها، وكذلك ردُّ الرجل عِمامته على أنفه. قال الأصمعي: اللِّثام واللِّفام واحد. وفصل أبو حاتم بينهما فقال: اللِّثام على الأنف واللِّفام على الفم.

والمَلْثَم: ما حول الفم، وقالوا: بل الأنف وما حوله. والمِثْل: النظير. والمَثَل السائر: معروف. وجمع مَثَل أمثال وكذلك مِثْل، وجمع مِثال أمثلة. ويقال: مثَّلتُ كذا وكذا، أي شبَّهته. ومثَّلتُ بالرجل، إذا نكَّلت به، وكذلك القتيل إذا جدعته. والمَثُلات واحدها مَثُلة وقالوا مُثْلة، وهو التنكيل. ومَثَلَ الرجلُ يمثُل مُثولاً، إذا انتصب قائماً فهو ماثل. ومَثَلَ يمثُل، إذا زال عن موضعه. ويقّال: رأيت شخصاً في جوف الليل ثم مَثَلَ فلم أره، أي زال وذهب، وهو عندهم من الأضداد. قال الشاعر:

يقرِّبه النَّهْضُ النَّجيحُ لِما يرى

 

فمنه بُدُوٌ تـارةً ومُـثـولُ

والمِثال: الفِراش، والجمع مُثل. قال جرير:

لقد وَلَدَ الأخَـيْطِـلَ أُمُّ سَـوْءٍ

 

لدى حَوض الحمار على مِثالِ

والتِّمثال: الصورة، والجمع تماثيل. ويقال: فلان أمثلُ بني فلان، أي أدناهم للخير. وأَماثل القوم: خِيارهم.

ويقال: جاءنا فلان مَلَثَ الظّلام ومَلْث الظّلام، إذا جاء عند اختلاطه.

 

ث-ل-ن

نَثَلْتُ كِنانَتي نَثْلاً، إذا استخرجت ما فيها من النَّبْل. وكذلك نَثَلْت البئرَ، إذا استخرجت ترابَها، واسم ذلك التراب النَّثيلة. وربما سُمِّي الرَّوث نَثيلاً.

 

ث-ل-و

الثَّوْل: النَّحْل، لا واحد لها من لفظها. والثَّوَل: داء يصيب الغنم، وهو استرخاء في أعضائها، شاة ثَوْلاءُ وتيس أَثوَلُ، وربّما قيل للرجل الأحمق أَثْوَل. ونُهي أن يضَحّى بالثَّوْلاء.

واللَّوث: مصدر لُثْتُ العِمامة على رأسي ألوثها لَوْثاً، إذا لففتها. وناقة ذاتُ لَوْلث: قويّة شديدة. واللُّوث، بضم اللام: الضَّعف والاسترخاء. يقال: رجل به لُوثة، أي ضَعف. وربما قيل ذلك في ضَعف العقل أيضاً: لَوِثَ يَلْوَث لَوَثاً، فهو ألْوَث والأنثى لَوْثاءُ والجمع لُوث.

ووثَّلتُ الشيءَ توثيلاً وأثَّلتُه تأثيلاً، إذا أصَّلته ومكَّنته. وبه سُمِّي الرجل وَثّالاً. والوَثيل: موضعٍ معروف. وقد سمَّوا وَثيلاً وواثِلة. والوَلْث: ضعف العُقدة. يقال: وَلَثَ لي وَلْثاً ولم يُحْكمه، أي عاهدَني عهداً ضعيفاً. وللثاء واللام والواو مواضع في الاعتلال تراها إن شاء الله.

 

ث-ل-ه

الثَّلَّة: القِطعة من الغنم، وربما خصَّ به الضأن. ولذلك قالوا: حبل ثَلَّة، أي حبل صوف. قال الراجز:

قد قَرَنوني بآمرىءٍ قِثْوَلِّ

رَثٍّ كحبل الثلَّة المُبْتَلِ

ويروى عِثْوَلّ. والثّلَّة: الجماعة من الناس هكذا فُسِّر في التنزيل: "ثُّلة من الأوّلين". وثُلَّ عرشُ فلان، وقد مرّ في الثنائي. وأصل الثَّلّ:الهدم والكسر. قال الشاعر:

وعبدُ يَغوثٍ تَحْجُلُ الطيرُ حوله

 

وقد ثَلَّ عُرْشَيه الحسامُ المذكَّرُ

وثَهْلان: جبل معروف، وأحسب أن اشتقاقه من الثَّهْل، وهو فعل مُمات.

والثهْل: الانبساط على وجه الأرض.

واللَثَة، والجمع لِثات، وهو اللحم الذي فيه مَنابت الأسنان.

واللَهْث من قولهم: لَهَثَ الكلب، إذا أخرج لسانَه من حرّ أو عطش، وكذلك الطائر. ولَهَثَ الإنسانُ، إذا أعيا.

 

ث-ل-ي

الثِّيل: ثِيل البعير، وهو وعاء قضيبه بعير أثْيَلُ، إذا كان عظيمَ الثيل. قال الراجز:

يا أيُّها العَوْدُ الثَّفالُ الأَثْيَلُ

ما لكَ إن حُثَّ المَطِيُّ تَزْحَلُ

الثَّفال: البطيء. ولَثِيَ الشجرُ يَلْثَى لَثىً، إذا خرج منه الصَّمغ، والصَّمغ اللَّثَى. وألثيتُ الرجلَ، إذا أطعمته الصَّمغ.

واللَّيث: اسم من أسماء الأسد، واشتقاقه من اللَّوث، وهو شدة الجسم والصلابة. واستَلْيَثَ الرجلُ، إذا قويَ واشتدّ. واللَيث: وادٍ معروف بالحجاز. قال الشاعر:

قَتلتُم سِدادَ اللِّيث وابن سِداده

 

جِهاراً فقد أمسكتمُ بالخزائمِ

يعني الرجلَ الذي كان يسَدّ به هذا الموضع.

 

باب الثاء والميم

مع ما يليهما من الحروف في الثلاثي الصحيح

ث-م-ن

الثمَن: معروف. وأثمنَ الشيءُ فهو ثمين ومُثْمِن، إذا كثر ثمنُه. وثمانٍ من العدد: معروف. ويُجمع الثَّمَن أثْمُناً وأثماناً. ويُروى بيت زهير:

من لا يُذاب له شحمُ النَّصيب إذا

 

زارَ الشتاءُ، وعَزَّتْ أثْمُنُ البُدْنِ

جمَع ثَمَن. ومن روى " أثْمَنُ البُدْن" أراد الثمينة منها، أي أكثرها ثَمَناً. والثَّمين والثُّمْن: الجزء من ثمانية أجزاء من أيّ مال كان، قَلّ أو كَثُرَ. قال الشاعر:

ومِثْلُ سَراةِ قومك لن يُجارُوا

 

إلى رُبْع الرِّهان ولا الثَّمينِ

ورجل أَمثَنُ وامرأة مَثْناءُ، إذا كانا لا يطيقان حبس البَوْل. ومَثِنَ الرجلُ فهو أَمثَنُ، إذا أُصيبت مَثانتُه. وللثاء والميم مواضع تراها إن شاء الله.

 

ث-م-و

استُعمل منها الثُّوم، والثُّوم شجر معروف. والثُّومة: قَبِيعة السيف تشبيهاً.

ويقال: مُثْتُ الشيءَ أموثه مَوْثاً، إذا مَرَسته بيدك، وكذلك مِثْتُه أَميثه مَيْثاً، إذا مَرَسته.

ووَثَمْتُ الشيءَ أثِمه وَثْماً، إذا دققته أو كسرته. وأحسب أن منه اشتقاق مِيثَم لأن هذه الياء التي في مِيثَم واو حُوِّلت ياءً لكسرة ما قبلها.

 

ث-م-ه

الهَثْم: دَقُّك الشيءَ حتى ينسحق هثمتهُ أهثِمه هثماً إذا دققته حتى ينسحق.

والهَيْثَم: ولد النسر. وقالوا: الهيثم ضرب من الشجر أيضاً ولا أعرف صحَّته. وقد سمَّوا هَيْثَماً. والهَيثَم: الكثيب السَّهل من الرَّمل هكذا جاء عن يونُس.

 

ث-م-ي

المِيث جمع مَيثاء، وهي الرملة السهلة ربّما شَقَّت على الماشي. وميَّثتُ الرجلَ، إذا ذلَّلته، وامتَثْتُ أَمتاثُ امتياثاً، وهو لِين العيش ورَفاهته. قال الراجز:

وقلتُ إذ أعْيا امتياثاً مائثُ

وطاحَتِ الألبانُ والعبائثُ

العَبثية: أَقِط يُلَتُّ بسَمْن. ويقال في بعض اللغات للفصْل: عَبيث.

 

باب الثاء والنون

مع ما بعدهما من الحروف

ث-ن-و

نثَوْت الكلامَ أنثوه نَثْواً، إذا أظهرته. والوَثَن: الصنم الصغير، زعموا وقالوا: كل صَنَم وَثَن. ومنه قولهم: استوثنتِ الإبلُ، إذا نشأت أولادها معها. واستوثنَ النخلُ، إذا صار فرقتين كباراً وصغاراً. وقال قوم: وَثَنَ بالمكان، مثل وَتَنَ، إذا أقام به، وليس بثَبْت.

 

ث-ن-ه

الثُّنة، والجمع ثنَن، وهو المشُّعر المعلَّق في مَوْصِل الرسْغ والوَظيف على دابرة الحافر، ينوس على أُمّ القِردان، وأُمّ القِرْدان: الهَزْمَة إلى مؤْخر الحافر، ويسمَّى الشق "النّاقَّ"، وهو شبيه بالشَّقّ تحت أُم القِرْدان.

 

ث-ن-ي

ثِنْيُ كل شيء: طَيّه. والثِّناية والمَثْناة: حبلان من صوف أو شَعَر. قال الراجز:

أنا سُحَيْم ومعي مِدْرايهْ

أعْددْتُها لِفيك ذي الدُّوايهْ

والحجَرُ الأخشنُ والثِّنايهْ

باب الثاء والواو

مع ما بعدهما من الحروف في الثلاثي الصحيح

ث-و-ه

الثُّوة: خرقة تُطرح تحت وَطْب اللبن، وقد مرّ ذكرها في الثنائي.

ووَهَثْتُ الشيءَ أهِثه وَهْثاً، إذا وطئته وطأً شديداً. وهاثَ القوم يَهيثون هَيْثاً، إذا اختلطت أصواتُهم. وسمعت هائثةَ القوم وهَيْثهم.

 

ث-و-ي

مواضعها في الاعتلال كثيرة تراها إن شاء الله.

انقضى حرف الثاء في الثلاثي الصحيح.

 

حرف الجيم في الثلاثي الصحيح

باب الجيم والحاء

مع ما يليهما من الحروف في الثلاثي الصحيح

ج-ح-خ

أهملت.

 

ج-ح-د

استُعمل منها: جَحَدَ الرجلُ يجحَد جُحوداً، إذا أنكر ما عليه من حقّ.

وعاٌم جَحِدٌ قليل المطر. ورجل جَحِدٌ: فقير. والجَحَد: القلة من كل شيء. قال علقمة:

دافعت عنه بشِعريَ إذ

 

كان في المال جَحَـدْ

أي قلَّة. وسمَّت العرب في جُحادة.

وحُنْجُود: اسم، وقد فُسِّر في الاشتقاق مستقصًى، والنون والواو فيه زائدتان، وهو فعل مُمات. وبنو حُنْجُود: بطن من بني العنبر. وجَدَحَ الرجُلُ السِّويقَ وغيرَه، إذا خَوَّضَه وحرَّكه بالمِجْدَح والمِجْدَح: خشبة يعرَّض رأسها نحو المِلعقة، والرجل جادح، والشراب المخوَّض مجدوح.

والمجدوح أيضاً: شيء كان يُتّخذ في الجاهلية يُعمد إلى الناقة فتُفصد ويؤخذ دمُها ويُخلط بغيره ويؤكل في الجَدْب. والمِجْدَح: الدَّبَران، زعموا، والله أعلم. وفي حديث عمر رضي الله عنه: "لقد استسقيتُ بمَجادح السماء". وجمع مِجْدح مَجادح.

ويقال: حَدَجْتُ البعيرَ أحدِجه حَدْجاً وحِداجاً، إذا جعلتَ أحدج، عليه الحِدْج، وهو مَرْكَب من مَراكب النساء، والبعير مجدوج والجمع أجداح وجُدوح. والمِحْدَج: مِيسم من مياسم الإبل على أفخاذها. وأحدجتُ البعيرَ، إذا وسمته بالمِحْدَج، وهو ضرب من السِّمات. وقد سمَّت العرب محدوجاً وحُديجاً- وهو تصغير حِدْج- وحداجاً. وحَدَجْت الرجلَ والشيءَ أحدِجه حَدْجاً، إذا لحظته لحظاً شديداً. والحَدَج: الحنظل الصّغار والبِطِّيخ الأخضر قبل أن يُدْرِك.

والدَّحْج، لغة يمانية دَحَجَه دَحْجاً، إذا عركه كما يُعرك الأديم. ويقال: ذَحَجَه ذَحْجاً، بالذال المعجمة، وهي أعلى اللغتين.

 

ج-ح-ذ

استُعمل منها الذحْج، وهو مثل السَّحج سواءة ذَحَجَه وسَحَجَه بمعنى. وذحجتْه الريحُ، إذا جَرَّتْه من موضع إلى موضع.

 

ج-ح-ر

الجُحْر: معروف. والجَحْرة: السنة المُجدبة القليلة المطر. وجَحَرَت عينُه، إذا غارت. وأجحرَه الخوفُ والفزعُ فهو مُجْحَر، إذا ألجأه. وبعير جُحاريَة، إذا كان مجتمِع الخَلْق. وجمع جُحْر جِحَرة. ومَجاحر القومِ: مَكامنهم.

والحَرَج: الضيق. ومكان حَرِج وحَرِيج: ضيّق. وفي التنزيل: "ضَيِّقاً حَرَجاً". ومن ذلك أُخذ الحَرَج في الدين. والحَرَج: سرير الميت الذي يُحمل عليه. وتُسمَى المِحَفَّة التي يُحمل عليها المريض حَرجاً. قال الشاعر:

فإمّا تَرَيْني في رِحالة جـابـرٍ

 

على حَرَج كالقَرِّ تَخْفِقُ أكفاني

القَرّ: الهودج. والرحالة: مركب يركبه النساء والرجال. وناقة حُرْجوج: طويلة على وجه الأرض. وناقة حَرَج، أي ضامر. وأحرجت الكلبَ والسَّبُعَ، إذا ألجأته إلى مَضيق فحمل عليك. والحَرَجة: الشجر الملتفّ، والجمع حِراج. وفي حديث المغازي: "فرأيت أبا جهل وهو في مثل الحَرَجة من الرَماح". والحِرْج: الوَدَعة الصَّغيرة تعلَّق على الصِّبيان. قال الشاعر:

إذا الظَّبيُ أَغضَى في الكِناس كأنّه

 

من الحَرّ ِحِرْجٌ تحت لَوْح مضرَّج

والمكان الحريج: الضيق. قال الشاعر:

وما أًبْهَمَت فهو حَجٌّ حَريجُ

والحُرْج: موضع معروف. والحِجْر: العقل.

والحِجْر والحُجْر: الحرام. وبه سُمِّي الرجل حُجْراً. وفي التنزيل: "حِجْراً محجوراً"، أي حراماً محرَّماً، هكذا يقول أبو عبيدة، والأصل في ذلك أن الرجل من العرب فى الجاهلية كان إذا لقي رجلاً في أشهر الحرام وبينه وبينه تِرَة قال: "حِجْراً محجوراً"، أي حرام عليك دمي. قال: فإذا رأى المشركون الملائكةَ يوم القيامة قالوا: "حِجْراً محجوراً"، أي حرام دماؤنا، يظنّون أنهم في الدنيا. والحِجْر: حِجْر الكعبة، يزعمون أنه من الكعبة وفيه قبر هاجَرَ وإسمعيل، عليهما السلام. والحِجْر: بلاد ثمود بين الشام والحِجاز. وحَجْر المرأة، وقالوا حِجْرها، والفتح أعلى. وحَجور: موضع معروف من بلاد بني سعد. قال الفرزدق:

لو كنتَ تدري ما برمل مقـيِّدٍ

 

فقُرى عمانَ إلى ذوات حَجُورِ

لعلمتَ أن قـبـائلاً وقـبـائلاً

 

من آل سعدٍ لم تَـدِنْ لأمـيرِ

وحَجْرَة القوم: ناحية دارهم، والجمع حَجَرات. ومنه يقال: جلس الرجل حَجْرَةً، أي في ناحية.

والحُجْرَة: الحائط يحجَّر على دار أو غيرها، والجمع حُجُرات وحُجَر.

والحاجر: الأرض ترتفع على ما حولها وينخفض وسطُها فيجتمع في ذلك الانخفاض ماءُ السماء ويمنعه الحاجر أن يفيض.

وكل شيء حَجَرْتَ عليه فقد منعت عنه. وسُمِّيت الأُنثى من الخيل حِجْراً لأنها حُجرت عن الذكور إلاّ عن فحل كريم. وحَجَّرَ القمر، إذا صارت حوله دارة. وحَجَرْتُ عينَ البعير، إذا وسمت حولها بمِيسم مستدير. والحَجَر: معروف، ويُجمع في أدنى العدد أحجاراً وحِجارة، وهو قليل مثل ذَكَر وذِكارة وحَجَر وحِجارة. وسمَّت العرب حُجْراً وحَجّاراً وحَجَراً وحُجيراً. وحَجْر اليمامة: سُوقها وقَصَبَتها.

والحَجُّورة مثل فَعولة: لعبة يلعب بها الصبيان يَخُطُّون خطاً مستديراً ويقف فيه صبي ويحيط به الصِّبيان ليأخذوه. وبطون من بني تميم يُسمَّون الأحجار لأن أسماءهم جَنْدَل وجَرْوَل وصَخر. ويقال: فلان لحاجُور، أي في مَنَعَة. ومَحْجِر العين: معروف، وهو ما يظهر من النِّقاب. وجَرَحْتُ الرجلَ أجرحه جَرْحاً، والجمع الجِراح والجُروح. وفلان جارِحُ أهلِه وجارحةُ أهلِه، إذا كان كاسبَهم. وسُمِّيت الطير والكلاب جَوارحَ لأنها تَجْرَح لأهلها، أي تكسب لهم. وجَوارح الإنسان من هذا لأنهن يَجترحن له الخير أو الشَّرَّ، أي يكتسب بهنّ، نحو اليدين والرجلين والأذنين والعينين. وفي التنزيل: "أم حَسِبَ الذين اجترحوا السَّيِّئات"، أي اكتسبوا، والله أعلم. وفي الحديث: "فتَنْطِقُ الجوارحُ يوم القيامة"، والله أعلم. ويقال: جرحَ الرجلُ الرجلَ، إذا سبعه بكلام. وجرحه بلسانه، إذا شتمه. قال الشاعر:

وذلك من نَبَـأٍ جـاءنـي

 

ونُبِّئتة عن أبـي الأَسْـوَدِ

ولو عن نَثا غيرِه جاءنـي

 

وجُرْحُ اللسانِ كجُرْح اليدِ

ورَجَحَ الشيءُ على الشيء رُجوحاً ورَجاحاً. وقوم رُجَّح: حُلَماء، وكذلك قوم مراجيح ومَراجِح، لا واحد لها من لفظها.

والأرجوحة: معروفة، والجمع أَراجيح. ورجل راجح بَيِّنُ الرَّجاحة، أي حليم بَيِّن الحِلْم. وامرأة راجِح ورَجاح، زعموا، إذا كانت عظيمة العَجُز. قال الراجزْ:

ومِن هَواي الرُّجَّحُ الأثائثُ

تُميلها أعجازُها الأواعثُ

ج-ح-ز

استُعمل منها: حجزتُ بين القوم حَجْزاً، إذا فرّقت بينهم. وحُجْزَة الإزار: مَعْقِده. وحُجْزَة السَّراويل: موضع التِّكة. وسُمّيت الحجاز حجازاً لأنها حجزت بين نَجْد والسَّراة. وقال الأصمعي: سُمِّيت الحجاز لأنها احتُجزت بالحِرار الخمس.

وكلمة لهم يقولون: "كان بين القوم رِمِّيّا ثم صاروا إلى حِجِّيزَى"، أي تراموا ثم تحاجزوا.

وأوصى بعضُ العرب بَنيه فقال: "إن أردتم المحاجزةَ فقَبْلَ المناجزة"، أي قبل الحرب. وقد سمَّت العرب حاجزاً. والحِجاز: حبل يُشَدّ من حَقْو البعير إلى رُسْغَي يديه وهو بعير محجوز، إذا شُدَّ بذلك.

وحَجازيك: مثل حَنانيك، أي احْجُزْ بين القوم.

وفلان كريم الحِجْز، أي كريم بني الأب. قال رؤبة:

فآمْدَحْ كريمَ المنتمَى والحِجْزِ

يُعفيك منه الجُودُ قبل الحَزِّ

وكذلك دواليك وهَذاذيك وخَباليك وحَواليك من المداولة. قال الشاعر:

ضربٌ هَذاذَيكَ كوَلْغ الذئبِ

أي بعضه في إثر بعض. وأنشد في دواليك لعبد بني الحسحاس:

إذا شُقَّ بُرْدٌ شُق بالبُرْدِ مثلُـه

 

دَوالَيك حتى ليس بالبُرْد لابسُ

وجَزَحْت له من المال جَزْحاً، إذا أعطيته عطاءً كثيراً، فأنت جازح.

والزجْح: لغة في السَّجْح.

 

ج-ح-س

استُعمل منها: جَحَسَ يجحَس جَحْساً، بالسين والشين يقال: جَحَسَ جلدَه، إذا قشرَه. وفي الحديث: "أن النبي صلى الله عليه وسلم صرعه فرس فجُحِش شِقُّه"، بالشين المعجمة.

ورجل أسْجَحُ وامرأة سَجْحاءُ وهي السَّهلة الخَدَّين وربما قيل: خدٌّ أَسْجَحُ.

وبه سُمِّيت سَجاح المتنبِّئة من بني تميم سَجاحِ معدول، في وزن قَطامَ وحَذامَ. وتقول العرب للرجل إذا قَدَرَ: قد مَلَكْتَ فأسْجِحْ. وسَحَجْتُ العودَ بالمِبْرَد أسحَجه سَحْجاً، إذا قشرته. وسَحَجَتِ الريحُ الأرضَ، إذا قشرتها، والرياح السَّواحج من ذلك.

والمِسْحَج: الحمار الذي يَسْحَج الحميرَ، أي يَكْدِمها. والمَساحج: آثار تكادُم الحمير على أعناقها وسائر أعضائها. والسَّحْج: داء يكون في البطن، عربي معروف. وبعير مِسحاج، إذا كان يمسح خُفَّه بالأرض في سيره. وكذلك ناقة مِسْحاج، بلا هاء.

 

ج-ح-ش

الجَحْش: ولد الحمار الأهلي والوحشي. وربما سُمِّي المُهْرُ جَحْشاً تشبيهاً بذلك. وجاحشتُ الرجلَ عن الشيء، إذا دفعته عنه مجاحشةً وجِحاشاً.

وبنو جِحاش: بطن من العرب منهم الشمّاخ بن ضِرار. وقد سمَّت العرب جَحْشاً وجِحاشاً ومُجاحِشاً وجُحيشاً. والجَحْشَة: صوف يُجعل كالحلقة يجعلها الرجلُ في ذراعه ويغزِلها. ورجل جَحيش المَحَلِّ، إذا نزل ناحية عن الناس ولم يختلط بهم. قال الأعشى:

إذا نَزَلَ الحَيُّ حَلَّ الجَحيشَ

 

بعيدَ المَحَلّ غَوُّيا غَـيورا

وجُحِش جلدُ الرجل، وقد مرّ ذكره. والجَحْش من الحمير يُجمع جِحاشاً وجِحْشاناً. والجَحْوَش: الصبيّ قبل أن يشتدّ الواو زائدة. قال الشاعر:

قَتَلْنا مَخْلَداً وآبْنَيْ حُـراقٍ

 

وآخرَ جَحْوَشاً فوق الفَطيمِ

وقد قيل: جُحَيْشُ وحدِه، كما قيل: هو عُيَيْرُ وحدِه.

ويقال: شَحَجَ الحمارُ يشحَج شَحيجاً وشُحاجاً، إِذا نَهَقَ. وقال أبو زيد: سمعتُ أعراب قيس يقولون: شَحَجَ يَشْحِج. ويقال: شَحَجَ الغرابُ، إذا أسَنَّ وغلُظ صوته، شُحاجاً، والغِرْبان شَواحج. وفي العرب بطنان يُنسبان إلى شَحّاج كلاهما من الأزد لهم بقيّة بالمَوْصِل.

 

ج-ح-ص

أُهملت في الوجوه.

 

ج-ح-ض

يقال للكبش: "جِحِضْ"، زجرٌ له. وانحضجَ البعيرُ وغيرُه، إذا وقع لجنبه.

والحِضْج: ما يبقى خاثراً في حياض الإبل، والجمع أحضاج. قال هِميان بن قُحافة السَّعدي:

فأسأرتْ في الحوض حِضْجاً حاضِجا

قد آل من أنفاسها رَجارِجا

ورجل جضج من الأحضاج، إذا كان خسيساً. والمِحْضجة: عصا صغيرة تضرب بها المرأةُ الثوبَ إذا غسلته، وتسمَّى المِحْضاج أيضاً. ويسمِّيها أهل اليمن المِرْحاض، ويسمَيها أهل نجد المِعْفاج.

 

ج-ح-ط

جِحِطْ: زجر للغنم، مثل جِحِضْ.

 

ج-ح-ظ

جَحَظَت عينُ الرجل جُحوظاً، إذا عظُمت مُقْلَتُها كالنادرة من الأجفان، والرجل جاحظ والمرأة جاحظة، وربما سُمِّيت العين جاحظة. وجِحاظ العين: مَحْجِرها في بعض اللغات.

 

ج-ح-ع

أُهملت الجيم والحاء مع العين والغين.

 

ج-ح-ف

جَحَفَ الشيءَ برجله، إذا رفسه بها حتى يرميَ به. وجاحفَ الشيءَ، إذا زاحمه ولَصِقَ به. وبه سُمِّي الرجل جَحَّافاً. وأجحف به الأمرُ، إذا أضرَّ به. وأجحفَ الدهر بالقوم، إذا استأصلهم. والجُحْفة: موضع معروف. ذكر ابن الكلبي أن العماليق أخرجوا بني عَبِيل، وهم أخوة عادٍ من يثرب، فنزلوا الجُحْفة، وكان اسمها مَهْيَعَة، فجاءهم سيل فاجتحفهم فسُمِّيت الجُحْفَة.

والحُجاف، الحاء قبل الجيم: داء يصيب الإنسان في جوفه فيكون منه الإسهال. والرجل محجوف، إذا أصابه الحُجاف، وهو الذَّرَب. قال الراجز:

لا يتشكَّى من أذَى الطَّحالِ

ومن حُجاف البطن والمُلالِ

والحَجَف: جلود من جلود الإبل يطارَق بعضُها على بعض وتُتَخذ منها التِّرَسَة. قال الشاعر:

لسنا بِعِيرٍ بحمد اللّه حـامـلةٍ

 

إلاّ عليها سِلاحُ القوم والحَجَفُ

ويروى: مائرة. والفَحَج: تباعُد ما بين الرِّجلين، وهو عيب في الخيل. قال الراجز:

لا فَحَجٌ فيها ولا اصطِرارُ

ولم يقلِّب أرضَها بَيْطـارُ

ويُروى: لا رَحَحٌ فيها، يعني أن يَتَّسع الحافر إفراطاً، وهو أيضاً في الناس. قال أبو جُنْدَب الهُذَلي:

أما تَرَوْني رجلاً جُونِيّا

أُفَيْحِجَ الرِّجلين أَفلَجِيّا

والفُجْح: بطن من العرب اسم أبيهم فَجُوح.

 

ج-ح-ق

أُهملت.

 

ج-ح-ك

أُهملت.

 

ج-ح-ل

الجَحْل: السِّقَاء العظيم. ويُسمَى الرقُّ أيضاً جَحْلاً. والجَيْحَل: الصخرة العظيمة، الياء زائدة. والجُحال: السُّمّ القاتل. قال الراجز:

جَرَّعَه الذَّيْفانَ والجُحالا

ويُجمع جَحْل: جِحلاناً. والجَحْل: اليَعْسُوب العظيم، وهو في خَلْق الجرادة، إذا سقط لم يضَمّ جناحيه، يكون على المزابل والمياه الآجنة، وجمعه جِحلان.

والجَحْل: صَرْعُ الرجل يقال: ضربه فجحَله، إذا صرعه. وجَلِحَ الرجل يجلَح جَلَحاً، إذا أسفر مقدِّمُ رأسه من الشَّعر الرَّجل أَجْلَحُ والمرأة جَلْحاءُ.

وأهل اليمن يسمّون العَنْز الجَمّاء: جَلْحاء. وقد سمَّت العرب جُليحة وجُلاحاً. والجَلْحاء: بلد معروف. وشجرة مجلوحة، إذا أُكلت أعاليها.

وأرض جَلْحاء: لا شجر فيها. ورجل مجلَّح تجليحاً، إذا كان مارداً مُقْدِماً على الأمور. وجلَّح الذئبُ يجلِّح تجليحاً، إذا أقدم وصمّم ولم يرجع. وكل مقدمِ على شيء فقد جلَّح عليه فهو مجلِّح. وبنو جَليحة: بطن من العرب.

ويقال: ناقة مُجالِح ومَجاليح، إذا بقي لبنُها على الجَدْب والسنة المجلِّحة: المُجْدِبة، والسّنون مَجاليح. وقال امرؤ القيس في تجليح الذئب:

عصافـير وذِبّـان ودُودٌ

 

وأَجْرَأَ من مجلِّحة الذِّئابِ

والحَجْل: مصدر حَجَلَ يحجُل حَجْلاً، وهو تقارب الخَطْو كمِشية المقيَّد.

والحِجْل: الخَلْخال والقيد في قول البصريين، بكسر الحاء، ويقول غيرهم: الحَجْل والحِجْل واحد. وتحجيل الفرس: معروف.

ويجمع الحَجْل أحجالاً وحُجولاً. قال الشاعر:

أوهَبَ منه لذي أُثْرٍ وسابـغةٍ

 

وهَوْنَةٍ ذاتِ شِمْراخ وأحجالِ

الهَوْنة: الفَرَس.

والحَجَلة، والجمع حَجَل، وهو ضرب من الطير. قال أبو حاتم: هي القَبَجَة الأنثى، والذَّكَر اليعقوب. قال الشاعر:

فَسَل المِهْراسَ عن ساكنه

 

بعد أقْحافٍ وهامٍ كالحَجَلْ

والحَجَلَة: الواحدة من الحِجال التي يُجعل لها سُجوفٌ. والحَجَلان: مصدر حَجَلَ الفرسُ يحجُل حَجْلاً وحَجَلاناً، وهو مشي فيه نَزْوٌ. وبذلك سُمِّيت الغربان حَواجل لأنها تنزو في مشيها.

والبعير العَقير يحجُل على ثلاث إذا ضُربت إحدى قوائمه. والحَوْجَلة: القارورة الغليظة الأسفل. قال الشاعر:

كأنَّ أعْيُنَها فيها الحواجيلُ

وقال الراجز:

كأنّ عينيه من الغُؤورِ

قَلْتان في صَفْح صَفاً منقورِ

أذاكَ أم حَوْجَلتا قارورِ

وحجَّلتِ العروسُ، إذا اتَّخذتْ لها حَجَلَة.

وحجَّلتْ عينُه وحَجَلَتْ، إذا غارت، للإنسان والبعير والفرس، فهي محجِّلة وحاجلة. والحُجَيْلَى، على وزن فُعَيْلَى: موضع. ويقال: حَلَجْتُ القطنَ أحلِجه حَلْجاً، إذا أخرجت حَبَّه.

والمِحْلَج: الخشبة أو الحجر الذي يُحلج عليه القطن عربي صحيح.

والقطن حَليج ومحلوج. وحِرفة الحلاّج: الحِلاجة. ويقال: حَلَجْتُ الخُبزةَ، إذا دوَّرتها. وتسمَّى الخشبة التي يُحلج بها الخبزُ: المِحْلاج والمِرْقاق. وحَلَجَ القوُم يحلِجون ليلتَهم، أي يسيرونها. ولَحِجَ الشيءُ في الشيء، إذا نَشِبَ فيه. ولَحْج: اسم موضع.

والمَلاحِج: المَضايق، وربما سُمِّيت المَحاجم المَلازم والمَلاحج.

 

ج-ح-م

جَحَمَتِ النارُ، إذا اضطرمت، تجحَم جَحْماً وجَحَماً. وجمر جاحم، إذا اشتدّ اشتعاله، ومنه اشتقاق الجحيم، والله أعلم.

وجحَّم الرجلُ، إذا فتح عينه كالشاخص، والعين جاحمة. وبه سُمِّي الرجل أَجْحَم. وأَجْحَم بن دِنْدِنة الخُزاعي: أحد سادات العرب، زوج خالدة بنت هاشم بن عبد مَناف. والجُحام: داء يصيب الإنسان في عينه فَتَرِمُ عيناه. والجَحْمة: العين لغة يمانية. قال الشاعر:

فيا جَحْمَتا بَكّي على أمّ واهبٍ

 

أَكِيلةِ قِلِّيب ببعض المذانـبِ

المَذانب جمع مِذْنب، وهي مجاري الماء في الرياض إلى الأودية. والقِلِّيب والقلَّوب: الذئب، لغة يمانية. وجَحْمتا الأسد: عيناه، بكل اللغات.

وجَمَحَ الدابة جَمْحاً وجِماحاً، إذا اعتزّ فارسَه على رأسه حتى يغلبه. وقد سمّت العرب جَمّاحاً وهو أبو بطن منهم- وجُميحاً وجُمَح، هو أبو بطن من قريش.

وتجامح الصبيانُ بالكِعاب، إذا رمى كَعْباً بكعْب حتى يُزيله عن موضعه.

والجُماح: سهم يُجعل على رأسه طين كالبُندقة يرمي به الصبيان الطير. وروت العرب عن راجز من الجنّ، زعموا:

هل يُبْلِغَنِّيهم إلى الصَّباحْ

هَيْق كأنّ رأسَه جُمّـاحْ

وحَجْم كل شيء: ملمسه تحت يدك، ومنه اشتقاق الحِجامة لأن اللحم ينتبر فتجد له حَجْماً، وجمع حَجْم حجوم. والحِجامة: شيء يُشَدُّ على فم البعير من أدم أو ليفٍ يمنعه من العبث والعضّ بعير محجوم.

والحَوْجَمة: الوردة الحمراء جاء بها أبو عُبيدة ولم يجىء بها غيره، والجمع حَوْجَم. وذكر أبو عُبيدة حَوْجَماً وجَوْحماً، ولم يذكرها غيره.

وحمَّج الرجل عينه تحميجاً ليستشفّ النظرَ، إذا صغّرها. قال الشاعر:

آإن رأيتَ بنـي أبـي

 

ك محمِّجين إليَّ شُوسا

ومجَحَ يمجَح مَجْحاً لغة في بَجَحَ يبجَح بَجْحاً، وهو باجح وماجح. ورجل بجّاح ومجّاح، وهو المتكثر بما لا يملك لغة يمانية.

ومَحَجْتُ الأَديَم أمحَجه مَحْجاً، إذا دلكته بيدك، وكذلك مَحَجْتُ الحبلَ، إذا دلكته ليَمْرُن.

وماحجتُ الرجلَ مماحجةً ومِحاجاً، إذا ماطلته جاء بها أبو مالك.

ومِحاج: اسم فرس من خيل العرب معروف. قال الراجز:

أقْدِمْ مِحاجُ إنّه يومٌ نُكُرْ

مثلي على مثلك يحمي ويَكُرّْ

ج-ح-ن

الجَحْن: السَّيِّء الغذاء صبي جَحْن، إذا أُسيىء غذاؤه. قال الشاعر:

وقد دَرَّتْ مغابنُها وجادَت

 

بدِرَتها قِرى جَحْنٍ قَتينِ

يعني قُراداً، وجعله جَحْنَاً لسوء غذائه.

والحَنْج من قولهم: حَنَجْت الحبلَ أحنِجه حَنْجاً، إذا فتلته فتلاً شديداً، والحبل محنوج. وابتذلت العامّة هذه الكلمة فسمَّوا المخَنّث حُناجاً لتلوّيه، وهي كلمة فصيحة عربية. وأحنجَ الفرسُ، إذا ضَمَرَ، مثل أحنقَ سواء.

والحَجْن: عطفُك الشيءَ حَجَنْتُ العودَ أحجِنه حَجْناً، إذا عطفته. وكل عود معطوف الرأس: مِحْجَن. وفي الحديث: "استلم النبي صلّى الله عليه وسلّم الحجر بِمحْجَنٍ في يده". وقد سمّت العرب "حَجْناً ومِحْجَناً وحُجيناً وأحجنَ، وهو أبو بطن منهم. واحتجنتُ الشيءَ، إذا أخذته كأنك عطفت نفسك عليه. والحَجُون: موضع بمكّة. وتحجًّن الشعَرُ، في بعض اللغات، إذا تكسَّر كالجعودة. وجَنَحَتِ السفينةُ، إذا مالت في أحد شِقَّيها.

وكل مائل إلى الشيء فقد جَنَحَ إليه. وفي التنزيل: "وإن جَنَحوا للسَّلم فاجْنَحْ لها". وجَناح الطائر من هذا اشتقاقه لأنه في أحد شِقّيه، وكل ناحية جَناح. والجُناح من قوله عزّ وجلّ: "ليس عليكم جُناحٌ". أي مَيل إلى مَأثَم، والله أعلم. وقد سمَت العرب جَنّاحاً وجَناحاً. ومر جُنْح من الليل، بكسر الجيم وضمّها، وهي القطعة منه نحو نصفه.

والمِجْنَحة: قطعة من أدم تُطرح على مقدَّم الرحل يجتنح عليها الراكب، أي يميل عليها.

ويقال: نجحتْ طَلِبَتُك، أي فُزْتَ بِها. وأنجح الله طَلِبَتَك، أي أسعفك بإدراكها. والاسم النُّجح والنَّجاح، وأَفلحَ الرجلُ وأنجحَ.

وقد سمَّت العرب نُجحاً ونَجيحاً ونَجاحاً ومُنْجحاً. والنَّحْج والنخْج، بالحاء والخاء، كناية عن النِّكاح.

 

ج-ح-و

جَحْوان: اسم اشتقاته من الجَحوة، من قولهم: "حيّا الله جَحْوَتَك"، أي طلعتَك. ويقال إن اشتقاق جَحْوان من قولهم: جَحا بالمكان يجْحو جَحْواً، إذا أقام به، مثل قولهم: حَجا يَحْجو سواء، كأنه مقلوب من ذاك. قال الشاعر:

وقبليَ ماتَ الخالدان كلاهـمـا

 

عميدُ بني جَحْوانَ وابنُ المضلَّلِ

يعني خالد بن جَحْوان بن نَضْلة الأسَدِي وخالد بن المضلَّل الأسدي.

وتحجَّى بالمكان، إذا أقام به. والحَجْوة: العين في بعض اللغات.

والحَجْو بالشيء: الضَّنُّ به. وبه سُمي الرجل حَجْوَة. تقول: حَجِيتُ بكذا وكذا، أي ضَنِنْتُ به. ويقال: يا طول حَجْوي بك، أي ضِنّتي لك.

ويقولون: ما أحجاه أن يفعل كذا وكذا، أي ما أحْراه، ويقال: جاحه الله يجوحه جوْحاً، إذا استأصله. ومنه اشتقاق الجائحة، وهي المصيبة العظيمة. والحَوْج لغة يمانية يقول الرجل للرجل عند العثرة أو المصيبة: حَوْجاً لك، أي سلامةً لك. والحائجة والحَوجاء والحاجة بمعنى واحد. وعلى هذه اللغة قيل حوائج في معنى حاجة. فأما جمع حاجة فحاج. هكذا قال عبد الرحمن عن عمه. والحاجُ: جمع حاجة، وهو ضرب من الشجر.

والوَجْح من قولهم: ثوب وجيح، أي كثير الغَزْل كثيف. وكل شيء سَتَرَك فهو وَجاح لك. قال الراجز:

لم يَدَع الثّلجُ به وَجـاحـا

أما ترى ما رَكِبَ الأرْكاحا

جمع رُكْح، وهو عُرض الجبل.

 

ج-ح-ه

أُهملت إلاّ في قولهم: الحُجّة من الاحتجاج، والحِجَّة: السنة. وهذا الباب قد استقصي في الثنائي.

 

ج-ح-ي

جَيْحان: نهر معروف. وربما قيل: جاحهم الدهرُ يَجيحهم جَيْحاً، في معنى يجوحهم جَوْحاً.

والحِجَى: العقل. والحَجاة: النُفّاخة تكون على الماء من قطر المطر وغيره، والجمع حَجىً، مقصور. وأنشد لمُحيّاة ابنة حازُوق الخارجي:

أَقَلِّب عيني في الفوارس لا أرى

 

حِزاقاً وعيني كالحَجاة من القَطْرِ

والحُجَيّا من قولهم: حُجَيّاكَ ما كذا وكذا وهي لعبة أو أُغلوطة يتعاطاها الناس بينهم نحو قولهم: ما ذو ثلاث آذان يسبِق الخيلَ بالرَّديان يعنون السهم، وأشباه ذلك. وأنت حَج بأن تفعل كذا وكذا، أي حَرِيّ به.

 

باب الجيم والخاء

مع ما يليهما من الحروف في الثلاثي الصحيح

ج-خ-د

خَدَجَتِ الشاةُ والناقةُ، إذا ألقت ولدَها قبل تمامه. وبه سُمي الرجل خَديجاً والمرأة خَديجة، والاسم الخِداج. وفي الحديث: "كل صلاة لا يُقرأ فيها بأم الكتاب فهي خِداج"، أي مقصِّرة عن بلوغ تمامها. وأخدجتِ الناقةُ وغيرُها، إذا ألقت ولدها ناقصَ الخَلْق وإن كانت أيامه تامّةً. فالأول منه يقال ناقة خادج والولد خديج، والثاني أُخدجتْ فهي مُخْدِج والولد مُخْدَج. وفي الحديث في صفة ذي الثُّدَيَّة: "إنه مُخْدَج اليد"، أي ناقصها.

ويقال في زجر الغنم: خِدْج، وربما قيل خُدْج، مبنيّ على الكسر.

 

ج-خ-ذ

أُهملت.

 

ج-خ-ر

الجَخَر: رائحة مكروهة في قُبُل المرأة تُعاب بها امرأة جَخْراء.

والخَرج والخَراجٍ: الإتاوة تؤخذ من أموال الناس. وقُرىء: "أم تسألهم خَرْجاً". وخَراجاً والله أعلم بكتابه.

والخِراج: لعبة يلعب بها الصِّبيان عربية معروفة.

والخُراج: ما خرج على الجسد من دُمَّل ونحوه.

والخُرْج: عربي معروف.

والخُرْج: وادٍ لا مَنفذ له. قال الشاعر:

فلمّا أوغلوا في الخُرجِ رَدَّت

 

صدورَ مَطيَّهم تلك الرِّضامُ

ويقال للسَّحاب أولَ ما ينشأ: ما أحسنَ خَرْجَه وخُروجه. والخُروج من الشيء: ضد الدُّخول فيه. وفرس خارجيّ، إذا خرج جواداً بين مُقرِنين. وكذلك رجلٌ خارجي إذا ساد وليس له أصل في ذلك. والخوارج معروفون، وإنما لزمهم هذا الاسم لخروجهم على الناس.

ويقال: فلان خِرِّيج فلان، إذا خرج من تحت يده وتعلَّم مِن علمه.

والخَرَج: لونان من بياض وسواد وغير ذلك نعامة خَرْجاءُ وظليم أَخْرَجُ، إذا كان في لونه سواد وبياض. والخَرْجاء: منزل بين مكّة والبصرة، وإنما سُمِّيت الخَرْجاء لأنها أرض تركبها حجارة بيض وسود.

وبنو الخارجيَّة: بطن من العرب يُنسبون إلى أُمهم، وأحسبها من بني عمرو بن تميم. والأخرجان: جبلان معروفان.

 

ج-خ-ز

أُهملت واستُعمل منها: رجل خَزْجُ، إذا كان ضخماً. وكذلك حالهما مع السين والشين والصاد والضاد والطاء والظاء والعين والغين.

 

ج-خ-ف

الجَخْف: التكبّر والتهدّد، والجَخيف: اسم لذلك، يقال: جَخَفَ يجخَف ويجخِف جَخْفاً. وفي بعض اللغات، زعموا: جَخَفَ النائمُ، إذا نفخ في نومه.

والخَفْج: ضرب من النبات. والخَفَج: عَرَجٌ في الرِّجل ليس بالشديدة خَفَجَ الجملُ يخفَج خَفَجاً وخَفْجاً، والجمل أخفجُ والناقة خَفْجاءُ. وبه سُمِّي الرجل خَفاجة، وهو أبو قبيلة من العرب.

والفَجْخ والجَفْخ، لغة يمانية، وهو الذي يسمّيه المولَّدون الطّرْمَذة.

 

ج-خ-ق

أُهملت وكذلك حالهما مع الكاف.

 

ج-خ-ل

جَلَخَ السيلُ الواديَ جَلْخاً، إذا قطع أجرافه. وبه سُمَي الرجل جُلاخاً.

والخَجَل، يقال: خَجِلَ الوادي، إذا كثر شجرُه، ووادٍ خَجِل وأودية خُجُل.

وأحسب قول العامّة: خجل الإنسان، موضوعاً في غير موضعه. قال الأصمعي: الخَجَل: سوء احتمال الغنى، والدَّقَع: سوء احتمال الفقر. وأنشدنا عبد الرحمن عن عمّه:

فلم يَخجلوا عندما نالَـهُـمْ

 

لصَرْفِ الزَّمان ولم يَدقَعوا

والخَلْج: الانتزاع. يقال: خلجتُ الشيءَ من يد الرجل أخلجِه خَلْجاً، إذا انتزعته. ومرَّ فلان برمحه مركوزاً فاختلجه، أي انتزعه. وخالج قلبي أمر، إذا نازعك به فكرُك، ومنه اختلاج العين وسائر الأعضاء، وهو اضطرابها. ويقال: خالجتُ الرجلَ خِلاجاً ومخالجة، إذا نازعته. والطعنة مخلوجة، إذا كانت غير مستقيمة. قال الشاعر:

نَطعنُهم سُلْكَى ومخلوجةً

 

لَفْتَكَ لامَيْنِ على نابـلِ

واللفت: الرَّدُّ، واللام: السهم المستوي القُذذَ، السُّلْكَى: أن تَطعن قصداً، والمخلوجة: أن يَطعن على أحد شِقَّيه يميناً أو شمالاً ثم ينتزع الرمح.

والخَلْج، وقالوا الخَلَج: داء يصيب البهائم تختلج منه أعضاؤها. والخليج: نهر صغير يختلج الماء من النهر الأعظم. وتقول العرب: أمرُهم سُلْكَى وليس بمخلوجة، أي على قصد. والخلُج: قبيلة يُنسبون في قريش منهم ابن هَرْمة الشاعر. وربما سُمِّي الرَّسَن والحبل خليجاً لأنه يختلج ما شُدَّ به، أي يجتذبه. قال الشاعر يصف وَتداً رُبط به فَرَس، وكان الوَتد أحمر فلما دُقَّ رأسُه ابيضَّ فشبَّهه بالغُرَّة التي في رأس الكميت:

وبات يغنّي في الخليج كـأنـه

 

كُمَيْت مدمَّى ناصعُ اللونِ أقْرَحُ

ج-خ-م

الجَمْخ: رجل جامخ وجَموخ، إذا كان فخوراً.

والمَخْج: النكاح بعينه. قال الراجز:

يا رُبَّ خَوْدٍ من بنَات الزَّنْجِ

تحمِلُ تَنّوراً شديدَ الوَهْجِ

مَخَجْتُها بالعُود أيَّ مَخْجِ

والخَمْج: الفتور، لغة يمانية. يقال: أصبح فلان خَمِجاً، إذا فترت أعضاؤه من مرض أو تعب. وربّما قيل: خَمَجَ اللحمُ يخمَج، إذا أَروَحَ، ولا يكون إلاّ النَيُ.

 

ج-خ-ن

يقال: سمعتُ ناجِخة الماء ونَجيخه، إذا سمعت صوته. ويقال للصوت الذي يُسمع من قبُل المرأة عند النكاح: نَجيخ، وهي نَجّاخة. قال رؤبة:

وازْجُرْ بني النَّجّاخة الفَشوشِ

من مُسْمَهِرٍّ ليس بالفَيُوشِ

ويقال للرجل إذا غلظ صوته من سعلة أو زُكام: أصبح ناجِخاً ومنجِّخاً.

ومُنْجِخ: موضع. وأنشد:

أَمِنْ حِذارِ مُنْجِخ تَمَّطّيْنْ

لا بدَّ منه فآنْحَدِرْنَ وأرْقَيْنْ

ج-خ-و

الجَخْوُ: استرخاء الجلد، ورجل أَجْخَى وامرأة جَخْواءُ.

 

ج-خ-ه

أُهملت.

 

ج-خ-ي

جاخ السيلُ الوادي يجيخه جَيْخاً ويجوخه، مثل جَلَخ سواء. قال الشاعر:

ألَثَّتْ عليهـا دِيمة بـعـد وابـلٍ

 

فلِلصَّخر من جَوْخ السُّيول وَجِيبُ

باب الجيم والدال

وما يليهما من الحروف في الثلاثي الصحيح

ج-د-ذ

أُهملت.

 

خ-د-ر

الجَدْر: مصدر جَدَرْتُ الجِدارَ جدراً، إذا حوَّطته. وفي الحديث: "حتى يبلُغَ الماءُ الجَدْر" أي أصل الجدار. والجَدَرَة: حيّ من الأزْد بنوا جدار الكعبة فسُمّوا الجَدَرَة، منهم سعد بن سَيل جدّ قُصَيّ بن كِلاب، أبو فاطمة بنت سعد ابن سَيل. والجَدري والجُدَري: معروف. وشاة جَدْراءُ، إذا تقوَّبَ جلدُها من داء يصيبها وليس من الجُدري. والجَديرة: حظيرة تعمل للبَهْم مثل الضيرة من أحجار، والجمع الجدائر. وفلان جدير بكذا وكذا، أي حَرِيّ به، وما أجدرَه به. والجدْرة: سِلعة تظهر في الجسد، والجمع أجدار، وبه سُمِّي عامر الأجدار، أبو قبيلة من كلب كانت به سِلَع فسُمي بذلك. والجَرْد: ثوب خلَقٌ. يقال: ثوب جَودٌ، أي خَلَق، والجمع أجراد.

وأرض جَردٌ، بتحريك الراء: فضاء واسع. وُسمّي الجَراد جراداً لأنه يجرُد الأرضَ فيأكل ما عليها. وأرض مجرودة، إذا أكل الجرادُ نبتَها.

وجُرِدَ الإنسان فهر مجرود، إذا أكل الجرادَ فاشتكى عنه بطنَه. وجَريد النخل: العسيب الذي يُجرد عنه الخُوص. وكل شيء قشرته عن شيء فقد جردته عنه، والمقشور مجرود، وما جُرد عنه جُرادة. وفرس أجردُ والأُنثى جَرْداء، إذا رقَّت شعرته وقصُرت، وهو مدحٌ.

وأُجارِد: موضع. والجارد: موضع. وفلان حسن الجُردة، أي المتجرَّد.

وانجرد بنا السير، إذا امتد بنا وطال. وتجرد الرجلُ إذا تعرَّى. وجرَّد السيفَ، إذا انتضاه. وتجرد للأمر، إذا جدَّ فيه وقصده. ورجل جارود: مشؤوم. قال الشاعر:

ودُسْناهمُ بالخيل من كل جانب

 

كما جَردَ البارودُ بكرَ بن وائل

يعني الجارود العبديّ، وله حديث، وقد صحب النبي صلى الله عليه وسلم وقُتل بفارسَ بعَقَبة الطين شهيداً. وسنة جارودة: شديدة المَحل. وجُرْدان الفرس: غُرْموله. فأما الجَرَد في الخيل فقد قيل بالدال والذال ولا أعرف ما صحَّته، وهو عيب فيها. وبنو جُراد: بطن من العرب من بني تميم.

وبنو أَجراد: قبيلة من العرب. وجُراد: موضع. وفي بعض اللغات: جردتُ القطنَ: حلجتُه، ويُسمّون المِحْلَج مِجْرَداً.

والدَّجْر: الذي يسمَّى اللُّوبياء بالفارسية. ويقال: دَجر القومُ، إذا بَعِلوا بأمورهم وتحيَّروا فيها. والقوم دَجارى. ورجل دَجِر وَدَجْرانُ. أي متحيّر. والدَّيجور: الظلمة، وستراه في بابه. والدَّرَج: الواحدة دَرَجة، وهي المَنزلة. يقال: فلان في درجة عالية، أي في مَنزلة رفيعة. والدَّرْج: مصدر دَرَجْتُ الشيءَ دَرْجاً وأدرجته إدارجاً، إذا طويته.

ودرَجَ الصبيُّ، إذا مشى. ومن أمثالهم: "أكذبُ مَن دَبَّ وَدَرَجَ". وقد اختلفوا في تفسير هذا، فقال قوم: من دبَّ على الأرض أي من مشى عليها، ومن درجَ: مشى مشياً ضعيفاً وقال آخرون: من دبَّ على الأرض أي من مشى عليها، ومن درجَ أي من مات وانقرض. وقال الأصمعي: دَرجَ الرجلُ، إذا لم يخلِّف نَسْلاً، وليس كلُّ من مات درجَ. والأُْدرجَّة: التي تسمّيها العامة دَرَجَة. والدُّرَجَة، في وزن رُطَبَة، أفصح من الدَّرَجَة.

وفلان على دَرَج كذا وكذا، أي على سبيله. والناس دَرَجُ المنّية، أي على سبيلهاة هكذا تُكُلِّم به. والدُّرْج: سُفَيْط صغير تجعل فيه المرأة طِيبها وما أشبهه. قال الشاعر:

لَعمري لقد ألهى الفـرزدَق قَـيْدُه

 

ودُرْجا نَوارٍ ذو الدِّهانِ وذو الغِسْلِ

والدُّرْجَة: خِرَق تُلَفُّ وتُدخل في حَياء الناقة تعالَج بها، وهو أن تُخْدِجَ الناقة أو يموت ولدُها فتُشَدَّ على أنفها غِمامة ويغطَّى رأسها وتُدخل الدُّرْجَة في حَيائها، فإذا أكْرَبَها ذلك جاءوا بفصيل فطَلَوه بما يخرج على الدُّرْجَة من صاءتها ثم فتحوا أنفها، فتجد لذلك راحة وتشمّ الفصيلَ وقد أحسّت بما يخرج من حَيائها فترأم الفصيلَ وتدُر عليه. ومَدرَجة الطريق: قارعته. ومَدارج الأَكَمَة: الطًّرق المعترضة فيها. قال ذو البِجادين يحدو بالنبيّ صلى اللهّ عليه وسلم:

تعرَّضي مَدارجاً وسُومي

تعرضَ الجَوزاء للنجوم

هذا أبو القاسم فاستقيمي

وناقة مِدْراج، إذا تأخّرت عن وقت وِلادها أياماً، والجمع مَدارج ومَداريج. وحَوْمانة الدَّرّاج: موضع. قال زهير:

أَمنْ أُمّ أوفَى دِمْنَة لم تَكَلَّم

 

بحَوْمانة الدَّرّاج فالمتثلُّمِ

هذه كلها مواضع بالعالية. والدُّرّاج: ضرب من الطير أحسبه مولَّداً.

وقد سمَّت العرب دَرّاجاً. والرُّدَج: ما يلقيه المُهر من بطنه ساعة يولد، وهو من الصبي العِقْيُ، وجمع الرَّدَج أرداج.

 

ج-د-ز

أُهملت وجوهها إلاّ في قولهم: فَرس دَيْزَج، وهو فارسي معرَّب. والعرب تسمّي الديْزَجَ الأدْغَم، وهو أن يكون لون وجهه أكدرَ من لون سائر جسده، وإنما يكون ذلك في الصُّدْأة والحُّوَة.

 

ج-د-س

جَديس: أخو طَسْم، أُمّة من العرب العاربة بادوا إلاّ ما يقال في قوم تفرّقوا فى القبائل منهم. قال الراجز:

يا ليلةً ما ليلةُ الـعَـروسِ

يا طَسْمُ ما لاقيتِ من جَدِيسِ

إحدى لياليكِ فهِيسي هِيسي

أي أسرعي كيف شئت، فصار هذا الكلام مثلاً وهذا شعر قديم لا يُعرف قائله، يقال للرجل إذا خلا له الموضع، ويقال ذلك للرجل إذا أسرع.

والعرب العاربة: الذين جُبلوا على العربية. وجَديس: بطن من لخم.

والجَسَد: جَسَد الإنسان. ودم جَسَد وجسيد، إذا جفَّ. ويقال للدم أيضاً: جاسد. وثوب مُجْسَد، إذا صُبغ بالجِساد، وهو الزَّعْفَران، فإذا قلت: هذا الثوب مِجْسَد، بكسر الميم، فهو الثوب الذي يلي الجسدَ. قال أبو بكر: ودفع البصريون هذا فقالوا: لا يقال إلاّ ثوب مُجْسَد، إذا كان قد أُشبع بالزَّعْفَران وما أشبهه.

وذو المَجاسد: رجل من العرب كان يلبس الثياب المُجْسَدة فسُمّي بذلك.

وسَجَدَ الرجل سُجوداً، وأصل السجود إدأمة النظر في إطراق إلى الأرض، وكذلك أسجدَ، إذا أدام النظرَ أيضاً. والمَسْجِد: معروف.

والمَسْجَد: الإرْب الذي يُسجد عليه مثل الكفين والركبتين والقدمين والجبهة، وكل إرْب من هذه مَسْجَد. وفسَّر قوم من المفسّرين: "وأنّ المَساجدَ لله"، يريد الآراب، وهي الأعضاء التي يُسجد عليها، واللّه أعلم.

وسَدِجَ الرجلُ بالشيء، إذا ظَنَّه. يقال: تسدَّج فلان عليَّ، إذا تكذَّب قال الراجز:

فقد لَجِجْنا في هواكِ لَجَجـا

حتى رَهِبْنا الإثم أو أن تُنْسَجا

فينا أقاويلُ آمْرِىءٍ تسدَّجـا

ج-د-ش

أُهملت وكذلك حالهما مع الصاد والضاد والطاء والظاء.

 

ج-د-ع

جَدَعَ الله أنفَه، إذا قطعه. وربما استُعمل في الأذن أيضاً، والمعروف في الأنف. ومن أمثالهم: " أنفُك منك وإن كان أَجْدَعَ". وبنو جَدْعاء: بطن من العرب. وكذلك بنو جُداعة. وكان رجل من صعاليك العرب يسمَّى مجدِّعاً لأنه كان أخذ أسيراً فجدعه. وأجدعتُ الفصيلَ، إذا أسأت غذاءه، فهو جَدِعِ. قال أبو عبيدة: جدعتُ غذاءه فأجدعته. وقال غَيلان بن خرَشَة لرجل من أهل البصرة: "قُبِّحت، فلولا الإسلام لجدعت غذاءك". وجَداع: اسم للسنة التي تذهب بكل شيء. وبنو أَجْدَع: بطن من العرب. وقد سمّت العرب أَجدَعَ وجُديعاً وجُدْعان.

ورجل جَعْد وامرأة جَعْدة. والجَعْد: خلاف السَّبْط. والجَعْدَة: ضرب من النبت. والذئب يُكنى أبا جَعْدة وأبا جُعادة. قال الشاعر:

هي الخمرُ تدعى الطِّـلا

 

كما الذئبُ يُكنَى أبا جَعْدَهْ

قال أبو بكر: هكذا تُكُلِّم بهذا البيت وهو غير مستقيم الوزن وهو ناقص، وكذا يُروى. وبنو جَعْدة: قبيلة من العرب، منهم النابغة الجَعْديّ. والدَّعَج: شدة سواد الحَدَقَة. ورجل أَدعَجُ وامرأة دَعْجاءُ. وسُمِّي الليل أَدْعَجَ لسواده. والدُّعْجة والدَّعَج سواء.

والعَجْد: الزبيب أو حبّ العنب، وهو أصل بناء العُنْجُد، النون فيه زائدة، وقالوا غير الزبيب، ولا أعرف ما صحّته.

 

ج-د-غ

أُهملت.

 

ج-د-ف

الجَدَف: لغة في الجَدَث، وهو القبر. وفي الحديث في الرجل الذي استهوته الجنّ فسئل: ما كان طعامهم? فقال: الجَدَف وما لم يُذكر اسم الله عليه. وقال قوم: هو نبت. ومِجْداف السفينة، بالدال والذال زعموا، والدال أكثر. والجَدافاء: الغنيمة. قال الراجز:

لمّا أتانا رافعاً قِبِرّاهْ

فكان لمّا جاءنا جَدافاهْ

يعني أنفه، أي غضبان.

