الأربعاء، 31 أغسطس 2022

ج1.وج2.خَللُ الأُصُولِ فِي مُعْجَمِ الجَمْهَرَة

 

خَللُ الأُصُولِ فِي مُعْجَمِ الجَمْهَرَة 

خَلَلُ الأُصُولِ

فِي مُعْجَمِ الجَمْهَرَة 

د. عبد الرّزّاق بن فرّاج الصّـاعديّ

الأستاذ المشارك بقسم اللغويات - كلية اللغة العربية

الجامعة الإسلامية بالمدينة

 

 

 

 

ملخص البحث

يُعَدُّ معجم (( الجمهرة )) لابن دريد (ت321هـ) من المعاجم الّلغويّة العربيّة القديمة الّتي خَطَتْ بالصّنعة المعجميّة خطوات موفقة إلى الأمام، ولكنه لم يسلم من بعض المآخذ، كالاضطراب في الأصول الّلغويّة.

ويحاول هذا البحث الوقوف على خلل الأصول في هذا المعجم من خلال دراسة مستفيضة تأتي على حقيقته وبخاصّة فيما فيه تاء التّأنيث من الثّلاثيّ المُضعّف أو المعتلّ أو من الرّباعيّ، وكذلك ما فيه همزة أو حرف إلحـــاق أو نون زائدة. وتكشف عن أسباب ذلك الخلل الذي يوشك أن ينحصر في نظرة ابن دريد إلى بعض الحروف كتاء التّأنيث أو الحرف الزّائد اللازم ( حرف الإلحاق ) أو نظرته إلى صورة الّلفظ أو اضطراب المنهج عنده، بالإضافة إلى اعتماده على الارتجال والإملاء.

         

المقدمــة :

الحمد لله ربّ العالمين حمداً يُبلِّغ رضاه، ويمتري المزيد من فضله، ويُستوجب به ما أعدّ من الكرامــة الجليــلة ، والنّعمة الجزيلة ، في الدّار الّتي هي عُقبى المُتَّقين ، وجزاءُ المحسنين. والصّلاة والسّلام على خير البريّة المخصوص بالرّفعة والفضيلة نبيّنا محمّد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أمّا بعد؛ فقد أدّى ظهور معجم (( الجمهرة )) لأبي بكر ابن دريد في مرحلة مبكّرة من تاريخ الصّنعة المعجمـيّة إلى أن تلقّاه العلماء بالتّـرحيب؛ لشهرة مؤلّفه في اللغة، وغزارة محفوظة فيها، ولحاجة العصر إلى معجم جديد، يعضّد معجم (( العين )) ويسدّ ما فيه من نقص، ويتلافى ما فيه من عيوب، ثم تبيـّن لبعضهم فيه ما يكدّر الصّفو، فنشأت طائفة تقدح فيه، وتذمّ مؤلّفه، وتتّهمه بالخلط في أصول الألفاظ، لضعفه في التّصريف ـ كما زعموا ـ حتّى وصف عبد القاهر الجرجانيّ تصريف ابن دريد بأنه كتصريف الصِّبيان([i][1]).

وقد حكى أبو حيّان التّوحيديّ عن أبي سعيد السّيرافيّ أنّه قال: (( كان أبو بكر ضعيفاً في التّصريف، والنّحو خاصّة وفي كتاب الجمهرة خللٌ كثير.

[ قال التّوحيديّ ]: قلنا له: فلو فَصَّلْتَ بالبيان عن هذا الخلل، وفتحتَ لنا باباً من العلم. فقال: نحن إلى سَتْـر زلاّت العلماء أحوجُ منّا إلى كشفها ... فلمّا نهضنا من مجلسه قال بعض أصحابنا: قد كان ينبغي أن نقول له: حراسةُ العلم أَوْلى من حراسة العالِم، وفي السّكوت عن أبي بكر إجلال، ولكن خيانة للعلم ))([ii][2]).

وكان أبو عليّ الفارسيّ يعرّض بابن دريد ويَتَنَقَّصُ منه، ويقلّل من علمه بأصول الألفاظ([iii][3]).

وقال ابن جنـّيّ: (( وأمّا كتاب الجمهرة ففيه –أيضاً- من اضطراب التّصنيف وفساد التّصريف ما أعذر واضعه فيه لبعده عن معرفة هذا الأمر ... ))([iv][4]).

وقد رأيت في بعض مطالعاتي في (( الجمهرة )) شيئاً مما قيل، فأردت في هذا البحث أن أَتَبَيَّنَ ما جاء في هذا المعجم من خلل في الأصول واضطراب فيها، وأقف عن كَثَبٍ على أنواع ذلك الخلل، وأكشف عن أسبابه، من واقع النّصوص الواردة في أبواب الجمهرة، بعيداً عن العواطف، أو التأثر بأقوال العلماء مدحاً أو قدحاً.

وفي إثبات مواضع الخلل في الجمهرة وبيان أنواعها، وكشف أسبابها خدمة للعلم وأهله، وتهذيب لمعجم كبير يُعَدّ من أقدم المصادر اللّغويّة المعتمدة، وليس فيه ضير على ابن دريد، والواجب يقضي بأن نقف موقف العدل من علمائنا ونحسن الظّنّ بهم، ونلتمس لهم الأعذار، ما وجدنا إلى ذلك سبيلا، وأن نقدّر لهم علمهم ونحلّهم منازلهم الّتي استحقّوها، فلا نغلو بإطرائهم، ولا نَحُطّ من أقدارهم، والحقّ أحقّ أن يتبع أين حَلَّ وحيث صقع، كما يقول ابن جنـّيّ القائل عن معجمي (( العين )) و(( الجمهرة )): (( ولو أنّ إنساناً تتـبّع كتاب العين، فأصلح ما فيه من الزّيغ والاضطراب لم أُعنـّفه في ذلك، ولرأيتـُه مصيباً فيه مأجوراً على عمله، وإن وجدت فسحة أصلحت ذلك، وما في كتاب الجمهرة مما سها فيه مصنّفه رحمه الله ))([v][5]).

ولكنَّ المصادرَ لم تذكر أنّ ابن جني وَفَى بما وعد به، فلعلّه لم يجد الفسحة المطلوبة لإنجاز مثل ذلك العمل العلميّ.

أمّا أنا فلم أجد فيمن كتب عن ابن دريد قديماً وحديثاً من بحث في هذه المسألة بحث تفصيل، وإنما وجدتهم يشيرون إلى شيء من اضطرابه وخلله في الأصول، ويذكرون المثال أو المثالين، وينقل اللاّحق منهم عن السّابق.

نعم، وقد اخترت عنوانا لهذا البحث، وهو (( خلل الأصول في معجم الجمهرة )) وهذا يعني أنني تركت مآخذ أخرى أُخِذَت على ابن دريد في الجمهرة، كاتـّهامه بافتعال العربيّة، والتـّصحيف والتـّحريف ونحو ذلك، ولذا جاء البحث وَفْقَ الخطّة التّالية:

المقدّمة

الفصل الأوّل: الجمهرة في مرآة النّقد.

المبحث الأوّل: ابن دريد والجمهرة.

المبحث الثّاني: موقف العلماء من صاحب الجمهرة.

الفصل الثّاني: خلل الأصول في الجمهرة:

المبحث الأوّل: الخلل في الثّنائيّ وما ألحق به.

المبحث الثّاني: الخلل في الثّلاثيّ وما ألحق به.

المبحث الثّالث: الخلل في الرّباعيّ وما ألحق به.

المبحث الخامس: الخلل في أبواب اللّفيف.

المبحث السّادس: أخطاء صرفيّة صريحة.

الفصل الثّالث: أسباب الخلل في الجمهرة.

الخاتمة.

فأرجو من الله العلي القدير أن يوفّقني إلى إتمامه، وأن ينفع به، وألاّ يحرمني ثوابه، وآمل ممن ينظر فيه أن يصلح ما طغى به القلم، وزاغ عنه البصر، وقصّر عنه الفهم، فالإنسان محلّ النّقص والنّسيان.

 

·        الفصل الأوّل: الجمهرة في مرآة النّقد

 

المبحث الأوّل : ابن دريد والجمـهرة

أولاً: ابن دريد :

هو أبو بــكر محمّد بن الحسن بن دريد بن عَتاهية بن الحسن بن حِمامِي الأزديّ([vi][6]). ولد في البصرة سنة (223هـ) لأب من ذوي اليسار، وبها تأدّب وتعلّم اللّغة، وروى أشعار العرب، ثمّ صار إلى عُمان، فأقام بها مدّة([vii][7])، وعاد إلى العراق، وتنقّل في الجزائر البحريّة([viii][8]) ما بين البصرة وفارس، ثمّ ورد بغداد بعد أن أسنّ، فأقام بها حتّى توفّي سنة (321هـ).

وروى أبو بكر ابن دريد عن جماعة من علماء عصره، وأخذ علوم الأدب والعربيّة عنهم، ومن أبرزهم([ix][9]):

أبو إسحاق إبراهيم بن سفيان الزّياديّ، المتوفـّى سنة (249هـ).

وأبو حاتم سهل بن محمّد السّجستانيّ، المتوفـّى سنة (250هـ) أو (255هـ).

وأبو عثمان سعيد بن هارون الأشناندانيّ، المتوفّى سنة (256هـ).

وأبو الفضل العبّاس بن الفرج الرّياشيّ، المتوفّى سنة (257هـ).

ويعدّ ابن دريد من علماء اللّغة والأدب المبرّزين (( فهو الّذي انتهى إليه علم لغة البصريّين ))([x][10]) في عصره، وكان شاعراً مجيداً، فقيل: إنّه (( أعلم الشّعراء، وأشعر العلماء ))([xi][11]).

وكان شديد الذّكاء، سريع الحفظ، تُقرأ عليه دواوين العرب، (( فيسابق إلى إتمامها ))([xii][12]).

وتصدّرابن دريد في العلم ستّين سنة، كما قيل([xiii][13])، وتخرّج عليه جماعة، وصاروا من علماء العربيّة، ومن أبرزهم:

أبو عليّ القاليّ، المتوفّى سنة (356هـ).

وأبو العَباَّس إسماعيل بن ميكال، المتوفّى سنة (362هـ).

وأبو سعيد السيرافي، المتوفَّى سنة (368هـ).

وأبو عبدالله الحسن بن خالويه، المتوفّى سنة (370هـ).

وأبو الحسن علي بن عيسى الرّمّاني، المتوفّى سنة (384هـ).

وأبو القاسم الزّجّاجيّ، المتوفى سنة (393هـ).

وقد خَلَّفَ ابن دريد تراثاً لغوياً وأدبياً حافلاً من المصنَّفَات، من أبرزها:

1ـ جمهرة اللّغة.

2ـ الاشتقاق.

3ـ المجتنى.

4ـ السّرج واللّجام.

5ـ وصف المطر والسّحاب.

6ـ الملاحن.

7ـ أدب الكتّاب.

8ـ المقصور والممدود.

9ـ تقويم اللّسان.

10ـ فعلت وأفعلت.

ثانياً: معجم (( جمهرة اللّغة ))

افتتح الخليل بن أحمد التّأليف المعجميّ المنظّم في معجمه (( العين )) وابتدع نظاماً رياضياً محكماً لحصر الألفاظ وترتيبها، لكي لا يندّ منها شيء عند تطبيقه على وجهه الصّحيح الكامل، وهو النّظام القائم على عنصرين يكمل أحدهما الآخر، وهما:

التـّرتيب المخرجيّ الصّوتيّ.

ونظام التّقليبات.

ففتح بذلك آفاقا كانت مغلقة أمام صُنَّاع المعاجم في العربيّة، فقلّده بعضهم، ونسج على منواله، وحاول بعضهم التّجديد بالتّطوير والتّهذيب، كابن دريد في الجمهرة، الّذي استبدل التّرتيب الهجائيّ (الأبتثيّ)([xiv][14]) بالنّظام الصّوتيّ، فخطا بذلك خطوة موفّقة في الصّنعة المعجميّة للّغة العربيّة، وفتح للعلماء من بعده مسالك كانت مغلقة، هدتهم إلى مناهج جديدة.

ويعدّ معجم الجمهرة من النّاحية التّاريخية المعجم الثّاني بعد العين في سلسلة المعاجم المنظّمة الكبيرة ذات المنهج النّاضج([xv][15])، فتبوّأ المنزلة الرّفيعة بين معاجم العربيّة؛ لتقدّمه، ولمنهجه الهجائيّ، ومكانة مؤلّفه العلميّة بين العلماء.

ويقوم منهج ابن دريد في الجمهرة -في جملته- على نظام الأبنية، وهو التّقسيم الخارجيّ للمعاجم، مع إخضاع المادّة في كلّ بناء إلى التّرتيب الهجائيّ (الأبتثيّ) والتزام نظام التّقليبات، فجاء منهجه على النّحو التّالي:

أوّلا: التّرتيب الخارجيّ:

قسّم ابن دريد معجمه إلى أبواب رئيسة، بحسب الأبنية، وهي: الثّنائيّ، والثّلاثيّ، والرّباعيّ، والخماسيّ، ثمّ اللّفيف والنّوادر، فجاء على النّحو التّالي:

أ ـ الثّنائيّ، وفيه من الأبواب:

1ـ الثّنائيّ الصّحيح ( والمراد به الثّلاثيّ المضعّف نحو: عدّ وصبّ ).

2ـ الثّنائيّ الملحق ببناء الرّباعيّ المكرّر ( والمراد به الرّباعيّ المضاعف نحو زلزل ودمدم ).

3ـ الثّنائيّ المهموز وما يتّصل به من الحروف في المكرّر ( نحو: بَأْبَأَ وتَأْتَأَ وثَأْثَأَ وجَأْجَأَ ... ).

4ـ الثّنائيّ المعتلّ وما تشعَّبَ منه ( نحو: هوى وأتى ).

ب ـ الثّلاثي، وفيه من الأبواب:

1ـ الثّلاثيّ الصّحيح ( نحو: ضرب وكتب ).

2ـ الثّلاثيّ الّذي فيه حرفان مثلان ( نحو: الخَبَب والجَرَج والقَلَق ).

3ـ الثّلاثيّ الأجوف متّحد الأوّل والآخر ( نحو: سُوس وليل وباب ).

4ـ الثّلاثيّ المعتلّ ( نحو: أَبَتَ، والبيت، وأبق، وبكى، ويلاحظ أنّ الهمزة عنده من حروف العلّة ).

5ـ النّوادر في الهمز ( نحو: أَسَنَ وجَسَأ ).

ج ـ الرّباعيّ، وفيه من الأبواب:

1ـ الرّباعيّ الصّحيح (نحو: الجُعْتُب، وجَعْفَر ).

2ـ الرّباعيّ المعتلّ، ويتفرّع منه أبواب، منها:

الرّباعيّ الذّي فيه مثلان ( نحو: دردق وقردد ).

والرّباعيّ على أوزان مختلفة ( نحو: فِعَلّ وفِعِلّ وفُعُلّ ...). والملحق بالرّباعيّ بحرف زائد ( نحو: طـِرْيَف وعِلْيَب ).

د ـ الخماسيّ، وفيه أبواب على أوزان مختلفة:

وألحق به أبواباً مختلفة، تشتمل على أوزان متفرّقة.

هـ ـ أبواب اللّفيف:

وهي أبواب قصيرة يلتفّ بعضها على بعض -كما يقول ابن دريد-([xvi][16]) وهي أبواب مختلفة مبنية على الأوزان، فمنها الثّلاثيّ المزيد، ومنها الرّباعيّ المزيد، ومنها الخماسيّ المزيد، وهي تشتمل -أيضا- على أبواب لبعض الموضوعات، كالإتباع، والاستعارات، والمذكّر والمؤنّث.

و ـ أبواب النّوادر، وهي خليط من أبواب الموضوعات، كالمعرّب واللّغات، والمصادر، والجموع، وما يوصف به السّهام، وما توصف به الخيل، وأسماء الأيام والشّهور في الجاهليّة، ونحو ذلك.

ولا يدخل البابان الأخيران (( اللّفيف )) و(( النّوادر )) في النّظام المعجميّ القائم على ترتيب الألفاظ، وهما مما عيب به صاحب الجمهرة؛ لأنّ مكانهما معاجم المعاني والموضوعات.

ثانياً: التّرتيب الدّاخليّ:

أخضع ابن دريد ترتيب كلّ بناء من أبنيته الثّنائـيّة والثّلاثـيّة والرّباعـيّة إلى التّرتيب الهجائيّ (الأبتثيّ) مع التزامه نظام التّقليبات.

ويظهر من خلال هذا المنهج الّذي اتّبعه ابن دريد أنـّه خالف صاحب (( العين )) في مسألتين مهمّتين.

إحداهما: اختياره النّظام الهجائيّ (الأبتثيّ) بدلاً عن النّظام الصّوتيّ.

والأخرى: جعله الأبنية أساس منهجه وترتيبه، وفي كلّ بناء يتكرّر التّرتيب الهجائيّ (الأبتثيّ) من أوّله إلى آخره.

أمّا صاحب (( العين )) فإنّ أساس المنهج عنده هو النّظام الصّوتيّ للحروف، وفي داخل كلّ حرف تأتي الأبنية، فهو مثلاً يبدأ بكتاب العين، ويذكر داخله جميع الأبنية الثّنائيـّة والثّلاثيـّة والرّباعـيّة والخماسيّة، ثمّ يكرّر ذلك في كلّ حرف.

وهذا يعني أنّ الأبنية هي التّرتيب الخارجيّ عند ابن دريد، وهي التّرتيب الدّاخليّ عند الخليل، أمّا ترتيب الحروف فهو التّرتيب الدّاخليّ عند ابن دريد، وهو التّرتيب الخارجيّ عند الخليل.

ولهذا فإنّ الأبنية تتكرّر عند الخليل، ولا تتكرّر عند ابن دريد، أمّا التّرتيب فإنّه يتكرّر عند ابن دريد، ولا يتكرّر عند الخليل.

هذا مجمل الفروق الرّئيسة بينهما، أمّا الجزئيّات فاختلافهما فيها كثير، ولا حاجة لذكرها.

كتب مؤلّفة عن الجمهرة:

عكف العلماء على درس (( الجمهرة )) أو حفظها أو اختصارها أو الاستدراك عليها أو نقدها؛ فألّفت عنها مؤلّفات منها:

1ـ (( فائت الجمهرة ))([xvii][17])

لأبي عمرو الزّاهد، غلام ثعلب (345هـ).

2ـ (( سقطات الجمهرة ))([xviii][18])

لأبي عمرو الزّاهد، غلام ثعلب، ولعلّه هو الكتاب السّابق.

3ـ (( جوهرة الجمهرة ))([xix][19])

للصّاحب بن عبّاد (385هـ).

4ـ (( نشر شواهد الجمهرة ))([xx][20])

لأبي العلاء المعرّيّ (449هـ).

5ـ (( نظم الجمهرة ))([xxi][21])

ليحيى بن معطي (628هـ).

6ـ (( مختصر الجمهرة ))([xxii][22])

لشرف الدّين محمّد بن نصر بن عُنَين الأنصاريّ (630هـ).

وهذه الكتب مفقودة أو في عداد المفقود، ولا نكاد نعرف عنها إلاّ ما توحيه عنواناتها.

 

المبحث الثّاني موقف العلماء من صاحب الجمهرة

أدّى ظهور معجم (( الجمهرة )) في مرحلة مبكّرة من تاريخ الصّنعة المعجميّة في اللّغة العربيّة إلى أن تلقّاه العلماء في بادئ الأمر بالتّرحيب، لأسباب منها:

أ ـ شهرة مؤلّفة ابن دريد في اللّغة، وغزارة محفوظه فيها.

ب ـ حاجة العصر إلى معجم جديد يعضّد معجم العين، ويسدّ ما فيه من نقص، ويتلافى ما فيه من عيوب.

ج ـ تخلّصه من المنهج الصّوتيّ الّذي اتّبعه معجم (( العين )) واستبداله المنهج الأبتثيّ به، على الرّغم من أنّ ابن دريد ساير صاحب (( العين )) في نظام التّقليبات.

وبعد ذيوع هذا المعجم الجديد وانتشاره في المشرق العربيّ، واستقراره بأيدي طلبة العلم ومحبـّي العربية، رأى فيه بعض العلماء ما يكدّر الصّفو، فأعادوا النّظر فيه، ونشأت طائفة تقدح فيه، وفي مؤلّفه، يتزعّمهم ابن عرفة الشّهير بـ ( نفطويه ) ثمّ انتشر بين الأجيال المتعاقبة من العلماء نقد (( الجمهرة )) والطّعن في علم مؤلّفها.

ومن أبرز الطّاعنين في علم ابن دريد وفي عمله في (( الجمهرة )):

نفطويه (323هـ)، وأبو سعيد السّيرافيّ (368هـ)، وأبو منصور الأزهريّ (370هـ)، وأبو عليّ الفارســـيّ (377هـ)، وأبو الفتح ابن جنيّ (393هـ)، وأبو الحسين ابن فارس (395هـ)، وعبدالقاهر الجرجانيّ (471هـ) وبعض الدّارسين المعاصرين، وهم يأخذون على ابن دريد مآخذ وينتقدون صنعته في (( الجمهرة )).

ويمكن حصر المآخذ في نقاط رئيسة، ومن أبرزها:

أ ـ الخلل في الأصول اللّغويّة واضطرابها لفساد التّصريف:

ومن أوّل من اتّهم ابن دريد بهذه التّهمة أبو سعيد السّيرافيّ، فيما رواه أبو حَيَّان التَّوحيديّ، قال: (( سألتُ السّيرافيَّ عن قول من قال: المزاح سمِّي مزاحا، لأنّه أزيح عن الحقّ، فقال: هذا محكيّ عن ابن دريد، وهو باطل، والميم من سِنخ الكلمة، في: مزحت أمزح، ومن أُزيحَ تكون زائدة.

وقال أبو سعيد: كان أبو بكر ضعيفاً في التّصريف، والنّحو خاصّة، وفي كتاب الجمهرة خلل كثير.

قلنا له: فلو فصلت بالبيان عن هذا الخلل، وفتحت لنا باباً من العلم، فقال: نحن إلى سَتْر زلاّت العلماء أحوج منا إلى كشفها. وانتهى الكلام.

فلما نهضنا من مجلسه قال بعض أصحابنا: قد كان ينبغي لنا أن نقول له: حراسة العلم أَوْلى من حراسة العالِم وفي السّكوت عن أبي بكر إجلال، ولكن خيانة للعلم ))([xxiii][23]).

وكان أبو علي الفارسي يُعَرِّض بابن دريد، ويتنقّص منه، ويقلّل من شأنه([xxiv][24]). ومن تعريضه به قوله في بعض كتبه في أثناء كلامه عن كلمة (( يستعور )): (( وقد كان شيخ من أهل اللّغة وَزَنَ هذه الكلمة بـ ( يَفْتَعُول ) حتى نُبِّهَ عليه، وله فيما كان أملاه من الأبنية حروف كثيرة تحتاج إلى إصلاح ))([xxv][25]).

ثمّ جاء ابن جنّي تلميذ أبي عليّ وصَدَحَ بكلمة مؤلمة في حقّ ابن دريد أوردها في (( الخصائص )) وهـي قــوله: (( وأمّا كتاب الجمهرة ففيه – أيضاً – من اضطراب التّصنيف، وفساد التّصريف، ما أعذر واضعه فيه، لبعده عن معرفة هذا الأمر.

ولمّا كتبته وَقَّعْتُ في متونه وحواشيه جميعاً من التّنبيه على هذه المواضع ما استحييت من كثرته، ثمّ إنّه لماّ طال عليَّ أومأت إلى بعضه، وأضربت البتّة عن بعضه ))([xxvi][26]).

وقال السّيوطيّ مفسّراً كلمة ابن جني هذه: (( مقصوده الفساد من حيث أبنية التّصريف، وذِكرُ الموادّ في غير محالّها … ولهذا قال: أعذر واضعه فيه لِبُعْدِهِ عن معرفة هذا الأمر، يعني أن ابنَ دريد قصير الباع في التّصريف، وإن كان طويل الباع في اللّغة، وكان ابن جنـّي في التّصريف إماماً لا يشقّ غباره، فلذا قال ذلك ))([xxvii][27]).

ويظهر صدى كلمة ابن جنيّ تلك في قول عبدالقاهر الجرجانيّ في أثناء حديثه عن (( الملك )) واحد الملائكة: (( وأما ذِكْرُ ابن دريد المَلَكَ في تركيب ( م ل ك ) فلا اعتداد به؛ لأنّه قد ذكر–أيضاً– لِثَة مع ثهلان، ورِعَة مع عَاهِر، وغير ذلك، مما هو من تصريف الصّبيان ))([xxviii][28]).

ويشير عبد السّلام هارون إلى ذلك المطعن الّذي قاله ابن جّنـّي في حقّ ابن دريد وجمهرته، ويقرّر أنّه لا سبيل إلى ردّ هذا المطعن، وأنّ الاعتذار عنه داخل في نطاق التّعمّل والتّكلّف([xxix][29]).

ويأخذ عليه بعض الباحثين المعاصرين([xxx][30]) إلى جانب ما ذكر في هذا الشّأن اضطرابه في تاء التّأنيث، وعدّها من أصول الكلمة، وهو ما أومأ إليه عبد القاهر الجرجانـّي في كلمته السّابقة.

وسنقف في الفصل الثّاني من هذا البحث -إن شاء الله- على حقيقة هذا الخلل والاضطراب من خلال الفحص الدّقيق للجمهرة، وتوجيه ما يمكن توجيهه.

ب ـ اضطراب المنهج واختلال التصنيف:

وذلك في أبواب الجمهرة التي لا تقوم في تقسيمها وترتيبها على أساس واحد، بل تقسم على أساس الألفاظ تارة وعلى أساس الأبنية تارة أخرى، وعلى أساس الموضوعات والظّواهر اللّغويّة في بعض الأحيان([xxxi][31]).

وسيتّضح اضطراب المنهج وخلل التّصنيف من خلال الفصل الثّاني، إن شاء الله.

ج ـ افتعال العربية، والكذب على العرب.

ومن أقدم من وجّه هذه التّهمة لابن دريد أبو منصور الأزهريّ، في (( تهذيب اللّغة )) وهو القائل: (( وممن أَلَّفَ في عصرنا فوُسِمَ بافتعال العربيّة، وتوليد الألفاظ، الّتي ليس لها أصول، وإدخال ما ليس من كلام العرب في كلامهم أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد صاحب كتاب الجمهرة))([xxxii][32]).

ويقول: (( وتصفّحتُ كتاب الجمهرة له فلم أَرَهُ دالاّ على معرفة ثاقبة، وعثرتُ منه على حروف كثيرة أزالها عن وجوهها، وأوقع في تضاعيف الكتاب حروفاً كثيرة أنكرتها، ولم أعرف مخارجها، فأثبتها من كتابي في مواقعها منه لأبحث عنها أنا أو غيري ممّن ينظر فيه، فإن صَحَّت لبعض الأئمّة اعتُمدت، وإن لم توجد لغيره وُقِفَتْ ))([xxxiii][33]).

وسَرَت كلمة الأزهريّ هذه إلى بعض اللّغويين من بعده، وتأثّروا بها في أحكامهم على ابن دريد، ومن هؤلاء ابن فارس الّذي يقـــول: (( ولولا حُسْنُ الظّن بأهل العلم لترك كثير ممّا حكاه ابن دريد ))([xxxiv][34]).

ولا يعنينا البحث في أسباب هذا المطعن؛ لخروجه عن نطاق هذا البحث، ولكن حسبنا أن نقول: إنّ أكثر علماء العربية وَثَّقوا ابن دريد وقبلوا ما جاء به في الجمهرة، ونقلوه في معجماتهم أو كتبهم؛ لمعرفتهم به، ولرؤيتهم ما يفيد تحرّيه الصّدق في معجمه، كتعقيباته الكثيرة على ما يشكّ فيه، بعبارات مختلفة، من مثل قوله: (( لا أدري ما حقيقته )) و (( ليس بثبت )) و (( لا أَحُقُّه )) و (( كذا زعموا )) و (( فإنّه مولّد لا يؤخذ بلغته )) ونحو هذا، وهو كثير مبثوث في الجمهرة.

ولعلّ الأزهريّ كان متأثّرا بأقوال شيخه (( نفطويه )) وطعنه في ابن دريد، واتّهامه بسرقة (( العين )) وكان بين الرّجلين –ابن دريد ونفطويه– تنافس شديد، ومنافرة مشهورة، وقد تقرّر في علم الحديث أنّ كلام الأقران في بعضهم لا يقدح، كما يقول السّيوطيّ([xxxv][35]).

نعم، ولم تكن هذه الملحوظات وغيرها قادحة في علم ابن دريد، أو في معجمه
(( الجمهرة )) عند كثير من العلماء، الّذين أقرّوا له بالحذق والاستيعاب في العربية، والتقدّم في صناعة المعاجم، فأثنوا عليه. ومن حقّ ابن دريد علينا أن نذكر بعضهم إنصافاً له وللعلم:

فمن هؤلاء أبو عليّ القاليّ الّذي تتلمذ على ابن دريد، وتعلّم على يديه صناعة المعاجم، فأخرج معجمه (( البارع )) وكان كثير الثّناء على شيخه، ويصفه بأنّه: (( إمام هذه العلم في عصره، ومنقطع القرين فيه في دهره ))([xxxvi][36]).

ولم يزل القالي يشهد لشيخه ابن دريد بثبات الذّهن، وكمال العقل، على الرّغم من علوّ سِنّه، ومناهزته التّسعين، وتعرّضه للأمراض، كالفالج وغيره، فيقول: (( وكنت أسأله عن شكوكي في اللّغة، وهو بهذه الحال، فيردّ بأسرع من النَّفَس، بالصّواب. وقال لي مَرَّةً – وقد سألته عن بيت شعر: لئن طُفِئَتْ شحمتا عينيّ لم تجد من يشفيك من العلم ))([xxxvii][37]).

ومنهم أبو الطّيّب اللّغويّ، ومما قاله عنه: (( … فهو الذي انتهى إليه علم لغة البصريين، وكان أحفظ النـّاس، وأوسعَهم علماً، وأقدَرَهم على شعر، وما ازدحمَ العلم والشّعر في صدر أحد ازدحامهما في صدر خلف الأحمر وأبي بكر بن دريد ))([xxxviii][38]).

ومنهم أبو الحسن المسعوديّ، إذ قال ممتدحاً ابن دريد: (( انتهى في اللّغة، وقام مقام الخليل بن أحمد فيها ))([xxxix][39]).

ومنهم أبو بكر الزّبيديّ، وهو القائل في ترجمته: (( … وكان أعلم النّاس في زمانه باللّغة والشّعر وأيّام العرب وأنسابها وله أوضاع جمّة ))([xl][40]).

وكان أبو البركات الأنباريّ يقول عنه: إنّه (( من أكابر علماء العربيّة ))([xli][41]).

أمّا القفطيّ فجعله (( رأس أهل العلم، والمتقدّم في حفظ اللّغة وأشعار العرب ))([xlii][42]).

وأثنى بعض علمائنا المعاصرين على ابن دريد([xliii][43]) ووصفوه بأنّه صدوق، حافظ، ضابط، مُتَحَرٍّ للصّواب فيما يرويه([xliv][44])، فتمكّن من علم العربيّة، وأنّ في الجمهرة ما يشهد بقدرته اللّغويّة.

ويتّفق الفريقان -منتقدو ابن دريد وممتدحوه- على أنّه كان ذا حافظة قويّة، أفاد منها في تأليف معجمه، فأملاه من ذاكرته إملاء، من غير نظر في شيء من الكتب، إلاّ في بابي الهمزة واللّفيف، فإنّه طالع لهما بعض الكتب([xlv][45]).

 

·        الفصل الثّاني خلل الأصول في الجمهرة

تقدّم أنّ ابن دريد خالف الخلــيل في منهجه، فقســّم (( الجمهرة )) تقسيماً بنائياً، فجاءت الأبواب الرّئيسة عنده ستّة وهي:

أبواب الثّنائيّ.

أبواب الثّلاثيّ.

أبواب الرّباعيّ.

أبواب الخماسيّ.

أبواب اللّفيف.

أبواب النّوادر.

وهذا الباب الأخير ليس من أبواب الأبنية، بل هو من أبواب الموضوعات –كما تقدّم– فلا يظهر فيه خلل الأصول خلافاً للأبواب الخمسة قبله، ولذا فإنّه من المناسب –في هذا البحث– أن نعرض خلل الأصول من خلال تلك الأبواب الخمسة الرّئيسة؛ ليكون الحكم عليها وَفْقَ منهج المعجم، ومفهوم صاحبه، وهو ما نأتي عليه في المباحث التـّالية:

 

المبحث الأوّل : الخلل في الثّنائيّ وما ألحـق به

في أبواب الثّنائيّ شيء غير قليل من الخلل في الأصول، وهو في جملته نوعان:

أحدهما: اضطراب الأصول في الثّنائيّ المعتل.

والآخر: الاضطراب في الرّباعيّ المكرّر، وفيما يلي بيانهما:

أوّلاً: اضطراب الأصول في الثّنائيّ المعتلّ:

أفرد ابن دريد الثّنائيّ المعتلّ بباب، ويعني به ما جاء فيه حرف واحد صحيح، ومعه حرفان من حروف العلّة الواو والياء وكذلك الهمزة، لأنـّها من حروف العلّة عنــده ، ولهـذا فإنّه يذكر رؤوس الموادّ (أصولها) على النّحو التّالي: ( ب أوى)، (ت أوى)، (ث أوى) ( ج أوى )، ( ح أوى) وهكذا، وهي ثلاثيـّة الأصول، ويذكر لكلّ أصل منها تقليباته المستعملة فيه، ويترك المهمل.

ويلاحظ أنّ في أصل كلّ مادّة ثلاثية حرفاً صحيحاً واحداً، ومعه حرفان من حروف العلّة هذه، وهي ( الهمزة والواو والياء ) ولا تجتمع هذه الثّلاثة مع حرف صحيح في أصل كلمة واحدة في هذا الباب بل يأتي منها اثنان فحسب ليكملا مع الحرف الصّحيح الأصل الثّلاثيّ، ويتّضح هذا من تقليبات مادّة ( ج أوى) مثلاً، وهي كما وردت في الجمهرة: ( جوا ) و( جأى ) و( جوأ ) و( وجأ ) و( جيأ ) و (جيا) وهذه التّقليبات السّتّة ثلاثيـّة كما ترى، ولا اعتراض عليها، فهي توافق منهجه، ولا تخالف أبنية اللّغة وأصولها عند تطبيقها تطبيقاً صحيحاً، وقد سبقه إليها الخليل، فذكر في آخر كلّ كتاب من الثّلاثيّ باباً سماه: (( باب اللّفيف )) وجعل الهمزة مع حروف العلّة([xlvi][46]).

ولكن ثمـّة اضطراب في الأبنية في هذا الباب عند ابن دريد، إذ يأتي –أحياناً– في بعض التّقليبات بأصول ليست من المادّة الّتي معه كقوله في مادّة ( ف أوى ): (( فُوَّهة النّهر: الموضع الّذي يخرج منه ماؤه. وكذلك فُوَّهة الوادي … وأفواه الطّيب واحدها فُوهٌ ))([xlvii][47]).

و(( فُوّهة )) و(( فُوه )) و(( أفواه )) ليست من هذه المادّة، فهي من ( ف و هـ) ومكانها باب الثّلاثيّ المعتلّ، وَفْقَ منهجه، وليس الثّنائيّ المعتلّ.

وقال في مادّة ( س أوى): (( والسُّوس: هذه الدّابـّة المعروفة. وساس الطّعام يَسَاس، إذا وقع فيه السّوس … ويقال: سِيسَ الطّعام فهو مَسُوس … وكذلك سَوَّس تسويساً … ))([xlviii][48])

وكلمة السّوس وما تفرّع منها من مشتقات ليست من هذه المادّة، فهي من ( س وس) ومكانها باب (( ما كان عين الفعل منه أحد حروف اللّين ))([xlix][49]) على منهجه، وهو من أبواب الثّلاثيّ، وقد ذكره هناك في موضعه([l][50]).

وقال في مادّة ( ط أوى): (( والطُّوط: القطن … وطاط الفحلُ إذا هاجَ … ))([li][51]).

وليس هذا من هذه المادّة بل هو من (ط و ط) وهو كسابقه، وقد ذكره في موضعه([lii][52]).

وقال في مادّة ( ف أو ى ): (( الفُوف: الثّوب الرّقيق والفُوفة: القشرة على النّواة، وثوب مُفَوَّف: مُوَشًّى، فيه رِقَّةٌ والفُوف: البياض الّذي يخرج على أظفار الصِّبيان))([liii][53]).

وليس هذا من هذه المادّة، فأصله ( ف و ف ) وهو كسابقه.

وقال في مادّة ( ك أوى ): (( وكان أبو حاتم يقول: سمعت بعض من أثق به يقول: الكَيْكة: البيضة، ولم يسمع من غيره ))([liv][54]).

وهذا من مادّة ( ك ي ك ) وهو كسابقه.

وقال في مادّة ( ل أو ى ): (( واللّيل: ضد النّهار. واللّيل فَرْخُ الحُبـارى وليلة ليلاء، ممدودة، أي صعبة، وكذلك ليل أَلْيَلُ … ))([lv][55]).

وهذا من مادّة ( ل ي ل ) وهو كسابقه.

وقال في مادّة ( م أو ى ): (( والمُـوم: الشّمع، عربيّ، معروف … والـمُوم: البِرْسـام))([lvi][56]).

وهذا من مادّة ( م و م ) وهو كالّذي تقدم.

وقد يضطرب ابن دريد، فيأتي في هذا الباب بألفاظ من الثّلاثيّ المضعّف، ممّا ورد عنده في الثّنائيّ الصّحيح، أو ممّا مكانه هناك وَفْقَ منهجه، كقوله في مادّة ( ر أو ى ): (( ورجل مِئَرٌّ: كثير النّكاح ))([lvii][57]).

وهذا ليس من هذه المادّة؛ لأنّ (( مِئرّاً )) على وزن ( مِفْعَل ) و أصله على هذا البناء (أ ر ر) وفي هذا الأصل وضعه الجوهريّ([lviii][58]) وابن منظور([lix][59]).

أمّا مــا نُقِل عن أبي عبيد أنّ قولهم: (( رجل مِئَرٌّ … مأخوذ من الأير ))([lx][60]) فلا يقبله التّصريف، وهو فاسد؛ لأنّ ( مِفعلاً ) منه – حينئذ – (( مِئْيَر )) وليس (( مِئَرّاً )) مثل (( مِخْيَط )) من الخيط.

والوجه أنّه من قولهم: أَرَرْتُ المرأة أؤرّها أرّاً، إذا نكحتَها، وعلى هذا الفراء فيما ذكره الأزهريّ([lxi][61])، عن أبي عبيد.

وقد ذكره ابن دريد في ( أرر ) أيضاً – من باب الثّنائيّ الصّحيح([lxii][62])، وهذا هو الصّواب.

وقال ابن دريد في مادّة ( س أوى ): (( و أُسّ البنـاء، والجمع آساس، معروف ))([lxiii][63]).

وهذا ليس من هذه المادّة بل هو من ( أس س ) ومكانه على منهج صاحب الجمهرة في الثّنائيّ الصّحيح، وقد أورده هناك([lxiv][64]).

وقال في مادّة ( ص أوى ): (( الأَصيصُ: البناء المحكم، مثل الرَّصيص، سواء ))([lxv][65]).

وهذا من مادّة ( أص ص) وهو كسابقه.

وقال في مادّة ( ل أوى): (( الأَلِيلة: الثُّكْلُ … والإلّ([lxvi][66]): جبل رمل، يقوم عليه الإمام بعَرَفَة … ))([lxvii][67])  وليس هذا من هذه المادّة، فأصله ( أ ل ل ) ومكانه الثّنائيّ الصّحيح.

وقال في مادّة ( م أرى): (( وقد سَمّوا أُمامة … ))([lxviii][68]) وهذا من ( أم م ) وهو كسابقه.

وقال – أيضاً – في مادّة ( م أوى): (( واليمام: ضرب من الطّير، الواحدة يمامة، وسُمّيت اليمامة بامرأة، كان لها حديث ))([lxix][69]). وهذا من مادّة ( ي م م ).

ثانياً: الاضطراب في الرّباعيّ المكرّر:

ثمة نوع من الأصول الرّباعيّة يدعى الرّباعيّ المكرّر أو المضاعف، نحو (( زلزل ))  و (( دمدم )) ووزنه عند جمهور اللّغويين ( فعلل )([lxx][70]) ولهذا وضع له ابن دريد باباً خاصاً ألحقه بباب الثّنائيّ، سمّاه: (( الثّنائيّ الملحق ببناء الرّباعيّ المكرّر ))([lxxi][71]) ولكن الأصول اضطربت لديه في تقليبات بعض الموادّ في هذا الباب، إذ نجده يورد ألفاظاً ثلاثيـّة الأصول في موادّ رباعيّة، كقوله في مادّة ( ع ب ع ب) معكوس ( ب ع ب ع ): (( وعُباب كلّ شيء أوّله. وجاء بنو فلان يَعُبّ عُبابُهم؛ أي: جاءوا بكثرتهم ))([lxxii][72]).

وهذا ثلاثيّ، وهو من مادّة ( ع ب ب )، ومكانه –وفق منهج ابن دريد– (( باب من الثّلاثيّ يجتمع فيه حرفان مثلان في موضع الفاء والعين، أو العين واللاّم، أو الفاء واللاّم ))([lxxiii][73]) وهو من الثّنائيّ على منهج الخليل في (( العين )) ومن سار على طريقته. وابن دريد نفسه يذكر أحياناً أشياء مثل هذا في باب الصّحيح خلافاً لمنهجه، ولا تكاد تخلو مادّة من ذلك.

وقال في مادّة ( ح ط ح ط ): (( والحَطَاط واحدها حطاطة، وهو بَثْـرٌ صِغار أبيض يظهر في الوجوه، ومن ذلك قولهم للشّيء إذا استصغروه: حَطَاطة ))([lxxiv][74]).

وهذا ثلاثيّ –أيضاً– من مادّة ( ح ط ط) وهو كسابقه.

ومثل ذلك قوله في مادّة ( ك س ك س ): (( الكَســــِيس: لحم يجفّف، ثمّ يدقّ كالسّويق، فيُتـَزَوّد به في الأسفار ))([lxxv][75]).

وقوله في مادّة ( ش ظ ش ظ): (( أهملت في التّكرير إلاّ في قولهم: الشِّظاظان: خشبتان في عُـرَى الجَواليق ))([lxxvi][76]).

وقوله في مادّة ( ك ي ك ي ): (( وزعم بعض أهل اللّغة أنّ البيضة تسمّى كَيْكَة، ولا أعرف غيره ))([lxxvii][77]).

وهذا كلّه من الثّلاثيّ المضعّف وليس من الرّباعيّ المضاعف المذكور في هذا الباب.

 

المبحث الثّاني : الخلل في الثّلاثيّ وما ألحـق به

كثـر خلل الأصول في الثّلاثيّ عند ابن دريد، وهو يتركّز في ثلاثة أبواب، وهي: الصّحيح، والمعتلّ، والمهموز وفيما يلي بيانها:

أوّلاً: الخلل في أبواب الثّلاثيّ الصّحيح:

اضطرب ابن دريد في هذا في نوعين، أحدهما ما فيه تاء التّأنيث، والآخر: ما فيه حرفان مثلان، وهما ما يأتي:

أ – المؤنّث بالتّاء:

لابن دريد مذهب غريب في رؤيته للأصول اللّغويّة ووضعها في المعجم، وهو أنّه يعدّ هاء التّأنيث ( تاء التّأنيث ) أصلاً في بناء الثّلاثيّ الصّحيح، أي يعدّها حرفاً من حروف الكلمة الأصول، وهذا مذهب فاسد في الصّنعة المعجميّة تـرتّب عليه خلل ظاهر في الأصول اللّغويّة، ولذا اضطربَ كثيراً في نوعين من الأصول، وهما: المضعّف المؤنّث بالتّاء والمعتلّ([lxxviii][78]) المؤنّث بالتّاء، وهما كما يلي:

1ـ المضعّف:

أورد ابن دريد أصولاً ثلاثية مضعّفة مؤنّثة بالتّاء في تقليبات أصول ثلاثيّة صحيحة لا تضعيف فيها، لنظرته الخاصّة لتاء التّأنيث، وجعلها من الأصول، فأورد (( الحَبَّة: واحد الحبّ ))([lxxix][79]) في تقليبات مادّة ( ب ح هـ) وهي ليست منها، لأنّ أصلها ( ح ب ب) ومكانها: المضعّف من الثّنائيّ على منهجه.

وأورد (( السَّبَّة: الدّهر …))([lxxx][80]) في تقليبات مادّة ( ب س هـ ) و هي من ( س ب ب).

و (( الصُّبَّة: الكُثْبَة من الطّعام وغيره …))([lxxxi][81])في تقليبات مادّة (ب ص هـ) وهي من ( ص ب ب ).

و (( البَطَّة: هذا الطّائر … والبُطَّة: إناء كالقارورة …))([lxxxii][82]) في مادّة ( ب ط هـ ) وهي من ( ب ط ط ).

وأورد (( بكّة: اسم لمكّة لتباكّ النّاس بها، أي: لازدحامهم ))([lxxxiii][83]) في مادّة ( ب ك هـ ) وهي من ( ب ك ك).

و(( الكُبَّة من الغـزل: عربيّة معروفة، والكَبَّة: الحملة في الحرب ))([lxxxiv][84]) في تقليبات مادّة ( ب ك هـ) وهــي من ( ك ب ب).

و(( البَنَّة: الرّائحة الطّيّبة ))([lxxxv][85]) في مادّة ( ب ن هـ) وهي من ( ب ن ن ) وسار على هذه الطّريقة في كثير من موادّ الثّلاثيّ الصّحيح([lxxxvi][86]).

2ـ المعتلّ:

أورد ابن دريد في أصول ثلاثيّة صحيحة أصولاً ثلاثيـّة معتلّة مؤنّثة بالتّاء، منها ما هو من المثال، ومنها ما هو من النـّاقص.

فممّا جاء من المثال في أبواب الصّحيح: (( السَّعَة: ضدّ الضّيق ))([lxxxvii][87]) ذكرها ابن دريد في مادّة ( س ع هـ) ولكنّه أشار إلى أنّها ناقصة، ووعد بأن يعيدها في بابها، وهو يعني باب المعتلّ من الثّلاثيّ، وأصل (( السَّعَة )) ( و س ع ) وكان ينبغي ألاّ يذكرها في ( س ع هـ ) ولو على سبيل الإحالة؛ لأنّه لا صلة لها بهذا الأصل.

و جعل (( الصِّلة من قولهم: وصلته صلةً حسنة ))([lxxxviii][88]) في مادّة ( ص ل هـ ) وهي من ( وص ل ) وأشار إلى أنـّها ناقصة.

وأورد (( العِظة من الوعظ ))([lxxxix][89]) في تقليبات مادّة ( ظ ع هـ ) وهي من ( وع ظ) وأشار– أيضاً – إلى أنـّها ناقصة.

وممّا جاء من النّاقص: قوله: (( البُرَة: الحلقة الّتي تجعل في حِتار أنف البعير …))([xc][90]) جعلها في مادّة ( ب ر هـ ) وليست من هذه المادّة، بل هي من ( ب ر ى ).

وذكر (( المِصْحاة: إناء يشرب فيه الماء من فضّة أو غيرها … ))([xci][91]) في تقليبـــــات مادّة ( ح ص هـ ) وهي ( مِفْعَلَة ) من (ص ح و ).

وأورد (( الحُمَة؛ مخفّفة: حرارة السّمّ … ))([xcii][92]) في مادّة ( ح م هـ) وليست هي من هذه المادّة، فأصلها ( ح م و )

ومثل هذا في (( الجمهرة )) كثير([xciii][93]).

ب ـ ما فيه حرفان مثلان:

وهو بالنّظر إلى أصله إمّا ثلاثيّ، أورده في أبواب الثّنائيّ وإمّا رباعيّ مكرّر أورده في أبواب الثّلاثيّ الصّحيح، ومن الثّلاثيّ قوله في مادّة ( ش ل ل ): (( ويقال: شَوَّلت بالقوم نِيَّة، وشالت؛ إذا استخَفَّتهم؛ أي: ارتحلوا ))([xciv][94]).

وهذا ليس من المادّة في شيء، وهو من ( ش و ل) ومكانه الثّلاثيّ المعتلّ، على منهج ابن دريد.

ومنه قوله في مادّة ( س و و ): (( رَجُلُ سَوْءٍ ))([xcv][95]).

وهو من مادّة ( س و أ ) وليس من الثّنائيّ المضعّف.

وقوله في مادّة ( ر ي ي ): (( الرِّيّ: مصدر رَوِيَ يَرْوَى رِيّا ))([xcvi][96]). وينبغي أن يذكر هذا في مادّة ( روي ) من باب الثنائي المعتل، وما تشعب منه، على منهج ابن دريد؛ لأنّ الياء الأولى المدغمة في (( الرّيّ )) واو قلبت ياء للكسرة التي قبلها، وقد ذكره – أيضاً – في موضعه([xcvii][97]) على الصّواب.

ومما أورده في أبواب الثّلاثيّ الصّحيح من الرّباعيّ المكرر قوله في تقليبات ( ب د هـ): (( الهُدَبِدُ: العَشَى في العين، وهو الّذي لا يبصر ليلاً … والهُدَبِد اللّبن الخاثر … ))([xcviii][98])

وقوله في تقليبات ( د ق هـ ): (( الدَّهْدَقَة: تَقَطُّع اللحم، وتكسّر العظام … ))([xcix][99])

وقوله في تقليبات ( ج و هـ ): (( يَوْمُ جُهْجُوهٍ: يومٌ معروف، لبني تميم … ))([c][100])

وهذه الثّلاثة ليست ثلاثيـّة، فـ (( الهُدَبِد )) و (( الدّهدقة )) و(( جُهْجُوه )) كلمات رباعيّة، وأوزانها على التّوالــي: ( فُعَلِل) و ( فَعْلَلَة ) و (فُعْلُول) وهذا مذهب الجمهور، وقد فصّل ابن جنـّي([ci][101]) في هذا النـّوع الرّباعيّ تفصيلاً لا مزيد عليه، ولا حاجة لإيراده هنا.

ثانياً: الخلل في أبواب المعتلّ:

وفي هذا النّوع خلل بَيِّنٌ، وهو في الجملة من نوع واحد، وخلاصته أن ابن دريد يأتي في بعض الموادّ من هذا النـّوع بأصول ثلاثيـّة صحيحة مضعّفة ليست منه، كقوله في تقليبات ( ب ل – واي): (( أَبَلَّ المريضُ يُبِلُّ إبلالاً من مرضه، وأَبَلَّ الرجل: أعيا فساداً وخبثاً…))([cii][102])

وهذا -كما ترى– من مادّة ( ب ل ل) ولا صلة له بالمعتلّ.

وقوله في تقليبات مادّة ( ب ن – واي): (( أَبَنَّ بالمكان يُبِنُّ إبنانا، إذا أقام به فهو مُبِنٌّ ))([ciii][103]).

وهذا من مادّة ( ب ن ن).

وقوله في تقليبات ( ش ط – واي): (( أَشَطَّ يُشِطُّ إشطاطا، إذا جار في السَّوم، فهو مُشِطّ ))([civ][104]).

وهذا من ( ش ط ط) ولا صلة له بالمعتلّ.

ومن هذا إيراده (( الأَحَذّ)) في ( ح ذ – واى ) و (( فرس أَغَرّ)) في تقليبات ( رغ – واي ) و (( أَرَمّ القوم )) في ( رم – واي ) و (( أَشَظَّ يُشِظُّ )) في ( ش ظ – واي ).

وليست هذه من تلك، وهي كسابقتها من أصول ثلاثيـّة مضعّفة.

ثالثاً: الخلل في باب المهموز:

عقد ابن دريد للمهموز في الثّلاثيّ باباً بعنوان: (( باب النّوادر في الهمز ))([cv][105]) أتى فيه على الألفاظ الثّلاثية الّتي في أصولها همزة في الفاء مثل: أَنَتَ الرَّجُلُ، وهو أشَدُّ من الأنين، أو في العين، مثل: أَذْأَرتُ الرجلَ بصاحبه إذآراً؛ أي: حَرَّشتُهُ و أولعتُهُ به، أو في اللام، مثل: أرجأت الأمر.

ولكنّ ابن دريد – كعادته – اضطرب في بعض الأصول، فأورد ألفاظاً ثلاثية ليست مهموزة الأصول، نحو: (( أَلَبَّ بالمكان إلبابا ))([cvi][106]) إذا أقام به.

و(( أَرَبَّ به إربابا ))([cvii][107])كذلك.

و(( أَبَنَّ به إبنانا ))([cviii][108]) – أيضاً.

و(( أَلَجَّ القوم إلجاجا، إذا سمعت لهم لَجَّة؛ أي: صوتاً ))([cix][109]).

و(( أَرَنُّوا إرنانا، إذا سمعتَ لهم رنينا ))([cx][110]).

و(( أَزْنَنْتُ الرّجل بالشّيء إزنانا، إذا اتّهمته ))([cxi][111]).

وأصول هذه الأفعال على التّوالي هي: ( ل ب ب ) و( رب ب) و( ب ن ن ) و( ل ج ج) و( ر ن ن) و( ز ن ن ) و الهمزة فيها جميعاً زائدة، وهي على وزن (أفعل). ولعلّ ابن دريد رأى هذه الهمزة في هذه الأفعال فظنّها أصليّة، أو ذهل عنها، أو عاملها معاملة الأصليّ.

وجاء ابن دريد في هذا الباب بألفاظ مهموزة، ولكنّها ليست ثلاثـيّة، كقوله:

(( تكأكأتُ عنه: توقّفت ))([cxii][112]).

و(( زأزأتِ المرأةُ، إذا حرّكت منكبيها في مشيتها ))([cxiii][113]).

و(( جُؤجُؤ الطائر، وهو الصّدر ))([cxiv][114]).

و(( البؤبؤ: الأصل ))([cxv][115]).

وهذه من الرّباعيّ المضاعف، الّذي عقد له باباً في الثّنائيّ وسماه (( الثنائي الملحق ببناء الرّباعيّ المكرّر ))([cxvi][116]) وألحق به باباً خاصاً للمهموز منه([cxvii][117]).

 

المبحث الثّالث : الخلل في الرّباعيّ وما ألحـق به

أورد ابن دريد ألفاظاً ليست رباعيّة الأصول في أبواب الرّباعيّ، وهو يضطرب هنا فيما فيه تاء تأنيث، وما فيه حرف علّة زائد، وما فيه نون ثانية زائدة، وما فيه حرف مكرّر للإلحاق، ونحو ذلك.

ويمكن بيان هذه الأنواع فيما يأتي:

أوّلاً: ما فيه تاء تأنيث:

وأعني به الأسماء المؤنّثة بتاء التّأنيث، وهذا النّوع ممّا يكثر فيه الخلط والاضطراب في الجمهرة، وقد تقدّم منه أشياء في المبحث السّابق في الكلام على الثّلاثيّ.

وفي أبواب الرّباعيّ – هنا – أسماء ليست رباعيّة مؤنّثة بتاء التّأنيث جعلها ابن دريد من الرّباعيّ لعلّة نذكرها – إن شاء الله – في الفصل الثّالث، في الحديث عن أسباب الخلل والاضطراب في الجمهرة، وحسبنا – هنا – أن نعرض الخلل في الأصول، كما هو.

ومن هذه الألفاظ الّتي أوردها ابن دريد في الرّباعيّ لنظرته إلى تاء التّأنيث وعدّها من أصل الكلمة:

(( والثَّبْرَة: الأرض السّهلة ))([cxviii][118]) وهي من الثّلاثيّ ( ث ب ر ) وليست من الرّباعيّ و (( البَثْنَة الأرض السّهلة اللّينة، وبه سُمّيت بَثْنة وبُثَينة ))([cxix][119]) وهي من الثّلاثيّ ( ب ث ن ).

و(( بُجْرة: اسم ))([cxx][120]) وهي من ( ب ج ر )

و(( الرُّجْبَة: بناء يبني تحت النّخلة إذا مالت ))([cxxi][121]) وهي ليست من الرّباعيّ.

و(( الجِربة: القَراح، الّذي يُزرع فيه ))([cxxii][122]) وهي كسابقتها.

و(( الجَعْبة للنَّشَّاب كالكنانة للنّبل ))([cxxiii][123]) وهي ثلاثيّة كسابقتها.

و(( الخِنَّابة و الخُنَّابة: خِنَّابة الأنف، وهي جانبا الأنف، أو وتريه ))([cxxiv][124]).

و(( العُنتة … وهو المبالغ في الأمر إذا أخذ فيه ))([cxxv][125]).

و(( التُّلُنَّة: البقيّة من الشّيء ))([cxxvi][126]).

و(( الخَثْلَة: أسفل البطن ))([cxxvii][127]).

و(( دَعْثَة: اسم أبي بطن من العرب ))([cxxviii][128]).

ومثل هذا كثير([cxxix][129])، وابن دريد لا يجهل أنّه من الثّلاثيّ، وأنّ هاء التّأنيث فيه ليست من أصل بنائه، ولكنّه أورده لعِلَّة نذكرها لاحقاً -إن شاء الله- كما أشرت آنفاً.

ثانياً: ما فيه حرف علّة زائد

أورد ابن دريد في باب الرّباعيّ الصّحيح ألفاظاً ملحقة بالرّباعيّ بحرف علّة، وهي ثلاثـيّة الأصول، نحو: (( البَحْوَن: الرّمل المتراكب ))([cxxx][130]) فهذا ثلاثيّ على وزن ( فَعْوَل ) وهو ملحق بالرّباعيّ ( فَعْلَل ) كجعفر، وموضعه الثّلاثيّ ( ب ح ن ).

ومنه: (( البَيْقَر: عَدْوٌ يطأطئ الرّجل فيه رأسه ))([cxxxi][131]) وهو من الثّلاثيّ ( ب ق ر ) والياء فيه زائدة للإلحاق بالرّباعيّ، ووزنه ( فَيْعَل ) ملحق بـ ( فَعْلَل ).

ومنه (( الحَوْكَلَة: أن يمشي الرّجل ويضع يديه في خصره، يعتمد عليهما ))([cxxxii][132]).

فهو من ( ح ك ل ) والواو زائدة للإلحاق.

وينبغي أن تذكر مثل هذه الألفاظ في أبواب الثّلاثيّ، وليس لذكرها في الرّباعيّ الصّحيح مسوّغ مقبول.

ويلحق بهذا ما ذكره تحت بعض العناوين الخاصّة، كـ (( باب ما جاء على فِيَعْل و فِوَعل ))([cxxxiii][133]).

ومما أورده فيه: (( رجل حِيَفْسٌ: ضخم آدم ... ورجل زِيَفْنٌ: طويل ))([cxxxiv][134]).

وحرف العلة في هاتين الكلمتين زائد، وهما ثلاثيتان، ومكانهما أبواب الثّلاثيّ.

ومن ذلك ما ذكره تحت عناوين مختلفة، مثل (( باب فَيْعَل ))([cxxxv][135]) و(( باب ما جاء على فَوْعَل ))([cxxxvi][136]) و(( باب ما جاء على فَعْوَل ))([cxxxvii][137]) و (( باب فَعَلَى من الأسماء والصّفات ))([cxxxviii][138]) و (( باب ما جاء على فُعَلَى ))([cxxxix][139])، و (( باب ما جاء على
فَعْلَى ))([cxl]
[140]) و (( باب ما جاء على فُعْلَى ))([cxli][141]).

ومكان هذه الأبواب هو الثّلاثيّ وما ألحق به؛ لأنّ حرف العلّة في هذه الأبنية زائد، والأصل فيها ثلاثيّ.

ثالثــاً: ما فيه نون ثانية زائدة:

أدرج ابن دريد في باب الرّباعيّ كلمات على أربعة أحرف في الصّورة ثانيها نون، ونصّ على زيادة تلك النّون، فهي ثلاثـيّة الأصول، كقوله: (( عَنبَسٌ: من أسماء الأسد، والنّون زائدة؛ لأنـّه من العُبوس ))([cxlii][142]).

ومكانه إذا كانت النّون زائدة مادّة ( ع ب س ) من أبواب الثّلاثيّ، ولم يشر إلى ذلك مع أنّه ذكره هناك([cxliii][143]) على الوجه الصّحيح على منهج معاجم الألفاظ الّتي تقوم على الأصول.

ومنه قوله: (( حَنْدَم: اسم، النّون فيه زائدة، وهو من الحَدْم، والحَدْم شدّة التهاب النّار وحرارتها ))([cxliv][144]).

وهذا ثلاثيّ مع إقراره بزيادة النّون، ولم يذكره في موضعه من الثّلاثيّ.

ومثله قوله: (( حَنْكَش: اسم، والنّون زائدة، وهو من الحَكْش، والحَكْشُ: التّجمع ))([cxlv][145]).

وقوله: ((شُندُق: اسم، النّون فيه زائدة، وهو من الشَّدَق ))([cxlvi][146]).

وهذا النّوع أقرب إلى خلل المنهج في صناعة المعجم؛ لأنه نبه على الأصل، كما ترى.

رابعاً: ما فيه حرف مكرّر للإلحاق.

أورد في أبواب الرّباعيّ المعتلّ ما فيه حرفان مثلان في آخره، ومنه قوله: (( شُرْبُب: موضع.

ودُعْبُب: ثـمر نبت.

وحُلْبُب –أيضاً– مثله.

وصِندِد: اسم جبل معروف.

ورِمْدِد –وهو الرّماد– ويقال: رمدداء –أيضاً- ممدود.

وسُرْدُد: موضع …

وقَرْدَد: أرض صلبة شَديدة ))([cxlvii][147]).

وهذه الألفاظ ثلاثـيّة الأصول، كُرِّرَ الحرف فيها لإلحاق الثّلاثيّ بالرّباعيّ، كقولهم في ضرب: ضربب([cxlviii][148])، إلحاقا بدحرج، وليست هي رباعيّة الأصول، فـ (( شُرْبُب )) و (( دُعْبُب )) و (( سُرْدُد )) ملحقة بـ (( جُؤذُر )) و (( صِنْدِد )) و (( رِمْدِد )) ملحقان بـ (( زِبْرِج )) و (( قَرْدَد )) ملحق بـ (( جَعْفَر ))

خامساً: ما فيه تضعيف:

وهذا على نوعين: أحدهما ما ضعّفت لامه، والآخر ما ضعّفت عينه، وهما كما يلي:

1ـ ما ضعّفت لامه:

وجعل له بابا عَنْوَنَه بقوله: (( باب ما جاء من الرّباعيّ على فِعَلّ وفِعِلّ وفُعُلّ وإن كان لفظه ثلاثياً فهو رباعيّ يلحق بباب فَعْلَل ))([cxlix][149]).

ومما أورده فيه قوله: (( وخِدَبّ، بعير خِدَبّ، إذا كان عظيم الخَلْق ))([cl][150]).

و(( هِبِلّ: عظيم الخلق من الإبل، والنّاس ))([cli][151]).

و(( رجل كُبُنّ وحُبُنّ، إذا كان منقبضاً، وربما سُمّي البخيل كُبُنًّا ))([clii][152]).

2ـ ما ضعفّت عينه:

وجعل له بابين، أحدهما: (( باب ما جاء على فُعَّل لفظه الثّلاثيّ، وهو رباعيّ ))([cliii][153]) والآخر بعنوان: (( باب ما جاء على فَعَّل ))([cliv][154]).

وممّا أورده في الأوّل قوله: (( غُرّب: موضع))([clv][155]).

و(( غُبَّر: باقي اللّبن في الضّرغ، وكذلك غُبَّر الحيض ))([clvi][156]).

و(( زُمَّج: ضرب من الطّير، فارسيّ معرب، وقد تكلّمت به العرب ))([clvii][157]).

ومما أورده في الثّنائيّ: (( خَضَّم: وهو لقب العنبر بن عمرو... وبَذَّر: موضع ))([clviii][158])، ويقال في هذا النّوع ما قيل في سابقه مما ضُعّفت لامه.

سادسا: كلمات متفرّقة.

ثمّة كلمات متفرقة وضعت في أبواب الرّباعيّ وليست رباعيّة، فمنها قوله في الرّباعيّ الصّحيح: (( جَحْمَرِش: عجوز كبيرة ))([clix][159]).

وهذا اللّفظ خماسيّ كما ترى.

ومنها قوله فيه: (( الغَضَف: خُوص طوال يشبه خوص المُقْل، وليس به؛ يقال له نخل الشّيطان ))([clx][160])، وهذا ثلاثيّ كما ترى.

وقوله: (( فأمّا المُقْرَم فالفحل من الإبل، لا يبتذل بحمل، ولا يذلّل، وبذلك سمّي السّيّد مُقْرَماً ))([clxi][161]) وهذا ثلاثي والميم فيه زائدة، ووزنه ( مُفْعَل ) من أَقْرَمَهُ، أي جعله قَرْماً، فهو مُقْرَم([clxii][162]).

وذكر في باب ( فَوْعَل ): (( القَسْوَر: نبت، والقَسْوَر أيضاً: اسم من أسماء الأسد، زعموا، وهو القَسْوَرَة ... ))([clxiii][163]).

وهذا ليس من باب ( فَوْعَل ) وفوق ذلك ليس رباعياً، ووزنه ( فَعْوَل ) ولعلّه سهو من ابن دريد.

 

·        المبحث الرّابع ا: لخلل في الخماسيّ وما ألحق به

توسّع ابن دريد في مفهوم الخماسيّ كثيراً، فأورد فيه ألفاظا ثلاثيّة الأصول أو رباعيّتها، ولهذا جاء الباب حافلا بالألفاظ والأبنية. ولو خلّصه مما جاء فيه من  غير الخماسيّ ما بقي فيه سوى القليل. ويمكن بيان ذلك بما يأتي:

أوّلا: الأصول الثّلاثيّة

أورد ابن دريد ألفاظاً ثلاثـيّة الأصول في أبواب الخماسيّ، أشار إلى أوزانها في عناوين الأبواب، ولكثرة هذه الألفاظ وتنوّعها أكتفي بذكر نماذج منها، من خلال أوزانها:

أ- (فَعَنعَل)

وهو ما جاء بزيادة نون ثالثة ساكنة، وتكرير العين، مثل: عَقَنقَل، وهو ما ارتكم من الرّمل، وتعقّل بعضه ببعض. وابن دريد يجعل هذا من الخماسيّ، فأورد منه ما وسعه جمعه من ألفاظه.

ومن ذلك على سبيل المثال:(( عَقَنقَس: سَيِّءُ الخلق))([clxiv][164])و((عَصَنصَر:موضع))([clxv][165])و(( خَزَنزَر: سَيِّءُ الخلق ))([clxvi][166]).

وهذه ألفاظ ثلاثيّة الأصول بزيادة النّون الوسطى وتكرير العين، ووزنها (فَعَنعَل)وهي ملحقة بـ (( سَفَرْجَل )) وأصولها على التّوالي: (ع ق س) و(ع ص ر) و(خ ز ر) فهي إذن ليست من الخماسيّ.

ب- (فَعَنلَل)

وهو قريب مما تقدّم، أي فيه نون ثالثة ساكنة، إلاّ أنّ التّكرير فيه للام وليس للعين ولهذا يوهم وزنه بأنّه رباعيّ مزيد بحرف، وهو ثلاثيّ مزيد بحرفين؛ لأنّ اللام الأخيرة ليست أصلا، فهي للتّكرير، أي: للإلحاق.

ومما ذكره ابن دريد من هذا النّوع، وأورده في أبواب الخماسيّ:

(( ضَفَندَد: ضخم لا غَناء عنده ))([clxvii][167]).

(( عَلَندَد: ))([clxviii][168])، وهو الملجأ.

(( عَرَندَد: صلب شديد ))([clxix][169]).

وهذه الكلمات ثلاثـيّة الأصول ملحقة بالخماسيّ (فَعَلّل) نحو (( سَفَرْجَل )) وأصولوها على التّوالي: (ض ف د) و(ع ل د) و(ع ر د).

ج- (فَعَلْعَل)

وهو الثلاثيّ الملحق بالخماسيّ بتكرير حرفين: العين واللام،  نحو: (( السَّرَعْرَع )) وهو الشّابّ الرُّؤد النّاعم([clxx][170]).

و(( سَمَعْمَعٌ: خفيف سريع ))([clxxi][171]).

و(( شَمَقْمَقٌ: طويل ))([clxxii][172]).

وهذه ألفاظ ثلاثـيّة مزيدة، أصولها:  (س ر ع) و(س م ع) و(س م ق) فهي ليست من الخماسيّ.

د- باب (فَعَوَّل)

وهذا عنوان باب سماه (( باب ما جاء على فَعَوَّل من الخماسيّ ))([clxxiii][173]) ومما جاء فيه:

(( رجلٌ عَذَوَّر: سَيِّءُ الخلق )).

و(( عَطَوَّد: طويل )).

و(( حَزَوَّر: غلام قد أيفع )).

وأصول هذه الألفاظ:  (ع ذ ر) و(ع ط د) و(ح ز ر).

هـ- باب (فِعِّيل)

ومما جاء فيه([clxxiv][174]):

(( رجل سِكِّير:  دائم السّكر )).

و(( شِمِّير:  مُشمِّر في أموره )).

و(( عِمِّيت: لا يهتدي لجهته )).

وأصول هذه الألفاظ: (س ك ر) و(ش م ر) و(ع م ت) وهي ليست خماسيّة كما ترى.

و- باب (إفْعِيل)

و مما جاء فيه([clxxv][175]):

(( إزميل، وهي الشّفرة الّتي تكون للحَذَّاء )).

و(( الإغريض: الطّلع )).

و(( إحْرِيض: صِبْغٌ أحمر، وقالوا العُصْفُر، لغة لبني حنيفة )).

وأصول هذه الألفاظ: (ز م ل) و(غ ر ض) و(ح ر ض) وهي ثلاثـيّة.

ز-باب (أُفْعُول)

ومما جاء في هذا الباب([clxxvi][176]):

(( أُفْحُوص القطاة: موضع بيضها، وكلّ موضع فَحَصْتَه، فهو أُفْحُوصٌ )).

و(( الأُلْهُوب: ابتداء جري الفرس )).

و(( الأُسلوب: الطّريق، يقال: أخذ في أساليبَ من الحديث، أي في فنون منه )).

وأصول هذه الكلمات:  (ف ح ص) و( ل هـ ب) و(س ل ب)

ح- باب (أُفْعُولة وإِفْعِيلة)

ومما جاء فيه([clxxvii][177]):

(( يقال: هذه أُحْدُوثة حسنة للحديث الحسن )).

و(( أُطْرُوحة: مسألة يطرحها الرّجل على الرّجل )).

و(( أُدْحِيّة: موضع بيض النّعام )).

وأصول هذه الكلمات: (ح د ث) و(ط ر ح) و(د ح و) وهذا الأخير واويٌّ، وليس يائيا([clxxviii][178])، ولكن دخله الإعلال بالقلب والإدغام.

ط- باب (يَفْعُول)

ومما جاء فيه([clxxix][179]):

(( يَسْرُوع: دُوَيبـّة تكون في الرّمل )).

و(( يَعْسُوبُ النّحل: الذَّكر العظيم منها، الّذي تتبعه )).

و(( يَرْبُوع: دُوَيبّة أكبر من الفأرة، وأطول قوائمَ وأذنين )).

والأصول الثّلاثـيّة لهذه الألفاظ كما يلي: (س ر ع) و(ع س ب) و(ر ب ع).

ي- باب (فِعْوَال)

ومما جاء فيه([clxxx][180]):

(( نخلة قِرْوَاح:  ملساء )).

و(( ناقة هِلْوَاع:  شهمة الفؤاد )).

و(( عِصْوَاد:  مستدار القوم في حرب أو صخب )).

وأصول هذه الكلمات:  (ق ر ح ) و(هـ ل ع) و(ع ص د).

ك- باب ( فِعْيَال)

ومما جاء فيه([clxxxi][181]):

(( هِلْيَاغ:  ضرب من السِّباع )).

و(( رجل حِرْيَاض: عظيم البطن )).

و(( السِّرْيَاح: الجراد )).

وأصولها الثّلاثـيّة: (هـ ل غ) و(ح ر ض) و(س ر ح).

ل- باب (فَيْعُول)

ومما جاء فيه([clxxxii][182]):

(( عَيْشُوم: ضرب من النّبت )).

و(( هَيْنُوم: صوت تسمعه ولا تفهمه، وهو مأخوذ من الهَيْنَمَة )).

و(( قَيْصُوم: نبت طَيِّبُ الرّيح )).

وأصولها الثّلاثـيّة: ( ع ش م ) و( هـ ن م ) و( ق ص م ).

م- باب (تِفْعَال)

ومما جاء فيه([clxxxiii][183]):

(( رجل تِكْلاَم: كثير الكلام )).

و(( رجل تِمْسَاح: كذّاب )).

و(( تِنْبَال: رجل قصير لئيم )).

وأصولها: ( ك ل م ) و( م س ح ) و( ن ب ل ).

ن- باب ( فَاعُول)

ومما جاء فيه([clxxxiv][184]):

(( السَّاجُور: الخشبة تجعل في عنق الأسير، كالغُلّ )).

و(( صَاقُور: فأس تُكسر بها الحجارة )).

و(( حَاذُور: خائف من النّاس …لا يُعاشرهم )).

وأصولها: ( س ج ر) و( ص ق ر) و( ح ذ ر)

س- باب (فَيْعَال)

ومما جاء فيه([clxxxv][185]):

(( عَيْثَام: ضرب من الشّجر، يقال: إنّه الدُّلْب )).

و(( غَيْدَاق: ممتلىء الشّباب، وصبيّ غَيْدَاق، إذا تَمَّ شبابه )).

و(( هَيْذَار: كثير الكلام، وربّما قالوا: هَيْذارة بَيْذارة )).

وأصولها الثّلاثـيّة: (ع ث م) و(غ د ق) و(هـ ذ ر).

ع-باب (فُعَالَى)

ومما جاء فيه([clxxxvi][186]):

(( زُبَانَى العقرب: طرفُ قرنها، ولها زُبانَيان )).

و(( شُكاعَى: ضرب من النّبت )).

و(( السُّلامَى والسُّلامَيات: عظام صغار يشتمل عليها عصب الكفّين والقدمين )).

وأصولها الثّلاثـيّة: (ز ب ن) و(ش ك ع) و(س ل م).

ف- باب (فَعُّول)

ومما جاء فيه([clxxxvii][187]):

(( خَرُّوبٌ: نبت ))

و(( قَعُّور: بئر عميقة )).

و(( بَلُّوق: أرض لا تنبت شيئا، تزعم العرب أنّها من بلاد الجنّ )).

وأصولها ثلاثـيّة كما ترى وهي:  (خ ر ب) و(ق ع ر) و(ب ل ق).

ص- باب (فَعَوْعَل)

ومما جاء فيه([clxxxviii][188]):

(( رَنَوْنَى: دائم النّظر )).

و(( قَطَوْطَى: متقارب الخطو )).

و(( عَثَوْثَى: جافٍ غليظ )).

وأصولها الثّلاثـيّة: (ر ن و) و(ق ط و) و(ع ث و).

ق- باب (يَفْعِيل)

ومما جاء فيه([clxxxix][189]):

(( يَعْضِيد: نبت )).

و(( يَعْقِيد: ضرب من الطّعام يُعقد ))

و(( يَقْطِين: وهو كلّ شيء انبسط على وجه الأرض من الدُّبّاء )).

وأصولها الثّلاثـيّة: (ع ض د ) و(ع ق د ) و(ق ط ن).

ر- باب (فُعَالِيَة)

ومما جاء فيه([cxc][190]):

(( الهُبارية: ما يسقط من الرّأس، إذا مُشط )).

و(( صُراحية: أمر مكشوف واضح )).

و(( عُفارية ... : الشّعر النّابت وسط الرأس )).

وأصولها الثّلاثـيّة: (هـ ب ر) و(ص ر ح) و(ع ف ر).

ش- باب (فَعَالية)

ومما جاء فيه([cxci][191]):

(( حِمار حَزابية: غليظ )).

و(( رجل عَباقية: داهية مُنكَر )).

و(( جَراهية: جماعة من النّاس )).

وأصولها الثّلاثـيّة: (ح ز ب) و(ع ب ق) و(ج ر هـ).

ثانياً: الأصول الرّباعيّة:

أورد ابن دريد ألفاظاً رباعيّة كثيرة في أبواب الخماسيّ، أشار إلى أوزانها في عناوين الأبواب، بما يشبه ما تقدّم عرضه آنفاً من الأصول الثّلاثـيّة المذكورة في أبواب الخماسيّ من خلال أوزان ثلاثـيّة مزيدة.

ومن الأوزان الرّباعيّة المزيدة المذكورة في الخماسيّ: ( فَعَلَّل ) و( فَعْنلَل ) و( فَعَيْلَل ).

و(فَعَوْلَل) و(فِعْلِيل) و(فُعْلُول) و(فِعْلال) و(فُعالِل) و(مُفْعَلِلّ ) و(فَيْعَلول) و(( فِعِلاّل )) و(( فُعُلُّلة )) وهي على النّحو الآتي :

أ- باب (فَعَلَّل)

وهذا الوزن يكون رباعيا مزيداً، ويكون خماسيا مجرداً، فإن كان وزنا لكلمة مضعّفة اللاّم الأولى، مثل عَدَبَّس  فهو رباعيّ مزيد، وإن كان وزنا لكلمة خماسية مثل ( سَفَرْجَل ) فهو خماسيّ مجرد، وأكثر الألفاظ التي أوردها ابن دريد في هذا الوزن رباعيّة مزيدة بالتّضعيف، فمكانها الصّحيح الرّباعيّ، ومما جاء في هذا الباب([cxcii][192]):

(( بعير عَدَبَّس: شديد الخَلْق شرس الخُلُق )).

و(( بعير هَمَلَّع: سريع السّير )).

و(( حَبَلَّق: قصير زَرِيّ )).

وأصولها الرّباعيّة: (ع د ب س) و(هـ م ل ع) و(ح ب ل ق)

ب- باب (فَعَنلَل)

ذكر هذا الوزن في بابٍ ألحقه بالباب السّابق([cxciii][193])، ومما جاء فيه:

(( شَرَنبَث: غليظ الكفَّين والقدمين )).

و(( جَحَنفَل: غليظ الشفة )).

و(( قَفَندَر: سمج قبيح المنظر )).

وأصولها الرّباعيّة: (ش ر ب ث) و(ج ح ف ل) و(ق ف د ر).

ج- باب (فَعَيْلَل)

ومما جاء فيه([cxciv][194]):

(( سَمَيدع: سيد كريم )).

و(( سَبَيطر: طويل، وربّما قالوا: سُباطر )).

و(( قَليذَم: بئر كثيرة الماء )).

وأصولها الرّباعيّة: (س م د ع) و(س ب ط ر) و(ق ل ذ م).

د- باب (فَعَوْلَل)

ومما جاء فيه([cxcv][195]):

(( حَبَوكر: اسم من أسماء الدّاهية )).

و(( سَرَومط: وعاء يكون فيه زِقُّ الخمر، ونحوه )).

و(( قَلَوبع: لعبة يلعب بها الصّبيان )).

وأصولها:  (ح ب ك ر) و(س ر م ط) و(ق ل ب ع).

هـ- باب (فِعْلِيل)

ومما جاء فيه([cxcvi][196]):

(( رجل عِتْرِيف: غاشم )).

و(( القِطْمِير: الحَبَّة التي تكون في باطن النواة، تنبت منها النخلة )).

و(( غِمْلِيس: وهو الغَمْر، وهو صغار البقل الذي ينبت تحته كباره )).

وأصولها الرّباعيّة: (ع ت ر ف) و(ق ط م ر) و(غ م ل س).

و- باب (فُعْلُول)

ومما جاء فيه([cxcvii][197]):

(( دُملُوج: وهي الجبارة التي تجعلها المرأة في عَضُدها )).

و(( دُعمُوس: دودة سوداء تكون في الماء الآجن )).

و(( السُّرعُوب: ابن عِرس )).

وأصولها الرّباعيّة: (د م ل ج) و(د ع م ص) و(س ر ع ب).

ز- باب (فِعْلاَل)

ومما جاء فيه([cxcviii][198]):

(( جـِرْفَاس: من وصف الأسد، وهو الغليظ العُنُق )).

و(( الفِرْضَاخ: النّخلة الفتيّة )).

و(( طِرْبَال: وهي الصّخرة العظيمة المشرفة من جبل أو جدار )).

وأصولها: (ج ر ف س) و(ف ر ض خ) و(ط ر ب ل).

ح- باب (فُعالِل)

ومما جاء فيه([cxcix][199]):

(( عُلاكِم: صلب شديد )).

و(( جُراضِم: عظيم البطن، وقالوا: النّهم الأكول )).

و(( قُراشِم: خَشِنُ المَسِّ )).

وأصولها الرّباعيّة: (ع ل ك م) و(ج ر ض م) و(ق ر ش م)

ط- باب (مُفْعَلِلّ)

ومما جاء فيه([cc][200]):

(( ماء مُزْمَهِلّ: إذا كان صافيًا )).

و(( مُقْفَعِلّ، يقال اقْفَعَلّت يده، إذا تقبّضت من برد )).

و(( شعر مُقْلَعِطّ: شديد الجعودة )).

وأصولها الرّباعيّة: (ز م هـ ل) و(ق ف ع ل) و(ق ل ع ط)

ي- باب (فَيْعَلول)

ومما جاء فيه([cci][201]):

(( خَيْتَعُور: لا يدوم على العهد )).

و(( عَيْطَمُوس: تامّة الخلق من الإبل )).

و(( ناقة عَيْسَجُور: سريعة نشيطة )).

وأصولها: (خ ت ع ر) و(ع ط م س) و(ع س ج ر)

ك- باب (فِعِلال)

ومما جاء فيه([ccii][202]):

(( سِجِلاط: وهو النَّمَطُ يطرح على الهَوْدَج )).

و(( طِرِمَّاح: طويل ))

و(( جِهِنَّام: رَكِيّ بعيدة القعر )).

وأصولها: (س ج ل ط) و(ط ر م ح) و(ج هـ ن م).

ل- باب (فُعُلُّلة)([cciii][203])

ومما جاء فيه([cciv][204]):

(( قُرُنـبُضة: قصيرة )).

و(( خُرُنفُقة: قصيرة أيضا )).

و(( جُلُندُحة: صلبة شديدة )).

والنّون المتوسّطة في هذه الكلمات زائدة، وهي رباعيّة الأصول من: (ق ر ب ض)

و(خ ر ف ق) و(ج ل د ح) ومكانها الرّباعيّ، وليس الخماسيّ.

 

المبحث الخامس : الخلل في أبواب اللّفيف

بعد أن انتهى ابن دريد من عرض المادّة المعجميّة اللّغويّة على الأبواب السابقة الثّنائيّة والثّلاثيّة والرّباعيّة والخماسيّة، أراد أن يفرد بعض الأوزان، ويجعلها في باب سمّاه (( أبواب اللّفيف ))([ccv][205]) لقصر أبوابه والتفاف بعضها ببعض، كما يقول([ccvi][206]) .

وأتى فيه على قدر صالح من الأبنية ( الأوزان ) أورد فيها ما جاء عليها من الألفاظ، ولكنه كعادته -في هذا المعجم- لم يخل من الاضطراب في الأصول.

وأعرض -هنا- نماذج لما جاء في هذه الأبنية ( الأوزان ) من خلل في الأوزان لاضطراب الأصول:

أ- باب ( فُعَلْعال ).

أورد فيه كلمتين([ccvii][207]): (( جُلَنْداء )) اسم قبيلة، و (( السُّلَحْفَاء )) لغة في السُّلَحفاة، والأولى منهما ثلاثيّة مزيدة وهي على وزن ( فُعَنْلاء ). وتأتي مقصورة: (( جُلَنْدى )) ووزنها حينئذ ( فُعَنْلَى ) كما ذكر ابن عصفور([ccviii][208]).

والأخرى رباعيّة، ووزنها ( فُعَلاّء ).

والكلمتان ليستا من وزن ( فُعَلعال ).

ب- باب ( فَعَلَّلَى ).

ومما جاء فيه([ccix][209]):

(( الزَّبَنْـتَـرَى: من أسماء الدّواهي )).

و(( الحَدَبْدَبَى: لعبة يلعبون بها )).

والأولى منهما رباعيّة، ووزنها ( فَعَنلَلَى ) أمّا الثّانية فهي ثلاثـيّة، ووزنها ( فَعَلْعَلَى ) بتكرير العين واللام، وزيادة الألف آخراً.

ج- باب ( فَنْعَلِل ).

ومما جاء فيه([ccx][210]):

(( عجوز جَحْمَرِش: يابسة )).

و(( كَمَرة: قَهْبَلِس: عظيمة )).

وهاتان الكلمتان خماسيّتان على وزن ( فَعْلَلِل ) وليستا رباعيّتن، كما يفهم من وزن ابن دريد، والعجيب أنّه ليس فيهما نون زائدة تقابل ما في الميزان الذي ذكره، ولعلّ الميزان محرف.

د- باب ( فِعْلِلاء ).

ومما جاء فيه([ccxi][211]):

(( الجِرْبِياء: وهي الرّيح الشّمال )).

و(( القِرْحِياء: الأرض الملساء )).

وهما ثلاثيّتان على وزن ( فعلياء ) ووزن ابن دريد يوحي بأنّهما رباعيّتان، وليستا كذلك.وقد أشار محقّق الكتاب إلى أنّه ورد في بعض النّسخ ( فِعْلِياء ) وهذا هو الصّحيح.

هـ- باب ( فِعْليان ).

ومَثَّلَ له بـ (( هِذْرِيان )) كثير الكلام.

ومما جاء فيه([ccxii][212]):

(( عِفِّتان )) وهو الرّجل القويّ الجافي.

وليس هذا من هذا الوزن، فهو: ( فِعِّلان ) والعجيب أنّه ليس في كلمة (( عِفِّتان )) ياء لتظهر في الميزان، ولولا ما صحبها من ألفاظ أخرى لقلت: إنّ الوزن الّذي ذكره مصحّف من (فِعْلِتان).

و- باب ( فَعَلَّلان ).

وجاء فيه بكلمتين([ccxiii][213])، وهما:

(( هَزَنْبَزَان: سَيّء الخلق )).

و(( دَعَنْكَران: متدرّئ على النّاس )).

وليس هاتان الكلمتان من هذا الوزن فهما من ( فَعَنللان ) بزيادة النّون.

ز- باب ( فَوْعَلان ).

ومما جاء فيه([ccxiv][214]): (( يوم أَرْوَنان: شديد في الخير والشّرّ )).

وليس هذا منه، فهو ( أَفْعَلان ) كما ذكر سيبويه([ccxv][215]) وغيره([ccxvi][216]).

ح- باب ( فُعَلْعِيل ).

ومما جاء فيه([ccxvii][217]): (( شُرَحْبِيل: اسم )) رجل.

وهذا خماسي مزيد على وزن ( فُعَلِّيل ) وقد ذكره ابن دريد في وزنه الصّحيح، في غير هذا الموضع([ccxviii][218]).

ط- باب ( فِعْلِيت ).

ومما جاء في هذا الباب([ccxix][219]):

(( عِتْرِيس: يُعَتْرِسُ الشّيءَ، أي: يأخذه غصباً.

وعِتْرِيف: اسم.

وصِمْلِيل: ضرب من النّبت.

وقِرْمِيد: الآجُرّ، أو نحوه، روميّ معرب.

وقِنْدِيد:عصير عنب يُطبخ بأفاويه )).

وليست هذه الكلمات من ذلك الباب، فهي على وزن ( فِعْلِيل ) والغريب أنّه ليس في آخرها تاء حتّى يتردد الرّأي في أصالتها أو زيادتها كما في (( حلتيت )).

ي- باب ( فِعَلْنَة ).

وجاء فيه: (( أرض دِمَثْرَة: سهلة ))([ccxx][220]).

وليس في هذه الكلمة نون قبل تاء التّأنيث، ووزنها الصّحيح ( فِعَلّة ) وليس فيها نون، كما في الميزان.

ك- باب ( فَعْلَلَّى ).

وجاء فيه: (( مَرْحَيَّا: كلمة تقال عند الإصابة في الرمي.

وبَرْدَيّا: موضع ))([ccxxi][221]).

والياء المضعّفة في هاتين الكلمتين زائدتان، ووزنهما ( فَعْلَيّا ) وهي كذلك عند سيبويه([ccxxii][222])، إلاّ أنّها محرّكة العين، هكذا: فَعَلَيّا، وكذلك رواها ابن الدّهّان([ccxxiii][223])، وابن عصفور([ccxxiv][224]).

 

المبحث السّادس : أخطاء صرفيـّة صريحة

لابن دريد -بعد ذلك- آراء أو اجتهادات صرفيّة غير موفّقة في أوزان ألفاظ، أو تحديد زوائد فيها، أو إعادتها إلى أصولها اللّغويّة، كقوله في مادّة (م ح ق): (( فأمّا قول الشّاعر:

يُقِلِّبُ صَعْدَةً جَرْدَاءَ فيها

نَقِيعُ السُّمِّ أو قَرْنٌ مَحِيقُ

فليس من هذا، وهو من حُقْتُ الشّيءَ أَحِيقُهُ، وأَحُوقُه؛ إذا دَلَكْتَه، فهو محيق: مدلوك. وهو فعيل في معــنى مفعول ))([ccxxv][225]).

فكيف يكون (( المَحِيق )) من حُقْتُ، ويكون على وزن (فعيل)؟

والوجه أن المحيق إما أن يكون من أصل ثلاثيّ صحيح، وهو (م ح ق) وإمّا أن يكون من أصل أجوف، وهــو (ح و ق) أو (ح ي ق) فإن كان من (م ح ق) فوزنه  (فعيل) وإن كان من (ح و ق) أو (ح ي ق) فوزنه (مَفْعِل).

ومن أخطائه الصّرفيّة قوله: (( ليس في كلامهم فُعْلُول موضع الفاء منه ميم إلاّ في هذا الحرف: مُغْرُود ومُغْفـــُور، وهو صَمْغٌ يسقط من الشّجر حُلْوٌ ينقع، ويشرب ماؤه حلواً ))([ccxxvi][226]).

وقال في موضع آخر: (( والمَغافير: لَثًي من لثى الشّجر، وهو الصّمغ؛ الواحد: مُغْفُور، وهو أحد ما جاء على فُعْلُول موضع الفاء ميم ))([ccxxvii][227]).

والصّواب أن (( مُغْرُوداً )) و(( مُغْفُوراً )) على وزن (مُفعول) لأنّ الميم زائدة. وفي هذا يقول ابن خالويه: (( ليس في كلام العرب اسم على (مُفْعُول) إلا مُغْرُود، وهي الكمأة، ومُعْلُوق: شجر، ومُنْخُور: لغة في المَنخِر، ومُغْثُور ومُغْفُور من المَغَافير: صَمْغٌ حلو ))([ccxxviii][228]).

ومثل هذا ما حُكي عن الفرّاء([ccxxix][229]).

ومنه قوله في مادّة (ن س س): (( ونَسَّ فلان إبله يَنُسُّها نساً، إذا ساقها، والمِنسَاة غير مهموز مِفْعَلَة من هــــذا ))([ccxxx][230]).

وقوله: إنّ المنساة (مِفعلة) صحيح، ولكن كيف تكون من هذا؛ أي: من هذا الأصل: (ن س س)؟ لو كانت من هذا لقالوا: (( المِنَسَّة )) مثل (( المِخَدَّة )) من (خ د د).

والصّواب أنّ (( المِنْسَاة )) -وهي العصا- من أصل مهموز وأصلها (( المنسأة )) بالهمز من (ن س أ) وتخفّف فكأنّها -حينئذ- من المعتلّ: (ن س و) أو (ن س ي) وقد ذكرها ابن منظور في الأصلين المهموز والمعتلّ، وقال في المهموز: (( المِنسأة: العصا، يهمز ولا يهمز؛ يُنسَأُ بها. وأبدلوا إبدالا كلّياً، فقالوا: مِنسَاة، وأصلها الهمز ))([ccxxxi][231]).

ومنه قوله في تقليبات مادّة (رم - واي): (( ومن همز المُرُوءة أخذها من حُسْنِ مَرآة العين ))([ccxxxii][232]).

وهذا الاشتقاق لا يستقيم عند ربطه بالمادّة الّتي ورد فيها وهي مقلوب (رم - واي) لأنّ مرآة العين (مَفْعلة) من الرّؤية، ومادّتها (ر أ ى) وليست الميم فيها أصليّة.

ولذا ردّ عليه تلميذه أبو عليّ الفارسيّ، فقال وهو يعنيه: (( وزعم بعض رواة اللّغة أنّ المُرُوءة مأخوذة من قولهم: هو حَسَنٌ في مَرآة العين. وهذا من فاحش الغلط، وذلك أنّ الميم في مرآة زائدة، ومُرُوءة: فُعُولة، فلو كانت من المَرآة لكانت: رُئِيَّة، ولكنّها مأخوذة من أحد شيئين: إمّا أن تكون فُعُولة من المَرْء، كالرّجولة من الرّجل، وإمّا أن تكون من مَراءة الطّعام؛ لأنّ الآخذ بها يهضم نفسه لها، فيكفّ عن كثير مما يرتكبه المُطَّرِح لها، قال أبو زيد: مَرُؤَ مُرُوءة، فدلّت([ccxxxiii][233]) حكاية أبي زيد هذا على أنّ الميم فاء ))([ccxxxiv][234]).

وأنكر الراغب الأصفهاني -أيضاً- أن تكون (( المُرُوءة )) مشتقّة من قولهم: حَسُنَ في مرآة العين، وقال: (( هذا غلط؛ لأنّ الميم في مرآة زائدة، ومُرُوءة فُعُولة ))([ccxxxv][235]).

 

·        الفصل الثّالث : أسباب الخلل في الجمهرة

وقفنا في الفصل السابق على ما في الجمهرة من خلل في الأصول واضطراب فيها، وهو كثير كما رأينا من خلال المباحث الستة. فما أسباب هذا الخلل والاضطراب؟

هل نساير السّيرافّي وابن جنـّي ومن لفّ لفهما فنعزو هذا الخلل إلى ضعف ابن دريد في التـّصريف؟ وإذا أخذنا بهذا الرّأي فكيف نُفسر ما يتبدّى لقارئ الجمهرة من براعة ابن دريد اللّغويّة، وحذقه في التـّصريف في مواضع متفرّقة كثيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر قوله: (( واستعمل الاعتياص، وهو الافتعال من قولهم: اعتاص يعتاص اعتياصاً، وهذه الألف أصلها ياء كأنه: اعتَيَصَ ))([ccxxxvi][236]).

وقوله في مادّة (ل ت ت): (( زعم قوم من أهل اللّغة أنّ اللاتَ التي تعبد في الجاهليّة صخرة كان عندها رجل يَلُتُّ السّويق وغيره للحاجّ، فلمّا مات عُبدت. ولا أدري ما صحّة ذلك؛ لأنّه لو كان كذلك كان يكون: اللاتّ: بتثقيل التـّاء لأنـّها تاءان ))([ccxxxvii][237]).

وقوله في مادّة (ذ خ ر): (( وادّخرت ادّخاراً، وهو افتعلت من الذُّخر؛ الأصل فيه اذتخرتُ، فقلبوا التّاء دالا، لقرب مخرجها منها، وأدغموا الذّال في الدّال، وكذلك يفعلون في نظائرها، مثل ادّكر، ونحوه ))([ccxxxviii][238]).

وقوله: (( الـمُدالاة: المفاعلة من الرِّفق، من قولهم: دَلَوته في السّير أدلوه دَلواً، إذا رفقت به في السير ))([ccxxxix][239]).

وقوله في مادّة ( ك و ر): (( كار الرّجل إذا أسرع في مشيته يكور كَوْراً، واستكارَ استكارة. قال أبو بكر: وهذه الألف الّتي في استكار مقلوبة عن الواو، وكان الأصل: استكوَرَ، فألقيت فتحة الواو على الكاف، فانقلبت ألفاً ساكنة: وسمّي الرّجل مستكيراً من هذا ))([ccxl][240]).

وقوله في مادّة (ف ر ع): (( وأمّا فرعون فليس باسم عربيّ يُحكّم فيه التّصريف. وأحسب أنّ النون فيه أصليّة؛ لأنـّهم يقولون: تفرعن، وليس من هذا الباب ))([ccxli][241]).

ومثل هذا كثير في (( الجمهرة ))، وهو يدلّ دلالة واضحة على تمكّن ابن دريد من التّصريف، إلى الحدّ الذي يؤهّله لوضع معجم لغويّ يقوم أساساً على معرفة أصول الألفاظ، وما يعتريها من زوائد، وهل يصحّ بعد هذا ما يردّده بعض الباحثين المعاصرين، وهو (( أنّ معظم أخطاء ابن دريد قد نتجت عن عدم خبرته بعلم الصّرف ))([ccxlii][242]).

إنّ لخلل الأصول في الجمهرة أسباباً مختلفة منها ما يتّصل بمنهج ابن دريد، ومنها ما يتّصل برؤيته الخاصّة لبعض المسائل اللّغويّة، ومنها ما يحمل على السّهو. وفيما يلي أبرز الأسباب التي أدّت إلى الخلل والاضطراب في هذا المعجم:

الأوّل: اضطراب المنهج:

إنّ نظام التّقليبات وكثرة الأبواب والتّفريعات والملحقات غير المحكمة أوقعت ابن دريد في شيء غير قليل من خلل الأصول، فالمعجم مقسّم عنده إلى الثّنائيّ وما يلحق به، فالثّلاثيّ وما يلحق به، فالرّباعيّ وما يلحق به، فالخماسيّ وما يلحق به، ثمّ أبواب اللفيف وأبواب النّوادر.

ويلحق بباب الثّنائيّ أبوابٌ للثّنائيّ الملحق ببناء الرّباعيّ المكرّر، فباب للهمزة، وما يتّصل بها من الحروف في المكرّر، فباب للثّنائيّ في المعتلّ وما تشعّب منه.

ويلحق بأبواب الثـّلاثيّ الصّحيح باب لما يجتمع فيه حرفان مثلان في موضع الفاء والعين أو العين واللام أو الفاء واللام، فباب لما كان عين الفعل منه أحد حروف اللّين، فباب للنّوادر في الهمز.

ويلحق بأبواب الرّباعيّ أبواب للرّباعيّ المعتل، فباب لما فيه حرفان مثلان من الرّباعيّ، ثمّ أَلْحَقَ به عشرين بابا لأوزان مختلفة، حتـّى يخيـّل للقارئ أنّه أمام معجم من معاجم الأبنية لا الألفاظ.

أما أبواب الخماسيّ وما يلحق بها من أبواب مبنيـّة على الأوزان، وكذلك أبواب اللّفيف والنّوادر فهي إلى معاجم الأبنية أقرب، وفيها أدخل، والاضطراب فيها فاش.

وللّفيف عند ابن دريد مفهوم يختلف عمّا اصطلح عليه الصّرفيون، وهو لا يريد به إلاّ الأبواب القصيــرة، يقول: (( سمّيناه لفيفاً لقصر أبوابه والتفاف بعضها ببعض ))([ccxliii][243])  هكذا.

وبسبب هذا الاضطراب في المنهج تَشَتَّتَت الألفاظ والأبنية، وتكرّرت، واضطربت الأصول، ونتج عن ذلك الاضطراب في المنهج أن أورد ابن دريد ألفاظاً ثلاثـيّة الأصول في أبواب الرّباعيّ، وأورد ألفاظاً ثلاثـيّة الأصول أو رباعيّتها في أبواب الخماسيّ، واضطرب في أوزان كثير منها.

ولو أحكم أبن دريد منهجه وقلّل من التّفريعات والملحقات، وساير الخليل في تقسيم الأبنية ما وقع في كثير ممّا وقع فيه، ممّا قد يحمل على ضعف التّصريف، وليس الأمر كذلك.

الثّاني: الإملاء:

تقدّم أنّ ابن دريد أملى الجمهرة من حفظه، وارتجلها ارتجالاً، ولم يستعن عليها بالنّظر في شيء من الكتب إلاّ في الهمزة واللّفيف فإنّه طالع لهما بعض الكتب، وهذا يفسر شيئاً مما وقع في الجمهرة من خلل واضطراب؛ لأنّ السّهو مع الإملاء لا يدفع. ولهذا تقدّم ابن دريد معتذراً عن التّقصير في آخر باب المعتلّ من الثـّلاثيّ لما أحسّ بأنّ زمام المعجم يكاد يفلت من يده، فقال:
(( هذا آخر الثـّلاثيّ سالمه ومعتلّه، وذي الزّوائد منه، وإنّما أملينا هذا الكتاب ارتجالاً لا عن نسخة، ولا تخليد من كتاب قبله، فمن نظر فيه فليخاصم نفسه بذلك، فيعذر إنْ كانَ فيه تقصير أو تكرير ))([ccxliv]
[244]).

وكرّر اعتذاره في آخر المعجم قائلاً: (( وإنّما كان غرضُنا في هذا الكتاب قصد جمهور الكلام واللّغة، وإلغاء الوحشـــي المستــنكر، فإنْ كنا أغفلــنا من ذلك شيئاً لم ينكر علينا إغفاله، لأنّا أمليناه حفظاً، والشّذوذ مع الإملاء لا يدفع ))([ccxlv][245]).

وهكذا غلبت حافظة ابن دريد، وحُبّه التّفرد، وغلبة الأقران، وانتزاع الإعجاب من التلامذة على ما كان ينبغي له أنْ يأخذ به نفسه في معجم لغويّ كبير، يقوم على منهج متشعّب الفروع. والإملاء إنّما يحسن في نوادر الأدب، لا في اللّغة والمعاجم، ولذا لم يعذر ابن دريد حينما رأى علماء العربيّة في معجمه خللاً واضطراباً.

وفي ظنّي أنّ ابن دريد لو تجنـّب الارتجال ما وقع في كثير من الهنات والمآخذ، التي نُحصيها عليه اليوم.

الثّالث: هاء التـّأنـيث:

لابن دريد مذهب غريب في رؤيته لأصول الألفاظ، وهو أنّه يعدّ هاء التـّأنيث ( تاء التّأنيث ) من أصول الكلمة  كما تقدّم في المبحثين الثـّاني والثـّالث من الفصل الثـّاني، وهذا مذهب فاسد في الصّنعة المعجميّة، نتج عنه خلل ظاهر في الأصول. ولهذا اتَّهَمَ عبدُالقاهر الجرجانيُّ ابنَ دريد بالجهل بأصول الألفاظ، وبأنّ تصريفه كتصريف الصبيان([ccxlvi][246])؛ لأنـّه ذكر (( لَثَة )) في تقليبات (( ثهلان )) ([ccxlvii][247])و(( رِعَة )) في تقليبات ((  عاهر ))([ccxlviii][248]) مع اختلاف الأصول.

فهل كان ابن دريد يجهل أنّ هاء التـّأنيث لا تكون أصلاً من أصول الكلمة، فاختلط عليه أمرها؟

لا، ليس الأمر كذلك، فإنّ زيادة هذا الحرف في الكلمة أمر لا يخفى على المبتدئين، فكيف يخفى على لغويّ مقتدر كابن دريد؟

لقد تعمّد ابن دريد إدخال هاء التـّأنيث في أصول الكلمة عند التقليب، فكان صنيعه ذلك ناشئاً عن قصد، وهو أنّه ينظر إلى الكلمة، فإن كان لها مذكر من لفظها لم يعدّ الهاء من أصولها، وإن لم يكن لها مذكر من لفظها عدّ الهاء من أصولها؛ لأنّها كالحرف اللازم في الكلمة، فالتّاء في (( البَكْرَة )) -وهي الفَتِيّ من الإبل- ليست لازمة لها، لأنّه يقال للمذكّر (( بَكْر )) فلذلك ذكرها ابن دريد في مادّة ( ب ك ر )([ccxlix][249]).وأمّا (( الجَمْحَة )) وهي العين، فالهاء فيها لازمة، فلا يقال: (( جَمْح )) ولذلك ذكرها في الرّباعيّ ( ج م ح هـ )([ccl][250]).

فالعبرة عنده بلزوم الحرف وبقائه في الكلمة، وكذلك يفعل فيما فيه زوائد لازمة غير الهاء، كما سيأتي.

ولم يتركنا ابن دريد نستنتج ذلك فنصيب أو نخطئ،.ولكنـّه نصّ عليه في غير موضع من معجمه، كقوله في باب الرّباعيّ: (( القِرْبة: معروفة، وليس لها مذكر، ولذلك أدخلناها في الرّباعيّ مع هاء التـّأنيث ))([ccli][251]).

وقوله: (( حَرْدَة: اسم موضع، وهذه الهاء هاء التـّأنيث، وليس له مذكر في معـــناه ، فاستجــزنا إدخاله في هذا الباب ))([cclii][252]) أي في الرّباعيّ.

وقوله: (( الجَمْحَة: العين...وإنّما أدخلناها في هذا الباب، لأنّه لا مذكر لها، فالهاء كالحرف اللازم  ))([ccliii][253]).

وقوله: (( الحَسَكة ... الحقد في القلب، وأدخلناه في هذا الباب؛ لأنّه لا مذكر له من لفظه، إلاّ أن تقول: حَسَكٌ، تريد جمع حسكة ))([ccliv][254]).

وقوله: (( درهم قَفْـــلَة؛ أي: وازن ، الهاء أصلية ، وهـي هاء التـّأنيث، لازمة له، لا تفارقه، ولا يقال: درهم قَفْلٌ ))([cclv][255]).

وقوله: (( الصُّفَّة: صُفَّة البيت، وصُفُّة السّرج. قال أبو بكر: وإنّما أدخلناها في هذا الباب؛ لأنّه لا مذكر لها، والهاء تقوم مقام حرف ثالث ))([cclvi][256]).

هذا شأنّ ابن دريد في هاء التـّأنيث، ونقف معه هنا ثلاث وقفات:

الأولى: أنّ هذا الصنيع غير مألوف في صناعة المعاجم الّتي تقوم على الأصول، وليس له مبرر مقنع. أمّا دفاع المستشرق (( كرنكو )) عن ابن دريد في هذه المسألة، وذكره أنّ الدّافع لابن دريد في ارتكاب هذا هو جهل النـّاس في عصره، وعدم استطاعتهم التـّفريق بين ما فيه الهاء الأصليّة، وما فيه هاء زائدة للتـّأنيث([cclvii][257])، فأمر غير مقبول، لما فيه من إساءة الظّنّ بالنـّاس؛ ولأنّه لايمكن أن يتـّخذ جهل الجاهلين وسيلة لارتكاب مثل هذا الشّذوذ، في صنعة محكمة.

الثانية: أنّ ابن دريد اضطرب عند التّطبيق، فذكر ألفاظاً مؤنّثة بتاء لازمة في أصولها الصّحيحة، أي دون أن يعتدّ بالهاء، فذكر في مقابل ذلك ألفاظاً مؤنّثة بتاء ليست لازمة في أصل فيه الهاء، أو ذكرها في موضعين كـ (( الغُصَّة )) ذكرها في ( غ ص ص )([cclviii][258]) و ( غ ص هـ )([cclix][259]) و(( الشّقّة )) ذكرها في ( ش ق ق )([cclx][260]) و ( ش ق هـ )([cclxi][261]) ومثل هذا كثير.

الثّالثة: أنّ عَدَّهُ هاء التـّأنيث من أصول الكلمة أوقعه في خطأ آخر في الثـّلاثيّ المضعّف ( الثنائي عند ابن دريد ) وهو إسقاط لام الكلمة وإحلال الهاء محلّها، كإيراده (( مكّة )) في تقليبات ( م ك هـ ) والصّواب أنّها من ( م ك ك ) فأسقط لام الكلمة وأحلّ محلّها الهاء، وبذلك وقع في خطأين، إدخال الهاء في أصول الكلمة، وحذف لامها الأصليّة، وهي الكاف.

ومثل هذا جعله (( البَنَّة: الرّائحة الطّيّبة )) في ( ب ن هـ )([cclxii][262]) وهي من (ب ن ن) وجعله (( الفِضّة )) في تقليبات ( ف ض هـ )([cclxiii][263]) وهي من ( ف ض ض ).

أمّا في الثـّلاثيّ المعتلّ فإنّ هذه الهاء تكون على حساب حرف العلّة؛ فاء الكلمة في المثال، أو لامها في النّاقص كـ (( السّعة )) ذكرها في مادّة( س ع هـ )([cclxiv][264]) وهي من (و س ع)، و(( البُرَة )) في ( ب ر هـ )([cclxv][265]) وهــي مـن ( ب ر و ).

الرّابع: الحرف الزائد للإلحاق:

يَعُدُّ ابن دريد الحرف الزّائد اللازم في الكلمة من أصولها، وهو الحرف الّذي لا يزاد لمعنى، وإنّما يزاد لإلحاق أصل بأصل، أونحو ذلك، فالواو في (( كَوْثَر )) والياء في (( سَيْطَرَ )) والدال في (( قَرْدَد )) من أصول الكلمة عنده، فهي رباعيّة لأنّ هذه الحروف لازمة لا تسقط من الكلمة، أمّا الميم والواو في (( مكتوب )) أو الياء في (( شديد )) فليست لازمة، ولهذا لا يعدّها في أصول الكلمة.

وهذا ما يفسّر كثيراً مما جاء في الرّباعيّ والخماسيّ واللّفيف ممّا نعدّه خللا بمقاييسنا، وهو ينصّ عليه صراحة في بعض العناوين، كقوله في أبواب الخماسيّ: (( باب ما جاء على فُعالل مما ألحق بالخماسيّ للزوائد الّتي فيه، وإنْ كان الأصل غير ذلك ))([cclxvi][266]). وقوله:
(( باب ما جاء على فُعالَى فألحق بالخماسيّ للزّوائد، وإنْ كان الأصل غير ذلك ))([cclxvii]
[267]).

الخامس: صورة اللفظ:

قد ينظر ابن دريد إلى صورة الكلمة فيضعها في أصل غير أصلها الصّحيح، كقوله في الرّباعيّ: (( وأيهم: اسم، يقال اللّهم إنّا نعوذ بك من الأيهمَين السّيل والجمل الصَّؤول. قال أبو بكر: وأَيْهَم إن شاء قائل أن يقول: في وزن (أفعل) كان قولا، ولكنّا أدخلناه في هذا الباب؛ لأنّ اللّفظ يشبه لفظ (فيعل) لأنّ أوّله همزة، كأنّه عَيْهَم ))([cclxviii][268]).

وقوله في الرّباعيّ: (( والتّولج والدّولج ... وليست الواو زائدة؛ لأنّه من الولوج، والواو فاء الفعل، إلاّ أنّه في وزن فوعل ))([cclxix][269]).

وهو يقصد هنا الوزن الصّوتيّ، أي: تمثيل نطق الكلمة، كما تقول: تولج على وزن شوحط ، أو يريد أنّها شابهت وزن (فوعل) فكأنّها منه، فذكرها فيه، و(فوعل) عنده من الرّباعيّ؛ لأنّ الواو لازمة.

وقوله في تقليبات مادّة (ر ض م): (( والمُرِضّة ليس من هذا الباب، ولكن اللّفظ أشبه اللّفظ، لأنّ الميم فيها زائدة، وأصلها من الرّضّ ))([cclxx][270]).

ويلحق بهذا أنّه قد يجعل الهمزة الزّائدة في أوّل الثـّلاثيّ من أصله، كجعله (( الأَحَذّ )) في تقليبات الأصل الثـّلاثيّ: (ح ذ - و ا ي) و(( أرمّ القوم )) في تقليبات الأصل الثـّلاثيّ: (رم - و ا ي)، ومثلهما: (( فرس أَغَرّ )).

ويبدو أنّه رأى الهمزة الزّائدة في أوّل هذه الكلمات مع إدغام العين في اللام، فاشتبه عليه الأصل، كأنّه نظر إلى صورة اللّفظ من غير تدقيق في أصله، والهمزة على منهجه من حروف العلّة، وتأتي في تقليبات المعتلّ، إلاّ أنّها في مثل هذه الألفاظ زائدة، ووزنها (أفعل) ولو دقّق ابن دريد فيها عرف الأصل.

السّادس: تداخل الأصول اللّغويّة:

قد يتداخل أصلان لغويان في كلمة واحدة فيلتبسان، كـ (( المدينة )) يتداخل فيها أصلان ( م د ن) و(د ي ن) ويتداخل في كلمة (( الملائكة )) ثلاثة أصول: (ل أ ك) و(أ ل ك) و(م ل ك)، ويتداخل في كلمة (( الذُّرِّيَّة ))  أربعة أصول: (ذ ر أ) و(ذ ر ر) و(ذ ر و) و(ذ ر ي) وهذا باب واسع، لا يكاد يبرأ منه أحد من صنّاع المعاجم، ومنهم ابن دريد، فقد يضع الكلمة بسبب التّداخل في غير موضعها، وقد يضعها في موضعين.

ومما وضعه في غير موضعه بسبب التّداخل كلمة (( الغَوْغَاء من النّاس الّذين لا نظام لهم ... أُخِذَ من غَوْغَاء الدَّبَى )) أوردها في تقليبات مادّة ( غ أ و ي )([cclxxi][271]) من باب الثّنائيّ في المعتلّ.

وليست هذه الكلمة من هذا الأصل، وهي تحتمل أصلين، أحدهما ثلاثيّ، وهو (غ و غ) والآخر رباعيّ وهو (غ وغ و)، ومن العرب من يجعلها بمنزلة (( عَوْراء )) فيؤنَّث، و لايصرف، فيقول (( غوغاءُ )) فالهمزة -حينئذ- زائدة، والأصل (غ و غ).

ومنهم من يقول (( غَوْغَاءٌ )) بالتّذكير والصّرف، فهي عنده بمنزلة  (( القَمْقَام )) و(( القَضْقَاض )) أي أنّه يجعل الغين والواو مضاعفين بمنزلة القاف والميم في (( القمقام )) والقاف والضاد في (( القضقاض )) وأصلها على هذا (( الغوغاو )) فقلبت الواو همزة، لتطرّفها بعد مدّ، فهي من باب الرّباعيّ المضاعف، وأصلها (غ و غ و).

ولم يضعها ابن دريد في أحد هذين الأصلين، ولكنّه ابتدع لها أصلاً ثالثاً وضعها فيه، وهو (غ و ى)

ووضع (( الشّاءَ )) -واحدها شاة، وصاحبها شاويّ- في تقليبات مادّة (ش أ و ي)([cclxxii][272]) من باب الثّنائيّ المعتلّ، وهي تحتمل أحد أصلين ثلاثيّين أحدهما أجوف، والآخر لفيف مقرون.

فالأوّل، وهو (ش و ه) فيه تفصيل ذكره المبرّد([cclxxiii][273])، ورجّحه العلماء([cclxxiv][274]) ولا حاجة لذكره هنا.

والثّاني مذهب مرجوح، وهو أنّه لفيف مقرون من (ش و و) أو (ش و ي) وقد فصّلت فيه في بحث (( تداخل  الأصول ))([cclxxv][275]) بما لا حاجة لذكره هنا.

أما الآخر وهو ما وضعه في موضعين، فمنه قولهم (( برأل الحُبارى، إذا نشر برائله، لفزع أو قتال )) وضعه في أصلين: ثلاثيّ ورباعيّ، وهما (ب ر ل)([cclxxvi][276]) و(ب ر أ ل)([cclxxvii][277]).

ووضع (( صَدَّاء )) -وهو ماء- في موضعين: (ص د د)([cclxxviii][278]) و(ص د ى)([cclxxix][279])، فيجوز أن تكون (( صدّاء )) (فَعلاء) من (ص د د) فكأنّها تصدُّ طالبها.

ويجوز أن تكون (فَعَّالاً) من (ص د ي) من صَدِيَ يَصْدَى؛ وهو شدّة العطش.

وهي -أيضاً- تحتمل أصلاً ثالثاً، هو (ص د أ) ووزنها حينئذ (فعّال) أيضاً، ولذلك وضعت في بعض المعاجم([cclxxx][280]) في المهموز.

ووضع (( المجلّة )) في موضعين: (ج ل ل)([cclxxxi][281]) و(م ج ل)([cclxxxii][282]).

ووضع (( الدّكان )) في موضعين (د ك ك)([cclxxxiii][283]) و(د ك ن)([cclxxxiv][284]).

ومثل هذا كثير في (( الجمهرة )).

         

الخــــاتمة :

وقفنا في هذا البحث على ثلاث مسائل رئيسة من خلال فصول البحث:

الأولى: التّعريف الموجز بابن دريد، ومعجمه الجمهرة، والمنهج الّذي ارتضاه لنفسه، ثمّ التّعرّف عن كثب على مواقف العلماء من ابن دريد في معجمه، واختلافهم في أمره بين مادح وقادح، ورصد أبرز مآخذهم عليه.

الثّانية: الوقوف على خلل الأصول في الجمهرة في أبواب الثّنائيّ والثـّلاثيّ والرّباعيّ والخماسيّ واللّفيف وملحقاتها.

الثّالثة: الكشف عن أسباب الخلل في الأصول واضطرابها في الجمهرة.

ويمكن أن نخرج ببعض النّتائج، ومن أبرزها:

أ ـ لم يخل باب من أبواب الجمهرة من خلل الأصول أو اضطرابها، وكَثُرَ الخلل في:

1ـ ما فيه هاء تأنّيث (تاء تأنّيث) وبخاصّة الثـّلاثيّ المضعّف والثـّلاثيّ المعتلّ والرّباعيّ.

2ـ ما فيه همزة.

3ـ الثـّلاثيّ المعتلّ.

4ـ الثـّلاثيّ المزيد بحرف للإلحاق.

5ـ الرّباعيّ المزيد بحرف للإلحاق.

6ـ ما فيه نون ثانية زائدة.

7ـ ما فيه نون ثالثة ساكنة.

ب ـ لم يكن جمهور الخلل في معجم الجمهرة ناشئاً عن قصور ابن دريد في التّصريف، كما قال بعض العلماء بـل هو ناشيء عن أسباب مختلفة، منها ما يتّصل بمنهج ابن دريد، ومنها ما يتّصل برؤيته الخاصّة لبعض المسائل اللّغويّة ومنها ما يحمل على السّهو، ومن أبرز تلك الأسباب:

1ـ اضطراب منهجه.

2ـ ارتجاله الجمهرة وإملاؤه إيّاها من محفوظه.

3ـ نظرته الخاصّة إلى هاء التّأنيث.

4ـ نظرته الخاصّة إلى الحرف الزّائد اللاّزم (حرف الإلحاق).

5ـ نظرته إلى صورة اللّفظ.

6ـ تأثُّره بتداخل الأصول اللّغويّة.

ولذا ينبغي أنْ تحفظ لابن دريد مكانته العلميّة الّتي تليق بعالم لغويّ متقدّم خَطَا بالصّنعة المعجميّة خطوة موفّقة إلى الأمام، وبرع في اشتقاق الألفاظ، ولم يقصّر في التّصريف، ولا يضيره ألاّ نضعه في منزلة أبي عليّ الفارسيّ أو تلميذه ابن جنّي، فهذان من أعلام التّصريف في العربية، ومن رواده المشهود لهم بالتفوّق.

وحَسْبُ ابن دريد أنّ يقال: إنّه كان على قدر كافٍ من الإلمام بالتّصريف، إلى الحدّ الذي يُؤهّله لوضع معجم لغويّ يقوم أساساً على معرفة أصول الألفاظ، وما يعتريها من زوائد، ولولا الأسباب السّتة التي ذكرتُها في هذا البحث لجاء معجم (( الجمهرة )) في وضع أفضل.

رحم الله ابن دريد، وأجزل له المثوبة، كفاء ما بذله من جهد في سبيل صناعة المعاجم العربية.

 

الحواشي والتعليقات

 

(1)   ينظر: المقتصد في شرح التكملة 2/833.

(2)   البصائر والذخائر 9/20.

(3)   ينظر: البغداديات 96.

(4)   الخصائص 3/288.

(5)  سر صناعة الإعراب 2/568، 569.

(6)   ينظر ترجمته في: مــراتب النحويين 135، وطبقات النحويين واللغويين 183، والفهرست 67، وتاريخ بغداد 2/195، والأنساب 5/342، ونزهة الألباء 191، ومعجم الأدباء 6/2489، وإنباه الرواة 3/92، والمحمدون من الشعراء 1/241، ووفيات الأعيان 4/323  والوافي بالوفيات 2/339، وطبقات الشافعية الكبرى 3/138، والبداية والنهاية 11/176، وبغية الوعاة 1/76، وطبقات المفسرين للــداودي 2/122، وشذرات الذهب 2/289، وخزانة الأدب 3/119.

(7)   ينظر: معجم الأدباء 1/2490.

(8)   هي الجزر الواقعة في شط العرب.

(9)   ينظر: الفهرست 67.

(10)مراتب النحويين 135.

(11)خزانة الأدب 3/120.

(12)تاريخ بغداد 2/196.

(13)ينظر: معجم الأدباء 6/2491.

(14)الترتيب الأبتثي كلمة منحوتة من: أ ب ت ث أما الأبجدي فهي من: أ ب ج د، ولهذا فإن كلمة (( الأبتثي )) في رأيي المتواضع أدق من قولنا: الألف بائي لأن ألف باء هي -أيضا- في: أ ب ج د (( أبجد )) فقد يقع اللبس، ومع ذلك لا مشاحّة في الاصطلاح.

(15)وبهذا يستبعد معجم (( الجيم )) للشيباني.

(16)ينظر: الجمهرة 3/1227.

(17)ينظر: الفهرست 83.

(18)ينظر: التكملة والذيل والصلة للصغاني 1/8.

(19)ينظر: معجم الأدباء 2/698.

(20)ينظر: المصدر السابق 1/329.

(21)ينظر: بغية الوعاة 2/344.

(22)ينظر: كشف الظنون 1/606.

(23)البصائر والذخائر 9/02.

(24)ينظر: البغداديات 96،وبقية الخاطريات 54، والخصائص 3/882، والمحكم 1/68.

(25)البغداديات 96.

(26)الخصائص 3/288.

(27)المزهر 1/93.

(28)المقتصد في شرح التكملة 2/832، 338، وينظر: الجمهرة 2/981.

(29)الاشتقاق ( مقدمة المحقق ص 14 ).

(30)ينظر: المعجم العربي 034، والمعـاجم العــربية 52، والبحـــث اللغــوي عند العــــرب 205، والمعـــاجم العـربية المجنسة 120، ودراسات في المعاجم العربية 46، والمعاجم اللغوية العربية 81، والمعاجم العربية: دراسة تحليلية 62.

(31)ينظر: المعجم العربي 410، 420، ومحمد بن دريد وكتابة الجمهرة 317، والمعاجم اللغوية 90.

(32)التهذيب 1/31.

(33)المصدر السابق 1/31.

(34)المجمل (قزب) 2/752.

(35)ينظر: المزهر 1/94.

(36)المقصور والممدود للقالي 299.

(37)وفيات الأعيان 4/327.

(38)مراتب اللغويين 135، 136.

(39)مروج الذهب 4/299.

(40)طبقات النحويين 184.

(41)نزهة الألبا 191.

(42)المحمدون من الشعراء 1/241.

(43)ينظر: الفوائد المحصورة ( مقدمة المحقق 22) ومحمد بن دريد وكتابه الجمهرة 323، والجمهرة ( مقدمة المحقق الدكتور رمزي بعلبكي 1/26) وأبو علي القالي 64.

(44)ينظر: الجمهرة ( مقدمة المحقق محمد السورتي ص 7)، طبعة حيدر آباد.

(45)ينظر: معجم الأدباء 6/2496، وكشف الظنون 1/605.

(46)ينظر: العين، على سبيل المثال 6/196 – 199.

(47)الجمهرة 1/245.

(48)المصدر السابق 1/238.

(49)المصدر السابق2/1014.

(50)المصدر السابق 2/1015.

(51)المصدر السابق 1/243.

(52)المصدر السابق 1/1014.

(53)المصدر السابق 1/245.

(54)المصدر السابق 1/246.

(55)المصدر السابق 1/247.

(56)المصدر السابق 1/248، والبِرسام: عِلّة يُهْذَى فيها. ينظر: القاموس (برسم) 1395.

(57)المصدر السابق1/237.

(58)ينظر: الصحاح (أرر) 2/578.

(59)ينظر: اللسان (أرر) 4/16.

(60)المصدر السابق (أرر) 4/16.

(61)ينظر: التهذيب ( آر ) 15/327.

(62)ينظر: الجمهرة 1/56.

(63)المصدر السابق 1/238.

(64)المصدر السابق1/57.

(65)المصدر السابق 1/241.

(66)كذا في الجمهرة 1/247 ( بتحقيق الدّكتور رمزي بعلبكي ) وهو تحريف، وينظر: الجمهرة 1/189 ( بتحقيق محمد السورتي ) ومعجم ما استعجم 1/185.

(67)الجمهرة 1/247.

(68)المصدر السابق 1/248.

(69)المصدر السابق 1/248.

(70)ينظر: الكتاب 4/294، والمنصف 2/178، وسر الصناعة 1/180،181، ورسالة الملائكة 280، ودقائق التصريف 183، والمقتصد في شرح التكملة 2/823، والتسهيل 296، وشرح الشافية للرضي 1/62، والملخص 2/257.

(71)ينظر: الجمهرة 1/173 – 225.

(72)الجمهرة 1/176.

(73)المصدر السابق 2/999.

(74)المصدر السابق 1/187.

(75)المصدر السابق 1/204.

(76)المصدر السابق 1/206.

(77)المصدر السابق 1/222، وأعادها ابن دريد في ( ك أ و ي ) 1/246، و ( ك هـ ـ و ا ي ) 2/1084.

(78)أعني ما ورد منه في أبواب الثلاثي الصحيح، وهو اضطراب من ابن دريد.

(79)الجمهرة 1/287.

(80)المصدر السابق1/341.

(81)المصدر السابق 1/352.

(82)المصدر السابق 1/362.

(83)المصدر السابق 1/378.

(84)المصدر السابق 1/378.

(85)المصدر السابق 1/382.

(86)ومــن ذلـــك جـعـلــه (( البُحَّــة )) في ( ب ح هـ) 1/278، و (( الصُّبَّــة)) في تقليبــات ( ب ص هـ) 1/352    و (( الضّبّــة )) في تقليبات ( ب ض هـ) 1/356، و (( الطِّبّة )) في تقليبات ( ب ط هـ) 1/363، و (( القبّة )) في تقليبـــات ( ب ق هـ) 1/376، و (( اللّبّة )) في تقليبات
( ب ل هـ) 1/380، و (( التِّكّة )) في ( ت ك هـ) 1/409، و (( الخُثَّة في تقليبات ( ث خ هـ) 1/418، و (( ناقة ثَرَّة )) فــي ( ث ر هـ) 1/425، و (( العُثَّة )) في تقليبات ( ث ع هـ) 1/427، و (( الثَّلّة )) في ( ث ل هـ) 1/432، و (( الثُّنّة )) فـــــي ( ث ن هـ) 1/434  و (( الحُجّة )) في تقليبات ( ج ح هـ) 1/443، و (( الجُدّة)) في ( ج د هـ) 1/452، و (( العُجّة )) في تقليبــــــات ( ج ع هـ) 1/486  و (( الجَفَّة )) في ( ج ف هـ) 1/490، و((اللُّجّة )) في تقليبات ( ج ل هـ) 1/494، و (( الجَمَّة )) في ( ج م هـ) 1/495، و (( الجَنّة )) فــي ( ج ن هـ) 1/498،  و (( الحَرَّة )) في ( ح ر هـ) 1/526، و (( الحَزّة )) في ( ح ز هـ) 1/531، و (( الحِصّة )) في  ( ح ص هـ) 1/544، و(( الصِّحّة )) في تقليبات ( ح ص هـ) 1/544، و (( الحِطّة )) في ( ح ط هـ) 1/552، و ((  الفحّة )) في تقليبــات ( ح ف هـ )1/557، و (( الحَمَّة )) في ( ح م هـ) 1/574، و (( حَنّة الرجل )) ( ح ن هـ) 3/575، و (( الزّخّة )) في تقليبــــات ( خ ز هـ) 1/597  و (( الخُلّة )) في ( خ ل هـ) 1/621، و (( النّخّة )) في تقليبات ( خ ن هـ ) 1/622، و (( المَخَنَّة )) في ( خ ن هـ) 1/623، و (( الدّرّة )) في ( درهـ) 2/641، و (( الدُّقَّة )) في ( دق هـ) 2/ 678، و (( الصَّرّة )) في تقليبات ( ر ص هـ) 2/745، و (( القُذَّة )) في تقليبــــات  ( ذ ق هـ) 2/700، و (( الضَّرَّة )) في تقليبات ( ر ض هـ) 2/753، و (( الطُّرّة )) في تقليبات ( ر ط هـ) 2/762، و (( العُرَّة )) في تقليبات ( رع هـ) 2/776، و (( الرِّمّة )) في ( ر م هـ) 2/803، و (( الرَّنّة )) في ( ر ن هـ) 2/807، و (( الزِّلّة )) فـــــي ( ز ل هـ)2/827 و(( السَّلَّة )) في ( س ل هـ) 2/860، و (( الشُّقّة )) في ( ش ق هـ) 2/876، و (( القِشّة )) في تقليبات ( ش ق هـ) 2/876، و (( الغُصَّة )) في تقليبات ( ص غ هـ) 2/890، و (( الصُّفّة)) في ( ص ف هـ) 2/893، و (( القُصَّة )) في تقليبات ( ص ق هـ) 2/895، و (( الصَّلّة )) في ( ص ل هـ) 2/898، و(( الصِّمّة )) في ( ص م هـ) 2/899، و (( النُّصّة )) في تقليبات ( ص ن هـ) 2/900، و (( الضَّفّة )) في ( ض ف هـ) 2/908، و (( الفِضّة )) في تقليبات ( ض ف هـ) 2/908، و (( القِضّة )) في تقليبات ( ض ق هـ ) 2/910، و (( ضِنّة )) في ( ض ن هـ ) 2/913، و (( الطّلّة )) في ( ط ل هـ) 2/927، و (( الكِظّة )) في تقليبات ( ظ ك هـ ) 2/933،  و (( الظُّلّة )) في ( ظ ل هـ) 2/935  و (( الظّنّة )) في ( ظ ن هـ) 2/935، و (( العُكّة )) في (ع ك هـ)2/948، و (( العُنَّة )) في ( ع ن هـ) 2/955، و (( الغُفّة )) في ( غ ف هـ) 2/959، و (( الغُلّة )) في ( غ ل هـ ) 2/962، و (( الغُمَّة )) في( غ م هـ ) 2/963، و (( الغُنَّة )) في ( غ ن هـ ) 2/964، و (( القُفَّة )) في تقليبات ( ف ق هـ) 2/968، و(( الفَكَّة )) في( ف ك هـ ) 2/970، و (( كِفّة الميزان )) في تقليبات ( ف ك هـ) 2/970، و (( القُلّة )) في( ق ل هـ ) 2/976، و(( قِمّة الرأس )) في( ق م هـ) 2/978، و(( القُنَّة )) في( ق ن هـ)2/979، و(( الكِلّة )) في ( ك ل هـ) 2/982 و(( كَنّة الرجل )) في ( ك ن هـ) 2/985، و (( اللَّمَّة )) في ( ل م هـ) 2/987، و (( المَلَّة )) في تقليبات ( ل م هـ) 2/988، و (( المُنَّة )) في ( م ن هـ) 2/992، ... وكل هذا من المضعف، وليس في أصله هاء.

(87)الجمهرة 2/844.

(88)المصدر السابق 2/898.

(89)المصدر السابق 2/931.

(90)المصدر السابق 1/331.

(91)المصدر السابق 1/544.

(92)المصدر السابق 1/574.

(93)ينظر على سبيل المثال في الجمهرة: 1/363، 496، 544، 574،  2/678، 696، 905، 987.

(94)الجمهرة: 1/139.

(95)المصدر السابق 1/136.

(96)المصدر السابق 1/128.

(97)المصدر السابق 1/135.

(98)المصدر السابق1/303.

(99)المصدر السابق 2/678.

(100)المصدر السابق 1/498.

(101)ينظر: الخصائص 2/58.

(102)الجمهرة: 2/1027.

(103)المصدر السابق 2/1028.

(104)المصدر السابق2/1075.

(105)المصدر السابق 2/1086.

(106)المصدر السابق 2/1091.

(107)المصدر السابق 2/1091.

(108)المصدر السابق 2/1091.

(109)المصدر السابق 2/1091.

(110)المصدر السابق2/1091.

(111)المصدر السابق 2/1091.

(112)المصدر السابق 2/1094.

(113)المصدر السابق 2/1107.

(114)المصدر السابق 2/1107.

(115)المصدر السابق 2/1107.

(116)المصدر السابق 1/173-225.

(117)المصدر السابق 1/226-228.

(118)المصدر السابق 2/1111.

(119)المصدر السابق 2/1112.

(120)المصدر السابق2/1113.

(121)المصدر السابق 2/1113.

(122)المصدر السابق 2/1113.

(123)المصدر السابق 2/1113.

(124)المصدر السابق 2/1117.

(125)المصدر السابق 2/1129.

(126)المصدر السابق 2/1129.

(127)المصدر السابق 2/1130.

(128)المصدر السابق: 2/1131.

(129)ومنه ( أي مما جاء في أبواب الرباعي وهو ثلاثي): ثجرة النّحر 2/1130، وطَيثرة: اسم وهو مأخوذ من الطثر 2/1131 والرَّعْثة: القُرط 2/1131، والعَثْرَة من قولهم: عَثَر عَثرة سوء 2/1131، والنَّثْرَة: الدرع ونجوم في السماء 2/1131، والثَّفِنَة: آثار مواقع أعضاء البعير على الأرض 2/1132، وتُكْمَة: اسم امرأة 2/1132، والثُكْنة: الجماعة من الطير والناس 2/1133، والثُّلْمَة: الفتح في الشيء: 2/1133 والثُّمْلة: البقية من الطعام 2/1133، ومُثْلَة: فاقة 2/1133، والنَّثْلَة: الدرع 2/1133، والجَحْرَة: السنة المجدبة 2/1134، والحُجْرة: الموضع المحجور عليه 2/1134، والحَجْفة: ترس يتخذ من جلود الإبل 2/1135، والجُحْفة: موضع من مواقيت الحج 2/1135، والجَحْمة: العــــين 2/1135، وحَرْدَة: اسم موضع 2/1140، والحَسَكة: الحقد في القلب 2/1142، والخَفْقة: الأرض الواسعة المنخفضة 2/1145، والقِشْدَة: خلاصة السمن 2/1148، والصَّدُقة: الصَّداق 2/1148، والصَّدَقة: ما تصدق به الإنسان 2/1148، والغُرْفة: الحجرة 2/1154، والرُّفْقة: الرفاق 2/1154 الرَّقَلة: النخلة الطويلة 2/1154، والقَرْمَة: جُليدة تقتطع من أنف البعير ثم تفتل 2/1154، والزُّنْمة والزَّنَمَة: لحمة معلقة تحت فكّي العنز والتيس 2/1155، والسِّلعة:البضاعة 2/1156، وعجوز شَهْلة: كهلة 2/1157، والقصعة: معروفة 2/1158، وصَنْفَة الثوب: حاشيته 2/1158 والعُضْلة: الداهية 2/1158، العُظْمة: ما تضعه المرأة على عجزها لتعظمه به 2/1159، ودرهم قَفْلة: أي وازن 2/1160، المُقْلَة: مقلة العيــن 2/1160، الكَلِمَة: واحدة الكَلِم 2/1161.

(130)الجمهرة 2/1116.

(131)المصدر السابق 2/1136.

(132)المصدر السابق 2/1141.

(133)المصدر السابق2/1165.

(134)المصدر السابق 2/1165.

(135)المصدر السابق 2/1168.

(136)المصدر السابق 2/1173.

(137)المصدر السابق 2/1178.

(138)المصدر السابق 2/1180.

(139)المصدر السابق 2/1181.

(140)المصدر السابق 2/1181.

(141)المصدر السابق 2/1182.

(142)المصدر السابق2/1125.

(143)المصدر السابق 1/338.

(144)المصدر السابق 2/1140.

(145)المصدر السابق 2/1142.

(146)المصدر السابق 2/1148.

(147)المصدر السابق2/1163.

(148)ينظر: الكتاب 4/424، 425، والمقتضب 1/203، 204، وشرح المفصل لابن يعيش 7/156، وشرح الشافية للرضي 1/64 والتسهيل 298، والمساعد 4/74، والهمع 2/216.

(149)الجمهرة 2/1164.

(150)المصدر السابق 2/1164.

(151)المصدر السابق2/1164.

(152)المصدر السابق 2/1164.

(153)المصدر السابق 2/1165.

(154)المصدر السابق 2/1166.

(155)المصدر السابق 2/1165.

(156)المصدر السابق 2/1165.

(157)المصدر السابق 2/1165.

(158)المصدر السابق 2/1166

(159)المصدر السابق2/1134

(160)المصدر السابق 2/1158،1159.

(161)المصدر السابق 2/1154.

(162)ينظر: اللسان ( قرم ) 12/473.

(163)الجمهرة 2/1176.

(164)المصدر السابق 2/1185.

(165)المصدر السابق 2/1186.

(166)المصدر السابق 2/1186.

(167)المصدر السابق 2/1186.

(168)المصدر السابق 2/1187.

(169)المصدر السابق 2/1187.

(170)المصدر السابق 2/1186.

(171)المصدر السابق 2/1186.

(172)المصدر السابق 2/1186.

(173)المصدر السابق 2/1188-1189.

(174)ينظر: المصدر السابق 2/1191-1192.

(175)ينظر: المصدر السابق 2/1192-1195.

(176)ينظر: المصدر السابق 2/1193-1195.

(177)ينظر: المصدر السابق 2/1195.

(178)ينظر: القاموس (د ح و) 1654.

(179)ينظر: الجمهرة 2/1200-1201.

(180)ينظر: المصدر السابق 2/1203-1204.

(181)ينظر: المصدر السابق 2/1204.

(182)ينظر: المصدر السابق 2/1204-1205.

(183)ينظر: المصدر السابق 2/1205.

(184)ينظر: المصدر السابق 2/1205-1207.

(185)ينظر: المصدر السابق 2/1207.

(186)ينظر: المصدر السابق 2/1213-1214.

(187)ينظر: المصدر السابق 2/1214.

(188)ينظر: المصدر السابق 2/1216.

(189)ينظر: المصدر السابق 2/1216.

(190)ينظر: المصدر السابق 2/1222-1223.

(191)ينظر: المصدر السابق 2/1123.

(192)ينظر: المصدر السابق 2/1184-1185.

(193)ينظر: المصدر السابق 2/1185-1187.

(194)ينظر: المصدر السابق 2/1187-1188.

(195)ينظر: المصدر السابق 2/1188.

(196)ينظر: المصدر السابق 2/1189-1191.

(197)ينظر: المصدر السابق 2/1195-1200.

(198)ينظر: المصدر السابق 2/1201-1203.

(199)ينظر: المصدر السابق 2/1208-1213.

(200)ينظر: المصدر السابق 2/1219-1221.

(201)ينظر: المصدر السابق 2/1221-1222.

(202)ينظر: المصدر السابق 2/1222.

(203)ورد اسم هذا الباب في طبعة البعلبكي (2/1223) على الصورة التالية:

(( باب ما جاء على فُعُعْللة )) (هكذا)، والوزن -كما ترى- غريب، وليس هو من أوزان العربية المألوفة، وقد مثل له ابن دريد بـ ((  ثُرُعْطُطَة )) وهو حساء رقيق. والصواب في الوزن ما أثبته وهو (( فُعُلُّلة )) بفاء مضمومة، وعين مضمومة، ولام مشددة مضمومة، بعدها لام مفتوحة، ثم تاء التأنيث، وقد جاء الوزن على هذا الوجه الصحيح في إحدى النسخ الخطية للجمهرة كما أشار المحقق الفاضل في الهامش. وهو يوافق ما جاء في طبعة حيدر آباد (3/405).

(204)ينظر: الجمهرة 2/1223.

(205)ينظر: المصدر السابق 3/1227-1273.

(206)ينظر: المصدر السابق 3/1227.

(207)ينظر: المصدر السابق 3/1227-1228.

(208)ينظر: الممتع 1/101.

(209)ينظر: الجمهرة 3/1228.

(210)ينظر: المصدر السابق 3/1228.

(211)ينظر: المصدر السابق 3/1229.

(212)ينظر: المصدر السابق 3/1236.

(213)ينظر: المصدر السابق 3/1239.

(214)ينظر: المصدر السابق 3/1239.

(215)ينظر: الكتاب 4/248.

(216)ينظر: أدب الكاتب 596، والممتع 1/133، وشرح الشافية للرضي 2/397.

(217)ينظر: الجمهرة 3/1240.

(218)ينظر: المصدر السابق 3/1227.

(219)ينظر: المصدر السابق 3/1244.

(220)ينظر: المصدر السابق 3/1244.

(221)يظر: المصدر السابق 3/1245.

(222)ينظر: الكتاب 4/265.

(223)ينظر: شرح أبنية سيبويه 46،152.

(224)ينظر: الممتع 1/132.

(225)الجمهرة 1/561.

(226)المصدر السابق 1/86.

(227)المصدر السابق 2/779.

(228)ليس في كلام العرب 51.

(229)ينظر: اللسان (غرد) 3/325.

(230)الجمهرة 1/136.

(231)اللسان (نسأ) 1/169.

(232)الجمهرة 2/1069.

(233)في الأصل: فدل.

(234)المسائل الحلبيات 59.

(235)المفردات (روى) 376.

(236)الجمهرة 1/400.

(237)المصدر السابق 1/80.

(238)المصدر السابق 1/581.

(239)المصدر السابق 2/629.

(240)المصدر السابق 2/800.

(241)المصدر السابق 2/767.

(242)البحث اللغوي عند العرب 206.

(243)الجمهرة 3/1227.

(244)المصدر السابق2/1085.

(245)المصدر السابق 3/1339.

(246)ينظر: المقتصد في شرح التكملة 2/833.

(247)ينظر: الجمهرة 1/433.

(248)ينظر: المصدر السابق 2/776.

(249)ينظر: المصدر السابق 1/325.

(250)المصدر السابق 2/1135.

(251)المصدر السابق 2/1124.

(252)المصدر السابق 2/1140.

(253)المصدر السابق 2/1135.

(254)المصدر السابق 2/1142.

(255)المصدر السابق 2/1160.

(256)المصدر السابق 2/893.

(257)ينظر المعاجم العربية 25.

(258)ينظر: الجمهرة 1/142.

(259)ينظر: الجمهرة 2/890.

(260)ينظر: المصدر السابق 1/138.

(261)ينظر: المصدر السابق 2/876.

(262)ينظر: المصدر السابق 1/382.

(263)ينظر: المصدر السابق 2/908.

(264)ينظر: المصدر السابق 2/844.

(265)ينظر: المصدر السابق 1/331.

(266)المصدر السابق 2/1208.

(267)المصدر السابق 2/1213.

(268)المصدر السابق 2/1173.

(269)المصدر السابق 2/1174.

(270)المصدر السابق2/752.

(271)ينظر: المصدر السابق1/244، وذكر المحقق أمامها أصل (غ و غ) وهو من اجتهاده، وليس من عمل ابن دريد.

(272)المصدر السابق 1/239.

(273)ينظر: المقتضب 1/153، 154.

(274)ينظر: المنصف 2/144،145.

(275)ينظر: تداخل الأصول اللغوية ( رسالة دكتوراه ) 567،568.

(276)ينظر: الجمهرة 1/328.

(277)ينظر: المصدر السابق 2/1210.

(278)ينظر: المصدر السابق 1/111.

(279)ينظر: المصدر السابق 2/658، أما الأصل الذي وضعه المحقق الفاضل (ص د د) فهو من اجتهاده، وليس من عمل ابن دريد  والكلمة مذكورة في تقليبات (د ص ى) والأصل الذي يريده ابن دريد ويقتضيه التقليب هو ما ذكرته: (ص د ى).

(280)ينظر: اللسان (ص د أ) 1/109.

(281)ينظر: الجمهرة 1/91.

(282)  ينظر: المصدر السابق 1/492، واجتهد المحقق ووضع أمام الكلمة أصل (ج ل ل) ولم يرد ابن دريد هذا الأصل، إنما أراد (م ج ل) لأنه ذكرها في تقليبات مادة (ج ل م).

(283)ينظر: المصدر السابق 1/114.

(284)ينظر: المصدر السابق 2/680.

 


المصادر و المراجع

 

1      - أبو عليّ القالّي، وأثره في الدّراسات اللّغوية و الأدبيّة في الأندلس، لعبد العليّ الودغيري، اللّجنة المشتركة للنشر و إحياء التّراث الإسلاميّ بين حكومة المملكة المغربيّة و حكومة دولة الإمارات العربيّة المتّحدة 1403هـ/1983م.

2      - أدب الكاتب، لابن قتيبة، بتحقيق الدّكتور محمّد أحمد الداليّ، مؤسّسة الرسّالة، بيروت 1402

3      - الاشتقاق، لابن دريد، بتحقيق عبد السّلام هارون، الخانجي، القاهرة 1378هـ

4      - إنباه الرواة على أنباه النحاة، للقفطيّ، بتحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر، القاهرة، ومؤسّسة الكتب الثّقافيّة، بيروت 1406هـ.

5      - الأنساب، لأبي سعد السّمعانيّ، بتحقيق الشّيخ عبدالرحمن بن يحيى المعلميّ، الناشر محمّد أمين دمج، بيروت 1440هـ، الطّبعة الثّانية

6      - البحث اللّغويّ عند العرب مع دراسة لقضيّة التّأثر والتّأثير، للدّكتور أحمد مختار عمر، عالم الكتب، القاهرة 1981م

7      - البداية والنّهاية، لأبي الفداء ابن كثير القاهرة 1348هـ.

8      - البصائر والذخائر، لأبي حيان التوحيدي، بتحقيق الدّكتورة وداد القاضي، دار صادر، بيروت 1984م

9      - البغداديّات، لأبي عليّ الفارسيّ، بتحقيق صلاح الدّين عبدالله السّنكاويّ، مطبعة العاني، بغداد 1983م

10   - بغية الوعاة في طبقات اللّغويّين والنحاة، للسّيوطيّ، بتحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة 1964م.

11   - بقيّة الخاطريّات، لأبي الفتح عثمان بن جنـّيّ (وهي ما لم ينشر في المطبوعة) بتحقيق الدّكتور محمّد أحمد الدّالي، مجلّة مجمّع اللّغة العربيّة بدمشق، م 67 ج 3 (المحرم 1413هـ يوليو 1992م).

12   - تاج العروس من جواهر القاموس، للزّبيديّ، المطبعة الخيريّة، القاهرة، 1306هـ.

13   - تاريخ بغداد، للخطيب البغداديّ، دار الكتاب العربيّ، بيروت (بدون تاريخ)

14   - تداخل الأصول اللّغويّة، وأثره في بناء المعجم العربيّ من خلال مدرسة القافية، لعبدالرّزاق ابن فراج الصاعدي، (رسالة دكتوراه من الجامعة الإسلامية، سنة 1414هـ).

15   - التّسهيل (تسهيل الفوائد وتكمل المقاصد) لابن مالك، بتحقيق الدّكتور محمّد كامل بركات، دار الكتاب العربيّ، القاهرة 1387هـ.

16   - التّكملة والذّيل والصّلة لكتاب تاج اللّغة وصحاح العربيّة، للصّغانيّ، بتحقيق عبدالعليم الطّحاوي وآخرين، مطبعة دار الكتب، القاهرة 1970م.

17   - تهذيب اللّغة، للأزهريّ، بتحقيق عبدالسّلام هارون وآخرين، المؤسّسة المصريّة العامّة للتأليف، القاهرة 1384هـ.

18   - جمهرة اللّغة، لابن دريد، بتحقيق الدّكتور رمزي منير بعلبكي، دار العلم للملايين، بيروت 1987م (وإحالاتي في هذا البحث هي على هذه الطّبعة).

19   - جمهرة اللّغة، لابن دريد، بتحقيق محمّد ا لسورتي، حيدر آباد، الهند 1351هـ.

20   - الجيم، لأبي عمر الشيباني، بتحقيق إبراهيم الإبياري، الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميريّة، القاهرة 1394هـ.

21   - الحلبيات = المسائل الحلبيات

22   - الخاطريات = بقيّة الخاطريّات

23   - خزانة الأدب ولبّ لباب لسان العرب، لعبد القادر البغدادي، بتحقيق عبدالسّلام هارون، الخانجي، القاهرة 1409هـ،الطّبعة الثّالثة.

24   - الخصائص، لابن جنـّيّ، بتحقيق محمّد عليّ النّجار، دار الكتب المصريّة، القاهرة 1371هـ.

25   - دراسات في المعاجم العربيّة، للدّكتور أمين محمّد فاخر، مطبعة حساّن، القاهرة 1404هـ.

26   - دقائق التّصريف، للقاسم بن محمّد بن سعيد المؤدّب، بتحقيق أحمد ناجي القيسيّ، والدّكتور حاتم صالح الضّامن والدّكتور حسين تورال، مطبوعات المجمع العلميّ العراقيّ، بغداد 1987م

27   - رسالة الملائكة، لأبي العلاء المعريّ، بتحقيق محمّد سليم الجندي، دار الأفاق الجديدة، بيروت 1979م مصورة عن طبعة التّرقي دمشق.

28   - سر صناعة الإعراب، لابن جنـّيّ بتحقيق الدّكتور حسن هنداوي، دار القلم، دمشق 1405هـ.

29   - شذرات الذّهب في أخبار من ذهب، لابن العماد الحنبليّ، القاهرة 1358هـ.

30   - شرح أبنية سيبوية، لابن الدّهان النّحويّ، بتحقيق الدّكتور حسن شاذلي فرهود، دار العلوم، الرّياض 1408هـ.

31   - شرح الشّافية، للرّضي، بتحقيق محمّد نور الحسن ومحمّد الزّفزاف ومحمّد محيي الدين عبدالحميد، دار الكتب العلميّة، بيروت 1402هـ.

32   - الصحاح (تاج اللّغة وصحاح العربيّة)، للجوهريّ بتحقيق أحمد عبدالغفور عطّار، دار العلم للملايين، بيروت.

33   - طبقات الشافعيّة الكبرى، لابن السّبكيّ، بتحقيق عبدالفتاح الحلو، ومحمّد محمود الطّناحي، مطبعة عيسى البابي  الحلبيّ، القاهرة 1383هـ.

34   - طبقات المفسرين، للداوودي، دار الكتب العلمية، بيروت.

35   - طبقات النّحويّين واللّغويّين، لأبي بكر الزّبيديّ، بتحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، القاهرة 1984م.

36   - العين، للخليل بن أحمد الفراهيديّ، بتحقيق الدّكتور مهدي المخزوميّ، والدّكتور إبراهيم السّامرائي، مؤسّسة الأعلميّ بيـروت 1408هـ.

37   - الفهرست، لابن النّديم، بتحقيق رضا تجدد، دار المسيرة، بيروت 1988م.

38   - الفوائد المحصورة في شرح المقصورة، لابن هشام اللّخميّ، بتحقيق أحمد عبدالغفور عطار، دار مكتبة الحياة بيروت 1400هـ.

39   - القاموس المحيط، للفيروزاباديّ، مؤسّسة الرّسالة ، بيروت 1407هـ.

40   - الكتاب، لسيبويه، بتحقيق عبدالسّلام محمّد هارون، عالم الكتب، بيروت 1403هـ.

41   - كشف الظّنون عن أسامي الكتب والفنون، للحاجّ خليفة، دار الفكر، بيروت 1402هـ.

42   - لسان العرب، لابن منظور، دار صادر، بيروت

43   - ليس في كلام العرب، لابن خالوية، بتحقيق أحمد عبدالغفور عطّار، دار العلم للملايين، بيروت 1399هـ.

44   - مجمل اللّغة، لابن فارس، بتحقيق الدّكتور محسن سلطان، مؤسّسة الرّسالة، بيروت 1404هـ.

45   - المحكم والمحيط الأعظم في اللّغة، لابن سيده، بتحقيق جماعة من العلماء، القاهرة، 1377هـ.

46   - محمّد بن دريد وكتابه الجمهرة، للدّكتور شرف الدّين على الرّاجحيّ، دار المعرفة الجامعيّة، الإسكندريّة 1985م.

47   - المحمّدون من الشّعراء، للقفطيّ، بتحقيق محمّد عبدالسّتّار خان حيدر آباد، الهند، 1385هـ.

48   - مراتب النّحويّين، لأبي الطّيّب اللّغويّ، بتحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة 1955م.

49   - مروج الذّهب ومعادن الجوهر، للمسعوديّ، وضع فهارسه يوسف أسعد داغر، دار الأندلس، بيروت 1404هـ، الطّبعة السّادسة

50   - المزهر في علوم اللّغة وأنواعها، للسّيوطيّ، بتحقيق محمّد جاد المولى وعلى البجاوي ومحمّد أبوالفضل إبراهيم، دار الفكر، بيروت.

51   - المسائل الحلبيّات، لأبي عليّ الفارسي، بتحقيق الدّكتور حسن هنداوي، دار القلم، دمشق 1407هـ.

52   - المسائل المشكلة = البغداديّات.

53   - المعاجم العربيّة، لعبدالله درويش، الفيصليّة، مكّة المكرّمة 1406هـ.

54   - المعاجم العربيّة: دراسة تحليلية، للدّكتور عبدالسّميع محمّد أحمد، دار الفكر العربيّ، بيروت 1984م.

55   - المعاجم العربيّة المجنّسة، للدّكتور محمّد عبدالحفيظ العريان، دار المسلم، بور سعيد 1404هـ.

56   - المعاجم اللّغويّة العربيّة بداءتها وتطوّرها، للدّكتور إميل يعقوب، دار العلم للملايين، بيروت 1985م.

57   - معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)، لياقوت الحمويّ، بتحقيق الدّكتور إحسان عبّاس، درا الغرب الإسلاميّ، بيروت 1993م.

58   – معجم البلدان، ليلقوت الحموي، دار صادر، بيروت، 1404هـ.

59   – المعجم العربيّ، للدّكتور حسين نصّار، دار مصر للطّباعة، القاهرة 1956م.

60   – معجم ما استعجم في أسماء البلاد والمواضع، لأبي عبيد البكري، بتحقيق مصطفى السّقّا، مكتبة الباز، مكة المكرمة.

61   - المفردات، للراغب الأصفهاني، بتحقيق صفوان عدنان داوودي، دار القلم، دمشق، والدار الشامية، بيروت، 1412هـ.

62   - المقتصد في شرح التّكملة، لعبدالقاهر الجرجانيّ، بتحقيق أحمد بن عبدالله الدويش، رسالة دّكتوراه من كليّة اللّغة العربيّة في جامعة الإمام محمّد بن سعود الإسلاميّة، الرّياض، لعام 1411هـ.

63   - المقتضب، للمبرّد، بتحقيق محمّد عبدالخالق عضيمة، عالم الكتب، بيروت.

64   - المقصور والممدود، لأبي عليّ القاليّ، بتحقيق الدّكتور أحمد عبد المجيد هريدي، الخانجي، القاهرة 1419هـ.

65   - الملخّص في ضبط قوانين العربيّة، لابن أبي الرّبيع، بتحقيق الدّكتور عليّ بن سلطان الحكمي، كراتشي 1408هـ.

66   - الممتع في التّصريف، لابن عصفور، بتحقيق الدّكتور فخر الدّين قباوة، دار الأفاق الجديدة، بيروت 1397هـ.

67   - المنصف، لابن جنـّيّ، بتحقيق إبراهيم مصطفى وعبدالله أمين، مطبعة عيسى البابي الحلبي، القاهرة 1373هـ.

68   - نزهة الألباء في طبقات الأدباء، لأبي البركات الأنباريّ، بتحقيق الدّكتور إبراهيم السّامرائي، مكتبة المنار، عمَّان 1405هـ.

69   - الوافي بالوفيات، لخليل بن أبيك الصَّفديّ، باعتناء جماعة من العلماء، دار صادر، بيروت 1969م.

70   - وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزّمان، لابن خلّكان، بتحقيق الدّكتور إحسان عبّاس، دار صادر، بيروت 1398هـ. =

ج2.جمهرة اللغة لابن دريد

الجزء الثاني

ح-ق-ن

حقنتُ اللبن في السِّقاء أحقُنه وأحقِنه حَقْناً، إذا صببت لبنَاَ حليباً في سِقاء قد كان فيه رائب فأخذ بعض طعمه. ومن أمثالهم: "أبَى الحَقينُ العِذْرَةَ"، يقول: بطل العُذْرُ مع حضور اللبن. وتقول العرب: "لأُلْصِقَن حواقنَ فلان بذواقنه"، فالحواقن: ما سَفُلَ من البطن، والذواقن: ما علا منه. وقد اختلف في هذا أهلُ اللغة، فقال قوم: الحاقنتان: الهَزْمتان بين التَرقُوَتَيْن وبين حبل العاتقين، وجمعها الحواقن، والذاقنتان: الذقن وما تحته، وجمعها الذواقن. وقال آخرون: بل الحواقن من البطن ما حقن فيه الطعام. وقال أبو حاتم عن أبي عبيدة: إنهم يقولون: "لأُلْزِقَن حواقنَكَ بلواقنكَ"، فحواقنه: ما حَقَنَ فيه الطعام، ولواقنه: أسافل بطنه وركبتاه. وقال قوم: الحاقنتان: ما تحت التَرْقُوَتَيْن، وهما القَلْتان وهو القول. والحُقْنَة من هذا اشتقاقها لأنها علاج ما هناك. والمِحْقنَة: إناء يعالَج به.
وكل شيء جمعته من لبن أو شراب ثم شددته فقد حقنته، وبه سمّي حابس البول حاقناً. وحقنتُ دمَ فلان، إذا منعت من سفكه بدِيَة أو غيرها.
والحَنَق: الحِقْدة حنِق يحنَق حَنَقاً. وأحنقته إحناقاً، إذا أحقدته، والرجل حَنِق وحَنيق ومُحْنِق. قال الشاعر:

تَلاقَينا بغِـينَةِ ذي طُـرَيْفٍ

 

وبعضهمُ على بعضٍ حَنيقُ

حَنيق: فعيل في موضع مُحْنَق، وهو قليل والغينة شبيهة بالأجمة.
وأحنقَ الفرسُ وغيره من ذوات الحافر والخُفّ، فهو مُحْنِق، إذا ضمر ويبس. وخيل مَحانيق ومَحانق، إذا وُصفت بالضُمر.
وقنحتُ العودَ والغصنَ أقنَحه قَنْحاً وقُنوحاً، إذا عطفته حتى يصير كالصَّوْلَجان. وأهل اليمن يسمّون المِحْجَن: القُنّاح.
ونقحتُ العظمَ أنقَحه نَقْحاً، إذا استخرجت ما فيه من المخّ، وكذلك نقختُه، فكأن النقح بالحاء غير معجمة استخراجُ المخّ واستئصالُه، وكأن النقخ بالخاء معجمة تخليصه، وكلا الكلمتين يتعاقبان. قال العجّاج:

تالله لولا أن تَحُشَّ الطُبَّخُ

بيَ الجحيمَ حين لا مستصرَخُ

لَعَلِمَ الجُهّالُ أني مِفْنَخُ

لِهامِهم أرُضًّه وأنْقَخُ

مِفْنَخ: من فَنَخَه، إذا ذللَّه. ونقَحتُ الجذعَ، إذا شذّبته من الليف. ومن ذلك قولهم: خيرُ الشِّعر الحَوْليُّ المنقَّح، هكذا كلامهم بالحاء غير معجمة، أي المنقّى.

ح-ق-و

الحَقْوُ: الخصر وما تحته. وقال قوم: بل الحَقْو: مّشّدُّ الإزار، والجمع حِقِي وأَحْقٍ. قال ذو الرمّة:

تلوي الثنايا بأحْقِيها حواشيَه

 

ليَّ المُلاءِ بأثواب التّفاريجِ

وربّما سمّي الإزار حَقْواً. قال:

رَفِّعْنَ أذيالَ الحِقِيِّ وأرْبَعَنْ

مَشْيَ حَبِيّاتٍ كأنْ لم يُفْزَعَنْ

إن يُمْنَع اليومَ نساء تُمْنَعَنْ

والحَقوة: وجع يصيب في البطن حُقِيَ الرجل فهو مَحْقُوّ. والحَوْق: مصدر حاقه يحوقه حَوْقاً، إذا دلكه وملسه، والشيء مَحيق ومحيوق، وهو الأصل. قال الشاعر:

يقلِّب صَعْدَةً جَرْداءَ فيها

 

نَقيعُ السمّ أو قرن مَحيقُ

قال أبو بكر: كانوا إذا أعوزهم الحديدُ أخذوا قرون بقر الوحش فركّبوها موضع الأسنّة. وحُقْت البيتَ، إذا كنسته. والمِحْوَقة: المِكْنَسة. والحُوق: ما أطاف بالحَشَفَة، حَشَفَة الذَكَر، والرجل أحْوَقُ، إذا كان عظيم الحُوق. قال:

يا أيها الشيخُ الكثيرُ المُوقِ

أُمَ بهنّ وَضَحَ الطريقِ

غمْزَكَ بالكَبْساء ذاتِ الحُوقِ

بين سِماطَي رَكَب محلوقِ

أعانه أسفلُه بالضِّيقِ

الكَبْساء: الفَيْشَة الكبيرة. وأنشد:

فَيْشَلَةٌ قَهْبَلِسٌ كباسُ

لما رأوها خبزوا وحاسُوا

ويقال: ذَكَر مُحَوَّق، إذا عظم حُوفه.
ويقال: قاحَ الجرح يقيح قَيْحاً ويقوح قَوْحاً، وأقاح يُقيح، عن أبي زيد.
والوَقَح: شدّة حافر الفرس: وَقِحَ يَوْقَح وَقَحاً ووقاحةً، والفرس وَقاح. قال الشاعر:

والحرب لا يَبقى لـنَـجْ

 

دتها التخيَّلُ والمِـراحُ

إلاّ الفتى الصبّارُ في النَّ

 

جَدات والفرسُ الوَقاحُ

ومن هذا قولهم للرجل الصّلب الوجه: وَقِحٌ بَيّنُ القَحَة والقِحَة والوَقاحة.

ويقال: طِيب مَقْحُوّ، إذا عُمل بالأقْحُوان وثوب مَقْحُوّ إذا طُيِّب بالأُقْحُوان.

ح-ق-ه

أُهملت.

ح-ق-ي

حاق بهم الشر يَحيق حَيْقاً وحَيَقاناً وحُيوقاً. والقَيْح: ما خرج من الجرح.

باب الحاء والكاف

مع ما بعدهما من الحروف

ح-ك-ل

الحُكْلَة في اللسان: الغِلَظ. يقال: في لسان فلان حُكْلَة، أي غِلَظ. وجعله رؤبة اللسان بعينه. فقال:

لو أنني أُعطيتُ علمَ الحُكْلِ

عِلْمَ سليمانَ كلامَ النَّملِ

كنتُ رهينَ جَدَثٍ أو قَتْلِ

ويقال: رجل حَنْكَلٌ وامرأة حَنْكَلَة، وهو القصير المجتمِع، وقال آخرون: بل هو الجافي الغليظ، أصله من الحُكْلَة، والنون زائدة.
والحَلَك: السواد. يقال: أسودُ حالِك وحُلْكُوك وحَلْكوك. ويقال: هو أشدُّ سواداً من حَلَك الغراب وحَنَك الغراب، والنون مبدلة عن اللام، وذهب قوم إلى حَنَك الغُراب، يريدون لَحْيَيْه ومِنقاره وليس هذا بشيء. قال أبو حاتم: قلت لأمّ الهيثم: كيف تقولين أشدّ سواداً من ماذا?. قالت: من حَلَك الغراب. قلت: أتقولينها من حَنَك الغراب?. فقالت: لا أقولها أبداً.
والحُلَكاء: دُوَيْبَّة شبيهة بالعِظاءة، وقد قالوا الحُلَكَة أيضاً. ومن أمثالهم في كلام لهم: "يا ذا البِجادِ الحُلَكَهْ، والزوجةِ المشترَكهْ، لستَ لمن ليس لَكَهْ" هذا في كلام للقمان بن عادٍ في خبر طويل. ويقولون: احلولكَ الليلُ، ولم يقولوا: احنونك.
واللَّحَك من قولهم: لَحِكَ يلحَك لَحْكاً ولَحَكاً، إذا تداخل بعضه في بعض. وقد أُميت هذا الفعل فاكتفوا بقولهم: تلاحك تلاحكاً. قال الشاعر:

لها فَخِذان تَحْفِزان مَحالـهـا

 

وزَوْراً كبُنيان الصَّفا متلاحكا

ولَكَحَه يَلْكَحُه لَكْحاً، إذا ضربه بيده ضرباً شبيهاً بالوكز. قال الراجز:

يَلْهَزُه طوراً وطوراً يَلْكَحُ

حتّى تراه مائلاً يُرَنَّحُ

والكُحْل: معروف. والكَحَل: سواد أصول هُدب العين من خِلقة كحِلت عينُه تَكْحَل كَحَلاً، والرجل أَكحَلُ والمرأة كَحْلاءُ. وكَحْلُ: اسم تُخصّ به السنة المُجدبة معرفة. قال الشاعر:

قومٌ إذا صَرَّحَتْ كَحْـل بـيوتُـهُـمُ

 

مَلْجا الضَّرِيكِ ومَأْوَى كل قُرْضُوبِ

ويُروى: عِزُّ الضعيف. القُرضوب: الفقير، والضَّريك: البائس الهالك. ومثل لهم: "باءت عَرارُ بكَحْل"، وقالوا عَرارِ، وهو الوجه وهما بقرتان ولهما حديث، قتلت كل واحدة صاحبتها يقولون ذلك إذا تباءى الرجلان فقُتل كل وأحد منهما بصاحبه. وقال أيضاً: باءت من البَواء، وهو أن يُقتل الرجل بالرجل، يقال: باء به يبوء بَواءً، إذا قُتل به. والكُحَيْل: الخَضْخاض الذي تُهنأ به الإبل، مبنيّ على التصغير، هكذا لفظه، وهو قَطِران وأخلاط. والمِكْحَل: المُلْمول الذي يُكتحل به، وهو المِكحال أيضاً.
والمُكْحُلة، بالضمّ: معروفة، وهي إحدى الكلمات الشواذ ممّا جاء مضموم الميم مما يُستعمل باليد. والمِكْحالان: عَظْما الوَرِكين من الفرس. وقال قوم: بل المِكْحالان عَظْما الذِّراعين. والأَكْحَل: عِرْق من عروق الجسد، عربي صحيح معروف. وروي أن سعد بن مُعاذ رُمي يوم الخندق فقُطع أَكحلُه. ويقال: عين كحيل، كما قالوا: كَف خضيب، ذُكّر على معنى العضو من الأعضاء، وقال النحويون: معدول عن مفعول، كقولهم: امرأة جريح وقتيل. وكُحَيْلَة: موضع. وكَحيل: موضع.
والكَلَح: مصدر كلِح يكلَح كَلَحاً، إذا تقلّصت شفتاه من الكَرْب. وفي التنزيل: "وهم فيها كالِحون"، والله أعلم بكتابه. قال لبيد يصف نِبالاً:

رَقَميّاتٍ عليها نـاهِـضٌ

 

تُكْلِحُ الأَرْوَقَ منهم والأيَلّْ

الأَرْوق: الطويل الأسنان، والأيَلّ: الطويلها. ويقال: سنة كَلاحٌ، إذا كانت مُجْدِبَة. قال:

كان غِياثَ المُرْمِل المُمْتاحِ

وعِصمةً في السَّنة الكَلاحِ

حين تَهبًّ شَمْألُ الرِّياحِ

وتقول العرب: قبَّح الله كَلْحَتَه، يريدون الفم وما حوله.

ح-ك-م

الحُكْم: معروف حكم يحكُم حُكْماً. والله عزّ وجلّ الحاكم العدل، والحَكَم العدل في حُكْمه. قال الشاعر:

أقادَت بنو مروانَ قيساً دماءنـا

 

وفي اللهّ إن لم يَعْدِلوا حَكَمٌ عَدْلُ

وأحكمتُ الرجلَ وحكَّمتُه عن كذا وكذا، أي منعته عنه. قال أبو حاتم: قال الأصمعي: قرأت في بعض كتب الخلفاء الأُوَل: فاحكِمْ بني فلان عن كذا وكذا، أي امنعهم. ومنه اشتُقّ حَكَمَة الدابّة. وأجاز أبو زيد في المنع حَكَمَ وأَحْكَمَ، وأبى الأصمعي إلا أحكمَ وذكر أنه لا يجوز غيره. فأمّا بيت حسّان:

فنَحْكِمُ بالقوافي مَن هجانـا

 

ونضرب حين تختلط الدماءُ

فقد يُروى فنُحْكِم.
وقد سمّت العرب حَكماً وحَكيماً وحُكَيماً وحَكّاماً وحُكْمانَ. وحكَّمتُ فلاناً في كذا وكذا تحكيماً، إذا جعلته إليه. والكلمة من الحكمة: التي جاءت في الخبر، الحكمة ضالّة المؤمن، فكل كلمة وعظتك وزجرتك ودعتك إلى مَكْرُمَة أو نهتك عن قبيح فهي حكمة وحُكم. وهو تأويل قوله صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ من الشِّعر لَحُكْماً وإنّ من البيان لسِحْراً".
والحَمَك، الواحدة حَمَكَة، وهو صغار الحَلَم وبه سُمّيت المرأة القصيرة الدميمة حَمَكَة.
والكَمْح: لغة في الكَبْح، كمحه باللِّجام وكبحه.
والكَحْم: لغة في الكَحْب، وهو الحِصْرِم لغة يمانية صحيحة، الواحدة كَحْمَة وكَحْبَة.
والمَحْك: مصدر مَحَكَ الرجلُ يَمْحَك مَحْكاً، إذا لَجَّ في الأمر، وهو ماحِك ومَحِك. وتماحكَ الرجلان، إذا تلاحيا.

ح-ك-ن

الحَنَك: حنك الإنسان والدابة، وهو أعلى باطن الفم حيث يحنِّك البَيْطارُ الدّابّة. وحنَّكت المولودَ، إذا أدخلت إصبعك في أعلى فيه، وكان النبي صلّى الله عليه وآله وسلم يحنِّك أولاد الأنصار بالتمر. والحِناك: حِناك البَيْطار، وكذلك المِحْنَك، وهو الخيط الذي يُحَنَّكُ به الدابّةُ.
وحَنَّكَتْ فلاناً الأمور، إذا جرّبها وراوزها. وشيخ محنَّك وذو حُنْكَة، إذا كان مجرَّباً.
والنَكاح: كناية عن الجِماع، نكحَها وأنكحها غيرَه. يقال: نكَح ينكِح نَكْحاً ونِكاحاً، وأنكح فلان فلاناً إنكاحاً، إذا زوجه. وأنكح فلاناً في بني فلان مالُه، إذا زوَّجوه من أجله. وأنكحَ موت فلان بناتِه في بني فلان، إذا زُوِّجن بغير أَكْفاء. قالت القرشية:

إنّ القبورَ تُنْكِحُ الأيامَى

والصِّبْيَةَ الأصاغرَ اليتامى

والمرءُ لا تُنْقَى له سُلامى

أي لا يبقى فيها نقْيٌ، والنِّقْي: المُخّ وآخر ما يبقى النِّقْي في العين والسّلامى من الإنسان والدابّة، ولذلك قالوا:

لا يَشْتَكِينَ عَمَلاً ما أَنقَيْنْ

ما دام مُخ في سُلامَى أو عَيْنْ

ويقال: رجل نُكَحَة: كثير النِّكاح. وكانت امرأة من العرب في الجاهلية قد وَلَدَت في بطون كثيرة من العرب، وهي أُمّ خارجةَ البَجَليَّة يجيئها الرجل فيقول: خِطْبٌ، فتقول: نِكْحٌ، وقال قوم: خِطِبْ، فتقول: نِكِحْ، فصار مثلاً على ألسنتهم: "أسرعُ من نِكاح أُمّ خارجةَ".
والنِّكْح: مثل الخِطْب. ويقال: استكرم فلان المناكحَ، إذا نكح العقائلَ، وهنّ الكرائم. واستنكحتُ في بني فلان، إذا تزوجتَ إليهم.

ح-ك-و

الحَوْك: ضرب من النبت أحسبه مولَّداً، وهو الذي يسمَّى البَقْلة الحمقاء. فأما أهل نجد فيسمّونها الفَرْفَخ، وأما أهل اليمن فيسمّونها الرّجْلة، وهو الباذَرُوج، ويسمّيها بعضهم الخِلاف. وحاك الحائكُ الثوبَ يَحوكه حَوْكاً فهو حَوّاك.
وكاح يكوح كَوْحاً، كُحْتُ الرجلَ، إذا غططته في ماء أو تراب. وتكاوح الرَّجلان. إذا تعالجا وتمارسا في حرب أو خصومة.
والوَكْح: الوطءُ الشديد، زعموا وكحه برجله، إذا وطئه. وحفرَ الحافرُ فأوكحَ، إذا صار إلى أرض صلبة. قال الشاعر:

أُونوا فقد إنَّ علي الطُلَّحِ

 

أَيْناً كأيْنِ الحِافِرِ المُوكِحِ

ح-ك-ه

أُهملت.

ح-ك- ي

حاكَ يَحيكُ حَيْكاً وحَيَكاناً، وهو مشي القصير إذا حرّك مَنْكِبَيْه مسرعاً. قال الشاعر:

أَبَدُّ إذا يمشي يَحيكُ كـأنّـمـا

 

به من دماميل الجزيرة ناخسُ

الأَبَدّ: المتباعد بين الفخذين من كثرة اللحم. قال الشاعر:

بَدّاءُ تمشي مِشْيَةَ النَّزيفِ

وبِداد السَّرج من هذا. ورجل حَيْكانة وحيّاك، إذا كان مشيه كذلك.
والكاح والكِيح: عُرْض الجبل الذي يلقاك إذا أسندت في السَّفح، والجمع كُيوح وأكياح، وقالوا أكواح.

?باب الحاء واللام

مع ما بعدهما من الحروف

ح-ل-م

حَلُمَ الرجلُ يَحْلُمُ حِلْماً، والحِلْم: ضدّ الطيش، والرجل حليم. وحَلَمَ في نومه يَحْلُمُ حُلُماً، إذا رأى الأحلام. وحَلَمَ أيضاً، إذا أَجنَبَ. وغلام حالم، إذا بلغ الحُلُم. وفي الحديث: "غُسْلُ الجمعة واجبٌ على كل حالم". وحَلِمَ الأديمُ يَحْلَم حَلَماً، إذا نَغِلَ ووقع فيه الحَلَمُ. قال الوليد بن عُقْبَة بن أبي مُعَيْط:

فإنّك والكتابَ إلى عليِّ

 

كدابغةٍ وقد حَلِمَ الأديمُ

والحَلَمَة: دودة تقع في الأديم فتأكله قبل الدِّباغ فإذا وقع لم يُنتفع به.
والحَلَمَة: واحدة الحَلَم، وهي القِرْدان العظام. وحَلَمَتا الثدي: الناتئتان في طرفه، وهما القُرادان أيضاً. قال ابن ميّادة:

كأنْ قُرادىَ صَدرها طَبَعَتْهمـا

 

بِطِينٍ من الجَوْلان كُتّابُ أَعْجَما

جَولان: موضع بالشام. وبنو حُلْمَة: بطن من العرب. والحَلَمَة: ضرب من النّبت. وتحلّمتِ الضَباب، إذا سمنت، وكذلك اليرابيع وما أشبهها. قال الشاعر:

لَحَيْنُهمُ لَحْيَ العَصا فأَجَأنَهم

 

إلى سَنَةٍ جِرذانُها لم تَحَلَّمِ

وبنو محلَّم: قبيلة من العرب. والحُلاّم: الجدي الصغير، وهو الحُلاّن أيضأ. قال الراجز:

كل قتيلٍ في كليب حُلاّمْ

حتى ينالَ القتلُ آلَ هَمّامْ

وقال:

كل قتيل في كُليبٍ حُلاّنْ

حتى ينالَ القتلُ آلَ شيبانْ

ويوم حَليمة: يوم مشهورمن أيّامهم بين ملوك الشام وملوك العراق، قُتل فيه المنذر إمّا جدُّ النعمان أو أبوه. ومحلَّم: موضع نهر. والحالوم: شبيه بالأَقِط يتّخذه أهل الشام، لغة شامية.
والحَمَل من الضَّأن: معروف، وهو الجَذَع فما دونه. قال الشاعر:

وصَلاه حَـرَّ نـارٍ جـاحِـمٍ

 

مثل ما باكَ مع الرِّخْلِ الحَمَلْ

ويُروى: بالَ. وجمع حَمَل حُمْلان وأحمال، وبه سُمِّيت الأحمال، بطون من بني تميم. قال الشاعر:

أَبَني قُفيرةَ من يُوَرِّعْ وِرْدنا

 

أم من يقوم بشدَّة الأحمالِ

وهم إخوة الجِذاع، والجذاع بطون أيضاً. والحَمَل: السّحاب الكثير الماء، وإنما سُمِّي حَمَلاً لكثرة حمله للماء. قال الهذلي:

كالسُّحُل البِيض جَلا لونَها

 

سَحُّ نِجاء الحَمَل الأَسْوَلِ

الأَسْوَل: المسترخي من السحاب لكثرة مائه. والحَمْل: ما كان في البطن، والحِمْل: ما كان على الظهر، فلذلك اختلفوا في حمل النخلة فكسر بعضهم وفتح آخرون. وحِمالة السيف وحَميلته: معروفتان، والجمع الحمائل. قال الشاعر:

ترى سيفَه لا تَنْصُفُ السّاق نَعْلُه

 

أَجَلْ لا وإن كانت طِوالاً حَمائلُهْ

وقالوا: محامله يصف رجلاً بالطّول. وقال الآخر:

نحن ضربنا مَخْلَداً في هامتهْ

?حتّى كبا يَعْثُرُ في حِمالتهْ

يا وَيْلَ أميْهِ وويلَ خالتهْ

ويُروى: يا ثكْلَ أُمَّيْه وثُكْلَ خالتهْ. والمِحْمَل: مِحْمَل السيف. وقال أيضاً:

ففاضت دموعُ العين مني صَـبـابةً

 

على النحر، حتى بَلَّ دمعيَ مِحْمَلي

وقال الآخر:

أفمِن بكـاء حـمـامة فـي أَيْكَةٍ

 

فارْفَضَّ دمعُكَ فوق متن المِحْمَل

فأما مَحامل الحاجّ فواحدها مِحْمَل، وأوّل من أحدثها الحجّاج. قال الراجز:

ومِحْمَلاً أُتْرِصَ حَجّاجِيّا

أُتْرِصَ: أُحْكِمَ. وقال الآخر:

أَوَّل عبدٍ أَحْدَثَ المَحامِلا

أَخْزاه ربّي عاجلاً وآجلا

وكانت العرب فيما مضى تسمّي المحاملَ الملابنَ، الواحد مِلْبَن. قال:

لا يَحْمِلُ المِلْبَنَ إلاّ الجُرْشُعُ

الجُرْشُع: المنتفخ الجنبين من الدوابّ. والحَمالة: ما يحمله القومُ من الدِّيات حتى يؤدّوها. وقد سمّت العرب حَمَلاً وحُمَيْلاً. قال الشاعر:

فما لاقى صديق من صديقٍ

 

كما لاقيتُ من حَمَل بنِ بَدْرِ

حَمَل بن بَدْر من بني فَزارة. وبنو حُمَيْل: بطن من العرب. والحميل: الكفيل يقال،: أنا حميل بذا، أي كفيل به، وقد حَمَلْت به حَمالة، كما قالوا: كفلتُ به كَفالةً وزعمتُ به زعامةً. والحَميل أيضاً: الغريب في القوم لا يُعرف نَسَبُه فلان حميل في بني فلان. وحَميل السيل: غُثاؤه وما حمله. وفي الحديث: "مِثْلُ الحِبَّةُ في حَميل السَّيل"، أو نحو هذا اللفظ، والله أعلم. وامرأة حامل من نسوة حوامل، وكل حُبلى من الناس وغيرهم فهي حامل وحوامل في الجمع. وحَوْمَل: موضع، الواو زائْدة، ذكره امرؤ القيس فقال:

بين الدَّخول فحَوْمَلِ

وحَوْمَل: امرأة يُضرب بكلبتها المثل، يقال: "أجْوَعُ من كلبة حَوْمَلَ".
وحمّلتُ فلاناً على فلان، إذا أرَّشته عليه، يقال: أرَّشته وحرَّشته بمعنى.
واللّحم: معروف رجل لَحِمٌ شَحِمٌ، إذا كان ضخماً، وكذلك شَحيم لَحيم. ورجل شاحِم لاحم، إذا كان ذا لحم وشحم، كقولهم لابنٌ تامرٌ. ولُحْمَة الصَّقر: ما أطعمته. ولُحْمَة الثوب، بضم اللام وفتحها: ما خالف السَّدَى، ويقال السَّتَى أيضاً. وألحمتُ بين القوم شرًّا، إذا جنيته لهم. وجمع اللحم لِحام ولُحوم ولُحْمان. وألحمتُ الرجلَ، إذا قتلته، فالرجل مُلْحَم ولَحيم قال أبو بكر: وهذا أحد ما جاء عل فَعيل في معنى مُفْعَل. قال الشاعر:

وقالوا تركنا القومَ قد حَدَقوا به

 

فلا ريبَ أنْ قد كان ثَمّ لَحيمُ

أي قتيل قال أبو بكر: روى قوم: قد حدِقوا به، بالكسر، وأنكر أبو حاتم الكسر. والمَلْحَمَة: موضع القتال، والجمع مَلاحم. وكل شيء لاءمته فقد لحمته وألحمته. ولَحَمَ الصائغُ الفضّةَ وغيرَها، إذا لاءمها. وبين بني فلان لَحْمَة نَسَب، أي قرابة. وأبو اللَّحّام: أحد فرسان العرب المشهورين، وله حديث طويل. ورجل مُلْحَم، إذا كان مرزوقاً من الصيد.
ولَمَحَ البرقُ وغيرُه يلمَج لَمْحاً ولَمَحاناً ورأيت لمحةً من البرق. ومن أمثالهم: "لأُرِينَّك لَمْحاً باصراً"، أي أمراً واضحاً، والبرق لامح ولَموح ولَمّاح.
والمَحْل: ضد الخِصْب أرضٌ مَحْل وأَرضونَ مُحول، وقالوا: أرَضونَ مَحْلٌ، الواحد والجمع فيه سواء، وأمحلها اللّه إمحالاً. ومَحَلْتُ بفلانٍ، إذا وشيت به، وأنا ماحل. ومكان متماحل: متباعد. ورجل متماحل: طويل فاحش الطول. وماحلتُ فلاناً مماحلة ومِحالاً، إذا عاديته. والمماحَلة من الناس: العداوة، ومن الله عز وجل: العقاب "وهو شديد المِحال"، أي شديد العقاب. وتمحّلت لفلان حقَّه، إذا تكلّفته. ومكان مُمْحِل وماحِل، عن أبي زيد ولم يعرفه الأصمعي ولم يتكلّم فيه. والمَحالة: فِقرة الظهر، والجمع مَحال. والمَحالة: بكرة السّانية شُبِّهت بالفَقارة. واللبن الممحَّل: الذي قد أخذ طعماً من الحموضة. قال الراجز:

ما ذاق ثُفْلاً منذ عام أوَّلِ

إلاّ من القارص والممحَّلِ

والمِلْح: معروف ماء مِلْح ومَليح، ومياه مِلْح ومِلاح، وأملاح ومِلْحَة. قال الشاعر:

وَرَدْتُ مياهاً مِلْحَة فكرهتُها

 

بنفسيَ أهلي الأوّلون وما لِيا

وقال الآخر:

ولجُنْدُبٍ عَذْبُ المياه ورَحْبُها

 

وليَ المِلاح وخبْتُهُنَّ المُجْدِبُ

قال أبو بكر: يقال: موضع رَحْب، ولا يقال بالضمّ، ويقولون: بالرُّحْب والسَّعة فيضمّون. ومُلَيْحَة: موضع. ورجل مليح وامرأة مليحة، كلام عربيّ صحيح. والمُلاّح: ضرب من النبت. قال:

يَخْبِطْنَ مُلاّحاً كذاوي القرْمَلِ

القَرْمَل: نبت ضعيف. وبنو مُلَيْح: بطن من العرب. ومَلَح: موضع من بلاد بني جَعْدة باليمامة. قال الأعشى:

واقفاً يُجْبَى إليه خَرْجُـه

 

كل ما بين عُمانٍ فالمَلَحْ

وسَمَك مِلْحٌ ومليح، وكذلك ماءٌ مِلْحٌ ومَليح، ولا تلتفتنَّ إلى قول:

بَصْريّةٍ تزوّجت بَصْريّا

يُطْعِمُها المالحَ والطَريّا

فإنه مولَّد لا يؤخذ بلغته. والتملُّح مثل التحلًّم سواء. قال الشاعر:

ينوؤون بالأيدي وأَفضَلُ زادِهم

 

بقيّةُ لحمٍ من جَزورٍ مملَّـحِ

ويقال: تحلَّمتِ الضِّباب، إذا سمنت، وتملّحت، وهو مقلوب. وأنشد:

جِرْذانها لم تَحَلَّمِ

أي لم تسمن. والمِلْح: الرَّضاع. قال الشاعر يخاطب قوماً كفلهم فسقاهم اللبن ثم أغاروا على إبله:

وإني لأرجو مِلْحَها في بطونكـم

 

وما بَسَطَت من جلد أشعثَ أغبرا

وقالت هوازن لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: "إنّا لو كنّا مَلَحْنا للحارث بن أبي شَمِر الغسّاني أو للنعمان بن المنذر لنفعَنا ذلك عندهما وأنت خير المكفولين"، يعنون استرضاعَه في بني سَعْد بن بكر. والمَلْحاء: لحمة مستطيلة في أصول الأضلاع من أعلى. والمَلْحاء والشَّهْباء: كتيبتان كانتا لآل جَفْنَة. وكَبْشٌ أَملَحُ، والاسم المُلْحَة، والمُلْحَة: لون يخالف لون الكَبْش فيكون في أطراف صوفه إمّا حُمرة في سواد أو بياض شبيه بالذُّرْأة يعني بياضاً في سواد. وفي الحديث أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم عقَّ عن الحسن والحسين رضي الله عنهما بكَبْشين أَملَحَيْن. وعنبٌ مُلاحي، إذا كان أبيض. قال الشاعر:

ومن أعاجيب خَلْقِ اللّه غاطِيةٌ

 

يخرج منها مُلاحي وغِرْبِيبُ

قال أبو بكر: كل شجرة منبسطةٍ على الأرض فهي غاطية، يعني الكَرْم.
ومِلْحان وشَيْبان: شهران من شهور الشتاء، وسُمِّيا بذلك لبياض الجليد الساقط على الأرض. وأَملاح: موضع. والأُمَيْلِح: موضع. وقد سمّوا مُلَيْحاً ومِلْحان. والمَلاّح، مَلاّح السفينة: معروف عربي. قال النابغة:

يظلُّ مِن خَوْفِه المَلاّحُ معتصماً

 

بالخَيْزُرانة بعد الأَيْنِ والنَّجَـدِ

النَّجَد: الكَرْب، إِنما سُمّي مَلاّحاً من المَلْح، والمَلْح: سرعة خفقان الطائر بجناحيه. قال:

مَلْحَ الصُّقور تحت دَجْنٍ مُغْيِنِ

الغَيْن والغيم واحد. قال أبو حاتم: قلت للأصمعي: أتُراه مقلوباً من اللَّمح قال: لا يقال: مَلَح الكوكبُ إنما يقال: لَمَحَ، ولو كان مقلوباً لجاز أن يقال: لَمَحَ الكوكبُ ومَلَحَ. والمَلَح: داء يصيب الخيل في قوائمها مَلِحَ الفرسُ يَمْلَح مَلَحاً. وبنو مُلَيْح وبنو مِلْحان: بطنان من العرب.

?ح-ل-ن

نَحِل جسمُ الرجل ونَحَلَ ينحَل نحولاً فهو ناحل، إذا تضعضع جسمُه من مرض أو عشق أو غيره. والنَّحل: معروف، واحده نَحلَة. وأنحلَ الرجلُ ولدَه مالاً، إذا خصَّه بشيء منه، فالمعطي مُنْحِل والمعطَى مُنْحَل، والاسم النَّحْلَة وقد قيل النُّحْلة، وقد قالوا: نَحَلَه فهو منحول، في معنى أعطاه، وقد سُمّي الشيء المعطَى: النُّحْلان.
واللَّحْن: صَرْفُك الكلامَ عن جهته لَحَنَ يَلْحَن لَحْناً ولَحَناً عرفت ذلك في لَحْن كلامه، أي فيما دلَّ عليه كلامه. وفي التنزيل: "ولَتَعْرِفَنّهم في لَحْن القول"، والله أعلم. وفي حديث النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: "لعلّ بعضَكم أَلْحَنُ بحُجَّته من بعض"، أي أَشدُّ انتزاعاً لها وأَغْوَصُ عليها هذا معناه إن شاء الله. فأما قولهم: لَحَّنَ في قراءته، إذا طرَّب فيها وقرأ بألحان ولُحون، فهو المضاهاة للتطريب والتغريد، كأنه لاحَنَ ذلك بصوته، أي شبّهه به. فأما قولهم: لَحَنَ في كلامه يريدون ضدَّ الإعراب فكأنه مال بكلامه عن جهة الصواب والرَّجل لاحِنٌ ولَحّان، إذا لحن في كلامه وإذا لَحَنَ في كلامه فصرفه عن جهته كالإلغاز فهو لاحِن لا غير، ولا يقال: لَحّان، كما قال العنبريّ: "حُطّوا عن جملي الأصهب واركبوا ناقتي الحمراءَ"، أي ارتحِلوا عن الصَّمّان والحقوا بالدَّهْناء.

?ح-ل-و

الحُلْوُ: معروف حلا الشيءُ يحلو حلاوةً، فهو حُلوٌ كما ترى. ورجل حُلْوُ الشمائل: محمودُها وليس الشمائل عند العرب كما تذهب إليه العامّة، الشمائل: الخلائق، واحدها شِمال. قال صخر بن عمرو بن الشَّريد السَّلَمي:

أبَى الشَّتْمَ أني قد أصابوا كريمتي

 

وأن ليس إهداءُ الخَنَى من شِماليا

وقد تكون الحلاوة بالذوق والنظر والقلب، إِلا أنهم فصلوا فقالوا: حلا الشيءُ في فمي يحلو، وحَلِيَ بعيني يَحْلى، إلا أنهم يقولون: هو حُلْوٌ في كلا المعنيين. وقال قوم من أهل اللغة: ليس حَلِيَ مِن حَلا في شيء، هذه لغه على حِدَتِها كأنها مشتقّة من الحَلْي الملبوس لأنه حَسَنٌ في عينك كحُسْن الحَلْي. والحُلاوَى: نبت معروف. والحَلْواء: ما أُكل من شيء حُلوٍ، ممدود وقد يُقصر، فمن مدّ قال حَلْواء والجمع حَلْواوات مثل حَمْراوات، ومن قَصَرَ قال حَلْوَى مثل دَعْوَى، والجمع حَلاوَى مثل دعاوَى. وحَلَوْتُ الكاهنَ أحلوه حَلْواً، إذا أعطيته جُعْلاً لكِهانته، والاسم الحُلْوان. قال الشاعر:

فمَن راكبٌ أَحلُوه رَحْلي وناقتي

 

يبلِّغ عنّي الشِّعْرَ إذ مات قائلُهْ

ونُهي في الحديث عن حُلْوان الكاهن.
وحال الشيءُ يَحُول حَوْلاً وحُوؤلاً، إذا تغيّر عن حاله. وكذلك حالت النخلة تحول، إذا حملت عاماً وأخلفت عاماً. وحال الظلُّ يَحُول حُؤولاً، مثل زال يزول. وحال فلان عن عهده، أي زال عنه. وحالتِ الشخوصُ في السَّراب تحول حُؤولاً، إذا رأيتها كأنها تزول عن مواضعها. وليس لفلان حَوْل ولا حَويل، أي ليس له حيلة. ومنه "لا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلا بالله". وما لفلان حيلة ولا حَويل ولا مَحالة هكذا قال أبو زيد. وأنشد:

مرتبكاً ليست له مَحالَهْ

والمئل السائر: "المرءُ يعْجِزُ لا مَحالة". وحالَ علينا الحوْلُ، إِذا أتت علينا سنة، والجمع أحوال. وحوَّلتُ الشيءَ عن الموضع تحويلاً وحَويلاً. وحالتِ الناقة تحول حَوْلاً، فهي حائل والجمع حُول وحُوّال. قال عُبيد الراعي:

طَرَقا فتلك هَماهِمي أُقْرِيهما

 

قُلُصاً لَواقحَ كالقِسِيِّ وَحُولا

ويقال: حالت وأحالت الناقةُ والنخلة بمعنى، وهما لغتان فصيحتان. قال أُحَيْحَة بن الجُلاح:

وما تدري وإن أضربتَ شَوْلاً

 

أتَلْقَح بعد ذلـك أم تُـحِـيلُ

وما تدري وإن أزمعتَ أمراً

 

بأيَّ الأرض يُدركك المَقِيلُ

وما يدري الفقيرُ متى غِنـاه

 

وما يدري الغنيُّ متى يَعِيلُ

وبنو حُوالة: بطن من العرب. والحَوالة: أن تُحيل رجلاً بحقّه على آخر.
وحَوِل الرجلُ يَحْوَل حَوَلاً، إذا صار أحد سوادي عينيه في موقه والآخر في لِحاظه. ورجل حُوَّل قُلَّب: كثير الاحتيال والتقلّب في الأمور، وربما وُصف به الدهر لتحوّله وتقلّبه. وقال معاوية لابنته هند وهي تمرِّضه: "إنك لتقلِّبين حوَّلاً قُلَّباً إن نجا من هَوْل المُطَّلَع". والحُوَلاء: جلدة رقيقة تبرق تخرج مع الحُوار كأنها مرآة، فإذا وصفت العرب أرضاً بالخصب قالوا: تركنا أرض بنى فلان كالحُوَلاء. قال الشاعر:

على حُوَلاءَ يطفو السُّخْدُ فيها

 

فَراها الشَيْذمانُ عن الجنينِ

والسُّخد: ماء أصفر يكون في الحُوَلاء، والشيذمان: الذئب. ويقال: ما لفلان حَويل عن هذا الأمر، أي تحول عنه. قال الشاعر:

أخذوا حَمولتَه فأصبح قاعداً

 

لا يستطيع عن الدّيار حَويلا

ولَحَوْت العودَ أَلحوه وألحاه لَحْواً. وقالوا: لَحَيْته لَحْياً، وهي اللغة العالية، إذا قشرت عنه لِحاءه. فالرجل لاح والعود مَلْحُوٌّ ومَلْحِي. قال:

ومُعْمِلَ الناجيةِ الوَقاحِ

حتى تراها مئل غُصْنِ اللاّحي

ومن ذلك قيل: تلاحَى الرجلان، إذا تشاتما لَحْواً ولَحْياً، وأصله من لَحَوْتُ العود، كأنهما يتقاشران في الشتم ومن ذلك أيضاً قالوا لَحاه الله، أي قشره.
واللَّوح: كل عظم عريض نحو الكتفين والذِّراعين وما أشبههما، والجمع ألواح. قال الشاعر:

ولَوْحُ ذراعين في بِرْكَةٍ

 

إلى جؤجؤ رَهِل المَنْكِبِ

وسُمّي لوح الصبيّ لوحاً لعِرَضه تشبيهاً بذلك لأنهم كانوا يكتبون في أكتاف الإبل، والجمع ألواح، وفي التنزيل ذكر اللوح، وهو قوله عزّ وجلّ: "في لَوْح محفوظٍ"، فهذا ما لا نقف على كُنه صفته ولا نستجيز الكلام فيه إلا التسليم للقرآن واللغة. والألواح في قصة موسى عليه السلام ولا أقدم على القول فيه، والله أعلم ما هي. واللَّوح: مصدر لاحه العطشُ يلُوحه لَوْحاً، إذا غيّره، وكذلك لاحَتْه السَّمومُ والنارُ تَلُوحه لَوْحاً ولَوَحاناً، إذا غيّره. و "لوّاحة للبشر" قال أبو عبيدة: هو من هذا، واللهّ أعلم. ولا السيفُ والبرق وغيرهما يَلُوح لَوْحاً ولَوَحاناً. واللُّوح، بضم اللام: الهواء بين السماء والأرض. قال ذو الرمّة يصف طائراً:

وظَلَّ للأعْيَسِ المُزجي نواهضَه

 

في نَفْنَف اللُّوح تصويبٌ وتصعيدُ

ورجل مِلْواح: سريع العطش، وكذلك الجمل والدّابّة ملواح أيضاً، والجمع ملاويح. والألواح: ما لاحَ من السلاح، وأكثر ما يُعنى بذلك السيوف. قال ابن أحمر:

تُمسي كألواح السِّلاح وتضْ

 

حي كالمَهاة صبيحةَ القطْرِ

وألاح الرجل على الرجل يليح، إذا جزع عليه. قال الشاعر:

وقد رابني من جعفرٍ أن جـعـفـراً

 

يُليحُ على قُرْصي ويشكو هوى جُمْلِ

فلو كنتَ عُذْرِيَّ العَلاقة لـم تَـبِـتْ

 

بطيناً وأنساكَ الهوى شـدّةَ الأكـلِ

قوله: عُذْرِيَّ الهوى: لأن العشق في بني عُذْرَة كثير، وقوله يليح: يذهب به، ويُليح: يشفق أيضاً.
والوَحْل: الطين الرَّطب خاصة، معروف وَحِلَ الرجلُ وغيرُه يَوْحَل وَحَلاً، إذا مشى في الوحل فثقل عليه المشي حتى لا يطيق التخلّص منه، وربّما أتلفه، يقال ذلك للإنسان والدابّة. وأوحلَ فلان فلاناً شرًّا، إذا أثقله به. والمَوْحِل: الموضع الذي فيه الوحل.
والولائح: أعدال وغرائر يُحمل فيها الطيب والبَزّ ونحوه، الواحدة وَليحة، وتُجمع وَليحاً أيضاً.

ح-ل-ه

أُهملت إلاّ في قولهم حَلّة، وهي هاء التأنيث، والحِلَّة: القوم الحُلول هذه حِلَّة بني فلان. والحَلَّة: موضع.

ح-ل-ي

الحَلْي والحُلِيّ والحِلِيّ والحَلِيّ: معروف. وقد قُرىء: "من حَلْيِهم" وحِلِيِّهم. فأما حُلِيّ فجمع حَلْي، كما قالوا ثَدْي وثُدِيّ وسَبْي وسُبِيّ. والحَلْي: ما لُبس من ذهب أو فضّة أو جوهر. والحَلِيّ: نبت، ويبيسه النَّصِيُّ. وحِلْيَة الرجل: صورته، بكسر الحاء لا غير، وكذلك حِلْيَة السيف، ولا يقال: حَلْي السيف، فصلوا بينهما. والحَلاوة: موضع. والحَلاة أيضاً: أرض تُنبت ذكور البقل لغة يمانية. والحَلاة أيضاً: أن يُحَكّ حجر على حجر أو حديدة على حجر فتُكحل بحُكاكتهما عين الأرمد. وحَلْيَة: موضع.
والحَيْل: الماء المستنقِع في بطن وادٍ، والجمع حُيول وأحيال. وحالَ الشيءُ يَحيل حُيولاً، إذا تغيّر، نحو حال يَحول. والحِيال: أن تَحيل الناقةُ حِيالاً، وهو ألاّ تحمل، والناقة حائل وجمعها حُول. والحِيال: حبل يُشَدّ من بِطان البعير إلى حَقَبه لئلاّ يقع الحَقَب على ثَيله، وهو غلاف قضيبه.
ولَحْي الإنسان والدّابّة: العظم الذي تنبت عليه اللحية، ولكل إنسان أو دابة لَحْيان. وقد سمّت العرب لَحْياً ولُحَيّا ولَحْيان، وهو أبو بطن منهم. ولَحَوْتُ العود ولَحَيْتُه، سواء.

باب الحاء والميم

مع ما بعدهما من الحروف

ح-م-ن

الحَمْنَة، والجمع الحِمنان وهو الحَلَم الصَّغار وقد قالوا حَمْنانة أيضاً.
والمَحْن: فعل ممات واستُعمل منه: امتحنته امتحاناً. وأصابته مِحَن من الدّّهر، أي بلاء وشدائد. وفي التنزيل: "امتحنَ اللهّ قلوبَهم للتقوى"، كأن المعنى فيه: ابتلاهم، والله أعلم، من قولهم: بَلَوْتُ الرجلَ، إذا اختبرته.
ومنحتُ الرجل أمنِحه وأمنَحه، إذا أعطيته. وأصل المنح أن يعطيَ الرجلُ الرجلَ ناقةً أو شاة فيشرب لبنها ثم يردُّها إذا ذهب دَرُّها، والناقة منيحة وكذلك الشاة وكثر ذلك حتى صار كل من أعطى شيئاً فقد مَنَحَ. ودفع لك قوم فقالوا: لا تكون الشاة منيحة، فسألت أبا حاتم عن ذلك فأنشدني عن الأصمعي:

أعَبْدَ بني سَهْمٍ ألستَ براجعٍ

 

منيحتَنا فيما تُرَدُّ المنـائحُ

ثمّ قال لي: يعني شاة، ألا أترى، أنه يقول:

لها شَعَر داجٍ وجِيدٌ مقلَّـصٌ

 

وجِرْمٌ خُداريٌّ وضرْعٌ مُجالِحُ

فهذه صفة شاة والمُجالح: التي لا ينقص لبنُها في الجَدْب والخداريّ: الأسود الشديد السواد. والناقة مَنْحَة ومَنيحة، وقال مرّة أخرى: مِنْحَة، بالكسر. وقد سمَّت العرب مانِحاً ومنّاحاً ومَنيحاً. والمَنيح: قِدْح من قِداح الميسر لا حظَّ له. قال الشاعر:

وكنتَ المُعَلَّى حين رُدّت قِداحُهم

 

وجال المَنيحُ وسطَها يتقلـقـلُ

ويُروى: وكنتَ المعلَّى إذ أُجيلت قداحهم ويُروى: وخرَّ المنيحُ.
والنَّحْم: صوت يتردد في صدر الإنسان، نَحَمَ ينحَمُ نَحْماً ونَحَماناً ونَحيماً، إذا سمعت صوتاً غير مفهوم. ومنه سمعت نَحْمَة من فلان. وفي حديث النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: "دخلتُ الجنَّةَ فسمعت نَحْمَة" أي حِسّاً وبه سُمّي الرجل نحّاماً. والنَّحّام: فرس لبعض فرسان العرب المشهورين. قال أبو بكر: هو سُليك بن السُّلَكَة من بني سعد، وكانت السًّلَكَة أمُّه سوداء وأبوه عُمَيْر، وهو أحد سودان العرب وأحد رَجَليّيهم والرجَليّون: الذين كانوا يغزون على أرجلهم: قال فارسه يرثيه:

كأنّ حوافر النَّحّـام لـمّـا

 

تَرَوَّحَ صُحبتي أُصُلاً مَحارُ

المَحار: الصَّدف. والنَّحَمان: مثل النَّحيم، سواء. قال:

بَيَّض عينيه العَمَى المعمّي

من نَحَمانِ الحَسَدِ النِّحَمِّ

والنَّحّام: طائر معروف.

ح-م-و

الحَمْوُ، حَمْوُ الرجل: أبو امرأته أو أخوها أو عمُّها، يقال: هو حَماها وحَموها وحَمْؤها. قال الشاعر:

إذا ما عُـدَّ أربـعة فِـسـالٌ

 

فزوجكِ خامسٌ وحَموكِ سادي

الفِسال: الضعاف. ويقال: هذا حَمو الرجل. قال الشاعر:

هي ما كَنَّتي وتَز

 

عُمُ أنّي لها حَمُو

ويُروى: وأزعم. وقال الآخر:

حين الفتاة إلى الفتا

 

ة أحبُّ من أحمائها

والحَوْم: الكثير من الإبل وغيرها. واحتاج علقمة بن عَبَدَة فضمّ اضطراراً فقال:

كأسُ عزيزٍ من الأعناب عتَّقها

 

لبعض أربابها حانـيّة حُـومُ

أراد حَوْماً، والحَوْم: مصدر حام يحوم حَوْماً وحِياماً وحُوَمانَاً وحُؤوماً. وحامَ الطائر في الهواء يحوم حوْماً وحِياماً، إذا دار كالجَوَلان. وحام البعير حول الحوض أو البئر يحوم حَوْماً وحَوَماناً وحُؤوماً وحِياماً. وحَوْمَة الحرب: موضع الوقيعة. وحَوْمَة القوم مجتمعهم. والحَوْمانة: أرض صلبة فيها غِلَظ، والجمع حوامين.
والوَحَم: شهوة الحُبلى الشيءَ تولع به وَحِمَتْ تَوْحَم وَحَماً. قال العجّاج:

أيّامَ سلمى عامَ سلمى وَحَمي

ووواه أيضاً:

أزمانَ ليلى عامَ ليلى وَحَمي

أي شهوتي التي أولع بها. وامرأة وَحْمَى مقصور من نسوةٍ وِحام ووَحامَى. ومن أمثالهم: "وَحْمَى ولا حَبَلَ".
والمَحْو من قولهم: محوت الشيءَ أمحوه مَحْواً، إذا طمسته. وكل شيء طمسته فقد محوته. وبه سُمِّيت الشَّمال مَحْوَة، معرفة غير مصروفة ولا تدخلها الألفط واللام لأنها تمحو السَّحاب هكذا قال أبو زيد، وقال قوم: بل تمحو الآثار. قال أنشدني أبو حاتم عن أبي زيد:

قد بَكَرَتْ مَحْوَةُ بالعَجاجِ

فدَمَّرت بقيَّة الرَّجَـاجِ

الرَّجَاج: الهَزْلَى من الماشية، الإبل والغنم، واحدتها رَجَاجة. وأنشد:

فَهُمْ رَجاجٌ وعلى رَجَاجِ

يمشين أفواجاً إلى أفواجِ

ح-م-ه

الحُمَة، مخفَّفة: حرارة السمّ هكذا يقول الأصمعي، وليست كما تسمّي العامة حُمَةَ العقرب إبرتها. وسألت أبا حاتم عن الحُمَة فقال: سألت الأصمعي عن ذلك فقال: هي فَوْعَة السُّم، أي حرارته وفورته هذا لفظه. قال أبو بكر: ويقال أيضاً: فَوْعَة الطّيب: حِدّته.
والحَمّة: معروفة، وقد استقصينا هذا الباب في الثنائي.

ح-م-ي

المَيْح: مصدر ماح يميح مَيْحاً، إذا انحدر في الرّكِيّ فملأ الدلو، فهو مائح. قال:

امتَحَضا وسقَّياني ضَيْحا

وقد كَفَيْتُ صاحبَيّ المَيْحا

وقال آخر:

يا أيُّها المائحُ دَلوي دُونكا

إنّي رأيتُ الناسَ يَحْمَدونكا

يُثْنون خيراً ويُمَجِّدونـكـا

ومِحْتُ الرجلَ أَميحه مَيْحاً، إذا أعطيته، وكان في تلبية بعض أحياء العرب في الجاهلية: "اللهمَّ إنِّا أتيناك للمِياحة لا للرَّقاحة" الرَّقاحة من ترقيح المال وهو إصلاحه، أي أتيناك نمتاح ممّا لديك ولا نرقِّح عيشنا، أي لا نصلحه. وقد سمّت العرب مَيّاحاً، وقد ماحَ العودُ يَميح مَيْحاً، إذا مال، فهو مَيّاح، وكذلك السّكران إذا تمايل. قال الشاعر امرؤ القيس:

يغرِّد بالأسحار في كل سُدْفَةٍ

 

تَغَرُّدَ مَيّاح النَّدامى المطرِّبِ

باب الحاء والنون

مع ما يليهما من الحروف

ح-ن-و

حِنْوُ الجبل: ناحيته، والجمع أحناء. وحِنْوُ القَتَب والرُّحل: ناحيتاه. قال:

نَبَّهْتُ ميموناً بأشْمَذَينِ

فقال لي وأنَّ أنَّتَيْنِ

أما ترى ما قد أصاب عيني

من الشِّظاظ ومن الحِنْوَينِ

الشِّظاظ: خشبة يدقَّق رأسها وتُجعل في عُروتّي الجُوالق أو العِكْم، والمِرْبَعَة: خشبة يأخذ الرجلان بطرفيها ويشال بهما الحمل حتى يُجعل على ظهر البعير. وحَنَوْتُ الشيءَ أحنوه حَنْواً، إذا عطفته. وحَنَتِ الأُمُّ على ولدها حُنُواً، إذا عطفت عليه وأشبلت. وناقة حَنْواء: في ظهرها احديداب. والحَنْوَة: ضرب منِ النبت له رائحة طيبة.
والنَّحْو: القصد نحَوْتُ الشيءَ أنحوه نَحْواً، إذا قصدته. وكلّ شيء أمّمته ويمَّمته جميعاً فقد نحوته، ومنه اشتقاق النحو في الكلام، كأنه قصْدُ الصواب. وبنو نَحْو: قبيلة من العرب.
والنَّوح: مصدر ناح ينوح نَوْحاً. وأصل النَّوح أن يتقابل الرجلان أو الشيئان. وإنما سميت النائحة نائحة لمقابلتها صواحبَها. وتناوح الشجرُ، إذا تقابل. ودُورُ بني فلان متناوحة، أي متقابلة. قال الشاعر:

هلاّ فوارسَ رَحْرَحانَ هَجَوْتَهم

 

عُشَراً تَناوحَ في سَرارة وادي

أي تقابلَ، وسرارة الوادي خالصه وأكرمه تربة فكثر هذا حق جُعل ندب الميت نَوْحاً، فقالوا: حضرنا مَناحة بني فلان ونياحتهم ونَوْحَهم.
والوَنْح: فعل ممات استُعمل منه وانحتُ الرجل موانحةً، مثل واءمته مواءمة، وليس بثبْت.

ح-ن-ه

حَنَّة الرجل: امرأته، وقد مرّ في الثنائي مستقصًى.

ح-ن-ي

الحَيْن: مصدر حان يحين حَيْناً، فهو حائن، وهو التعرُّض للهلاك، والرجل حائن متعرّض للحَيْن. قال الحارث بن حلِّزَة:

وفَعَلْنا بهم كما عَلِمَ اللّ

 

هُ وما إنْ للحائنين دِماءُ

أي من حانَ فقد ذهب دمه. والحين: حِقبة من الدهر، وقد جاء في التنزيل واختلف فيه المفسِّرون، ولا أحب أن أتكلّم فيه.
والنِّحْي: نِحي السُّمن، والجمع أنحاء، وهو الزِّقّ. قال أبو بكر: واختلفوا في هذه الأسماء فقالوا: السَّقاء للماء، والوَطْب للّبن، والنِّحي للسمن، والحَميت للدّّهن وما أشبهه، والمِسْأب للعسل ويقال السَّأْب أيضاً، وربّما استعمل للخمرة والزقُّ يجمع هذا كلَّه.
والنَّيْح: فعل ممات استعمل منه: ما نيَّحته بخير، أي ما أعطيته شيئاً.
وقد قالوا: ناح الغصنُ يَنيح نَيْحاً ونَيَحاناً، إذا تمايل، ذكر ذلك أبو مالك عن العرب.
والحَنِيَّة: القوس، والجمع حَنِيّ وحَنايا.

باب الحاء والواو

مع ما بعدهما من الحروف

?ح-و-ه

أُهملت إلاّ في قولهم: الحُوَّة، وفرس أَحوَى، وليس هذا موضعها، وقد مرّ في الثنائي.

ح-و-ي

الوَحَى: له مواضع في اللغة. يقال: وَحَى يَحِي وَحْياً ووُحِيَّا، إذا كتب. قال الراجز:

لقد نَحاهم جَدُّنا والناحي

لِقَدَرٍ كان وَحاه الواحي

أي كتبه. وأَوحى يُوحي إيحاءً، فالوحي من الله عزّ وجلّ إلهام ومن الناس إيماء. قال الله عزّ وجلّ: "وما كان لِبَشَرٍ أن يكلِّمه الله إلاّ وَحْياً"، قال أبو عبيدة: إلهاماً، واللّه أعلم بكتابه. وقال في قصة زكرياء: "فأوحَى إليهم أن سبِّحوا"، أي أومأ إليهم وأشار، واللّه أعلم. قال أبو عبيدة: وقد رُوي بيت العجّاج:

وَحَى لها القرارَ فاستقرتِ

وشَدَّها بالراسيات الثُبَّـتِ

ورُوي: أَوحى لها القرار. قال أبو بكر: سألت أبا حاتم عن هذا فضجر عليّ فقال: لا تزال تسألني عمّا أكره، ثم قال: يا بنَيَّ، قال أبو عبيدة: وَحَى لها القرارَ، أي كتب لها ذلك، وأوحى لها لقوله جلّ وعزّ: "ائتيا طَوْعاً أو كَرْهاً قالتا أتينا طائعِين"، هذا لفظه رحمه الله، وقال مرّة أخرى: "قالتا أتينا طائعِين"، قال: أي قال لأهل السماوات والأرض فاكتفى بذكر السماوات والأرض.

باب الحاء والهاء مع الياء

مع ما بعدهما من الحروف

ح-ي-ي

الحَيَّة: معروف يقال: حيَّة ذكر وحيَّة أنثى. قال الشاعر:

إذا رأيتَ بـواد حَـيَّةً ذَكَـــراً

 

فاذهبْ ودَعْني أُمارِسْ حَيَّةَ الوادي

وذكر الأصمعي عن العرب أنهم يسمّون الحية الذَّكَر حَيُّوتاً، وأنشد:

ويأكل الحَيَّةَ والحَيُّوتا

وهذا تراه في موضعه مشروحاً إن شاء اللّه تعالى.
انقضى حرف الحاء في الثلاثي الصحيح والحمد للّه رب العالمين وصلواته على سيّدنا محمد نبي الرحمة وآله الطاهرين.

حرف الخاء في الثلاثي الصحيح وما تشعب منه

باب الخاء والدال

مع ما بعدهما من الحروف

خ-د-ذ

أُهملت.

خ-د-ر

الخِدْر: خِدْر المرأة، وهو ثوب يُمَدّ في عُرْض الخِباء فتكون فيه الجارية تستتر فيه، ثم كثر ذلك في كلامهم فصار كل شيء واراك خِدراً لك، فقالوا: خَدَرَ الأسدُ وأخدرَ، إذا غاب في الأجَمَة، فكأنه اتّخذها خِدْراً، والأسد خادِر ومُخْدِر. قال الشاعر:

فتًى كان أحْيا من فتاة حَـيِيةٍ

 

وأشجعَ مِن ليثٍ بخَفّانَ خادرِ

وُيروى: من فتاة خريدة. وقال الآخر:

كالأسَدِ الوَرْدِ غدا من مُخدَرِهْ

فهذا مِن أخدر. وسمُّوا ظلمة الليل خِدْرَ الليل وخَدَرَ الليل لأنها تستر. قال:

في خَدَر الليل وللّيلِ خَدَرْ

وخَدِرَت رِجل الإنسان والعضوُ من أعضائه تخدَر خَدَراً، إذا برد فيها الدمّ حتى تثقل. وحمارٌ أَخدَريّ: اسم تُنسب إليه حمير الوحش. قال الأصمعي: لا أدري ما هو، وقال غيره: الأَخْدَر: فرس في الجاهلية في الوحش تنسب إليه الحمير الأخدريّة. وعُقاب خُداريّة، إذا اشتدّ سوادها، ولذلك قالوا: ليلٌ خُداريّ شديد الظلمة. وبنو خُدْرَة: بطن من الأنصار منهم أبو سعيد الخُدْريّ صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وجارية خريدة: بيِّنَةُ الخَرَد، وهي الحييّة الخَفِرة وجمع خريدة خُرُد وخرائد. ودَخِرَ الرجلُ يَدْخَر دَخراً، إذا ذلَّ، وادخَرَه غيرُه إدخاراً.

خ-د-ز

أُهملت.

خ-د-س

الدَّخَس: داء يصيب الفرس في مُشاش حافره من باطنٍ يقال: دَخِسَ يدخَس دَخَساً، وهو أن يتعقّد العَصَبُ الذي عليه سبيب الشّعر. والدَّخيس: اللحم المتراكب. قال النابغة:

مقذوفةٍ بدَخِيس النحْض بازِلُهـا

 

له صَريفٌ صَريفَ القَعْوِ بالمَسَدِ

الدَّخِيس: المتداخل بعضُه في بعض، والنَّحْض: اللحم، والقَعْو: خشبتان تدور البكرة بينهما. ويقال: عددٌ دِخاس، أي كثير وبيث دِحاس، بالحاء غير معجمة: مملوء ناساً.
والسُّخْد: ماء أصفر يخرج مع الحُوار إذا نُتج، وتقول العرب: هو بول الحُوار في بطن أمه، ويسمّيه بعضهم الرَّهَل. ويقال: أصبح فلان مسخَّداً، إذا أصبح مصفراً. وذُكر عن خارجة بن زيد بن ثابت قال: كان زيد بن ثابت لا يُحيي شيئاً من الليل كما يُحيي ليلة سبعَ عشرةَ من رمضان، ويقول: "ليلة أذلَّ الله في صبيحتها الشِّركَ فيصبح السّخْدُ على وجهه".
ويقال: ضربته حتى انسدخ وانسدح، إذا انبسط.

خ-د-ش

الخَدْش: الأثر في الجلد من قشر عود أو غيره. وفي الحديث: "من سأل وهو مستغنٍ جاءت لمسألته كُدوحٌ وخُدوش في وجهه يومَ القيامة". وقد سمّت العرب خِداشاً ومخادِشاً ومخدِّشاً. وابنا مخدِّش: طرفا الكتفين من البعير. ويسمَّى الهرُّ أيضاً مخادِشاً.
والدَّخْش: فعل ممات دَخِشَ يدخَش دَخَشاً، إذا امتلأ لحماً. وأحسب أنهم سمّوا دَخْشَماً من هذا، والميم زائدة كزيادتها في شَدْقمَ وزُرْقُم وأشباههما، وقد جمعنا هذا ونظائره في باب من أبواب الرباعي.

والشَّدْخ: فَضْخُك الشيءَ بيدك أو بحجر، شدختُه أشدَخه شَدْخاً. وصبيٌّ شدَخٌ، إذا كان رَطْباً رَخْصاً لم يشتدَّ، وبه سُمّي الفطيم شَدَخاً، فأما إذا ارتفع فلا. وفرس شادِخ الغُرَّة، إذا اتّسعت غرَّتُه حتى تملأ وجهه. قال الشاعر:

شَدَخَتْ غُرة السّوابق فيهم

 

في وجوهٍ مع اللَّمام الجعادِ

والغُرَّة الشادخة: المتَّسعة في الوجه ما لم تجاحف العينين، فإذا ضمّت العينين فالفرس مُغْرَب حينئذ ولا يسمّى شادخاً. وبنو الشُّدّاخ: بطن من العرب. وسُمِّي الشُّدّاخ لأنه أصلح بين قومه في حرب كانت بينهم وقال: شَدَخْتُ الداءَ تحت قدمي، فسُمَّي الشُّدّاخ. قال الشاعر:

لقد غاب عن خيلٍ بمُوتانَ أحجمتْ

 

بُكَيْرُ بني الشدّاخ فارسُ أطـلالِ

أطلال: اسم فرس.

خ-د-ص

صَخِدَ يومُنا يصخَد صَخَداً وصخَداناً، إذا اشتدّ حَرُّه ويومٌ صاخدٌ: بَيِّينُ الصَّخَد والصَّخَدان. وصَخَدَتْه الشَّمسُ، إذا آلمت دماغه تَصْخد صَخْداً وصَخَداً. وصخرة صيْخود: صمّاء صلبة. والمَصاخِد: الهَواجِر، الواحدة مَصْخَدَة، وهي الصَّواخد أيضاً.

خ-د-ض

خضدت العودَ أخضِده خَضْداً، إذا ثنيته ولم تكسره، والعود خضيد ومخضود. وانخضد العودُ انخضاداً، وكل رطب اقتضبته فقد خضدته، وكذلك معناه في التنزيل إن شْاء الله تعالى. والخَضَد: كل ما قُطع من العيدان رطباً. قال الشاعر:

يَمُدُّه كلُّ وادٍ متْـرَع لَـجِـب

 

فيه رُكامٌ من اليَنبُوت والخَضَدِ

وقال المفسِّرون في قوله جل ثناؤه: "في سِدْر مخضودٍ"، أي لا شوك عليه، واللهّ أعلم بذلك.

خ-د-ط

أُهملت في الثلاثي وكذلك حالهما مع الظاء.

خ-د-ع

خَدَعْت الرجلَ أخدَعه خَدْعاً، إذا أظهرت له خلافَ ما تخفي. وكل شيء كتمته فقد خدعته، والاسم الخديعة والخَدَع. ورجل خادع وخدّاع، إذا كان يخدع الناس. وكذلك رجل خُدَعَة: يخدع الناس وخُدْعَة: يخدعه الناس.
والخَدَعَة: جمع خادع. والخُدَعَة: نبَزُ قوم من العرب. وأنشد:

يا قوم مَن عاذري من الخدَعَهْ

واشتقاق المُخْدَع من قولهم: خدعتُ الشيء، إذا كتمته وخَبَأته. وانخَدَعَ الضَّبٌّ، إذا استروح الإنسانَ فدخل في جُحره. ورجل مخدَّع: مجرَب للأمور، ومنه قول الشاعر:

فتنازَلا وتوافقتْ خيلاهمـا

 

وكلاهما بَطَلُ اللقاءِ مخدَّعُ

أي مجرِّب. ومن روى مخذَّع: أي مضروب بالسيوف. والأَخْدَعان: عرقان يكتنفان العنق، والجمعِ أخادع. ومثل من أمثالهم: "أَخْدَعُ من ضبٍّ حَرَشْته". ومثل من أمثالهم: "الحرب خَدْعَة"، بفتح الخاء هكذا لغة النبي صلّى اللهّ عليه وآله وسلّم، ويقال إنه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أوّل من تكلّم بهذه الكلمة. والخَيْدَع: السَّراب، الياء زائدة. والخديعة: قوم من العرب.

خ-د-غ

أُهملت.

خ-د-ف

الخَفْد: فعل ممات خفَد يخفِد خَفْداً وخَفَداناً، إذا أسرع في المشي. ومنه اشتقاق الخَفَيْدَد، وهو الظَّليم. والخَفْد والخَفَدان واحد، وقالوا: خَفَدَ يخفِد خَفْداً وخَفَداناً. والخفْدود: ضرب من الطّير.
والخَدْف: سرعة المشي وتقارب الخَطْو. ومنه اشتقاق خِنْدِف، النون زائدة، وخِنْدِف: أمّ قبائل من العرب، كِنانة وتميم وهُذيل وأخوتهم، واسمها ليلى، وإنما سُمِّيت بهذا لأن زوجها قال لها: علامَ تُخندِفين وقد أدركتِ الإبل، فسُمِّيت خِنْدِف.
وفدخت رأسَه بالحجر وغيره أفدَخه فَدْخاً، إذا شدخته، ولا يكون الفَدْخ إلا للشيء الرطْب.

خ-د-ق

أُهملت في الثلاثي، فأما خَنْدَق ففارسيّ معرَّب وكذلك حالهما مع الكاف.

خ-د-ل

الخَدْل من قولهم: امرأة خَدْلَة وخَدِلَة بينِّة الخَدَل، وهو امتلاء الأعضاء باللحم ودقَّةُ العظام. يقال: امرأة بينِّة الخَدَل والخَدالة والخُدولة.
وخَلَدَ الرجل يخلِد ويخلُد خَلْداً وخُلوداً، إذا أبطأ عنه الشَيب. وقد قالوا: أخلدَ الرجل إخلاداً، إذا أبطأ عنه الشَيب فهو مُخْلِد، وخلَدَ يخلُد خُلوداً من دوام البقاء لا غير، والخُلود لا يكون في الدنيا.

وأخلد إلى الأرض إخلاداً، إذا ألصق بها نفسه هكذا فسَّر أبو عبيدة قوله تبارك وتعالى: "أخلدَ إلى الأرض"، إذا لصِق بها. وقد سمَّت العرب خالداً وخُويلداً ومَخْلَداً وخُلَيْداً ويَخْلُدَ وخَلاّداً. وخَلْدَة: اسم من أسماء النّساء. ودار الخُلود والخُلْد: الآخرة والجَنَّة. والخُلْد: دُوَيْبة تشبه الفأرة.
ومثل من أمثالهم: "أصابَ خُلْدَ النَّطِف"، إذا أصاب مالاً، وله حديث. ووقع ذلك في خَلَدي، أي في قلبي. وقوله عزّ وجلّ: "وِلْدان مخلَّدون". قال أبو عبيدة: مسوَّرون، لغة يمانية، وأنشد:

ومخلَّداتٍ باللُّجن كأنّمـا

 

أعجازُهنّ أقاوِزُ الكُثبانِ

ويقال: في أمره دَخَل، أي فساد دخِل أمره يدخَل دَخَلاً، إذا فسد. ودخلتُ الدارَ وغيرَها أدخُل دُخولاً، وأدخلتُ غيري إدخالاً. وأَورَدَ الرجل إبلَه دِخالاً، إذا علَّها ثم أدخل بين كل بعيرين بعيراً ضعيفاً بعد ما تتغمّر، أي تشرب دون ريَّها. وفلان دخيل في بني فلان، إذا كان من غيرهم. وأَطْلعتُ فلاناً على دُخْلُلِ أمري ودُخْلَل أمري، إذا بثثته مكتومَك. والدُّخَّل: طائر صغير. قال:

كالصَّقْرِ يجفو عن طِرادِ الدُّخَّلِ

وجمع دُخَل: دَخاخيل. وفلان حسن المَدْخَل وقبيح المَدْخَل، أي المذهب في أموره. وكل لحمة مجتمعة على عَصَب فهي دُخَّلَة. والدَّلَخ: السِّمَن، إبل دُلَّخ ودَوالخ، إذا سمنت، دلْخِت تدلَخ دَلَخاً ودَلَخاً ودَلَخاناً.