 

ج-د-ق

أُهملت وكذلك حالهما مع الكاف.

 

ج-د-ل

الجَدْل: مصدر جدلتُ الحبلَ أَجدُله وأجدِله، إذا فتلته، والحبل مجدول وجديل. وربما خُصَّ زِمام البعير بهذا الاسم فسمِّي جديلاً. وجادلتُ الرجل مجادلة وجِدالاً، إذا خاصمته، والاسم الجَدَل. ورجل جَدِل: شديد الجِدال. والجَدال: الخَلال بلغة أهل نجد، والواحدة جَدالة. قال الشاعر:

وسارت إلى يَبْرِينَ خَمْساً فأصبحتْ

 

تَخِرُّ على أيدي السُّقاة جَدالُـهـا

والأَجْدَل: الصَّقْر، والجمع أجادِل. والمجْدَل: القَصْر، والجمع مَجادل.

والجَدْوَل: نهر صغير، الواو زائدة. وجَديل: فحل معروف كان لمَهْرَة بن حَيْدان. قال الشاعر:

شُمُّ الحواركِ جُنَّحاً أعضادُها

 

صُهْباً تناسبُ شَدْقَماً وجَديلا

وشَدْقَم أيضاً: فحل كان لطيّء. والجَدالة: الأرض ذات الرمل الرقيق. قال الراجز:

قد أركبُ الآلة بعد الآلَهْ

وأتركُ العاجز بالجَدالَهْ

منعفِراً ليست له مَحالَهْ

ويقال: طعنه فجدَّله، إذا ألصقه بالأرض. ورجل مجدول وامرأة مجدولة، وهو القضيف خِلقةً لا هُزالاً. وبنو جَديلة: بطن من قيس، وبنو جَديلة أيضاً في طيّء. ويقال: غلام جادِل، إذا ترعرع واشتدّ، وكذلك فصيل جادل.

والجِلْد: معروف. والجَلْد: الشديد رجل جَلْد بَيِّنُ الجَلادة والجَلَد. ويقال: ما له معقول ولا مجلود، أي ما له عقل ولا جَلادة. وأرض جَلدٌ، أي صلبة شديدة. والجليد: ما يسقط من السماء من النَّدى فيجمد على الأرض، وهو السَّقيط والضَّريب أيضاً. وأجلاد الرجل: جسمه، وكذلك تَجاليده. قال الشاعر:

إمّا تَرَيْني قد كَبِـرْتُ وشَـفَّـنـي

 

ما غِيضَ من بَصَري ومن أجلادي

وقال الآخر:

يُنْبي تَجاليدي وأقتادهـا

 

ناوٍ كرأس الفَدَنِ المُؤْيَدِ

والفَدَن: القَصْر، والجمع أفدان. والمِجْلَد: قطعة من نعل أو جلد تأخذه النائحة فتلطم به وجهَها، والجمع مَجالد. قال الشاعر:

نَوْحَ ابنة الجَونِ على هالكٍ

 

تُعْنَى به رافعةَ المِجْـلَـدِ

والجَلَد: جِلْد حُوار يُسلخ فيُلبس حواراً آخر لتشمَّه أُمّ المسلوخ فَترْأمَه. قال الراجز:

فقد أكون للغواني مِصْيَدا

مَلاوةً كأنّ فوقي جَلَـدا

وهذا شيء كان من فعل الجاهلية. وفرس مجلَّد، إذا كان لا يفزع من ضرب السَّوط. وبنو جَلْد: حي من العرب. وقد سمّت العرب جَلْداً وجُليداً وجَليداً ومُجالِداً. والجَلَد: الأرض الصلبة. وجَلود: موضع أحسبه، وإليه يُنسب الرجل إذا قيل جَلُوديّ، فأما جُلوديّ بضمّ الجيم فخطأ إلاّ أن تنسبه إلى بيع الجُلود. ويقال: دجّلتُ البعير، إذا طليته بالقَطِران فهو مدجَّل. قال الراجز:

والنِّغْض مثلُ الأجرب المدجَّلِ

النِّغْض: الظليم. يقال: نَغَضَ رأسَه وأنغضَه، إذا حرّكه وكذلك فُسّر في التنزيل: "فسيُنغِضون إليك رؤوسَهم ويقولون متى هو".

وكل شيء غطّيته فقد دجَّلته، ومنه اشتقاق دِجْلَة لأَنها غَطَّت الأرض إذا فاضت عليها. والدَّجّال من هذا اشتقاقه، زعموا. فقال قوم: سُمِّي بذلك لأنه يغطّي الأرض بكثرة جموعه. وقال آخرون: بل يغطّي على الناس بكفره. ويقال: رُفْقَة دَجَّالة، إذا غطّت الأرض بكثرة أهلها. قال الراجز:

دَجّالة من أعظم الرِّفاقِ

وقال قوم: بل الدَّجّالة التي تحمل المَتاع للتجارة.

والدَّلْج: سير الليل كلّه، وله موضعان: يقال: أدلجَ القومُ، إذا ساروا من آخر الليل. وادَّلَجَ القومُ، إذا قطعوا الليل كلّه سيراً. قال الأعشى:

وادِّلاجٍ بعد المَنام وتهجي

 

رٍ وقُفٍّ وسَبْسَبٍ ورمالِ

والدالج: الذي يحمل الدلوَ من البئر إلى الحوض الذي تشرب منه الإبل. قال الشاعر:

لها مِرْفَقان أَفتَلان كأنما

 

أُمِرّا بسلْمَي دالجٍ متشدَّدِ

السَّلْمَى: دلو الرواية: "سَلْمَيْ"، تثنية سلْم، ليس باسم امرأة.

والمَدْلَج: موضع مشي الدالج. وقد سمَّت العرب دَلاّجاً ومُدْلِجاً وهو أبو بطن منهم ودَلَجة ودُلَيجة ودُلَيجاً ودُلْجَة. ويقال: ساروا دُلْجَةً من الليل، أي ساعة.

 

ج-د-م

تقول العرب للفَرَس: إجْدمِ، ضرب من الزَّجر. والجَدَم: ضرب من التمر، زعموا، ولا أدري ما صحّته. وجَمَدَ الماءُ والدمُ وغيره جُموداً، إذا يبس، فهو جامد. وكان الأصمعي يقول: أكثر ما تستعمل العرب في الماء جَمَدَ، وفي السمن وغيره جَمَسَ. وكان يعيب على ذي الرّمة قوله:

نَغَارُ إذا ما الرَّوْعِ أبدَى عن البُرَى

 

ونقري سديفَ الشَّحم والماءُ جامسُ

ولا يقال للماء إلا جامد. والجَمَد: الثلج الذي يسقط من السماء.

وأرض جَمْد وجُمْد، والجمع أجماد، إذا كانت صلبة شديدة. وسنة جَماد: لا مطر فيها. وناقة جَماد: لا لبن لها. والمُجْمِد: البخيل المتشدِّد. وسمِّيت جُمادى لجمود الماء فيها أيامَ سُمِّيت الشهور. وقال قوم: المُجْمِد: الذي لم يَفُزْ قِدْحُه في المَيْسِر. وأنشدوا:

وأصفرَمضبوحٍ نظرتُ حَـويرَه

 

على النار واستودعتُه كفُّ مُجْمِدِ

مضبوح: قد ضَبَحَتْه النار. وحَويره: ما يرجع من نصيبه إذا فاز وهو رجوعه من حال العِوَج إلى التقويم، أي لم يخرج كما أراد وتركتُه في كفِّ بخيل لا يُلتفت إليه.

والدَّجْم يقال: دَجِمَ الرجل يدجَم ودُجِمَ،. إذا حزن. وما سمعت لفلان دَجْمة ودُجْمة ولا زُجْمة، أي كلمة.

وأدمجتُ الفرسَ، إذا أضمرته. وكل شيء شددتَ فَتْلَه فقد أدمجتَه. واندمجت في الموضع، إذا دخلت فيه. والمَجْد من قولهم: رجل ماجِد. وأصل المَجْد أن تأكل الماشية حتى تمتلىء بطونُها. يقال: راحت الإبلُ مُجُداً ومواجدَ. وتماجدَ القومُ، إذا تفاخروا وأظهروا مَجْدَهم، والمصدر المِجاد. والمجد لله تبارك وتعالى: الثناء الجميل. يقال: سبَّح اللهَ عزّ وجلّ ومجَّده، أي ذكرَ الآءه. وقد سمّت العرب مَجْداً وماجِداً ومُجَيْداً.

 

ج-د-ن

ذو جَدَن: قَيْل من أقيال حِمْيَرَ. والجَنَد: موضع باليمن. والجَنَد: الأرض الغليظة. والجُند: معروف، جُند وأجناد وجُنود. وأجْنادِين: موضع بالشامٍ وقد سمَّت العرب جَنّاداً وجُنادة وجُنَيداً. وقالوا: جُنْدٌ مجَنّد، أي مجموع.

ودَجَنَ بالمكان دُجوناً، إذا أقام به. والدَّجْن: إلباس الغيم أقطارَ السماء.

وبعير داجن، إذا ألِفَ المكانَ وأقام به، وكذلك شاة داجن: ملزومة في البيت لا ترعى، والجمع دَواجن. وقد سمَّت العرب دُجانة، وهو مأخوذ من الدَّجْن. والدُّجْنة: الظُّلمة. وليلة مِدجان: مُظلمة. وقد جمعوا دَجْناً دُجوناً وأدجاناً. والنَّجْد من قولهم: رجل نَجْدٌ بَيِّنُ النجْدَة، إذا كان جَلْداً قويّاً، وكذلك رجل نَجيد. قال الشاعر:

بحُسام أو رَزَّة من نَحـيض

 

ذو شَذاةٍ على الشُّجاع النَّجيدِ

الشَّذاة: الحِدَّة والشر. والشَّذاة أيضاً: البَعوضة والذباب. واستنجدتُ فلاناً فأنجدني، أي استعنتُه فأعانني. ونَجْد: بلد معروف، وإنما سُمِّي نَجْداً لعلوّه عن انخفاض تِهامة. وأصل النَّجد العُلُوّ من الأرض، والجمع أنجاد ونُجود. والنجَد: الكَرْب والغمّ. يقال: نُجِد الرجلُ فهو منجود، إذا كُرِبَ من حرّ أو غمّ أو ضيق أو وجع. قال الشاعر:

صَادِياً يستغيثُ غيرَ مُغاثٍ

 

ولقد كان عُصرَة المنجودِ

والنَّجَد: العَرَق أيضاً. وقال الآخر:

يَظَلُّ من خوفه المَلاّحُ معتصِماً

 

بالخَيْزُرانة، بعد الأَين والنَّجَـدِ

ويروى: النَّجُد. وجاء في التنزيل: "وهَدَيناه النَّجْدَين". قال المفسِّرون: الطريقين، طريق الخير وطريق الشر، واللّه أعلم. وقوم أنجاد: جمع نَجْد. والنِّجاد: ما وقع على العاتق من حِمالة السيف. قال الشاعر:

أعَاذِلُ إنّما أفنـى تِـلادي

 

وأقْرَحَ عاتقي حَمْلُ النِّجادِ

ويقال: نجّدت البيتَ تنجيداً، إذا زيّنته وزخرفته. وقد سمَّت العرب نَجْداً ونُجيداً ومُناجِداً. وكان عِمران بن حُصين يُكْنى أبا نُجيد. وقد سمَّت العرب: نَجْدة وناجِداً.

 

ج-د-و

الجَدْوَى في المعتلّ تراها ونظائرها إن شاء الله مَطر جَوْدٌ: بَيِّنُ الجُود.

ورجل جوادٌ: بَيِّنُ الجُود. وفرس جَواد: بَيِّنُ الجُودة. وشيء جيِّد: بَيَّنُ الجودة. والجُودِيّ: موضع، وقالوا: جبل معروف، واللّه أعلم. والجُواد: العطش. وزعموا أن الجُود الجوع، وهذا لا أعرفه. وروى الكوفيون بيت الهذلي:

تكاد يداه تُـسْـلِـمـان رداءه

 

من الجُود لمّا استقبلتْه الشمائلُ

وهذا كلام مرغوب عنه.

والدَّجْوُ: مصدر دجا الليلُ يدجو دَجْوا. وقال غير الأصمعي: دُجُوّا، إذا غطّى الأرض. وكل شيء غطّى شيئاً فقد دجا عليه. ويقولون: ما كان هذا مذ دَجَتِ الإسلام. قال أبو حاتم: قلت للأصمعي: لِم أَنّثوا الإسلام. قال: أرادوا المِلَّة أو الحنيفية.

والوَدَج: عِرق في العُنُق، وهما وَدَجانِ. يقال: هما الوريدان عِرقا الرُّوح اللذان لا يفتُران إلا عند الموت. ويقال: كان فلان وَدَجي إلى فلان، أي سببي إليه. وودَّجتُ الدابة توديجاً، إذا فصدتَها، وقد قالوا: وَدَجتُها. قال الراجز:

بَزَلْتُ منها كَدمَ الوِداجِ

وقال ابن حسّان:

فأما قولُك الخلَـفـاءُ فـينـا

 

فهم منعوا وَريدَك من وِداجي

ولولاهم لكنتَ كعظم حُـوتٍ

 

هَوَى في مُظْلِم الغَمَرات داجِ

فهم كُحْلٌ ووُلْـدُ أبـيك زُرْقٌ

 

كأنّ عيونهم قِطَعُ الـزُّجـاجِ

ووَدَج: موضع. قال الراجز:

في طُرُقٍ تعلو خَليفاً مَنْهَجـا

مِن خَلَ ضَمْرٍ حين هابا وَدَجا

والوَجْد: الحُبّ وجدتُ به أَجِدُ وَجْداً. ووجدتُ الشيءَ أجِده وِجْداناً. ومثل من أمثالهم: "فأين حلاوة الوِجدان". وأصل ذلك أن رجلاً من العرب كان يحمَّق فضلَّ له بعير فجعل يقول: من أَرشدني على بعيري فهو له. فقيل له: فما تصنع به إذاً? قال: فأين حلاوة الوِجدان. ووجدتُ على الرجل مَوْجِدة، ووجدتُ في المال جِدَةً ووِجداً ووُجداً.

والواجد: الغنيّ ويقال في الحديث: "مَطْلُ الواجد ظُلْمٌ" ويقال: "لَيَّ الواجد ظُلْمٌ".

 

ج-د-ه

الجُدة: الخُطَّة في ظهر الفرس أو الحمار يخالف لونَه. وكل خَطٍّ جُدَة. وفي التنزيل: "ومن الجِبال جُدَدٌ بِيض"، أي طرائق تخالف لون الجبل.

وجُدَة: موضع. وجديد: بَيِّن الجَدَّة. وجُدَّة النهر: حافَتُه، وكذلك الوادي.

والجَهد والجُهد لغتان فصيحتان بمعنى واحد بلغ الرجلُ جُهده وجَهده ومجهوده، إذا بلغ أقصى قوّته وطَوقه. وجَهَدْتُ الرجلَ، إذا حملتَه على أن يبلغ مجهودَه. وبنو جُهادة: حيّ من العرب. والرجل جاهدٌ في أمره: جادّ فيه. ورجل مجهود، إذا جُهد وجَهَده غيرُه. وهَدَج الرجلُ يهدِج هَدْجاً وهَدَجاناً، وهي مِشية الشيخ إذا قارب خَطْوَه وأسرع كمشي النعامة. قال الراجز:

وهَدَجاناً لم يكن من مِشْيَتي

كهَدَجان الرَّأْل إِثْرَ الهَيْقَتِ

قال أبو حاتم: سمعت الأصمعي يوماً وقد قام سرّان من عنده فنظر خلفه فقال: هدج أبو العباس. والهُداج: مثل الهَدَجان. قال الشاعر:

ويأخذه الهُداجُ إذا هَـداه

 

وليدُ الحَيّ في يده الرِّداءُ

وبنو هَدّاج: حَيّ من العرب.

وهَجَدَ الرجل يهجُد هُجوداً، إذا نام. قال جرير:

ألا طَرَقَتْ وأهلُ مِنًى هُجودُ

 

فليت خيالَها بمِنًـى يعـودُ

وتهجَّد، إذا ترك النومَ. والتهجُّد: التيقًّظ من النوم. وفي التنزيل: "فتهجَّدْ به نافِلةً لك".

 

ج-د-ي

الجَدْي: معروف، والجمع أجْدٍ وجِداء. والجَدي: نجم إلى جنب القطب يدور مع بنات نَعْش والفرقدين، ويسمَّى جَدْيَ الفَرْقَد. فأمّا الجدي الذي يعرفه المنجّمون من منازل القمر فليس تعرفه العرب، إنما هو عندهم من الأنواء. والجَدْية والجَدِيَّة، والجمع الجدايا، فهي جَدِيّة السَّرْج، وهما جَدِيَّتان، وهما الرِّفادتان تحت الدَّفَّتين، وهما اللتان يسمِّيهما المولَّدون الجديدتين. والجَدِيَّة: الطريقة من الدم إذا كانت مستطيلة، والجمع الجدايا.

والجِيد: العُنُق. والجَيَد: طول العنق، رجل أَجيَدُ وامرأة جَيْداءُ حسنة الجِيد، إذا كانت طويلة العُنُق.

والدُّجْيَة: القُتْرَة، قُتْرَة الصائد، والجمع دُجًى مثل دُجَى الليل سواء، وهي البُرْأة والنّاموس.

 

باب الجيم والذال

مع ما يليهما من الحروف في الثلاثي الصحيح

ج-ذ-ر

أصل كل شيء جَذره. والجُؤْذَر، مهموز: معروف، وهو ولد البقرة الوحشية وغيرها، وهو فارسيّ، معرَّب. والجُرَذ: الذَّكر من الفأر، والجمع جُرذان، بالذال معجمةً. فأما الجَرَد بالدال فالداء الذي يصيب الخيلَ، فبعض العرب يقول بالدال غير معجمة وبعضهم بالذال معجمة، ولا أحسب الأصل إلاّ الذال معجمة.

 

ج-ذ-ز

أُهملت.

 

ج-ذ-س

أُهملت.

 

ج-ذ-ش

أشجذتِ السماءُ، إذا سكن مطرُها. قال الشاعر:

تُظْهِرُ الوَدَّ إذا ما أشجذت

 

وتُواريه إذا ما تَشْتَكِـرْ

والوَدّ: جبل معروف. تشتكر: يشتدّ مطرُها من قولهم: اشتكر الضَّرْعُ، إذا امتلأ لبناً.

 

ج-ذ-ص

أُهملت وكذلك حالهما مع الضاد والطاء والظاء.

 

ج-ذ-ع

الجَذَع من الدوابّ: معروف، والجمع جِذاع وجِذْعان والمصدر الإجذاع، وليس بوقوع سنّ إنما هو وقت قال الراجز:

إذا سُهيلٌ مَغْرِبَ الشَّمس طَلَعْ

فآبْنُ اللبونِ الحِقُّ والحِقُّ جَذَعْ

والجِذْع من النخل: معروف، والجمع أجذاع وجُذوع. وجَذَعْتُ الشيءَ أجذَعه جَذْعاً، إذا عَفَسْتَه ودَلَكْتَه. قال الراجز:

كأنه من بعد جَذْع العَفْسِ

ورَمَلان الخِمْسِ، بعد الخِمْسِ

يُنْحَتُ من أقطاره بفأسِ

ومن أمثالهم: "خُذ من جِذْع ما أعطاك"، وهو اسم رجل له حديث. وقد سموا جُذيعاً وجِذْعاً.

والذَّعْج: دفع شديد، وربما كني به عن النكاح ذَعَجَها يذعَجها ذَعْجاً.

 

ج-ذ-غ

غَذَجَ الماءَ يغذِجه غَذْجاً شديداً، إذا جَرِعَه وهي لغة لا أدري ما صحّتها.

 

ج-ذ-ف

جَذَفَ الطائرُ، إذا أسرع تحريكَ جناحيه، وأكثر ما يكون ذلك أن يقَصَّ أحد الجناحين، ومنه اشتقاق مِجذاف السفينة. والمِجذاف: عربي معروف. قال الشاعر:

تكاد إن حُرِّك مِجذافُها

 

تَسْتَلًّ من مِثْناتها باليدِ

يعني الناقة، وجَعَلَ السَّوْطَ كالمِجذاف لها. والمِجذاف، بالدال والذال، لغتان فصيحتان.

 

ح-ذ-ق

أُهملت وكذلك حالهما مع الكاف.

 

ج-ذ-ل

الجِذل: أصل الشجرة. وأصل كلّ شَيء: جِذله. والجاذِل: المنتصب الذي لا يبرح مكانَه، مشَبّه بالجِذْل، وتصغيره جُذَيْل. قال الراجز:

لاقتْ على الماء جُذَيْلاً واتدا

ولم يكن يُخْلِفُها المَـواعـدا

يعني ساقيها.

وجَذِلَ الرجل يَجذَل جَذَلاً، إذا فَرِحَ وسُرَّ، وهو جَذِل وجَذْلان. وإن قال الشاعر في هذا المعنى: "جاذل" اضطراراً كان جائزاً.

ولَجَذَْ الكلبُ الإناءَ يلجِذه لَجْذاً، إذا لَحِسَه. ولَذَجَ الماءَ في حلقه وذَلَجَه، إذا جرعه. والجَلاذيّ: الغِلَظ من الأرض، والواحدة جِلْذاءة، وبه سُمِّيت الناقة جُلْذِيَّة، إذا كانت صلبة شديدة.

 

ج-ذ-م

جِذْم الشيء: أصله. ويقال: جذَمَ الحبلَ وغيرَه يجذِمه جَذْماً، إذا قطعه.

وأجذمَ الفرسُ، إذا عدا. والجِذمة: القطعة من الحبل وغيره، والجمع جِذَم.

والجُذام: الداء المعروف سُمِّي بذلك لتجذّم الأصابع أي لتقطّعها. وقد سمَّت العرب جُذاماً- وهو أبو قبيلة- وجذيمة- وهو أبو قبيلة أيضاً. ورجل أَجذَم، أي مقطوع اليد، واليد جذْماءُ. وفي الحديث: "من حَفِظَ القرآنَ ثم نَسِيَه جاء يومَ القيامة أَجْذَمَ". ويقال: ما سمعت له ذُجْمَةً، كما قالوا زُجْمَة، أي لم أسمع له كلمة، وليس بالثَّبْت.

 

ج-ذ-ن

النَّواجذ: أقاصي الأضراس في الفم، الواحد ناجذ، وهي أربعة أضراس تنبت بعد أن يَشِبَّ الغلام، تسمّيها العامة أضراس العقل، وكذلك تسمِّيها الفُرس خِرد دَنْدان. وقال قوم: بل النواجذ الضواحك، واحتجّوا بحديث النبي صلّى الله عليه وسلّم: "ضَحِكَ حتى بَدَتْ نواجذُه"، وتلك النواجذ لا يبديها الضَحِك. وعضَ الرجل على نواجذه، إذا صبر على الأمر. وفي بعض الأخبار: "عَضوا على النواجذ وأعيروني هامَكم ساعة". ويقال: نجَّذتْ فلاناً الخُطوبُ، إذا أحكمته التجارب. قال الشاعر:

أخو خمسين مجتمعٌ أَشُدّي

 

ونجَّذَني مداورةُ الشُّؤونِ

ج-ذ-و

الجِذْوة والجَذْوة والجُذْوة جميعاً: الجمرة المتلهّبة، والجمع جِذًى وجَذَوات.

والوَجْذ، والجمع وِجاذ: نَقْر في صخرة أو صلابة من الأرض، وهو في الصلابة أكثر، يجتمع فيه ماء السماء.

وقالوا: ذاجَ الماءُ يذوجه ذَوْجاً، وذأجَه يذاجه ذَأْجاً، مثل ذعجَه يذعَجه ذَعْجاً، إذا جَرِعَه جرعاً شديداً. قال الراجز:

يَشْرَبْنَ برْدَ الماء شُرْباً ذَأَجا

لا يتعيَّفنَ الأُجاجَ المَـأجـا

والمَأج: الماء المُرّ.

 

ج-ذ-ه

أُهملت وكذلك حالهما مع الياء.

 

باب الجيم والراء

مع باقي الحروف

ج-ر-ز

رجل ذو جَرَز، إذا كان غليظاً صلباً، وكذلك البعير. وأرضُ جُرُز: لم يُصِبْها مطر، والجمع أجراز. والجُرْز: العمود من الحديد، عربي معروف، والجمع جِرَزَة. قال الراجز:

والحربُ عَسراءُ اللقاح المُغْزي

بالمَشْرَفيات وطَـعْـنٍ وَخْـزِ

والصَّقْع من خابـطةٍ وجُـرْزِ

والجارِزة: أرض يابسة غليظة يكتنفها رمل أو قاع، والجمع جوارز، وأكثر ما يُستعمل ذلك في جزائر البحر. وامرأة جارز: عاقر. ورجل جَروز، إذا كان أكولاً وسيف جُراز، إذا كان صارماً. وجزرتُ الشيءَ أجزُره وأجزِره جَزْراً، إذا قطعته. وسُمِّيت الجَزور جَزوراً لأنها تُقطع وتقسَّم. والجَزَرَة: الشاة يَقْرَم إليها أهلُها فيذبحونها. وكذلك كل ما ذبحتَه فقد جزرتَه. وترك بنو فلان بني فلان جَزَراً، إذا قتلوهم فتركوهم جَزَراً للسِّباع. وأجزرتُ للقوم، إذا أعطيتهم ما يذبحونه مثل الشاة أو الناقة. ومن ذلك قالوا: أجزرَ فلان فلاناً الباعَ والطيرَ، إذا قتله فجعله لها جَزَراً قال الراجز:

مِن ابنِ سوداءَ فَرَرْتم عَشَرَهْ

لقد وجدتم نفسَه عَشَنْـزَرَهْ

لو ثَبَتَ القومُ لكانوا جَـزَرَهْ

ثم لكانوا كهَشيم العُـشَـرَهْ

والعُشَر: نبت ضعيف يكون له ورق عريض إذا كُسر يجري منه مثل اللبن مُنْتِناً ويضعف إذاً. والجُزارة: أطراف البعير، فراسِنُه ورأسُه، وإنما سُمِّيت جُزارة لأن الجزَّار كان يأخذها فهي جُزارته، كما قالوا أخذ عُمالته أي كِراءَ عملِه، فإذا قالوا: فرس عَبْلُ الجُزارة، فإنما يراد غِلَظُ اليدين والرجلين وكثرة عصبهما، ولا يدخل الرأس في هذا لأن عِظَم الرأس هُجنة في الخيل. وسُميت الجزيرة من البحر جزيرة لانقطاعها عن مُعظم الأرض. والجَزَر: معروف، ولا أحسبه عربياً محضاً والعرب تسمّيه الحِنْزاب. وجَزَرَ النهرُ يجزُر جَزْراً، إذا قلّ ماؤه. والجَزْر: ضِدُّ المَدّ. والجَزير: لغة يتكلم بها عرب السَّواد، يقولون: هذا جَزير القرية، أي قيّمها، وليس بعربي صحيح. والرَّجَز من الشعر: معروف، وإنما سُمِّي رجزاً لتقارب أجزائه وقلّة حروفه. وتراجز القومُ، إذا تنازعوا الرجَزَ بينهم. قال أبو حاتم: الرَّجز من الشعر مأخوذ من الناقة الرَّجْزاء. والرَّجَز: داء يصيب الإبل في أعجازها فإذا ثارت الناقةُ ارتعشت فَخِذاها. قال الشاعر:

هَمَمْتَ بشيء ثم قَصَّرْتَ دونه

 

كما ناءتِ الرَّجْزاءُ شُدَّ عِقالُها

وقال آخر كامل:

تَدَعُ القيامَ كأنما هو نَجْـدةٌ

 

حتى تقومَ تكلُّفَ الرَّجْزاءِ

والرِّجْز: العذاب وكذلك فُسِّر في التنزيل، والله أعلم: "فلما كشفنا عنهم الرِّجْزَ"، أي العذاب. فأما قوله تعالى: "والرُّجْزَ فاهجُر"، فقال قوم: هو صنم، واللّه أعلم. والرِّجازة: كساء يُجعل فيه أحجار ويعلَّق بأحد جانبي الهودج إذا مال ليعتدل. قال الشاعر:

وإذِ الحُصينُ لدى الحُصين كما

 

عَدَلَ الغَبيطَ رِجازةُ الـمَـيْل

والرِّجازة أيضاً: شَعَر أو صوف يعلَّق في خيوط على الهودج يزيَّن به. قال الشاعر:

ولو ثَقِفاها ضُرِّجَـتْ بـدمـائهـا

 

كما ضَرَّجَتْ نِضْوَ القِرام الرَّجائزُ

قال الأصمعي: هذا خطأ، إنما هي الجزائز، الواحدة جَزيزة. والرَّجّاز: واد معروف. قال الشاعر:

أسَدٌ تَفِرُّ الأسْدُ من عُرَوائهِ

 

بمَدافع الرَّجّاز أو بعُيونِ

ويقال: زَرَجَه بالرُّمح يزرُجه زَرْجاً، إذا زجَّه به، وليس أزرج باللغة العالية. والزَّجْر: زَجْر الطائر، وهو التفاؤل به.

والزَّجْر: مصدر زجرتُ الرجلَ أو السَّبُع أزجُره زَجْراً، وهو إنتهارك إياه. والزَّجْر: ضرب من الحيتان عظام، يتكلّم به أهل العراق ولا أحسبه عربياً صحيحاً.

 

ج-ر-س

استُعمل منها: الجَرْس، صوت خفيّ. يقال: ما سمعت له جَرساً، أي ما سمعت له حِسًّا، فإذا قالوا: ما سمعت له حِسّاً ولا جِرْساً كسروا وأتبعوا اللَّفظَ للّفَظ. وسمعت جَرْس الطير، إذا سمعت صوت مناقيرها على كل شيء تأكله. وفي الحديث: "فيسمعون جَرْسَ طير الجنَّة". وأخبرنا أبو حاتم أو عبد الرحمن، إن شاء الله، عن عمّه الأصمعي قال: كنت في مجلس شُعبة فقال: "فتسمعون جَرْشَ طير الجنّة"، فقلت: "جَرْسَ"، فنظر إلي وقال: خذوها عنه فإنه أعلم بهذا منّا. وسمِّيت النحل جوارسَ من هذا، لأنها تَجْرس الشَجر، أي تأكل منه. قال الشاعر:

جَوارِسُها تأوي الشعوبَ دَوائباً

 

وتنصبُّ ألهاباً وضِيقاً كِرابُها

والجَرَس، والجمع أجراس: الذي يسمّيه العامّة جَرَصاً، بالصاد، واشتقاقه من الجَرْس، أي الصوت والحسّ. وليس يجتمع في كلام العرب جيم وصاد في كلمة ثلاثية ولا رباعية إلا ما لا يثبت، فأما الجِصُّ ففارسيّ معرَّب، وقد قالوا جَصَّص الجِرْو إذا فتَّح عينيه، وقد قالوا الصَّمَج، الواحدة صَمَجَة، أي القناديل، جاء بها أبو مالك ولا أحسبها عربية صحيحة. فأما الإجّاص فقد تكلّمت به العرب، ولا أدري ما، صحته.

والجَسْر، بفتح الجيم: الذي يسمّيه العامة جِسْراً. ورجل جَسِر وجَسور على الأمور: مُقْدِم عليها جَسَرَ يجسُر اللغة الفصيحة. والناقة الجَسْرة: الجريئة على السَّير، والمصدر الجَسارة والجَسَر. وبنو القَين بن جسْر: قبيلة من قُضاعة. وبنو جَسر بن مُحارب: قبيلة من قيس أيضاً. وجمع جسر جسور. ورجل جَسور وامرأة جَسور، وربّما قالوا جَسورة بالهاء وجَسور بلا هاء، وهو الأصل.

والرِّجْس: العذاب، زعموا. وقد قيل في القنوت: "رِجْسَك وعذابَك"، مثل الرِّجْز سواء. وقالوا: رجل رِجْسٌ نِجْسٌ، ورَجِسٌ نَجِسٌ، وأحسبهم أجازوا: رَجَسٌ نَجَسٌ. وفي التنزيل: "إنّما المُشركون نَجَسٌ". ويقول الرجل: أنا في مرجوسة من أمري، أي في أمر مختلِط. وربما قيل: ما به من الرَّجاسة والنَّجاسة. وسمعتُ رَجْسَة الرَّعدِ، أي صوته. ورعد مرتجِس ومرتَجِز ورجّاس، إذا سمعت له صوتاً. ويسمَّى البحر رجّاساً لصوت موجه.

والسَّجْر من قولهم: سَجَرْتُ التنّور وغيرَه، إذا ملأته حطباً وناراً.

وكل شيء ملأته من شيء فقد سَجَرْتَه به وفي التنزيل: "والبَحْرِ المَسجورِ"، المملوء، واللهّ أعلم، وزعم قومٌ أنه الفارغ. قال الشاعر:

إذا شاء طالَعَ مسـجـورةً

 

تَرى حولَها النَّبْعَ والسّاسَما

قال أبو بكر: ساسَم ضربٌ من الشجر بالفتح، ولا يجوز ساسِم، بالكسر، يريد عيناً في قُلَّةِ جبل مملوءة ماءً حولها النَّبع والساسَم، وهو خشب أسود. ويزعم قوم أنه الآبَنُوس، والنَّبع والسّاسَم ضربان من الشجر لا يكّونان إلا في الجبل، والآبَنوس لا ينبتّ في بلاد العرب ولكنه خشب يشِّبه به. وقال آخر:

فرَمَى بها عُرْضَ السَّرِيِّ وصدَّعا

 

مسجورةَ متجاوِراً قُـلامُـهـا

فهذا يعني عيناً في سفح أو فضاء حولها قلاّم، وهو ضرب من الحَمْض.

والسَّجير: الخليل المُصافي. قال الشاعر:

سُجَراءَ نفسي غيرَ جَمْع أشابةٍ

 

حُشُدٍ ولا هُلكِ المَفارش عُزّلِ

وأما قوله تعالى: "وإذا البِحارُ سُجِّرَتْ"، أي خَلَتْ من الماء، وزعموا أنه من الأضداد، ولا أُحب أن أَتكلّم فيه. وسَجَرَتِ الناقةُ تسجُر سَجْراً، إذا مدَّت حنينَها. والسَّجْر أيضاً: ضرب من سير الإبل بين الخَبَب والهَمْلَجَة. والسُّجرَة: حُمرة تعلوها غُبرة. يقال: غَدير أسجَرُ ونُطفة سَجْراءُ، إذا امتلأ لليلته أو يومه، فإذا صفا فهو أخضر وأزرق. وعين سَجْراءُ، إذا عَلَت بياضَها حُمرة. والسُّجْرَة أغلظ من الشُّكْلَة، فأما الشُّكْلَة فحُمرة يسيرة في بياض العين. وكانت في عينه صلّى الله عليه وسلَّم شُكْلَة، والشُّكلة تُستحسن. ويقال للأسد أَسْجَرُ إما لحُمرة عينه وإما للونه.

والسَّرج: معروف. والسِّراج: معروف. وأنف مسرَّج: دقيق. قال الأصمعي: ما كنتُ أعرف المسرَّج ولم أسمعه إلاّ في بيتّ للعجّاج:

ومُقْلَةً وحاجباً مزجَّجا

وفاحِما ومَرْسِناً مسرَّجا

فسألت أعرابياً عنها فقال: أتعرف السُّرَيجيّات. يعني السيوف، فقلت: نعم، فقال: ذاك. أراد: يعني أن الأنف دقيق كالسَّيف السُّريجي. وهو منسوب إلى قَيْنٍ يسمَّى سُرَيْجاً. وقال آخرون: مُسَرَّجاً، أراد منيراً كلون السِّراج.

 

ج-ر-ش

جرشتُ الشيءَ أجرِشه جَرْشاً، إذا حككته بحديدة أو غيرها حتى يَتَحاتَّ، وما سقط منه فهو الجُراشة. وكل شيء لم تبالغ في دقّه فهو جَريش.

ويقال: سرَّح الرجل رأسَه فجَرَشَه، إذا حكَّه بالمُشْط حتى يستثير الهِبْرِيَة.

والجَشَر: الشُرب في السَّحَر، وهي الجاشريّة لا يتصرف له فعل. قال الشاعر:

إذا ما شَرِبنا الجاشريَّة لم نُـبَـلْ

 

أميراً وإن كان الأميرُ من الأَزْدِ

والجَشْر: أن يبرز القوم بخيلهم فيرعوها أمام بيوتهم. وفي حديث ابن مسعود: "لا يَغُرَّنَّكُم جَشْرُكم فإنما هو من كُوفتكم"، يقول: لا تقصِّروا الصلاة إذا كنتم جَشَراً. قال الأخطل:

يسأله الصُّبْر من غسَّانَ إذ حَضروا

 

والحَزْنُ كيف قَراهُ الغِلْمَةُ الجَشَرُ

الصُّبْر والحَزْن: بطنان من غسّان.

والجَشَر: حجارة تنبت في البحر، أحسبها معرَّبة. وأنشدوا بيتاً أحسبه للأخطل لا أدري ما صحَّته:

وما الفُراتُ إذا جاشتْ غواربُه

 

في حافَتَيْه وفي آذِيِّه الجَشَـرُ

والجُشْرَة: غِلَظ في الصدر. قال الشاعر:

أجُشْرَة ثَبَتَتْ في صدر أوَّلكمْ

 

أَم كُلُّكُمْ يا بني حِمّانَ مزكومُ

والجَشّار: صاحب مرج الخيل. وقد سمَّت العرب مجشِّراً. والشَّجَر: معروف، الواحدة شَجَرَة. والفرق بين البَقْل والشَّجَر أن الشَّجر يبقى له ساق من الشتاء إلى الصيف ثم يورق، والبقل لا ساقَ له. والوادي الشَّجير: الكثير الشجر. وكل شيء تداخلَ بعضُه في بعض فقد تشاجر، وبه سمَّي المِشْجَب مِشْجَراً. وتشاجرَ القوم بالرِّماح، إذا تطاعنوا بها، وكذلك التشاجر في الخصومة، إذا دخل كلامُ بعضهم في بعض. وأرض شَجْراءُ: كثيرة الشَجَر، ولا يكادون يقولون: وادٍ أشْجَرُ. والشِّجار: عُصِيّ تُجمع كالمِحفّة يركب فيها النساء، فإذا كان عليها ظِلّ فهو هَوْدَج.

والشَّجْران، الواحد شجر، وله موضعان: قال قوم: الشَّجْران، طَرَفا اللَّحْيَيْن اللذان يجمعهما الذقن، وهما الصَّبِيّان. وقال آخرون: بل الشَّجْران الرَّأْدان، وهما طَرَفا اللَّحْيَيْن المتَصلان بالصُّدْغين يتحرّكان عند المضغ. وقال الأصمعي: الشَجْر: الذقْن بعينه حيث اشتجر طَرَفا اللَّحْيَيْن من أسفل. واختلفوا في قول الشاعر:

بشَجِير قِدْحي أو سَجيري

وُيروى: بسَريح. قالوا: الشَّجير: القِدْح، والسَّجير: السيف. وقد فسَّر قوم غير هذا التفسير فقالوا: كل قِدْح كان من غير النَّبْع فهو شَجير. وشَرْج: موضع معروف. قال الراجز:

قد وقعتْ في قِضّة من شَرْجِ

ثم استقلَّت مِثْلَ شِدْقِ العِلْجِ

والقِضَّة: الحصا، والجمع قِضَض. والعِلْج: الحمار الوحشي. يصف دلواً وقعت في بئر قليلة الماء فلم يمتلىء فجاء فيها نصفها فشبّهها بشِدق حمار ينهق. وكل لونين اجتمعا فهما شَريجان. وشَرّج اللحمُ، إذا خالطه الشحمُ. قال الشاعر:

قَصَرَ الصَّبوحَ لها فَشَرَّجَ لَحْمَها

 

بالنَّيِّ فهي تثوخ فيها الإصبـعُ

تثوخ وتسوخ، أي تدخل. وقال الآخر في اللونين:

تقول حَليلتي لـمّـا رأتـه

 

شَريجاً بين مُبْيَضٍّ وجَـوْنِ

تراه كالثَّغام يُعَلُّ مِسْـكـاً

 

يَسوءُ الفالياتِ إذا فلَـيْنـي

فأُقْسِمُ لو جعلتِ عليَّ نَـذْراً

 

بطعنة فارس لقضيتُ دَيني

أراد فَلَيْنَني. والشَّرْج، والجمع الشِّراج: مَجاري الماء من الحِرار إلى السّهولة. وكل شيء ضممتَ بعضَه إلى بعض فقد شرَّجته، ومنه شَرَجُ العَيبة والخُرج وما أشبهه. وفرس أَشْرَجُ، وهو الذي تكون إحدى بيضتيه أصغر من الأخرى، وكذلك هو في الناس أيضاً. ويقال: شَرِجَ يشرَج شَرَجاً فهو أشْرَجُ، وهو عيب. والعرب تقول: إذا كان الشرَج في البيضة اليسرى لم يولد له. ويسمَّى حِتارُ الدُّبُر: الشَّرْج، واختلفوا فيه فقال قوم: الشَّرْج، وقال قوم: الشَّرَج أفصح وأعلى. قال ابن دريد: كان سعيد بن أَبان بن عثمان له ثلاث بيضات وسمي ذا الزوائد.

 

?ج-ر-ص

أُهملت إلاّ في قولهم: صرَّجتُ الحوضَ، إذا مَلَطْتَه بالطين أو الصّارُوج، وهو معروف.

 

ج-ر-ض

الجَرَض: الغَصَص بالريق يقال: جرِض يجرَض جَرَضاً، إذا اغتصّ. قال الشاعر:

كأنَّ الفتى لم يَغْنَ في الناس ليلةً

 

إذا اختلفَ اللَّحْيان عند الجَريض

ومن أمثالهم: "حالَ الجَريضُ دون القَريض"، وزعموا أن أول من قاله عَبيد بن الأبرص، وله حديث.

والضَّجَر: معروف يقال: ضجِر بالشيء يضجَر به ضَجَراً، إذا تبرم به.

والضُّجْرة والضُّجَرة: ضرب من الطير.

والضَّرَج منٍ قولهم: ضرَّجتُ الثوبَ تضريجاً، إذا صبغته بالحُمرة خاصة. وربَّما استُعمل فى الصُّفرة. وفسّروا بيت النابغة:

تحيّيهمُ بِيضُ الـولائد بـينـهـم

 

وأكسيةُ الإضْرِيج فوق المَشاجبِ

فقالوا: خَزٌّ أصفر هكذا يقول الأصمعي. وتضرَّجَ الخدُّ عند الخجل، إذا احمرّ. وانضرجتِ العُقابُ انضراجاً، إذا انحطَت من الجوّ كاسرة. وضرَّجه بالدمّ، إذا رمَّله به. والانضراج: الانشقاق أيضاً. وانضرج الثوبُ، إذا انشقّ. وانضرجت لنا الطريق، إذا اتّسعت. قال الشاعر في انضراج العُقاب:

كتَيس الظِّباء الأَعْفَرِ انضرجتْ له

 

عُقابٌ تَدَلَّتْ من شَماريخ ثَهْـلانِ

وفرسٌ إضريجٌ: مشبَّه بانضراج العُقاب. قال الراجز:

حتى إذا ما انشعبتْ مَضارجا

خاضَ إليها شُغباً أفـارِجـا

ج-ر-ط

أُهملت وجوهها وكذلك حالها مع الظاء.

 

ج-ر-ع

الجَرْع: مصدر جَرعَ الماء يجرَعه جَرْعاً، والجُرْعة الواحدة، والجمع جُرَع. والجَرَع من الأرض، والجمع أجراع وجُروع، وكذلك الأَجْرَع والجمع أجارع، ويقال: جَرْعاء من الأرض، والجمع جَرْعاوات، وهي الأرض السهلة ذات الرَّمل. ومن أمثالهم: "أفْلَتَ بجُرَيْعة الذّقَن"، أي أفْلَتَ جَريضاً.

والجَعْر يُكْنَى به عن ذي البطن، ويقال: جَعَرَ يجعَر جَعْراً، وأكثر ما يُستعمل ذلك للسِّباع. والمَجْعَر: الدُّبُر. ومن أمثالهم: "أيفتحُ الجَعْر فاهُ"، وهو نَبَزٌ يعيَّر به قوم من العرب فيقال لهم: بنو الجَعْراء. قال الشاعر:

ألا أَبْلِغْ بَني جُشَمَ بنِ بَـكْـرٍ

 

بما فعلتْ بيَ الجَعْراءُ وحدي

والسِّباع كلها تَجْعَر. وتسمَّى الضَّبع: جَعارِ، معدول. والجاعرتان: موضع الرَّقمتين يكتنفان ذَنَبَ الحمار. والجِعَرّى: سَبٌّ يُسَبّ به الإنسان إذا نُسب إلى لؤم. والجِعار: حبل يَشُدُّه الساقي إلى وَتدَ ثم يَشُدُّه في حَقْوِه لئلاّ يقع في البئر. قال الراجز:

إن الجِعارَ حَقَبُ الشَّقيِّ

وقال آخر:

ليس الجِعارُ مانِعي من القَدَرْ

ولو تجعَّرتُ بمَحبوكٍ مُمَرّْ

والجِعِرّانة: موضع معروف كان النبي صلّى اللّه عليه وسلّم نزل به يومَ قَسَمَ غنائمَ هوازن.

ويقال: رَجَعَ يرجِع رَجْعاً ورُجوعاً. ورَجَعْتُه إلى أهله، أي رددته إليهم.

وأرجعَ يدَه إلى سيفه ليستلَه أو إلى كِنانته ليأخذ سهماً. قال الشاعر:

فبدا له أقرابُ هـذا رائغـاً

 

عنه فعيَّثَ في الكِنانة يُرْجِعُ

والرَّجْع: الغدير أو الماء يترقرق على وجه الأرض. وقالوا: الرَّجع: المطر. وفي التنزيل: "والسَّماءِ ذاتِ الرَّجْع". وقال قوم: بل الماء بعينه رَجْعٌ هكذا يقول أبو عبيدة. قال الشاعر يصف سيفاً:

أبيضُ كالرَّجْع رَسوبٌ إِذا

 

ما ثاخَ في محتفَلٍ يختلي

محتفَل: مجتمَع اللَّحم، ويختلي: يقطع. والرِّجاع: رجوع الطَّير بعد قِطاعها إذا رجعت من المواضع الحارّة إلى المواضع الباردة. والرِّجاع: ما وقف على أنف البعير من خِطامه. وناقة راجع، وهي التي يضربها الفحلُ فلا تَلْقَح، والمصدر الرَجاع. وقد سمَّت العرب رَجْعاً ومَرْجِعَة.

والرَّجيع: يُكْنَىِ به عن ذي البَطْن. وبعير رَجيعُ َسَفرٍ، مثل نِضو سفرٍ.

ويقال: إلى الله عزّ وجلّ مَرْجِعُك ورُجوعك ورُجْعاك، مقصور. وفي التنزيل: "إن إلى رَبِّكَ الرُّجْعَى". وربما قالوا: رُجْعانك. وإلى اللّه مَراجع الأمور، جمع مَرْجِع. ويقال: طَلَقَ فلان امرأتَه طلاقاً يَمْلِكُ الرِّجْعة والرَّجْعة والرُّجْعى، مقصور أيضاً. ويقال: ارتجع فلان إبلاً، إذا باع الذكورَ واشترى الإناث. وقيل لحيٍّ من العرب: بِمَ كثرت أموالُكم. فقالوا: "أوصانا أبونا بالنُّجَع والرِّجَع". والرَّجيع: ماء لهُذيل. وحبل رَجيع، إذا نُقض ثم فُتل. وثوب رَجيع، إذا أخلقَ ثم طوي.

والرَّعْج والرَّعَج: الاضطراب الشديد. وأرعج البرقُ إرعاجاً ورَعَج رَعْجاً وارتعج ارتعاجاً، إذا اشتدّ اضطرابُه. ورعجني هذا الأمر وأرعجني، إذا أقلقني. والعَجْر من قولهم: عَجَرَ البعيرُ عَجْراً وعَجَراناً، إذا عدا عَدْواً شديداً. وكل عُقدة في عَصَب فهي عُجْرة. ومن أمثالهم: "أطلعتُه على عُجَري وبُجَري"، أي على عيوبي وغامض سِرّي. وقال عليّ رضي الله عنه: "إلى اللهّ أشكو عُجَري وبُجري"، أي همومي وأحزاني، هكذا فسَّروه، والله أعلم. وكل عُقدة في عصاً فهي عُجْرة. والعصا عَجْراءُ، إذا كانت ذات غجَرٍ. وقال رجل من العرب للحطيئة وهو راعٍ: ما عندك يا راعيَ الغنم? قال: عَجْراءُ من سَلَم. قال: إني ضيف. قال: للضيف أعددتُها. وبنو عُجْرة: بطن من العرب. وقد سمَّت العرب عُجْرة وعُجيراً وأَعجَرَ وعاجِراً. ويقال: عاجرَ الرجلُ، إذا عدا من خوف، وكذلك البعير، وهو مثل كارَزَ في المعنى. وهو مأخوذ من قولهم: مرَّ البعير يَعْجِر، إذا عدا عَدواً شديداً. واعتجر الرجلُ بعِمامته، إذا لواها على رأسه. واعتجر، إذا احتزم. قال الراجز:

جاءت به معتَجِراً ببُرْدِهْ

سَفواءُ تَردي بنسيج وَحْدِهْ

والمَعاجر من الثياب: معروفة، تكون باليمن. والعَجِير: الفرس العِنِّين، وكذلك من الناس. وحافر عَجِر: صُلب. والمِعْجَرَة: ثوب تعتجر به المرأة، أصغر من الرِّداء.

وعرِجَ الرجلُ، إذا صار أعرجَ. وعَرُجَ، إذا تعارج. وقالوا عَرَجَ أيضاً.

وعَرَجَ في الأَدْرُجَّة، إذا صعد فيها يعرُج عُروجاً. ومصدر عَرِجَ عَرَجاً.

والمَعارج: مَعارج الملائكة إلى السماء، والله أعلم. ويمكن أن يكون واحدها مَعْرَجاً أو مِعْرَجاً ومِعْراجاً. والمِعراج، فيما زعم أهل التفسير: سبب تنحدر عليه الملائكة من السَّماء، وهو الذي يعاينه المريضُ عند موته فيَشْخَص ببصره، ولا حياة بعد رؤيته، واللّه أعلم. وبنو الأَعْرَج: حيّ من العرب. وبنو عُريجْ: بطن منهم أيضاً، وكذلك بنو عَرِيج أيضاً. والعُريجاء: ظِمْء من أظماء الإبل، وهو أن تشرب يوماً بالغداة ويوماً بالعَشِيّ. والعُريجاء: موضع. قال الشاعر:

لكنْ ُسهَيَّةُ تدري أنَّنـي رجـلٌ

 

على عُرَيجاءَ لمّا احتُلَتِ الأُزُرُ

والعَرْجاء: الضبُع. ولا يقال للذكر أَعْرج. فأما قولهم: الضَّبُعة العَرْجاء، فمن كلام العامّة. ويقال: عرَّجتُ على فلان، أي عطفت عليه، والمصدر التعريج. ويقال: عَرِّجوا بنا في هذا المكان، أي انزلوا بنا فيه. قال الراجز:

قال لهم والليلُ أحْوَى أدْعَجُ

طال السُّرَى عليكمُ فعَرِّجوا

هَيهاتَ أو يبدو الصَّباحُ الأَبْلَجُ

ويقال: ما لي عليه عُرْجة ولا تعريج ولا معرج، أي تلبُّث. وانعرجَ الطريقُ، إذا مال. وكذلك عَرَجُ الوادي والنَّهر ومنعرجه: حيث يميل يَمْنَةً وَيسْرَة. ومعرَّج النهر: ناحيته. والعَرْج: القطعة من الإبل ما بين ثلاثمائة إلى الألف، والجمع أعراج. قال الشاعر:

يوم تُبْدي البِيضُ عن أسْوُقِها

 

وتَلُفُّ الخيلُ أعراجَ النَّعَـمْ

والأعَيْرِج: ضرب من الحيَّات أصَمُّ لا يقبل الرُّقية، يطفِر كما تطفِر الأفعى، والجمع أُعَيْرِجات. والعَرِج من الإبل، نحو الحَقِب: الذي لا يستقيم بوله، زعموا، لقِصَرٍ في ذَكَره يقال: عَرِجَ البعير يعرَج وحَقِبَ. والعَرْج: موضع بالحجاز معروف، تُنسب إليه العَرْجيّ الشاعر.

 

ج-ر-غ

أُهملت.

 

ج-ر-ف

الجَرْف: مصدر جرفتُ الشيءَ أجرِفه وأجرُفه جَرْفاً، إذا أخذته أخذاً كثيراً. وبه سُمَّي الموتُ الجارفُ إذا اجترف الناسَ، والسيلُ الجارفُ لأنه يجترف ما على الأرض. وجُرُف النَّهر والوادي: ما جَوَّخَه السيلُ حتى يقطعه فيمنع الطُرُق، والجمع أجراف وجُروف. وذكر أبو حاتم عن غَيْثَةَ أُمِّ الهيثم أنها قالت: جِرَفَة. وكل شيء جرفتَ به شيئاً فهو مِجْرَفة. والجَفْر: الجَذَع من ولد الضَأن، والجمع أجفار وجِفَرة. وجُفْرة الفرس: وسطه. والجُفْرة في الأرض: معروفة، والجمع جِفار وأجفار، وهي حفرة في الأرض. والجِفار: موضع بنجد. قال الشاعر:

ويومُ الجِفار ويوم النِّسـا

 

رِ كانا عَذاباً وكانا غَراما

وجَفَرَ الفحلُ جُفوراً، إذا عجز عن الضِّراب، فهو جافر. وفرس مُجْفَر: عظيم الجُفْرة. والأَجْفَر: موضع. والجَفير: كِنانة النَّبْل إذا كانت من خشب محفور. والجَفْر: البئر الواسعة غير المطوّيَة. قال الشاعر:

فإن أبا حِصْنٍ حُذيفةَ ُمثْفَـرٌ

 

بأيرٍ على جَفْرِ الهَباءة أَسْودا

الهَباءة: موضع. وقد سمَّت العرب جَيْفَراً وأحسب الياء فيه زائْدةً، وهو من الجَفْر. ولغة لأهل اليمن يقولون: فعلت ذلك من جَفَرِ كذا وكذا ومن جَفَرَى كذا، أي من أجله.

ورَجَفَ الشيءُ يرجُف رُجوفاً ورَجَفاناً، إذا اضطرب اضطراباً شديداً.

ورَجَفَتِ الأرضُ، إذا زُلزلت. وفي التنزيل: "يومَ تَرْجُفُ الرّاجفةُ" والرَّجْفة أيضاً. ورَجَفَ القلبُ، إذا اضطرب من فزع. ويسمَّى البحر رَجّافاً لاضطراب موجه. قال الشاعر:

والمطعِمين إذا الرياح تناوحـت

 

حتى تغيبَ الشمسُ في الرُّجّافِ

يعني البحر. وإنما قيل: أرجفَ الناسُ بكذا وكذا، إذا خاضوا فيه واضطربوا.

والفَجْر: حُمرة الشمس في سواد الليل، وهما فَجْران أحدهما المستطيل وهو الذي يسمَّى ذَنَبَ السِّرحان، والآخر المستطير وهو المنتشر في الأفق الذي يحرِّم على الصائم الأكلَ فيه. وفي الحديث: "ليس الفجرُ بالمستطيل ولكنه المستطير". وانفجر الماء وغيره انفجاراً، إذا انبعث سائلاً. ومنه الفجور من الإنسان، إنما هو انبعاثه في المعاصي. يقال: فَجَرَ الرجلُ يفجُر فُجوراً فهو فاجر. ورجل ذو فَجَر، إذا كان يتفجّر بالخير. قال الشاعر:

وذو فَجَرٍ في القوم غيرُ حَقَلَّدِ

الحَقلَّد: البخيل. وقال الآخر:

عَجَّفَ أضيافي جميلُ بن مَعْمَرٍ

 

بذي فَجَرٍ تأوي إليه الأرامـلُ

وأيام الفِجار أربعة أفْجِرة، أيام كانت بين قُريش وقيس في الجاهلية. وفي حديث النبي صلَى الله عليه وسلَّم: "كنت يوم الفِجار أَنْبُلُ على عمومتي"، أي أُناولهم النَّبْل. والمَفْجَرة والفُجْرة: موضع انفجار الماء من الحوض، والجمع فجَر ومَفاجر. ويقال للمرأة: يا فَجارِ أقبلي، معدول، كما يقال: يا فَساقِ. قال الشاعر:

إنّا اقتسمنا خُطَّتَينا بـينـنـا

 

فحملتُ بَرَّةَ واحتملتَ فَجارِ

والفُجَير: موضع. والمَفْجَرة: أرض تطمئنّ فتنفجر فيها أودية. وفُجْرة الوادي وثُجْرته: المتَسع منه.

والفَرْج: الثَّغر بين موضعي المَخافة والأمن. والفَرْجان: اللذان يُخاف على الإسلام منهما، التُرك وسُودان مصر. وكل موضع مَخافةٍ فَرْجٌ. قال الشاعر:

فغَدَتْ كِلا الفَرْجين تحسبُ أنه

 

مَوْلَى المخافةِ خَلْفُها وأمامُها

يعني بقرة وحشية أُكل ولدُها فهي تتوقَّع الشَّرّ من خلفها وقُدّامها. والفَرْج يُكْنَى به عن قُبُل المرأة والرجل. وفَرَسٌ بعيدُ ما بين الفُروج، يعني القوائم. وقوس فُرُج وفارِج، إذا انفجّت سِيَتاها. وقد يقال: قوسٌ فَريج.

والفرْجة: الخَصاصة بين الشيئين. والفَرْجة، بفتح الفاء: الراحة من حزن أو مرض. قال الشاعر:

رُبَّما تَجْزَعُ النفوسُ من الأم

 

رِ له فَرْجَة كحَلِّ العِقـالِ

وامرأة فُرُجٌ، إذا كانت في ثوب واحد، لغة يمانية، كما قال أهل نَجد: امرأة فُضُل. والفَرَج: ضدُّ الهمّ. ورجل مُفْرَج، إذا كان حميلاً لا ولاء له إلى أحد ولا نَسَب، ومن قال مُفْرَح، أي مُثْقَل بالدَّين من قولهم: أفرحني هذا الأمر، أي أثقلني. والحَميل: الذي يُحمل من بلاد العجم. وفي الحديث: "لا يُترك في الإسلام مُفْرَج"، أي لا بدّ وأن يتعلق بولاء أو نسب. وبنو مُفْرِج: قبيلة من العرب. وقد سمَّوا فَرَجاً وفَرّاجاً ومُفَرِّجاً. والفَرُّوج: معروف. والدُّرّاعة المفروجة: التي لها فُروجٌ. وزعم الأخفش أن الدّارابزِين يسمَّى تَفاريج. ويقال للرجل نِفْرِجة، أي جبان. وبنو تِفْرِجَة: قبيلة من العرب.

 

ج-ر-ق

أُهملت وجوهها وكذلك حالهما مع الكاف.

 

ج-ر-ل

أرضٌ جَرِلة وجُرَوِلة وجَرْوَلة، إذا كانت ذات حجارة. وجمع جَرَل أجرال. قال الشاعر:

من كُلّ مشترِفٍ وإن بَعُدَ المَدَى

 

ضَرِمَ الرَّقاقِ مُناقِلَ الأجـرالِ

وقال آخر:

يا نَخْلُ ذاتَ القاع والجَراولِ

تَطاولي ما شئتِ أن تَطاوليِ

وقد سمَّت العرب جَرْوَلاً.