خ-د-م

خدمتُ الرجلَ أخدُمه خِدْمَة، فأنا خادم، والجمع خَدَم وخُدّام. والخَدَمَة: السِّوار، وهو الخِدام أيضاً. ومثل من أمثالهم: "أحمقُ من الممهورة إحدى خَدَمَتَيْها"، وهو الخَدَم والخِدام أيضاً. والمخدمَّ: موضع الخِدام من السّاق.
فرس مخدَّم، إذا كان تحجيلُه مستديراً فوق أشاعِره ولا يجوز الأرساغَ.
وقد سمَّت العرب خِداماً. ورُوي بيت امرىء القيس:

عُوجا على الطَّلَل المُحيل لعلّنا

 

نبكي الدّيارَ كما بكى ابنُ خِدامِ

ويُروى خِذام، بالذال المعجمة، وهو شاعر قديم لا يُعرف له شعر إلا ما ذُكر في هذا البيت. قال أبو بكر: هو رجل من كلب كان تبع امرأ القيس في بلاد الروم، وكانت تروي له شعراً كثيراً. وزعم ابن الكلبي أن أعراب كلب ينشدون:

قِفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزل

 

بسِقْط اللِّوى بين الدَّخول فَحوْمَلِ

لابن خِذام هذا. وخَمَدَت النّار تخمُد خموداً، إذا سكن التهابُها، فهي خامدة والمصدر الخُمود. وخَمَدَ المريضُ، إذا أُغمي عليه.
وخَمَدَتِ الحُمَّى، إذا سكن فَوَرانُها. والخَمُّود، في وزن فَعُّول: موضع يدفن فيه الجمر.
ودَمْخ: اسم جبل معروف.
والدَّخم: لغة في الدَّحْم، وهو الدَّفْع بإزعاج دَخَمَه يدخَمه دَخْماً.
والتمدُّخ: تعكُس الناقة في سيرها وتلوّيها عن الانبعاث. وفي بعض اللغات: تمدَّخت الإبلُ، إذا امتلأت شحماً.

خ-د-ن

الخِدن: الصاحب، والجمعِ أخدان. وخادنتُ الرجلَ مخادنَةَ وخِدانَاً. وفلان خِدْني وخديني، وجمع خَدين خُدَناء، وجمع خدْن أخدان.
والدَّخَن: لون أسود فيه غُبرة، حمار أَدْخَنُ وأتان دَخْنَاءُ، واشتقاقه من الدُّخان، والدُّخان يسمَّى الدَّخَن أيضاً. ورأيتُ دواخنَ القوم، إذا رأيت دُخانهم. والمِدْخَنَة والمِبْخَرَة: واحد. والدَّخَن أيضاً: فساد في القلب من باقي عداوة. وفي حديث النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: "هُدْنَة على دَخَن". والدُّخْن، عربي: حبّ يُختبز ويؤكل. والدَّخْناء: ضرب من العصافير.
والنَّدْخ يقال: تندَّخ فلانٌ، إذا تشبّع بما ليس عنده.

خ-د-و

الخَوْد: المرأة الناعمة الجسد، ولس له فعل يتصرّف. وداخ الرجلُ يدوخ دوْخاً، إذا ذلَّ، فهو دائخ والجمع دُوَّخ. ودوّختُ الرجلَ تدويخاً، إذا ذلَّلته.
والوَخْد: ضرب من سير الإبل، وَخَدَ البعير يَخِدُ وَخْداً ووَخَداناً، والبعير واخِد.

خ-د-ه

قد مر ذكرها في الثنائي.

خ-د-ي

خَدَى البعيرُ يخدي خَدْياً، وكذلك الفرس، وقد قالوا خَدَياناً أيضاً، وهو ضرب من السير.

باب الخاء والذال

مع ما بعدهما من الحروف

خ-ذ-ر

الذُّخْر: ما ادّخرته من مال وغيره ذَخَرْتُ أذخَر ذُخْراً، ثم كثر ذلك في كلامهم حتى قالوا: ذَخَرَ لنفسه حديثاً حسناً، إذا أبقاه بعده، وجمع ذُخْر أذخار. والذَّخيرة: مثل الذُّخْر أيضاً، والجمع ذخائر. قال الأخطل:

وإذا افتقرتَ إلى الذخائر لم تَجِدْ

 

ذُخْراً يكون كصالح الأعمـالِ

وادّخرتُ ادّخاراً، وهو افتعلت من الذُّخْر، الأصل فيه اذْتَخَرْتُ، فقلبوا التاء دالاّ لقرب مُخرجها منها وأدغموا الذال في الدال، وكذلك يفعلون في نظائرها مثل ادَّكر ونحوه. والإذْخِر: نبت معروف.

خ-ذ-ز

أُهملت في الثلاثي وكذلك حالهما مع السين والشين إلاّ في قولهم: أشخذتُ الكلبَ، إذا أغريته، وهي لغة يمانية.

خ-ذ-ص

أُهملت وكذلك حالهما مع الضاد والطاء والظاء.

خ-ذ-ع

خذعتُه بالسيف أخذَعه خَذْعاً، إذا ضربته به. قال الهذلي:

فتَنازلا وتوافقت خَيلاهمـا

 

وكلاهما بَطَلُ اللّقاءِ مخذَّعُ

أي قد ضُرب بالسيوف مراراً. والخُنْذُع: عيب يعاب به الرجل، وأحسبه القليل الغيرة على أهله، سمعته في بعض اللغات ولا أدري ما صحّته. والمِخْذَعَة: سِكّين يُقطع بها اللحم.

خ-ذ-غ

أُهملت.

خ-ذ-ف

الخَذْف: أن يأخذ الرجلُ الحصاةَ وغيرَها بين سَبّابته ثم يعتمد باليمنى على اليسرى فيخذِف بهما. قال امرؤ القيس:

كأنّ الحَصا من خَلْفِها وأمامِها

 

إذا نَجَلَتْه رِجْلُها خَذْفُ أعْسَرا

نَجَلَتْه: دفعته والمِنْجَل من هذا لأنه يقطع الشيء فيرمي به.
والمِخْذَفَة: التي تسمّيها العامة المِقْلاع، وهو الذي يُجعل فيه الحجر ويُرمى به لطرد الطير وغير ذلك خذفتُ الحجرَ أخذِف به خَذْفاً. ويسمَّى الدُّبُر مِخْذَفَة. وأتان خَذوف: سمينة. قال أبو حاتم: قال الأصمعي: يريد أنها لو خُذفت بحصاة لدخلت في بطنها لكثرة شحمها.
والفَخِذ من الإنسان وغيره، بكسر الخاء وتسكينها. والفَخْذ من العرب: دون القبيلة وفوق البطن، بتسكين الخاء، والجمع أفخاذ.

خ-ذ-ق

خَذَقَ الطائرُ وخَزَقَ ومَزَقَ، إذا ذَرَقَ.

خ-ذ-ك

أُهملت.

خ-ذ-ل

خذلتُ الرجلَ أخذُله خَذْلاً وخَذَلاناً، إذا تركت معونته، وأنا خاذل والرجل مخذول. وخَذَلَتِ الوحشيةُ وأخذلتْ، وهي خاذل وخَذول ومُخْذِل، إذا أقامت على ولدها ولم تتبع السَّرب وهو مقلوب لأنها هي المخذولة، فقلبوا فقالوا: خاذل وخذول ومُخذِل. وقالوا للشيخ إذا ضعفت رجلاه: قد تخاذلتا، وكذلك السكران. قال الشاعر:

بين مغـلـوبٍ كـريم جَـدُّهُ

 

وخَذولِ الرِّجل من غير كَسَحْ

خ-ذ-م

الخَذْم: القَطْع خذمتُ الشيءَ أخذِمه خَذْماً. وسيف مِخْذَم وخاذِم وخَذوم. وقد سمَّت العرب خِذاماً. وتمذَّختِ الناقة، مثل تمدَّخت، إذا تعاكست في سيرها.

خ-ذ-ن

أُهملت.

خ-ذ-و

الخَذْو والخَذا: مصدر خذا الفرسُ يخذو خَذْواً، إذا استرخت أذناه واللغة العالية خَذِيَ يخذَى خَذاً شديداً، مثل غَشِيَ يغشَى غَشاً فهو أَخْذَى والأنثى خَذْواء، لأنه من الواو. قال الشاعر:

فلمّا لَبِسْنَ الليلَ أو حين نَصَّبَتْ

 

له من خذا آذانها وهو جانحُ

وقد همزه قوم فقالوا: خذىء يخذَأ خَذْءأ.
وتقول العرب: وقعوا في يَنَمَة خَذْواءة واليَنَمَة: ضرب من العشب وهو من أحرار البقل، والخذواء: التي قد تمّت وأُكملت. واستخذأ الرجلُ، إذا استرخى ذكره أبو زيد، وتركُ الهمز جائز، وقد ذكره أبو زيد في كتاب الهمز مهموزاً. وذُكر عن بعض أهل اللغة أنه سأل أعرابياً: كيف تقول استخذيتُ. يريد أن يعلم أَيُهمز أم لا يُهمز، فقال: إن العرب لا نستخذىء، وهمز.

خ-ذ-ه

أُهملت.

خ-ذ-ي

الذِّيْخ: الضَّبُع، والأنثى ذِيخة والجمع أذياخ وذُيوخ. وللخاء والذال والياء مواضع تراها في الاعتلال إن شاء الله تعالى.

باب الخاء والراء

مع ما بعدهما من الحروف

خ-ر-ز

الخَرَز: معروف، واحدته خَرزَة، وهو اسم يجمع خَرَزَ الجوهر وغيرِه.

وسُمَّي فَقار الظهر خَرَزاً لانتظامه. وخرزتُ السِّقاء والقِربةَ وغيرَهما أخرِزه خرزاً. وموضع السَّير في السِّقاء وغيره خُرْزَة، والجمع خُرَز. ومثل من أمثالهم: "سَيْرانِ في خُرْزة" يُضرب للرجل يسأل الحاجة ثم يضيف إليها أخرى. والخَرّاز: خَرّاز الأديم، والاسم الخِرازة. وتُجمع خَرَزَة خَرَزات وخَرَزاً. قال الشاعر:

رَعَى خَرَزاتِ المُلك ستّين حِجَّةً

 

وعشرين حتى فادَ والشيبُ شاملُ

قال أبو بكر: الحِجَّة، بالكسر: السَّنَة، وبالفتح: الواحدة من الحَجّ يقال: حج حَجَّةَّ حسنةً. ويعني بالخَرَزات تاج المُلْك وما فيه من الجوهر. وسِقاء خَرِيز ومخروز والمِخْرَز: الحديدة التي يُخرز بها.
والخَزَر: ضِيق العين وصغرها، وبه سُمَّي الخَزَر هذا الجيل المعروف لعموم الخَزَر فيهم. خَزِرَتْ عينُه تخزَر خَزَراً، والرجل أَخزَرُ والمرأة خَزْراءُ والجمع خُزْر. وتخازر الرَّجلُ، إذا قبّض جفنيه ليُحِدَّ النَّظر. قال:

إذا تخازرتُ وما بي من خَزَرْ

ثمّ كسرت العينَ من غير عَوَرْ

ألفيتَني ألْوَى بعيدَ المستمَرْ

أحْمِلُ ما حُمِّلْتُ من خيرٍ وشرّ

أَنْزَى إذا نُوديتُ من كلبٍ ذَكَرْ

وقال الأصمعي: الخَزَر هو أن يكون الرجل كأنّما ينظر من أحد شِقَيه، وقال: تخازر الرجلُ إذا نظر بمُؤْخِر عينه عن عُرْض. والخَزير: دقيق يُلبك بشحم كانت العرب تأكله وعُيِّر به قوم والمقصودون به بنو مجاشع، وقد عيِّرت به قريش. والخَزيرة هي السَّخينة أيضاً. قال كعب بن مالك:

جاءت سَخنيةُ كي تغالبَ رَبّها

 

ولَيُغْلَبَنَّ مُغالِـبُ الـغَـلاّبِ

قال أبو بكر: واشتقاق الخنزير من صغر العين، والنون والياء زائدتان.
والخنْزَرَة: فأس غليظة للحجارة.
وزَخَرَ البحر يَزْخَر زَخْراً وزخوراً، فهو زاخر، إذا طما موجه.
ورَزَخَه بالرُمح يرزَخه رَزْخاً، إذا زجَّه به. وكل شيء زججت به فقد رزخت به، وهو مِرْزَخَة.

خ-ر-س

خَرِسَ الرجل يخرَس خَرَساً، والخَرَس هو انعقاد اللسان عن الكلام، الذكر أخرس والأنثى خرساء. وقالوا: كتيبة خَرساء، إذا تضامّت وكثرت حتى لا يُسمع لحديدها صوت. ويقال: أتانا بإدْلة خرساءَ، وهي الشَّربة من اللبن الغليظة الخاثرة التي لا تسمع لها في الإناء صوتاً. وخرَّستُ النُّفَساء تخريساً، إذا صنعت لها ما تأكله بعد الولادة، والاسم الخُرْس والخُرْسة. وقال رجل من العرب يصف الرطَب: عِصْمَة الكبير وصُمْتَة الصغير وخُرْسَة مريم عليها السّلام. وأنشد لأخت مِقْيَس بن صُبابة:

فللّه عينا من رأى مثل مِقْيَسٍ

 

إذا النُّفَساء أصبحت لم تخرَّسِ

مِقْيَس بن صبابة قتله النبي الله صلى الله عليه وآله وسلّم صبراً. ويقال للبكْر في أول بطن تحمله: خَروس. قال الشاعر:

شَركم حاضر ودَرُّكمُ دَرُّ

 

خَروسِ من الأرانبِ بِكْرِ

خصّ الأرانب لأنها قلَّ ما تَحْلُب لبناً.
والخَرْس: دَنّ يُنتبذ فيه، عربي معروف، والجمع خروس.
والخُسر والخَسار والخُسْران واحد، وهو الضلال. هذا الأصل، ثم كثر ذلك حتى قالوا: خَسِرَ التاجرُ، إذا وُضع من رأس ماله. ورجل خَنْسَرَى، وقالوا خَيْسَرَى: في موضع الخُسْران، النون والياء زائدتان. وسجعٌ لهم: "عليه الدَّبَرَى وحمَّى خَيْبَرى فإنه خَنْسَرَى"، وقالوا: خَيْسَرَى. والخَناسر: جمع خَنْسَر، وهو نحو الخَنْسَرَى أيضاً وفي معناه، وهم لئام الناس ورُذالهم. قال أبو عثمان الأُشْنانْداني مرّة: الخناسر: الضعاف من الناس، وأنشد بيت ابن أحمر:

طَرَقَ الخَناسرةُ اللّئامُ فلم

 

يَسْعَ الخفيرُ بناقة القَسْرِ

كان ابن أحمر أودع إبله وراعيَها رجلاً من بني سعد فأغار عليه قوم منهم فأخذوها ولم يَسْعَ الخفيرُ فيها والقَسْر: اسم الراعي.
ورَسَخَ الشيءُ يرسَخ رُسوخاً، إذا ثبت في الأرض، وكل ثابتٍ راسخ.
وسخَّرتُ الرجلَ تسخيراً، إذا اضطهدته وكلّفته عملاً بلا أجرة، وهي السُّخْرَة والسُّخَرَة، زعم قوم. وسَخِرْت من الرجل سِخْريَّة وسَخَراً وسُخْرياً، ولا يقال: سَخِرْت به، وإن كانت العامّة قد أُولعت بذلك.

ورجلُ سُخَرَة: يسخر من الناس، وسُخْرَة: يسخر الناس منه. وسخَر اللّه لفلان كذا وكذا، أي سهّله له، كما سخَر لسليمان الريح، ونحو ذلك.

خ-ر-ش

الخَرْش: طلب الرزق والكسب. ويقال: فلان يخترش لِعياله، أي يكتسب لهم. والخَرْش أيضاً: تخارش الكلاب، نحو التهارش. وقد سمّت العرب خِراشاً ومُخارِشاً وخَرَشَة وخراشة. وذكر الخليل أن المِخْراش شيء يستعمله الخرّازون. والخُراشة: ما سقط من الشيء إذا خرشته بحديدة أو غيرها. وزعم قوم أن الخَرَشَة الذبابة، ولا أعرف صحّته. وخِرْشاء الحيّة: ما سلخته عن جلدها، والجمع خَراشِيّ. وطلعتِ الشمسُ في خِرْشاء، إذا طلعت في غبْرَة. وألقى الرجلُ من صدره خَراشِيَّ، أي ألقى بُصاقاً خاثراً. وخِرْشاء اللبن: نحو الدُّواية، وهي الجلدة الرقيقة التّي تركبه. وخِرْشاء البيضة: الجلدة الرقيقة التي تحت الغليظة.
والشُّخير: النَّخير المتردِّد في الصدر شَخَرَ الحمارُ يشخَر شَخْراً وشخيراً، وبه سمِّي الرجل شِخِّيراً وحمار شِخِّير أيضاً، إذا فعل ذلك. والأشْخَر: ضرب من الشجر: وهو العُشَر لغة يمانية.
وشَرْخ الشباب: أيّامه وعصره. قال حسّان:

إن شَرْخَ الشّبابِ والشَّعَرَ الأسْ

 

وَدَ ما لم يُعاصَ كان جُنونـا

وشَرْخا الرَّحْل: ناحيتاه. وبنو شَرْخ: بطن من العرب. وغلام شارخ: في عنفوان شبابه. قال الأعشى:

وما إِن أُرى الموتَ فيما مضى

 

يغادرُ مـن شـارخ أو يَفَـنْ

الشّارخ: الشّابّ، واليَفَن: الشيخ الكبير.

خ-ر-ص

الخَرْصِ: خَرْص النَّخل. عربي معروف، خرصت النخلة أخرُصها خرْصاً: حَزَرْتُها. واخترص فلانَ كلاماً، إذا اختلقه، وكذلك خرصه وتخرّصه. وفي التنزيل: "قُتِلَ الخَرّاصون"، قال: الكذّابون، والله أعلم بكتابه. والخُرْص والمِخْرَص: الرمح. قال حُمَيْد الأرقط:

يَعَضّ منها الظَّلِفُ الدِّئيّا

عَضَّ الثِّقافِ الخُرُصَ الخَطَيّا

الدُّئيّ والدِّئيّ: الفَقار، واحدتها دَاية، والظَّلِف: الخَشَبات التي على جنبي البعير، الواحدة ظَلِفَة. قال أبو بكر: واختلف قوم في الخرْص فقالوا: الخُرْص: الرُّمح، واحتجّوا ببيت حميد الأرقط هذا. وقال آخرون: بل الخُرْص: الحلقة التي تطيف بأسفل السّنان، وربما سُمّيت حلقة القُرْط خُرْصاً ويُجمع الخُرْص خِرصاناً. قال الشاعر:

ترى قِصَدَ المُرّانِ فيهم كأنهـا

 

تذرُّعُ خِرْصانٍ بأيدي الشَّواطبِ

القِصْدَة: القطعة، يقال: انقصد الشيءُ، إذا انكسر والخِرْصان هاهنا: جريد يشقَّق وتُرْمَل منه الحُصر. والخُرْصَة والخَرْصَة: حلقة صغيرة تُجعل في الأذن. وبات فلان خَرِصاً، إذا بات جائعاً يجد البَرْد. ويقال للخِرْصان: المَخارص، والمَخارص: أعواد تكون مع مُشتار العسل يستعين بها في عمله. والخَرِيص: الماء المستنقِع في الأرض، وربّما سُمّي النهر بعينه خَريصاً.
والخَصْر: خَصْر الإنسان والدّابّة، والجمع خُصور، وهو المستدِقّ فوق الوَرِكين، والأَلْيَتَيْن تكتنفه الخاصرتان. ورجل مخصَّر: دقيق الخَصْر.
ونعل مخصَّرة: تستدقّ من وَسَطها. وخَصِرَ الرجلُ يخصَر خَصَراً، إذا آلمه البردُ فيِ أطرافه. وخَصِرَ يومُنا خَصَراً، إذا اشتدّ برده، وهو يومٌ خصِر. قال الشاعر:

رُبَّ خالٍ ليَ لو أبـصـرتِـه

 

سَبِطِ المِشْيَةِ في اليوم الخَصِرْ

والمِخْصَرَة: عصا أو قضيب يشير به الخطيب ويأخذه الملك بيده يشير به إذا خاطب. قال الشاعر:

يكاد يزيل الأرضَ وَقْعُ خِطابهم

 

إذا وصلوا أيمانَهم بالمَخاصـرِ

والمُخاصَرة: أن يأخذ الرجلُ بيد الرجل ويتماشيان ويَدُ كلّ واحد منهما تمسُّ خصرَ صاحبه. قال عبد الرحمن بن حسّان:

ثم خاصرتُها إلى القبَّة الخَضْ

 

راء نمشي في مَرْمَرٍ مسنونِ

والخِنْصِر من هذا اشتقاقها، والنون زائدة. وخُناصِرَة: موضع بالشام، ولهذا نظائر، وتراه في بابه إن شاء الله.
ويقال: لحم رَخْصٌ بَيِّن الرُّخوصة والرَّخاصة، إذا كان ليناً. وامرأة رَخْصَة البَدَن، إذا كانت ناعمة الجسم، وبه سُمِّيت المرأة رُخاص ورُخْصُ السِّعر من هذا اشتقاقه لسهولته ولينه. وأصابع رَخْصَة: ضدّ الكَزَّة، وقد جمعوا رَخْصَةً رَخائصَ في الشِّعر.

ورَصَخَ الشيءُ ورَسَخَ بمعنى واحد.
والصَّخْر: ما عَظُمَ من الحجارة، الواحدة صخرة وتُجمع صخوراً أيضَاً ومكان صَخِر ومُصْخِر: كثير الصَّخرة ويقال: صَخْرَة وصَخَرْ، كما قالوا: شَعْرَة وشَعَر.
والصُّراخ: معروف ويقال لكل صائح صارخٌ. ويقال: سمعت الصَّرخة الأولى، يعنون الأذان. قال أبو حاتم: قلت للأصمعي: أتقول: صرخ الطاووس. فقال: أقول لكل صائحٍ: صارخٌ. والصَّريخ: المستغيث، والصَّريخ: المغيث وهو من الأضداد. قال الشاعر:

كُنا إذا ما أتانا صـارخٌ فَـزعٌ

 

كان الصُّراخ له قَرْعَ الظَّنابيبِ

الظَّنابيب: عظام الأسْوُق، يريد أنهم يركبون فتقرع أسْوُقُ بعضهم أسْوُقَ بعض، فهذا مستغيث يدلّك على ذلك قوله: فَرخ. وقال الأصمعي: هذا هَذَيان، إنما يقال: قَرَعَ القومُ ظنابيبَهم، إذا جدّوا في الأمر. وقال الآخر:

وكانوا مُهْلِكي الأبناءِ لولا

 

تَدارَكَهم بصارخةٍ شقيقُ

فهذا مغيث لقوله: تداركهم. وفي التنزيل: "ما أنا بمُصْرِخِكم وما أنتم بمُصْرِخِيَّ"، أي لا أغيثكم ولا تُغيثونني. ويقال: استصرخت فلاناً فأصرخني، إذا استغثتُه فأغاثني.

خ-ر-ض

الخُضْرَة: لون معروف. والعرب تسمّي الأَسود أخضر. قال الشاعر:

وراحت رَواحاً من زَرودَ، فنازعتْ

 

زُبالةَ سِربالاً من الليل أخـضـرا

يعني ناقةً أسرعت إلى زُبالة، موضع بين مكة والكوفة، فكأنها نازعتها الليل. وقال الله عزّ وجلّ: "مُدْهامَّتانِ"، أي سوداوان لشدّة خُضرتهما، يعني الجنّتين. وسُمَّي سواد العراق سواداً لكثرة الشجر والمياه والخُضر فيه. والخَضِر: اسم نبيّ معروف، ذكر علماء أهل الكتاب أنه سُمّي الخَضِر لأنه كان إذا قعد في موضع قام عنه وتحته روضة تهتزّ.
والخُضْر: قبيلة من العرب، سمّوا بذلك لسواد ألوانهم. والخُضْرَة في شِيات الخيل: غُبْرَة صافية تخالطها دهْمَة ومنه قول الفضل بن العبّاس بن عُتْبَة بن أبي لهب:

وأنا الأخضر من يعرفـنـي

 

أخضر الجِلْدَة في بيت العربْ

يريد أنه من خالص العرب لأن ألوان العرب السُّمرة والأُدمة يقول: أنا في صميمهم وخالصهم. والخُضّار: طائر معروف. والخُضّار: نبت. والخَضار: اللبن الذي قد أُكثر ماؤه نحو السَّجاج والسَّمار. ويقال: عيش خَضِر، إذا كان غَضُّا رافهاً. وفي كلام علي ابن أبي طالب عليه السلام: "إن الدّنيا حلوة خَضِرَة مَضِرَة". والخُضّار: الموضع الكثير الشجر في بعض اللغات. يقال: وادٍ خُضّار، إذا كان كثير الشجر. وسُمِّيت السماء خضراء والبحر أخضر لألوانهما. وتقول العرب: "لا أكلّمك أو تنطبقَ الخَضْراء على الغَبْراء"، يعنون: السماء على الأرض. وقد سمّت العرب أَخضَرَ وخُضيراً. وتسمَّى هذه الحمام الدواجن في البيوت: الخُضْر، وإن اختلفت ألوانها لأن أكثر ألوانها الخُضْرَة والوُرْقَة.
ويقال: رَضَخَ فلان لفلان شيئاً من ماله، إذا أعطاه قليلاً من كثير، والاسم الرَّضيخة. ويقال: أعطاه رَضيخة من ماله ورُضاخة، زعموا. ويقال: رَضَخَ رأسَه بالحجر، إذا شدخه.

خ-ر-ط

خرطتُ العودَ وغيرَه أخرِطه وأخرُطه خَرْطاً، إذا قشرت عنه نَجَبَه وهو لِحاؤه. ومثل من أمثالهم: "دون ذلك خَرْطُ القَتاد"، وذلك أن القتاد متظاهر الشّوك لا يُستطاع لمسُه ولا خرطُه. والخِرْط: اللبن الذي يتعقّد ويعلوه ماء أصفر. وناقة مِخْراط، إذا كان من عادتها أن تُحلب خِرْطاً. وناقة مُخْرِط، إذا حدث ذلك فيها، وقال أيضاً: فإذا أصابها ذلك من داء ولم يكن عادتَها في مُخْرِط. والمَخاريط: الحيّات التى سَلَخَتْ جلودها. قال الشاعر:

إني كساني أبو قابوسَ مُرْفَلَةً

 

كأنّها سَلْخُ أبكار المَخاريطِ

والخريطة: وعاء من أدَم يُشْرَج على ما فيه. والخُرّاط: نبت يشبه البَرْديّ. والإخْريط: نبت أيضاً. وفرس خَروط، إذا كان يَخْرِط عنانَه من رأسه.
والخَطْر: تحريك الرجل يدَه في مشيه وضربُه بها مرَّ فلان يَخْطِر خَطْراً. وخَطَرَ البعير بذَنَبه خَطْراً وخَطَراناً، إذا حرّكه للصِّيال أو للنُّزاء وتخاطرَ البعيران، إذا فعلا ذلك ليتصاولا. والخَطْر: ما تعلق وتلبَّد على أوراك الإبل من أبوالها وأبعارها، إذا خطرت بأذنابها. قال الشاعر:

وقَربْنَ بالزُّرْق الجمائلَ بعـدمـا

 

تقَوَّبَ عن غِرْبان أوراكها الخَطْرُ

تقوَّبَ: مثل تقوَّرَ، والقُوَباء من هذا اشتُقّ والزُّرْق: موضع والجَمائل: جمع جِمال والغُرابان: حَرْفا الوَرِكين المشرفان على القطاتين من الإبل والخيل. وأنشد:

يا عَجَباً للعَجَبِ العُجابِ

خمسةُ غِرْبانٍ على غُرابِ

يقول: خمسة غِربان على دَبَرَة بعير على موضع الغُرابَيْن منه. وأنشد:

ترى مِنْبَرَ العبد اللّئيم كأنّما

 

ثلاثةُ غِرْبانٍ عليه وقوعُ

هذا الشِّعر للَّعين المِنْقَري يقوله لإبراهيم بن عربي صاحب اليمامة، يعني يديه ورأسه وكان إبراهيم أسودَ. وأنشد للفرزدق، يقوله لنُصَيْب وقد دخل إلى بعض وَلَدِ عبد الملك فخرج وقد خُلعت عليه ثيابٌ من قَباطيّ مصرَ فقال:

كأنّه لمّا بـدا لـلـنـاسِ

أَيرُ حِمارٍ لُفَّ في قِرْطاسِ

والخِطْر: شجر يُخضب به الشّعر نحو الكَتَم وما أشبهه.

لمّا رأت سِنًّا له مثلَمَهْ

ولحيةً مخطورةً مكتَّمَهْ

أي قد خُضبت بالخِطْر والكَتَم. والخِطْر أيضاً بكسر الخاء: ما بين الثلاثمائة إلى الأربعمائة من الإبل. والخَطَر: من قولهم: أمسى فلان على خطر عظيم، أي على شَفا هلاك. وتخاطرَ الرجلان، إذا تواضعا على شيء فكل واحد منهما على خَطَرٍ أن يُغلب. وما خطر هذا الأمر بقلبي، أي لم يُلْمِمْ به. والخاطِر: الفكر، والجمع خواطر. وقد سمّت العرب خَطّاراً. ويقال: خَطَرَ الرجلُ بالسّيف، إذا مشى به بين صفَّين في الحرب تشبيهاً بخَطْر الإبل، لأن الفحل من الإبل يَخْطِر بذَنَبه تهديداً وتوعُّداً، فكأنّ هذا الرجل إذا خطر بسلاحه تهدَّد وتوعَّد. وسُمِّيت الرماحُ الخواطرَ لاهتزازها واضطرابها. ويقال: إن فلاناً لذو خَطَرٍ، إذا كان ذا قَدْرٍ، وهو رجل خطير من قوم ذوي أخطارة وكذلك كل مَتاعٍ نفيسٍ خطيرٌ.
وبفلان خَطْرَة من الجِنّ، أي مَسَّ منهم. والطَّخْر: غيم رقيق في جوانب السماء. يقال: في جوانب السماء طَخْر وطَخارير، وواحد الطَّخارير طُخرور. قال الراجز:

وهنَّ إن طارت طَخاريرُ القَزَعْ

موفِّياتُ الكَيْل بالمِلْء الـنَّـزَعْ

خ-ر-ظ

أُهملت.

خ-ر-ع

الخَرَع: لِين المفاصل، وكلّ لَيِّنٍ خَرعٌ وخَريع. ومنه اشتقاق الخِرْوَع، وهو كل نبت لان ورقُه وتخرَّعت عيدانُه. وجارية خَرِيع: ليّنة المفاصل والعظام، رَخْصَته، بيِّنة الخُروعة والخَراعة. وقال قوم: الخَريع: الفاجرة، والمصدر الخُروعة والخَراعة. والخِرِّيع: العُصْفُر في بعض اللغات. وابن الخَرع: رجل من فرسان العرب معروف.

خ-ر-غ

أُهملت.

خ-ر-ف

الخَرَف: فساد العقل من الكبر، خَرِفَ الرجلُ يخرَف خَرَفاً فهم خَرِفٌ، وامرأة خَرِفَة. وخرَفتُ النخلَة أَخرِفها وأَخرُفها خَرْفاً، إذا اجتنيت ثمرتها وهو جَناها. والخُرافة: ما اخترفت من النخل، مثل الجُرامة. والمِخْرَف: المِكْتَل الذي يُخترف فيه. والمَخْرَف، بفتح الميم: الجماعة من النخل يُخترف ثمرها. والمَخْرَفَة: الطريق الواضح تقول العرب: تركته على مثل مَخْرَفَة النَّعَم، أي على أمر واضح مكشوف. والخَريف: وقت من أوقات السّنة، معروف. ومطر الخريفِ والخِرْفيُّ: المطر في ذلك الوقت.
والمثل السائر: "حديثُ خُرافةٍ يا أُمَّ عَمْرِو". وزعم ابن الكلبي أنه رجل من بني عُذْرَة اختطفته الجنّ ثم رجع إلى قومه فكان يحدِّث بأحاديث يُعجب منها فجرى على أَلْسُن الناس: حديثُ خُرافة.
والخَروف من الغنم: دون الجَذَع من الضَّأْن خاصةً. ومثل من أمثالهم: "مِثل الخروف يتقلّب على الصوف"، يقال ذلك للرجل المَكْفيّ. وجمع خَروف خِرْفان. والخُرّاف: الذين يخرِفون النَّخل، الواحد خارف. وبنو خارِف: بطن من العرب. وبنو مخرِّف: بطن منهم أيضاً.
وخَفِرَتِ المرأةُ تخفَر خفَراً، إذا استحيتْ، والاسم الخَفَر والخَفارة. ومن هذا قولهم: فلان من أهل الخَفارة والتنزّه، بفتح الخاء. وامرأة خَفِرَة: حَيِيَّة. وخفرتُ القوم أخفُرهم خَفْراً وخفارة، إذا أجرْتَهم، فالرجل خَفير والمرأة خَفيرة والقوم مخفورون. فأما الخُفارة فالأجرة التي يأخذها الخفير، ويمكن أن تسمَّى الخِفارة، مثل الجِعالة. قال الأعشى:

ولا براءةَ للـبَـرِيِّ

 

ولا عطاءَ ولا خِفارَهْ

وأخذ فلان خُفارةً من فلان، إذا أخذ منه جُعْلاً ليُجيره، وقد قالوا: خَفَرَ فلان بفلان، كما قالوا: كَفَلَ به. وأخفرتُ القومَ إخفاراً، إذا غدرت بهم، فأنا مُخْفِر، والقوم مُخْفَرون. والعرب تقول: آخْفُرْني، أي اجعل لي عهداً، ولا تُخْفِرني، أي لا تنقض العهد الذي بيني وبينك.
والفَخْر: أن يعدَّ الرجل قديمَه، فَخَرَ يفخَر فَخْراً وفَخَراً، وتفاخر القومُ وفاخروا تفاخراً وفِخاراً وافتخروا افتخاراً. فأما الفِخار بالكسر فمصدر المفاخرة، وقال أبو زيد: يقال: فَخَرْتُ الرجلَ على صاحبه فأنا أفخَره فَخْراً، وذلك إذا فاخره رجل ففضّلته عليه، وكذلك خِرْتُه عليه أَخِيره خِيرَةً وخِيراً، أو أنفرته عليه إنفاراً، وأفلجته عليه إفلاجاً، وخيّرته عليه تخييراً، ومعنى هذا كله واحد، وهو أن تفضِّله على صاحبه. وفاخرني الرجلُ ففَخَرْتُه أفْخُره، وفاضلني ففَضَلْتُه أَفْضله فضَلاَ. والفاخر- ويقال الفاخز بالرّاي والزّاي- من البُسْر: الذي يَعْظُم ولا نَوى له، وهو عيب في النخلة. قال:

ثمّ أتى فاخرَها فأَكلَهْ

وأخبرنا أبو حاتم قال: أخبرني رُوَيْشِد الطائي أو ابن رُويشد الطائي قال: مررت بالجبلين، جبلَي طيّىء، على امرأة تبكي تحت نخلة فقلت لها: ما يبكيك? فقالت: إن آبِرَها أضَلَّها، تعني: لم يلقِّحها، أفسدها، ثم قالت:

أضلَّها أَضَلّ ربّي عَمَلَهْ

ثمّ أتى فاخِرَها فأكَلَهْ

ثُمَّتَ قالت عِرْسُه لا ذَنْبَ لَهْ

لو قَتَلَ الغَلُّ امرأً لَقَتَلَهْ

الغَلّ: الخيانة، مصدر غَلّ يَغُلّ غَلاًّ، ويُروى: فاخِزها، بالزاي، وهو الجُردان العظيم، ويقال له الفاخِز والفَيْخَز قال أبو حاتم: من قال بالزاي فقد صحَّف، إنما هو بالراء. وشاة فَخور، إذا عَظُمَ ضَرْعُها وقلّ لبنُها وربّما سُمِّي الضّرْع فاخراً وفَخوراً، إذا كان كذلك. وأنشد لعبد المسيح ابن بُقَيْلَة الغَسّاني:

وكنّا لا يبـاح لـنـا حَـريمٌ

 

فنحن كضرَّة الضرْع الفَخورِ

وقال قوم: بل هو الفَخوز بالزاي المعجمة، والضَّرَّة: وسط الضَّرْع الذي لا يخلو من اللبن. وفرس فَخور، إذا عَظُمَ جُرْدانُه. قال أبو حاتم: غُرْمول فَيْخَز، بالزاي المعجمة، إذا عظم والفَيْخَز، والجمع الفياخر: الرجل العظيم الجُرْدان، وقالوا: فحل فَيْخَز، بالزاي المعجمة، إذا عظم، هكذا قال أبو حاتم. والفَخّار: الخَزَف المتَّخَذ من الطين. وفي التنزيل: "من صَلْصالٍ كالفَخّار"، قالوا: هو حَمْأة الغدير إذا جفّ فسمعت له صلصلةً كالخزَف، والله أعلم. ونخلة فَخور: عظيمة الجِذع غليظة السَّعَف.
والمَفْخَرَة: المأثُرة يفتخر بها الرجل، والجمع مَفاخر.
والرَّخْفَة والرَّخْف: الزُّبد الرقيق. يقال: زبدة رَخفَة، إذا كانت رِخوة، وقد رَخفَتْ رَخافةً ورُخوفةً، إذا رقت. والرَّخْفة أيضاً، والجمع رِخاف: حجارة خِفاف رِخوة كأنها جُوف، وهذا غلط. قال الأصمعي: هي اللِّخاف.
وذكر أبو مالك أنه سمع: عيش رافخ، في معنى رافغ، أي واسع.
والفرْخ: فَرْخ الطائر، والجمع فراخ وفروخ، وكثر في كلامهم حتى قيل لصغار الشجر فِراخاً، إذا نبتت في أصول أمّهاتها. والمَفارخ: المواضع التي يفرّخ فيها الطير، الواحد مَفْرَخ. ويقال: أفرخَ الطائر إفراخاً وفرّخ تفريخاً. ويقال للرجل عند الفزع: "أَفْرَخَ رَوْعُك"، أي لن تُراع مأخوذ من انكشات البيضة عن الفرخ. وبيضة مُفْرِخ، إذا كان فيها فَرْخ. والفُرَيْخ: قَيْنٌ كان في الجاهلية معروف تنسب إليه النِّصال والنِّبال. قال الشاعر:

ومَقذُوذَيْنِ من بَرْي الفُرَيْخِ

والفَرْخة: السَّنان العريض.

خ-ر-ق

خَرِقَ الرجل يخرَق خرَقاً، إذا لصق بالأرض من فزع حتى لا يتحرّك.
والخُرَّق: طائر يَخْرَق فيلصق بالأرض، والجمع خَرارِق. والخُرْق: ضدّ الرِّفق خَرُقَ في أمره يَخْرُق خُرْقاً، إذا عيَّ به. والمرأة الخَرْقاء: ضد الصَّناع، والأخْرَق: ضدّ الصَّنَع. قال يصف ناقة:

وَهْيَ صَناع الرجل خَرْقاءُ اليَدِ

واخترقتُ الطريق اختراقاً. والخَرْق: كل نَقْب في شيء فهو خَرْق فيه. وخرقتُ الثوب أخرِقه خَرْقاً، وتخرّق هو تخرُّقاً، وإن شئت قلت: خرَّقته أنا تخريقاً وانخرق انخراقاً. والخَرْق: المفازة التي تنخرق في مثلها الريح، وتُجمع خُروقاً. قال النابغة:

وأَقْطَعُ الخَرْقَ بالخرْقاء قد جَعَلَتْ

 

بعد الكلال تَشَكَّى الأيْنَ والسَّأمـا

والخِرْق: الرَّجل المتخرّق بالمعروف الكثير الخير، وجمع الخِرْق أَخراق. ورجل مِخْراق، إذا كان يتخرّق في الأمور ويمضي فيها، وجمع مِخْراق مَخاريق. ورجل أخْرَقُ، أي أحمق، ومثل من أمثالهم: "خَرْقاءُ وافقتْ صُوفاً"، يعني رجلاً أحمق له مال ينفقه في غير حقّه. وخرقتُ الشيء واخترقتُه مثل اختلقته سواء. وقد سمّت العرب مِخْراقاً ومُخارِقاً.
وريح خَريق: ليّنة سهلة. والمِخْراق: ثوب يُفتل ويلعب به الصبيان عربي معروف. قال الشاعر:

أُجالِدهم يوم الحَديقة حـاسـراً

 

كأنّ يدي بالسيف مِخْراقُ لاعبِ

ويقال: خِرْقَة من الثوب، أي قطعة منه، والجمع خِرَق. وذو الخِرَق: أحد فرسان العرب وشعرائهم، وسُمَّي ذا الخِرَق بقوله:

لمّا رأت إبِلي جاءت حَمـولـتُـهـا

 

غَرْثَى عِجافاً، عليها الرِّيشُ والخِرَقُ

ويقال: خِرْقَة من جراد، وهو القطعة منه دون الرَّجْل. قال:

قد نَزَلَتْ بساحة ابن واصلِ

خِرْقَةُ رِجْل من جَرادٍ نازلِ

ويقال: قَخَرَه يقخَره قَخْراً، إذا ضربه بحجر ولا يكون القَخْر إلاّ بضرب شيء يابس على يابس.

خ-ر-ك

أُهملت في الثلاثي، واستُعمل من وجوهها الكارخة، زعموا بالخاء وقد قالوا بالحاء، وهي حَلْقُ الإنسان وغيره. وأما الكَرْخ والكَراخة فنبطي وليس من كلام العرب.

خ-ر-ل

الرَّخِل: الأنثى من ولد الضأن، ويُجمع الرَّخِل رُخالاً، وهو أحد ما جاء من الجمع على فعال. وقد قالت العرب عن أَلسُن الضَّأن، وزعموا أن الكلام للُقمان بن عاد، وقيل لها: ما أعددت للشتاء. فقالت: "أُجَزَّ جُفالاً وأُوَلِّد رُخالاّ وأُحْلَب كُثَباً ثِقالاً، ولن ترى مثلي مالاً" الجُفال: الكثير. وقد قالوا: رَخِلَة أيضاً، بالهاء، ورِخْلَة، وقالوا: رِخْل أيضاً، بغير هاء، وليس بالعالي. فإذا صغَّرت قلت: رُخيلة فترجع فيها علامة التأنيث. قال الشاعر:

فَصَلاه حَـرَّ نـارٍ جـاحـمٍ

 

مثل ما باكَ مع الرِّخْل الحَمَلْ

الرواية: باكَ، بالكاف ويُروى: بال، باللام، وهو ضعيف. وبنو رُخَيْلة: بطين من العرب.

خ-ر-م

كل شيء خَرَقْتَه فقد خَرَمْتَه خَرْماً، فهو مخروم. واخترمهم الدَّهُر، إذا أفناهم. والخَوْرَمَة: صخرة فيها خُروق، وأصلها من الخَرْم والواو زائدة.
وأرنبة الأنف من الإنسان تسمى في بعض اللغات: الخَوْرَمَة. ويقال: أَكمَة خَرْماء، إذا كان لها جانب لا يمكن الصعود منه. والمَخْرِم: الأنف من الجبل ينقطع قبل وصوله إلى الأرض، والجمع مخارم. قال الشاعر:

أم هل سَمَوْتُ بجَرّارٍ له لَجَـبٌ

 

يَغْشَى مَخارمَ بين السَّهل والفُرُطِ

الفُرُط: إكام صغار تتقدَّم في الطريق. وأَخْرَمُ الكَتِفِ: طرف عَيْرِه، والعَيْر: النّاتىء في وسطه كالجُدَيْر. والأَخْرَمان: منقطع عَيْرَي الورِكيْن.
وقد سمَّت العرب مَخْرماً وخرَيْماً ومخرِّماً ومَخْرَمَة. وأم خرْمان: موضع. والخَرْم في الشعر: نقصان حرف من أول البيت. قال عنترة:

لقد نزلت فلا تظنّي غـيرَه

 

منّي بمنزلة المُحَبِّ المُكْرَمٍ

والخَمْر: معروفة، ويقال: سمِّيت خَمْراً لأنها تُخامِر العقل، زعموا، أي تخالطه وتداخله، من قولهم: خامره الحزنُ مخامرةً، والمخامَرة: المقارَبة ومثل من أمثالهم: "خامِري أمَّ عامرِ"، يقال ذلك للضَّبُع حتى تخرج إلى من يصيدها تُخدع. وكل إناء صببت فيه شيئاً وتركته حتى يتغيّر طعمه فقد خمّرته تخميراً. والتخمير: التغطية. قال الشاعر:

وأَيْمَنُ لم يَجْبُنْ ولكنَّ مُـهْـرَه

 

أَضَرَّ به شُرْبُ المَديد المخمَّرِ

والخُمار: ما يصيب شاربَ الخمر من الفَترة، وإنما سُمِّي خُماراً لأنه شُبِّه بالدّاء فأُخرج على لفظه مثل الصُّداع والزُّكام وما أشبهه. ودخلت في خُمار الناس وفي غُمارهم. والخمْرَة: وَرْسٌ وأشياء من طِيب تطليه المرأة على وجهها لتحسِّن لونَها به، تخمَّرتِ المرأةُ تخمُّراً، وقالوا: الخُمْرَة هي الغمْرَة، وهي الأصل. والخِمار: المِقْنَعَة ونحوها. واختمرت المرأة وتخمّرت، إذا تقنّعت بالخِمار. وإنها لحسنة الخِمْرَة. ومثل من أمثالهم: "إن العَوانَ لا تُعلَّم الخِمْرَة". والخمّار: بيّاع الخَمْر. ورجل خِمَّير: مُدْمِن لشرب الخمر. والخَمَر: ما واراك من الشّجر. وأخمرَ القومُ، إذا تواروا في الشجر، وكذلك: أخمرَ الذئبُ، إذا توارى في موضع فيه شجر. وفرس مخمَّر، إذا ابيضَّ رأسُه وسائره من أيّ لون كان. وقد سمَّت العرب مِخْمَراً وخُمَيْراً. والخُمْرَة: السجّادة الصغيرة. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يسجد على الخُمْرَة.
والرُّمْخَة، والجمع رُمَخ ورُمْخ، وهو البَلَح، لغة طائية. ورُماخ: موضع، وقد قالوا رُماح، بالخاء والحاء جميعاً، وأنشدوا:

ألا للّه ما مِرْدَى حُـروبٍ

 

حَواه بين حِضْنيه الظَّليمُ

وقد قامت عليه مَها رُماخٍ

 

حواسِرَ ما تنام وما تُنـيمُ

الظَّليم هاهنا: تراب القبر الذي حُفر في غير موضعه،. ورووا رُماح بالحاء المهملة أيضاً. ونعامة رامخ، إذا حضنت بيضَها.
والرَّخَم: طائر معروف، الواحدة رَخَمَة، وتُجمع رُخْماً أيضاً. وشاة رَخْماء: في رأسها بياض، وسائْرُها من أي لون كان. وألقى فلان على فلان رَخْمَتَه، إذا ألقى عليه محبَّته. قال الشاعر:

كأنّها أمًّ ساجي الطَرْف أًخدَرَها

 

مستودَعٌ خَمَرَ الوَعْساءِ مرخومُ

أي محبوب. وأهل اليمن يقولون: رَخِمْتُه، أي رققت عليه. والرُّخامَى: نبت. قال عَبيد بن الأبرص:

أو شَبَبٌ يَحْفِرُ الرُّخامَى

 

تَحْفِزُه شمْألٌ هَبُـوبُ

ويُروى: تلفّه شمأل الشَبَب: الثور الوحشي ورووا يَحْفِر الرُّخامَى. والرُّخام: حجارة بِيض تُتّخذ منها الأواني. وامرأة رخيم، إذا كانت ليّنةَ الكلام.
والمَخْر: سقيك الأرضَ الماءَ حتى يطبِّقَها، مَخَرْتُ الأرضَ أمخَرها مَخْراً، عربي معروف. وبنات مَخْر: سحابات يجئن أوّلَ الصّيف لهن دُفَعات بالمطر. قال الشاعر:

كبنات المَخرِ يَمْـأدْن كـمـا

 

أنْبَتَ الصيفُ عساليجَ الخَضِرْ

مَادَ يمأَد مَأْداً، إذا تحرّك وذهب وجاء، والغصن يَمْاد من هذا، والعسلوج: الغُصن الغَضّ. والمَخِيرة: لبن يُشاب بماء. ومُخْرَة الشيء، وإن شئت مُخَرة الشيء: خِيرته امتخرتُ الشيءَ أمتخِره امتخاراً، إذا اخترته. ومَخَرَتِ السفينة الماءَ، إذا جرت فيه، وكذا فُسِّر في التنزيل، والله أعلم.
والمَرْخ: نبت معروف، الواحدة مَرْخَة، وهو شجر يُسرع قَدْحَ النار. ومثل من أمثالهم: "إقْدَح العَفارَ بالمَرْخ ثمّ اشْدُد إن شئت أو ارخْ". قال الأعشى:

زنادُك خيرُ زِنـاد الـمـلـو

 

ك صادفَ منهنّ مَرْخٌ عَفارا

والمِرِّيخ: سهم طويل له أربع قُذَذ يُغلى به- أي يُرمى به- في الغَلْوَة، والغَلْوَة جمعها غِلاء. قال الشاعر:

أَدْبَرَ كالمِرّيخ من كَف الغالْ

الغالي: الذي يرمي غَلْوَة، وهو أن يرمي إلى غير غرض إلى حيث ينتهي موقع سهمه. والمِريخ: نجم معروف تسمِّيه الفُرْسُ بَهْرام. وتمرَّختُ بالمَروخ من دُهن أو غيره ومَرَخْتُ أيضاً. والمُرْخَة: مثل الرُّمْخَة سواء، وهي البَلَحَة.

خ-ر-ن

رنَّختُ الرجلَ ترنيخاً، إذا ذلّلته وليّنته فهو مرنَّخ.

ونَخَرَ الإنسانُ والحمار وغيرهما ينخُر وينخِر نَخيراً. ونخِر العظم ينخَر نَخَراً، إذا بَلِي، وهو عظم ناخر ونَخِر. وقد قُرىء: "عِظاماً نَخِرَةً". وناخِرَةً، فمن قرأ " نَخِرَة" أراد بالية، والله أعلم، ومن قرأ "ناخرة" أراد أن الريح تنخِر فيها فيما يقال لأنه قد بقي منها بقية. وحدَثَنا بعضُ أصحابنا عن محمّد بن عبّاد عن ابن الكلبّي قال: مرّ بي رجل من هَمْدان من بني مُرْهِبَة فقال: أأنت الكلبّي قلت: نعم. قال: ما معنى قول الله جلّ وعزّ: "إنّا لمَردودون في الحافرة"? قال: قلت: الخَلْق الأول. قال: فقوله: "بالساهرة"، قال: قلت: الأرض التي لم توطأ. قال: فقوله: "عظاماً ناخرةً". قال: قلت: التي قد بقيت فيها بقية فالريح تنخِر فيها، والنَّخِرَة: البالية. قال: فقال لي: أما سمعت قول صاحبنا يومَ القادسية:

أَقْدِمْ أخا نِهْمٍ على الأساوِرَهْ

ولا تِهالَنَّكَ رِجْل نادرهْ

فإنما قَصْرُكَ تُرْبُ الساهرهْ

حتى تعودَ بعدها في الحافرهْ

من بعد ما صرتَ عِظاماً ناخرهْ

وعود نَخِر أيضاً، إذا بَلِيَ. والمَنْخِر: الأنف، مَفْعِل من النَّخير، وقد قالوا مِنخِر، وليس بالعالي. ويسمّى المَنْخِر أيضاً النُّخْرَة، والجمع نُخَر. قال الشاعر:

تَقْدَعُ الذِّبَّانَ بالنُّخَرِ

وقد سمَّت العرب نَخّاراً ونُخَيْراً. وأحسب النُّخَر موضعاً.

خ-ر-و

خار الثورُ يخور خُواِراً، إذا صاح. وخارَ الرجلُ يخور خوَراً وخُؤوراً، إذا صار خَوّاراً ضعيفاً، فهو خَوّار بَيِّن الخَوَرة وكذلك عود خَوّار بَيِّنُ الخَوَر. والخَوْران: الفجوة التي فيها الدًّبُر من الإنسان وغيره يقال طعن الحمارَ فخارَه، إذا أصاب خَوْرانه. وناقة خَوّارة، إذا كانت رِخْوَة اللحم سَبْطَة العظام غزيرة، والجمع خُور. قال الشاعر:

نحِن إلى قصر ابن خُوطٍ نسـاؤكـم

 

وقد مالَ بالأجياد والعُذَرِ السُّـكْـرُ

حنينَ اللِّقاح الخُـور حَـرّق نـارَه

 

بجَرْعاءِ حُزْوَى فوق أكبادها العِشْرُ

يعني أنها ظمئتْ عِشْراً فقد حرقها العطش. ورجل خَوّار من قوم خُورة وما أبْيَنَ الخَوَر في فلان. وعِنْق خَوّار، يعني النخلة إذا كانت كثيرة الحمل تشبيهاً بالناقة الغزيرة. والخَوّار العُذْريّ: رجل من العرب كان عالماً بالنَسَب. فأمّا الخَوْر، وهو الخليج من البحر، فأحسبه معرَّباً. وورَّختُ الكتاب وأرّختُه. ومتى وُرِّخَ الكتاب وأرِّخ، أي متى كتب ذُكر عن يونس وأبي مالك أنهما سمعا ذلك من العرب. والوَريخة: عجين يكثر ماؤه حتى لا يتهيّأ خَبْزُه. وللخاء والراء والواو مواضع في الاعتلال تراها إن شاء الله تعالى.

خ-ر-ه

أُهملت.

?خ-ر-ي

الخَيْر: ضدّ الشرّ. ورجل خَيِّر، إذا كان فيه خير. ورجل خِيار من قوم خِيار وأخيار أيضاً. والأخيار: خلاف الأشرار. وقد سمَّت العرب خَيْراً وخِياراً. وبنو الخِيار: قبيلة من العرب. ورجل ذو خِير، إذا كان كثير الخَيْر وزعم أبو عُبيدة أنه فارسي معرَّب.
وريَّخت الرجلَ ترييخاً، إذا ذلَّلته. قال العجّاج:

بمِثلهم يُرَيَّخُ المُرَيَّخُ

والحَسَبُ الأَوْفَى وعِزٌ جُنْبُخُ

وللخاء والراء والياء مواضع في الاعتلال تراها إن شاء الله تعالى.

باب الخاء والزاي

مع ما بعدها من الحروف

خ-ز-س

أُهملت.

خ-ز-ش

الشَّخْز: الطعْن يقال: شَخَزَه يشخزه شَخْزاً، ويقال: تشاخز القومُ، إذا تعادَوا وتباغضوا.

خ-ز-ص

أُهملت وكذلك حالهما مع الضاد والطاء والظاء.

خ-ز-ع

يقال: انخزعَ العودُ انخزاعاً، إذا انكسر بقِصْدَتَيْن. وانخزعَ الحبلُ انخزاعاً، إذا انقطع. وانخزعَ مَتْنُ الرجل، إذا انحنى من كِبَرٍ وضعف.
وسُمَّيت خُزاعة لانخزاعهم عن الأَزْد إلى الحجاز، أي لانقطاعهم عنهم أيّامَ خرجوا من مأرِب. قال الشاعر:

فلمّا حَلَلْنا بطنَ مَرٍّ تخزَّعـت

 

خزاعةُ عنّا في جموعٍ كَراكِرِ

أي كثيرة، ويُروى: في حلولٍ كراكر. والخَوْزَعَة: الرملة تنقطع من معظم الرمل، الواو زائدة.

خ-ز-غ

أُهملت.

خ-ز-ف

الخَزَف: معروف، وهو ما عُمل من طين وشوي بالنار حتى يكون فَخّاراً. والخَزْف: الخَطْر باليد، لغة يمانية مَرَّ فلان يخزِف خَزْفاً، إذا فعل ذلك.

خ-ز-ق

الخَزْق: الطَّعْن الخفيف خزقه بالرمح وغيره، إذا طعنه طعناً خفيفاً. وخزَق الطائرُ، إذا ذرق ويقال للأمة: يا خزاقِ أَقبِلي، معدول عن الخَزق، أي الذّرَق.

خ-ز-ك

أُهملت.

خ-ز-ل

خَزَلْتُ الشيءَ أخزِله خَزْلاً، إذا قطعته. وانخزل الرجل، إذا ضعف وارتدّ عن الأمر. وانخزل فلان عن جوابي، إذا عَيِيَ عنه. وخَوْزَلُ: اسم امرأة، الواو زائدة مأخوذ من انخزالها عن الكلام، أي انقطاعها عنه.
والزَّلْخ من قولهم: زَلِخَتِ الإبلُ تزلَخ زَلْخاً، إذا سمنت. والزُّلَّخَة: وجع يأخذ في الظهر فيجسو ويغلظ. قال:

كأنّ ظهري أخذتْه زُلَّخَهْ

من طول جذبي بالفَرِيّ المِفْضَخَهْ

الفَرِيّ: الدَّلو العظيمة، والمِفضخة: الواسعة. والزَّلْخ أيضاً من قولهم: زلخه بالرُّمح، إذا زجَّه به زَجُّا لا طعناً. ورَكِيٌّ زَلوخ، إذا كانت ملساء يزلَق فيها من قام عليها.

خ-ز-م

خَزَمْتُ البعيرَ أخزِمه خَزْماً، إذا خرقت وَتَرَةَ أنفه وجعلت فيها عِراناً أو خِزامة من شَعَر، فالبعير مخزوم. والعِران: الخشبة التي تكون في أنف البعير. وكل شيء ثقبته فقد خزمته، والطير كلّها مخزومة ومخرَّمة لأن وَتَراتِ أنوفها مخزومة، أي مثقوبة. والنعام مخزَّم كذلك. قال الشاعر:

سينهَى ذوي الأحلام عنّي حُلومُهم

 

وأرفعُ صوتى للنَّعام المـخـزَّمِ

وقال الآخر:

إذا ما شَدَدْنا شَدَّةً نصبوا لنـا

 

قِسِيّاً كأعناق المَطِيِّ المخزَّمِ

يصيحون في أدبارها ونَرُدُّها

 

بجَأْواءَ تَرْدي بالوَشيج المقوَّمِ

الجَأْواء: الكتيبة والوَشيج: الرِّماح، واحدها وشيجة. وخَزَمْتُ الجرادَ في العود، إذا نظمته فيه. وقد سمّت العرب خازماً وخُزَيْماً وخزّاماً ومخزوماً وأخْزَمَ، وكلّه من الخَزْم. فأما خُزَيْمَة فهو تصغير خزَمَة، وهي شجرة لها لِحاء تُفتل منه الحبال. قال:

دونكمُ بني هِلال بن قَدَمْ

فآسِروهم واربطوهم بالخَزَمْ

أي بلِحاء الخَزَم. ومثل من أمثالهم: "شِنْشِنَةٌ أعرفها من أخْزَم". قال ابن الكلبي: هو جدّ حاتم طيّىء، وهو حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحَشْرَج بن أخزم بن أبي أخزم. والشِّنشنة: الطبيعة والخليقة، أي خليقة أعرفها من أخزم. وقال قوم: بل شِنشنة، أي ما شنشنها أخزم من نُطفته وأصل هذا المَثَل أن أخزم كان جواداً فلمّا نشأ حاتم ورأى الناس جوده قالوا: شِنشنة من أخزم، أي نُطفة من أخزم. وغَطَفان تروي هذا البيت لعَقيل ابن عُلَّفَة وذلك أنه اجتلبه في قوله:

إن بَنيَّ ضَرَّجوني بالدمَّ

شِنْشِنَةٌ أعرفها من أخْزَمِ

من يَلْقَ أبطالَ الرّجال يُكْلَمِ

وروَوا: نِشْنِشَة. والخَزُومة: البقرة، والجمع خَزُوم، لغة لهذيل ومن والاهم من أزد السَّراة. قال:

أربابُ شاءٍ وخَزُومٍ ونَعَمْ

والخِزامة: حلقة من شعر تكون في أنف البعير.
والزَّخْم: الدَّفْع الشديد زَخَمَه يزخَمه زَخْماً. والزُّخْم: موضع.

خ-ز-ن

خَزَنْت الشيءَ أخرنه وأخزِنه خَزْناً، إذا احتجنته وأدَّخرته، فأنت خازن والشيء مخزون. وكثر ذلك في كلامهم حتى قالوا: خَزَنْتُ السِّر في قلبي أخزُنه وأخزِنه خَزْناً، إذا كتمته وكذلك خَزَنْتُ الكلامَ، إذا صمتَّ. قال امرؤ القيس:

إذا المرءُ لم يَخْزُنْ عليه لسانَه

 

فليس على شيء ِسواه بخَزّانِ

وخَزَنَ اللحمُ خَزِناً وخَنَزَ خَنْزاً وخَنَزاً، إذا تغيّرت رائحته، وقد قالوا: خَزِن وخنِزَ. قال طرفة:

ثمّ لا يَخْزَنُ فينا لحمُها

 

إنّما يَخْزَنُ لحمُ المدّخِرْ

وخَزَنة البيت: حَجَبَته، الواحد خازن، ويُجمع خُزّاناً أيضاً. والخِزانة: كل ما جعلت فيه الشيءَ المخزون، وكذا فُسِّر في التنزيل قوله جلّ وعزّ: "اجعلني على خزائن الأرض". والخُنّاز: الوَزغ، الواحدة خُنّازة، لغة يمانية.
والنَّخْز من قولهم: نخزته بحديدة أو نحوها، إذا وجأته بها ونخرته بكلمةٍ إذا أوجعته بها.
وزَنِخَ السمنُ والدهنُ يزنَخ زَنَخاً إذا تغيرت رائحته.

والزَّخَن من قولهم: زخِن الرجل يزخَن زَخَناً، إذا تغير وجهه من حزن أو مرض.

خ-ز-و

الوَخْز: الطّعن بالرمح وَخَزَه يَخِزُه وَخْزاً، إذا طعنه به.
وخَزا الرجلُ الرجلَ يخزوه خَزْواً، إذا ساسه وقهره على أمره. قال ذو الإصبع العَدْواني:

لاهِ ابن عمّكَ لا أفضلتَ في حَسَبِ

 

عني ولا أنت دَيّاَني فتَخـزونـي

أي لستَ مَلِكي فتقهرني وتسوسني. وقال لبيد:

إكْذِبِ النَّفْسَ إذا حـدَّثـتـهـا

 

إن صدقَ النَّفْس يُزري بالأمَلْ

غير أنْ لا تَكْذِبَنْها في التُّقَـى

 

وآخْزُها بالبِر لـلّـه الأَجَـلّْ

أي سُسْها.
فأمّا الجيل الذين يسمَّون الخُوز فأعجمي معرَّب.

خ-ز-ه

الزَّخَّة مرَّ ذكرُها في الثنائي وذكرُ نظائرها.

خ-ز-ي

خَزِيَ الرجلُ يخزَى خَزْياً وهو خَزْيان، إذا استحيا من قبيح يفعله، والاسم الخزاية. وخَزِيَ الرجلُ يخزَى خِزْياً من الهَوان. وأخزاه اللهّ يُخزيه، إذا مقته وأبعده، والاسم الخِزْي.
وزاخَ عن الشيء يزيخ زَيْخاً وزَيَخاناً، إذا حاد عن الشيء ومال عنه.
وللخاء والزاي والياء مواضع تراها إن شاء اللّه تعالى.

باب الخاء والسين

مع ما بعدهما من الحروف

خ-س-ش

تشاخسَ أمرُ القوم، إذا افترق وتباين. وضرب الرجلُ الرجلَ على رأسه فتشاخس قِحْفُه، إذا افترق فِرقتين. قال أبو النجم:

وبَطلٍ عَضَّ به سيف ذَكَرْ

شاخسَ فيما بين صدغيه الأَثَرْ

وتشاخستْ أسنان الشيخ، إذا تفرّقت. وأمرهم شَخيس ومتشاخِس: متفرّق.

خ-س-ص

أُهملت وكذلك حالهما مع الضاد.

خ-س-ض

أُهملت.

خ-س-ط

السُّخْط والسَّخَط: واحدة سخِط الرجلُ يسخَط سَخَطاً وسُخْطاً فهو ساخط.
والسُّخط: خلاف الرِّضا. وتسخّط الرجل تسخّطاً، إذا تغضّب وتكرّه الشيءَ، والشيءُ مسخوط، أي مكروه.

خ-س-ظ

أُهملت وكذلك حالهما مع العين والغين.

خ-س-ف

الخَسْف: خَسْف الأرض حتى يغيب ظاهرها، وخَسَفَ اللهّ بهم الأرض يخسِفها خَسْفاً. وخَسَفَ القمرُ، إذا انكسف، ويقال: خَسَفَ القمرُ وانكسفتِ الشمسُ قال بعض أهل اللغة: لا يقال انكسف القمر أصلاً، إنما يقال خَسَفَ القمر،، وَكسَفَتِ الشمسُ وكَسَفَها اللّه. قال جرير:

الشمسُ طالعةٌ ليست بكاسـفةٍ

 

تبكي عليك نجومَ الليل والقَمَرا

قال أبو بكر: المعنى: الشمس طالعة تبكي عليك وليس في ضوئها من القوة ما يَكْسِف النجومَ والقمرَ. وقال النحويون: ليست بكاسفةٍ نجومَ الليل ولا القمرَ. يقول: هي طالعة مظلمة والنجوم والقمر تستبين لأن الشمس إذا أضاءت كسفت النجوم والقمر وأذهبت ضوءها. وبئر خَسيف وخَسوف، إذا كُسر جِيلُها فلم يُنتزح ماؤها، والجمع خُسُف. وخُسَاف: مفازة بين الحجاز والشام. ويقال: انخسفت العين، إذا عَمِيَت وذهب حجمُها حتى تَغْمُض. ويقال: خَسَفَ الرجلُ والدابة، إذا باتا جائعين، ويقال: باتا على الخسْف أيضاً. وربما استُعمل الخَسْف في معنى الدَّنيئة فيقولون: رضي بالخَسْف، أي بالدَّنيئة.
والسَّخافة: خفّة الشيء، ثوب سخيف: قليلِ الغزل. ومن ذلك: عقل سخيف، ورجل سخيف إذا كان نزِقاً خفيفاً. والسَّخْف: موضع. وفَسَخْتُ الأمرَ أفسَخه فَسْخاً، إذا نقضته.
وانفسخ اللحم، إذا انخضد من وَهْن يصيبه. ورجل فيه فَسْخَة وفَسَخ وفَكَّة، إذا كان ضعيف العقل والبدن.

خ-س-ق

خَسَقَ السهم الهدفَ، إذا أصابه فتعلّق به ولم يَرْتَزَّ. ويقال في الرّمي: "أَثْبِتْ له كل خاسِقٍ وحاب"، فالخاسق: الذي يتعلّق في الهدف، والحابي: الذي يمسح الأرض حتى يصيب الهدف.

خ-س-ك

أُهملت.

خ-س-ل

السَّخْل: ولد الضائنة، والأنثى سَخْلَة. وقوم سُخَّل: ضعاف. قال أبو عُبيدة: لا واحد لها من لفظها. قال الشاعر:

ولقد جمعتْ من الصِّحاب سَرِيَّةً

 

خُدْباً لِداتٍ غيرَ وَخْشٍ سُخـلِ

الأَخْدَب: الأَهْوَج. يقال: ضربة خَدْباء، إذا هجمت على الجوف، وريح خَدْباء: شديدة الهبوب. وسخَّلتِ النخلةُ فهي مسخِّلة، إذا نَفَضَتْ بُسْرَها.
وجمع السُّخْل من الغنم سِخال. والسُّخَّل: صغار الطير وضعافها.

والخَلْس: أخذُك الشيء اختلاساً، خلست الشيءَ أخلِسه خَلْساً واختلسته اختلاساً، وخالست الرجل مخالسةً وخِلاساً. وفي الحديث: "ليس على المختلِس قَطْعٌ". ومثل من أمثالهم: "بين الحُذَبّا والخُلْسَة"، وهي الحُذْيا أيضاً بسكون الذال، فالحُذَيّا أن تعطيه الشيء بطِيبة من نفسك. وأخْلَسَ شعرُ الرأس، إذا كثر شَمَطُه، والشعر مُخْلِس وخَليس. قال:

لمّا رَأيْنَ لِمَّتي خَلِيسا

رأَينَ سُوداً ورأينَ عِيسا

وقال الآخر:

أعلاقةً أمَّ الوُلَيِّد بـعـدمـا

 

أفنانُ رأسكَ كالثغام المُخْلِسِ

ويقال: أخلس النبتُ، إذا خالط خضرتَه اليبيسُ، والنبت مُخْلِس تشبيهاً بالشَمَط، والشَمَط مثله به. وقد سمَّت العرب خِلاساً ومُخالِساً. وأخلستِ الأرضُ، إذا خالط يبيسُها رَطْبَها.
وسَلَخْتُ الشاةَ وغيرَها أسلَخها سَلْخاً، إذا كشطت عنها جلدها، والشاة سليخ ومسلوخ. قال الأصمعي: تقول العرب: جلدت البعيرَ وسلخت الشاةَ، ولا يكادون يقولون: سلخت البعير. وكل شيء خرج من شيء فقد انسلخ منه. وفي التنزيل: "فانسلخَ منها". وجئتك في سَلْخ شهر رمضان وغيره من الشهور، أي في آخر ليلة منه. والأَسْلَخ في بعض اللغات، قالوا: الأصلع، وقالوا: الأصمّ. فأما الأَصْلَج، بالجيم والصاد، فالأصلع لا غير. قال:

حُيِّيتِ يا بنتَ الشُّيَيْخ الأَسْلَخِ

وذكر أبو زيد أن قيساً تقول: رجل أَصلَجُ للأصمّ. وأَسْوَد سالِخ: معروف، وأسودان سالِخ، وقد قالوا سالخان والأول أعلى، وسُود سَوالخ.

خ-س-م

الخَمس: نوع من العدد. والخَمْس: مصدر خَمَسْتُ القوم أخمِسهم خَمْساً، إذا أخذت خُمْسَ أموالهم أو كنت لهم خامساً. والخُمْس: قِسم مال على خمسة. والخِمْس: ظِمْأ من أظماء الإبل. والخميس: يوم من أيام الأسبوعِ معروف، والجمع أخمِسة، وقد جمعوها أخمِساء، مثل نصيب وأنصباء. وجمع الخُمْس أخماس، وكذلك جمع الخِمس أخماس. ومثل من أمثالهم: "يَضْرِبُ أخماساً لأسداس" يُضرب للرجل إذا لبَّس الشيءَ على صاحبه.
وغلام خُماسيّ، حِينَ أَيْفعَ. وثوب خماسيّ: خمس أذْرُع. وحبل مخموس: من خمس قُوًى. قال:

شَدَّ بعَشْرٍ حَبْلَه المخموسا

في قَتَبٍ لم يَتَّخِذْ خُلوسا

وكذلك وَتَر مخموس. والخميس: الجيش يَخْمُس ما وجد، أي يأخذه.
والسُّخام: الفحم، لغة يمانية. والسَّخَم: السواد، سخَّم اللّه وجهه، أي سوّده، يتكلّم بها عرب الشام. والسَّخيمة: الحِقد في القلب، والجمع سخائم، والرجل مسخَّم، إذا كان في قلبه سَخيمة.
والمَسْخ: تبديل الخَلْق مسخه الله مَسْخاً فهو ممسوخ. وفرس ممسوخ العَجُز، إذا قلَّ لحم كَفَله، وهو عيب. وامرأة ممسوخة العَجُز، إذا كانت رَسْحاء. وأمسخَ الوَرَمُ، إذا انحمص وانحلَّ. وطعام مَسيخ: لا حقيقة لطعمه، وربما خُصَّ بذلك ما كان بين الحلاوة والمرارة. قال الشاعر:

وأنتَ مَسيخ كلحم الحُوارِ

 

فلا أنتَ حلوٌ ولا أنتَ مُرّ

خ-س-ن

الخَنَس: ارتفاع أرنبة الأنف وانحطاط القَصَبَة. قال الأصمعي: الخَنَس: تأخر الأنف إلى الرأس وارتفاعه عن الشّفة وليس بطويل ولا مُشْرِف، رجل أخْنَسُ وامرأة خَنْساء وقوم خنس. قال زهير:

فذِرْوَةُ فالجِنابُ كأنّ خُنْسَ النِّ

 

عاج الطاوياتِ بها المُـلاءُ

وقال أبو زُبيد الطائي:

ولقد مِتُّ غيرَ أنّيَ حَيُّ

 

يومَ بانت بوُدَّها خَنْساءُ

وقد خَنِسَ يخنَس خَنَساً، وبه سُمِّيت المرأة خَنْساء وخُناس. قال ضِرار بن الخطّاب:

ألًمّتْ خُناسُ وإلمامُهـا

 

أحاديث نَفْسٍ وأسقامُها

والبقر كلها خُنْس، فلذلك سمِّيت البقرة خَنْساء. وخَنَسَ الرجلُ عن القوم، إذا مضى في خُفْيَة فهو خانس. وفسّروا قوله جلّ وعزّ: "فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ"، فقالوا: النجوم التي تَخْنِس في المغيب هكذا قال أبو عُبيدة، أي تدخل فيه، والله أعلم. وسُمِّي الأخْنَس بن شَرِيق الثَّقفي حليفَ بني زُهْرَة لأنه خَنَس ببني زُهْرَة يومَ بدر وكان حليفَهم مطاعاً فيهم فلم يشهدها منهم أحد. وزعم قوم من المفسِّرين أن قوله عزّ وجلّ: "وقالوا لولا نُزِّلَ هذا القرآنُ على رَجُلٍ من القَرْيَتَيْنِ عظيم"، الوليد بن المغيرة والأخنس بن شَرِيق هذا، والله أعلم. وقد سمَّت العرب أَخنَسَ وخُنَيْساً. وبنو خُنَيْس: قبيلة من العرب.
سَخُنَ الماءُ سخانةً وسخوناً وسَخَناً أيضاً. فأما سَخِنَتْ عينُه سَخَناً، وهو ضدّ قَرَّتْ، فليس إلاّ بكسر الخاء، وهكذا يقول بعض أهل اللغة. ويوم ساخِن وسَخْنان: شديد الحر. والسَّخينة: مثل الخَزيرة، طعام يُلبك بشحم كانت قريش وبنو مُجاشِج تعيَّر به في الجاهلية. قال كعب بن مالك:

جاءت سَخينةُ كي تغالبَ رَبَّها

 

ولَيُغْلَبَن مُغالِـبُ الـغَـلاّبِ

ويقال: شربت سَخوناً، وهو كل ما شربته حارًّا مثل الحساء وغيره. والسُّخْن: الحارّ من كل شيء. قال الشاعر:

سُخْنَة في الشتاء باردةُ الصي

 

فِ سِراجٌ في الليلة الظلْماء

ويقول الرجل: أجِدْ سُخْنَةً من حُمَّى، أي حرًّا منها. والسِّخِّين بلغة عبد القيس، والجمع سخاخين: مسحاة منقلبة على هيئة القَدُوم. والتَّساخين: المَراجل، لا أعرف لها واحداً من لفظها، إلاّ أنه قد قيل تِسْخان، وما أدري ما حقيقة ذلك. وفي الحديث: "أُمِرْنا أن نَمْسَحَ على المشاوذِ والتَساخين"، فالمشاوذ: العمائم، والتَّساخين: الخِفاف في هذا الحديث.
والسِّنْخ: الأصل، وأصل كل شيء سِنْخه، والجمع سُنوخ وأسناخ. وسِنْخ النَّصل: الحديدة التي تدخل في رأس السهم. وسِنْخ السّيف: سِيلانُه.
والسَّناخة: الوسخ وآثار الدِّباغ وما أشبه ذلك إذا كان في البيت. قال الشاعر:

فدخلتُ بيتاً غيرَ بـيت سَـنـاخةٍ

 

وازْدَرْتُ مُزْدارَ الكريم المُفْضِلِ

ازْدَرْت: افتعلتُ من الزيارة.
والنَّخْس: نَخْسُكَ البعيرَ وغيره بالعصا نخسته أنخَسه نَخْساً. ويقال: نَخَسَ بنو فلان بفلان، إذا طردوه ونخسوا بَعيره. قال الشاعر:

الناخِسين بمَرْوانٍ بذي خُـشُـبِ

 

والدّاخلين على عثَمانَ في الدّارِ

والناخِس: ضاغط يصيب البعير في إبطه بعير به ناخس، إذا احتكّ إبطه بزَوْره، والناكت والناخس والضاغط قريب بعضه من بعض. والنَخّاس: بيّاع الرقيق، عربي صحيح، والاسم النِّخاسة والنَّخاسة بكسر النون وفتحها. والنَّخيسة: لبن يصبّ على الإهالة ويُشرب.
والنَّسْخ: نَسْخُك كتاباً عن كتاب. وكل شيء خَلَفَ شيئاً فقد انتسخه: انتسختِ الشمسُ الظلَّ، وانتسخ الشيبُ الشبابَ. ونَسخَ أيضاً ينسَخ، مثل انتسخ.

?خ-س-و

ساخَ يسوخ سُؤوخاً وسَوَخاناً في الأرض، إذا غاب فيها.
والوَسَخ: ضدّ النّظافة، وَسِخَ يَوْسَخِ وَسَخاً.
والسَّخو: مصدر سخا يسخو سخواً فهو ساخٍ، إذا سكن من حركته. قال أبو بكر: هذا بالخاء المعجمة وليس من قولهم: سجا يسجو سَجْواً. ويقال: سَخُوَ الرجل، إذا صار سَخِيًّا. وسَخَوْتُ الجَمر، إذا حرّكته ليشتعل.

خ-س-ه

أُهملت.

خ-س-ي

ساخَ يسيخ سَيَخاناً، إذا رَسَخِ.
وخاسَ بالعهد يخيس خَيَساناَ، إذا نكثَ وغدر. وخيَّست الشيءَ تخييساً فخاس يخيس، إذا ليّنته ومرنته، وبه سُمِّي المخيِّس الذي يُخيَّس فيه، بكسر الياء لا غير، وكان أول من سمّى المخيِّس مخيِّساً علي بن أبي طالب رضي الله عنه. والخِيس: شجر ملتفّ، والجمع أخياس. وقال بعض أهل اللغة: لا يسمَّى خِيساً حتى يكون فيه حَلْفاء وقَصَب. وخيَّستُ الإبلَ وغيرَها، إذا ذلّلتها. وكل شيء ذلّلته فقد خيَّسته، والشيء خائس، فعل لازم له، والشيء مخيَّس، مفعَّل.

?باب الخاء والشين

مع ما بعدهما من الحروف

خ-ش-ص

الشَّخْص، شَخْص كلِّ شيء: ما وقعتْ عليه العين منه، ولا يكون إلاّ جثَّة، ورأيت شَخْصَ الشيء. ورجل شَخيص: عظيم الشخص. وكل عظيم الشَّخص شَخيص من دابّة وغيرها. وبنو شَخيص: بطن من العرب. وشَخَصَ الرجلُ ببصره، إذا أحدَّ النظر رافعاً طَرفَه إلى السماء، ولا يكون الشاخص إلاّ كذلك. وشَخَصَ من مكان إلى مكان، إذا سار في ارتفاع، فإن سار في انحدار فهو هابط. والشُّخوص: ضد الهُبوط، وجمع شخص شُخوص وأشخاص وشِخاص.

خ-ش-ض

أُهملت.

خ-ش-ط

الطَّخْش: إظلام البصر في بعض اللغات، طخِشت عينُه طَخْشاً وطَخَشاً.

خ-ش-ظ

أُهملت.

خ-ش-ع

خَشَّع الرجلُ يخشَع خُشوعاً فهو خاشع. وللخشوع مواضع، فالخاشع: المستكين، والخاشع: الراكع في بعض اللغات. يخَشَعَ الإنسان خَراشيَ صدره، إذا ألقى من صدره بُزاقاً لَزِجاً. وخَشَعَ ببصره، إذا غضَّه، فهو خاشع. والخاشع والمُخبِث سواء. والخِشْعَة: قطعة من الأرض تغلظ. وفي الحديث: "إن الكعبة كانت خِشْعَةً على الماء فدحا الله من تحتها الأرضَ". والخاشع: المطمئنّ من الأرض.

خ-ش-غ

أُهملت.

خ-ش-ف

الخِشْف: ولد الظبي، والأنثى خِشْفَة. وظبية مُخْشِف: معها خِشْفُها. وأنشد الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء للأعشى:

وما أُمُّ خِشْفٍ بالعـلاية شـادِنٍ

 

تُنَسِّىءُ في بَرْد الظّلال غزالَها

وخَشَفْتُ رأسَ الرجل بالحجر، إذا فضخته به. وكل شيء فضخته فقد حشفته. وانخشفتُ في الشيء، إذا دخلت فيه. ورجل مِخْشَف: مِفْعَل، وكذلك رجل خشوف: يَخْشُف في الأمور يدخل فيها. والخَشْفَة: الصوت. قال أبو كبير الهذلي:

فإذا تُسَلَّ تَخشخشتْ أرياشُـهـا

 

خَشْفَ الجنوب بيابسٍٍ من إسْحِلِ

والخَفَش: سوء البَصَر، ورجل أَخفَشُ وامرأة خَفْشاءُ، وقد خَفِشَتْ عين ُ الرجل خَفَشاً. وبه سُمِّي الخُفّاش لسوء بصره بالنهار، وقد قلبوا ذلك فقالوا: خُشّاف.
ويسمّي بعض أهل اليمن الخّزّف: الخَشَف، وأحسبهم يخصّون بذلك ما غلظَ منه.
والفَشْخ: ضرب الرأس باليد، يقال: فشخه يفخشه فَخْشاً. والفَشخ عند أهل الحجاز كالصَّفع عند أهل العراق ويسمَّى القَفْد أيضاً.

??خ-ش-ق

أُهملت.

?خ-ش-ك

أُهملت.

?خ-ش-ل

الخَشل: الرديء من كل شيء وأَصله صغار المُقل ورديئه الذي لا يؤكل يقال: هذا خَشْلٌ من المُقل. والخَشل أيضاً: ما تكسَّر من الحَلْي من الذهب والفضة.
والشَّخل: من قولهم: شَخَلْتُ الشرابَ أشخله شَخلاً، إذا صفّيته. والمِشْخَلَة: المِصفاة لغة يمانية وقد تكلم بها غيرهم. وشَخْلُ الرجل: صَفِيُّه. وشاخلتُ الرجل: صافَيْتُه، عربي صحيح، وإن كان قد ابتُذل.

خ-ش-م

الخَيْشُوم: الأنف، والجمع الخياشيم، هكذا قال قوم. وقال الأصمعي: الخياشيم: العظام الرِّقاق فيما بين أعلى الأنف إلى الرأس، والواحد خيشوم. وقال ذو الرمّة:

كأنما خالطت فاها إذا وَسِنتْ

 

بعد الرقاد وما ضَمَّ الخياشيمُ

ورجل خُشَام: عظيم الأنف، وكذلك جبل خُشَام عظيم الرَّعْن، وهو أنف الجبل المشرف على الأرض. قال الشاعر:

وكم خَلَّفَتْ أعناقُها من نحيزةٍ

 

وأَرْعَنَ مُعْتَزْ الجبال خُشامِ

وقال أيضاً:

ويُضْحي به الرَّعنُ الخشامُ كأنَّه

 

وراءَ الثنايا شَخْصُ أكْلَفَ مُرْقِل

والخُشَام: داء يصيب في الأنف فتنتن رائحته والرجل مخشوم، إذا أصابه ذلك. وأخْشَمَ أيضاً وتخشم الرجل، إذا خالطت رائحةُ الشراب خيشومَه، والاسم الخُشْمَة.
والخَمْش: خَمْش الوجه بالأظفار حتى تَدمَى، وكان النساء يفعلن ذلك في المآتم. قال الشاعر:

وأُمّ بَحيرٍ في تفارطِ بـينِـنـا

 

متى تأتِها الأنباءُ تَخْمِش وتَحْلِقِ

قال أبو بكر: بَحِير بن عبد الله القشيري قتله قَعْنَب الرِّياحي يومَ المَروت فقال رجل من بني تميم هذا البيت، وأراد بقوله: تفارُط بيينا، أي اختلافنا وتباعُد بعضِنا من بعض. ويقال: خَمَشَ يخمِش ويخمُش، وبين القوم خُماشات، أي عداوات ودماء. وجمع خَمْش خُموش. قال الشاعر:

هاشِمٌ جَدُّنا فإن كنتِ غَضبَـى

 

فاملئي وجهكِ الجميلَ خُموشا

والخَموش: البَعوض، لا واحد لها من لفظها. قال الهذلي:

كأن وعَى الخموش بجانـبـيه

 

وَعَى رَكْبٍ، أُميمَ، ذوي هِياطِ

أراد أُميمة فرخَّم وقوله: ذوي هِياط، أراد اختلاط الأصوات، يقال: هم في هِياط ومِياط وقوله: وعَى الخموش، الوَعَى: الصوت.
ويقال: شَخمَ اللحمُ تشخيماً وشَخِم شَخَماً، إذا تغيّرت رائحتُه فهو شاخم، وقد قالوا أيضاً: أشجمَ فهو مُشْخِم، وليس بالعالي. وقد قالوا: شخَّم فمُ الرجل وشَخَمَ، إذا تغيّرت رائحتُه من الكِبَر. قال الراجز:

لمّا رأت أنيابَه مثَلّمَهْ

ولِثَةً قد ثَنِتَتْ مشخِّمَهْ

ثَنِتَتْ وثَتِنَتْ أيضاً: استرخت وتغيّرت. وشخَم الرجلُ وشخَّن، إذا تهيأ للبكاء، وقد قالوا: أَشخمَ فهو مُشْخِم، وليس بالعالي.
وشَمَخَ الرجلُ بأنفه يشمَخ شَمْخاً وشُموخاً، إذا تعظّم وتكبّر رجل شامخ.
وجبل شامخ: عالٍ مرتفع. وقد سمَّت العرب شَمْخاً وشَمّاخاً وشامِخاً. وبنو شَمْخ: بطن من العرب.
والتمخُّش: كثرة الحركة، لغة يمانية. تمخش القوم، إذا كثرت حركتُهم.

خ-ش-ن

خَشُنَ الثوبُ يخشُن خشونةً فهو خَشِن. والخَشِن ضدّ اللَّيِّن. وقد سمَّت العرب خُشَينْاً ومُخاشِناً وأَخْشَنَ وخَشِناً. وبنو خَشْناء وبنو خُشَيْن: بطنان منهم. والحَجَر الأخْشَن: الخَشِن المَسّ. قال الراجز:

أنا سُحَيْمٌ ومعي مِدْرايهْ

أَعْدَدْتُها لفيكَ ذي الدُّوايهْ

والحَجَرُ الأَخْشنُ والثِّنايهْ

الدُّواية: أن يَيْبَسَ الريق على شفتيه يقال: دوَّى فمه، إذا لصق ريقُه بفمه من العطش أو غيره. ورجل خَشِن في دينه، إذا كان متشدَّداً فيه. وفي الحديث: "أُخَيْشِن في ذات الله".
وشخَّن الرجلُ يشخِّن تشخينَاً، إذا تهيأ للبكاء.

?خ-ش-و

الوَخْش: الرديء من كل شيء وَخُشَ الشيءُ وَخاشةً ووُخوشةً، إذا رَدُؤَ.

خ-ش-ه

أُهملت.

خ-ش-ي

خَشِيتُ الشيءَ أخشاه خَشْياً وخِشْياناً ومَخْشِيَةً.
والخَيْش: ثياب من الكَتَّان غِلاظ عربي صحيح معروف.
وشاخَ الرجلُ يشيخ شَيْخاً وشيخوخةَ فهو شيخ، وشيَّخ تشييخاً.
وجمع شَيْخ أشياخ وشيوخ وشيْخة وشِيخان أيضاً فأما قولهم مشائخ فلا أصل له في العربية. وقد قيل: امرأة شَيْخَة. قال عَبيد:

باتت على إرَمٍ عَذوباً

 

كأنها شيخةٌ رَقوبٌ

قوله: عَذوباً، أي جائعة ممتنعة عن المأكل والمشرب. وفي الحديث: "أعْذِبوا عن النِّساء". وقال الآخر:

وتضحك منّي شيخةٌ عَبْشمـيّةٌ

 

كأنْ لم تَرَيْ قبلي أسيراً يمانيا

?باب الخاء والصاد

مع ما بعدهما من الحروف

?خ-ص-ض

أُهملت وكذلك حالهما مع الطاء والظاء والعين والغين.

خ-ص-ف

خَصَفت النَّعْلَ أخصفها خَصْفاً فهي مخصوفة وأنا خاصف، إذا أطبقت عليها طَبَقاً. والمِخْصَف: الإشْفى يُخْصفُ به. وحبل خَصيف فيه سواد وبياض. وكل لونين اجتمعا فهما خّصيف. وكل شيء ظاهرتَ بعضَه على بعض فقد خصفته، وكذلك فسّر أبو عبيدة قوله عز وجل: "يّخْصِفَانِ عليهما من وَرَقِ الجنَّة". والخَصَف: جِلال البحرين التي يُكنز فيها التمر. قال الأعشى:

أهلُ النَّبوك وعيرٌ فوقها الخَصَفُ

ويروى: تحمل الخَصَفا. وخَصَفَة بن قيس: أبو قبائل من العرب. وظليم أَخْصَفُ: فيه سواد وبياض، ونعامة خصفاء كذلك. وكل لونين مجتمعين فهما خَصيف، وأكثر ذلك السواد والبياض. وفرس أَخْصَفُ: إذا ارتفع البياض من بطنه إلى جبينه، فإذا كان البياض على بطنه فهو أَنْبَطُ، والشاة خَصْفاء، إذا كانت كذلك.
والصَّخْف: حَفْرُ الأرض بالمِصْخَفَة، وهي المِسحاة، لغة يمانية، والجمع مَصاخِف.

خ-ص-ق

أُهملت.

خ-ص-ك

أُهملت.

خ-ص-ل

الخَصْل من قولهم: أحرز فلان خَصْلَه، إذا غَلَبَ على الرّهان في الرمي وغيره. وتخاصلَ الرجلان، إذا تراهنا في الرمي. والخُصْلَة من الشَّعَر: الطاقة منه، والجمع خُصل. والخَصيلة: كل لحمة فيها عَصَب، والجمع خصائل. وخصائل الفرس، قال أبو عُبيدة: كل لحمة استطالت وخالطت عَصَباً. قال رؤبة:

قد طاوعتْ من مَشْقِهِ الخَصائلا

زَرًّا ولمّا تُعْطِـهِ الـنَّـخـائلا

وبنو خُصَيْلَة: بطن من العرب. والخَصْلَة الحسنة في الرجل، والجمع خِصال فلان حسن الخِصال وقبيحها.

وخَلَصَ الشيءُ يخلُص خلوصاً وخَلاصاً وخلَّصته أنا تخليصاً، إذا صفَّيته من كَدَر أو دَرَن. وخُلاصة السمن: ما أُلقي فيه من تمر أو سويق ليخلَّص به، وهي الخِلاصة أيضاً. وأَخلصَ الرجل الودَّ إخلاصاً، فهو مُخْلِص. وفلان من خُلصان فلان، إذا كان من أصفيائه. والخُلوص: مثل الخلاص، سواء. وتخلّصتُ من الشيء تخلصاً، إذا سلمت منه، وتخلَّص الظبيُّ والطائر من الحِبالة، إذا أفْلَتَ منها. والخَلْصاء: موضع. وخُذْ هذه خالصةً لك. وشهادة الإخلاص: شَهادة أنْ لا إله إلا اللّه لأنها أخلصت الإيمان. وفلان من خُلَصاء فلان ومن خُلْصانه، إذا كان من خاصّته. وفي كلام فاطمة صلوات اللّه عليها: "وبُحْتُم بكلمة الإخلاص مع النَّفَر البيض الخِماص". وذو الخَلَصَة: صنم كان يُعبد في الجاهلية.
واللَّخَصَة: لحم باطن المقلة، هكذا قال بعض أهل اللغة. وقال الأصمعي: جُمّاع لحم الأجفان يقال له اللَّخَص، فإذا تغضَّن أعلى العينين من الجفن وكَثُرَ تغضُّن لحمِه وغِلَظُه فذلك اللَّخَص، يقال: رجل أَلخَصُ وامرأة لَخْصاءُ. لَخِصَت عين الرجل تلخَص لَخَصاً، إذا ورم ما حولها، والعين لَخْصاء، والرجل ألْخَصُ، وجمع اللَّخَصَة لِخاص.
والأصْلَخ: الأَصَمّ الشديد الصَّمَم في بعض اللغات.

خ-ص-م

الخَصْم: المخاصِم والمخاصَم، وهما خصمان، أي كل واحد منهما خصم صاحبه لأنه يخاصمه. وفلان خَصْمي، الذكر والأنثى والواحد والجميع فيه سواء، وهي اللغة الفصيحة. وفي التنزيل: "وهل أتاك نبأُ الخَصْم إذ تسوَّروا المِحرابَ"، فهذا في معنى الجمع، يعني الملائكة الذين دخلوا على داود ففزع منهم. وقالوا: خَصْم وخَصْمان وخُصوم. ورجل خَصِيمِ وخَصيم، إذا كان جَدِلاً. وفي التنزيل: "بل هم قومٌ خَصِمون". وأنشد:

يوفي على جِدْل الجُدُول كأنّه

 

خَصْمُ أَبَرُّ على الخُصوم أَلنْدَدُ

والخِصام: مصدر خاصمتُه مخاصمةً وخِصاماً. وفي التنزيل: "وهو في الخِصام غيرُ مُبينٍ". وقد جمعوا خَصيماً خُصَماء مثل عليم وعُلَماء، وجمعوا خَصْماً خُصوماً. قال الشاعر:

وأبي في سُميحةَ القائلُ الفـا

 

صلُ يومَ التقت عليه الخُصومُ

والخُصْم، والجمع أخصام: جوانب العِدْل والجُوالق الذي فيه العُرَى. يقال: خذ بأخصامه، أي بنواحيه.
والخَمَص من قولهم: خمِص بطنُه يخمَص خَمَصاً، إذا دقّ، ورجل خَميص والجمع خُمْص، وأكثر ما يقال: خَميص البطن، فإذا قالوا: خُمْصان لم يذكروا البطن. والخَمْص: الجوع. ومثل من أمثالهم: "لا بدَّ للبِطْنَة من خَمْصِةِ تتبعها". وأَخمَص القدم. بطنها المرتفع عن الأرض من باطنها، والجمع أخامص. والمَخْمَصَة: المجاعة، وكذلك فُسِّر في التنزيل.
والخَميص أيضاً: الجائع. قال الشاعر:

تبيتون في المَشْتَى مِلاءً بطونُكم

 

وجاراتُكم غَرْثَى يَبِتْنَ خَمائصا

وقالوا: رجل خَمْصان وامرأة خَمْصانة، بفتح الخاء، وربما قالوا: خَمْصان البطن. والخَميصة: كِساء مربَّع معلَّم، كان الناس يلبسونها فيما مضى، وأكثر ما تكون سوداً. قال الأعشى:

إذا جُرِّدَت يوماً حَسِبْتَ خَميصةً

 

عليها وجِريالاً نضيراً دُلامِصا

الدُّلامِص: الأملس البرّاق. والمَخْمَصَة من الجوع جمعها مَخامص.
وصَمَخَتْه الشمسُ تصمَخه صَمْخاً، إذا أصابت صِماخه حتى تؤلمه. قال العجّاج:

لَعَلِمَ الجُهّالُ أنّي مِفْنَخُ

لِهامهم أَرضُّه وأَنْقَخُ

أُمَّ الصَّدَى عن الصَّدَى وأَصْمَخُ

أراد بأُمّ الصَّدَى جِلدة الدّماغ، وشبّه ما فيها بالصَّوَر، وهو طائر أبيض.
والمَصْخ: لغة في المَسْخ.

خ-ص-ن

الخَصِين: الفأس الصغير، لغة يمانية، والجمع الخُصُن. وماء صُخْن: لغة في سخن، وهو الحارّ.

خ-ص-و

الخُوص: خُوص النخلة، معروف، واحدتها خوصة. وخُوصة العَرْفَج: هُنَيَّة تطلع منه عند إدراكه. قال الشاعر، أنشدَنيه الرّياشي:

عَجِبْتُ لعَطّارٍ أتانـا يَسـومـنـا

 

بجَبُّانة الدّيْرَين دُهْنَ البنفـسـجِ

فقلتُ له عَطّارُ هَـلاّ أتـيتَـنـا

 

بنَوْرِ الخزامَى أو بخُوصةِ عَرْفَجِ

وخَوَّضتِ الفسيلة، إذا تفتّح سَعَفُها. وخَوِصَتْ عينُ الرجل والدابّة تَخْوَص خَوَصاً، إذا غارت، والعين خوْصاء والجمع خوص. وبئر خَوْصاء: ضيقة. ويقال: خوَّص فيه الشيبُ، إذا فشا في رأسه ولحيته. قال الشاعر:

قد شاع في رأسه التّخويصُ والنَّزَعُ

والوَصَخ: لغة في الوَسَخ، تراه في المعتل إن شاء الله.

خ-ص-ه

قد مرّ ذكرها في الثنائي.

خ-ص-ي

الخَيْص: أن تكون إحدى العينين صغيرةً والأخرى كبيرةً يقال: رجل أخْيَصُ وامرأة خَيْصاءُ، إذا كانا كذلك.

باب الخاء والضاد

مع ما بعدهما من الحروف

خ-ض-ط

أُهملت وكذلك حالهما مع الظاء.

خ-ض-ع

خَضَعَ الرجل يخضَع خضوعاً، إذا ذلَّ، وكل ذليل خاضغٌ وكذلك قال أبو عبيدة في قوله جلّ وعزّ: "فظلَّت أعناقُهم لها خاضِعين"، والله أعلم. والخَضيعة: الصوت الذي يُسمع من بطن الفَرَس إذا جرى. قال الشاعر:

كأنّ خَضيعةَ بطنِ الجواد

 

وَعْوَعَةُ الذّئب بالفَدْفَـدِ

والخاضِع: المطاطىء رأسَه وعنقَه كالمُظهر للذلّ والاستكانة. والخَيْضَعَة: اختلاط الأصوات في الحرب. قال لبيد:

الضاربون الهامَ تحت الخَيْضَعَهْ

قال أبو حاتم: إنما قال لبيد: "والضاربون الهامَ تحت الخَضَعَهْ"، فزادوا الياء فراراً من الزِّحاف وقالوا: الخَضَعَة والبَضَعَة، فالخَضَعَة: السيوف، والبَضَعَة: السِّياط. وخضَعَ الرجلُ وأَخضعَ، إذا كان كلامُه للنساء، وقد نُهي أن يخضع الرجلُ لغير امرأته، أي يليِّن كلامه. وظليم أَخْضَعُ ونعامة خَضْعاء إذا كان في عنقها تَطَأْمُن، وكذلك يقال للفَرَس. وقال أبو حاتم: مَنْكِب أَخْضَعُ، أي متطأمِن، وعنق أَخضَعُ: متطأمِن. وأنشد للفرزدق:

وإذا الرجالُ رأوا يزيدَ رأيتَهـم

 

خُضعَ الرِّقاب نَواكِسَ الأبصارِ

وقال مرةّ أُخرى: عنق أَخضَعُ، أي مائل. قال ذو الرمّة:

أخي قَفَراتٍ دَبَّبَتْ في عظـامـه

 

شُفافاتُ أعجاز الكَرَى فهو أَخْضَعُ

وقد سمَّت العرب مَخْضعَة.

خ-ض-غ

أُهملت.

خ-ض-ف

خَضَفَ العَيْرُ وغيرُه يخضِف خَضْفاً وخُضافاً، إذا ضرط. قال الراجز:

إنّا وجدنا خَلَفاً بئر الخَلَفْ

عَبْداً إذا ما ناء بالحِمْل خَضَفْ

ويقال للأَمَة: يا خَضافِ، معدول. وفارسُ خَضافِ، مثل حَذام: أحد فرسان العرب المشهورين وله حديث وخَضافِ: اسم فرسه.
والخَفْض: ضدّ الرَّفْع خفضتُه أخفِضه خَفْضاً. وعيش خافض رافغ، إذا كان واسعاً سهلاً. والقوم في خَفض من العيش، إذا كانوا في عيش سهل واسع. ويقال للخاتنة: خافضة. قال أبو حاتم: تقول العرب: خفضتُ الجارية وختنت الغلامَ، ولا يكادون يقولون ختنتُ الجاريةَ ولا خفضتُ الغلامَ. ويقال للرجل إذا أُمر بتسهيل الشيء: خَفِّضْ عليك.
والفَضْخ: فَضْخُك الرُّطَبَة وما أشبهها إذا شدختَها. والفَضيخ الذي نُهي عنه: رُطَب يُشدخ ويُنتبذ. والمِفْضَخَة: حجر يُفضخ به البُسر ويجفَّف. والمَفاضخ: الآنية التي يُنتبذ فيها الفَضيخ. وكل شيء اتسع فقد انفضخ. والمِفْضَخَة: الدلو الواسعة. قال الراجز:

كأن ظهري أخذته زُلّخَهْ

من طُول جذبي بالفَرِيَّ المِفْضَخَهْ

خ-ض-ق

أُهملت.

خ-ض-ك

أُهملت.

خ-ض-ل

خَضِلَ الثوبُ يخضَل خَضَلاً وأخضلته أنا إخضالاً، إذا بلّلته بالماء. وأخضلَ الثوبُ أيضاً، إذا ابتلَّ، إخضالاً. وأخضلَ المطرُ الأرضَ إخضالاً، إذا بلّها بالماء، والأرض مُخْضَلة والمطر مُخْضِل. وتقول العرب: اخضألّت الشجرةُ، مثل اشهأبَّت، فراراً من الساكنين، إذا اخضرَّت وغضّت أغصانُها، وربما مدّوا فقالوا: اخضالَّت كراهيةً للهمزة أيضاً. والخَضيلة، زعموا: الروضة الغَمِقَة النَّدِيَة. وزعم قوم أن خُضُلَّة الرجل امرأته. وقال آخرون: بل خُضُلَّة اسم امرأة. وقال بعض فتيان العرب فى سجع: تمنَيت خُضُلَّةً ونعلين وحُلَّة. والخَضْل أيضاً، زعموا أنه اللؤلؤ، لغة لأهل يثرب خاصّةً. قال الشاعر:

وإنّ قُرومَ خَطْمَةَ أنـزلـتْـنـي

 

بحيث ترى من الخَضْل الخُروتُ

الخُروت: الثُّقَب.

خ-ض-م

الخَضْم: أكلُ الدابة الشيءَ الرَّطْبَ خَضَمَ الكَلأُ يخضِمه خَضماً. والخَضْم: نحو الخَضْد. وفي كلام أبي ذَرّ رضي اللّه عنه: "نرعى الخَطائط ونَرِدُ المَطائط وتأكلون خَضْماً ونأكل قَضْماً والمَوْعِد اللهّ". ورجل خِضَمّ: كثير المعروف. وبحر خِضَمّ: كثير الماء. والخِضَمّ: الجمع الكثير. قال العجّاج:

فاجتمعَ الخِضَمًّ والخِضَمُّ

فخَطَموا أَمْرَهُمُ وزَمّوا

وخُضمَّة كل شيء: معظمه. والخُضُمَّة: عظمة الذِّراع، وهي ما غلظ منها مما يلي المَرْفِق. قال الراجز:

يبري بإرعاشِ يمينِ المؤتلي

من قولهم: لم يَأْل في كذا، أي لم يقصِّر.

خُضُمَّةَ الذّارع هَذَّ المِنْجَلِ

وكان الأصمعي ينشد هذا:

خُضُمَّةَ الذِّراع هَذَّ المُختلي

بإرعاش ويُروى: بإرعاس، وهو أجود، والإرعاس: الضعف والارتعاش.
ورجل ضَخْم: كثير اللحم عظيم الجِرْم، وامرأة ضخمة، ضَخُمَ الرجلُ ضِخَماً وضخامةً، ثمّ كثر في كلامهمِ حتى جعلوا كلَّ عظيم ضخماً، فقالوا: شأن ضَخْم وأَمر ضخْم. وبنو عبد القيس بن ضَخْم: قبيلة من العرب العاربة قد دَرَجوا.
وتضمَّخ الإنسانُ بالطِّيب تضمُّخاً، إذا تطلّى به، وضمَّخته تضميخاً.
ومَخَضْتُ السِّقاء وغيرَه أمخُضه مَخْضاً. وتمخَّضت الحُبلى، إذا دنا وِلادُها فهي ماخِض. وأنشد الأصمعي:

تمخَّضتِ المنونُ له بيومٍ

 

أنَى ولكلّ حاملةٍ تِمـامُ

وابن المَخاض: الحُوار إذا حُمل على أمه من العام المقبل، والجمع بنات مَخاض. وجمع ماخِض مُخَّض. قال الراجز:

أَنْقَضَ إنقاضَ الدَّجاج المُخضِ

ومَخِضَت الناقةُ والمرأة، إذا دنا وِلادها فهي ماخِض، ومُخِضَت فهي ممخوضة. واللبن المخيض والممخوض: الذي قد أُخرج زُبده، ثمّ كثر ذلك في كلامهم حتى قالوا: تمخَّضت السماءُ للمطر، إذا تهيأت، وتمخَّضت هذه الليلةُ عن يوم سَوْء، إذا كان صباحُها صباحَ سَوْء.

خ-ض-ن

خاضنَ الرجلُ المرأةَ مخاضنةً وخِضاناً، وهو شبيه بالمغازلة. قال الطِّرِمّاح:

وأَلْقَتْ إليّ القولَ منهـنَّ زَوْلَةٌ

 

تُخاضِنُ أو تدنو لقول المُخاضِنِ

والنَّضْخ: دون النَّضْح. قال الشاعر:

يَنْضِخُ بالبول والغبارِ على

 

فَخْذَيْه نَضْخَ العبديَّةِ الجُلَلا

ويُروى: ينضِح ونَضْحَ جميعاً بالحاء، والعَبْدية منسوبة إلى عبد القيس، والجلل جمع جُلَّة، تُنضح الجُلَّة حتى تَلِينَ ليُكنز فيها التمر.

خ-ض-و

خُضتُ الماءَ أخوضه خَوْضاً، وكذلك كل شيء خُضْتَه وخُضْتُ له السَّويقَ وما أشبهه من الشراب، إذا أوخفتَه بالماء، أي ضربته بالماء حتى يختلط. والمِخْوَض: كل شيء حركت به السَّويق ونحوه حتى يختلط. وخاضَ القومُ في الحديث وتخاوضوا فيه خَوْضاً ومخاوضةً، إذا تفاوضوا. ولهذا موضع في الاعتلال تراه إن شاء الله تعالى.
والوَخض: الطعن غير المبالغ فيه وَخَضَه بالرمح يَخِضُه وَخْضاً.
ووَضاخ: جبل معروف أو موضع، وقالوا: وَضاخ وأَضاخ. وواضختُ الرجل مواضخةً ووِضاخاً، إذا فعلت كما يفعل، مثل قولك باريته مباراةً من قولهم: فلان يباري الريح.

خ-ض-ه

قد مرّ ذكرها في الثنائي.

خ-ض-ي

لها مواضع في الاعتلال تراها إن شاء الله تعالى.

باب الخاء والطاء

مع ما بعدهما من الحروف

خ-ط-ظ

أُهملت وكذلك حالهما مع العين والغين.

خ-ط-ف

الخَطْف: خَطْفُ الطائرِ بجناحيه إذا أسرع الطيران خَطَفَ يخطِف خَطْفاً وخطِف يخطَف والمصدر فيهما الخَطْف، لغتان فصيحتان. وكل أَخْذٍ في سرعة فهو خَطْف. وقد قُرىء: "يخطِف أبصارَهم"، و "يخطَف". والخُطّاف: طائر معروف. والخُطّاف: الكُلاّب الذي يَعْلَق بالشيء ليجتذبه. وتسمّى مخالب السِّباع خَطاطيفها، ومنه أُرى قول النابغة:

خَطاطيفُ حُجْنٌ في حبال متينةٍ

 

تَمُدْ بـهـا أيدٍ إلـيك نـوازعُ

أي مخالب المنيّة، وهذا مثل. وقال آخر:

إذا عَلِقَتْ قِرْناً خَطاطيفُ كَـفِّـهِ

 

رأى الموتَ بالعينين أَسودَ أَحمرا

وسُمَّي الخَطَفَى جدُّ جرير لقوله:

يَرْفَعْنَ بالليل إذا ما أَسْدَفا

أعناقَ جِنّانٍ وهاماً رُجَّفا

وعَنَقاً بعد الكَلال خَيْطَفَا

أي سريعاً، الياء زائدة. وفي التنزيل: "إلاَّ من خَطِفَ الخَطْفَةَ"، وهي كالخُلْسَة، واللّه أعلم. وخطّاف البَكْرَة: الحديدة التي تدور فيها. وأَخطَفَ الرجلُ إخطافاً، إذا مرض ثم برأ.
وطِخْفَة: موضع. والطِّخاف: السحاب الرقيق. والطَّخْف من قولهم: وجدت على قلبي طَخْفاً، أي غَمًّا. والطَّخْف: مثل الطَّخاء، والطَّخاء: الغيم الرقيق. والطَّخْف: موضع، زعموا.

خ-ط-ق

أُهملت وكذلك حالهما مع الكاف.

خ-ط-ل

الخَطَل: الاضطراب خَطِلَ يخطَل خَطَلاً. وشاة خَطْلاء: طويلة الأذنين.
والخَطَل في الكلام: اضطرابه واختلافه، وبه سُمّي الأخطل. هكذا يقول الأصمعي. ورمح خَطِلٌ: طويل شديد الاضطراب. والخَيْطَل: السِّنَّوْر، الياء زائدة.
والخَلْط: خَلْطُكَ الشيءَ بعضه ببعض. واختلط القوم اختلاطاً، في الحرب خاصةً، إذا تشابكوا، والاسم الخِلاط. قال الراجز:

لاتَ أوانَ يُكره الخِلاطُ

ورجل مِخْلَط مِزْيَل، إذا كان يخالط الأمور ويزايلها علماً بها. قال الشاعر:

وإن قال لي ماذا ترى يستشيرنـي

 

يَجِدْني ابنَ عَم مِخْلَطَ الأمرِ مِزْيَلا

والخَليط: المُحالّ في الموضع، ومن ذلك قولهم: بانَ الخليط، ويُجمع الخليط خُلطاء وخُلُطاً. قال الشاعر:

سائلْ مُجاوِرَ جَرْم هل جَنَيْتُ لها

 

حَرْباً تفرِّقُ بين الجِيرة الخُلُـطِ

وفي التنزيل: "وإن كثيراً من الخُلَطاء لَيبغي بعضُهم على بعض"، أي الرجلين اللذين قد خلطا أموالهما بعضها ببعض نحو الشريكين. وأخلاط الناس: أُشابتهم، من قولهم: شُبْتُ الشيءَ بالشيء، إذا خلطته به. وعلى ماء بني فلان أخلاط من الناس، أي من قبائل شتى. واختلط الفرسُ وأخلطَ، إذا قصَّر في جريه.
واللَّطْخ: كل شيء لطخته بلون غير لونه. وفي السماء لَطْخ من سحاب، أي قليل. ولَطَخْتُ فلاناً بشرّ، إذا أصبته به. ورجل ملطوخ بالشرّ: مزنون به، وكذلك ملطوخ العِرض: مَعِيب.

خ-ط-م

الخَطْم: خَطْم الدابّة، وهو ما وقع عليه الخِطام من أنف البعير. ثم كثر ذلك حتى قيل: خَطْمُ السَّبع وخَطْمُ الفَرَس وسُمِّيت الأنوف المَخاطم، الواحد مَخْطِم، يقال: ضربه على خَطْمه ومَخْطِمه، إذا ضربه على أنفه.
ورجل أَخطَمُ: طويل الأنف. وقد سمَّت العرب خطامة وخطيماً. وبنو خُطامة: بطن من طيىء منهم عليّ بن حرب الطائي المحدِّث. ورجل أَخطَمُ: طويل الأنف. والخطَمَة في بعض اللغات: رَعْن الجبل.
والخَمْط: كل شجر لا شوك له، وكذلك فُسِّر في التنزيل والله أعلم. ولبن خامِط: حامض. وتخمَّط الفحلُ، إِذا هدر للصَّيال أو إذا صال. ويقال: خَمَطْتُ الجديَ، إذا سَمَطْتَه وشويته. وقال بعض أهل اللغة: لا يسمَّى خميطاً حتى يُشتوى بجلده فهو حينئذ خميط ومخموط، وأكثر ما يقال ذلك للضَّأن ولا يقال للمَعْز واختلفوا فيه فقالوا: خمَطْتُ الجديَ إذا شويته بجلده، وسَمَطْتُه إذا نحَّيت عنه شعَره ولم يُشْوَ بَعْدُ.
والطَّخْم من قولهم: فرس أَطْخَم، وهو الأدْغم، وهو الذي لونُ وجهِه وخَطْمِه أشدُّ سواداً من سائر بدنه، وهو الذي يسمّى بالفارسية الدَّيْزَج.
ويقال: طَمَخَ بأنفه وطَخَمَ، إذا تكبّر وشَمَخ.
والمَخْط: معروف من قولهم: امتخط فلان، إذا أخرج ما في أنفه. والمُخاط: ما يُنتزع من الأنف. ومرّ فلان برُمحه وهو مركوز فامتخطَه، إذا انتزعه وامتخطَ سيفَه، إذا استلَّه. والماخِط: الذي ينتزع الجلدةَ الرقيقة عن وجه الحُوار. قال ذو الرمّة يصف ناقة:

فآنْم القُتودَ على عيرانةٍ أُجُـدٍ

 

مَهْريَّةٍ مَخَطَتْها غِرْسَها العِيدُ

الغِرس: المَشيمة وما فيها، وهو الوعاء الذي يخرج مع الولد والعِيد: قبيلة من مَهْرَة بن حَيْدان.
والمَطْخ: مثل المَطْج، سواء. يقال: مطخه بيده، إذا ضربه بها.
والطَّمْخ: التكبُّر رجل شامخ بيده وطامخ بأنفه.