والرِّجْل: معروفة. والرّجْل: الرّجّالة، الواحد راجل، مثل شارب وشَرْب وصاحِب وصَحْب. ورَجُل رَجِيل: صبور على المشي. قال الشاعر:

بمِثْلِهما يروحُ المرءُ لَـهْـواً

 

ويقضي حاجَهُ الرجُلُ الرَّجِيلُ

حاجٌ: جمع حاجة. وحرَّة رَجلاءُ: يصعب فيها المشي. قال الشاعر:

ليس يُنجي مُوائَلاً من حِذارٍ

 

رأسُ طودٍ وحَرَّة رَجْلاءُ

وامرأة رجيلة. قال الشاعر:

أَنَّى سَرَيْتِ وأنتِ غيرُ رَجـيلةِ

 

شَهِدَتْ عليكِ بما سَرَيْتِ شُهودُ

ورُجّال: جمع راجل أيضاً. قال الشاعر:

شَددْتُ على رُجّالِ سَعْدٍ ونابِـلٍ

 

ومن يدَّعي الداعي إذا هو ندَّدا

ورأيت رِجْلاً من جراد، أي قطعة عظيمة. وفسَّروا بيت الراعي:

كدُخانِ مرتجِلٍ بأعلى تَلْـعةٍ

 

غَرْثانَ ضَرَّمَ عَرْفَجاً مَبلولا

أي كدُخانِ رَجُلٍ قد أصاب رِجْلاً من جراد فهو يشتوي منها. وقوم رُجَالى ورَجّالة ورَجْلة، أي مشاة على أرجل. قال الشاعر:

ورَجْلَةً يَضربون البَيْضَ عن عُرُضٍ

 

ضَرْباً تَواصَى به الأبطالُ سِجِّينـا

وسِجِّيل أيضاً، أي صلب. والرِّجْلة: نبت من الحَمْض. قال أبو حاتم وقوم من متحذلقي المولَّدين: يسمُّون البقلةَ الحَمقاءَ: الرِّجْلة ولا أعرف هذا. وفَرَسق أَرْجلُ والأنثى رَجْلاءُ، إذا كان في إحدى رجليه بياض. ورجل بَيِّنُ الرّجْلة، إذا كان بَيِّنَ الجَلَد. وشكا فلان الرُّجْلة، أي المشي. والمِرْجَل: معروف، عربيّ صحيح. ورجَّل الرجلُ شعرَه، إذا سرّحه.

وترجَّلَتِ الضّحى، إذا انبسطت. وترجَّل الرجل في البئر، إذا رمى بنفسه فيها. وارتجل خُطبة، إذا أنشأها. وأرجلتُ الفصيلَ مع أمه يرضع متى شاء. وفَرَسٌ رَجيل، أي جريء على المشي.

 

ج-ر-م

الجِرْم: الجسم. وقولهم: فلان حسن الجِرْم، أي حسن خروج الصوت من الجِرْم، وجمع الجِرْم جُروم وأجرام. والجُرْم: الذَّنب أجرم يُجرم إجراماً، وجَرَمَ يجرِم جَرْماً، والاسم الجُرْم، والمصدر الجَرْم. وبه سُمَّي الرجلُ جَرْماً. واجترم يجترم اجتراماً. ورجل جارِم ومُجْرِم. وبنو جَرْم: بطنان من العرب، بطن في قُضاعة والآخر في طيّىء. قال الشاعر:

أبَعْدَ الحارثِ المَلِكِ بنِ عَمِرِو

 

له مُلْكُ العراق إلى عُمـانِ

مجاوَرةً بني شَمَجَى بنِ جَرْمٍ

 

هَواناً ما أتيح من الـهَـوانِ

وقد سمَّوا جارِماً. وبنو جارِم: بطنان أيضاً، بطن في بني ضبَّة والآخر في بني سعد. قال الشاعر:

إذا ما رأت حَرْباً عَبُ الشَّمس شَمَّرَتْ

 

إلى رَمْلِها والجارميُّ عـمـيدُهـا

يريد عَبْشَمْس بن سعد بن زيد مَناة بن تميم. وجرمت النخلةَ أجرِمها جَرْماً، إذا صرمتها. وجاء زمنُ الجِرام، أي زمن الجِداد، وهو الصِّرام. والجُرامة: ما يُلتقط من الكَرَب بعد ما يُصرم النخل. والتمر الجريم: المصروم. قال الشاعر:

ورُبَّةَ غارةٍ أوْضَعْتُ فيها

 

كسَجِّ الهاجريِّ جَريمَ تَمْرِ

والرجل الذي يجرم التمر جارِم، والجمع جُرّام. قال الشاعر:

كأنّ أصواتَها أصواتُ جُرّامِ

ويقال: فلان جريمة أهله، أي كاسِبُهم. قال الشاعر:

كأني إذ غَدَوا ضمَّنتُ بَـزّي

 

من العِقْبان خائتةَ طَلـوبـا

جريمةَ ناهضٍ في رأس نِيقٍ

 

ترى لِعظام ما جمعتْ صَليبا

على الجبل، يصف عُقاباً، أي تكتسب لفرخها. والجريمة أيضاً: الذَّنْب. قال الشاعر:

إذا جرَّ منّا جارمٌ في جريمةٍ

 

فَدَيْناه بالمال التِّلاد وبالحُكْمِ

قوله بالحُكْم يعني نعطيهم حُكمهم. وتقول: لا جَرَمَ لأفعلنَّ كذا وكذا. قال أبو عُبيدة: معناه حقّاً لأفعلنَّ، واحتجّ بقول الشاعر:

ولقد طعنتُ أبا عُـيَيْنَةَ طـعـنةً

 

جَرَمَتْ فَزارةُ بعدها أن يغضبوا

أي أَحَقَّتْ لهم الغَضَبَ. والجُرامة: التمر المصروم. والجَمْر: معروف جَمْرة وجَمْر. والمِجْمَرة: التي يُجتمر فيها. والجِمار: رمي الحصى بمكَّة، والجمع جَمَرات. وجَمَرات العرب: بنو الحارث بن كعب، وبنو نُمير بن عامر، وبنو عَبْس بن بَغيض. وكان أبو عُبيدة يقول: هم أربع جَمَرات، ويزيد فيها بني ضبَّة بن أُدّ. قال أبو حاتمِ: فقلت لأبي عُبيدة: إنك قلت لنا مرةً: ثلاث، فقال: ضبَّة أشبه بالجَمْرة من بني نُمير، ثم قال: فطَفِئَت جمرتان وبقيت واحدة، طَفئت بنو الحارث لأنهم حالفوا نَهْداً، وطَفئت بنو عبس لانتقالهم إلى بني عامر بن صعصعة يوم جَبَلة. قال: فقلت له: وطَفئت بنو نمير، فقال: من أطفأها? قلت: بُغا، فضحك وسكت. بُغا: غلام كان لملك بغداد في ذلك الزمن أُخرج إليهم فقتلهم. ويقال: جمّرت الجيش، إذا لم تُقفله من الثَّغر. وجمَّرت المرأة شعرَها، إذا جمعته فعقدته في قفاها. وجُمّار النخلة: معروف. ويسمَّى الجُمّار: الجامور، لغة فصيحة. وجمَّرت النخلَ تجميراً، إذا قطعت جُمّارها. وجاء القومُ جَماراً، أي جاءوا بأجمعهم. وبنو جَمْرة: قبيلة من العرب. وهذا جَمير القوم، أي مجتمعهم. وابن جَمِير: الليل المُظلم. قال كعب بن زهير:

وإن أغارَ ولـم يَحْـلَ بِـطـائلةٍ

 

في ظلمة ابن جَميرٍ ساوَرَ الفُطُما

وابن ثَمير: الليل المُقمر. وأجمرَ الرجلُ عَدْواً، وكذلك البعير. ويقال: أجمر القومُ على الأمر، إذا اجتمعوا عليه، زعموا. والمجمر: الموضع الذي تُرمى فيه الجِمار.

والرَّجْم: مصدر رجمتُه بيدي أرجُم رَجْماً بحجر أو غيره. والرُّجوم: النجوم التي يُرمى بها، وبذلك سُمَّي الشيطان رَجيماً فَعيل في موضع مفعول. والرُّجْمة: القبر، بفتح الراء وضمّها والضم أعلى، ويُجمع رُجَماً ورِجاماً. ورَجَمَ الرجلُ بالغيب، إذا تكلّم بما لا يَعلم. وأرجمَ الرجلُ عن قومه وراجمَ عن قومه، إذا ناضل عنهم. ورِجام: موضع. قال الشاعر:

عَفَتِ الدِّيارُ مَحَلًّها فمُقامُها

 

بمِنًى تَأبَّدَ غَوْلُها فرِجامُها

والرِّجام: حجر يُشَدُّ بطرف عَرْقُوة الدَّلو ليكون أسرع لانحدارها. قال الشاعر:

كأنّهما إذا عَلَوا وَجِـينـاً

 

ومَقْطَعَ حَرَّة بَعَثا رِجاما

الوَجين: الصُّلب من الأرض.

ومَرجوم: لقب رجل من العرب كان سيداً ففاخر رجلاً من قومه إلى بعض ملوك الحيرة فقال له: قد رجمتُك بالشرف، أي حكمت لك به، فسُمِّي مرجوماً. قال الشاعر:

وقَبِيلٌ مـن لُـكَـيْزٍ حـاضـرٌ

 

رَهْط مرجوم ورهطُ ابنِ المُعَلّْ

يريد المعلَّى، وهو جدّ الجارود بِشر بن عمرو بن المعلَّى. الجارود: لقب.

والمَراجم: قبيح الكلام، تراجمَ القومُ بينهم بمَراجمَ قبيحةٍ، أي بكلام قبيح.

وفرس مِرْجَم، أي يرجُم الأرضَ بحوافره يرميها بها. وكلام مرجَّم: عن غير يقين.

والمَجْر: الجيش العظيم. وأمجرتِ الشاةُ، إذا حَمَلتْ فعظُم بطنُها وهُزلت، والشاة مُمْجِرِ والجمع مَماجر، فإذا كان ذلك من عادتها فهي مِمْجار ومِمجر. ونُهي عن الإمجار في البيع، وهو شِرَى ما في بطون الحوامل.

وسنة مُمْجِرة ومُمْجر: يُمْجِر فيها المالُ، زعموا، أي يهزل. ومَرَج أمرُ الناس، إذا اختلط، فالأمر مارِج ومَريج. قال أبو عبيدة في قوله عزّ وجلّ: "من مارج من نار"، أي متفرِّق الشعاع. ومَرْجُ الخيل: الذي تُمْرَج فيه، أي تُترك الذكور مع الإناث. ومَرَج الخاتمُ في الإصبع، إذا تقلقل فيها. وخُوط مَريج، أي مشتبك في الأغصان. وسهم مَريج: مُلتَوٍ أعوج. قال الشاعر:

فراغَتْ فالتمستُ به حَشاها

 

فخَر كأنه خُـوط مَـريجُ

ج-ر-ن

جَرَنَ الحبلُ جُروناً، إذا تَحاتَّ زِئْبَرُه ولان، وكذلك الثوب، وهو جارِن. ويقال للدِّرع إذا قَدُمَت ولانت: قد جَرَنَت جُروناً. والجَرين للبُرّ مثل المِصْطَح للتمر. وربما سُمِّي موضع التمر جَريناً أيضاً، وهو الجَوْخان.

والجُرْن: الذي يسمَّى بالمدينة المِهْراس، وهو حجر منقور يُصَبُّ فيه الماء، ويُتوضّأ منه. والسَّوط المجرَّن: الذي قد مُرنَ قِدُّه فَلانَ. وجِران الدّابّة: باطن عُنُقه، والجمع جُرُن. وجِران العَوْد: لقب رجل من شعراء العرب.

ورَجَنَ الدابَّةُ بالمكان يرجُن رُجوناً فهو راجن، إذا أقام به. ورَجَنَ القوم بالمكان، إذا أقاموا به أيضاً. والمَرْجِن: المكان الذي يُرجن فيه. والمَرْجان: اللؤلؤ الصِّغار، هكذا يقول أبو عُبيدة.

والنَّجْر من قولهم: فلان من نَجْرٍ كريمٍ ومن نِجارٍ كريمٍ، أي من أصل كريمٍ. ونَجِرَ الرجلُ ينجَر نَجَراً، إذا شرب الماء فلم يَرْوَ. ومنه سُمَّي شَهْراً ناجرٍ، وهو أشد ما يكون من الحرّ، وظنَّ قوم أنهما حَزِيران وتمّوز، وهذا غلط، إنما هو وقت طلوع نجمين من نجوم القَيظ. ونَجْران الباب: الخشبة التي يدور فيها. والنَّجْر: عمل النَجّار، والنِّجارة صِناعته.

والنُّجير: حصن باليمن. وبنو النَّجّار: قبيلة من العرب. والنَّوْجَر: الخشبة التي يُكرب بها، ولا أحسبها عربية محضة. والمنجور، في بعض اللغاتَ: المَحالة التي يُسْنَى عليها. فأما أَنْجَر السَّفينة ففارسيّ معرَّب.

والمِنجار: لعبة يلعب بها الصِّبيان، وأحسبه مولَّداً. قال الشاعر:

والوَرْدُ يسعى بعُصْمٍ في رحالهمُ

 

كأنه لاعبٌ يسعى بمِـنْـجـارِ

عُصْم هذا عُصْم الأعرج أبو حَنَش، رجل من بني تغلب قتل شرحبيل الملك الكِندي يوم الكُلاب.

ونَجران: موضع. والجَنّور: مَداس الحنطة والشعيرة لغة يمانية.

 

ج-ر-و

الجِرْوُ: جِرو الكلب وغيره من السِّباع، والجمع جِراء وأَجرٍ. والسَّبُعة مُجْرٍ كما ترى، إذا كان معها جِراؤها. وكثر ذلك حتى قالوا: جِرْوُ قِثّاءٍ، وجِرْوُ حَنظلةٍ، وجرْوُ بِطّيخ. قال الشاعر:

كأنّ مجلوزةً قُدّام جُؤجؤهـا

 

أو جِرْوَ حنظلةٍ لم يَغْدُ واعيها

وأحسب هذا البيت مولَّداً ولا أعرفه. وألقى الرجلُ جِرْوته، إذا ربط جَأشُه وصبر على الأمر. وقد سمَّت العرب جِرْواً وجرَياً. وبنو جِرْوة: بطن منهم. وسمّوا أيضاً: جُرَيَّة، تصغير جِرْوة.

والجَوْر: ضِدُّ القصد. ويقال: جارَ عن الطريق، إذا مال عنه. وكل مائل عن شيء فهو جائر عنه، ومنه جَوْر الحاكم إذا مال عن الحقّ. ويقولون: طريق جَوْز، كما يقولون: جائر. وكذلك يقولون: رجل زَوْرٌ في معنى زائر، ونَوْمٌ في معنى نائم. وكان الأصمعي يعيب على أبي عُبيدة تفسيرَه قول حاجب بن زُرارة يوم جَبَلَة:

شَتّانَ هذا والعِناقُ والنَّوْمْ

والمَشْرَبُ الدائمُ في ظِلِّ الدَّوْمْ

فقال الأصمعي: ما ابن الصَبّاغ وهذا، وأنَّى لأهل نجد الدَّوم، وإنما الدَّوْم بالحجاز وحاجب نجديّ فأنَّى له دَوْم، وإنما أراد في الظل الدَّوْم أي في الظل الدائم. وقال الراجز:

ومَشْيُهنّ بالخُبَيْبِ مَوْرُ

كما تَهادىَ الفتياتُ الزَّوْرُ

يريد الزوّار.

 

يَسألن عن غَوْرٍ وأين الغَوْرُ

والغَوْرُ منهن بعيدٌ جَوْرُ

يريد جائر. ورجل جِوَرّ: شديد صلب.

وراج الأمرُ يروج رَوْجاً ورَواجاً، إذا جاءك في سرعة فهو رائج.

والوَجار، والجمع وُجُر، وهو سَرَب الثعلب والليوث وما أشبهها، وربّما استُعير لغيرهما. وأوجرتُه الدواءَ أُوجِرُه إيجاراً، والدواء وَجُور، وأجازوا وَجَرْته. ووَجْرة: موضع بين مكة والبصرة تُنسب إليه الوحش. قال الأصمعي: هي أربعون ميَلاً ليس فيها منزل فهي مَرْتٌ للوحش. ويقال: أنا من هذا الأمر أوْجَرُ، في معنى أَوْجَلُ.

 

ج-ر-ه

الجَهْر: ضِدُّ السِّرّ. وجَهَرني الرجلُ، إذا راعك جمالُه وهيئتُه. وجهرتُ البئرَ، إذا نزفتَ ماءها. ورجل جَهير: ذو رُواء، وامرأة جهيرة. وجهرتْه الشمسُ، إذا أسدرت بصرَه. وكبش أجْهَرُ، إِذا سحِر في الشمس، وكذلك الفرس إذا كان مُغْرَباً قد غَشِيَتْ غَرّتُه وجهَه. وقد سمَّت العربُ أجهَر وجَهيراً وجَهْران. ورجل جَهير الصوت، إذا كان غليظَه. وقد اشتُقَّ من الجَهر جَهْوَرٌ، وهو اسم، الواو فيه زائدة. وأجهرتُ الجيشَ واجتهرتُه، معناه: كثروا في عيني. قال العجّاج:

كأنما زهاؤه لمن جَهَرْ

ليل ورِزُّ وَغْرِه لمن وَغَرْ

فأما جَوْهَر ففارسيّ معرب.

والرَّهَج: الغبار، بفتح الهاء وتسكينها.

والهَجْر: ضِدًّ الوَصْل. والهُجْر: ما لا ينبغي من الكلام. وفي الحديث: "لا تقولوا هُجْراً". وهجرتُ الرجلَ أهجُره هَجْراً. وهَجَرَ المريضُ، إذا هَذَى.

وهاجرَ الرجلُ أهلَه وقومَه، فاعل من الهَجْر. وسُمِّي المهاجرون لمهاجرتهم أهلَهم وأرضَهم. والهَجير والهاجرة والهَجْر: انتصاف النهار.

ويقال: هجَّر القومُ تهجيراً، إذا ساروا في الهاجرة. وأهجرتِ الجاريةُ، إذا شبَّت شباباً حسناً فهي مُهْجِرة. ويقال للنخلة والناقة كذلك. والهِجار: حبل يُشدّ في حَقْوِ البعير ثم يُشدّ في أحد رُسْغَي يديه هَجَرْتُ البعيرَ أهجُره هَجْراً، فهو مهجور. قال الشاعر:

فكَعْكَعوهنّ في ضيقٍ وفي دَهَشٍ

 

يَنْزُون ما بين مأبوضٍ ومهجورِ

روى الأصمعي ضَيقٍ، وغيرُه ضِيقٍ. فكعكعوهنّ: ردّوهن. والمأبوض: المشدود بالإباض، وهو حبل يُشَدّ بالرُّسغ إلى العَضد ولا يُعقل عقَلاً فتُثنى به يده. وهَجَر: بلد معروفة، لا يدخله الألف واللام. والهَجَر أيضاً: موضع، بالألف واللام. والهُجير: موضع أيضاً. وبنو هاجَر: بطن من بني ضَبَّة. وتكلَّم فلان بالمَهاجر، أي بالكلام القبيح. وما زال ذاك هِجِّيراه وإهْجِيراه، أي دَأْبه، وربما قالوا هِجّيرى في وزن فِعَّيلَى.

والهَرْج: الفِتنة فيَ آخر الزمان، والله أعلم. وفي الحديث: "قبلَ الساعةِ الهَرْجُ". قال الشاعر:

ليت شِعري أأوَّلُ الهَرْج هذا

 

أم بلاغ من فِتنةٍ غيرِ هَرْج

يقال: هَرَجَ القومُ في الحديث يهرِجون، إذا أكثروا فيه. وهَرِجَ الرجلُ يهرج هَرَجاً، إذا أخذه البُهْر من حَرّ أو مشي. ويقال: هَرِجَ الفرسُ يهرَج هَرَجاً، إذا أخذه البُهْر من شدّة العَدْو. وفرس مِهْرَج: شديد العَدْو، وكذلك فرس هَرّاج. قال الراجز:

غَمْرَ الأجاريِّ مِسَحّاً مِمْعَجا

بُعيد نَضْح الماء مِذْأًى مِهْرَجا

وقال الراجز:

فشاع في الحيّ الكريم مَقْسَمُهْ

من كل هَرّاج نَبيلٍ مَحْزِمُهْ

وأهرجَ البعيرُ، إذا حُمل عليه في السير حتى يأخذه البُهْر. والقوم مُهْرِجون، إذا هَرِجَت إبلُهم. وهرَّجت بالسبع، إذا زجرته. قال الشاعر:

وكَيْدِ مَطّالٍ وخَصْمٍ مِبْدَهِ

ينوي اشتقاقاً في الضُلال المِتْيَهِ

هرَّجتُ فارتدّ ارتدادَ الأكْمَهِ

ويقال: بات الرجلُ يَهْرِج المرأةَ ويَهْرُجها، كناية عن النِّكاح.

وبات الرجلُ يَهْرِج الأحلامَ، إذا بات يحلم في نومه، وقالوا يَهْلِج باللام.

 

ج-ر-ي

جرى الشيءُ يجري جَرْياً فهو جارٍ، وأجراه غيرُه يُجريه إجراءً. ويقولون: جَيْرِ لأفعلنَّ كذا وكذا، كلمة يؤكِّدون بها كتأكيدهم بالقسم. قال الشاعر:

فإن تَفْخَرْ ببيتكَ من مَعَدِّ

 

يَقِلَّ صَديقُك العُلَماءُ جَيْرِ

ويروى: يَقُلْ تصديقَك. وهذا باب يُستقصى في المعتلّ إن شاء الله.

 

باب الجيم والزاي

مع الحروف التي تليهما في الثلاثي الصحيح

ج-ز-س

أُهملت الجيم والزاي مع السين والشين والصاد والضاد والطاء والظاء.

 

ج-ز-ع

جَزعَ الرجلُ يجزَع جَزَعاً من مصيبة أو ألم. وجَزَعَ الرجلُ الواديَ يجزَعه جَزْعاً، إذا قطع جِزْعَه، وهو وسطه ومنعطفه ومنقطعه، ثلاث لغات. والجَزْع، بفتح الجيم: هذا الخَرَز المعروف الذي تسمّيه العامة جِزْعاً. وما بقي في الإناء إلا جِزْعة وخزْعة وجُزيعة، وهو القليل من الماء، وكذلك هو في القِربة والإداوة. ورُطَبة مجزَّعة، وقال أبو حاتم: مجزِّعة، إذا أرطبت إلى نصفها أو نحو ذلك. وانجزع الحبلُ، إذا انقطع. وقال قوم: إذا انقطع بنصفين قيل: انجزع، ولا يقال إذا انقطع من طرفه: انجزع. ويقال: انجزعت العصا، إذا انكسرت بنصفين. والجُزْع: المِحْوَر الذي تدور فيه المَحالة، لغة يمانية. والجُزْع: هذا الصِّبغ الأصفر الذي يسمى العُروق في بعض اللغات. والجازِعة: الخشبة التي يُعْرَش عليها الكَرْم.

والجَعْز: لغة في الجَأْز، مهموز، وهو الغَصَص جَئِزَ الرجلُ يجأَز جَأْزاً، وكذلك جَعِزَ يجعَز جَعْزاً، إذا اغتصَّ.

والزَّعْج من قولهم: أزعجني هذا الأمرُ إزعاجاً، إذا أقلقني. وقد قالوا: أزعجني زَعْجاً، والاسم الزَّعَج. وانزعج الإنسان من موضعه، إذا تنحّى عنه. قال الراجز:

لولا الأبازيمُ وأنَّ المَنْسِجا

ناهَى عن الذِّئبة أن تَفَرَّجا

لأقْحَمَ الفارسَ عنه زَعَجا

والعَجْز: معروف، ويقال عَجُر أيضاً وامرأة عَجْزاءُ، ولا يقال للرجل أَعْجَزُ، وإنما يقال آلَى. وعَجَزَ الرجلُ عن الشيء يعجِز، وعَجَزَتِ المرأةُ تعجُز عَجْزاً، إذا صارت عجوزاً، وعَجِزَت تعجَز عَجْزاً، وكذلك الرجل، من التقصير. وعَجْز هَوازن: بنو نصر بن معاوية وبنو جُشَم بن بكر. وعُقاب عجزاءُ، اختلفوا في تفسيره، فقال قوم: إذا كان في ذَنَبها ريشة بيضاءُ أو ريشتان. وقال قوم: بل هي الشديدةُ الدّابرةِ. قال الشاعر:

وكأنما تَبِعَ الصِّوارَ بشَخْصِها

 

عَجزاءُ تَرْزُق بالسُلَيِّ عِيالَها

الصِّوار: القطيع من بقر الوحش. وقال آخرون: بل العَجْزاء: الشديدة الكفّ، وهي إصبعه التي وراء أصابعه. ويقال: فحل عَجيز وعَجيس، إذا عجز عن الضِّراب. والعِجْزة: آخر ولد المرأة إذا أسنَّت، وكذلك الرجل. قال الشاعر:

ها إنَّ عِـجْـزَةَ أُمِّـــهِ

 

بالسَّفْح أَسْفَلَ مـن أُوارَهْ

تَسْفي الرياحُ خلالَ كَـشْ

 

حَيْهِ وقد سلـبـوا إزارَهْ

فاقـتُــلْ زُرَارةَ لا أرَى

 

في القوم أكرمَ من زُرارَهْ

والعِجازة، ويقال الإعجازة شبيه بالوِسادة تشُدّه المرأة على عَجُزها لتُحسب أنها عَجْزاء. وتسمَّى الإعظامة أيضاً. ويقال لإصبع الطائر، وهي الدابرة: العُجازة، زعموا، والله أعلم.

والعَزْج: الدفع وربما كُني به عن النِّكاح.

 

ج-ز-غ

أُهملت.

 

ج-ز-ف

الجَزْف: الأخذ بكثرة، ومن ذلك قولهم: جَزَفَ له في الكيل، إذا أكثر. ومنه الجُزاف والمُجازفة في الشِّرَى والبيع، وهو يرجع إلى المساهلة.

والجَفْز: السّرعة في المشي لغة يمانية لا أدري ما صحّتها. والفَجْز: لغة في الفَجْس، وهو التكبّر.

 

?ج-ز-ق

أُهملت وجوهها وكذلك حالهما مع الكاف. قال أبو بكر: وقد تقدّم قولنا إن الجيم والقاف لم يجتمعا في كلمة عربية إلا بحاجز، وهي قليلة مع ذاك، وكذلك الكاف.

 

ج-ز-ل

الحَطَب الجَزْل: ضِدُّ الشَخْت، الدقيق الضعيف. والجَزْل: ما عَظُمَ من الحطب، ثم كثر ذلك حتى صار كل ما كثر جَزْلاً، فقالوا: أعطاه عطاءً جَزْلاً وأجزلَ له من العطاء. وعطاء جَزْل وجَزيل. وأجزلت للرجل العطاءَ فأنا مُجْزِل. قال أبو النجم العِجلي:

الحمدُ لله الوَهوبِ المُجْزِلِ

أعطى فلم يَبْخَلْ ولم يبخَّلِ

وجَزَلَ لي من ماله، أي أعطاني قطعة منه. والجزْلة: القطعة العظيمة من التمر ومن كل شيء. وربما قيل لنصف الجُلَّة جِزْلة. وضرب الرجُل الرجلَ بالسيف فجزله جِزلتين، أي نصفين. وجاء زمنُ الجزال والجِزال، أي الصرام. قال أبو النجم العِجلي:

حتى إذا ما حان من جَزالها

وحَطَّتِ الصُّرّامُ من جِلالِها

ويقال: ما أَبْيَنَ الجزالةَ في فلان، أي العقل والوقار. والجَزَل: مصدر جَزِلَ البعيرُ يجزَل جَزَلاً، وهو أن يكثر الدَّبَر في ظهره فيُجَبّ سَنامه. وقال بعض أهل اللغة: بل هو أن يهجم الدَّبَر على جوفه فتخرج فَقارُه من ظهره. قال الراجز:

فغادَرَ الصَّمْدَ كَظْهر الأجْزَلِ

والجَوْزَل: الفَرْخ من فِراخ الحمام، وستراه في بابه إن شاء اللّه.

وبنو جَزيلة: بطن من العرب.

والجَلْز: العَقَب المشدود في طرف السُّوط الأصْبَحيّ. وكل عَقْد عقدته حتى يستدير فقد جَلَزْتَه، وهو جَلْز وجِلاز. وجَلْز السِّنان: المستدير كالحلقة في أسفله. قال الشاعر:

حَمِدْتَ أمري ولُمْتَ أمرَك إذ

 

أمسَكَ جَلْزُ السِّنان بالنّفَـسِ

وقد سمَّت العرب مِجْلزاً وجالِزاً.

والزَّجْل: زَجْلُكَ الرجلَ بالسِّنان زَجْلاً، إذا زججتَه به. والسِّنان مِزْجَل.

والزاجِل: حلقة تكون في زُجّ الرمح. قال الشاعر:

فهانَ عليه أن تَجِفَّ وِطابُكم

 

إذا حُنِيَتْ فيما لديه الزَّواجلُ

والزَّواجل أيضاً واحدها زاجلِ، وهي خشبة تُعطف وهي رَطْبة حتى تصير كالحَلْقة ثم تجفف فتُجعل في طرف الجزام أو الحبل تُشَدُّ به الأعكام. والزاجَل، بفتح الجيم: ماء الظليم. وقال قوم: بل الزاجل ما يسيل من دُبُر الظليم على البيض إذا حضنه. قال الشاعر:

وما بَيْضاتُ ذي لِبَدٍ هِجَفٍّ

 

سُقِينَ بزاجَلٍ حتى رَوِينا

والزَّلْج: السرعة في المشي وغيره. قال الهذلي:

شديدُ العَير لم يَدْحَضْ عليه ال

 

غِرارُ فقِدْحُه زَعِلٌ زَلـوجُ

أي سريع الانزلاج من القوس. وبه سُمَّي مِزلاج الباب، وهي الخشبة التي يُغلق بها، سُمِّيت بذلك لسرعة انزلاجها. وكل سريع زالجٌ وكذلك سهم زالج، إذا انزلج من القوس حتى يصيب الهدف. وفرس زَلوج وناقة زَلوجِ: سريعة في السَّير.

ولَزِجَ الشيءُ يلزَج لَزَجاً، إذا تمطَّط وتمدَّد، نحو الخِطْميّ والبِزْر وما أشبهه، فهو لازج ومتلزِّج.

 

ج-ز-م

جزمتُ النخلةَ أجزِمها جَزْماً، إذا خَرَصتَها. ورُوي بيت الأعشى:

هو الواهبُ المائةَ المصطفا

 

ةَ كالنَّخل طافَ بها المجتزِمْ

ويُروى: المجترِم. فمن روى المجتزم أراد الخارِص، ومن روى المجترِم أراد الصَّارم. وكل شيء قطعته فقد جزمته، وبه سُمِّي الجَزْم في الكلام لقصوره عن حظِّه من الإعراب. والجَزْم: خطُّنا هذا العربي، وكان يُسمَّى في الجاهلية الجَزْم لأنه انجزم أي انقطع عن المُسْنَد، والمُسْنَد: خط حِمْيَرَ الذي كانوا يكتبونه. وجزمت اليمينَ، إذا قطعتها بَتَّةً. ويقال: حلف يميناً حَتْماً جَزْماً.

والجَمْز: ضرب من سير الإبل أشد من العَنَق. وفي الحديث: "كانوا يأمرون الذين يحملون الجِنازة بالجَمْز"، أي السرعة، فكان ذلك شبيهاً بالسُّنَّة حتى مات عثمان بن أبي العاص الثَّقَفي، توفَي في آخر خلافة عثمان، وكان قد سَقَى بطنُه فسِير به سيراً رويداً فترك الناس السُّنَّة الأُولى بعد ذلك. وسُمِّي البعيرُ جمَّازاً لسُرعة سيره. قال الراجز:

أنا النَّجاشيُّ على جَمّازِ

حادَ ابنُ حسّانَ عن ارتجازي

والجَمْز: ما يبقى من عُرجون النخلة، وأكثر ما يُستعمل ذلك في الفُحّال من النخل.

والزَّجْم من قولهم: ما سمعت له زَجْمة ولا زُجْمة، أي كلمة. وقوس زَجوم، إذا سمعت لها زُجمَةً عند النَّزْع فيها، وإنما ذلك للقِسِيّ العربية تسمع لها كالحنين.

والزُّمَّج: جنس من الطير يُصاد به. قال أبو حاتم: هو ذكر العِقبان، وأحسبه معَّرباً، والجمع زَمامج.

والمَزْج: مَزْجُك الشيءَ بغيره كالخمر والماء واللبن والعسل وما أشبه ذلك مزجت الشيءَ أمرجه مَزْجاً. وكل نوع من الشيئين مزاج لصاحبه، والشراب مَزْج وممزوج ومَزيج. وزعموا أن هذا اللّوز المُرّ يسمَّى المِزْج، ولا أدري ما صحَّته لغة يمانية.

 

ج-ز-ن

استُعمل من وجوهها: جَنَزْتُ الشيءَ أجنُزه جَنْزاً، إذا سترته. وزعم قوم أن منه اشتقاق الجِنازة، ولا أدري ما صحته. وأهل اليمن يسمّون البيت الصغير جَنْزاً. وفي الخبر أن النَّوار لما احتُضرت أوصت أن يصلِّيَ عليها الحَسَن، فأُخبر الحَسَن بذلك فقال: إذا جنَّزتموها فآذنوني. قال: فاستَبْرَكْنا هذه الكلمة من الحَسَن يومئذ. وقال بعض أهل اللغة: الجِنازة: المَيْت بعينه. وأنشدوا:

حَنينَ الثَّكالى أوجعتْها الجنائزُ

والزَّنج: جيل معروف، فأما قولهم الزِّنج فخطأ.

والزَّجْن: لغة في الزَّجْم، ما سمعتُ له زُجنة ولا زُجمة.

والنَّجْز: بِنْيَة قولهمِ: أنجزتُ الوعد فنَجَزَ. ومن أمثالهم: "ضرْحَ الشَّموس ناجزاً بناجِزِ". ومن أمثالهم: "أَنْجَزَ حُرّ ما وعد". وتناجز القومُ في الحرب، إذا تسافكوا دماءهم كأنهم أسرعوا فيها. ويقال: الُمحاجَزة قبل المُناجَزة. وفي وصية بعضهم لبنيه: "إن أردتم المُحاجَزة فقبل المُناجَزة". قال الشَّمّاخ:

فقال إزارٌ شَرْعَبيٌّ وأربـعٌ

 

من السِّيَراء، أو أواقٍ نَواجِزُ

أي نَقْد سريع.

 

ج-ز-و

جَوْز كل شيء: وسطه، والجمع أجواز. وجُزْتُ الشيءَ أجوزه جَوْزاً، إذا قطعته. وقال بعض أهل اللغة: من هذا اشتقاق الجوزاء لأنها تعترض جَوْزَ السَّماء، أي وسطها. فأما الجَوز المعروف ففارسي معرَّب.

والزَّجْو: مصدر زجا الشيءُ يزجو زَجْواً وزُجُوُّاً، وأزجيتُه أنا إزجاءً وزجَّيته تزجيةً، إذا استحثثته.

والزَّوج: زوج المرأة، والمرأة زَوْج الرجل، وكل اثنين زوج، وكل أنثى وذكر فهما زوجان، كذلك في التنزيل: "من كل زوجين اثنين". والزَّوج: النَّمَط يُطرح على الهودج. قال الشاعر:

من كلّ محفوفٍ يُظِلُّ عِصيَّهُ

 

زَوْجٌ عليه كِلَّةٌ وقِرامُـهـا

والزّوْج: ضدُّ الفرد. وكلام وَجْز ووَجيز، إذا كان بليغاً. ورجل وَجْز وامرأة وَجْزَة: سريعة الحركة فيما أخذت فيه. ومنه كُنية أبي وَجْزَة الشاعر.

 

ج-ز-ه

جهَزْتُ على الجريح وأجهزت عليه، إذا قتلته. وجهاز البيت: متَاعه. ويقال للبعير إذا شرد أو مات: ضَرَبَ في جَهازه.

والهَجْز لغهّ في الهَجْس، وهي النَّبْأة تسمعها خفيَّةً.

والهَزَج: مَدُّك الصوتَ في الترنّم. وسُمَّي هَرَجُ الشّعر لترنّمهم كان فيه. وجمع هَزَج أهزاج. وزعم قوم أن الهَزيج مثل الهَزيع من الليل ولا أدري ما صحّته.

 

ج-ز-ي

الجِيز: الناحية من الأرض. قال الشاعر:

يا ليته كان حَظّي من طعامكَمُ

 

أني أُجَنَّ سوادي عنكمُ الجِيزُ

وهذا باب يْستقصى في الاعتلال إن شاء الله.

 

باب الجيم والسين

مع الحروف التي تليهما في الثلاثي الصحيح

أُهملت الجيم والسين مع الشين والصاد والضاد والطاء والظاء.

 

ج-س-ع

الجَعْس هذا المعروف وليس كما تنسُبه إليه العامّة، إنما الجَعْس موقع ذلك الشيء من الأرض، والرَّجيع بعينه جُعْمُوس. قال الراجز:

أُقْسِمُ باللّه وبالشَّهر الأصَمّْ

ما لكَ من شاءٍ تُرى ولا نَعَمْ

إلاّ جعاميسّك وَسْطَ المستحَمْ

والسَّجْع: موالاة الكلام على رَويٍّ واحدٍ. وفي حديث الجَنين: "أرأيتَ من لا شَرِبَ ولا أكلَ ولا صاحَ فاستهلَّ أليس مثل ذلك يُطَلّ". وأصحاب الحديث صحّفوا فقالوا: بطل، فقيل له: "أُسَجْعٌ كسَجْع الجاهلية". ويقال: سَجَعَتِ الحمامةُ، إذا ردّدت صوتَها. قال الشاعر:

طَرِبْتَ وأبكتكَ الحمامُ السَّواجعُ

 

تميل بها ضَحْواً غصون نَوائعُ

ويُروى: يَوانع. النَّوائع: المَوائْل، من قولهم: جائع نائع، أي متماثل ضعفاً. والسَّجْع: القَصْد. وسَجَعَتِ الناقةُ، إذا مدَّت صوتَها بالحنين.

والعَسج: ضرب من سَير الإبل عَسجَتِ الناقةُ عَسْجاً وعَسَجاناً وعَسيجاً.

والعَسيج والوَسيج: ضربان من السَّير معروفان.

والعِجْس والعَجْس والمَعْجِس: موضع كفّ الرامي من كَبِد القوس العربية. قال الشاعر:

كتومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دونَ مَـلْـئهـا

 

ولا عِجْسُها عن موضع الكفِّ أَفضَلا

وتعجَّست الرجل، إذا أمر أمراً فغيّرته عليه. وفعل عجيس: عاجز عن الضَّراب. والعَجاساء: القطعة العظيمة من الإبل أو من الليل. قال الشاعر:

إذا استأخرتْ منهما عَجاساءُ جِلَّةٌ

 

بمَحْنِيَةٍ أَشْلَى العِفاسَ وبَرْوعـا

أشلى: دعا للحَلْب، والعِفاس وبروَع: ناقتان.

 

ج-س-غ

أُهملت.

 

ج-س-ف

الجِفْس: لغة في الجِبْس، وهو الضعيف الفَدْم.

والسًّجْف، بفتح السين وكسرها: السِّتران المقرونان بينهما فُرْجة، والجمع سُجوف وأسجاف. وبيت مسجَّف، إذا كان كذلك، وربّما سمّي السّجف سِجافاً.

والسَّفْج: فعل مُمات، ذكر الخليل أن منه بناء السَّفَنج، النون عنده زائدة، وهو الظُّليم.

والفَجْس: التكبّر تفجّس الرجلُ تفجُّساً، إذا تكبّر.

والفَسْج: أصل بناء قولهم: ناقة فاسج، وهي الحائل السمينة، والجمع فواسج. قال الأصمعي: الفاثج والفاسج: الفتيَّة الحائل.

 

ج-س-ق

أُهملت وكذلك حالهما مع الكاف.

 

ج-س-ل

جَلَسَ يجلِس جُلوساً، وأجلسه غيرُه. وقال أبو حاتم: قالت أمّ الهيثم: جلستِ الرَّخمَةُ، إذا جَثَمت. والجَلْس: الغِلَظ من الأرض. ومن ذلك قولهم: جَلْسِّ، لصلابتها وغِلَظها. قال الراجزْ:

كم قد حَسَرْنا من عَلاةٍ عَنْسِ

كَبْداءَ كالقوس وأُخرى جَلْسِ

ويسمَّى نجدٌ: الجَلْسَ، لغلظه وارتفاعه. ويقال للمنجِد: جالس. قال الشاعر:

شِمالُ من غارَ بِه مُفْرِعاً

 

وعن يمينِ الجالسِ المُنْجِدِ

وقال الآخر:

إذا ما جلسنا لا تزال تَرومنا

 

سُلَيْمٌ لدى أبياتنا وهـوازنُ

وقال آخر مروان بن الحكم:

قل للفرزدقِ والسَّفاهة كآسْمِهـا

 

إن كنتَ تَقْبَل ما نصحتُكَ فآجْلِسِ

أي أقِمْ بنجد. وقد سمَّت العرب جَلاّساً وجُلاساً. ويقال: جَلَسَ جِلْسَةً حسنةً. ويقال: هؤلاء جُلاّس الملك وجلَساؤه. والجِلاس: مصدر جالسُته مجالسةً وجِلاساً. وذكر أعرابي رجلاً فقال: "كريم النِّحاس طيّب الجِلاس" والنحاس: الأصل.

والسَّجْل: الدَّلو، ولا يكون سَجْلاً حتى يكون فيه ماء، والجمع سِجال وسُجول. وتساجل الرجلان، إذا تفاخرا، وأصله من تساجلهما في الاستقاء، وهي المساجلة. قال الفضل بن عبّاس بن عُتْبَة بن أبي لهب:

من يُساجِلْني يُساجِلْ ماجداً

 

يملأ الدَّلْوَ إلى عَقْدِ الكَرَبْ

والدَّلو السّجيل: الواسعة. وناقة سَجْلاءُ: عظيمة الضَّرع. وأسجل فلانٌ، إذا كثر خيرُه وعطاؤه، فهو مُسْجِل. والسِّجِلّ: الكتاب، وزعم قوم أنه فارسيّ معرب فقالوا: سِكِل، أي ثلاثة ختوم، ودفع ذلك أبو عُبيدة وعلماءُ البصريين، ولم يتكلَّم الأصمعي فيه بشيء، وهو عربي صحيح إن شاء اللّه. والسَّلْج: سرعة الابتلاع. ومثل من أمثالهم: "الأكل سَلَجان والقضاءُ لَيّان"، يريدون بذلك أنه يسهل عليه الأخذ ويصعب القضاء. والسُّلَج: ضرب من النّبت.

 

ج-س-م

الجِسْم، والجمع جسوم وأجسام. وكل شخص مُدرَك جسم. والجُسْمان والجُثْمان: الجسم بعينه. وبنو جَوْسَم: حيّ من العرب قديم. فأما بنو جَوْشَم بالشين فقومٌ من جُرْهُم درجوا. ورجل جسيم وجُسام. وبنو جاسِم أيضاً: حيّ قديم. وجاسِم: موضع بالشام.

والجَمْس من قولهم: جَمَسَ السمنُ وغيره يجمُس جُموساً أجمس، وجَمْساً، إذا جَمَدَ، ولا يكادون يقولون ذلك للماء. وكان الأصمعي يعيب ذا الرُّمّة في قوله:

ونَقري سديفَ اللَّحم والماءُ جامسُ

فيقول: هذا غلط فعنده أن الجمود للماء والجُموس لغيره. والجُمْسة: القطعة اليابسة من التمر أتانا بجُمسة، أي بقطعة.

والسَّجْم: مصدر سَجَمَ الماءُ يسجُم سَجْماً وسُجوماً، والماء ساجِم وكذلك الدمع. وعين سَجوم، وقالوا: سَجَمَها غيرُه وأسجمَها.

والسَّمِج: معروف سَمِجُ الوجهِ من قوم سَماجى وسَمِجين، وأجاز أبو زيد: قوم سِماج لأنه أجاز سَميجاً وسِماجاً، مثل قبيح وقِباح. قال الهذلي:

فإنْ تَصرِمي حَبلي وإن تتبدَّلي

 

خليلاً، ومنهم صالحٌ وسَمـيجُ

ج-س-ن

الجِنْس: معروف، والجمع الأجناس والجُنوس. وكان الأصمعي يدفع قول العامّة: هذا مُجانِس لهذا، إذا كان مِن شكله، ويقول: ليس بعربي خالص.

والسَّجْن: مصدر سجنتُه سَجْناً. وقد قُرىء: "السَّجْن أحَبُّ إليّ". والسِّجْن: المَحْبِس والمخيِّس لأنه يذلِّل. والنَّجْس والنِّجْس والنَّجَس: ثلاث لغات في النَّجِس، إذا قالوا: رِجْسٌ نِجْسٌ، بكسر النون إتباعاً لكسرة الرجس. وقد قُرىء: "إنما المشرِكون نجَسٌ" ونَجْسٌ، وكأن النَّجَس المصدر، نَجِسٌ بَيِّنٌ النَّجَس، والجمع أنجاس، والاسم النَّجاسة.

وداء نَجيس وداء ناجس، إذا أعيا. قال الشاعر:

لِشائنه طولُ الضَّراعة منهمُ

 

وداء به أعيا الأطِبّاءَ ناجِسُ

والنَّسْج: نَسْجُ الثوبِ وغيرِه. وأصل النَّسْج ضَمُّكَ الشيءَ إلى الشيء. وكثر في كلامهم حتى قالوا: نَسَجَتِ الريحُ الترابَ، إذا سحبت بعضَه إلى بعض. وفلان في مَنجوسة من أمره، أي في اختلاط. ودفع ذلك قوم فقالوا: في مَرجوسة، وهو أكثر. ونَسَجَ الرجلُ الكلامَ، أي لخَّصه وزوَّره.

والمِنْسَج: الخشبة التي يُنسج عليها. والنسّاج: الحائك، بفتح النون. قال الراجز:

يا حَبَّذا القَمْراءُ والليلُ السّاجْ

في طُرُقٍ مِثْل مُلاء النَّسّاجْ

والحِرفة النَساجة. ومَنْسِج الفرس ومِنْسَجه: مجتمِع فَرْعَي كتفيه. وربّما سُمّي الزَّرّادُ نَسّاجاً أيضاً. ويقال: فلان نَسيجُ وَحْدِه، إذا كان مُحْكَمَ الرأي، واشتقاق ذلك من الثوب الذي قد نُسج وحدَه على مِنوال واحد، فهو أحكمُ له. قال أبو بكر: هذه ثلاثة أحرف يُتكلَّم بها بالكسر: نَسيج وحدهِ، وجُحيش وحده، وعُيير وحدِه هذه الثلاثة الأحرف بالكسر والباقي بالفتح، وجُحيش: تصغير جحش، وعُيير: تصغير عَير.

 

ج-س-و

جَسا الشيءُ يجسو جُسُوًّا، إذا غَلظ، وقد همزه قوم، وستراه في بابه إن شاء اللّه.

وسَجا الليلُ وغيرُه يسجو سُجُوّا وسَجْواً، إذا سَكَنَ، والأول أعلى. وكذلك فسّر أبو عُبيدة في قوله عزّ وجلّ: "والليل إذا سَجَى"، أي إذا سكن بعد اعتكاره.

 

ج-س-ه

الهَجْس: النَّبْاة تسمعها ولا تفهمها. قال الشاعر:

وصادِقتا سَمْع التوجُّس بالسُّرَى

 

لهَجْسٍ خفيٍّ أو لصوتٍ مندَّدِ

ويُنشد: لصوتِ مندِّدِ. والهَجْس: الظنّ، والهاجس: ما خطر بالقلب، هَجَسَ يهجِس هَجْساً. والهَجيس: فرس من خيل العرب معروف.

والسَّهْج: مصدر سَهَجَتِ الريحُ سَهْجاً، إذا هبَّت هبوباً دائماً، والريح سَيْهَج وسَيْهُوج. قال الراجز:

يا دارَ سلمى بين دارات العُوجْ

جَرَّت عليها كُلُّ ريحٍ سَيْهُـوجْ

ويقال: سَهَجَ القومُ ليلتَهم سَهْجاً، إذا ساروا سيراً دائماً.

 

ج-س-ي

مواضعها في الاعتلال تراها إن شاء اللهّ.

 

باب الجيم والشين

مع باقي الحروف في الثلاثي الصحيح

ج-ش-ص

أُهملت وكذلك حالها مع الضاد والطاء والظاء.

 

ج-ش-ع

الجَشَع، وهو الحرص الشديد رجل جَشِعٌ بَيِّنُ الجَشَع. قال الأصمعي: قلت لأعرابي: ما الجَشَع. فقال: أسوء الحرص، فسألت آخر فقال: أن تأخذ نصيبَك وتطمع في نصيب غيرك. وقد سمّوا مُجاشِعاً، وهو مُفاعِل من هذا.

والشَّجَع: الطول رجل أَشْجَعُ وامرأة شَجْعاءُ. وأَشْجعُ: قبيلة من قيس.

وبنو شِجْع: بطن من بني عُذْرة. وأحسب أن في كلب بطناً يقال لهم بنو شَجْع، بفتح الشين. وفي الأزد بنو شُجاعة. ويقال: رجل شُجاع من قوم شِجْعة وشُجَعاء. ولا تلتفت إلى قولهم شُجعان فإنه خَطأ. قال أوس بن حَجَر:

وحولي رجالٌ من أُسَيِّدَ شِجْـعَةٌ

 

كِرامٌ إذا ما الموتُ خَبَّ وهَرْوَلا

وقال أبو زيد: سمعت الكلابيين يقولون: رجل شُجاع، ولا يصفون به المرأة. والأشاجِع: مَفاصل الأصابع، الواحد أشْجَع. وقد سمَّت العرب مَشْجَعة وشُجاعاً. وقالوا: رجل شُجاعٌ وشجيع، بمعنى. والشُّجاع: ضرب من الحَيّات، والجمع شِجْعان وشُجْعان، وبالكسر أكثر.

 

ج-ش-ع

أُهملت.

 

ج-ش-ف

جَفَشْتُ الشيءَ أجفِشه جَفْشاً، إذا جمعته، لغة يمانية. والفَجْشُ: الشَّدْخ بلغتهم أيضاً فَجَشْتُ الشيءَ فهو مَفجوش. والفَشْج من قولهم: فَشَجَتِ الناقةُ وتفشَّجت، إذا تفاجَّت لتَبولَ أو لتُحْلَبَ. ودفع هذا الحصريون وقالوا: إنما هو تفشَّحت وانفشحت، وأنشدوا:

إنَّكِ لو صاحَبْتِنا مَذِحْتِ

وحكَّك الحِنْوانِ فانفَشَحْتِ

وقلتِ هذا صوتُ دِيكٍ تحتي

ج-ش-ق

أُهملت وكذلك حالهما مع الكاف واللام.

 

ج-ش-م

جَشِمْتُ الأمرَ أجشَمه جَشْماً، إذا تكلَّفته على مَشَقَّة. وأجشمتُ غيري وجشَّمته، إذا كلَّفته. ويقال: ألقى فلان على فلان جَشَمَه، وقالوا جَشْمَه وليس بالعالي، إذا ألقى عليه كَلَّه وثِقْلَه. وجُشَم البعير: صدره. وبه سُمِّي الرجلُ جُشَم. وجَمَشَتِ النُّورةُ الجَسَدَ، إذا أحرقته. وسنة جَموش، إذا احتلقتِ النَّبْت. قال الراجز:

دَقَّا كَدَقِّ الوَضَم المرفوشِ

أو كاحتلاقِ النّورةِ الجَمُوشِ

والجمّاش مأخوذ من هذا هكذا قال الأصمعي.

والشَمْج: الخَلْط شمجتُه أشمُجه شَمْجاً، إذا خلطته. وبنو شَمَجَى: بطن من العرب.

والمَشْج: الواحد من أمشاج الجَسَد هكذا فسَّره أبو عُبيدة، وهي طبائعه نحو الدَّم والمِرة، الواحد مَشجٌ ومَشَج. وإذا خالط الدَمُ زَبَداً أو غيرَه فهو مَشيج. قال الشاعر:

كأنّ النَّصْلَ والفُوقَيْنِ منـه

 

خِلالَ الرِّيش سِيطَ به مَشيجُ

ج-ش-ن

الشَّجَن: الحاجة، والجمع شُجون. قال الشاعر:

والنَّفْسُ شَتَّى شُجونُها

والأشْجانُ: جمع شَجَن أيضاً. والشِّجْنة: الشجر المُلْتَفّ أو عروق الشجر المتداخل. ويقال: بيني وبين فلان شِجنَة، أي رَحِم مشتبكة. وبه سمِّي الرجلُ شِجْنة. قالت دَخْتَنوس:

كَرِبُ بن صَفْوانَ بن شِجْنَةَ لم يَدَعْ

 

من دارم احَداً ولا من نَهْـشَـلِ

والشواجن: أودية كثيرة الشَّجر غامضة، واحدها شاجِن. ومثل من أمثالهم: "الحديث ذو شجُونٍ"، أي يدخل بعضُه في بعض ويَجُرُّ بعضُه بعضاً.

والشَّنَج، في بعض اللغات: الشّيخ تتكلّم به هُذيل يقولون في كلامهم: "شَنَجٌ على غَنَج"، أي شيخ على بعيرٍ ثقيل.

والشَّنَج: تقبُّض الجلد وغيره، يقال: شَنِجَ الجلدُ يشنَج شَنَجاً، وتشنَّج تشنُّجاً.

وفرس شَنِجُ النَّسا، وهو مدح لأنه إذا شَنِجَ نَساه لم تسترخ رِجلاه.

والنَّجْش: استخراجك الشيءَ المستوِرَ نجشتُ الحديثَ أنجُشه نَجشاً، إذا أذعتَه. ونجشتُ الأرض: أخرجت ما فيها. ومنه قولهم: نجشت الصيدَ، إذا أظهرته. ورجل نجّاش ومِنْجَش: وقّاع في الناس كشّاف عن عُيوبهم. فأما النَّجاشِيّ فكلمة حبشية، يسمون ملوكَهم بها كما يسمُّون كِسرى وقيصر. والنَّشْج والنَّشيج: تردُّد البكاء في الصَّدر نَشَجَ ينشِج نَشْجاً ونَشيجاً.

 

ج-ش-و

الجَشْء، يُهمز ولا يُهمز والهمز أعلى، وهي القوس الخفيفة المَحمل الغليظة العود. قال الشاعر:

ونَميمةً من قانِص متلـبِّـبِ

 

في كفًّه جَشْءٌ أجَشُّ وأقْطُعُ

وأَقْطُع: واحدها قِطْع، وهو السهم القصير النَّصل العَريضُهُ.

والجَوْش من قولهم: مرَّ جَوْشق من الليل، أي قطعة عظيمة.

والشَّجْو: مصدر شَجاه يشجوه شَجْواً، إذا حَزنَه.

والوَشْج من قولهم: وَشَجَتِ العروقُ وَشْجاً، إذا تداخل بعضُها في بعض.

ومن ذلك وَشائج النَّسَب وبيني وبين فلانٍ وشائجُ، أي شوابِكُ نَسَب. وبه سُمِّي القَنا وَشيجاً لتداخُل بعضه في بعض واشتباكه.

 

ج-ش-ه

جَهَشَ يَجْهِش جَهْشاً، وأجهش يُجْهِش إجهاشاً، إذا هَمَّ بالبكاء وتغيَّر لذلك وجهُه ولم يَبْكِ. وأنشدوا بيت لبيد، ولم يعرفه أصحابنا:

جاءت تَشَكَّى إليَّ النفسُ مُجْهِشَةً

 

وقد حَمَلْتُكَ سَبْعاً بعد سَبعـينـا

ج-ش-ي

الجَيش: معروف. والجَيْش: مصدر جاشتِ القِدرُ جَيشاً وجَيَشاناً، إذا غَلَتْ، وكذلك جاشَ البحر يجيش جَيْشاً وجَيَشاناً، وهو جائش. وهذا الباب يأتي في المعتلّ مستقصًى إن شاء الله تعالى. وجَيْشانُ: موضع معروف. وجاشت نفسُه، إذا غَثتْ.

 

باب الجيم والصاد

مع باقي الحروف في الثلاثي الصحيح

ج-ص-ض

أُهملت وكذلك حالهما مع الطاء والظاء.

 

ج-ص-ع

رجل أَعْصَجُ، وهو الأصلع، لغة شنعاءُ لقوم من أطرأف اليمن لا يؤخذ بها.

 

ج-ص-غ

أُهملت.

 

ج-ص-ف

أُهملت.

 

ج-ص-ق

أُهملت وكذلك مع الكاف.

 

ج-ص-ل

رجل أَصْلَجُ، أي أَصَم لغة فصيحة يتكلم بها بعض قَيس.

والصَّوْلَج: الفِضَّة الخالصة، هكذا يقول الخليلُ، ولم أسمعها من أصحابنا.

 

ج-ص-م

الجَمْص: ضربٌ من النبت، زعموا، وليس بثَبْت. والصَمَج: القناديل، واحدها صَمَجة.

 

ج-ص-ن

الصَّنْج فارسيّ معرَّب، وقد تكلمت به العرب وسمَّوا أعشى بني قيس صَنّاجةَ العرب لجَودة شِعره.

 

ج-ص-و

أُهملت الجيم والصاد مع سائر الحروف.

 

باب الجيم والضاد

مع باقي الحروف في الثلاثي الصحيح

ج-ض-ط

أُهملت وكذلك حالهما مع الظاء.

 

ج-ض-ع

ضَجَع الرجلُ يضجَع، وأضجَع يُضْجِع، وصجَّع يضجِّع، إذا وَهَنَ في أمره وتوانى فيه. واضطجعَ اضطجاعاً، إِذا استلقى، وضَجَع ضَجْعاً أيضاً.

واسم المَوْضِع: المَضْجَع والمُضطجع. ورجل ضَجوع وأُضجوع: ضعيف الرأي. والضَّجوع: أَكمَة معروفة. وما أحسن ضجْعةَ الرجل، كما قالوا قِعْدتَه ومِشْيَتَه. والضَّواجِع: مَواضع معروفة. قال الشاعر:

عَفا حُسُمٌ من أهله فالضَّواجع

 

فَجَنْبا أَرِيكٍ فالتِّلالُ الدَّوافـعُ

ويُروى: عَفا ذو حُسَى من فَرْتَنا فالضَّواجعُ. وبنو ضِجْعان: قبيلة من العرب. وضجيعُك: الذي يضطجع معك. وفي رأي فلان ِضجْعَة وضُجْعَة، إذا كان فيه وهْن. والضَّجْع: صَمْغُ نبتٍ تغسل به الثياب.

 

ج-ض-غ

أُهملت.

 

ج-ض-ف

انفضجَ الشيءُ، إذا عَرُضَ كالمُنشدِخ. وتفضَّج بَدَنُ الناقة، إذا تخدَّد لحمُها. قال الراجز:

تَعْدو إذا ما بُدْنها تفضَّجا

إذا حِجاجا مُقْلَتَيْها هَجَّجا

التهجُّج: التوقف.

 

ج-ض-ق

أُهملت وكذلك حالهما مع الكاف واللام.

 

ج-ض-م

الضَّجَم: العِوج يقال: تضاجمَ الأمرُ بين القوم، إذا اختلف.

وضَجِمَ الرجل يضجَم ضَجَماً، إذا اعوجَّ أحد فَكَّيه عن الآخر، فهو أَضجَمُ.

وضُبيعةُ أَضْجَمَ: قبيلة من العرب نسبوا إلى رجل منهم. قال الشاعر:

قتلتُ به خَيْرَ الضُّبَيْعات كُلِّهـا

 

ضُبيعةَ قيسٍ لا ضُبيعةَ أَضْجما

والضَّمْجَة: دُوَيْبَّة تَلْسع مُنتِنة الرائحة.

وأضْمَجَ الرجل بالأرض وضَمِجَ، إذا لَصِقَ بها.

 

ج-ض-ن

الضَّجَن: جبل معروف. قال الشاعر:

وطالَ السَّنامُ علـى جِـبْـلَةٍ

 

كخَلْقاءَ من هَضَباتِ الضَّجَنْ

وضَجْنان: جبل بناحية مكَّة.

ونَضِجَ اللحمُ ينضَج نَضْجاً فهو نضيج، وأنضجته إنضاجاً. قال الشاعر:

وإنّي لأَغلي اللحمَ نِيَّا وإننـي

 

لَمِمَن يُهينُ اللَّحم وهو نضيجُ

وقال آخر:

وما تغني الدَّجاجُ الضَّيْفَ عنّي

 

وليس بنافعي إلاّ نِـضـاجـا

ج-ض-و

الضَّوْج: منعطف الوادي، والجمع أضواج. وتضوَّج الوادي، إذا كثرت أضواجُه.

 

ج-ض-ه

الجَهْض من قولهم: جَهضَه وأجهضه، إذا غلبه على الشيء. وقُتل فلان فأُجهِض عنه القوم، أي غُلبوا حتى أُخذ منهم. وأجهضتِ الناقةُ، إذا ألقتْ ولدَها سُقْطاً، والولد مُجْهَض، وقالوا جهيض. قال الشاعر:

أجْهضْنَ مُعْجَلَةً لستَّة أشْهُرٍ

 

وحُذِينَ بعد نِعالهنَّ نِعـالا

ج-ض-ي

مهمل إلاّ في قولهم: جاض عن الشيء يَجيض جَيْضاً وجَيَضاناً، إذا حادَ عنه، مثل حاصَ سواء.

 

باب الجيم والطاء

مع باقي الحروف

ج-ط-ظ

أُهملت.

 

ج-ط-ع

الطَّعْج: الدَّفع، وأكثر ما يُستعمل في الكناية عن النَّكاح يقال: طَعَجَها يطعَجها طَعْجاً.