خ-ط-ن

الخَنْط، زعموا، يقال: خَنَطَه يخنِطه خَنْطاً، إذا كَرَبَه مثل غَنَظَه، والغَنظ والخَنْظ بمعنى واحد. قال الشاعر:

ولقد لَقِيت فوارساً من قومنا

 

غَنَظوكَ غَنْظَ جَرادةِ العَيّارِ

العَيّار: اسم رجل، وجَرادة: واحدة الجَراد، ولها حديث.

والطَّنْخ، يقال: طَنِخَ الرجلُ يطنَخ طنْخاً وطَنَخاً أيضاً، إذا أكل دسماً فلَقِسَتْ منه نفسه، والرجل طَيخ وطانخ ومطنَّخ. وطنَّخ الدَّسَم قلبَه تطنيخاً، إذا غطَّى قلبَه حتى لا يشتهي الطعام. وزعم بعض أهل اللغة أن العرب تقول: مرَّ طِنْخٌ من الليل، كما قالوا: عِنكٌ من الليل، ولا أدري ما صحّته. ويقال: ما أدري أيُّ النخْط هو، أي أيُّ الناس هو.

خ-ط-و

الخُوط: الغصن.
والخَطْوُ: جمع خَطْوَة يقال: خطا يخطو خَطْواً. والخَطْوُ أَيضاً: مصدر خطا خَطْوَةً واحدة، والخُطْوَة هي المسافة بين القدمين في المشي.
وطَخا الليل طَخْواً وطُخِيَّا، إذا أظلم فهو طاخ. والطَّخْوَة والطَّخْيَة: السَّحابة الرقيقة. وليلة طَخْياء: مُظلمة.
ويقال: وَخطَه الشيبُ يخِطُه وَخْطاً، إذا ظهر فيه. ووَخَطَه بالرُّمح، إذا طعنه. وفَرّوج واخِط، إذا جاوز حدَّ الفراريج وصار في حدّ الديوك.

خ-ط-ه

قد مرّ ذكرها في الثنائي، ولها في الرباعي مواضع تراها إن شاء الله تعالى.

خ-ط-ي

الخَيْط: واحد الخيوط. وخِطْتُ الشيءَ أخيطه خِياطة، فهو مَخيط ومخيوط. والخَيْطة، في لغهّ هذيل: الوَتد. قال شاعرهم:

تَدَلَّى عليها بين سِبٍّ وخيْطَةٍ

 

شديدُ الوَصاةِ نابل وابنُ نابلِ

يعني مُشتارَ العسل، والسِّبّ هاهنا: الحبل الذي يُتدلّى به. وقال بعض أهل اللغة: بل الخيطة خيط مشدود في طَرَف الحبل وطرفه الآخر في يد المُشتار، فإذا احتاج إلى الحبل جذبه بذلك الحبل. وقوله: نابل وابن نابل، أي حاذق وابن حاذق. والخِيط والخَيط، بكسر الخاء وفتحها: القطيع من النَّعام، والجمع خِيطان، وكان الأصمعي يختار الكسر. قال:

لو أن من بالأُدَمى والدَّامِ

عندي ومن بالعقِد الرُّكامِ

لم أخشَ خِيطاناً من النَّعامِ

والخَيط الذي يُخاط به معروف وجمعه خيوط.
والمِخْيَط من كلّ شيء: ما خِيط به.
والمَخِيط: كلّ ما خِطْتَهُ. قال الراجز:

هل في دَجوب الحُرَّة المَخِيط

وَذَيلةٌ تشفي من الأَطيطِ

الدَّجوب: وعاء أو غِرارة والوذيلة: السبيكة من الفضّة، وإنما أراد ها هنا القطعة من السَّنام تشبيهاً بالسَّبيكة والأطيط: أراد أطيطَ أمعائه من الجوع.
والطَّيْخ: الانهماك في الباطل. قال الحارث بن حِلَزَة:

فاتركوا الطَّيْخَ والتعاشي وإمّا

 

تتعاشَوا ففي التعاشي الـداءُ

وخيَّط فيه الشيبُ، مثل وَخَطَه سواء. قال الشاعر:

أَقسَمْت لا أنسى مَنيحةَ واحدٍ

 

حتى تخيط بالبياض قروني

والطَّخاء: ظلمة الليل ليلة طَخْياء وظلام طاخٍ. قال الراجز:

وبَلَدٍ كخَلَقِ العَبايهْ

قَطَعْتُه بعِرْمِسٍ مَشايهْ

في ليلةٍ طَخْياءَ طِرْمِسايهْ

ووجد فلانٌ على قلبه طَخاءً شديداً، إذا وجد كَرْباً. وفي الحديث: "من وجد على قلبه طَخاءً فليأكل السَّفَرْجَل".

باب الخاء

والظاء مع ما بعدهما من الحروف

خ-ظ-ع

أُهملت وكذلك حالهما مع الغين والفاء والقاف والكاف واللام والميم والنون والواو والهاء.

خ-ظ-ي

خَظِيَ لحمُه يَخْظَى خَظاً شديداً، إذا غَلُظَ وانتفخ، فهو خاظٍ كما ترى. وقد قالوا: خظا يَخظو أيضاً، وليس باللغة العالية. قال الراجز:

خاظِي البَضيع لحمُه خَظا بَظا

بَظا: إتباع، والبضيع: اللَّحم.

باب الخاء والعين

مع ما بعدهما من الحروف

خ-ع-غ

أُهملت.

خ-ع-ف

خَفَعَ الرجلُ يَخْفَع خفْعاً وخُفوعاً، إذا ضعف من جوع أو مرض فهو خافِع وخَفوع، والاسم الخُفاع. ويقال: انخفعت رئتُه، إذا تشقَّقت. والخَيْفَع: اسم. والخَيْفَعَة: قطعة من أَدَم تُطرح على مؤخَّر الرَّحل.

خ-ع-ق

أُهملت وكذلك حالهما مع الكاف.

خ-ع-ل

الخَيْعَل: ثوب تَخيطه المرأة من أحد شِقَيْه وتلبسه كالقميص، وأصله من الخَعَل فثقل عليهم اجتماع الخاء والعين ففصلوا بينهما بالياء. قال الشاعر:

السالكُ الثُّغْرَةَ اليقظانَ كـالِـئُهـا

 

مَشْيَ الهَلوكِ عليها الخَيْعَلُ الفُضُلُ

الهَلوك: المرأة التي تَهالكُ في مشيها، أي تَمايلُ وربّما سُمِّيت الفاجرة هَلوكاً.

والخَلْع من قولهم: خَلَعْت ثوبي ونعلي، إذا نزعتهما. والخُلاع: كالخَبَل يصيب الإنسان. والخوْلَع: الضعف والجبن. قال جرير:

لا يُعْجِبَنكَ أن ترى لمُـجـاشـعٍ

 

جسمَ الرجال ففي القلوب الخَوْلَعُ

والخَليع: الذي يخلعه قومه فلا يطلبون بجنايته ولا ينصرونه إن جُنِيَ عليه، والجمع الخُلَعاء. والخُلَعاء: بطن من بني عامر بن صعصعة، لقب لهم. قال الشاعر:

فلو كنت من رهطِ الأصَمِّ بن مالك

 

أو الخُلَعاء أو زُهيرِ بني عَبْـسِ

وثوب خَليع، إذا أَخلَقَ. والخَلْع: لحم يُطبخ بإهالة ثم يُحقن في الرقاق فيؤكل في السَّفَر. ويقال: بفلان خلْعة وفَكَك، أي ضعف. والشِّعر المخلَّع: ما تقاربت أجزاؤه وقصرت. وخَيْلَع: موضع. ويقال: أخلعَ السُّنْبُل، إذا صار فيه الحَبّ. والخَليع: رجل من العرب من بني عامر كان له خَطَر فيهم. قال الشاعر:

إنّ الخليعَ ورَهْطَه من عامرٍ

 

كالقَلْب أُلْبسَ جُؤجُؤاً وحَزيما

الجُؤجؤ: الصدر والحَزيم: الصدر. وتخالع القوم، إذا نقضوا الحِلف بينهم. والمخلَّع: الذي تُخَلَّع أوصاله. وألقى فلان على فلان خِلْعَتَه، إذا كساه ثيابه. والخِلاع من قولهم: خالعَ الرجلُ امرأتَه خِلاعاً، إذا طلّقها واختلعت فلانة من زوجها، إذا نَشَزَت عنه، والاسم الخَلْع. والخَليع: المقامر المراهن في القِمار. قال الشاعر:

كما ابتَرَك الخَليعُ على القِداحِ

واللَّخيعة، الياء زائدة، وهو من اللَّخْع، لغة يمانية، وهو استرخاء الجسم.
ولَخيعةُ يَنوفَ، وهو ذو الشَّناتر، رجل من حِمْيَر كان توثَّبَ على مُلكهم وليس من أهل بيت مَمْلَكَة فقتله ذو نُواس ومَلَكَ بعده، وله حديث. ويَلْخَع: موضع باليمن.

خ-ع-م

الخَمْع والخُماع: عَرَج خفيف خَمَعَ يخمَع خَمْعاً وخُماعاً. والخوامع: الضِّباع، سُمِّيت بذلك لعرجها، الواحدة خامعة. وبنو خماعة: بطن من العرب. قال الشاعر:

أبوكَ رَضيعٌ اللؤم قيسُ بنُ جَنْدَلٍ

 

وخالُك عبدٌ من خُماعةَ راضعُ

خ-ع-ن

خَنَعَ الرجلُ يخنَع خُنوعاً وخناعةً، إذا ذلَّ وأعطى الحقَّ من نفسه. وخَنَعْت لفلان بحقه، إذا أقررتَ له به وأدّيته إليه. وبنو خُناعة: بطن من العرب. وسُمِّي الفاجر خانعاً لخنوعه للمرأة عند مراودتها.
ونَخَعْتُ الذَّبيحة أنخَعها نَخْعاً، إذا قطعت نِخاعها، والنِّخاع: العَصَبَة التي تنتظم الفَقار. والنُّخاعة والنُّخامة واحد، وهو ما طرحه الإنسان من فيه. ونَخَعْتُ الشاةَ أيضاً، إذا سلختها ثم وَجَأْت في نحرها ليخرج دم القلب، فالشاة منخوعة. وانتخع الرجل عن أرضه انتخاعاً، إذا بَعُدَ عنها، وبه سُمَّي النَّخَع أبو قبيلة من العرب. ويَنْخَع: موضع. والمِنْخَع: موضع فيه مَفْصل الفَهْقَة. وفي الحديث: "أَنْخَغ الأسماء إلى الله من تَسَمى باسم مَلِك الأملاك".

خ-ع-و

الخَوْع: منعرَج في الوادي، والجمع أخواع. والخَوْع أيضاً: بطن في الأرض غامض. والخَوْع أيضاً: موضع معروف. والخَوْع أيضاً: جبل معروف أبيض، وقال قوم: بل كل جبل خَوْعٌ. وأنشد:

ما بال جاري دمعِك المهلِّـلِ

من رسم أطلالٍ بذات الحَرْمَلِ

بادَتْ وأُخرى أمس لم تحَـوَّلِ

كالخَوْعٍ بين عُفْرَةِ المجـزَّلِ

والخُواع شبيه بالنَّخير أو الشخير سمعتُ له خواعاً، أي صوتاً يرددَّه في صدره.

خ-ع-ه

أُهملت وكذلك حالهما مع الياء.

باب الخاء والغين

أُهملت وجوه الخاء والغين مع سائر الحروف.

?باب الخاء والفاء

مع ما بعدهما من الحروف

خ-ف-ق

خَفَقَ النجمُ يخفِق خفوقاً، إذا أضاء وتلألأ. ويقال: خَفَقَ القمرُ والنجمُ، إذا انحطّا في المغرب. وخفَق السَّرابُ خَفْقاً، إذا اضطرب. فأما قول رؤبة:

وقاتمِ الأعماقِ خاوي المخترَقْ

مشتبِهِ الأعلام لَمّاعِ الخَـفَـقْ

فإنما حرَّكه اضطراراً كما حرَّك زهير "الحَشَك"، وهو الحَشْك بالسكون.
وخَفَقَ القلبُ خَفَقاناً. وفرس خَيْفَق، وهو السريع، الياء زائدة، وأكثر ما يوصف به الإناث. وخَفَقَ الرجلُ خَفْقَة، إذا نعس نعسةً ثم انتبه. وبلد خفّاق: يخفق فيه الآل. وامرأة خفّاقة الحَشَى، إذا كانت خميصةَ البطن. قال:

هانَ على ذات الحَشَى الخَفّاقِ

ما لَقِيتْ نفسي من الإشفاقِ

والمَخْفِق: البلد الذي يخفِق فيه السراب. والمِخْفَق: السيف. وخَفَقَه بالسيف، إذا ضربه به. والخوافق: الرّايات. وريح خفّاقة: سريعة المرور. والخافقان: قَطْرُ الهواءِ، هواء الجوّ. وأَخْفَقَ الرجلُ، إذا طلب حاجة فلم ينجح أو غزا فلم يغنم. والخَفّاقة: الدُّبر، وتسمَّى عفّاقة أيضاً.
وقَفَخْتُ الشيءَ أقفَخه قَفْخاً، إذا هَضَضْتَه حتى ينشدخ، ولا يكون القَفْخُ إلاّ ضَرْبَ شيء يابس على شيء يابس. قال الراجز:

والنبل تَهْوي خَطَاً وحَبْضا

قَفْخاً على الهام وبَجًّا وخضْا

وقالوا: فَقَخْت فقلبوا والمعنيان سواء.
وأهل اليمن يسمّون الصَّفْع القَفْخ، كما يسمّيه أهل مكة الفَشْخ.

خ-ف-ك

أُهملت.

خ-ف-ل

الخُلْف من قولهم: وعدني فأخلفني إخلافاً، والخُلْف الاسم، والإخلاف المصدر. قال قيس بن الخطيم الأويسي:

فيهم لَعوبُ العِشاءِ آنسةُ الدَّ

 

لِّ عَروبٌ يسوءُها الخُلْفُ

ويقال: أخلفت فلاناً: وجدتُ منه خُلْفاً. قال الأعشى:

أثْوَى وقـصَّـر لـيلةً لـيزوَّدا

 

ومضى وأَخلَفَ من قتيلةَ مَوْعِدا

أي أصاب مَوعدها خُلْفاً. وأخلفَ الطائر، إذا ألقى ريشاً. وفلان خَلَفٌ صالحٌ وخَلْفُ سَوءٍ هكذا يقول بعض أهل اللغة. وفي التنزيل: "فخَلَفَ مِن بعدهم خَلْفٌ". قال لبيد:

ذَهَبَ الذين يُعاش في أكنافهـم

 

وبقيتُ في خَلْفٍ كجِلْدِ الأَجْرَبِ

وفأسٌ ذات خِلْفَيْن، إذا كان لها رأسان. والخَلْف: الرَّديء من الكلام. ومثل من الأمثال: "سَكَتَ ألفاً ونَطقَ خَلْفاً". معناه: سكت ألف سكتة ثم نطق بهذا يقال ذلك للرجل يطيل الصَّمت فإذا تكلّم تكلّم بخطأ. وخَلَفَ فلان فلاناً في أهله، إذا قام بمؤونتهم. وخَلَفَ فلان على فلانة، إذا تزوّجها. وخَلَفَ اللهّ عليك بخير وخَلَفَ لك بخير وخَلَفَ اللهّ عليك خيراً، إذا عزَّيته عن أب أو أخ. وأخلف اللّه لك مالَكَ إخلافاً وخَلَفَه، وقال بعض أهل اللغة: لا يقال إلا أَخلَفَ الله عليك مالكَ. وهم أخلاف صِدْقٍ وأخلاف سَوْءٍ هكذا قال أبو زيد. وهم الخُلوف: الجماعة الخَلَف، وهم القوم يَخْلُفون من كان قبلهم، وكذلك القرون. وفلان خالفة من الخوالف، إذا كان لا خيرَ عنده. وما أَبيَنَ الخَلافةَ فيه، أي الحُمْق. وجاء فلان خَلْف فلان وخِلافَ فلان، إذا جاء بعده. وقد قُرىء: "لا يَلْبَثون خَلْفَك" وخِلافك.
وخالفني الرجلُ مخالفةً وخِلافاً. والخَلْف: المِرْبَد يكون وراء بيوت القوم شبية بالفضاء يرتفقون به. قال الشاعر:

وجِيئا من الباب المُجاف تواتـراً

 

وإن تَقْعُدا بالخَلْف فالخَلْفُ أَوسَعُ

والخِلاف: شجر معروف. والخالفة: العمود المؤخر من عُمُد الخِباء.
وأَخْلَفَ فلان يدَه إلى السيف، إذا عطفها ليستلَّه. والخَليف: الطريق في رَمل أو في غِلَظ من الأرض. قال الهذلي:

فلمّا جَزَمْتُ به قِرْبَتـي

 

تيمَّمتُ أَطْرِقَةً أو خَليفا

ويقال: إلْزَمْ المَخْلَفَةَ الوسطى، أي الطريق الأوسط. وقال أبو ذؤيب:

تؤمَّلُ أن تلاقيَ أُمَّ وَهْـبٍ

 

بمَخْلَفَةٍ إذا اجتمعتْ ثَقيفُ

وحيُّ خَلوف، إذا غزا الرجالُ وبقي النساء. وخَلَفَ فُوه خُلوفة وخُلوفاً، إذا تغيَّر من صوم أو مرض. وفي الحديث: "لَخلُوف فم الصّائم أطيبُ عند الله من رائحة المِسْكِ الأذْفَر". والمخاليف: مخاليف اليمن، وهي رَساتيقها، الواحد مِخْلاف. ورجل مِخْلاف، إذا كان كثير الخُلْف. والخِلافة: معروفة خَلَفَ فلانَ فلاناً فهو خليفة له، والجمع خُلَفاء، وهو خَليف له أيضاً، والاسم الخِلافة. والجمع من خَليفة خَلائف ومن خَليف خلَفاء. والخِلَّيفَى: الخِلافة. قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: "لولا الخِلِّيفَى لأذّنتُ". والخِلْف: الواحد من أخلاف الناقة، وهو ما قبض عليه الحالب من ضَرعها. والخِلْفَة: نبت ينبت بعد نبت، وكذلك خِلْفَة الشجر: ثمر يطلع بعد الثمر الكثير. قال يزيد بن معاوية:

ولها بالماطِـرُونَ إذا

 

أَكَل النمْلُ الذي جَمَعا

خِلْفَةٌ حتى إذا ارتَبَعَتْ

 

سَكَنتْ من جِلَّقٍ بِيَعا

فأما قول زهير:

بها العِينُ والأرامُ يَمشين خِلْـفَةً

 

وأطلاؤها ينهضنَ من كل مَجْثَمِ

فإنهم قالوا: فَوْجاً بعد فَوْج واحداً بعد واحد، وقال قوم: بل يذهبون ويجيئون. واختلف الرجل في المشي اختلافاً، والاسم الخِلْفَة، وذلك إذا كان به بَطَن. وخَلَفَ اللبن خُلوفاً، إذا حَمُضَ ثم أُطيل إنقاعه حتى يفسد.
وخَلَفَتْ نفسه عن الشيء من طعام وغيره فهي تخلُف خُلوفاً، إذا أضربت عنه، ولا يكون ذلك إلاّ من مرض. ويقال لكل شيء كان بدلاً من شيء خِلْفة. قال الله جلّ وعزّ: "وهو الذي جعل الليل والنهار خِلْفَةً". وأخلفتُ القومَ، إذا استقيت لهم. والمُخْلِف: المستقي أخلف فلان على غنمه، إذا استقى لها، واستخلف عليها أيضاً، إذا استقى لها. ويقال للجمل بعد بزوله بعام أو عامين: مُخْلِف، ثم ليس له اسم بعد الإخلاف، ولكن يقال: مُخْلِفُ عام ومُخْلِفُ عامين، كما يقال بازلُ عام وبازل عامين، وكما يقال في الخيل قارح سنة وسنتين. قال أبو جهل لعنه الله:

ما تَنْقِمُ الحربُ العَوانُ مني

مُخْلِفُ عامين حديث سِنّي

ويقال: خَلَّفَ فلان فلاناً، إذا جعله في آخر الناس ولم يقدّمه. ويقال: استَبَقَ الفرسانُ فسبقتِ الشَّقراءُ الدَّهماءَ إذا لقيتها خلفها. ويقال: أخْلِفْ عن بعيرك، إذا أمره أن ينحَّيَ الحَقَب عن الثِّيل، وهو غلاف قضيب الجمل. ويقال: أَبْل وأَخْلِف، أي عِشْ فخلِّق ثيابَك ثم استبدِل. وقال أبو زيد: يقال: اختلف فلان صاحبَه اختلافاً، والاسم الخِلْفَة، وذلك أن يباصره حتى إذا غاب عن أهله جاء فدخل عليه فتلك الخِلْفَة. وأصابت فلاناً خِلْفَة، أي إسهال. وقد سمَّت العرب خَلَفاً وخُلَيْفاً وخليفة. وفي فلان خِلْفَة، أي مخالف لما أمرته. ومن أمثالهم: "أَخلَفُ من بول الجمل". وضِلْع الخِلْف: هي التي تلي القُصَيْرَى. ويقال: أعطاه الشاكلة بضِلْع الخِلْفِ، إذا أعطاه الضلع الخفيف الذي في مؤخِّر الجنب.
وتفخَّل الرجلُ، إذا أظهر الوَقار والحِلْم. يقال: تفخَّل أيضاً، إذا تهيّأ ولبس أحسن ثيابه وتزيَّن.
واللَّخْفَة، والجمع اللخاف، وهي حجارة رقاق.

خ-ف-م

الفَخْم من الرجال: الكثير لحم الوجنتين، وفي وجهه فَخامة. وتقول العرب: أجمل النساء الفَخْمَة الأسيلة، يريدون أنها واسعة الخدَّين سهلتهما. وهذا منطق فَخْمٌ، للجَزْل.

خ-ف-ن

الخَنَف من قولهم: خَنَفَ الفَرسُ يخنِف خَنَفاً وخِنافاً وهو خانف وخَنوف، إذا عطف بوجهه إلى فارسه في عَدْوه. وخَنَفَ الرجلُ بأنفه، إذا تكبّر. وبه سُمِّي الرجل مِخْنَفاً. وخَنَفَ البعير بيده في سيره خِنافاً، إذا أمالها إلى وحشيّه. قال الأعشى:

أجَدَّتْ برجليها النَّجاءَ وراجعتْ

 

يداها خِناقاً ليّناً غـيرَ أَحـرَدا

والخَنيف: ضرب من الثياب الكَتان غلاظ خَشِنة نحو الخَيْش، والجمع الخُنُف. وجاء في الحديث: "تقطعت عنا الخُنُف وأحرقَ بطونَنا التمرُ" الخُنُف: جمع خَنيف. وخَنَفْتُ الأُتْرُجَ وما أشبهه بالسكين، إذا قطعته، والقطعة منها خَنَفَة.
والنَّخْف من قولهم: نَخَفَتِ العَنْزُ تنخَف نَخْفاً، هو النفخ من أنفها. وقال قوم: هو شبيه بالعُطاس، وبه سمِّي الرجل نَخْفاً.
والنَّفْخ نحو نفخ الهرَّة والحيُّة. ونَفَخَ الإنسانُ بفيه. والنَّفْخ: نَفْخُك النارَ بالمِنفاخ وغيرِه. وبالدابّة نَفَخ، وهي ريح تنتفخ منها أرساغُه فإذا مشت انفشَّت.
وتفنَّخ الرجلُ، إذا لم يُطِقْ حَراكاً من إعياءة وفَنَخْتُه وفَنَّخْنُه بمعنى واحد.

خ-و-ف

خَفا البرقُ يخفو خفْواً وخُفُوًّا، إذا لمع لمعاناً خفيّاً.
والخَوف: ضدّ الأمن خاف يخاف خوفاً. وخَواف: موضع.
وفاخَ الرجلُ يفوخ ويفيخ وأفاخ يُفيخ، إذا خرجت منه ريح.
ووَخَفْتُ السَّويقَ وأوخفته إيخافاً، وكذلك الخِطْميّ وما أشبهه، إذا صببت فيه الماء فهو موخوف ووخيف ومُوخَف. والوَخيفة: دقيق أو سويق يُبْرَق بزيت ويُصبّ عليه الماء ويُشرب. والوَخْفة: شبيهة بالخريطة من أدم.

خ-ف-ه

أُهملت.

خ-ف-ي

الخَفْي: مصدر خَفَيْتُ الشيءَ واستخرجته. قال الشاعر:

يَخفي الترابَ بأظلافٍ ثمانـيةٍ

 

في أربعٍ مَسَّهُنُّ الأرضَ تحليلُ

وأخفيته، إذا سترته.

والخَيْف: ارتفاع وهبوط في سفح الجبل أو غِلَظ. وكل لونين اجتمعا في شيء فهو أخيَفُ والفرس أَخْيَفُ والأنثى خَيْفاء، إذا كانت إحدى عينيه كحلاء والأخرى زرقاء، والاسم الخَيَف. وسُمِّيت الجَرادة خَيفانة، إذا صار فيها لونان: صُفرة وسواد. وخَيْف مِنىً: معروف. والخَيْف: جِلد الضَّرع يقال: ناقة خَيْفاء، إذا كانت ضخمة الخَيْف. وبعير أخْيَفُ، إذا كان واسع الثِّيل. وأنشد لأبي محمد الفَقْعَسي:

صَوّى لها ذا كِدْنَة جلْذِيّا

أَخيَفَ كانت أمُّه صَفِيّا

والأخياف: القوم من أب واحد وأُمّهات شتَّى. وقال قوم: بل الأخياف: المختلفون في أخلاقهم وأشكالهم. قال الراجز:

الناس أخيافٌ وشتَى في الشَّيَمْ

وكلُّهم يجمعه بيتُ الأَدمْ

قال أبو بكر: معنى قوله بيت الأدم قال قوم: أديم الأرض يجمعهم، وقال آخرون: بيت الحَذّاء الذي فيه من كل جلد قطعة، أي هم مختلفون. والخِيفة: مثل الخوف، والجمع خِيف. قال الشاعر:

فلا تَـقْـعُـدَنَّ عـلـى زَخَّةٍ

 

وُتضْمِرَ في القلب وَجْداً وَخِيفا

والفَيْخ: مصدر فاخ يفيخ. وفي الحديث: "كل بائلة تَفيخ"، أي تخرج منها ريح. والفَيْخَة: السكُرُّجة.

باب الخاء والقاف

مع ما بعدهما من الحروف

خ-ق-ك

أُهملت.

خ-ق-ل

الخَلْق: مصدر خَلق الله الخلقَ يخلُقهم خَلْقاً، ثم سمَّوا بالمصدر. والخُلْق: خُلْق الإنسان الذي طُبع عليه. وفلان حسن الخُلُق والخلْق وكريم الخَليقة، والجمع الخلائق والخَلْق أيضاً يسمَّون الخليقة، والجمع خلائق أيضاً. وخلَّقتُ الحبلَ والوتر وغيرهما تخليقاً، إذا ملّسته. قال الشاعر:

خلَّقتُه حتى إذا تمّ واستوى

 

كمُخَّةِ ساقٍ أو كمَتْنِ إمامِ

وصخرة خَلْقاء: مَلْساء، وجبل أَخْلَقُ كذلك. قال ابن أحمرَ:

في رأس خَلْقاءَ من عنقاءَ مُشْرِفَةٍ

 

لا ينبغي دونَها سَهْلٌ ولا جَـبَـلُ

قال أبو بكر: قوله لا ينبغي، أي لا يصلح. وقال أبو عُبيدة في قوله جل وعزّ: "وما ينبغي للرحمن أن يتَّخذ ولداً"، أي لا يصلح، واللّه أعلم.
وأَخلَقَ الثوبُ إخلاقَاً وخَلُقَ خلوقةً وخلوقاً فهو خَلَق. وفلان لا خَلاقَ له، أي لا نصيبَ له في الخير. وجمع الثوب الخَلَق خلْقان وأخلاق، وقالوا: ثوب أخلاق للواحد فوصفوه بصفة الجمع، كما قالوا حبل أرماث ونحو ذلك. قال الراجز:

جاء الشتاءُ وقميصي أَخْلاقْ

شَراذمٌ يضحكُ منه التَوّاقْ

واختلق فلان كلاماً، إذا زوّره، وكذلك اخترقه. وفي التنزيل: "وتخلُقون إفْكا"، وفيه: "وخَرَقوا له بنينَ وبناتٍ". والخليقة: نَقْر في صخرة يجتمع فيه ماءُ السماء، والجمع خَلائق. والخليقاء من الفرس كموضع العِرْنين من الإنسان، وهو بين عينيه. وضربه على خَلْقاء متنه، أي على صفحته.
والخَلاق: النَّصيب. وخَلَقْتُ الشيءَ، إذا قدَّرته. وأنشد:

ولأنتَ تَفْري ما خلقتَ وبَعْ

 

ضُ القوم يَخْلُقُ ثمّ لا يَفْري

أي لا يقطع. وقال أبو حاتم عن الرِّزاحي: الخُلَّق: المرأة الرتْقاء. وأنشد:

أتـانـيَ أنّ طـيْبةَ خُــلَّـــقٌ

 

يَجوبُ الصَّفا الصَّلاّنَ من لا يجوبُها

وقَلَخَ البعير ُيقلَخ قَلْخاً، إذا هدر فردَّد هديرَه في غَلْصَمَته. قال الراجز:

صَيْدٌ تَسامَى وفُحولٌ قُلّخٌ

وقد سمَّت العرب قُلاخاً. وقُلاخ بن حزن: أحد رجّاز العرب.

خ-ق-م

الخَمْق: الأخذ في خِفية، ولا أحسبه عربياً صحيحاً. ويقال: مَخِقَتْ عينه، إذا اعورَّت وانخسفت، وعَوِرَت أيضاً، كلٌّ يقال ومثله بَخِقت عينُه، والميم أخت الباء تُبدل منها.

خ-ق-ن

الخَنِق: مصدر خنَقه يخنُقه خَنِقاً، بكسر النون، ولا يقال: خَنْقاً. والمخنَّق: الحَلْق يقال: أخذ منه بالمخنَّق، إذا كَرَبَه. وكل شيء خَنَقْتَ به من حبل أو وتر فهو خِناق. والمِخْنَقَة: قِلادة تطيف بالعنق ضيّقة. والخانق: شِعْب ضيّق في أعلى الجبل، والجمع خوانق. وأهل اليمن يسمّون الزِّقاق خانقاً.
والخُنَاق: داء يأخذ في الحلق. والمِخْنَقَة: قِلادة من قِدّ تُتخذ للكلاب.
ونَقخْتُ المُخَّ من العظم أنقَخه نقخاً وانتقختُه انتقاخاً، إذا استخرجته منه. قال الراجز:

لِهامِهِمْ أَرُضُّهُ وأنْقَخُ

والنُّقاخ: الماء الصافي العذب.

خ-ق-و

أرض خَوْقاء: واسعة، وموضع أَخْوَقُ بَيِّنُ الخَوَق، والجمع خُوق.
والقَوْخ: مصدر قاخَ جوفُ الإنسان، إذا فسد من داء، وكذلك قخا، زعموا.

ج-ق-ه

لها مواضع في الاعتلال تراها إن شاء الله تعالى.

خ-ق-ي

قد مرَّ ذكر ما فيه، ولها مواضع في الاعتلال نراها إن شاء الله.

باب الخاء والكاف

مع ما بعدهما من الحروف

خ-ك-ل

أُهملت.

خ-ك-م

كَمَخَه باللَّجام وكَمَحَه وكَبَحه بمعنى واحد. والكَمْخ أيضاً من قولهم: كَمَخَ البعيرُ بسَلْحه، إذا أخرجه رقيقاً. وذكر بعضُ أهل اللغة أن أعرابياً قُرِّبَ إليه خبز وكامَخ فلم يعرفه، فقيل له: هذا كامَخ، فقال: قد علمتُ، ولكن أيُّكم كَمَخَ به?

خ-ك-ن

النَّكْخ، زعموا، لغة يمانية يقال: نَكَخَه في حلقه، إذا لَهَزَ.

خ-ك-و

أُهملت وكذلك حالهما مع الهاء والياء.

باب الخاء واللام

مع ما بعدهما من الحروف

خ-ل-م

الخِلْم: الصديق والصَّفيّ، يقال: فلان خِلْمي، والجمع أخلام. قال الشاعر:

في باحة العِزِّ من أخلامِ يَعْفُورِ

يَعْفُور: اسم رجل.
والخَمْل: نحوُ خَمْل القطيفة وما أشبهها، وهو أعظم من الزِّئبر وأطول، والجمع أخمال. وتسمَّى القطيفة: الخميلة. والأرض ذات الشجر تسمَّى خَميلةً، إذا كانت سهلة. وقال آخرون: بل الخميلة الرَّوضة التي فيها شجر فإذا لم يكن فيها شجر فهي جَلْحاء. والخُمال: داء يصيب الإبل في صدورها وأعضادها. قال الأعشى:

لم تُعَطَّفْ على حُوارٍ ولم يَقْ

 

طَعْ عُبَيْدٌ عُروقَها من خُمالِ

عُبَيْد: اسم بَيطار. ورجل خامل: بَيَّن الخمولة والخُمول، وهو ضدّ النّبيه والنابه يقال: رجل نابه ونبيه، ورجل خامل ونابه. وثوبٌ مُخْمَلٌ، إذا كان له خَمْل. وخمَّلت البُسْر، إذا وضعته في جَرّ أو نحوه حتى يلين، والبُسْر مخَمَّل. وبنو خُمالة: بطن من العرب، أحسبهم من قيس.
واللُّخْم: سمكة من سمك البحر عظيمة، عربي معروف، وتسمّى بالفارسية الكَوْسَج. ولَخْم: قبيلة من العرب، واشتقاق أصله من قولهم: لَخمَ الرجلُ، إذا كثر لحم وجهه وغلُظ، وهذا فعل مُمات لا يكادون يتكلمون به.
والمَلْخ: انتزاعك اللحم عن الجلد إذا نضج. امتلختُ اللحم من الجلد، إذا انتزعته، وامتلخت الرُّطَبَة من قشرها، ومرَّ الرجلُ برمحه وهو مركوز فامتلخه. وللمليخ في كلامهم موضعان، يقال: حُوارٌ مَليخ، إذا نُحر ساعةَ يقع من بطن أمه فيكون مليخاً لا طعم له، يقال: مَليخ بَيِّنُ الملاخة والمُلوخة. قال الشاعر:

وأنتَ مَليخٌ كلحمِ الحُـوارِ

 

فلا أنتَ حلوٌ ولا أنتَ مُرّْ

ويقال: فَحْل مليخٌ، إذا جَفَرَ عن الضراب مَلَخَ يملَخ مَلْخاً ومُلوخاً ومَلاخةً، فهو مالخ ومَليخ. ومَلَخَ فلان في الباطل مَلْخاً، إذا انهمك فيه. وفي كلام الحَسَن: يَمْلَخ في الباطل مَلْخاً كأنه يَلَجُ فيه.

خ-ل-ن

اللَّخَن: نَتْن يكون في أرفاغ الإنسان، وأكثر ما يكون ذلك في السُّودان. يقال: لَخِنَ يلخَن لَخَناً، والرجل أَلْخَن والمرأة لَخْناء، وأَصل هذا من المسك إذا أُلقي في الدَّباغ قبل أن يستحكم. يقال: أديم أَلْخَنُ، إذا تغيرت رائحتُه. قال الراجز:

فاللؤمُ غاياتُ اللِّئامِ المُجَّـنِ

والسَّبُّ تخريق الأديم الألْخَنِ

قال أبو حاتم: قيل للأصمعي: الأَلْخَن إذا مُسَّ تخرق وتقطَع، فكيف لم يقل الأديم الجَلد فقال: إن السَّبَّ هو الذي لخنَ الأديمَ وهو الذي خرقَه، ومثله:

والشوقُ شاجٍ للعيون الخُذَّلِ

والشَّوق الذي شجاها وهو الذي خذلها.

والنخل: معروف، يذكَّر ويؤنَّث، وقد جاءا جميعاً في التنزيل، قال الله جلّ وعزّ: "كأنَّهم أعجازُ نَخْلٍ خاويةٍ"، وقال: "أعجازُ نَخلٍ منقعِرٍ". والنَّخْل: مصدر نَخَلْت الدقيقَ وغيرَه أنخُله نَخْلاً، وما سقط منه فهو نُخالة ونُخال. وانتخلت الشيءَ، إذا اخترته، وتنخَّلته أيضاً. وبه سُمَّي الرجل منخلاً ومتنخلاً. وفلان نخيلة نفسي، أي تنخّلتُه واخترتُه. والنَّخيلة: الشيء المتنَخل. والنُّخَيْلَة: موضع. وبَطْن نَخْل: موضع. ونَخْلَة: موضع قريب من مكَّة. ونَخْلَة اليمانية والشاميّة: موضعان معروفان. وبنو نَخْلان: بطن من ذي الكَلاع.

خ-ل-و

رجل خِلْوٌ من كذا وكذا، إذا كان متخلِّياً عنه، والجميع أخْلاء.وبنو خَلاوة: بطن من العرب. واللَّخْو: مصدر لَخِيَ الرجلُ يَلْخى لَخْواً، وهو أن يكون أحد شِقَي بطنه مسترخياً. وقالوا: لَخِيَ يَلْخَى لَخْياً، ولَخا يلخو لَخْواً.
والوَلْخ: الضَّرب بباطن اليد وَلَخَه يلِخه وَلْخاً.
والخَوَل: حَشَم الرجل الذين يستخولهم، والخَوَل جمعٌ لا واحد له من لفظه. يقال: استخول فلان بني فلان، إذا اتخذهم خَوَلاً، واستخولهم إذا اتخذهم أخوالاً. وقد سمَّت العرب خَوْليُّا. وخوْلان: قبيلة منهم. وخَوْلَة: اسم امرأة. وتفرَّق القومُ أَخْوَلَ أَخْوَل، وهو مأخوذ من شَرر الحديد إذا ضربه القَيْن فتفرق. قال الشاعر:

يساقطُ عنه رَوْقُه ضارياتِهـا

 

سِقاطَ حديدِ القَيْنِ أَخْوَلَ أخْوَلا

والخُوَيْلاء: موضع. وخوَّله الله مالاً وغيرَه، أي ملَّكه.

خ-ل-ه

أُهملت إلاّ في قولهم: فلان خُلتي، وهذه هاء التأنيث.

خ-ل-ي

رجاد خَلِيّ، وهو ضدّ الشَّجِيّ.
والخَيْل: جمع لا واحد له من لفظه. وتُجمع الخيلُ خيولاً.
والخُيَلاء: التكبّر في المشي، ولا يكون ذلك إلا مع سحب إزار وفي الحديث: "من سَحَبَ إزارَه من الخيَلاء لم ينظر الله إليه". والخَيال: معروف.

باب الخاء والميم

مع ما بعدهما من الحروف

خ-م-ن

ليس للخاء والميم والنون أصل في العربية إلاّ النُّخامة، وهي النُّخاعة.
ويقال: نَخَمَ ينخُم نَخْماً، إذا تنخَّع. وسمعتُ نَخْمَةَ الرجل ونَحْمَتَه، إذا سمعتَ حِسَّه. وفي الحديث أن النبىّ صلَى الله عليه وآله وسلَّم قال: "دخلتُ الجنَّةَ فسمعتُ نَحْمِّة فلان"، فسُمَّي ذلك الرجل: النّحّام. وفي الحديث أن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم لما حَصَّبَ المسجدَ قال: "إنه أكْفَرُ للنُّخامة"، أي يغطيّ. البُصاقَ ونحوَه.
والمَخْن من قولهم: رجل مَخْن: طويل. وقد قالوا: مَخِنٌ ومَخْنٌ في موضع الطول مَخَن يمخُن مخوناً. ويقال: مخنتُ الأديمَ وغيرَه، إذا مرَّنته حتى يلين، وكذلك مخنتُه، بالحاء والخاء جميعاً. وطريق ممخَّن، وممحَّن، إذا وُطىء حتى يسهل.
فأما قول الناس: خمَّنتُ كذا وكذا تخميناً، إذا حزره، فأحسبه مولَّداً. وخَمّان البيت: ما فيه من مَتاع أو قُماش. وخَمّان المَتاع: رديئه. وخَمّان الناس: خُشارتهم.

خ-م-و

رجل وَخْمٌ ووَخِمٌ بَيِّن الوَخامهّ والوخومة، إذا كان ثقيلاً وقالوا: بَيِّينُ الوُخوم. ووَخمَ يَوْخَم. وجمع وَخْم وِخام وأوخام. واستوخمتُ هذا الطعام، إذا استثقلته. ومرعى وَخيم، إذا كان لا ينجِع في الماشية.

خ-م-ه

أُهملت.

خ-م-ي

خَيْم: جبل معروف. وخِيم أيضاً: جبل. وذو خَيْم: موضعِ. والخِيَم جمع خيمة في أدنى العدد، وقالوا: خِيام وخَيْم. وخِيمُ الرجل: غريزته، فارسي معرَّب يقال: رجل حسن الخِيم. وخامَ عن الشيء يَخيم خيماً، إذا حاد عنه. وخَيَّمَ بالمكان، إذا أقام به.

باب الخاء والنون

مع ما بعدهما من الحروف

خ-ن-و

الخَوْن: مصدر خان يخون خوناً وخِيانة. فأما الخِوان فهو أعجمي معرَّب. وخُوَان: اسم من أسماء الأيام في الجاهلية يومُ خُوان.
ونُخِيَ الرجلُ فهو مَنْخُوّ، والاسم النَّخْوَة، كما قالوا: زُهِيَ فهو مَزْهُوّ، والاسم، الزَّهْو.

خ-ن-ه

النَّخة التي جاءت في الحديث: "ليس في النخَّة صَدَقَةٌ" اختلفوا فيه فقال قوم: البقر العوامل، وقال آخرون: بل النَّخَّة دينار كان يأخذه المصدِّق بعد فَراغه من الصُّدقَة. والحديث لا يدلّ على ذا لأنه قال: ليس فيها صَدَقَة، ولا يكون أن يقول: ليس في الدينار صَدَقَة.
ويقال: وطىء فلان مَخَنَّةَ بني فلان، أي دارَهم، ولهذا موضع في الرباعيّ تراه إن شاء الله تعالى.

خ-ن-ي

أُهملت.

باب الخاء والواو

وما بعدهما من الحروف

خ-و-ه

أُهملت.

خ-و-ي

خَيْوان: موضع.
وخَوَّى البعيرُ، إذا فَحَصَ الأرض وبرك بيديه ورجليه وكِرْكِرَتِه. وأنشد:

خوَّى على مستوِياتٍ خَمْسِ

كِرْكِرَةٍ وثَفِنـاتٍ مُـلْـسِ

فأما خوّ فقد مرّ ذِكره.
انقضى حرف الخاء، وصلّى الله على نبيّه محمد وآله وصحبه أجمعين وسلّم.
\\//حرف الدال

في الثلاثي الصحيح وما تشعب منه

باب الدال والذال

وما بعدهما من الحروف

د-ذ-ر

أُهملت وكذلك حالهما مع الزاي والسين والشين والصاد والضاد والطاء والعين والغين والفاء والقاف والكاف واللام والميم والنون.

د-ذ-و

ذادَه يَذوده ذَوْداً، إذا منعه، فهو ذائد. والذَّوْد من الإبل: ما بين الثلاث الى العشر. ومثل من أمثالهم: "الذَّودُ الى الذّود إبِلُ".

د-ذ-ه

أُهملت وكذلك حالهما مع الياء، وهذا تراه في المعتلّ إن شاء الله تعالى.

باب الدال والراء

وما بعدهما من الحروف

د-ر-ز

يقال: زَرَدَه يزدِده ويزرُده زَرْداً، إذا عصر حلقَه، وأصله من ازدردت اللقمةَ إذا ابتلعتها. ويسمّى الحَلْق المزرَّد والمِزْرَد أيضاً. والزِّراد: خيط يُخنق به البعير لئلاّ يَدْسَع جِرَّتَه فيملأ راكبَه. والزَّرْد والسَّرْد واحد، من سَرْد الدِّرع، وهو تداخل الحَلْق بعضِها في بعض. فأما الدَّرْز فمعرَّب لا أصل له في كلامهم.

د-ر-س

دَرَسَ المنزلُ وغيرُه يدرِس، وقالوا بالفتح وهو قليل، وبالضمّ قد قيل وهو كثير، دروساً، فهو دارس. ودَرَسْتُ القرآنَ وما أشبهه أدرُسه درساً. ودَرَسَ البعيرُ وغيرُه يدرَِس، إذا ابتدأ فيه الجَرَب. قال الراجز:

كأنّ إمْبـيّاً بـه مـن أمْـسِ

يَصفَرُّ اصـفـرارَ الـوَرْسِ

من الأذى ومن قِراف الدَّرْسِ

ويروى: من عَرَقِ النَّضح عصيمُ الدَّرْسِ. العَصيم: باقي القَطِران وباقي الحنّاء في اليد. والمِدْراس: الموضع الذي يُدرس فيه القرآن وغيرُه. ودَرَسَتِ الجاريةُ، إذا حاضت في بعض اللغات. قال أبو بكر: لا أعرف المصدر فيه. وأهل الشام يقولون: دَرَسْتُ الطعامَ في معنى دُسْتُه؛ هكذا قال أبو حاتم وأبو محمد عبد الرحمن عن عمه، وأنشد يصف بُرّاً:

سمراءَ ممّا درس ابنُ مِخْراقْ

يعني الحنطة. والدَّرْس والدَّريس: الثوب الخَلَق. قال الراجز:

لم تَرْوَ حتى بلَّت الدَّريسا

وملأت مَرْكُوَّها رُؤوسا

المَرْكُوّ: الحوض الصغير الذي تُسقى فيه الإبل؛ يقول: ملأته برؤوسها لمّا دَلَّتْها فيه. وجميع دَريس دِرْسان، ويسمّى في بعض اللغات دِرْساً، بكسر الدال. والدَّسْر: الدفع الشديد؛ دَسَرَه يدسِره ويدسُره دَسْراً، وبذلك سُمّي مسمار الحديد دِساراً، والجمع دُسُر. وكل شيء سمَّرته فقد دَسَرْتَه. وكذلك فُسِّر في التنزيل، والله أعلم: "وحَملناه على ذات ألواحٍ ودُسُرٍ"، الألواح: ألواح السفينة، والدُّسُر: المسامير المضروبة فيها. والرَّدْس أن تضرب حجراً بحجر أو صخرةً بصخرة حتى تكسرها؛ رَدَسْتُ الحجر بالحجر أردُسه وأردِسه رَدْساً. ومنه اشتقاق اسم مِرْداس، وهو مِفْعال من ذلك. والسَّدْر من قولهم؛ سَدَرْتُ السِّتر وسَدَلْتُه أسدِره وأسدُره سَدْراً، إذا أرخيته، فهو مسدور ومسدول ومنسدر ومنسدل. وشَعَر منسدِر ومنسدِل: مسترسل طويل. والسِّدار: شبيه بالخِدْر أو الكِلّة يُعرض في الخِباء. والسَّدَر: ظلمة تغشى العين؛ سَدِرَ الرجلُ يسدَر سَدَراً. وأتى فلانٌ أمرَه سادِراً، إذا جاءه من غير وجهه. والسِّدْر: شجر النَّبِق، ويُجمع سِدْراً وسِدَراً وسُدوراً، الواحدة سِدْرَة. والأسْدَران: عِرْقان في العينين، فأما قولهم: جاء فلان يضرب أسْدَرَيْه وأزْدَرَيْه وأصْدَرَيْه فليس من العِرقين إنما هو مثلٌ يُضرب للفارغ الذي لا عملَ له، وهي زاي قُلبت سيناً. والسَّدير: موضع معروف بالحيرة كان المنذر الأكبر اتّخذه لبعض ملوك العجم. قال أبو حاتم: سمعتُ أبا عُبيدة يقول: هو السِّدِلَّى فأُعرب فقيل: سَدير. وقد قالوا: السدير: النَّهر أيضاً. والسُّدَّر: لعبة لهم. والسَّرْد: النَّظْم، والخَرَز أيضاً مسرود إذا نُظم. وكل شيء وصلت بعضه ببعض فقد سَرَدْتَه سرداً؛ ومن هذا قولهم: سَرَدَ القرآنَ يسرُده سَرْداً، إذا قرأه حَدْراً. والمِسْرَد: المِخْرَز. قال طرفة:

كأنّ جناحَيْ مَضْرَحيٍّ تكنّـفـا

 

خِفافَيْه شُكّا في العَسيب بمِسْرَدِ

المَضْرَحيّ: النّسر؛ وقوله: حفافيه، أي ناحيتيه. وقيل لأعرابي: أتعرف الأشهرَ الحُرُم? فقال: نعم، واحدٌ فَرْد وثلاثةٌ سَرد؛ يعني بالفرد رَجَباً، والثلاثة المتّصلة يعني بها ذا القَعدة وذا الحِجّة والمحرّم. وبنو سارِدة: بطن من الأنصار.

د-ر-ش

شرَّد فلانٌ فلاناً تشريداً، إذا طرده؛ وشرّد به تشريداً، إذا سمَّع الناسَ بعيوبه؛ هكذا قال أبو عبيدة، وأنشد:

أُطَوِّفُ بالأباطح كـلَّ يوم

 

مَخافَةَ أن يشرِّدَ بي حَكيمُ

أي يسمِّع بي الناس، وحَكيم هذا رجل من بني سُلَيْم كانت قريش قد ولّته الأخذ على أيدي السفهاء. وفلان طَريد شَريد. وشَرَدَ البعيرُ يشرُد شِراداً وشُروداً فهو شارِد وشَرود، إذا ذهب على وجهه نافراً. وقَوافٍ شوارد، أي تشرُد في البلاد كما يشرُ البعير. فأما الدَّرْش فلا أحسبه عربياً صحيحاً؛ هو فارسي معرَّب، ومنه اشتقاق الأديم الدّارش. والرُّشْد: ضدّ الغَيّ؛ رَشَدَ الرجلُ يرشُد، وأرشده الله إرشاداً، والاسم الرُّشْد والرَّشَد والرَّشاد، ورجل راشد ورَشيد. وبنو رِشْدان: بطن من العرب كان يقال لهم بنو غَيّان فسمّاهم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بني رِشدان. وقد سمّت العرب راشِداً ورُشيداً ورَشيداً ومُرْشِداً ومَرْشَداً ورِشْديناً. وفلان لرِشْدَة، وهو خلاف الغِيّة والزِّنية، وقد قالوا غَيَّة أيضاً، بفتح الغين، وهو قليل. وكان قوم من العرب يقال لهم بنو الزِّنْيَة فسمّاهم النبي صلى الله عليه وآله وسلّم بني الرِّشْدَة. وقال لرجل: ما اسمك? فقال: غَيّان. قال: بل أنت رِشْدان. والطريق الأرْشَد: الأقْصَد، ويُجمع مَراشد. والمَراشد: المقاصد.

د-ر-ص

الدِّرْص: ولد الهرَّة والفأرة واليَربوع وما أشبه ذلك، والجمع دُروص وأدْرُص وأدراص ودِرَصَة. والرَّصْد والرَّصَد واحد من قولهم: أصابتِ الأرضَ رَصْدَةٌ من مطر، والجمع رِصاد وأرصاد، والأرض مرصودة إذا أصابتها الرُّصْدَة من المطر، أي قليل. وقال بعض أهل اللغة: لا يقال: مرصودة، إنما يقال: أصابَها رَصْدٌ ورَصَدٌ. والرّاصد للشيء: الرّاقب له؛ رَصَدَه يرصُده رَصْداً. والرَّصَد: القوم الراصدون، كما قالوا: طَلَبٌ للقوم الطالبين وجَلَبٌ للقوم الجالبين. والسَّبُع الرَّصيد: الذي يَرْصُد ليَثِب. وفي الشعر القديم لبعض من لا يُعرف:

ليت شِعري ضَلَّةً

 

أيُّ شيء قتلـكْ

أسَليم لـم تُـعَـدْ

 

أم رصيدٌ أكلـكْ

كلُّ شيءٍ قـاتـلٌ

 

حين تلقى أجلـكْ

أيُّ شيءٍ حـسَـنٌ

 

في فتًى لم يَكُ لكْ

والمنـايا رَصَـدٌ

 

للفتى حيث سلكْ

وفلان لفلان بمَرْصَد، أي بحيث يرقبه ويرى فعله، والجمع مراصد. وفلان لفلان بالمِرْصاد، إذا كان يرصُد فعله. ويقال: قد أرصدتُ لفلان كذا وكذا، إذا هيّأته له، والمِرْصاد في التنزيل من هذا إن شاء الله. والصَّدْر: معروف، وكل شيء واجهك فهو صَدْر. وأصدرتُ الإبل عن الماء، إذا قلبتها بعد رِيّها إصداراً، والإبل صوادر وأهلها مُصْدِرون. ومثل من أمثالهم يُضرب للشيء الذي لا يكون: "حتى يحِنَّ الضَّبُّ في إثر الإبل الصّادرة". ويقال: ترك فلانٌ فلاناً علي مثل ليلة الصَّدر، إذا اكتسح مالَه. والصِّدار: شبيه بالبقيرة تلبسه المرأة. قال الراجز:

والله لا أمنحُها شِرارَها

ولو هَلَكْتُ خَلَعَتْ خِمارَها

وجَعَلَتْ من شَعَرٍ صِدارَها

والتصدير: حِزام الرَّحل. قال الراجز:

يكاد ينْسَلُّ من التصديرِ

على مُدالاتيَ والتوقيرِ

المُدالاة: المفاعَلة من الرِّفق من قولهم: دَلَوْتُه في السير أدلوه دَلْواً، إذا رفقت به في السير. ويقال: صدَّر الفرسُ من الخيل، إذا تقدّمها بصدره. قال الشاعر:

كأنّه بعدما صَدَّرْنَ من عَرَقٍ

 

سِيدٌ تمَطَّرَ جِنْحَ الليل مبلولُ

السِّيد: الذئب، وتمطّر: اشتدّ عَدْوُه، والعَرَقَة: الصفّ من الخيل ومن كل شيء، والسَّطْرُ مشبَّه بالعَرَقَة من الخُوص. وفرس مُصَدِّرٌ، بكسر الدّال، إذا فعل ذلك. ورجل مصدَّر وكذلك الفرس، إذا كان عريض الصّدر. والصَّرْد والصَّرَد: البرد؛ صَرِدَ يصرَد صَرَداً، إذا أصابه البرد. والصُّرّاد: الريح الباردة. قال الأعشى:

وإذا الرياحُ تروّحتْ بأصيلةٍ

 

رَتَكَ النعامِ عشيّةَ الصُّرّادِ

وبنو الصّارد: بطن من العرب. قال الشاعر:

يا هندُ يا أختَ بني الصّاردِ

 

ما أنا بالباقي ولا الخالـدِ

ورجل مِصْراد، إذا كان لا يصبِر على البرد. وغنمٌ مَصارِدُ، إذا أصابها البرد، الواحدة مِصْراد، والجمع مَصاريد. وصَرَدَ السهمُ يصرَد صُروداً، إذا نفذ من الرميّة، وأصردته أنا إصراداً، إذا أنفذته من الرميَّة. قال النابغة:

ولقد أصابت قلبَه من حبّـهـا

 

عن ظهر مِرْنانٍ بسهمٍ مُصْرَدِ

قوله مِرْنان: القوسُ التي يُسمع لها رنين إذا نُزع فيها. والصُّرَدان: عِرقان تحت لسان الإنسان والفرس. وقال أبو حاتم: قال أبو عبيدة: بل الصُّرَدان عظمان في أصل اللسان وهما يقيمانه. قال الشاعر:

وأيُّ الناسِ أغْدَرُ من شَآمٍ

 

له صُرَدانِ منطلقِ اللسانِ

وذكر أهل اللغة أن الصُّرَد بياض يكون في ظهر الفرس من أثَرِ السّرج وغيره. والصُّرَد: طائر معروف يُتشاءم به، والجمع صِرْدان. وقد سمّت العرب صارداً وصُرَد. والتَّصريد: قَطْعُكَ الشرب على الدابّة والإنسان قبل رِيّه؛ يقال: صرَّدتُ الشارب عن الماء، إذا قطعت عليه شربه، وكثر ذلك حتى صار كل ممنوع مصرَّداً.

د-ر-ض

أُهملت.

د-ر-ط

طَرَدَ يطرُد طَرْداً فهو طارِد والمفعول به مطرود. وأُطْرِدَ الرجلُ، إذا ضُيِّقَ عليه وطنُه وأُخرج منه. قال الشاعر:

أطْرَدْتَني حَذَرَ الهِجاء ولا

 

واللاتِ والأنصابِ لا تَئِلُ

والطّريدة: ما طردته الكلابُ من صيد. والطَّريدة: خشبة تُشَدّ وتُجعل في رأسها حديدة مثل السكين أو نحوه تُبرى بها القِداح. قال الشمّاخ:

أقام الثّقـافُ والـطـريدةُ دَرْأَهـا

 

كما قوَّمَتْ ضِغْنَ الشَّموسِ المَهامزُ

وبنو طَرود: بطن من العرب. والطَّريدة: موضع. قال الشاعر:

قَضَتْ من عُدادٍ والطّريدةِ حاجةً

 

وهنَّ الى أُنْسِ الحديث حَقـيقُ

والطّريدة: لعبة يقال لها المَسَة، خفيفة السين، وليس بثَبت. ويقال: بلد طَرّاد، إذا كان واسعاً يطّرد فيه السّراب. قال الراجز:

وَعْرٍ نُساميها بسيرٍ وَهْسِ

والوَعْسِ والطِّرادِ بعد الوَعْسِ

وكل شيء اتّبع بعضُه بعضاً فقد اطّرد، ومنه اطّردَ لي الكلامُ، إذا اتّسق لي على ما أريده. وقد سمّت العربُ طَرّاداً ومُطرِّداً ومطروداً. والمِطْرَد: الرُمح الصغير تُطرد به الوحش. قال الشاعر:

نَبَذَ الجُؤارَ وضَلَّ هِدْيَةَ رَوْقِهِ

 

لمّا اختللتُ فؤادَه بالمِطْـرَدِ

د-ر-ظ

أُهملت.

د-ر-ع

الدِّرْع: دِرْع المرأة، مذكَّر، يصغَّر دُرَيْعاً. ودِرْع الحديد مؤنّثة وقد ذُكِّرت أيضاً، والجمع أدراع ودروع. والمِدْرَع: الدُّرّاعة، وفصلوا بينها وبين المِدْرَعَة من الصوف وغيرها بالهاء. وادَّرعَ الرجلُ دِرْعَه، إذا لبسها. والليالي الدُّرْع والدُّرَع جميعاً، والدُّرْع أعلى وأجود: اللواتي تبيضّ أوثلهنّ وتسودّ أواخرهنّ. وفرس أدْرَعُ، إذا ابيضّت مقاديمه، وخروف أدْرَعُ كذلك، إذا ابيضّ رأسه وعنقه واسودّ سائر لونه؛ هكذا قال بعضهم، وقال آخرون: بل الأدرع أن يكون أسودَ الرأس والعنق وسائرُ لونه أبيضُ، فهم يختلفون في الدُّرْعَة كما يختلفون في الليالي الدُّرْع. وبنو الدَّرعاء: قبيلة من العرب. وقد سمّت العرب أدْرَعَ. ورجل دارع: ذو دِرْع. والدَّعَر: الفساد؛ دَعِرَ العودُ يدعَر دَعَراً، إذا نَخِرَ وفسَدَ، وبه سمّي الدُّعّار من الناس لفسادهم؛ ورجل داعر وامرأة داعرة. قال الأعشى:

ليست بسوداءَ ولا عِنْفِصٍ

 

داعرةٍ تدنو الى الدّاعرِ

وداعِر: فحل من الإبل تُنسب إليه الإبل الدّاعرية. والرّدْع أصله التضمُّخ بالزّعفران وما أشبهه، ثم كثر ذلك حتى سمّيت ضواحي الإنسان مَرادِع، وهو ما ضحا للشمس منه أي ظهر نحو المَنْكِبين وما أشبههما. فأما المَرادغ، بالغين المعجمة، فلحم الصّدر. ويقال: ركِبَ فلانٌ رَدْعَه، إذا جُرح فسقط على دمه. قال الشاعر:

ألستُ أرُدُّ القِرْنَ يَرْكَبُ رَدْعَه

 

وفيه سِنانٌ ذو غِرارين يابسُ

وفي الحديث: "فمرّ بظبيٍ حاقفٍ فرماه فركب رَدْعَه"، أي كبا لوجهه. ويقال: رَدَعْتُ الرجلَ أردَعَه ردعاً فأنا رادع له وهو مردوع، إذا كففته عن الشيء. ويقال: ردعتْه روادع الشّيب إذا منعته عن الجهل. والرِّداع: موضع. والرُّداع: وجع يصيب الجسم أجمع. قال الشاعر - قيس بن ذَريح:

فوا حَزَناً وعاودني رُداعي

 

وكانَ فراقُ لُبْنَى كالخِداعِ

وردَعت السهمَ أردَعه رَدْعاً، إذا ضربت بنصله الأرضَ ليثبت في الرُّعْظ. والرَّعْد: معروف؛ رَعَدَتِ السماءُ ترعُد. ورَعَدَ لي الرجلُ، إذا تهدّدني؛ ويقال: إنك لتَرْعُدُ لي وتَبْرُق، إذا تَهدّده. قال الشاعر:

إذا جاوزتْ من ذات عِرْقٍ ثنـيّةً

 

فقل لأبي قابوسَ ما شئت فارْعُدِ

قال أبو حاتم: قلت للأصمعي: تقول: رَعَدَت السماءُ وبَرَقَت? قال: نعم: قلت: فتقول: أرْعَدَت وأبْرَقَت? قال: لا، إلا أن ترى البرق وتسمع الرعد فنقول: أرْعَدْنا وأبْرَقْنا. فقلت له: أفتقول في التهدّد: إنك لتُرْعِدُ لي وتُبْرِق? قال: لا. قلت: فقد قال الكميت:

أرْعِـدْ وأبْـرِقْ يا يزي

 

دُ فما وَعيدُك لي بضائرْ

فقال: الكميت جُرْمَقاني من أهل المَوْصِل، وكأنّه لم يره شيئاً، فأخبرت أبا زيد بذلك فأجازه. ووقف علينا أعرابيٌّ مُحْرِمٌ فأردنا أن نسأله فقال أبو زيد: دعوني أسأله فأنا أرْفَقُ به، فقال له: كيف تقول إنك لتُبْرِق لي وتُرْعِد? فقال: أفي الجَخِيف? يعني التهدُّد، قال: نعم. قال: تُبْرِق لي وتُرْعِد. فأخبرت بذلك الأصمعيّ فلم يلتفت إليه وأنشدني:

إذا جاوزتْ من ذاتِ عِرْقٍ ثنـيّةً

 

فقُل لأبي قابوسَ ما شئتَ فارْعُدِ

ثم قال لي: هذا كلام العرب. ويقال: أرْعَدْنا وأبْرَقْنا، إذا سمعنا الرعد ورأينا البرق، وأجاز الكوفيون أرعدتِ السماءُ وأبرقت وأرعدَ الرجلُ وأبرقَ، إذا تهدّد، وأنشدوا بيت الكميت:

أرْعِـدْ وأبْـرِقْ يا يزي

 

دُ فما وَعيدُك لي بضائرْ

ومثل من أمثالهم: "صَلَفٌ تحت الراعِدة"، يُضرب للرجل الذي يُكثر الكلام ولا خير عنده، وأصل الصَّلَف قلة النَّزَل؛ يقال: طعام ذو صَلَفٍ، أي قليل النَّزَل. وصَلِفَتِ المرأةُ، إذا لم تحظ عند زوجها. ويُروى بيت الأعشى:

إذ آبَ جارتَها الحسناءَ قَـيِّمُـهـا

 

رَكْضاً وآبَ إليها الحُزْنُ والصّلَفُ

وبنو راعد: بطن من العرب. ورجل رَعّاد: كثير الكلام. والرِّعديد: الجبان. والرِّعديدة: المرأة التي يترجرج لحمُها من نعمة. ووصف أعرابي الفالوذَ فقال: أصفر رِعْديد. وجمع رِعديد رَعاديد. وأُرْعِد الرجلُ إرعاداً، إذا أخذته الرِّعدة وأُرعدت فرائصُه عند الفزع. والعَدْر: فعل ممات، والعَدْر: الجرأة والإقدام، ومنه سمَت العرب عُداراً. والعَدْر: المطر الشديد، زعموا؛ يقال: عُدِرَتِ الأرضُ فهي معدورة. والعُدار: اسم. والعَرْد: الصلب الشديد؛ يقال: فرس عَرْد النَّسا، أي شديد النَّسا؛ ورمح عَرْد، أي شديد صلب. والعَرَاد: ضرب من الشجر، وبه سُمّي الرجل عَرَادة. وغصن عارد، أي صلب شديد. قال الراجز:

تخْبِطُ أيديها القتادَ العاردا

ويُروى: العَراد العارِدا. وعَرَدَ نابُ البعير، إذا خرج كلّه. قال ذو الرمّة:

يُصَعِّدْنَ رُقْشاً بين عُصْلٍ كأنها

 

زِجاجُ القَنا منها نجيمٌ وعاردُ

وقلا: وتر عُرُدّ، إذا كان صلباً. قال الراجز:

والقوسُ فيها وَتَرٌ عُرُدُّ

مثلُ ذراع البكر أو أشَدُّ

وعرَّد الرجلُ تعريداً، إذا عدا فَزِعاً، وهو معرِّد، وبه سُمّيت العَرّادة لأنها تعرِّد بالحجارة، أي ترمي بها المرمى البعيد. والعَرَادة: الجرادة. والعَرادة: اسم فرس من خيل الجاهلية. وفي حديث الأعراب من خرافاتهم قالوا: لقي الضبُّ الحوتَ فقال الحوتُ: وِرْداً وِرْداً، فقال الضبّ:

أصبح قلبي بَرِدا

لا يشتهي أن يَرِدا

إلاّ عَراداً عَرِدا

وصِلِّياناً لَبِدا

وعَنْكَثاً ملتبِدا

والعَنْكَث: ضرب من النبت.

د-ر-غ

الدَّغْر: الدّفع الشديد باليد؛ يقال: دَغَرَ الطبيبُ الحلقَ، إذا غمزه. ومنه حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم: "عَلام تعذِّبْنَ أولادَكنّ بالدَّغْر"، أي بغمز الحلق. ودغرتُ على القوم، إذا دخلت عليهم. وكلام لهم عند الحرب: دَغَرَى لا صَفّى. وقالوا: دَغْراً لا صَفّاً، أي ادغروا ولا تصفّوا، قال الراجز:

قالت عُمانُ دَغَرَى لا صَفّى

بَكْرٌ وجمعُ الأزْدِ حين التَفّا

والرَّدْغ والرّدْغَة والرّدَغَة والرَّزَغَة: ما بلّ القدم من طين المطر وغيره. والمَرادغ: لحم الصدر، واحدتها مَرْدغَة. والرَّغْد: السَّعَة في العيش والمرعى؛ عيش راغد ورَغْد. والرَّغيدة: الزبدة في بعض اللغات. وأرغدَ الرجلُ ماشيتَه، إذا تركها وسَوْمَها في المرعى. وعيش راغد ورغيد. والغَدْر: ضدّ الوفاء؛ رجل غادر من قوم غَدَرَة. وغادرت الشيءَ، إذا تركته مغادرةً وغِداراً وأغدرته إغداراً، وبه سُمّي الغدير لأن السيل غادرَه أي تركه، وجمع الغدير غُدُر وغُدران. والغَديرة: الخُصلة من الشعر، والجمع الغدائر. قال ذو الرمّة:

ورَكْبٍ سَرَوا حتى كأنّ اضطرابَهـم

 

على شُعَبِ المَيْس اضطرابُ الغدائرِ

والغَدَر من الأرض: أرض رقيقة ذات جِحَرة، والجمع أغدار. والغَرْد فعل ممات استُعمل منه: غرَّد الطائر تغريداً وهو مغرِّد، إذا طرَّب في صوته. والمُغْرُود: ضرب من الكَمْأَة سُود صغار، والجمع مَغاريد. قال أبو بكر: ليس في كلامهم فُعْلول في موضع الفاء منه ميم إلا مُغْرُود ومُغْفُور، وهو صمغ شجر، وجمعه مَغافير. قال الشاعر:

يَحُجُّ مأمومةً في قعرها لَجَفٌ

 

فاسْتُ الطبيب قَذاها كالمغاريدِ

د-ر-ف

الدَّفْر: النَّتْن؛ رجل أدْفَرُ وامرأة دَفْراءُ، ورجل دَفِرٌ وامرأة دَفِرَة؛ ويقال للأمَة: يا دَفارِ، معدول؛ وشممتُ دَفْرَ الشيء ودَفَرَه. وسُمّيت الدُنيا: أمَّ دَفْرٍ. ودَفَرْتُ الرجلَ عنّي، إذا دفعته؛ لغة يمانية. وكتيبة دَفراء: يُشَمّ منها رائحة الحديد، وذَفْراء أيضاً، لحدّة الرائحة. قال الشاعر يصف كتيبة:

فَخْمَةٌ ذَفْراءُ تُرْتَى بالعُرَى

ويُرْوى: دَفْراء. وفي حديث عمر رضي الله عنه: لمّا خبَّره الحَبْرُ عن الأئمة حتى صار الى ذكرِ بعضهم فقال: زُبْرَةٌ من حديد، فقال: وادَفْراه. والرِّدْف: الذي يركب وراءك فهو رِدْفك ورَديفك. والرِّدْف: العَجُز. وكل شيء جاء بعدك فهو رِدْفك ورَديفك وقد رَدَفَك. وفي التنزيل: "تَتْبَعُها الرّادفةُ". ورَدِفَتْهم كتبُ السلطان بكذا وكذا، أي جاءت بعدهم. وجاء القوم رُدافَى، في وزن فُعالى، أي بعضهم على إثر بعض. وجمع الرِّدْف أرداف. وأرداف الملوك في الجاهلية: الذين كانوا يَخْلُفون الملكَ، نحو صاحب الشُّرَط في دهرنا هذا. والرَّديف والرّادف: النجم الذي ينوء من المشرق إذا انقمس رقيبُه في المغرب. قال الراجز:

وصاحبُ المقدار والرَّديفُ

أفنى ألوفاً بعدها ألوفُ

والرِّفْد: العطاء؛ أرفدتُ الرجل أُرفِده إرفاداً، ورَفَدْتُه رَفْداً. والرِّفْد والمِرْفَد: الإناء الذي يُقرى فيه الضيف. قال الشاعر:

وإذا تُجاورهم عِظامُ المِرْفَدِ

وقالوا: الرِّفْد والرَّفْد: العُسّ، وجمعه أرفاد. قال الأعشى:

وإذا القيانُ حَسِبْتَها حبشيةً

 

غُبْراً وقَلّ حلائبُ الأرفادِ

ورَفَدْتُ الرجلَ وأرفدته، إذا عاونته على أموره، ومنه اشتقاق الرِّفادة التي يُرفد بها الجرح؛ رَفَدْتُ الجرحَ أرفِده رَفْداً. وقد سمّت العرب رافِداً ورُفَيْداً ومُرْفِداً ورُفَيْدة. ورفّد بنو فلان فلاناً، إذا سوّدوه عليهم وعظّموا أمره، فهو مرفَّد. ورُفَيْدَة: أبو حيّ من العرب يقال لهم الرُّفَيْدات. قال الشاعر:

ساقَ الرُّفَيداتِ من عَوْذَى ومن عَمَمٍ

 

والسّبيَ من رهطِ رِبْعيٍّ وحَجّـارِ

والفِدْرَة من اللحم: القطعة منه، والجمع فِدَر. وفَدّرَ الفحلُ فُدوراً، إذا عجز عن الضِّراب، فهو فادر والجمع فوادر، وهو من أحد ما جاء على فاعل وفواعل. ووَعِل فادر، والجمع فُدُر، إذا تمّ سنُّه وذَكاؤه. قال الراعي:

وكأنّما انتطحتْ على أثباجها

 

فُدُرٌ بشابةَ قد تَمَمْنَ وُعولا

شابة: جبل؛ وقد قالوا: وَعِل فادر وفَدور. والمَفْدَرَة: موضع الوُعول الفُدُر. والفَرْد: الواحد، والله تبارك وتعالى الفَرْد، وكل شيء متوحّد فقد انفرد، وكأن أصل الفرد: الذي لا نظير له، وكذلك الفَرُد والفَرَد. قال النابغة:

من وحش وَجْرَةَ مَوْشيٍّ أكـارعُـه

 

طاوي المصير كسيْفِ الصّيقل الفَرُدِ

ويُروى: الفَرَد؛ وجمع فَرَد فِراد وأفراد. وظبية فاردة، والجمع فوارد، إذا انقطعت عن قطيعها وانفردت؛ وكذلك سِدْرَة فاردة، إذا انفردت عن السِّدْر. قال الشاعر:

نظرتْ إليكَ بعينِ جازئةٍ

 

في ظل فاردةٍ من السِّدْرِ

والفَريد، والواحدة فريدة، وهي كل خَرَزَة فصلتَ بها بين ذهب في نظمٍ؛ ذهبٌ مفرَّدٌ، إذا فُصِّل بينه بالفرائد. وأفراد النجوم: الدراريّ التي تطلع في آفاق السماء. وجاء القومُ فُرادى، إذا جاءوا واحداً بعد واحد.

د-ر-ق

الدَّرَق: ضرب من التِّراس يُتّخذ من جلود دوابَّ تكون في بلاد الحبش، الواحدة دَرَقَة والجمع دَرَق وأدراق ودِراق. قال الراجز:

فارتازَ عَيْرَ سَنْدَريٍّ مُخْتَلَقْ

لو صَفَّ أدراقاً مضى من الدَّرَقْ

فأما الدّوْرَق المستعمل فأعجمي معرَّب. ودَقَرَى: روضة معروفة. والدُّقْرور: التُّبّان الذي يُلبس كالسراويل الصغيرة. قال الشاعر:

يعلون بالقَلَعِ البُصريّ هامَـهُـمُ

 

ويُخْرِجُ الفَسْوَ من تحتُ الدَّقاريرُ

ورَقدَ الإنسان وغيره يرقُد رُقوداً ورُقاداً ورَقْداً، فهو راقد ورَقود. والرُّقاد والرَّقْد: النوم. قال الراجز:

ومُنِعَتْ عيني لذيذَ الرَّقْدِ

ورَقْد: موضع. قال الشاعر:

لمن طَلَلٌ بديماتٍ فَرَقْدِ

 

يلوح كأنّه تحبيرُ بُردِ

والمَرْقَد: المَضْجَع، والجمع مراقِد. والرَّقَدان: الطَّفْر من النشاط كفعل الحمل والجدي؛ لغة يمانية. ورَقَدَ الإنسانُ رَقْدَةً، إذا نام نومة. فأما الإناء الذي يسمّى الراقود فليس بعربيّ صحيح. وقد سمّت العرب رُقاداً. والقِدر: معروفة، والجمع قُدور. والقَدَر من قَدَرِ الله عزّ وجلّ، والجمع أقدار. وقُدِرَ على الرجل رزقُه، مثل قُتِرَ سواء. واللّحم القَدير: ما طُبخ في القدور، وقد جاء في الشعر الفصيح قادِر في معنى طابخ. ورجل قادر، إذا طبخ شيئاً في قِدر. والقُدَار: الجزّار. قال بعض أهل اللغة: أُخذ من الطبيخ في القُدور. وقُدار: الذي عقر ناقة ثمود. قال أبو عبيدة: وبه سُمّي الجزّار قُداراً. وتقول العرب: "هو أشْأَمُ من قُدارٍ"، يعنون هذا. قال الشاعر:

إنّا لنضرب بالسيوفِ رؤوسَهم

 

ضَرْبَ القُدارِ نَقيعةَ القُـدّامِ

والقُدرة: قُدرة الله عزّ وجلّ على خَلقه. ورجل ذو قُدرة ومَقْدُرَة ومَقدِرَة، إذا كان ذا يسار. والمقدور: كل ما قُدِّر على الإنسان، وهي المَقْدَرَة والمَقْدُرة أيضاً. قال الشاعر:

وما يَبقى على المأثور شيءٌ

 

فيا عَجَباً لمَقْدَرَة الكـتـابِ

وقَيْدار: اسم، فإن كان عربياً فالياء فيه زائدة، وهو فَيْعال من القُدرة. والرّجل الأقْدَر: القصير العنق، والمرأة قَدْراءُ. قال الشاعر الهذلي:

أُتيحَ لها أُقَيْدِرُ ذو حَـشـيفٍ

 

إذا سامَتْ على المَلَقات ساما

يعني حمير الوحش، يصف قانصاً؛ والمَلَقات: الصخور المرتفعة تكون في سفوح الجبال ترتفع على ما حولها، واحدة مَلَقَة. والأقْدَر من الخيل: الذي يتقدّم موقعُ حافرَيْ رجليه على موقع حافرَيْ يديه في عَنَقه، وهو محمود. قال الشعر:

بأقْدَرَ من جياد الخيل نهْدٍ

 

جَوادٍ لا أحَقَّ ولا شَئيتِ

الشَّئيت: الذي يتأخّر موقع حافرَيْ رجليه عن موقع حافرَيْ يديه، وهو عيب؛ والأحقّ: الذي ينطبق موقع حافرَي رجليه على حافرَي يديه، وذلك عيب أيضاً. والقِرْد: معروف، والأنثى قِرْدة، والجمع قِرَدَة وقُرود. والسّحاب القَرَد، وقالوا القَرِد، وهو المنقطع في أقطار السماء يركب بعضه بعضاً، الواحدة قَرَدَة والجمع قَرَد. والصوف القَرِد: المتلبّد المتداخل بعضُه في بعض من ذلك أُخذ. ويقال: أقْرَدَ الرجلُ، إذا لَصِقَ بالأرض من فزع أو ذلّ. قال الفرزدق يهجو بني كُليب:

تقول إذا اقلَوْلَى عليها وأقرَدَت

 

ألا ليس ذا العيشُ اللذيذُ بدائمِ

ويُروى: ألا ليت ذا العيش اللذيذَ بدائم. قوله اقلولى: ارتفع، يريد أنهم ينزون على الآتُن، يعيّرهم بذلك. وقَرِدَ الرجلُ، إذا سكت عن عِيّ؛ قَرِدَ يقرَد قَرَداً. والقُراد: معروف، والجمع قِرْدان. وقرَّدتُ الرجلَ تقريداً، إذا خدعته لتوقعه في مكروه. قال الشاعر:

همُ السَّمْنُ بالسَّنّوتِ لا ألْسَ فيهمُ

 

وهم يمنعون جارَهم أن يقرَّدا

والتِّقْرِدَة: الحَبّ الذي يسمّى الكَرَوْيا؛ وأهل اليمن يسمّون الأبزار كلَّها تِقْرِدَة. وقِرْد: بطن من هُذيل، وإليه تُنسب بنو قِرْد. وذو قَرَد: موضع. وأمّ القِرْدان من الفَرَس: ما أجنَّته الهُنَيّة المشرفة في مؤخَّر الحافر.

د-ر-ك

أدركتُ الرجلَ إدراكاً، إذا لحقته فهو مُدْرَك. والدَّرَك: القطعة من الحبل تُقرن بالأخرى، والجمع أدراك ودِرَكَة ودُروك. والدَّرَك أيضاً: قعر البئر. وقعر كل شيء دَرَكُه. والدَّرك أيضاً: حبل يُشدّ بطرف الرِّشاء ثم يُشدّ بعِناج الدّلو لئلا يأكل الماءُ الرِّشاءَ. وربّما سمّيت الطريدة دَريكة. ورجل دَرَكُ الطريدةِ، إذا كان لا تفوته طريدة، والفرس كذلك. ويوم الدَّرَك: يوم من أيام العرب، وأحسبه من أيام الأوس والخَزْرَج بينهم. والدَّرَك: الاسم أيضاً من أدركتُ. وأدرك الشجرُ وغيرُه، إذا آن أن يؤكل أو يُشرب، يُدرك إدراكاً. وأدرك الغلامُ والجاريةُ، إذا بلغا، إدراكاً. وقد سمّت العرب مُدْرِكاً ودَرّاكاً ودُرَيْكاً. ومن كلامهم: دَراكِ دَراكِ، معدول عن أَدْرِكْ. والدَّرَك: المنزلة، وكذلك جاء في التنزيل: "في الدَّرَكِ الأسْفَلِ من النّار"، فالنار دَرَكات والجنة درَجات، والله أعلم بكتابه. والدَّكْر: لعبة يُلعب بها كلعب الزَّنْج والحَبَش. والرَّدْك: فعل ممات استُعمل منه غلام رَوْدَك وجارية رَوْدَكَة: في عُنفوان شبابهما. قال الراجز:

جاريةٌ شبّتْ شباباً رَوْدَكا

لم يَعْدُ ثَدْياً نَحْرِها أن فَلَّكا

ورَكَدَ الماءُ رُكوداً، إذا دام فلم يَسِحْ، والماء الراكد والدائم سواء. وفي الحديث: نهى النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم عن البول في الماء الراكد. ورَكَدَتِ الشمسُ ركوداً، إذا قام قائمُ الظهيرة وصام النهارُ، فكأن الشمس لا تسير؛ وكل ثابت في مكانه فهو راكِد. ورَكَدَتِ الريحُ، إذا لم تهبَّ. ومصدر رَكَدَ: رُكود، والاسم والمصدر فيه سواء. والمَراكِد: المواضع التي يركُد فيها الإنسان وغيرُه. قال الشاعر:

أرَتْهُ من الجرباء في كل منزلٍ

 

طِباباً فمأواه، النّهارَ، المَراكدُ

الطِّباب: جمع طِبّة، وهي القطعة المستطيلة من الأدَم؛ يصف حماراً طردته الخيلُ فلجأ الى الجبال فصار في شِعابها فهو يرى السماء طرائقَ. وهذا كما قال الآخر يصف السّجن:

وسَدَّ السماءَ السِّجْنُ إلاّ طِبـابَةً

 

كتُرْس المُرامي مستَكِفّاً جُنوبُها

والكَدَر: ضد الصّفو؛ كَدِرَ الماءُ يكدَر كَدَراً وكُدوراً وكُدْرَة، والماء أكْدَر وكَدِرٌ. ومثل من أمثالهم: "خذ ما صَفا ودَعْ ما كَدِرَ"، بكسر الدال، ولا يقال: كَدَرَ. وبنات الأكْدَر: حمير وحش تُنسب الى فحل منها. قال الشاعر:

تركوا غزالاً بالجَبوب كأنه

 

فحلٌ يعقَّر من بنات الأكْدَرِ

وحمار كُدُرّ، يوصف بالشدّة والغِلَظ. قال الشاعر:

نَجاءَ كُدُرٍّ من حَـمـيرِ أبـيدةٍ

 

يَمُجُّ لُعاعَ البقل في كل مَشْرَبِ

ويروى: من حمير عَماية؛ وحمار كُنْدُر وكُنادر أيضاً: شديد، النون فيه زائدة. وانكدر النجمُ، إذا هوى. وكذلك انكدرت الخيلُ عليهم، إذا لحقتهم. وقد سمّت العرب أكْدَرَ وأُكَيْدِر. وأُكَيْدِر بن عبد الملك: صاحب دُومَة الجَنْدَل، كتب له النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كتاباً. والكَدْراء: موضع. والكُدْريّ: ضرب من القَطا. والكَرْد: العُنُق، وهو فارسي معرَّب، كأن أصله الكَرْدَن بالفارسية، وقد جاء في الشعر الفصيح. والكُرْد: أبو هذا الجيل الذين يسمَّون بالأكراد؛ زعم النسّابون أنه كُرْد بن عمرو بن عامر بن صعصعة. وأنشدوا بيتاً ولا أدري ما صحّته، وهو:

لعَمْرُك ما الأكرادُ أبناءَ فارسٍ

 

ولكنه كُرْدُ بنُ عمرو بن عامرِ

وقال ابن الكلبي: هو كُرْد بن عمرو مُزَيْقِياء بن عامر ماء السماء. وقال أبو اليقظان: هو كُرْد بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. قال أبو بكر: فإن كان عربياً فاشتقاق اسمه من المكارَدة، وهو مثل المطاردة في الحرب؛ تكارد القومُ تكارُداً ومكاردةً وكِراداً.

د-ر-ل

أُهملت.

د-ر-م

الدَّرَم من قولهم: برقٌ أدْرَمُ، وهو الغامض، وكذلك كعب أدْرَمُ: لا حجم له. قال أبو حاتم: ويُستحبّ الدَّرَم من المرأة في الكعب والمِرْفَق والعُرقوب، فلذلك قال العجّاج:

قامت تُريكَ خَشْيةً أن تَصْرِما

ساقاً بَخَنْداةً وكعْبـاً أدْرَمـا

قال أبو بكر: وقد قالوا: امرأة دَرْماء ورجل أدْرَمُ، إذا لم يكن لعظامهما حجم؛ دَرِمَ يدرَم دَرَماً، وبه سُمّي الرجل دارماً؛ هكذا يقول بعض أهل اللغة. وقال آخرون: سُمّي دارماً من الدَّرَمان. وهو تقارب الخَطْو. والدَّرْماء: ضرب من النبت. والدرّامة: المرأة التي إذا مشت حرّكت مناكبها وقرّبت خَطْوَها، وإنما يفعل ذلك القصار من النساء. ويقال للأرنب إذا مشت كذلك: دَرّامة أيضاً، والمصدر الدَّرَمان. وبنو تَيْم الأدْرَم: قبيلة من قريش، وهم بنو تَيْم بن غالب بن فِهْر. وفي قريش تَيْمان: تَي بن مُرّة الذين منهم أبو بكر الصدّيق وطلحة بن عُبيد الله رضي الله عنهما، وتَيْم الأدْرَم بن غالب بن فِهْر. قال الراجز:

إنّ بني الأدْرَمِ ليسوا من أحَدْ

ليسوا الى قيسٍ وليسوا من أسَدْ

ولا تَوَفّاهم قريشٌ في العَدَدْ

ومثل من أمثالهم: "أوْدَى دَرِم"، وهو رجل من بني شيبان قُتل فلم يُدرك بثأره فصار مثلاً لمن لم يُدرك بثأره، فإذا لم يُدرك بثأر القتيل قالوا: أوْدَى دَرِم. قال الشاعر:

ولم يُودِ مَن كنتَ تسعـى لـه

 

كما قيلَ في الحربِ أوْدَى دَرِمْ

ويقال: دَرِمَت أسنان الرجل، إذا تحاتّت فهو أدْرَمُ. والدَّمْر: هجوم الرجل على القوم؛ دَمَر على القوم يدمُر دَمْراً ودُموراً. وفي الحديث: "من نظر في دار قوم بغير إذنهم فقد دَمَرَ". والدّامر: الهالك. ورجل هالك دامر، إذا لم يكن فيه خير. ودمّره الله تدميراً، إذا أهلكه. والمدمِّر: الصائد يدخِّن في ناموسه لئلا تَشَمَّ الوحشُ رائحتَه فتنفر. والهلاك والدمار قريبان في المعنى. والرَّدْم: مصدر رَدَمْتُ الشيء أردُمه رَدْماً، إذا سددته نحو الباب وما أشبهه. والرّديمة: ثوبان يخاط بعضُهما ببعض نحو اللِّفاق، وكل شيء لَفَقْتَ بعضه الى بعض فقد رَدَمْتَه، ومنه قول عنترة:

هل غادرَ الشعراءُ من متردَّمِ

 

أم هل عرفتَ الدّر بعد توهُّمِ

أي من كلا يلصق بعضه ببعض. وأردمتْ عليه الحُمّى، إذا دامت عليه، والحمّى مُرْدِم. ورَدَمَ الحمارُ، إذا ضرط، والاسم الرُّدام، والواحدة رَدْمَة. والرَّديم: لقب رجل من فرسان العرب، وهو ضِرار بن عمرو الضبي جد زيد الفوارس بن حُصَيْن بن ضِرار، سُمّي بذلك لعِظَم خَلْقه، وكان إذا وقف موقفاً رَدَمَه فلم يجاوَز. والرَّدْم: السُّدّ الذي صنعه ذو القرنين عليه السلام. ورَدْمان: موضع باليمن، وبِرَدْمانَ مات المطَّلب بن عبد مَناف. وكتب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الى الأمْلوك أُمْلُوك رَدْمان؛ والأمْلُوك: قبيلة من حِمْير. والرَّمَد من قولهم: رَمِدَ الرجلُ يرمَد رَمَداً، فهو رَمِدٌ وأرْمَدُ، وإن قال الشاعر رامد في معنى أرْمَد كان جائزاً لاضطرار الشعر، وقد جاء ذلك في الشعر الفصيح. وأرمدَ الظليمُ وغيرُه، إرماداً وارمدَّ ارمداداً، إذا عدا عَدْواً شديداً. وبنو الرَّمِد: بطن من العرب. والرَّمْد: الهلاك. قال الشاعر:

صَبَبْتُ عليكم حاصبي فتركتُكـم

 

كأصرامِ عادٍ حين دمَّرها الرَّمْدُ

ونعامة رَمْداءُ ورَبْداءُ، الميم مقلوبة عن الباء، إذا كان لونها الرَّماد. والرّماد: معروف، والجمع أرمِداء؛ ورأيتُ في الدار أرْمِداء كثيرةً. قال الراجز:

لم يُبْقِ هذا الدهرُ من آيائهْ

إلاّ أثـافـيه وأرْمِــدائهْ

وأعوام الرَّمادة: أعوام جَدْبٍ تتابعت على الناس في أيام عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، سُمّيت بذلك لأنها جعلت الأرض رماداً. ورمَّدتُ اللحمَ ترميداً، إذا لطخته بالرّماد. ومثل من أمثالهم: "شوى أخوكَ حتى إذا أنضجَ رمَّد"، يُضرب مثلاً للرجل يُحسن ثم يسيء. وشاة مرمِّد، إذا ورم ضَرْعُها وحَياؤها. والرِّمْدِد والرِّمْدِداء: الرّماد. وذكر ابنُ إسحاق صاحب السيرة في خبر وفد عادٍ أنه ناداهم مُنادٍ من السماء لما اختاروا السّحابة السوداء: اخترتَ رماداً رِمْدِدا، لا تُبقي من عادٍ أحدا، لا والداً ولا وَلَدا. والمَدَر: الطين العَلِك الذي لا يخالطه رمل. وأرض مَمْدَرَة، إذا أُخذ من مَدَرها. ومَدَرْتُ الحوضَ أمْدُره مَدْراً، إذا طليته بالمَدَر ليحبس الماء. وضَبُعٌ أمْدَرُ، إذا تلطّخ بجَغْرِه. والأمْدَر: العظيم البطن. ومادِر: رجل من العرب يُضرب به المثل في اللؤم. يقال: "ألأمُ من مادر"، وهو رجل من بني هلال بن عامر، وله حديث. والمَرْد: ثمر الأراك. والأمْرَد: الذي لا شعر على وجهه. والمَرْداء: الرملة التي لا تُنبت شيئاً. قال الراجز:

هلاّ سألتم يوم مَرْداءِ هَجَرْ

محمّداً عنّا وعنكم وعُمَرْ

يعني محمّد بن عُمير بن عُطارد بن حاجب التميمي، وعُمر بن عُبيد الله بن مَعْمَر كان رئيس الجيش الذي بعثه عبد الملك الى ابن فُدَيْك ونَجْدَة بن عامر باليمامة والبحرين. والصَّرح الممرَّد من ذلك وهو المملَّس، والله أعلم. والمارِد: الذي قد أعيا خُبثاً، والجمع مَرَدَة. ومنه شيطان مَريد وكذلك هو من الناس؛ ورجل مِرِّيد: فِعّيل من ذلك، ومتمرِّد بَيّنُ التمرّد. والتِّمراد: بيت صغير للحمام تبيض فيه، والجمع التَّماريد، وهو أحد ما جاء من الأسماء على تِفعال. والمارِد: المرتفع. والمَريد: مثل المَريس؛ تمر مَريد ومَريس بمعنى واحد. قال الشاعر:

مُسْنَفاتٌ تُسْقَى ضِياحَ المَريدِ

ومارِد: حصن من حصون العرب معروف غزاه بعض الملوك فامتنع عليه فقال: تمرَّد ماردٌ وعَزَّ الأبْلَقُ وهما حُصنان بالشام معروفان، والمثل للزبّاء.

د-ر-ن

الدَّرَن: ما علق باليد أو الثوب من الوسخ؛ دَرِنَ الثوبُ يدرَن دَرَناً، وكذلك اليد. ويقال: ما كان إلا كَدَرَنٍ كان في يدك فمسحته وغسلته، للشيء الذي يذهب سريعاً. ودُرْنا: موضع. ودارين: موضع. قال الأعشى:

فقلتُ للشَّرب في دُرْنا وقد ثمِلوا

 

شِيموا وكيف يشيمُ الشاربُ الثَّمِلُ

ويقال: رجع الفرسُ الى إدْرَوْنه، إذا رجع الى مَرْبطه. والرَّدَن: الغَزْل الذي يُفتل الى قُدّام. قال الأعشى:

فأفنيتُها وتـعـلَّـلـتُـهـا

 

على صَحْصَحٍ كرِداء الرَّدَنْ

الصَّحْصَح: الفضاء من الأرض الواسع. وثوب مَردون، إذا نُسج بالغزل المردون. والمِرْدَن: المِغْزَل الذي يُغزل به الرَّدَن. والرُّدْن والرُّدُن: الكُمّ؛ لغة عربية معروفة، والجمع أردان. قال الشاعر:

المُخْرِجُ الكاعبَ الحسناءَ مُذْعِـنَةً

 

في السَّبي يَنْفَحُ من أردانها الطِّيبُ

وقال قيس بن الخَطيم:

وعَمْرَةُ من سَرَوات النِّسا

 

ءِ تَنْفَحُ بالمِسْك أردانُهـا

والرُّمح الرُّدينيّ: منسوب الى رُدينة، امرأة كانت في الجاهلية لها عبيد يقوِّمون الرِّماح. وجمل أحمر ردانيّ، إذا نُسب الى شدّة الحُمرة. قال الأصمعي: لا أدري الى ما نُسب. والرَّنْد: شجر طيّب الرائحة، ويقال إنه هو الآس. والدِّينار فارسي معرَّب، وأصله دِنّار. ورجل مدنَّر: كثير الدنانير. وبِرْذَوْن مدنَّر: أشهب مستدير النقش ببياض وسواد. والدينار إن كان معرَّباً فليس تعرف العرب له اسماً غير الدينار فقد صار كالعربي، ولذلك ذكره الله تعالى في كتابه لأنه خاطبهم عزّ ذكره بما عرفوا. والنَّرْد أعجمي معرَّب. والنَّدر: كل شيء زال عن مكانه فقد نَدَرَ يندُر نَدْراً فهو نادر، فيقال: ضربه على رأسه فنَدَرَتْ عينُه، أي خرجت من موضعها. وبه سمي نوادر الكلام لأنه كلام ندر فظهر من بين الكلام. وأندرتُ من مالي على فلان كذا وكذا، أي أزلته عنه. ونقدته مائة دينار نَدَرَى، أي أخرجتها له من مالي.

د-ر-و

الدَّور: مصدر دار يدور دَوْراً ودَوَراناً. والدَّوار نُصُب من أنصاب الجاهلية كانوا يدورون حوله كالطَّواف. وهذا باب تراه مستقصًى في الاعتلال إن شاء الله تعالى. وجارية رُؤْدٌ، يفهمز ولا يُهمز، وهي الناعمة الجسد. وأرْوَدَ فلانٌ يُرْوِدُ إرواداً، إذا رَفَقَ في المشي وغيره؛ يقال: أرْوِدْ يا فلانُ، أي ارْفُقْ وامشِ رويداً. والوَرْد، يقال: فرس وَرْد والأنثى وَرْدَة، وهي شُقرة تعلوها صُفرة، والجمع وِراد. وفي التنزيل: "وَرْدَةً كالدِّهان"، أي حمراء، والله أعلم. وسُمّي الوَرد الذي يُشمّ ورداً لحمرته. والوِرْد: الحظّ من الماء، وكثر ذلك حتى قيل للقوم الذين يردون الماء وِرْداً. وأهل اليمن يسمّون المحموم مورودا كأن الحمّى وردته. والأسد: الورْد. وللدال والراء والواو مواضع في الاعتلال تراها إن شاء الله تعالى.

د-ر-ه

الدُّرَّة: معروفة، وهي الحبّة العظيمة من اللؤلؤ. والدِّرَّة: الشُّخْبَة من الدَّرّ. ودِرّة الضّرع: ما استنجم فيه من اللبن. ومثل من أمثالهم: "ما اختلفت الدِّرَّة والجِرَّةُ". والدِّرَّة التي يضرب بها، عربيّة معروفة. ويقال: فلان مِدْرَه بني فلان، إذا كانوا يدفعون به الأمور العظام، وهذه همزة قلبت هاءً. وسترى هذا الباب في الرباعي مستقصًى إن شاء الله. والدَّهر: معروف. وقال قوم: الدَّهر مدة بقاء الدنيا من ابتدائها الى انقضائها؛ وقال آخرون: بل دهر كل قوم زمانهم. ويُنسب الى الدّهر دُهْريّ على غير قياس. وفي حديث سُفيان بن عُيينة، أحسبه مرفوعاً إن شاء الله تعالى، أن الله تبارك وتعالى قال: "تَسُبّون الدهر وأنا الدهرُ"، أي أنا خالق الليل والنهار، أو كما قال، والله أعلم. ويقال: مضت عليه دهورٌ دَهاريرُ، أي مختلفة. قال الشاعر:

حتى كأنْ لم يكن إلا تذكُّرُه

 

والدّهرُ أيَّتَما حالٍ دَهاريرُ

وقد سمّت العرب دَهْراً ودُهَيْراً وداهِراً. وفي الحديث: "لا تسبّوا الدّهر فإن الله هو الدّهْرُ"، وهذا يجب على أهل التوحيد معرفته لأنها حُجّة يحتج بها من قال بالدّهر، وتفسير هذه الكلمة، والله أعلم، أن الرجل من العرب في الجاهلية كان إذا أُصيب بمصيبة أو رُزئ مالاً أُغري بذمّ الدهر، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: "لا تسبّوا الدّهر فإن الذي يفعل بكم هذا هو الله جل ثناؤه وهو فعله لا فعل الدهر، فالدّهر الذي تذمّون لا فِعْلَ له وإنما هو فعل الله"، فهذا وجه الكلام إن شاء الله تعالى، والله أعلم. والرَّدْه والرَّدْهَة، والجمع الرِّداه: نُقرة في صخرة أو في جبل يجتمع فيه ماء السماء. ومثل من أمثالهم: "قِفِ الحمارَ على الرَّدْهَة ولا تَقُلْ له سَأْ"، وقالوا: شأْ، بالسين والشين. والرَّهْد، يقال: رَهَدْتُ الشيءَ أرهَده رَهْداً، إذا سحقته سحقاً شديداً، زعموا، مثل الرَّهْك سواء. والهَدْر: مصدر هَدَرَ البعيرُ يهدِر هَدْراً وهَديراً، إذا ردَّد صوته في حَنْجَرته. وأنشد:

حَرًى حين يمسي أهلُها في ديارهم

 

صهيلُ الجيادِ الأعْوَجيّةِ والهَـدْرُ

حَرًى إنما هو من قولهم: حَريّ، والأعْوجيّة منسوبة الى أعْوَجَ فرس معروف كان لبني هلال بن عامر وأمّه سَبَل وكانت لبني آكل المِرار. ويقال: ذهب دمُه هَدَراً، إذا لم يُطلب بثأره. وسمعتُ هديرَ الرَّعد، تشبيهاً بهدير الفحل وهَدْره. والهَدّار: موضع أو وادٍ. ومثل من أمثالهم: "كالمهدِّر في العُنّة". يقال ذلك للرج إذا جاء متهدِّداً فلم يُغْنِ شيئاً، وأصل ذلك أن الفحل إذا هاج ولم يكن كريماً خافوا أن يضرب في الإبل فحبسوه في عُنّة، وهو شجر يُجمع كالحِظار، ويُحبس البعير فيه، فهو يهدِر ولا يقدر على الخروج. وهَدَرَ دمُه فهو يهدِر هُدوراً؛ وأهدره السلطانُ، إذا لم يأخذ بقصاصه. وبنو فلان هَدَرَة، أي ساقطون ليسوا بشيء. والهُرْد: العروق التي تُصبغ بها. وفي الحديث: "يهبط عيسى بن مريم في ثوبين مهرودين". ويقال: هَرَدْتُ الثوبَ وهرّدته، إذا شَقَقْتَه فهو هريد ومهرود. قال الشاعر:

غداةَ شُواحطٍ فنجوتَ شدّاً

 

وثوبُك في عَباقِيَةٍ هَريدُ

والعَباقية هاهنا: ضرب من الشجر، والعَباقية: اسم من أسماء الداهية. وكذلك يُقال: هَرَدَ فلانٌ عِرْضَ فلان، إذا مزّقه وطعن فيه. وقد سمّت العرب هَيْرُداناً، الياء والألف والنون فيه زوائد، وهو من الهَرْد، أي الشقّ. وسمّت العرب هُرْدان.

د-ر-ي

الدّير: معروف، دير النصارى، وهو عربي صحيح، والجمع أديار، وأصله واو، وليس هذا موضع تفسيره. والرَّيْد: الحرف الناتئ من الجبل، والجمع رُيود. والرَّيْدَة: الريح الساكنة. والرّائد: الذي يطلب الكلأ. ومن أمثالهم: "الرائد لا يَكْذِبُ أهلَه". ورائد الرّحَى: الخشبة التي تُدار بها رَحَى اليد. ورَحًى من بنات الياء، والدّليل على ذلك قولهم: رَحَيان. قال مهلهل:

كأنّا غُدْوَةً وبني أبِـينـا

 

بجَنْبِ عُنيزةٍ رَحَيا مُديرِ

ويروى: بشطّ عُنيزةٍ. والدَّريّة: ما استتر به الرامي من بعيد أو غيره.

باب الدال والزاي

مع ما بعدهما من الحروف

د-ز-س

أُهملت وكذلك حالهما مع الشين والصاد والضاد والطاء والظاء.

د-ز-ع

الدَّعْز: الدّفع، وربما كُني به عن النِّكاح؛ يقال: دَعَزَ الرجلُ المرأةَ يدعَزها دَعْزاً. والزَّعْد: الرجل الفَدْم العَيِيّ.

د-ز-غ

الزَّغْد: أن يردِّد البعير هديرَه في غَلْصَمَته؛ يقال: زَغَدَ البعيرُ يزغَد زَغْداً. قال الراجز:

قَلْخاً وبَهْباهَ الهديرِ الزَّغُدِ

ويقال: زَغَدَ سِقاءه، إذا عصره حتى تخرج الزُّبدة من فم السِّقاء وقد تضايق بها. والزَّغْد: الرجل الفَدْم العَيِيّ.

د-ز-ف

الفَزْد: لغة في الفَصْد؛ وفي خبر لبعض العرب أنه أُتي بمِفْصَد وناقة ليفصِدها فلَتَبَ في سَبَلَتها وقال: هكذا فَزْدي، يريد فَصْدي أنا.

د-ز-ق

تُجعل الزاي مع الدال والقاف إذا اجتمعت في الكلمة صاداً فيقولون القَصْد والقَزْد، وأكثر ما يفعلون ذلك إذا كانت الزاي ساكنة فإذا تحركت جعلوها صاداً، ألا تراهم يقولون: هو يَزدُق، فإذا فتحوا الصاد قالوا: صَدَقَ، لم يقولوها إلاّ بالصاد؛ وقد قالوا: رجل زِنْدِقيّ وزَنْدَقيّ، وليس من كلام العرب.

د-ز-ك

الكَزْد: اسم موضع، ولا أدري ما صحّة عربيّته.

د-ز-ل

أُهملت وكذلك حالهما مع الميم.

د-ز-ن

الزَّنْد والزَّنْدة، وهما عودان في أحدهما فروض، وهي الثُّقَب تُقدح بها النار، فالتي فيها الفُروض هي الأنثى والذي يُقدح بطرفه هو الذكر. ويقال: زَنْد وزَنْدَة، فإذا اجتمعا قيل: زَنْدان، ولم يُقل: زَنْدَتان، والجمع زِناد وأزْنُد في أدنى العدد. ورجل مزنَّد: بخيل، وأصله من التزنيد، والتزنيد أن تُخَلّ أشاعر الناقة بأخِلّة صغار ثم تُشدّ بشعر من شعر هُلْبها، وذلك إذا اندحقت رَحِمُها بعد الولادة، فذلك التزنيد؛ قال أبو بكر: الهُلْب شعر الذَّنَب، ومنه اشتقاق مهلَّب. والأقرع الذي مسح النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم يده علي رأسه فنبت شعرُه يُسمَّى الهَلِب. والزَّندان: مَوْصِلا طَرَف الذّراع في الكفّ. وقد سمّت العرب زِناداً.

د-ز-و

لها مواضع في الاعتلال تراها إن شاء الله تعالى.

د-ز-ه

الزُّهْد: خلاف الرغبة؛ زَهَدْتُ في الشيء أزهَد فيه زُهداً وزَهادة. والزّاهد في الدنيا: التارك لها ولما فيها، والجمع زُهّاد. والإزهاد: الفقر. قال الشاعر:

فلن يطلبوا سِرَّها للغِنى

 

ولن يتركوها لإزهادِها

والزَّهيد: القليل من كل شيء؛ يقال: مال زهيد وشيء زهيد، أي قليل. وفي كلام عليّ عليه السلام: "الزّاد زَهيد والسّفَر بعيد".

د-ز-ي

زَيْد: مصدر زاد الشيءُ يزيد زَيْداً. قال الشاعر:

وأنتمُ معشر زَيْدٌ علـى مـائةٍ

 

فأجمِعوا أمركم طُرّاً فكيدوني

ويُروى: كيدكم. وقد سمّت العرب زَيداً ومَزْيَداً وزِياداً وزائدة وزِيادة ويزيد. والزِّيادة: ضد النقصان. والمَزيد من كل شيء: الاستكثار منه والزيادة فيه؛ يقال: عند الله المَزيد من النعيم.

باب الدال والسين

مع ما بعدهما من الحروف

د-س-ش

أُهملت وكذلك حالهما مع الصاد والضاد والطاء والظاء.

د-س-ع

دَسَعَ البعيرُ بجِرَّته يدسَع دَسْعاً، إذا اجترّها الى فيه. ودَسَعَ الرجلُ، إذا قاء، يدسَع دَسْعاً؛ لغة يمانية. والدّسيعة: مركَّب العنق في الكاهل، والجمع دسائع. وسميت الجفنة دَسيعةً تشبيهاً بدسيعة البعير لأنها لا تخلو كلما اجتُذب منها جِرَّة عادت فيها أخرى. والدَّعْس: الوطء الشديد؛ دَعَسَت الإبلُ الطريقَ تدعَسه دَعْساً، إذا وطئته وطأً شديداً. وأرض دَعْس ومدعوسة. سهلة فيها رمل، الى ذلك يرجع إن شاء الله. ودَعَسَه بالرمح، إذا طعنه به يدعَسه دَعْساً؛ ورمح مِدعاس ومِدْعَس، والجمع المَداعس؛ ورجل مِدْعَس، إذا كان طَعّاناً به. قال الراجز:

لَتَجِدَنّي بالأمير بَرّا

وبالقناة مِدْعَساً مِكَرّا

إذا غُطَيْفُ السُّلَميُّ فَرّا

والسَّدْع: صَدْم الشيء بالشيء، لغة يمانية؛ سَدَعَه يسدَعه سَدْعاً. وسُدِعَ الرجلُ سَدْعَةً شديدة، إذا نُكب، لغة يمانية. ويقولون في كلامهم: نَقْذاً لك من كل سَدْعَة، أي سلامةً لك من كل نكبة. والسّعْد: ضِدّ النّحْس من نجوم السماء، فالتي تسمّى السّعود أربعة أنجم، وهي في الأصل عشرة، منها أربعة ينزل بها القمر، وهي سَعْد الذابح، وسعْدُ بُلَعَ، وسعْد الأخبية، وسعْد السّعود. وكل ما كان من الأسماء المشبَّهة بهذا الاسم فهو مشتق منه مثل سَعْد وسَعيد وسُعَيْد. وبنو سُعَيْد: بطن من العرب. وساعدة: اسم من أسماء الأسد. وبنو ساعدة: بطن من العرب. وفي العرب سُعود منها سَعد تميم، وسَعد هُذيل، وسَعد قيس، وسَعد بكر، وسَعد ضبّة. قال الشاعر:

رأيتُ سُعوداً من شعوب كثيرة

 

فلم أرَ سعداً مثلَ سعْد بن مالكِ

ويُروى: من سُعود كثيرة. والسّعْدانة: اسم حمامة. قال الشاعر:

إذا سَعدانةُ السَّعَفات ناحَـتْ

 

أهاجت عنده الصَّبَّ الحزينا

والسَّعيدة: بيت كانت تحجّه ربيعة في الجزهلية أحسِبه قريباً من سِنداد قريباً من الكوفة. قال ابن الكلبي: هو على شاطئ الفرات. وقد سمّت العرب سُعاد وسَعيداً وسُعْدى ومسعوداً ومَسْعَدة. وبنو سَعود: بطن من العرب. وكان في الجاهلية صنم بساحل تهامة يقال له سَعد تعبده هُذيل ومن يليها، وله حديث. وبه سمّت العرب عَبْد سَعْد. وساعِدا الإنسان: عَضُداه. وأنشد أبو حاتم للعُجَيْر السَّلولي:

تَنالونها أو تنشفَ الأرضُ منكمُ

 

دماً خَرَّ عنه ساعدٌ وجـبـينُ

وساعِدا الطائر: سِقطاه، وهما جناحاه. والسّعيد: ضدّ الشقيّ. والسّعيد: النهر الذي تشرب به الأرض بظواهرها إذا كان مفرداً لها؛ تقول العرب: هذا سَعيدُ هذه الأرض. وسَواعد البئر: عيونها التي ينبع منها الماء. وسَواعد الضّرع: عروقه التي يخرج منها اللبن. قال الشاعر:

فجاءت بمَعْيُوف الشريعة مُكْلَعٍ

 

أرَشّتْ عليه بالأكُفِّ السّواعدُ

قوله معيوف يعني قَعْباً وسِخَ موضعِ الشّريعة، مأخوذ من عِفتُ الشيءَ؛ والمُكْلَع: الذي ركبه الكَلَع وهو الوسخ يركب الإناء؛ وأرشّت من الرّشّ، يقال: أرشّت السحابة وسحابٌ مُرِشّ. وسُعْد: موضع بنجد قد ذكره جرير فقال:

ألا حَيِّ الديارَ بسُعْدَ إنّـي

 

أُحبُّ لحُبِّ فاطمةَ الدِّيارا

والسُّعْد: أصول نبت معروف طيب الرائحة. والسُّعادى أيضاً: أصول نبت ينبت في القُرْيان ومجاري المياه من غِلَظ الأرض الى سهولها. وبنو أسْعَد: بطن من العرب. وأسْعَد: تذكير سُعْدَى. والسَّعْدان: نبت تغزُر عليه ألبان الإبل. والمثل السائر: "مرعًى ولا كالسَّعْدان". وسَعْدانة البعير: كِرْكِرته التي تَلْصَق بالأرض إذا برَكَ. وساعدتُ الرجلَ على الأمر مساعدةً، إذا أنجدته عليه. وقد سمّت العرب مَسْعَدَة، وهو مَفْعَلَة من هذا. والعَدَس: حَبّ معروف. والعَدَسَة: بثرة كانت تخرج على الناس في الجاهلية تُعدي شبيهة بالطاعون، زعموا أن أبا لَهَب مات بها. ويقال: رجل عَدُوس الليلِ، إذا كان قوياً على السُّرى. قال الشاعر:

مخشَّمةُ العِرْنين منقوبةُ الـعَـصـا

 

عَدُوسُ السُّرى لا يقبل الكَرْمَ جِيدُها

يصف راعية؛ الكَرْم: القِلادة، وأصل العَدْس: الوطء الشديد. وعُدَس: اسم رجل، وقالوا: عُدُس أيضاً. وعَدَسْ: زَجْرٌ من زَجْرِ البغال خاصّة. قال ابن مفرِّغ يخاطب بغلته:

عَدَسْ ما لعبّادٍ عليكِ إمارةٌ

 

نَجَوْتِ وهذا تحملين طليقُ

وكان الخليل يزعم أن عَدَساً كان رجلاً عنيفاً بالبغال في أيام سليمان بن داود عليهما السلام، فالبغال إذا قيل لها: عَدَس، انزعجت؛ وهذا ما لا تُعرف حقيقته في اللغة. وقد سمّت العرب عَدّاساً وعُدَيْساً. والعَسْد: أصله الفتل الشديد؛ عَسَدْتُ الحبلَ أعسِده عَسْداً، وقد أميت هذا الفعل. والعِسْوَدَّة: دُوَيْبَة شبيهة بالحِرْباء، والجمع عساوِد وعِسْوَدّات. وجمل عِسْوَدّ ورجل عِسْوَدّ، إذا كان قوياً شديداً.

د-س-غ

أُهملت.