 

ج-ط-غ

أُهملت وكذلك حالهما مع الفاء والقاف والكاف.

 

ج-ط-ل

جَلَطَ رأسَه، إذا حلقه، وكذلك جَلْمَطَه.

 

?ج-ط-م

أُهملت.

 

ج-ط-ن

أُهملت. فأما طَنْجَة اسم هذا البلد فليس بعربي.

 

ج-ط-و

أُهملت وكذلك حالهما مع الهاء والياء.

 

باب الجيم والظاء

مع باقي الحروف

ج-ظ-ع

الجَعْظ: الدَّفع يقال: جعظه عن الشيء: دفعه عنه، وأجعظَه: دفعه عنه أيضاً. قال الراجز:

تواكلوا بالمِرْبَدِ الغِناظا

والجُفْرَتَين تركوا إجعاظا

أي أجعظناهم عنها، دفعناهم.

 

ج-ظ-غ

أُهملت وكذلك حالهما مع الفاء والقاف والكاف واللام والميم والنون.

 

ج-ظ-و

رجل جَوّاظ: جافٍ غليط. وفي الحديث: "لا يدخل الجَنّةَ جَوّاط". قال الراجز:

وسَيْفُ غَيّاظٍ لهم غَيّاظا

نعلو به ذا العَضَلِ الجَوّاظا

ج-ظ-ه

أُهملت وكذلك حالهما مع الياء.

 

باب الجيم والعين

مع باقي الحروف

ج-ع-غ

أُهملت وجوهها.

 

ج-ع-ف

الجَعْف: انقلاع الشجرة من أصلها. جعفتُ الشجرةَ أجعَفها جَعْفاً، وانجعفت الشجرةُ انجعافاً، إذا انقلعت. وفي الحديث: "حتَى يكونَ انجعافُها مَرَّةً". وجُعْفَىْ: قبيلة من العرب، والنَّسَب إليهم جُعْفيّ. والعَجَف: الهُزال عَجِفَ يعجَف عَجَفاً، للناس والماشية شاة عَجْفاءُ مِن شاءٍ عِجافٍ، والمذكَّر منها ومن غيرها أَعْجَفُ. وهذا أحد ما جاء على أفعل والجمع فِعال: أعجف وعِجاف. قال أبو حاتم: ألحقوها بضِدَّها فقالوا: سِمان وعِجاف. وقال مرة أخرى: قد جاءت لها نظائرُ، أعجف وعِجاف، وأبطح وبِطاح، وأجرب وجِراب. والعَجَف أيضاً: غِلَظ العِظام وعَراؤها من اللحم. وتقول العرب: أشَدُّ الرجال الأعْجَفُ الضَّخم. والتعجيف: الأكل دون الشِّبَع. قال الراجز:

لم يَغْذُها مُدٌّ ولا نَصيفُ

ولا تُميراتٌ ولا تعجيفُ

وبنو العُجيف: بطن من العرب. وعَجَفْتُ نفسي على فلان أعجِفها عَجْفاً، إذا عطفتها عليه. وعَجَفْت نفسي على المريض والصاحب، إذا صبرت على خدمته. قال الراجز:

إنّي على ما كان من قُحولي

لأعْجِفُ النَّفْسَ على الخليل

والعَفْج: الضرب باليد. ويقال للخشبة التي تُغسل بها الثياب: المِعْفاج.

والأعفاج: الأمعاء، والواحد عِفْج، وقالوا عَفْج.

والفَجْع: مصدر فجعتُه أفجَعه فَجْعاً، فهو مفجوع وفَجيع، وفجّعته تفجيعاً. ومَيْت فاجع ومفجِّع، وامرأة فاجع. والفَجيعة: المصيبة.

 

ج-ع-ق

أُهملت وكذلك حالهما مع الكاف.

 

ج-ع-ل

الجُعَل: دُوَيْبَّة معروفة. وأرض مَجْعَلَة: كثيرة الجِعلان. وماء مُجْعِل: قد وقعت فيه الجِعْلان. والجَعْل: النخل إذا فات اليدَ، الواحدة جَعْلَة. وقال قوم: بل الجَعْل مثل البَعْل. قال الراجزْ:

أَقسَمْتُ لا يذهب عنّي بَعْلُها

أو يستوي جَثِيثها وجَعْلُها

والجَعْل: مصدر جعلتُ له جَعْلاً. والجُعْل: معروف. والجَعْوَل: الرَّأْل، زعموا، وقد جاء في الشعر الفصيح، الواو زائدة. والجِعال: الخِرْقة التي تُنزل بها القِدْر. قال الراجز:

كَمْنْزِل قِدْراً بلا جِعالِها

وبنو جِعال: حيّ من العرب.

والجَلْع: تَرْكُ الحَياء. وامرأة جالِع ومُجالِع، إذا قلَّ حياؤها. قال خالد بن صفوان، "إنّ ابن النَّصرانية قد خَلَعَ وجَلَعَ"، يعني خالد بن عبد الله القَسْريّ. ويقال: جَلَعَتِ المرأةُ خِمارها، في معنى خلعت. قال الراجز:

يا قوم إني قّد أرَى نَوارا

جالعةً عن رأسها الخِمارا

والعَجَل: ضِدُّ البُطء عَجِلَ يعجَل عَجَلاً، والرجل عَجْلان من قوم عُجالى وعَجالى وعِجال، وامرأة عَجْلى. والعِجْل: ولد البقرة الأهلية خاصَّة، ولا يقال لولد الوحشية عِجْل، ويقال أيضاً للعجل عِجَّوْل، والجمع عجاجيل.

والعِجْلة: مَزادة صغيرة، والجمع عِجَل. قال الشاعر:

والساحبـاتِ ذُيولَ الـرَّيط آونةً

 

والرافلاتِ على أعجازها العِجَلُ

وأعجلَني عن كذا: أزعجني عنه. والعَجْلاء: موضع، ممدود. والعَجَل: خشب يؤلَّف، شبية بالمِحَفَّة تُجعل عليه الأثقال، وجمعه أعجال، وصاحبه عجّال. والعِجْلَة: ضرب من النبت، والجمع عِجَل. والعُجالة: ما تزودَّه الراكب مما لا يُتعب أكلُه، نحو التمر والسَّويق، أي أنه يُؤتى به من ساعته. وفي حديث عمر رضي الله عنه: "الثيبُ عُجالة الراكب"، تمر وسَويق. والإعْجالة: الوَطْب من اللبن يتعجّل به الراعي إلى أهله قبل ورود الإبل. قال الراجز:

ولا تُريدي الحربَ واجتزّي الوَبَرْ

وآرْضَيْ بإعجالةِ وَطْبٍ قد حَزَرْ

حَزَرَ: حَمُضَ حتى يُمتنع من شربه. والعُجيلاء: طعام يقرب إلى القوم قبل أن يُتأهَّب لهم. والعاجل: ضِدُّ الآجل. والمعاجيل من الإبل: اللاتي قد فقدت أولادها بموت أو نَحْر. وبنو عِجل: بطن من العرب، وكذلك بنو العَجْلان.

ورملُ عالِج: رمل معروف. قال الراجز:

أو حيثُ كان الوَلَجاتُ وَلَجا

أو حيثُ رَمْلُ عالجٍ تَعَلَّجا

والعِلْج: الصلب الشديد وبه سُمَّي حمارُ الوحش عِلْجاً. وجمع عِلْج أعلاج وعُلوج. قال الشاعر:

ولا عِلْجان ينتابان رَوْضاً

 

كثيراً نَبْتُه عُمّا تُؤامـا

ورجل عَلِجٌ وعُلّجٌ، إذا كان شديداً معالجاً للأمور. قال الراجز:

مِنّا خَراطيمَ ورأساً عُلَّجا

رأساً بتهضاضِ الرؤْوس مُلْهَجا

الخُرطوم والأنف للقوم، إذا كانوا سَراةً رؤساء. وقال عليّ رضي الله عنه لرجلين بعث بهما في أمر: "إنكما عِلْجانِ فعالِجا عن دينكما"، أي صلبانِ شديدان. وعالجتُ المريضَ وغيرَه معالجةً وعِلاجاً. وبنو عِلاج: بطن من العرب. وبنو العُليج: بطن من العرب. والعَلَجان: ضرب من النّبت. قال الشاعر:

فبِتْنا وِسادانا إلى عَلَـجـانةٍ

 

وحِقْفٍ تَهاداه الرِّياحُ تهادِيا

واللَّعْج: ما وجده الإنسان في قلبه من ألم أو حزن أو حبّ. قال الشاعر:

أبْقَوا لقلبكَ لاعِجاً هَجّاسا

وكذلك ألم الضرب أيضاً لَعْجٌ. قال الهذلي:

إذا تَأَوَّبَ نَوْح قامتـا مـعـه

 

ضرباً أليماً بسِبْتٍ يلْعَجُ الجِلِدا

أراد الجِلد.

 

ج-ع-م

الجَعْم من قولهم: جعِم يجعَم جعَماً، إذا لم يَشْتَهِ الطعامَ، وأحسبه من الأضداد لأنهم ربما سمَّوا الرجل النَّهِم جَعْماً. وقالوا: جُعِم فهو مجعوم، إذا لم يَشْتهِ الطعامَ. وقالوا: جَعَمْتُ البعيرَ مثل كَعَمْتُه سواء، إذا جعلت على فيه ما يمنعه من الأكل.

ونابٌ جَمْعاءُ، إذا تساقطت أسنانها من الكِبَر. ورجل جَعِمٌ وامرأة جَعِمَة وجَعْماء، وهو الحريص النَّهِم. وقالوا: ناقة جَعْماءُ وعجوز جَعْماءُ.

والجَمْع: خلاف التفريق جمعتُ الشيء أجمَعه جَمْعاً، إذا ضممت بعضَه إلى بعض. واجتمع القوم اجتماعاً لفرح أو خصومة. وأجمعتُ على الأمر إجماعاً، إذا عزمتَ عليه. وأجمعتُ الشيءَ، إذا أَلَّفْتَه من مواضعَ شَتَى. قال الشاعر:

فكأنَّها بالجِـزع جِـزْع نُـبـايعٍ

 

وأُولاتِ في العَرْجاء نَهْبٌ مُجْمَعُ

والجُمّاع: ما تجمَّعَ من أُشابة الناس وأخلاطهم. قال الشاعر:

ثم التقينـا ولـنـا غـايةٌ

 

من بين، جَمْع غيرِ جُمّاعِ

وكل شيء تجمَّعَ وانضمَّ بعضُه إلى بعض فهو جُمّاع. قال الشاعر:

ونَهْبٍ كجُمّاع الثُّريّا حَـوَيْتُـهُ

 

بأجْرَدَ مَحتوتِ الصِّفافَيْنِ خَيْفَقِ

ويقال: ماتت المرأة بجُمْع، إذا ماتت وولدُها في بطنها. ويقال: فلانة عند زوجها بجُمْعٍ، إذا لم يَصِلْ إليها. وضربتُه بجُمْع يدي، إذا ضممتَ كفَّك ثم ضربته بها. قال الشاعر:

بعيدٍ عن الجُلَّى سريع إلى الخَنَى

 

ذليل، بأجماع الرِّجال مُلَـهَـدِ

والجِماع: كناية عن النِّكاح. وجامعت الرجلَ على الأمر مجامعةً وجِماعاً، إذا مالأته عليه. وأيامُ جَمْع: أيام مِنًى. والجُمْعة مشتقَّة من اجتماع الناس فيها للصلاة. ونادَوا الصلاة جامعةً، أي اجتمَعوا لها. وفلاة مُجْمِعة: يجتمع فيها القوم ولا يفترقون خوفَ الضَّلال. والجوامع: الأغلال، الواحدة جامعة. قال الشاعر:

وذلك أمْرٌ لم أكـن لأِقـولَـه

 

ولو كُبِّلَتْ في ساعِديَّ الجوامعُ

والمَجْمَعة: الموضع الذي يجتمع الناس فيه، والجمع مَجامِع.

وقد سمَّت العرب جامِعاً وجَمّاعاً ومجمِّعاً.

والعَجْم، بسكون الجيم: المَضْغ. يقال: عجمتُ الشيءَ أعجِمه وأعجُمه عَجْماً، إذا مضغته. وتقول العرب: "لئن بَلَوْتَ فلاناً لتَذوقنَّ منه مُرَّ المَعْجَم". وكل ما عجمته بفيك ثم لفظته فهو عُجامة. والعَجَم: النَّوى. وحَبُّ كل شيء: عَجَمُه. قال الشاعر:

مَقاَدكَ بالخيل أرْضَ العَدُّوِّ

 

وجِذْعانها كلقيط العَجَـمْ

وكذلك حَبّ العنب عَجَم. وفي كلام عبد الملك بن مروان إلى الحَجّاج: "يا ابن المستفرِمة بعَجَم الزَّبيب". والعَجَم: خلاف العَرَب. ويقال: رجل أعجميّ وعَجَميّ، فمن قال أعجميّ نسبه إلى الأعْجَم، ومن قال عَجَمِيّ نسبه إلى العَجَم. وقالوا: العَجَم والعَرَب والعُجْم والعُرْب والأعاجم والأعارب. والعُجْمة: انعقاد اللسان عن الكلام، وربما سُمِّي الأخرس أَعجَم، وكل بهيمةٍ عَجْماءُ. وفي الحديث: "العَجْماء جُبار"، والجُبار: الذي لا أَرْشَ له. وعُجَّمتُ الكتابَ تعجيماً وأعجمتُه إعجاماً، إذا علَّمت حروفه بالنُّقَط. وهذا الخطّ الذي يُكتب به اليوم يُسمَّى المُعْجَم والمعجَّم والجَزْم. قال أبو حاتم: سُمِّي جَزْماً لأنه جُزم من المُسْنَد، أي أُخذ منه، والمُسْنَد: خَطّ حِمْيَرَ في أيام مُلكهم، وهو في أيديهم إلى اليوم باليمن.

وبنو الأعْجَم: بطن من العرب، وكذلك بنو عُجْمان. وعَجَمَهم الدَّهرُ يعجُمهم، إذا أضرَّ بهم. والعَمْج: الالتواء، عَمَجَ يعمِج عَمْجاً. وتعمّج السيلُ تعمُّجاً، إذا تعرّج في مَسيله. قال الراجز:

تَعَمُّجَ الحَيَّة في انسيابِهِ

وقال الآخر:

مَيّاحةً تَمِيحُ مَشْياً رَهْوَجا

تَناطُحَ السَّيل إذا تَعَمَّجا

والمَجْع من قولهم: مَجَعْتُ اللبنَ أمجَعه مَجْعاً. واختلفوا في تفسيره فقال قوم: المَجْع أن يأكل تمرة ويشرب جُرعة لبن. وقال آخرون: بل هو تمر يُعجن بلبن ويؤكل، وهو المَجيعٍ. وقد سمَّت العرب مَجّاعاً، وهو فَعّال من المَجْع، ومُجّاعة، وهو اللبن والتمر بعينه. وتمجّع القوم تمجُّعاً، إذا شربوا المُجاعة. ورجل مِجْعٌ: لا خير فيه.

والمَعْج: ضرب من سير الإبل. يقال: مَعَجَتِ الناقةُ مَعْجاً، إذا مرَّت مرًّا سهلاً، ومَعَجَتِ الريح، إذا هبَّت هبوباً ليّناً.

 

ج-ع-ن

الجَعْن، وهو التقبُّض، فعل ممات، ومنه اشتقاق جَعْوَنَة، الواو زائدة.

والعَجْن، عَجَنَ الدقيقَ وغيرَه، والمصدر العَجْن. وناقة عاجِن، إذا ضربت الأرض بيدها في سيرها. والعِجان من الإبل وغيره: ما بين الدُّبُر والصَّفَن. ورجل معجون، إذا ضُرب عِجانه. وناقة عَجْناء: كثيرة لحم الخِلْف.

والعَنْج من قولهم: عَنَجْتُ بعيري أعنِجه وأعنُجه عَنْجاً، إذا رددتَ رأسَه إليك بزِمامه حتى تعطِفَه. وعِناج الدلو: ما يُشدّ على العَراقي ثم يوصل بأوذام الدَّلو عنجتُها عَنْجاً، إذا شددت أسفلها ليخص مَحملُها، والدلو معنوجة. قال الشاعر:

قومٌ إذا عَقَدوا عَقْداً لِجـارهـمُ

 

شَدّوا العِناج وشَدّوا فوقه الكرَبا

الوَذَمَة: الخيط الذي يكون في طرف العَرْقُوة. ورجل مِعْنَج: يعترض في الأمور.

فأما مَنْعِج فموضع، وستراه في بابه إن شاء الله.

ويقال: ماءٌ ناجع ونَجيع، إذا كان مَريئاً. والنَّجيع: دم الجوف خاصةً، هكذا كان يقول الأصمعي. وقال قوم: كل دَم نجيعٌ. وأنشد:

وتُخْضَبْ لحية غَدَرَت وخانت

 

بأحمرَ من نَجيع الجَوف آني

وأصل النُّجْعة طَلَبُ الكَلأ، ثم صار كلُّ طالبِ حاجةٍ منتجِعاً. وقيل لقوم من العرب: بم كثرت أموالُكم. فقالوا: "أوصانا أبونا بالنُّجَع والرِّجَع". فالنُّجَع طلب الكلأ، والرجَع أن تُباع الذكور وتُرتجع الإناث.

والنَّعْج: ضرب من سير الإبل نَعجَتِ الناقةُ تنعَج نَعْجاً ونَعَجاً، وهي ناعجة والجمع نَواعج. قال الراجز:

يا رَبُّ رَبَّ القُلُص النَّواعجِ

والقُطفِ الهَوادِج الهَمالِـجِ

قال أبو بكر: الهَوادج من الهَدَجان، وهو ضرب من السَّير. والنَّعَج، بفتح العين: البياض نَعِجَ ينعَج نَعَجاً. قال الراجز:

وكلُّ عيناء تُزَجّي بَحْزَجـا

كأنّه مُسَـرْول أَرَنْـدَجـا

في نَعِجاتٍ من بياض نَعَجا

وإذا أكل الإنسان لحماً فأثقلَه فهو نَعِجٌ. وأنشد لذي الرمّة:

كأن القوم عُشُّوا لحمَ ضَـأنٍ

 

فهم نَعِجون قد مالت طُلاهم

والنَّعْجة: معروفة، الأنثى من الضَّان. وربّما سُمِّيت البقرةُ الوحشية والظَّبية نَعْجَة. قال الشاعر:

ورُحْنا كأنا من جُواثَى عَشِـيةً

 

نُعالي النِّعاجَ بين عِدْل ومُحْقَبِ

ج-ع-و

الجَعْو: ما جمعته بيدك من بَعَرٍ أو غيرِه حتى تجعلَه كُثْبَةً.

والجوع: ضِدُّ الشِّبَع. ويقال: جائع وجائعة وجَوْعان وجَوْعَى. والجَوْعة: المرَّة من الجوع. وربيعة الجُوع: بطن من بني تميم. وجَوْعَى: موضع.

والعَوْج: مصدر عُجْتُ أعوج عَوْجاً وعِياجاً، إذا عطفت. والياء في عِياج بدل من الواو. والعَوَج: مصدر عَوِجَ يَعْوَج عَوَجاً، لِما رأيته بعينك. والعِوَج: ما لم تره بعينك، مثل العِوَج في الدين وغيره. وهكذا فُسر في التنزيل، والله أعلم بكتابه: "غيرَ ذي عِوَج"، أي لا التواء فيه، و "ويبغونَها عِوَجاً"، و "لا عِوَج له".

وسمعت كلاماً فما عِجْتُ به، وكذلك شربت دواء فما عِجْتُ، أي ما انتفعت.

وعُجْتُ إليكم أَعوج. وأعْوَجُ: فرس.

والوَجَع: معروف، وَجِعَ يَوْجَع وَجَعاً، ويَيْجَع لغة بني تميم أيضاً. وجمع وَجع أوجاع. ورجل وَجِعٌ من قوم وَجاعَى ووِجاع. والوَجْعاء: اسم من أسماء الدُّبُر. وضربه ضرباً وَجيعاً ومُوجِعاً، وهذا أحد ما جاء على فَعيل من أفْعَل.

 

ج-ع-ه

العُجَّة: ضرب من الطّعام، عربية صحيحة، ولا أعرف حقيقة وصفها إلا أني سمعت أبا عِمران الكلابيّ يقول: هو دقيق يُعجن بسمن ثم يُشوى.

وهَجَعَ الرجل يهجَع هجوعاً، إذا نام. ولقيته بعد هَجْعَة من الليل، أي بعد ساعة منه. وقد سمّوا مِهْجَعاً. وقال أبو الخطّاب الأخفش: رجل هُجَعٌ، إذا كان ضعيف العقل، ولا أدري ما صحّته. ومَهْجَعَة: اسم أيضاً. والعَهْج: فعل ممات، ومنه اشتقاق ظبية عَوهَج، طويلة العنق، الواو زائدة.

 

ج-ع-ي

لها مواضع في الاعتلال تراها إن شاء الله.

 

باب الجيم والغين

مع باقي الحروف في الثلاثي الصحيح

أُهملت الجيم والغين مع الفاء والقاف والكاف.

 

ج-غ-ل

استُعمل من وجوهها: غَلَجَ الحمارُ والفرسُ غَلْجاً وغَلَجاناً، إذا عدا عدواً شديداً. قال الراجز:

غَمْرَ الأجارِيِّ مِسَحّا مِغْلَجا

الأجاريّ: أفاعيل من الجري.

 

ج-غ-م

غَمَجَ الماءَ يغمِجه غَمْجاً شديداً، إذا جَرِعَه جرعاً متتابعاً. والجُرْعَة الغُمْجَة.

 

ج-غ-ن

الغُنْج: التكسُّر والتدلًّل غَنِجَتِ الجارية غنْجاً وتغنَّجت تغنُّجاً، وجارية مِغْناج. والغَنَج في بعض اللغات: الشيخ الهِمُّ.

 

ج-غ-و

فرسٌ غَوْج اللَّبان، إذا كان سهل المَعْطِف. وتغوَّج الرجلُ في مِشيته، إذا تعطّف وتثنّى.

 

ج-غ-ه

أُهملت في الوجوه وكذلك حالهما مع الياء.

 

باب الجيم والفاء

مع سائر الحروف

ج-ف-ق

مهمل وكذلك حالهما مع الكاف.

 

ج-ف-ل

الجَفْل: السّحاب الذي قد هَراق ماءه. والجُفال: ما جَفَلَتْه الريح، أي ذهبت به. وكان رؤبة يقرأ: "فأمّا الزَّبَدُ فيذهبُ جُفالاً". ويقول: تَجْفِلُه الريح. قال أبو حاتم: وهذا مِن جهل رؤبة بالقرآن. وأجفل الظليمُ إجفالاً إذا نشر جناحيه وارمدَّ، مثل أرقدّ سواء، في عَدْوه. وكلّ هارب من شيء فقد أجفل عنه وهو مُجْفِل وجَفَلَ فهو جافل. قال الشاعر:

ومعي لَبوسٌ للبَئيسِ كـأنـه

 

رَوْقٌ بجَبْهَةِ ذي نِعاج مُجْفِلِ

وأخذتُ جُفْلَةً من الصّوف، أي جِزَّة منه. وكلام العرب عن الضائنة: "أُجَزُّ جُفالاً وأولَّد رُخالاً وأُحْلَب كُثَباً ثقالاً ولن ترى مثلي مالاً".

ويقال: جافل ومُجْفِل، بمعنى جَفَلَ وأجفلَ. وأقبلت جَفّالة من الناس: جمعٌ كثير في إسراع مشي. ودعا فلان الجَفَلَى، إذا عمّ ولم يختصَّ. وظليم إجفيل: يجفل من كل شيء، أي يهرب منه.

والجَلْف: القَطْع. يقال: جَلَفْتُ الشيءَ أجلِفه جَلْفاً، إذا أجلف، قطعته. قال أبو حاتم: إذا قطعته ولم تستأصله فقد جلّفته فهو مجلَّف. قال الشاعر:

وعضُّ زمانٍ يا ابنَ مروانَ لم يَدَعْ

 

من المال إلاّ مُسْحَتاً أو مجلَّـفُ

ويُروى يَدِعْ من الدَّعة، المُسْحَت: المستأصَل والمجلَّف: الذي قد بقيت منه بقيّة. والجَلْفَة: القطعة من الشيء، والشيء مجلوف. والجِلْف: الغليظ الجافي، والمصدر الجَلافة. قال أبو حاتم: هذا غلط، إنما سمّي الأعرابي جِلْفاً تشبيهاً بالشاة المسلوخة يريد أن جوفه هواء، لأنه يقال: شاة مجلوفة، أي بلا رأس ولا أكارع.

وفَجِلَ الشيءُ يفجَل فَجَلاً وفَجْلاً، إذا استرخى وغَلُظَ. أفجل، وأحسب اشتقاق الفُجل من هذا، وليس بعربي صحيح. ومشى الفَنْجَلَةَ والفَنْجَلَى، النون زائدة، وهي مِشية فيها استرخاء، يسحب رجله على الأرض. قال الراجز:

إمّا تَرَيْني للوَقارِ والعَلَهْ

قاربتُ أمشي الفَنْجَلَى والقَعْوَلَهْ

ويُروى: القَعْوَلَى والفَنْجَلة. وكل شيء عرضته فقد فجَّلته.

ورجل أفْلَجُ وأفْجَلُ بمعنى، وهو المتباعد ما بين الرجلين. فأما في الأسنان فلا يقال إلا أفْلَجُ الأسنان ومفلَّج الأسنان فتذكر الأسنان، وامرأة فَلْجاء الأسنان ومفلَّجة الأسنان ورجل أفْلَجُ الأسنان، لا بَدّ مِن ذكر الأسنان. وفَلَجَ الرجلُ على خصمه وأفلجَ، إذا ظهر عليه، والمصدر الفُلْج، ويقال الفُلْجة أيضاً. وفرسٌ أفْلَجُ: متباعدُ ما بين الحَرْقَفَتين، وهو عيب. والفَلَج: النهر الصغير. وكل شيء شَقَقْتَه بنصفين فقد فَلَجْتَه، ولذلك قيل: فُلِج الرجل، إذا ذهب نصفُه. والفالج: البُخْتيّ العظيم الخَلْق، عربي صحيح. قال:

لو لَقِيَ الفالجُ عَمَّ الفالِجا

أو هابَه الفالِجُ أن يعالِجا

والفَلُّوجة: الأرض المُمْكِنَة للزرع، والجمع فَلاليج. والفَلَج: أرض لبني جَعْدَة وغيرهم من قيس بنجد. والفِلْج، بكسر الفاء: مكيال معروف. قال الشاعر:

أُلْقِيَ فيها، فِلْجانِ من مِسْكِ دا

 

رِينَ وفِلْجٌ من فُلْفُلٍ ضَـرِمِ

وإفْليج: موضع أحسبه. وفَلْجَة: منزل بين مكّة والبصرة.

واللَّجَف: الناحية من الحوض أو البئر يأكله الماء فيصير كالكهف. وتلجّفت البئرُ، إذا صارت كذلك، والجمع ألجاف. واللُّجَفَة: الغار في الجبل، والجمع لَجَفات ولَجَّفَها الحافرُ. قال الراجز:

إذا انتحى مُعتقِماً أو لَجَّفا

وقد تَرَدىَّ من أراطٍ مِلْحَفا

المعتقِم: الذي إذا حفر البئر فقرب من الماء حفر في وسطها حَفْراً ضيّقاً ليَصِلَ إلى الماء فينوقه لينظرَ الماء مِلْح أو عَذْب. والملجِّف: الذي يحفر في جانب من البئر.

وأَلْفَجَ الرجلُ فهو مُلْفَج، إذا رقَت حالُه، وهذا أحد ما جاء على أَفْعَل فهو مُفْعَل. قال الراجز:

جاريةٌ شَبَّتْ شَباباً عُسْـلُـجـا

في حَجْرِ مَن لم يَك عنها مُلْفَجا

يقال: شاب عُسْلُج وعُسْلُوج، إذا كان ناعماً. والعُسْلُوج: الغصن. وسأل رجل الحسنَ: أيُدالِكُ الرجل أهلَه? قال: نعم إذا كان مُلْفَجاً. والمُدالَكة: المُماطَلة والمُدافَعة، وهي المُماعَكة أيضاً.

 

ج-ف-م

رجل أفْجَمُ: في شِدْقه غِلَظ لغة يمانية. والفَجَم والضَّجَم قريب بعضه من بعض، وهو الغِلَظ في الشَّدق. وبه سُمِّي أَضْجَم الذي نُسبت إليه ضُبيعة أضْجَم، وإنما كان ضرب على وجهه فصار في شِدقه ضَجَم. وفُجومة: حيّ من العرب. ويقولون: تفجَّم الوادي وانفجم، إذا اتّسع. وانْزِلْ في فُجمة الوادي، فهو المتسع منه. والفاء والميم لا يجتمعان في كلمة عربية إلاّ بحاجز بينهما، فأما فم فناقص وله باب تراه فيه إن شاء الله.

 

ج-ف-ن

الجَفْن: جَفْن السيف وجَفْن العين، وقد فصل بينهما قومٌ من أهل اللغة فيما زعموا فقالوا: جِفْن السيف وجَفْن العين، ولا أدري ما صحّته. والجَفْنَة: معروفة. والجَفْن: الكَرْم، وقال قوم: بل أصل الكَرْم جَفْنَة. وبنو جَفْنَة: حيّ من العرب. وجمع الجَفْنَة جِفان وجَفَنات في أدنى العدد، وجمع الجَفْن جُفون وأجفان وأجْفُن في أدنى العدد. ويقال: جَفَنَ الرجلُ نفسَه عن كذا وكذا، إذا ظلفها عنه. قال الراجز:

جَمَّعٍ مَالَ الله فينا وجَفَنْ

نَفْساً عن الدُّنيا وللدنيا زِيَنْ

والفَيْجَن: لغة شامية ولا أحسبها عربية صحيحة وهو الذي يسمَّى السَّذَاب.

والجَنَف: المَيْل جَنِفَ يجنَف جَنَفاً، وهو الصدود عن الحق. وفي التنزيل: "فمَن خافَ من مُوصٍ جَنفاً أو إثماً". ورجل أجْنَفُ، إذا كان في خَلقه مَيَل. وقال آخرون: الأجنف الذي ينخفض أحد جانبي صدره ويرتفع الآخر. وجَنْفاء: موضع، يُمَدّ ويُقْصَر. فأما قول الهذلي:

ولقد نُقيمُ إذا الخُصومُ تنـافـدوا

 

أحلامَهم صَعَرَ الخَصيم المُجْنِفِ

فإنما أراد ذا الجَنَف، كما قالوا: خبيث مُخْبِث.

والنَّجَف: عُلُو من الأرض وغِلَظ، نحو نجَف الكوفة. والنَّجَفَة: موضع بين البصرة والبحرين. وكل شيء عرَّضته فقد نجَّفته. ونَصْل نَجيف ومنجوف، إذا كان عريضاً. وبه سُمِّي الرجل منجوفاً. قال الشاعر:

نُجُفٌ بَذَلْتُ لها خَوافيَ ناهضٍ

 

حشْرِ القوادمِ كاللِّفاع الأطْحَلِ

والنِّجاف: كساء يُشَدّ على بطن العَتود لئلاّ يَنْزوَ، فإذا فُعل به ذلك فهو حينئذ مَنجوف. وتنجَّفتِ الأرنبُ، إذا اقشعرَّت، زعموا لغة يمانية. وكل شيء اجثألَّ فقد تنفَّج. وكانت العرب تقول للرجل إذا وُلدت له بنت: لتَهْنِئْكَ النّافجةُ، أي يأخذ صَداقَها فيضمّه إلى ماله فينتفج. ويقال: رجل نَفّاج، إذا كان كذّاباً، وليس باللغة العالية. وريح نافجة: سريعة الهبوب.

 

ج-ف-و

والجَفْوُ من قولهم: جَفاه يجفوه جَفْواً، واشتقاقه من تجافَى الشيءُ عن الشيء إذا ارتفع.

وجَوف كل شيء: قَعْرُه وداخله. والجوف: موضع باليمن. وقولهم: كأنه جَوف حمارٍ، يصفون به الموضع الخَرِب الوَحْش. وحمار بن مُوَيْلِك بن مالك بن نصر بن الأزد، وكان جبّاراً، كان له واد يُعرف بِالجوف فبعث الله عليه ناراً فأحرقت الوادي بما فيه فصار مثلاً، وله حديث. فأمّا قول امرىء القيس:

ووادٍ كجَوْفِ الغيْرِ قَفْرٍ قطعتُه

 

به الذئبُ يَعْوي كالخَليع المُعَيّلِ

فإنه أراد كجَوْف حمار فلم يستقم له الشعر.

وكل شيء له جَوْفٌ فهو أجْوَفُ والأنثى جَوْفاءُ والجمع جُوف. ومنه اشتقاق قولهم: طعنة جائفة، إذا وصلت إلى الجَوف. وهذه الياء أصلها الواو، وكذلك الجِيفة أيضاً، أصل الياء واو.

والجُوفِيّ: ضرب من حيتان البحر، عربي معروف. قال الراجز:

إذا تعشَّوا بَصَلاً وخَـلاّ

وجُوفِياً مُحَسَّفاً قد صَـلاّ

باتوا يَسُلُّون الفُساءَ سَـلاّ

سَلَّ النبيطِ القَصَبَ المُبْتَلاّ

المحسَّف: الخائس المسترخي، من قولهم: تحسّف التمرُ وانحسف، إذا فسد لطول مدّته.

والفَجوة والفَجواء: الموضع المُتَسِع من الأرض يُفْضَىٍ إليه من ضِيق. ويقال: بين دُور آل فلان فجوة، أي مُتَّسَع. وقالوا: فجوة الدار: ساحتها، والجمع فَجَوات. وفي التنزيل: "وهُم في فَجْوَةٍ منه". قال أبو عُبيدة: مُتَّسَع، والله أعلم.

والفَوْج: من الناس: الجماعة، والجمع أفواج. قال:

فهم رَجاجٌ وعلى رَجـاجِ

يمشون أفواجاً إلى أفواجِ

مَشْيَ الفَراريج مع الدَّجاجِ

رَجاج: المهازيل من كل ما رَعَى من المال. وجمع أفواج أفاوِج وأفاويج.

ووَجَفَ البعيرُ يَجِفُ وَجْفاً. ووجيفاً، وهو ضرب من سير الإبل، وربما اسُتعمل في الخيل. وأوجفتُ البعيرَ، إذا حملته على الوجيف. وفي التنزيل: "فما أَوجَفْتُم عليه مِن خَيْلٍ ولا رِكاب"، أي ما حملتموها في الوِجاف.

 

ج-ف-ه

الجَفة والجُفَّة: الجماعة من الناس.

والهِجَفّ: الجافي الغليظ ظليم هِجَفّ. وسألت أبا حاتم عن قول الشاعر:

وجَفَرَ الفَحْل فأضحى قد هَجَـفْ

واصفرَّ ما اخضرَّ من البقْل وجفّ

فقلت له: ما هَجَفَ? فقال: لا أدري. فسألت أبا عثمان فقال: هَجَفَ، إذا لحقت خاصرتاه بجنبيه من التعب، وأنشد فيه بيتاً.

 

ج-ف-ي

الفَيْج: معروف، وليس بعربي صحيح.

 

باب الجيم والقاف

مع سائر الحروف التي تليهما

ج-ق-ك

أُهملت.

 

ج-ق-ل

استُعمل من وجوهها أحرف، ولم تجتمع الجيم والقاف في كلمة عربية إلاّ بحاجز منها: جَلَوْبَق، وهو اسم وجَرَنْدَق، وهو اسم أيضاً، ورجل أجْوَقُ، وهو الغليظ العُنُق والجَوْق: الجماعة من الناس، وأحسبه دخيلاً وأتان جَلَنْفَقَة: سمينة، وأمرأة جَبَنْشَقَة: نعت مكروه، وامرأة جَعْفَليق: كثيرة اللحم مسترخية. فأما الجُوالِق والجَوْسَق فمعرَّبان. وجاءت كلمة القافُ فيها قبل الجيم، وهي القُنْجُل، وهو العبد، زعموا. قال:

لو رُبِطَ الفيلُ بحَبْل القُنْجُليّْ

إذاً لمَا قام لِما يَلْقَى الشَقيّْ

قال أبو بكر: القنجُليُّ، الياء هي الرويّ، وإنما الأصل القُنْجُل منسوب إليه. فأما جِلِّق فموضع بالشام، معرَّب. وقد تقدّم قولُنا في قلّة الحروف المتقاربة المخارج في كلمة واحدة إلاّ بحاجز، على أن ذلك قليل أيضاً. والقاف والجيم متقاربتان واجتماعهما في كلمة قليل وقد تقدمّ القول فيه. وقد قالوا: جَلَقَ رأسَه وجلَّق رأسَه، إذا حلقه.

 

ج-ق-م

أُهملت.

 

ج-ق-ن

استُعمل منها المَنْجَنيق، واختلف أهل اللغة فيه فقال قوم: الميم زائدة، وقال قوم: بل هي أصلية. وأخبرَنا أبو حاتم عن أبي عُبيدة، وأحسب أن أبا عثمان أيضاً أخبرنا به عن التَّوَّزيّ عن أبي عُبيدة قال: سألت أعرابياً عن حروب كانت بينهم فقال: كانت بيننا حروب عُون، تُفْقَأ فيها العيون، مرَّة نُجْنَق وأُخرى نُرْشَق. فقوله نُجنق دالّ على أن الميم زائدة، ولو كانت أصلية لقال: نُمَجْنَق على أن المَنْجَنيق أعجميّ معرَّب.

 

ج-ق-و

استُعمل منها الجَوْق من الناس، وقد مرّ ذكره وكذلك الأَجْوَق: الغليظ العنق، والأنثى جَوْقاء.

 

ج-ق-ه

أُهملت وكذلك حالهما مع الياء.

 

باب الجيم والكاف

مع باقي الحروف

أُهملت الجيم والكاف مع ما يليهما في الوجوه.

 

باب الجيم واللام

مع باقي الحروف

ج-ل-م

الجَلَم: معروف. والصوف المجلوم: الذي قد أُخذ بالجَلَم. قال الشاعر:

والمالُ صوفُ قَرارٍ يلعبون به

 

على نِقادته وافٍ ومَجـلـومُ

واجتَلَمَ الجزّارُ ما على ظهر الناقة من شحم ولحم، إذا سَحَفَه، وكذلك السَّنام إذا استأصله.

والجَمَل: معروف، والجمع جِمال وأجمال وجامِل وجَمائل. والجميل: ضدّ القبيح، والجَمال: ضدّ القبح. ورجل حُسّان جُمّال، وامرأة حُسّانة جُمّالة.

والجُمَّل: الحبل من القِنُّب الغليظ هكذا فُسِّر في قراءة من قرأ: "حتى يَلِجَ الجمَّل في سَمِّ الخِياطِ"، والله أعلم. والجُمَيْل: طائر معروف من خَشاش الطير. وجَمَل البحر: حوت من حيتانه. وجُمْل: اسم امرأة. وقد قالوا جَمّال وجَمّالة، كما قالوا حَمّار وحَمّارة، كلام عربي صحيح. قال الشاعر:

حتى إذا أسْلكوهمٍ في قُتـائدةٍ

 

شَلاّ كما تَطْرُد الجَمّالةُ الشُّرُدا

والجَميل: الشحم المذاب. وفي حديث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "لعن الله اليهودَ حُرِّمت عليهم الشحومُ فجَمَلوها وباعوها"، أي أذابوها. قال الشاعر:

فإنّا وَجَدْنا النِّيبَ إذ تَنْحَرونها

 

يعيش بَنينا شحْمُها وجَميلها

وأجملتُ الشيء إجمالاً إذا جمعته عن تفرّقه، وأكثر ما يُستعمل ذلك في الكلام الموجز، يقال: أجمل فلان الجوابَ. وأما الجمَّل من الحساب فلا أحسبه عربياً صحيحاً. وجَوْمَل: اسم امرأة الواو زائدة. ويقال: جَمالَك أن تفعل كذا وكذا، أي لا تفعله والزم الأمر الجميل. قال الشاعر:

جَمالَكَ أيها القلبُ القريحُ

 

ستَلْقى مَن تحِبُّ فتستريحُ

ويقال: اتَّبِعْ ما هو أجمل واسترِح. وقد سمَّت العرب جَميلاً وجُمَيْلا.

وقالت امرأة من العرب لابنتها: "تجمَّلي وتعفَّفي"، أي كُلي الجميلَ واشربي العُفافة، وهو ما بقي في الضَّرع من اللبن. واللّجَم: دُوَيْبّة. قال الشاعر:

له غُرَّة فَشَغَتْ وَجْـهَـه

 

له مَنْخِرٌ مثل جُحْر اللُجَمْ

واللِّجام: معروف ذكر قوم أنه عربي، وقال آخرون: بل معرب. ولُجْمَة الوادي: فُوَّهَته. والمَجْل: جمع مَجْلَة ويُجمع مِجالاً، وهي جلدة رقيقة يجتمع فيها ماء من أثر العمل. ويقال: مَجلَتْ يدُه تمجَل ومَجَلَت تمجُل مَجَلاً ومَجْلاً. والماجِل: ماء يستنقع في أصل جبل أو وادٍ من النَّزّ لا من

المطر. وبمكّةَ في أصل أبي قُبَيْس ماجِلٌ يستنقع فيه الماءُ، قال الأصمعي: ربّما فاض حتى تغسل فيه الغسّالاتُ الثيابَ.

والمَجَلَّة: صحيفة يُكتب فيها شيء من الحكمة، والجمع مَجالُّ. قال النابغة:

مَجَلَّتُهم ذاتُ الإلـه ودينُـهـم

 

قويمٌ فما يرجون غيرَ العواقبِ

ويُروى محلَّتهم بالحاء، يعنون بيت المَقْدِس.

واللَّمْج من قولهم: ما تلمَّجت بطعام، أي ما تطعَّمت به. وما له لَماج ولا شَماج، أي شيء يأكله. قال الشاعر:

كبَرْقٍ لاحَ يُعجب من رآه

 

ولا يُغني الحَوائمَ من لَماجِ

ومَلامِج الإنسان: ما حول فمه مثل المَلاغِم. قال:

رأته شيخاً خنِزَ المَلامجِ

وأكثر ما يُستعمل اللَّماج في المشروب، وقد جعله قوم في المأكول.

ويقال: مَلَجَ الصبيُّ ثدَي أمه، إذا مصّه إِمْلاجةً أو إمْلاجتين، أي مَصَّةً أو مصَّتين. وفي الحديث: " لا تُحَرَّمُ الإمْلاجةُ والإمْلاجتان"، وهو تأويل حديث النبي صلى اللهّ عليه وسلم: "أُنْظُرْنَ ما إخوانكنَّ فإن الرَّضاعة من المجاعة". والأمْلوج: الغصن الناعم مثل العُسْلوج والأملود. وقال قوم: بل الأَملوج: العِرق من عروق الشجرة يُغْمَض في الثرى فيكون لَدْناً.

 

ج-ل-ن

اللَّجَن، وهو اللَّجِين يقال: لجَّنت الشيء تلجيناً إذا خيَّسته، وكل شيء خيَّسته في ماء فقد لجَّنته، وأكثر ما يُستعمل ذلك في الخَبَط. قال الشاعر:

وماءٍ قد وَرَدْتُ لِوَصْل أرْوَى

 

عليه الطيرُ كالوَرَقِ اللَّجينِ

واللُّجَيْن: الفضَّة، وهو أِحد الحروف التي جاءت مصغَّرة. وناقة لَجون: ثقيلة السَّير، وكذلك الجمل. وقال قوم: لا يقال للجمل لَجون، وهو أعلى.

والنَّجَل: سَعَة العين وغيرها، وكل واسع أَنْجَلُ. وعين نَجْلاءُ وطعنة نجلاءُ، أي واسعة. ويقال: رجل أَنجَلُ وامرأة نَجْلاءُ، ويستغنون عن ذكر العين. قال الشاعر:

ربَّما ضربةٍ بسيفٍ صقيلٍ

 

بين بُصْرَى وطعنةٍ نَجلاءِ

ونَجْلُ الرجل: نَسْلُه. والنَّجْل: أول ما يظهر من ماء البئر إذا حُفر، وجمعه نِجال لا غير. واستنجل الماءُ، إذا ظهر في الوادي، ويمكن أن يكون اشتقاق الإنجيل من هذا. ونَجَلْتُ الرجلَ بالرمح، إذا طعنته. ونَجَلَ الطائرُ، إذا نقر. وسُمِّي الرمح مِنْجَلاً لأنه يُنجل به، ومن ذلك سُمِّي المِنْجَل اشتقاقاً من النَّجْل. والنَّجيل: ضرب من النبت. وقوم نِجال ونُجُل: جمع أًنْجَل. ووصف أعرابي قوماً فقال: لهم أَيْدٍ طِيالٌ وأعين نِجال. وكل شيء اتّسع فهو أَنْجَلُ. قال الراجز:

تَمشي من الرِّدَّة مَشْيَ الحُفَّلِ

مَشْيَ الرَّوايا بالمَزادِ الأَنْجَلِ

ج-ل-و

جَلَوْتُ السيفَ وغيرَه أجلوه جَلْواً وجَلاءً، إذا أزلت عنه الصدأَ وجلوت العروسَ أجلوها جلاءً فهي مجلوَّة، إذا أبرزتها، والمصدر فيهما الجَلاء.

ويقال: أَعْطِ العروسَ جِلْوَتَها، وقد جلاّها زوجُها وصيفةً، أي أعطاها وصيفة إذا سُئل الجِلْوة، وزوجُها يجلّيها جِلْوة. فأما جلّ يَجِلُّ فقد مرّ في الثنائي مستقصًى. وجلا القومُ يَجلون جلاءً، إذا خرجوا من بلد إلى بلد وأُجْلوا عنها: اخرجوا عنها. وجَلَوْت الهمَّ جَلْواً: أذهبته. قال:

يا هندُ قد نَجْلو الهمومَ جَلْوا

ونمنعُ العينَ الرُّقاد الحُلْوا

وجَلَوْتُ بصري بالكُحل جَلْواً، وبه سُمّي ضرب من الكحل الجَلا. قال الشاعر:

وأَكْحُلْكَ بالصابِ أو بالجَلا

 

ففَقِّحْ لكُحْلِكَ أو غَمِّـضِ

ويقال: جَلَّى الصقرُ عينَه، إذا نظر من مَرْقَب إلى الصيد فبرَّق عينَه.

ويقال: فلان ابن جَلا، أي ابن المكشوف الواضح، وابن أجْلَى لم يجىء به غيرُ العَجّاج وحده، وهو مثله. ورجل أجلى وامرأة جَلْواءُ، إذا انحسر مقدَّم وجههما من الشعر، وما كنت أجْلَى ولقد جَلِيتُ جلأ شديداً. وجَلْوَى: اسم فرس معروفة. قال الشاعر:

وقفتُ له جَلْوَى وقد خامَ صحبتي

 

لأبنيَ مجداً أو لأثأر هـالـكـا

وجالَ الفرس يجول جَوْلاً وجَوَلاناً، وكذلك التراب إذا جالته الريح. قال العجّاج:

جَر السحابُ فوقه الخرْفيُّ

ومُرْدِفاتُ المُزْنِ والصَّيفيُّ

جَوْلَ التُّراب فهو جَولانيُّ

والمِجْوَل: ثوب يُثْنَى ويخاط من أحد شِقَّيه ويكون أحد شِقَّيه مطلقاً غير مَخيط ويُجعل له جيب تلبسه المرأة وتجول في بيتها. وجَوْلى: موضع.

وجُول البئر والقبر: الناحية منها، ويقال جالٌ، والجمع أجوال. ويقال: جال القوم جَولةً، إذا انكشفوا ثم كرّوا. وجَوْلان: جبل معروف بالشام، ويقال للجبل: حارث الجَوْلان. قال الشاعر:

بكى حارثُ الجَوْلان مِن بَعْدِ ربِّه

 

وحَوْران منه مُوحِشٌ متضـائلُ

واللَّوْج: مصدر لُجْت الشيءَ ألُوجه لَوْجاً، إذا أدَرْتَه في فيك.

والوَجَل: الفزع وجِل يَوْجَل وَييْجَل وياجَل وَجَلاً، إذا فزع ورجل وَجِلٌ من قوم وَجِلين ووَجالَى. قال الشاعر:

لَعَمْرُكَ ما أدري وإني لأوْجَلُ

 

على أيِّنا تغدو المـنـيَّةُ أوَّلُ

والوَجيل والأَجيل: حفرة يستنقع فيها الماء، وهي المَوْجِل أيضاً لغة يمانية.

ووَلَجْتُ البيتَ ألِج وُلوجاً، إذا دخلته. والوِلاج: الباب، وبه سُمِّي باب خليَّة النَّحل وِلاجاً. والمَوْلِج إلى الشيء: المَدْخَل إليه. والتَّوْلَج: الكِناس، التاء مقلوبة عن الواو، وسُمّي دّوْلَجاً أيضاً. فقلبوا التاء دالاً وكان الأصل: دَوْلَج. قال:

إذا حِجاجا مُقلتيها حَجَّجا

واجتافَ أُدمان الفلاة الدَّوْلَجا

والوِلاج: الغامض من الأرض والوادي. قال الشاعر، وهو طُرَيْح بن اسمعيل الثَّقفي:

أنت ابنُ مُسْلَنْطِح البِطاح ولم

 

تطْرَق عليك الحُنِيُّ والوُلُجُ

الحُنيّ: ما انحنى من الوادي. والوَلُوج: فَعُول من قولهم: رجل والج ووَلُوج، مثل فاعل وفعُول. ويقال: رجل خَرّاج وَلاّج للذي يدخل في الأمور ويخرج منها.

 

ج-ل-ه

الجَلَه: انحسار الشَعر من الوجه رجل أَجْلَهُ وامرأة جَلْهاءُ. قال رؤبة:

لمَّا رأتني خَلَقَ المموَّهِ

برّاقَ أصلادِ الجبين الأجْلَهِ

وجَلْهَة الوادي: شاطئه، وهي الجُلْهُمَة أيضاً. وبنو جُلْهُمَة: بطن من العرب.

والجَهْل: ضد الحِلْم جهِل يجهَل جَهْلاً وجَهالةً. والجاهلية: اسم وقع في الإسلام على أهل الشِّرك فقالوا: الجاهلية الجَهْلاء. وأرض مَجْهَل، إذا كانت لا يُهتدى فيها، والجمع مَجاهل. والمِجْهَل: الخشبة التي يحرَّك بها الجمر في بعض اللغات. وقالوا: صفاة جَيْهَل وجَيْحَل، إذا كانت عظيمة.

وكل شيء استخففته حتى تُنزِّقَه فقد استجهلته. واستجهلتِ الريحُ الغصنَ، إذا حرّكتْه فاضطرب. والمَجْهَلة: الأمر الذي يحملك على الجهل. وفي الحديث "الولد مَجْهَلة مَبْخَلة مَجْبَنة".

واللُجَّة: لُجَّة البحر، وهو معظم مائه، والجمع لُجٌّ ولُجَج. واللَّجَّة: لَجُّة أصوات القوم إذا اجتمعوا، التجَّ القومُ. والتجَّ البحرُ، إذا اضطربت أمواجه. ولَهِجْتُ بالشيء ألهَج لَهَجاً ولَهْجاً، إذا غُرِيتَ به، والمصدر اللَّهَج. ويقال: فلان صادق اللَّهْجَة. وألهجَ الرجلُ فهو مُلْهِج، إذا لَهِجَت فِصالُه بالرِّضاع، والفصيل لاهج. قال الشاعر:

رَعى بارض الوسميِّ حتى كأنما

 

يرى بِسَفَى البُهْمَى أخِلَّةَ مُلْهِـجِ

يصف حمار وحش، قد أجِمَ الكلأ فهو يكرهه.

والهَجْل: المطمئنّ من الأرض يجتمع فيه ماء السماء، والجمع هُجول وأهجال. وفي بعض اللغات الهَجيل مثل الهَجْل. وامرأة هَجول: عيب تُسَبّ به. قال الشاعر:

هجوتُكَ أنَّ أُمَّك أُمُّ سَوْءٍ

 

هَجولٌ لا تُبالي مَن أتاها

وقال قوم: الهَجيل: الحوض الصغير. قال الشاعر:

مثل هَجيل الرَّجُل الأعْسَرِ

والهَوْجَل: القفر من الأرض. والهَوْجَل: الرجل الثقيل الوَخِم. ولهذا باب تراه فيه إن شاء الله.

 

ج-ل-ي

الجِيل: الأُمَّة من الناس، وهذا تراه في بابه إن شاء الله.

وجَلِيَ الرجل وجَلِهَ وجَلِحَ في معنى واحد، وقد مرّ تفسيره، وهما انحسار مقدَّم الرأس. قال:

وهل يَرُدُّ ما خلا تخبيري

بعد الجَلا ولائح القتيرِ

والجَلا: الأمر الواضح المكشوف. قال الشاعر سُحيم بن وَثيل:

أنا ابنُ جَلا وطلاّع الثـنـايا

 

متى أَضَعِ العِمامةَ تعرفوني

باب الجيم والميم

مع باقي الحروف التي تليهما

ج-م-ن

الجُمان: خرز من فضّة، فارسي معرَّب، وقد تكلّمت به العرب قديماً.

وقد سُمِّيت الحُّرَّة جُمانةً. قال الشاعر:

كجُمانة البحريّ جاء بها

 

غَوّاصُها من لُجَّة البحرِ

ومَجَنَ الشيءُ يمجُن مُجوناً، إذا صَلُبَ وغلُظَ. ومنه مِيجَنَة القَصّار، وهي الخشبة التي يُدقّ بها الثيابُ، والياء في مِيجَنَة مقلوبة من الواو، والجمع مَياجِن، وقالوا مَواجِن، واشتقاقها من الوجين، وهو الغِلَظ من الأرض.

وقولهم: رجل ماجن كأنه أَخذ من غلَظ الوجه وقلّة الحياء، وليس بعربيّ محض.

والنَّجم: واحد النجوم. والنَّجم: ما نجم من البقل على غير ساق، والفصل بين النجم والشجر أن النجم يُذهبه الصيف فلا يبقى له أثر والشجر يبقى له ساق. وكل طالع ناجم. والنَّجم: الوقت الذي يَحِلّ فيه الدَّين ونحوه. يقال: نجَّمتُ الدَّين تنجيماً، إذا جعلته على المُدايَن نجوماً. ومَنْجِما الفرس: العظمان الناتئان دُوين العُرقوب. وقال بعض المفسّرين في قوله جلّ وعزّ: "فلا أُقْسِمُ بمواقع النُجوم"، قال: هي نجوم القرآن، أي أُنْزِلَ في نجم بعد نجم، والله أعلم. وتَنَجَّم الرجلُ، إِذا نظر في النجوم ونجَّمَ وتَنجَّم، إذا رعى النجومَ مِن سهرٍ.

 

ج-م-و

الموج: معروف ماج البحر يموج مَوجاً ومَوجاناً، إذا اضطرب، وكل شيء اضطرب فقد ماج. ومنه ماج أمرُ الناس، إذا مَرَج. ووَجِمَ الرجلُ وجوماً، إذا أظهر كَرْباً أو حُزناً، فهو واجم. وفي الحديث: "ما لي أراك واجِماً". قال الشاعر:

هُريرةَ وَدِّعها وإن لام لائمُ

 

غَداةَ غدٍ أم أنتَ للبَيْن واجمُ

ويقال: وَجَمْتُ الرجلَ أجِمُه وَجْماً، إذا وكزته لغة يمانية.

 

ج-م-ه

الجَمّة: جَمّة الماء، وهي مجتمَعه، والجمع جِمام. قال الشاعر:

فلمّا وَرَدْنَ الماءَ زُرْقاً جِمامُـه

 

وضَعْنَ عِصِيَّ الحاضر المتخيِّمِ

والجَميم: ما تجمَّم من البقل إِذا أراد أن يُثمر، وقد استُقصي هذا في الثنائي. وأعطيتُه جَمامَ المَكُّوك وجِمامه، إذا قاربَ أن يمتلىء. ورجل رحب المَجَمّ، أي رحب الصدر. والجُمَّة: الشَعَر، وهو أكثر من اللِّمَّة، والجمع جُمَم. والجُمَّة: القوم يَسألون في الدّيَة. قال:

أضْرِبُ في النَّقع وأُعطي في الجُمَمْ

وجاء القومُ الجمّاءَ الغفيرَ، إذا جاءوا عن آخرهم.

وجَمَاء الشيء: شخصه.

ورجل جَهْمٌ بَيِّنُ الجَهامة والجُهومة، إذا كان غليظ الوجه. وبه سُمَّي الأسد جَهْماً. وتجَهّمتُ الرجلَ، إذا تنكَّرت له. قال الشاعر:

ولا تَجَهَّمُني المَوْماة أركَبُها

 

إذا تجاوبتِ الأزداءُ بالسَّحَرِ

يريد الأصداء، جمع صَدىً، وهو طائر. والجَهَام: السحاب الذي قد هراق ماءه. ومرّت جُهْمَة من الليل، أي قطعة منه. وبنو جُهْمَة: بطن من العرب. وقد سمَّت العرب جَيْهَماً، الياء زائدة، وجَهْمَنا وجَهْماً وجُهيماً.

وبنو جاهمة: بُطين منهم، وبنو جَهْمَن: بطن منهم، وبنو جُهيمة: بُطين منهم.

والمُهْجَة: خالص النفس. وبذلك سُمّي اللبن الخالص من الماء مهْجاناً، وكذلك لبن ماهج، وهو المحض الذي لم يُشَبْ بالماء.

وهجمت على القوم، إذا دخلت عليهم. وانهجم الخِباءُ، إذا وقع. قال الشاعر:

هَيْقٌ كأنّ جَناحيه وجُؤجُـوءه

 

بيت أطافت به خَرْقاءُ مهجومُ

وانهجم العَرَقُ، إذا سال. ومنه هاجرة هَجوم: تسيل العَرَقَ. وهجمتُ ما في خِلْف الناقة، إذا استقصيت حَلْبَها، فأنا أهجُمه هَجْماً. قال الراجزْ:

إذا التقت أربعُ أيدٍ تَهْجُمُهْ

حَف حفيفَ الغيثِ جادت دِيَمُهْ

والهَجْمَة: القطعة من الإبل ما بين الستّين إلى المائة. قال:

أنتَ وَهَبْتَ الهجمةَ الجَراجرا

كُوماً مَهاريسَ معاً خناجرا

والهَيْجُمانة: اسم امرأة من العرب، أمّ حي منهم. وابنا هُجَيْمَة: فارسان معروفان. قال الشاعر:

وساق آبْنَيْ هُجَيْمَةَ يومَ غَوْلٍ

 

إلى أسيافنا قَدَرُ الحِـمـام

وبنو الهُجَيْم: بطنان من العرب الهُجيم بن عمرو بن تميم، والهجيم بن علي بن سُود من الأزد. وقد سمّت العرب هاجماً. وهجمتُ الرجل أهجُمه هَجْماً، إذا طردته. قال الراجز:

والليلُ يمضي والنهارُ يَهْجُمُهْ

والهَمَج من الناس: الذين لا نظام لهم. قال الشاعر:

يتركُ ما رَقَّح من عيشه

 

يَعيث فيه هَمَجٌ هامِجُ

وبه سُمِّي البَق هَمَجاً. والهَمَج من الناس: مثل الهَمَل، سواء. والهامج من كل شيء: المتروك يموج بعضُه في بعض. وظبية هَميج، وهي الفتيَّة، زعموا، والحسنة الجسم. وقال آخرون: الهَميج من الظباء: المغْزِل التي قد هزلها الرضاع. ويقال: اهتمجت نفسَ الرَّجل واهتمج الرجل نفسَه، إذا ضعف.

 

ج-م-ي

الجيم حرف معروف، ولهذا باب تراه فيه إن شاء اللّه.

 

باب الجيم والنون

مع باقي الحروف

ج-ن-و

الجُنوء: مصدر جَنَاتُ على الشيء، وهذا تراه في الهمز إن شاء الله. والجَون: الأبيض والأسود. قال الشاعر:

تقول حليلتي لمّـا رأتـه

 

شرائج بين مُبْيَضٍّ وجَوْنِ

فالجَون هاهنا الأسود. وقد سُمَي الحمار الوحشي جَوناً، وهو أًصْحَرُ. وسمَّوا الأحمر جَوناً. قال:

تأوي إلى رِزِّ غِدَفْلٍ قَرْقارْ

في جَونةٍ كقَفَدان العَطّارْ

والقَفَدان: الخريطة من الأدَم يجعل فيها العطّار مَتاعه، وإنما عنى الشِّقْشِقَة وهي حمراء. وقد سمّت العرب جَوناً وجُوَيْناً. وبنو الجَون: بطن من العرب. والجُؤنة: معروفة، تُهمز ولا تُهمز، والجمع جُوَن. قال:

على صَماريدَ كأشباه الجُوَنْ

يقال: شاة صِمْرد: قليلة اللبن.

والنَّجْو: مصدر نجا ينجو نَجْواً ونَجاةً. نجوتُ العود أنجوه نَجْواً، إذا اقتضبته من الشجرة. والنَّجْوُ: كناية عن ذي البطنِ. يقال: نجا ينجو نَجْواً، والجمع نَجَوات ونَجاً. واحتبس نجْوَه في بطنه. ومنه قولهم: استنجى، كأنه استفعل من ذلك. والنجْوَة: الرَّبْوَة من الأرض، والجمع نَجَوات ونِجاء. وقال بعض المفسرين في قوله عزّ وجلّ: "فاليومَ نُنَجّيك ببدَنِك"، أي نلقيك على نَجْوَة. والبَدَن: الدرع القصيرة. والنَّجوى: الكلام المُسَرّ. ويقال: نجوت الرجلَ، إذا أقعدته نَجِيًّا لتُناجيَه. ونَجَوْتُ الجِلد عن الناقة، إذا كشطته. قال الشاعر:

فقلتُ آنْجُوَا عنها نَجا الجِلْدِ إنّه

 

سيُرضيكما منها سَنامٌ وغارِبُهْ

والنَّجْوُ: السّحاب، والجمع نِجاء. قال الشاعر:

كالسُّحُل البِيض جلا لونَها

 

سَحُّ نِجاء الحَمَلِ الأسْوَلِ

الحَمَل: الكثير الماء من السحاب.

والوَجْن: الغِلَظ من الأرض، وهو الوجين. قال:

أتَجوب بي الأرضَ عَلَنْداةٌ شَزَنْ

يهبِط بي وَجْناً ويعلو بي وَجَنْ

وناقة وَجْناءُ من هذا.

والوَجْنتان: العظمان المُشرفان على الخدَّين في الوجه من عن يمين وشمال. والأوْجَن مثل الوَجْن، سواء.

فأما النُّؤاج من قولهم نأجَ الثورُ ونأجتِ الريحُ، إذا سمعت صوت هُبوبها، فمهموز تراه في بابه إن شاء الله.

والوَنَج، بفتح النون: المِعْزَف أو العود، فارسيّ معرّب وقد تكلّمت العرب به.

 

ج-ن-ه

الجَنَّة: معروفة، وليس هذا موضعَها، وقد مرّت في الثنائي.

والنَجْهُ: اللقاء القبيح نَجَهْتُ الرجلَ أنجَهه نَجْهاً. قال الشاعر:

حُيِّيتَ عنّا أيُّها الـوَجْـهُ

 

ولغيركَ البَغْضاءُ والنَّجْهُ

قال أبو زيد: نَجَهْتُ الرجلَ وجَبَهْتُه سواء، وهو استقبالك إياه بما يكره.

ونَجَهْتُ على القوم، إذا طلعت عليهم.

والجَهْن: الغِلَظ في الوجه والجسم، وربما وُصف به الجسيم أيضاً. ومنه اشتقاق جُهينة أبو قبيلة من العرب. وقد سمّت العرب جَيْهاناً، وأحسب اشتقاقه من الجَهْن أيضَاً، الياء زائدة.

والنَّهْج: الطريق الواضح، والجمع نهوج و نِهاج، وهو المَنْهَج، والجمع مَناهج. وأنهجَ الثوبُ يُنْهج إنهاجاً، إذا أخلقَ. قال أبو زيد: نَهَجَ وأنهجَ، وأبى الأصمعي إلاّ أنهجَ.

وضربتُ الرجلَ حتى أنهجَ، أي انبسط وألقى نفسه.

والهُجْنَة: غِلَظ الخَلْق في الخيل كغِلَظ البراذِين، الذَّكر والأنثى فيه سواء هكذا قال أبو عبيدة. بِرْذَونَة هَجين. والهِجان من الإبل: كِرامها، لا واحدَ له من لفظه، وهي البيض، وقالوا: جمعها هَجائن. وامرأة هِجان، إذا كانت عقيلة قومها، وكذلك رجل هِجان: كريم. واهتُجنت الشاةُ، إذا حُمل عليها في صِغرها، وكذلك الصبيَّة الحَدَثَة إذا زُوَّجَتْ قبل بلوغها. والمَهاجن من الخيل: التي قد دخلتها هُجْنَة. والهواجن: الغنم التي يَقْرَعها الفحل قبل وقتها. وربما سُمِّيت النخلة إذا حملت وهي صغيرة مهتجِنة هكذا يقول الأصمعي. والهَجين من الناس: الذي أمُّه أمَة.

 

ج-ن-ي

جَنَى الرجل يجني جناية. وسترى هذا البابَ مستقصًى في المعتلّ إن شاء الله.

 

باب الجيم والواو

مع باقي الحروف

ج-و-ه

الجُؤوَة مثل الجُعْوَة مهموزة، وهي غُبْرَة تخلطها خُضْرَة فرس أجأى والأنثى جَأْواءُ. ومنه قيل: كتيبة جَأْواءُ لصدأ الحديد فيها. والجُؤْوَة في وزن جُعْوَة أيضاً: قطعة من الأرض غليظة فيها سواد.

والجَهْوَة: موضع الدُّبُر من الإنسان وغيره، لغة يمانية. ويقال: قبَّح الله جَهوتُه. وزجر من زجر الإبل: جُوهْ جُوهْ، وقالوا جاهْ جاهْ. ويقال: جهجهت بالإبل، إذا قلت ذلك.

ويومُ جُهْجُوه: يوم معروف لبني تميم.

ووَجْه الإنسان وغيره: معروف. ووجه النهار: أوله. ووجه الكلام: السبيل التي تقصدها به. ووجوه القوم: سادتهم. وصرفت الشيءَ عن وجهه، أي عن سَنَنه. ورجل وجيه عند السلطان وموجَّه. وكِساء موجًّه: له وجهان. ويُجمع وجه على أَوْجُه ووُجوه وأُجوه. وبنو وَجيهةَ:َ بطن من العرب. وضَلَّ الرجلُ وِجْهَةَ أمره، إذا ضل قصدَه. قال الشاعر:

نَبَذَ الجُؤارَ وضلَّ وِجْهَةَ رَوْقِهِ

 

لمّا اختللتُ فؤادَه بالمِطْـرَدِ

وروي عن الأصمعي: هِدْيَةَ رَوقه وواجهتُ الرجلَ بكلام حسن أو قبيح، واستعمالهم هذه الكلمة في القبيح أكثر. وواجهتُك بالأمر مواجهةً ووِجاهاً.

ودُورُ بني فلان تواجه دُورَ بني فلان، أي تُقابلها، وهي المواجَهة والوِجاه. والوَجيه: فرس من خيل العرب، قديم معروف. ورجل ذو وجهين، إذا لقيَ بخلاف ما في قلبه. وقال الأحنف في بعض كلامه: لا يكون ذو الوجهين عند الله وجيهاً.

والوَهَج: وَهَجُ النار، وهو سَفْعها وأُوارها. ووَهَج الطِّيب: أَرَجه ورائحته. ووهِج يومنا وَهَجاً ووَهَجاناً. وسِراج وَهّاج: وقّاد، وكذلك نجم وهّاج، أي وقاد. والهَوَج: مصدر أهوجُ بَيِّنُ الهَوَج، وهو نقصان العقل. وضربة هَوجاءُ، إذا هجمت على الجوف. وريح هَوْجاءُ: متدارِكة الهبوب في وجه واحد. والهَجْوُ: مصدر هجا، يهجوه هَجْواً وهِجاء. وهَجُوَ يومُنا، إذا اشتدّ حرُّه. وهَجَوْتُ الكتابَ في معنى تهجَيتّه، لغة فصيحة.

 

ج-و-ي

جَوِيَ الرجلُ وغيرُه يَجْوَى جَوًى شديداً، إذا تطاول مرضُه.

ووَجِيَ الدّابةُ وَجًى شديداً، والوَجَى أشدّ من الحَفا، والفرس وَجٍ كما ترى. قال الشاعر:

تَخامَصُ عن بَرْدِ الوشاح إذا مـشـت

 

تَحامُل طِرْفِ الخيل في الأَمْعَز الوَجي

والجِآوة تهمز ولا تهمز، وهي وعاء القِدْر. وبه سُمِّي الرجل جِآوة، وهو أبو بطن من العرب. والوَيْج: خشبة تُعرض على سَنام الثور ويُشدّ بها الفَدّان، هكذا قال الخليل.

 

باب الجيم والهاء

مع باقي الحروف

ج-ه-ي

جَهِيَ البيتُ يَجْهَى جَهْياً، إذا خَرِبَ، وهو جاهٍ كما ترى. والجِيَّة: حفرة عظيمة يستنقع فيها الماء، غير مهموز. وهَجِيَت عينُ البعير وهجَّجت، إذا غارت. ويقال: أَهْجَى طعامُكم غَرَثي، أي سكَّن جوعي. ويقال: طعام مُهْج، إذا أشبع. قال الشاعر:

مِن مَطْعَمٍ غيرِ ما مُهْجي

وهاجَ الفحلُ هَيْجاً وهِياجاً وهَيَجاناً. وكل شيء ثار فقد هاج. والهَيْج والهِياج: اسمان للحرب. والهاجَة: الضفدعة الصغيرة، والجمع هاجات. وأهل اليمن يسمّونها الشُّفْدُغة. والهاجَة: خَرَزَة صغيرة تُشَدّ في الأذن، وهذا تراه مستقصًى في المعتلّ إن شاء الله.

انقضى حرف الجيم والحمد للهّ ربّ العالمين وحده وصلّى الله على محمّد وآله وسلّم.

 

حرف الحاء وأبوابه مع سائر الحروف

باب الحاء والخاء

مع ما يليهما من الحروف

أُهملت وجوه الحاء والخاء

في الثلاثي الصحيح.

باب الحاء والدال

مع سائر الحروف

ح-د-ذ

أُهملت وجوهها.

 

ح-د-ر

حَدَرْتُ الشيءَ أحدُره حَدْراً نحو السفينة وغيرها، إذا هبطت بها من أعلى وادٍ أو نهر إلى أسفله. وكذلك كل شيء حططته من عُلْوٍ إلى سُفْلٍ فقد حدرته. وحدرتُ الثوبَ أحدُره حَدْراً، إذا فتلت أطراف هُدْبه. وقال أبو زيد: حدرتُه وأحدرتُه فهو مُحْدَر ومحدور. والحَدور: ضد الصَّعود الحَدور بفتح الحاء ما انحدرت مه، والصُعود بفتح الصاد ما صعدت فيه.

وحدرتُ القراءةَ حَدْراً، إذا أسرعت فيها. وأحدرتُ جِلد الرجل، إذا ضربته حتى تؤثر فيه. وفي جِلده حُدور، أي آثار، وواحدها حَدْر.

وحيدرة: اسم من أسماء الأسد، زعموا. ورمح حادِر وغلام حادر: غليظ. قال الشاعر:

وكل رُدينيّ إذا هُزَّ أرْقَلَتْ

 

أنابيبُه بين الكُعوب الحَوادرِ

أرقلت: أسرعت. وكذلك غلام حادِر وحبل حادِر: غليظ أيضاً. قال الشاعر:

فما رَوِيَتْ حتى استَبانَ سُقاتُهـا

 

قُطوعاً لمحبوكٍ من اللّيف حادِرِ

وهذا حَيٌّ حادِرٌ، أي مجتمع. ومصدر الحادر الحَدارة، وجمع حادِر حُدور. وعين حَدْرَة بَدْرَة: حادّة النظر. قال الشاعر امرؤ القيس:

وعين لها حَدْرَة بَـدْرَةٌ

 

شُقَّت مآقيهما من أُخُرْ

وحَدَرَ الدواءُ بطنَه، إذا أمشاه. وكل دواء أمشى فهو حَدور وحادور.

والحُويدِرة: لقب شاعر معروف، ويقال له الحادرة أيضاً. وجمع حادِر حُدَّر. والحَرْد: القصد للشيء، بتسكين الراء، يقال: حَرَدْتُ نحوه حَرْداً، إذا قصدته. قال الراجز:

أقبل سيلٌ جاء من أمر اللهّْ

يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّة المُغِلَّهْ

والحَرْد أيضاً، بسكون الراء: الغضب، وتحريكها خطأ. وأسد حارد، أي غضبان. قال الشاعر:

لعلّكِ يوماً أن تَرَيْني كأنّمـا

 

بَنيَّ حَواليَّ الأسودُ الحَواردُ

وحَرِدَ البعيرُ يحرَد حَرَداً، إذا استرخى عصبُ إحدى يديه حتى كأنه يتلقّف بها إذا مشى، فهو أَحرَدُ والأنثى حَرْداء. وناقة حَرْداءُ، هكذا قال الأصمعي، وبعير أحرد، إذا كان يَنْفُضُ إحدى يديه في السّير. قال أبو نُخيلة- دَعِيٌّ في بني تميم سُمِّي أبا نُخيلة لأنه وُلد تحت نخلة- قاله أبو بكر:

ضرباً لكلّ جاحِدٍ ومُلْحِدِ

جَلْداً كتلقيف البعير الأَحْرَدِ

وقال الآخر:

بِينُ المرافقِ مُبْتَلٌّ مآزرُهـم

 

ذوو جآجِىءَ في أيديهمُ حَرَدُ

الجآجىء: جمع جؤجؤ، وهو عَظْم الصدر. وكوكب حَريد، إذا طلع في أفق السماء متنحِّيّاً عن الكواكب. قال الراجز:

يعتسفان الليل ذا الكُؤودِ

أمّا بكلّ كوكبٍ حَريدِ

قوله: ذا الكُؤود: ذا المشقّة والصعوبة، من قولهم: تكاءدني الأمرُ، إذا صعب عليّ. ورجل حريد المحلّ، إذا لم يخالط الناسَ ولم ينزل معهم. قال الشاعر:

إذا نَزَلَ الحَيُّ حَلَّ الجَحيشَ

 

حَريدَ المَحَلِّ غَوِّيا غَيورا

الجَحيش: الناحية. وحارتِ الناقةُ، إذا قلَّ لبنُها حِراداً. وأنشد الأصمعي:

أيانِقٌ قد كَفَأتْ أرفادها

حِرادُها يَمنع أن نَمْتادَها

نُطْعِمها إذا شَتَتْ أولادها

أيانِق: جمع على غير قياس، أرفاد: جمع رَفْد، وهو القدح الذي يُحلب فيه. وأنشد الأصمعي أيضاً لرجل من أهل البحرين:

ولنـا بـاطِـيَة مَـمْـلـوَّةٌ

 

جَوْنَة يَتْبَعُهـا بِـرْزينُـهـا

فإذا ما حارَدَتْ أو بَـكَـأتْ

 

فُكَّ عن حاجبِ أُخرى طِينُها

بكأتِ الناقةُ، إذا قلّ لبنُها، وهي ناقة بَكِيء. البِرزين: إناء يُتَّخذ من طَلْع الفُحّال يُشرب فيه، وهو الذي يسمّيه البصريون التَّلتلة، هكذا فسّر عبد الرحمن عن عمّه. وأمّا الذي يسمّيه البصريون الحُرْدي من القَصب فهو نبطي معرَّب. والدابّة التي تُسمّى الحِرْدَوْن، قال الأصمعي: ما أدري ما صحّتها في العربية.

والدَّحْر: دَفْعُك الشيءَ عن نفسك من قولهم: اللهمّ ادْحَرْ عنّا الشيطانَ دَحْراً، والشيطان مدحور. وفي التنزيل: "اخْرُجْ منها مذؤوماً مدحوراً"، أي مُبْعَداً، واللهّ أعلم. فأما الدِّرْحاية الرجل الضخم فإنك ستراه في بابه إن شاء الله. واشتقاق الدَّرحاية من الدَّرَح، وهو فعل ممات. قال الراجز:

عَكَوِّك إذا مَشَى دِرْحايهْ

يِحْسِبني لا أعرف الهِدايهْ

والرَّدْح من قولهم: ردحتُ البيت بالطين أردَحه رَدْحاً وأردحتُه إرداحاً، لغتان فصيحتان، إذا كاثفت عليه الطّين. قال:

بيتَ حتوفٍ مُكْفَأً مردوحا

يعني قترة صائد. وقال الآخر:

بناءُ صَخْرٍ مُرْدَحٌ بِطينِ

أبو جَوارٍ أجلَحُ الجبين

وامرأة رَداح: ثقيلة الأوراك، والجمع رُدُح. وجَفنة رَداح: عظيمة. قال الشاعر أميّة بن أبي الصَّلت:

له داعٍ بمكّةَ مُشْـمَـعِـلّ

 

وآخرُ عند دارَتِـهِ ينـادي

إلى رُدُحٍ من الشِّيزَى عليها

 

لُبابُ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّـهـادِ

جمع شُهْد. وكتيبة رَداح: ثقيلة السير من كثرة من فيها. قال الشاعر لبيد:

يا عامراً يا عامرَ القِداحِ

وعامرَ الكتيبة الرداحِ

وقد سمّت العرب رُديحاً ورَدْحان.

ح-د-ز أُهملتَ إلاّ في لغة من قال الحَزْد في معنى الحَصْد حزدتُ الشيء في معنى حصدتُ. وإنما يفعلون ذلك إذا سُكِّنت الصادُ، فإذا حرّكوها ردّوها إلى أصلها.

ح-د-س الحَدْس: الظنّ: حَدَسْت أحدِس حَدْساً، إذا ظننت. قال الشاعر:

فوقفتُ فيها العَنْسَ أحْدِسُ في

 

بعض الأمور وكنت ذا حَدْسِ

وحَدَسَ يحدِس ويحدُس. ويقال: حدست بالرَّجل أحدِس به حَدْساً، إذا صرعته. قال الشاعر:

ومعترَكٍ شَطَّ الحُبيّا تَـرى بـه

 

من القوم محدوساً وآخرَ حادِسا

الحُبَيّا هاهنا: موضع، وشطّه: ناحيته. وحدَستُ في سَبَلَة البعير، إذا وَجَات لَبَّتَه. والحَدْس: السير الشديد. وبنو حَدَس: بطن عظيم من العرب. وحدستُ الشيءَ برِجلي، إذا وَطئته.

والحَسَد: معروف، حسدت أحسُد حَسداً. ويقال: حسدتُك على الشيءَ وحسدتك الشيء بمعنى واحد. قال الشاعر:

فقلت إلى الطّعام فقال منهم

 

فريق نحسُد الإنْسَ الطَّعاما

ورجل حاسِد وحَسود وحَسّاد.

والدَّحْس: إدخالك يدَك بين جِلد الشاة وصِفاقها لتسلخها. وداحِس: اسم فرس من خيل العرب كان سُطِيَ على أُمه وهي حامل فسُمِّي داحِساً: وله حديث، وهو الذي تُنسب إليه حرب داحس.

والدَّحْس: الفساد دَحَسَ بين القوم: أفسد بينهم، والدُّحّاس: دُوَيْبّة تغيب في التراب، والجمع دَحاحيس. وبيت دِحاس، إذا كان ممتلئاً ناساً، بالحاء والخاء، والخاء أكثر. وداحِس: موضع. قال الشاعر:

وأَقفَرَ منها رَحْرَحانَ فداحِسا

أي أصابه قفر.

ويقال: ضربه حتى انسدحَ على الأرض، أي انبسط على الأرض، وقالوا بالشين أيضاً وليس بالعالي.

 

ح-د-ش

حشدتُ القومَ أحشُدهم وأحشِدهم حَشْداً، إذا جمعتهم. والحَشْد: القوم المجتمعون. وربما قالوا: حشد وتحاشد القومُ، إذا اجتمعوا على الشيء وتعاونوا عليه، والحاشد الفاعل.

 

ح-د-ص

الدَّحْص: دَحَصَ المذبوحُ بيديه ورجليه، إذا فَحَصَ بهما. ويقال منه: دَحَصَ يدحَص دَحْصاً برجليه ويديه. قال الشاعر:

رَغا فوقهم سَقْبُ السّماء فداحصٌ

 

بشكَّته لم يُسْتَـلَـبْ وسَـلـيبُ

والحَصد: الشيء المحصود. والحَصْد: مصدر حصدتُ الزرعَ أحصِده وأحصُده حَصْداً وحَصاداً فأنا حاصد. وجاء زمنُ الحِصاد والحَصاد. والزّرع حَصيد ومحصود. وجمع حاصِد حُصّاد وحَصَدَة.

والمِحْصَد: المِنْجَل الذي يُحصد به، والجمع مَحاصد. وأحصدتُ الحبلَ إحصاداً فهو مُحْصَد، إذا فتلته. ورجل مُحْصَد الرأي: سديده. ودِرع حَصْداءُ: ضيّقة الحَلَق. وقد سمّت العرب حُصيداً وحُصيدة.

وصَدَحَ الطائرُ يصدَح صَدْحاً وصُدوحاً وصُداحاً، إذا صوّت فهو صادح وصَدوح. ورجل مِصْدَح: إذا كان صَيّاحاً حسنَ الصوت. وصَيْدَح: اسم ناقة ذي الرُّمَّة، الياء زائدة. قال الفرزدق:

ودَويّةٍ لو ذو الرُّميمةِ رامَـهـا

 

لأقصرَ عنها ذو الرُّميم وصَيْدَحُ

قطعتُ إلى معروفها مُنْكراتِها

 

إذا خَبَّ آلُ بينها يتَضَحْضَـحُ

وقال ذو الرُّمَّة يمدح بلال بن أبي بُرْدَة بن أبي موسى الأشعري:

رأيتُ الناس ينتجعون غَيْثـاً

 

فقلت لصيدحَ آنتَجِعي بِلالا

ح-د-ض

الدَّحض: الزَّلَق دَحَضَ يدحَض دَحْضاً ودُحوضاً. ودَحَضتْ حُجَّتُه دُحوضاً ودَحْضاً، فهي داحضة، وأدحضَها اللّه إدحاضاً. وكل موضع لا تطمئنّ فيه القَدَمَ فهو مَدْحَض. قال طرفة:

ردِيت ونَجَّى اليشكـريَّ حِـذارُه

 

وحادَ كما حادَ البعيرُ عن الدَّحْضِ

وقال أبو عبيدة في قوله عزّ وجل: "حُجَّتُهم داحِضة" بمعنى مدحوضة، والله أعلم.

 

ح-د-ط

أُهملت وكذلك حالهما مع الظاء والعين والغين.

 

????ح-د-ف

الحَفْد من قولهم: حَفَدَ يحفِد حفْدَاً، إذا أسرع في المشي. وبعير حَفّاد: سريع المشي، وكذلك الظَّليم. فأما الحَفَدة فاختلف فيها أهل اللغة، فقال قوم: الحَشَم، وقال آخرون: الأختان، وقال آخرون: الخَدَم. قال الشاعر:

حَفَدَ الولائدُ حولهنّ وأسلمتْ

 

بأكُفِّهِنّ أزِمَّةُ الأجـمـالِ

فأما قولهم في القُنوت: "إليك نسعى ونَحْفِد" فتأويله: نخدمك بالطاعة.

والحَفَدان: ضرب من سير الإبل. والمِحْفَد والمِحفَدة: إناء يُكال به. والمِحْفاد أيضاً: مِكيال.

ويقال: فَدَحَه الأمر فَدْحاً، إذا أثقله وبهظه، والأمر فادح والرجل مفدوح.

وفَواد الدهر: خُطوبه وأحواله. فأما أفدحني الأمرُ فلم يقله أحد ممّن يوثق به.

 

ح-د-ق

الحَدَقَة: حَدَقَة العين، وهي سوادها، والجمع حَدَق وأحداق وحِداق. وحَدَقَ القومُ بالرجل وأحدقوا به، إذا أطافوا به، لغتان فصيحتان. قال الشاعر:

المُنْعِمون بنو حربِ وقد حَدَقَتْ

 

بيَ اَلمنيّةُ واستبطأتُ أنصاري

والحديقة: البستان من النخل والشّجر، والجمع حَدائق. وقوم من أهل اللغة يقولون: الحنْدوقة والحِنْديقة: الحَدَقَة، وما أدري ما صحّته.

والدَّحْق أن يخرج رَحِمُ الناقة بعد ولادها دَحَقَتِ الناقةُ فهي داحق ودَحوق. وربما قالت العرب للرجل الغضبان: داحِق.

والحِقد: معروف حَقَدَ يحقِد حِقْداً، والجمع الأحقاد والحقود. ورجل حاقِد ومُحْقَد، إذا أحقده غيرُه.

والقَحَدَة: أصل السَّنام، والجمع قَحَد. وكنلك المَقْحَدَة. وناقة مِقْحاد: عظيمة السَّنام، والجمع مقاحيد. وبنو قُحادة: بطن من العرب منهم أم يزيد بن القُحاديّة أحد فرسان بني يَربوع.

والقَدْح: مصدر قدحت النار أقدَحها قَدْحاً من الزَّنْد وغيره. وقدحتُ في نسب الرجل، إذا طعنت فيه. وقدحتُ العظم، إذا نقرته بحديدة لتُخرج ما فيه من فساد. وقَدَحَ العودُ، إذا وقع فيه الأُكال، وكذلك السِّنّ. قال الشاعر:

رمى الله في عينَيْ بُثينةَ بالقَذَى

 

وفي الغُرّ من أنيابها بالقَوادح

والقادح في الأسنان: سواد يظهر فيها. وقدحتُ العينَ، إذا أخرجت ما فيها من الماء الفاسد. والقوادح: الوُصوم في العيدان والعظام. وقدحت ما في القِدر، إذا اغترفته. والمِقْدَ حَة: المِغْرَفَة، معروفة. وركيّ قَدوح: تغترف باليد. والقَدَح: معروف، اسم يجمع صغار الأقداح وكبارها. والقَدّاح: أطراف النبت من الورق الغضّ. والقِدْح، قِدْح السهم: العود بلا نصل ولا قُذَذ. والقِدْح الواحد من قِداح المَيْسِر. وقدَّح الفرسُ تقديحاً، إذا ضمر حتى يصير مثل القِدْح. وقدَّحتْ عينُ الفرس وكذلك عينُ البعير، إذا غارت، فهي مقدِّحة، وقَدَحَت فهي قادحة. قال الشاعر:

فالعينُ قـادحة والـيدُّ سـابـحةٌ

 

والرِّجْلُ ضارحة والإطلُ مقبوبُ

الإطْل بكسر الألف والأَيْطَل واحد، وهو الخصر، ويسمّى القُرْب.

قال أبو بكر: إذا سمعتهم يقولون فرس مقدَّح فإنهم يريدون أنه ضامر كالقِدح، وإذا سمعتهم يقولون مقدِّح فإنهم يريدون أنه غائر العينين.

 

ح-د-ك

كَدَحَ الرجلُ يكدَح كَدْحاً، إذا اكتسب، وكدح لدُنياه وكدح لآخرته. وتكدَّح جِلده، إذا تخدَّش. وفي الحديث: "يجيء يومَ القيامة وفي وجهه كُدوحٌ وخدوشٌ". وحمار مكدَّح، إذا كانت به آثار من عضّ الفحول. وقول الله عزّ وجلّ: "إنَّك كادِحٌ إلى ربّك كَدْحاً"، أي عمله الذي يعمله من خير أو شر لنفسه.

 

ح-د-ل

 

الحَدَل: تطأمُن أحد المَنْكِبين، والرجل أَحْدَلُ والمرأة حَدْلاءُ. وقوس حَدْلاء ومُحْدَلة، إذا تطأمنت سِيَتُها. وأنشد في المرأة الحدلاء لأبي محمد الفقعسي:

له زِجاجٌ ولهاةٌ فارضُ

حَدْلاءُ كالوَطْب نَحاهُ الماخضُ

والدَّحْل: خضرة غامضة في الأرض تضيق من أعلاها وتتّسع من أسفلها حتى يُمشى فيها وربما أنبتت السِّدْر، هكذا يقول الأصمعي. والجمع دُحول ودِحال وأَدحُل. قال الراجز:

وهي على عَذْبٍ رَويِّ المَنْهَلِ

دَحْلِ أبي المرْقال خيرِ الأَدْحلِ

والدَّلْح: مشي البعير مُثْقَلاً. يقال: دَلَحَ بحِمْله، إذا أثقله حِمْلُه. وسحائب دُلُح: تَدْلَح بما فيها من الماء. ويقال: دُلَّح ودَوالح.

واللَّدْح: الضرب باليد، لَدَحَه بيده يلدَحه لَدْحاً.

واللَّحْد: معروف، والجمع لُحود وألحاد. ولَحَدْتُ الميتَ وألحدتُ له فهو مُلْحَد وملحود. وألحدَ الرجلُ إلحاداً، إذا مال عن القصد فهو مُلْحِد. وسُمِّي اللَّخذ لَحْداً لأنه مِيل به في أحد جُولي القبر. وكل مائل عن شيء لاحِد ومُلْحِد، ولا يقال له لاحِد ولا مُلْحِد حتى يميل عن حقّ إلى باطل.

وقد سُمَّي اللَّحْد مُلْحَداً، والجمع مَلاحد، وربما سُمّي مَلْحَداً.

 

ح-د-م

الحَدمْ: أصل بِنية احتدمتِ النارُ احتداماً، إذا التهبت واحتدم المرْجِلُ، إذا غلَى، واحتدم عليَّ صدره غيظاً قال الشاعر:

ظَلّتّ صَوافنَ في الأرزان طاويةً

 

في ماحِقٍ من نهار الصيف محتدِم

واحتدم الدَّمُ، إذا اشتدّت حُمرتُه حتى يسوادَّ. وحُدْمة، قالوا: موضع معروف، وقالوا حُدمَة، ولا يدخله ألف ولام. وكل شيء حَمِيَ فقد احتدم. وكثر ذلك حتى قالوا: احتدم الشرُّ بينهم، إذا اشتدّ.

والحَمْد: خلاف الذمّ حَمِدْتُ الرجلَ أحمَده حَمْداً، إذا رأيت منه فعلاً محموداً واصطنع إليك يداً تحمَده عليها. وأحمدتُ الأرضَ أُحْمِدُها إحماداً، إذا رضيت سُكْناها أو مرعاها. وتقول العرب: حُماداك أن تفعل كذا وكذا في معنى قُصاراك، وهذا باب قد استقصيناه في كتاب الاشتقاق. واشتقاق اسم محمد صلّى اللهّ عليه وسلَّم كأنه حُمِد مرةً بعد أخرى.

وقد سمّت العرب حامداً وحُميداً ومحموداً وحَمّاداً وحَمْداً. وإنما سمّت رجال من العرب أبناءهم في الجاهلية بمحمَّد لإخبار الرُّهبان أنه سيكون نبيٌّ يسمّى محمّداً. وممّن سُمِّي في الجاهلية محمّداً محمّد بن حُمران الجُعْفي، وهو الشويعر، سمّاه بهذا الاسم امرؤ القيس بن حُجْر حيث يقول:

أبلِغا عنّيَ الشوَيْعِرَ أني

 

عَمْدَ عَيْنٍ قَلّدتُهنَّ حَريما

ومحمد بن بلال بن أُحيحة، ومحمّد بن سُفيان بن مُجاشِع، ومحمّد بن مَسْلمة الأنصاري، وغيرهم ممن قد ذكرناه في كتاب الاشتقاق.

فأما أحمد فقد سُمِّي به جماعهّ في الجاهلية، واكتنى به، أبو أحمد بن جحش بن رئاب الأسدي لا أعرف غيرء. وسُمِّي يَحْمَد، وهو أبو بطن من الأزد ويُحْمِد، وهو أبو بطن أيضاً.

والدَّحْم: الدفع الشديد، وبه سُمِّي الرجل دَحْمان ودُحيماً وسُمّيت المرأة دَحْمهّ ودَحامِ، وهي أحسبها بنت ثعلبة بن وائل. قال أبو النجم الراجز:

لم يَقْضِ أن يملِكَنا ابنُ الدَّحَمَهْ

إنما هي دَحْمَة فحرّكها احتياجاً، يعني يزيد بن المهلَّب. والمَدْح: ضدّ الهِجاء يقال: مدحت الرجل أمدَحه مَدْحاً وامتدحتُه امتداحَاً. والمديح: اسم مشتقّ من المدح. والمادِح فاعل والممدوح مفعول، وربما سُمِّي المدح بعينه مديحاً، وربما سُمّي الممدوح بعينه مديحاً، إذا احتيج إليه في الشعر، كأنه فعيل معدول عن مفعول وما أقلَّ ما يُستعمل ذلك. وامَّدحتِ الأرضُ امِّداحاً، إذا اتّسعت ووضحت. وجاء في الشعر الفصيح أماديح كأنه جمع مديح مثل حديث وأحاديث، ويمكن أن يكون أماديح جمع أُمدوحة مثل أُحدوثة وأحاديث وأُرجوحة وأراجيح، قال الشاعر:

لو كان مِدْحَةُ حيٍّ مُنْشِراً أحداً

 

أحْيا أباكُنّ يا ليلى الأمـاديحُ

ح-د-ن

الدَّحْن: أصل بِنية الدِّحَنّ، وهو العظيم البطن في غِلَظ جسم، وقالوا دَحِن أيضاً. وامرأة دِحَنَّة وبعير دِحَنّ. قال الراجز:

قالوا ألا تَخْطُبُ قلت إنَّهْ

فقرَّبوا دِعْكَنَّةً دِحَـنَّـهْ

والدِّحَنَّة: الأرض المرتفعة، لغة يمانية جاء بها أبو مالك ولم يعرفها سائر أصحابنا.

والدِّنْح: عيد من أعياد النَّصارى، ولا أحسبها عربية صحيحة، وقد تكلّمت بها العرب.

والنُّدْح، والجمع أنداح، وهي أرض واسعة. ومنه قولهم: لك عن هذا الأمر مندوحة، أي مُتَّسَع. وقد قالوا نَدْحٌ أيضاً، قال أبو بكر: يقال نَدْحٌ ونُدْحٌ. وقد سمَّت العرب نادحاً ومُنادِحاً. وبنو مُنادِح: بُطين منهم.

 

ح-د-و

الحَدْوُ: يمكن أن يكون مصدر حدوته أحدوه حَدْواً، والاسم الحُداء يا هذا.

وحَدْواء: موضع بنجد.

وبنو حاوِد: قبيلة من العرب.

والدَّحْوُ: مصدر دحا يدحو دَحْواً، إذا دحا به على وجه الأرض، وقالوا: دحا يَدْحَى دَحْياَ، وليس بالثَبْت، وقال مرّة أُخرى: دحا يَدْحي دَحْياً. قال الشاعر:

ينفي الحصى عن جديد الأرض مبترِكاً

 

كأنه فـاحـصٌ أو لاعـبٌ داحـي

وسمّت العرب دِحْيَة ودُحَيّاً. وبنو دُحَي: بطن من العرب. وأُدْحِيّ النّعام: الموضع الذي يبيض فيه، والجمع الأداحي.

والدَّوْح، الواحدة دوحة، وهي الشجرة العظيمة من أيّ الشجر كانت، هكذا يقول بعض أهل اللغة. ويقال: رجل وَحَدٌ: منفرد، وقوم أُحْدان. قال أبو بكر: الواو إذا انضمّت صارت همزة. وترى هذا في موضعه مستقصىً إن شاء اللهّ.

والواحد: أول العدد، والأحَد مثل الواحد، ولا يُستعمل أَحد في معنى واحد، وتقول: رأيت أَحدَ الرجلين ولا تقول واحد الرجلين، وتقول: رأيت أحد عشر، ولا يُستعمل واحد هاهنا إلا أن تريد واحداً وعشرة. ورجل واحد: منفرد، وقوم أُحْدان، ورجل أوحد وقوم وُحْدان. وأُحاد أُحاد: واحد واحد. قال الشاعر عمرو ذو الكلب الهُذَلي:

أَحَمَّ اللّه ذلك مـن لـقـاءٍ

 

أُحادَ أُحادَ في الشهر الحلالِ

والوَدْح: أصل بِنية وَدْحان، وهو موضع. وقد سمَّوا به رجلاً.

 

ح-د-ه

أُهملت.

 

ح-د-ي

الحَيْد: النادر من الجبل، والجمع حُيود وأحياد. والحُيود أيضاً: العُقود في قرن الظبي والوعل. وحادَ عن الشيء يحيد حِياداً.

والدَّحِيّ: موضع. وقد سمَّت العرب دِحْيَة ودُحَيّاً ودُحَيَّة. وبنو دُحَيّ: بطن من العرب.

 

باب الحاء والذال مع باقي الحروف

ح-ذ-ر

الحَذَر: معروف، حَذِرَ يحذَر حَذَراً، وحاذرَ يُحاذر حِذاراً ومحاذرة. وقد قُرىء: "وإنّا لَجميعٌ حاذرون"، أي متأهِّبون، وحَذِرون، أي خائفون.

والحِذْرِيَة: فِعْلِيَة، الأرض الغليظة، والجمع حَذارٍ، مُمال، وحَذارَى.

ورجل حِذْرِيان: شديد الفزع. والحُذاريات: القوم يحذِّرون أو ينذِرون. والمحذورة: الفزع بعينه. وقال قوم: بل الحرب، وأنشدوا للأعشى:

قوم بيوتهـمُ أَمْـنٌ لـجـارهـمُ

 

يوماً إذا ضَمَّتِ المحذورةُ القَزَعا

والقَزَع يعني الفِرق من الناس ينضمّ بعضهم إلى بعض خوفاً، القَزَعا والفَزَعا، بالقاف والفَاء جميعاً. قال أبو بكر: القَزَع: البيوت المتفرّقون، ويقال: قَزَع السحاب، الواحدة قَزَعَة، وهي القطع الصغار من الغيم. وقد سمَّت العرب محذِّراً وحُذاراً وحُذيراً وحُذراناً. وأبو مَحذورة: أوس بن مِعْيَر مؤذِّن رسول اللّه صلّى اللهّ عليه وسلّم، أحد بني جُمَح، هكذا يقول الرَّياشي. وقولهم حَذارِ من كذا معناه احْذَرْ. قال الراجز:

حَذارِ من أرماحنا حَذارِ

أو تجعلوا من دونكم وَبارِ

والحِرْذَوْن دُوَيبَّة لا أقف على حقيقة صفتها.

وذَرِيح: اسم، وأحسب اشتقاقه من الذُرُّوحة، وهي دُوَيبَّة لها سمّ قاتل إذا أُكلت قتلت، وتُجمع على ذَرارِح وذراريح. قال الشاعر:

فلمّا رأت أنْ لا يجيبَ دعاءهـا

 

سُقيتَ على لَوحٍ دماءَ الذَّرارحِ

والذُّرَحْرَح: سمّ قاتل. قال الراجز:

قالت له وَرْياً إذا تَنَـحْـنَـحْ

يا ليته يُسقى من الذُّرَحْـرَحْ

أو ليته في رأس رُمْحٍ مِطْرَحْ

ح-ذ-ز

أُهملت وكذلك حالهما مع السين.

 

ح-ذ-ش

شحذتُ السيفَ أشحَذه شَحْذاً، إذا جلوته. وشحذ الجوعُ مَعِدَتَه، إذا ضرَّمها وقوّاها على الطعام.

 

ح-ذ-ص

أُهملت وكذلك حالهما مع الضاد والطاء والظاء والعين والغين.

 

ح-ذ-ف

حذفتُ الأرنب بالعصا أحذِفها حَذْفاً، إذا رميتها بها. وحذفتُ رأسَه بالسيف حَذْفاً، إذا ضربته به فقطعت منه قطعة. والحَذَف: غنم من غنم الحجاز صغار الجُرُوم. وفي الحديث: "لا يتخلَّلُكم الشياطينُ كأنهم بنات حَذَفٍ". وقد سمَّت العرب حُذافة، وهو كل ما حذفته من شيء فطرحته منه نحو وشائظ الأديم وما أشبهه. وأما تسميتهم حُذَيْفة فهو تصغير حِذْفَة وهي قطعة تحذِفها من لحم أو غيره، أو تصغير حَذَفَة، والحَذَف ضرب من البطّ صغار الجُروم شُبِّه بالحَذَف. وحذفتُ الفرسَ أحذِفه حَذْفاً، إذا قطعت بعض عَسيب ذنبه. وحَذْفَة: اسم فرس خالد بن جعفر بن كِلاب، وفيها يقول:

فمن يَكُ سائلاً عنّي فإنـي

 

وحَذْفَةَ كالشَّجا تحت الوريدِ

وتفذَّحتِ الناقةُ وانفذحتْ، إذا تَفاجَّتْ لتبول، وليس بالثَّبْت.

 

ح-ذ-ق

حَذَقتُ الشيء، إذا قطعته. وحَذَقَ الغلامُ القرآنَ يَحْذِق حَذْقاً وحَذاقاً وحَذاقةً، إذا تعلّمه. وحَذَقَ الرِّباط يدَ الشاة، إذا أثّر فيها. وحَذَقَ فاهُ الخَلُّ، إذا حَمَزَه، أي قبّضه. ورجل حُذاقٌي: حديد اللسان فصيح. وبنو حُذاقةَ: بطن من إياد رهط أبي دُواد الإيادي وكعب ابن مامَةَ الإيادي. قال الشاعر:

إني كفانيَ مِن جارٍ هَمَمْتُ بـه

 

جارٌ كجار الحُذاقيّ الذي اتَّصفا

اتّصف: افتعل من الوصف.

والذَّحْق: انسلاق اللسان وانقشاره من داء يُصيبه، ذَحِقَ لسانُه يذحَق ذَحْقاً، إذا أصابه ذلك.

 

ح-ذ-ك

كَذَحَتْه الريح، مثل كَثَحَتْه، إذا ضربته بالحصى والتراب.

 

ح-ذ-ل

الحَذَل: حُمرة وانسلاق في أجفان العين ومآقيها، حَذِلَت عينُه تحذَل حَذَلاً، إذا أصابها ذلك. قال مُعَقِّر بن حمار البارقي:

فأخْلَفْنا مُوَدَّتَها فقـاظـت

 

ومَأُقِي عينها حَذِلٌ نطوفُ

والعين حَذلاء كما ترى، وربما قيل: رجل أَحْذَلُ وامرأة حَذْلاءُ. وأنشد للعجّاج:

ما بال جاري دمعكِ المهلَّلِ

والشوق شاجٍ للعيون الحُذَّلِ

وقال البغداديون: الخُذَّل بالخاء. قال أبو حاتم: لا أدري أيُّ شيطان فسّر لهم البيت، قالوا: إذا بكى أصحابه خذلهم فلم يبك معهم. وحُذَيلاء: موضع. والحُذالةُ: مثل الحُثالة، وهي حُطام التِّبن ونحوه. والحَذَل: ضرب من حَبّ الشجر يُختبز ويؤكل في الجَدْب. قال الراجز:

إنَّ بَواءَ زادهم لمّا أُكِلْ

أن يَحْذِلوا فيكثروا من الحَذَلْ

وحُذُول المرأة: حاشية إزارها أو ذيل قميصها. والحُذَل: استدارة ذيل القميص. قال عُمر بن الخطّاب رحمه اللهّ لابنة عمرو بن حُمَمَة لمّا زوَّجها من عثمان فبعث إليها صَداقها أربعة آلاف درهم فقال لها: هَلُمّي حُذَلَك، أي ذيلك، فصبّ فيه المال فقسمتْه في قومها وتجهّزت من مالها، وهي أمّ عمرو بن عثمان بن عفّان.

والذَّحْل: مثل الثأر سواء، والجمع أذحال وذُحول، وهو الوَغْم.

 

ح-ذ-م

الحَذَم: المشي السريع الخفيف. وكلّ شيء أسرعت فيه فقد حذمتَه، وبه سُمِّيت الأرنب حُذَمَة. وفي أحاديث الأعراب أن الأرنب قالت: اللهمَّ اجعلني حُذَمَة لُذَمَة أسبق الطالعَ في الأكَمَة، وقال اليربوع: اللهمّ اجعلني أُحَوِّيه وأُلَوِّيه واجعل أسفله عند فيه. وقال عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، للمؤذّن: "إذا أَذَّنْتَ فترسَّل وإذا أقمتَ فاحْذِمْ"، أي أَسْرِع. وقد سمَّت العرب حِذْيَماً وحُذَيْماً، الياء زائدة.

والمَذَحِ: احتراق الفَخِذين من المشي إذا احتكّتا، مَذِحَ يمذَح مَذحاً. قال الأعشى:

فهمُ سُردٌ دِقاق سـعـيُهـم

 

كالخُصى أُشْعِلَ فيهنَّ المَذَحْ

وقال الراجز:

إنّكِ لو صاحَبْتِنا مَـذِحْـتِ

وحَكَّكِ الحِنْوانِ فانفشَحْـتِ

وقُلْتِ هذا صوتُ ديكٍ تحتي

انفشحتِ: توسّعتِ.

 

ح-ذ-ن

رجل حُذُنَّة: صغير الأذنين خفيف الرأس وهما الحُذُنَّتان يعني الأذنين، الواحدة حُذُنَّة. وأنشد:

كأنما حُذُنَّتاها باعُ

والحَنْذ من قولهم: حَنَذْتُ اللحمَ أحنِذه حَنْذاً، وهو أن تشويَه على الحجارة حتى ينضج، واللحم حَنيذ ومحنوذ. وحنذتُ الفرس أحنِذه حَنْذاً وحِناذاً، وهو أن تستحضره شوطاً أو شوطين ثم تُظاهر عليه الجِلال حتى يعرقَ فيذهبَ رَهَلُه، والفرس محنوذ وحَنيذ. وقد سمَّت العرب حَنّاذاً.

ح-ذ-و

الحَذْوُ: مصدر حَذَوْتُ النعلَ أحذوها حَذْواً وحِذاءً. والحِذاء: النعل بعينها، يدلّ على ذلك حديثه صلَّى اللّه عليه وسلَّم في هَوامي الإبل: "ما لكَ ولها معها حِذاؤها وسِقاؤها"، يريد أنها تقوى على المشي وتصبر على العطش. والحُذْوَة القطعة من اللحم، حَذَوْتُ له حُذْوة وحِذْوة وحِذْية وهي مثل الحُزَّة، وقد رُوي هذا البيت:

تكفيه حُزَّةُ فِلْـذٍ إن ألَـمّ بـهـا

 

من الشِّواء ويُروي شُرْبَه الغُمَرُ

وحُزَّة فِلْزٍ بالزاي. والحُذَيّا: ما أعطيته صاحبَك من غنيمة أو جائزة. ومن أمثالهم: "بين الحُذَيّا والخُلْسَة"، يُضرب مثلاً للرجل الذي يسألك فإن لم تُعْطِه اختلسك. ويقال: حذوته أَحذُوه حَذْواً وأحذيته أُحذيه إحذاء، والاسم الحُذَيّا، مقصور.

والوَذَح: ما تعلّق بأصواف الضَّأن من أبوالها وأبعارها، الواحدة وذَحَة. والوَذَح في الغنم كالعَبَس في الإبل، إلا أن ذلك من الخَطْر وهذا من التعلُّق. قال الأعشى:

وترى الأعداء حولي شُـزَّراً

 

خاضعي الأعناق أمثالَ الوَذَحْ

ويُروى: بُسَّراً خُضُعَ الأعناق.

 

ح-ذ-ه

أُهملت.

 

ح-ذ-ي

مواضعها في المعتلّ تراها إن شاء الله.

 

باب الحاء والراء مع ما بعده من الحروف

ح-ر-ز

استُعمل من وجوهها الحِرْز: معروف. وكل شيء ضممته وحفظته فقد أحرزته إحرازاً والشيء مُحْرَز. واحترزتُ: امتنعت. ومصدر أحرزت: إحراز. والموضع الحريز: الذي يُحرز فيه الشيء. وقد سمَّت العرب مُحْرِزاً وحَريزاً وحَرّازاً.

وحزرتُ الشيءَ أحزُره حَزْراً، إذا عرفت مقداره أو ظننت، حَزَرَ يحزِر ويحزُر، والضمّ أكثر، حَزْراً. وحَزَرَ اللبنُ والنبيذُ، إذا اشتدّت حموضته، فهو حازِر. قال الشاعر:

يا عُمَرَ بن مَعْمَرٍ لا منتظَرْ

بعدَ الذي عَدا القُروصَ فحَزَرْ

أي تجاوز حدَّه وقَدَرَه مثل اللبن الذي تجاوز القُروصَ فحَزَر. وحَزْرَة المال: خِياره، والجمع حَزَرات، الواحدة حَزْرَة. وبه سُمِّي الرجل حَزْرَة. وفي الحديث: "لا تأخذوا حَزَراتِ أَنْفُس الناس"، يريد خِيار أموالهم.

ويقال: زرحه بالرُّمح زَرْحاً، إذا زجَّه به، وليس بثَبْت.

والرَّزْح من قولهم: رَزَح البعيرُ، إذا ألقى نفسه من الإعياء، وإبل رَزْحَى ورَزاحَى. وبه سُمِّي الرجل رِزاحاً. قال الأعشى:

قد تَفَتَّقْنَ من الـعـيش إذا

 

قام ذو الضُّرِّ هُزالاً ورَزَحْ

ويُروى: من العُسْن، وهو الشحم العتيق.

والزَّحْر: تزحُّر الحُبلى عند الولادة. وقد سمَّوا زَحْراً. قال الراجز:

إني زعيم لكِ أن تَـزَحَّـري

عن وافر الهامة عَبْل المِشْفَرِ

والزَّحير: داء يصيب البطن معروف، والزُّحار أيضاً. ويقال: زحره بالرّمح زحراً، إذا زَجَّه.

 

ح-ر-س

الحَرْس: الدهر. قال الراجز:

في نعمةٍ عِشْنا بذاك حَرْسا

والحَرْس: مصدر حرستُ الشيء أحرُسه حَرْساً وحِراسة وحَريسة.

وفي الحديث: "لا قَطعَ في حَريسة الجبل"، أي ما امتُنع به في الجبل. والمَحْرَس: الموضع الذي يُحرس فيه.

والحَسْر من قولهم: حسرتُ العِمامة عن رأسي حَسْراً، إذا كشفتها، وكذلك النِّقاب وما أشبهه. وحسرتِ الريحُ السحابَ، إذا كشفته. والحاسر في الحرب: الذي لا دِرْع عليه ولا مِغْفَر. وحسِر الرجلُ يحسَر حَسْرة وحَسَراً، إذا كَمِدَ على الشيء الفائت وتلهَّف عليه. وحسِرتِ الناقةُ حسوراً، إذا أَعْيَتْ، وأحسرتُها أنا إحساراً، إذا أتعبتها. وحسرتُ البيت، إذا كنسته، والمِحْسرة: المِكْنَسة في بعض اللغات. وحَسَرَ البصرُ، إذا كلَّ عن النظر فهو حاسر وحسير.

والرَّسَح: خفّة لحم الأَلْيَتَيْن ولصوقهما، رسِح يرسَح رَسَحاً، رجل أَرسَحُ وامرأة رسحاءُ، والرَّسَح والرَّصَع والزَّلَل واحد. ويوصف الذئب بالرَّسح.

والسَّحْر: الرئة وما تعلّق بها، وجمعه أسحار وسحور. وفي حديث عائشة رضي الله عنها: "مات رسول الله صلّى اللهّ عليه وسلم بين سَحْري ونَحْري"، أي في موضع السَّحر من ظاهر. وفرس سَحير: عظيم الجوف. ويقال للرجل: انتفخ سَحْرُك، إذا فزعَ وجَبُنَ. والسُّحْر والسُّحْرة واحد، قال أبو حاتم: قال أبو عبيدة: يقال: الجوف نصفان، فنصفه الأعلى فيه السُّحْر بضمّ السين، وهو ما تعلَّق الحَلْق والمَريء والنصف الأسفل فيه القَصَب، وهو البطن. فسألت الأصمعي فلم يعرف السُّحْر بالضم، وهو معروف. ويسمى السُّحر وما تعلّق به مما ينتزعه القصّاب سُحارة.

واختلف الناس في قوله جلّ وعزّ: "إنّما أنتَ من المسحَّرين"، فقال قوم: من المرزوقين الذين لا بُدَّ لهم من الغذاء، وقال آخرون: كل ما كان له سَحْر فهو مسحَّر، والمعنيان متقاربان. وقال أبو عبيدة في قوله جل وعز: "إنَّما أنتَ من المسحَّرين"، أي ممن له سَحْر، يريد المخلوقين. قال الشاعر:

فإن تسألينا فيمَ نحـن فـإنـنـا

 

عصافيرُ من هذا الأنام المسحَّرِ

ويقال: المسحَّر: المرزوق الذي يأكل الرزق. وقال امرؤ القيس:

أرانا موضِعينَ لحَتْمِ غيبٍ

 

ونُسْحَر بالطعام وبالشرابِ

عصـافـيرٌ وذِبّـانٌ ودودٌ

 

وأَجرَأُ من مجلِّحة الذّئابِ

وأَسْحَرَ القوم إسحاراً، إذا خرجوا في السَّحَر، والسُّحْرة والسَّحَر واحد، وخرج القوم بسُحْرة ومُسْحِرين. واستَحَرَ الطائرُ، إذا غرَّد في السَّحَر. قال امرؤ القيس:

كأنَّ المُدامَ وصوَب الغَـمـامِ

 

وريحَ الخُزَامى ونَشْرَ القُطُرْ

يُعَلُّ بهـا بَـرْدُ أنـيابـهـا

 

إذا غرَّدَ الطائرُ المُسْتَـحِـرْ

أي الذي يغرّد في السَّحَر.

والأسحار: جمع سَحَر، وكذلك الأسحار جمع سِحْر، ويُجمع السَّحْر سُحوراً ولا يجمع السَّحَر إلاّ أسحاراً. وتقول العرب: لقيتُه بأعلى سَحَرَيْن، أي في وقت السَّحَر. وتقول العرب: أتيته بسَحَرٍ، ولا تقول: أتيته سَحَراً. وقال الأصمعي: قال أبو عمرو بن العلاء: لا تقول العرب: خرجنا سَحَراً، إنما يقولون: خرجنا بسحَرٍ، ولقيته أعلى سَحَرَيْن. وفي التنزيل: "نجَّيناهم بسَحَرٍ". والسَّحور: ما أُكل في السَّحَر. والسِّحر: معروف، سحَر يسحَر سِحْراً، والفاعل ساحر وسحّار.

والسَّرْح: ضرب من الشجر. وقال قوم: بل كل شجرة طويلة سَرْحَة. قال عنترة:

بَطَلٍ كأن ثيابه في سَـرْحَةٍ

 

يُحذَى نِعالَ السِّبْت ليس بتوأمِ

وسرَّحتُ الرأسَ تسريحاً، إذا خلَّلت الشَّعر بالمُشْط. والمُشْط يسمَّى المِسْرَح، فأما قولهم المِشْط فخطأ إلا أن يقولوا مِمْشطاً. وبنو سَرْح: بطن من العرب. وأعطى فلان فلاناً عطاءً سهلاً سَرْحاً. وقال رجل لرجل: إن عطاءك لسَريح وإن منعك لمُريح. والسِّرْحان: الذئب. وأهل الحجاز يسمّون الأسد سِرْحاناً. قال عمرو بن معد يكرب:

به السِّرحان مفترشاً يديه

 

كأنّ بياض لَبَّته الصَّديعُ

الصَّديع: الصبح، وليس في ألوان الذئب بياض. وسِرْحان: اسم رجل كان من صعاليك العرب. ومن أمثالهم: "سقط العَشاءُ به على سِرْحان" يعنون سِرْحان هذا، وله حديث. وسَراحِ: اسم فرس، معدول. ويُجمع سِرحان سَراحين وسِراحاً. وسَرَحْتُ الماشيةَ، إذا غدوت بها إلى المرعى. وربما قيل: سَرَحَتِ الماشيةُ فيُجعل الفعل لها. والمال سارح ومُراح، لا يقال إلا كذلك. قال الأعشى:

أم على العهد فعِلمي أنّـه

 

خيرُ من رَوَّحَ مالاً وسَرَحْ

وسَرّحْتُ العبدَ، إذا أعتقتَه، لغة يمانية. وبنو مسرِّح: بطن من العرب. وبنو سَرْح: قبيلة من العرب. والسِّرْياح: الجراد. والسَّريحة: القطعة من قِدٍّ تُشَدّ بها نِعال الإبل في أرساغها. قال الشاعر:

وطِرْتُ بمُنْصُلي في يَعْمَلاتٍ

 

دوامي الأيْدِ يَخْبِطْنَ السَّريحا

قوله الأيْدِ، يريد الأيدي. وكذلك كل شيء قددته مستطيلاً فهو سَريح.

 

ح-ر-ش

استُعمل من وجوهها: الحَرْش، وهو أن يعمد الرجل إلى جُحْر الضَّبّ فيضربه بيده فيُرى الضَّبُّ أنه حيّة فيخرج إليه مذنِّباً، أي بذنَبه، فربّما قبض عليه فامتلخه، أي انتزعه، وربما استروِح فخَدَع فلا يُقدَر عليه. ومن أمثالهم: أنت أخدعُ من ضبّ حَرَشْتَه". يقال: حَرشْتُ الضَّبَّ واحترشته بمعنى. وحَرَشْتُ البعيرَ بالعصا أو بالمِحْجَن، إذا حككته بطرفها ليمشي. وبه سُمِّي الرجل حِراشاً. والمِحْراش: المِحْجَن الذي يُحرش به البعير. ومثل من أمثالهم: هذا أجَلُّ من الحَرْش، وأصل ذلك أن العرب كانت تقول: قال الضبّ لابنه: يا بنيّ احْذَرِ الحَرْشَ، فسمع يوماً وَقْعَ مِحفار على فم الجُحْر فقال: يا أبتِ أهذا الحرش? قال: يا بنيّ، هذا أَجَلُّ من الحَرْش. ويقال: حرَّشتُ بين القوم وأرَّشتُ بينهم، إذا نقلت كلام بعضهم إلى بعض. والحَرْشاء: حَبّة نبتٍ شبيهةٌ بالخردل. قال الراجز:

وانْحَتَّ من حَرْشاءِ فَلْجٍ خردلُهْ

وأقبل النملُ قِطاراً يَنْقُلُهْ

والحَريش: دُوَيْبَّة أكبر من الدودة على قدر الإصبع لها قوائم كثيرة. قال أبو حاتم: هي التي يسمّيها الناس: دخّال الأُذُن. والحَرْش: مجامعة المرأة وهي مستلقية. وقد سمَّت العرب حَريشاً ومحرِّشاً وحِراشاً.

والحَشْر: معروف حشرتهم أحشُرهم حَشْراً، إذا جمعتهم. والمَحْشَر: مجتمَعهم في الموضع الذي يُحشرون فيه. وسهم حَشْر: خفيف. وأُذن حَشْرَة: مؤلَّلة، أي دقيقة. ويقال حَشَرَتهم السنةُ، إذا أصابهم الضُّرُّ حتى يهبطوا الأمصار. قال الراجز:

ولا نَجا مِن حَشْرِها المحشوشِ

وَحْشٌ ولا طَمْشٌ من الطُّموشِ

وحَشَرات الأرض: دوابّها الصغار، واحدتها حَشَرَة، مثل اليرابيع والضِّباب والقنافذ وما دون ذلك. ودابّة حَشْوَرَة، إذا كان مُلَزَّزَ الخَلْق شديدَه. ويقال للعظيم البطن من الرجال: حَشْوَر.

ورَشَحَ الماءُ والعَرَقُ يرشَح رَشْحاً ورَشَحاناً، إذا خرج من الإنسان أو السِّقاء أو القِرْبة وكلِّ جلدٍ راشحٍ بالعَرَق. والمِرْشَحَة: لِبْد أسماطٍ يُطرح من تحت السَّرج ليقيَه من رَشْح العرق. ورشَّحتُ مالي، إذا أحسنت القيام عليه. ورشّحت المولود، إذا أحسنت غذاءه وتربيته. قال الشاعر:

وطِفْلٍ تُرَشِّـحُـهُ أُمُّـهُ

 

متى تُدْعَ تتركْه قد أُفْرِدا

وكل ما دبَّ على الأرض من خَشاشها فهو راشح. وفي كلام بعض أهل التوحيد: فما في الأرض مَدَبُّ راشحة ولا مُسْتَنُّ سابحة. ورشَّح الندى النبتَ، إذا رَباه. وأرشحتِ الناقةُ ولدَها، إذا دنا من الفِطام وأرادت فطامه، فهي مُرْشِح وولدها راشح. قال الشاعر:

كأن فيه عِشـاراً جِـلَّةً شُـرُفـاً

 

من آخر الصيف قد همَّت بإرشاحِ

والشَّحْر أحسبها كلمة يمانية، يقال: شَحَرَ فاهُ، إذا فتحه، في معنى شحا. والشِّحْر: موضع باليمن معروف. وشِحْر عُمان: موضع باليمن، يقال شَحْر وشِحْر بفتح الشين وكسرها، والكسر أفصح. والشَّحير: ضرب من الشَجر، وليس بثَبْت.

والشَّرح من قولهم: شرحتُ لك الأمر أشرَحه شَرْحاً، إذا أوضحته وكشفته. والشَّريحة من اللحم: القطعة المرقَّقة، والجمع شرائح. وبنو شَرْح: بطن من العرب. وشَرَحَ الله صدرَه فانشرح، إذا اتّسع لقبول الخير. وكل قطعة من اللحم فهي شَرحة وشَريحة. وربما سُمَّي فَرْج المرأة شُريحاً، كناية. وقد سمَّت العرب شُريحاً.