د-س-ف

السَّدَف: الظلمة، وهو من الأضداد عندهم؛ أسدفَ الليلُ يُسْدِف إسدافاً، إذا أظلم. وأسدفَ الفجرُ، إذا أضاء، وهي لغة لهوازن دون سائر العرب؛ تقول هوازن: أسْدِفوا لنا، أي أسْرِجوا لنا. وتصغير سَدَف سُدَيْف. وقد سمّت العرب سُدَيْفاً، وهو تصغير سَدَف، ومُسْدِفاً. والسَّديف: شحم السّنام. وأسدفنا، إذا دخلنا في سَدَف الليل. وجئتُ بسُدْفَة، أي في بقيّة من الليل. وسَفِدَ البعيرُ الناقةَ والتيسُ العَنْزَ والطائرُ يَسْفَد سِفاداً وسَفْداً. والفَساد: ضدّ الصلاح؛ فسَدَ الشيء يفسُد ويفسِد فساداً وفسوداً، وأفسدته أنا إفساداً، وفَسَدَ يفسِد ضعيف.

د-س-ق

الدّسْق: فعل ممات، ومنه اشتقاق الدَّيْسَق، الياء زائدة، وهو ترقرق السراب على الأرض وترقرق الماء المتضخضخ؛ وكل لَمَعان ماء أو سراب فهو دَيْسَق، وقال قوم: بل كل أبيض دَيْسَق. والدَّقْسَة: دُوَيْبَة صغيرة، زعموا. والقُدس من قولهم: قدَّس يقدِّس تقديساً. والتقديس: التطهير من قولهم: لا قدَّسه الله، أي لا طهّره. وقال قوم: بل التقديس البركة، وبه سمِّيت الشام الأرض المقدَّسة. وقُدْس أُوارةَ: جبل معروف. واشتقاق بيت المَقْدِس من التقديس، وهو التطهير أيضاً. والمقدِّس: الحَبْر أو الراهب. قال الشاعر:

فأدْرَكْنَه يأخذنَ بالساق والنَّـسـا

 

كما شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثوبَ المقدَّسِ

يصف ثوراً وحشياً أدركته الكلابُ، شبّه براهب قد أطاف به الولدان يمسحونه حتى شبرقوا ثوبه، أي قطّعوه. والقَدّاس والقُداس، بالضم والتخفيف: حجر يُطرح في حوض الإبل يقدَّر عليه الماء فيقتسمونه بينهم يصنعون به كما يصنعون بالمَقْلة في أسفارهم، وهي الحَصاة التي تُطرح في القعب يتصافنون الماء عليه، يفعلون ذلك عند ضِيق الماء ليشرب كل إنسان بمقدار. قال أبو بكر: يقال: تصافن القومُ ماءهم، إذا اقتسموه على المَقْلَة، ولا يقولون: اقتسموا ماءهم؛ ويقال له القادِس أيضاً. والقِدِّيس، زعموا: الدُّرّ؛ لغة يمانية قديمة. وأنشد ابن الكلبي بيتاً لمُرْتِع بن معاوية أبي كِنْدَة بن المُرْتِع. والقادِس: سفينة عظيمة. قال الشاعر:

وتهفو بهادٍ لـهـا مَـيْلَـعٍ

 

كما اطَّرَدَ القادسَ الأرْدَمونا

المَيْلَع: الطويل، والأرْدَمون: الملاّحون.

د-س-ك

سَدِكْتُ بالشيء أسْدَك به سَدْكاً وسَدَكاً، وأنا سادكٌ به وسَدِكٌ، إذا لزمتَه فلم تفارقه. قال الشاعر:

طافَ الخيالُ ولا كليلَة مُدْلِجٍ

 

سَدِكاً بأرْحُلنا ولم يتعـرَّجِ

والكَدْس والكُداس: العُطاس؛ كَدَسَ يكدِس كَدْساً وكُداساً فهو كادس، وكانت العرب تتشاءم به. قال الهذلي:

وخَرْقٍ إذا وجّهتَ فيه لـغـزوةٍ

 

مضيتَ ولم تحبِسك عنه الكوادسُ

يقول: لم تتشاءم بالكُداس فتحتبسَ عن وجهتك التي أردت. والكُدْس: الطعام المجتمع، عربي صحيح، والجمع أكداس، وأهل الشام يقولون: الكداديس، والواحد كُدِّيس، زعموا. قال المتلمس يخاطب ملكاً فرَّ منه:

لم تَدْرِ بُصْرَى بما آليتُ من قَسَمٍ

 

ولا دمشقُ إذا إذا دِيسَ الكداديسُ

قال أبو بكر: قال الأصمعي: هذا غلط، إنما هو: إذا دِيس الفَراديس؛ قال: وهي الأكداس بلغة أهل الشام. وتكدّس الفرسُ تكدُّساً، إذا مشى كأنه مُثْقَل. قال الشاعر:

وخيلٍ تكَـدَّسُ بـالـدارعـي

 

نَ تحت العَجاجة يَجْمُزْنَ جَمْزا

وقال الآخر:

وخيلٍ تكَدَّسُ مَشْيَ الوُعو

 

لِ نازَلتَ بالسيف أبطالَها

د-س-ل

الدَّلْس: فعل ممات، قالوا، منه دالَسَ يدالِس مدالسةً ودِلاساً، كأنه الخيانة والغدر. ويقال: فلان لا يدالِس ولا يوالِس، أي لا يخون ولا يغدر. والسَّدْل من قولهم: سَدَلْتُ السِّتر أسدِله سَدْلاً، إذا أرخيته، والسِّتر يسمّى السِّدْل. والسِّدل أيضاً: السِّمط من الجوهر يطول حتى يقع على الصدر، والجمع سُدول. وسَدَلَ الرجلُ ثوبَه، إذا أرخاه؛ ونُهي عن السدل في الصلاة. والسَّديل: ثوب يُرخى في عُرْض البيت نحو الخِدْر. واللَّدْس من قولهم: لَدَسْتُ الرجل بيدي لَدْساً، إذا ضربته بها؛ ولَدَسْتُه أيضاً بالحجر: رميته به. وبه سُمّي الرجل مُلادِساً. وبنو ملادِس: بطن من العرب. وناقة لَديس: كأنها رُميت باللحم. قال الشاعر:

سَدِيسٌ لَدِيسٌ عَيْطَموسٌ شِمِلّةٌ

 

تُبار إليها المُحْصَنات النّجائبُ

العَيْطَموس: التامّة الجمال؛ والشِّمِلّة: السريعة؛ وتُبار: تُعرض ليُنظر الى شبهها منها؛ وإليها بمعنى عندها، كما قال الراعي:

ثَقالٌ إذا رادَ النِّسـاءُ خـريدةٌ

 

صَناعٌ فقد سادت إليَّ الغوانيا

أي عندي. واللَّسْد من قولهم: لَسِدَ الكلب ما في الإناء يلسَده لَسْداً، إذا لَحِسَه، وكذلك لَسِدَ الرجل ما في الإناء أيضاً. وكل لَحْسٍ لَسْدٌ، ومن ذلك لَسِدَت الوحشيَّةُ ولدَها، إذا لحِسته.

د-س-م

دَسَم اللحمِ: معروف. والدِّسام: صِمام القارورة. والدِّسام: ما سَدَدْتَ به الجرح؛ يقال: دَسَمْتُ الجرح أدسُمه دَسْماً. وأنشد الأصمعي:

إذا أردنا دَسْمَه تنفَّقا

بناجِشات الموت أو تمطَّقا

والدُّسْمَة: غُبْرَة فيها سواد، الذكر أدْسَمُ والأنثى دَسْماءُ. قال الشاعر:

الى كل دسماءِ الذراعين والعَقْبِ

ودَيْسَم: اسم ويقال إنه ولد الدُّبّ؛ وقال مرةً أخرى: والدّيْسَم: ولد الدُّبّ أو ولد الذئب. وقد سمّت العرب دَيْسَماً. قالت امرأة من العرب:

أحْثي على دَيْسَمَ من جَعْد الثّرَى

أبَى قضاءُ الله إلاّ ما ترى

واشتقاق دَيسم إما من الدُّسمة وإما من الدَّسَم، والياء فيه زائدة. ودُسْمان: موضع. والدَّمَس: اختلاط ظلمة الليل، وقالوا الدَّمْس أيضاً. وكل شيء غطّيته فقد دَمَسْتَه. قال الشاعر:

إذا ذُقْتَ فاها قلتَ عِلْقٌ مدمَّسٌ

 

أريدَ به قَيْلٌ فغُودِرَ في سَأْبِ

أراد زِقّاً مغطّىً، فيه خمر. والمدمِّس والمدمَّس: السجن، وكل ما غطّاك من شيء فهو دِماس. ودَمَسَ الليلُ يدمُس دُموساً فهو دامس. ودِماس الزِّقّ: كساء يُطرح عليه. والسَّدَم: الحزن؛ سَدِمَ يسدَم سَدَماً، ومن ذلك قالوا: نادِم سادِم؛ وقال قوم: بل السادم مأخوذ من المياه الأسدام، وهي المندفنة التي تغيّرت لطول المكث. ويقال: ماءٌ أسدام ومياهٌ أسدام، وهو مما وُصف واحده بصفة الجمع، وقد قالوا: ماءٌ سُدُم أيضاً. والدِّيماس: بيت في جوف بيت أو بيت مِدراس لبعض أهل الملل، ولا أدري ما صحّته. والسَّديم: الضباب الرقيق في بعض اللغات. قال الشاعر:

وقد حال ركنٌ من أُحَيْمِرَ دونهم

 

كأنّ ذُراه جُلِّـلَـتْ بـسَـديمِ

والسَّدِم: الفحل القَطِم، أي الهائج. قالت ليلى الأخيلية:

يا أيها السَّدِمُ المُلـوّي رأسَـه

 

ليسوقَ من أهل الحجاز بَريما

ويُروى: ليقود؛ والبَريم هاهنا: خِلطان من ضأن ومعز، وكل لونين اختلطا فهما بَريم، وأكثر ما يُخصّ بذلك الحبل إذا كان فيه سواد وبياض. والسَّدَم: اللَّهَج بالشيء. قال أبو حاتم: قلت للأصمعي: إنك لتحفظ من الرجز ما لم يحفظه أحد، فقال: إنه كان هَمَّنا وسَدَمنا. والسّامد: اللاهي؛ سَمَدَ يسمُد سُموداً، لغة يمانية، يقولون للقينة: اسمُدينا، أي ألْهِينا. وقد رُوي هذا البيت في شعرِ عادٍ، ولا أدري ما صحّته، وقد احتجّ به العلماء:

قَيْلُ قُمْ فانظرْ إليهم

 

ثم دَع عنك السُّمودا

قَيْل: اسم رجل. وجاء في القرآن: "وأنتم سامدون"؛ قال أبو عبيدة: لاهُونَ، والله أعلم. ويقال: سمَّد رأسه وسبَّده، إذا استأصله. والسَّمْد: السير الشديد الدائم؛ ساروا سيراً سَمْداً، أي دائماً. فأما السَّماد الذي يعرفه الناس فهو عربي صحيح، وأصله السَّمْدَة، والسَّمْدَة: تسهيل الأرض بالمِسحاة والقَدوم. والإسْمِيد: السَّمِد. والمَدْس: الدَّلْك والعَرْك؛ مَدَسْتُ الأديمَ أمدُسه مَدْساً. والمَسْد: الفَتْل الشديد؛ يقال: مَسَدْتُ الحبلَ أمسُده مَسْداً، والحبل ممسود. وقد جاء في التنزيل: "حَبْلٌ من مَسَدٍ"، فسَّره أبو عُبيدة بشدّة الفتل، والله أعلم. وجارية ممسودة: معصوبة اللحم على العظام غير مسترخية.

د-س-ن

الدَّنَس: ضد النظافة والنقاء؛ دَنِسَ يدنَس دَنَساً، فهو دَنِسٌ. ودنّس عِرْضه تدنيساً ودناسةً ودَنَساً، وجمع دَنَس أدناس. والسّادن، والجمع سَدَنَة، وهم القوم على الأصنام كانوا في الجاهلية ثم صاروا في الإسلام سَدَنَة الكعبة وسَدَنَة بيت المَقْدِس أيضاً، والاسم السِّدانة. وكانت قريش تقول: السِّدانة والسِّقاية والرِّفادة، فالسِّقاية والرِّفادة لبني هاشم والسِّدانة لبني عبد الدار، وكانت قريش تترافد للحاجّ فيجمعون بينهم مالاً فيكون للمنقطع ولمن لا زاد له، وكان يتولّى ذلك العبّاس ثم بقي في ولده الى اليوم وكان كذا في بني أمية. والسَّنَد: ما قابلك من الجبل ممّا علا عن السفح، والجمع أسناد. وسَنَد: ماء معروف لبني سَعْد. وناقة سِناد: طويلة. والسِّناد في الشِّعر: اختلاف الرِّدفين كقول العجّاج:

يا دار سلمى يا اسلمي ثم اسلمي

بسِمْسِمٍ أو عن يمينِ سِمْسِمِ

ثم قال في بيت آخر:

فخِنْدِفٌ هامةُ هذا العالمِ

وهذا سِناد قبيح. ويقال: خرج القوم متساندين، إذا خرجوا على رايات شتّى. والأسناد: ضرب من الشجر. وضربٌ من الثياب تسمّى المُسْنَديّة. والإسناد في قولهم: أسندتُ هذا الحديثَ الى فلان أُسنِده إسناداً، إذا رفعته إليه. وباب من النحو يسمّى المُسْنَد والمُسْنَد إليه. والمُسْنَد: الدهر؛ يقال: لا أفعل ذلك سَجيسَ المُسْنَدِ، أي آخرَ الدهر. والمُسْنَد: خطّ حِمْيَر الذي كانوا يكتبون بينهم أيام ملكهم. والسِّنْد: هذا الجيل المعروف؛ يقولون: سِنْد وسُنود وأسناد، كما قالوا: هِند وهُنود وأهناد. والمَسْنَد: كل ما استندتَ إليه من شيء أو أسندتَ إليه شيئاً. ويقال: فلان سَنَدُ بني فلان، إذا كان معتمَدهم في أمورهم. وفلان سَنيد في بني فلان، إذا كان دَعيّاً فيهم. قال الشاعر:

رأيتُكما يا ابنَي عِياذٍ عَـدَوْتُـمـا

 

على مالِ ألْوَى لا سنيدٍ ولا ألَفْ

ولا مالَ لي إلا عِطافٌ ومِـدْرَعٌ

 

لكم طَرَفٌ منه حديدٌ ولي طَرَفْ

والنَّدْس: الوَخْز بمُدية أو سِنان؛ يقال: نَدَسَه بالرُّمح نَدْساً. قال الشاعر:

نَدَسْنا أبا مندوسةَ القينَ بالقنا

 

ومارَ دمٌ من جار بَيْبَةَ ناقعُ

د-س-و

الدَّوْس: مصدر داسه يدوسه دَوْساً؛ وكل شيء وطئته فقد دُسْتَه. ودَوْس: أبو حيّ من العرب عظيم. والسَّدْو: مصدر سَدَتِ الناقة بيديها في السير تسدو سَدْواً حسناً، وهو تذرّعها في المشي والتساع خطوها. ويقال: ما أحسنَ سَدْوَ رِجليها وأتْوَ يديها. والسّواد: ضد البياض. والسَّوْد: موضع. قال الشاعر:

لهم حَبِقٌ والسَّودُ بيني وبينهم

 

يدَيَّ لكم والزائراتِ المحصَّبا

يقال: يَدَيَّ لك أن تكون كذا وكذا، كما تقول: عليَّ لك أن تفعل كذا أو تكون كذا. والسِّواد: مصدر ساودتُه مساودةً وسِواداً، إذا ساررته. وفي الحديث: "إذْنُكَ أن يُرفع السِّتر وأن تسمع سِوادي". وقيل لابنة الخُسّ: لِمَ زَنَيْتِ مع فضْل عقلك? فقالت: طول السِّواد وقرب الوِساد. والسَّواد: داء يصيب الغنم فتسوادُّ منه لحومُها فتموت. والأسْوَدان: التمر والماء، ويقال: ما يخفى ذلك على الأحمر والأسود؛ فالأسود: العرب، لأن السُّمرة فيهم أكثر، والأحمر: العجم، لأن الشُّقرة فيهم أكثر. وسُمّي سَواد العِراق لكثرة مائه وشجره. وشَخْصُ كلِّ شيء: سواده. قال الشاعر:

فأُقْسِمُ لو ضمَّ الـنّـديُّ سـوادَه

 

لما مَسَحَتْ تلك المُسالاتِ عامرُ

المُسالات: جمع مُسالةٍ، وهي جانب اللّحية، وللّحية مُسالتان. والأسود من الحيّات يُجمع أساود ولا يُجمع سُوداً. قال الشاعر:

فألْصَقَ حسّاداً بطِيب تـرابـه

 

وإن كان مخلوطاً بسَمّ الأساودِ

ويقال: فلان أسْوَدُ من فلان، إذا أردت السُّؤدُد، وإذا أردت اللون قلت: فلان أشدُّ سَواداً من فلان. وقد قالوا في تسغير أسْوَد: سُوَيْد، ولهذا باب في النحو. ورُوي عن بعض أهل اللغة أنه قال: رأيتُ أسْوَداتٍ كثيرة، أي حيّات كثيرة. وبنو أسْوَد: بطن من العرب. والسُّوَيْداء: موضع بالشام. قال الشاعر:

إنّني جَيْرِ وإن عَزَّ رهْطي

 

بالسُّوَيْداء الغداةَ غـريبُ

يعني جَيْرِ القسم، ويقال جَيْرِ مبني على الكسر. وسُوَيْداء القلب وسَواده: دمه الذي فيه. وأسْوَدان: أبو قبيلة، وهو نَبْهان. وأسود العين: جبل معروف. قال الشاعر:

إذا زال عنكم أسْوَدُ العينِ كنتمُ

 

كراماً وأنتم مـا أقـام ألائمُ

أي لا تكونون كراماً أبداً. وبنو سُود: بطن من العرب. ووَدَسَتِ الأرضُ تَدِس وَدْساً، إذا ظهر فيها النبت ولم يكثر؛ ووَدَسْتُ الى فلان بكلام، إذا طرحت إليه كلاماً لم تستكمله؛ والنبت وادس والأرض مودوسة. والوِسادة: ما توسّدته؛ ويقال: إسادة، وهي لغة هُذلية. وأوسدتُ في السير، إذا أغذذت فيه، واسأدتُّ في مثله؛ فأما آسدت الكلبَ فهو أن تغريَه بالصيد؛ وقول العامة: أشليتُه خطأ، إنما أشليتُه: دعَوْتُه. والسَّئِد: المُعيي، والسَّأَد: الإعياء. قال الشاعر:

وبتُّ فما لـقـيتُـه أرِقـاً

 

ألقَى لقاءَ اللاقي من السّأَدِ

ولهذا مواضع في الاعتلال تراها إن شاء الله تعالى.

د-س-ه

الدَّهْس من الأرض: الذي يثقل المشي فيه؛ أرض دَهْس وأرَضون دِهاس. وأدهسَ القوم، إذا سلكوا الدَّهْس. وقال قوم: السَّدَه والسُّداه مثل الشَّدَه، وهي الحيرة؛ يقال: سُدِهَ الرجلُ وشُدِهَ فهو مسدوه ومشدوه، إذا غُلب على عقله، كما يقال: دُهِشَ فهو مدهوش. والسُّهاد والسَّهْد والسَّهَد والسُّهُد: السهر. وسهَّدتُ الرجل تسهيداً، إذا أسهرته، وهو ساهد ومسهَّد. والهَدْس: لغة يمانية مماتة، وأصله من قولهم: هَدَسْتُه أهدِسه هَدْساً، إذا زجرته وطردته، وقد أُميت هذا الفعل.

د-س-ي

السِّيد: الذئب، والجمع سِيدان والأنثى سِيدة وسِيدانة. والسَّيِّد: أصله الواو وكان الأصل فيه سَيْوِد فقُلبت الواو ياءً وأُدغمت الياء في الياء؛ ولها مواضع تراها إن شاء الله تعالى. وبنو السِّيد: بطن من العرب من بني ضَبَّة. والسِّيدان: موضع.

باب الدال والشين

وما بعدهما من الحروف

د-ش-ص

أُهملت وكذلك حالهما مع الضاد والطاء والظاء.

د-ش-ع

العَشْد: فعل مُمات من قولهم: عَشَدَ يعشِد عَشْداً، وهو جَمْعُك الشيء.

د-ش-غ

دَغْش: اسم رجل. قال الشاعر:

حواملُ من نخل ابنِ دَغْشٍ مكفَّفُ

أي قد جُمعت أعذاقُه أي ضُمَّ بعضُها الى بعض. قال الشاعر:

وكُفَّ بأجذالِ

والدّغْش من قولهم: تداغش القومُ، إذا اختلطوا في حرب أو صخَب وما أشبه ذلك، وكذلك الدّغْوَشَة. وأحسب أن العرب قد سمّت دَغْوَشاً. ولغة يمانية: دَغَشَ عليهم، أي هجم عليهم.

د-ش-ف

شَدَفْتُ الشيءَ أشدِفه شَدْفاً، إذا قطعته شُدْفَةً شُدْفَةً، أي قطعةً قطعةً. والشَّدَف: الشخص؛ رأيت شَدَفاً، أي شخصاً. ولا تنظرنّ الى ما جاء به الليث عن الخليل في كتاب العين في باب السين فقال: سَدَفٌ في معنى شَدَفٍ، فإنما ذلك غلط من الليث عن الخليل. وفرس أشْدَفُ: عظيم الشخص. قال الشاعر:

شَدِفٌ أشْدَفُ ما ورّعتَه

 

فإذا طُؤطِئ طَيّارٌ طِمِرّْ

ويُرْوى: شُندْفٌ أشْدَفُ؛ والشَّدَف من قولهم: فرس شُنْدُف، أي مشرف، النون زائدة. والفَدْش من قولهم: فَدَشْتُ الشيء فَدْشاً، إذا شدخته؛ وفَدَشْتُ رأسه بالعصا أو الحجر، إذا شدخته.

د-ش-ق

الدّقْش، قال يونس: سألت أبا الدُّقَيْش: ما الدُّقَيْش? فقال: لا ندري، إنما هي أسماء نسمعها نسمَّى بها، وقال أبو حاتم: الدَّقْشَة: دُوَيْبَة رقطاء أصغر من العَظاءة؛ والدَّقْش عنده شبيه بالنّقْش. قال أبو بكر: وردّ قوم من أهل اللغة هذا الحرف فقالوا: ليس بمعروف. وهذا غلط لأن العرب قد سمّت دَنْقَشاً، فإن كان من الدَّقْش فالنون زائدة، ولم يبنوا منه هذا البناءَ إلاّ وله أصل. وقال بعض أهل اللغة: الدَّقْش: ضرب من الطير الأرْقَش. والشِّدْق: شِدْق الإنسان والدّابّة، وهو لحم باطن الخدّين من جانبي الفم؛ شِدْق وأشداق. ورجل أشْدَقُ وامرأة شَدْقاءُ، إذا اتّسعت أشداقُهما. وبعير شَدْقَم للواسع الفم، وهو من الشِّدْق والميم زائدة؛ ولهذا باب تراه فيه إن شاء الله تعالى. والقِشْدَة: تمر وسَويق يُسْلأ به السَّمن، وهي الخُلاصة. وقُدَاش: موضع.

د-ش-ك

الكَدْش من قولهم: كَدَشَه يكدِشه كَدْشاً، إذا دفعه دفعاً شديداً. وكُدَاش: اسم رجل، من هذا اشتقاقه. ويقال: كَشَدْتُ الشيء أكشِده كَشْداً، إذا قطعته بأسنانك قطعاً كما يُقطع القِثّاء والجزر وما أشبههما. والشُّكْد: العطاء؛ شَكَدَه يشكُده شَكْداً، فالاسم الشُّكد والمصدر الشَّكْد، وقيل: أشْكَدَه، وليس بالعالي.

د-ش-ل

أُهملت.

د-ش-م

مَدِشَتْ عينُ الرجل تمدَش مَدَشاً، إذا أظلمت من جوع أو حرِّ شمسٍ، وأحسبه مقلوباً من دَمِشَ.

د-ش-ن

شَدَنَ الظبيُ يشدُن شُدوناً فهو شادن، إذا قوي واشتدّت عظامه. وظبية مُشْدِن، إذا كان ولدُها شادناً، وكذلك الناقة. والنَّدْش: بحثك عن الشيء؛ يقال: نَدَشْتُ عن هذا الأمر أندِش نَدْشاً. والنّدْش والمَدْش متقاربان في المعنى، وهو شبيه بالنّجْش. ويقال: نَشَدْتُ الضّالّةَ أنشُدها نَشْداً ونِشداناً فأنا ناشِد، إذا عرَّفتها؛ وأنشدتُ الضّالَّةَ إنشاداً فأنا مُنْشِد، إذا استرشدت عنها. قال العبدي:

يُصيخُ للنّبْأة أسماعَـه

 

إصاخةَ النّاشدِ للمُنْشِدِ

قال أبو حاتم: قلت للأصمعي: فما معنى قول أبي داود:

ويظلُّ أحياناً كـمـا اس

 

تَمَعَ المُضِلُّ لصوتِ ناشِدْ

أليس الناشد هو المُضِلّ? قال: هذا كقولهم: الثَّكلى تُحب الثَّكلى، كأنه يسمع صوته فيتأسّى به. قال أبو حاتم: ونشيد الشعر ونشيد الضالة واحد في اللفظ لا في المعنى. وناشدتُ فلاناً مناشدةً، إذا حلَّفته. وأنشدتُ الشِّعر إنشاداً. ونَشَدْتُك الله أن تفعل كذا وكذا، أي ذكّرتك الله.

د-ش-و

دَوِشَتْ عين الرجل تَدْوَش دَوَشاً، إذا فسدت من داء يصيبها، والاسم الدَّوَش، والرجل أدْوَشُ، والمرأة دَوْشاءُ. والشَّدْوُ: إنشاد البيت أو البيتين من الشعر يمدّ به الرجل صوتَه كالغناء؛ شَدا يشدو شَدْواً. وكل قليل من كثير فهو شَدْوٌ، نحو الشَّفا من البصر إذا بقي؛ يقال: ما بقي من بصره إلا شَدْوٌ، ولم يبقَ من قوَّته إلا شَدْوٌ. وتقول العرب إذا سئل الرجل منهم عن القصيدة قال: أشدو منها بيتاً أو بيتين. وشَدْوان: موضع.

د-ش-ه

دُهِشَ الرجلُ فهو مدهوش، وشُدِهَ فهو مشدوه بمعنى، والاسم من هذا الشُّداهُ ومن ذلك الدَّهَشُ. والشُّهْد: العسل الذي لم يُصَفَّ، وقد قيل شَهْد أيضاً، والضمّ أعلى. والشَّهْد: جمع شاهد، كما قالوا: صاحب وصَحْب، وراكب ورَكْب. وشهِدَ الرجلُ يشهَد شهادةً فهو شاهد وشهيد. والأشهاد: جمع شَهْد، مثل صحْب وأصحاب. والرجل شاهد وشهيد، وقد جمعوا شهيداً على شُهَداء. ويقال: فلانة شاهدي، مثل الذكر سواء. والمَشْهَد: الموضع الذي يشاهد فيه القومُ القومَ، أي يحضر بعضهم بعضاً. والشاهد: خلاف الغائب. ويقال: أشهدَ الرجلُ، إذا أمذى؛ ذكر ذلك يونس عن رؤبة. والشّهيد في سبيل الله: معروف. وشُهود الناقة: آثار مواضع مَنْتَجِها من دم أو سَلًى. قال الهذلي:

فجاءت بمثل السّابريِّ تعجّـبـوا

 

له والثّرى ما جفَّ عنه شُهودُها

د-ش-ي

الدَّيْش: أبو بطن من العرب. والشِّيد: الجِصّ، ومنه قيل: قصر مَشيد، أي مجصَّص؛ وكذلك قوله تعالى: "وقصرٍ مَشيدٍ"، أي مجصَّص؛ فإذا قيل مشيَّد فهو مرفَّع مطوَّل. قال:

لا تحسِبنّي وإن كنتُ أمرأً غُمُراً

 

كحيّة الماء بين الطّين والشِّـيدِ

وشيّدتُ البناء تشييداً وأشَدْتُ الحديثَ إشادةً، إذا نمّيته ورفعته.

باب الدال والصاد

مع ما بعدهما من الحروف

د-ص-ض

أُهملت وكذلك حالهما مع الطاء والظاء.

د-ص-ع

الدِّعْص: الكثيب الصغير من الرمل، والجمع أدعاص ودِعَصَة. والدّعْصاء: الأرض السهلة تحمى عليها الشمس فتكون رَمْضاؤها أشدّ حرّاً من غيرها، وربما تمثّل الجَرْمي أو النَّهْدي بهذا البيت:

المستغيثُ بعمرٍو عند كُرْبـتـه

 

كالمستغيث من الرَّمضاءِ بالنّارِ

فيقول: من الدّعْصاء بالنار، وهكذا لغتهم. وتدعّص اللحم، إذا تهرّأ من فساد. والصَّدْع: مصدر صَدَعْتُ الشيءَ أصدَعه صَدْعاً، إذا شققته باثنين. قال الشاعر:

وأنْحَرُ للشَّرْب الكرام مطيَّتي

 

وأصْدَعُ بين القَيْنَتَـيْن رِدائيا

ثم كثر ذلك حتى صار كل منفطر منصدعاً. قال حسّان:

وأمانةُ المُرّيّ حيث لقيتَـهـا

 

مثلُ الزجاجة صَدْعُها لا يُجْبَرُ

يقوله حسّان بن ثابت بأمر من النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم. والصّديع: الصبح. وانصدع الصبح، إذا انشقّ عنه الليل. قال الشاعر:

به السِّرحانُ مفترشاً يديه

 

كأن بياض لَبَّتِه الصَّديعُ

السِّرحان هاهنا: الأسد بلغته لأن الذئاب لا بياض فيها، والسِّرحان بلغة أهل نجد: الذئب. وصَدَعَ الرجلُ بالأمر، إذا أوضحه. والصُّداع: ما يعتري الرأس من الوجع. وتصدّعت الأرضُ عن النبت، إذا تشقّقت؛ هكذا فسّره أبو عبيدة في قوله جلّ وعزّ: "والسّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ. والأرضِ ذاتِ الصَّدْع". والصبح الصادع: المُشرق. والظبي الصَّدَع: الضَّرْبُ اللحمِ بين السمين والمهزول. قال الراجز:

أخُبُّ فيها وأضَعْ

كأنني شاةٌ صَدَعْ

يعني تيساً من الظِّباء. والصَّدَع: الفتيّ من الإبل، وكذلك الرجل الشاب. والمَصادع: طرق سهلة في غِلَظ من الأرض، واحدها مَصْدَع. والمَصادع: المَشاقص. وربما قالوا: خطيب مِصْدَع، كما قالوا: مِصْلَق، إذا كان ذا بيان. وتصدَّع القوم، إذا تفرّقوا. قال الشاعر:

أَعاذِلَ ما لي لا أرى الحَيَّ ودَّعوا

 

وباتوا على نيّاتهم وتصـدّعـوا

والصُّعَد من قولهم: تنفّس صُعَداً، فإذا قالوا: الصُّعَداء فهو ممدود. وتصاعدني الأمرُ، إذا اشتدّ عليّ. وفي الحديث: "ما تصعّدتني خُطبةٌ مثل خُطبة النِّكاح"، أي ما صعبت عليّ. ومنه تصاعُد النَّفَسِ، إذا صعب مخرجُه. وأكَمَة صَعود، إذا اشتدّ صعودها على الراقي؛ وأكَمَة ذات صُعَداء، إذا كانت كذلك. قال الشاعر:

وإن سيادة الأقوام فاعلـمْ

 

لها صُعَداءُ مَطْلِعُها طويلُ

ويقولون: ما زلنا في صَعود وهَبوط، إذا كانوا في أمر شديد. والصُّعود: ضد الهبوط. والصَّعيد من الأرض: التراب الذي لا يخالطه رمل ولا سَبَخ؛ هكذا قال أبو عبيدة، وقال غيره: بل الصعيد: الظاهر من الأرض؛ وكذلك فُسِّر في التنزيل، والله أعلم. والصَّعْدَة: القناة. وقال بعض أهل اللغة: هي القناة التي تنبت مستوية ولم تَحْتَجْ أن تقوَّم، والجمع صِعاد. قال الشاعر:

يا قومِ إنّي لو خشيتُ مجمِّعاً

 

رَوَّيْتُ منه صَعْدتي وسِناني

وبنات صَعْدَة: اسم يختصّ به حمير الوحش. وصَعْدَة: موضع في اليمن، معرفة لا تدخلها الألف واللام. والصَّعود: الموضع الذي يَشُقّ على الراقي، والهَبوط: الموضع الذي يشُقّ على الهابط. ومن كلامهم: ما زلنا في صَعود وهَبوط، إذا كانوا في أمر شديد. والصَّعود أيضاً: الناقة التي فقدت ولدها إما بموت وإما بذبح فعطفت على ولد غيرها، والجمع الصَّعائد. والعَصْد: مصدر عَصَدَ البعيرُ عنقَه يعصِدها عَصْداً، إذا لواها عند الموت فهو عاصد. وكل شيء لويته فقد عَصَدْتَه، وبه سفمّيت العَصيدة. والعِصْواد: اختلاط القوم في حرب أو صَخَب واستدارةُ بعضهم في بعض. وتَعَصْوَدَ القومُ، إذا فعلوا ذلك؛ وأحسب أصله من العَصْد، والواو والألف زائدتان.

د-ص-غ

الصُّدْغ، صُدْغ الإنسان: معروف، وهما صُدْغان، وهو ما انحدر من الرأس الى مَرْكَب اللَحيين بين أطراف الحاجبين وقُصاص الشعر تحت الجبهة. قال العجّاج:

يَلْهَزُ أصداغَ الخصومِ المُيَّلِ

للحقّ حتى ينتهوا للأعْـدَلِ

وبه سمِّيت المِصْدَغة لأنها تُجعل تحت الصُّدْغ. وصَدَغْتُ الرجلَ عن الأمر، إذا رددته عنه وكففته؛ وإنك لتصدَغني عن حاجتي، أي تصرفني عنها. والدّاغصة: العظيم في باطن الرُّكبة الذي يكتنفه العَصَبُ والماءُ الصافي الرقيق. وتقول العرب: سَمِنَ حتى كأنه داغِصة، والجمع دَواغص.

د-ص-ف

الدَّفْص: فعل مُمات، وهو الملوسة، ومنه اشتقاق الدَّوْفَص، وهو البصل الأبيض الأملس، الواو فيه زائدة. وصَدَفَ الرجلُ يصدِف ويصدُف، والكسر أعلى، صُدوفاً، إذا مال عن الشيء فهو صادِف، وأصدفتُه أنا إصدافاً. وصَدوف: اسم امرأة. والصَّدَف: مَيَل في القدم. قال الأصمعي: لا أدري عن يمين أو عن شمال؛ قال أبو حاتم: الصَّدَف إقبال إحدى الركبتين على الأخرى؛ ورجل أصْدَفُ. والفرس الأصْدَف: الذي يميل أحد حافري يديه الى وحشيّه؛ صَدِفَ يصدَف صَدَفاً. وصَدَفَة الأذن: محارتها الداخل المدوَّر. والصَّدَف: مَحار اللؤلؤ، والجمع أصداف. والصُّدُفان: جانبا الشِّعب في الجبل؛ وكذلك فُسِّر في التنزيل. والصَّدِف: بطن من كِندة يُنسبون اليوم الى حضرموت، فإذا نسبتَ قلتَ: صَدَفيّ كراهةَ الكسرة قبل ياء النسب. قال الراجز:

شُدّا عليَّ صُرَّتي لا تنقعِفْ

إذا مَشَيْتَ مِشْيَةَ العَوْدِ النَّطِفْ

يومٌ لهمدانَ ويومٌ للصَّدِفْ

ولتميم مثلُها أو تعترفْ

تنقعف وتندلق واحد، أي تخرج؛ والنَّطِف: الذي قد غُدَّ في بطنه. والصَّفَد: العطاء؛ أصفدت الرجل أُصفِده إصفاداً، إذا أعطيته. قال القطامي:

لئن هجوتُك ما تمّت مكارمتـي

 

وإن مَدحتُ لقد أحسنتَ إصفادي

والصَّفَد: القيد نفسه، والجمع أصفاد، والمصدر الصَّفَد؛ صَفَدَه يصفِده صَفْداً، إذا قيّده، فكأن الاسم من التقييد الصَّفْد ومن العطية الصَّفَد. قال النابغة:

هذا الثناءُ فإن تسمعْ لـقـائلـه

 

ولم أُعَرِّضْ أبَيْتَ اللَّعْنَ بالصَّفَدِ

وصفدتُه تصفيداً، إذا قيّدته أيضاً. والصِّفاد أيضاً: القيد بعينه، وقد جاء في الشعر الفصيح. والفَصْد: فَصْد العِرْق؛ فَصَدَ يفصِد فَصْداً وفِصاداً، وكذلك فَصْدُ الناقةِ، إذا قُطِع عِرق منها فاستُخرج دمه ليُشرب، وذلك الدم يسمّى المجدوح. والفصيد المفصود واحد. والمِفْصَد: الحديدة التي يُفصد بها، وربما سُمّي الدم فَصيداً.

د-ص-ق

الصِّدق: ضدّ الكذب؛ صَدَقَ يصدُق صِدْقاً. وصديق الرجل: الذي يصادقه المودّة. والصّادق والصّدوق واحد. وهذا مِصْداق الأمر، أي حقيقته. والصَّدْق: الصُّلب من كل شيء؛ رمح صَدْقٌ، إذا كان صلباً. والصِّداق: صِداق المرأة، وربما فُتح فقيل: صَداق المرأة، والجمع صُدُق. وصَدُقَة المرأة، والجمع صَدُقات وصُدْقات وصُدُقات. وقد جمعوا صَديقاً أصادق على غير قياس، إلا أن يكون جمع الجمع، فأما جمع الواحد فلا. ويقال: فلان لي صديق والقوم لي صديق، الواحد والجمع فيه سواء في بعض اللغات. أخبرنا أبو عثمان عن التَّوَّزي قال: كان رؤبة يقعد بعد صلاة الجمعة في رَحْبَة بني تميم فينشد ويجتمع الناس إليه فازدحموا يوماً فضيّقوا الطريق فأقبلت عجوز معها شيء تحمله فقال رؤبة:

تنَحَّ للعجوز عن طريقها

قد أقبلتْ رائحةً من سُوقِها

دَعْها فما النحويُّ من صَديقِها

أي من أصدقائها، وقد جمعوا صديقاً على القياس: أصدقاء، وجمعوه على غير القياس: أصادِق. والصِّدِّيق: فِعِّيل من الصِّدق. ويقال: فلان صادق الحملة، إذا حمل فلم يَنْكُل ولم يرجع. وتمر صادق الحلاوة، إذا اشتدّت حلاوته. وصدَّق الوحشيُّ، إذا حملت عليه فعدا ولم يلتفت. وقَصَدَ الرجلُ الأمرَ يقصِده قَصْداً، إذا أمَّه. والقَصْد: الاستواء فيما زعموا؛ طريق قاصد. ورماه بسهم فأقصده، إذا أصاب قلبَه، وقلب مُقْصَد. والقَصيد: المُخّ الغليظ. والقِصْدَة: القطعة، والجمع قِصَد؛ تقصّد الشيء، إذا تقطّع. والقصيد من الشعر أُخذ من القصد لتوالي الكلام وصحّة وزنه. ويقال لكل ما تكسّر من أغصان الشجر والزرع والقنا: قِصَد. قال الشاعر:

ترى قِصَدَ المُرّان فيه كأنّـهـا

 

تذرُّعُ خُرْصانٍ بأيدي الشّواطبِ

والقَصَد: الذي يسمّى العوْسَج، لغة يمانية.

د-ص-ك

أُهملت.

د-ص-ل

الدَّلِص من كل شيء: الأملس البرّاق، وكذلك الدِّلاص والدَّليص. وبه سُمِّيت الدرع دِلاصاً. ورجل دَلِصٌ ودُلامِص ودُلَمِص ودُمَلِص، إذا كان برّاق الجلد. ودلّصت الشيء تدليصاً، إذا ملّسته. والصَّدْل: زعم قوم أنه فعل مُمات ومنه اشتقاق الصَّنْدَل، وهذا ما لا يُعرف، وليس يجب أن تكون النون زائدة لأنه ليس بالصندل المشموم بل يقال: بعير صَنْدَل وصُنادل، إذا كان صلباً. وأبى ذلك قوم من أهل اللغة فقالوا: ليس للصَدْل في اللغة أصل. وصَنْدَل عندهم مثل قَنْدَل، وهما سواء وقد فصل قوم من أهل اللغة بين الصّنْدَل والقَنْدَل فقالوا: الصندل الشديد الجسم، والقندل الشديد الرأس خاصةً. ويومُ صَنْدَلٍ: يوم كان بين العرب فيه حرب. قال الشاعر:

فلو أنها لم تَنْصَلِتْ يومَ صَنْدَلِ

والصَّلْد من قولهم: حجر صَلْد، أي صلب شديد، والجمع أصلاد وصِلاد. ويقال: صخرة صلاّدة، أي صلبة. وفرس صَلود، إذا أبطأ عَرَقُه؛ وقِدْر صَلود، إذا أبطأ غليُها. ويقال: صَلَدَ الزَّنْدُ صلوداً، إذا لم يُورِ القادحُ ناراً، والمصدر الصُّلود؛ وأصلده قادحُه إصلاداً.

د-ص-م

الصَّدْم من قولهم: صَدَمْتُ الشيءَ بالشيء أصدِمه صدماً؛ وكل شيء ضربته بشيء فقد صدمته به بعد أن يكون صلباً شديداً. وقد سمّوا صِداماً ومِصْدماً. والصَّدْمَتان: النَّزْعَتان في الجبينين. والصَّمْد من الأرض: الصلب الشديد، والجمع صِماد وأصماد. والصَّمَد اختلفوا في تفسيره فقالوا: المصمود المقصود في الأمور من قولهم: صمدته، أي قصدته؛ هكذا قال أبو عبيدة. وأنشد:

ألا بَكَرَ الناعي بخير بنـي أسَـدْ

 

بعمرو بن مسعودٍ وبالسيّد الصَّمَدْ

عنى به إما خالد بن نَضْلة وإما خالد بن جَحْوان، وهما اللذان قيل فيهما:

وقبليَ مات الخالدانِ كلاهـمـا

 

عميدُ بني جَحْوانَ وابنُ المضلَّلِ

قال أبو عبيدة: السيّد الصَّمَد في هذا البيت خالد بن المضلَّل، وهو أحد خالدَي بني أسد. وقال قوم: الصَّمَد الذي لا جوفَ له؛ والأول أعلى في اللغة وأعرف، والله أعلم. والمَصْد، قالوا: البرد. ويقولون: ما أصابتنا العامَ مَصْدَةٌ، أي مَطْرَة. وزعم قوم أن المَصْد كناية عن النِّكاح؛ يقال: مَصَدَ الرجلُ المرأةَ يمصُدها مَصْداً. وبنو مَصاد: حيّ في كلب. والمَصاد: أعلى موضع في الجبل، والجمع مُصدان. قال الشاعر:

إذا أبْرَزَ الرَّوْعُ الكَعابَ فإنهم

 

مَصادٌ لمن يأوي إليهم ومَعْقِلُ

د-ص-ن

يقال: ضربه حتى نَدَصَتْ عينُه، أي نَدَرَت. والمِنْداص: المرأة الخفيفة الكثيرة الحركة؛ ولهذا باب تراه فيه إن شاء الله تعالى.

د-ص-و

يقال: وَدَصَ إليه بكلام يَدِصُ وَدْصاً، فيما زعموا، إذا ألقى إليه كلاماً لم يستتمّه، وليس بالعالي. قال أبو بكر: وهذا بناء مستنكر إلا أنهم قد تكلّموا به.

د-ص-ه

صَهَدَتْه الشمسُ تصهَده صَهْداً، إذا أحرقت دماغه. ويوم صاهد وذو صَهَدان؛ وما أشدَّ صَهَدانَ هذا اليوم وصَخَدانَه، أي حرَّه.

د-ص-ي

داصت السِّلعة تديص دَيْصاً ودَيَصاناً، وهو تحرّكها في الجلد إذا لمستها بيدك كذلك. وكل شيء تحرّك تحت يدك فقد داص يديص دَيْصاً ودَيَصاناً. قال الراجز:

إنّ الجوادَ قد رأى وَبِيصَها

فحيثما داصت يَدِصْ مَديصَها

ويُروى: فأينما. وصاد يصيد صَيْداً، والصَّيْد اسم المَصِيد. والصَّيَد: داء يصيب الإبل فتلتوي منه أعناقُها، فلذلك سُمّي الرجل المتكبر إذا لوى عنقه أصْيَدَ، والمرأة صَيْداء. وصَدّاء: ماء معروف. ومن أمثالهم: "ماء ولا كصَدّاء"، وقالوا: كصيداء، وقال قوم: صَدْآء، وليس بمعروف، والأوّل الوجه. وبنو الصَّيْداء: قبيلة من العرب من بني أسد. قال زهير:

أبْلِغْ لديك بني الصَّيْداءِ كُلَّهُمُ

 

أنّ يساراً أتاناً غيرَ مغلولِ

واشتقاقه من أرضٍ صَيْداءَ غليظةٍ تركبها حجارة، وهذا مستقصًى في كتاب الاشتقاق. والصّيْد: معروف.

باب الدال والضاد

مع ما بعدهما من الحروف

د-ض-ط

أُهملت وكذلك حالهما مع الظاء.

د-ض-ع

العَضُد: عَضُد الإنسان والدابّة. والعَضُد: الناصر والمُعين. قال الشاعر:

من كان ذا عَضُد يُدركْ ظُلامتَه

 

إنّ الذليلَ الذي ليست له عَضُدُ

والعَضُد مؤنَّثة، يدلّك على ذلك أنهم يصغّرونها عُضَيْدَة. وعَضَدْتُ الشجرةَ أعضِدها عَضْداً، إذا قطعت أغصانها، والذي يُقطع به مِعْضَد، وكل ما قطعته منها فهو عَضَدٌ وعَضيد ومعضود. والعِضْدان: ما نبت من النخل من جانبي الفَلَج أو النهر، وهي العَواضِد أيضاً. والمِعْضَد والعِضاد: ما يُشَدّ في العَضُدين من خرز أو غيره، وإنما سُمِّي الدّيباج معضَّداً لنقشٍ فيه. وأعضاد الطريق: نواحيه. وتعاضدَ القومُ، إذا تناصروا أو تعاونوا. ورجل أعْضَدُ: قصير العَضُد. وعِضادة الباب: ناحيته. والعَضَد: داء يأخذ في الأعضاد. قال الشاعر:

شكَّ الفريصةَ بالمِدْرَى فأنفذَهـا

 

شكَّ المُبَيْطِرِ إذ يَشفي من العَضَدِ

واليَعضيد: ضرب من الشجر. قال النابغة:

يتحلّب اليَعضيدُ من أشداقهـا

 

صُفْرٌ مَناخرُها من الجرجارِ

قال أبو بكر: وليس في كلامهم يَفْعيل إلا يَعْضِيد ويَعْقِيد - وهو عسل يُعْقَد حتى يَخْثُر - ويَقْطين.

د-ض-غ

الضَّغْد: مثل الزَّغْد سواء، وهو عصر الحَلْق؛ ضَغَدَه وزَغَدَه.

د-ض-ف

ضَفَدْتُ الرجلَ أضفِده ضَفْداً، إذا ضربته بباطن كفّك، زعموا. والضَّفْد: الكَسْع، وهو أن يَضرب استَه بظهر قدمه.

د-ض-ق

أُهملت وكذلك حالهما مع الكاف واللام.

د-ض-م

ضَمَدْتُ الشيءَ أضمِدُه ضَمْداً، إذا عصبته، وضمَّدته تضميداً، والعِصاب الضِّماد. والضَّمْد: أن تجمع المرأةُ صديقين أو ثلاثة وكذلك الرجل يجمع صديقين أو ثلاثة. قال الراجز:

لن يُخْلِصَ العامَ خليلٌ عِشْرا

ذاقَ الضِّمادَ أو يزورَ القَبْرا

إني رأيتُ الضَّمْدَ شيئاً نُكْرا

والضَّمَد: الغيظ؛ ضَمِدَ الرجل يضمَد ضَمَداً. وفصل قوم من أهل اللغة بين الضَّمَد والغيظ فقالوا: الضَّمَد أن تغتاظ على من تقدر عليه والغيظ أن تغتاظ على من لا تقدر عليه ومن تقدر عليه، واحتجّوا ببيت النابغة:

ومن عَصاك فعاقِبْـه مـعـاقـبةً

 

تَنْهى الظَّلوم ولا تَقْعُد على ضَمَدِ

إلا لمثلك أو من أنـت سـابـقُـه

 

سَبْقَ الجوادِ إذا استولى على الأمَدِ

أي لا تغضب على من تقدر عليه. والضَّمْد: أن ترعى الإبلُ اليبيسَ والرطبَ فتشبع منه. يقال: شبعت الإبل من ضَمْد الأرض، إذا شبعت من رطبها ويبيسها. والضَّمْد: رطب الشجر ويابسه قديمه وحديثه. ويقول الرجل من العرب إذا كان لصاحبه عليه دَين: أعطيك من ضَمْد هذه الغنم، يعني صغارها وكبارها وخِيارها ورُذالها.

د-ض-ن

الضَّدْن: فعل مُمات؛ يقال: ضَدَنْتُ الشيء أضدِنه ضَدْناً، إذا أصلحته وسهّلته، وهي لغة يمانية. وضَدْنَى، مُمال على فَعْلَى: موضع. والنَّضَد: مَتاع البيت، ما نُضِّد منه بعضُه على بعض فهو نَضيد ومنضود، والجمع أنضاد. وكثر ذلك في كلامهم حتى سمَّوا السرير الذي يُنْضَد عليه المَتاع: نَضَداً، وذلك الذي عنى النابغةُ بقوله:

خَلّت سبيلَ أَتِيٍّ كان يحبِسـه

 

ورفَّعته الى السِّجْفَين فالنَّضَدِ

د-ض-و

أُهملت.

د-ض-ه

ضَهَدْتُ الرجلَ أضهَده ضَهْداً، إذا ظلمته وقهرته، فأنا ضاهد والرجل مضهود. وقال قوم: ضَهْيَد موضع، ودفع أهل اللغة ذلك لأنه ليس في كلامهم فَعْيَل.

د-ض-ي

أُهملت.

باب الدال والطاء

مع ما بعدهما من الحروف

د-ط-ظ

أُهملت وكذلك حالهما مع العين والغين والفاء والقاف والكاف واللام والميم والنون، إلاّ في قولهم: العَطَوَّد: السير الشديد الشاقّ. قال الشاعر:

لقد لقينا سَفَـراً عَـطَـوَّدا

يترك ذا اللونِ النّضيرِ أَسودا

د-ط-و

الوَطْد: مصدر وطدت الشيء أطِدهُ وَطْداً، إذا أثبتّه في الأرض أو غمزته إليها. ويقال: وطَّدت لك مَنزلاً ومَنزلة عند فلان، أي أثبتّها لك. وبناء وطيد: ثابت. والطَّوْد: الجبل، والجمع أطواد. وقد سمَّوا طَوْداً وطُوَيْداً.

د-ط-ه

أُهملت وكذلك حالهما مع الياء.

باب الدال والظاء

وما بعدهما من الحروف

د-ظ-ع

الدَّعْظ: اسم يُكنى به عن الجِماع؛ دَعَظَها يدعَظها دَعْظاً.

د-ظ-غ

أُهملت وكذلك حالهما مع باقي الحروف.

باب الدال والعين

مع ما بعدهما من الحروف

د-ع-غ

أُهملت.

د-ع-ف

العَدْف: الأكل؛ يقال: ما ذقت عنده عَدْفاً ولا عَدوفاً؛ يقال عَدوفاً ويقال عَذوفاً بالذال. والعَدْف: الغذاء. والعِدْف: الجماعة من الناس، والعِدْفَة أيضاً، والجمع عِدَف؛ يقال: مرّ بنا عِدْفٌ من الناس، أي جمع؛ ومرّ عِدْفٌ من الليل، أي قطعة منه؛ وعِدْفَة من الثوب، أي قطعة منه أيضاً. ويقال: عِدْفَة وعِدَف مثل قِطعة وقِطَع. ولغة مرغوب عنها: ما على فلان عِدْفَة، أي خرقة يلبسها. والدَّفْع: دَفْعُك الشيءَ عن نفسك، وكل شيء أزلته عنك فقد دفعته. والضيف المدفَّع: الذي يتدافعه الحَيُّ فيحيله ذا على ذا وهذا على هذا. ودُفّاع السيل: تراكُم بعضه على بعض. ودَفْعُ الدّمِ: خروج بعضه على إثر بعض. وتدافع القومُ مدافعةً ودفاعاً، إذا تدارؤوا. ودافعتُ فلاناً بحقّه، إذا ماطلته. ورجل مدفَّع، إذا دفع عن نسبه. وقد سمّت العرب دَفّاعاً ودافِعاً ومدافِعاً. والعَفْد: الطَّفْر والوَثْب، لغة يمانية؛ عَفَدَ يعفِد عَفْداً وعَفَداناً. والعَفْد، والجمع عُفْدان: ضرب من الطير يشبه الحمام، وقال قوم: بل هو الحمام بعينه. والفَدَع: انقلاب الكفّ الى إنسيّها؛ فَدِعَ يفدَع فَدَعاً، والذكر أفْدَعُ والأنثى فَدْعاءُ. ويقال: أمة فَدْعاءُ، إذا اعوجّت كفُّها من العمل. وهو في القدم كذلك زَيْغٌ بينها وبين عظم الساق؛ هكذا قال الأصمعي، وأنشد لأبي زُبيد:

مقابَلُ الخَطْوِ في أرساغه فَدَعٌ

 

وَرْدٌ يدقِّقُ أوساطَ العَباهـيرِ

د-ع-ق

الدَّعْق من قولهم: دَعَقَتِ الإبلُ الحوضَ، إذا خبطته حتى تَثْلِمَه من جوانبه. ودَعَقَ القومُ الطريقَ، إذا وطِئوه وطأً شديداً، والطريق مدعوق. والدَّقْع: أصل بناء الدَّقْعاء، وهو التراب الدقيق، ومنه قولهم: فقير مُدْقِع، كأنه لَصِقَ بالأرض الدَّقْعاء. وفي بعض اللغات يقول الرجل: رمى الله فلاناً بالدّوْقَعَة، كأنها فَوْعَلَة من الدَّقْع. والعَدْق: الجمع؛ عَدَقْتُ الشيء أعدِقه عَدْقاً، إذا جمعته. وتسمّى الحديدة التي فيها الكلاليب الذي يسمّيه المولَّدون الخُطّاف: عَوْدَقَة. وربما سُمِّيت اللَّبَجَة عَوْدَقَة؛ واللّبَجَة: حديدة لها خمسة مخاليب تُنصب للذئب يُجعل فيها اللحم فإذا اجتذبها نشِبت في خَطْمه. والمِعْدَقَة، زعم قوم أنها اللَّبَجَة أيضاً. وعَقَدْتُ الحبلَ والعهدَ وغيرَهما أعقِده عَقْداً. وأعقدتُ العسلَ والقَطِران إعقاداً، إذا طبخته حتى يَخْثُر. والعِقْد، بكسر العين: السِّمْط من الجوهر ونحوه. والعَقِد: الرمل المتراكب المتداخل بعضُه في بعض؛ أرض عَقِدَة وأرَضون عَقِدات. وكلب أعْقَدُ، وهو الملتوي الذنب كأن في ذنبه عُقدة، وكذلك الذئب. وتيس أعْقَدُ، إذا كان في رأس قضيبه غِلَظ كالعُقدة. وظبي عاقد، إذا كان في عنقه التواء. والبناء المعقود: الذي قد جُعلت له عقود فعُطفت كالأبواب؛ وأحسبها كلمة مولَّدة. وفلان عَقيد بني فلان، إذا كان حليفهم، وكذلك عَقيد النَّدى. وبنو عُقْدَة: بطن من العرب، يُنسب إليهم عُقَديّ. وبنو عُقْدَة: بطن أيضاً في شيبان. وبنو عُقَيْدَة: قبيلة من قريش، إن شاء الله، يُنسب إليهم عُقَيْديّ. واعتقدَ فلانٌ عُقْدَة، إذا اشترى أرضاً. والمَعاقد: العهود بين القوم؛ يقال: تعاقد القوم، إذا تعاهدوا وتعاضدوا. والمِعْقاد: خيط يُنظم فيه خَرَزات ويعلَّق في أعناق الصبيان أو في أعضادهم. وعقّد الرجلُ كلامه تعقيداً، إذا عمّاه وأعْوَصَه. وجاء فلان عاقداً عُنُقَه، إذا لواها تكبّراً، واليَعْقِيد: عسل يُعْقَد. قال أبو بكر: ليس في كلام العرب يَفْعِيل إلاّ يَعْقِيد ويَعْضِيد. والقَدْع: مصدر قَدَعْتُ الإنسانَ وغيره أقدَعه قَدْعاً، إذا كففته عمّا يريد. وقَدَعْتُ الفرسَ باللِّجام، إذا كبحته به. وتقادع القومُ بالرِّماح، إذا تطاعنوا بها. وانقدع الرجلُ عن الشيء، إذا استحيا منه. والمِقْدَعة: عصا يأخذها الرجلُ بيده فيدفع بها عن نفسه. وقَعَدَ الإنسان يقعُد قعوداً؛ قال أبو حاتم: قالت أم الهيثم: قعدتِ الرَّخَمَة، إذا جثمت، والرجل قاعد والمرأة قاعدة. وامرأة قاعد، بغير هاء، إذا قعدت عن الزَّوج. والمُقْعَد: الزَّمِن الذي لا يستطيع القيام. وكان المُقْعَد رجلاً يبري السّهام بمكة؛ وفي بعض كلام الزُّبير:

بطَبْعِ خَبّابٍ وريشِ المُقْعَدِ

يعني خَبّاب بن الأرَتّ بن عبد الله بن خَبّاب صاحب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. والقُعْدَة: ما ركِبْتَه من شيء؛ يقال: نعم القُعْدَةُ هذا الفرسُ. وأُقعد الرجلُ إقعاداً، إذا زَمِنَ. والقَعود: الفصيل من الإبل. والمَقاعد: مواضع القعود في الحرب وغيرها. ومَقاعد رُقَباء المَيْسِر: المواضع التي يُشرِفون منها على أهل المَيْسِر إذا أجالوا قِداحهم. قال الشاعر:

كمقاعد الرُّقباء للضُّ

 

رَباء أيديهم نَواهِـدْ

وفي التنزيل: "مَقاعِدَ للقتال". وقَعَدَ القومُ عن ثأرهم، إذا لم ينبعثوا له. ويقال: جمل أَقْعَدُ وبه قَعَدٌ، إذا كان في وَظيفَي رجليه تطأمنٌ كالاسترخاء. ورجل قُعْدُد وقُعْدَد، له موضعان، يقال: فلان قُعْدد في بني فلان، إذا كان خاملاً؛ ومثله قُعْدُود، والجمع قَعاديد. ووَرِث فلانٌ بني فلان بالقُعْدُد، إذا كان أقربَهم نسباً الى الجدّ الأكبر. وقَعَدَ فلان قِعْدَةً حسنة، وما أحسنَ قِعْدَتَه؛ وقَعَدَ قَعْدَةً واحدةً ثم قام. وسُمِّي ذو القَعْدَة لأنهم كانوا يقعدون فيه عن الغزو. وقعيدة الرجل: امرأته القاعدة في البيت. قال الحطيئة:

أُطوِّف ما أُطوِّف ثمّ آوي

 

الى بيتٍ قَعيدتُه لَكـاعِ

ويقولون: قَعْدَكَ الله، وقَعيدَك الله، في معنى القَسَم. قال الشاعر:

قَعيدَكِ ألاّ تُسمعيني مَـلامةً

 

ولا تَنْكَئي قَرْحَ الفؤاد فيَيْجعا

ويُروى: فقَعْدَكِ ألا تُسمعيني مَلامةً. وقواعد البيت: أساسه وأصول حيطانه، الواحدة قاعدة. قال الشاعر:

أرْسَى قواعدَه وشَيّد فرعَه

 

فله الى سَبَبِ السماء سبيلُ

وقال آخر:

إذا الأمورُ اعْرَوْرَتِ الشَّدائدا

أرْسَى البِنا وأثبتَ القواعدا

مِحرابَ حَرْبٍ يَقْرَعُ القَنادِدا

وجمع القاعد من النساء عن الزوج: قواعِد. قال حُميد بن ثور الهلالي:

إزاءُ مَعاشٍ لا يزال نِطاقُهـا

 

شديداً وفيها سَوْرَةٌ وهي قاعدُ

وجمع القاعدة قُعود وقاعدات. قال الشاعر:

فلو أن ما في بطنه بين نسوةٍ

 

حَبِلْنَ ولو كانت قواعدَ عُقَّرا

وقال آخر:

سَمِعْنَ بيومه فظَلِلْن نَوْحاً

 

قُعوداً ما يُخَلُّ لهنّ عُودُ

ورُوي أيضاً: ما يُحَلّ، أي ما يُحَطّ عن إبلهن شيء مما عليها. والقُعُدات: السروج والرِّحال والرحائل التي كانت تتّخذها العرب. قال الشاعر:

فبئسَ القومُ كنتم يوم سالتْ

 

على القُعُدات أستاهُ الرِّباب

ورواه: يوم شالت. قال أبو عُبيدة: هذا البيت مصنوع لأن الرِّباب تربّبت بعد الكُلاب وإنما جاز للأخطل أن يذكر الرِّباب في الكُلاب لأنه قاله في الإسلام وقد تربَّبت الرِّباب. والقَعيد: الذي يجيئك من ورائك، وهو يُتشاءم به. وفَرخ الحمام وكلِّ طائر يسمَّى مُقْعَداً. والقَعَد: داء يصيب الإبل.

د-ع-ك

الدَّعْك: الدَّلْك الشديد؛ يقال: دَعَكْتُ الأديمَ أدعَكه دَعْكاً، إذا دلكته، وكذلك الثوب. ودَعكْتُ الرجلَ بالقول، إذا أوجعته به. وتداعك الخصومُ، إذا اشتدّت الخصومة بينهم. ورجل مِدْعَك: شديد الخصومة. والدُّعَك: الضعيف. قال عبد الرحمن بن حسّان:

هل أنتَ إلاّ فتاةُ الحيّ إن أمِنوا

 

يوماً وأنتَ إذا ما حاربوا دُعَكُ

والدَّكْع: أصل بناء الدُّكاع، وهو داء يصيب الخيل. قال القطامي:

كأنّ بها نُحازاً أو دُكاعا

ودُكِعَ الفرس فهو مدكوع، وكذلك البعير، إذا أصابه الدُّكاع. والعَدْك: لغة يمانية، زعموا، وهو ضرب الصوف بالمِطْرَقَة؛ عدَكَ يعدِك عَدْكاً. والمِعْدَكَة: المِطْرَقَة. وعَكَدة اللسان: أصله، وكذلك عَكَدة الذَّنَب، مثل عُكْوَته سواء، عربي فصيح. واستعكد الضَّبُّ، إذا سمن؛ وقالوا: استعكد الضّبُّ، إذا لاذ بالشجرة فراراً من الرمي. قال أبو بكر: لاذ وألاذ لغتان فصيحتان، وأنشد:

لَدُنْ غُدْوَةً حتى ألاذَ بخُـفِّـهـا

 

بقيّةُ منقوصٍ من الظلّ صائفُ

وربما قيل: استعكد الصبيُّ أيضاً، إذا غلُظَ وسَمِنَ. والكَدْع: الدَّفْع الشديد؛ كَدَعَه يكدَعه كَدْعاً. وقد سمّت العرب كِداعاً.

د-ع-ل

دَلَعَ الرجلُ وغيرُه لسانَه يدلَعه دَلْعاً، إذا أخرجه من كَرْب أو عطش. والدُّلاّع: ضرب من مَحار البحر. قال الشاعر:

كأن حوافرَ النَّحّـام لـمّـا

 

تَرَوَّح صُحبتي أُصُلاً مَحارُ

قال أبو بكر: النَّحّام فرس سُلَيْك بن السُّلَكَة كان مات فرسُه النّحّام فشَصا بقوائمه، أي رفعها، فشبّه بواطنَ حوافره بالمَحار لمّا ارتفعت، والمَحار: الصَّدَف، والأُصُل: جمع الأصيل، والأصيل: العَشيّ. ويقال: طريق دَليع، أي واسع. والعَدل من قولهم: لا يقبل الله منه صَرْفاً ولا عَدْلاً، فالعَدْل: الفريضة، والصَّرْف: النّافلة؛ وقال قوم: العَدْل: الوزن، والصَّرْف: الكَيْل، وليس بشيء. والعَدْل: ضدّ الجَوْر. وعَدَلْتُ الشيء بالشيء عَدْلاً، إذا جعلته بوزنه. وعَدَلْتُ عن الشيء، إذا مِلْتَ عنه. ورجلٌ عَدْلٌ ورجالٌ عُدولٌ، وربما قالوا: رجلٌ عَدْلٌ ورجالٌ عَدْلٌ وامرأةٌ عدْلٌ ونساءٌ عَدْلٌ، الذكر والأنثى والواحد والإثنان والجميع فيه سواء. وشاهدٌ عَدْلٌ وشهود عدول. وعَديل الشيء: نظيره. والعادل: المُقْسِط. والعادل: المائل. والله تبارك وتعالى العَدْل. والعِدْل: العِكْم إذا عُدل بمثله. والمَعْدَلَة: السّيرة الحسنة. والعدالة: مصدر رجل حسن العدالة. وعَدْل: اسم رجل، وله حديث. وقولهم: فلان على يدِ عَدْلٍ، قال ابن الكلبي: عَدْلٌ هذا رجل من النَّمِر بن عثمان كان على شُرَط تُبَّع فكان تُبَّع إذا أراد قتل رجل سلّمه إليه فقيل: على يدِ عَدْلٍ. والعَلْد: فعل مُمات؛ علِدَ الشيءُ يَعْلَد عَلَداً وعَلْداً، إذا اشتدّ وصَلُبَ؛ ومنه رجل عِلَّوْد وبعيد عِلَّوْد. والعَلَنْداة: الناقة الصلبة. والعَلَنْدَى: شجر من العِضاه له شوك.

د-ع-م

دَعَمْتُه أدعَمه دَعْماً، إذا أسندته. وكل شيء عَمَدْتَ به شيئاً فهو دِعامة له ودِعام له. قال الشاعر:

وبفاحمٍ رَجْلٍ أثـيثٍ نَـبْـتُـه

 

كالكَرْم مالَ على الدِّعام المُسْنَدِ

وقد سمّت العرب دِعامة ودِعاماً ودُعاماً. ودُعْميّ: اسم. وبنو دُعام: بطن من هَمْدان منهم. والدَّعْم: المال والقوّة؛ يقال: فلان ذو دَعْمٍ، أي ذو قوّة ومَقْدُرَة. قال الراجز:

لا دَعْمَ لي لكن لسلمى دَعْمُ

جاريةٌ في وَرِكَيْها شَحْمُ

والدّمْع: دمْع العين، والجمع دُموع. ودَمَعَت العينُ تدمَع دَمَعاً، بفتح الميم. قال الراجز:

فبات يَأذَى من رَذاذٍ دَمَعا

من واكفِ العِيدانِ حتى أقْلَعا

يقال: أذِيتُ بالشيء آذَى، وأَذِيَ فلانٌ بالشيء يأْذى به. وقال قوم: دَمِعَت عينُه. ومَجاري الدّمع: المَدامع. والدِّماع: مِيسَم في مجرى الدمع. ويوم دَمّاع: ذو رَذاذ. ثرى دَمّاع: يرشح بالنّدى. والدَّمّاع: نبت، لا أحُقُّه. والعَدَم والعُدْم: الفقر؛ أعْدَمَ الرجلُ يُعْدِم إعداماً فهو مُعْدِم وعديم أيضاً؛ وهو أحد ما جاء على فعيل من أفْعَلَ. وعدِمَ يعدَم عدَماً وعُدْماً، ثم كثر ذلك في كلامهم حتى صار كلُّ ما أعْوَزَك فقد أُعْدِمْتَه. قال الشاعر:

ولقد أغدو وما يفعْدِمُـنـي

 

صاحبٌ غيرُ طويلِ المحتَبلْ

يعني فرساً قصير الأرساغ، وهو موضع الحِبالة. وأخبر ابنُ الكلبي أنه وُجد حجر بحضرموت مزبور فيه: عَدْمٌ عَدِمَه أهلُه؛ وعَدْم: وادٍ باليمن، وقال أيضاً: وعَدْم: وادٍ بحضرموت كانوا يزرعون عليه فغاض ماؤه قبل الإسلام، فهو كذلك الى اليوم. وأرض عدْماء: بيضاء. وشاة عَدْماء: بيضاء الرأس وسائرُها أيّ لون كان. والعَمْد: ضدّ الخَطأ. وعَمَدْتُ للأمر، إذا قصدته أعمِده عَمْداً. وعَمَدْتُ الشيءَ أعمِده عَمْداً، إذا أسندته، والشيء الذي يُسند إليه عِماد. والعَمود: عَمود الخِباد، والجمع عُمُد؛ وعُمُد الخِباء: أسقابه، الواحد سَقْب. ويُجمع عَمود عُمُداً وعَمَداً. وعَمود الصبح: ابتداء ضوئه. ورجل عَميد: سيّد يُعتمد عليه؛ هذا عَميد بني فلان وعِمادهم، أي سيّدهم. ورجل عَميد: قد عَمَدَه الحزنُ، أي لَهَدَ فؤادَه. ويقال: قد عَمِدَ الثرى يعمَد عَمَداً، إذا كان كثيراً فإذا قبضت منه على شيء تعقّد واجتمع من نُدُوَّته. قال الراعي:

حتى غَدَتْ في بياض الصبح طيّبةً

 

ريحَ المباءة تخدي والثَّرى عَمِـدُ

وعَمِدَ سَنامُ البعير يعمَد عَمَداً، إذا عضّ الحِمْلُ غاربَه وسنامه حتى يتوخّض لحمه، أي يتكسّر ويتفسّخ، فإذا قاح الموضع فهي العَمَدَة والبعير عَمِد. قال لبيد:

فبات السيلُ يركب جانبيه

 

من البَقّار كالعَمِدِ الثَّفالِ

وفلان عُمْدَة بني فلان وعِمْدَتهم، أي الذي يعتمدون عليه في أمورهم. ورجل عُمُدّان وعُمُدّاني، إذا كان طويلاً. وعَمود الرّكيّ: القائمتان اللتان تكون عليهما المَحالة. قال الراجز:

لا دَلْوَ إلاّ مثلُ دَلْوِ أُهْبانْ

لها عِناجان وسِتُّ آذانْ

إذا استقلّت رَجَفَ العَمودانْ

والمَعْد من قولهم: ثَعْدٌ مَعْدٌ، إتباع لا يُفرد، وهو البقل الرَّخْص. والمَعْد من قولهم: مَعَدْتُ الرمحَ أمعَده مَعْداً، إذا انتزعته من مركزه. والمَعْد أيضاً: الغِلَظ، ومنه اشتقاق المَعِدَة. والمَعَدّان: اللحمتان في مَرْجِع الكتف من الفرس يقع عليهما السَّرج من عن يمين وشمال، وبه سُمِّي الرجل مَعَدّاً. والمَعَدّان من جنب الفرس: موضع عَقِبَي الفارس؛ هكذا قال الأصمعي. وأنشد:

رأت رَجُلاً قد لوّحته مَـرازئٌ

 

فطافت برَيّان المَعَدَّيْن ذي شَحْمِ

وقال أبو عبيدة: المَعَدّان هما موضع السَّرج من جَنْبَي الفرس. قال الشاعر:

فإما زال سَرْجٌ عن مَعَـدٍّ

 

فأجْدِرْ بالحوادث أن تكونا

ويقال: تَمَعْدَدَ الغلامُ، إذا صلب واشتدّ. قال الراجز:

ربَّيتُه حتى إذا تَمَعْدَدا

وآضَ نَهْداً كالحِصان أجردا

كان جزائي بالعصا أن أُجْلَدا

وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه: "اخشوشِنوا وتمعددوا". والمثل السائر: "تسمعُ بالمُعَيْديّ لا أن تراه"، كأنه نسبه الى مَعَدّ ثم صغّره، وكان اسمه شِقّ بن ضَمْرَة، فسمّاه النعمان ضَمْرَة بن ضَمْرَة؛ وكأن الأصل فيه مُعَيِّديّ فاستثقلوا ذلك فخفّفوا. ومَعْدي كَرِب: اسم. ومَعْدان: اسم.

د-ع-ن

الدّعْن: لغة رديئة، وهو سَعَف يُضَمّ بعضُه الى بعض ويُرمل بالشّريط ويُبسط عليه التمر. والدّنَع: الذلّ، له موضعان؛ يقال: دَنِعَ الرجلُ يدنَع دَنَعاً، إذا ذلّ. قال الحارث بن حِلِّزَة:

فله هنالك لا عـلـيه إذا

 

دَنَعَتْ أنوفُ القوم للتَّعْسِ

ويقال: فلان من دَنَع بني فلان، إذا كان من رُذالهم؛ مأخوذ من دَنَعِ البعيرِ، وهو ما يطرحه الجازر منه. وعَدَنَ الرجلُ بالمكان يعدِن ويعدُن عَدْناً وعُدوناً فهو عادن، إذا أقام به، ومنه اشتقاق المَعْدِن. وعَدَن أبْيَنَ نُسب الى أبْيَنَ، وهو رجل من حِمير، لأنه عَدَنَ بها أي أقام بها. وجنة عَدْنٍ، أي دار مُقام، والله أعلام. والعَنَد: ميلك عن الشيء: عَنَدَ يعنِد ويعنُد عَنَداً وعنوداً. وطريق عاند، أي مائل. وعِنْدَ: كلمة يُتكلّم بها، توجب المِلْكَ أو الظرف؛ تقول: عند فلان مالٌ، ولي عند فلان مالٌ. وعِرْقٌ عاندٌ، إذا كان لا يرقأ من الدّم. وناقة عَنود، والجمع عُنُد وعُنَّد، إذا تنكّبتِ الطريقَ من قوّتها ونشاطها. قال الراجز:

إذا رَكبْتُ فاجعلوني وَسَطا

إني كبير لا أُطيق العُنّدا

فجمع بين الطاء والدال في القافية. وعاند الرجلُ الرجلَ معاندةً وعِناداً، إذا خالفه. وعاند الرجلُ الرجلَ، إذا عارضه في سير أو طريق. ومن أمثالهم: "كل شيء يحبّ وَلَدَه، حتى الحُبَارى وتطير عَنَدَه"، أي تعارضه. ورجل عَنيد، إذا خالف الحق، ففصلوا بين العَنيد والعَنود.

د-ع-و

الدَّعْو: مصدر دعا يدعو دَعْواً ودُعاءً. والدِّعوة في النسب بالكسر لا غير. والدَّعوة الى الطعام بالفتح، وهي المَدْعاة أيضاً. واستجاب الله دعاءه ودَعوته. والدَّوْع: مصدر داع يدوع دَوْعاً، إذا استنّ عادياً أو سابحاً. والدُّوع: ضرب من الحيتان؛ لغة يمانية، وأحسب من هذا اشتقاق الدَّوْع. والعَدْوُ: مصدر عدا يعدو عَدْواً وعُدُوّاً. وعدا عليه بالسيف يعدو عَدْواً. وأعْدَى فرسَه يُعديه إعداء، إذا استحضره. قال الجعدي:

حتى لحقناهمُ تُعْدي فوارسُنا

 

كأنها رَعْنُ قُفٍّ يرفع الآلا

ويقال للفرس الشديد العَدْو والحمار: إنه لعَدَوان. ويقال: أعْدَى فلاناً على ظلمي مالٌ وقومٌ، أي أعانه. ويقال: الزمْ أعداءَ الوادي، يريد نواحيه. قال ذو الرُّمَّة:

تَسْتَنُّ أعداءَ قُرْيانٍ تَسَنَّمَهـا

 

غُرُّ الغَمام ومرتجّاتُها السّودُ

وعدا عليه، من العُدوان، يعدو عَدْواً وعُدُوّاً وعُدواناً، إذا جار. وقد قُرئ: "فيسبّوا الله عَدْواً بغير عِلم"، وعُدُوّاً، أي تعدّياً، والله أعلم. ويقال: عَداه ذلك الأمر عن الشيء يعدوه، إذا صرفه عنه؛ وما عدا ذاك بني فلان، أي ما جاوزهم. قال بِشر بن أبي خازم:

فأصبحتَ كالشَّقراء لم يَعْدُ شَرُّها

 

سَنابِكَ رجليها وعِرْضُكَ أوفـرُ

ويقال: نمتُ على مكان مُتَعادٍ، إذا كان متفاوتاً ولم يكن مستوياً. وجئت على مركبٍ عُدَواءَ، إذا لم يكن على طمأنينة وسهولة. ويقال: عادى بين عَشرة من الصيد، إذا والى بينهم. قال الشاعر:

فعادَيتُ منه بين ثور ونـعـجةٍ

 

وكان عِداءُ الثور مني على بالِ

ويقال: تعادى القومُ إليّ بنصرهم، أي توالوا. وعَدْوان: اسم أبي قبيلة من العرب، وهو لقب، واسمه عمرو؛ هكذا يقول ابن الكلبي، وستراه في كتاب الأنباز إن شاء الله. والعَوْد: مصدر عاد يعود عَوْداً، أي رجع، ومنه قولهم: رجع فلانٌ عَوْدَه على بَدْئه. وعُدْتُ المريضَ أعوده عَوْداً وعيادةً، وهذه الياء مقلوبة عن الواو. وفعلتُ ذلك عَوْداً على بَدْء. والعُود من عيدان الشجر، والجمع أعواد وعيدان. والعُود الذي يُتبخّر به مأخوذ من عيدان الشجر. والعُود الذي يُضرب به، وهو المِزْهَر: معروف. والعَوْد من الإبل: المُسِنّ، والجمع العِوَدَة. قال الراجز:

أصبرُ من عَوْدٍ بجنبيه جُلَبْ

قد أثّر البِطانُ فيه والحَقَبْ

وعوّد البعيرُ تعويداً، إذا صار عَوْداً. ومن أمثالهم: "زوج من عُود خيرٌ من قُعود"؛ والمثل لابنة ذي الإصبع العَدواني، وقال قوم: لابنة الحُمارس التغلبي، ولها حديث. والبعير عَوْد والناقة عَوْدَة، ولا يكادون يستعملون ذلك في الإناث. وذو الأعواد: رجل من العرب كان قد أسنّ، وهو الذي قُرعت له العصا، وكانت العرب تتحاكم إليه، وكان يُحمل في مِحَفّة فسُمّي ذا الأعواد بذلك وصار مثلاً. وهو الذي عنى الأسودُ بن يعفر بقوله:

ولقد علمتُ سوى الذي نبّأتِني

 

أنّ السبيلَ سبيلُ ذي الأعوادِ

ويُروى: خلافَ ما أنبأتِني؛ فأهل اليمن يقولون إن ذا الأعواد عمرو بن حُمَمَة، وقيس تقول: هو عامر بن الظَّرِب، وتميم وربيعة تقول: هو ربيعة بن مُخاشن، وهو الذي قُرعت له العصا لينتبه بعدما خَرِفَ لأنه كان يحكم بينهم. وإياه عنى القائل بقوله:

وزعمتمُ أنْ لا حُلـومَ لـنـا

 

إنّ العصا قُرعت لذي الحِلْمِ

وقال الآخر:

لذي الحِلْمِ قبلَ اليومِ ما تُقْرَع العصا

 

وما عُلِّمَ الإنسانُ إلاّ لـيَعْـلَـمـا

والوَدْع: صَدَف من صَدَف البحر، الواحدة وَدْعة، وربّما حُرِّك فقيل: وَدَعَة. قال الشاعر:

السِّنُّ من جَلْفَزيزٍ عَوْزَمٍ خَلَـقٍ

 

والحِلْمُ حِلْمُ صبيٍّ يَمْرُثُ الوَدَعَهْ

وقال الآخر:

ولا أُلقي لذي الوَدَعاتِ سوْطي

 

لأخـدعَـه وغِـرَّتَـه أريدُ

وطائر أوْدَعُ، إذا كان تحت حَنَكه بياض. والعرب تقول دَعْه عنك، ولا يقولون وَدَعْتُه ولا وَذَرْتُه، ويقولون تركته، وزعموا أنه قُرئ: "ما وَدَعَكَ ربُّك وما قَلَى". ورجل وادع: سهل الجانب. وودّعت الرجلَ توديعاً، وهو التسليم عليه عند فراقه. وأودعتُه شيئاً أودِعه إيداعاً، فأنت مُودِع والشيء بعينه مُودَع؛ ويسمّى الشيء المودَع: الوديعة. وتوادع القومُ، إذا تكافّوا عن الحرب موادعةً ووِداعاً، بكسر الواو. والوَداع؛ بفتح الواو، من التوديع. وقد سمّت العرب وادِعاً ومودوعاً ووَدّاعاً ووَدْعان ووَديعة. ووادِعة: بطن من همدان. والمِيدعة، والجمع مَوادِع: ثوب تودِع المرأة به ثيابها وتلبسه في البيت. والوَعْد: معروف؛ وعدتُ الرجلَ أعِده وَعْداً حسناً من مال وغيره. وفلان وَفيّ الوَعْد والموعود. وأرض واعِدة، كأنها تَعِدُ بالنبات، وكذلك سحاب واعد كأنه يَعِدُ بالغيث، وفرس واعد كأنه يَعِدُ جَرْياً بعد جري، ويوم واعد كأنه يَعِدُ بحرٍّ أو قُرّ. وأوْعَدْتُ الرجلَ بشَرٍّ أُوعده إيعاداً فأنا مُوعِد وهو مُوعَد، والاسم الوعيد، إذا تهدّدته. قال الشاعر:

وإني وإن أوْعَدتُه أو وَعَـدْتُـه

 

لمُخْلِفُ إيعادي ومُنْجِزُ مَوْعِدي

د-ع-ه

الدَّعَة: أن يودِّع الرجلُ نفسَه ولا يبتذلها. والعِدَة اسم ناقص، وليس هذا موضع نفسيره. والعَهْد: معروف؛ عَهِدْتُ أعهَد عَهْداً، وعاهدتُ الرجل معاهدةً، وبين فلان وفلان عهْدٌ، وهو من الموادعة؛ تعاهدوا، إذا تواعدوا. والعَهْدَة والعِهْدَة والعِهْد: مطر أول السنة، والجمع عِهاد وعُهود. قال الشاعر:

أميرٌ عمّ بالمعروف حتـى

 

كأنّ الأرضَ أسقاها عِهادا

وقال الآخر:

أصْلَتيٌّ تسمو العيونُ إلـيه

 

مستنيرٌ كالبدر عام العُهودِ

والمُعاهِد: ذو الذِّمّة. واجتماع الهاء والعين في كلمة واحدة قليل في كلام العرب، وقد تقدّم الإخبار بهذا في أول الكتاب. وبنو عُهادة: بُطين من العرب. والعُهْدَة: كتاب يُكتب بين قوم بعهد من بيع أو حِلف. والمَعْهَد: الموضع الذي تعهّد فيه القومُ، والجمع مَعاهد. وتعهّدته الحُمّى. واستعهدتُ فلاناً، أي أحسست به العهد. وكتاب يُكتب بين القوم يسمّى العَهْد. والعَهْد: المنزل، وهو المَعْهَد أيضاً. قال الراجز:

هل تعرف العهدَ القديمَ أرْسُمُهْ

عفَتْ عوافيه وطال قِدَمُهْ

وتقول العرب في زجر الفِصال: هِدَعْ هِدَعْ. والعَيْدَه: البعير الصّعب. قال الراجز:

أو خافَ صَقْعَ القارعاتِ الكُدَّهِ

وخَبْطَ صِهْمِيمِ اليدين عَيْدَهِ الياء زائدة. ودَهْدَعْ ودَهْداع: زجر للغنم.

د-ع-ي

العَديّ: القوم يَعْدون في الحرب على أرجلهم، وإنما يستحق هذا الاسمَ الرجّالةُ دون الفرسان. قال الهُذلي:

لما رأيتُ عدِيَّ القومَ يسلُبـهـم

 

طَلْحُ الشّواجنِ والطَّرْفاءُ والسَّلَمُ

يعني قوماً منهزمين فالشجر يتعلق بثيابهم فلا يلتفتون إليها، والشّواجن: جمع شاجنة، وهو الوادي الذي فيه الشجر الملتفّ المتّصل بعضُه ببعض. وقال الأصمعي: يقال: فلان في قوم عِدًى، أي أعداء؛ قال: والعِدَى: الغرباء. ويقال: أشمتَ الله عاديَه، أي عدوَّه. وخاصمت بنتُ جَلْوَى امرأةً فقالت لها: ألا تقولين: أقام الله ناعيَك وأشمتَ الله ربُّ العرش عاديَك. وقولهم: عادَه عِيدٌ؛ الأصل فيه الواو، والعِيد: كل يومِ مَجْمَعٍ، واشتقاقه من عاد يعود كأنهم عادوا إليه، ولهذا موضع تراه إن شاء الله. وقال آخرون: بل سُمّي عيداً لأنهم قد اعتادوا. والياء في العيد أصلها واو، وإنما قُلبت ياءً لكسرة ما قبلها. قال العجّاج:

يعتاد أرباضاً لها آريُّ

كما يعود العيدَ نصرانيُّ

يعني الثور الوحشي وله مأوى يعوده. وإذا جمعوا قالوا: أعياد، وإذا صغروا قالوا: عِيَيْد، تركوه على التغيير لأن كل مصغَّر مضموم الأول فلما كان الثاني من هذا ياءً استثقلوا أن يخرجوا من ضمّ الى ياء فكسروا فقالوا: عِيَيْد وشِيَيْم وبِيَيْت. والعائدة: المعروف والصِّلة؛ يقال: ما لك عائدةٌ علينا، وأنت كثير العوائد، ولا يزال يعود علينا. وهذا الأمر أعْوَدُ من غيره، أي أرفق. وفحل مُعيد، إذا كان معتاداً للضِّراب. والعِيديّة: نجائب منسوبة الى العِيد، وهي قبيلة من مَهْرَة بن حَيْدان. والعَيْدانة: النخلة. وبنو عادية: منسوبة الى عاد. وعادِياء: أبو سموأل بن عادياء اليهودي.

باب الدال والغين

مع ما بعدهما من الحروف

د-غ-ف

الدّغْف: الأخذ الكثير؛ دَغَفَ الشيءَ يدغَفه دَغْفاً. والغَدْف من قولهم: أغدف قِناعَه، إذا أسبله على وجهه. وفي الحديث: "كالوَصَع حين يُغْدَفُ عليه أو به". قال الشاعر:

إنْ تُغْدِفي دوني القِناعَ فإنني

 

طَبٌّ بأخذ الفارس المستلئمِ

ومن هذا أصل بناء الغُداف لسُبوغ ريشه. وأغدفَ الليلُ، إذا غطّى كلَّ شيء بظلمته. وأغدفَ البحرُ، إذا اعتكرت أمواجُه. والغادِف: الملاّح؛ لغة يمانية. والمِغْدَفَة والغادوف: المِجْداف بلغتهم. قال أبو بكر: المِجذاف، بالذال معجمة. وأنشدنا أبو حاتم قال: أنشدنا الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء:

تكاد إنْ حُرِّك مِجذافُها

 

تَنْسَلُّ من مَثْناتِها باليدِ

يريد بالمِجذاف هاهنا السّوط. والدّفْغ: حُطام الذُّرة ونُسافتها. قال الراجز:

دُونَكِ بَوْغاءَ رِياغِ الرّفْعِ

فأصفِغيه فاكِ أيَّ صَفْغِ

ذلك خيرٌ من حُطام الدّفْغِ

وأن تَرَيْ كَفَّكِ ذاتَ نَفْغِ

 

تَشْفينَها بالنّفْثِ أو بالمَرْغِ

البوغاء: التراب المدقَّق، وهو الرِّياغ بعينه؛ والرَّفْغ: ألأم موضع في الوادي وشرُّه، بالفتح، أخبرنا بذلك أبو حاتم عن أبي زيد عن العرب من أهل اليمن؛ وقوله: فأصفِغيه، أي أقْمَحِيه، يقال: صَفَغَ الشيءَ وأصفغتُه أنا إيّاه، إذا قمِحه؛ والنَّفْغ: الآثار التي تظهر في الكفّ من العمل. وفَدَغْتُ الشيءَ أفدَغه فَدْغاً، إذا شدختَه. وفي الحديث عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: "إذاً تَفْدَغَ قريشٌ رأسي".

د-غ-ق

الغَدَق: كثرة الماء والنّدى والنبت؛ يقال: مكان غَدِقٌ ومُغْدِق: كثير الماء. وماء غَدِقٌ: كثير. والغَدَق: السَّعة. وفي الحديث: "في الغَدَق والغَمَق"، فالغَدَق: كثرة الماء، والغَمَق: اللَّثَق والنّدى.

د-غ-ك

أُهملت.

د-غ-ل

الدَّغَل: اشتباك النبت والتفافه، وأعْرَفُ ذلك في الحَمْض خاصّة، إذا خالطه العرين؛ والعرين: ما اجتمع من شجر وحَلْفاء، وأهل اليمن يسمّون الأراك المجتمع عريناً. ويقال: مكان دَغِلٌ ومُدْغِلٌ، ومنه قيل: أدغلَ الرجلُ يُدغِل إدغالاً فهو مُدْغِل، إذا فسد قلبه وخان. وجمعوا دَغَلاً أدغالاً ودِغالاً. وبطون الأودية تسمّى المَداغل إذا كثر شجرُها. ولَدَغَته الحيّةُ لَدْغاً، والرجل لديغ وملدوغ. ولَدَغْتُ فلاناً بكلمة، إذا نزعته بها، ورجل مِلْدَغ، إذا كان يفعل ذلك بالناس. واللُّغْد: أصل بناء اللُّغدود، والجمع لَغاديد، وهو اللحم الذي يكتنف اللّهَوات في باطن الحلق؛ وجمع لُغدود لَغاديد، وجمع لُغْد ألغاد، واللَّغْد واللُّغدود واحد. وجاء فلان متلغِّداً، إذا جاء متغضِّباً.

د-غ-م

الدُّغْمَة: لون، من قولهم: فرس أدْغَمُ، وهو الدَّيْزَج بالفارسية الذي لونُ وجهه يخالف لونَ سائر جسده، ولا يكون إلا سواداً. ومثل من أمثالهم: "الذئب أدْغَمُ"، وتفسير ذلك أن الذئاب دُغْمٌ، فالذئب إن ولَغَ أو لم يَلِغْ فالدُّغمة لازمة له، فربما قيل: "قد وَلَغَ وهو جائع"، يُضرب هذا المثل للرجل يُظنّ به الخير وليس هناك ويُغبط بما لم يَنَلْ. وقد سمّت العرب دُغْمان ودُغَيْماً. ويقال: أَدغمتُ اللّجام في في الفرس، إذا أدخلته فيه، ومنه إدغام الحروف بعضِها في بعض. والدَّمْغ: مصدر دَمَغْتُه أدمَغه دَمْغاً، إذا ضربت دماغَه. ودمغته الشمسُ، إذا آلمت دماغه. ورجل دميغ ومدموغ، إذا ضُرب على دماغه. ودميغ الشّيطان: نَبَزُ رجل من العرب. وأمّ الدِّماغ: الجلدة الرقيقة التي تشتمل على الدّماغ. والغَمْد: غَمْدُ السّيف؛ غَمَدْتُ السيفَ وأغمدتُه، لغتان فصيحتان، والسيف مُغْمَد ومغمود. والغِمْد: جَفن السيف. وبَرْك الغِماد: موضع، وقيل: الغُماد أيضاً. وتقول: تغمَّد الله فلاناً برحمته، كأنه ستره بها؛ مأخوذ من الغِمد. وغُمْدان: حصن باليمن. وبنو غامد: قبيلة من العرب، واختلفوا في اشتقاقه فقال ابن الكلبي: سمّي غامداً لأنه تغمّد أمراً كان بينه وبين عشيرته، فسمّاه ملك من ملوك حمير غامداً، وأنشد ابنُ الكلبيّ بيتاً لغامد هذا:

تغمَّدتُ أمراً كان بين عشيرتـي

 

فأسمانيَ القَيْلُ الحَضوريُّ غامدا

قوله الحَضوري: منسوب الى حَضور، وهو بطن من حِمْيَر أو موضع، منهم شُعيب بن ذي مِهْدَم النبي الذي قتله قومه، وليس بشُعيب صاحب مِدْيَن، فسلّط الله عليهم بُخْتَ نَصَّر فحصدهم، فهو الذي يقول الله عزّ وجلّ فيه: "فلمّا أحسّوا بأسَنا إذا هم منها يركضون" الآيات. وذكر ابن الكلبي أنه كان في زمن يوسفَ عليه السلام. وفي الحديث: "كُفِّن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ثوبين حَضوريّين"، وقالوا: سَحوليّين، وكلاهما موضع باليمن معروف. قال أبو حاتم: قال الأصمعي: ليس اشتقاق غامد من هذا، إنما هو من قولهم: غَمِدَتِ البئرُ، إذا كثر ماؤها. وغَمِدَت ليلتُنا، إذا أظلمت. وأنشد:

وليلةِ غامدةٍ غُمودا

ظلماءَ تُغشي النّجمَ والفُرقودا

يريد الفَرْقَد. والمَغْد: النَّتْف؛ مَغَدْتُ الشَّعَرَ أمغَده مَغْداً، إذا نتفته، ويُفتح أيضاً فيقال: المَغَد، وهو أعلى. قال الشاعر:

يباري قُرْحَةً مثلَ ال

 

وتيرة لم تكن مَغْدا

وقال قوم: المَغْد: الباذِنْجان؛ فارسي معرَّب في بعض اللغات.

د-غ-ن

الدَّنِغ: رجل دَنِغٌ من قوم دَنَغَة، وهم سَفِلَة الناس ورُذالهم؛ ويقال: دَنِع، بالعين، وهو الوجه. والنَّدْغ: مصدر ندَغته بكلمة أندَغه ندغاً، إذا سبعته بها. قال الراجز:

مالت لأقوال الغَويِّ المِـنْـدَغِ

فهي تُري الأعلاقَ ذاتَ النُّغْنُغِ

والنِّدْغ: الصَّعْتَر البريّ؛ هكذا قال أبو زيد. وقال غيره: هو النَّدْغ، بفتح النون. وأخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي قال: كتب هشام بن عبد الملك الى عامله بالطائف: ابعث إلي من عسَل النِّدْغ والسِّحاء أخضرَ في السِّقاء أبيضَ في الإناء؛ السِّحاء، ممدود: ضرب من الشجر تأكل منه النحل. والغَدْن: أصل بناء التغدّن، وهو التمايل والتعطّف. واغدودن النبتُ، إذا تمايل، ومنه اشتقاق اسم غُدانة. وبنو غُدْن: بطن من العرب، وكذلك بنو غُدانة أيضاً. وأحسب أن الغُدُنَّة لحمة غليظة في اللَّهازم أو قريب منها. والقضيب الذي تعلَّق عليه الثياب في البيوت يسمّيه أهل اليمن: الغِدان.

د-غ-و

الغَدْو: مصدر غدا يغدو غَدْواً وغُدُوّاً. ويقال: ألقاه غَدْواً، في معنى غد. قال الراجز:

لا تَقْلُواها وادْلُواها دَلْوا

إنّ مع اليوم أخاه غَدْوا

والوَغْد: الضعيف من الرجال، والجمع أوغاد؛ وقالوا: وَغُدَ الرجلُ وَغادةً؛ قال أبو حاتم: قال أبو عبيدة: قال أبو خَيْرَة أفّار بن لَقيط: كنت وَغْداً يوم الكُلاب، أي ضعيفاً. وقال أبو حاتم: قلت لأم الهيثم: ما الوغد? فقالت: الضعيف، قلت: أوَيقال للعبد وَغْد? قالت: ومن أوغدُ منه?

د-غ-ه

دُغَة: اسم امرأة من العرب قد وَلَدَت فيهم، وهي التي يقال فيها: "أحمَقُ من دُغَةَ"، ولها حديث.

د-غ-ي

الغَيَد مصدر قولهم: جارية غَيْداء بيِّنة الغَيَد، وهو لِين المفاصل مع الأعطاف في نعمة، وأكثر ما يُستعمل ذلك في العُنُق، ثم كثر ذلك حتى قالوا: نبت أغْيَدٌ، إذا تعطّف من نعمته، وظبي أغْيَدُ، والجمع غِيد. وللدال والغين والياء مواضع في الاعتلال تراها إن شاء الله.

باب الدال والفاء

مع ما بعدهما من الحروف

د-ف-ق

دَفَقْتُ الماءَ أدفِقه دَفْقاً، إذا أرقتَه. وكل مُراقٍ مدفوقٌ. ويقال: دفق الله روحَه، إذا دعا عليه بالموت. وحدّثنا أبو حاتم عن الأصمعي وعبد الرحمن عن عمّه الأصمعي قال: نزلتُ بأعرابية فقالت لابنة لها: قرِّبي إليه العُسَّ، فجاءتني بعُسٍّ فيه لبن فأراقته فقالت لها: دُفِقَتْ مُهْجَتُك. وناقة دَفوق ودِفاق، إذا كانت تتدفّق في سيرها. والدِّفَقَّى: ضرب من السير واسع الخَطْو. وسار القومُ سيراً أدفقَ، أي سريعاً؛ ويقال: دَفْقاً أيضاً. وتدفّق النهرُ بالماء، إذا امتلأ حتى يفيض الماءُ من جوانبه. وسارت الإبلُ التدفُّقَ، إذا كانت تندفق في سيرها مع سرعة مشي. والفَقْد من قولهم: فقدتُ الشيءَ أفقِده فَقْداً وفِقداناً وفُقوداً، والشيء فقيد ومفقود. وكل أنثى تَثْكَل ولدَها فهي فاقد. والقَدْف: الكَرَب إذا قُطع الجريد عنه فبقيت له أطراف طوال؛ لغة أزدية. والقُدَاف: جَرّة من فَخّار. وكانت جاريةٌ من العرب بنتُ بعض ملوكهم تحمَّق فأخذت غَيْلَمَة، وهي السُّلَحْفاة، فألبستها حُلِيَّها فانسابت السُّلَحْفاة في البحر فدعت جواريَها وقالت: انْزِفْنَ، وجعلت تقول: نَزافِ نَزافِ لم يبق في البحر غيرُ قُدافٍ. والقَفْد، لغة أزديّة: الكَرَب الذي يسمّى الدَّفُّوج والجريد. والقَفَد: التواء الرُّسغ رُسغ اليد من الفرس والإنسان الى الوحشيّ، والالتواءُ الى الإنسي حَنَفٌ؛ رجل أقْفَدُ وامرأة قَفْداءُ، وكذلك الفرس. والقَفْداء: العِمَّة؛ يقال: اعتَمَّ القَفْداءَ، إذا لَفَّ عِمامته على رأسه ولم يُسْدِلْها على ظهره. والقَفَدان: خريطة من أدَم يتّخذها العطّارون وغيرهم يحملون فيها آلتهم. قال الراجز يصف شِقْشِقَةً:

في جَونةٍ كقَفَدانِ العَطّارْ

د-ف-ك

فَدَك: موضع. ويقال: فَدّكْتُ القطنَ تفديكاً، إذا نفَشته؛ لغة أزدية. وقد سمّت العرب فُدَيْكاً وفَدَكيّاً وفَدّاكاً.

د-ف-ل

الدِّفْلَى: شجر معروف مُرّ يكون في الأودية. قال الشاعر:

أمَرُّ من الدِّفْلَى وأحلى من العَسَلْ

ويسمّى الحَبْنَ؛ لغة يمانية. والدَّلَف والدَّليف والدَّلَفان: مصادر دَلَفَ يدلِف، وهي مِشية فيها سرعة وتقارب خطوٍ كما يمشي المقيَّد. قال الشاعر:

فأقْبَلَ مَرّاً الى مِـجْـدَلٍ

 

كمشي المقيَّد يمشي دَلِيفا

وبه سُمّي الرجل دُلَف. وشيخ دالِف، إذا مشى كذلك. قال الشاعر:

كعهْدِكِ لا عَهْدُ الشباب يُظِلُّني

 

ولا هَرِمٌ ممن توجّه دالـفُ

د-ف-م

الفَدْم: العَيِيّ؛ رجل فَدْم بيّن الفَدامة والفُدومة، وليس الفدامة مما تذهب إليه العامّة، يسمّون الضّخم فَدْماً. وثوب مفدوم ومفدَّم، وهي حُمرة ليست بمشبَعة. والفِدام: خرقة تُجعل على الكوب، وأصله من البعير إذا جُعل على فيه الفِدامة وهي الغِمامة.

د-ف-ن

الدِّفْن: الشيء المدفون. والدَّفْن: مصدر دفنتُ الشيء أدفِنه دَفْناً. وركايا دِفان، إذا كُبست ثم استُنبطت. والشيء دفين ومدفون. والمَدافن: المواضع التي تُدفن فيها الكنوز وغيرها. والدَّفائن: الكنوز أيضاً. ودَوْفَن: اسم، الواو فيه زائدة. ورجل دَنَفٌ وامرأة دَنَفٌ، إذا أصابها ضنًى من مرض أو حزن، وقالوا: دَنِفٌ، بكسر النون، ودَنِفان وأدناف؛ ورجل مُدْنَف ومُدْنِف كذلك. والفَدَن: القَصْر، والجمع أفدان. قال الشاعر:

حتى تناهت بها الأفدانُ والدّورُ

والفَنَد من قولهم: فَنِدَ يفنَد فَنَداً، إذا ضعف رأيُه من سنّ أو كبر. وأنفدتُه إفناداً، إذا خطّأت رأيه؛ وفنّدته تفنيداً، إذا فعلت به ذلك. ورجل مُفْنِد: مُسِنّ. وللتّفنيد موضعان؛ يقال: أفندَ الرجلُ، إذا كبر حتى يتكلّم بما لا يُحتاج إليه، وفنَّدت الرجلَ تفنيداً، إذا خطّأته ورددت عليه قوله. والفِنْد: القطعة العظيمة من الجبل، والجمع أفناد، وبه سُمّي الفِنْد الزِّمّاني، رجل من فرسان العرب، لعِظَم شخصه. قال الشاعر:

كأنه فِنْدٌ من الأفنادِ

وقال الآخر:

وعنترةُ الفَلْحاءُ جاء مُلأّماً

 

كأنه فِنْدٌ من عَمايةَ أسودُ

والنَّدْف: نَدْف القطن بالمِطرقة، وهي المِنْدَفَة. قال الأخطل:

فأرسلوهنّ يُذرين العَجاجَ كما

 

ينفي سَبائخَ قطنٍ نَدْفُ أوتارِ

ويُروى: كما يُذري. والنَّدْف أيضاً: تقارب خطو الفرس في خَبَبه؛ مرّ الفرسُ يندِف نَدْفاً ونَدَفاناً، والقطن مندوف ونديف. قال الراجز في المندوف:

يا ليتَ شِعري عنكمُ حنيفا

وقد جَدَعْنا منكمُ الأنوفـا

أتحملون بعدنا السّـيوفـا

أم تغزِلون خُرْفُعاً مندوفا

الخُرفُع: قطن البَرْديّ. والنَّدَفان: خَبَب الفرس؛ مرّ يندِف نَدْفاً ونَدَفاناً. والنّدّاف: الذي يندِف القطن، لغة يمانية عربية صحيحة. وحِرفة النّدّاف: النِّدافة. ونَفِدَ الشيءُ ينفَد نَفاداً، إذا فُني، وأنفدته أنا إنفاداً.

د-ف-و

الدَّفْو: مصدر دَفَوْتُ الجريحَ أدفوه دَفْواً، إذا أجهزتَ عليه؛ ودفَّفتُ عليه تدفيفاً. وفي الحديث أن قوماً من جُهينة جاءوا الى النبي صلى الله عليه وآله وسلّم بأسير وهو يُرْعَد من البرد فقال: أدْفوه، وهي لغته، عليه وآله السلام، بغير همز، فذهبوا به فقتلوه، وإنما أراد عليه السلام: أدفِئوه من البرد، وليس في لغته عليه السلام الهمز. والدَّوْف: مصدر دُفْتُ الدواءَ وغيره بالماء أدوفه دَوْفاً. والفَوْد: أحد شِقّي الرأس، والجمع أفواد، وهما فَوْدان. فأما الفؤاد فمهموز تراه في باب الهمز إن شاء الله. والوَدْف: القَطْر؛ وَدَفَ الماءُ يَدِفُ وَدْفاً، بالدال؛ صحيح وزعموا بالذال أيضاً. والوَفْد: القوم الوافدون، والجمع وُفود؛ ووَفَدَ القومُ وأوفدتُهم أنا إيفاداً. وأوفدَ الرجلُ على الشيء، إذا علا عليه، إيفاداً. وللفاء والدال والواو مواضع تراها إن شاء الله تعالى.

د-ف-ه

الدَّهْف: الأخذ الكثير؛ دَهَفْتُ الشيءَ أدهَفه دَهْفاً، وأدهفته إدهافاً، إذا أخذته أخذاً كثيراً. والفَهْد: سَبْع معروف يصاد به، والأنثى فهدة، وهي دابّة كثيرة النوم يُضرب بها المثال فيقال: "أنْوَمُ من فهد". قال الراجز:

ليس بنوّامٍ كنوم الفَهْدِ

ولا بأكّالٍ كأكل العَبْدِ

والفَهْدَة: الاست. وفَهْدَتا الفرس: اللحمتان اللتان تكتنفان لَبانه بينهما هَزْمَة. ورجل فَهِدٌ، إذا شبِّه بالفهد لكثرة نومه. وفي الحديث: "إن دخل فَهِدَ وإن خرج أَسِدَ". والفَهّاد: صاحب الفهود، كما أن الكلاّب صاحب الكلاب. والفَهْد: مسمار في واسط الرَّحل. قال الراجز:

كأن نابيه من التغريدِ

صريرُ فهدٍ واسطٍ جديدِ

وغلام فَوْهَد: تارُّ الجسم سمين. والهَدَف: القطعة من الحائط والجبل، والجمع أهداف، وبه سُمِّي الوَخْم الثقيل من الرجال: الهَدَف، والهَدَف الذي يُرمى إليه مشبَّه به. واستهدفتُ عِرض فلان، إذا سبعته ووقعت فيه.

د-ف-ي

فَيْد: منزل من منازل البادية. والفََيْد: مصدر فاد يفيد فَيْداً، إذا مات. والفَيّاد: ذكر البوم. قال الأعشى:

ويَهْماءَ بالليل غَطْشَى الفَلاةِ

 

يؤرِّقني صوتُ فَـيّادِهـا

وللدال والفاء والياء مواضع في الاعتلال تراها إن شاء الله.

باب الدال والقاف

مع ما بعدهما من الحروف

د-ق-ك

أُهملت.

د-ق-ل

الدَّقَل: دَقَل السّفينة، عربي معروف، والجمع أدقال ودِقال. وأهل المدينة يسمون النخل الذي يسمّيه أهل البصرة الدَّقَل: اللِّين واللُّونة، واحدها لِينة ولُونة، وهو من قوله تعالى: "ما قطعتم من لِينة"، وتُجمع لِياناً. قال امرؤ القيس:

وسالفةٌ كسَـحـوق الـلِّـيا

 

نِ أضْرَمَ فيها الغَويُّ السُّعُرْ

قال ابن دريد: بلغني عن بعض علماء البغداديين أنه قال: كسَحوق اللُّبان، أراد شجر اللُّبان، فلا تلتفتنّ الى ذلك، فإن شجر اللُّبان لا يبلغ قامة الرجل ولا يسمّى سَحوقاً إلاّ النخل. ويقال: دَقِلَ المولودُ، إذا تضاءل جسمُه وصغر. والدَّقَل من النخل من هذا إن شاء الله. والدَّلْق: أصل بناء قولهم: سيف دَلوق ودَلِق، إذا كان سلس الخروج من جَفنه. قال الشاعر:

أصابته رماحُ بني حُيَيٍّ

 

كأنّ جبينه سيفٌ دَلوقُ

وكان رجل من فرسان العرب وهو الربيع بن زياد يُدعى دالقاً لكثرة غاراته. وضُرب الرجل فاندلقت أعفاجُ بطنه، إذا خرجت حِشوته. والدَّلَق: دابّة؛ أعجمي. والقَلْد: نحو الفَتْل؛ قَلَدْتُ الحبلَ وغيره أقلِده قَلْداً، إذا فتلتَه. والقِلادة: معروفة، والجمع قلائد. وقلائد الهَدْي: لفائف كانت تُعمل من لحاء الشجر ويُقلد بها أعناقها فيكون ذلك شعاراً لها. وتقلّدت السيفَ تقلّداً. ومقلَّد الرجل: موقع نِجاد السيف على مَنْكِبيه. والقِلْد: الحظّ من الماء؛ سقينا أرضَنا قِلْدَنا، أي حظّنا؛ وسقتنا السماءُ قِلْداً كذلك. وفي الحديث: "فقَلَدَتْنا السماءُ قِلْداً في كل أسبوع". وضاقت مَقاليد الرجل، إذا ضاقت عليه أموره. والأقاليد والمقاليد: المفاتيح، ولم يتكلّم فيها الأصمعي، وقال غيره: واحد المقاليد مِقْلَد ومِقْليد، وواحد الأقاليد إقليد. ومقلَّد الذهب: رجل من سادات العرب يُعرف بهذا اللقب. ويقال: قلَّد فلانٌ فلاناً قِلادةَ سَوْدٍ، إذا هجاه هجاءً يبقى عليه وَسْمُه. ومقلَّدات الشِّعر: البواقي على الدهر. والقِلْدَة والقِشْدَة: التمر والسويق الذي يُخلط به السمن. وقد سمّت العرب مقلَّداً. وبنو مقلَّد: بطن منهم. والمِقْلَد: عصا في رأسها اعوجاج يُقلد بها الكلأ كما يُقلد القَتّ إذا جُعل حبالاً. وحبل قليد ومقلود، والشريط يسمّى القليد؛ لغة عبدية. والإقليد: المفتاح؛ فارسي معرَّب. والقَدْل: فعل ممات، وهو أصل بناء القَنْدَل، النون زائدة، وهو الصلب الشديد. وقال قوم: هو الصلب الرأس.

د-ق-م

دَقَمْتُ فمَ الرجل أدقِمه دَقْماً ودقوماً، إذا هتمته. وفصل قومٌ من أهل اللغة فقالوا: رجل أقْصَمُ، إذا انصدعت ثنيّتُه ولم تَبِنْ؛ ورجل أثْرَمُ، إذا سقطت إحدى ثنيّتيه؛ ورجل أهْتَمُ، إذا سقطت ثنيّتاه؛ ورجل أدْقَمُ، إذا سقط مقدَّم فيه. وقد سمّت العرب دُقَيْماً ودُقْمان. ودَمَقْتُ الشيءَ في الشيء أدمِقه وأدمُقه دَمْقاً، إذا أدخلته فيه. والشيء دميق ومدموق. قال أبو حاتم: قال الأصمعي: دخل أعرابيّ البصرة فمرّ بدار فيها عُرس فأراد الدخول فدُفع في صدره فقال: انبلق لي بابٌ فاندمقتُ فيه فدُلِظَ في صدري. والقَدَم: قَدَم الإنسان، والجمع أقدام. ولفلان قَدَمُ صِدْقٍ، أي أُثْرَة حسنة. وقَدِمْتُ من سفَري قدوماً. وأقدمتُ على الشيء إقداماً. وقادم الإنسان: رأسه، والجمع قوادم؛ ولا يكادون يتكلّمون بالواحد. وقوادم الطير: مقاديم الريش؛ عشر في كل جناح، والواحدة قادمة، وهي القُدامى أيضاً. ومُقْدِمة الرَّحل: مقدَّمه. وامتشطت المرأةُ المُقْدِمَةَ، وهو ضرب من المَشْط. ومقدِّمة الجيش: أوله. ويقال للفرس: أقْدِمْ، زجر له كأنه يؤمر بالإقدام؛ هكذا كلام العرب، وذكر ابن إسحاق في كتاب المغازي أن رجلين من العرب خرجا في يوم بدر فصعِدا الجبل لينظر لمن الدَّبْرة منهما، فقال أحدهما: فدنت منا سحابةٌ سمعنا فيها حَمْحَمَةَ الخيل وسمعنا قائلاً يقول: إقْدِم حَيْزُومُ، بكسر الهمزة؛ فأما صاحبي فانصدع قلبه، وأما أنا فكدتُ أهلك، ثم تماسكتُ فقيل بعد ذلك: إن حَيْزُوم فرس جبرئيل عليه السلام. قال أبو بكر: ففي حديث المغازي إقْدِمْ، بكسر الهمزة والواجه ما أنبأتك به من فتح الهمزة. وقُدامى الطير: مثل قادمته، سواء. والقديم: خلاف الحديث. والله عزّ وجلّ القديم الذي لم يَزَلْ. وقُدّام القوم: سيّدهم. قال الشاعر:

إنّا لنضرِب بالسيوف رؤوسَهم

 

ضَرْبَ القُدارِ نَقيعةَ القُـدّامِ

قال أبو عبيدة: القُدّام: السيّد، وقال آخرون: القُدّام جمع قادم؛ والقُدَار: الجزّار، وزعموا أنه أُخذ من الطبيخ في القِدر، وقال آخرون: بل أُخذ من قُدارٍ عاقر ناقة ثمود، فسُمّي الجزّار بذلك. وبنو قُدَم: حيّ من العرب. وقُدَم: موضع باليمن. وقال بعض النسّابين: قُدَم موضع وليس بأب. قال أبو بكر: وهو كذلك، إلا أنه موضع نُسب الى أبي الحيّ، وكذلك تُنسب إليه الثياب القُدَميّة. واليَقْدُميّة: قوم يتقدّمون في الحرب. قال أميّة بن أبي الصّلْت:

الضاربين اليَقْدُميّ

 

ةَ بالمهنَّدة الصفائحْ

وقَيْدوم الجبل: أنف يتقدّم منه، وكذلك قُدَيْدِمة الجبل. والقَدوم: الفأس التي يُنحت بها، بتخفيف الدال لا غير، والجمع قُدُم وقدائم. وقَدوم: ثنيّة بالسَّراة؛ وفي حديث الطُّفيل بن عمرو الدَّوسي ذي النور: فلمّا أوفيتُ على قَدوم سطع بين عينيّ نورٌ. وقَدُومَى، مقصور: موضع ببابل أو بالجزية، زعموا. وقد سمّت العرب قادماً وقُدامة ومُقدَّماً ومُقادِماً ومِقداماً. وجمع قادم قُدُم. والقَمْد أصل بناء القُمُدّ والأقمد، وهو الطويل؛ رجل أقْمَدُ وامرأة قَمْداءُ وقُمُدّ وقُمُدّة. والمَدْق أصل بناء مدقتُه أمدُقه مَدْقاً، إذا كسرته؛ ومدقتُ الصخرةَ، إذا كسرتها. ومَيْدَق: اسم موضع، الياء زائدة. والمَقْد منه اشتقاق المَقَدّ والمِقَدّيّ، وهو شراب يُتَّخذ من العسل، بكسر الميم وفتحها. قال عمرو بن معديكَرِب:

وهم تركوا ابن كَبْشةَ مُسْلَحِبّاً

 

وهم منعوه من شُرب المَقَدّي

وقال قوم: المَقَديّ منسوب، والمَقَديّة: ضرب من الثياب لا أدري الى أي شيء تُنسب. والمَقَديّة: بلد معروف بالشام من عمل الأردن، وإليه تُنسب المَقَديّ والمِقَدِيّ، بفتح الميم وكسرها.