 

ح-ر-ص

الحِرْص: معروف. ويقال: حرَص يحرِص حِرْصاً وحِرص يحرَص حِرصاً. وقد قُرىء: "إنْ تَحْرِصْ على هُداهم"، وإن تحرَص، والكسر أكثر. ويقال: رجل حَريص على الشيء. والحارِصة: الشَّجَّة التي تحرِص الجِلْدَ، أي تقشره. يقال: حَرَصْتُ رأسَه أحرِصه حَرْصاً، وما أصابه إلا بحَريصة، وسحابة حارصة وحَريصة، والحارِصة: السحابة تحرِص الأرضَ، أي تقشر وجهَها بشدة المطر. والحِرْصِيان: لحمة حمراء بين الجلد والصِّفاق.

والحَصْر: مصدر من قولهم: حصرتُ الرجلَ أحصُره وأحصِره، إذا حبسته. وأصل الحصر الضِّيق، ومنه الحُصْر: احتباس النَّجو، كناية عن ضيق مَخرج ذي البطن. وحَصِر الرجلُ في كلامه وخطبته، إذا عَيِيَ عنها. والحَصِر: الذي لا يبوح بسرِّه. قال الشاعر:

ولقد تَسقَّطني الوُشاةُ فصادفوا

 

حَصِرا بسرِّكِ يا أُميمَ ضَنينا

والحَصير: اللحمة المعترضة في جنب الفرس تراها إذا ضَمَرَ. والحصير: المَلِك، كأنه حُصِرَ، أي حُجِبَ. قال الشاعر:

ومقامةٍ غُلْبِ الرقاب كأنهم

 

جِنٌّ لدى باب الحَصير قيامُ

والمِحْصرة: قتب صغير يُحصر به البعير وتُلقى عليه أداة الراكب، واسمه الحِصار أيضاً، والبعير محصور. والحَصير المعروف عربي صحيح، وسُمي حَصيراً لانضمام بعضه إلى بعض. والحَصير أيضاً: المَحْبِس، وكذا فُسِّر في التنزيل في قوله عزّ وجلّ: "وجَعلْنا جَهَنم للكافرين حَصيراً"، أي مَحْبِساً. وأحصرتُ الرجلَ إحصاراً، إذا منعته من التصرّف فكأن الحَصْر الضِّيق، والإحصار المَنْع، وحصرتُ الرجلَ عن وجهه، إذا منعته عنه. وفي التنزيل: "فإن أُحْصِرتم"، فإن مُنعتم من علَّة أو عائق كذا يقول أبو عُبيدة. وأُحصر الرجل، إذا منع من التصرف بمرض أو عائق. وحصرتُ البعيرَ أحصُره وأحصِره حَصْراً، إذا شددته بالحِصار، وهو كساء يُطرح على ظهره ثم يُكتفل.

والصُحْرَة والصَّحَر: لون أحمر يضرب إلى الغُبْرة. وأتان صحْراءُ. وبه سُمِّيت الصَحراء للونها. وصُحْر: اسم أخت لُقمان بن عاد. ومن أمثالهم: "ما لي إلا ذَنْبُ صُحْرٍ". والصُّحَر: جمع صُحْرَة، وهي قطع من الأرض تنجاب عن رقّة. وصُحار: موضع. والصُّحار: عَرَق الخيل، وقالوا: حُمَّى الخيل. وابنا صُحار: بطنان من العرب يُعرفان بهذا الاسم، وسُمِّيا بذلك لأنهما أول من أصحر من تهامة، ويقال: صحرته الشمسُ، كما يقولون صهرته، سواء، إذا آلمت دماغه. ورجل أَصْحَرُ وامرأة صحْراءُ، إذا كان في شعرهما صُحرة أي حُمرة. وأصحر القومُ، إذا برزوا إلى الصحراء. ولبن صَحير: مثل الوغير سواء. وهو الذي تُحمى الحجارة وتُطرح فيه حتى يَخْثُر. قال الشاعر:

يَنِشُّ الماءُ في الرَّبَلات منـهـا

 

نشيشَ الرَّضْفِ في اللبن الوَغيرِ

الرواية: الصَّحير.

والصَّرح: الأرض المملَّسة، ويقال: بل القصر المملَّس صرح، وهذا خطأ لأنهم يقولون: صَرْحَة الدار، يريدون ساحتها. والتنزيل يدلّ على أن الصَّرح الساحة لقوله جلّ ثناؤه: "صَرْحٌ ممرَّد من قوارير". قال المفسّرون: مُثلَتِ الصَّرحة بالبحر فشمّرت عن ساقها لتخوض. وجمع صَرْح صُروح. وصِرْواح: حِصن باليمن كان سليمان بن داود عليه السلام أمر الجنَّ فبنوه لبلقيس بنت يلْب شَرْح. وصرَّحت الأمرَ تصريحاً، إذا كشفته وأوضحته. وأمر صِراح، وهو أعلى من صُراح، كأنه مصدر صارحَه مصارحةً وصِراحاً، والكسر أعلى من الضمّ، وإن كانت العامّة قد أولعت بالضمّ. والصُّراح: طائر كالجُنْدُب، عربي صحيح. ومولى صريح، إذا خَلَصَ ولاؤه، والجمع صُرَحاء. ولغة لقوم يسمّون الآنية من أواني الخمر صُراحيَّة، ولا أدري ما أصلها. فأما قولهم كلّمتُه صُراحِيةً، أي كلاماً مكشوفَاً فعربيّ صحيح. ومثل من أمثالهم: في التعريض مندوحة عن التصريح. واللبن الصَّريح: الذي انحسرت عنه رغوتُه. ومثل من أمثالهم: تحت الرُّغوة اللبنُ الصريحُ.

والرَّصَح: لغة في الرَّسَح، رجل أرْصَحُ وأرْسَحُ، والمرأة رَصْحاءُ ورَسْحاءُ، وهو الذي لا عَجُزَ له.

 

ح-ر-ض

الحُرض: الأُشنان، وقالوا إشنان، والأُشنان فارسي معرب. والحَرّاض: الذي يحرق الخِذْراف فيتَّخذ منه القِلْيَ. قال الشاعر:

مثلُ نار الحَرّاض يجلو ذُرَى المُزْ

 

نِ لمن شامَـهُ إذا يسـتـطـيرُ

والمِحْرَضة: ما خعل فيه الأُشنان من إناء. والإحريض: العُصفُر أو صِبغ أحمر لغة لبني حنيفة ومن والاهم. قال الراجز:

ملتهبٌ كلَهَب الإحـريضِ

يُزْجي خراطيمَ غَمامٍ بِيضِ

وحَرِضَ الرجلُ يحرَض حَرضاً، إذا طال همُّه وسقمُه. ويقال: رجل حَرَض وقوم حرَضٌ، كما يقال: رجل دَنَف وقوم دَنَف، الواحد والجمع فيه سواء. وقد قُرىء: "حتى تكونَ حَرَضاً" وحَرِضاً، إن شاء الله. والحارضة: الرجل الذي لا خيرَ عنده، وربما ُسمِّي حَرَضاً أيضاً. قال الراجز:

يا رُبَّ بيضاءَ لهـا زوجٌ حَـرَضْ

حَلاّلةٍ بـين عُـرَيْقٍ وحَـمَــضْ

ترميك بالطَّرف كما يُرمى الغَرَضْ

والحُرْضة: الذي يناول قِداح الميسر وهو لا يأكل اللحم بثمن أبداً إنما يأكل ما يُعطى، وسُمِّي حُرْضَة لأنه لا خيرَ عنده. والأحراض: جمع حَرَض. والحَضَر: خلاف البدو. والحاضر: خلاف الغائب. وحضرت القومَ أحضُرهم حضوراً، إذا شهدتهم. وأحضرَ الفرسُ يُحضر إحضاراً، إذا عدا عَدْواً شديداً، واستحضرته استحضاراً. والخضيرة: الجماعة من الناس ما بين الخمسة إلى العشرة يُغزى بهم. قالت الجُهنية:

يَرِدُ المياهَ حَضيرةً ونَفيضةً

 

وِرْدَ القَطاةِ إذا اسمَألّ التُّبَّعُ

وقال الهذلي:

رجالُ حروبٍ يَسْعَرون وحـلْـقةٌ

 

من الدار لا تَمضي عليها الحضائرُ

وحاضرتُ الرجلَ محاضرةً وحِضاراً، إذا عدوت معه. وحاضرته، إذا جاثيته عند السلطان أو في خصومة. ومَحْضَر القوم: مَرْجِعهم إلى المياه بعد النُّجْعَة، والجمع مَحاضِر. ومن نوادر كلامهم: فرس مِحْضير، ولا يكادون يقولون محضار، والجمع مَحاضير. وألقت الشاةُ حَضيرتها، وهي ما تلقيه بعد الوَلَد من المَشيمة وغيرها. وقد سمَّت العرب حاضِراً وحُضيراً ومُحاضِراً. وحَضَرْتُ القومَ أحضُرهم حضوراً، إذا شهدتهم.

والحاضرة: القوم الحضور. قال:

قامت تُعَنْظي بك وَسْطَ الحاضرِ

صَهْصَلِقٌ شائلةُ الجمائرِ

ويُروى: تحنظي بك، ومعناه: تُسمع بك الناس، والصَّهْصَلِق: الحادَة الصوت. والجمائر: الذوائب، بل هي شعر المرأة المُرْخَى على وجهها، واحدتها جَميرة. والحَضْر: موضع. قال الشاعر:

فإليكَ أعملتُ المطـيَّة مـن

 

سُفْلَى العراق وأنتَ بالحَضْرِ

وحَضور: موضع باليمن. وذكر ابن الكلبي أن شُعيب بن ذي مِهْدَم النبي صلَى الله عليه وسلَّم وليس بشُعيب موسى بعثه الله عزّ وجلّ إلى أهل حَضور فقتلوه فسلَّط الله عليهم بُخْتَ نَصَّر وهو الذي ذُكر في التنزيل في قوله جلّ وعزّ: "فلما أحسُّوا بأسنا إذا هم منها يركُضون"، إلى قوله تبارك اسمه: "حَصيداً خامدين"، والله أعلم. والإبل الحِضار: البيض، لا واحد لها من لفظها، مثل الهِجان سواء. قال أبو ذؤيب:

معتَّقة صِرْفٌ لا يكون سِباءَهـا

 

بناتُ المَخاض شومُها وحِضارُها

يعني سودها وبيضها. وحُضَيْر الكتائب: رجل من سادات العرب معروف. قال الشاعر:

لو آنّ المنايا حِدْن عن ذي مَهابةٍ

 

لكان حُضَيْر حين أغْلَقَ واقِما

واقِم: أُطم بالمدينة. وحَضارِ والوَزْن: نجمان يطلعان قبل سُهيل. وحضرة الرجل: فِناؤه. والضَّرْح: الدَّفْع بالرِّجل يقال: ضرحته الدّابّةُ برجلها ضَرْحاً. قال امرؤ القيس:

فاليدُّ سابحة والرجل ضارحةٌ

 

والعينُ قادحةٌ والبطن مقبوبُ

وقال أبو دواد:

يَضْرَحُ ما يَضْرَحُ ما لا يَضْرَحُ

يصف فرساً، يقول: يضرح بقوائمه الحجارةَ فتضرح الحجارةَ التي ضرحتها حجارةٌ أخرى. وضارحتُ الرجلَ مضارحةً وضراحاً، إذا دافعته عن أمر. وسُمِّي الضَّريح في القبر ضريحاً لأنه انضرح عن جالي القبر فصار في وسطه وسُمّي اللحد لحداً لأنه مال إلى أحد جالَي القبر.

والمَضْرَحيّ من النسور: الأبيض، ولا أظنه إلا اسماً عامّاً. والمَضارح: مواضع معروفة. وقد سمَّت العرب ضَرّاحاً ومضرِّحاً وضارحاً. والضُّرَاح، زعموا: بيت في السماء فوق الكعبة تطوف به الملائكة.

والرَّحْض: الغسل، رحضتُه أرحُضه رَحْضاً وقالوا أرحِضه، لغة حجازية. قال الشاعر:

إذا الحسناءُ لم تَرْحِضْ يديها

 

ولم يُقْصَر لها بَصَرٌ بسِتْرِ

وثوب رَحيض ومرحوض، أي مغسول. قال الشاعر:

مَهامِهُ أشباة كأنَّ سَـرابَـهـا

 

مُلاءٌ بأيدي الغاسلاتِ رَحيضُ

والمِرْحاض: خشبة يُضرب بها الثوب إذا غُسل. والرُّحَضاء: العَرَق في أثَر الحُمّى. وقد سمَّت العرب رَحْضَة ورَحّاضاً.

والرَّضْح: دقّ النوى بالحجارة حتى يتفتَت فتُعْلَفَه الإبلُ. والحَجَر الذي يُدَقّ به مِرْضَحة، والفعل الرَّضْح، والنوى رضيح ومرضوح.

 

ح-ر-ط

طَحَرَتِ الريحُ السحابَ تطحَره طَحْراً، إذا فرّقته في أقطار السماء. وكل شيء أبعدته فقد طحرته، والريح طَحور. وقوس طَحور ومِطْحَر: بعيدة موقع السهم، وذكَّروا على تذكير العود كأنهم قالوا: عود مِطْحَر. والطَّحْر والطُّحار: النَّفَس العالي. لغة يمانية، يقال: طَحَر يطحَر طَحْراً وطُحاراً.

والطَّرْح: مصدر طرحت الشيء أطرحه طَرْحاً من اليد وغيرها. وطَرْفٌ مِطْرَح: بعيد النظر، ورمح مِطْرَح: طويل. والشيء طريح ومطروح. وقد سمَّت العرب مطرَّحاً وطَرّاحاً وطُريحاً. وفحل مِطْرَح: بعيد موقع الماء في الرَّحِم. ونخلة طَروح: طويلة العَراجين، والجمع طُرح. وجاء فلان يمشي متطرِّحاً، إذا جاء يمشي مشياً متساقطاً كمشي ذي الكَلال. وسَنامٌ إطريح، إذا طال ثم مال في أحد شِقّيه. وفي كلام بعض جواري العرب أنه قيل لها: ما شجر أبيك. فقالت: الإسْليح رُغْوَة وصَريح، وسَنام إطْريح.

 

ح-ر-ظ

حَظَرْتُ الشيء أحظُره حَظْراً فهو محظور، إذا حُزْتَه. والحِظار: ما حظرته على غنم وغيرها بأغصان الشجر، أو بما كان، وهي الحظيرة والحَظِر أيضاً. قال الشاعر:

نزا حَظِراً أذرى به الحيَّ عاضِدُ

ويقال للكذاب: جاء فلان بالحَظِر الرَّطْب، إذا جاء بالكذب المستشنَع. ويقال للنمّام: فلان يوقد الحَظِر الرَّطْب. والمِحْظار: ضرب من الذباب.

 

ح-ر-ع

أُهملت وكذلك حالهما مع الغين.

 

ح-ر-ف

حَرْفُ كل شيء: حدُّه وناحيته. وناقةٌ حَرْفٌ: ضامر. وفلان على حَرْفٍ من هذا الأمر، أي منحرِف عنه مائل. وانحرفت عن الشيء انحرافاً، إذا ملت عنه. والحِرْفَة: المَكْسَب أو الطِّعمة. حرفة فلان من كذا وكذا، أي مكسبه منه. والمُحارَف من هذا يقال: قد حُورِفَ كَسْبُه فمِيلَ به عنه، أي ضُيَّق عليه. وقال قوم: بل المُحارَف المقدَّر عليه رزقُه، مأخوذ من المِحْراف، ومنه سُمي المِحْراف، وهو المِيل الذي تُقاس به الجراح. قال الشاعر:

يَزِلُّ قتودُ النـسـع عـن دَأياتِـهـا

 

كما زَلَّ عن رأس الحَجيج المَحارفُ

ويُروى: الشَّجيج. الحَجيج: الذي قد حُجَّت جِراحته، أي استُخرج منها العظام. والحُرْف: هذا الحب الذي يسمَّى الثُّفّاء، عربي معروف، وأحسب أن اشتقاق طعم الشيء الحِرِّيف الذي يَلْذَع اللسانَ منه.

والحَفْر: مصدر حفرت الأرضَ أحفِرها حَفْراً. والموضع المحفور: الحفير والحُفرة. وما أُخرج من التراب من الشيء المحفور: حَفَر. قال أبو بكر: وهذا باب مطَّرد: حفرت الشيءَ حَفْراً، وما أخرجته منه حَفَر وهدمت الشيء هَدْماً، وما سقط منه هَدَم، ونقضت الشيء أَنقفضُه نَقْضاً، وما سقط منه نَقَض. والحَفْر والحْفير: موضعان بين مكة والبصرة. وفي أسنان الرجل حَفَر، وقالوا حَفْر أيضاً، وهو نَقَد واصفرار حَفِرَت أسنانه حَفَراً. وحَفير: موضع معروف. قال الشاعر:

لِمَن النارُ أُوقـدَتْ بَـحـفـيرِ

 

لم تُضىء غير مُصْطَل مقرورِ

وحافر الفرس وغيره: معروف، وإنما سُمّي حافراً لأنه يؤثر في الأرض. والحِفْرَى: ضرب من النبات. والحافرة من قولهم: رجع فلان على حافرته، إذا رجع على الطريق الذي أخذ فيه.

ورجع الشيخُ على حافرته، إذا خَرِفَ. قال:

فإنما قَصْرُك تُرْبُ السّاهِرَهْ

حتى تعود بعدها في الحافِرَهْ

من بعد ما صِرْتَ عِظاماً ناخِرَهْ

وقولهم: "النَّقْد عند الحافر"، أي حاضر. وقال بعض أهل اللغة: معنى قولهم عند الحافر أن الخيل كانت أكرم ما يتبايعونه بينهم فكانوا لا يبيعونها بنسيئة، فيقول الرجل للرجل: "النقد عند حافره"، أي لا يزول حافره حتى آخذ ثمنه. وقال آخرون: لا نبرح من مقامنا حتى نزن ثمن الفرس. ثم كثر ذلك في كلامهم حتى صار كل بيعٍ بنقدٍ قِيل: "النقد عند الحافر"، ويقال أيضاً: "عند الحافرة".

وكل حديدة حفرت بها الأرض فهي مِحْفرة ومِحْفار. والأحفار: مواضع معروفة. قال الشاعر:

تَغيرَ الرَّبْعُ من سلمى بأحفـارِ

 

وأقفرت من سُليمى دِمْنَةُ الدارِ

والحَفير: موضع معروف.

والفَرَح: ضد الحزن. ويقال: فرِح يفرَح فَرَحاً، فهو فَرِح وفَرْحان وفارِح من قوم فَراحى وفَرِحين. والفَرْحَة: المَسرَّة. ومن أمثالهم: "التَّرْحَة تُعْقِبُ القَرْحَة". والرجل المُفْرَح: المُثْقَل بالدَّين أُفرح الرجلُ يُفْرَح إفراحاً فهو مُفْرَح. وفي الحديث: "لا يُتْرَك في الإسلام مُفرَح" وقد رُوي مُفْرَج، ولكلٍّ وجهٌ، فالمُفْرَج: الذي لا يُعرف له ولاء ولا نسب. وقال بعض أهل اللغة: القتيل يوجد بين قريتين. وأَفرحَني الشيء مثل فدحني، فإن كانت هذه مستعملة فهي من الأضداد. وقد قالوا: فَرْحان وفرحانة، ولا أحسبها لغةً عالية، وقالوا: امرأة فَرْحَى.

 

ح-ر-ق

حَرَقَ نابُ البعير يحرُق وصَرَفَ يصرِف، إذا حَكَّ أحدَ نابيه على الآخر تهديداً ووعيداً، من فحول الإبل خاصة، وهو من النوق، زعموا، من الإعياء. قال الشاعر:

أَبى الضَّيْمَ والنعمانُ يَحْرُق نابَه

 

عليه فأفضى والسيوفُ مَعاقِلُهْ

ويقال: فلان يَحْرُق عليك الأُرَّم، أي يصرف بأنيابه تغيُّظاً. قال:

نُبِّئت أحماءَ سُليمى إنما

باتوا غِضاباً يَحْرُقون الأُرَّما

وحَرَقْتُ الحديدةَ بالمِبْرَد أحرُقها حَرْقاً، إذا بَرَدْتَها. وقرأت عائشة رضي الله عنها: "لنَحْرُقَنَّه ثم لنَنْسِفَنَّه في اليمِّ نَسْفاً". وحُرِقَ الرجل فهو محروق، إذا زال حُقُّ وَرِكِه. قال:

يظلُّ تحت الفَنَنِ الوَريقِ

أشُول بالمِحْجَنِ كالمحروقِ

وأحرقتُ الشيءَ بالنار إحراقاً وحرَّقته تحريقاً. وامرأة حارقة، قالوا: ضيِّقة الفَرْج. وفي حديث علي عليه السلام: "خيرُ النّساء الحارِقة". والحُرَقَة بطن من العرب. ومحرِّق: لقب ملك من ملوكهم كان حرَّق قوماً فسُمِّي محرِّقاً، وهما محرِّقان: محرِّق الأكبر امرؤ القيس اللخمي، ومحرِّق الثاني عمرو بن هند مضرِّط الحجارة الذي أحرق بني تميم يوم أُوارة. هكذا قال ابن الكلبي. وقال آخرون: بل لتحريقه نخل مَلْهَمٍ. وقد سمَّت العرب حراقاً وحُرَيْقاً. والحَريق: اشتعال النار، معروف.

والحُرّاق: ما اقتبست به النار، وكانوا يتخذونه من العُشَر إذا وقع فيه السِّقط اشتعل. وثوب فيه حَرَق وقال قوم: حَرْق، ولا أدري ما صحّته، من أثر دّق القصّار أو غيره ة كلام عربي. والمُحرَّقَة: بلد معروف.

والحَرْقان: المَذَح في الفَخِذين من احتكاكهما في المشي. والحُرْقتان: بطنان من العرب، لقب، وقد ذكرهما الأعشى. وشَعَر وريش حَرِق، إذا قلّ. قال الشاعر:

حَرِق الجناح كأنّ لَحْيَيْ رأسه

 

جَلَمانِ بالأخبار هَشٌّ مُولَـعُ

وقال أبو كبير الهذلي:

ذهبتْ بشاشتُه فأصبح واضحـاً

 

حَرِقَ المَفارقِ كالبُراءِ الأعْفَرِ

البُراء، ممدود: ما بُري من القوس وسقط تحت المِبراة. وحُريق وحُرقة ابن النعمان بن المنذر وابنته. قال الشاعر:

نُقْسِم بالله نُسْلِمُ الحَلَقَـهْ

 

ولا حُرَيْقاً وأُختَه خرَقَهْ

وماءٌ حُراق: مِلْح.

والحَقْر: مصدر حَقَرْتُ الرجلَ أحقِره حَقْراً ومَحْقَرة، فأنا حاقر والرجل محقور وحَقير. وتقول العرب اسْتَبّتِ الوَبْرَةُ والأرنب فقالت الوَبْرة للأرنب: "خَطْم وأذنان وسائرُكِ أَصْلَتان"، وقالت الأرنب للوَبْرة: "مَنْكِبان وصدرٌ وسائرُكِ حَقْر نَقْر"، فكأن "نَقْراً" إتباع لأنهم يقولون: حَقير نَقير. تقول العرب: حَقْراً لفلان ومَحْقَرَةً له وحَقْرَةً وحَقارةً. قال الشاعر:

من مُبْلِغ شيبانَ أنّـا

 

لم نكن أهلَ الحقارهْ

والرَّحْق أصل بناء الرحيق. قالوا: هو الصافي، واللّه أعلم. وفي التنزيل: "من رَحيقٍ مختوم". وخلّط فيه أبو عبيدة فلا أحب أن أتكلّم فيه. وقد قالوا: رحيق ورُحاق، وقد جاء رُحاق في الشعر الفصيح في معنى رحيق، ولم أسمع له فعلاً متصرفاً.

ورجل رَقاحِيّ: قائم على ماله مُصْلِحُه. ورقَّح فلان عيشه ترقيحاً، إذا أصلحه. قال الحارث بن حِلِّزة:

يتركُ ما رَقَحَ من عيشه

 

يَعيثُ فيه هَمَجٌ هامجُ

وعيش مرقَّح ورقيح. وقال قوم من العرب في التلبية: "جئناك للنَصاحة ولم نأتِ للرَّقاحة"، أي لإصلاح المعيشة والتجارة.

والقَحْر: البعير المُسِنّ، وكذلك الشيخ بعير قَحْر وقُحارِيَة مثل قَراسِيَة وكذلك رجل قَحْر وامرأة قَحْرَة: مُسِنَّة. قال رؤبة:

ترمي رؤوسَ القاحِرات القُحَّرِ

إذا هَوَتْ بين اللَّها والحَنْجَرِ

والقَرْح: معروف، ويقال القُرْح، وهو الجِراح رجل قَريح ومقروح من قَوم قَراحَى وقَرْحى. قال الشاعر:

لا يُسْلِمون قريحاً كان وسـطـهـمُ

 

تحت العَجاج ولا يُشْوُون من قَرَحوا

يعني أنهم أصابوا شَواه يقال: أشواه، إذا أصاب شَواه، وهو غير المَقْتَل. وفرس قارح، إذا طلع نابُه قَرَحَ يقرَح قروحاً، وفرس قارح والأنثى قارح أيضاً، وقالوا قارحة، والأولى أعلى. وفرس أَقْرَحُ والأنثى قَرْحاءُ، وهي الغُرَّة المستديرة بين العينين والجبهة، إقْراحَّ الفرس يقراحُّ اقريحاحاً واقرحَّ اقرحاحاً. والقَريحة: خالص الطبيعة، ومنه اشتقاق الماء القَراح، أي الخالص الذي لم يُمزج بغيره. قال الشاعر:

تُعَلِّلُ وهي ساغبة بَنِيهـا

 

بأنفاس من الشَّبِم القَراحِ

وقال قوم: القَرَاح من الأرض من هذا لخُلوص طينه من السَّبخ وغيره.

وقُرْحان: اسم كلب، وله حديث. ويقال: رجل قرْحان من قوم قُرْحانين، وهو الذي لم يُصِبْه جُحَريّ ولا حَصْبَة ولا طاعون. وفي الحديث أن عمر رضي الله عنه أراد الخروج إلى الشام وهي تَسْتَعر طاعوناً فقال له رجل من المسلمين: "إن أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلّم قُرْحانون"، أي لم يُصِبْهم الطاعون.

وبنو قُرَيْح: بطن من العرب. وناقة قارح: حامل. واقترحتُ عليه كذا وكذا، إذا اشتهيت عليه. ووَشْمٌ مقَرّح تقريحاً، إذا غرزته في اليد بالإبرة والقُرْحان: ضرب من الكَمْاة صِغار.

 

ح-ر-ك

الحَرَك: جمع حَرَكة، وكذلك الحَرَكات. وما بالرجل حَراك ولا حَرَكة. وكل شيء أرَغْتَه ليزول فقد حرّكته تحريكاً. والحاركان: ملتقَى الكتفين من الدّابّة من أعلى، الواحد حارك والجمع حَوارك. قال الشاعر:

أُصيبت تميمٌ غَثُّها وسمـينُـهـا

 

بفارسها المرجوِّ فوق الحَوارك

والمِحراك والمحراث سواء، وهي الخشبة التي تحرَّك بها النار. ورجل حَريك وامرأة حَريكة، وهو الذي يضعف خَصْرُه، فإذا مشى رأيته كأنه يتقلّع من الأرض. والحَريك، في بعض اللغات: العِنِّين. وحَرَكَ فلان فلاناً بالسيف، إذا ضرب عنقه أو وسطه. والحَكْر من قولهم: رجل حَكِرٌ، وقد حَكِرَ يحكَر حَكَراً، وهو المحتجن للشيء المستبدّ به. يقال: احتكرت الشيءَ احتكاراً، والاسم الحُكْرَة.

والرُّكْح: رُكْح الجبل، وهو ما علا من السفح واتَّسع، والجمع أركاح ورُكوح. قال:

أما ترى ما ركب الأركاحا

لم يَدَعِ الثلجُ بها وَجـاحـا

ويقال: لفلان ساحة يتركَّح فيها، أي يتوسّع. وسَرْجٌ مِرْكاحٌ، إذا تأخّر عن ظهر الفرس، وكذلك الرُّحْل على البعير. ورُكْحَة الدار ورَكْحتها: ساحتها. وفي بعض اللغات: رَكَحَ الرجلُ بيته بالحجارة، إذا نضَّدها عليه.

وأحسِب الكارحة والكارخة بالحاء والخاء، وهو حَلق الإنسان أو بعض ما يكون في الحلق من الإنسان.

 

ح-ر-ل

الرَّحل: معروف، رحل البعير، والجمع رِحال وأدنى العدد أرْحُل. ورحلتُ البعيرَ أرحَله رَحْلاً، أي جعلت عليه رَحْلاً، فهو مرحول وأنا راحل. وبعير رَحيل، إذا كان قوياً على حمل الرحل صبوراً عليه. وما أَبيَنَ الرحْلَةَ في بعيرك، أي الصبر على إغباط الرحل. وأردت الرِّحلة إلى موضع كذا وكذا، أي الارتحال. فأما تسميتهم البعير راحلة فهو مقلوب، فاعلة في موضع مفعولة، من قوله عزْ وجلَّ: "في عيشةٍ راضيةٍ" أي مَرْضيَّة، وهذا كثير في كلامهم نحو قوله جلّ ثناؤه: "حِجاباً مستوراً" في معنى ساتر، وقوله: "لا عاصمَ اليومَ مِن أمر الله"، أي، معصوم، والله أعلم. والمَرْحَلَة: الموضع الذي تنزل به من حيث ترتحل، وكل موضع نزلت به ثم ارتحلت عنه فهو مَرْحَلَة، والجمع مَراحل. ورَحْلُ الرجل: منزله ويقال: فلان واسع الرَّحل، أي خصيب المنزل. ومن أمثالهم: "لا يَرْحَلْ رَحْلَكَ مَن ليس معك". هكذا جاء المثل، وقال قوم: "لا يَرْحَلَنْ رَحْلَكَ من ليس معك"، والأول أعلى. والرحيل: الارتحال رحلتُ البعيرَ وارتحلتُه. قال:

إذا سمعت القوم أَرغَوا فارْتحِلْ

وقد قيل: ما له رَحولة ولا رَكوبة ولا قَتوبة، أي ليس له ما يرتحله ولا ما يركبه ولا ما يُقْتبه. والرُّحَيْل: منزل بين مكّة والبصرة. وفرس أَرحَلُ، إذا كان في موضع مُلْبَده بيِاض من البَلَق.

 

ح-ر-م

الحَرَم: حَرَم مكَة وما حولها. وحَرم رسول الله صلّى اللهّ عليه وسلّم: المدينة. والحَرام: ضدّ الحَلال. والحِرْم: ضد الحِلّ. وفي التنزيل: "وحرام على قرية"، وحِرْمٌ على قرية. وحُرمَة الرجل: التي لا تَحلُّ لغيره، والجمع حُرَم. ولفلان حُرْمَة ببني فلان، أي تحرُّم. وحريم الرجل: ما يجب علمه حِفظُه ومنعُه. وأحرمَ الرجلُ إحراماً من إحرام الحج. وقوم حُرُم وحَرام، أي مُحْرِمون. ورجل حِرْميّ: منسوب إلى الحَرَم. قال النابغة:

لِقول حِرْميَّةٍ قالا وقد َظعـنـوا

 

هل في مُخِفِّيكُمُ من يشتري أدما

ويُروى: مخيفيكمُ، يعني مَن نزَلَ المخَيْفَ. ورجل حَرام من قوم حَرام، أي مُحْرِمون. قال الشاعر:

فقلتُ لها فيئي إليكِ فإنني

 

حرامٌ وإني بعدَ ذاكِ لبيبُ

أي مُلَبٍّ، ويجوز أن يكون من اللُّبّ، وهو العقل. وقد سمَّت العرب حَريماً، وهو أبو حيّ منهم وحراماً، وفي العرب بطون يُنسبون إلى حرام، منهم بطن في بني تميم ثم في بني سعد وبطن في جُذام: حرام بن جذام، وبطن في ربيعة في بكر بن وائل. وسُمَّي المحرَّم محَّرماً في الإسلام وكان في الجاهلية يسمَّى أحد الصَّفَرين لأنهم كانوا يُنْسِئونه فيحرِّمونه سنة ويُحِلّونه سنةً. وفلان محْرِم ببني فلان، أي في حريمهم. قال زهير:

أجَعَلْنَ القَنانَ عن يمينِ وحَزْنَه

 

وكم بالقَنانِ من مُحِلٍّ ومُحْرِم

أي مَن بيننا وبينه حِلف لا يحلّ لنا دمُه وآخرُ يحلّ لنا قِتاله. وأحرم الرجلُ، إذا دخل في الشهر الحرام وإن لم يكُ مُحْرِماً. قال الراعي:

قتلوا ابنَ عَفّانَ الخليفةَ مُحْرِما

 

ودعا فلم أر مثلَه مـخـذولا

أراد أنه قتل في الشهر الحرام. وقال آخر:

قتلوا كِسْرى بليل مُحْرماً

 

غادروه لم يمتَّع بكَفَـنْ

يريد: قتل شيرَوَيه أباه أَبْرَويز بن هُرْمُز، أراد أنه قُتل في الشهر الحرام. ولفلان حُرمة ببني فلان، أي تحرُّم. وشاة حَرْمَى من غنم حِرام، إذا أرادت الفحل، وأكثر ما يُستعمل في المِعْزى. وحرَمْتُ الرجلَ أحرِمه حِرْماناً وحُرْماً، إذا سألك فمنعته، وربّما سُمِّي المحدود الذي لا يصيب خيراً: محروماً قال علقمة:

ومُطْعَمُ الغُنْم يوم الغُنْم مُطْعَمُهُ

 

أنّى توجَّه والمحرومُ محرومُ

وحَمِرَ الفرسُ يَحْمَر حَمَراً، إذا سَنِقَ، أي بَشِمَ فأنتنَ فوه. قال امرؤ القيس:

لعَمري لَسَعْدُ بن الضِّباب إذا غدا

 

أَحَبُّ إليناِ منك فَا فَرسٍ حَمِـرْ

أراد يا فا فرسٍ على النداء، يعيِّره بالبَخَر. وفرس مِحْمر، وهو الهجين. قال الشاعر، وهو زيد الخيل:

أفي كلِّ عام مأتم تبـعـثـونـه

 

على مِحْمَرٍ منكم أثيبَ وما رُضا

ويُروى: على مِحْمَرٍ ثَوَّبتموه. رُضا لغة لطيّىء في معنى رَضِي، وقد تكلّمت بها العرب، نقول طيّىء بَقَى وفَنَى ورَضى، في معنى بَقِيَ وفَنِيَ ورَضِيَ. والحِمار من هذا اشتقاقه لهُجنته وثقَله، والجمع حُمُر وحَمير وأَحْمِرة. وحِمار السَّرج والرحل الذي يوضع عليه. والحِماران حَجَران يوضع عليهما حجر رقيق يسمَّى العَلاة يجفّف عليه الأَقِط قال الراجز:

لا ينفع الشاويُّ فيها شاتُهْ

ولا حِماراه ولا عَلاتُة

الشاويّ منسوب إلى الشاء. وغيث حِمِرّ: شديد. وبنو حِمِرَّى: بطن من العرب، وربما قالوا: بنو حِمْيَريّ. وحِمْيَر: حيّ عظيم من العرب. والحَمائر: حجارة عِراض توضع على اللحد أو على القبر، والواحدة حمارة قال الشاعر:

إنّ الذي بين الحمائر والسَّفَى

 

بالسِّيِّ حيث يَخُطُّ فيه الظالمُ

السِّيّ: الفضاء من الأرض. ورجل أَحْمَرُ من قوم حُمر وأحامرَ، فإذا أردت اللون المصبوغ بالحُمرة لم يكن فيه إلا أَحمَر بيِّنُ الحُمرة من ثياب حُمر. قال أبو حاتم: خرج قوم من العجم في أول الإسلام فتفرّقوا في بلاد العرب، فالأساورة بالبصرة، والأحامرة بالكوفة، والجراجمة بالشام، والخضارمة بالجزيرة. وحَمارَّة القيظ: أشدّ ما يكون من الحرّ. وأُحامر: موضع. وحامِر: موضع. وقد سمَّت العرب حُمْران وأَحْمَر وحُميراً.

والأحمران: الذهب والزَّعفران، وقالوا: اللحم والخمر. والأحِامِرة: قوم.

والحُمَّر: طائِر، والواحدة حمَّرَة، وربما خُفِّف فقيل حُمَر، والأصل التثقيل. فال الشاعر:

قد كنتُ أحسِبكم أُسودَ خَفِيَّةٍ فإذا لَصافِ تَبِيضُ فيه الحُمَّرُ

لَصافِ مبني على الكسر، وإن رفعت فجيّد وإن نصبت فجائز. قال أبو بكر: كان الأصمعي يُخرج لَصافِ مُخرج المؤنَّث، فيقول: هذه لَصافُ ورأيت لَصافِ ومررت بلَصافَ. وكان أبو عبيدة يقول: هذه لَصافُ مبنيّ على الكسر أخرجه مُخرج حَذام وقَطام وما أشبهه. وابن لسان الحُمَّرَة: أحد خطباء العرب. وتقول العرب: ما يخفى ذلك على السوداء والحمراء وعلى الأحمر والأسود، يريدون العرب والعجم لأن الأُدمة أغلب على ألوان العرب والحُمرة والشقرة أغلب على ألوان العجم. وحمارُ قَبّان: دُوَيْبَّة شبيهة بالجرادة أو أغلظ منها. قال:

يا عجباً وقد رأيتُ عَجَبا

حِمارَ قَبّانٍ يَسوق أَرْنَبا

الأرانب: النَّبَك في الأرض تعلو قليلاً مقدار ما يعثر فيه عاثر إذا مشى. وأنشدوا:

وإذ قال سعدٌ لابـنـه إذ يقـوده

 

كَبرْتُ فجنَّبني الأرانبَ صَعْصَعا

وهذا لعب في كلامهم. وقال قوم: الأرانب: الملوك، واحتجوا بقول الشاعر:

اللّه يعلم والأقوام قد علـمـوا

 

أنْ لم يكن لأبيكم أرنبُ السَّلَفِ

والحِمارة: حرَّة معروفة. قال الشاعر:

سيَبْلغُ ما تحوي الجمارة وابنُها

 

قلائصُ رسْلاتٌ وشُعْث بَلابلُ

وحَمراء الأسد: موضع معروف. واليحْمور: طائر معروف.

والرَّحِم: رَحِم المرأة، ثم صارت أسبابُ القرابة أرحاماً. وكذا فُسِّر في التنزيل: "واتَّقوا الله الذي تَساءلون به والأرحام" بالنَّصب، ومن قرأ عند البصريين بالجرّ فقد لحن. وتقول: جَزاك الله والرحِمُ خيراً، الرفع والنصب جائز، وجزاك اللّه والقطيعة شَرًّا، النَّصب لا غير. والرَّحْم والرُّحْم واحد. وتقول: رحمتُه رَحْمةً ورُحْماً ومَرْحَمَة أيضاً. واللّه، عزّ وجلّ، الرحمن الرحيم. قال أبو عبيدة: هما اسمان مشتقّان من الرحمة مثل نَدمان ونديم. قال أبو بكر: خبّرني عمي الحسين بن دريد عن أبيه عن ابن الكلبي عن أبيه قال: الرحمن اسم للّه تبارك وتعالى لا يُدعى به غيره والرحيم صفة لأن العرب تقول: كُن بي رَحيماً تقل: كُن بي رَحْماناً. وقد دلّ القرآن على ذلك بقوله عزّ وجلّ: "قل ادْعُوا اللهّ أو ادْعُوا الرحمنَ أيًّا ما تَدْعوا فله الأسماءُ الحُسْنَى"، فاللّه اسم ليس لأحد فيه شركة وكذلك الرحمن، وليس لأحد أن يسمَى الرحمن إلا اللّه. وقد سمت العرب مَرحوماً ورَحيماً. ويقال: ناقة رَحوم، إذا اشتكت رَحِمَها في عقب الولادة، وقد رَحِمَت تَرْحَم رَحَماً، وامرأة رَحوم أيضاً.

والرُّمْح: معروف. والرمح: مصدر رمحتْه الدّابَّةُ رَمْحاً، إذا رَكَضَتْه برجلها. ورجل رامح، إذا كان معه رمح، ورَمّاح. وقد سمَّت العرب رَمّاحاً. والسِّماك الرامِح: نجم من نجوم السماء نظيره السِّماك الأعزل، يقال إنهما ساقا الأسَد هكذا يقول النَجّامون، فأما العرب فلا تعرف إلا السِّماكين، والقمر ينزل بالأَعْزَل ولا ينزل بالرّامح. وقد غلط الأسود بن يعفر في قوله:

هَنَأْناهمُ حـتـى أعـانَ عـلـيهـمُ

 

سَواقي السَّماكِ في السِّلاح السَّواجمُ

ونَوء السَّماك الأعزل عزيز، ولا نَوء للرامح. وجمع رُمح لجِاح وأرماح في أدنى العلا. وبنو الرَّمّاح: بطن من العرب. والرمّاح بن مَيّادة: أحد شعراء قيس. وأبو رمح الخزاعي: أحد شعرائهم. والعرب تسمّي اليربوع ذا الرُّمَيْح لطول ذنبه. وتقول العرب للشيخ إذا اتّكأ على العصا: "أخذ رُمَيْحَ أبي سعد"، وأبو سعد مَرْثَد بن سعد، وهو أحد وفد عاد، وله حديث. قال الشاعر:

إمّا تَرَيْ شِكَّتي رُمَيْحَ أبـي

 

سعدٍ فقد أحملُ السِّلاحَ معا

الشِّكَّة: السلاح. وقوله "إمّا" في معنى "إنْ". وذو الرُّمحين: رجل من قريش أحسِبه جدَّ عمر بن أبي ربيعة المخزومي. قال ابن الكلبي: سُمَّي ذا الرمحين لطوله، وقال القرشيون: سُمِّي بذلك لأنه قاتلَ برمحين.

قال الأصمعي أو غيره: سأك أعرابياً فقلت له: ما الناقة القِرْواح? فقال: التي كأنما تمشي على أرماح، يريد طول قوائمها.

والمَرَح: النشاط مَرحَ يمرَح مَرَحاً وهو المِراح أيضاً. ورجل مَرِح من قوم مَراحى ومَرْحى. وناقة بَيِّنة المَرَح، أي النشاط. وتقول العرب للرامي إذا أصاب: مَرْحَى، فإن أخطأ قالوا: برحى. وناقة مِمْراح، إذا كانت مَرِحَة، وكذلك البعير.

 

ح-ر-ن

حَرَنَ الدابةُ وحَرُنَ يحرُن حِراناً وحُراناً، وهو حَرون كما ترى، وهو الذي إذا استُمرَّ جَرْيُه وقف فلم يتحرك. والحَرون: اسم فرس معروف.

وسُمِّي حبيب بن المهلَب بن أبي صُفرة الأزدي حَرونَاً لأنه كان يَحْرُن في الحرب فلا يبرح موضعَه، وقال قوم: بل محمّد ابن المهلَّب. والمَحارن من النحل: اللواتي، يَلْصَقْنَ بالأرض أو بالعسل أو بالخَلِيّة فلا يَبْرَحْنَ منها حتى يُنْزَعْنَ. قال الشاعر:

كأنّ أصواتَها من حيثُ تَسمعهـا

 

نَبْضُ المَحابِض يَنْزِعن المَحارينا

المَحابض: جمع مِحْبَض، وهي خشبة تكون في يد المُشْتار يقلع بها النحلَ إذا لَصقَتْ بالعسل. وقد سمَّت العرب حُرَيْناً. وبنو حِرِنَّة: بطن من العرب.

والرَّنْح أصل بناء ترنَّحَ السَّكران، إذا تمايلَ وكل شيء تمايل فقد ترنَّحَ ورنَّحَ ترنيحاً.

والنَّحْر: مَجال القِلادة من الصدر، ومنه اشتقاق نَحَرْتُ البعيرَ لأنك تطعنه في نحره. ويوم النَّحر الذي ينحر فيه: معروف.

والنَّواحر: عروق تقطع من نحر البعير كالفَصْد، الواحد ناحِر، وقالوا ناحرة. ودار بني فلان تَنْحَرُ الطريقَ، أي تقابله. وأقبل فلان في نَحْر الجيش، أي في أوله. والليلة تَنْحَرُ الشهرَ، أي أول ليلة منه. قال الشاعر:

ثم استمرّ عليه واكِفٌ هَـمِـعٌ

 

في ليلة نحرتْ شعبانَ أو رَجَبا

والنَّحيرة والمنحورة واحد. وفسّروا قوله عزّ وجلّ: "فَصَلِّ لرَبِّكَ وانْحَرْ"، قل قومِ: استقبِلْ نَحْرَ النهار أي أوله، وقال آخرون: ضَعْ يَدك على نحْرك، والله أعلم.

 

ح-ر-و

الحَوْر: مصدر حار يحور حَوْراً، إذا رجع. وقال أبو عبيدة في قوله جلّ ثناؤه: "إنَّه ظَنَّ أنْ لن يَحورَ"، أي لن يُحشر. ومثل من أمثالهم: "حَوْرٌ في مَحارة" يُضرب للرجل المتحيِّر الذي لا يعرف وجهة أمره. قال الراجز:

في بئرِ لا حورٍ سَرَى وما شعَرْ

من إفْكه حتى إذا الصُّبْح جَشَرْ

لا هاهنا لغو. والحَوْر: الرجوع من صلاح إلى فساد أو من زيادة إلى نقصان. ومثل من أمثالهم: "نعوذ باللّه من الحَوْر بعد الكَوْر"، يريد النقصان بعد الزيادة. وقال قوم: "الحَوْر بعد الكَوْن"، ولا أدري ما وجهه إلا أنهم زعموا أنهم يقولون: حار بعدما كان. والحَوَر: جلود تُشَقّ ويتَّزر بها الصبيان، الواحدة حَوَرَة. والحُور واحدتها حَوراء. والحَوَر: نقاء بياض العين وصفاء سوادها، وأكثر ما يكون ذلك في الصبيان. وكان الأصمعي يقول: لا يكون في الناس حَوَر، وإنما ذلك في الظِّباء. والحَوَر: أحد الكواكب الثلاثة من بنات نَعْشٍ، وقال مرّة أخرى: أحد النجوم الثلاثة التي تتّبع بنات نَعْش. وحَوْران: موضع. وحُوار الناقة: ولدها. ومثل من أمثالهم: "لا يَضرُّ الحُوارَ وطءُ أُمِّه". وجمع الحُوار حِيران وأَحوِرَة.

وكلَّمت فلاناً فما أحار جواباً وما سمعت له حِواراً ولا حَويراً. وحاورتُ فلاناً محاورةً وحِواراً وحويراً، إذا كلَّمك فأجبته. واشتقاق الحواريين قال ابن الكلبي: كانوا قوماً قَصّارين أجابوا عيسى بن مريم صلى اللّه عليهما وسلم فسُمّوا حَواريين لتحويرهم الثياب، أي غسلهم إيّاها. والحَواريّات: نساء الأمصار سُمَّين بذلك لبياضهن. قال الشاعر:

فقُلْ للحَواريّاتِ يَبْكين غيرَنا

 

ولا يَبْكِنا إلا الكِلابُ النَّوابحُ

والدَّقيق الحُوّارى من هذا اشتقاقه لبياضه ونقائه. وبعض العرب يسمّي النجم الذي يقال له المشتري: الأحْوَر. وحوَّرتُ عينَ البعير، إذا أدرت حولها مِيسَماً. وحوَّرتُ الخبزةَ، إذا دوّرتها، والخشبة التي يحوَّر بها تسمَّى المِحْوَر. والمِحْوَر: الخشبة التي تدور فيها المَحالة.

والرَّوَح من قولهم: رجل أَروَحُ وأمرأة رَوْحاءُ، وهو دون الفَحَج وزعموا أن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، كان أرْوَح. والرّوْح: اسم من قولهم: مكان رَيِّح، أي طيّب الرَّوْح. وقد سمَّت العرب رَوْحاً ورَواحاً ورَواحةً. وراحَ الرجل يروح رَواحاً من رّواح العشيّ. وأراح ماشيته، إذا روَّحها إلى المرعى. والرَّوحاء: موضع. وبنو رَواحة: بطن من العرب. فأمّا الرُّوحانيّون من الملائكة فلا أدري إلى ما نُسبوا، والله أعلم.

وأما الروح في القرآن فلا ينبغي لأحد أن يُقْدمَ على تفسيره لأنه قال عزّ وجلّ: "ويسألونك عن الروح قل الرُّوح من أمر ربي". وذكروا أنّ بعض أهل العلم سُئل عن ذلك فقال: أبهِموا ما أبهم اللهّ. ورُوح الإنسان مختلَف فيه، فقال قوم: هي نفسه التي يقوم بها جسمُه، وقال آخرون: الروح خِلاف النفس. وقد قرىء: "فرُوحٌ ورَيحان" و "رَوْح ورَيحانٌ". وقال قوم: الرَّوح: الراحة، والرَّيحان: الرِّزق، والله أعلم. وأما قوله عزّ وجلّ: "نزل به الرُّوح الأمين"، قالوا: جِبريل عليه السَّلام. والرّواح: الراحة أيضاً. وقالت امرأة من بني تميم وقد عُرضت على النار يومَ بُطاح يومَ أحرقهم خالد بن الوليد:

يا موتُ عِمْ صَباحا

إذ لم أَجدْ رَواحـا

كافَحْتُه كِفـاحـا

ثم ألقت نفسها في النار. والرّيح: معروفة، وأصل هذه الياء واو لأنك تجمعها أرواحاً فتردّها إلى الأصل، فإذا قّالوا رِياح قلبوا الواو ياءً لكسرة ما قبلها. وأراحَ الرجل إبلَه يُريحها أراحةً، وأصله الواو كأنه كان أرْوَحَ إبله فقلبوا الواو ألفاً. وأرحتُّ فلاناً من كذا وكذا إراحةً. وراحة الإنسان: معروفة، والجمع راحٌ.

والوَحَرَة: دُوَيبَّة شبيهة بالوَزَغَة تقع في الطعام فتُفسده، وربّما قيل: طعام وَحِرٌ، إذا وقعت فيه الوَحَرَة. ووَحِر صدر الرجل يَوْحَر وَحَراً، وهو الغِشّ والغِلّ، واللّه أعلم. وفي حديث النبي صلّى الّله عليه وسلَّم: "صومُ شهر الصَّبْر وثلاثة أيّام من كل شهر تُذْهبُ وَحَرَ الصدر".

 

ح-ر-ه

استُعمل منها الحَرَّة، وقد مرّ ذكرها في الثنائي.

 

ح-ر-ي

رجل حَرِيٌّ بهذا الأمر وحَرٍ به، مثل جَدير سواء.

ومال حَيَرٌّ: كثير. قال أبو حاتم: قال الأصمعي: قال أبو عمرو بن العلاء: رأيت باليمن امرأةً ترقص ابنها وهي تقول:

يا ربَّنا مَن سرَّه أن يَكْبَرا

فسُقْ له يا رَبِّ مالاً حَيَرا

قال أبو بكر: وقال مرة أخرى: فهب له يا ربِّ. فأما قول العامّة: الحَيْر، فخطأ، إنما هو الحائر، وهذا الباب نأتي عليه في المعتلّ إن شاء الله.

 

باب الحاء والزاي وما بعدهما من الحروف

ح-ز-س

مهمل.

 

ح-ز-ش

أُهملت إلاّ في قولهم الشَّحْز، وهي كلمة مرغوب عنها يتكلّم بها أهل الجوف- والجوف موضع باليمن- يُكْنَى بها عن النِّكاح.

 

ح-ز-ص

أُهملت وكذلك حالهما مع الضاد.

 

ح-ز-ط

استُعمل منها الطَّحْز، وليس بعربي صحيح، كأنه في معنى الكذب طَحَزَ يطحَز طَحْزاً، وهي كلمة مولَّدهّ ووبّما اسُتعملتّ في الكذب.

 

ح-ز-ظ

أُهملت وكذلك حالهما مع العين والغين.

 

ح-ز-ف

الحَفْز: الإعجال حَفَزَني عن كذا وكذا يحفِزني حَفْزاً، أي أعجلني وأزعجني. وفي كلام لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السَّلام: "لا يَحْفِزُه البِدارُ عن مُطالبة الأوتار". وأخبرني الحسن بن خَضِر أنّ هذا الكلام لأم كلثوم بنت علي عليه السَّلام، قالته في كلام لها عند منصرَفهم من الشام إلى المدينة بعد قتل الحسين عليه السَّلام.

والزَّحْف له مواضع: زَحَفَ الرجل يَزْحَف زَحْفاً، إذا حبا على آسته.

وتزاحف القومُ في الحرب، إذا تدانَوا. وفرَّ من الزَّحْف، إذا فرَّ من القتال. والتقى الزَّحْفان، أي الجيشان. والمُزْحِف: المُعْيي الذي ألقى نفسه ولا حَراك به. وقد سمَّت العرب زَحّافاً وزاحِفاً ومُزاحِفاً. ومَزاحف الحيّات: آثارها على الأرض. قال المتنخِّل الهُذلي:

كأن مَزاحفَ الحَيّاتّ فيه

 

قبَيْلَ الصُّبح آثارُ السَّياط

وأزحفَ الرجلُ، إذا كلّت مطيَّته.

 

ح-ز-ق

الحَزْق من قولهم: حَزَقتُ القوسَ أحزِقها حَزْفاً، إذا شددتها بالوَتَر، الفاعل حازق والمفعول محزوق. وحازوق: اسم رجل من فرسان الخوارج له حديث. قالت الحنفية:

أُقَلِّبُ عيني في الفَوارس لا أرى

 

حِزاقاً وعيني كالحَجاة من الَقطْرِ

أرادت حازوقاً فلم يَستَّقْم لها البيت فقالت حِزاقاً. والحَجاة: النُّفّاخةّ من الماء التي يقطر. والحِزْقَّة من الناس وغيرهم: الجماعة، والجمع حِزَق. قال الشاعر:

دانيةً لِشَـرَوْرَى أو قَـفـا أدَمٍ

 

تَسعى الحُداةُ على آثارهم حِزَقا

ورجل حُزُقَّة: قصير غليظ زريّ الخَلْق. قال امرؤ القيس:

وأعجبني مَشْيُ الحُزُقَّة خالـدٍ

 

كمَشْي أَتانٍ حُلِّئتْ عن مَناهلِ

حُلِّئتْ: منعت الماءَ. قال الشاعر:

لِحائم حامَ حتى لا حِـيامَ بـه

 

مُحَلأٍ عن سبيل الماء مطرودِ

والحَزيقة أيضاً، جماعة من الناس والنُّحل، والجمع حزائق. وقالوا: الحُزقَّة: السيّىء الخلق البخيل.

والقَحْز أن يرميَ الرامي بالسهم فيقعَ بين يديه، يقال: قَحَز أقحز، السهمَ يقحَز قَحزاً فهو قاحز. قال:

إذا تنَزَّى قاحِزاتُ القَحْزِ

عنه وأَكبَى واقِذاتُ الرَّمْزِ

والقُحاز: داء يصيب الغنم.

والقزْح: أبزار القدر قزَّح قدْرَه تقزيحاً، إذا ألقى فيها الأبزار، ومنه قولهم مَليح قَزيح، كأن قزيحاً إتباع. وقُزحُ: اسم رجل. قال الأعشى:

جالسٌ في أًنْفُـس قـد يئسـوا

 

في مُحِيل القِدِّ من صَحْبِ قُزَحْ

فأما القوس التي تسمَّى قوس قُزَحَ فقد نُهي عن ذلك. وقالوا: قُزَخ اسم شيطان، وقال بعض أهل اللغة: القُزَح: الخطوط من الألوان التي فيه.

وقَزحَ الكلب ببوله، إذا أخرجه دُفَعاً، وقال قوم: القَزْح: بول الكلب خاصّة.

 

ح-ز-ك

الزَّحْك: الدُّنُو يقال: زَحَكَ يزحَك زَحْكاً، إذا دنا. وتزاحك القومُ، إذا تدانوا، وقالوا: تزاحكوا، إذا تباعدوا، ويقال منه: زاحكتُه، إذا باعدته، كأنه من الأضداد عندهم. قال أبو بكر: وأهمل الخليلُ هذه الكلمة وأحسبها غلطاً من الليث.

 

ح-ز-ل

الزَّحل: التَّباعد عن الشيء. يقال: زحَل يزحَل زَحْلاً، إذا تباعد. ويقول الرجل للرجل: آزْحَلْ عني، أي تباعَدْ. والزَّحل من قولهم: آزْحَلْ عن هذا المكان، أي تَنَحَّ عنه. وأنا عن هذا الأمر بمَزْحَل، أي مُتَنَحُّى. وزُحَلُ: نجم من النجوم السبعة، معروف، وليس ممّا تعرفه العرب.

والحَلْز منه اشتقاق حِلِّزة، وقال قوم: هي دُوَيْبة معروفة وقال آخرون: بل هو مشتقّ من الحَلْز، أي البخل، ومنه الحارث بن حِلِّزة اليشكري.

والزَّلْح، يقال: زَلَحَ يزلَح زَلْحاً، وهو تطعُّمك الشيءَ. يقال: تزلَّحتُ من هذا الطعام، إذا ذقته. وإناء زَلَحْلَح: قريب القَعْر.

وخبزة زَلَحْلَحَة: رقيقة. قال:

إذا قِداحٌ كالأَكُفِّ خَمْسُ

زَلَحْلَحاتُ مائرات مُلْسُ

واللَّحِز: البغيض البخيل الَضيِّق. يقال: رجل لَحِزٌ من قوم ألحاز، وقد لَحِزَ يلحَز لَحَزاً، وهو لاحز ومُلاحِز. والمَلاحز: المَضائق. والتَلاحز: التعاوُص في الكلام، تلاحزَ القومُ إذا تعاوَصوا الكلامَ بينهم.

 

ح-ز-م

رجل حازم بَيِّنُ الحَزْم والحَزامة، إذا كان مُحْكَماً غير منتكثٍ في رأيه وتصرّفه. والحَزْم: الغِلَظ من الأرض، والجمع ُحزوم، وهو نحو الحَزْن، هكذا يقول الأصمعي، وقال غيره: الحَزْن أغلظ من الحَزْم. وأحزمَ القومُ، إذا سلكوا الحَزْم. والأَحْزَم من الأرض: مثل الحَزْم، سواء. وكل شيء جمعتَه كالإضبارة فقد حزمتَه، ومنه سُمِّيت الحُزْمَة من الحطب وغيره.

ومَحْزِم الدّابَّة: وسطه حيث يقع عليه الحِزام. والحِزام: معروف. والحَيْزُوم: الصدر، وهو الحَزيم أيضاً. وشددتُ لهذا الأمر حَزيمي وحَيازيمي وحَيزومي، أي وطنت نفسي عليه. وفي الحديث أنه سُمع يوم بدر قائل يقول من السماء: إقْدمَ حيزومُ فذكروا أنه فرس جِبريل عليه السَّلام. قال أبو بكر: هذا لفظ الحديث، والصواب أَقدِمي. والأَحْزَم من الأرض: مثل الحَزْن، سواء. قال الشاعر:

واللّهِ لولا قُرْزُلٌ إذ نجـا

 

لكان مأوى خَدَّك الأحْزَما

وروى أبو عُبيدة: الأَخْرَما، أراد أنه يُقطع رأسُه فيسقط على أَخْرَم كَتِفِه. وقُرْزُل: اسم فرس طفيل أبي عامر بن الطّفيل. وحِزام الرَّحل: معروف.

وحِزام السَّرج: ما شُدَّ على الدّابّة. وقد سمَّت العرب حِزاماً وحَزْماً وحَزيمةً وحازِماً. وحَزيمة: اسم فارس من فرسانهم. قال الشاعر:

تَدارَك إرخاءَ العَرادة كَلْمُهـا

 

وقد جعلتْني من حَزيمةَ إصْبَعا

وحُزْمَة: اسم فرس معروفة. قال الشاعر:

أعدَدْتُ حُزْمَةَ وهي مُقْرَبَةٌ

 

تُقْفَى بقوتِ عيالِنا وتُصانُ

وحَمَزَ هذا الأمرُ قلبي، إذا امتعضت منه. ومنه اشتقاق حَمزة. قال الشَّمّاخ:

فلما شَراها فاضتِ العينُ عَـبْـرَةَ

 

وفي الصدر حَزَازٌ من الوجد حامِزُ

يُروى حَزاز وحُزاز. ورجل حَمِيز الفؤاد: حديده. ويقال: حمَزَ فاه الخل يحمِزه حَمزاً، إذا قبّضه من شدّة حموضته.