د-ق-ن

الدّانق: معروف معرّب، بكسر النون - وهو الأفصح الأعلى - وفتحها، وكان الأصمعي يأبى إلا الفتح. قال الشاعر:

يا قومِ من يَعْذِرُ من عَجْرَدٍ

 

القاتلِ المرءَ على الدّانِقِ

لمّا رأى ميزانَـه شـائلاً

 

وَجاهُ بين الجِيد والعاتِـقِ

قال أبو بكر: أُخبرت عن أبي عبيدة قال: كان رجل من بني قيس بن ثعلبة بالبصرة وكان جَلْداً فجاء الى بقّال ليشتريَ منه شيئاً بدانق فاستربح البقّال في الوزن فوجأه بين جيده وعاتقه وَجْأةً فقتله فحُملت دِيَةُ الرجل على عاقلته، فقال رجل منهم هذا الشعر، وفيه زيادة وهي:

فَخَرَّ من وَجأتـه مَـيِّتـاً

 

كأنما دُهْدِهَ من حـالـقِ

فبعضَ هذا الوَجْأ يا عجردٌ

 

ما ذا على قومك بالرّافقِ

ودَنَّقَتْ عينُ الرجل تدنِّق تدنيقاً، إذا غارت، وكذلك الدابّة. ويقال: قَدْني، في معنى حَسْبي، وكذلك قَدي. والقَنْد: فارسيّ معرَّب قد جاء في الشعر الفصيح. وقد استعملته العرب فقالوا: سَويق مقنود ومقنَّد. قال الشاعر:

أهاجَكَ أظعانٌ رَحَلْنَ ونسـوةٌ

 

بكَرْمان يُغْبَقْنَ السَّويقَ المقنَّدا

والنَّقَد من الغنم: الصّغار الأجرام منها، والجمع نِقاد. وراعي النَّقَد نَقّاد. قال أبو زُبيد يصف أسداً:

كأنّ أثواب نَقّادٍ قُدِرْنَ له

 

يعلو بخَمْلته كَهْباءَ هُدّابا

ونَقِدَ القرنُ والسنّ ينقَد نَقَداً، إذا وقع فيه الفساد. قال الهُذلي:

تَيْسُ تُيوسٍ إذا يناطحُها

 

يَألَمُ قَرْناً أرُومُه نَقِـدُ

ونَقَدَتْه الحيّةُ، إذا لدغته؛ عربي صحيح. وفي بعض الأخبار: أنا النقّاد ذو الرَّقَبَة بُعثت الى صاحب هذا القصر. وناقد الدّنانير: الذي يعرف جيّدها من مدخولها. والنَّقْد: خلاف النَّسيئة. وأنْقَدُ: اسم من أسماء القُنْفُذ؛ يقال في مثل: بات فلان بليلِ أنْقَدَ، وبليلِ ابنِ أنقدَ، إذا بات ساهراً لأن القنفذ لا ينام الليل. والنُّقْد: ضرب من النبت.

د-ق-و

قاد الرجلُ البعيرَ وغيرَه يقوده قَوْداً. والقَوْد: الخيل؛ يقال: مرّ بنا قَوْدٌ، أي مرّت بنا جماعة من الخيل. وفرس أقْوَدُ والأنثى قَوْداءُ والجمع قُود، وهو طول العنق في تطأمن. والقَوَد أن ينقاد القاتلُ فيُقتل بالذي قتله. قال الشاعر:

لمّا رأى واشِقٌ إقعاصَ صاحبه

 

ولا سبيلَ الى عقلٍ ولا قَـوَدِ

والقَدْوُ مصدر قَدِيَ اللحمُ يَقْدَى ويقدو قَدْياً وقَدْواً، وشمِمتُ قَداةَ اللحم، إذا شمِمتَ له رائحة طيّبة. وفلان قُدوة لفلان، إذا كان يتّبعه. والوَدْق: القطر الذي يخرج من خَلَل السّحاب محتفِلَ المطر الشديد؛ ودَقَتِ السماءُ وأودقت. والوَديقة: دَوَمان الشمس في كبد السماء في الهاجرة. والوَدْقَة: دم ينعقد في بياض العين؛ وَدِقَت عينُه تَوْدَق وتِيدَق وَدْقاً ووَدَقاً، إذا صار فيها ذلك الدم. وأتان وَدُوق ووَديق، لغتان فصيحتان، إذا أرادت الفحل، والاسم الوِداق. ووَدَقَ الشيءُ، إذا حان، أو دنا منك؛ تقول: وَدَقَ مني الشيءُ، إذا دنا. والمَوْدِق: موضع دُنُوّ الشيء. ووَدَقان: موضع. ويقال: بيني وبين فلان مَوْدِق، أي مُتَدانٍ، وقال أبو مالك: مَوْدِق: حائل، فكأنه من الأضداد. ووَدَقَتْ سُرَّتُه، إذا خرجت حتى يصير كالأبجر. ووَقَدَتِ النارُ تَقِدُ وَقْداً ووُقوداً، بضمّ الواو، وهو الاشتعال. والوَقود: ما أوقدتَ به النار. وأوقدتُ النارَ إيقاداً. والموضع الذي تتّقد فيه النار: المَوْقِد، وإن قلت المُوقَد فعربي صحيح. وكوكب وقّاد: مضيء. وقد سمّت العرب واقِداً ووقّاداً ووَقْدان، وهو أبو بطن منهم. ووَقْدَة الهاجرة: لَهَبُها.

د-ق-ه

الدُّقَّة: الأبزار أو الملح الذي فيه الأبزار. ودَهَقَه يدهَقه دَهْقاً، إذا غمزه غمزاً شديداً. وماء دِهاق: كثير. وأدهقتُ الماءَ إدهاقاً، إذا أفرغته إفراغاً شديداً، وقالوا دَهَقْتُه أيضاً، فهو مُدْهَق ومدهوق. ودَهَقَ لي دَهْقةً من المال، أي أعطاني منه صدراً. وأدهقتُ الإناء: ملأته. فأما الدُّهْقان ففارسي معرَّب ليس من هذا؛ قال أبو بكر: قال أبو عبيدة: يقال دِهْقان ودُهْقان وقِرْطاس وقُرْطاس وقِنَّب وقُنَّب. وقد جاء في التنزيل: "وكأساً دِهاقاً"، فسّروها مَلأى، والله أعلم. وقِدَة: موضع، وهو الماء الذي يسمّى الكُلاب، وهو بين البصرة والدَّهْناء، وهذا ناقص وله باب تراه فيه إن شاء الله. والدّهْدَقَة: تقطُّع اللحم وتكسُّر العظام؛ دَهْدَقْتُ اللحمَ دهدقةً ودَهْداقاً، وإن قلت دِهْداقاً كان فصيحاً إن شاء الله. والقَهْد: ولد الضأن الصغير الأذنين تعلوه حُمرة، والجميع القِهاد. والهَدْق: الكسر؛ هَدَقْتُ الشيءَ أهدِقه هَدْقاً فانهدق، إذا كسرته فانكسر.

د-ق-ي

الدَّيق: مصدر داقه يديقه دَيْقاً، إذا أراغه لينتزعه. ودَقِيَ الفصيلُ يَدْقَى دَقًى شديداً، إذا بَشِمَ عن اللبن. والقيد: معروف؛ قيَّدت الإنسان وغيرَه تقييداً. وذكر بعض أهل اللغة أن أصل التقييد حَبْسُك الشيءَ عن الحركة، فلذلك قالوا: قيّدتُ العلم بالكتاب تقييداً، إذا حفظته؛ وقيَّدتُ الكتابَ بالشَّكل. وبيني وبين فلان قِيدُ رمحٍ وقادُ رمحٍ وقِدَى رمحٍ؛ وكذلك يقال في القوس كما يقال في الرمح. وللدال والقاف والياء مواضع في الاعتلال تراها إن شاء الله تعالى.

باب الدال والكاف

مع ما بعدهما من الحروف

د-ك-ل

دَكَلْتُ الطينَ أدكُله وأدكِله، إذا جمعته بيدك لتطيِّن به أو تبني به. والقطعة من الطّين: الدِّكْلَة. والدَّكَلَة: القوم الذين لا يجيبون السلطان لعزّهم. والدَّلْك من قولهم: دَلَكْتُ الثوبَ وغيرَه أدلُكه دَلْكاً، إذا مصْتَه لتغسله، وكل شيء مرسته فقد دلكته، والتمر الدَّليك والمَريس واحد، والدَّليك: التراب الذي تسفيه الريح. ودالكت الرجلَ مدالكةً ودِلاكاً، إذا ماطلته دينَه. وقال رجل للحسن: أيُدالِكُ الرجلُ امرأتَه، قال: نعم إذا كان مُلْفَجاً؛ المُلْفَج: المُفْلِس. ودَلَكَتِ الشمسُ، إذا مالت عن كبد السماء دلوكاً، وذلك الوقت يسمّى الدَّلَك. قال الراجز:

تَبَلُّجُ الزّهراء عن جِنْحِ الدَّلَكْ

الزّهراء: الشمس؛ ويُروى: في قَرْنِ الدَّلَك. وقال قوم من أهل اللغة: دَلَكَتْ، إذا مالت للغروب. واختلف الفقهاء في الدُّلوك فقال ابن عباس رضي الله عنهما: دُلوك الشمس أن تميل عن كبد السماء، وقال غيره من الفقهاء: دلوكها غيوبها، وأنشدوا:

هذا مَقامُ قَدَمَيْ رَباحِ

غُدوةَ حتى دَلكت بِراحِ

ورووا: بَراحِ، بالفتح، فمن قال بَراح بفتح الباء جعله اسماً من أسماء الشمس، ومن رواه بِراح بكسر الباء أراد جمع راحة كأنه ستر عينه براحته. قال العجّاج:

والشمسُ قد كادت تكون دَنَفا

أدفعُها بالراح كي تَزَحْلَفا

يقال: تزحلف الشيءُ، إذا زال. ودلكتُ العودَ وغيره، إذا مرنته. والدَّلوك: كل ما تدالكتَ به من حُرْض أو غيره. ومنه حديث عمر رضي الله عنه أنه كتب الى خالد بن الوليد رضي الله عنه: بلغني أنه اتُّخذ لك دَلوكٌ معجون بخمر وأحسبكم يا بني المُغيرة من ذَرْء النار. قال أبو بكر: من قوله عزّ وجلّ: "ولقد ذرأنا لجهنّمَ كثيراً من الجنّ والإنس". والدُّلَكَة: دُوَيْبَة لا أحُقُّها. والكَلَدَة: الأرض الغليظة. وقد سمّت العرب كَلَدَة. وتكلّد الإنسانُ، إذا غلظ لحمه. والكَلَنْدَى: موضع. قال الشاعر:

ويومٌ بالمَجازة والكَلَـنْـدَى

 

ويومٌ بين ضَنْكَ وصَوْمَحانِ

هذه كلّها مواضع. واللَّكْد: الضرب باليد جُمْعاً؛ لَكَدَه بيده يلكُده لَكْداً، إذا ضربه بها أو دفعه. ومشى فلان وهو يلاكِد قيدَه، إذا مشى فنازعه القيدُ خُطاه. وقد سمّت العرب مُلاكِداً ولَكّاداً.

د-ك-م

الدَّمْك: الطحن، مصدر دَمَكَه يدمُكه دَمْكاً، إذا طحنه. ورَحًى دَموك: سريعة الطحن. ومحالة دَموك: سريعة المَرّ. قال الراجز:

أنا ابنُ عمرو وهي الدَّموكُ

حمراءُ في حاركها سُموكُ

كأنّ فاها قَتَبٌ مفـكـوكُ

يصف فرساً، يقول: تسرع كما تسرع الرّحى الدَّموك أو البَكَرَة. وابن دُماكة: رجل من سودان العرب في الإسلام كان مغيراً. والدّامكة: الداهية؛ أصابتهم دامكة من دَوامك الدهر، أي داهية. والمِدْماك: السّافُ من البناء، قال الأصمعي وأنشد بيتاً أنشدَناه عبد الرحمن عن الأصمعي:

ألا يا ناقضَ الميثا

 

قِ مِدْماكاً فمِدْماكا

والكَدْم: العَضّ بالفم أجمعَ؛ كَدَمَ الحمارُ آتُنَه كَدْماً، والحمار كَدوم؛ وبه كُدوم، أي آثار عِضاض. وقد سمّت العرب كِداماً ومُكدَّماً ومكدِّماً وكُدَيْماً. والكُدَم: حنش من أحناش الأرض. والكَمَد: مرض القلب من الحزن؛ كَمِدَ قلبُه بكمَد كَمَداً؛ وكَمِدَ وجهُه، إذا رأيته كامد الوجه وكَمِدَ الوجه واجماً، وأكمده الحزنُ يُكمده إكماداً. والمَكْد من قولهم: مَكَدَ بالمكان يمكُد مَكْداً ومُكوداً، إذا أقام به، فهو ماكد. وناقة مَكود، إذا كان لبنُها يدوم على الجدب، والجمع مُكُد.

د-ك-ن

الدُّكْنَة: غُبرة كَدِرَة. ويسمّى الزِّقّ أدْكَنَ للونه، وربما سُمّي الدَّنُّ أدْكَنَ. ودَكَنْتُ المَتاعَ والشيءَ أدكُنه دَكْناً، إذا نضّدت بعضه على بعض، ودكّنته تدكيناً، ومنه اشتقاق الدُّكان، وهو عربي صحيح. قال أبو بكر: اشتُقّ الدُّكّان من الدّكّ، كما اشتُقّ عثمان من العَثْم، والعَثْم: جَبْرُ العظم على فساد. قال الشاعر:

فأبْقى باطلي والجِدُّ منها

 

كدُكّان الدَّرابنة المَطينِ

الدَّرابنة: جمع دَرْبان، وهو البوّاب بالفارسية. وسمعت أبا عثمان الأُشنانْداني يقول: قال الأخفش: الدُّكّان مشتق من قولهم: أكَمَة دَكّاء، إذا كانت منبسطةً، وناقة دَكّاء، إذا افترش سَنامُها في ظهرها. والدُّكَيْناء: دُوَيْبَة من أحناش الأرض. وقد سمّت العرب دَوْكَناً ودُكَيْناً. والكِدْن، والجمع كُدون: كساء تجع فيه المرأةُ شَوارها، أي قُماشها، تجعله تحت الهودج. ورجل ذو كِدْنَة: غليظ اللحم محبوك الخَلق، ومنه اشتقاق الكَوْدَن، وهو البِرْذَون، والجمع كوادِن، الواو زائدة. وما أبينَ الكَدانةَ فيه، أي الهُجنة. وقد قال قوم: الكِدْن: جِلد كُراعٍ يُسلخ ويُدبغ ويُجعل فيه الشيء فيُدَقّ بين حجرين كما يُدَقّ الشيء في الهاوون؛ قال أبو بكر: ولم يعرفوا الهاوَن. وقد سمّت العرب كِدْناً وكُدَيْناً. والكِدْيَوْن: عَكَر الزيت، ولا أحسبه عربياً صحيحاً، غير أنه قد تكلّمت به فصحاء العرب. والكَنَد من قولهم: كَنَدَ فلانٌ نعمةَ الله، إذا كفرها؛ وفلان كَنود لنعمة الله عنده؛ ومنه اشتقاق اسم كِندة أبي قبيلة من العرب. وقد سمّت العرب كَنّاداً وكَنُوداً وكَنّادة. والنَّكَد من العُسر من قولهم: سألته فأنكدته إنكاداً، إذا وجدته عَسيراً. ونَكَدَني فلان حاجتي، إذا منعني إياها فأنكدتُه أنا إنكاداً، إذا وجدته عَسِراً. ورجل أنْكَدُ وامرأة نَكْداءُ، وهو أيضاً مشتقٌ من العُسر والضّيق.

د-ك-و

الدَّوْك: مصدر داكه يدوكه دَوْكاً، إذا غتَّه في ماء أو تراب. ويقال: باك الفرسُ الحِجْرَ وداكها دَوْكاً، إذا علاها. والمِدْوَك والمَداك واحد، وهي صَلاءة العطّار، والجمع المداوك. وتداوك القومُ، إذا تصادموا في حرب أو شرّ. والدَّوْك: ضرب من مَحار البحر. والكَدْو: مصدر كَدَوْتُ وجهَ الأرض أكدوه كَدْواً، إذا خدشته بعصا أو مِحْجَن. والكَوْد: كل شيء جمعته فجعلته كُثَباً من تراب أو طعام أو نحوه، والجمع أكواد. ويقولون: كوّدتُ الشيءَ تكويداً، لغة يمانية؛ ويقولون: كاد يكود ويكيد وحاد يحود ويحيد، لغة يمانية. قال أبو بكر: وأخبرنا أبو مُعاذ عن أبي عثمان المازني قال: تقول العرب: لا هَمّاً ولا كَوْداً، أي لا يَثْقُلَنّ عليك. وقد سمّت العرب كُوَاداً وكُوَيْداً. وعقبة كَؤود: صعبة المرتقَى. وقد سمّت العرب وَدّاكاً ومودِّكاً ومودوكاً. والوَدَك: وَدَك الشحم وغيره؛ وَدِكَت يدُه وَدَكاً، ولحم وَدِكٌ، أي له وَدَكٌ. ورجل وادك، أي ذو وَدَكٍ، كما قالوا: تامر ولابن. والوديكة: دقيق يُساط بوَدَك. والوَكْد من قولهم: ما زال ذلك وَكْدي، أي فعلي ودَأبي. ووكّدت العهدَ والعقدَ توكيداً، إذا أحكمته، وكل شيء أحكمته فقد وكّدته. والوكائد: السيور التي يُشدّ بها القَرَبُوس الى دفّة السَّرج، الواحد وِكاد وإكاد. ووَكَدَ بالمكان يَكِدُ وُكوداً، إذا أقام به.

د-ك-ه

الدَّهْك: مصدر دَهَكْتُه أدهَكه دَهْكاً، إذا سحقته. والكَدْه مثل الكَدْح سواء؛ فلان يكْدَه لدُنياه، ويكدَح مثله. والهَدْك، يقال: انهدكَ الرجلُ علينا بكلام كثير، إذا اندرأ به.

د-ك-ي

الدِّيك: معروف، والجمع دُيوك ودِيَكة. والكَدْي مصدر من قولهم: كَدَى الرجلُ وأكدَى، إذا بخل، وكَدِيَ المعدنُ وأكدَى، إذا لم يُخرج شيئاً. وأعطى فلانٌ فأكدَى، إذا أعطى فأقلّ. والكُدْية: الأرض الغليظة، والجمع كُدًى. وكَداء وكُدَيّ: جبلان أو موضعان قريبان من مكّة. قال عُبيد الله بن قيس الرُّقَيّات:

أقفرتْ بعد عبد شمسٍ كَداءُ

 

وكُدَيٌّ فالرُّكنُ فالبَطحـاءُ

ولهذا مواضع في الاعتلال تراها إن شاء الله. والكَيْد: مصدر كاده كَيْداً؛ وكِدْتُه، في معنى أردته، وكاد يفعل ويكاد، وهذا بمعنى قَرُبَ.

باب الدال واللام

مع ما بعدهما من الحروف

د-ل-م

الأدْلَم: الأسود؛ دَلِمَ يدلَم دَلَماً، إذا اشتدّ سوادُه، ويقال: ادلامَّ يدلامّ ادليماماً، إذا اشتدّ سوادُه؛ وليل أدْلَمُ. وقد سمّت العرب دُلَيْماً ودُلَمَ ودَلَماً ودُلامة. والدَّمْل: أصل بناء اندمل الجرحُ، إذا برأ. وتدامل القومُ، إذا اصطلحوا. والدَّمال: السَّماد الذي تسمّد به الأرض، وأحسبه راجعاً الي هذا لأنه يُصلح الأرضَ. والدَّمال: داء يصيب النخل فيسوادّ طَلعُه قبل أن يلقّح، ويقال له الدَّمان أيضاً؛ واللام تشارك النون في مواضع أيضاً. وقد سمّت العرب دَمّالاً ودُمَيْلاً. والدُّمَل، بالتخفيف: الحِبْن؛ وقد قالوا: دُمَّل، وجمعوا دَمامِل، وإنما سمّوه دُمَّلاً تفاؤلاً بالصّلاح، كما سُمِّيت المَهلكةُ مفازةً واللديغُ سليماً؛ هذا قول البصريين، وقد خالف قوم من أهل اللغة ذلك. واللَّدْم: ضربُك الحجرَ بحجر أو غيره؛ وكل ضَرْبٍ لَدْمٌ؛ والنّساء يلتدمن في المأتم. وفي حديث علي رضي الله تعالى عنه: لا أكون كالضَّبُع تسمع اللَّدْمَ. وقد سمّت العرب مُلادِماً. ولَدْمان: ماء معروف من مياههم. والمِدْل والإدْل: اللبن الخائر، ولا أحسب المِدل محفوظاً. ومَدْل: اسم قبيل من حِمير، زعموا. والمَلْد: أصل بناء قولهم: شاب أُملود وإمليد، إذا كان غضّاً ناعماً لَدْناً. وغصن أُملود أيضاً، إذا كان كذلك. وشاب مَلْد أيضاً، والجميع أملاد. والمَلَدان: اهتزاز الغصن. والشّابّ السَّرَعْرَع: الأُملود.

د-ل-ن

دِلان، بالتخفيف: اسم من أسماء العرب، وقد أُميت أصل بنائه، وأحسبه مقلوباً من اللَّدْن من قولهم: غصن لَدْن بَيِّن اللَّدانة واللُّدونة، إذا كان ليّناً يهتزّ. ولَدُن: كلمة يقرَّب بها الشيء من الشيء؛ هذا من لَدُنِ فلانٍ، أي من عنده. ولَدُن غُدْوَةً، أي في وقت غُدوة؛ وفي التنزيل: "وحَناناً من لَدُنّا" أي من عندنا. والنَّدْل: سرعة نقل الشيء من موضع الى موضع. قال الشاعر:

على حينَ ألهى الناسَ حِلُّ أمورهم

 

فنَدْلاً زُرَيقُ المالَ نَدْلَ الثعالـبِ

زُريق: أبو قبيلة من الأنصار. والمَنْدَل: العود الذي يُتبخّر به. وابن مَنْدَلَة: رجل من ملوك العرب وساداتهم قديم. قال الشاعر:

فأقسمتُ لا أعطي مَليكاً ظُلامةً

 

ولا سُوقةً حتى يؤوبَ ابنُ مَنْدَلَهْ

وعرف الخليلُ نَدِلَت يدُه تندَل نَدَلاً، إذا غَمِرَت، ومنه اشتقاق المِنْديل، زعم أنه مِفعيل من ذلك. وقد قالوا مِنْدَل في معنى منديل، وقد جاء في الشعر الفصيح.

د-ل-و

الدَّلْو: معروفة مؤنَّثة وقد ذُكِّرت في الشّعر على معنى الغَرْب أو السَّجْل. يقال: دلا دلوَه يدلوها دَلواً، إذا ألقاها في البئر، وأدلى يُدلي إدلاءً، إذا انتزعها من البئر. وفي التنزيل: "فأدلَى دَلْوَه"، أي انتزعها، والله أعلم بكتابه. والدَّلْو: الرِّفق في السير وغيره. قال الراجز:

لا تَقْلُواها وادْلُواها دَلْوا

إنّ مع اليوم أخاه غَدْوا

وقال آخر:

لا تَقْلُواها اليومَ وادْلُواها

لبئسَما بُطْأً ولا ترعاها

قوله: لا تقلواها، أي لا تشدّا عليها في السير، ومن هذا حمارٌ قِلْوٌ، إذا كان شديد الطّرد لآتُنه؛ والتقدير لبئس هذا البُطءُ بُطأً. والدُّول: أبو قبيلة من العرب من بني حنيفة. والدِّيل من عبد القيس. والدُّئل والدِّئل، جميعاً بالضّم والكسر، من بني كِنانة، منهم أبو الأسود الدُّؤلي. والدَّوْل من قولهم: دال يدول دَوْلاً، وهي الدِّوَل. وتداول القومُ الشيءَ بينهم، إذا صار من بعضهم الى بعض. ووَلَدُ الرجلِ ووُلْدُه ووِلْدُه واحد، وقد قُرئ به. وامرأته وَلود: كثيرة الأولاد. وشاة والد: حامل.

د-ل-ه

دُلِهَ الرجلُ فهو مدلوه ودَلِهَ فهو داله؛ دَلِهَ يدلَه دَلَهاً من التدليه، وهي الحيرة. والدَّلَه: الباطل. قال الحارث بن حِلِّزَة:

لا أرى من هَوِيتُ فيها فأبكي ال

 

يومَ دَلْهاً ومـا يَرُدُّ الـبـكـاءُ

ويُروى فأبكي أهل ودّي. ويقال: ذهب مالُه دَلْهاً، أي باطلاً. والدَّهْل: كلمة عبرانية قد استعملتها العرب كأنها تأمر بالرفق والسكون. ويقال: مرّ دَهْلٌ من الليل، أي قطعة؛ جاء بها أبو الخطّاب ولم يجئ بها غيره. واللَّهْد من قولهم: بعير ملهود ولهيد، وقد لُهِدَ البعيرُ يلهَد لَهْداً، إذا وَخَضَ الحملُ غاربَه وسَنامه حتى يؤلمه. والهَدْل من قولهم: بعير أهْدَلُ وناقة هَدْلاءُ من جِمال هُدْل، إذا كان مسترخيَ المشافر. قال الشاعر:

هُدْلٌ مَشافرُها بُحٌّ حنـاجـرُهـا

 

تُزجي مرابيعَها في قَرْقَرٍ ضاحي

مرابيعها: ما نُتج في الربيع؛ والقرقر: القاع الأملس الواسع، يقال: قاعٌ قَرْقَرٌ، إذا كان كذلك؛ وضاحٍ: مكشوف، يقال: ضَحِيَ للشمس، أي برز لها. وتهدّل النبت، إذا تثنّى من نعمة، وهو الهَدال. قال الشاعر:

ظبيةٌ من ظِباء وَجْرَة أدْمـا

 

ءُ تَسَفُّ الكَباثَ تحت الهَدالِ

وسمعت عبد الرحمن يخبر عن عمه أنه كان يقول: الهَدال ضرب من الشجر معروف، وأنه أنشد هذا الشعر:

يا رُبَّ ماءٍ لك بالأجبالِ

بُغَيْبِغٍ يُنزع بالعِقالِ

طامٍ عليه وَرَقُ الهَدالِ

يقال: بئر بُغَيْبِغ، إذا كانت قريبة المَنْزع. وهَدَلَ الحمامُ يهدِل هَدْلاً وهديلاً، إذا صوّت. ويقال إن الهديل الذَّكَر من الحمام بعينه. قال الشاعر:

إني تُذكِّرني الزُّبيرَ حمامةٌ

 

تدعو بأعلى الأيكتين هديلا

وقال آخر:

كهُداهِدٍ كَسَرَ الرُّماةُ جناحَـه

 

يدعو بقارعة الطّريق هديلا

د-ل-ي

الدِّيل: أبو قبيلة من العرب. وللدال واللام والياء مواضع في الاعتلال تراها إن شاء الله تعالى.

باب الدال والميم

مع ما بعدهما من الحروف

د-م-ن

الدِّمْن: البعر والكِرْس. والدِّمْنَة: الموضع الذي يجتمع فيه الغنم فتتلبّد أبوالُها وأبعارُها فيه، والجمع دِمَن. ودمَّنتِ الغنمُ المكانَ تدميناً، إذا بوّلت فيه وبعّرت. وفي قلب فلان على فلان دِمْنَة، أي حقد. والدَّمان: الرماد، زعموا، وليس بثَبْت. وتصغير دِمنة دُمَيْنَة. وقد سمّت العرب دُمَيْنَة. وابن الدُّمَيْنَة الخَثْعَمي أحد شعراء العرب، معروف، والدِّنْمَة والدِّنِمَّة، وقال مرة أخرى: والدِّمَّة والدِّنِمَّة: الرجل القصير الحقير، وقالوا للنملة والقملة: دِنِمّة. والمَدْن ذكر بعض أهل اللغة أنه فعل مُمات وأنه من قولهم: مَدَنَ بالمكان، إذا أقام به، وبه سُمّيت المَدينة في لغة هؤلاء. وأنكر ذلك قوم فقالوا: مَدينة مَفْعِلَة من قولهم: دِينَتْ، أي مُلِكَتْ؛ والأمَة يقال لها مَدينة لأنها مملوكة. قال الشاعر:

ثَوَتْ وثَوى في كَرْمها ابنُ مدينةٍ

 

مقيماً على مِسْحاته يتـركَّـلُ

يعني عبداً، ويُروى: يظلُّ على. ومَدْيَن: اسم أعجمي، فإن اشتققته من العربية فبالياء زائدة وهو من مَدَنَ بالمكان، إذا أقام به. فأمّا المَيّدان فأعجميّ معرَّب. والمَدان: صنم، زعموا، ودفع ذلك ابنُ الكلبي، وله فيه حديث. وإليه يُنسب بنو عبد المَدان، بطن من العرب، ويمكن أن يكون اشتقاقه من دان يدين، إذا أطاع، وهو مَفْعَل كما قالوا مَطار ومَطْيَر من طار يطير. والنَّدَم: معروف؛ نَدِمَ ندَماً فهو نادم، والنّديم والنَّدمان واحد، وهو الذي ينادمك على الخمر؛ هكذا يقول أبو عبيدة وله فيه شرح يطول. وللنديم والنَّدمان اشتقاق قد ذكرناه في كتاب الاشتقاق.

د-م-و

الدَّوْم: نخل المُقْل. ودُومة الجندل، بضمّ الدال: موضع؛ هكذا يقول بعض أهل اللغة، وأصحابُ الحديث يقولون: دَومة الجندل، بفتح الدال، وذلك خطأ. ودَوْمان، قال قوم: رجل، وقال آخرون: اسم موضع. قال أبو بكر: هو دَوْمان بن بُكَيْل، فأما دُومة الجندل فمجتمعه ومستداره كما تدوم الدُّوّامة، أي تستدير. ودوّمتِ الشمس في كبد السماء. ودوّم الطائرُ ودام، إذا حلّق في السماء، وحام أيضاً، إذا دار. والدُّوَام مثل الدُّوَار سواء؛ يقال: به دُوَام ودُوَار. ودام الشيءُ يدوم دَوَماناً وأدمتُه أنا إدامةً، إذا سكّنته. ونُهي عن البول في الماء الدائم، أي الساكن. وأدمتُ القِدْرَ، إذا غلتْ فنضحتَ عليها الماءَ البارد لتَسْكُنَ. وكان الأصمعي ينكر بيت ذي الرُّمَّة:

حتى إذا دوّمتْ في الأرض راجَعَه

 

كِبْرٌ ولو شاء نجّى نفسَه الهَـرَبُ

ويقول: لا يكون التدويم إلا في السماء؛ وأنكر ذلك عليه قوم من أهل العلم وقالوا: لمَ سُمِّيت الدُّوّامة. وبنو دَوْمان: بطن من العرب. والوَمَد: شدّة الحرّ وسكون الريح؛ وَمِدَ يومُنا يَوْمَدُ ومَداً، وهو يوم وَمِدٌ، والاسم الوَمَد.

د-م-ه

دَمَهَتْه الشمسُ، إذا صمحته، فهو مدموه. ويوم دَمِهٌ، إذا كان شديد الحرّ؛ دَمِهَ يومُنا دَمَهاً، ورجل مدموه. وإذا التهبت الرَّمضاء من شدّة الحرّ قيل: دَمِهَتْ دَمَهاً. والدَّهْم: العدد الكثير؛ عدد دَهْم، أي كثير. ودَهِمَهم الأمر يدهَمهم، إذا غشيهم. وفرس أدْهَمُ حسن الدُّهْمَة، أسود، وادهامَّ الفرسُ ادهيماماً، إذا اشتدّ سواده. وقال أبو عبيدة في قوله جلّ وعزّ: "مُدْهامَّتانِ"، أي سوداوان من شدّة الخضرة. وكان أبو حاتم يقول إن السواد سُمّي سَواداً لكثرة الخضرة فيه؛ والسواد عند العرب خُضرة. قال الشمّاخ:

سَرَيْتُ بها من ذي المَجاز فنازعتْ

 

زُبالةَ سربالاً من الليل أخضـرا

أي أسود. ومنه قول اللَّهَبي:

وأنا الأخضرُ من يعرفـنـي

 

أخضرُ الجِلدة من بيت العربْ

أراد الأُدمة لأنها أغلب الألوان على العرب. وقد سمّت العرب دُهْمان ودُهَيْماً ودُهاماً. والدُّهيم: اسم من أسماء الداهية، وأصل ذلك أن ناقة كانت تسمّى الدُّهيم فحُمل عليها رؤوس قوم فقالوا: "أثقل من حِمْلِ الدُّهيم"، فذهبت مثلاً، ولها حديث. وجاء فلان بالدُّهيم، وهي الداهية، وأصلها الناقة. ودَهْماء الناس: جماعتهم. والمَدْه مثل المَدْح سواء؛ مدهتُه بمعنى مدحتُه، قُلبت الحاء هاءً، وهم يفعلون ذلك كثيراً. قال رؤبة:

لله درُّ الغانياتِ المُدَّهِ

يريد المُدَّحِ، ومن روى المُزَّهِ أراد المُزَّحِ. وقال النعمان لرجل ذكر عنده رجلاً: أردتَ كيما تَذيمه فمدهتَه؛ تذيمه: تعيبه؛ من الذَّيْم. والمَهْد: معروف؛ مهَّدت الفراشَ تمهيداً، والفراش المِهاد، وكل شيء وطّأته فقد مهّدته. ومَهْدَد: اسم امرأة، وللنحويين فيه كلام ليس هذا موضعه. والهَدْم: مصدر هدمتُ الشيء أهدِمه هَدْماً. والهَدَم: ما وقع من الشيء المهدوم من طين أو غيره، والشيء مهدوم وهديم. والهِدْم: الكساء الخَلَق، وجمعه أهدام وهُدوم. وهُدِمَ الرجلُ، إذا أصابه الدُّوار في البحر، والاسم الهُدام. وذو مَهْدَم: قَيْلٌ من أقيال حمير، ومن ولده شُعيب بن ذي مَهْدَم النبي ليس شُعيب موسى الذي بعثه الله الى قومه فقتلوه فبعث الله عليهم بُخْتَ نصَّر فقتلهم قتلاً ذريعاً؛ هكذا يقول ابن الكلبي، وأنزل الله فيهم: "فلمّا أحسّوا بأسَنا إذا هم منها يركضون" الآيات. وهَدِمَت الناقةُ تهدَم هَدَماً، إذا أرادت الفحل، وتهدّمت تهدّماً. وشيخ هِدْم مثل هِمّ سواء، تشبيهاً بالكساء الخَلَق. وقال قوم من أهل اللغة: الهِدْم: الكساء المرقَّع الذي قد ضوعفت رقاعه بعضها على بعض. الهَمْد من قولهم: هَمَدَت النارُ هموداً، إذا طَفِئت، والجمر هامد، إذا طَفِئ. وهَمْدان: أبو قبيلة، واشتقاقه من هَمَدتِ النارُ، إذا سكن اشتعالُها. وذُكر عن بعض من لا يوثق به أنه سئل عن اشتقاق هَمْدان واسمه أوْسَلَة فقال: أُخبر بخبرٍ غمّه فقال: هَمٌّ دانٍ، وليس هذا مما يُلتفت إليه. والهَمْدة: الموت، زعموا.

د-م-ي

الدِّيمة: المطر يدوم أياماً، والجمع دِيَم؛ قال الأصمعي: الدِّيمة: المطر يدوم يوماً وليلة. والمَيْد: مصدر ماد يميد مَيْداً، إذا تمايل؛ وغصن مائد وميّاد. وميّادة: اسم أمّ بعض شعراء العرب، وهي أمَة سوداء. وجمع مائد مِيد، والأغصان مِيد. وأصاب الإنسانَ المَيْدُ، إذا أصابه الدُّوار عن ركوب البحر. وفي الحديث: "المائد في البحر كالمتشحّط في البرّ"، يعني الغزو. ومِدْتُ الرجلُ أميده مَيْداً، إذا أعطيته ومِدْته بخير. ومنه اشتقاق المائدة؛ قال أبو عبيدة: لأنها تَميد أصحابها بما عليها من الخبز، وهكذا فسّره في التنزيل، والله أعلم. والمَيْدان: اسم أعجميّ معرَّب. وامتدتُ الرجل: طلبت خبرَه. ودَمِيَ الإنسان يَدْمى، والأصل في دَم دَمْيٌ. قال الشاعر:

فلو أنّا على حجر ذُبِحـنـا

 

جَرَى الدَّمَيان بالخبر اليقينِ

وقد أنشدوا:

هل أنتِ إلاّ إصبعٌ دَمِيتِ

وفي سبيل الله ما لقيتِ

وهذا السجع للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، والشعر عنه منفيّ، ولكنّ له علّة نشرحها في موضعها إن شاء الله تعالى. وتقول العرب: مَيْد أني وبَيْدَ أني، في معنى غير أني، وفي الحديث: "بَيْدَ أني من قريش". قال الراجز:

عَمْداً فعلتُ ذاك بَيْدَ أنّي

إخالُ إن هَلَكْتُ لم تُرِنّي

ويُروى: مَيْدَ أني.

باب الدال والنون

مع ما بعدهما من الحروف

د-ن-و

دَنا يدنو دُنُوّاً. والدُّون: خلاف الجيّد. والدُّون: الأصغر في بعض اللغات؛ فلان دون فلان في السنّ. وقمتُ دون فلان، إذا وقيته بنفسك. ودونك هذا الشيءَ، إذا عرَضَك وأمكنك. والدُّون: الخسيس من الشيء. قال الشاعر:

إذا ما علا المرءُ رامَ العُلَى

 

ويقنع بالدُّون من كان دُونا

والنَّدْو: مصدر ندا يندو نَدْواً، وهو الاجتماع في النادي. وندا القوم يندون نَدْواً، إذا اجتمعوا في في النَّدِيّ، وهو المجلس للقوم؛ والنادي والنَّدِيّ واحد، ومنه اشتقاق دار النَّدوة. قال الراجز:

لكنه يندو كما يندو النَّدي

كأنه في العِزِّ قيسُ بن عَدي

والنَّوْد: مصدر نادَ ينود نَوْداً ونُواداً، إذا تمايل من النعاس، وهو النُّواد؛ يقال: نادَ نَوْدَةً، إذا مال ميلةً. والوَدْن من قولهم: وَدَنْتُ الشيءَ أدِنُه وَدْناً، إذا بللته حتى يلين، ويقولون: دِنِ الأديمَ، إذا أمروه ببلّه، والأديم وَدين ومودون. قال أبو عُبيدة: جاء قوم الى ابنة الخُسّ بصفاة فقالوا: احْذي لنا من هذا نعلاً فقالت: دِنُوها، أي نَدُّوها. ورجل مودون، أي ناقص الخَلْق، وودين ومودَن أيضاً. قال الشاعر:

زجرتَ بها ليلةً كلَّهـا

 

فجئتَ بها مُودَنا خَنْفَقِيقا

ومودون: اسم فرس من خيل العرب معروف، وهو فرس مِسْمَع بن شِهاب. قال الشاعر:

ونحن غداةَ بطن الخَوْع جئنا

 

بمودنٍ وفارسِها جِـهـارا

د-ن-ه

الدَّنَه مثل الدَّلَه، تُقلب اللام نوناً. والدُّهن: معروف، وكل شيء دهنتَه فهو مدهون ودهين، وجمع الدُّهن أدهان. وناقة دَهين، إذا قلّ لبنُها. ودَهَنَ المطرُ الأرضَ، إذا بلّها بَلاًّ يسيراً. وبنو داهن وبنو دُهْن: حيّان من العرب، ومن بني دُهْن عمّار الدُّهني المحدِّث. وقد سمّت العرب دُهَيْناً. والمُدْهُن: ما جُعل فيه الدُّهن، وهو أحد ما جاء على مَفْعُل مضموم الأول ممّا يُستعمل باليد ممّا أوله ميم. والمُدْهُن أيضاً: نَقْرٌ في صخرة يجتمع فيه ماء السماء. وداهنتُ الرجل مداهنةً ودِهاناً، إذا واربته فأظهرت له خلافَ ما تضمر؛ والمدهَنة: المخادَعة؛ وأدهنتُ إدهاناً، فأنا مُدْهِنْ، إذا غششت. والدَّهْناء، يُمدّ ويُقصر: بلد معروف. وقال بعض المفسّرين في قوله عزّ وجلّ: "وَرْدَةً كالدِّهان"، أي حمراء شديدة الحُمرة لأنهم يقولون إن السماء تصير ناراً والله أعلم، كالدِّهان في صفة الدُّهن. والنَّدْه: الزَّجْر والكفّ عن الشيء؛ يقال: نَدَهْتُ الإبل أندَهها نَدْهاً فهي مندوهة، إذا زجرتها أو رددتها عن وِجهتها. وكان الرجلُ في الجاهلية يقول لامرأته: اذهبي فلا أنْدَهُ سَرْبَك؛ أي أنت طالق، فكانت تطلق بهذه الكلمة. والنَّهْد: العظيم من الخيل وغيرها؛ رجل نَهد وفرس نَهد: عظيم الخَلْق، والأنثى نَهْدَة. والنَّهيدة: الزُّبدة العظيمة. وكل شيء دنا منك فقد نَهَدَ. والناهد: التي قد عظم حجمُ ثديها حتى بدا ولم يتكسّر. وتناهد القومُ الشيءَ، إذا تناولوه بينهم. قال الشاعر:

كمقاعد الرُّقَباء للضُّ

 

رباء أيديهم نَواهـدْ

وتناهد القومُ في الحرب، إذا تناهضوا لها. وكل ناهض فهو ناهد. ونهدتُ الى القوم، إذا قمت إليهم. وقيل لسلمان بن ربيعة رحمه الله وهو بالكوفة إن الأعاجم قد اجتمعوا بالمدائن فقال: انهَدوا بنا إليهم، أي انهضوا. قال أبو بكر: وهذا أحد ما عُدَّ من فصاحة سلمان رضي الله تعالى عنه. وبنو نَهْد: قبيلة من العرب. ونَهْدان: اسم، وكذلك نُهيد ومُناهِد. والهُدْنة: السّكون؛ هدّنت الرجل تهديناً وهادنته مهادنةً، إذا وادعتَه الحربَ، والاسم الهُدنة. ومنه حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلّم: "هُدنة على دَخَنٍ"، أي موادعة تحتها عداوة. والهِدان: الرجل الثقيل الجبان. وهِند: اسم، أصله التّهنيد؛ يقال: هنّدته النساءُ، إذا سلبن عقله. قال الراجز:

شاقَكَ من هَنّادةَ التهنيدُ

موعودُها والباطلُ الموعودُ

والهِند: جيل معروف. والسيف المهنَّد وكذلك الهُنْدُواني منسوب الى الهند. وقد سمّت العرب: هَنّاداً وهُنَيْداً. وهُنَيْدَة: المائة من الإبل، معرفة لا تدخلها الألف واللام. قال جرير:

أعطَوا هُنيدةَ يحدوها ثمانـيةٌ

 

ما في عطائهم مَنٌّ ولا سَرَفُ

وفي العرب بطون يُنسبون الى أمهات يُسمّين هِنْداً: بنو هِند في كندة، وبنو هِند في بكر بن وائل وأحسب في قُضاعة، أيضاً. وهِند: صنم، وقد سمّوا عبد هِند كما سمّوا عبد يَغوث. وعمرو بن هند: رجل من الشعراء المجوَّدين. وقد سمّوا الرجل هنداً: هِند بن أبي هالةَ، أمّه خديجة زوج النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهِند بن أسماء: رجل من بني الحارث بن كعب. قال الشاعر:

قتلتَ في حَرَمٍ مِنّـا أخـا ثـقةٍ

 

هندَ بنَ أسماءَ لا يَهْنئْ لك الظَّفَرُ

وبنو هِند: بطن من العرب، وكذلك بنو هَنّاد.

د-ن-ي

يقال: هو ابن عمّه دِنْياً ودُنْياً، أي قريب النّسب. والدُّنْيا: معروفة. والدَّيْن: معروف. ورجل مَدين ومديون، وهو الأصل، إذا كان عليه دَين، ومُدان أيضاً. وقال قوم: مُدانٌ: عليه دَين، ومُدّان: يأخذ الدين. قال الهُذلي أبو ذؤيب:

أدانَ وأنبأه الأوّلـونَ

 

بأنّ المُدانَ مَليٌّ وَفيُّ

وادّان الرجلُ، إذا أخذ الدَّينَ. قال عمر رضي الله تعالى عنه: إنّ الأُسَيْفِعَ أُسَيْفِعَ جُهينة رضي من دِينه وأمانته أن يقال: سبق الحاجَّ فادّان مُعْرِضاً فأصبح قد رِينَ به، أي أخذ من هاهنا وهاهنا؛ قد رِين به: أي غُلب على أمره. والدِّين: المِلّة؛ دِين الله: ملّة الله التي اختصّها، وهي الإسلام. والدِّين: الدَّأْب والعادة؛ ما زال ذاك دِينَه، أي دأبه وعادته. قال الشاعر:

تقول إذا دَرَأْتُ لها وَيني

 

أهذا دِينُه أبداً وَدِينـي

الوَضين: حزام الرحل. وقال امرؤ القيس:

كدِينكَ من أمّ الحُوَيْرِث قبلها

 

وجارتِها أمِّ الرَّباب بمأْسَلِ

والدِّين: الطاعة والمُلك. قال الله تعالى: "ما كان ليأخذَ أخاه في دِين المَلِك"، أي في طاعته. قال الشاعر:

لئن حللت بجَوٍّ في بـنـي أسـدٍ

 

في دين عمرٍو وحالت دوننا فَدَكُ

ويُروى: بيننا، أي في طاعة عمرو. والدِّين: الجزاء. قال الله جلّ وعزّ: "مالك يوم الدين"، أي الجزاء، والله أعلم. والمثل السائر: "كما تَدين تُدان"، أي كما تفعل يُفعل يُفعل بك. وأخبرنا أبو حاتم عن أبي عُبيدة قال: كان ملك من ملوك غسّان يتعذر النساء لا يبلغه عن امرأة جمالٌ إلا أخذها، فأخذ ابنة يزيد بن الصَّعِق الكِلابي، وكان أبوها غائباً فلما قدم أُخبر فوفد إليه فصادفه متبدّياً، وكان الملك إذا تبدّى لم يُحجب عنه أحد، فوقف بين يديه بحيث يسمع كلامه فقال:

يا أيها الملكُ المُقِيتُ أما تـرى

 

ليلاً وصبحاً كيف يختـلـفـانِ

هل تستطيع الشمس أن يُؤتى بها

 

ليلاً وهل لك بالـمَـلـيك يَدانِ

واعْلَمْ وأيْقِنْ أنّ مُلْـكَـك زائلٌ

 

واعْلَمْ بأنّ كمـا تَـدينُ تُـدانُ

فأجابه الملك:

إن التي سلبـت فـؤادَك خُـطّةٌ

 

مرفوضةٌ مِلْ آن يا ابنَ كِـلابِ

فارْجِعْ بحاجتك التي طالبتـهـا

 

والْحَقْ بقومك في هضاب إرابِ

ثم نادى أن هذه سُنّة مرفوضة. قال أبو عبيدة: ما أُنشدت هذه الأبياتُ ملكاً ظالماً قطُّ إلاّ كفّتْ من غَرْبه.

باب الدال والواو

مع ما بعدهما من الحروف

د-و-ه

داهَ يدوه دَوْهاً وهو دائه، إذا تحيّر. والوَهْدَة من الأرض: المطمئن الغامض، والجمع وِهاد. وهادَ الرجل يهود هَوْداً، إذا رجع وناب، ومنه قول الله جلّ وعزّ: "إنّا هُدْنا إليك"، أي أنَبْنا وتُبْنا ورجعنا؛ هكذا يقول أبو عبيدة، والله أعلم. وهَوّدَ الرجلُ في السّير تهويداً، إذا سار سيراً ليناً، ومنه اشتقاق الهَوادة، أي اللِّين والسكون. والهَوَدَة: أصل السّنام، سَنام البعير خاصّة، والجمع هَوَد. وهُود: اسم نبي عليه السلام، وأصله من التهويد، وهو السكون والهدوء. وسُمّي اليهود يهوداً إما من قوله عز وجلّ: "إنّا هُدْنا إليك"، أي رجعنا وتُبْنا، وإما من التهويد أي السكون؛ ويمكن أن يكونوا سُمّوا بالمصدر من هاد يهود هَوْداً. وفي التنزيل: "وقالوا كونوا هُوداً أو نصارى"، وهو من هذا إن شاء الله. والوَدْه فعل ممات من وَدِهَ يَوْدَه وَدَهاً. وأودهني عن كذا وكذا، أي صدّني عنه، وهي لغة قديمة. والأوداه: موضع معروف. قال أبو زُبيد الطائي:

جازعاتٍ إليهمُ شُعَـبُ الأو

 

داهِ تُسْقَى قُوتاً ضَياحَ المديدِ

د-و-ي

الدَّويّ: مصدر سمعت دَويَّ الرعد، وهو في وزن فَعيل. والدَّواة: معروفة، والجمع دُوِيّ، وقالوا: دَوًى مقصور، مثل نَواة ونوًى. والوَدِيّ: الفسيل، واحدتها وَدِيّة. والوَدْي: مصدر وَدَى الحمارُ يَدي وَدْياً، إذا أدلى. قال مالك بن نُويرة:

ترى ابن أُبَيْرٍ خلف قيسٍ كأنـه

 

حُمارٌ وَدَى خلف استِ آخرَ قائمِ

والوادي: معروف، وأصله واشتقاقه من الوَدْي؛ كذا قال بعض أهل اللغة، وهو المَنيّ.

باب الدال والهاء

مع ما بعدهما من الحروف

د-ه-ي

الدَّهْي: مصدر دَهِيَ الرجلُ يدهَى دَهْياً ودهاءً، إذا صار داهياً. وقد سمّت العرب دُهَيّاً. قال أبو زيد: دَهَيْتُ الرجلَ فأنا أدهاه دَهْياً، وذلك أن تعيبه وتغتاله وتغتابه وتنقصه. وأدهيتُ الرجلَ، إذا وجدته داهياً. وبنو دُهَيّ: بطن من العرب. والدِّيَة ناقصة تراها في بابها إن شاء الله. والهَدْي: ما أُهدي الى الكعبة، واحدتها هَدْيَة، ويقال: هَديّة. والهَديّة: معروفة، والجمع هدايا. والهَدِيّ: العروس إذا زُفَّت الى زوجها. قال عنترة:

ألا يا دارَ عبلةَ بـالـطَّـويِّ

 

كرَجْعِ الوَشْم في كفِّ الهَديِّ

والهَديّ: الأسير. قال المتلمّس:

وطُرَيْفَةُ بنُ العبد كان هَديَّهم

 

ضَربوا صميمَ قَذاله بمهنَّدِ

وهِيدْ هِيدْ: كلمة يقولها الحادي، وربما نوّنوها فيقولون هِيدٍ هِيدٍ. وتقول العرب: هَيْدَ ما لك، وهِيدَ ما لك، في معنى: ما شأنك. وأيامُ هَيْدٍ: أيام مُوتانٍ كانت في العرب في القديم، شبيه بالطاعون. وفي بعض أخبارهم: هِيد وما هِيد، مات في اثنا عشرَ ألف قتيل. وهَيْد: موت كان في الدهر قديماً فقالوا: كان ذلك في زمان هَيدٍ، فيما ذكره ابن الكلبي، وأنه حفر في موضع باليمن فوجد فيه سريرين مضبَّبين بالذهب عليهما امرأتان في حُلَل منسوجة بالذهب عند رأس إحداهما لوح مكتوب: أنا حُبَّى بنت تُبَّع القَيْل إذ لا قيل إلا الله، مُتنا في زمان هَيْدٍ، مات فيه اثنا عشرَ ألف قَيْل فلجأنا الى هذا الشِّعب أن يجيرَنا من الموت فلم يُجِرْنا، ولا نشرك بالله شيئاً.
انقضى حرف الدال والحمد لله حقَّ حمده وصلواته على سيّدنا محمد نبيّ الرحمة وآله الطاهرين.

حرف الذال في الثلاثي الصحيح

وما تشعب منه

باب الذال والراء

وما بعدهما من الحروف

ذ-ر-ز

أُهملت، وكذلك حالهما مع السين.

ذ-ر-ش

الشَّذْر: خَرَز يُفصل به النَّظم، الواحدة شَذْرَة، ويُجمع شُذوراً أيضاً. ويقال: هي قطعة من الذهب يُفصل بها بين الخَرَز في النظم، تسمى بالفارسية: دهك. وشذَّرتُ النظمَ تشذيراً، إذا فصلته بالخَرَز، فأما قولهم: شذَّر كلامَه بشِعر فهي كلمة مولَّدة شبِّهت بالنظم وحُسن التأليف. وتشذّر الفحلُ من الإبل، إذا هدر وخطر وجمع قُطْرَيْه، وكذلك الناقة إذا جمعت بين قُطريها وشالت بذنبها للِّقاح. وتشذَّر فلانٌ لفلان، إذا توعّده. وفي حديث سليمان بن صُرَد: أتاني عن أمير المؤمنين ذَرْءُ قولٍ تشذّر لي فيه بوعيد. فأما الشَّوْذَر ففارسيّ معرَّب؛ قال أبو حاتم: هو شاذَر. قال الراجز:

أتتكَ في شَوْذَرِها تَميسُ

عُجَيِّزٌ لَطْعاءُ دَرْدَبـيسُ

أحسنُ منها منظراً إبليسُ

الشَّوْذَر: الإزار، وكل ما التحفت به فهو شاذَر؛ واللّطْعاء: التي قد انتثر مقدَّم فيها، أي سقطت أسنانها؛ والدَّردبيس: العجوز الكبيرة، والدّردبيس: الداهية. ويقال: تفرّق القومُ شِذَرَ مِذَرَ، كلمة تقال عند التفرّق لا أصل لها كقولهم: تفرّقوا عَبادِيدَ.

ذ-ر-ص

أُهملت وكذلك حالهما مع الضاد والطاء والظاء.

ذ-ر-ع

الذَّرْع من قولهم: ضاق ذَرْعي عن كذا وكذا، إذا لم أُطِقْه، وضقت ذرعاً وذِراعاً كذلك. وذِراع الإنسان والدابّة: معروفة، والجمع أذْرُع، مؤنثة. وفرس ذَريع بَيِّنُ الذَّراعة، إذا كان واسعَ الشّحْوَة كثيرَ الأخذ من الأرض بقوائمه. وتكلّم فلانٌ فأذرعَ في كلامه، إذا اتّسع فيه، والمصدر الإذراع. وذَرَعَه القيءُ، إذا سبقه فخرج من فيه. والذَّرَع: ولد البقرة الوحشية، والجمع ذِرعان. ومِذْراع الدابّة: أحد قوائمها، والجمع مَذارع. وذكر الخليل أن مِذْراع الأرض نواحيها، ولم يجئ به البصريون. وأذْرِعات: مكان معروف. وتذرَّعت المرأةُ، إذا شقّت الخُوص لتجعل منه حصيراً. ويقال للكلاب: أولاد ذارعٍ، وأولاد زارعٍ، بالزاي، وأولاد وازعٍ. والذّريعة: جمل يستتر به الصائد لئلا يراه الصيد ثم يرميه؛ وفلان ذريعتي الى فلان، إذا تسبّبت به إليه. وتذرّع فلان في الكلام: مثل أذرعَ. ووردت الإبلُ الكَرَعَ فتذرّعته، أي وردته فخاضته بأذْرُعها. وضَبُع مذرَّعة، إذا كان في يديها خطوط سود. والذِّراع: نجم من نجوم السماء. وأمر ذريع: واسع. وبقرة مُذْرِع، إذا كان معها ذَرَع، والجمع مُذْرِعات. وذَرَعْتُ البعيرَ أذرَعه ذَرْعاً، إذا وطئتَ ذراعَه ليركب صاحبُك. والذُّعر: الفزع؛ ذَعَرْتُ الرجلَ أذعَره فهو مذعور وأنا ذاعر. وذو الأذعار: ملك من ملوك حِمير. قال ابن الكلبي: جلب النِّسْناسَ الى اليمن فذُعر الناسُ منهم فسُمِّي ذا الأذعار. والذُّعَرَة: طائر. والعُذْر: معروف؛ عَذَرْتُ الرجلَ أعذِره عُذْراً ومعذِرةً وعِذْرَة. وجمع مَعذِرة مَعاذر. وفسّر قوم قوله جلّ ثناؤه: "ولو ألْقى معاذيرَه"، قالوا: السِّتر، لغة أزدية، الواحد مِعْذار. قال الشاعر:

لَمَحَتْ لمحةً كجانب قرن ال

 

شمس بين القِرامِ والمِعْذارِ

القِرام: سِتر رقيق. ويقول الرجل: لا عُذْرَى لي مِن كذا وكذا، أي لا معذرة لي منه. قال الشاعر - أنشدَناه أبو رياش أحمد بن أبي هاشم بن شُبيل القيسي رحمه الله:

لله دَرُّكِ إني قـد رمـيتـهـمُ

 

إني حُدِدْتُ ولا عُذْرَى لمحدودِ

وعذَّرتُ في الأمر تعذيراً، إذا قصّرت فيه ولم تبالغ؛ وأعذرتُ فيه إعذاراً، إذا بالغت فيه. وأعذرتُ الى الرجل إعذاراً، إذا بالغت في التقدمة إليه. وتقول العرب: عِذْرَةً إليك ومعْذِرَةً إليك، أي اعتذاراً. ومَن عَذيري من فلان، أي من يعذرني منه. وتقول: إليك العُذْرَى، أي العُذْر. وساء عذيرُ فلان، أي ساءت حاله. والعاذر: ذو البطن من الرّجيع. وأنشد:

حتى اتّقاه بعاذرِ

أي بذي بطنه. والعاذِر: وجع يصيب الإنسانَ في حلقه، فالذي يصيبه ذلك الداء معذور. قال جرير:

غَمَزَ ابنُ مُرّةَ يا فرزدقُ كَيْنَها

 

غَمْزَ الطبيبِ نغانغَ المعذورِ

والعاذر: الأثر في الجسد؛ يقال: به عاذرٌ من أثر ضرب واسع. والعَذِرَة: عَذِرَة الدار، أي ساحتها وفِناؤها، وإنما سمّيت العَذِرَة التي يعرفها الناس كناية لأنهم كانوا يلقون ذلك بأفنيتهم. ومنه الحديث: "اليهود أنْتَنُ الناس عَذِراتٍ"، أي أفنيةً. قال الحطيئة:

لَعَمري لقد جرّبتُكم فوجدتُكم

 

قِباحَ الوجوهِ سيّئي العَذِراتِ

وفي الحديث: "نظّفوا عَذِراتِكم"، أي أفنيتَكم. والعُذْرَة: عُذرة العَذراء التي تُفتضّ بها؛ وللجارية عُذرتان: خَفْضُها وافتضاضُها. والعُذْرَة: الخِتان؛ عَذَرْتُ الغلامَ فهو معذور، وأعذرتُه فهو مُعْذَر، وعذَّرتُه، إذا ختنته. قال الراجز:

فهو يلوّي باللِّحاء الأقشرِ

تَلْويةَ الخاتنِ زُبَّ المُعذَرِ

ويقال: عذَرْتُ الغلامَ وخَفَضْتُ الجارية، ولا يقال خفضتُ الغلام ولا عذرتُ الجارية. وفي الحديث: "كنّا أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إعذارَ عام"، أي خُتِنّا في عام واحد. والإعذار عندهم: طعام الخِتان، قال الراجز:

كلَّ الطعام تشتهي ربيعَهْ

الخُرْسُ والإعذارُ والنَّقيعَهْ

وبنو عُذْرة: حي من العرب. وعِذار الفرس: ما على خدّيه من لِجامه. وموضع العِذار: المعذَّر. وفرس أسيل المعذَّر، إذا كان طويلَ اللَّحْيَيْن سَبِطَ الخدّين. والعِذار من الأرض: ارتفاع يستطيل في عُرْض الفلاة فيحجب ما وراءه، والجمع عُذُر. وعِذار العِراق: ما انفسح عن الطَّفّ. والعَذْراء: برج من بروج السماء وليس مما تعرفه العرب. قال النجّامون: هي السُّنبلة، وقال قوم: بل العذراء الجوزاء. والعُذْرة: داء يصيب الصبيَّ في حلقه، فإذا غُمز فهو معذور. والعَذَوَّر: السيّئ الخُلق. قال الشاعر:

لا يُمْسِكُ الفحشاءَ تحت ثيابه

 

حُلْوٌ حلالُ الماءِ غيرُ عَذَوَّرِ

أي ماؤه وحوضه مُباح. والعُذرة: نجم من منازل القمر. والعُذْرَة: الخُصلة من الشعر، والجمع عُذُر. قال العجّاج:

خُوصاً يساقطن المِهارَ والمُهَرْ

يَنْفُضْنَ أفنانَ السَّيبِ والعُذَرْ

والعَذير: الحال. قال عديّ بن زيد:

إنّ ربّي لولا تدارُكُه المُـلْ

 

كَ لأهل العراق ساءَ العَذيرُ

ومرج عَذْرَى: موضع بالشام.

ذ-ر-غ

أُهملت.

ذ-ر-ف

ذَرَفَتْ عينفه تذرِفُ ذَرْفاً وذَرَفاناً وذَريفاً؛ وكذلك ذَرَف الدمعُ فهو ذارف، إذا سال. والذَّفَر: حِدّة الرائحة من طِيب أو نَتْن، وربما خُصّ به الطِّيب خاصةً فقيل: مِسْكٌ أذْفَرُ. وذِفْرَيا البعير، الواحد ذِفْرَى، وهما اللتان تراهما كالمِحْجَمَتَيْن في قفاه، وجمع ذِفْرَى ذَفارَى. والذَّفْراء، ممدود: ضرب من النبت. ورجل ذَفِرٌ: حديد رائحة البشرة. وحمار ذِفِرّ: شديد صلب، وذِفَرّ أيضاً، والكسر أفصح. ووصفت امرأة من العرب شيخاً فقالت: أدْبَرَ ذَفَرَهُ وأقبل بَخَرَهُ.

ذ-ر-ق

ذَرَقَ الطائرُ يذرِق ذَرْقاً، وربما استُعير للإنسان. قال الراجز:

غَمْزاً تُرى أنّك منه ذارقُ

ومَذْرَق الطائر: مَخْرَج ذَرْقِه. وأذرقتِ الأرضُ، إذا أنبتت الذُّرَق؛ والذُّرَق: النبتة التي تسمّى الحَنْدَقوق. قال الراجز:

حتى إذا ما اصفَرَّ حُجْرانُ الذُّرَقْ

وأهْيَجَ الخَلْصاءَ من ذات البُرَق

حُجْران: جمع حاجر، وهو المنهبط من الأرض فالعشب يكثر فيه، والحائر مثله يجتمع فيه الماء؛ وخُصّ الذُّرَق لأنه أبطأ الرُّطْب يُبْساً. والقَذَر: ضد النظافة؛ مكان قَذِرٌ بَيّنُ القَذَر. وقَذِرْتُ الرجلَ واستقذرتُه وأقذرتُه، إذا وجدته قَذِراً. ورجل قاذورة: لا يحالُّ الناس ولا ينازلهم. قال الشاعر:

قاذورةٌ لا يَمَلُّ السّيْرَ منجذبُ

وناقة قَذور: لا ترعى مع الإبل ولا تبرك معها لعزّة نفسها، وبه سمّيت المرأة قَذورَ. وفلان قَذَرٌ من القَذَر، وقوم أقذار؛ ورجل مُقْذَر: يجتنبه الناس. قال أبو كبير الهُذلي:

ونُضِيتُ عمّا تعلمين فأصبحتْ

 

نفسي الى إخوانها كالمُقْـذَرِ

وقال قوم: أراد كالشيء الذي يُستقذر.

ذ-ر-ك

الذِّكْر: ضد النّسيان؛ ذَكَرْتُ الشيءَ أذكُره ذِكْراً وذُكراً، وهو منّي على ذِكْر وعلى ذُكْر، والضمّ أعلى، وذَكَرْتُه ذِكْراً حسناً. وذكّرتُك اللهَ أن تفعل كذا وكذا كالقَسَم. ويقول الرجل للرجل إذا أنكره: من أنت أذْكُرْ، بالألف مقطوعة مفتوحة. والذَّكَر من كل شيء: خلاف الأنثى، والجمع ذُكران وذُكور وذُكورة وذِكارة. ورجل ذَكَرٌ: شهم من الرجال ماضٍ في أموره. وسيف ذَكَرٌ: ماضٍ في ضريبته. وذُكْرَة السّيف، يقال: حديد ذَكَرٌ يُلحم بحديد أنيث، فالسيف حينئذ مذكَّر. قال الشاعر:

وعبدُ يغوثَ تَحْجُلُ الطّيرُ حوله

 

وقد ثَلَّ عَرْشَيْه الحسامُ المذكَّرُ

ويُروى عُرْشَيْه بالضم؛ وسيف مذكَّر، إذا كان كذلك؛ وسيف ذَكَر، إذا كان من حديد خالص. ويُجمع الذَّكَر على الذِّكارة والذُّكورة. وذَكَرُ الإنسان: قضيبه، فأما قولهم المذاكير فلا أدري ما واحدهما، ولا تكاد العرب تتكلّم بها. وامرأة مُذْكِر، إذا ولدت ذَكَراً؛ ومِذْكار، إذا كان من عادتها أن تلد الذكور، وكذلك الناقة. وأرض مِذْكار: تُنبت ذكور العشب. قال أبو دُواد:

أَوْفِ فارْقُبْ لنا الأوابدَ وارْبَأْ

 

وانْفُضِ الأرضَ إنها مِذْكارُ

وداهية مُذْكِر: لا يقوم لها إلا الذّكور من الرجال. والتَّذْكار: تَفْعال من الذِّكْر. والذُّكّارة: الفُحّال من النخل. وذُكور العشب: ضروب منه نحو العَبَيْثُران والعُنْظُوان وما أشبههما. وكان الأصمعي يقول: ذُكور الطِّيب ما يصلح للرجال دون النساء نحو الغالية والمِسك والذَّريرة. ورُوي عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتطيّب بذِكارة الطِّيب العنبرِ والمسكِ. وناقة مذكَّرة، إذا شُبِّهت بالجمل من غِلَظها. ورجل ذو ذُكْرَة، إذا كان شهماً.

ذ-ر-ل

الرَّذْل والرُّذال من الشيء: الدُّون، والقوم أرذال وأرذلون وأراذل ورُذال. وقد قيل: رجل رَذيل.

ذ-ر-م

ذَمَرْتُ الرجلَ أذمُره ذَمْراً، إذا حضضته. وتَذامر القومُ، إذا حضّ بعضُهم بعضاً. وذِمار القوم: ما يجب عليهم حفظُه. ورجل ذِمْر وذَمير، إذا كان داهياً. وذَمارُ: موضع باليمن. وذكر بعض أصحاب الأخبار أن قريشاً لمّا هدمت الكعبة في الجاهلية فأفضت الى أساسها وجدوا حجراً فيه كتاب بالمُسْنَد: لمن مُلْك ذَمارِ? لحِمْيَرَ الأخيارِ. لمن مُلْك ذَمارِ? للحَبَشة الأشرارِ. لمن مُلْك ذَمارِ? لفارس الأحرارِ. لمن مُلْك ذَمارِ? لقريش التجّارِ. ثمّ حارَ مَحارَ، أي رجع مَرْجِعاً، فكُتمت الكلمة. وذمَّرتُ الفصيلَ تذميراً، إذا غمزت قفاه ساعةَ يبدو رأسه من بطن أمه لتعلم أذكرٌ هو أم أنثى، فالفاعل مذمِّر والمفعول مذمَّر، وهو الفصيل؛ ويسمّى القَفا أيضاً مذمَّراً. قال الشاعر:

تطالعُ أهلَ السّوقِ والبابُ دونها

 

بمستفلِكِ الذِّفْرَى أسيلِ المذمَّرِ

يصف ناقة. وقال الكُميت:

وقال المذمِّرُ للناتـجـينَ

 

متى ذُمِّرت قبليَ الأرجلُ

لأن التذمير لا يكون إلا في الرأس، فإذا ذُمِّرت الرِّجل فهذا منقلب، وهذا مثل. وفي حديث ابن مسعود رحمه الله: فجعلتُ رِجلي على مذمَّرِه، يعني أبا جَهْل. ورَذَمَ الشيءُ يرذُم ويرذِم رَذْماً، إذا سال؛ ورَذَمَ أنفُ الإنسان، إذا سال؛ ورَذَمَتِ الجفنةُ، إذا سال الدَّسَم من جوانبها، والجفنة رَذوم. ومَذِرَت البيضةُ، إذا فسدت، تمذَر مَذَراً. وفي بعض اللغات مَذِرَت معدةُ الرجل، إذا فسدت، مثل قولهم عَرِبَت وذَرِبَت سواء. قال أوس:

شفيعٌ لدى البِيض الحسانِ مذرَّبُ

أي مكروه.

ذ-ر-ن

نَذَرَ ينذُر وينذِر نَذْراً فهو ناذر، وأنذرَ إنذاراً من الإبلاغ والإعذار. وقد سمّت العرب مُنْذِراً ونَذيراً ومُناذِراً ونُذَيْراً ومُنَيْذِراً. فأما قول لبيد:

والمُنْذِران كلاهما ومحرِّقٌ

 

والتُّبَّعانِ وفارسُ اليَحْمومِ

فالمنذران: المنذر الأصغر أبو النعمان بن المنذر والمنذر الأكبر جد النعمان، ومحرِّق الأكبر الذي حرق اليمامة، فأما محرِّق الأصغر فعمرو بن هند مضرِّط الحجارة، سُمّي محرِّقاً لتحريقه بني تميم يوم أُوارة.

ذ-ر-و

الذّرْء: مصدر ذَرَأَ الله الخلقَ يذرَؤهم ذَرْءاً، وقد يُترك الهمز فيقال: الذّرْو. قال أبو بكر: ثلاثة أشياء تركت العرب الهمز فيها، وهي الذَّرِيَّة من ذَرَأَ الله الخلقَ؛ والنبي صلى الله عليه وسلم لأنه من النبأ، مهموز، والبَرِيّة من بَرَأَ الله الخلقَ، وقال قوم: الخابية من خَبْأَتُ الشيءَ. وذَرَى الرجلُ الحَبَّ وغيره يذروه ويذريه ذَرْواً وذَرْياً. وذَرْوَة: موضع. وذِرْوَة كل شيء: أعلاه. والمِذْرَوان: طرفا الألْيَتَيْن، ولا يكادون يفردونه. ويقال: جاء الرجلُ ينفُض مِذْرَوَيْه، إذا جاء متهدِّداً. قال الشاعر:

أحولي تَنفُضُ اسْتُكَ مِذْرَوَيْها

 

لتقتلَني فها أنا ذا عُـمـارا

والمِذْرَوان: مؤخَّر الرأس في بعض اللغات. والوَذْر: فِدَر اللحم، الواحدة وَذْرَة، والجمع وَذَر. وامرأة وَذِرَة: نعت مذموم. وفي الحديث أن رجلاً قال لرجل: يا ابن شامّةِ الوَذْر كأنه عرّض بأنها فاجرة، فحدّه عثمان رضي الله تعالى عنه أو بعض الأئمة للتعريض.

ذ-ر-ه

الذُّرَة: حبّة معروفة. وذَهِرَ فوه، إذا اسودّت أسنانه. قال الراجز:

كأن فاها ذَهِرُ الحَوْذانِ

والهَذَر: الكلامُ الكثيرُ السَّقَطُ؛ رجل مِهْذَر وهِذْرِيان، إذا كان كثير الكلام كثير السَّقَط؛ ورجل مِهْذار وهَذّارة وهُذَرَة، في ذلك المعنى.

ذ-ر-ي

ذَرِيَ رأسُ الرجل، إذا صار في شعره بياض، يذرَى ذَرْياً، وأصله الهمز؛ يقال: ذَرِئَ يذرَأ رأسُه ذَرْءاً. قال الراجز:

وقد عَلَتْني ذُرْأةٌ بادي بَدي

ورَثْيَةٌ تنهض في تشدُّدي

وكَبش أذْرَى، إذا خالط سوادَ صوفه بياضٌ، وقد همزه قوم فقالوا: كبش أذْرَأ ونعجة ذَرْآءُ. وملح ذَرْآنيّ: شديد البياض، يُهمز ولا يهُمز. وذَئرَ الرجلُ، إذا ساء خُلقه. وفي الحديث: "فذَئرَ النساءُ على أزواجهن"؛ ومنه اشتقاق ناقة مُذائر، تزبِن فصيلَها تدفعه ولا ترأمه. قال بِشر بن أبي خازم:

ولقد أتاني عن تميمٍ أنّـهـم

 

ذَئروا لقتلَى عامرٍ وتغضّبوا

والذِّئار: بَعْرٌ يُشدّ على أخلاف الناقة لئلاّ يرضعها الفصيل. قال عمر بن لَجَأ:

ترى الإفالَ في الذِّئار المُحْكَمِ

وللذال والراء والياء مواضع في الاعتلال تراها إن شاء الله.

باب الذال والزاي

أُهملتا

مع ما بعدهما من الحروف.

باب الذال والسين

أُهملتا

مع ما بعدهما من الحروف.

باب الذال والشين

أُهملت إلا في أحرف منها: شَمَذَتِ الناقةُ بذنبها، إذا أشالته عند اللِّقاح، الواحد شامذ وشِماذ. قال الشاعر:

شامِذاً تتّقي المُبِسَّ عن المِـرْ

 

يَةِ كُرْهاً بالصِّرْفِ ذي الطُّلاّءِ

الصِّرف: الدم الخالص؛ والطُّلاّء: الدم الشديد الحمرة أيضاً. والشّعوَذَة زعم الخليل أنها عربية، ولا أدري ما صحّتها.

باب الذال والصاد

أُهملتا مع ما بعدهما من الحروف.

باب الذال والضاد

أُهملتا مع ما بعدهما من الحروف.

باب الذال والطاء

مع ما بعدهما من الحروف

ذ-ط-ظ

أُهملت.

ذ-ط-ع

ذَعَطَه يذعَطه ذَعْطاً، إذا قتله قتلاً وَحِيّاً، أي سريعاً. قال الشاعر:

إذا وردوا مِصْرَهم عُوجلوا

 

من الموت بالهِمْيَغِ الذّاعطِ

قال أبو بكر: كان الخليل يقول الهِمْيَع بالعين غير معجمة، وذكر أن الهاء والغين المعجمة والميم لم تجتمع في كلمة، وخالفه جميع أصحابنا. قال أبو حاتم: أحسب أن الهِمْيَغ مقلوب الميم من باء من قولهم: هَبَغَ الرجلُ هبوغاً، إذا سُبِتَ للنوم، فكأنها هِبْيَغ فقُلبت ميماً لقربها منها.

ذ-ط-غ

أُهملت وكذلك حالهما مع الفاء.

ذ-ط-ق

ذَقَطَ الطائرُ، إذا سَفِدَ.

ذ-ط-ك

أُهملت وكذلك حالهما مع سائر الحروف.

باب الذال والظاء

أُهملتا مع ما بعدهما من الحروف.

باب الذال والعين

مع ما بعدهما من الحروف

ذ-ع-غ

أُهملت.

ذ-ع-ف

الذَّعْف والذُّعاف: السمّ. وأذعفَ الرجلُ الرجلَ، إذا قتله قتلاً سريعاً. والعَذْف فعل مُمات؛ يقال منه: ما له عَذوف يومٍ، أي قُوت يوم؛ وما أكلتُ عَذوفاً، أي ما أكلتُ شيئاً. والعَذوف والعَزوف واحد؛ يقال: عَذَفَتْ نفسي وعَزَفَتْ عن كذا وكذا.

ذ-ع-ق

الذَّعْق: لغة في الزَّعْق؛ ذَعَقَه وزَعَقَه، إذا صاح به وأفزعه. وماء ذُعاق وزُعاق بمعنى. والعَذْق؛ بفتح العين: النخلة. والعِذْق، بكسرها: الكِباسة. وعَذَقْتُ الكَبش وأعذقته عَذْقاً وإعذاقاً، إذا علَّمتَ على ظهره بصوفة من غير لونه أو حُمرة، والكبش مُعْذَق ومعذوق. وأعذقتُ فلاناً بشرّ، إذا ألزمته إياه. والعَذَق: موضع. قال رؤبة:

للعِدِّ إذ أخْلَفَها ماءُ الطَّـرٍ

بين القريتين وخَبْراءِ العَذَقْ

والقَذْع: الكلام القبيح؛ قذعتُ الرجل وأقذعتُه، إذا أسمعته كلاماً قبيحاً، وأقذعتُ له - وأقذعتُه أعلى - وقذعتُه.

ذ-ع-ك

أُهملت.

ذ-ع-ل

عذلتُ الرجلَ عَذْلاً وعَذَلاً، إذا لُمته. ومعتذِلات سُهيلٍ: أيام شديدة الحر باردة الليل، وقد مضى شرحها في أول الكتاب. والعاذِل: العِرق الذي يخرج منه دم الحيض، وربما سمّي عاذراً. ولَذَعَتْه النارُ لَذْعاً، إذا لفحته؛ وكذلك لَذَعَ الحُبُّ قلبَه، إذا آلمه.

ذ-ع-م

العَذْم: العَضّ؛ عَذَمَه يعذِمه عَذْماً، إذا عضّه، والعُذّام: شجرة من شجر الحَمْض. ورجل مَذّاع، إذا كان لا يكتم سِرّاً.

ذ-ع-ن

أذعنَ الرجلُ يُذعن إذعاناً فهو مُذْعِن، إذا انقاد قَسْراً. وناقة مِذْعان: منقادة لا تُنازِع.

ذ-ع-و

عُذْتُ بالشيء أعوذ عَوْذاً وعِياذاً، إذا لجأت إليه. وقد سمّت العرب عَوْذاً وعِياذاً ومعوِّذاً ومُعاذاً وعائذة، وكل هذا اشتقاقه من العَوْذ. وقال عبد الرحمن عن عمّه الأصمعي قال: تقول العرب: أطيبُ اللحم عُوَّذُه، أي ما عاذ بالعظم منه. وبنو عَوْذَى: بطن من العرب من قُضاعة. قال الشاعر:

ساقَ الرُّفيداتِ من عَوْذَى ومن عَمَمٍ

 

والسّبْيَ من رهطِ رِبْعيٍّ وحجّـارِ

وبنو عَوْذ من الأزد. وبنو عائذة من بني ضَبّة. ويقال: عَوّذ فلانٌ فلاناً، إذا رقاه كأنه ألجأه الى الرُّقية التي يَعوذ بها من الشرّ ومما يخاف. وناقة عائذ، أي يعوذ بها ولدُها، فجعلها عائذاً وهي مَعوذ بها، أي يطيف بها، وهذا مقلوب. وعائذة قريش: ناقلة في بني شيبان.

ذ-ع-ه

أُهملت.

ذ-ع-ي

ذاع الحديثُ يذيع ذَيْعاً وذَيَعاناً، إذا فشا؛ ومنه قولهم: رجل مِذْياع، إذا كان لا يكتم شيئاً، وكذلك مِذْياع، إذا كان مبذِّراً.

باب الذال والغين

مع ما بعدهما من الحروف

ذ-غ-ف

الغَذُوف والعَذوف واحد، وهو ما يتقوّته الإنسان أو الدّابّة.

ذ-غ-ق

أُهملت وكذلك حالهما مع الكاف واللام إلاّ في قولهم: رجل أذْلَغُ وأذْلَغِيّ، إذا كان قصيراً غليظ الشفتين. وبنو الأذْلَغ: بطن من العرب.

ذ-غ-م

الغَذْم من قولهم: ما سمعتُ له غَذْمَة، أي ما سمعت له كلمة. والغُذْمَة مثل الغُثْمَة، وهي غُبرة فيها كُدرة. ويقال: تغذّم البعيرُ بالزَّبَد، إذا تلمّظ به وألقاه من فيه. ويقال: ألْقِ في غَذيمة فلان ما شئت، أي في رُحْب صدره. وقال يونس: الغُذام ضرب من النبت.

ذ-غ-ن

أُهملت. قال أبو حاتم: الغانِذ والعانِذ: الحلق ومخرج الصوت.

ذ-غ-و

الغَذْو: مصدر غذاه يغذوه غَذْواً، والاسم الغِذاء.

ذ-غ-ه

أُهملت.

ذ-غ-ي

مواضعها كثيرة في الاعتلال تراها إن شاء الله تعالى.

باب الذال والفاء

مع ما بعدهما من الحروف

ذ-ف-ق

منزل قَذَفٌ وقذيب، أي بعيد. وقذفتُ الشيءَ من يدي قَذْفاً، إذا ألقيته. وأقذاف الجبل: نواحيه، الواحد قَذَف، والأقذاف أيضاً: أطراف الجبل. وقَذَفَ الرجلُ، إذا قاء. وكل شيء رميتَ به من يدك فقد قذفتَه قذْفاً. وروض القِذاف: موضع. وقذف الرجلُ الرجلَ، إذا شتمه. والقاذف: الرامي؛ والقَذيفة: الرّمِيّة؛ يقال: هذه قذيفة فلان للشيء الذي يلقيه. قال الشاعر:

قذيفةُ شيطانٍ رجيمٍ رَمـى بـهـا

 

فصارت ضَواةً في لَهازمِ ضِرْزِم

الضّواة: السِّلْعَة؛ والضِّرْزِم: الناقة المُسنّة.

ذ-ف-ك

أُهملت.

ذ-ف-ل

الذِّفْل، قالوا: القَطِران، وقال قوم: بل هو الدِّفْل، بالدال غير معجمة، ولا أدري ما صحته. والذَّلَف: صِغَر الأنف؛ رجل أذْلَفُ وامرأة ذَلْفاءُ من قوم ذُلْف. قال أبو النجم:

للشُّمِّ عندي بهـجةٌ ومَـزيّةٌ

 

وأحِبُّ بعضَ ملاحة الذَّلْفاءِ

يريد أن المِلاح أكثرهنّ ذُلْف. قال أبو بكر: إذا كان الأنف صغيراً في دِقّة قيل: أنفٌ أذْلَفُ. وفي حديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إنكم لتقاتلُنَّ قوماً يعالُهم الشَّعَرُ صغارُ العيون ذُلْفُ الأنوف كأنّ وجوههم المَجانُّ المُطْرَقَة"، يعني التِّراس التي قد طُورِق بعضُها على بعض. والفِلْذ: قطعة من الكَبِد أو اللحم المشتوَى. قال أعشى باهِلة:

تكفيه حُزَّةُ فِلْـذٍ إن ألَـمَّ بـهـا

 

من الشِّواء ويُروي شُرْبَه الغُمَرُ

ويُروى: فِلْذَة كِبْدٍ؛ والغُمَر: القدح الصغير، وهو مأخوذ من قولهم: تغمّرت، إذا شربت دون الرِّيّ. وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر: "هذه مكة قد ألقتْ إليكم أفلاذ كَبِدها"، يعني رجال قريش. وفلَذت له فِلْذاً وفِلْذَةً من مالي، إذا أعطيته قطعة منه.

ذ-ف-م

أُهملت.

ذ-ف-ن

نَفَذَ الشيءُ ينفُذ نُفوذاً ونَفاذاً من قولهم: نفذ أمرُه. ورجل ذو نَفاذ: بصير بالأمور وَلاّج فيها.

ذ-ف-و

وَذَفَ الإناءُ يَذِفُ وَذْفاً، إذا قطر أو سال من جوانبه، ويقال: وَدَفَ، بالدال غير معجمة وهو أعلى. وقالوا: الوَذْفَة: الرّوضة؛ وقال قوم: الوَذْفَة: روضة بعينها، وليس كل روضة وَذْفَة. ووَذَفَة: موضع بلا ألف ولام.

ذ-ف-ه

أُهملت.

ذ-ف-ي

الذِّيفان: السَّمّ، وربما قالوا: الذَّيفان، بفتح الياء والذال، وربما قالوا الذُّوفان، وكله السَّمّ.

باب الذال والقاف

مع ما بعدهما من الحروف

ذ-ق-ك

أُهملت.

ذ-ق-ل

ذَلْق كل شيء: حدّه. قال امرؤ القيس:

فكابٍ على حُرِّ الجبين ومُتَّقٍ

 

بمِدراته كأنّها ذَلْقُ مِشْعَـبِ

ويُروى: بمَذْريّة، والمَذْريّة: المحدَّدة، وإنما أراد قرنَ هذا الثور، ويُروى: بمذرويةٍ. والمِشْعَب: المِخْرَز. ولسان ذَلِقٌ طَلِقٌ، وذليق طليق، وذُلَق طُلَق. والحروف الذُّلْق: حروف طرف اللسان، وقد مرّ شرحها في أول الكتاب. وأذلقتُ الضّبَّ، إذا صببتَ في جُحره الماء حتى يخرج. والقَذْل: أصل بناء القَذال، وللإنسان قَذالان، وهما ما اكتنف فأس القفا من عن يمين وشمال. وقَذَلْتُ الرجلَ، إذا ضربت قَذاله. وقَذَلَ الحَجّامُ الرجلَ، إذا حجم قَذاله، وربما سُمّي الحَجّام فاذلاً لأنه يشرُط ما تحت القَذال.

ذ-ق-م

الذَّقْم والقَذْم واحد، وهو الأخذ الكثير مثل القَثْم سواء؛ يقال: قَذَمَ له قَذْمَةً من ماله، أي أعطاه شيئاً كثيراً. ورجل قُذَم: كثير الأخذ لِما وُجد. والمَذْق: خلطُك الشيءَ بالشيء، وأصله مزج اللبن؛ يقال: مذقتُ اللبن بالماء أمذُقه مذقاً، فهو مذيق وممذوق، وكثر ذلك حتى قالوا: مَذَقَ له المودّة، إذا لم يُصْفِها له. والمَذْقَة: الشَّرْبَة من اللبن المذيق.

ذ-ق-ن

الذَّقْن: مجتمع صَبِيَّي اللّحْيَيْن، والجمع أذقان. وناقة ذَقون، وهي التي يرجف ذقنُها في سيرها. وتقول العرب "لأُلْصِقَنّ حواقنَه بذواقنه"، أي أعلاه بأسفله، فاختلفوا في الحواقن فقال قوم: الحواقن ما تحت السُّرّة مما يلي العانة؛ وقال آخرون: الحواقن التّراقي من الإنسان؛ وقال غيرهم: الحاقنتان القَلْتان تحت التّرْقُوتين من عن يمين وشمال؛ وقال قوم: الذّواقن ما حول الذَّقن؛ وقال آخرون: الذّواقن ما انحطّ عن التَّرْقُوتين عن يمين وشمال. وذِقان: جبل معروف. والنّقْذ: مصدر نَقِذَ ينقَذ نَقَذاً، وقالوا ينقِذ بكسر القاف، إذا نجا؛ وأنقذته أنا إنقاذاً، إذا أنجيته. وكل شيء استرجعته من عدوّك من بعير أو فرس فهو نَقيذ، والجمع نقائذ. ونَقَذَة، زعموا: موضع معروف.

ذ-ق-و

الذّوْق: مصدر ذُقْتُ الشيءَ أذوقه ذَوْقاً، فهو مَذُوق وأنا ذائق. ويقال: ما ذقت ذَواقاً، أي ما تطعّمت شيئاً، وكثر ذلك حتى قالوا: فلان حسن الذوق للشِّعر، إذا كان مطبوعاً عليه. والوَقْذ: مصدر وَقَذَه وَقْذاً، إذا آلمه ضرباً، فهو وقيذ وموقوذ.

ذ-ق-ه

القُذَّة: قُذّة السّهم، قد مرّ تفسيرها في الثنائي.

ذ-ق-ي

مواضعها في الاعتلال كثيرة.

باب الذال والكاف

مع ما بعدهما من الحروف

ذ-ك-ل

أُهملت وكذلك حالهما مع الميم والنون.

ذ-ك-و

الذَّكْوَة والذَّكا، مقصور: الجمرة المتلظّية، والجمع الذَّكْو، واشتقاقه من ذكا النارِ وذَكْوِها، وذَكا النار مقصور، وذَكاء السنّ ممدود، ومنه اشتقاق اسم ذَكْوان. وأنشد في ذكا النار، مقصور:

وعارَضَـهـا يومٌ كـأنّ أُوارَه

 

ذَكا النارِ من فَيح الفُروغ طويلُ

وذُكا، ممدود غير مصروف: اسم للشمس. وابن ذُكاء: الصُّبح. وذَكْوان: اسم، الألف والنون فيه زائدتان. وفرس مُذَكٍّ، وهو إذا تمّ سِنُّه. قال الراجز:

جَرَبَّةٌ كحُمُر الأبَكِّ

لا ضَرَعٌ فيها ولا مُذكِّي

ذ-ك-ه

أُهملت وكذلك حالهما مع الياء.

باب الذال واللام

مع ما بعدهما من الحروف

ذ-ل-م

لَذِمَ بالمكان وألذمَ به، إذا أقام به. وألذمَ فلانٌ بفلان، إذا لم يفارقه. ورجل لُذَمَة: لا يفارق البيت. وكلام للأعراب أن الأرنب قالت: اللهمّ اجعلني حُذَمَة لُذَمَة، أي سريعة العدو لازمة لموضعها لا تفارقه. وذَمَلَتِ الناقةُ ذَميلاً وذَمَلاناً، وهو ضرب من السّير أعلى من العَنَق؛ وناقة ذَمُول. وقد سمّت العرب ذاملاً وذُميلاً. والمَذَل: الاسترخاء عن فَتْرَة؛ أصبح فلان مَذِلاً ومَذيلاً. قال الراعي:

ما بالُ دَفِّكَ في الفراس مَذيلاً

 

أقَذًى بعينكَ أم أردتَ رَحيلا

والحديد الذي يسمّى بالفارسية النَّرْم آهَن يسمّى المذيل. والمَذْل: الذي يجود بماله سخاءً. قال الشاعر:

ولقد أروح الى التِّجار مرجَّلاً

 

مَذِلاً بمالي لـيِّنـاً أجـيادي

والمَذِل: الذي لا يكتم سرَّه. والمَلْذ: السرعة في الذهاب والمجيء. وذئب مَلاّذ، إذا كان سريعاً، والمصدر المَلَذان. ورجل مَلاّذ: كذّاب.

ذ-ل-ن

رجلٌ نَذِلٌ بَيِّنُ النّذالةِ والنُّذولة؛ وهو رجل نَذْل ونَذيل، إذا كان خسيساً. قال الشاعر:

مُنيباً وقد أمسى يقدِّر وِرْدَها

 

أُقَيْدِرُ محموزُ القِطاعِ نَذيلُ

ويُروى: محموز الفؤاد؛ أُقَيْدِر: تصغير أقْدَر، وهو القصير العُنُق، يعني صائداً؛ ومحموز، أي حادّ، من قولهم: حَميز الفؤاد، أي حادّه، وبه سُمّي الرجل حمزة؛ والحَمْز: الشّدّة؛ والقِطاع: جمع قِطْع، وهو نَصْل قصير عريض.

ذ-ل-و

لاذ بالشيء يلوذ لوذاً ولَواذاً ولِواذاً، إذا أطاف به، وألاذ يليذ إلاذةً، ولاوذَ يلاوذ ملاوذةً ولِواذاً. ولَوْذ الوادي: منقطَعه، وكذلك لَوْذ الجبل، والجمع ألواذ. والوَذْل فعل ممات، ومنه الوذيلة، وهي السّبيكة من الفضّة خاصةً، وقال قوم: بل من الفضة والذهب. قال أبو كبير الهُذلي:

وبياضُ وجهٍ لم تَحُلْ أسـرارُه

 

مثلُ الوَذيلةِ أو كشَنْفِ الأنْضُرِ

الأنْضُر والنُّضار: الذهب، فكأنه أراد الذهب بعينه إذا فُتح. والوَذيلة: القطعة المستطيلة من سَديف السّنام. قال الراجز:

هل في دَجوب الحُرّة المَخِيط

وَذيلةٌ تَشْفي من الأطيطِ الذَّجوب هاهنا: وعاء شبيه بالغِرارة؛ والوَذيلة هاهنا: قطعة من السّنام مستطيلة؛ والأطيط هاهنا: أن تَئطَّ الأمعاءُ من الجوع؛ وجمع وَذيلة وَذائل. والوَلْذ: مصدر وَلَذَ يَلِذُ وَلْذاً، وهو والِذ ووَلاّذ، وهي سرعة في المشي والحركة؛ رجل ولاّذ وملاّذ، والمعنيان متقاربان.

ذ-ل-ه

ذَهِلَ عن الشيء يذهَل ذَهْلاً، وذَهَلَ أيضاً يذهَل، إذا سلا عنه ونسيه، فهو ذاهل. ويمكن أن يكون منه اشتقاق ذُهْل، وقال قوم: بل اشتقاق ذُهْل من قولهم: مرَّ ذُهْلٌ من الليل وذَهْلٌ من الليل، أي قطعة عظيمة نحو الثلث أو النصف، ولم يجئ به غيرُ أبي مالك، وما أدري ما صحّته. وقد سمّت العرب ذُهْلاً وذُهَيْلاً وذُهْلان وذاهِلاً، وهو أبو قبيلة من العرب. والذُّهْلان: حَيّان بن ربيعة. والذاهل عن الشيء: السالي عنه الناسي له. والهَذْل: الاضطراب، وقد أُميت هذا الفعل، وأصله: هَذِلَ يهذَل هَذَلاً وهَذَلاناً، ومنه اشتقاق هُذيل وهو اسم أبي قبيلة من العرب. والهَوْذَلة: الاضطراب، الواو زائدة، ومن هذا أصله. قال الراجز:

إذ لا يزال قـائلٌ أبِـنْ أبِـنْ

هَوْذَلةَ المِشآةِ عن ضَرْس اللَّبِنْ

الشعر لابن ميّادة، قال: كان يحفر فأضجره قولهم أبِنْ؛ المشآة؛ زَبيل من أدم يُنقل به الطين من الآبار إذا حفرت؛ واللَّبِن أراد به الحجارة التي تُطوى بها البئر فسمّاها لَبِناً تشبيهاً باللَّبِن الذي يُبْنى به؛ والضَّرْس: التضريس. ويقال: هَوْذَلَ الرجلُ ببوله، إذا أخرجه يهتزّ.

ذ-ل-ي

الذّيْل: ذيل القميص، والجمع أذيال وذُيول، ثم كثر ذلك حتى قالوا: ذيل الرّيح، يعنون غُبارها الذي تسحبه على وجه الأرض. وفرس ذَيّال، إذا كان ذَنوباً؛ وثور ذَيّال، إذا كان كذلك. فأما ذأَلَ الذئبُ يذأَل فستراه في الهمز. وفرس ذائل: طويل الذَّنب، وإن كان قصير الخَلق؛ وذَيّال: طويلالذَّنَب. وذَيْل الرجل: قميصه ورداؤه إذا سحبهما. والذَّويل: اليبيس. وذال الرجلُ ذَيْلاً، إذا سحب ذَيله، غير مهموز، وكذلك المرأة، وكذلك الحمامة إذا سحبت ذنبها على الأرض. وقد سمّت العرب ذَيّالاً. وبنو الذَّيّال: بطن من العرب من بني سَعْد. وذُؤالة: اسم من أسماء الذئب.

باب الذال والميم

مع ما بعدهما من الحروف

ذ-م-ن

أُهملت.

ذ-م-و

الوَذَم: وَذَم الدَّلو، وهي سُيور تُشَدّ بها أطراف العَراقي، والجمع أوذام ووِذام؛ وكل سَير قددته مستطيلاً فهو وَذَم، وكذلك اللحم والكَرِش وما أشبهه. وفي حديث علي رضي الله تعالى عنه: لأنْفُضَنّكم نفْضَ الجزّار الوِذامَ التَّرِبَةَ؛ فقلبه قوم فقالوا: نفْضَ الجزّارِ التِّراب الوَذِمَة. ووذّمتُ الناقة توذيماً، إذا عالجتها بنزل الثآليل الثابتة في حَيائها المانعة لها من اللِّقاح. والوَذَم: قطعة من الأدم تُجعل فيها قِلادة للكلب.

ذ-م-ه

الذَّمَه، يقال: ذَمِهَ الرجلُ يذمَه ذَمَهاً، وهو شبيه بالحَيرة. وذَمِهَ يومُنا، إذا اشتدّ حَرُّه؛ وربما قيل: ذَمِهَ الرجل. وأذمهتْه الشمسُ، بالذال والدال، إذا آلمت دماغَه. والهَذْم: القطع؛ سيف هُذَام: قاطع، وشفرة هُذَامة، وقالوا: هُذَمَة. قال الراجز:

ويلٌ لبُعْرانِ بني نَعامَهْ

منكَ ومن شفرتكَ الهُذامَهْ

ومنه اشتقاق هَيْذام، وهو اسم. وسَعْد هُذَيْم: أبو قبيلة من العرب.

ذ-م-ي

الذَّيم: العيب، وهو الذّام أيضاً. ومثل من أمثالهم: "لا تَعْدَمُ الحَسناءُ ذاماً"، أي عيباً. والمَذْي: الماء الذي يخرج عند الإنعاظ وليس بالذي يوجب الغسل، وربما قيل: المَذِيّ، مثقَّل الياء. والمَذِيّ: مَخْرَج الماء من صُنبور الحوض، والصُّنبور مثل البُزال الذي يخرج منه الماء، وكذلك صُنبور الإداوة. والمَذِيّة: أمّ بعض شعراء العرب يعيَّر بها. والماذِيّ: السهل الليّن، وبه سمِّيت الدروع ماذِيَّةً، وكذلك يسمّى العسل ماذِيّاً لاسترخائه ولينه.

باب الذال والنون

وما بعدهما من الحروف

ذ-ن-و

أُهملت.

ذ-ن-ه

الذِّهن: الفِطنة، والجمع أذهان؛ ورجل ذَهِنٌ: فَطِنٌ. وربما سُمِّيت القوة ذِهْناً؛ يقال: ما به ذِهْن، أي ما به قوة.

ذ-ن-ي

أُهملت.

باب الذال والواو

مع ما بعدهما من الحروف

ذ-و-ه

الهَوْذَة: الحمامة أو ضرب من الطيور، وبه سُمِّي الرجل هَوْذَة.

ذ-و-ي

ذَوَى العودُ يَذْوي ذَيّاً وذُوِيّاً، إذا ذَبَلَ. فأما ذَويَ يذوَى فليس من كلامهم، وقد همزه قوم فقالوا: ذَأى العودُ، وأنشدوا بيت ذي الرُّمّة:

أقامت به حتى ذَأَى العودُ والتوى

 

وساقَ الثُّريّا في مُلاءته الفَجْرُ

وليس بالجيّد، وهذا تراه في المعتلّ إن شاء الله تعالى.

باب الذال والهاء

مع ما بعدهما من الحروف

ذ-ه-ي

يقال: هَذَى الرجلُ يَهذي هَذْياً وهَذَياناً، وهذا مستقصًى في المعتلّ تراه إن شاء الله تعالى.
انقضى حرف الذال والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين وسلّم.

حرف الراء في الثلاثي الصحيح

باب الراء والزاي

مع ما بعدهما من الحروف

ر-ز-س

أُهملت.

ر-ز-ش

شَزَرَه ببصره يشزِره ويشزُره شَزْراً، إذا نظر إليه بمُؤْخِر عينه. وطعنه شَزْراً، إذا طعنه من عن يمين وشمال. قال رؤبة:

نَقْفاً على الهام وطعناً شَزْرا

والشّزْر: الفتل الشديد. قال الراجز:

أمَرَّه يَسْراً فإن أعيا اليَسَرْ

والتاثَ إلاّ مِرَّةً الشّزْرِ شَزَرْ

والمشازرة: المضايقة. وشَيْزَر: موضع، ولا أحسبه عربياً صحيحاً. قال امرؤ القيس:

تقطّعَ أسبابُ اللُّبانة والهوى

 

عشيةَ جاوَزنا حماةَ وشَيْزَرا

والشّرْز: الشدّة في الأمر والصعوبة. قال رؤبة:

نَسقي العِدى غيظاً طويل الجَأْزِ

يَلْقى مُعاديهم عذابَ الشّرْزِ

ر-ز-ص

أُهملت وكذلك حالهما مع الضاد والطاء، إلا في قولهم: الضِّرِزّ، وهو العَسِر.

ر-ز-ط

الطَّرْز والطِّراز فارسيّ معرَّب، وقد تكلّمت به العرب قديماً. قال حسّان:

بيضُ الوجوه كريمةٌ أحسابُهم

 

شُمُّ الأنوفِ من الطِّراز الأولِ

وتقول العرب: طَرْزُ فلانٍ طرزٌ حسنٌ، أي زِيّه وهيئته. واستُعمل ذلك في جيّد كل شيء؛ قال رؤبة:

فاخترتُ من جَيِّدِ كلِّ طَرْزِ

جَيّدَةَ القَدِّ جيادَ الـخَـرْزِ

ر-ز-ظ

أُهملت.

ر-ز-ع

الزَّعَر: قلّة الشعر في الرأس واللحية وقلّة الريش في الطائر؛ رجل أزْعَرُ وامرأة زَعْراءُ، وظليم أزْعَرُ ونعامة زَعْراءُ. ورجل في خُلقه زَعارَّة، أي شدّة. ويقال في قلة الشَّعر: زَعِرَ يزعَر زَعَراً وازْعَرّ ازعِراراً، فأما من سوء الخلق فلا يقال إلا ازعارَّ وازعَرَّ. والزُّعْرور: ثمر شجر، عربي معروف. وزَعْران: اسم رجل. وقد سمّت العرب زَعوراً، وهو أبو بطن منهم. والرَّعْز: يُكنى به عن النِّكاح؛ لغة مرغوب عنها لمَهْرَة بن حَيْدان؛ بات يرعَزها رَعْزاً. والزَّرْع: كل ما زرعته من نبت أو بقل؛ زرعتُ أزرَع زرعاً، ثم كثر ذلك حتى قالوا: زرع الله الصبيَّ، أي أنماه. ويقال: هؤلاء زَرْعُ فلانٍ، أي ولده. والمزرُعة والمزرَعة: موضع الزّرع، لغتان فصيحتان، والجمع مَزارع. فأما الزَّريعة فربما سُمّي الشيء المزروع زَريعة، كأنها فَعيلة في معنى مفعولة. ويقال: زرّاع، في معنى زارع. قال الشاعر:

ذَريني لكِ الويلاتُ آتي الغوانـيا

 

متى كنتُ زَرّاعاً أسوق السَّوانيا

وقد سمّت العرب زُرْعَة وزُرَيْاً وزَرْعان. والعَزْر من قولهم: عَزَرْتُه أعزِره عَزْراً، إذا منعته عن الشيء، وبه سُمّي الرجل عَزْرَة. وعزّرتُ الرجل تعزيراً، إذا فخّمت أمره وأكرمته، ومنه قوله عزّ وجلّ: "وتُعزَّروه وتوقِّروه". والتعزير: ضرب دون الحدّ؛ هكذا يقول بعض أهل اللغة. والعَيْزار: ضرب من الشجر، الواحدة عَيْزارة. وقد سمّت العرب عازراً وعَيْزارة وعَزْران. فأما عُزير فاسم عبراني وافق لفظُه العربيةَ، وكذلك عَيْزار بن هارون بن عِمران. والعَرْز: اشتداد الشيء وغِلَظه، وربما قيل: استعرز الشيءُ، إذا تقبّض كما تستعرز الجلدة في النار، إذا تقبّضت. واستعرز النبتُ، إذا اشتدّ وصلب. وعَرِزَ لحمُ الدابّة واستعرز كذلك. وعَرَزْتُ الشيءَ أعرِزه عَرْزاً، إذا انتزعته انتزاعاً عنيفاً. قال الشَّمّاخ:

وكلُّ خليلٍ غيرُ هاضمِ نفسِـه

 

لوَصْلِ خليلٍ صارمٌ أو مُعارزُ

ر-ز-غ

الرّزَغَة مثل الرَّدَغَة سواء، وهو الطين القليل من مطر أو غيره؛ أرزغَ المطرُ الأرضَ وأردغَها بمعنى. وأنشد لطرفة:

وأنت على الأقصى صَباً غيرُ قَرَّةٍ

 

تَذاءبَ منها مُـزْرِغٌ ومَـسِـيلُ

ويُروى: مُرْزِع ومُسيل. وأرزَغَ فلانٌ في عِرض فلان يُرزغ إرزاغاً، إذا طعن فيه؛ عن أبي حاتم عن أبي زيد. والزَّغْر فعل ممات، وهو اغتصابك الشيءَ، زَعموا؛ زَغَرْتُ الشيءَ أزغَره زَغْراً. وزُغَرُ: اسم رجل، وأحسبه أبا قوم من العرب. وعين زُغَرَ: موضع بالشام، وزعم ابن الكلبي أنّ زُغَر امرأة نُسبت إليها هذه العين، فأما قول أبي دُواد:

ككِـنـانة الـزُّغَـريّ غَ

 

شّاها من الذّهب الدُّلامِصْ

فلا أدري الى ما نُسبت؛ والدُّلامِص: البرّاق، وهو واحد. والغَرْز: رِكاب الرَّحل. قال الشاعر:

تُصغي إذا شدّها في الكُور جانـحةً

 

حتى إذا ما استوى في غَرْزها تَثِبُ

وغرزتُ رجلي في الغَرْز واغترزتُ، إذا ركبت؛ وكل شيء سمّرته في شيء فقد غرزته فيه. وغَرَزَتِ الناقةُ، وغيرُها، إذا قلّ لبنها، وأكثر ما يُستعمل ذلك في الإبل خاصة والآتُن. قال الشَّمّاخ:

كأنّي ورَحْلي فوق جأْبٍ مطَّـردٍ

 

من الحُقْب لاحته الجِدادُ الغوارزُ

وغرَّزتِ الجرادةُ، إذا أدخلت ذنبها في الأرض لتبيض. والغريزة: الطبيعة، والجمع غرائز؛ فلان كريم الغريزة والطبيعة والنحيتة والنحيرة والخليقة والسليقة، كل ذلك واحد. وماء غَزير من مياه غِزار وغُزْر، أي كثير، ثم كثر ذلك حتى قيل: شاة غزيرة كثيرة اللبن، ورجل غزير العلم بيِّن الغَزارة. وغُزْران: موضع. وغَزُرَ البحرُ غزارةً، إذا كثر ماؤه.

ر-ز-ف

الزِّفْر: الحِمل على الظهر خاصّة، والجمع أزفار. قال الشاعر:

طِوال أنضية الأعناق لم يجدوا

 

ريحَ الإماء إذا راحت بأزفارِ

ويقال: جادَ ما ازدفرَ بحِمله، إذا أطاقه ونهض به. وبه سُمّي الرجل زُفَرَ لأنه يزدفر بالأمور، أي يطيقها. قال الشاعر:

أخو رغائبَ يعطيها ويسألـهـا

 

يأبَى الظُّلامةَ منه النَّوْفَلُ الزُّفَرُ

النَّوْفَل: الكثير النوافل. والزَّفْر: مصدر زَفَرَ يزفِر زَفْراً وزَفيراً، إذا ردّد النّفَس في جوفه حتى تنتفخ ضلوعه. قال النابغة الجعدي:

خِيطَ على زَفْرَةٍ فتمّ ولـم

 

يرجِعْ الى دِقّةٍ ولا هَضَمِ

يصف فرساً، يقول: كأنه زَفَرَ ثم خِيطَ على زَفْرته فهو منتفج الجنبين. وزافرة الرجل: عشيرته وبنو أبيه. وزَفْرَة الفرس: وسطه. وزَفَرَتِ النارُ، إذا سمعت لها صوتاً في توقّدها. والزَّرْف: الزيادة على الشيء؛ زَرَفَ الرجلُ في حديث، إذا زاد فيه. قال الأصمعي: كان يقال إن ابن الكلبي يُزَرِّف في حديثه، أي يزيد فيه. والزَّرافة: الجماعة من الناس، والجمع الزَّرافات. وقال الحَجّاج على منبر الكوفة: إياي وهذه الزَّرافاتِ فإني لا أرى رجلاً تطيف به زرافةٌ إلا استحللتُ دمه وماله. والزُّرافة، بضمّ الزاي: دابّة، ولا أدري أعربية صحيحة أم لا، وأكثر ظنّي أنها عربية لأن أهل اليمن يعرفونها من ناحية الحبشة. وقال أبو مالك: الزَّرّافات: المنازف التي يُنزف بها الماء للزّرع وما أشبهه. وأنشد:

يَبيت وذا الأهدابِ يعوي ودونه

 

من الشّامِ زَرّافاتُها وقصورُها

والفَرْز: فرزك الشيءَ عن الشيء، إذا فرّقته؛ فرزتُه أفرِزه فَرْزاً فهو مفروز، إذا فرّقته، والقطعة منه فِرْزَة بكسر الفاء، فإذا لم تدخل الهاء قلت: فِرْز، والجمع أفراز وفُروز. والفِرْز: القطعة من المِغْزَى خاصّة. وكان سعد بن زيد مناة يسمى الفِزْر لحديث كان له. قال الحنفي:

وإنّ أبانـا كـان حـلّ بـبـلـدةٍ

 

سِوًى بين قيسٍ قيسِ عَيْلانَ والفِزْرِ

سِوًى: أي مستوٍ عَدْل. وتقول العرب: "لا أفعله أو تجتمعَ مِعزى الفِزْر"، وله حديث. سُئل أبو بكر عن مَناه، بالهاء أم بالتاء، فأنشد:

ألا هل أتى التَّيْمَ بنَ زيدِ مَناتِهم

 

على الشَّنْء فيما بيننا، ابنِ تميمِ

بمَصْرَعنا النُّعمانَ يوم تألّبـت

 

تميمٌ علينا من شَظًى وصمـيمِ

تزوَّد منّا بـين أُذْنـاه ضـربةً

 

دعته الى هابي التراب عقـيمِ

قوله: بين أُذناه، على لغته لأنهم يقولون: رأيت الرجلان ومررت بالرجلان. وفزَرْتُ الشيءَ أفزِره فَزْراً، إذا صدَعته مثل الثوب وما أشبهه، وانفزر الشيءُ انفزاراً. ورجل أفْزَرُ وامرأة فَزْراءُ، وهو الذي يتطأمن ظهره وكذلك الفرس. ومنه اشتقاق فَزارة، وقال قوم: الفَزارة أُنثى هذا السبع الذي يسمى البَبْر. والفازر: ضرب من النمل فيه حُمرة؛ قال الأصمعي: قيل لفلان: قد نسبتَ الجِنَّ والإنسَ فهل نسبتَ الذَّرَّ? فقال: نعم، للنمل جَدّان: عُقْفان والفازر، فالفازر جدّ للسودان، وعُقْفان جد الحُمر. ويقال: طريق فازر، أي واسع؛ هكذا قال الخليل. وقد سمّت العرب فَزارة، وهو أبو حيّ من العرب، وفِزْراً وفُزَيْراً. وبنو الأفْزَر: بطن من العرب. ويقال للأنثى من النمور: فَزارة، ولا أدري ما صحّة ذلك.

ر-ز-ق

الرِّزْق: معروف، رِزْق الله تعالى، والرَّزْق المصدر، بفتح الراء. قال الراجز:

وبَثَّ في هذا الأنامِ رَزْقَهْ

وقال أيضاً:

سُمّيتَ بالفاروق فافْرُقْ فَرْقَهُ

وارْزُقْ عِيالَ المسلمين رَزْقَهُ

وكلّ من أجريتَ عليه جِراية فقد رزقته رَزْقاً. والله عزّ وجلّ الرازق والرزّاق، وجمع الرَّزق أرزاق. والرِّزق: الشكر، لغة سَرَويّة. قال الشاعر:

مَنَنْتُ على رُجّال عمرٍو

 

برازقيٍّ غيرِ مرزوقِ

أي غير مشكور. ومنه: "وتجعلون رِزْقَكم"، أي شكركم. وقد سمّت العرب رُزَيْقاً ومرزوقاً. والرَّزَق: زَرَق العين، وهو خضرة الحَدَقَة؛ رجل أزْرَقُ وامرأة زَرْقاءُ، وكذلك الفرس وكل ما زَرِقَت عينُه من الدوابّ وغيرها، والباز أزرق. قال الشاعر:

لقد زَرِقَتْ عيناكَ يا ابنَ مُكَعْبَرٍ

 

كما كلُّ ضَبّيٍّ من اللؤم أزرقُ

وسُمّيت الأسِنّة زُرْقاً للونها. وفي كتاب الله عزّ وجلّ: "ونحْشُر المجرمين يومئذٍ زُرْقاً". قال المفسّرون: عُمْياً لا يبصرون، والله أعلم. والزَّرْق: الطعن؛ زَرَقَه يزرُقه زَرْقاً. والمِزْراق: الرمح الصغير يُزرق به الوحش وغيرها. والأزارِقة: قوم من الخوارج يُنسبون الى نافع بن الأزرق. والزُّرَّق: طائر من الجوارح. وقد سمّت العرب زُرقان وزُريقاً. وبنو زُرَيْق: بطن من العرب من الأنصار. وجمعوا أزرق زُرقاناً، كما جمعوا أدهم دُهماناً وأحمر حُمْراناً. فأما زُرْقُم صفة رجل فالميم زائدة، وستراه مجموعاً في بابه إن شاء الله. والزَّقْر لغة في الصَّقْر تميمية، وقد رُوي عن صفيّة بنت عبد المطّلب أنها قالت لرجل:

كيف رأيتَ زَبْرا

أأقِطاً وتَمْرا

أم مُشْمَعِلاًّ زَقْرا

تعني الزُّبَير؛ المشمعلّ: الجادّ في أمره الماضي فيه. والقَرْز: قَرْزُك الترابَ وغيره بأطراف أصابعك نحو القَبْض. والقَرْز أيضاً: الغِلَظ من الأرض، والأكَمَةُ.

ر-ز-ك

الرِّكْز: الحِسّ والصوت. وفي التنزيل: "أو تسمعُ لهم رِكْزاً"، هكذا فسّره أبو عبيدة، والله أعلم. والرِّكاز: الكَنز يوجد في فلاة أو في معدن. وفي حديث النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لوائل بن حُجْر: "وفي الرِّكازِ الخُمُسُ". ورَكَزْتُ الرمحَ أركُزه وأركِزه رَكْزاً، إذا أثبتّه في الأرض. ومَراكز القوم: مَواضعهم في ثغورهم؛ يقال: زال القومُ عن مراكزهم. والزُّكْرَة: سِقاء صغير. وتزكَّر بطنُ الجدي، إذا امتلأ، وزَكَرِيّ: اسم أعجمي فيه ثلاث لغات: زَكَرِيّ، وزَكَرِيّا مقصور، وزَكَرِيّاء ممدود. والكُرْز: الخُرج الصغير يجعل فيه الراعي مَتاعه ثم يحمله على كبش من غنمه، فذلك الكبش يسمّى الكُرّاز. وبه سُمّي الرجل كُرَيْزاً، وهو تصغير كُرْز. وربما سُمّي الخُرج الكبير كُرْزاً. ومثل من أمثالهم: "رُبَّ شَدٍّ في الكُرْز". ولهذا حديث؛ قال ابن الكلبي: هذا حديثُ أعْوَجَ، وهو فرس لبني هلال بن عامر وأمُّه سَبَل فرس كانت لبني آكل المُرار ثم صارت الى بني كِلاب. وقال مرة أخرى: فرس يقال له أعْوجُ نُتِجته أمّه وتحمّل أصحابُه فحملوه في كُرْز فمروا بشيخ فقال: رُبَّ شَدٍّ في الكُرْز، يعني عَدْوَه. وقد سمّت العرب كُرْزاً وكُرَيزاً وكَريزاً وكارزاً ومُكْرِزاً ومِكْرَزاً. والكُرَّز من الطير: الذي قد أتى عليه حَوْلٌ، وهو فارسي معرَّب وقد تلكمت به العرب. قال الراجز:

لمّا رأتني راضياً بالإهمادْ

لا أتنحّى قاعداً في القُعّادْ

كالكُرَّزِ المشدود بين الأوتادْ

والكُرَاز: القارورة، وتُجمع كِرْزاناً، ولا أدري أعجميّ هو أم عربيّ، غير أنهم قد تكلّموا بها. ويقال: كارزَ الى المكان، إذا بادر إليه فاختبأ؛ هكذا يقول الخليل. وقال يونس أيضاً: كارزَ الرجلُ الى المكان، إذا اختبأ فيه. وأنشد:

فلمّا رأين الماءَ قد حـال دونَـه

 

ذُعافٌ الى جنب الشّريعة كارزُ

ر-ز-ل

أُهملت.

ر-ز-م

رَزَمْتُ الشيءَ أرزِمه رَزْماً، إذا جمعته. والرِّزْمَة: الثياب المجتمعة وغيرها. ورَزَمَ الرجلُ يرزِم رَزْماً فهو رازِم، إذا أضرّ به المرض أو الجوع فغيّره. وبه سُمّي الرجل رِزاماً. وأرزمتِ الناقةُ تُرْزِم إرزاماً، إذا حنّت. وأرزَمَ الرّعدُ، إذا سمعت له حنيناً في السّحاب. والمِرْزَمان: نجمان من نجوم الأنواء، والجمع المَرازم. ورازمَ الرجل بين طعامين، أي ضربين من خبز وتمر وما أشبه ذلك. قال الراعي:

كُلي الحَمْضَ بعد المقحِمين ورازمي

 

الى قابلٍ ثمّ اعْذِري بعـد قـابـلِ

ويمكن أن يكون اشتقاق رِزام من هذا. ومِرْزَم الجوزاء اختلفوا فيه، فقال بعضهم: ليس للجوزاء مِرْزَم، إنما هو مِرْزَم السِّماك؛ ويقال: المِرْزَمان مِرْزَم الجوزاء ومِرْزَم السِّماك. وسمعتُ رَزْمَةَ السِّباع، أي هماهِمها على فرائسها. قال الشاعر:

تركوا عِمرانَ منجدلاً

 

للسِّباع حوله رَزَمَهْ

وبعير رازمٌ، إذا برك فلم يبرح من مكانه إعياءً. ويقال: أسد رُزَم ورُزَام، إذا جثم على الفريسة وهَمْهَمَ عليها. قال الراجز:

أيا بني عبد مناةَ الـرُّزامْ

أنتم حُماةٌ وأبوكـمُ حـامْ

لا تُسْلِموني لا يَحِلُّ إسلامْ

 

لا تَعِدوني نصرَكم بعد العامْ

والرُّزام من الرجال: الصعب المتشدّد. وفلان يأكل رَزْمَة، مثل الوَجْبَة. والرَّمْز: الإيحاء والإيماء؛ رَمَزَ يرمُز رَمْزاً؛ وفي التنزيل: "إلا رَمْزاً"، أي إشارةً، والله أعلم. وترمّز القومُ، إذا تحرّكوا في مجالسهم لقيام أو خصومة. وعاد نساء من العرب رجلاً منهم فقعدن حوله فأنشأ يقول:

لقلَّ غَناءً عن عُمير بن مالكٍ

 

ترمُّزُ أستاه النّساء العـوائدِ

قال: فقمنَ، وقلن: أبعدَه الله. ورجل رَميز: كثير الحركة، وقالوا: الرميز: الحليم الوقور. وكتيبة رَمّازة: كأنها لا تستبيه حركتُها لكثرة أهلها. قال الهُذلي:

تحميهمُ شَهْباءُ ذاتُ قوانسٍ

 

رَمّازةٌ تأبى لهم أن يُحْرَبوا

ومنه قولهم: لم يَرْمَئزَّ من مكانه، أي لم يتحرك، وكان الأصل: يَرْمأزِز. وقال يونس: ذهبنا الى أبي مَهْدية في عَقِب مطر نسأله عن حاله وكان قد بنى بيتاً في ظاهر خندق البصرة وسماه جَنّاحاً فقلنا له: كيف أنت يا أبا مَهْديّة? فقال:

عهدي بجنّاح إذا ما ارْتَزّا

وأذْرَتِ الريحُ تراباً نَزّا

أنْ سوف تُمْضيه وما ارْمَأزّا

كأنّما لُزَّ بصخرٍ لَزّا

أحْسَنَ بيتٍ أهَراً وبَزّا

يقال: بيت حسن الأهَرَة والظَّهَرَة، إذا كان حسن المتاع؛ قال: وما كان في البيت إلاّ حصير مخرَّق. قال أعرابي لرجل: أعطني درهماً، قال: لقد سألتَ رَميزاً، الدرهم عُشْر العشرة والعشرة عُشْر المائة والمائة عُشْر الألف والألف عُشْر دِيَتِك. والزّرْم: القطع؛ يزرِمه زَرْماً؛ وزَرِمَ الصبيُّ، إذا انقطع بولُه. وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم: "لا تُزْرِموا ابني"، أي لا تقطعوا عليه بوله، يعني الحُسين. وكل شيء انقطع فقد زَرِمَ. قال النابغة:

قلت لها وهي تسعى تحت لَبَّتِها

 

لا تَحْطِمَنّكَ أن البيع قد زَرِما

وارزأمَّ ارزيماماً، بمعنى رَزِمَ. وقد نُهي عن كسب الزَّمّارة، وفسّره أصحاب الحديث: الفاجرة، وقال قوم إنها الرّمّازة؛ ولا أقول في هذا شيئاً. والزّمّارة: عمود الغُلّ الذي بين الحلقتين. قال الشاعر:

ولي مُسْمِعان وزَمّـارةٌ

 

وظِلٌّ مديدٌ وحِصْنٌ أمَقْ

يعني قيدين وغُلاًّا. وزَمِرَتْ مروءةُ الرجل، إذا قلّت؛ وكذلك زَمِرَ شعرُه، إذا رقّ وقلّ نبتُه. والزِّمار: صوت النعامة الأنثى خاصّةً، وصوت الظليم: العِرار. قال الشاعر:

إلا عِراراً وإلاّ زِمارا

وزَمَرَ يزمُر زَمْراً. ويقال: زَمَرْتُ بالحديث، إذا أفضتَ ذِكره وبثثته للناس. والزُّمْرَة: الجماعة من الناس، والجمع زُمَر. والزَّمْر: فِعل الزامر؛ زَمَرَ يزمُر زَمْراً، والرجل زَمّار والمرأة زامرة. والمِزْمار: الزَّمْر بعينه، والجمع مَزامير. وحِرفة الزَّمّار: الزِّمارة. وقال بعض أهل اللغة: يقال للمرأة زامرة وللرجل زَمّار، ولا يقال على القياس: رجل زامر. ومَرَزَ الصبيُّ ثديَ أمه يمرُز مَرْزاً، إذا اعتصر بأصابعه في رضاعه، وربما سُمّي الثّديُ: المِرازَ لذلك. والمَرْز: القَرْص الخفيف يكون بأطراف الأصابع؛ مَرَزَه يمرِزه ويمرُزه مَرْزاً. وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه: فمَرَزَه حُذَيْفَة. والمِرْز: ضرب من الشّراب يُتّخذ من العسل، وقد جاء في النهي. والمَزارة: الزيادة في الجسم أو العقل؛ فلان أمْزَرُ من فلان، أي أرجحُ منه؛ مَزُرَ يمزُر مزارةً فهو مازر، وكل ثمر استحكم فقد مَزُرَ يمزُر مزارة.

ر-ز-ن

الرِّزْن: نَقْر في الحجر يجتمع فيه ماء السماء، والجمع رُزون. قال الراجز:

أحْقَبَ مِيفاءٍ على الرُّزونِ

لا خَطِلِ الرّجْعِ ولا قَرونِ

القَرون: الذي يطرح حوافر رجليه مكانَ حوافر يديه؛ والأحقب: الذي في حَقَبه بياض؛ ومِيفاء: مِفعال من قولهم: أوفى على الشيء، إذا علا؛ والرّجْع: رَجْع اليدين في العَدْو؛ وقوله: لا خَطِلَ الرَّجْع: لي في رَجْعه اضطراب. ورجل رَزين بَيّن الرزانة، أي حكيم ركين ثقيل في مجلسه، وامرأة رَزان كذلك. قال حسّان:

حَصـانٌ رَزانٌ لا تُـزَنُّ بـرِيبةٍ

 

وتُصبح غَرْثَى من لحوم الغوافِلِ

أي هي لا تغتاب الناس فتأكل لحومَهم. والزَّنْر: فعل ممات؛ تزنّرَ الشيءُ، إذا دقّ، ولا أحسبه عربياً، فإن كان للزُّنّار اشتقاق فمن هذا إن شاء الله تعالى. والزِّنِّير، والجمع زَنانير: حصًى صغار، وقيل للواحد زُنّار أيضاً. والنَّزْر من الشيء: القليل؛ طعام نَزْرٌ بَيّنُ النّزارة والنُّزورة، وطعام نَزْرٌ ومنزور أيضاً: قليل؛ ومنه اشتقاق اسم نِزار؛ وطعام نَزْرٌ ونَزير أيضاً. وامرأة نَزور: قليلة الولد، وكذلك في غير الإنس. قال الشاعر:

خِشاشُ الطّير أكثرُها فِراخاً

 

وأمُّ البازِ مِقْـلاتٌ نَـزورُ

والنَّرْزُ فعل مُمات، وهو الاستخفاء من فَزع، زعموا؛ وبه سُمّي الرجل نَرْزَة ونارِزة. ولم يجئ في كلام العرب نون بعدها راء إلا هذا وليس بصحيح، فأما النّرْجِس ففارسيّ معرَّب.

ر-ز-و

الرُّزْء، مهموز: المصيبة، تراه في موضعه إن شاء الله تعالى. وزُرْتُ الرجلَ أزوره زَوْراً من الزِّيارة والقوم الزّوْر والزُّوّار. قال الراجز:

ومَشْيُهنّ بالخُبَيْبِ مَوْرُ

كما تَهادَى الفتياتُ الزّوْرُ

المَوْر: المشي السهل من قولهم: مارتِ الريحُ، إذا مرّت مرّاً سهلاً؛ ويقال: رجل زَوْرٌ وقوم زَوْرٌ وامرأة زَوْرٌ الواحد والجميع فيه سواء. والزّوْر: عظام الصدر، والجمع أزوار؛ رجل أزْوَرُ وامرأة زَوْراءُ والجمع زُور، إذا كان في صدرها اعوجاج. وتزاورَ الرجلُ عن الشيء وازورّ، إذا مال عنه وكرهه. وزوّر فلانٌ الكتابَ والكلامَ تزويراً، إذا قوّاه وشدّده؛ وبه سُمّي الكلام الزَّوْر لأنه يزوَّر، أي يسوّى ثم يُتكلّم به؛ وكذلك شهادة الزُّور لأنه يقوّيها ويشددها، وزعموا أنه فارسيّ معرَّب لأن الزُّور بالفارسية القوة. قال أبو عبيدة: هو مأخوذ من الزِّوَرّ، وهو القويّ الشديد. والزَّوْر، بفتح الزاي: عَسيب النّخل؛ لغة يمانية. ويوم الزُّوَيْرَيْن: يوم معروف، وهو يوم لبكر بن وائل على بني تميم، وذلك أنهم عقلوا بعيرين فقالوا: هذان زُوَيْرانا لا نفرّ حتى يفرّا؛ وقال مرة أخرى: لا نبرح أو يبرحا. قال الراجز:

جاءوا بَزوْرَيهم وجئنا بالأصَمّْ

شيخٍ لنا مُعاودٍ ضَرْبَ البُهَمْ

البُهَم: جمع بُهْمة، وهو الشجاع الذي لا يُدرى من أين يُلقى. وزوّر الطائر، إذا امتلأت حَوصلّتُه، وأكثر ما يُستعمل ذلك في الجارح. ورجل أزْوَرُ وامرأة زَوْراءُ، إذا نتأ أحدُ شِقّي صدره واطمأنّ الآخر. وزوّرت كلام فلان، إذا جعلت حديثه زُوراً، أي كذّبته. وزُوَيْر القوم: رئيسهم وشديدهم، وهو زَوْرُهم أيضاً. والوَزَر: الملجأ. والوِزْر: الإثم، والوِزْر: الثِّقْل. ووازرَ الرجلُ الرجلَ موازرةً، أعانه، وكذلك آزره. وسُمّي الوزير وزيراً لأنه يحمل وِزْرَ صاحبه، أي ثِقله؛ وكان الأصمعي يقول: اشتقاق الوزير من آزَرَه، وكان في الأصل أزير فقالوا: وزير. وجمع وِزْر أوزار. وفي التنزيل: "يَحْمِلون أوزارَهم على ظُهورهم"، أي أثقالهم؛ ووضعت الحربُ أوزارَها، إذا وضع القومُ السلاحَ عنهم فجعل الفعل للحرب وإنما هو لأهلها. والإزار: معروف، ويقال الإزارة أيضاً. قال الأعشى:

كتـمـيُّل الـنّـشـوان ير

 

فُلُ في البَقير وفي الإزارهْ

وقال الآخر:

تبرّأ من دمِّ القتـيل وبَـزِّه

 

وقد علِقَتْ دمَّ القتيل إزارُها

ويُروى: بزُّه بالرفع، يريد بزُّه إزارُها، أي دمه في ثوبها. ورجل إزار، إذا كان ثقيل اللسان دون الخَرَس. وفرس إزار، إذا كان في عَجُزه بياض.

ر-ز-ه

الرَّهْز: حركة عند الجِماع وغيره؛ رَهَزَ يرهَز رَهْزاً. والزَّهَر: زَهَرُ النبت، وهو نُوّاره. والزَّهْرَة والزَّهَرَة: زَهرة الدنيا وبهجتها. وقد قرئ: "زَهْرةُ الحياة الدُّنيا، وزَهَرَة. ورجل زاهرٌ وأزْهَرُ، وهو الأبيض المضيء الوجه، وقمر زاهر. وقد سمّت العرب زاهِراً وزُهيراً وزُهْراً وأزْهَراً وأزْهَر وزَهْران، وهو أبي قبيلة منهم. والزُّهَرَة: نجم من نجوم السماء معروف، بضم الزاي وفتح الهاء لا غير. قال الراجز:

قد وكلّلتني طَلّتي بالسّمْسَرَهْ

وأيقظَتني لطلوع الزُّهَـرَهْ

والهَزْر: الغمز الشديد؛ هزره يهزِرُه هَزْراً. ومَهزور: وادٍ بالحجاز. والهُزَر: موضع أو اسم قوم. قال أبو ذؤيب:

وليلةُ أهلي بوادي الرّجي

 

عِ كانت كليلة أهل الهُزُرْ

والهَزْر: الضّرب بالخشب خاصةً؛ هزره يهزِره هَزْراً. والهَزْرَة: الأرض الرقيقة.

ر-ز-ي

الزِّير: الرجل الكثيرة الزيارة للنساء، وأصله الواو، وهو في وزن فِعْل. قال مهلهل:

فلو نُبِشَ المقابرُ عن كُليبٍ

 

لأُخْبِرَ بالذَّنـائب أيُّ زِيرِ

ويُروى: فلو نُبْشَ بتسكين الباء، وهي لغة؛ والذَّنائب: موضع. وللراء والزاي والياء مواضع في الاعتلال تراها إن شاء الله تعالى.

باب الراء والسين

مع ما بعدهما من الحروف

ر-س-ش

رجل شَرِسٌ وامرأة شَرِسَة، وهو سوء الخُلق؛ شَرِسَ يشرَس شَرَساً وشَراسةً. وقد سمّت العرب أشْرَس وشَريساً. والشّريس: نبت بشع الطعم، أحسبه سُمّي شَريساً لذلك؛ وكل بَشِعٍ شَريسٌ. ويقال: تشارسَ القومُ، إذا تعاودوا. والشِّرْس: نبت أو حمل نبت.

ر-س-ص

أُهملت.

ر-س-ض

الضِّرْس: واحد الأضراس. والضِّرْس: مطر يصيب الأرض قليل متفرّق؛ أصابت الأرضَ ضُروسٌ من مطر، أي قِطَع متفرقة. وناقة ضَروس: سيّئة الخلق تعضّ حالبها. وتضارس القومُ، إذا تعادوا وتحاربوا، والمصدر المضارسة والضِّراس. وضرّسته الحربُ تضريساً، إذا جرّبها. ورجل ضَرِسٌ ضَبِسٌ، إذا كان سيّئ الخُلق داهياً. وقالوا: حرب ضَروس أيضاً، لشدّتها. وضَرَسَ السّبُعُ فريستَه، إذا مضغ لحمها ولم يبتلعه. وفلان ضِرْس من الأضراس، أي صعب المَرام داهية من الدواهي. وبُرْد مضرَّس: ضرب من الوشي. وضرّس الزمانُ القوم، إذا اشتدّ عليهم. وتضرّسَ البناء، إذا لم يستوِ.

ر-س-ط

الطِّرس: الكتاب، والجمع طُروس وأطراس؛ وقال قوم: الطِّرس الصحيفة التي قد مُحي ما فيها ثم أُعيد الكتاب؛ وقال آخرون: بل الطِّرس الصحيفة بعينها. والطِّلْس: الذي قد مُحي ثم كُتب. والسّطر من الكتاب معروف، والجمع سُطور وأسطار، ثم جمعوا أسطاراً أساطير؛ وقال قوم: واحد الأساطير أُسطورة وإسطارة، ولم يتكلّم فيه الأصمعي. وسَطْر الكتاب وسَطَره لغتان فصيحتان. والسّطْر من النخل: السِّكّة المغروسة على غِرار واحد؛ الغِرار: السطر المستوي. والمُسْطار: ضرب من الشراب فيه حموضة. قال الشاعر:

قومٌ إذا هَدَرَ البعيرُ رأيتَهـم

 

حُمْراً عيونُهُمُ من المُسْطارِ

والسّطْر: العَتُود من المعز خاصةً في بعض اللغات؛ العَتود: الجدي الذي قد بلغ أن ينزوَ، والجمع عِتْدان وعِدّان. والسّرْط من الاستراط؛ استطرتُ الشيء، إذا ابتلعته استرطااً، وسرطتُه سَرْطاً. ومِسْرَط الإنسان: البلغوم، وهو مَجرى الطعام الى الجوف، والجمع مَسارط. ومثل من أمثالهم: "الأخذ سُرّيْطَى والقضاء ضُرَّيْطَى"، ويقال: سُرَيْطَى وضُرَيْطَى، مشدَّداً ومخفّفاً؛ يقال ذلك لمن يأخذ الدّين ويصعب عليه قضاؤه. ومثل من أمثالهم: "الأخذ سَرَطان والقضاء لَيّان"، يُضرب ذلك لمن يأخذ الدَّين ثم يصعب عليه قضاؤه؛ ويُروى: "الأخذ سَلَجان والقضاء لَيّان"، ويُروى: "الأخذ سُرّيْط والقضاء ضُرَّيْط". والسِّراط والصِّراط، بالسين والصاد: الطريق القاصد. قال الشاعر:

أميرُ المؤمنين على سِراطٍ

 

إذا اعوجّ المواردُ مستقيمِ

والسّرَطان: دابّة من دواب الماء معروفة. والسّرَطان: داء يصيب الناس والخيل. ويقال: فرس سَرَطان الجري، كأنه يسترط الجري استراطاً؛ وسُراطيّ أيضاً. والسِّرِطْراط: الفالوذ، زعموا. والسُّرَيْطاء: حساء شبيه بالخزيرة أو نحوها. فأما السرطان المنزل من منازل القمر فليس بالعربيّ المحض. والرَّطْس: الضرب بباطن الكفّ؛ رَطَسَه يرطُسه رَطْساً، إذا ضربه بباطن كفّه.

ر-س-ظ

أُهملت.

ر-س-ع

الرّسْع من قولهم: رَسَعْتُ الصبيَّ وغيرَه، إذا شددت في يده أو رجله خَرَزاً لتدفع به العين عنه؛ ويقال بالغين أيضاً: رَسَغْتُ. والرّسيع: موضع. والمُرَيْسيع: موضع أيضاً. ورَسَعَتْ أعضاءُ الرجلِ، إذا فسدت واسترخت. والرّعْس: الارتعاش والانتفاض. قال الراجز:

يَبري بإرعاسِ يمينِ المؤتلي

خُضُمَّةُ الدّارع هذَّ المختلي

ويُروى: الذِّراع؛ ويُروى: هَذَّ المِنْجَل؛ ومعظم كل شيء خُضُمّته، وقال أيضاً: الخُضُمّة معظم الذراع، وكذلك هو من كل شيء. يصف سيفاً يقول: يقطع بضعف صاحبه وارتعاشه؛ والمختلي من الخَلَى، وهو الحشيش. ورمح رَعّاس، إذا كان شديد الاضطراب. قال الشاعر:

وعُرْضَةٌ للشَّطَنِ الرَّعّاسِ

والسَّعْر: استِعارُ النار؛ سَعَرْتُ النارَ أسعَرها وأسعرتُها، فهي مُسْعَرة ومسعورة، وأنا مُسْعِر وساعر، والسَّعير من هذا اشتقاقها. وسِعْر الشيء المبيع: معروف. واستَعَرَ اللصوص، بفتح العين وتخفيف الراء، وهو افتعلَ من السّعير، أي اشتعلوا، فأما قولهم: استعرّ فخطأ، وقد أُولعت به العامة. واستَعَرَتِ الحربُ كذلك. واستَعَرَ الجَرَبُ في البعير، إذا ابتدأ في مَساعره، وهي الآباط والأرفاغ؛ الأرفاغ: أصول الفخذين، وقال قوم: بل هو كل موضع اجتمع فيه الوسخ. وسُمّي الأسْعَر الشاعر ببيت قاله:

فلا يَدْعُني الأقوامُ من آل مالكٍ

 

إذا أنا لم أُسْعِرْ عليهم وأُثْقِبِ

ورجل مِسْعَر حرب من قوم مَساعر، إذا كان يُسعرها ويشُبُّها. والمِسْعَر والمِسْعار: الخشبة التي تحرَّك بها النار. وقد سمّت العرب مِسْعَراً وسُعَيراً وسِعْراً وسَعْران. وسُعِر الرجل، إذا أصابته السَّموم، وكذلك هو من الجوع والعطش؛ رجل مسعور. والسُّعْرة: لون يضرب الى السواد. والسِّعْرارة والسُّعْرورة: الضوء الذي يدخل البيت من شُعاع الشمس ومن الصبح أيضاً من كَوٍّ. والسَّرَع والسُّرعة جميعاً: ضد البطء؛ أسرع الرجلُ يُسرع إسراعاً وسَرُعَ سَرْعاً وسَرَعاً، والرجل سريع وسُراع مثل كبير وكُبار. قال الراجز:

أين دُريدٌ وهو ذو بزاعهْ

حتى تَرَوْه كاشفاً قِناعهْ

تَعدو به سَلْهَبَةٌ سُراعهْ

ويُروى: براعهْ؛ قوله: ذو بزاعهْ، أي حسن الحركة والنيقّظ. وأقبل فلانٌ في سَرَعان الناس وسَرْعان الناس، بفتح الراء وتسكينها، أي في أوائلهم المتسرّعين. ومثل من أمثالهم: "سَرعانَ ذي إهالةً"، بسكون الراء وفتحها. قال أبو بكر: يُضرب للرجل إذا أخبرك بسرعةِ شيءٍ لم يَحِنْ وقتُه. وأصل هذا المثل أن رجلاً كان يحمَّق فاشترى شاةً عجفاءَ فجاء بها الى أمّه فلامته ورُعامُ الشاة يسيل من أنفها، فقال: أما تَرَيْنَ إهالتها? فقالت له أمّه: سَرْعان ذي إهالةً؛ أي ما أسرعَ إهالتَها. واليَسْروع، ويقال: أُسْروع: دُوَيْبَة تكون في الرمل. قال الشاعر:

فليس لساريها بهـا مـتـعـرَّجٌ

 

إذا انجدلَ اليَسْروعُ وانعدلَ الفَحْلُ

ورجل سَرَعْرَع: ناعم غَضّ. قال الشاعر:

رُؤْدُ الشبابِ سَرَعْرَعُ

والسُّروع: قُضبان من قُضبان الكرم. وفي لغة العرب: جاء فلانٌ سِرْعاً، أي سريعاً. والعَسَر: ضد السهولة؛ رجل عَسِرٌ بَيِّن العَسَر. ورجل أعْسَرُ: يعمل بشماله. ورجل أعْسَرُ يَسَرٌ: يعمل بيديه. وأمر عسير: صعب. وعُقاب عسْراء: في جناحها قوادم بِيض؛ وقال قوم: بل العسراء القادمة البيضاء. قال الشاعر:

وعَمّى عليه الموتُ يأتي طريقَه

 

سِنانٌ كعَسْراء العُقاب ومِنْهَبُ

يقال: فرس مِنْهَب، أي ينتهب الجري، وناقة عَوْسَرانيّة وعَيْسرانيّة للتي تُركب ولم تُرِضْ، والذكر عَيْسَرانيّ. وناقة عَسير: صعبة لم تُرَضْ. قال الراجز:

والله لولا خَـشـيةُ الأمـيرِ

ورَهبةُ الشُّرْطيّ والتُّـؤرورِ

لجُلْتُ عن شيخ بني البَـقـيرِ

جَولَ القلوص الصعبة العسيرِ

التّؤرور: الذي يصحب أعوان السلطان بلا رزق. وعَسَرْتُ الرجلَ فأنا أعسِره عَسْراً، إذا لم ترفق به. وعَسَرَتِ الناقةُ بذنبها، إذا شالت به، فهي عاسِر ومُعْسِر. ويوم عسير: صعب. والعُسْرَة والمَعْسَرَة: خلاف المَيْسَرَة. وأعسَرَ الرجلُ إعساراً، إذا افتقر. والعُرس: معروف، بضمّ الراء وتسكينها: عُرُس وعُرْس. وامرأة الرجل عِرْسه، والرجل عَروس وكذلك المرأة؛ اسم يجمع الذكر والأنثى لا تدخله الهاء. قال الراجز:

يا ليت شِعري عنكِ دَخْتَنوسُ

إذا أتاها الخبرُ المرمـوسُ

أتَحْلِقُ القرون أم تَـمـيسُ

لا بل تَميسُ إنهـا عَـروسُ

وسألت أبا عثمان عن اشتقاق العِرس فقال: تفاؤلاً، من قولهم: عَرِسَ الصبيُ بأمه، إذا ألِفَها. وعَرِسَ الرجلُ يعرَس عَرَساً، إذا بَعِلَ بالشيء كالفَزع منه؛ يقال: بَعِلَ بالشيء وبَقِرَ به وعَرِسَ به وخَرِقَ به وذَئِبَ، كلّه واحد، إذا تحيّر فيه. والزوجان: عِرْسان. قال الراجز:

أنْجَبُ عِرْسٍ جُبِلا وعِرْسِ

ويقال: عَرِسَ به، مثل سَدِكَ به. والتّعريس: النزول بالليل؛ يقال: عَرّس الرجلُ بالمكان تعريساً، إذا نزله ليلاً ثم ارتحل عنه. قال الراجز:

قال أبو ليلى بقَوٍّ عَرِّسوا

مهلاً أبا ليلى سُراها أكْيَسُ

والعُرَيْساء: موضع، زعموا. وابن عِرْس: سَبُع معروف. وعِرّيسة الأسد: الموضع الذي يألفه ويأوي إليه. قال الشاعر:

يا طَيِّءَ السّهْلِ والأجبالِ موعدُكم

 

كطالب الصّيد في عِرّيسة الأسَدِ

ر-س-غ

الرُّسْغ: مَوْصِل الكَفّ في الذراع، ومَوْصِل القدم في الساق، وهو من ذوات الحافر مَوْصِل وظيفي اليدين والرجلين في الحافر، ومن الإبل مَوْصِل الأوظفة في الأحقاف. وجمع الرُّسْغ أرساغ. والرِّساغ: حبل يُشدّ في رُسغ البعير أو الحمار ثم يُشدّ الى شجرة أو وَتِد. ويقال: أصاب الأرضَ مطرٌ فرسّغ، إذا بلغ الماءُ الرُّسْغَ أو حفر حافرٌ فبلغ الثّرى قَدْرَ رُسْغه. والرَّغْس: البَركة والنَّماء؛ رجل مرغوس: مبارَك. قال الراجز:

حتى احتضرنا بعد سيرٍ حَدْسِ

إمامَ رغْسٍ في نِصابِ رَغْسِ

خليفةً ساسَ بغير فَجْسِ

وقال رؤبة:

دعوتُ رَبَّ العِزّة القُدّوسا

دُعاءَ من لا يَقْرَع الناقوسا

حتى أراني وجهكَ المرغوسا

والغَرْس: كل ما غرسته من شجرة أو نخلة، والجمع أغراس وغِراس. والفَسيلة: ساعة توضع في الأرض فهي غَريسة حتى تعلق. والغِرْس: جُليدة رقيقة تكون على وجه الفصيل وغيره ساعة يولد فإن تُركت على وجهه قتلته. قال الشاعر:

مَهْريّة مَخَطَتْها غِرْسَها العِيدُ

العيد: ابن الآمِري - في وزن عامري - بن مَهْرَة بن حَيْدان. وكثر الغَرْسُ في كلامهم حتى قالوا: غَرَسَ فلانٌ عندي نعمةً، أي أثبتها عندي. والغَسَر: ما طرحته الريح في الغدير ونحوه؛ لغة يمانية، يقولون: تغسّر الغديرُ، إذا ألقت الريحُ فيه العيدان وما أشبهها، ثم كثر ذلك في كلامهم حتى قالوا: تغسّر الأمرُ، أي اختلط وفسد.

ر-س-ف

رَسَفَ يرسِف ويرسُف رَسْفاً ورَسيفاً ورَسَفاناً، وهو مشي المقيَّد إذا قارب خطوَه. قال الشاعر:

فرُحْتُ أُخَضْخِضُ صُفْني به

 

كمشي المقيَّد يمشي رَسيفا

والرَّفْس: رَفْس الدابة؛ رَفَسَ يرفُس رَفْساً، وهو الركض برجله؛ ودابّة رَفُوس. ويقولون عند البيع: بَرئتُ إليك من الرِّفاس. والسَّرَف: التبذير؛ أسرف الرجل في ماله إسرافاً، إذا عجِل فيه؛ وأكل مالَه سَرَفاً. ثم كثر ذلك في كلامهم حتى قالوا: قتل فلانٌ بني فلان فأسرف، إذا جاوز في ذلك المقدارَ؛ وتكلّم بإسراف، إذا جاوز المقدار أيضاً. وسَرِفْتُ القومَ، إذا جاوزتهم وأنت لا تعرف مكانهم. وسَرِفْت الشيءَ، إذا أُنسيته. وسَرِف: موضع معروف. والسُّرْفَة: دُوَيْبَة تكون في العشب تُصلح بيتاً من حُطام الشجر، وتنسِج عليه نسجاً رقيقاً كنسج العنكبوت، فلذلك قالوا في المثل: "أصنَعُ من سُرْفَة". والسَّفْر: القوم المسافرون، واحدهم سافر مثل صاحب وصحْب، ولا يُتكلّم بسافر. والسّافرة أيضاً: القوم المسافرون مثل السّابلة. وقوم سَفْر وأسفار وسُفّار، أي مسافرون. قال الشاعر:

عُوجوا فحيّوا أيُّها السَّفْرُ

 

أم كيف ينطِقُ منزلٌ قَفْرُ

قال: عوجوا، ثم رجع الى نفسه فقال: كيف ينطق? وسافر الرجل سَفْراً، أحد ما جاء على فاعَلَ من فاعلٍ واحد. والسِّفْر: الكتاب، والجمع أسفار، وكذلك هو في التنزيل: "كمَثَلِ الحمارِ يحمِلُ أسفاراً". ويقولون: أسماؤنا في السِّفر الأول، أي في الكتاب الأول؛ هكذا يقول الأصمعي. والسِّفار للبعير كالحَكَمَة للفرس، وهي حديدة توضع على أنف البعير، والجمع سُفْر. وسَفَرَت المرأةُ عن وجهها لا غير، فهي سافر. قال الشاعر:

عَروبٌ كأنّ الشمسَ تحت قِناعها

 

إذا ابتسمت أو سافراً لم تَبَسَّـمِ

وسَفَرَ الصبحُ وأسفرَ؛ قال الأصمعي: أقول: أسْفَرْنا، إذا دخلنا في سَفَرِ الصّبحِ، ولا أقول إلا سَفَرَ الصّبحُ. وفي التنزيل: "والصُّبْحِ إذا أسْفَرَ". والسُّفرة: معروفة، واشتقاقها من السَّفَر. وبعير مِسْفَر: قوي على السّفَر؛ وناقة مِسْفَرَة ورجل مِسْفَر كذلك. قال الراجز:

لن يعْدَمَ المَطيُّ منّا مِسْفَرا

شيخاً بَجالاً وغلاماً حَزْوَرا

وسَفَرتِ الريحُ الورقَ وغيره، إذا درجت به على وجه الأرض، والورق السّفير. وسفَرَتِ الريحُ الترابَ، إذا كنسته، وكل كَنْسٍ سَفْرٌ. وسَفَرْتُ البيتَ أسفِره سَفْراً، إذا كسحته؛ وكل كَسْحٍ سَفْرٌ. والكُساحة: السُّفارة. والمِسْفَرَة: المِكْنَسَة. وسَفَرَتِ الريحُ السحابَ تسفِره سَفْراً، إذا قشعته. قال العجّاج:

وحين يَبعثنَ الرِّياغَ رَهَجا

سَفْرَ الشّمالِ الزِّبْرِجَ المُزَبْرَجا

قال أبو بكر: الزِّبْرِج هاهنا: السّحاب الذي فيه ألوان مختلفة من بياض وسواد. وقال في وقت آخر: الزِّبْرِج: السَّحاب الرقيق. والسّفير بين القوم: الماشي بينهم في الصلح؛ سَفَرَ يسفِر ويسفُر سَفْراً وسَفارةً وسِفاراً. قال العجّاج:

أشوَسَ عن سِفارة السفيرِ

ويُجمع سفير على سُفَراء مثل عليهم وعُلَماء والفَرَس: معروف، وجمعه في أدنى العدد أفراس، فإذا كثرت فهي الخيل. فأما قول العامة في جمع فَرَس فُرْسان فخطأ، إنما الفُرْسان جمع فارس؛ فارس وفُرْسان مثل راهب ورُهْبان، ورجل فارس من قوم فوارس مثل حاجب وحواجب. ورجل حسن الفَراسة والفُروسيّة على الخيل؛ وجيّد الفِراسة والتفرُّس، أي جيّد النظر مُصيبه. ويقال: فرس أنثى وفرس ذكر، ولا تلتفتنّ الى قول العامة فَرَسَة. وفي الحديث: "خير المال فَرَس في بطنها فرس". وفَرَسان: لقب قبيلة من العرب ليس بأب ولا أمّ نحو تَنوخ، وهم أخلاط من العرب اصطلحوا على هذا الاسم، وجُلُّهم من بني تغلب. قال ابن الكلبي: كا عِبْديد الفَرَساني أحد رجال العرب المعدودين. ويقال: فَرَسْتُ الذبيحةَ أفرِسها فَرْساً، إذا فصلت عنقها؛ وبه سُمِّيت فريسة الأسد، والجمع فرائس. قال جرير:

فلا يَضْغَمَنّ الليثُ تَيْماً بغِرّةٍ

 

وتيمٌ يشُمّون الفريسَ المنيَّبا

قال أبو بكر: الضّغْم: العضّ، وبه سُمّي الأسد ضَيْغَماً؛ وقال أبو بكر: الشاة إذا فرسها الذئب أو الأسد فمرّت بها الغنم وشمّتها نفرت متفرقةً. يقول: لا تغترّنَّ بين تيمٌ فتشمَّ عمرَ بن لجَأ فتنفر مني كما تنفر هذه الغنم من شمّ الفريسة. والفَرْسة: ريح تصيب الإنسان في ظهره فتُزيل فَقارَه فيحدب. وقد سمّت العرب فَرّاساً، وهو فَعّال من ذلك؛ وفِراساً، وهو المصدر من فارسَه مفارسةً وفِراساً من ركوب الخيل. وفِراس بن غَنْم في بني كنانة الذين منهم ربيعة بن مكدَّم. وفَرّاس بن وائل بن عامر بن الحارث الغِطْرِيف الأصغر في الأزد. والفُرس: هذا الجيل المعروف. والفَسْر من قولهم: فَسَرْتُ الحديثَ أفسِره فَسْراً، إذا بيّنته وأوضحته؛ وفسّرته تفسيراً كذلك.

ر-س-ق

القَسْر: الأخذ بالغَلَبة والاضطهاد؛ تقول: قسرتُه أقسِره قَسْراً. وبنو قَسْر: قبيلة من العرب من بَجيلة، منهم خالد بن عبد الله القَسْري. وبعير قَيْسَريّ: صلب شديد. وبنات قُراس: موضع من بلاد هُذيل، هِضاب بالسَّراة باردة. قال الهُذلي:

يَمانيةٌ أحيا لهـا مَـظَّ مـأبِـدٍ

 

وآلَ قُراسٍ صَوْبُ أرْمِيَةٍ كُحْلِ

أرْمِيَة: جمع رَميّ، وهو ضرب من سحاب الخريف سُود؛ وكُحل: جمع أكْحَل، وهو الأسود. وقَرَسَ الماءُ يقرِس قَرْساً، والماء قارس وقريس. ويوم قارس: بارد، ومنه اشتقاق القَريس الذي تسمّيه العامة القَريص، وإنما هو بالسين لا بالصاد. وبعير قُراسِيَة: غليظ شديد صلب. والسَّقْر، يقال منه: سَقَرَته الشمسُ تسقُره سَقْراً، إذا حَمِيَت على دماغه فآلمته. وقد حُكي صقرته، بالصاد؛ ومنه اشتقاق اسم سَقَرَ، والله أعلم، ولم يُتكلّم باسم سَقَرَ إلا بالسين. فأما السَّقْر والصّقْر الجارح فقد جاء بالسين والصاد جميعاً، وهذا تراه في باب الراء والصاد مع القاف إن شاء الله. والسَّرَق: معروف؛ سَرَقَ يسرِق سَرَقاً فهو سارق. والسَّرَق: ضعف في المفاصل؛ سَرِقَت مفاصلُه تسرَق سَرَقاً، إذا ضعفت. قال الشاعر:

فهي تتلو رَخْصَ الظُّلوف ضئيلاً

 

أكْحَلَ العين في قُواه انسـراقُ

أي ضعفٌ؛ هكذا فسّره أبو عُبيدة في شعر الأعشى. والسَّرَق: ضرب من الحرير فارسيّ معرّب، وذكر الأصمعي أن اسمه سَرَهْ، أي جيّد. وقد سمّت العرب سارقاً ومسروقاً وسرّاقاً. وسُرِقَ الشيءُ، إذا خَفِيَ؛ هكذا يقول يونس، وأنشد:

وتَبيتُ منتبَذَ القَذورِ كـأنّـمـا

 

سُرقت بيوتُك أن تزور المَرْقَدا

القَذور: التي لا تبارك الإبلَ ولا تبيت معها، تنتبذ حَجْرَةً عنها؛ وقوله: كأنما سُرقت، أي خَفِيَت؛ والمَرْقَد: الذي ترقد فيه.

ر-س-ك

الرَّكْس: قَلْبُ الشيء؛ رَكَسَه يركُسه رَكْساً، أي قلب أمرَه وأحاله فهو ركيس ومركوس. والسِّكْر: معروف، ما سَكَرْتَ به الماء فمنعته عن جِرْيَته، وأصله من قولهم: سَكَرَتِ الريحُ، إذا سكن هبوبُها. ويوم ساكر: لا ريحَ فيه. والسَّكَر: كل ما أسكرَ من شراب. فأما السُّكَّر ففارسي معرَّب. وقال المفسِّرون في تفسير السَّكَر في القرآن إنه الخلّ، وهذا شيء لا يعرفه أهل اللغة. والسُّكْر: معروف، واشتقاقه من سَكَرَتِ الريحُ، إذا سكنت، كأنّ الشراب سَكَرَ عقلَه أي سدّ عليه طريقه. وجمع سَكران سَكارى وسُكارى وسَكرى. وقد قُرئ: "وترى الناسَ سَكْرَى"، وسُكارَى. ورجل سِكِّير: كثير السُّكر، وهذا أحد ما جاء على فِعّيل، وهي نيّف وثلاثون حرفاً تراها في آخر الكتاب مفسَّرة إن شاء الله. والكَسْر: مصدر كَسَرْتُ الشيءَ أكسِره كَسْراً. والكِسْر: العضو التامّ نحو الجَدْل والإرْب، والجمع كُسور وأكسار. الأجدال: الأعضاء، الواحد جَدْل، وواحد الآراب إرْب. والكِسْر: كساء يُمدّ حول الخِباء كالإزار له فيكون فضلُه على الأرض. وقالوا: جَفْنَةٌ أكسارٌ، أي عظيمة موصَّلة لكِبَرها. والبعير الكسير: الذي قد انكسر بعض أعضائه. وكل ما سقط من شيء مكسَّر فهو كُسارته. وبنو كِسْر: بطن من العرب من بني تغلب. وكِسْرى: اسم فارسي معرَّب، ويجمع كُسوراً وأكاسرَ؛ هكذا يقول أبو عبيدة، وقال أيضاً: وأكاسِرة. ويقال: فلان طيب المَكْسَِر، أي المَخْبَر، وأصله من كسرك العود فتجده لَدْناً طيّب الرائحة. ووصف رجلٌ من العرب رجلاً فقال: والله ما كان هَشّاً فيُكسرَ ولا لَدْناً فيُعصرَ. والكِرْس: البَعَر والبول إذا تلبّد بعضُه على بعض، والجمع أكراس. وكل شيء تراكب فقد تكارس؛ وبه سميت الكُرّاسة لتطابق ورقها بعضه على بعض، وتُجمع أكارس وكراريس. قال العجّاج:

يا صاحِ هل تعرف رسماً مُكْرَسا

قال نعم أعرفه وأبْلَسا

أي قد تكارسَ عليه التراب فغطاه. والأكارس: الجماعات من الناس، لا واحد لها من لفظها؛ هكذا يقول الأصمعي. ويقال للكِلس الصّاروجِ المعروفِ: كِرْسٌ، وليس بالجيّد.

ر-س-ل

الرَّسْل: السهل السريع؛ ناقة رَسْلَة: سريعة رَجْع اليدين. والرِّسل: اللبن. واختلفوا في الحديث: "إلا من أعطى من رَسْلِها ونجدتها"، فقال قوم: من رِسلها، والأعلى فتح الراء، أي في الشدّة والرخاء. وإذا تكلّم الرجل قلت: على رِسْلك، أي أرْوِدْ قليلاً. والراسلان: عِرْقان في الكتفين، أو هما الكتفان بعينهما. وجاءت الإبلُ أرسالاً، أي يتبع بعضُها بعضاً، وكذلك الخيل أيضاً. والرّسول: معروف، والجمع رُسُل وأرسُل. والرِّسالة: ما حمله الرسول، والجمع رسائل. ورَسيل الرجل: الذي يقف معه في نضال أو نحوه. وإبل مَراسيل: سِراع، وأحسب واحدها مِرسالاً. وامرأة مُراسِل، قالوا: هي التي قد تزوجت زوجين أو ثلاثة؛ وقال آخرون: بل هي المسنّة التي فيها بقية شباب. والمُرْسَلة: قلادة طويلة تقع على الصدر. والرَّسَل: البقية والقليل من الشيء.

ر-س-م

رَسْم كل شيء: أثَره، والجمع رُسوم. وترسّمتُ الموضع، إذا طلبت رسومَه حتى تقف عليها. وترسّمتُ الأرضَ، إذا توخّيت موضعاً لتحفر فيه. قال الراجز:

الله أسقاكَ بآلِ جَبّارْ

ترسُّمُ الشيخ ووَقْعُ المِنْقارْ

وقال ذو الرمّة:

أأن ترسّمتَ من خَرْقاءَ مَنزِلَةً

 

ماءُ الصّبابة من عينيك مسجومُ

والرّسيم: ضرب من سير الإبل؛ رَسَمَ البعيرُ يرسِم ويرسُم رسيماً، والكسر أكثر. قال حُميد بن ثور:

أجَدّت برجليها النّجاءَ وكلّفـتْ

 

بَعيرَيْ غلاميَّ الرّسيمَ فأرْسَما

قال أبو بكر: قلت لأبي حاتم: أتقول: أرْسَمَ البعيرُ? فقال: لا أقول إلا رَسَمَ فهو راسم من إبل رواسم. فقلت: فكيف وقد قال: الرّسيم فأرسَما? قال: أراد كلّفت بَعيري غُلاميَّ الرَّسيم فأرسمَ الغلامان بعيرَهما. والرَّوْسَم فارسي معرب، وقيل رَوْشَم، وهو الرَّشْم الذي يُختم به. قال الأعشى:

وباكَرَها الرّيحُ في دَنّهـا

 

وصلّى على دنّها وارْتَشَمْ

ويُروى بالسين والشين. والرَّمْس: مصدر رمستُه أرمُسه رَمْساً، إذا دفنته، وبه سُمّيت الرياح روامس لأنها ترمُس الآثار، أي تدفنها. ثم كثر ذلك في كلامهم فسُمّي القبر: رَمْساً، والجمع أرماسُ ورُموس. قال الشاعر:

ألم تَرَ الـمـرءَ حِـلْـفُ مـنـيّةٍ

 

رَهينٌ لعافي الطير أو سوف يُرْمَسُ

والمَرْمَس: القبر بعينه، والجمع مَرامِس، والرجل رَميس ومرموس. قال الشاعر:

رجَعَ الرّكْبُ سالمين جميعاً

 

وخليلي في مَرْمَسٍ مدفونُ

والرّياح الرّوامس والرّامسات: دوافن الآثار؛ رَمَسَتِ الرّيح الآثار، إذا دفنتها. والسُّمرة: لون من البياض والأُدمة؛ رجل أسمرُ من قوم سُمْر وامرأة سَمْراءُ وقناة سَمراءُ، في ذلك اللون. وفي الحديث: "توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما شبع من البُرّة السّمراء. والسُّمَار: موضع. قال الشاعر:

لئن ورَدَ السُّمَار لَنَقْتُلَنْه

 

ولا والله أرِدُ السُّمَارا

والسَّمَار: اللبن المَذيق؛ ليس له فعل يتصرّف. والسَّمَر: الحديث بالليل خاصة. وفي الحديث: "جَدَبَ لنا عُمَرُ السَّمَرَ"، أي عابه. وفلان سَميري للذي يسامرك بالليل خاصة، والجمع سُمّار. والسامر: القوم يتحدثون بالليل، أُخرج مُخرج باقر وجامل، والجمع سُمّار وسامر. وقال قوم: السَّمَر: الليل؛ وفي كلامهم: لا أكلّمه السَّمَرَ والقمرَ، أي ما أظلم الليلُ وطلع القمرُ. وابنا سَميرٍ: الليل والنهار؛ ومن أمثالهم: "لا أكلّمه ما سَمَرَ ابنا سَمير"، أي ما اختلف الليل والنهار. والسَّمُر: ضرب من العِضاه له شوك طِوال، الواحدة سَمُرَة. وسُمَيْراء: موضع معروف، يُمدّ ويُقصر. قال الراجز:

يا رُبَّ خالٍ لك بالحَزيزِ

بين سُمَيْراءَ وبين تُوزِ

وسَمَرْتُ الحديدةَ وغيرها أسمُرها وأسمِرها سمراً. وجارية مسمورة: معصوبة الجسد ليست برخوة اللحم. وقد سمّت العرب سُمَيْراً، فجائز أن يكون تصغير سَمَر أو تصغير أسمر، كما قالوا: سُويد، تصغير أسود، وهذا يسمّيه النحويون: تصغير الترخيم. والسُّرْم للإنسان: معروف، وهو المَبْعَر من الظِّلف وكذلك من الخُفّ، والمَراث من الحافر، والمَجْعَر من السِّباع، والدُّبُر من الإنسان. والسِّرْمان: دُوَيْبَة لا تضمّ جناحَها شبيهة بالجَحْل تألف المزابل تشبه الجراد. ويقال: جاءت الإبل الى الحوض متسرِّمة، إذا جاءت متقطّعة. وغُرّة متسرِّمة، إذا كانت تغلظ من موضع وتدقّ من آخر؛ وقال أبو عبيدة: هي المتصرِّمة، ولم يعرف المتسرِّمة. والمَرْس: مصدر مَرَسْتُ الشيءَ أمرُسه مَرْساً، إذا دَلَكْتَه. ورجل مَرِسٌ وممارِس: صبور على مِراس الأمور. ورجل ممارس للأمور: مزاول لها. والمَريس مثل المَريد؛ يقال للتمر إذا مرسته في ماء أو لبن: مَريس ومَريد؛ يقال: مَرَدْتُه أمرُده مَرْداً، ومَرَسْتُه أمرُسه مَرْساً، فإذا فُعل به ذلك شُرب. وتمارس القومُ في الحرب، إذا تضاربوا. والمَرَس: الحبل، والجمع أمراس. قال أبو زُبيد الطائي:

إمّا تَقارَشْ بك الرِّماحُ فلا

 

أبكيكَ إلاّ للدَّلْوِ والمَرَسِ

يصف عبداً له قُتل، يقول: لا أبكيك لشيء إلا للدلو والمَرَس، أي للاستقاء؛ تقارشتِ الرِّماح في الحرب، إذا دخل بعضها في بعض. وأمرسَ الحبلُ عن البَكْرَة، إذا زال عن المَحالة فرددته إليها. وقال قوم: بل يقال: مَرَسَ الحبلُ إذا زال عنها، وأمرستُه إذا رددته إليها. قال الراجز:

بئسَ مَقامُ الشيخ أمْرِسْ أمْرِسْ

إمّا على قَعْوٍ وإما اقعَنْسِـسْ

وبنو مُريس: بُطين من العرب. وبنو مُمارِس: بطن منهم أيضاً. والمَسْر: فعل ممات؛ مَسَرْتُ الشيءض أمسُره مَسْراً، إذا استللته فأخرجته، أي أخرجته من ضِيق الى سعة. والمَرْمَريس: الداهية، وتراها في باب فَعْلِليل.

ر-س-ن

الرّسَن: الحبل، والجمع أرسان. وفي مثل من أمثالهم: "اللّديغ يخاف الرَّسَنَ". وسُمّي أنف الناقة مَرْسِناً لأن الرّسَن يقع عليه؛ ثم كثر ذلك في كلامهم حتى قيل: مَرْسِن الإنسان، والجمع مَراسن، وفلان كريم المَرْسِن. قال العجّاج:

وفاحماً ومَرْسِناً مسرَّجا

وبطنَ أيْمٍ وقَواماً عُسْلُجا

قال أبو بكر: أراد أنفاً واضحاً برّاقاً كالسّراج؛ وقال قوم: أراد كالسيف السُّرَيْجيّ في بياضه ورقّته. وبنو رَسْن: حيّ من العرب. والسَّنْر: فعل مُمات، وهو شراسة الخُلق؛ ومنه اشتقاق السِّنَّور، زعموا، وفي بعض اللغات سُنّار وسِنّار. والسِّنَّور أيضاً: فَقارة العُنُق من البعير. قال الراجز:

كأن جِذْعاً خارجاً من صَوْرِهِ

بين مَقَذَّيْه الى سِنَّوْرِهِ

المَقَذّانِ: جانبا القفا، وهما الذِّفْرَيان؛ وقالوا: السِّنَّور: الذِّفْرَى بعينها. والسَّنَوَّر: ما لُبس من جُنَن الحديد خاصة، وأنشد:

كأنهم لما بَدَوا من عَرْعَرِ

مستلئمين لابسي السَّنَوَّرِ

نَشْزُ غَمامٍ صَيِّبٍ كَنَهْوَرِ

والنّرْس لا أعرف له أصلاً في اللغة، إلا أن العرب قد سمّت نارِسة، ولم أسمع فيه شيئاً من علمائنا، ولا أحسبه عربياً محضاً. والنّسْر: الطائر المعروف. وأصل النَّسر انتزاع الطائر اللحمَ بمِنْسَره؛ نَسَرَ اللحمَ ينسِره وينسُره نَسْراً. والنَّسْران: نجمان في السماء. والمَنْسِر: ما بين الأربعين الى الخمسين من الخيل، والجمع المَناسر. وقد سمّت العرب نُسيراً وناسراً. ونَسْر: صنم كان في الجاهلية، وقد ذُكر في التنزيل. والنِّسار: موضع. قال الشاعر:

وأمّا بنو عامرٍ بالنِّسارِ

 

غَداةَ لَقَوْنا فكانوا نَعاما

ر-س-و

الرَّسْو: مصدر رَسَوْتُ بين القوم أرسو رَسْواً، إذا أصلحت بينهم. والرَّوْس: مصدر راس يروس رَوْساً، إذا مشى متبختراً؛ وراس يَرِيس رَيْساً أيضاً. وبنو رائس: بطن من العرب. ورجل رُؤاسيّ: عظيم الرأس. وبنو رُواس: بطن من العرب. وراسَ السيلُ الغُثاءَ يَروسه رَوْساً، إذا جمعه واحتمله. والسَّرْو: ارتفاع وهبوط في الأرض بين سهل وسفح، ومنه سَرْوُ حِمْيَرَ. قال ابن مقبل:

من سَرْوِ حِمْيَرَ أبوالُ البغال به

 

أنّى تسدّيتِ وهْناً ذلك البِـينـا

تسدّيتِ: علوتِ؛ والبِين: الغِلَظ من الأرض. والسِّرْوَة: النّصل الدقيق من نِصال السهم، وجمعها سُرًى. والسّورة: المنزِلة، والجمع سُوَر، مثل صورة وصُوَر. قال أبو بكر في قول الله عز وجلّ: "ونُفِخَ في الصُّورِ"، كأنه جمع صورة، أي رُدّت فيها الأرواح؛ وقال قوم: بل الصُّور القَرْن، والله أعلم. قال النابغة:

ألم تَرَ أنّ الله أعطاكَ سُورةً

 

ترى كلَّ مَلْكٍ دونها يتذبذبُ

وزعم قوم من أهل اللغة أن السُّوَر كرام الإبل، واحتجّوا فيه ببيت رجز لم أسمعه من أصحابنا. والسُّورة من القرآن كأنها درجة أو مَنزلة يُفْضَى منها الى غيرها في لغة من لم يهمز. والسُّور: سُور المدينة وغيرها. قال جرير:

لمّا أتى خَبَرُ الزُّبير تواضعتْ

 

سُورُ المدينة والجبالُ الخُشَّعُ

فأنّث السُّور من المدينة، كما قال الآخر:

وتَشْرَقُ بالقول الذي قد أذَعْتَـه

 

كما شَرِقَت صدرُ القناة من الدَّمِ

فأنّث الصدر لأن صدر القناة من القناة، فإذ أضفت مذكّراً الى مؤنّث ليس منه لم يَجُز ذلك، لا تقول: ضربتني غلام هند، لأن الغلام ليس من هند، وقد جاء مثل هذا كثير في أشعار العرب. وسَوْرَة الخمر: حِدَّتها. وساوره السَّبُعُ يساوره مُساورةً وسِواراً، إذا واثبه. وقد سمّت العرب سَوْرَة وسَوّاراً وسَوْراً ومُساوِراً ومِسْوَراً. والسِّوار: معروف، والجمع أسْوِرَة. وأساوِرة العجم: الفرسان، واحدهم إسوار، وقد تكلّمت به العرب. قال الراجز:

ووتَّر الأساوِرُ القِياسا

صُغْدِيّةً تنتزعُ الأنفاسا

وقال الآخر:

أقْدِمْ أخا نِهْمٍ على الأساوِرَهْ

ولا تِهالَنّكَ رِجْـلٌ نـادرهْ

وبنو نِهم: من همدان. والسُّوْر: كرام الإبل، الواحدة سُورة. والسُّؤْر، مهموز، والجمع أسْآر: ما أبقيتَ في الإناء. وزعم قوم أن السّورة من القرآن من هذا إذا هُمزت، كأنها أُسئرت، أي بُقّيت من شيء. وفي وصيّة بعض العرب لبنيه: إذا شربتُم فأسئروا، أي أبْقُوا في الإناء فإنه أجمل. والوَرْس: صِبْغٌ أصفر معروف؛ ثوب وَرِسٌ ووارِس. وأورسَ الرِّمْثُ، إذا اصفرّ ثمرُه فهو وارس، وهذا الحرف أحد الحروف التي جاءت على أفْعَلَ فهو فاعل، ولا يقال مُورِس. ووَرِسَت الصخرةُ في الماء، إذا ركبها الطُّحْلُب حتى تخضارَّ وتملاسَّ. قال الشاعر:

ويخطو على صُمٍّ صِلابٍ كأنها

 

حجارةُ غَيْلٍ وارساتٌ بطُحْلُبِ

ر-س-ه

الرَّهْس: الوطء الشديد، مثل الوهس سواء؛ رَهَسَه يرهَسه رَهْساً؛ أخبر به أبو مالك عن العرب. والسَّهَر: ضدّ النوم؛ سَهِرَ يسهَر سَهَراً. والأسْهران: عِرْقان في العينين. وقال قوم: بل الأسْهَران عِرْقان يكتنفان غُرْمول الفرس أو الحمار. قال الشاعر:

تُوائلُ من مِصَكٍّ أنْصَبَتْه

 

حَوالبُ أسْهَرَيْه بالذَّنينِ

الذّنين: السَّيَلان؛ يقال: ذَنَّ أنفُه يذِنّ ذَنّاً وذَنيناً، إذا سال. والسّاهرة: الأرض البيضاء؛ هكذا فسّر أبو عُبيدة في التنزيل، والله أعلم. وهي عند أهل اللغة قريب من ذلك، وقالوا: بل أرض يجدّدها الله يوم القيامة. قال الراجز:

أقْدِمْ أخا نِهْمٍ على الأساوِرَهْ

ولا تِهالنّك رِجْلٌ نادرهْ

فإنّما قَصْرُك تُرْبُ السّاهرهْ

حتى تعودَ بعدها في الحافرهْ

من بعدِ ما صِرْنَ عظاماً ناخرهْ

والسّهْر: القمر بالسُّريانية، وهو السّاهور؛ وزعم قوم: بل دارة القمر. وقد ذكره أميّة بن أبي الصّلْت، ولم يُسمع إلاّ في شعره، وكان مستعمِلاً للسُّريانية كثيراً لأنه كان قرأ الكُتب، فقال:

لا عيبَ فيه غير أن جبينَه

 

قمرٌ وساهورٌ يُسَلُّ ويُغْمَدُ

وذكره عبد الرحمن بن حسّان بن ثابت. وذكر أبو عبيدة أن الساهرة الفلاة ووجه الأرض، وأنشد لأميّة بن أبي الصّلت:

مَلِكٌ بسـاهـرةٍ إذا

 

تُلْقَى نَمارقُه وَكوبُه

وقال الآخر:

خيارُكم خيارُ أهل السّاهرهْ

أطعنُهم لِلَبّةٍ وخاصِرهْ

وقال أبو كبير الهُذلي:

يركبنَ ساهرةً كأنّ غَميمها

 

وجَميمَها أسدافُ ليلٍ مُظْلِمِ

والهَرْس: الأكل الشديد؛ ولذلك قيل: إبلٌ مَهاريسُ، شديدات الأكل. قال الحطيئة:

مَهاريسُ يُروي رِسْلُها ضَيْفَ أهلها

 

إذا النارُ أبْدَتْ أوجهَ الخَـفِـراتِ

يقول: إذا أجدبَ الزمانُ. وأصل الهَرْس الدّقّ الشديد، وبه سُمّي الهاوون مِهراساً. والهَريس من ذا أيضاً لأن يُدقّ دقّاً شديداً. والهَرَاس، مخفَّف: نبت له شوك، الواحدة منه الهَرَاسة. قال الشاعر:

يطابِقْنَ في كلّ أرضٍ يَطَأْنَ

 

طِباقَ الكلابِ يطَأْنَ الهَراسا

والسُّرّة من كل شيء: خالصه، من ذلك سُرّة الوادي وسِرّ الوادي وسَرارة الوادي، وهو أكرمه وأطيبه تراباً.

ر-س-ي

راسَ يريس رَيْساً ورَيَساناً، إذا مشى متبختراً. قال أبو زُبيد:

قُصاقِصةٌ أبو شِبلين وَرْدٌ

 

أتاهم بين أرْحُلهم يَريسُ

وبه سُمّي الرجل رائساً. والسَّير: مصدر سار يسير سيراً. والسّيْر: القطعة المستطيلة من الأدم، والجمع سُيور وأسيار. قال الشاعر:

لا تأمَنَنَّ فَزاريّاً خلوتَ بـه

 

على قَلوصِك واكْتُبْها بأسيارِ

وسارَ فلان يسير سِيرةً حسنةً. قال خالد بن زهير الهُذلي ابن أخي أبي ذؤيب:

فلا تَجْزَعَنْ من سيرةٍ أنتَ سِرْتَها

 

فأوّل راضٍ سيرةً من يسيرُهـا

وسيّر فلانٌ سيرةً، إذا جاء بحديث الأوائل، والجميع سِيَر. والسّريّ: النهر؛ هكذا فُسّر في التنزيل، والله أعلم. ورجل سَرِيّ: بَيِّن السّرْوِ. وقد سمّت العرب سَرِيّاً وسُرَيّاً. والسّرِيّة: القوم الذين يسيرون الى أعدائهم، وكان أصله من سُرَى الليل، فكثر ذلك حتى جُعلت السّريّة الخارجة للحرب ليلاً أو نهاراً، وهي فَعلية من سَرَى يسري. واليُسْر ضد العُسْر، وأيسرَ الرجلُ إيساراً. واليد اليَسار ضدّ اليمين، بفتح الياء وكسرها، وزعموا أن الكسر أفصح. ويقولون: خذ على يَسارك، بفتح الياء. وقال بعض أهل اللغة: اليِسار، بكسر الياء، شبّهوه بالشِّمال، إذا ليس في كلامهم كلمة أولها ياء مكسورة إلاّ يِسار. ويُسْر: دَحْل لبني يَربوع بالدّهناء معروف. قال طرفة:

هاجَـه ذِكْـرُ خـيالٍ عـادَهُ

 

طافَ والرّكبُ بصحراءِ يُسُرْ

فأما قول العامة: عُودُ اليُسْر فخطأ، إنما هو عود الأُسْر، والأُسْر: احتباس البول. ورجل أعْسَرُ يَسَرٌ، فأما قولهم: أعْسَرُ أيْسَرُ فخطأ. وأيسار الجزور، الواحد يَسَرٌ، وهم الذين يتقامرون على الجَزور. قال الشاعر:

لو يَيْسِرون بخَيلٍ قد يَسَرْتُ بها

 

وكلُّ ما يَيْسِرُ الأقوامُ مغرومُ

أي كل ما يُتياسَر فيه فلا بدّ من أن يُغْرَم ثمنهُ، ومنه المَيْسِر الذي نُهي عنه. والمَيْسَرَة ضد المَعْسَرَة، وكذلك هو في التنزيل: "فنظرَةٌ الى مَيْسَرَةٍ". ويقولون: خُذْ ميسورَه ودَعْ معسورَه، أي خذ ما يسرَ ودع ما عسرَ. وقد سمّت العرب يُسْراً وياسِراً ويَساراً وأيْسَر. واليَسَر: القوم المياسِرون. وبايعتُ الرجل فياسرته، إذا ساهلته. والشيء اليسير: القليل. وياسِر مُنْعِم: ملك من ملوك حِمير.

باب الراء والشين

مع ما بعدهما من الحروف

ر-ش-ص

الشِّرْص، والجمع شِرَصَة وشِراص، بكسر الشين، وهي النَّزَعَة عند الصُّدغ. قال الأغلب:

يا رُبَّ شيخٍ أشْمَطِ العَناصي

ذي لِمّةٍ مبيضّة القُصاصِ

صَلْتِ الجبينِ ظاهرِ الشِّراصِ

والشّصْر: مصدر شصرتُ الناقةَ أشصُرها وأشصِرها شَصْراً، وهو أن تزنَّد في أخِلّةٍ بهُلب ذَنَبها تُغرز في أشاعرها إذا دَحَقَت، أي خرجت رَحِمُها عند الولادة. والتزنيد: الشدّ الضيِّق؛ وكل شيء فعلت به ذلك فقد زندته. والأشْعَران: جانب الفرج منها ينبت عليهما الشعر. والشَّصَر، بفتح الصاد والشين: الظبي الشّادن.

ر-ش-ض

أُهملت.

ر-ش-ط

الشَّطْر: النصف من كل شيء. وشاة شَطور، إذا يَبِسَ أحدُ ضَرعيها. وقولهم: حَلَبَ فلانٌ الدهرَ أشْطُرَه، إذا جرّب الأمور، وأصله من الحلب، أي هو يحلُب شطراً ثم يحلُب الشطر الآخر، وكأن أشطراً جمع شَطْر في أدنى العدد. ونظرت شَطْر بني فلان، أي ناحيتهم التي يُقصد إليهم منها. وفي التنزيل: "شَطْرَ المَسْجِدِ الحرام"، أي نحوه واللّه أعلم. قال الشاعر:

أقِمْ قَصْدَ وجهِك شَطْرَ العراقِ

 

وخالَ الخليفةِ فاستَـمْـطِـرِ

كنّى بالخال عن السّحاب الذي يُخال فيه المطر. والمحلّ الشَّطير: البعيد، وبه سُمّي الشاطر لتباعده عن الخير. ومنه:

مَليكيّةٌ جاورتْ بالـحـجـا

 

ز قوماً عُداةً وأرضاً شطيرا

والشَّرَط: رديء المال من الإبل والغنم، والجمع أشراط. والشَّرْط: معروف، والجمع شُروط وأشراط. وأشرطَ فلان نفسَه لهذا الأمر، أي جعل نفسه عَلَماً له. وبه سُمِّي الشُّرَط لأنهم جعلوا لأنفسهم أعلاماً للناس يُعرفون بها. قال أوس بن حَجَر:

فأشْرَطَ فيها نفسَه وهو مُعْصم

 

وألقى بأسبابٍ له وتـوكّـلا

يصف رجلاً دلّى نفسَه من الجبل على نَبعة ليأخذها، أي هو متعلّق بشيء، يقال: أعصمتُ بهذا الحبل واعتصمت به، إذا تعلّقت به. وأشراط القيامة: علاماتها. والشَّرَطان: نجمان من منازل القمر ولهما نوء ليس بغزير. ويقال: مُطرْنا بنوء الشَّرَطَيْن وبالأشراط أيضاً. قال العجّاج:

نَوْء السِّماكِ انقضَّ أو دَلْوِيُّ

 

من باكرِ الأشراطِ أشراطِيُّ

وربما قيل: مُطِرْنا بنَوْء الشَرَط، وهو بطن الحَمَل فيما يزعم النجّامون. والشَّرْط أصله الشَّقّ، وبه سُمِّي شَرْطُ الحجّام. والشَّريط من الخُوص من هذا اشتقاقه لأنه يُشَقّ خُوصه ثم يُفتل، وهو فَعيل في موضع مفعول. والشَّريطة مثل الشَّرْط سواء. وبنو شَريط: بطن من العرب.
والطّرَش ليس بعربي محض، بل هو من كلام المولَّدين، وهو بمنزلة الصَّمَم عندهم. قال أبو حاتم: لم يرضَوا باللُّكنة حتى صَرَّفوا له فعلاً فقالوا: طَرِشَ يطرَش طَرَشاً.

ر-ش-ظ

أهملت

ر-ض-ع

الرَّعَش: الرِّعدة، رَعِشَ يرعَش رَعشاً ورَعشاً ورَعشاناً فهو راعش. وشَمِر يَرْعش: ملك من ملوك حمير كان به ارتعاش فسمّي يَرْعَش.
والشَّعَر: معروف، بتحريك العين وتسكينها، وتقول العرب: ما شعرتُ به شِعْراً وشِعْرَة وشعورةً. والشاعر سمّي شاعراً لأنه يشعر للكلام. وقولهم: ليت شِعري، أي ليتني أشعر بكذا وكذا. والشَّعير: حَبّ معروف. وشَعائر اللهّ: المناسك، وهي أنصاب الحَرَم، واحدتها شَعيرة هكذا يقول أبو عُبيدة، والمَشاعر التي هي مَناسك الحج واحدها مَشْعَر، وهي الأنصاب أيضاً.
وأشعرتُ البَدَنَة، إذا طعنت في سَنامها بمِشْقَص أو سِكَّين لتدمى فيُعلم أنها بَدَنَة.
وشَعيرة الّسيف من فضة أو حديد، وهي رأس الكَلْب، والكَلْب: المِسمار في قائم السيف. والشِّعار: كل شيء لبسته تحت ثوب فهو شعار له. وشِعار القوم: ما تداعوا به عند الحرب من ذِكر أب أو أم أو غير ذلك. وأشعرَ فلانٌ فلاناً شرًّا، إذا غشِيَه به. وأشعرَه الحبُّ مرضاً، إذا أبطنه إياه. والشَّعْراء: ضرب من الذُّباب أزرق. والشَعْراء أيضاً: هذا الخوخ المعروف. والشُعَيْراء: ابنة ضَبَّةَ بن أُدّ ولدت لبكر بن مُرّ أخي تميم ابن مُرّ ولده، فهم بنو الشُّعيراء. وقال قوم: بل الشُّعَيْراء لقب بكر بن مُرّ نفسه. والشِّعْرَيان: نجمان، وهما الشِّعْرَى العَبور والشِّعْرَى الغُمَيْصاء. قال أبو بكر: إنما سُمّيت الغُمَيْصاء لأنها أقلّ نوراً من العَبور، وسُمّيت العَبور لأنها تعبُر المَجَرَّة، هكذا يقول قوم. وأشاعر الفرس: ما حول حافره من الشَّعَر. وأشاعر الناقة: جوانب حَيائها. ويقال: داهية شَعْراء وداهية وَبْراء. ومن كلامهم للرجل إذا تكلم بما يُنكر عليه: جئت بها شَعْراءَ ذاتَ وَبَر. والشَعْرَة: العانة. وخُفٌّ مُشْعَر: مبطَّن بِشَعَر. وشَعْر: جبل معروف، غير مصروف. والأشْعَر والأقْرَع: جبلان بالحجاز معروفان. ورجل أشْعَرُ وامرأة شَعْراءُ: كثير الشَّعَر. والشُّعرور: نبت. وتفرَّق القومُ شَعاريرَ شذَر مذَرَ، وشعاريرَ قِنْدَحْرَة. وجاء أميّة بن أبي الصَّلت في شعره بالشَّيْتَعور، وزعم قوم أنه الشعير، ولا أدري ما صحّته.
وروضة شَعْراء: كثيرة الشجر. ورملة شَعْراء: تُنبت النَّصِيَ وما أشبهه. والشِّرْع: الوَتَر، والجمع شِراع وشِرَع. قال الهذلي:

وعاوَدني ديني فبـت كـأنّـمـا

 

خلالَ ضُلوع الصّدرِ شِرْعٌ ممدَّدُ

وشَريعة النّهر ومَشْرَعَته: حيث ينحدر إلى الماء منه، ومنه سُمّيت شريعة الدِّين إن شاء الله تعالى لأنها المَدْخَل إليه، وهي الشِّرْعَة أيضاً. وأشرعَ القومُ الرِّماحَ للطعن، إذا هم صوّبوها. ودُور شوارعُ: على نهج واضح. والشِّراع، شِراع السفينة: معروف. وما لهم بينهم شَرَعٌ واحد وشَرعٌ واحد، والفتح أعلى، أي هم سواء، وله في المال سهمٌ شَرَع. وسقى إبلَه التشريعَ، إذا أوردها شِراعَ الماءَ فشربت ولم يستقِ لها. ومثل من أمثالهم: "أهوَنُ السَّقي التشريعُ ". والعَشْر: عَقْد معروف. والعَشْر: عَشْر ذي الحجَّة. والعُشْر: جزء من عشرة أجزاء. وأما قولهم: عِشرون فمأخوذ من أظماء الإبل، أرادوا عِشْراً وعِشْراً وبعضَ عشْرٍ ثالث، فلما جاء البعضُ جعلوها ثلاثة أعشار فجمعوا عِشرين على فِعْلين فقالوا: عِشرين وذلك أن الإبل ترعى ستّة أيام وتقرب يومين وتَرِد في اليوم التاسع وكذلك العِشر الثاني، فصار العِشران ثمانية عشرَ يوماً وبقي يومان من العِشْر الثالث فأقاموه مقام عِشْر. والعِشْر: آخر الأظماء. قال ذو الرمّة:

حنينَ اللِّقاح الخُـورِ حـرَّق نـارَه

 

بجَرْعاءِ حُزْوَى فوق أكبادها العِشْرُ

وعاشوراء: يوم سُمّي في الإسلام ولم يُعرف في الجاهلية. قال أبو بكر: وليس في كلام العرب فاعولاء ممدوداً إلاّ عاشوراء، هكذا قال البصريون، وزعم ابن الأعرابي أنه سمع خابوراء، أخبرني بذلك حامد بن طرفة عنه، ولم يجىء بهذا الحرف أصحابُنا، ولا أدري ما صحّته. وناقة عُشَراء، إذا بلغت في حملها عشرة أشهر وقرُب وِلادها، والجمع عِشار. قال الشاعر:

بلاد رَحْبَةٌ وبها عِـشـارُ

 

يَدُلُّ بها أخا الركْبِ العِشارُ

وكذا فسّروا في التنزيل:"وإذا العِشارُ عُطِّلَتْ"،قالوا: هي الإبل الحوامل، كذا قال أبو عُبيدة والله أعلم. وعشَّر الحمارُ تعشيراً، إذا نَهَقَ عَشْراً في طَلَق واحد. وعشيرة الرجل: بنو أبيه الأدنَون الذي يعاشرونه، وهكذا ذكر أصحاب المغازي أن النبي صلى اللهّ عليه وآله وسلم لما أنزل عليه: "وأنذِرْ عشيرتَك الأقربِينَ" قام فنادى: يا بني عبد مَناف. وعشير الرجل: امرأته التي تعاشره في بيته، وهو عشيرها أيضاً. ولك عُشر هذا المال وعَشيره ومِعْشاره. والعُشَر: نبت معروف. وأعشار الجَزور: أنصباؤها إذا قُسمت بين الناس. وعشّر الجزارُ خِيرة اللحم، إذا أخذ منه أطايبَه. وذو العُشَيْرة: موضع معروف غزاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وبنو العُشَراء: قوم من العرب في غَطَفان لهم حديث لا أستجيز ذِكره. وقِدْر أعشار: عظيمة، وقد فسّروا بيت امرىء القيس:

وما ذَرَفَت عيناكِ إلاّ لتضربِي

 

بسهميكِ في أعشار قلبٍ مقتَّل

قال البصريون: أراد أن قلبه كُسِرَ ثم شُعِبَ كما تُشعب القِدر. وقال آخرون: بل أراد أن قلبه قُسم أعشاراً كأعشار الجَزور فضربت بسهميها فخرج الثالث وهو الرقيب فأخذت ثلاثة أنصباء ثم ثنّت فخرج السابع وهو المعلَّى فأخذت سبعة أنصباء فاحتازت قلبَه أجمعَ، وهو أحسن التفسيرين. وفلان حَسَنُ العشرة والمعاشَرة.
والعَرْش: السرير. والعَريش: ظُلَّة من شجر أو نحوه، والجمع عُرُش. والعُرْشان من الفرس: آخر شَعَر العُرْف. ويقال: ثلّت عروشُ بني فلان، إذا تشتَّتت أمورهم. ويقال: ضربه فثَل عُرْشَيْه، إذا قتله. قال ذو الرمّة:

وعَبْد يَغُوثَ تَحْجلُ الطيرُ حوله

 

وقد ثَلَّ عُرْشَيْه الحُسامُ المذكّر

ويُروى عَرْشَيْه "أيضاً. وبئر معروشة، إذا طُرح عليها خشب يقف عليه الساقي. فيُشرف عليها، وربما سُمّيت معروشةً أيضاً إذا ظُلِّلت. قال الشاعر:

ولما رأيتُ الأمز عَرْش هَوِيَّةٍ

 

تسلّيت حاجاتِ الفؤادِ بزَيْمَرا

زيْمَر: اسم ناقته. وعرّشتُ الكرمَ تعريشاً وعَرَشْتُه عَرْشاً، إذا جعلت تحته خشباً ليمتدّ عليها، وكرم معروش ومعرَّش. وعرْشان: اسم رجل.

ر-ش-غ

شَغَرَ الكلب برجله، إذا رفعها ليبول فهو شاغر، ثم كثر ذلك في كلامهم حتى قالوا: شَغَرَت أرضُ بني فلان، إذا لم يكن فيها أحد يحميها ولا يمنع عنها. وشَغرَ الرجل المرأةَ للجِماع وأشغرَها أيضاً، إذا رفع رجليها. وفي الحديث: "لا شِغارَ في الإسلام "، وهو أن يتزّوج الرجلان كل واحد منهما بأخت صاحبه أو بنت صاحبه ليس بينهما مَهر، وكان مِن فِعل أهل الجاهلية. والشغْرور: نبت، زعموا. وتفرّق الفوم شَغَرَ بَغَرَ، وقالوا شِغَرَ بِغَرَ. والشاغرة: موضع.
والشّرْغ، بفتح الشين وكسرها: الضفدع الصغيرة، والجمع شروغ والغَرْش: لغة يمانية، زعموا أنه ثمر شجر، ولا أحقّه.

ر-ش-ف

رَشَفتُ الماءَ أرشِفه وأرشفه رَشْفاً، إذا استقصيت شربَه من الإناء حتى لا تدع فيه شيئاً، والماء مرشوف ومرتشَف، وكذلك رَشْف الرّيقِ، يقال: رَشَفَ الرجلُ رِيق المرأة رَشْفاً.
والشَّفْر من قولهم: ما بالدار شَفْر، أي ما بها أحد، ولا يكادون يقولون ذلك إلاّ في النفي.
والشُّفْر: مَنْبِت شعر الجَفن، والجمع أشفار. وشَفير كل شيء: حَرفه، شَفير النهر وشَفير البئر، وشَفير الوادي وكذلك شُفْر الفَرْج: حروف أشاعره. وشَفار: موضع. وشَفْرَة السّيف: حدُّه والشَّفْرَة: السكين أيضاً، ويسمى إزميل الحَذّاء شَفْرَة. ومِشْفَر البعير ومَشْفَره أيضأ مثل الجَحْفَلَة من الفَرَس والشفة من الإنسان. ويربوع شُفاريٌّ، وهو الذي على أذنه شَعَر.

والشَّرَف والشُّرَيْف: موضعان بنجد. والشرَف: علوّ الحسب. وشَرَف الإنسان: أعلى جسمه. والرجل شريف، والذي دونه لا حَسَبَ له مشروف. والرجل الأشرف: الطويل الأذنين، وبه سُمّي الرجل أشرف. وناقة شُرافيّة: مرتفعة عالية. وناقة شارف: مسِنَّة. وشَراف: موضع معروف. وشرَّفتُ القصر وغيرَه، إذا جعلتَ له شُرَفاً. وأذُن شُرافية وشُفاريّة، إذا كانت عالية طويلة وعليها شَعَر.
والفَرش: مصدر فرشتُ الفِراش أفرُشه فَرْشاً. وافترشت الأرض، إذا اتّخذتها فراشاً، وافترشَ الرجلُ المرأةَ كذلك. والفَريش من الخيل: التي يُحمل عليها بعد نَتاجها بسبعة أيام، والجمع الفرائش، قال الأصمعي: وهو خير أوقاتها في النِّتاج. قال ذو الرُّمَّة:

باتت يقحِّمها ذو أزْمَلٍ وسَقَتْ

 

له الفرائشُ والسُّلبٌ القياديدُ

يصف آتناً، وسَقَتْ: جمعت الماء في رحمها، والسُّلْب: جمع سَلوب، وهي التي فقدت ولدها، والفَريش في الخيل والحمير سواء. والفَرْش من الإبل: صغارها التي لا يُحمل عليها، الواحد والجمع فيه سواء. وكذلك فُسِّر في التنزيل في قوله جلّ وعز: "حَمولةً وفَرشاً"، والله أعلم.
والفَراش: جمع فَراشة، وهي دوَيْبَّة تطير بالليل فتسقط في النار. وفي الحديث: " فيتتابعون تتابع الفَراش في النار". وفَراش الرأس: عظام رقاق متداخلة في مقدَّمه تحت الجبهة والجبينين. قال النابغة:

تطير فضاضاً بينهم كلُّ قوْنَسٍ

 

ويَتْبعُها منهم فَراشُ الحواجبِ

والفَرْش: الفضاء الواسع من الأرض. والمَفارش: النساء، ويقال: فلان كريم المفارش، إذا تزَوَّج كرائم النساء. والمَفارش أيضاً: كل ما افترشته. وفَراشة القفْل أحسبها عربية صحيحة، وقد سمَّوها المِنْشَب. وأكَمَة مفترشة الظهر، إذا كانت دَكّاء، وكذلك الناقة، وجمل مفترِش الظهر: لا سَنام له. وما بقي من الغدير إلاّ فَراشة، أي ماء قليل.

ر-ش-ق

الرَّشْق: مصدر رشقتُ بالنَّبْل رَشْقاً، بفتح الراء. والرِّشْق، بكسر الراء: السهام بعينها التي يُرشق بها. وغلام رَشيق: خفيف الجسم لَبِق، والمصدر الرَّشاقة. وأرشقتِ الظبيةُ، إذا مدَّت عنقها، وأرشقت المرأة، إذا تابعت نظرها، والمرأة والظبية مرشِقتان، والجمع مرشِقات ومَراشق. ورشقَه بالكلام، كأنه رماه به كالرمي بالنَّبل.
والرقْش: النَّقْش، حيّة رقشاء: فيها ألوان من سواد وحمرة وغيرهما، والإسم الرُّقشة والرَّقَش. ورقّش فلان الكلامَ، إذا تمَّ وكذب. قال رؤبة:

عاذِلَ قد أولعتِ بالترقيش

إلي سِراًّ فآطْرُقي ومِيشي

ورقّش كلامه أيضاً، إذا زوَّره. وتسمّى شِقشِقَة البعير رَقشاء لما فيها من اختلاف الألوان. قال الراجز:

وهو إذا جَرْجَرَ بعد الـهـبِّ

 

جرْجَر في رَقْشاءَ مثل الحُبِّ

ويروى: في شِقْشِقَة كالحُبِّ. وسمّيت المرأة رقاش، معدولة عن راقشة، وفي العرب بطون يُنسبون إلى رَقاش، وهنّ أمهاتهم، في بكر بن وائل بنو رَقاش، وفي كلب رَقاش، وأحسب أن في كِندة بطناً أيضاً يقال لهم بنو رَقاش. والذين بالبصرة من بكر بن وائل بنو رقاش.
والرقشاء: دوَيبَّة تكون في العشب شبيهة بالحُمْطُوط فيها حُمرة وصُفرة، قال أبو بكر: الحُمطوط: دودة منقوشة مليحة. والمُرقشان الشاعران كلاهما من بني قيس بن ثعلبة، وإنما سُمّي الأكبر منهما بقوله:

الدار قَفر والرُسوم كـمـا

 

رَقَشَ في ظهر الكتاب قَلَمْ

والشُقْرَة في الإنسان: حُمرة تعلو البياض، والشُّقْرَة في الخيل: حُمرة صافية يحمرّ معها السَّبيب والمَعْرَفة والناصية، الذكر أشقر والأنثى شَقراء. والشَّقِرة: نَوْر أحمر شبيه بالشقائق، أو هو هو. قال الشاعر:

وتَساقَى القومُ كأساً مُـرَّةً

 

وعلا الخيلَ دِماءٌ كالشَّقِرْ

وبنو شَقِرَة: بطن من بني عمرو بن تميم، وأبوهم الحارث ابن مازن بن عمرو بن تميم، وإنما سُمّي الحارث الشَّقِر بقوله:

وقد أحمِل الرمحَ الأصمَّ كعوبُه

 

به من دماء القوم كالشَّقِرات

فسُمّي شَقِرَة. وبنو شقِرَة أيضاً: بُطين أحسبهم من بني ضبّة. والأشاقر: بطن من العرب كانت أمّهم تسمّى الشُّقَيْراء، وأبوهم أسعد بن مالك بن عمرو بن مالك بن فَهْم، منهم كعب بن مَعْدان الأشقري الشاعر، ومن مواليهم شُعبة بن الحجّاج المحدِّث.
والشُّقَارَى: نبت، وقالوا الشُّقارى بالتشديد، وقالوا الشُّقّار. ويقال: خبّرته بشُقوري، أي بحالي وأمري. ويقال: جاء فلان بالشُّقَر والبُقَر، ويقال بالشُّقَارى والبُقَارى، إذا جاء بالكذب.
وقد سمّت العرب أشْقَر وشقْران وشقيراً. والمشقَّر: حصن بالبحرين قديم وله حديث.
والمَشاقر: منَابت أحرار البقل، النّصيّ وما أشبه ذلك، الواحد مَشْقَر.
والشرق ضد الغرب، والمَشْرِق ضد المَغْرِب، والمَشْرِقان: مَطْلِع الشتاء ومَطْلِع الصيف، والمَشارق: مَطالع الشمس كلَّ يوم حتى تعود إلى المَطْلِع الأول في الحول. وشَرَقَتِ الشمسُ، إذا طلعت، وأشرقت، إذا امتدّ ضوءها. ويقال: " لا أفعل ذلك ما ذَرَّ شارقٌ"، أي ما طلع قرن الشمس. والشّارق: صنم كان في الجاهلية، وبه سمّت العرب عبد الشّارق، هكذا يقول ابن الكلبي. وشَرِيق: اسم أيضاً. وشَرِقَ الرجل يشرَق شَرَقاً، إذا اغتصّ بالماء. قال عدِيّ بن زيد:

لو بغير الماء حلـقـي شَـرِق

 

كنتُ كالغَصّان بالماء اعتصاري

الاعتصار: النجاة. والمَشْرقَة، بضمّ الراء وفتحها: الموضع الذي يُستدرى فيه من الريح وتطلع فيه الشمس، وقال في الإملاء: حيث يقعد المتشرِّق في الشمس. قال الشاعر:

تريدين الطلاقَ وأنتِ عندي

 

بعيشٍ مثل مَشرُقَة الشتاءِ

ويُروى: مثل مشرُقة الشمال. ومِشريق: موضع، وقال سيبويه: مِشريق آلة من آلة الباب.
والمشرَّق: المصلَّى. قال أبو ذؤيب:

حتى كأني للحوادث مَـرْوَةٌ

 

بصفا المشرَّق كلَّ يوم تُقْرَع

وأيام التشريق التي بعد الأضحى إنما سمّيت بذلك لأنهم كانوا يشرِّقون اللحمَ فيها، أي يبسطونه ليَجفَّ. وشَرِق الثوبُ بالصِّبْغ، إذا احمرَّ فاشتدت حُمرته. ولطمه فشَرِقَ الدمُ في عينه، إذا احمرّت واشرورقت. وذكر الأصمعي أن رجلاً لطم رجلاً فاشرورقت عينُه واغرورقت فقدم إلى شُريح أو إلّى الشَّعْبي فقال:

لها أمرُها حتى إذا ما تبوّأت

 

بأخفافها مأوىً تبوَّأ مَضْجَعا

يقول إنه لا يحكم فيها حتى ينظر إلى ما يصير أمرُها. والأشراق: جمع شَرْق، والإشراق: المصدر. وناقة شَرْقاء، إذا شقَّت أذنها بنصفين طولاً، وكذلك شاة شَرْقاء.
والقَرْش: الجمع، تقرَّش القومُ، إذا تجمّعوا، وبه سمّيت قُريش لتجمّعها. قال أبو بكر: وقد كثر الكلام في هذا فقال قوم: قُريش دابّة من دوابّ البحر، وقال آخرون: سُميت قُريش بقريش بن يَخْلُد بن غالب بن فِهْر وكان صاحبَ عيرهم فكانوا يقولون: قَدِمَتْ عِيرُ قريش وخرجت عِيرُ قريش، وقال قوم: سُمِّيت قريشاً لأن قُصيُّا قرشها أي جمعها، فلذلك سُمِّي قُصَيّ مجمِّعاً: قال الفضل بن العبّاس بن عُتبة بن أبي لَهَب:

أبونا قُصَيٌّ كان يُدعى مجمِّعاً

 

به جَمَعَ الله القبائلَ من فِهْر

وقال أيضاً:

نحن كنّا سكّانَها من قُريشٍ

 

وبنا سُمِّيت قريش قُريشا

وقال آخرون: تقرَّش الرجلُ، إذا تنزّه عن مَدانس الأمور. ويقال: تقارشت الرماحُ في الحرب، إذا تداخل بعضُها في بعض. قال أبو زُبيد:

إمّا تَقَارَشْ بك الرِّماحُ فلا

 

أبكيكَ إلاّ للدَّلْو والمَرَس

وقد سمّت العرب قُريشاً ومقارِشاً.
والقَشْر: مصدر قَشَرْت الشيء أقشِره قَشْراً، إذا انتزعت عنه قشره. ورجل قاشور: مشؤوم، ومثل من أمثالهم: "أشْامُ من قاشِر"، وهو فحل من الإبل، وله حديث. ورجل أقشَرُ، إذا أفرطت حُمرته حتى ينقشر جلدُه، وامرأة قَشْراءُ كذلك. والأقَيْشِر: لقب شاعر معروف.
وبنو قُشَيْر: قبيلة من العرب معروفة. وسنة قاشورة: مُجْدِبة لا خير فيها. قال الراجز:

فآبْعَثْ عليهم سنةً قاشورهْ

تحتلقُ المالَ احتلاقَ النُّورَهْ

ر-ش-ك

الشُّكر من قولهم: الشُّكر لله، وشكرت لك النُّعْمَى، ولا يكادون يقولون: شكرتُك.

وبنو شاكر: قبيلة من هَمْدان. وبنو شَكْر: بطن من الأزد. وبنو يَشْكُر: بطن من بكر بن وائل. وشَوْكَر: اسم من أسمائهم، الواو زائدة، واشتقاقه من الشُّكر. والشَّكير: ما نبت من العشب تحت ما هو أعلى منه فلا يزال ضعيفاً. والشَّكير أيضاً: الشَّعَر الصغار في مَعْرَفة الفرس. والشَّكير أيضاً: شعر ينبت خلال الشيب ضعيفاً. قال الراجز:

الآنَ إذ لاح بك القَتيرُ

والرأسُ قد صار له شَكِيرُ

ونامَ لا يَحْذَرُك الغَيورُ

واشتكرَ ضَرْعُ الناقة، إذا امتلأ لبناً، ويقال: أشكرَ أيضاً. وربما استُعير ذلك للسحاب فيقال: اشتكرتِ السحابةُ، إذا كثر ماؤها. والشَّكْر: بُضْع المرأة. قال الشاعر:

وبيضاءِ المَعاصم إلْفِ لَهْوٍ

 

خلوتُ بشَكْرِها ليلاً تماما

واختصم رجل وامرأة إلى يحيى بن يَعْمَر فقال يحيى للرجل: "أأن سألتْكَ ثمنَ شَكْرِها وشَبْرِك أنشأتَ تَطُلها وتَضْهَلها " قوله تَطُلّها: تمطُلها، وتضهلها: تعطيها قليلاً قليلاً. ويقال: بئر ضَهول، إذا كانت قليلة الماء، وكذلك ناقة ضَهول، إذا قلّ لبنُها. وامرأة شَكور: يستبين عليها أثر الغذاء سريعاً، وكذلك الفرس.
والشِّرْك: مصدر شَرِكْتُ الرجل في ماله أشرَكه شِرْكاً. وشاركَ فلان فلاناً شِرْكَ عِنان أو شِرْك مفاوضةٍ، فالعِنان في صنف من المال بعينه، والمفاوضة في جميعه. قال الشاعر:

أبى ابنُ كُزْمانَ كعب أن يصاهرَه

 

مُسْكانُ شِرْكَ عِنانٍ وهو أسوار

الأسوار بالفارسية: الفارس. وشَريك الرجل ومُشاركه سواء. والإشراك بالله جلّ وعزّ: مصدر أشرك إشراكاً، وهو أن يدعوَ لله شَريكاً، تبارك ربُّنا وتعالى. وشِراك النعل: معروف، والجمع شُرُك، وشرَّكت النعلَ تشريكاً، وقال قوم: أشركتُها إشراكا، وليس بالعالي. والشِّراك: الطريق الدقيق ينشعب عن جادّة، والجمع شُرُك. وشَرَكُ الصائد: حِبالته، الواحدة شَرَكَة، والجمع شُرُك أيضاً. وقد سمّت العرب شَريكاً وشُرَيْكاً، وهو أبو بطن منهم. وبنو شُرَيْك بن مالك بن عمرو بن مالك بن فَهْم، منهم مسدَّد بن مُسَرْهَد، ومن مواليهم مقاتل بن سليمان.
والكَرِش لنوات الأربع من الخُفّ والظِّلف مثل المعدة للإنسان، والجمع أكراش وكُروش.
وكَرِشُ الرجل: وعاء يحفظ فيه نفيس مَتاعه. وفي حديث النبيّ صلّى اللهّ عليه وآله وسلّم: "الأنصار كَرِشي وعَيْبَتي"، أي الذين أطلعهم على أسراري، ووجه الحديث: كَرِشي، أي مددي، أي الذين استمدّهم لأن الخُفّ والظِّلف يستمِدّ الجِرَّة من كَرِشه. وتكرّش القومُ، إذا تجمّعوا. وكرّش فلان وجهَه، إذا قبّضه. وكُرْشان بن الآمِريّ بن مَهْرَة بن حَيْدان بن آلحافِ بن قُضاعة: أبو قبيلة من العرب. ونزل بنا أكراش من الناس، أي جماعات. فأما الأكارس فالجماعات، لا واحد لها من لفظها، بالسين غير معجمة. والكَرِشَة أيضاً: ضرب من النبت.
والكَشْر أن يُبديَ الرجلُ ثناياه وأنيابه ورَباعياته ضاحكاً أو متغيّظَاً. قال الشاعر:

فما ظنُّكم بآبن الحَواريّ مُصْعَبٍ

 

إذا افْترَّ يوماً كاشِرَاً غيرَ ضاحكِ

ر-ش-ل

أهملت.

ر-ش-م

الرَّشْم فارسيّ معرب، وقد أعرب فقيل رَوْشَم ورَوْسَم.
والرُّمْش: اللمس باليد أو التناول بأطراف الأصابع، رَمَشْته أرمشه وأرمُشه رَمْشاً، إذا تناولته بأطراف أصابعك. ويقلب أيضاً فيقال: مَرَشْتُه أمرُشه مَرْشاً.
والشمْر: التبختر، شَمَرَ يشمُر شمْراً، إذا مرَّ متخايلاً. وشمَّر في أمره تشميراً، إذا جدَّ.
وشمَّر من ثيابه، إذا قبضها إليه. وشمَّر أذيالَه لهذا الأمر، إذا تأهّب له. ومنه رجل شمَّريّ، إذا كان جادُّا في أموره. وقد سمّت العرب شَمِراً ومشمِّراً. وشَمِر يَرْعَشْ: ملك من ملوك حِمير.
والشَّرْم: الشَّقّ، يقال: شرمت عينَ الرجل، إذا شققت جفنه الأعلى. وأبْرَهَة الأشرم الحبشي ملك الحبشة، وهو صاحب الفيل، سمِّي بذلك لشَرَم كان بعينه. وناقة شَريم، إذا زنّدت فشَرِمَت أشاعرُها. قال الشاعر:

وناب هِمَّةٌ لا خيرَ فـيهـا

 

مشرَّمةُ الأشاعرِ بالمَذاري

وامرأة شَريم: مُفْضاة. وكل شقّ في جبل أو صخرة لا ينفذ فهو شَريم.
والمَرْش: التناول بأطراف الأصابع كالقَرْص، مَرَشَه يمرُشه مَرْشاً.

والمَشْر من قولهم: تمشَّر الرجل، إذا اكتسى وحسنت حالُه.
وتمشَّر العُودُ، إذا أورق. ورجل مِشْر، بكسر الميم، وهو الشديد الحُمرة الأقشر. وبنو المِشر: بطن من مَذحِج. ومَشَرْتُ الشيءَ أمشُره مَشْراً، إذا أظهرته. ومنه قول الشاعر:

فقلتُ أشِيعا مَشِّرا القِدْرَ حولَنا

 

وأيُّ زمانٍ قِدْرُنا لم تُمَشَّـرِ

أي لم تُظهر. والمَشارة: الكُردة، وليس بالعربية الصحيحة.

ر-ش-ن

الرَّشْن: أصل بناء فعل الرّاشن، وهو الذي تسمّيه العامة الطُفَيْليّ، رَشَنَ يرشُن رَشْناً ورُشوناً، ومنه يقال: رشَ الكلبُ في الإناء، إذا أدخل رأسه فيه.
والشَّنْر. أصل بناء الشِّنِّير، وهو السيّىء الخُلق. وبنو شِنير: بطن من العرب أحسِبهم من بني كِنانة. والشَنار: أقبح العار. قال الشاعر:

من الخَفِرات لم تفضحْ أخاها

 

ولم ترفعْ لوالدها شَـنـارا

والنَّشْر: مصدر نشرتُ الثوبَ وغيرَه أنشُره نَشْراً، ونشرتُ الحديثَ، إذا أذعته ونشرتُ العُودَ بالمِنشار نشْراً، ووشرتُه وَشراً وأشرتُه أشْراً، في لغة مَن سمى المِنشار منشاراً. قال الشاعر:

لقد عَيلَ الأيتامَ طعنةُ ناشِرَهْ

 

أناشرَ لا زالت يمينك آشِرَهْ

أي مأشورة بالمئشار. قال أبو بكر: وهذا فاعل في موضع مفعول كقوله تعالى: "في عِيشةٍ راضيةٍ"، في معنى مَرْضيّة. وشَمِمْتُ نشرَ الطِّيب، أي رائحته. وما أحسنَ نشْرَ الأرض، إذا ابتدأ فيها النبت. ونَشَرَ الله الميتَ وأنشرَه لغتان فصيحتان، والميت منشور ومُنْشَر. وفي التنزيل: "ثمّ إذا شاء أنْشَرَه". قال الشاعر:

حتى يقولَ الناسُ ممّا رَأوا

 

يا عَجَباً للميِّت النـاشـرِ

أي المنشور. ونشرتُ عن المريض، إذا رقيته حتى يُفيق، وهي النُّشرة. وانتشر الفحلُ، إذا أنعظَ أو روَّلَ، والترويل أن يلألىء ولاينعظ. والنَشْر: الرائحة، وأكثر ما تُخصّ به الرائحة الطيبة، وربما سُمّيت الخبيثة أيضاً نَشْراً. والنشْر: أن يصيب اليبيسَ مطر في دُبُر الصيف فيتفطّر بورق، وهو داء إذا أكله المالُ يصيبه السُّهام ويهرب الناس منه بأموالهم. وقد سمّت العرب ناشرة، وأحسب اشتقاقه من نشرتُ الشيء بالمِنشار. والنَّشْر: أن ينبت الشعر على الدُّبر وتحته فساد. قال الشاعر:

وفينا وإن قيل اصطلحنا تضاغـن

 

كما طَرَّ أوبارُ الجِراب على نَشْر

إذا ما رآني ظَلَّ كاسِـرَ عـينـه

 

ولا جِنَّ بالبَغْضاء والنَّظَرِ الشَّزْرِ

والنشْر: خِلاف الطيّ. قال الشاعر:

والسوقُ يطويه ويَنْشُرُه

والنَّشَر: النَّضح إذا صببت الماء من إناء في إناء أو صببت عليك فانتشر، ومنه حديث الحسن رحمه اللهّ: "أتملك نشَرَ الماء لا أمَّ لك? ".
والنَّرْش زعم بعض أهل اللغة أنه التناول باليد، نَرَشَه نَرْشاً، ولا أعرف ذلك. وليس في كلامهم راء قبلها نون، ولا تلتفت إلى نَرْجس فإنه فارسيّ معرَّب.

ر-ش-و

الرَّشْو: مصدر رَشاه يرشوه رَشْواً، والاسم الرِّْشوَة.
والشَّوْر: مصدر شُرْتُ العسلَ أشوره شَوْراً فهو مشُور، وأشاره يُشيره فهو مُشار، واشتاره يشتاره فهو مُشتار، وأبى الأصمعي إلا شرْتُه فهو مَشور، وأنشد في ذلك:

كأنّ جَنيًّا من الزَّنجـبـي

 

ل بات بفيها وأرْياً مَشورا

ورد "أشرتُ العسلَ "، وأنكر بيت عديّ بن زيد:

في سماع يأنَنُ الشيخُ له

 

وحديث مثل ماذيٍّ مشارِ

فأما اشتارَ يشتار فهو افتعل يفتعل، ولا يوضح أمِنْ فعلَ هو أو من أفعلَ. والشَّوار: مَتاع البيت. والشوار: الفَرْج. وشَوْر: والد قعقاع بن شَور الذي يُضرب به المثل فيقال: "جليسُ قَعقاع بن شَور"، وهو رجل شريف. ومشوار الدابة: الموضع الذي يُعرض فيه.
والشَّرْو: أصل بناء قولهم: هذا شَرْوَى هذا، أي مثله. قال الحارث بن حِلِّزَة:

وإلى ابن مارِيَةَ الجوادِ وهل

 

شَرْوَى أبي حسّانَ في الإنْس

والوَشْر من قّولهم: أسنان موشَّرة حسنة الوَشْر، وهو التحزيز في أطرافها، وأحسب أن أصله من قولهم: وَشَرتُه بالمِيشار وشرْته.

ر-ش-ه

الرهْش من قولهم: رجل رهيش العظام، إذا كان دقيقَها قليلَ اللحم عليها. والرَّواهش واحدها راهش، وهو عصب باطن الذراع. قال الشاعر:

وأعددتُ للحرب فَضْفاضةً

 

دِلاصاً تَثنَّى على الرّاهش

وسهم رَهيش: مرهف رقيق. قال امرؤ القيس:

بِرَهيش من كـنـانـتـه

 

كتلظّي الجمرِ في شَررِهْ

يريد أن هذا السهم قد أرقه بالمِبْرَد وهو الضئيل، يعني الرَّهيش.
والشهْر: معروف. وشَهَرْت السيفَ، إذا انتضيتَّه. وشَهَرْتُ الحديث، إذا أظهرتَه. ورجل شهير ومشهور بخير أو شرّ: نبيه. وقد سمّت العرب شهراً وشهَيراً ومشهوراً وشَهْران وهو أبو قبيلة من العرب من خَثْعَم. والأشاهر: بياض النَّرْجِس، هكذا قال أبو حاتم.
والشَّرَه: النَّهَم، رجل شرِهٌ وامرأة شَرِهَة.
والهَشْر: خفْة الشيء ورقّته، ومنه اشتقاق الهَيْشَر، وهو نبت ضعيف، الياء منه زائدة.
والهَرْش من تهارُش الكلاب، تهارشت تهارشاً واهترشت اهتراشاً. قال الراجز:

كأنما دَلالُها على الفُرشْ

من آخر الليل كلاب تهترش

وقد سمت العرب هَرّاشاً ومهارِشاً.

ر-ش-ي

الرَّشي أصل قولهم: ترشَّيتُ الرجل ورشيته، إذا لاينته ترشيةً وترشِّياً.
والرِّيش: معروف، ومنه رِشْت السهمَ أريشه رَيْشاً، إذا جعلت له قذَذاً. ومثل من أمثالهم: "فلان لا يَريش ولا يَبري"، معناه: لا ينفع ولا يَضُرّ. وتريش الرجلُ، إذا حسنت حاله.
وراشني فلان يريشني رَيْشاً، إذا استبانت منه عليك حال حسنة. والرِّياش: الحال الجميلة، وقد قُرىء: "وريشاً" و "ورياشاً" أيضاً. وأعطاه مائة بريشها، اختُلف في هذا المعنى فقال الأصمعي: بريشها: برحالها، وقال أبو عُبيدة: كانت الملوك إذا حَبَتْ حِباءً جعلوا في أسنمة الإبل رِيشاً ليُعرف أنه حِباء الملك.
والشَيْر من قولهم: فلان صَيِّر شَيِّر، إذا كان حسنَ الصّورة والشارة، وأصله الياء.
والشرْي: ورق الحنظل. والشِّريان: ضرب من الشجر يُتخذ منه القِسِيّ. قال الراجز:

شِريانة تَمْنع بعدَ لِينِ

وشَرِيَ جلده يشرَى شَرًى شديداً، إذا ظهرت فيه حدور، أي آثار وبثور. وشَرِيَ الرجلُ في الأمر يشرَى فيه، إِذا لج. وبه سُمي الشاري في قول قوم، وهو أقبح القولين عندهم.
والشراة تقول إنما تسمَّوا بذلك لأنهم شَرَوا أنفسهم لله تعالى، أي باعوها، ومن ذلك شَرِيَ السحابُ، إذا دام مطرُه كأنه لجّ في المطر، وهذا يرجع إلى القول الأول. والشَّرَى: الناحية، مقصور، والجمع أشراء. قال الشاعر:

لُعِنَ الكواعبُ بعد يوم صَرَمْنَني

 

بِشَرَى الفُرات وبعد يوم الخندقِ

وقال الشاعر:

لقد شعَّلتُ كلَّ شَرًى بنار

أي كل ناحية.
ويقال: أشِرَّ الشيءُ، إذا أظهر. قال امرؤ القيس:

تجاوزتُ أحراساً إليها ومَعْشَراً

 

عليّ حِراصاً لو يشِرُّون مقتلي

ويُروى: يُسِرّون، بالسين. وقال كعب بن جعَيْل:

وما برحوا حتى رأى اللّه فِعلَهم

 

وحتى أُشِرَّت بالأكُفّ المَصاحفُ

وللراء والشين والياء مواضع تراها في الاعتلال إن شاء اللهّ تعالى.

باب الراء والصاد

مع ما بعدهما من الحروف

ر-ص-ض

أهملت.

ر-ص-ط

الصَّطر: معروف، بالصاد والسين. والصَّطْر في بعض اللغات: العَتُود من الغنم، بالصاد والسين.
والصِّراط: معروف، بالصاد والسين.
والمَسْرَط: مَسْرَط الطعام، بالسين والصاد، والسين أعلى.
والطِّرسْ: الكتاب، بالسين والصاد.

ر-ص-ظ

أهملت.