والزَّحم: مصدر زحمتُ الرجلَ أزحَمه زَحْماً، إذا دفعته في مَضيق أو حاككته فيه. ورجل مِزْحَم، إذا كان فَعّالاً لذلك. والزَّحام: مصدر زاحمته مزاحمةً وزِحاماً. وتزاحم القومُ تزاحماً. وقد سمت العرب زَحْماً ومزاحِماً.

ورجل زُمَّح: ضيّق بخيل من قوم زَمامحَ وزَماميحَ وزُمَّحِين والزُّمّاح: سهم يُجعل على رأسه طين كالبندقة يُرمى به الطيرة واحتجّوا برجز عن رجل من الجنّ:

هل يُبْلِغَنِّيهم إلى الصَّباحْ

هَيْقٌ كأنّ رأسَه زُمّاحْ

قال أبو بكر: هذا غلط، إنما السهم يسمَّى الجُمّاح، فأما الزُّمّاح فطائر كان في الجاهلية يأتي المدينة فيقف على أُطُم بني واقِف فيصيح: حرب حرب، فرمَوه فقتلوه وله حديث، وحديثه أنه كان مَن أكل من لحمه أصابه حَبْنٌ. قال بعض الشعراء:

أعَلَى العهدِ أصبحتْ أُمُّ عمرٍو

 

ليت شِعري أم غالَها الزُّمّاحُ

أي أكلت من لحمه فهلكت، وقيل إنه كان يختطف الصبيَّ من مهده.

والمَزْح: ضِدُّ الجِدّ، والمِزاح: مصدر مازحتُه ممازحةً ومِزاحاً، والاسم المُزاح، ورجل مازِح ومُمازِح، وهو مصدر مزَحتُ أمزَح مَزْحاً.

 

ح-ز-ن

الحَزْن: الغِلَظ من الأرض، مثل الحَزْم سواء. وقد فصل قوم فزعموا أن الحَزْن أغلظ من الحَزْم، وليس بالمعروف والجمع حُزون. وأَحْزَنَ الرجلُ، إذا ركب الحَزْنَ. والحُزْن. معروف، يقال: حَزِنَ يحزَن حُزْناً وحَزَناً. وقد قُرىء: "إنما أشكو بَثّي وحُزْني إلى الله"، وحَزَني. وحَزَنني هذا الأمرُ وأحزنني، لغتان فصيحتان أجازهما أبو زيد وغيره. وقال الأصمعي: لا أعرف إلاّ حَزَنَني يحزُنني، والرجل محزون وحزين، ولم يقولوا مُحْزَن. وجمع الحُزْن أحزان. وحُزانة الرجل: أهله الذين يحزن بحزنهم ويفرح بفرحهم.

والزَّحْن: الحركة يقال: زَحَنَه عن مكانه يزحَنه، إذا أزاله عنه.

والزَّنْح: الدفع، وليس بثَبْت يقال: زَنحَه يزنحه زَنْحاً، وأحسب أن أبا مالك ذكرها.

والنَّحْز من قولهم: نحزتُ الشيءَ أنحَزه نحْزاً في الهاوون. قال أبو بكر: قيس تقول: هو الهاوون، ولا يعرفون الهاوَن، أخبرني عبد الرحمن عن عمه الأصمعي بذلك. والنُّحاز: سُعال يصيب الإبل والغنم. قال القطامي:

أتَرَى منه رؤوسَ الخيل زُوراً

 

كأنّ بها نُحـازاً أو دُكـاعـا

الدُّكاع: داء يأخذ في الجنب شبيه بالتقبُّض، والبعير منحوز وبه ناحز.

ويقال: نحزتُ الدابَّة برجلي، إذا حركتها لتستحثّها. وتقول العرب للرجل إذا شتموه: نَحْزَةً لك ونُحازاً لك، ويقال: فلان من نِحازِ صمتي، كما يقال: من نِحاسِ صدقٍ، أي من أصل صدق. ونَحيزة الرجل: طبيّعته وغريزته، والجمع نَحائز. ويقال: فلان من نِحاز فلان ومن نِحاسه، إذا كان مِن ضربِه وشبهه. والنَّحيزة: غِلَظ من الأرض ينقاد ويستطيل في سهولة، والجمع نَحائز. والنَّحيزة: سفيفة كالعَرَقَة يُسَّدّ بها الهودج، وتُجمع نَحائز أيضاً.

ونَزَحْتُ البئرَ وغيرها أنزَحها نَزْحاً، إذا استقيست ما فيها أجمعَ. وربما قالوا: أنزح الماءُ، إذا نضب. ويقول بعض العرب: أنزحتُ البئرَ، إذا وجدتها منزوحةً، كما يقال: أقفرتُ المكانَ، إذا وجدتّه قَفراً. قال الشاعر:

أُمامةُ حَاّلتْ بعد عهدك راكِسـا

 

وأقفرتُ منها رَحرحانَ فداحِسا

أي أصبتُه قفْراً، ونزحتْ دارُ بني فلان، إذا تباعدت، نزوحاً. والنّازح، البعيد. ونزحت العينُ الدمعَ نَزحاً. والدار نازحة، والبئر منزوحة، والرجل نازح ونزيح. والمِنْزحة: ما نزحتَ به ماء البئر من دلو أو غيرها.

 

ح-ز-و

حَزا يحزو حَزْواً، فهو حازٍ، والحازي: الذي يتكهّن فيخطّ في الأرض خَطَّاً ويطرق بالحصى الذكر حّازٍ، والأنثى حازية، والجمع حُزاة.

والحَزاء، ممدود: نبت معروف. وحُزْتُ الشي أَحوزه حَوْزاً وحِيازهّ، إذا استبددت به وملكته، وحِيازاً أيضاً. وهذه الياء التي في حِياز انقلبت ياءِّ لكسرة ما قبلها. ورجل أَحْوزِيّ، إذا كان جادًّا فيما يأخذ فيه من عمل. وحاز الراعي إبلَه يَحُوزها حَوْزاً، إذا جمعها وساقها، وكذلك الحمار إذا حاز آتنَه. قال العجّاج:

يّحوزُهنّ وله حُوزيُّ

كما يَحُوزُ الفئةَ الكَمِيُّ

ويُروى: وله حُوذيُّ كما يحوذ. قال أبو بكر: سألت أبا حاتم عن معنى قوله: وله حُوزيّ، قال: له حائز من قلبه، أي مُزْعِج. ويقال: فلان في حَوْزَة فلان، أي في ناحيته. ومنع القومُ حوزتَهم، أي ناحيتّهم. وقد سمَّت العرب أحْوَز وحَوّازاً.

وزحْتُ الشيء أزوحه زَوْحاِّ، إذا أرَغْتَه عن موضعه ونحّيته. وزاح الشيءُ يزوح ويزيح زَيْحاً وزَيَحاناً، إذا زال عن مكانه، وزُحْتُه وأزحتُه أنا إزاحةً، وهو مَزوح ومُزاح.

 

ح-ز-ه

أُهملت إلا في قولهم حَزَّه حزَّة منكرة، وليس هذا موضعه.

 

ح-ز-ي

لها مواضع في المعتل تراها إن شاء اللّه تعالى.

 

باب الحاء والسين

مع ما يليهما من الحروف

في الثلاثي الصحيح

ح-س-ش أُهملت وكذلك حالهما مع الصاد والضاد.

ح-س-ط السَّحْط: الغَصَص يقال: أكل طعاماً فسحطه، أي أَشْرَقَه. وأهل اليمن يقولون: انسحط الشيء من يدي، إذا امَّلَسَ فسقط وأكلتُ طعاماً فسحطَني، أي أشرقَني. قال ابن مقبل يصف بقرة:

كادَ اللُّعاعُ من الحَوذان يَسْحَطُها

 

ورِجْرِجٌ بين لَحْيَيْها خَناطـيلُ

الرِّجْرِج: ما ترجرج من لعابها وخناطيل: متلزِّج. قال أبو بكر: كل بقلة ليّنة إذا أكلتها الماشية سال لعابُها. وقال قوم: السَّحْط والشَّحْط سواء، وهو الذبح.

وسَطْح كل شيء: أعلاه. وانسطح الرجلُ، إذا امتدّ على قفاه، فلم يتحرّك، وبه سُمِّي المنبسط على قفاه من الرمانة سَطيحاً. وسَطيح الكاهن: رجل من كُهّان العرب خُلق سطيحاً لا عَظْمَ فيه، وله أحاديث كثيرة، وهو أحد بني ذئب من غسّان قبيلة من الأزد، زعم ابن الكلبي أنه عاش ثلاثمائة سنة، خرج معه الأزدُ أيامَ سيل العَرِم، ومات في أيام شِسيرَوَيه بن هُرْمُز وقد كان النبي صلّى الله عليه وسلّم بمكة. والسُطّاح: ضرب من النبت.

والمَسْطَح، بفتح الميم: الموضع الذي يجفَّف ويُبسط فيه التمر، وقد قيل بكسر الميم أيضاً، وكذلك يسمّيه أهل الحجاز ومن والاهم من أهل النخل من العرب، واسمه بلغة عبد القيس الفَداء، ممدود. والمِسْطَح، بكسر الميم: عمود من أعمدة الخِباء. قال الشاعر:

تَعَرَّضَ ضَيطارو فُعالةَ دوننـا

 

وما خيرُ ضَيطارٍ يقلِّب مِسْطَحا

قال أبو بكر: الرواية: تعرّض ضيطارو خُزاعة. والضَّيطار: الرجل الضخم الذي لا غَناءَ ولا خير عنده، والجمع ضياطرة وضياطر. والسَّطيحة: أَديمان يُتُّخذ منهما مَزادة.

والطَّحْس والطَّحْز يكنى به عن الجِماع طَحَسَ وطَحَزَ طَحْساً وطحْزاً.

 

ح-س-ظ

أُهملت وكذلك حالهما مع العين والغين.

 

ح-س-ف

الحُساف: حُساف التمر، وهو الفاسد المتغيّر من التمر المتناثر من التِمَر. وانحسف الشيءُ في يدي، إذا تفتَّت.

وقالوا: رجل حَيْفَس وحَيْفَساء: ضخم لا خير عنده.

والسَّحْف من قولهم: سحَفَ رأسَه يسحَفه سَحْفاً، إذا حلقه. قال زهير:

فأَقْسَمْت جَهْداً بالمنازل من مِنًى

 

وما سُحِفَتْ فيه المَقاديم والقَمْل

وناقة سَحوف، إذا كانت طويلة الأخلاف. والسَّحوف أيضاً: السمينة التي يُسْحَف الشحمُ عن جنبيها، أي يُقْشَر. قال الشاعر:

من كل كَوْماءَ سَـحُـوفٍ إذا

 

جَفَتْ من الشحم مُدَى الجازر

ويُروى: من شحم كُوم كالنِّصاب إذا جَفَت. ورجل سَيْحَف: طويل، وكذلك نصل سَيْحَف، وقالوا سِيحَف. قال الشنفرى:

لها وَفْضَةٌ فيها ثلاثون سَيْحَفـاً

 

إذا آنَسَت أُولَى العَدِيِّ اقشعرّتِ

الوَفْضَة: شبيه بالكِنانة أو الخريطة.

والسَّفْح: سفح الجبل، وهو حيث انسفح ماءُ السيل عليه. وسفحتُ الماء أسفَحه سَفْحاً، إذا صببته. وسفحتِ العين الدموع سَفحاً، إذا صبَّتها.

والمُسافحة: أن يتسافح الرجال والنساء ماءَهم فيذهب ضياعاً، وبه سُمَّي السِّفاح. والسَّفَّاح: رجل من رؤساء العرب سفح ماءه في غزوة غزاها، قالوا: صَبَّه، وقال: لا أحتاج إليه حتى أصلَ إلى حاجتي. قال الشاعر:

وأخوهمُ السَّفّاح ظَمّأَ خَيْلَـه

 

حتى وَرَدْنَ جَبا الكُلاب نِهالا

الجَبا، مقصور: الحوض الذي يُجبى فيه الماء، وإذا كُسر فهو الماء بعينه. والسَّفيح: قِدْح من قِداح الميسر لا حظَّ له.

وفَسَحْت للرجل في المجلس، إذا أوسعتَ له. وانفسحتِ الأرضُ، إذا اتّسعت. ومكان فاسح وفَسيح ومنفسِح. ولك في هذا الأمر فُسْحَة، أي مُتَّسَعَ.

 

ح-س-ق

سَحَقْتُ الشيءَ أسحَقه سَحْقاً، إذا دققته. وأسحَقَ الرجلُ إسحاقاً، إذا بعد. وقال قوم: بل هذا فعل يتعدىّ: أسحقه الله إسحاقاً، مثل قولهم: أبعده الله إبعاداً. وأسحقتِ الناقةُ إسحاقاً، إذا ارتفع لبنُها وقلَّ. قال لبيد:

حتى إذا يئستْ وأَسْحَق حالقٌ

 

لم يُبْلِهِ إرضاعُها وفِطامُها

قال أبو بكر: لما يئست البقرة من ولدها أَسْحَقَ ضَرْعُها، أي ذهب ما فيه من اللبن. والحالق: الضَّرع الذي كاد يمتلىء. يقول: لما حزنت تركت الرعيَ حتى أَسْحَقَ الضَّرْعُ الذي كان حالقَاَ. وقد سمَّت العرب مُساحِقاً. فأما إسْحَق فاسم أعجميّ وإن كان لفظه لفظ العربيّ. وتقول العرب للرَّجل: بُعْداً له وسُحْقاً، أي أبعده اللهّ وأسحقه. وانسحق الرجل انسحاقاً، إذا بَعُدَ عنك. ومكان سحيق: بعيد وإن اضطُرّ شاعر فقال: مكان ساحق جاز إن شاء اللهّ. ونخلة سَحوق: طويلة، والجمع سُحُق. وأسحقَ الثوبُ، إذا أخلق. وثوب سَحْق، إذا أخلق، والجمع سُحوق. وساحوق: موضع.

ويوم ساحوق: يوم من أيامهم معروف.

والسّقْحَة: لغة يمانية، وهي الصَّلع. يقال: رجل أسْقَحُ، أي أصلع، من قوم سُقح.

والقَسْح: اليُبس، قَسَحَ الشيءُ وأقسحَ. وإذا اشتدّ نَغْظُ الرجل قيل: قَسَحَ وأقسحَ. ويقال: ذَكَر قاسِح، إذا اشتدّ نعظُه. ورمح قاسِح: صلب شديد.

 

ح-س-ك

الحَسَك: ثمر نبت معروف له شوك. قال زهير:

جُونيّة كحَصاة القَسْم مَرْتَعُهـا

 

بالسِّيِّ ما تنْبِتُ القَفْعاءُ والحَسَكُ

وفي قلب فلان على فلان حَسَكَة وحَسيكة، أي غِمْر.

والكَسَح: الزَّمانة. يقال: كَسِحَ الرجلُ يكسَح كَسَحاً، ورجل مكسوح وكَسيح ومكسَّح، إذا زَمِنَ من يديه أو رجليه وهو في الرِّجل أكثر. قال الأعشى:

بين مغـلـوبٍ كـريم جَـدُّه

 

وخَذولٍ الرجل من غير كَسَحْ

وكسحتُ البيت أكسَحه كَسْحاً، إذا كنسته. وكسحتِ الريحُ الأرضَ، إذا قشرتْ عنها الترابَ. وكل ما كسحته فهو كُساحة، مثل الكُناسة سواء.

وأغارَ فلانٌ على بني فلان فاكتسح أموالَهم، إذا استَحَفَها، أي أخذها كلَّها.

 

ح-س-ل

الحِسْل: ولد الضَّبّ. والضبّ يُكنى أبا الحِسْل وأبا الحُسَيْل. وتقول العرب: "لا آتيك سِنَّ الحِسل" لأنهم يقولون إن للضبّ عمراً طويلاً. وجمع الحِسل حِسْلان وحِسَلَة وحُسول وأحسال. والحَسيل: ولد البقرة الأهلية خاصةً، لا واحد له من لفظه. قال الشاعر:

فهنَّ كأذناب الحَسيل صَودارُ

والحِلْس: كساء يُطرح على ظهر البعير أو الحمار، والجمع أحلاس وحُلوس. ويقال: فلان حِلْس بيته، إذا لم يبرحه. ويقال: بنو فلان أحلاس الخيل، إذا أَلِفوا ظهورَها. قال الشاعر في حِلس البعير:

ولا تَغُرَّنْكَ أحـقـادٌ مـزمَّـلةٌ

 

قد يُضْرَبُ الدَّبرُ الدامي بأحْلاسِ

هذا مثل يُضرب للرجل الذي يُظهر لك بِشراً ويُضمر غير ذلك.

وقد سمَّت العرب حُلَيْساً. قال الشاعر:

يومَ الحُلَيْس بذي الفَقار كأنّه

 

كَلِبٌ بضَرْبِ جَماجم ورقابِ

يعني الحُليس بن عُتيبة. وبنو حِلْس: بُطين من العرب، وهم من الأزد، ينزلون نهر المَلِك، وقوم منهم ينزلون دُو تَبايا وماذَرْيَنْبُو من المَبارك. والسَّحْل: ثوب أبيض، والجمع سُحول وأسحال، وهي ضرب من ثياب اليمن. ولا يستحق الثوبُ هذا الاسمَ حتى يكون أبيض. قال الشاعر:

كأنّ بَريقه بَرَقانُ سَـحْـلٍ

 

جَلا عن متن حُرُضٌ وماءُ

وسحُول: موضع باليمن نُسبت إليه هذه الثياب السّحُوليّة. وفي الحديث: كُفِّن رسول اللّه صلّى اللهّ عليه وسلَّم في ثوبين سَحُوليّين. وسَحَلْتُ العودَ وغيرَه أسحَله سَحْلاً بالمِبْرَد، ويسمّى المِبْرَد مِسْحَلاً. والمِسْحَلانِ: حديدتا اللِّجام اللتان تكتنفان فَكّي الفرس.

والإسْحِل: شجر معروف يُسْتاك به. قال امرؤ القيس:

وتعطو برَخْص غيرِ شَثْنٍ كأنه

 

أساريعُ ظبي أو مَساويكُ إسْحِلِ

وسحلتُه مائةَ درهم، إذا عجّلت له نَقْدَها. وسحلتُه مائة سوط، إذا ضربته.

وسَحَلَ الحمارُ يسحَل سَحيلاً وسُحالاً، إذا شَحَجَ، وبه سُمِّي الفحل من الحمير مِسْحَلاً. وكل ما سقط ممّا سحلته فهو سُحالة. والسَّحيل: الخيط الذي تفتله فَتْلاً رِخْواً. قال زهير:

يميناً لَنِعْمَ السَّيِّدان وُجـدتـمـا

 

على كل حالٍ من سَحيلٍ ومُبْرَمِ

فالمُبرَم: الشديد الفتل، والسَّحيل: الرِّخو. وساحل البحر مقلوب في اللفظ لأن الماء سَحَلَه فهو مَسحول، فقالوا ساحل كما قالوا عيشة راضية في معنى مَرْضيّة، و"حجاباً مستوراً". بمعنى ساتر. وقال بعض أهل اللغة في قوله جل ثناؤه: "لا عاصمَ اليومَ مِن أَمْرِ اللهّ": أي لا معصوم، واللهّ أعلم.

ومُسْحُلان: موضع.

وكل ما رقّ من ذي البطن في الناس وغيرهم فهو سَلْح. قال الشاعر:

كأنّ برُفْغَيْها سُلوح الوطاوطِ

الوطواط: ضرب من الطير، ويُروى: سُلاح الوطاوِط. والسِّلاح رُبّما خُصَّ به السيف. قال الشاعر يصف السيوف:

تُمسي كألواح السّلاح وتُضْ

 

حي كالمَهاة صبيحةَ القَطْرِ

جمع سلاح: سَلَح وسُلُح وسُلْحان. وتسلَّح القوم، إذا لبسوا السِّلاح. والمَسالح: مواضع القوم الذين معهم السلاح. ومسلَّحة: موضع. قال جرير:

لهم يومُ الكُلاب ويومُ قيسٍ

 

أراقَ على مسلَّحةَ المَزادا

أراد قيس بن عاصم.

واللَّحْس: التطعُّم باللسان لَحِسَ يلحَس ولَحَسَ يلحَس لَحْساً. ولَحِسَ الكلبُ الإناءَ ولَجَذَه، بمعنى واحد. ورجل مِلْحَس: حريص. وفي الحديث يصف رجلاً: "أَهْيَسُ أَلْيَسُ أَلَدُّ مِلْحَسٌ"، فالألْيَس: الشُّجاع الذي لا يبرح مكانه، والجمع لِيس والألدّ: الشديد الخصومة. ويقال: ما ذقْت عنده لَعْقَةً ولا لَحْسَةً. ومثل من أمثالهم: "أسرعُ مِن لَحْس الكلبِ أنفَه".

 

ح-س-م

الحَسْم: استئصالك الشيء قَطْعاً، ثم كثر ذلك حتى قالوا: حسمت الداءَ، إذا كويته فاستأصلته. وسُمِّي السيفُ حُساماً لأنه يَحْسِم الدمَ، أي يسبقه فكأنه قد كواه. والأيام الحُسوم: الدائمة في الشَّرّ والشؤم خاصةً، وكذلك فُسِّر في التنزيل، واللّه أعلم: "سبعَ ليال وثمانيةَ أيام حُسوماً"، أي دائمة. وصبي محسوم: سيّىء الغذاء. والحَمْس والحَمَس: التشدًّد في الأمر. وبه سُمِّيت الحُمْس، قريش وخُزاعة وبنو عامر بن صعصعة وقوم من بني كِنانة، لأنهم تحمّسوا في دينهم، أي تشدّدوا فسُمُّوا الحُمْس، وله حديث.

وحَمِسَ الشّرُّ، إذا اشتدّ. وبنو حِماس: بطن من العرب، وكذلك بنو الأَحْمَس وبنو حُميس: بطن منهم أيضاً. والحَمَسَة: دوابّ البحر، والجمع حمَس قال قوم: هي السُّلَحْفاة. ورجل أَحمَسُ وحَمِسٌ، إذا كان شجاعاً.

والسُّحْمَة: السَّواد رجل أسْحَمُ وامرأة سَحْماءُ. وقد سمَّت العرب سُحيماً وسُحْمان. ورجل أسْحُمان: شديد الأُدمَة. والسُحام: السواد بعينه. وبنو سَحْمَة: بطن من العرب. والسُّحْماء يُكنى بها عن الدُّبُر. والسَّحَم: ضرب من الشجر.

ورجل سَمْحٌ بَيِّنُ السُّماحة من قوم سُمَحاء أجواد يقال: سَمُحَ سماحةً، إذا صار سَمْحاً. والسَّماح: الجود. وسَمَح لي بالشيء، إذا جاد به، فهو سَمْح. وأسمحَ الدابَّة بقياده، إذا انقاد بعد تصعُّب. وقد سمَّت العرب سَمْحاً وسُمَيْحاً. ومن أمثالهم: "اِسْمَحْ يُسْمَحْ لك"، وقطع قوم هذه الألف فقالوا: "أَسْمِحْ يُسْمحْ لك".

ومَسَحْتُ الشيءَ بيدي وغيرها أَمسَحه مَسْحاً. ومَسَحْت العضوَ بالسيف، إذا قطعته، من قوله عزّ وجلّ: "فطَفِقَ مَسْحاً بالسُّوق والأعناق". وقال مرّة أخرى: ومَسَحَ فلانٌ القومَ قتلاً، إذا أوجع فيهم، وأحسبه من قوله جلّ وعز: "فطفق". والمَسيح: العَرَق. فأما المسيح عيسى بن مريم عليه السلام فاسم سمّاه الله عزّ وجلّ به لا أحبّ أن أتكلّم فيه. وقد سمَّت اليهودُ الدَّجّالَ مسيحاً لأنه ممسوحُ إحدى العينين. ومسحتِ الإبلُ الأرضَ يومَها دَأباً، أي سارت سيراً شديداً. والمِسْح: معروف، عربي صحيح، والجمع مُسوح وأمساح. قال الراجز:

في السُّلُب السُّود وفي الأمساحِ

وقال الآخر الراجز:

جَوْن كأنّ العَرَقَ المسفوحا

أَلْبَسَهُ القَطْرانَ والمُسوحا

وأرض مَسْحاءُ: واسعة. والمِسْحاة: معروفة، وليس من هذا، وإنما هي مِفْعَلَة من سَحا يسحو وسَحَى يَسْحَى. وتماسحَ القوم، إذا تبايعوا فتصافحوا وتصافقوا. ورجل به مَسْحَة من جمال. والتِّمساح: الرجل الكذاب، وهو أَحد ما جاء على تِفعال. والتَّمساح: هذه الدّابّة المعروفة، وأحسبها عربية صحيحة.

 

ح-س-ن

الحُسْن ضدّ القُبْح، والحَسَن ضدّ القبيح. وحَسُنَ الشيءُ يَحْسُن حُسْناً، ولا يكادون يقولون: رجل أَحْسَنُ، إلا أنهم يقولون: امرأة حُسّانة ورجل حُسّان. وقالوا: امرأة حُسّانة جُمّالة. والحِسان: جمع حَسَن، ألحقوها بضدِّها، فقالوا: قِباح وحِسان، كما قالوا عِجاف وسِمان. قال ابن الكلبي: لا نعرف في الجاهليهّ أحداً سُمِّي حَسَناً وحُسيناً. وهذا غلط لأن بطنين من طيّىء يقال لهما بنو حَسَن وبنو حُسين أبناء ثُعَل بن عمرو ابن الغوث بن طيّىء. والحَسَن: كثيب معروف بنجد في بلاد بني ضبَّة، وهذا الموضعُ الذي قُتل فيه بِسطام بن قيس الشيباني. قال عبد الله ابن عنمة الضَّبيّ:

لأُمِّ الأرض وَيْلٌ ما أَجَنَّـتْ

 

بحيثُ أضرَّ بالحَسَن السبيلُ

ويُروى: غداةَ أضرِّ. وقد سمّت العرب حَسّانَ، ويجوز أن يكون اشتقاقه من شيئين، فإن كان من الحُسْن فهو فعّال وينصرف في المعرفة والنكرة، وإن كان من الحَسّ وهو القتل الشديد فالنون فيه زائدة وهو فَعْلان لا ينصرف.

والسَّحْن من قولهمٍ: رأيت فلاناً حسن السَّحْنة والسَّحْناء. وجاءت فَرَسُك مُسْحِنَة، أي حسنة المنظر. والمَساحن: حجارة رِقاق يُمْهَى بها الحديد نحو المِسَنّ. ويقال: سَنَحَ لي الأمرُ، إذا عَرَضَ لك.

والسانح والبارح يُختلف فيهما، وقد مرّ تفسيرهما في الثنائي. وقد سمَّت العرب سَنيحاً وسانحاً وسِنْحان. والنَّحْس: خلاف السَّعد. والنَّحْس: الغبار في أقطار السماء، إذا عَكَفَ الجدب عليها. وعامٌ ناحر ونَحيس. والمَناحس: المَشائم. وفلان من نِحاس صدقٍ، كما قالوا: من نِحاز صِدقٍ وكما قالوا من نِجار صدقٍ ونَجْر صدقٍ، أي من أصل كريم. وفسَّر أبو عبيدة قوله عزّ وجلّ: "يُرْسَلُ عليكما شُواظٌ من نارٍ ونُحاسٌ". قال النحاس هاهنا: الدُّخان الذي لا لهبَ فيه. قال النابعة الجعدي:

يُضيء كضوءِ سِراج السَّلي

 

طِ لم يجعلِ الله فيها نُحاسا

والنُّحاس: القِطر، عربي معروف. وقولهم تَنَحَّسَ النَّصارى: عربي صحيح، لتركهم أكل الحيوان، ولا أدري ما أصله. ويقال: تنحَّس فلان، إذا تجوَّع، كما قالوا توحَّش.

 

ح-س-و

الحَسْو: مصدر حسوت الشيءَ أحسوه حَسْواً. وقولهم: نوم كحَسْوٍ الطير، أي قصير. الحَسْو: مصدر والحَساء: كل ما حسوتَه. والحُسَى، مقصور: جمع حُسْوة. قال الراجز:

فشامَ فيها مثلَ مِحْراث الغضى

تقول لما غاب فيها واستـوى

لِمثلها كنتُ أُحَسِّيكَ الحُـسَـى

والأَحْوَس: الشجاع الذي لا يبرح مكانه في الحرب، والجمع حُوس. وحَوِسَ الرجلُ يَحْوَس حَوساً، إذا كان شجاعاً. وناقة حَوْساء: شديدة النَّفَس.

والسَّحْوُ: مصدر سحوتُ الشيءَ أسحوه سَحْواً، إذا قشرته. ومنه المِسحاة لأن أصلها مِسْحَوَة، وسأفسِّر لك ذلك في الثلاثي المعتلّ وأشرحه شرحاً شافياً إن شاء اللهّ تعالى. وأسحيتُ الكتابَ وسحَّيته، إذا جعلت عليه إسحاءة. والسَّحا: الخُفّاش.

 

ح-س-ه

أُهملت، وقد استقصيناه في الثنائي.

 

ح-س-ي

الحِسْيُ: ماء في رمل تحته أرض صلبة تمنعه أن يسوخ ويقيه الرملُ من الشمس والسَّموم فإذا بحثتَ الرملَ نَبَعَ الماءُ، والجمع أحساء، وإذا استُقِيَتْ منه دلوٌ جمَّت أُخرى.

والسَّيح: مصدر ساح الماء يسيح سَيْحاً، إذا جرى على وجه الأرض، ثم سُمِّي، الماء بالمصدر، فقيل: ماء سَيح، والجمع سُيوح. ورجل سائح: يسيح في البلاد لا يستقرّ.

والحَيْس: معروف، تمر يُخلط بأقِطٍ وسمن ثم يُدْلَك حتى يختلط. قال الراجز:

التَّمْرُ والسَّمْنُ جميعاً والأَقِطْ

الحَيْسُ إلاّ أنه لم يختلِطْ

وقال الأصمعي: قال لي الرشيد: فُطِمْتُ على الحَيْس والموز، أخبرني بذلك عبد الرحمن عن عمّه. ورجل مَحْيوس، إذا ولدته الإماءُ من قِبَل أبيه وأمه. قال أبو بكر: أخرجه على الأصل، والوجه أن يكون مَحِيساً مثل مَخِيط.

 

باب الحاء والشين مع باقي الحروف

في الثلاثي الصحيح

ح-ش-ص

الشَّحْص والشَّحص، والجميع أشحاص، وهو رديء المال وخُثاره من الإبل والغنم.

 

ح-ش-ض

أُهملت.

 

ح-ش-ط

الشَحْط: البعد، شَحَطَ يشحَط شَحْطاً. ومنزل شاحط وشَحيط، أي بعيد قال:

والشَّحْط قَطّاعٌ رجاءَ مَن رَجا

إلا احتضارَ الحاج مَن تحوَّجا

والشَّحْط: الذلح، شحطه يشحَطه شَحْطاً، إذا ذبحه.

 

ح-ش-ظ

أُهملت وكذلك حالهما مع العين والغين.

 

ح-ش-ف

الحَشَف من قولهم: حَشِفَ خِلْفُ الناقة، إذا ارتفع منه اللبن. وحَشَفُ التمر: رديئه ويابسه الذي لا حلاوةَ فيه. وحشّف الرجلُ عينَه، إذا ضمّ جفونه ونظر من خِلال هُدبها. ومن أمثالهم: "أحَشَفاً وسوءَ كِيلة"، أي: وكَيْلَ سوءِ. والحَشيف: الثوب الخَلَق. والحَشَفَة: حَشَفَة الذَّكر. والحَشَفَة: صخرة رِخوة في سهل من الأرض.

والحِفْش: وعاء صغير نحو السَّفَط الصغير، والجمع أحفاش، تجعل فيه المرأة دُهنها ومُشطها وأشبهاه ذلك. وحَفَشَ المطر الأرضَ يحفِشها حَفشاً، إذا أظهر نباتَها. قال زهير:

فتبَّـعَ آثـارَ الـشِّـياهِ ولـيدُنـا

 

كشُؤبُوب غيثٍ يَحْفِشُ الأُكْمَ وابلُهْ

والحِفش: بيت صغير شبيه بالمَخْدَع. وفى الحديث: "هلاّ قَعَدَ في حِفْش أُمّه" قاله صلّى الله علّيه وسلِّم في رجل أهدى له شيئاً فقال رجل: هو لي، فقال صلّى الله عليه وسلّم: "هلاّ قَعَدَ في حِفْش أُمه". وتحفَّشتِ المرأةُ للرجل، إذا أظهرت له الوُدَّ.

والشَّحْف: لغة يمانية، وهو أن تقشِر عن الشيء جلْدَه.

والفحُشْ: معروف يقال: فَحَشَ الرجلُ يفحَش ويفحِش وأفحشَ يُفحش، لغتان وأفحشَ أعلى وأفصح وإن كانت العامّة قد أُولعت بقولها: أمر فاحش. وجاء الرجل بالفُحْش والفَحْشاء، إذا أفحش، وربّما جعلوا الفَحْشاء الفُجور. وقد جاء في التنزيل: "وينْهَى عن الفحْشاءِ والمُنْكَر والبَغْي يعظُكم". وربما قالوا: جاء فلان بالفاحشة، في معنى الفَحْشاء.

والفَشْح من قولهم: تفشَّحتِ الناقّةُ، إذا تفاجَّت وانفشحتْ. قال الراجز:

إنّكِ لو صاحَبْتِنا مَذِحـتِ

وحَكَّكِ الحِنْوانِ فانفشحتِ

المَذْح: تقرُّح الفَخِذين من المشي إذا احتكّ أحدهما بالآخر.

 

ح-ش-ق

شَقَحَتِ النخلةُ تشقيحاً وأشقحت إشقاحاً، إذا تغيّر البُسْر للاصفرار بعد الاخضرار، وهو أقبح ما يكون. ونُهي عن بيع الثمر حتى يشقِّح. وكذلك قالوا: قَبيح شَقيح، وقُبْحَة شُقحَة، وأَقبحْ به وأَشْقِح. قال:

أَقبحْ به من ولدٍ وأَشْـقِـحِ

مثل جُرَيّ الكلبِ لا بل أقْبَحِ

إن شَوًى ذلك ما لم يَنْـبَـحِ

يقال: أمر شَوًى، أي سهل خفيف. وقبَحه اللهّ وشقَحه. وتقول العرب: والله لأشْقَحَنَّك شَقْحَ الجوز، أي لأستخرِجَن ما عندك. والشُّقّاح: ضرب من النبت يشبه الكَبَر، زعموا، ذكره أبو مالك ولم يجىء به أصحابُنا. وأشقاح الكلاب: أدبارها، وقال قوم: بل أشداقها. قال الشاعر:

وطعنٍ مثل أشقاح الكلابِ

ح-ش-ك

الحَشْك من قولهم: حَشَكَتِ الحِّرَّة تحشِك حَشْكاً، إذا امتلأت. فأما قول زهير:

كما استغاث بِسَيْىءِ فَزُّ غَيْطَـلَةٍ

 

خاف العيونَ فلم يُنظر به الحَشَكُ

فإنما حرَّك اضطراراً. وحَشَكَتِ السحابة تحشِك حَشْكاً، إذا كثر ماؤها.

ونخلة حاشك: كثيرة الحَمْل. والحَشّاك: نهر أو وادٍ. قال الشاعر:

أَمْسَت إلى الحَشّاك جيفـتُـه

 

ورأسُه دونه اليَحْمومُ والصُّوَرُ

وقالوا: هو نهر بالجزيرة، واشتقاق اسمه من حَشْكِ الدِّرَّة. والحِشاك: الخشبة التي تُشَدّ على فم الجدي لئلاّ يرضع، ويقال لها الشِّبام.

والحَكْش: مثل الحَكْر رجل حَكِش مثل حَكِر، وبه سُمِّي الرجل حَوْكَشاً، الواو زائدة، إذا كان يحتكر، لغة يمانية. وحَوْكَش: اسم رجل من مَهْرَة تُنسب إليه الإبل الحَوْكَشيّة.

والكَشْح: الخَصْر. والكَشَح: داء يصيب الإنسان في كَشْحه فيُكوى كُشِحَ الرجل فهو مكشوح، إِذا كوي من ذلك الداء. وبه سُمِّي المكشوح هُبيرة المراديّ أبو قيس بن مكشوح. قال الشاعر:

ولقد أمنحُ مَـن عـاديتُـه

 

كلّما يُحْمَشُ من داء الكَشَحْ

والكاشِح: الذي يطوي على العداوة كَشْحَه. وطويت كشحي على الأمر، إذا أضمرته في قلبك وسترته. قال الشاعر:

أخٌ قد طَوَى كَشْحاً وأبَّ لِيذهبا

أبَّ، أي تهيّأ لذلك. وقال قوم: بل الكاشح الذي يتباعد عنك، من قولهم: كَشَحَ القومُ عن الشيء، إِذا تباعدوا وتفرّقوا عنه. قال الراجز:

شِلْوُ حمارٍ كَشَحَتْ عنه الحُمُرْ

أي تفرَّقت عنه.

 

ح-ش-ل

شَلْحَى: لغة مرغوب عنها، وهو السيف بلغة أهل الشَّحر. فأما قول العامة: شلَّحه، فلا أدري مما اشتقاقه.

 

ح-ش-م

حَشَمْتُ الرجل أحشِمه حَشْماً، إذا أغضبته. وحَشَمُ الرجل: أتباعه الذين يغضبون بغضبه. فأما قول العامة: ليس بيننا حِشْمَة، فهي كلمة موضوعة في غير موضعها، ولا تعرف العرب الحِشْمَة إلاّ الغضب والانقباض عن الشيء.

وقد جمعوا حَشَماً على أحشام، وحَشَم كلمة في معنى الجمع لا واحد لها من لفظها يقال: فلان من حَشَم فلان، وهم من يغضب له.

وحَمِشَ الرجلُ يحمَش حَمَشاً، إذا كان أحمشَ، وهو دقة الساقين وامرأة حَمْشاء ورجل أحمش، وبه حَمَش وحُمْشَة. ولِثَة حَمِشَة، إذا كانت قليلة اللحم، وهو يُستحسن. ويقال: تحفَش بنو فلان لفلان، إذا غضبوا له أجمع. والحَمْش: الجَمع، مثل الحَبْش، حمشت الشيء وحبشتُه، إذا جمعته. قال الراجز:

أُلاك حبَّشتُ لهم تحبيشي

أي جمعت لهم، ويُروى: حمَّشت لهم تحميشي.

والشَّحْم: معروف شحِم الرجلُ يشحَم شَحَماً، إذا سمِن. ورجل شَحِمٌ وشَحيم. وأشحمَ الرجلُ، إذا شَحِمَت إبله. ورجل شاحِم لاحِم، إذا كان عنده اللحم والشحم، كما قالوا: تامِر ولابِن. ورجل شَحِمٌ لَحِمٌ، إذا قَرِمَ إليهما. وأشحمَ الرجلُ أصحابَه، إذا أطعمهم الشَّحم.

ويقال: محشته النارُ تمحَشه مَحْشاً، إذا أحرقته. وحرّ ماحِش: مُحْرِق. ومِحاش الرجل: الذين يجتمعون إليه من قومه وغيرهم. قال الشاعر:

جَمِّع مِحاشَكَ يا يزيذ فإنني

 

أعلاتُ يَربوعاً لكم وتميما

وهما بطنان من بني عُذرة. يقوله النابغة ليزيد بن الصَّعِق لمّا عَزاه إلى بني عُذرة. وخالف الأصمعيُّ الناس في هذا وقال: إنما سُمّوا مِحاشاً لأنهم محشوا بعيراً على النار، أي اشتووه، واجتمعوا عليه فأكلوه وتحالفوا.

 

ح-ش-ن

الحَنَش: واحد الأحناش، وهي هوامُّ الأرض. والحَنَشِ: ضرب من الحيّات. وبنو حَنش: بطن من العرب.

وشحنتُ البيتَ وغيرَه أشحَنه شَحْناً، إذا ملأته. وشحنتُ الثغرَ بالجند، إذا سددته بهم. وشحنت السفينةَ، إذا ملأتها. وفي التنزيل: "في الفُلْك المَشْحون". وشَحِنْتُ على فلان أشحَن شَحَناً، من الشَّحْناء. وحَشِنَ السِّقاء، إذا تغيرت رائحته من ترك الغسل.

ونَشَحَتِ الإبلُ تنشَح نَشْحاً ونُشوحاً، إذا شربت دون الريّ، فهي نواشِح. قال الشاعر:

فانصاعت الحُقْبُ لم يقْصَعْ صرائرُها

 

وقد نَشـحْـنَ فـلا رِيُّ ولا هِـيمُ

ح-ش-و

حشوت الفراش وما أشبهه حَشْواً. وكل شيء أدخلتَه في وعاء فقد حشوت ذلك الوعاء به. وحِشْوَة الإنسان والدابَّة: أمعاؤه وما في جوفه. وفلان من حِشْوَة بني فلان، أي من رُذالهم، وأحسب أن أحشاء الجوف من هذا اشتقاقها.

والحُوش: إبل متوحّشة. وتقول العرب إنها إبل الجنّ، ويسمّونها الحَوشيّة. وحشْتُ الصَّيد أحوشه حَوشاً، أي جمعته ولا يقال: أَحَشْتُه، وإن كانت العامة قد أُولعت به.

والشَّحو: مصدر شحا فاه، إذا فتحه، شَحْواً. وفرس رَغيب الشَّحوة: كثير الأخذ من الأرض بخَطْوه. وبئر واسعة الشحوة، إذا كانت واسعة الفم.

وكل دابّة توحَّشت فهي وحشيّة والوحشيَّة: ضدُّ الإنسية وتفسير الإنسية ذوات الإنس كالخُفّ والحافر وما أشبه ذلك. وتقول العرب إذا أظلم الليل: استأنس كلُّ وحشيّ واستوحشَ كلُّ إنسيّ.

ووحشيّ الإنسان والدابة من أعضائه: ما لم يُقْبِل على جسده.

ووحشيّ القوس: ما أدبر على الرامي، وإنسيّها: ما أقبل عليه منها. ومال الرجل لوحشيّه، إذا مال على شماله. ومال لإنسيِّه، إذا مال على يمينه، وهذا يُختلف فيه.

ووَشْحَى: رَكيّ معروفة. قال الراجز:

صبَّحن من وَشْحَى قَليباً سُكّا

يَطْمي إذا الوِرْدُ عليه التَكّا

أي ضيِّقاً. ووِشاح، والجمع وُشُح: خَرَز تتوشّح به المرأة. وهُذيل تقول: إشاح، في معنى وِشاح.

ويقال: أشاح الرجل إشاحةً، إذا حَذِرَ فهو مُشيح. وهذيل تجعل المُّشيح الجادَّ في أمره.

 

ح-ش-ه

أُهملت.

 

ح-ش-ي

الحَيْش: الفزع. قال الشاعر:

ذلك دِيني واسـألـيهـم إذا

 

ما كَفَّتَ الحَيْشُ عن الأرْجُلِ

كَفَّتَ: ضمَّ وجمعَ، من قوله عزوجل: "ألم نجعل الأرض كِفاتاً".

والشِّيح: نبت معروف. وأرض مَشْيُوحاء: تُنبت الشِّيح.

 

باب الحاء والصاد

مع ما بعدهما من الحروف

ح-ص-ض

أُهملت وكذلك حالهما مع الطاء والظاء والعين والغين.

 

ح-ص-ف

الحَصَف: بَثر معروف يخرجِ على الجسد من الحرّ حصِف الإنسان يحصَف حَصَفاً وأهل اليمن يسمّونه الهَرَض هرِض يهرَض هَرَضاً.

والإحصاف: مصدر أحصف الحمار في إرَتِه أو في نشاطه يُحْصِف إحصافاً، إذا عدا عَدْواً شديداً. قال الراجز:

إذا تَلَقتْه العَقاقيل طَفا

وإن تمطَّى بالخَبارِ أحْصَفا

جمع عَقَنْقَل، وهو الرمل المتعقِّد المتداخل بعضُه في بعض، وبه سُمَّي عقنقل الضّب والخَبار: أرض فيها جِحَرَة.

ورجل حصيف العقل والرأي: سديده، حَصُفَ رأيُه حصافةً، واشتقاقه من أحصفتُ الحبلَ، إذا شددت فَتْلَه. والحَفْص: الزَّبيل الصغير من أَدَم تنقَّى به الآبار، والجمع حُفوص وأحفاص. وبه سُمَّي الرجل حَفْصاً. وحَفْصَة: اسم من أسماء الضَّبُع، زعموا، ولا أدري ما صحّته. ويقال: حفصتُ الشي أحفِصه حَفْصاً، إذا جمعته، فأنا حافص والشيء محفوص. وكل ما جمعته بيدك من تراب أو غيره فقد حفصته، فأنت حافص والشيء محفوص والاسم الحُفاصة.

والصُّحُف واحدتها صحيفة، وهي القطعة من أُدَم أبيض أو رَقٍّ، يُكتب فيها. وفي التنزيل: "وإذا الصُّحُفُ نُشِرَتْ"، والله أعِلم بكتابه. وتُجمع صحائف، وربما جمعوا الصحيفة صِحافاً.

والصَّحْفَة: القَصْعَة، وتجمع صِحافاً. قال الشاعر:

وبنو نَكْدٍ قُـعـودٌ

 

يتعاطَون الصَّحافا

والمِصْحَف، بكسر الميم، لغة تميمية، لأنه صُحُف جُمعت، فأخرجوه مُخْرَجَ مِفْعَل مما يُتعاطَى باليد. وأهل نجد يقولون: المُصحف، بضم الميم، لغة علوية، كأنهم قالوا: اصْحِفَ فهو مُصْحَف، أي جُمع بعضه إلى بعض.

 

وصفحتُ عن الرجل أصفَح صَفْحاً، إذا عفوت عن جرمه. وأضربتُ عن هذا الأمر صَفْحاً، إذا تركته. وصَفْحَة الإنسان والدابّة: عُرْض جَنبه إذا اعترضتَه. وأبدى فلان لي صفحتَه، إذا أمكنك من نفسه في خصومة أو حَرَد. وأصفحتُ عن الشيء إصفاحاً، إذا تركته، مثل قولهم أضربتُ عنه إضراباً. والمُصفَح: المُمال. وجاء في الحديث " قَلْبُ المنافِق مُصْفَح" أي مُمال عن الحقّ. وضربتُه بالسيف مُصفَحاً ومصفوحاً، إذا ضربته بعُرضه ولم تضربه بحدّه، وإذا ضربته بحدّه قلت: ضربته صَلْتاً. والصَّفيحة: النصل العريض من السيوف، والجمع صفائح. والصَّفيحة: القطعة من الصخر العريضة، والجمع صَفائح أيضاً، كانوا يجعلونها في القبور واللحود مكان اللَّبِن، فلذلك ذكروها في أشعارهم فقالوا:

بين الثَّرى والصفائح

ويُروى: تحت الثَّرى. ويقال لها الصُّفّاح أيضاً، والواحدة صُفّاحة. قال النابغة الذبياني:

وخَيِّس الجِن إني قد أَذنْتُ لهم

 

يبنون تَدْمُرَ بالصُّفّاح والعَمَدِ

ورأس مُصْفَح، إذا كانت فيه كالضُّغطة حتى يستطيل قليلاً ما بين جبهته وقفاه. وربّما قالوا: رجل مُصْفَح، ولم يذكروا الرأس. وقال الكلابيون: المُصْفَح الذي مُسِحَ جنبا رأسه ونتأت جبهتُه فخرجت وظهرت قَمَحْدوَتُه. وربما جمعوا الصَّفيحة صِفاحاً. وقال أبو حاتم عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء: ويُكره في الخيل القَنا والصِّفاحٍ، فأما القَنا فهو أن يحدودب الأنف من وسطه فتراه شاخصاً فإذا أفرط ذلك ضاق المَنْخِر فكان عيباً وأما الصَّفاح فشبيه بالمَسْحَة في عُرض الخدّ يُفرط بها اتّساعُه، فذلك مكروه مستقبَح. وصفح الرجل عن زَلَّة صاحبه فهو صَفوح وصافِح عنها. وتصافح الرجلان بكفّيهما، إذا ألصق كل واحد منهما كفُه بكفّ صاحبه. ونهي عن مصافحة النِّساء. والتصفيح: التصفيق باليدين. وفي الحديث: "التسبيح للرجال والتصفيحُ للنساء"، وهو التصفيق. قال الشاعر يصف سحاباً:

كأنّ مصفَّحاتٍ في ذُراه

 

وأنواحاً بأيديها المَآلـي

ويُروى: عليهنّ والمَآلي: خِرَق سُود تثير بها النائحة، واحدتها مِئلاة.

وفي التنزيل: "أفنضرِبُ عنكم الذِّكْرَ صَفْحاً" قال أبو عبيدة: نُعْرِض عنكم.

وفحصتُ عن الشيء أفحَص فَحْصاً، إذا كشفت عنه. وبه سُمِّي أُفْحوص القطاة، وذلك أنها تفحص الحصى بصدرها حتى تصير إلى ليِّن الأرض فتبيض وجمع الأُفحوص أفاحيص. قال الشاعر:

وقد تَخِذَت رجلي إلى جَنْب غَرْزها

 

نَسيفَاً كأُفْحُوص القطاة المطـرِّقِ

المطرِّق: التي قد عسر عليها البيض فهي تحكّ الأرضَ بصدرها حتى تؤثّر فيها. وقال:

أنتمٍ بنو كابِيَةَ بن حُرْقوصْ

وكُلّكم هامتُه كالأُفحوصْ

وأفصح العربيًّ إفصاحاً وفَصُحَ الأعجمي فصاحةً، إذا تكلم بالعربية.

وأفصح اللبنُ، إذا انجلت رغوتُه فهو مُفْصِح، وفَصُحَ فهو فصيح، وهو حينئذ الصريح. قال الشاعر:

ولم يخشوا مَصالته علـيهـم

 

وتحت الرغوة اللبنُ الصَّريحُ

وُيروى: الفصيح. وأفصح الصبحُ، إذا بدا ضوءه وكل شيء وَضَحَ لك فقد أفصح لك. والفِصح: عيد النصارى، وقد تكلَّمت به العرب. قال الشاعر حسّان:

قد دَنا الفِصْحُ فالولائدُ يَنْطم

 

نَ سِراعاً أكِلّةَ المَرْجـانِ

ح-ص-ق

رجل أَصقَحُ، بالسين والصاد، بَيِّنُ الصَّقَح، وهو الصَّلَع لغة يمانية، يسمّون الصُّلعة الصُّقعة. قال أبو بكر: يقال: رجل أصلع بَيِّنُ الصلعة.

 

ح-ص-ك

الكَحْص: ضرب من حبَّة النبت له حب أسودُ يشبَّه بعيون الجراد. قال الشاعر:

كأنَّ جَنَى الكَحْص اليبيس قَتيرُها

 

إذا نُثٍرَت سالث ولم تتجـمّـعِ

ويُروى: نثلت يصف درعاً إذا طُرحت تفتَّحت ولم تبقَ مجتمعة.

 

ح-ص-ل

الحَصَل: البلح قبل أن يشتد وتظهر ثفاريقه الواحدة، حَصلة. قال:

مُكَمِّمٌ جَبّارُها والـجَـعْـلُ

يَنْحَت منهنّ السَّدَى والحَصْلُ

السَّدىَ: البَلَح الذاوي، الواحدة سَداة. ويقال: ما حصل في يدي منه شيء، أي ما رجع. ومنه اشتقاق الحَوْصَلة، الواو زائدة. والحَصيل: ضرب من النبت ذكره الحِرْمازيّ ولا أدري ما صحته. وحَصِلَ بطنُه يحصَل حَصَلاً، إذا أصابه اللَّوَى، لغة يمانية. وحَصِلَ الفرسُ، إذا اشتكى بطنَه من أكل التراب.

واللَّحْص: الضيق. قال الهذلي:

قد كنتُ خَرّاجاً وَلوجاً صَـيْرَفـاً

 

لم تلتحِصْني حَيْصَ بَيْصَ لَحاصِ

ويقال: التحصتِ الإبرةُ، إذا استدَّ سَمُّها.

والصَّحَل: بُحوحة في الصوت لا تبلغ أن تكون جُشَّةً صَحِلَ الرجلُ والفرسُ يصحَل صَحَلاً، وهي تُستحسن. وفي صفة النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أنه كان في صوته صحَلٌ. قال الشاعر:

وأسعدَتْها أكُف غيرُ مُقْرِفَةٍ

 

تثني أناملُها شِرْعَ المَزاهيرِ

المزاهير: العيدان والشِّرْع: الأوتار.

 

من كل غَيداءَ في تغريدها صحَلٌ

 

كأنّ أعْكانَها طَيُّ الطَـوامـير

وهذان البيتان للأُقَيْشِر الأسَدي.

والصَّلاح: ضِدَّ الطَّلاح صَلَحَ الرجلُ صَلاحاً وصُلوحاً، ويقال: صَلُحَ أيضاً. ويقال: ما به من الصَّلاح والصُّلوح. قال الشاعر:

وكيف بأطرافي إذا ما شتمتَني

 

وما بعد سبِّ الوالدين صُلوحُ

ويُروى: شتم الوالدين. وصَلاح في وزن حَذام وقَطام، وهو اسم مكّة. قال الشاعر:

أبا مَطَرٍ هَلُمَّ إلى صـلاحِ

 

فتكفيكَ النَّدامى من قريش

وقد سمَّت العرب صالحاً وصُلَيْحاً ومُصْلِحاً.

 

ح-ص-م

الحَصْم: حَصم الدابة، وهو ما خرج من دُبره من الريح حَصَمَ يحصِم حَصْماً، وهو الحُصام والرُّدام.

والحَمْص من قولهم: حمِص الجرحُ حَمْصاً، إذا سَكَنَ وَرَمه، فهو حامص وحَميص. وحِمْص: موضع، ولا أحسبه عربياً محضاً. فأما الحِمَّص هذا الحبّ الذي يؤكل فأحسِبه مولَّداً.

والصُّحْمَة: سواد تخلطه صُفرة، حمار أصْحَمُ وأتان صَحْماءُ. وأصحامّ الحمارُ اصحيماماً، مثل ادهامّ الفرس ادهيماماً، وابلاقّ.

وصمحته الشمس، إذا آلمت دماغه تصمَحه صَمْحاً. ويوم صَموح وصامح، إذا اشتدّ حَرُّه.

والصُّمَاح: العَرَق المُنتن. قال الحارث بن خالد المخزومي:

يتضَرَّعن لو تضَمّخن بالمِسْ

 

كِ صُماحاً كأنه ريحُ مَرْقِ

والمَرْق: الجلد الذي يُبَلّ ويثنى بعضه على بعض ليلين وهو جلد لم يستحكم دِباغُه. والصمحاء: الأرض الغليظة، والجمع صُماحيّ يا هذا.

ومَصَحَ الشيءُ يمصَح مُصوحاً، إذا ذهب. ومَصَحَ الظِّلُّ، إذا نَسَخَتْه الشمسُ مُصوحاً فهو ماصح. ومَصَحَ مثل مَحَصَ عَدا. ومَصَحَ اللهّ ذنوبَك. ومَحَصَ: ضرطَ.

 

ح-ص-ن

الحِصْن: معروف، واشتقاقه من حصَّنت الشيء تحصيناً، إذا منعتَه وحظرتَه. ومنه حصَّنتُ المرأةَ، إذا زوّجتها. وكل شيء منعته فقد حصَّنته وحويته. وامرأة حَصان، بفتح الحاء: عفيفة. قال حسّان:

حَصان رَزان لا تُـزَنّ بـرِيبةٍ

 

وتُصْبِحُ كَرْثَى من لحوم الغوافلٍ

يقول: تصبح جائعة من الكلام في الناس. وقال بعض أهل اللغة: الحواصن: الحبالى. وأنشد:

تُبيل الحواصنَ أحبالَها

وفرس حِصانٌ، بكسر الحاء، إذا ضنَّ بمائه فلم يُنْزَ إلا على حِجْرٍ كريمة. وكثر ذلك في كلامهم حتى سمُّوا كل ذكر من الخيل حِصاناً.

ومكان حَصين: منيع. ويسمَّى القفلُ في بعض اللغات: المِحْصَن. وذكر قوم أن الزَّبيل أيضاً يسمَّى مِحْصَناً في بعض اللغات، ولا أعرف حقيقته.

وقد سمَّت العرب حِصْناً وحُصيناً ومِحْصَناً. وامرأة مُحْصَنَة: متزوّجة، وحاصن: عفيفة. قال العجّاج:

وحاصنٍ من حاصناتٍ مُلْـسِ

عن الأذى وعن قِراف الوَقْسِ

قال أبو بكر: الوَقْس: ابتداء الجَرَب. وأحصنَ الرجل فهو مُحْصَن، إذا تزوج وهذا أحد ما جاء على أَفعَلَ فهو مُفْعَل. وحِصْنان: موضع معروف، والنسب إليه حِصنيّ كرهوا ترادف النون فيه أن يقولوا حِصْنانيّ كما قالوا بحراني. فأما تكنيتُهم الثعلب أبا الحُصَيْن فشيء قد جرى على أَلسُن العرب قديماً.

وصَحْن الدار: باحتها. والصَّحْن: إناء قصير الجدار نحو الجام والطاس وما أشبههما. وصحَنَته الفرسُ برِجلها، إذا ركضته والفرس صَحون، إذا كانت تَصْحَن برجلها. والصّحْن: الفجوة بباطن حافر الفرس. والمِصْحَنَة: إناء نحو الصَّحْفَة، زعموا.

والنُّحْص: ما علا عن السفح وانحدر عن السَّنَد من الجبل. ورُوي عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال لمّا رجع من أُحُدٍ: "يا ليتني غودِرْتُ في أهل نُحْص الجبل"، يعني الشهداء هناك.

والنًّصْح: بَذْلُ المودّة والاجتهاد في المشورة. ونصحتُه ونصحت له بمعنى واحد، وأنا ناصح ونَصيح. ونصحتُ الثوبَ أنصَحه نَصْحاً، إذا خِطْتَه، والإبرة المِنْصَحَة، والخيط النِّصاح وبه سُمِّي الرجل نِصاحاً والشيء المَخيط منصوح. وقد سمّت العرب ناصحاً ونَصيحاً. والنَّصّاح: الخيّاط. والنَّصْحاء: موضع، زعموا. وذكر بعض أهل اللغة أنه يقال: ثوب ناصح، في معنى ناصع، ولا أدري ما صحّته.

 

ح-ص-و

حُصْتُ الثوب أَحوصه حَوْصاً، إذا خِطْتَه. وفي الحديث أن عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه اشترى قميصاً بأربعة دراهم، فلما لبسه رأى في كُمّه فَضْلاً فقصَّه ثم جاء إلى خيّاط فقال: حُصْهُ. ويقال: حُصْ عين صقرك حوْصاً، إذا ضَمّ عينيه بخيط حتى يستأنس حاصَه يَحُوصه حَوْصاً. والحَوَص من ضيق العين، حَوِصَ يَحْوَص حَوَصاً. ويقال: رجل أحْوَصُ وامرأة حوصاءُ من قوم حُوص، وهو صغر العين حتى كأنها مَخيطة. وجمع حُوص أحاوص.

والحُوص: قبيلة من العرب يُنسبون إلى الأحوص بن مالك ابن جعفر، وليس ببطن يُنسب إليه. قال الشاعر:

أتاني وعيدُ الحُوص من آل جعفرٍ

 

فيا عبدَ عمرٍو لو نَهَيْت الأحاوِصا

ويُقال: حُصْتُ عينَ الصقر أو الجارح من الطير، إذا خطتَها ليستأنس وكذلك حُصْتُ شُقوقاً في رِجلي، إذا خِطْتَها.

وصَوَّحَ الحرُّ البقلَ: أيْبَسَه. وتصوَّح البقلُ نفسُه: يَبِسَ. والصُّواح: عَرَق الخيل، ولا نعرف له فعلاً يتصرّف.

والصَّحْوُ: ضِدُّ الدَّجْن أصْحَتِ السماءُ إصْحاءً وصحا السكران يصحو صحواً. وقال قوم من أهل اللغة: أَصْحَتِ السماءُ وأصحى يومُنا، إذا لم يكن فيه برد وإن كان في السماء سحاب.

والوَحْص: السَّحْب عُنْفاً وَحَصَه يَحِصُه رَحْصاً، لغة يمانية زعموا.

 

ح-ص-ه

الحِصَّة: النصيب.

والصِّحَّة: ضدّ السقم.

والمِصْحاة: إناء يُشرب فيه الماء من فضة أو غيرها. قال الأعشى:

إذا صُبَّ في المِصْحَاة خالطَ عَنْدَما

ح-ص-ي

وقع في حَيْصَ بَيْصَ وحَيْص بَيْص وحَيْصٍ بَيْصٍ وحِيصَ بِيصَ، إذا وقع في أمر لا يُتخلّص منه. وهذا الباب يفسَّر في الثلاثي المعتل إن شاء الله.

 

باب الحاء والضاد

مع ما بعدهما من الحروف

ح-ض-ط

أُهملت وكذلك حالهما مع الظاء والعين والغين.

 

ح-ض-ف

الحَفَض: البيت من الشعَر بعُمده وأطنابه وهو الأصل، وإنما سُمَّي البعير الذلول حَفَضاً لأنهم كانوا يختارون لحمل بيوتهم أذلَّ الإبل لئلا تنفر، فسُمَّي البعير حَفَضاً. لذلك قال الراجز:

يا ابن قُرومٍ لَسْنَ بالأحفاضِ

أمِن كل أَجْأَى مِعْذَم عَضاضِ

فجعل الجِمال المذلَّلة أحفاضاً. ومثل من أمثالهم: "يوم بيوم الحَفَض المجورِ"، وله حديث. وقد سمَّت العرب محفِّضاً. ويقال: حفضتُ العود أحفُضه حَفْضاً، إذا عطفته. قال:

إمّا تَرَيْ دهراَّ حناني حَفْضا

أخْرَجَ مني مِرةً ونَقْـضـا

المِرَّة: الشدة، والنَقْض: خلافها.

وفحضتُ الشيءَ أفحَضه فَحْضاً، إذا شدختَه وأكثر ما يُستعمل ذلك في الشيء الرَّطْب نحو القِثاء والبِطّيخ وما أشبهه.

وأفضحَ الصبحُ يفضح إفضاحاً، إذا بدا في سواد الليل وقد قالوا: فَضَحَ الصبحُ أيضاً. وكل شيء كشفتَه فقد فضحتَه، ومنه افتَضح فلان، إذا انكشفت مساوئه. ومثل من أمثالهم: "الظمأ الفادح خيرٌ من الرِّيّ الفاضح" يُضرب للرجل يُنهى عن المكاسب الدَّنِسة. والفُضْحَة: لون بين الغُبْرَة والحُمْرَة. وأفضحَ النخلُ يُفضح إفضاحاً، إذا نَشَّمَتْ فيه الصفرة والحمرة أسدٌ أفْضَخ والأنثى فَضْحاءُ وبعير أفْضَخ أيضاً. ويقال: خاف القوم الفضيحة والفُضوحة والفِضاح والفُضوح، كلّه واحد.

 

ح-ض-ق

أُهملت.

 

ح-ض-ك

الضَحِك: معروف.

 

والضَّحْك: العسل الأبيض. قال الهذلي:

فجاءَ بمَزْج لم ير الناسُ مثلـه

 

هو الضحْكُ إلاّ أنه عَمَلُ النَّحْلِ

وقال أبو مالك: الضاحك: قطعة تنكسر من الجبل عن لون أبيض فكأنها تضحك إذا رأيتها من بعيد.

ويسمّى الزُّبْد أيضاً ضَحْكاً، وربما سمّي الطَّلْع إذا تشقّق ضَحْكاً. ويقال: ضحِك الرجلُ ضَحْكاً فكأن الضحْك المصدر والضَحْك الاسم، واللغة العالية: الضَّحِك. قال رؤبة:

واضحةُ الغُرَّةِ غَرّاء الضَحِكْ

تَبلُّجَ الزَّهراء في جِنْح الدَّلَكْ

وفي التنزيل: "وامرأتُه قائمةٌ فضَحِكَتْ"، ذكر المفسّرون أنها حاضت، والله أعلم. قال أبو بكر: ليس في كلامهم ضحِكَتْ في معنى حاضت إلاّ في هذا. والضواحك، وهي أربعة أسنان بعد الأنياب اثنان من فوق واثنان من أسفل. ورجل ضَحوك: باشُّ الوجه. وأنشدوا بيت العدواني، وقال قوم إنه لتأبّط شرُّاً:

تَضْحَكُ الضَّبْعُ لقَتْلَى هُذيلٍ

 

وترى الذئبَ لها يَسْتَهِـلُّ

وقالوا: تضحك في هذا الموضع: تحيض وسألت أبا حاتم عن هذا فقال: متى صحّ عندهم أن الضبع تحيض وقال: يا بنيّ، إنما هي تَكْشِر للقتلى إذا رأتهم، كما قالوا: يضحك العَيْرُ، إذا انتزع الصِّلِّيانة، وإنما هو يَكْشِر. وتزعم العرب أن الضَّبُع تقعد على غراميل القتلى إذا وَرِمَت، وهذا كالصحيح عندهم. وقال آخرون: بل قوله تضحك كأنها تستبشر بالقتلى إذا أكلتهم فيَهِرُّ بعضُها على بعض، فجعل هريرَها ضَحِكاً. وقال قوم: أراد بقوله تضحك أي تُسَرّ بهم، فجعل السرور ضحكاً. وقوله: ترى الذئب بها يستهلّ، أي يصيح ويستعوي الذئاب إلى القتلى. ورجل ضُحْكَة: يُضحك منه، وضُحَكَة: كثير الضَّحك. وقد سمَّت العرب ضحّاكاً. والضّاحك: حجر أبيض يبدو في الجبل، يخالف لونه، من أي لون كان الجبل، فكأنه يضحك.

 

ح-ض-ل

الحَضَل والحَضْل من قولهم: حَضَلَت النخلةُ وحَظَلَتْ، إذا فَسَدَ أصولُ سَعَفها، فإذا أرادوا إصلاحها أشعلوا النار فيها ليحترق ما فسد من سعَفها وليفها، ثم يجود بعد ذلك.

والضَّحل: الماء القليل يترقرق على وجه الأرض، والجمع ضُحول وضِحال وأضحال. وأتان الضَّحْل: صخرة تكون في بطن الوادي يجري حولها الماء، فهو أصلب لها. وهذا المعنى أراد امرؤ القيس بقوله:

ويخطو على صُم صِلاب كأنها

 

حجارةُ غَيْل وارِساتٌ بطُحْلبِ

قوله وارسات، أي كأنها قد صُبغت بوَرْس. والغَيْل: الماء الذي يجري في بطن الوادي بين الحجارة ة شبَّه حوافر الفرس بها لصلابتها وامليساسها. قال الشاعر:

عَيرانة كأتان الضَّحْل ناجيةٌ

 

إذا تَرَقَّصَ بالقُور العَساقيل

العَساقيل: أول ما يجري من السَّراب والقور: جمع قارَة، وهي أَكمَة فيها حجارة سود وطين أسود. وقال علقمة بن عَبَدَة:

هل يُلْحِقَنّي بأُولى القوم إذَا شَحَطوا

 

جُلذِيَّة، كأتان الضحْل عـلْـكـومُ

العُلْكوم: الصلبة.

 

ح-ض-م

الحَمْض: معروف، وهو ضرب من النبت، وهو ضد الخُلَّة. وتقول العرب: "الحَمْض خبز الإبل والخلّة فاكهتها". والإبل تستريح من الخلّة إلى الحَمْض، ولذلك قيل للرجل إذا جاء متهدِّداً متغضباً: "أنت مُخْتَلُّ فتحمَّضْ". قال:

جاءوا مُخِلّين فلاقَوا حَمْضا

طاغين لا يزجر بعضٌ بعضا

والمَحْمَض: الموضع الذي يُنبت الحَمْض. قال:

قريبة نَدْوَتُه من مَحْمَضِهْ

كأنما يَيْجَعُ عِرْقَي أَبْيَضِهْ

وملتقَى فائله وأُبُضِهْ

والمَحْمَض أيضاً: الموضع الذي ترعى فيه الإبلُ الحَمْضَ المُنَدَّى: الموضع الذي ترعى فيه الإبل ساعة بعد الشرب ثم يُعرض عليها الماء مرة أخرى. والحُمّاض: نبت له نَوْرٌ أحمر. قال رؤبة:

كثامِرِ الحُمّاض من هَفْتِ العَلَقْ

فشبَّه الدم بنَوْر الحُمّاض. قال الشاعر وأنشد أبو حاتم عن الأصمعي قال ولولا أن الأصمعي أنشدني إيّاه لم أستحسن أن أنشد:

ماذا يؤزقني والنومُ يُعـجـبـنـي

 

من صوتِ في رَعَثاتٍ ساكنٍ داري

كأن حُمّاضة في رأسـه نَـبَـتَـتْ

 

من آخر الصيف قد هَمَّتْ بإثمـارِ

يصف ديكاً الرَّعَثات: القِرَطة، شبَّه المتدلّيَ على خدّي الديك بالقِرَطة.

والحامض: ضِدُّ الحُلْو. وبنو حَمْضَة: بطن من العرب من بني كِنانة منهم بَلْعاءُ بن قيس. ويقال: فلان حامض الرئتين، إذا كان مُر النَّفْس. وبنو حمُيضة: بُطين من العرب.

والمَحْض: الخالص من كل شيء عربي محض، الذَّكر والأنثى فيه سواء، وكذلك الجمع أيضاً. واللبن المَحْض: الذي لم يخلطه شيء من الماء ولا يسمَّى اللبن مَحْضاً إلاّ إذا كان كذلك. ويقال: محضتُ الرجل وأمحضتُه، إذا سقيته اللبنَ المحض وأمحضتُه الودَّ لا غير. وامتحضتُ أنا، إذا شربت المحض. قال:

امتحَضا وسَقياني ضَيْحا

وقد كَفَيْت صاحبَيّ المَيْحا

ورجل ماحض، أي ذو مَحْض، كما قالوا تامِر ولابِن. وكل شيء أخلصته فقد أمحضته. قال الشاعر:

قل للغواني أما فِيكُن فـاتـكة

 

تعلو اللئيمَ بضرب فيه إمحاضُ

ومحضتُ الرجلَ الوُدَّ إمحاضاً، لا غير، إذا أخلصتَه له.

وتقول: مضحتُ عِرْضَ الرجل أمضَحه مَضْحاً، إذا عِبْته وطعنت فيه. قال:

تالله يا ذاتَ الشَّتيتِ الواضحِ

ما أنا إن مَضَحْتِنيَ بماضحِ

والمُضَيّح: موضع.

 

ح-ض-ن

الحِضْنانِ: ناحيتا الإنسان، والجمع أحضان. ونواحي كل شيء أحضانه. قال الشاعر:

شَكَكْتُ حِضْنيْه بمطرورةٍ

 

مثلِ قُدامَى النَّسر لم تَنْأدِ

لم تَنْاد: لم تتعوَّج. ومن ذلك قولهم: حضنتِ الدجاجةُ وغيرُها من الطير البيضَ تحضُنه حَضْناً، إذا كنفته بحِضْنَيها، والموضع: المَحْضَن. وامرأة حَضون: بَيِّنَةُ الحِضان، وكذلك الشاة، إذا كان أحد ثَدْييها أصغرَ من الآخر. وأحضنت الرجلَ عن كذا وكذا، إذا نَحّيته عنه واستبددت به دونه. وقالت الأنصار يومَ السَّقيفة: "أنُحْضِنُ عن هذا الأمر"، أي يسْتَبَدّ به دوننا. وفي وصية عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه: "لا تُحْضَنُ زينبُ عن هذه الوصية"، أي لا تخرج منها. وحَضَن: اسم جبل بنجد معروف. قال الشاعر:

حَلَتْ سُليمى بذات الجِزْع من عَدَنٍ

 

وحَل أهلكَ بطنَ الحِنْو من حَضَنِ

والحَضَن: العاج في بعض اللغات، وهي لغة مشهورة. قال الشاعر:

تبسّمتْ عن وَميض البرقِ كاشـرةً

 

وأبرزتْ عن هِجان اللون كالحَضَنِ

وقد جاء في الشعر الفصيح:

كأنها دُمْيَة بيضاءُ من حَضَنِ

والنحْض: اللحم رجل نَحِضٌ: كثير اللحم، ومنحوض ونحيض: قليلُه. قال امرؤ القيس:

يباري شَباةَ الرمح خَدٌّ مـذلَّـقٌ

 

كصَفْح السِّنان الصُّلَّبيِّ النحيضِ

أي الذي قد رُقِّق وأَرهف. ونحضتُ ما على العظم من اللحم وانتحضتُه، إذا اعترقتَه.

ونضحتُ الشيءَ بالماء، إذا رششته عليه. والنَّضْح والنَّضْخ متقاربان، وكأن النَّضْح أكثر من ذلك. قال الشاعر:

يَنْضِخ بالبول والغبارُ على

 

فخذيه نَضْحَ العبديَّة الجُلَلا

جمع جُلَّة، وقد رُوي يَنْضَح أيضاً. والنَّضيح: الحوض الصغير. قال:

يا رِيَّها حين بدا مَسيحي

وابتل ثوباي من النَّضيحِ

وصار ريحُ العُنْبُليّ ريحي

العُنْبُليّ: يعني الزِّنجي، المعنى: وصار ريحي كريح العُنْبُليّ. والنَّضْح: سَقْيُ البعير بالسّانية. والبعير الذي يُسقى عليه ناضِح، والجمع نَواضح، وهذا أحد ما جاء على فاعل والجمع على فَواعل. وفي حديث المغازي "نواضِحُ يَثْرِبَ تحمل الموت الناقعَ". قال أبو عُبيدة: حجَّ معاوية فلما قرب من المدينة تلقّته قريش على اثني عشرَ ميلاً وتلقّته الأنصار على ميلين فعاتبهم فشكَوا الأَثَرَة، فقال: فأين أنتم عن النواضح فقال له قيس بن سعد: تركناها لقومك عامَ قتلنا حَنْظَلَةَ. فقال معاوية: واحدةٌ بواحدة والبادىء أظلم. ويقال: نَضَحَ الرجلُ عن نفسه، إذا دفع عنها في حرب أو خصومة، وانتضح أيضاً. وجمع نَضيح أنضاح، وهو أحد ما جاء من وزن فَعيل على أفعال، وهي قليلة. قال الهذلي:

يجري بجَوَّته موجُ الفرات، كـأن

 

ضاح الخزاعيّ حازت رَنْقَه الريحُ

وقال قوم: بل أنضاح جمع نَضَح، وهو الماء المجتمع، والأول أعرَف.

وسحاب نضاح: كثير المطر. قال الشاعر:

منَطَّقٌ بسِجال الماء نضّاحُ

وكل ما انتضحت به من طيب أو غيره فهو نَضوح لك.

 

ح-ض-و

حَضَوْتُ النار أحضُوها حَضْواً، لمن خفَّف الهمزة، وقد قالوا: جضأتها أحضَؤها، إذا حرَّكت الجمرَ بعد ما يهمد. والمِحْضَأ: العود الذي تحرَّك به النار، لمن همز، ومن لم يهمز قال: مِحْضَى. والحَوْض: معروف، وأصل اشتقاقه من حُضْتُ الماء أحُوضه حَوْضاً، إذا جمعته. ومن هذا اشتقاق الحَيض، وليس هذا موضع تفسيره.

والضحو: لغة في الضحى، رأيته ضَحْوَ النهار وضُحَى النهار.

 

ح-ض-ه

أُهملت.

 

ح-ض-ي

الحَيْض: معروف.

والضَّيْح: مصدر ضِحْتُ اللبن ضيحاً، إذا مزجته بالماء. وقد أُميتَ ضِحْتُ فقالوا: ضيّحت اللبن تضييحاً، واللبن ضَيَاح ومُضيَّح وضَيح. قال الراجز:

لا تَسْقِه مَحْضاً ولا ضَيَاحا

إن لم تَجِدْه تَئقاً مِمْراحا

وهذا يُستقصى في المعتلّ إن شاء اللّه.

 

باب الحاء والطاء

مع ما بعدهما من الحروف

ح-ط-ظ

أُهملت وكذلك حالهما مع العين والغين.

 

ح-ط-ف

طَفَّحْتُ الإناءَ تطفيحاً وطَفَحْتُه طَفْحاً، إذا ملأته. والطُّفَاحة: ما علا القِدرَ إذا غلت. واطَّفَحْتُ القمرَ اطّفاحاً، إذا أخذت ذلك عن رأسها، وهي الطُّفَاحة.

والفَطَح من قولهم: فطحتُ العودَ فَطْحاً، إذا بريتَه ثم عرّضتَه. قال الشاعر:

مَفطوحةُ السِّيَتَيْنِ تُوبِعَ بَرْيُها

 

صفراءُ ذات أَسِرَّةٍ وسَفاسِقِ

ويُروى: طرائق. السَّفاسِق: الشيء الذي يبرق في الشيء المصقول، وكذلك الطرائق في السيف أيضاً سفاسقه. ودفع أبو حاتم قول الناس: رأس مفطَّح وأَفطح، وقال: إنما هو مُفَرْطَح بالراء. وأنشد:

خُلِقَتْ لهازمُـهُ عِـزِينَ ورأسُـه

 

كالقُرْصِ فُرْطِحَ من طحينِ شعيرِ

ورجل أفْطَحُ: عريض الوجه والأنف. ونصل أَفطَحُ: عريض.

 

ح-ط-ق

الحَقْط، زعموا: خِفَّة الجسم وكثرة الحركة، وقد قيل للمرأة الخفيفة الجسم النَّزِقَة: حَقْطَة. فأما الحِنْقِط فضرب من الطير، وزعموا أنه الدُّرّاج، ولا أَحُقُه. وقد سمّت العرب حِنْقِطاً، وهو اسم امرأة. قال الشاعر:

هل سَرّ حِنْقِطَ أن القومَ سالَمهم

 

أبو شُريح ولم يوجد له خَلَفُ

أبو شُريح: يزيد بن القُحاديَّة، منسوب إلى بني قُحادة، وهو أحد فرسان العرب من بني تميم. والحَيْقُطان، بفتح القاف وضمّها، والضمّ أعلى: الدُّرّاج.

والقَحْط: ضِدُّ الخَصْب، قَحَطَتِ الأرضُ وقَحِطَت قَحْطاً وقَحَطاً وأقحطها الله إقحاطاً. وقَحْطان: اسم أبي اليمن، وقد نسبوا إليه فقالوا: قَحْطاني، وأقْحاطيّ على غير القياس. وضرب قَحيط، أي شديد. والقَحْط: ضرب من النبت، وليس بثَبْت.

 

ح-ط-ك

أُهملت.

 

ح-ط-ل

الحَلْط من قولهم: أحلطَ الرجلُ في الأمر، إذا جدّ فيه، يحْلِط إحلاطاً، واحتلط احتلاطاً، إذا جدّ فيه بسرعة. وأحلطَ الرجلُ إحلاطاً، إذا أخذ قضيبَ البعير فجعله في حَياء الناقة.

والطَّحَل: لون كلون الطِّحال. يقال: كساء أَطْحَلُ، وكذلك كل شيء على لون الطِّحال فهو أَطْحَلُ. قال الشاعر:

ونَبْلي وفُقـاهـا ك

 

عراقيبِ قَطاً طُحْلِ

فُقاها: جمع فُوق، وقلبَه هذا الشاعر. وأَطْحَلُ: اسم جبل معروف يقال له: ثورُ أطْحَلَ. وماء طَحِل: كثير الطُّحْلُب.

والطَّلْح: نبت معروف له شوك، الواحدة طَلْحَة، وهو من شجر العِضاه.

والطّلْح: القُراد. وقال قوم: هو العظيم منها. وبعير طَلِح وطليح، إذا أعيا.

وطَلَحَ البعيرُ طَلْحاً وأطلحتُه أنا إطلاحاً. والطالح: ضِدُّ الصالح. وإبل طلَّح وطلائح وأطلاح، إذا أعْيَتْ. وإبل طَلْحَى وطَلاحى، إذا اشتكت بطونَها عن أكل الطَّلْح. وذو طُلوح: موضع. قال جرير:

متى كان الخِيامُ بذي طُلوحٍ

 

سُقِيتِ الغيثَ أيّتُها الخِـيامُ

وطَلَح: موضع في بلاد بني يربوع. قال الشاعر:

كم رأينا من أُناس هَلَكوا

 

ورأينا المرءَ عَمْراً بطَلَحْ

وذو طَلَح: موضع. ومطلَّح: موضع. فأما الطَّلْح في التنزيل فقال بعض المفسِّرين إنه الموز، واللّه أعلم. والطُّلاّح: نبت، زعموا. وقد سمَّت العرب طَلْحَة وطُليحة.

واللَّطْح: الضَّرْب بباطن الكفّ، لطحتُه بيدي لَطْحاً، إذا ضربته بها. وفي الحديث: كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يَلْطَحُ أفخاذ أُغَيْلِمَةِ بني عبد المطَّلب.

ح-ط-م

حَطَمْتُ الشيءَ أحطِمه حَطْماً، إذا كسرته. وقد قُرىء: "لا يَحْطِمَنَّكم سليمانُ وجُنودُه". قال: وكان أبو عمرو ابن العلاء يعجب ممن قرأ: "لا يُحَطِّمَنَّكم" ويقول: إنما التحطيم للشيء اليابس نحو الزُّجاج وما أشبهه.

وكل شيء حَطَمْتَه فكُسارته حُطام، وكذلك اليبيس من النبت. قال الله جلّ ذكره: "ثمّ يَهِيجُ فتراه مُصْفرُّا ثم يكونُ حُطاماً". والحَطيم: موضع بمكَّة كانوا يحلفون فيه في الجاهلية فيُحْطَمُ الكاذب. قال الشاعر:

بموقفِ بينَ زَمْزَم والحَطيمِ

وسُمِّيت جَهَنَّمُ حُطَمَة، وهي فُعَلَة من الحَطْم والحُطَم: رجل مِن ولَدِ النّعمان كان أهل البحرين ملّكوه في الرِّدّة فقتله أصحاب أبي بكر الصّدِّيق رضي الله عنه. وقال قوم: والحُطَم: رجل من عبد القيس تُنسب إليه الدروع الحُطَميّة عرفه ابن الكلبي، وقال الأصمعي: لا أدري إلى ما نُسِبَتْ. فأما الملك الذي سُمِّي الحُطَم فهو المنذر بن النعمان ابن المنذر، وكان يلقَّب الغَرور، فلما هُزم قال: أنا المغرور فقُتل يومئذ، ولا يعَدّ في ملوك الحيرة. وبنو حطَمَة: بطن من العرب. وبنو حُطامة: بطن من العرب أيضاً وقال أبو بكر: هذا غلط إنما هم بنو خُطامة، معجمة من فوق، وهم قوم من طيّىء. والحَطْمَة: السنة المُجدبة.

والحَمْط من قولهم: حمطتُ الشيءَ أحمِطه حَمْطاً، إذا قشرته وهذا فعل قد أُميت. والحَماط: ضرب من الشجر، الواحدة حَماطة، تقول العرب إن الحَيّات تألفه. قال الشاعر:

فلما أتَتْة أَنْشَبَتْ في خِشاشـه

 

زِماماً كثُعبان الحَماطة أَزْتَما

وحَماطة القلب: دم القلب، وهو خالصه وصميمه. قال الشاعر:

ليت الغُرابَ رمى حَماطة قلبه

 

عمروٌ بأسُهمه التي لم تُلْغَـبِ

يقال: سهم لَغْب، إذا كان ضعيفاً. وحَماطان: موضع. وأنشد:

يا دارَ سَلْمى بحَماطانَ آسْلَمي

والحُمْطُوط والحِمْطاط: دُويْبَّة تكون في العشب منقوشة بألوان شتى. قال الشاعر:

إني كَساني أبو قابوسَ مُرْفَـلَةً

 

كأنها ظَرف أطلاءِ الحَماطيطِ

مُرفلة: حُلّة سابغة.

ويقال: هذه طَحمَة الليل لأوَله ومعظمه، وكذلك طحْمَة الجيش، وطحْمَة السيل للدُّفعة العظيمة منه. والطَّحْمَة: ضرب من النبت، وقد قالوا الطَّحْماء أيضاً. قال أبو بكر: أحسبه مقصوراً وقّد مدّه قوم. ورجل طُحَمَة: شديد العراك. وطَمَحَ الرجل بعينه يطمَح طَمْحاً، إذا شخصَ بها متكبِّراً. وطَمَحَ الفرسُ طِماحاً وطُموحاً، إذا شخص بعينه وركب رأسه في عَدْوِه، فهو طامح وطَموح، وهو عيب. وقد سمّت العرب طَمّاحاً وطَمَحان. وبنو الطُّمَح وبنو الطمّاح: بُطين من بني أسد. وكلّ مُفرِط في تكبّر فهو طامح بَين الطَّماح.

والمَحْط: شبيه بالمَخْط. يقال: امتحط سيفَه وامتخطه، إذا سلَّه من جفنه، وكذلك أقبل فلان إلى الرمح مركوزاً فامتحطه، إذا انتزعه.

والمَطْح: الضرب باليد. وربما كني به عن النِّكاح فقالوا: مَطَحَ الرجل المرأةَ.

 

ح-ط-ن

الحَنْط أُميت فعله، ومنه قولهم: رِمْثٌ حانط، إذا أثمر، وكذلك العُلَّف وما أشبهه من الشجر. ولا يقولون: حَنَطَ الرمث، إنما، يقولون أحنطَ، ثم يقولون حانط، تركوا القياس. ومنه اشتقاق الحَنوط لأن الرِّمث إذا أحنط كان لونُه أبيضَ يضرب إلى الصُّفرة له رائحة طيّبة. والحِنطة: البرّ، عربي معروف.

والطَّحْن: مصدر طحنت الشيءَ أطحنه طَحناً. والطِّحْن: الشيء المطحون نحو الدَّقيق وغيره. والطُّحَن: دُوَيْبَّة تدور في التراب حتى تغيب فيه وتُخرج رأسها. قال:

كأنما أنْفُكَ يا يحيى طُحَنْ

إذا تَدَحَّى في التراب واندفَنْ

ويروى: واكتمَنْ. وطحَّنت الأفعى، إذا تغيَّبت وأخرجت رأسها. والطَّحين والمطحون واحد. قال الشاعر:

فنعم المُرتجَـى رَكـدَت إلـيه

 

رحَى حَيزومِها كرَحَى الطّحينِ

والطواحن من الأضراس: التي تسمَّى الأرحاء من الإنسان وغيره. وحرب طَحون: تطحن كل ما استولت عليه.

ويقال: طَنِحَتِ الإبل وطَنِخَتْ، إذا بَشِمَتْ، فهي طَوانح وطَوانخ. وأخبرني عبد الرحمن عن عمه الأصمعي قال: يقال: طَنِحَتِ الإبلُ إذا سَمِنَتْ، وطنِختْ إذا بَشِمَتْ.

والنَّحْط والنحاط: تردُّد البكاء في الصدر من غير أن يظهر، نحو بكاء الصبيّ إذا شَرِقَ. قال الشاعر:

من المُرْبَعِين ومن آزلٍ

 

إذا جَنَه الليل كالنّاحطِ

ويُسَبُّ الرجل، إذا تكلّم أو سعل فيقال له: نَحْطَة، وهو النُّحاط والنَحيط.

والنطح: معروف، نطح الرجل فهو منطوح ونَطيح ومنطوح. ومرّت بفلان نَواطحُ من الدهر، أي شدائد. ورجل نَطيح: مشؤوم. والناطح: الذي يلقاك من الظِّباء والطير، وهو الجابه أيضاً، يُتشاءم به. وفرس نَطيح، إذا مالت غَرَّته حتى تصير تحت إحدى أذنيه، وهو يُتشاءم به. والنَّطْح: منزل من منازل القمر، وهو الشَّرَط، يُتشاءم به.

 

ح-ط-و

الحَوْط: مصدر حُطْتُ الرجل أحوطه حَوْطاً، إذا حفِظته. وقد سمَّت العرب حَوْطاً وحُويطاً. وحَوْط الحَظائر: رجل من النَّمِر بن قاسط كانت له منزلة من المنذر بن المنذر، وله حديث.

والوَطْح: فعل مُمات، وهو الدفع باليدين في عنف يقال: وطَحه يطِحه وَطْحاً. والوَطيح والسُّلالم: حِصنان بخَيبر.

 

ح-ط-ه

لم يجىء فيه إلا ما جاء في التنزيل من قوله جل وعزّ: "وقولوا حِطَّةٌ". ولا أُقْدِم على تفسيره.

 

ح-ط-ي

طاح الشيء يطيح طَيْحاً، إذا ذهب وتَلِفَ. وهذا باب مستقصى الشّرح في المعتل إن شاء الله تعالى.

 

باب الحاء والظاء

مع ما بعدهما من الحروف

ح-ظ-ع

أُهملت وكذلك حالهما مع الغين.

 

ح-ظ-ف

حَفِظْتُ الشيءَ أحفَظه حِفْظاً. وحافظتُ على الرجل محافظةً وحِفاظاً، إذا حفظتَه في مَغيبه. وأحفظني الشيءُ إحفاظاً، إذا أغضبني. والحَفيظة: الحَمِيَّة. ومثل من أمثالهم: "إن الحفائظَ تَنْقُضُ الأحقادَ" وتفسير هذا أنه إذا كان بينك وبين ابن عمّك عداوة وعليه في قلبك حقد ثم رأيته يُظلم حَمِيتَ له ونسيتَ ما في قلبك ونَصَرْتَه. والحِفْظَة نحوُ الحفيظة. قال العجّاج:

وحِفْظَةٍ أكَنَّها ضميري

مع الجلا ولائح القتيرِ

ح-ظ-ق

أُهملت وكذلك حالهما مع الكاف.

 

ح-ظ-ل

الحَظْل: غيرة الرجل على المرأة ومنعُه لها من التصرّف والحركة. قال الشاعر:

فما يُعْدِمْكَ لا يُعْدِمْك منه

 

طَبانيةٌ فيَحْظُلُ أو يغارُ

الطَّبانية: الفِطنة، ويُروى أيضاً: طبانَتُه. والحَظْل: المَنع. وإن يكن للحَنْظَل اشتقاق معروف فمن هذا، والنون زائدة.

ولحاظ العين: ما يلي الصُّدْغَ من كل عين. واللَّحْظ: النظر، لَحَظَه يلحَظه لَحْظاً ولاحظه يلاحظه ملاحظةً ولحاظاً، إذا نظر إليه بمُؤْخِر عينه، واللِّحاظ المصدر. واللِّحاظ: مُؤْخِر العين. قال:

ونارَ حربِ تُسْعِرُ الشُّواظا

تُنْضِجُ بعَد الخُطُم اللِّحاظا

والجِدُّ يحدو قَدَراً مِلْظاظا

ح-ظ-م

أُهملت وكذلك حالهما مع النون والواو والهاء والياء، إلاّ في قولهم: حَظِيَ يَحْظَى. وهذا الباب نأتي عليه في المعتلّ إن شاء الله.

 

باب الحاء والعين

مع ما بعدهما من الحروف

أُهملتا مع سائر الحروف.

 

باب الحاء والغين

أُهملتا مع سائر الحروف.

 

باب الحاء والفاء

مع ما بعدهما من الحروف

ح-ف-ق

الحِقْف: الكثيب من الرمل إذا اعوجّ وتقوّس، والجمع أحقاف وحُقوف. وفي الحديث: "مرَّ بظبي حاقص فرماه"، وله تفسيران: إما أن يكون حاقف أي في أصل حِقْفٍ من الرمل، أو يكون حاقف قد انطوى وتعطّف. قال الراجز:

ناج طَواه الأيْنُ ممّا شَسَفا

طيَّ الليالي زُلَفاَ فزُلَـفـا

سَماوةَ الهلال حتّى احقَوْقَفا

سَماوة كل شيء: شخصه الشَّسَف: الهُزال والضُّمور، ويُروى: وجَفا. قال أبو بكر: وقد رَوَوْا: طَيُّ الليالي، والنصب أعلى. وكل شيء اعوجّ فقد احقوقف.

والقَحْف: جَرْفك ما في الإناء من ثريد وغيره، قحفت ما في الإناء أقحَفه قَحْفاً. والقُحافة: ما استخرجته مما تقحَفه، وكل ما اقتحفتَ من شيء فهو قُحافة لك. وبنو قحافة: بطن من العرب، وقال أيضاً: بطن من خَثْعَم.

وقُحيف العامري: أحد شعراء العرب. وقِحْف الرأس: ما انضَمّ على أمّ الدماغ. وقال قوم من أهل اللغة: لا نسمّيه قِحْفاً حتى ينكسر أو يُقطع فيسقط عن الدماغ، والجمع الأقحاف والقِحَفَة والقُحوف. ويقال: اقتحفَ ما في الإناء، إذا شربه أجمع. ولما بلغ أمرأ القيس قتل أبيه وهو يشرب قال: "اليومَ خمر وغداً أمر، اليومَ قِحاف وغداً نِقاف".

والفُقّاح: فَغْوُ الشجر من أي شجرٍ كان، وهو الوَرد. والفُقّاحة والفَقْحَة: الراحة، لغة يمانية، وأحسبها سُمِّيت بذلك لانفتاحها. وكان بعض أهل اللغة يقول: الفَقْحَة: الدُّبُر الواسع، ثم كثر ذلك في كلامهم حتى سُمِّي كلُّ دُبُرٍ فَقْحَةً. وفَقَّح الجِرْوُ، إذا فتح عينه. قال الشاعر:

أقْبِحْ به من ولدٍ وأَشْقحِ

مثل جُرَيِّ الكلبِ لم يُفَقِّحِ

والقَفحٍ: لغة يمانية قفحتُ الشيء أقفَحه قَفْحاً، إذا سَفِفتَه كما يسَفّ الدواء.

ويقال: قَفَحَتْ نفسُه عن الشيء، إذا كرهتْه. وقد جاء في شعر الطرمّاح في القصيدة التي يمدح بها يزيد بن المهلَّب.

 

ح-ف-ك

كافحتُ الرجلَ مكافحةً وكِفاحاً وكفَحْتُه كَفْحاً، إذا واجهتَه ولقيتَه. وكل شيء واجهته فقد كافحته. وفي الحديث "إني لأكْفَحُها وأنا صائم"، أي أقبّلها، يعني امرأته. وأخبرني الرياشي عن ابن أبي رجاء عن الواقدي قال: لمّا خدَّ خالد ابن الوليد رضي الله عنه الأُخدودَ يومَ بُطاح لبني تميم وأوقد عليه ناراً ليُحرقهم جيىء بامرأة من بني تميم، فلما أشرفت على الأخدود نَكَصَتْ ثم قالت:

يا موتُ عِمْ صَباحا

إذ لم أجِدْ رَواحا

كافَحْتُه كِفاحا

ثم ألقث نفسها في النار. والكَفْح والكَثْح متقاربان في المعنى كفحتُ الشيء وكثحتُه، إذا كشفت عنه غطاءه.

 

ح-ف-ل

الحَفْل: الجمع الكثير. ويقال: احتفل القّوم احتفالاً، إذا اجتمعوا.

وحفَّلتُ اللبنَ في خِلْف الناقة أو ضرْع الشاة أُحفِّله تحفيلاً، إذا تركتها أياماً لا تحلبها. وهذا أمر لا أحْفِل به ولا أحْفِلُه، أي لا أُباليه. والحُفالة: مثل الحُثالة، وهو حُطام التبن وربما قيل لعَكَر الدُّهن أو الطيب: الحُفالة والحُثالة أيضاً. ورجلاً ذو حَفْلَة، إذا كان مبالغاً فيما أخذ فيه من الأمور.

واحتفل لنا فلان، إذا أحسن القيامَ بأمورهم. وجاءوا في جمع حَفْل، أي كثير. والمَحْفِل: الجمع من الناس، ويُجمع مَحافل. وجاء بنو فلان بحَفيلهم، أي بأجمعهم. واحتفل الوادي بالسيل، إذا امتلأ. وحَفائل: موضع.

والحَلْف من قولهم: حلفتُ له أحلِف حَلْفاً وحَلِفاً. وتحالف القومُ محالفةً، إذا تحالفوا على النُّصرة، وأنا حليف لهم، والجمع حُلَفاء. والحَلْفاء: هذا النّبت، الواحدة حَلْفَة. وقال آخرون: حَلَفَة، مثل طَرْفاء وطَرَفَة. ورجل حَلاّف: كثير الأيْمان. ورجل حَليف اللّسان، إذا كان حديدَ اللسان فصيحاً.

وسِنان حَليف: محدَد. وعليّ حَلْفَةّ ألا أفعلَ كذا وكذا، أي يمين. وقد سمت العرب حُليفاً وحَليفاً. والحليفان: أسد وغَطفان، اسم لازم لهاتين القبيلتين. قال زهير:

إذا حَلَّ أحياءُ الحليفين حوله

 

بذي لَجَبٍ لَجّاتُه وَصواهِلُهْ

لَجّاته: جمع لَجَّة، وهو اختلاط الأصوات واللَّجَب: اختلاط الأصوات أيضاً.

والفَحْل من الإبل وغيره: الذَّكَر المستفحل. واستفحل الأمر، إذا غَلُظَ.

وفُحّال النخل: الذَّكَر منها، ولا يقال: فَحْل، والجمع فَحاحيل. وجمع فَحل فُحول وفُحولة. وفحول الرِّجال: ذوو النجدة منهم. قال الشاعر:

ونحن بنو الشيخ الذي ساق بَوْلُهُ

 

بكل بلادٍ لا يبول بها فَـحْـلُ

وفَحِل: موضع بالشام.

والفَحْلاء: موضع، زعموا. ويقال: فحل فَحيل، بذا كان نجيباً كريماً. قال الشاعر:

كانت نَجائبَ منذرٍ ومحرِّقٍ

 

أُمّاتُهُنّ وطرْقُهن فَحِـيلا

أي الذي طرق أمّهاتهن كان فحلاً مُنْجِباً والطرْق: الفحل. والعرب تسمّي سُهيلاً الفحل، تشبِّهه بفحل الإبل لاعتزاله عن النجوم وعِظَمِه، لأن الفحل يعتزل الشوْل إذا قرعها فيكون منها حَجْرَة.

والفَلَح والفَلاح: البقاء. قال الراجز:

لو كان حي مُدْرِكَ الفلاحِ

أدْرَكهُ مُلاعبُ الرَّمـاحِ

وقال الآخر:

ولئن كنّا كقوم هلكـوا

 

ما لِحَيَّ يا لَقَوْمٍ مِن فلَحْ

وقال عَبيد بن الأبرص:

أفْلِحْ بما شئتَ فقد يُبْلَغُ بالضَّ

 

عف وقـد يُخْـدَعُ الأريبُ

المعنى: عِشْ بما شئتَ من عقل أو حُمق فقد يُرزق الأحمق ويُحرم العاقل. ويقال: أفلحَ وأنجحَ، إذا أدرك مطلويه. وعنه "حيَّ على الفَلاح".

وفلحتُ الشي أفلَحه فَلْحاً، إذا شققته أو قطعته. والمثل: السّائر: "الحديدُ بالحديد يُفلح". قال:

لقد علمتَ يا آبن أُمّ صَحْصَحْ

أنّا إذا صِيح بنا لم نَبْرَحْ

حتى ترى جَماجِماً تَطَوَّحْ

إن الحديدَ بالحديد يُفْلَحْ

وسُمِّي الأكّار فَلاّحاً لأنه يشقّ الأرض. وجعله ابنُ أحمرَ المُكاريَّ فقال:

لها رَطْلٌ تكيلُ الزيتَ فيه

 

وفَلاّحٌ يسوق لها حمارا

وُيروى: يسوق بها. والرجل الأَفْلح: الذي في شفته السفلى شَقٌّ، فإذا كان في العليا فهو أَعْلَم. وكان عنترة العبسي يلقب الفَلْحاء لأنه كان في شفته شقّ. قال أبو بكر: هكذا جاء لقبه بلفظ التأنيث. وقد سمّت العرب أفْلَح وفُليحاً ومُفْلِحاً. وصناعة الفلاّح الفِلاحة.

والتحفت بالثوب التحافاً، ولَحَفْتُ به غيري. قال طرفة:

ثم راحوا عبَق المِسْكِ بـهـم

 

يَلْحَفون الأرضَ هُدّابَ الأُزُرْ

وكل ثوب التحفتَ به فهو ملْحَف ومنه اشتقاق اللِّحاف. وألحفَ السائلُ يُلحف إِلحافاً، إذا ألحّ وأبرم في المسألة.

واللَّفح من قولهم: لفحته النارُ تلفَحه لَفْحاً ولَفَحاناً، إذا أصابه حرها، وكذلك كل شيء أصابك حرُّه فقد لفحك لَفْحاً ولفَحاناً. ولفحتُ فلاناً بالسيف ونفحتُه به، إذا ضربته به ضربة خفيفة. والسَّموم تلفح الوجه لَفْحاً، إذا غيَّرته. وهذا الثمر الذي يسمَّى اللُّفاح لا أدري ما صحّته إلا أن لفظه عربي.

 

??ح-ف-م

الفَحَم: معروف ولا يقال فَحْم بإسكان الحاء. قال:

إن تميماً معشرٌ ذوو كَرَمْ

قد قاتلوا لو يَنْفُخون في فَحَمْ

وصبروا لو صبروا على أُمَمْ

وقال النابغة:

مُوَلِّيَ الرِّيح رَوْقَيه وجبهتَه

 

كالهبْرِقيّ تَنَحَّى يَنْفُخُ الفَحَما

الهِبْرِقيّ: الحدّاد أو الصَّيقل. وفَحَمَ الكبشُ، إذا صاح، فهو فاحم وفَحِم.

وفُحِمَ الصبي، إذا بكى حتى يَبَحَّ، وبه فُحَامٌ، وهو مفحوم. ورجل مُفْحَمٌ، إذا كان عَيِيّاً. والمُفْحَم: الذي لا يقول الشِّعر. وشَعَر فاحم، إذا كان شديدَ السواد وفحيم أيضاً. وأفحمتُ الرجلَ إفحاماً، إذا حاحَجْتَه فخَصَمْتَه.

 

ح-ف-ن

حفنتُ الشيءَ بيدي حَفْناً، إذا جرفته بكلتا يديك أو بإحداهما، ولا يكون إلاّ من الشيء اليابس نحو الدقيق وما أشبهه، وما ملأ الكفّين من ذلك فهو حَفْنَة. وبنو حُفَيْن: بطن من العرب. والحَفّان: صغار النَّعام، الواحدة حَفّانة، ثم كثر ذلك حتى استعمل في صغار كل جنس.

والحَنَف: انقلاب القدم حتى يصير ظهرُها بطنَها. وحَنِفَ الرجلُ يحنَف حَنَفاً فهو أَحنَفُ والمرأة حنفاءُ. وقال الأصمعي: الحَنَف في القدمين أن تميل كل واحدة منهما بإبهامها على صاحبتها. وقد سمَّت العرب حَنيفاً.

وحُنَيْف الحَناتم: أحد أدلاّء العرب في الجاهلية، وهو من بكر بن وائل، تزعم العرب أنه خرج يريد وَبارِ ليَدُلَّ عليها فسفعته الجنُّ فعمي، فكان يشمّ ترابَ الأرض فيستدلّ به. والحَنيف: العادل عن دين إلى دين، وبه سُمِّيت الحنيفية لأنها مالت عن اليهودية والنصرانية. قال الهذلي:

كأنّ تَوالِـيَه فـي الـمَـلا

 

نَصارى يُساقون لاقَوا حَنيفا

قال أبو حاتم: قلت للأصمعي: من أين عُرف في الجاهلية الحنيف قال: لأنه كل من عدل عن دين النصارى فهو حنيف عندهم. وقال مرة أخرى: كلّ من حجَّ البيتَ فهو حنيف. قال ثابت قُطْنَة عن أبيه: حدّثني شيخان منّا قالا: كُنّا فى الجاهلية بعُمان إذا أردنا الحجِّ قلنا: هَلُمّوا نَتَحَنَّفُ. وبنو حَنيفة: بطن من العرب، وإنما سُمِّي حَنيفة لأنه لقي جَذيمةَ، أبا حَيّ من عبد القيس، فضرب جَذيمةُ حَنيفةَ فحنف رجلَه، وضربه حنيفةُ فجذم يدَه، فسُمِّي هذا حنيفة وسُمِّي ذاك جَذيمة. وبنو حُنيف: بطن من العرب.

 

والنَّحافة: مصدر نحِف ينحَف نَحافة. ورجل نحيف بَيِّنُ النحافة من قوم نِحاف، مثل سمين من قوم سِمان. وقد قالوا: نحُف ينحُف فهو نحيف، كما قالوا: كرُم يكرُم. والنَّحيف: القَضيف القليل اللحم خِلْقَةً لا هُزالاً.

والنَّفح: نَفَحَ الطِّيب نفح ينفَح نَفْحاً ونَفَحاناً، إذا شمِمت رائحته. وشمِمت نفحة الطِّيب ونَفاحة الطيب ونَفَحان الطِّيب. قال الشاعر:

المُخْرِجُ الكاعبَ الحسناءَ مذعـنةً

 

في السّبي يَنْفَحُ من أردانها الطِّيبُ

والإنْفَحَة، وقالوا إنْفِحَة، وقد ثقَّل قومٌ الحاءَ فقالوا إنْفَحَّة، زعموا، وهي كَرِش الحَمَل والجدي قبل أن يستكرش. وقد جُمعت إنْفَحَة أنافح. قال الشاعر:

وإنا لَمن قوم على أن ذَمَمْتِهم

 

إذا أولموا لم يولِموا بالأنافحِ

وقد جاء تخفيف إنْفَحَة في الشعر الفصيح:

كم قد أكلتُ كَبِداً وإنْفَحَهْ

ثم ادَخرتُ ألْيَةً مشرَّحَهْ

وأنشدنا عبد الرحمن عن عمه:

كم قد تمشَّشتَ من قَصٍّ وإنْفَحَةٍ

 

جاءت إليك بذاك الأضؤنُ السُّودُ

وشاة نَفوح، إذا مشت انتضح اللبنُ من ضَرعها. ونفحتُ فلاناً بالسيف نحو لفحته، إذا ضربته به ضربة ونفحتِ الريحُ، إذا تحركت أوائلها.

ونفحتُ عن فلان ونافحت عنه، إذا خاصمت عنه. وكذلك نافحتُ عن نفسي، مثل ناضلت عنها سواء. قال الشاعر:

وكم مَشْهَدٍ نافحتُ عنك خصومَه

 

وكلُّهُمُ عَضْبُ اللسان مُنـافِـحُ

وطعنة نفّاحة: تنفح بالدّم.

وفنَح الفرسُ من الماء، إذا شرب دون الرِّي. قال:

والأخذ بالغَبوق والصَّبوحِ

مبرِّداً لمِقْأبٍ فَنُوحِ

والمِقْأب: الكثير الشرب للماء واللبن.

 

??ح-ف-و

الحِفْوَة: بِرّ الرجل بالرجل. يقال: فلان حَفِيّ بفلان ظاهر الحِفْوَة. وحَفَوْتُ شاربي أحفوه حَفْواً، إذا استأصلت أخْذَ شعيره. ومنه الحديث: "أحْفُوا الشواربَ واعْفُوا اللِّحى".

ويقال: شَعَرٌ وَحْفٌ بيِّن الوُحوفة، إذا كان كثيرَ النبت. وواحف: موضع معروف. قال رؤبة:

عَفَتْ عوافيه وطال قِدمُهْ

بواحفٍ لم يَبْقَ إلاّ رِمَمُهْ

ووِحاف أيضاً: موضع. والوَحْفاء: موضع. والمَوْحِف: مَبْرَك الإبل، بركت الإبل في مَواحفها، أي في مَباركها. والحَوْف: جلد يُشَقّ ثم يُجعل كهيئة الإزار يلبسه الصبيان. والحَوْت: موضع، زعموا. والحَوْف في لغة مَهْرَة بن حَيْدان: الثوب.

 

?ح-ف-ه

سمعتُ فَحَّةَ الأفعى وفحيحَها، وقد مرّ في الثنائي.

 

ح-ف-ي

حاف يحيف حَيْفاً، إذا جار.

والفَيْح: مصدر فاح يفيح فَيْحاً وفَيَحاناً. وفي الحديث: "إنَّ الحُمَّى من فَيحْ جهنَّمَ". قال الشاعر:

وعارَضـهـا يومٌ كـأنّ أُوارَه

 

ذَكا النار من فِيح الفُروغ طويلُ

فِيح، ويُروى: فَيح. الفُروغ: جمع فَرْغ، وقال قوم: هو فَرْغ الدلو يعنون النَّجم قال أبو بكر: هذا غلط لأن الفَرْغ لا يطلع في الحرّ الشديد، وإنما أراد بالفُروغ حيث تنفرغ الريح، أي كأنها تنصبّ، شبَّهها بانصباب الدَّلو. ومن روى بالعين غير معجمة أراد أعاليَ الحرّ.

 

باب الحاء والقاف

مع ما بعدهما من الحروف

ح-ق-ك

أُهملت.

 

ح-ق-ل

الحَقْل: القَراح الطيِّب التراب. ومن أمثالهم: " لا تُنبت البقلة إلا الحقّلةَ". وفي الحديث نُهي عن المحاقلة، وهو أن يُشترى الزرع غَضُّا قبل أن يستبين صلاحُه. وحَقيل: موضع. قال الشاعر:

وأَفضْنَ بعد كُظومهنّ بـجِـرَّةٍ

 

من ذي الأبارق إذ رَعَيْنَ حَقيلا

وُيروى. ذي الأباطل. والحَقيل: ضرب من النبت لا أعرف صحّته. وقال مرة أخرى: إمّا من الخُلَة وإمّا من الحَمْض. وحَقِلَ الفرسُ حَقَلاً، إذا أصابه وجع في بطنه من أكل التراب، وهي الحَقْلَهّ والحُقال. وحَوْقَلَ الشيخُ، إذا اعتمد بيديه على خصريه في مشيه، وهي الحوقلة، الواو زائدة. وأحسب أن حِقالاً موضع.

والحَلْقَةُ حلقة القوم وحلقة الحديد وغير ذلك من الصُّفر، بتسكين اللام لا غير، والجمع حَالَق. قال الهذلي:

رجالُ حروب يَسْعَرون وحَـلْـقَةٌ

 

من الدار لا تمضي عليها الحضائرُ

الحضائر: جمع حضيرة، والحضيرة: ستة نفر أو سبعة يُغزى بهم. وفي الحديث أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: "إن يأجوج ومأجوج فتحوا من السدّ قَدْرَ حَلقَةٍ"، وعطف سبّابته على إبهامه. واختلف أهل اللغة فى الحَلْقَة التي يُعنى بها السّلاح لِما جد في الحديث أن خالد بن الوليد صالحَ بني حنيفة على الصفراء والبيضاء والحلَقة، هكذا يقول أصحاب الحديث وقال أهل اللغة: لا يقال إلا حلْقة، بتسكين اللام، إلا أن تريد جمع حالِق وحَلَقَة، كما تقول فاعِل وفعلهّ. فأما قول الشاعر:

أُقسِمُ بالله نُسْلمُ الحَلَـقـهْ

 

ولا حُرَيْقاً وأختَه حُرقَهْ

حتى يَخِرَّ الكَمِيُّ منجـدلاً

 

ويَقْرَعَ النَّبْلُ طُرَّة الحَدَقَهْ

فإنما ذلك اضطرار لمّا احتاج إلى تحريكه، كما قال: "لمّاع الخَفَقْ"، وكقوله: "لم يُنظر به الحَشَكُ"، وإنما هو الخَفْق والحَشْك، بالسكون.

والحِلْق: الخاتم، بكسر الحاء. قال الشاعر:

ففاز بحِلْقِ المنذر بن محرِّقٍ

 

فتًى منهمُ رِخْوُ النِّجاد كريمُ

وحلَّق الطائر في الهواء تحليقاً، إذا ارتفع وهوى من حالِق، أي من عُلوٍ إِلى سُفْل. قال الشاعر:

فخَر من وَجْأته مَيِّتـاً

 

كأنّما دُهْدِهَ من حالِقِ

وحلَّق ضَرْعُ الناقة، إذا ارتفع لبنُها، فهو حالق. وحَلِقَ غُرمولُ الفرس والحمار، إذا كان فيه بياض شبيه بالبَرَص. ويقال للسنة المُجْدِبة حَلاقِ، معدول نحو حَذامِ. والمنيّة أيضاً تسمّى حَلاقِ، معدول. قال الشاعر:

لَهْفَ نفسي على أناس تَولَّوا

 

وفتُوٍّ سُقوا بكأس حَـلاقِ

والحَلْق، حَلْق الإنسان وغيره: معروف. والحَلْق أيضاً: مصدر حلقتُ الشيءَ أحلِقه حَلْقاً، نحو الشَّعر وما أشبهه. وجاء فلان بالحِلْق، إذا جاء بالمال الكثير. ورُطَبَة حُلْقانةٌ، إذا أرطبت من حَلْقها. ورأس حليق في معنى محلوق، فأمّا قول الشاعر:

وخيل قد دَلَفْتُ لها بخيلٍ

 

كأن زُهاءَها رأسٍ حَليقُ

فإنما يعني جبلاً، وحَليق: لا شجر فيه. والمُحَلَّق: رجل معروف، وهو الذي مدحه الأعشى. والحَلْقَة: وَسْم نعَم لبني زرارة. وحُلاقة كل شيء: ما سقط منه. والحَوْلَق: وجع يصيب الإنسان في حلقه، وليس بثبْت. والقَحْل: مصدر قحِل الشيءُ قَحْلاً، إذا يبس. وقَحِلَ الشيخُ قَحَلاً، إذا يبس جلدُه على عظمه، فهو قاحل. ورجل قَحْل وانْقَحْل وامرأة قَحْلَة وإنْقَحْلةٌ، إذا كانا مسنَّين. قال:

لمّا رأتني خَلَقاً إنقَحْلا

وأديم قاحل: يابس. والقُحال: داء يصيب الغنم فتجفّ جلودُها حتى تموت. والقَلَح: ضفرة الأسنان من ترك السِّواك. قَلِحَ الرجل يقلَح قَلَحاً، فالرجل أقلح والمرأة قلحاء. قال الأعشى:

قد بنى اللُؤمُ عليهم بيتـه

 

وفشا فيهم مع اللؤم القَلَحْ

وجمع أقلح قُلْح وقُلحان. وجاء في الحديث: "لِم تدخلون عليَّ قلْحاً".

ولَحِقْتُ الشيءَ ألحَقه لَحْقاً ولَحاقاً وألحقته إلحاقاً. وقيل: إن عذابك بالكفّار مُلْحِقٌ، ومُلْحقٌ، جميعاً. وقد سمّت العرب لاحقاً. وقال قوم من أهل اللغة: لحقتُ القومَ، إذا أدركتهم، وألحقتهم إذا تقدمتهم وليس بثَبْت. ورجل مُلْحَق بقوم، إذا كان ملصَقاً بهم.

ولَقِحَتِ الناقة تَلْقَح لَقَحاً ولَقاحاً، إذا حملت فهي لاقح ولَقوح، وألقحها الفحلُ إلقاحاً فهي فلْقِح والجمع ملاقِح، والناقة لاقح ولَقوح. واللِّقحة، بكسر اللام: الناقة التي لها لبن، والجمع لِقاح ولِقَح. قال الشاعر:

لا يَشِحّون على المـال ومـا

 

عُوَّدوا في الحَيّ تَصْرارَ اللِّقَحْ

وألقحتِ السحابَ الريحُ إلقاحاً، إذا جمعته وألقته ومَرتْ ماءه، وتركوا القياس في هذا الباب فقالوا: رياح لواقح، ولم يقولوا مَلاقح، وهو الأصل، كما قالوا: أعَقَّتِ الفرسُ فهي عَقوق، ولم يقولوا: مُعِقّ. وألقح فلان بين بني فلان شرُّا إذا سدّاه بينهم. وفي الحديث: "المَلاقيح والمضامين"، فالملايح من الإبل: التي في بطونها أولادُها وهي الملاقيح، والمضامين في أصلاب الفحول، ولم يتكلموا لها بواحد. قال أبو بكر: الملاقيح أن يُشترى ما في بطن الناقة، والمضامين أن يُشترى ما في صلب الفحل.

ولَقَّحْتُ النخلَ تلقيحاً، إذا أبَّرْته. وطَلْعُ اللِّقاح يسمى اللَّقاح. وقولهم: لَقِحَتْ الحربُ، فهذا مثل. وقوم لَقاح: لا يدينون للملوك.

 

ح-ق-م

الحَقْم: ضرب من الطير يشبه الحمام، ويقال: بل الحمام بعينه، وهي لغة يمانية صحيحة. وقال رجل من الأزد:

وغيرُ ثلاث على هامِدٍ

 

لَوابدَ كالحَقْم في المُوقدِ

الهامِد: الرّماد الساكن الذي ليس فيه نار. ولوابد: راكدة عليه، يقال: لَبَدَ بالأرض وأَلْبَدَ، لغتان فصيحتان، إذا لصق بها.

والحُمْق: معروف. ورجل مُحْمِق، إذا كان يلد الحَمقى، وامرأة مُحْمِقة كذلك. قالت امرأة من العرب:

لستُ أبالي أن أكون مُحْمِقَهْ

إذا رأيتُ خُصْيةً معلَّقَهْ

تقول: لا أبالي أن ألِدَ ابناً وإن كان أحمق. وانحمق الرجلُ، إذا ضعف عن الأمر. قال الشاعر:

ما زال يضربني حتى استكنتُ له

 

والشيخُ يُضرب أحياناً فينحمـقُ

أي يضعف. والحَمِق: الخفيف اللحية، وبه سُمِّي الحَمِق أبو عمرو بن الحَمِق الخُزاعي صاحب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. والحُميقاء: شبيه بالجُدَريّ يصيب الناس. والبقلة الحَمقاء: التي تسمّيها العامة الرِّجْلَة، وهي الفَرْفَخ، وإنما سُمّيت بذلك لضعفها، وهي بالسريانية الفَرْفَح بالحاء. والحُماق: نبت أيضاً، ذكرته أمّ الهيثم. والحُمَيْمِيق: طائر، أعجمي معرب. وذكر بعض أهل اللغة أن الحَمَقِيق نبت أيضاً. قال الخليل: هو الهَمَقيق، وهو عنده أعجمي معرَّب. وانحمقتِ السوقُ إذا كسدت.

ويقال: انقحم الرجل انقحاماً واقتحم اقتحاماً، إذا هوى من عُلْو إلى سُفْل أو دخل في شيء من غير هداية، ولذلك سُمّيت المهالك قُحَماً. وقال علي عليه السلام: إن للخصومة قُحَماً. والمُقْحَم: البعير الذي يطرح سِنَّين في سنّ، وهو الذي يُثْني ويُرْبِع في سنة أو يُرْبِع ويُسْدِس في سنة، وإنما يكون ذلك إذا كان أبواه هَرِمَين. وأَقحمتِ السنةُ الأعرابَ، إذا حطَّتهم من البدو إلى الحضر، والأعرابي مُقْحَم. والسنة المُقْحِمَة: المُجْدِبَة، وقالوا قُحْمَة وقحَمَة، إذا كانت مجدبة. وشيخ قَحْم عجوز قَحْمَة، إذا أسَنّا.

والقَمْح: مصدر قَمِحْتُ الشيءَ، مثل لَعِقْتُ، أقمَحه قَمْحاً، إذا سَفِفْتَه.

والقُمْحَة من الماء: ما ملأ الفمَ. والقمح: البُرّ، اسم يُخصّ به دون غيره من الحبوب. وشهرا قِماح هما أشدّ ما يكون من البرد، وإنما سُمّيا بذلك لأن الإبل إذا وردت الماءَ آذاها برده فقامحت، أي رفعت رؤوسها. وذكر أبو عبيدة في قوله عزّ وجل: "فهم مُقْمَحون"، أي شاخصون بعيونهم رافعو رؤوسِهم. والإبل قِماح، إذا قامحت عن الماء. قال الشاعر:

ونحن على جوانبها قـعـودٌ

 

نَغُضُّ الطَّرْفَ كالإبِل القِماحِ

فهذا يخالف قول أبي عبيدة لأنه قال: نغضّ الطَرْفَ، فكأن المُقْمَح والله أعلم الرافع رأسه شاخصاً كان أو مُغْضياً.

والمَحْق: تلف الشيء ونُقصانه مُحِقَ فهو ممحوق، ومحقه الله وأمحقه، عن أبي زيد، وأبى الأصمعي إلا محقه الله. والمُحاق: امّحاق القمر ونقصان ضوئه، ويقال مِحاق ومُحاق. ويوم ماحق: شديد الحر. قال الشاعر:

ظَلَّتْ سَوافنَ بـالأرزان صـاديةً

 

في ماحِقٍ من نهار الصيف محتدمِ

أي شديد الحرّ.

فأما قول الشاعر:

يقلِّب صَعْدَةً جَرْداءَ فيها

 

نَقيعُ السمّ أو قرنٌ مَحِيقُ

فليس من هذا، وهو من حُقْتُ الشيءَ أُحيقه وأَحوقه، إذا دلكته، فهو مَحيق: مَدلوك، وهو فَعيل في معنى مفعول، والصَّعدة: القناة. أو قرن مَحيق: كانوا يأخذون القرون فيحِدّونها ويجعلونها موضع الأسنّة من الرماح. ومحقتُ العود وغيره، إذا دلكته دلكاً شديداً حتى يَملاسّ. 

ح-ق-ن 

>>>>>> الجزء الثاني الي الرابع  سبقوا هذه الصفحة

 

كتاب الرد علي كتاب الناسخ والمنسوخ عند القرآنيين وإنكارهم له/ دكتور عبد الغفار سليمان البنداري

الرد علي الناسخ والمنسوخ كتاب الناسخ والمنسوخ وانكار القرآنيين كتاب الرد علي كتاب الناسخ والمنسوخ عند القرآنيين وإنكارهم له بقلم وتعليق...