ر-ص-ع

الرَّصع: الضرب باليد. والرصائع: حِلية السيف إذا كانت مستديرة، الواحدة رصيعة، وكل حلقة في حِلية سيف أو سَرج أو غير ذلك مستديرةٍ فهي رَصيعة. قال الشاعر:

ضربناهمُ حتى إذا اربَثّ جمعُهم

 

وصار الرَّصيعُ نُهْيَةً للحمـائل

يقول: انكبْوا على وجوههم فصارت أجفان السيوف في موضع الحمائل، وقوله: اربثّ: تفرق، والنُّهية: الغاية، وكل شيء انتهيت إليه فهو نُهْيَة. والرَّصَع مثل الرَّسَح سواء، رجل أرْصَعُ وامرأة رَصْعاءُ، وهو خفة المؤخَّر. قال جرير:

ورَصعاءَ هِزّانيةٍ يخْلَقُ ابنُهـا

 

لئيماً إذا ما جُنَّ في اللحم والدم

والرَّصْع: فراخ النحل، الواحدة رَصعَة، بسكون الصاد. والرصع: الطعن الشديد، يقال: رَصَعَه بالرمح وأرصعه، وهو شدّة الطعن. قال الراجز:

وَخْزاً إلى النِّصف وطعناً أرصعا

 

وفوقَ أغياب الكُلَى وكَسَّعا

والرَّعْص: الضرب، من قولهم: رَعَصَه، إذا ضربه، وضربه حتى ارتعص، أي التوى من شدّة الضرب. وارتعصتِ الحيّةُ، إذا التوَت. قال الراجز:

إلاّ ارتعاصاً كارتعاص الحَيَّهْ

على شرا سيفي ومَنْكِبَيَّهْ

وارتعص الجديُ، إذا طفر نشاطاً، وأحسب أن هذا مقلوب عن اعترص الفرسُ وارتعص، وهما واحد. وارتعصَ الرمحُ ارتعاصاً، إذا اشتدّ اهتزازُه. قال أوس بن حجر:

أصَـمَّ رُدَينـيُّا كـأنّ كـعـوبَـه

 

نَوَى القَسْبِ عَرّاصا مُزَجًّا مُنَصَّلا

والرعْص شبيه بالنَّفض من قولهم: رَعَصتِ الريحُ الشجرةَ، إذا نفضت أغصانَها.
والصَّعَر: داء يصيب الإبل فتلتوي منه أعناقُها، وبه سُمّي المتكبر أصعر. وتصاعرَ الرجل وتصعَّر، إذا لوى خَدَّه من الكِبرَ. وذكر أبو عبيدة أن من هذا قوله عزّ وجل: "ولا تصَغرْ خدَّك للناس". وقد سمّت العرب أصْعَر وصُعَيْراً وصعْران. وصعَير بن كلاب: أحد فرسان العرب المذكورين. قال مهلهل:

عجِبَتْ أبناؤنا من فِـعْـلِـنـا

 

إذ نبيعُ الخيلَ بالمِعْزَى اللِّجابِ

عَلِمـوا أنّ لـدينـا عُـقْـبَةً

 

غيرَ ما قال صُعَيْرُ بنُ كِلابِ

اللَّجاب: واحدها لَجْبَة، بسكون الجيم، وهي التي قد ارتفع لبنُها، وإنما سكّنوا في الجمع لَجبات لأنها صفة. والمِعْزَى لا واحد لها من لفظها، ومَعْز، بسكون العين: جمع ماعِز مثل صاحب وصَحْب. ويقال أيضاً: اللجاب من قولهم عَنْزٌ لَجْبَة: قريبة العهد بالنتاج. وهذه الكلمة لصُعير بن كِلاب لما جاءهم مهلهل يسألهم مرعًى وهم في المهادنة التي كانت بينهم فقال صُعير: "واللهّ لا نُرْعيهم حتى يبيعوا المُهَرْة الشَّوْهاء بالعنز اللَّجْبَة، الشوْهاء من كل شيء: القبيحة إلا من الخيل فإنها الحسنة منها، وقالوا: هي الواسعة الأشداق، فقال مهلهل حيئنذٍ هذه الأبيات. والصُّعْرور: صَمْغ شجرٍ يستطيل ويلتوي، والجمع صَعارير. قال الشاعر:

إذا أوْرَق العَوْفي جاع عِـيالُـه

 

ولم يجدوا إلا الصَّعاريرَ مَطْعَما

ويقال: ضربه فاصعنرر، أي التوى من الوجع، وتسمى دحروجة الجعل صعرورةً، وليس بثبت قال الراجز:

يَبْعرْنَ مثل الفلْفُل المُصَعْرَرِ

والصَّرْع: مصدر صرعتُ الرجلَ أصرَعه صَرْعاً، فهو صريع ومصروع.
ورجل صِرِّيع، إذا كان حاذقاً بالصِّراع. ورجل صُرَعَة، إذا كان كذلك، بفتح الراء، فإذا قلت: رجل صُرْعَة، فهو الذي يصرعه كلّ من صارعه. والمَصاريع: الأبواب، واحدها مِصراع، ولا يكون الباب مِصراعاً حتى يكون اثنين، ومن ذلك قيل: مِصْراع الشعر، لأنه نصف بيت فشُبِّه مِصْراع الباب به. والصرعان، بكسر الصاد وفتحها: الغَداة والعَشِي. تقول: ما أراه الصِّرْعَيْن، أي غدوَةً وعَشِيّةً.
والعَرَص من قولهم: عرِصَ البرق يعرَص عَرَصاً وعَرْصاً، وارتعص ارتعاصاً، وهو اضطرابه في السحاب فالبرق عرّاص، وربما سُمي السحاب عراصاً لاضطراب البرق فيه.
وعَرْصَة الدار: ما لا بناءَ فيه، والجمع عَرَصات وعِراص. والعَرْص: خشبه توضع في وسط سقف البيت ويوضع عليها أطراف الخشب. والعَرَص: النشاط. ولحم معرَّص: لم يستحكم نضجُه.
والعَصْر: الدَّهر.
والعَصَر: الملجأ، وهو المعتصَر أيضاً. قال الشاعر:

وصاحبي وَهْوَة مستوهِل زَعِـل

 

يحول بين حمار الوحش والعَصَرِ

وكل ما التجأت إليه من شيء فهو عَصَر ومعتصَر وعُصْرَة. قال عديّ بن زيد:

لو بغير الماء حلـقـي شَـرِق

 

كنتُ كالغَصّان بالماء اعتصاري

وبنو عَصَر: بطن من العرب من عبد القيس. وذكر أبو عبيدة أن قوله تعالى: "فيه يُغاثُ الناسُ وفيه يَعْصِرون"، قال: ينجون من الجَدب. وعصارة كل شيء: ما سال منه إذا عُصر، وليست العُصارة بالثَّجير كما تقول العامّة. قال الشاعر:

والعودُ يُعصر مـاؤه

 

ولكل عيدانٍ عُصَارهْ

ووصف بعض العرب رجلاً فقال: والله ما كان لَدْناً فيُعتصر ولا كان هَشًّا فيُكتسر.
والعَصْران: الغداة والعَشِيّ. وجارية مُعْصِرة ومُعْصِر أيضاً، والجمع مَعاصر، وهي التي قد جاوزت حدَّ الكاعب، والجمع أيضاً مُعْصِرات. قال الراجز:

جاريةٌ بسَـفَـوانَ دارُهـا

تمشي الهُوَيْنا مائلاً خِمارُها

 

مُعْصِرة أو قد دنا إعصارها

وقال الآخر:

قل لأمير المؤمنين الواهبِ

أوانساً كالرَّبْرَبِ الربائبِ

من ناهدٍ ومُعْصِر وكاعبِ

والمُعْصِرات: السحاب لأن الناس ينجون بسببها من الجَدْب، ومنه قوله تعالى: "وأنزلْنا من المُعْصِرات ماءً ثَجّاجاً "هكذا يقول أبو عُبيدة، والله أعلم. والإعصار: غبار يثور من الأرض فيتصاعد في السماء، والجمع أعاصير، هكذا فسر قوله تعالى: "فأصابها إعصار فيه نار فاحترقتْ، هكذا يقول أبو عُبيدة، والله أعلم. وعوصَرَة: اسم الواو فيه زائدة، وهو من العصر. وسُمّيت صلاة العصر لأنها تصلى في أحد العصرين، وهو آخر النهار. وقالوا: صلاة العَصْر وصلاة العَصَر. أخبرنا أبو عثمان الأشنانْداني قال: سمعت الأخفش يقول: كنت عند الخليل فسأله رجل عن حد الليل فقال: من نُدْأة الشَّفَق إلى نُدْأة الفجر.

ر-ص-غ

الرصْغ والرسْغ، بالصاد والسين: رُسْغ الدّابّة وغيره، وهو مَوْصِل الوظيف بالحافر من ذوات الأربع، ومن الناس مَوْصِل الكف بالذّراع. والرِّساغ: حبل يُشَد في رُسغ الدابة إلى وَتد أو غيره، وكذلك في الرجلين، وهو الرساغ، بالسين والصاد أيضاً. ورُصاغ، بالصاد والسين: موضع.
والصغير: خلاف الكبير، والمصدر منه الصِّغَر. والصَّغار: الذل. والأصْغَر: خلاف الأكبر، وجمع أصغر أصاغر، وجمع صغير صِغار. وقد سمّت العرب صَغْران.

ر-ص-ف

الرَّصْف والرَّصف جميعاً: كل شيء ثنيت بعضه على بعض أو ضممت بعضه إلى بعض، وكل شيء فعلت به ذلك فقد رصفته. وكذلك تراصفَ الصخرُ في البناء والجبل، إذا تلاصق بعضُه ببعض. والرِّصاف: العَقَب الذي يُشَد على فُوق السهم. والرَّصْفَة والرَّصَفَة: عقَبَة تُشَدّ على عَقَبَة تُشَدّ بها حِمالة القوس العربية إلى عَجْسها. قال أبو بكر: الحِمالة إنما تكون للقوس العربية، وهي مثل حمائل السيف، فأما سائر القِسِيّ فلا يكون لها حِمالة. والرصاف: موضع معروف. والرصافة أيضاً: موضع معروف. والرصاف: حجارةِ بيض ينضمّ بعضُها إلى بعض يجري عليها الماء.
والصَّفَر: حيّة تكون في البطن تُعدي. وفي الحديث: " لا عدوى ولا هامةَ ولا طِيرةَ ولا صَفَر". قال الشاعر:

لا يتأرّى لما في القِـدْر يرقُـبـه

 

ولا يَعضّ على شُرْ سُوفه الصَّفَرُ

قوله يتأرّى: يتحبّس، ومنه آريّ الدابّة، والعَدْوَى: أن يُعديَ الداءُ من واحد إلى واحد، والطِّيرة: ضد ما يتيمَن به، يقال من ذلك: تطيّر الرجلُ تطيّراً وطِيرة، ومن العَدْوَى أعداه إعداء، والاسم العَدوى. والصَّفَر: الحيّة المعروفة. والصُّفْر: هذا الجوهر الذي تسمّيه العامّة الصِّفْر. والصِّفْر، بكسر الصاد: الشيء الفارغ، صَفِر يصفَر صَفَراً فهو صِفْر كما ترى. قال الشاعر:

وأفْلَتَهُنَّ عِلْباء جَـريضـاً

 

ولو أدْرَكْنَه صَفِرَ الوِطابُ

والصَّفار: يبيس البُهْمَى. قال أبو دواد:

فبِتنا قياماً لدى مُهْـرِنـا

 

ننزِّع من شفتيه الصَّفارا

ويُروى: عُراة. قال أبو بكر: قال الأصمعي: قوله فبتنا عراةً يريد تأزّرنا وتشدّدنا. وقال آخرون: عُراة: أصابهم العُرَواء، أي الزَّمَع، هؤلاء كانوا في الرِّهان، وقال بعضهم: أخذهم العُرَواء من الرِّهان. ويقال: ما بالدار صافر، أي ما بها أحد. ومن أمثالهم: " أجبن من صافِر"، وله تفسيران، وليس هذا موضعه. والصَّفير: صوت المكاء والصقر وما أشبههما.
ومَرْج الصُّفَر: موضع. والصَّفَران: شهران من السنة سُمّي أحدهما المحرَّم في الإسلام.
والصُّفْرَة: لون معروف. والصَّفاريّ: ضرب من الطير. والأصفر: الأسود، والعرب تسمّي الواد صُفرة. قال الشاعر- الأعشى:

تلك خَيلي منه وتلك رِكابي

 

هن صفرَ أولادها كالزَّبيبِ

يقوله الأعشى لقيس بن مَعْد يكَرِب. قال أبو بكر: فهذا يدلّك أنهم يسمّون الأسود أصفر.
وتُنسب الرّوم إلى الأصفر فيقال: بنو الأصفر. والصُّفْريّة: قوم من الحروريّة سُمّوا بذلك لأنهم أصحاب عبد اللهّ بن صَفّار صاحب الصُّفْريّة، من هذا اشتقاق اسم أبيه. ويقال: رجل صِفْر اليد وامرأة صِفر اليد، إذا خلت أيديهما من الخير. ويقال: هذه جرادة صفراء، إذا لم يكن في بطنها بيض. قال الشاعر:

كأن جرادة صفراءَ طارت

 

بأحلام الغواضرِ أجمعينا

والصَّرْف من قولهم: لا يَقبلُ اللهّ منه صَرْفاً ولا عَدْلاً، فقال بعض أهل اللغة: الصَّرْف: الفريضة، والعَدْل: النافلة، وقال آخرون: الصَّرْف: الوزن، والعدْل: الكَيْل. والصَّريف: اللبن إذا سكنت رُغوته. قال الراجز:

لم يَغذُها مُدٌّ ولا نَصيفُ

ولا تمَيْرات ولا تعجيفُ

لكن غَذاها اللبن الخريفُ

المَحْض والقارصُ والصَّريفُ

وقال بعض أهل اللغة: لا يسمَّى صَريفاً حتى يُنصرف به عن الضَّرع. والصَّريف: صريف الفحل من الإبل بنابه حتى يُسمع له صوت. قال النابغة:

مقذوفةٍ بدَخِيس النَّحْض بازلُهـا

 

له صَريفٌ صَريفَ القَعْوِ بالمَسَدِ

وقال بعض أهل اللغة: صريف الفحل: تهدُّده.
وصريف الناقة إعياء، وربما كان أيْناً وربما كان نشاطاً. ويقال: عنز صارفٌ، إذا أرادت الفحل، وزعم قوم أن هذه الكلمة مولَّدة. والصرّاف: بَياع الدراهم، وهو الصَّيْرَفي أيضاً. قال الشاعر:

تَنفي يداها الحصى في كلّ هاجرةٍ

 

نَفْيَ الدَّراهيم تنقادُ الـصَّـياريفِ

ورجل صَيْرَف: متصرِّف في الأمور مُجِدٌّ فيها. قال الشاعر:

قد كنت خَرّاجاً وَلوجاً صَـيْرَفـاً

 

لم تَلْتَحِصْني حَيْصَ بَيْصَ لَحاص

اللَّحاص: الضِّيق، وتلتحصني: تفتعلني منه، وحَيْصَ بَيْص: كلمتان تقالان يومأ بهما إلى الضيق وما لا يُتخلّص منه. يقول: لم تَضِقْ عليّ الأمور. والصِّرْف: صِبغ أحمر. قال الأصمعي: هو الصبغ الذي تُصبغ به شُرُك النعال. قال الشاعر:

كميتٌ غير محلفةٍ ولـكـنْ

 

كلون الصِّرْفِ عُل به الأديمُ

يعنى فرساً، يقول: لونُها غير مُشْكِل على من رآه فلا يُحلف عليه. وقال أيضاً: المُحْلِفَة: التي يُشَكّ فيها فيحلف هذا أنها كُميت ويحلف هذا أنها ليست كذلك. وقد يسمَّى الدم صِرْفاً تشبيهاً بذلك. قال الشاعر:

شامِذاً تتّقي المبِسَّ عن المُـرْ

 

يَةِ كُرْهاً بالصِّرفِ ذي الطُّلاءِ

وإنما يصف حرباً، ألا تراه يقول قبل هذا:

أصبحت حربُنا وحربُ بني الحا

 

رث مشبوبةً بأغلى الـدمـاء

إنما أراد أن الناقة تُحلب لبناً، وهذه الحرب تُحلب دماً، والصِّرف: الدم، والطُّلاء: الدم بعينه.
وصَرْف الدهر: تقلُّبه، والجمع صُروف. قال الراجز:

ونجَّذتْني هذه الصُّروفُ

عَزوزُها والثَّرَّةُ الصَفوفُ

يُروى: الصّفوف والضَّفوف بالصاد والضاد. وهذا مثل، يقول: " تصرف بي الدهرُ في شدّته ورخائه"، والعَزوز: الضيّقة الأحاليل من النوق والغنم، والثَرة: الغزيرة. وهذا مثل.
والصَّرَفان: تمر معروف. وزعم قوم أن الرصاص يسمَّى صَرَفاناً، ولا أدري ما أقول فيه. وأنشدوا بيت الزبّاء:

أجَنْدَلاً يَحمِلْن أم حديدا

أم صَرَفاناً بارداً شديدا

وقد سمت العرب مصرِّفا وصارفاً. والصَّرْفَة: نجم من منازل القمر.
والفَرْص: القطع بالمِفْراص، والمِفْراصِ: حديدة عريضة يُقطع بها الحديد، وقال قوم: بل هو إشْفى عريض الرأس تُخصف به النِّعال يستعمله الحذّاءون وغيرُهم. قال الشاعر:

وأدفعُ عن أعراضكم وأعِيرُكم

 

لِساناً كمِفراص الخَفاجيّ مِلْحَبا

الخَفاجيّ: منسوب إلى حيّ من بني عامر بن صَعْصَعَة. والفِرْصَة: قطعة صوف أو قطن.
وفي الحديث: " خذي فِرْصَة ممسَّكةً". وفَرّاص: أبو بطن من العرب. والفُرصة من قولهم: انتهز فلانٌ فرصتَه، أي اغتنمها عند إمكانها. والفَريصة: لحمة في مَرْجع الكتف تُرعد عند الفزع، والجمع فرائص، وقد قالوا: فِراص، كأنه جمع فِرْصَة.
?
ر-ص-ق الرَّقص: شبيه بالنَّقَزان من النشاط، رقص يرقُص رَقَصاً، وهو من أحد المصادر التي جاءت على فَعَلَ فَعَلاً، وهي ستة أو سبعة: رَقَصَ رَقَصاً، ورَفَضَ رَفَضاً، وطَرَدَ طَرَداً، وحَلَب حَلَباً، وقَنَصَ قَنَصاً، وجَلَبَ جَلَباً، وطَلَبَ طَلَباً، وهَرَبَ هَرَباً. وأرقصَ الرجلُ بعيرَه إرقاصاً، إذا حمله على الخَبَب، وكذلك رُوي بيت حسّان بن ثابت:

بزُجاجةٍ رَقَصَتْ بما في قعرهـا

 

رَقَصَ القَلوص براكبٍ مستعجل

ومن روى: رَقْصَ القَلوص فقد أخطأ.

والصَّقْر: هذا الطائر المعروف، وكل صائد عند العرب صقر، البازيّ وما دونه، بالصاد والسين، وربما قالوا: زَقْر، بالزاي أيضاً. والصَّقْر: مصدر صقرته الشمسُ صَقْراً، إذا آلمت دماغه. والصَّقْر: دِبْس الرطَب. قال الأنصاريّ في كلامه وكلام أهل يثرب: " الصَّقْر في رؤوس الرَّقْل "، يعني الرُّطَب في رؤوس النخل، والرقْل: النخل، الواحدة رقْلَة. وصَقَرْتُ الصخرةَ بالمِعْوَل أصقُرها صَقْراً، إذا ضربتها به، والمِعْول الذي تُضرب به الحجارة: الصاقور. ويقال: جاء فلان بالصًّقَر والبُقَر، إذا جاء بالكذب. والصَّقْر: طرائق الشَّعَر في بطن أُذن الفرس. والقَرْص: أخذُك لحم الرجل بإصبعيك حتى يؤلمه ذلك. وفي الحديث: "القارصة والقامصة والواقصة ". وتقول: أتتني عن فلان قوارصُ، أي كلام يغضبني ويؤلمني كالقَرْص في الجسد. قال الشاعر:

قوارصُ تَبريني ويحتقرونها

 

وقد يَملأ القَطْر الإناءَ فيُفْعِمُ

ويُروى: قوارصُ تأتيني، ويُروى: وقد يملأ القَطْرُ الأتيَّ، والأتِيّ: مَسيل الماء، وقال أيضاً: الأتيّ: الجدول. وقال الشاعر:

فإن تَتَّعِدْني أتعدْك بمـثـلـهـا

 

وسوف أزيد الباقياتِ القَوارصا

والقُرّاصُ: ضرب من النبت. قال أبو حاتم: يقال للأقْحُوان إذا يبس نَوْرُه: قُرّاص.
والقُرْص: الرغيف الصغير، وجمعه قِرَصَة. وحَلْيٌ مقَرّص، أي مرصَّع بالجواهر.
والقَصر واحد القُصور: معروف. والقَصْر من قولهم: كان ذلك قَصْري وقُصاراي، أي ما اقتصر عليه. ويقولون: هذا قَصْرك وقصارك وقصاراك، بمعنى. وكل شيء حبسته في شيء فقد قصرته فيه. وجارية مقصورة في خِدرها، أي محبوسة. ومنه قوله تعالى: "حُور مقصورات في الخِيام"، أي محبوسات، والله أعلم. والنّساء القصائر من ذلك. فأما قول الشاعر:

أحبُّ من النِّسوان كل قصيرةٍ

 

لها نَسبٌ في الصالحين قصيرُ

فالقصيرة: المخدَّرة، وذات النَّسب القصير التي تكنفي باسم أبيها. وقال الآخر:

وأنتِ التي حبّبت كلَّ قـصـيرةٍ

 

إليّ وما تدري بذاك القـصـائرُ

أردتُ قصيراتِ الخُدورِ ولم أُرِد

 

قِصارَ الخُطى شرُّ النساءِ البهاترُ

البُهْتُر والبُحْتُر واحد، وهو القصير المجتمع الخَلق. وقال في الإملاء: البُهْتُرَة: القصيرة، وكذلك البُحْتُر، وبه سمِّي أبو هذه القبيلة. والقَصْر: العَشِيّ بين اصفرار الشمس إلى غروبها.
والقَصرَة: أصل العنق. والقصر: داء يصيب الدوابّ فيقتلها. والقُصَيْرَى اختلفوا فيها فقال قوم: هي الضِّلع التي تلي الخاصرة، وقال آخرون: بل هي الضِّلع التي تلي التَرْقُوَة، وتسمّي العرب الضِّلع قُصْرَى وقُصَيْرَى. وقصّرتُ في الأمر تقصيراً، أي توانيت فيه، وأقصرت عنه إقصاراً: عجزت عنه. والمَقْصِر: آخر النهار. قال الشاعر:

حتى تَرَوَّحَ مَقْصِرَ العَصْرِ

والظلّ قاصر، إذا انتعل كلُّ شيء ظلَّه، والظلّ قاصر، أي قابض. وقَصَرْتُ عن الشيء قُصوراً، إذا لم تنله. والمقصورة أصغر من الدار كأنها دار صغيرة يُقصر فيها، أي يُحبس فيها ويقتصر عليها. والقَصير: خلاف الطويل، وقالوا: الأقْصَر خلاف الأطْوَل. والأقَيْصِر: صنم كانت تعبده قُضاعة ومن يليهم في الجاهلية. وابن أُقَيصر: رجل معروف كان يُنسب إلى البصر بالخيل. والتِّقصار: قِلادة شبيهة بالمِخْنَقَة، وهو أحد ما جاء على تِفعال من الأسماء. قال عَدِيّ:

ولها ظبـيٌ يُؤرثـهـا

 

عاقدٌ في الجِيد تِقصارا

والقَصّار: غَسّال الثياب، زعم قوم من أهل اللغة أن اشتقاقه من قَصْرِ الثياب، أي من جَمْعِها وحبسِها عنده كأنه يصونها. والمِقْصَرَة: خشبته التي يضرب بها الثوب في حال رطوبته على الحجر في الماء، وأهل اليمن يسمّونها المِرْحاض، وتسمَّى المِعْفاج أيضاً.
فأما القَوْصَرَّة التي تسميها العامة قَوْصَرَة فلا أصل لها في العربية، وأحسبها دخيلاً. وقد رُوي لعلي بن أبى طالب كرّم الله وجهه:

أفْلَحَ من كانت له قَوْصَرَّهْ

يكل منها كـلَّ يوم مَـرَّهْ

ولا أدري ما صحّة هذا البيت.

ر-ص-ك

الكَريص: ضرب من الأقِط قبل أن يستحكم يُبْسه، وقال قوم: بل الكَريص ضرب من الأقِط يُتخذ بالحَمَصِيص، والحَمَصِيص: نبت حامض الطعم وتكون فيه صفرة، وبه سُمّي حَمَصِيصة الشيباني قاتل طَريف بن تميم العنبري.

ر-ص-ل

أهملت.

ر-ص-م

الرمَص: القَذَى يجِفّ في هُدب العين ومآقيها، رَمِصَت عينه ترمَص رَمَصاً، والعين رَمْصاء. والرمْص: موضع معروف. ورَمَصْت بين القوم رَمْصاً: أصلحت بينهم. قال الشاعر:

حتى حششتُ ولم أرقد برامصةٍ

 

..... يثمـر بـه الـعـادي

وُيروى: الصادي.
والصَمْر: فعل مُمات، وهو أصل بناء الصَّمير. رجل صَمير: يابس اللحم على العظام.
والصرْم: القَطْع، صَرَمْتُ النخلةَ وغيرَها أصرِمها صَرماً. وجاء زمن الصِّرام والصَّرام، بكسر الصاد وفتحها، يعني صَرْم النخل. وسيف صارم، ثم كثر ذلك حتى قالوا: لسان صارم، ورجل صارم بِّين الصرامة. وركب فلان صريمةَ أمره، إذا جَدَّ فيه.
وصرْم من الناس: جماعة، والجمع أصرام، وكذلك الصِّرمة من الإبل، وهي ما بين الثلاثين إلى الأربعين. وقال الأصمعي: الصِّرمة من الإبل: ما بين العشرة إلى بضعَ عشرةَ، ومنه قيل للرجل القليل المال: مُصْرِم. وأرض صَرْماء: لا ماء فيها، وناقة صَرْماء: لا لبنَ لها. والصريم: الليل إذا انصرم من النهار، هكذا فسَّره أبو عبيدة في قوله تعالى: "فأصبحتْ كالصَّريم". وقال بعض أهل اللغة: إذا انصرم الليل عن النهار فهو صَريم، وكذلك النهار إذا انصرم عن الليل. والصَّريمة: قطعة من الرمل تنصرم من معظمه. وبنو صَريم: حيّ من العرب، وكذلك بنو صِرْمَة. وقد سمَّوا صِرْمَة وصَريماً وصُرَيْمأ وأصرَم.
ومِصْر: بلد معروف، وكل بلد عظيم فهو مِصْر نحو البصرة وبغداد والكوفة، والجمع أمصار. والمَصير: مَصير الدابّة والإنسان وغيرهما: معروف، والجمع مِصْران ومُصْران بكسر الميم وضمّها، ومَصارين جمع الجمع. وجاءت الإبل إلى الحوض متمصرة، إذا جاءت متفرقة. وغُرَّة متمصَّرة، إذا ضاقت من موضع واتّسعت من آخر. وثوب ممصَّر: مصبوغ بالطّين الأحمر أو بحمرة خفيفة، ويقال للطين الأحمر: المِصْر. والمَصِيرة: موضع.
وللراء والصاد والميم مواضع تراها في الاعتلال إن شاء الله.

ر-ص-ن

الرَّصْن: أصل بناء الرَّصين، وكل بناء مُحْكم فقد رُصِن رَصْناً، ورَصانةً.
والنَّصْر: معروف، وهو المعاونة والتأييد، بضدّ الخِذْلان، نصره الله ينصره نَصْراً ونُصْرَة، فهو ناصر والمفعول منصور. والنَّصير: فَعيل من ناصر، مثل شهيد من شاهد.
والنصارى يُنسبون إلى ناصرة، وهو موضع، هذا قول الأصمعي، وخالفه قوم فقالوا: يُنسبون إلى نَصْران، اسم. والأنصار: جمع ناصر، مثل صاحب وأصحاب. والنًّصرة: الاسم من النصر. ويقال: نَصَرَ الغيثُ أرضَ بني فلان، إذا جادها. قال الشاعر:

إذا أدبَرَ الشهرُ الحرامُ فودِّعـي

 

بلادَ تميم وانصري أرضَ عامرِ

وُيروى: إذا ودَّعَ، أي أمطريها. وقد سمّت العرب نَصْراً ومنصوراً ونُصَيْراً وناصراً.
وبنو نَصر: بطن من العرب. قال الأصمعي أو أبو زيد: وقفَ علينا أعرابي فقال: انصروني نصركم الله، أي أعطوني، ونصرتُ الرجل، إذا أعطيته. قال الشاعر:

أبوكَ الذي أجدَى عليّ بنَصْرِهِ

 

فأسكتَ عنّي بعَده كلُّ قـائل

والضِّنّارة: معروفة.

ر-ص-و

الصَّوْر: القطعة من النخل. والصِّوار والصُّوار: القْطيع من بقر الوحش، والجمع صِيران.
والصُّوار: النفحة من المسك أو القطعة منه، والجمع أصْورَة. والصوْر: جمع صورة، فيما ذكر أبو عبيدة، والله أعلم، وقال غيره: الصُّور: قرن يُنفخ فيه، لغة يمانية، وزعموا أن قوله تعالى: "فإذا نُفِخَ في الصور" من هذا، واللهّ أعلم. والصَّوْر: مصدر صُرْتُه أصُوره صَوْراً، إذا عطفته. قال الشاعر:

وما تُقْبِلُ الأحياء من حُبِّ خِندِفٍ

 

ولكنّ أطراف الرماح تَصُورها

وقد قُرىء: "فصُرْهُنَّ إليك"، و"فصِرْهُنَّ إليك"، فمن قرأ: "فصُرْهُنَّ" بضمّ الصاد أراد: ضُمَّهنَّ إليك، ومن قرأ: "فصِرْهُنَّ" بكسر الصاد أراد: قطِّعْهنَّ، والله أعلم، من قولهم: صارَه يَصيره، إذا قطعه. والصيرة والصِّيارة، والجمع صِيَر: حظيرة تُتّخذ للبَهْم من حجارة. وروى الكوفيون:

من مُبْلِغ عمـراً بـأنّ

 

المرءَ لم يُخْلَق صِيارهْ

وحـــوادثُ الأيام لا

 

تبقى لها إلاّ الحِجارهْ

وروى البصريون: بأن المرء لم يُخلق صُبارهْ، والصُّبارة: الزّبْرَة من الحديد، أو القطعة من الحجارة.

ر-ص-ه

الرَّهصَة: وَقرَة تصيب باطن حافر الدابّهْ، فإذا بلغت المُشاشَ فهو الدَّخَس، رُهِصَ الدابةُ يُرهص فهو مرهوص ورهيص. والمَراهص: المراتب، ولم أسمع لها بواحد. قال الشاعر:

رَمَى بك في أخْراهمُ تَرْككَ العُلَى

 

وفُضِّلَ أقوامٌ عليك مَراهـصـا

أي مراتب. والأسد الرهيص: أحد رجال العربى المشهورين، سُمّي بذلك لشجاعته، تزعم طيّىء أنه قاتل عنترة بن شداد، وأبى ذلك أبو عُبيدة. فأما هذا الرِّهْص الذي يُبنى به وهو الطين، يُجعل بعضه على بعض فلا أدري أعربيّ هو أم دخيل، غير أنهم قد تكلّموا به فقالوا: رجل رهّاص، أي يعمل الرِّهْص.
والصِّهْر: المتزوّج إلى القوم، ويقال: فلان صِهر بني فلان، وقدم أصهرَ إليهم إصهاراً فهو صِهرهم. والصُّهارة: الشحم المذاب، وأحسبه من قولهم: صهَرَتْه الشمس، إذا آلمت دماغه حتى تكاد تذيبه. والصَّرَّة: الصوت عند الفزع نحو الصّرخة وما أشبهها، وقد مرّ تفسير هذا في الثنائي مستقصى.
والهَصْر: عطفك الشيءَ الرطبَ خاصّة، نحو العود والغصن، هَصَرْتُ الغصنَ أهصِره هَصْراً فهو مهصور، وبه سُمّي الأسد هَصوراً ومِهْصَراً وهُصَرَة ومهصِّراً لأنه يهصِر الفريسة، أي يعطفها. وقد سمّت العرب هاصراً ومهاصِراً وهصّاراً.

ر-ص-ي

صَرَى فلان الشيءَ يَصريه صَرْياً، إذا قطعه. وتقول العرب للرجل: صَرَى الله عنك شر ما تخاف، أي قطعه عنك. ويقال: صَرِيَ الماءُ يَصْرَى وصَرَى يَصْري فهو صَرًى كما ترى، إذا طال مكثه حتى يتغير وبه، زعموا، سُمّيت الصَّراة. قال الراجز:

رأت غُلاماً قد صَرَى في فِقْرته

ماءَ الشّباب عُنْفُوانَ سَنْبَتِه

ويُروى: عُنفوان شِرتِه. والصّاري: الملاّح، وإنما سُمي صارياً لأنه يَصور السفينة، أي يعطفها، والجمع صُرّاء وصَراريّون. والشاة المصرّاة: المحفَّلة.
والصِّير الذي يسمَى الطحْناء أحسبه سُريانياً معرباً لأن أهل الشام يتكلمون به، وقد دخل في عربية أهل الشام كثير من السُّريانية كما استعمل عربُ العراق أشياءَ من الفارسية، وقد قالوا: صِحْناة كما قالوا سِعلاة، وقالوا صِحْناء، ممدود مثل حِرْباء.
وللراء والصاد والياء مواضع في الاعتلال تراها. ويقال: فلان على صِير أمره، أي على الذي إليه صَيُّور أمره، أي إلى ما يصير. والصِّيرة، والجمع صِيَر، وقالوا صِيَرَة: حظيرة تُحظر حول الغنم والبَهْم.

باب الراء والضاد

مع ما بعدهما من الحروف

ر-ض-ط

الضرِط: معروف، ضَرَطَ يضرِط ضَرِطاً وضرْطاً وضَريطاً وضُراطاً. ومن أمثالهم: "أجْبَنُ من المنزوف ضَرِطاً، وله حديث. وتكلّم فلان فأضرطَ به فلان، أي أنكرَ عليه قوله.
ورجل أضْرَطُ: خفيف اللحية قليلها. وامرأة ضَرْطاءُ: قليلة شعر الحاجبين. قال أبو بكر: قال الأصمعي: هذا غلط، إنما هو أطرَطُ وامرأة طَرْطاء، إذا كان قليلَ شعر الحاجبين، والاسم الطَّرَط، وربما قيل ذلك للذي يقلّ هُدْب أشفاره، إلاّ أن الأغلب على ذلك الغَطَف. قال أبو حاتم: أطرَطُ لا غير، وقال أبو بكر: ولست أعرف قولهم: رجل أضرَطُ.

ر-ض-ظ

أهملت.

ر-ض-ع

الرَّضْع، مصدر رَضِعَ يرضَع رَضْعاً ورَضاعاً، هذه اللغة العُلْوّية فأما أهل نجد فيقولون: رَضَع يرضِع، وينشدون:

وذَمُّوا لنا الدنيا وهم يَرضِعونها

 

أفاويقَ حتى ما يَدُرُّ لها ثُعْـلُ

قال أبو بكر: لغته يَرضِعونها، الثُّعل: خِلف زائد يكون على الضَّرْع، أفاويق: شَربةً بعد شَربة، يقال: تفوّقتُ الماء، إذا شربته قليلاً قليلاً. وقالوا: لئيم راضع، وكان هذا الحديث في العمالقة وكثر حتى صار كلُّ لئيم راضعاً فعل ذلك أو لم يفعله. وأصل الحديث أن رجلاً من العماليق طرقه ضيف ليلاً فمصَّ ضرع شاته لئلاّ يسمع الضيف صوت الشّخْب.

ويقال: فلان أخي من الرَّضاعة، بفتح الراء لا غير. وفي الحديث: "انظُرْنَ ما إخوانُكنّ فإنما الرَّضاعة من المجاعة ". قال أبو بكر: يريد صلى الله عليه وآله وسلّم أن الرَّضاعة إنما هو من الشرب حتى يَرْوَى لا من المصَّة والمصَّتين، وإنما أريدَ هاهنا الجوعُ نفسُه، أي يرضع حتى يشبع من جوعه. والرِّضاع: مصدر راضعتُه رِضاعاً ومراضعةً. وفلان رَضيع فلان، إذا راضعه لِبانَ أمّه، أخرجوه مخْرَجَ رسيل وأكيل وزميل.
والضَّرْع: ضرْع الشاة، والجمع ضُروع. وامرأة ضَرْعاءُ: عظيمة الثّديين، والشاة كذلك.
وضَرعَ الرجلُ يضرَع ضَرَعاً وضَراعةً، إذا استكان وذل، فهو ضارع بيِّن الضَّراعة.
والضَّريع: يبيس من يبيس الشجر لا يُشبع، وزعم قوم أنه يبيس الشبْرِق خاصّةً، وقال قوم: بل هو نبت يلفظه البحر، والله أعلم بكتابه.
والعَرْض: خلاف الطُّول. والعُرْض لِما لم تَحُدَّ طولَه، تقول: ضربت به عُرْض الحائط وعرْض الجبل، وكذلك عُرض النهر، أي ناحيته. قال لبيد:

فرمى بها عُرْضَ السَّرِيِّ فصدَّعا

 

مسجورةً متجاوراً قُـلاّمُـهـا

بريد عيناً من الماء، والقُلاّم: القاقُلَّى، مسجورة: مملوءة. وعِرْض الإنسان: جسده، يقال: إنه لطيِّب العِرْض، أي طيِّب رائحة الجسد. وفي الحديث في صفة أهل الجنة: "لا يبولون ولا يتغوّطون إنّما هو عَرَقٌ يسيل من أعراضهم كرائحة المِسْك". وطعن فلان في عِرْض فلان، إذا ذكره بقبيح. وأكرمتُ عنك عِرضي، أي نفسي. والعَرض: الجبل، يشبَّه الجيش العظيم به. قال الراجز:

كُنّا إذا قدْنا لقومٍ عَرْضا

لم نبْقِ من بَغْي الأعادي عضّا

أي جيشاً. والعَرْض: الوادي. قال الراجز:

أما ترى بكُلّ عَرْض مُعْرض

كلَّ رَداح دوْحَةِ المحوَّض

والعِرْض: واد باليمامة معروف بهذا الاسم. قال المتلمِّس يذكره:

فهذا أوان العِرْض حيَّ ذُبابُه

 

زَنابيرُه والأزرقُ المتلمِّسُ

فسُمي المتلمس بهذا البيت، الأزرق: الذُّباب، وزَنابيره: زنابير العُشب، حَيَّ: أراد حَيِي فأدغم الياء في الياء، ويُروى: حَيٌّ نُبابُه، ومن روى حيٌّ أراد من الحياة. وقال قوم: كل وادٍ عِرْضٌ. واشتريت المَتاع بعَرْض، أي بمَتاع مثله، وهي المعارضة. ورجل عريض وعراض، إذا كان غليظاً ضخماً. والعريض: العَتود من المعز. قال الشاعر:

عريضٌ أريضٌ بات يَيْعَرُ حوله

 

وباتَ يسقّينا مُتونَ الثّعـالـبِ

هذا رجل ضاف رجلاً وله عَتود يَيْعَر حوله، أي يثغو، يقول: فلم يذبحه لنا وبات يسقّينا لبناً مذيقاً كأنه بطون الثعالب، واللبن إذا أجهد مَذقُه اخضرَّ. ورجل ذو عارضة، أي ذو لسان وبيان. ورجل عِرِّيض، أي متعرِّض للشرّ. ويقال: بنو فلان آكلون للحوم العوارض، وهي التي تصيبها الآفات من الإبل نحو الكسر والتردي فتُذبح أو تنحر. وتقول العرب للرجل إذا قرّب لحماً: "أعَبيطٌ أم عارضةٌ "، فالعبيط: التي تُنحر بغير علّة، والعارضة: ما أخبرتك به. وفلان عُرْضَة للشرّ، أي قويّ عليه. وبعير عُرْضَة للسفر، إذا كان قويّاً عليه أيضاً. وجعلتُ فلاناً عُرْضَةً لكذا وكذا، أي نصبته له. وتعرّض البعيرُ في الأكمَة أو الجبل، إذا مشى في عِراضها. قال الراجز:

تعرَّضي مَدارِجاً وسُومي

تعرُّضَ الجَوزاءِ للنجوم

هذا أبو القاسم فاستقيمي

ومنه عروض الشِّعر لأنه يعارَض به الكلام والشعر الموزون، والعَروض مؤنثة.
وبعير ذو عِراض: يعارض الشجرَ ذا الشوك بفيه. والعِراض: مِيسم في عُرْض العنق من البعير. وخرج الناس للعُراضات، وهي المِيرة في أول السَّنة. وعرِّضونا مما معكم، أي أطعِمونا منه. قال الراجز:

حمراءُ من معرِّضات الغِربانْ

يصف ناقة عليها تَمر فهي تَقدَّمُ الإبل فلا يلحقها الحادي فالغربان تقع عليها فتأكل التمر فكأنها قد عرَّضتهن. والمَعاريض: ما حِدْتَ به عن الكذب. وفي الحديث: "إنّ في المعاريض لمندوحةً عن الكذب". وعارضتُ الرجلَ بكذا وكذا، إذا جبهتَه به. والمِعْراض: سهم طويل له أربع قُذَذ دِقاق فإذا رُمي به اعترض. وعارضة الباب: الخشبة العليا التي يدور فيها.
وعارِضا الإنسان: صفحتا خدّيه. والعَوارض: ما بعد الأنياب من الأسنان، وهي الضواحك. قال الشاعر:

وكـأنّ رَيّا فـارةٍ هـنــديّةٍ

 

سبقتْ عوارضَها إليك من الفم

ويقال: هذا أمر مُعْرض لك، أي مُمْكِن لك. قال الشاعر:

سَرَّه مالُه وكـثـرةُ مـا يَم

 

لِكُ والبحر مُعْرِضاً والسَّديرُ

ويُروى: مُعْرِضٌ. ويقال: طَأ حيث شئت من الأرض معْرِضاً، أي قد أمكنك ذلك. قال الشاعر:

فطَأ معْرِضاً إن الخُطوبَ كثيرةٌ

 

وإنك لا تُبقي لنفسـك بـاقـيا

وأعرضت عن فلان إعراضاً، إذا صددت عنه. وتعرَّضتُ له تعرضاً، إذا تصديت له.
والعارض: سحاب يعترض في الأفق. وقد سمّت العرب عارضاً وعَريضاً ومعرضاً ومعترِضاً. ويقال: لَقِحَت الناقة عِراضاً، إذا سانَّها فحل أي عَدا معها من غير شَولها فتنوَّخها، أي ركبها. قال الشاعر:

أضمرتْه عشرين يوماً ونيلَتْ

 

حين نِيلَتْ يَعارة في عِراض

اليَعارة: أن يخرج فحل من شَول إلى شَول آخر وتخرج ناقة من ذلك الشَّول فيقرعها، وإنما قيل عراض لأنه يعارضها. قال أبو بكر: سرق هذا البيتَ الطرماح من الراعي. ووَليَ فلان العَروضَ، وهي مكّة والطائف وما حولهما. وبعير يمشي العِرَضْنة، إذا مشى معارضاً من النشاط. وبعير عَروض، إن فاته الكلأٌ أكلَ الشوكَ.

ر-ض-غ

الغَضارة: غَضارة الشباب ونَضارته. وأرض غَضِرَة: ذات طين أخضر، وغَضْراء أيضاً.
وتغضَّر الرجل عن الشيء، إذا انصرف عنه. قال الشاعر:

تواعدْن أنْ لا وَعيَ عن فَرْج راكسٍ

 

تبصَّرنَ لا يَغْضِرن عن ذاك مَغْضِرا

أي لايعطِفن عنه مَعْطِفاً. ويقال: رجل مغضور الناصية، أي مبارَك. ويقال: غزاهم فاستباح غَضْراءهم، أي استأصلهم. وفلان في عيش غَضِرٍ مَضِرٍ، أي ناعم واسع، ومَضِر إتباع.
وبنو غاضرة: بطون من العرب، غاضرة في بني أسَد، وغاضرة في كِندة، فأما مسجد غاضرة الذي بالبصرة فمنسوب إلى امرأة وليس إلى قبيلة. وقد سمّت العرب غُضيْراً وغَضْران. فأما الغَضارة المستعمل فلا أحسبه عربياً محضاً.
والغَرَض: كل ما امتثلته للرمي، والجمع أغراض، وكثر ذلك حتى قيل: الناسُ أغراض المنيّة، وجعلتني غرضاً لشَتْمك. وغَرِضْتُ من الشيء: ملِلته. وغَرِضْتً إلى الشيء: اشتقت إليه. قال الراجز:

يارُب بَيْضاءَ لها زوج حَرَضْ

حَلالةٍ بين عُرَيْقٍ وحَمَض

ترميكَ بالطَّرْف كما يُرمى الغَرَضْ

الحَرَض: الذي لا خير فيه، ومن قال حَرِضْ أراد مريضاً، كذا قال أبو عبيدة.
والغُرْضَة: حزام من أدم مضفور فإذا لم تدخله الهاء قيل غَرْض، والجمع غُروض وأغراض. واللحم الغَريض: الطريّ، ويسمّى الطلْعُ الغَريضَ والإغْريض، ويسمّى أيضاً في بعض اللغات: الغِيضَ والغَضِيضَ. ومَغارض الإبل: مواضع الغَرْض من بطونها. قال الراجز:

يَشربنَ حتى تنْقِضَ المغارِضُ

لا عائفٌ منها ولا مُعارِضُ

ر-ض-ف

الَّرضْف: حجارة تُحمى فيوغَر بها اللبن. قال الشاعر:

ينشُّ الماءُ في الرَّبَلات منـهـا

 

نَشيشَ الرَضْفِ في اللبن الوَغيرِ

وسُمي هذا الشاعر المستوغِر بهذا البيت. وفي الحديث: "كأنه على الرَّضْف".
والرَّضيف: اللبن الذي يُصَبّ على الرَّضْف ثم يؤكل. والرضفة: عظم منطبق على الرُّكبة. ورضفتُ الوسادةَ: ثَنَيْتُها، لغة يمانية.
والرَّفْض: مصدر رفَضتُ الشيء أرفُضه رَفَضاً، متحرّك المصدر، فهو مرفوض ورَفيض.
ورفاض الشيء: ما تحطّم منه فتفرّق. ورُفوض الناس: فِرَقهم. قال الراجز:

من أسَدٍ أو من رُفوض الناس

ورُفوض الأرض: المواضع التي لا تُملك منها. وقال قوم: بل رفوض الأرض أن تكون أرض بين أرضين لِحَيُّيْن فهي متروكة يتحامونها. وسُمّي هذا الجيل من الشيعة الرّافِضة لأنهم رفضوا زيداً فسُمّي من اتّبعه الزيدية ومن فارقه الرافِضة. والرفّاضة: الذين يرعَون رفوضَ الأرض.
والضَّفْر: الحبل المضفور، ضَفَرْتُ الحبلَ أضفِره ضَفْراً، وبه سُمّيت ضَفيرة المرأة، إذا ضَفَرتْ شعرَها. والضَّفْر والضَّفِر: رمل يتعقد ويستطيل، والجِمع ضفور، وإذا بُني بناء بحجارة بغير كلْس ولا طين فهو ضفر، يقال: ضَفرَ فلان الحجارةَ حول بيته ضَفْراً.
والفَرض: ما فرضته على نفسك فوهبته أو جدتَ به بغير ثواب، والقَرض، بالقاف:

ما أعطيت من شيء لتكافأ عليه أو لتأخذه بعينه. وفَرَضَ الله على العِباد ما يجب عليهم أداؤه مثل الصلاة والزكاة والصيام ونحو ذلك. والفَريضة من الإبل أن يبلغ عددها ما يؤخذ منه ابن لَبُونٍ أو بنت مَخاض، والفريضة من البقر والغنم نحو ذلك. والفُرْضَة: النَّقْب تنحدر منه إلى نهر أو وادٍ، والجمع فِراض. والفَرض: الحز في سِيَة القوس حيث يُشَدّ الوتر. والفرْض: الثقْب في الزنْد في الموضع الذي يقدح منه. قال الشاعر:

من الرَّضمات البيض غَيَّرَ لونَـهـا

 

بنات فِراض المَرخ والخطَبُ الجَزْلُ

والفَرْض: ضرب من التمر. قال الراجز: أنشدَناه أبو حاتم:

إذا أكلتُ سَمَكاً وفَرْضا

ذهبت طولاً وذهبت عَرْضا

ويروى: رائباً. والمِفرَض: حديدة يُحَزّ بها الفرْض في الزَّنْد وغيره. قال الشاعر يصف الجُعَل:

شَخْتُ الجُزارةِ في ساقَيْه تفريضُ

أي تحزيز، الجُزارة: الأطراف، اليدان والرِّجلان، والشَّخت: الدقيق الضئيل.
والضَّرْف: التّين، لغة يمانية، ذكر ذلك أبو حاتم في كتاب النبات.

ر-ض-ق

القَرْض بالمِقراضين، قَرَضْتُ الشيءَ أقرِضه قَرْضاً، والقَرْض ما قد تقدم ذكره، والجمع قروض. ومثل من أمثالهم: "الدنيا قُروض"، أي يتقارضها الناس بينهم فيتكافأون فيها. وقَرَضْتُ الشِّعْرَ أقرِضه قَرْضاً كأنه يقرِضه من الكلام كما يقرض الشيء بالمِقراضين، والشعر قَريض. ومثل من أمثالهم: "حالَ الجَريض دون القَريض". وقال قوم: القَريض: الجِرَّة التي يقرِضها البعيرُ ممّا في كَرِشه فيستخرجها. ويقال: فلان وفلان يتقارضان الثناء، إذا أثنى كل واحد منهما على صاحبه. ومررتُ بالقوم فقرضتهم ذاتَ الشمال أو ذاتَ اليمين، إذا مررت بهم منحرفاً عنهم، وكذلك فسّره أبو عُبيدة في التنزيل، واِلله أعلم بكتابه.

ر-ض-ك

رَكَضْت الفرسَ برجلي أركُضه رَكْضاً، إذا حرّكته بساقيك ليعدوَ. ويقال: مرَّ الفرسُ يرْكَض، ولا يقال: يَرْكُض. وارتكض المهْرُ في بطن أمّه إذا حرّك يديه ورجليه. قال الراجز:

قد سَبَقَ الجيادَ وهو رابضُ

وكيف لا يَسْبِقُ وهو راكض

أي قد سُوبِقَ بأُمّه فسَبقت وهو في بطنها. وفرس مُرْكِض، إذا تحرّك ولدها في بطنها.
ومرتكَض الماء: موضع مجَمِّه. وقد سمت العرب ركّاضاً ومركِّضاً. وارتكض فلان في أمره، إذا اضطرب فيه وحاوله. ولغة للعرب يقولون: ركضني البعيرُ برجله، كما يقولون: رَمَحَني الفرس برجله. وجمع مُرْكِض مَراكض.
والضَّرْك فعل مُمات، ومنه اشتقاق الضَّريك، وهو المضرور، ولا يكادون يصرّفون للضريك فعلاً، لا يقولون: ضَرَكَه، في معنى ضَرَّه.
والكِراض: حَلَق الرَّحِم. قال الأصمعي: لا واحد لها من لفظها. وقال غيره: كِرْض. وأنشد الأصمعي للطِّرماح:

سوف تُدْنِيكَ من لَميسَ سَبنْتـا

 

ة أمارَت بالبول ماءَ الكِراض

أضمرتْه عشرين يوماً ونيلَـتْ

 

حين نِيلَتْ يَعارةً في عِراض

ر-ض-ل

أهملت.

ر-ض-م

الرَّضْم: رَضْم الحجارة، وهو أن يُلقى بعضه على بعض، والجمع رِضام، ويقال: رَضْمة ورِضام، وهو صخر عظام يقع بعضه على بعض. ويقال: بنى فلان بيتَه فرَضَمَ الحجارة رَضْماً، إذا بنى بعضها على بعض. ولغة يمانية يقولون: رَضَمْتُ الأرضَ أرضِمها رَضْماً، إذا أثرتها للزرع أو غيره. وكل بناء بصخر فهو رَضيم.
والرَّمَض: شدّة وقع الشمس على الرمل وغيره، والأرض رمضاء كما ترى. ورَمِضَ يومنا يرمَض رَمَضاً، إذا اشتدّ حَرُّه. وأرمضَ القومَ الحَرُّ، إذا اشتدّ عليهم. ويقولون: غوِّروا فقد أرمضتمونا، أي أنيخوا بنا في الهاجرة. ورَمَضان من هذا اشتقاقه لأنهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سمّوها بالأزمنة التي هي فيها فوافق رمَضانُ أيامَ رَمَض الحرِّ، ويُجمع رَمَضان رَمَضانات، وزعموا أن بعض أهل اللغة قال أرْمض، وليس بالثبْت ولا المأخوذِ به.
وسِكّين رَميض، أي حادّ، وكلّ حادٍ رَميض. وارتمض فلانٌ من كذا وكذا، إذا اشتدّ عليه وأغضبه.
والضمْر: الصلب الشديد من كل شيء. قال الشاعر:

خذِيَتْ بجُبةِ حاجبٍ ضَمْرِ

أي صلب شديد، وجُبّة الحاجب: حِجاج العين. وضَمَرَ الفرس وضَمُرَ ضُموراً، وأضمرتُه إضماراً. وأضمرت في نفسي حديثاً، إذا أخفيته. وضمير الرجل: خَلَده، وقع ذلك في ضميره وفي خَلَده وفي رُوعه، كله واحد. وضُمْران: اسم من أسماء الكلاب، وقالوا ضَمْران. والمِضْمار: الموضع الذي يضمَّر فيه الفرس. والمِضْمارُ أيضاً: الغاية، يقال: جرى في مِضماره، أي في غايته. والمَضامير: الخيل المضمَّرة. والضِّمار: خلاف العِيان. وقد سمّت العرب ضَمْرَة، وهو أبو حيّ منهم. وضَمْرَة بن ضَمْرَة: أحد رجالهم، معروف، وهو صاحب خِطاب النعمان، وله حديث، وكان اسمُه شقّ بن ضَمْرَة فسمّاه النعمان ضَمْرَة بن ضَمْرَة. قال الشاعر:

أضَمْرَ بنَ ضَمْرَة ماذا ذَكَـرْ

 

تَ من صِرْمَةٍ أخذت بالمُغارِ

ويومُ غَـزِيَّةَ رَهْـنٌ بـهـا

 

ويوم النسار ويوم الجِـفـارِ

وطعنة مستـبـسـلٍ حـاردٍ

 

يَرُدُّ الكتيبةَ نصف النـهـارِ

أراد أنه يهزمهم نصفَ يوم.
والضَّرَم: اشتعال النار. والضَّرَم أيضاً: الشخْت من الحطب، وهو خلاف الجَزْل. والضِّرام: جمع ضَرَم. واضطرمتِ النار اضطراماً، إذا اشتعلت، وكل مشتعل من شرّ أو حرب مضطرم.
والضريم: كل شيء اضطرمتْ فيه النارُ. وقد سمّت العرب ضَرَمَة. والضِّرم، بكسر الضاد وضمّها: ضرب من الشجر، زعموا. والضِّرامة: الشُّعلة من النار. ورُوي في الحديث: " كأنه ضِرامةُ عَرْفَجٍ ". وأضرمتُ النارَ فأنا اضرِمها إضراماً، وضرّمتُها تضريماً.
والمَرَض: ضدّ الصحّة، مَرِضَ يمرَض مَرَضاً ومَرْضاً فهو مريض ومارِض. وحدّثنا أبو حاتم عن الأصمعي أنه قال: قرأت على أبى عمرو بن العلاء: "في قُلوبهم مَرَض"، فقال لي: مَرْضِ، يا غلام. وأصل المرض الضعف، وكلّ ما ضعُفَ فقد مَرِض، ومنه قولهم: امرأة مريضة الألحاظ ومريضة النظر، أي ضعيفة النظر. ومرَّض الرجل في كلامه، إذا ضعّفه. ومرَض في الأمر، إذا لم يبالغ فيه. وريح مريضة، إذا ضَعُفَ هبوبُها. وقد جمعوا مريضاً مَرْضَى ومَراضى، كما جمعوا جريحاً جَرْحَى وجَراحى. وقد قالوا: مارِض، في معنى مريض. قال الراجز:

يُرينَنا ذا اليُسُرِ القَوارض

ليس بمنهوكٍ ولا بمارض

والمُرِضّة ليس من هذا الباب، ولكن اللفظ أشبهَ اللفظَ لأن الميم فيها زائدة، وأصلها من الرض، وقد مر في الثنائي، وكان أصلُها مرْضِضَة، زِنة مفْعِلَة، وهي لبن يُحلب من جماعة نوق لا يكون من واحدة فيخثَر جداً. قال الشاعر:

إذا شَرِبَ المُرِضَّةَ قال أوْكِي

 

على ما في سِقائكِ قد رَوِينا

وقد استقصينا شرح المُرِضّ في كتاب الاشتقاق، تراه في بابه إن شاء الله.
والمَضْر من قولهم: مَضِرَ اللبنُ يمضَر مَضَراً، إذا حمض، واللبن مَضير، ومنه اشتقاق اسم مُضَر، والمَضِيرة من ذلك لأنها تُطبخ باللبن المَضير. ومُضارة اللبن: ما سال منه إذا جُعل في وعاء حتى يسيل الماء منه، فذلك الماء المُضارة. وتُماضِر: اسم امرأة، وأحسب اشتقاقها من هذا إن شاء الله. ويقال: خذ هذا الشيءَ خَضِراً مَضِراً، أي خذه غَضّاً طريّاً، وأحسب أن مَضِراً هاهنا إتباع لأنهم يقولون: خذه بغَضارته، ولم يقولوا: خذه بمَضارته.

ر-ض-ن

النَّضْر: الذهب، وبه سُمّي الرجل نَضْراً. والنضْر بن كِنانة: أبو قريش خاصّة، فمن لم يَلده النضْرُ فليس من قريش. ونُضارة كل شيء: خالصه. والنَّضارة: الجمال، بفتح النون. ورجل نَضير بَيِّنُ النضارة. والأنْضُر: الذهب أيضاً. قال الشاعر:

وبياضُ وجهٍ لم تَحُلْ أسـرارُه

 

مثلُ الوذيلة أو كشَنْفِ الأنْضُر

الوَذيلة: السبيكة من الذهب أو الفضّة. وبنو النضير: حي من يهود خيبر قد دخلوا في العرب، وهم على نسبهم إلى هارون بن عِمران أخي موسى بن عِمران عليهما السلام. قال الشاعر:

ألا يا سَعْدُ سَعْدَ بني مُعـاذٍ

 

لِما لَقِيَتْ قُرْيَظَةُ والنضيرُ

وهانَ على سراة بني لُؤي

 

حَريقٌ بالبُوَيرة مستطـيرُ

والنضار: ضرب من الشجر، وهو الذي يسمَّى الخَلَنْج. والنُّضار أيضاً: الذهب، مثل النَّضْر.

ر-ض-و

الرَّوْض: جمع روضة. والرَّوض: مصدر رُضْتُ البعيرَ أروضه رَوْضاً ورِياضةً. وروّض السيلُ المكانَ، إذا جعله روضةً. وناقة ريِّض: صعبةٌ أولَ ما رِيضَتْ، وأصلها رَيوض فقبلوا الواو ياءً وأدغموا الياء في الياء، وكذلك يفعلون بنظائرها.
ورَضْوَى: جبل معروف، وأحسب اشتقاقَه من الرِّضا لأن أصل الرِّضا الواو، تقول: رِضْوان ورَضْوَى، في وزن فَعْلَى، مثل شَكْوَى من الشِّكاية.
والضوْر: أصل بناء التضور من قولهم: تضَوَّر الذئبُ تضوّراً، وهو الشَّكوى إذا جاع. وضارَه الأمرُ يَضوره ضَوْراً مثل ضاره يَضيره ضَيْراً سواء. وبنو ضَوْر: بطن من العرب من بني هِزان بن يَقْدُم، منهم أبو عمرو الهِزّاني.
والضِّرْو: ضرب من الشجر يُتبخَّر به أو بصمغه شبيه بالبُطْم وهي حَبَّة الخضراء. والضرْوَة: الكلبة الضارية.
والوَضَر: الدَّنَس، وَضِرَت يده تَوْضَر وَضَراً. ويقال: بل الوَضَر من اللبن خاصة.

ر-ض-ه

الضَّهْر: صخرة في الجبل تخالف لونَه، زعموا. وقالوا: عِجْس القوس يسمّى ضَهْراً، وعظم عَسيب الفرس يسمّى ضَهْراً، وليس بالموثوق به.
والضَّرَّة: أصل الضَّرع، وقد مرّ في الثنائي، وكذلك الضَّرّة: أصل الإبهام.
والهَرْض لغة يمانية، هرضتُ الثوب أهرِضه هَرْضاً، إذا مزْقته، مثل هَرَتُّه هَرْتاً وهَرَدْتُه هَرْداً. ويسمي أهل اليمن هذا الحَصَف الذي يظهر على الجلد الهَرَض.

ر-ض-ي

الضَّيْر من قولهم: لا يَضيرني هذا الأمرُ ضَيْراً. وللراء والضاد والياء مواضع في الاعتلال تراها إن شاء الله.

باب الراء والطاء

مع ما بعدهما من الحروف

ر-ط-ظ

أهملت في الثلاثي.

ر-ط-ع

الرَّطْع يُكنى به عن النكاح، رَطَعَها يرطَعها رَطْعاً، وزعموا أن الَّرطْع والرَّصْع واحد، وربما قالوا: طَعَرَها طَعْراً.
والعَرْط فعل ممات، ومنه اشتقاق اعترطَ الرجلُ، إذا أبعدَ، في الأرض.
والعِطْر: معروف، وبيّاعه العَطّار. ورجل عَطِر وامرأة عَطِرَة، إِذا كانا كثيري الاستعمال للعِطر، وجمع عِطر عُطور. وتعطّرت المرأةُ تعطّراً، إذا تطيّبت، وكذلك الرجل. وقد سمّت العرب عُطَيْراً وعَطْران. ورجل مِعْطار وامرأة مِعْطار: كثير الاستعمال للعطر. فأما المثل السائر: "ودقُّوا بينهم عِطْرَ مَنْشَم " فاختُلف في هذا، زعم ابن الكلبي أن مَنْشَم امرأة من خُزاعة كانت تبيع العطر في الجاهلية فتطيَّب قوم بعطرها وتحالفوا على الموت فتفانَوا فجرى المثل بذلك، وقال قوم: مَن شَمَّ، أي مَن شَمَّ هذا العطرَ، قال أبو بكر: وهذا هَذَيان، وقال الأصمعي: مَنْشَم مَفْعَل من قولهم: نَشَمَ الشرُّ ونَشَّمَ أيضاً، إذا فشا فيه. وكان الأصمعي يقول: لا يقال نشَّم الأمر في القوم إلا أن يكون شرّاً، ويذكر الحديث: "فلما نشَّم الناسُ في قتل عثمان" رضي الله عنه.

ر-ط-غ

رُغاط: موضع، زعموا.
والطَّغْر لغة في الدَّغْر، طَغَرَه ودغره سواء، وهو رَفْعُ ورم في الحلق.
والغَطْر فعل ممات، يقال: مرّ فلان يغطِر بيديه مثل يخطِر سواء، هكذا يقول يونس.

ر-ط-ف

الطَّفْر: الوَثْب، طَفَرَ يطفِر طَفْراً. وطَيفُور: اسم، الياء فيه زائدة، وهو مشتقّ من الطَّفْر.
وقال قوم: الطَّفْرَة مثل الطثْرَة، وهو ما خَثُرَ من اللبن وصار تحته الماء، طفَّر اللبن تطفيراً وطثَّر تطثيراً.
والطَّرْت: طَرْف العين، وهو امتداد لَحظها حيث أدرك، طَرَفَ يطرِف طَرْفاً. وطَرَفْتُ عينَه، إذا ضربتها بيدك أو بشيء، حتى تدمع، والاسم الطُّرْفَة. وامرأة مطروفة، إذا صرفت عينَها عن بعلها إلى سواه. قال طرفة:

إذا قيل هاتي أسمِعينا انبَرَتْ لنا

 

على رِسْلِها، مطروفة لم تَشَدَّد

والعين تسمى الطارفة، والجمع طَوارف. والطَرْف: منزل من منازل القمر. والطِّرف: الفرس الكريم، والجمع طُروف وأطراف. والطِّرْف أيضاً: الرجل الكريم، والجمع أطراف أيضاً.
وطَرَف الشيء: منتهى آخره. والطَّريف والطّارف: ما استطرفته من مال، أي استزدتَه إلى

مالك، وهو ضد التّالد. والطُّرْفَة: ما أطرفتَ به من شيء أو أطرفتَ به صاحبَك، والشيء طَريف ومستطرَف، وجمع طُرْفَة طُرف. والمِطْرَف: كساء من خَزّ أو صوف له أعلام، بكسر الميم وضمّها، تميم تقول: مُطْرَف ومصحَف، وأهل الحجاز يقولون: مِطْرَف ومصْحَف.
والطرْفاء: نبت، الواحدة طَرَفَة مثل قَصَبَة وقَصْباء. وتطرّف الرجلُ القومَ، إذا أغار على نواحيهم، وبه سُمِّي الرجل مطرِّفاً. والطِّراف: بيت أو قبة من أدم، والجمع طُرف. قال طرفة.

وتقصيرُ يوم الدَّجْنِ والدَّجْن مُعْجِب

 

ببَهْكَنةٍ تحت الطِّرافِ المـمـدَّدِ

وقد سمَّت العرب طارِفاً وطُرَيفاً وطَريفاً وطَرَفاً ومطرِّفاً. ويقولون: جاء فلان بطارفةِ عين، إذا جاء بمال كثير، كما يقولون: جاء بعائْرةِ عين. ويقولون: "ما يدري فلان أي طَرَفيه أطول"، يراد به أنَسَبُ أبيه أم نسبُ أمّه. ويقال: فلان طِرِّيف، أي يتطرّف الأمورَ. وجئتك بطَريفة من الأخباّر، أي بشيء يستطرف، والجمع طَرائف. ويقال: لا أفعلُ فلك ما ارتدّ إليّ طَرْفي، أي ما دمت أبصر بعيني.
والفَرَط من قولهم: فَرَطَ هذا الأمرُ فَرَطاً وفروطاً، أي تقدّم، الاسم الفَرَط، ومنه قولهم في الصلاة على المولود: اللهمَّ اجعلْه لنا فَرَطاً وذُخْراً، أي اجعلْه لنا أجراً متقدماً. ويقال: تقدمَ الفرّاطُ قبل الوُرّاد، أي الذين يتقدّمون فيصلحون الأرْشِيَة والدِّلاء، وكل متقدِّم فارط. وفَرَطَ من فلان إليّ كلام، إذا تقدم منه إليك، وأكثر ما يستعملون ذلك في نوادر كلامهم المكروه. وفُرّاط القَطا: متقدماتها إلى الوِرْد. وفرس فُرُط: متقدمة للخيل في سيرها. قال لبيد:

ولقد شهدتُ الخيلَ تَحْمِلُ شِكَّتي

 

فُرُطٌ وِشاحي إذ غدوت لِجامُها

وُيروى: إذ نزلتُ. والأفراط: آكام تتقدمّ في الطُّرق. قال الشاعر:

إذا الليلُ أدجَى واكفهر نجومُه

 

وصاحَ من الأفراطِ بُومٌ جَواثمُ

وهي الفُرُط أيضاً. قال الشاعر:

أم هل سَمَوْتُ بجرّارٍ له لَجَـب

 

يَغْشَى مخارمَ بين السَّهل والفرُطِ

ويقال: ما ألقاك إلا في الفَرْط، أي بعد مدّة. وإياك والفَرَطَ والفَرْطَ في القول، أي التجاوز للحدّ.
وأفرطتُ القِرْبَة إفراطاً، إذا ملأتها. وغدير مفْرَط: ملآن. قال الشاعر:

يرجِّع بين خُرْم مُفْرَطاتٍ

 

صَوافٍ لم تكدِّرْها الدِّلاءُ

الخرْم: غدر يتخرَّم بعضها إلى بعض. وأفرطت القومَ، إذا تركتهم وراءك وتقّدمتهم. وفي التنزيل: "وأنَّهم مُفْرَطون"، أي مؤخَّرون، والله أعلم. وأفرطتُ في الأمر إفراطاً، إذا أنت جاوزت الحد فيه، وفرَّطتً فيه تفريطاً. قال أبو زيد: أفرطتُ على بعبري، إذا حملت عليه أكثر مما يطيق. ويقال: فرطت الرجلَ، إذا مدحته حتى أفرطت في مدحه.
والفَطْر: مصدر فطر الله عزّ وجلّ الخَلْقَ يفطِره ويفطره فَطْراً، إذا أنشأه. وتقدمّ أعرابيّان إلى حاكم في بئر فقال أحدهما: أنا فَطَرْتُها، أي أنشأتها. وفَطَرَ نابُ البعير، إذا طلع، فُطوراً، والجمل حينئذ فاطِر، اكتفوا بفاطر عن ذِكر الناب. وانفطر العودُ وغيرُه انفطاراً، إذا انصدع أو انشقّ. وأفطرَ الصائمُ إفطاراً، واسم ما يأكله: الفَطور، بفتح الفاء. وطعام فَطير: لم يختمر، وكل ما أعجلته عن إدراكه فهو فَطير، ومنه قول عبد الله بن وَهْب الراسبي يوم النهرَوان: "إيّايَ والرأيَ الفَطيرَ"، أي لا تستعجلوا بالرأي حتى يستحكم. قال: ونزل معاوية بامرأة من كلب وقد سَغِبَ فقال: هل من طعام? فقالت: حاضر، فقال: صِفِيه لي، قالت: خُبْز خَمير وحَيْس فَطير وماء نَمير ولبنٌ جَهير. قولها: جَهير، أي لم يمذق بماء هو رائب كحاله، وفَطير، أي لم يَغِبَّ فهو أطيب، والماء النَّمير: النامي في المَشارِب والذي تحسُن عليه الأجسام. والفِطْرَة: الجِبلَّة التي فطر الله تعالى عليها الخَلْقَ. ورُوي في الحديث: "كل مولودٍ يولد على الفِطْرَة". وسيف فُطار: فيه صُدوع. قال الشاعر:

حُسام كالعقيقة فهو كِمْعي

 

سلاحي، لا أفَلَّ ولا فُطارا

والفُطْر: شبيه بالكَمْأة بِيض عظام، الواحدة فُطْرَة. والنَّفاطير، الواحدة نُفْطُورة، وهي الكلأ المتفرِّق.

ر-ط-ق

الرَّقَط والرُّقْطَة: سواد تشوبه نُقَط بياضٍ أو بياضٌ تشوبه نُقَط سواد، يقال: دجاجة رَقْطاءُ وديك أرقَطُ، وحية رَقْطاءَ، إذا كانت كذلك، والذكر أرْقَطُ. وربما كان الرَّقَط في الإنسان أيضاً، وهي لُمَع كالخِيلان في الجسد، أو أكبر منها، وكان عُبيد الله بن زياد أرقَطَ شديدَ الرقْطَة فاحشَها.
والرَّقْطاء: لقب الهلالية التي كانت فيها قصة المُغيرة. وحُمَيْد الأرقَط: أحد رُجّازهم. وابن أرَيْقِط: دَليل النبي صلّى الله عليه وسلّم في الهجرة. وقد سمّت العرب أرْقَط وأرَيْقِط ورُقيْطاً.
والطرْق أصله الشحم، ثم كثر ذلك حتى قالوا: ما به طِرْق، أي ما به قوة. والطَّرْق: مصدر طَرَقَتِ الكاهنةُ تطرُق طَرْقاً، وهو ضربُها بالحصى. قال لبيد:

لَعَمْرُك ما تدري الطوارق بالحَصَى

 

ولا زاجراتُ الطير ما الله صانـعُ

ويقال: ماء طَرْق، إذا بوّلت فيه الماشية، وكذلك ماء مطروق. ورجل به طِرّيقة، أي ضعف ووهن، وهو كالبَلَه. والطَريق المعروف جمعه طُرُق. والطريق من النخل: الذي يُنال باليد، وقال قوم: بل الطريق: الطِّوال الذي قد امتنع عن اليد. ونخلة طَريقة: طويلة ملساء. قال الشاعر:

ومن كلِّ أحوَى كجِذْع الطَّريقِ

 

يَزِينُ الفِناء إذا مـا صَـفَـنْ

يعني فرساً. وجئتك طُرْقة أو طُرقتين، أي مرة أو مرتين. وجاءت الإبلُ مَطاريق، إذا جاء بعضُها على إثر بعض. والمِطْرَقَة: العصا التي يُنفض بها الصوف، ومِطْرَقَة الحدّاد: الحديدة التي يطرق بها، معروفة. وفلان حسن الطريقة، أي حسن المذهب والسَّجِيَّة، والجمع طرائق.
وذهب القوم طرائقَ، أي متفرقين، ومنه قوله تعالى: "طرائقَ قِدداً" كذا يقول أبو عُبيدة، والله أعلم. وكل لحمة مستطيلة فيها عصب فهي طَريقة. وطارقَ فلانٌ بين ثوبين، إذا لبس أحدَهما على الآخر. وطرقتُ القومَ طُروقاً، إذا جئتهم ليلاً، ولا يكون الطُروق إلاّ بالليل، فأنا طارق. ويقال: نعوذ بالله من طوارق السوء، أي ما يطرق ليلاً، وطرقتْنا طارقة من خير أو شر، وأكثر ما يُستعمل في الشر. وسُمّي النجم طارقاً لطروقه ليلاً. قالت القرشية:

نحن بناتُ طارِقْ

نمشي على النَّمارِقْ

أي بنات السيد المضيء الظاهر المكشوف كضوء النجم. وقد أقسم الله عزّ وجلّ بالطّارق، ولا أقْدم على القول فيه. ويقال: ريش طِراق، إذا كان بعضُه على بعض. قال الشاعر:

طِراقُ الخوافي ماثلاً فوق رِيعَةٍ

 

ندَىَ ليلهِ في ريشة يتـرقـرقُ

يصف صقراً، والرِّيعة هاهنا: المرتفع من الأرض، وكذلك الرِّيع، وقوله: نَدَى ليلهِ، يعني الصَّقر بات على رِيعة فالندى يصيبه حتى بلّ ريشه فهو يترقرق فيه. وطَرَقْتُ النعلَ أطرُقها طَرْقاً، وأطرقتها إطراقاً لغة فصيحة، إذا ظاهرتها بأخرى، وطارقتها أيضاً. وطارقت بين درعين وظاهرت بينهما، إذا لبست إحداهما على الأخرى. وأطرقَ الرجلُ يطرق إطراقاً، إذا أسجدَ ببصره إلى الأرض. قال الشاعر:

فأطرقَ إطراقَ الشّجاع ولو يرى

 

مَساغاً لنابَيه الشجاع لَصَمَّـمـا

وموضع بالحجاز يسمى أطرِقا، قد جاء في شعر هذيل. قال الأصمعي: قال أبو عمرو بن العلاء: غزا ثلاثة نَفَر في الدّهر الأول فلما صاروا إلى هذا الموضع سمعوا نَبْأة فقال أحدهم لصاحبيه: أطرِقا، أي الزما الأرض، فسُمّي به الموضع. ومثل من أمثالهم:

أطرِقْ كرا أطرِق كَرا

إنّ النَعامَ في القُرَى

يقال ذلك للرجل الذي يتكلّم بأكثرَ ممّا يقدر عليه، والكَرا: الكَروان. وطرّقتِ القطاةُ تطريقاً، إذا عسر عليها بَيضُها ففحصت الأرض بجؤجؤها، وكذلك الحمامة. قال الشاعر:

وقد تَخِذَتْ رِجلي إلى جَنْب غَرْزِها

 

نَسيفاً كأفْحُوص القطاة المطـرِّقِ

ورجل مطْرِق: غليظ الجفون لا يمكنه أن يُقِلها. قال الشاعر:

وما كنتُ أخشى أن تكون وفاتُـه

 

بكَفَّيْ سَبَنْتَى أزرقِ العَين مُطْرِقِ

يعنى أبا لؤلؤة. السَّبَنْتَى: الجريء المُقْدمِ، والبيت يُعزى إلى مزرِّد بن ضرار أخي الشَّمّاخ.
وفرس أطرَقُ بَيِّنُ الطَّرَق، والأنثى طَرقاء، وهو استرخاء في عصب اليد، وكذلك البعير.

والطُّرَق: جمع طُرْقَة. والأطراق: جمع الماء الطَّرْق، وقد مرّ تفسيرُه. وأطرقتُ فلاناً فحلَ إبلي وخيلي، أي أعطيته أيّاه بعَسْبه. وطَرَقَ الفحلُ الناقةَ يطرقها طَرْقاً، إذا تسنَّمها. والطارقة: سرير ضيّق يسع واحداة لغة يمانية. وكل شيء تراكبَ فقد اطَّرَقَ. والحِقَّة من الإبل: طَروقة الفحل لأنها قد أطاقت أن يطرُقها.
والقُرْط: ما عُلق في شحمه الأذن من خَرَز أو ذهب، والجمع أقراط وقِرَطة وقروط. ويقال: قرَّط فلان فرسَه العِنان، فلهذه الكلمة موضعان: ربما استعملوها في طرح اللّجام في رأس الفرس، وربما استعملوها للفارس إذا مدّ يده بعِنانه حتى يجعلها على قَذال فرسه في الحُضر، والمصدر منهما التقريط. وقد سمّت العرب قُرْطاً وقُرَيْطاً وقَريطاً. والقروط: بطون من العرب من بني كِلاب لأنهم إخوة، أسماؤهم قُرْط وقَريط وقُرَيْط. والقُرْطان: لغة في القرْطاط، وهو للسَّرج بمنزلة الوَليَّة للرَّحْل، وربما استُعمل للرحل أيضاً. والقَرْطِيَّة: إبل تنسب إلى حيّ من مَهْرَة. قال الراجز:

أما ترى القَرْطِيَّ يَفْري نَتْقا

النتقْ: النَّفْض الشديد. وامرأة ناتق: كثيرة الولد من نفْض الرَّحِم. ويقال: ما جادَ لنا بقِرْطِيط، أي ما جاد لنا بشيء يسير، وصنعوا في هذا بيتاً:

فما جادت لنا سلمى

 

بقِرْطِيطٍ ولا فوفَهْ

والفُوفَة: القشرة الرقيقة التي على النواة. وقَرَّط الكُرَّاثَ، إذا قطعه في القدر. والقِرّاط: الذي يسمّى القِيراط، وهو من قولهم: قرّط عليه، إذا أعطاه قليلاً قليلاً.
فأما القِنطار ونحوه فستراه مفسَّراً في الرباعي إن شاء الله لأن النون في القِنْطار أصل.
والقَطْر: مصدر قَطَرَ الشيء يقطُر قَطْراً. وقَطْر السماء: مَطَرُها، والجمع قِطار. والقُطر: الناحية من آفاق السماء، والجمع أقطار، وأقطار السماء: نواحيها، وكذلك أقطار كل شيء نواحيه. وجاء القوم متقاطرين، إذا جاء بعضُهم في إثر بعض، مأخوذ من قِطار الإبل.
ومثل من أمثالهم: " الإنفاض يقطر الجَلَبَ"، يقول: إذا أنفضَ القومُ، أي أنفض أزوادهم، قطَّروا إبلهم فجلبوها للبيع. وقُطْر الإنسان: ناحيتاه. وأقطارّ الشجر، إذا تقطّر عن ورق أخضر ببرد الليل. وقَطَر: موضع معروف. وطعنَ الفارسُ الفارسَ فقطَّره، إذا ألقاه على أحد قُطْرَيْه.
قال الشاعر:

قد عَلِمَتْ سلمى وجاراتُها

 

ما قَطَرَ الفارسَ إلاّ أنـا

شَكْكْتُ بالرْمح سَرابيلَـه

 

والخيلُ تَعدو زِيَماً بيننـا

زِ يَماً: متفرّقة. وقُطارة كل شيء: ما قَطَر منه. والقِطْر: النّحاس، وكذلك فُسِّر في التنزيل، والله أعلم. والقَطْرَة: الواحدة من القَطْر، فإذا أردت المصدر قلت: قَطَرَتِ السماءُ قَطْراً.
وبعير مقطور إلى آخر، وهو القِطار من الإبل. وبعير مقطور، إذا هُنىء بالقطِران، وقد قالوا مُقَطْرَن فردّوه إلى الأصل، وقد جاء في الشعر الفصيح. والمِقْطرة: المِجْمرة التي يُتبخر فيها.
والقُطُر: العُود الذي يتبخَّر به. قال امرؤ القيس:

كأنّ المدامَ وصَوبَ الغـمـام

 

وريحَ الخزامَى ونَشْرَ القُطُرْ

وكل لَثى قطر من شجر فهو قاطر. والقَطار: ماء معروف. والمِقْطَرَة: الخشبة التي تُجعل في الرجل وتسمَّى الفَلَق، معروفة.

ر-ط-ك

أهملت.

ر-ط-ل

الرِّطْل الذي يكال به ويوزَن: معروف، بكسر الراء. قال الشاعر:

لها رِطْل تكيل الزيتَ فيه

 

وفَلاّحٌ يَسوق لها حِمارا

وغلام رَطْل، بفتح الراء: شاب لَدن. قال الراجز:

مات أبوها جَلْعدٌ من الهَـرَمْ

وآدم ابنُ الطين رَطْل ما آحتلمْ

ورطل الرجلُ شَعَرَه، إذا كسّره وثناه، ترطيلاً. ورطلتُ الشيء بيدي أرطُله رَطْلاً، إذا حرّكته لتعرف وزنه، وأحسبه دخيلاً. والرطَيْلاء: موضع، زعموا.

ر-ط-م

رُطِم البعير فهو مرطوم، إذا احتبس نَجْوَه. وارتطم على الرجل أمرُه، إذا سدَّت عليه مذاهبه.
ووقع في رُطْمَة وارتطام، إذا وقع في أمر لا يعرف جهته. وامرأة رَطوم: سَبٌّ للمرأة.
والرمْط: مصدر رمطت الرجل أرمُطه رَمْطاً، إذا عِبته وطعنتَ فيه.
والطَّمْر: الوثب، طَمَرَ الفرسُ يطمِر ويطمُر طَمْراْ وطُموراً، إذا وثب. وفرس طِمِر: فِعِلّ من ذلك. قال الهُذلي:

وإذا طرحتَ له الحصاةَ رأيتَه

 

ينزو لوَقْعتها طُمورَ الأخْيَل

الأخْيَل: ضرب من الطير. وهَوَى فلانٌ من طَمارِ، إذا هوى من عُلْو إلى سُفْل. قال الشاعر:

فإن كنتِ لا تدرين ما الموتُ فانظُري

 

إلى هانىءٍ في السّوق وابن عَقـيل

إلى رجلٍ قد صدّع السـيفُ رأسَـه

 

وآخرَ يهوي من طَـمـارِ قـتـيل

وابنا طِمِر وابنا طَمارِ: جبلان معروفان، وابنتا طمارِ: ثنيّتان. قال الراجز:

وضَمهن في المسيل الجاري

ابنا طِمِرّ وابنتا طَمارِ

والطمْر: الثوب الخَلَق، والجمع أطمار. قال الراجز:

أطلَسُ طُمْلُول عليه طِمْرُ

طُمْلُول: فقير. وزعموا أن قولهم طامِر بن طامِر اسم للبُرْغوث، حكاه الأخفش، وتقول العرب: طامِر بن طامِر لمن لا يدرى من هو ولا ابنُ من هو. والطمْرور: لغة في الطُّمْلُول، وهو الذي لا يملك شيئاً. والطُومار ليس بعربي صحيح. ويقال: نزا الفرسُ فأطمرَ غُرْمُوله في الحِجْر، إذا أوعبه. وبنى فلانٌ مطمورةً، إذا بنى داراً في باطن الأرض أو بيتاً، وهي كلمة مولَّدة، والجمع مَطامير.
والطِّرْم: العسل. والطِّرْم أيضاً: الضعف، وقد جاء في الشعر الفصيح. والطِّرْم أيضاً: ضرب من الشجر، زعموا. والطِّرْيَم: السحاب الغليظ. قال الراجز:

فاضطَرّه السيلُ بوادٍ مُرْمِث

في مكفهِرِّ الطِّرْيَم الشَرَنْبَثِ

الشَّرَنْبَث: الغليظ. والطّرَامة: خضرة تركب الأسنان من ترك السِّواك، ويقولون: طُرِمَ الرجلُ فهو مطروم، إِذا أصابه ذلك، وليس بثبت. فأما هذا البناء الذي يسمّى الطارمة فليس بعربي، وهو من كلام المولَّدين.
والمَرْط: مصدر مرطتُ الريشَ عن السهم أَمرُطه مَرْطاً، وكذلك عن الطير أيضاً. وسهم مَريط ومَمروط، إذا مُرطت قُذَذُه. ورجل أمرَط، إذا لم يكن على جده شَعَر، وامرأة مَرْطاءُ: لا شعر على رَكَبها وما يليه. والمَريطِان: عِرقان في الجسد. والمُرَيْطاء: جلدة رقيقة بين العانة والسُّرَّة من باطن، ومن ذلك قول عمر رضي الله عنه للمؤذن لما شدّد أذانه: "أما خشيتَ أن تنشقَّ مُريطاؤك "? والمِرْط: مِلْحَفَة يؤتزَر بها، عربي صحيح، والجمع أمراط ومُروط.
وناقة مُمْرِط ومِمْراط، إذا ألقت ولدها لا شَعَرَ عليه. وناقة مِمْراط، إذا كانت متقدّمة سريعة في السير، وليس بثَبْت. وتمرَّط الشعَرُ، إذا تساقط، والمُراطة: ما سقط منه إذا سُرِّح. والمَرَطَى: عدْو الفرس، إذا عدا عَدْواً سهلاً دون التقريب. قال الراجز:

والخيلُ يعدو المَرَطَى مُغِيرُها

وأمرطتِ النخلةُ، إذا سقط بُسْرها غضًّا فهي مُمْرِط، فإن كان ذلك من عادتها فهي ممراط.
والمَطَر: معروف، مَطَرَتِ السماء تمطر مَطَراً، وربما قالوا: مَطْراً، فجعلوه مصدراً.
وأمطرتِ السماء لغة فصيحة لم يتكلم فيها الأصمعي لأنه جاء في القرآن: "عارِض مُمْطِرُنا " و"وأمطَرْنا عليهم". وأرض مَطيرة وممطورة، ويوم ماطر وممْطِر. ومرّ الفرسُ يمطر مَطْراً، إذا عدا عَدْو شديداً، وكذلك البعير. قال الراجز:

أما ترى القَرْطيَّ يفري مطْرا

القَرْطيّ: جمل منسوب إلى بني قَرْط من مَهْرة بن حَيْدان. وتمطّر الفرسُ تمطراً، إذا اجتهد عَدْواً.
فأما قولهم غضب فلان علينا غضباً مُطرًّا، أي شديداً، فليس من هذا. قال الحُطيئة:

غضبتم علينا أن ثَأرنا بـخـالـدٍ

 

بني عَمِّنا ها إنّ ذا غَضَبَ مطِر

أي شديد، قوله مُطِرّ هاهنا في معنى مُفْعِل، وليس هذا من الثلاثي لأن الميم فيه زائدة، وقد شرح في الثنائي. ويقال: هذه مَطْرَة من فلان، أي عادة منه. وقد سمّت العرب مَطَراً ومطَيْراً وماطراً. والمرّة من المَطَر مَطْرَة، يقال: أصابت الأرضَ مطرةٌ غزيرةٌ. وفرس مَطّار: كثير العَدْو. فأما مِطران النصارى فليس بعربيّ محض. والمِمْطَر: ثوب يُستكن بلبسه من المطر، وكل ثوب استكننت به من المطر فهو مِمْطَر. وسحاب مستمطَر: كأنه يرجى منه المطر.
واستمطر فلان فلاناً نائلَه، إذا اجتداه. والمَطَر: كثرة السواك. وفي التفسير إذا كان رحمة فهو "مَطَرَ"، وما كان من العذاب فهو "أمطَرَ".

ر-ط-ن

استعمل من وجوهها: الرَّطْن والرَّطانة من قولهم: تراطنَ القومُ بينهم، إذا تكلّموا بكلام غيرِ مفهوم بلُغتهم، وأكثر ما يُخَصّ بذلك العجم والروم. قال الشاعر:

دَوِية ودُجى ليل كأنهـمـا

 

يَمٌّ تَراطن في حافاته الرُّومُ

وُيروى: في أفدانه الرّوم. وقال رجل من العرب: "والله ما أحسِنُ الرَّطانة و.إني لأرْسَبُ من رصاصة وما قرقمَني إلاّ الكَرَمُ"، يعني أن نسب أبيه مقارب لنسب أمّه، تقول العرب: إذا كان كذلك خرج الرجلُ صغيرَ الجسم.
فأما الناطور فليس بعربي، إنما هو كلمة من كلام أهل السواد لأن النَّبَط يقلبون الظاء طاءً، ألا ترى أنهم يقولون بَرْطلَّة، وتفسيره: ابن الظل، وإنما الناطور الناظور بالعربية فقلبوا الظاء طاءً. والناظور: الأمين، وأصله من النظر.

ر-ط-و

استُعمل من وجوهها الرطْو يُكنى به عن الجِماع، رَطاها يرطوها رَطْواً، وربما هُمز فقيل: رَطَأها يَرْطَؤها رَطْأً. والرًّواطي: مواضع معروفة. والرَّوط: مصدر راط يروط رَوْطاً، وهو تعفُّق الوَحْشيّ بالأكَمَة وغيرها، إذا لاذ بها.
والطَّوْر: الحدّ بين الشيئين، والجمع أطوار، وهو الطَّوار أيضاً، من قولهم: تعدّى فلانٌ طورَه، أي مبلغَ قدره، وملكتُ الأرضَ بطَوارها، أي بمنتهى حدودها. وطور الدار وطَوارها: ناحيتها.
والطَّوْر أيضاً: فعلك الشيءَ بعد الشيء، فعلتُ الشيءَ طوراً بعد طَوْر، أي مرة بعد مرّة، وفي التنزيل: "خلقّكّم أطواراً"، فُسِّر نُطفةً ثم عَلَقَةً ثم مضغةً، فهذا طَور بعد طَور، والله أعلم بكتابه.
والطُّور: جبل معروف، قال قوم: هو اسم لجبل بعينه، وقال آخرون: بل كل جبل طُور بالسريانية كذلك، والله أعلم. والطُّورة، في بعض اللغات، مثل الطِّيَرَة.
والطَّرْو: مصدر طَرا علينا فلانٌ يَطرو طَرْواً وطُرُوّاً، في لغة من لم يهمز، ومن همز قال: طرأ علينا طروءاً، إذا قدَمَ عليهم من بلد أو طَلعَ عليهم وهم لا يشعرون، وهذا تراه في باب الهمز إن شاء الله تعالى.
والوَرْط من قولهم: تورَّطَ فلان في كذا وكذا، إذا نَشِبَ فيه ولم يتخلّص منه، وهي الوَرْطَة، والجمع الوِراط. وكل غامض ورْطة. قال الهُذَلي:

وأكسو الحِلَّة الشَّوكاءَ خِدْنـي

 

وبعضُ الخيرِ في خزنٍ وِراطِ

وأورطت فلاناً شرُ مَورِطٍ، إذا أوقعته فيما لا خلاص له منه، والمصدر الإيراط، والفعل التورط وورطته توريطاً وتورط هو تورُّطاً. قال الشاعر:

إنّ بين التفريط والإفراطِ

 

مَسْلَكاً منْجِياً من الإيراطِ

وفي الحديث: " لاوراطَ"، وأحسبه راجعاً إلى أن يتمكّن الرجلُ من الرجل فيورّطه مَوْرِطَ سَوء.
والوَطَر: النَّهْمَة، يقال: قضى فلان من كذا وكذا وَطَراً، إذا قضى نَهمتَه، وليس له فعل يتصرّف.

ر-ط-ه

استُعمل من وجوهها الرُّهْط، وهم بين الثلاثة إِلى العشرة، وربما جاوز ذلك قليلاً. ورَهْط الرجل: بنو أبيه. ويُجمع رَهْط على أرْهط، ثمّ تجمع أرْهط على أراهط. قال الشاعر:

أراهطُ من بني عمرو بن جَرْم

 

لهم نَسبٌ إذا نُسِـبـوا كـريم

والرهْط: إزار يُتخذ من أدم وتشقَّق جوانبه من أسافله ليمكن المشي فيه يلبسه الصبيان والحيض، والجمع رِهاط. قال المتنخّل الهذلي:

عرفت بأجْدُثٍ فنِعـافِ عِـرْقٍ

 

علاماتٍ كتحـبـير الـرِّياطِ

بضرب في الجماجم ذي فُضول

 

وطعن مثل تعطيط الرِّهـاطِ

العَط والتَّعطيط: الشَّقّ، ويُروى: ذي فُروع، أي ينصبّ منه الدم كما ينصبْ الماءُ من فَرْغ الدلو. ورُهاط: موضع بالحجاز. ومرج راهِط: موضع معروف بالشام قُتل فيه الضَّحّاك بن قيس الفهْري.
والطُّهْر: ضد الدَّنَس، طَهُرَ الرجل طهارة فهو طاهر. قال أبو بكر: وهذا من أحد الحروف التي جاءت على فَعُلَ فهو فاعل، مثل فَرُهَ فهو فاره، وحَمُض فهو حامِض، ومَثُلَ فهو ماثل، وقالوا: مَثَلَ فهو ماثل. والطهارة: اسم ومصدر للطاهر. والطهور: الماء بعينه، والطهور الفعل قياساً.

والمِطْهَرَة، الإناء الذي فيه الطَّهور، والجمع مَطاهر. والمَطْهَرَة، بفتح الميم: الموضع الذي يتطهَّر فيه. ويقال: طَهَرَه وطَحَره، إذا أبعده، كما يقولون: مَدَهَه ومَدَحَه، وأشباه هذا كثير في قلب الهاء حاءً والحاء هاء. وذكروا أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لعمّار: "وَيْهَكَ ابنَ سُمَيَّة "، فإن كان هذا الحديث محفوظاً فالحاء إذا قلبت هاءً من أفصح اللغات، وليس يلزم هذا في كل موضع إنما يجب أن يؤخذ بالمسموع عن العرب. وقد سمّت العرب طاهراً ومطهِّراً وطهَيْراً.
والطُّرّة: طُرة الثوب ونحوه، وقد مرّ ذكرها في الثنائي.
وناقة هِرْط: مُسنَّة ماَجَّة، وهي التي يخرج الماء مِن فيها لكبرها إذا شربت، والجمع أهراط وهروط. وتهارطَ الرجلان، إذا تشاتما، زعموا. وهَرَطَ ثوبَه مثل هرتَه، إذا شقَّه، وكذلك العِرض. ويقولون: شِدق أهرَت، ولا يقولون: أهْرَطُ.
والهَطْر: الضرب، هَطَرَه يهطره هَطْراً، ولا أحسبها عربية محضة.

ر-ط-ي

استُعمل من وجوهها: رَطِيَ يَرْطَى رَطْياً، إذا جامع، في لغة من لم يهمز، ومن همز قال، رَطَأ يرطَأ رَطْأً.
والرَّيْطَة من الثياب: معروفة، والجمع رَيْط ورِياط.
والطير والطائر: معروفان، والطائر جمعه طَيْر. قال الله عزّ وجل: "والطَّيرُ صافّاتٍ".
والطيرة من التطير: معروفة، من قوله صلى اللُه عليه وآله وسلم: "لا عَدْوَى ولا طِيرة"، وسترى هذا في المعتلّ إن شاء الله تعالى.

باب الراء والظاء

مع ما بعدهما من الحروف

ر-ظ-ع

استُعمل منها الرُّعْظ، وهو مَدْخَل سِنْخ النصل في رأس السهم، والجمع أرعاظ. ومثل من أمثالهم: " فلان يكسِّر عليّ الأرعاظَ "، إذا اشتدّ غضبه عليه.
ورجل عِظْيَرّ: كَزّ غليظ، ويقال: هو السيّىء الخُلق، وهذا اسم مشتق من فعل قد أميت، وهذا من عَظِرَ الرجلُ، إذا كره الأمر واشتدّ عليه، ولا يكادون يتكلّمون به ولا يصرفون له فِعْلاً.

ر-ظ-غ

أهملت.

ر-ظ-ت

استعمل منها ظَرْف كل شيء: ما جُعل فيه، والجمع ظُروف. ورجل ظَريف بَيِّن الظَّرْف والظَّرافة من قوم ظُرَفاء، والفعل منه ظَرُفَ يظرُف. سئل أبو بكر عن الظَّريف ما معناه فقال: قال قوم: الظَّريف الحَسَن العبارة المتلافي حُجّته، وقال آخرون: بل الظَّريف الحَسَن الهيئة. وأهل اليمن يسمّون الحاذق بالشيء ظَريفاً.
والظُّفر: ظُفر الإنسان، والجمع أظفار، ولا يقال: ظِفْر، وإن كانت العامّة قد أولعت به، ويجمع أظفار على أظافير، وقال قوم: بل أظافير جمع أُظْفُور، والظّفْر والأظْفور سواء. أنشدَنا أبو حاتم قال: أنشدتني أمّ الهيثم واسمها غَيْثَة من بني نُمير بن عامر بن صَعْصَعَة:

ما بين لُقمته الأولى إذا انحدرتْ

 

وبين أخرى تليها قِيسُ أُظْفورِ

وظفَّر السَّبُعُ، إذا أنشبَ مخالبَه. وظَفِرَ الرجلُ بحاجته يظفَر ظَفَراً.
والظَّفَرَة: عَلَقَة تخرج في العين، ظَفِرَت عينُه تظفَر ظَفَراً. وظَفارِ: موضع ينسب إليه الجَزْع الظفاريّ. قال أبو عُبيدة: وهو مبني على الكسر نحو حَذامِ وقطامِ وما أشبهه. وقال غيره: سبيلها سبيل المؤنّث لا تنصرف، يقال: هذه ظَفارُ ورأيت ظَفارَ ومررت بظَفارَ. وأخبرنا السَّكن بن سعيد قال: أخبرنا محمد بن عَبّاد عن ابن الكلبي قال: خرج ذو جَدَن الملكُ يطوف في أحياء مَعَدّ فنزل ببني تميم فضُرب له فسطاط على قارة مرتفعة فجاءه زُرارة بن عُدَس فصعِد إليه فقال له الملك: ثِبْ، أي اقعدْ بلغته فقال: ليعلم الملكُ أني سامع مُطيع، فوثب إلى الأرض فتقطّع أعضاءً، فقال الملك: ما شأنه. فقالوا: أبيتَ اللعن إن الوثب بلغتهم الطَّمْر. فقال: ليس عربيتُنا كعربيتكم، من دخل ظَفارِ حَمَّرَ، أي تكلِّم بكلام حِمْيَر ثم تذمَّم فقال: هل له من ولد? فأُتي بحاجب فضرب عليه قبّة فكانت عليه إلى الإسلام. وقد سمّت العرب ظَفَراً ومظفراً ومِظْفاراً.
وفي العرب بطنان ينسبان إلى ظَفَر: بطن في الأنصار، وآخر في بني سُليم. وقد قالوا: رجل ظِفّير، أي كثير الظَّفَر، وليس بثَبْت.

ر-ظ-ق

القَرْظ: شجر يدبغ به، معروف. وبنو قُرَيْظة: بطن من يهود خَيْبَر، وهو تصغير قَرظَة. وقرّظتُ فلاناً، إذا مدحته. ومن أمثالهم: "لا يكون ذلك حتى يؤوب القارظان"، وهما رجلان أحدهما يَقدُم بن عَنَزَة، والآخر عامر بن هُميْم بن يَقْدم بن عَنَزَة، خرجا يجنيان القَرَظ فلم يرجعا، فضرب بهما المثل. قال الشاعر:

إذا ما القارظُ العَنْزيُّ آبا

وقال الآخر:

وحتى يؤوبَ القارظان كلاهما

 

ويُنْشَرَ في القتلى كُليبٌ لوائل

والصِّبغ القَرَظيّ مشبَّه بثمر القرَظ. وأديم مقروظ، إذا دبغ بالقَرَظ، وهو الصِّبغ الذي يقال له: القَرَظيّ، منسوب إلى ثمر القَرَظ، وهو أصفر، والعامّة تقول: قَرَضيّ، وهو خطأ.

ر-ظ-ك

استُعمل من وجوهها الكِظْر، وهي عَقَبَة تُشدّ على أصل فوق السّهم. قال الشاعر:

تُشَدُّ على حَزِّ الكِظامة بالكِظْرِ

والكِظامة: عَقَبَة أخرى تشَدّ على أًصل فوق السهم.

ر-ظ-ل

أهملت وكذلك حالهما مع الميم.

ر-ظ-ن

استعمل منها: نَظَر ينظُر نَظَرأ، فهو ناظر والمفعول منظور. ونَظَرْته في معنى انتظرته، وفي التنزيل: "آنظرونا نقتبسْ من نوركم". وأنظرته أنظره إنظاراً، إذا أخّرته في بيع أو غيره، والاسم النَّظِرَة، وقد قرىء: "فنظِرَة إلى مَيْسَرَة". والناظر: موضع النظر من العين. والناظران: عِرقان في باطن العين. وفلان نَظير فلان، أي مثله، والجمع نُظَراء. وفلان ناظورة بني فلان، أي المنظور إليه منهم. وربما قيل: فلان نظيرةّ قّومه، أي سيّدهم. ولغة طيّىء: نظرتُ إليه أنظور، في معنى أنظُر. قال الشاعر:

حتى كأنّ الهوى من حيث أنظورُ

أي أنظُر. وكان الرجل يقول للرجل: بَيْع، فيقول: نِظْرٌ، أي تُنْظِرُني حتى أشتريَ منك. وناظِرة: جبل معروف أو موضع. والنَّواظر: جمع ناظر. وقد سمَّت العرب ناظراً ومنظوراً.

ر-ظ-و

أهملت.

ر-ظ-ه

استُعمل من وجوهها الظَّهر: معروف، والجمع ظهور، وكل شيء علا فقد ظَهَر. وظَهْر الأرض: خلاف بطنها. وظواهرها: ضواحيها. وصلاة الظُّهر مأخوذة من الظَّهيرة، وهي نصف النهار. وأظهرَ القومُ إظهاراً، إذا ساروا في الظهيرة أو دخلوا فيها. وظاهرَ الرجلُ بين درعين، إذا لبس إحداهما على الأخرى. والظُّهْران: ريش القُذذ إذا كان ملتئماً، وهو أن تلي الناحيةَ القصيرةَ الريش أخرى مثلها. وفلان ظَهير لفلان، إذا كان مُعيناً له. ويقال للرجل: خذ معك بعيراً ظِهْريّأ، أي تستعين به. وظاهرَ الرجلُ امرأته ظِهاراً، إذا قال: أنتِ عليّ كظهر أمّي. وبعير ظَهير: قويّ على الرحلة. وقريش الظواهر: الذين ينزلون ظاهرَ مكّة. والظهْران: موضع. وأوردَ إبلَه الظّاهرة، وهو يوردها كلَّ يوم في وقت الظهيرة، وبه سُمّي الرجل مظهَراً، هكذا قال الأصمعي لأن جدّه مظهِّر بن رياح. قال أبو بكر: الأصمعي عبد الملك بن قريب بن علي بن أصْمَعَ بن مظهِّر بن رياح. وقال أبو بكر: دُفن مظهِّر بكابُل. واستظهرتُ العِلْمَ وغيرَه استظهاراً، إذا قرأته ظاهراً. وتظاهرَ القومُ، إذا تعاونوا، وقال قوم من أهل اللغة: تظاهرَ القومُ، إذا تدابروا، فكأنه من الأضداد. ويقال: بيت حَسَن الأهَرَة والظَّهَرَة، إذا كان حسن المَتاع والقُماش والآلة. وأقران الظّهر: الذين يجيئونك من قِبَل ظَهرك، ومنه قول الشاعر:

لكان جميل أسوأ القوم تِـلَّةً

 

ولكنّ أقرانَ الظُّهورِ مَقاتلُ

وقد سمَّت العرب ظُهَيْراً ومظهِّراً.

ر-ظ-ي

استعُمل من وجوهها: الظّئر، يُهمز ولا يُهمز، وهي الناقة تعطف على غير ولدها حتى تَرأمَه، والجمع ظؤار وأظآر وظُؤور، ويُستعمل في الناس. والظِّئر: ركن القصر والجبل، لغة يمانية، ظِئر مقصَّص. وللراء والظاء والياء مواضع في الاعتلال تراها إن شاء الله تعالى.

باب الراء والعين

مع ما بعدهما من الحروف

ر-ع-غ

أهملت.

ر-ع-ف

استُعمل من وجوهها: رَعَفَ الرجلُ يرعَف ويرعُف رَعْفاً، والاسم الرُّعاف، والرُّعاف: الدم بعينه. وأصل الرّعْف التقدّم، من قولهم: فرس راعِف، إذا كان يتقدمّ الخيل، فكأنّ الرُّعافَ دمٌ سَبَقَ فتقدّم. قال الأعشى:

به يَرْعَفُ الألفَ إذ أرْسِلَتْ

 

غَداةَ الرّهانِ إذا النَّقْعُ ثارا

أي يتقدّمها، قال: التأنيث للخيل لا للألف. وسُمّيت الرّماح رَواعفَ لأنها تقدَّم للطعن، وإن قلت إنها سمّيت رواعف لأنها تَرْعَف بالدم، أي يقطر منها إذا طُعن بها كان عربياً جيداً إن شاء الله تعالى. وراعوفة البئر: حجر يتقدمّ من طَيّها نادراً يقوم عليه السّاقي والنّاظر في البئر. وفي الحديث: " طبّ النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فجُعل سِحْرُه في جُفِّ طَلْعَةٍ ثم تُرك في راعوفة "، ويقال: أرْعوفة. وأرعفَ فلان فلاناً، إذا أعجله، زعموا، وليس بثَبْت إنما هو أزعف فلانٌ فلاناً، بالزاي، إذا أعجله.
والرفْع: ضد الخَفْض، رفعه اللهّ، أي نمّاه وكثّره. والرفْع أيضاً: تقريبك الشيء من الشيء.
وفي التنزيل: "وفُرُش مرفوعةٍ"، أي مقرَّبة لهم، والله أعلم. ومنه قولهم: رفعته إلى السلطان، أي قرّبته منه، والمصدر الرُّفْعان والرِّفْعان. والرُّفْعان من قولهم: رفعتُ إلى السلطان رَفْعاً ورُفْعانَاً ورَفيعةً للشيء ترفعه. ورجل رفيع المَنْزِلَة عند السلطان، أي عال، والاسم الرِّفْعَة. والمِرْفَع: كل شيء رفعتَ به شيئاً فجعلته عليه، والجمع المَرافع. وقد سمّت العرب رافعاً ورُفيْعاً ورِفاعة.
وبنو رِفاعة: بطن منهم، وهم من بني يَشْكر. وبنو رُفَيْع: بطن أيضاً. وتقول: فلان الأرْفع عندي قدْراً، أي الرفيع.
والعَفْر والعَفَر: ظاهر تراب الأرض، بفتح الفاء وتسكينها، والفتح اللغة الجيدة. وظبية عَفْراء وظبي أعفَر: يشبهان بعَفْر التراب. وعفْرت الرجلَ تعفيراً، إذا مرَّغته في التراب، ومنه قولهم: طعنه فعفَّره، إذا ألقاه على عَفر الأرض. وقد سمّت العرب عُفَيْراً وعَفّاراً ويَعْفُر ويَعْفوراً.
والعَفير: لحم يجفَّف على الرمل في الشمس. وشربَ سَويقاً عَفيراً: لم يُلَتّ بزيت ولا سمن.
والعَفار: شجر كثير النار يُتَخذ منه الزِّناد، الواحدة عَفارة. وعَفارة: اسم امرأة. قال الشاعر:

بانَت لتَحْزُننا عَفـارَهْ

 

يا جارَتا ما أنتِ جارَهْ

وعفَّرتِ الظبيةُ ولدَها، إذا سقته درَّة ثم مشت ليمشيَ خلفها فتعلّمه المشيَ. وعَفَرْتُ الزرعَ، إذا سقيته أول سَقْية، لغة يمانية. وعفَرْتُ النخلَ، إذا فرغت من لَقاحها في بعض اللغات. ومثل من أمثالهم: " إقْدَحْ بعَفارٍ أو مَرْخْ، وآشددْ إن شئتَ أو أرخْ ". قاِل الأعشى:

زِنادُك خيرُ زنـاد الـمـلـو

 

كِ صادف منهن مَرْخٌ عَفارا

فلو أنتَ تَقْدَح فـي ظُـلـمةٍ

 

صَفاةً بنَبْـعٍ لأوْرَيتَ نـارا

قال أبو بكر: لا يكون في النَّبع نار ولا في الصَّفا من الحجارة، يقول: لو قدحتَ بهما لأوريت ليُمْن نَقيبتك. والعِفْر: الغليظ الخَلق الشديد من الرجال، رجل عِفْر، وامرأة عِفْرَة، ومنه اشتّقاق العِفْرِيَة من قولهم: رجل عِفْرِيَة نِفرِيَة، إذا كان خبيثاً، ونفْرِية إتباع. والعِفرِيَة والعِفْراة: الشعرات النابتات في وسط الرأس يَقْشَعْرِرْنَ عند الفزع، والجمع العَفاري. قال الراجز:

إذ صَعِدَ الدهرُ إلى عِفْراتِهِ

فاجتاحها بشَفرَتَيْ مِبْراتِهِ

وعُفَيْرَة: اسم امرأة من العرب كانت من حكمائهم، وأحسب أن اشتقاق العَفَرْناة من النُّوق من هذا إن شاء اللّه، ويمكن أن يكون اشتقاقها من قولهمِ: أسد عَفَرْنَى، غليظ العنق، والنون فيه زائدة كزيادتها في رَعْشن وما أشبهه. واعتفرَ فلان فلاناً، إذا ساوره، وكذلك اعتفره الأسدُ. والمَعافر، بفتح الميم: موضع باليمن تُنسب إليه الثياب المَعافرية. وقال الأصمعي: يقال: ثوبٌ مَعافر، غير منسوب، فمن نسب فهو عنده خطأ، قال أبو بكر: وقد جاء في الرجز الفصيح منسوباً. وزعموا أن المُعافِر الذي يمشي مع الرّفَق لينال من فضلهم، ولا أدري أعربي هو أم لا. والعُفْرَة: لون الأعْفَر، وهي حُمرة فيها كدرة كلون الأرض العفراء، وبه سُمّيت المرأة عَفْراء. والعُفْر من الظّباء: اللواتي يرعين عَفَرَ الأرض وسهولها، وهنّ ألأم الظّباء وأصغرها أجساماً. والعُرْف: عُرف الفرس والديك، والجمع أعراف وعُروف إن اضطُرّ إلى ذلك شاعر.
وأولى فلانٌ فلاناً عُرْفاً ومعروفاً وعارفة. واعرورفَ البحرُ والسّيلُ، إذا تراكب موجُه حتى يكون له كالعُرْف. قال الشاعر:

وهندٌ أتى من دونها ذو غَـواربٍ

 

يقمِّص بالبُوصِيًّ مُعْرَوْرفٌ وَرْدُ

غوارب: أعالي، وغارب كل شيء: أعلاه، كأن له عُرْفاً من تراكبه، يقمِّص، أي كما يقمِّص البعير. والعُرْفان: دُوَيْبّة صغيرة تكون في الرمل. وعَرَفْتُ فلاناً معرفة وعِرفاناً، وقال أبو حاتم: قال أبو زيد: تقول العرب: عِرْفَتي به قديمة، بمعنى معرفتي. وعَرُفَ فلان على أصحابه يعرُف عَرافةً، إذا صار عَرِيفهم. وعرِيف القوم: سيّدهم أو المنظور إليه منهم. قال الشاعر:

أو كلما وَرَدَتْ عُكاظَ قبيلة

 

بعثوا إليّ عَريفَهم يتوسَّمُ

فهذا في معنى الرئيس. وقال علقمة:

بل كل قوم وإن عَزًّوا وإن كَثُروا

 

عَرِيفهم بأثافي الشَّرِّ مـرجـومُ

ويُروى: وإن كَرُموا، ويُروى: بدواعي الشَّرّ. وضَبْع عَرْفاءُ، إذا كان لها شَعَر مثل العُرْف، والعُرْف والمَعْرَفَة واحد. وشَمِمْتُ للشيء عَرْفاً طيّباً، أي رائحة. والمَعارف واحدها مَعْرَف، وهي الوجوه، قال الأصمعي: أنا منه أوْجَرُ، كأنه قال: لا أعرف لها واحداً. قال الهذلي:

متكوِّرين على المعارف بينهم

 

ضرب كتَعْطاطِ المَزادِ الأنْجَل

والأعراف: ضرب من النخل، قال أبو حاتم: وهو البُرْشُوم أو ما يشبهه. قال الراجز:

يَغْرِسُ فيها الزّاذَ والأعرافا

والنابِجيَّ مُسْدِفاً إسدافا

يعني الأزاذ، والنابجيّ: ضرب من التمر أسود. والأعراف في التنزيل لا أقدِم على تفسيره للاختلاف فيه. وعرَّفتُ الدارَ: زيّنتها وطيّبتها، وكذلك فُسِّر في التنزيل "عَرفَها لهم"، أي طيّبها وزيّنها، واللّه أعلم. ويوم عَرَفَة: معروف لا تدخله الألف واللام. وخرجتْ على يده عَرْفَة، وهي قَرْحَه تخرج على أطراف الأصابع. والعَرّاف: الطبيب أو الكاهن. قال الشاعر:

فقلتُ لعَرّافِ اليمامة داوِني

 

فإنكَ إن أبرأتَني لَطبـيبُ

وقد سمّت العرب معروفاً وعَرّافاً وعَريفاً ومعرِّفاً وعُرَيْفاً.
والفَرْع: أعلى كل شيء، والجمع فروع. وفَرْع المرأة: شَعرها. وامرأة فَرْعاء: كثيرة الشَّعَر، ولا يقولون للرجل أفرَغ إذا كان عظيم الجُمّة، إنما يقولون: رجل أفرَعُ، ضدّ الأصلع. وكان النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم أفرَعَ، وفي الحديث: "آلفُرْعان خير أم الصُّلْعان". وفَرَعْتُ الرجلَ بالسيف أو العصا، إذا فَرَعْتَ به رأسَه، أي علوتَه به. وفَرعْتُ الجبل، إذا صرت في ذِروته.
وأفرعتُ في الوادي، إذا انحدرت فيه. قال أبو حاتم: قلت للأصمعي: قال رجل من العرب: لقيتُ فلاناً فارعاً مُفْرِعاً، فقال: أي أحدنا منحدر والآخر مُصْعِد، وأنشد الأصمعي:

شِمالَ مَن غار به مُفْرِعاً

 

وعن يمينِ الجالس المنْجِدِ

قوله: من غار به، أي دخل الغور، والجالس من الجَلْس، وهو موضع. والفَرَع: شيء كان يُعمل في الجاهلية، يُعمد إلى جلد سَقْبٍ فيُلْبَسه سَقبٌ آخرُ لترْأمه أُمُّ المنحور أو الميت. قال الشاعر:

وشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبام من ال

 

أقوام سَقْباً مجلَّلاً فَرَعـا

العَبام: الفدَمْ الغليظ، والهَيْدَب: السحاب الثقيل المتدلّي. والفَرَعَة: القَمْلَة الصغيرة، وبها سُمّيت فُرَيْعَة أم حسان بن ثابت. وقد سمّت العرب فارعاُ وفُرَيْعاً. وفارعة: اسم امرأة. وفارِع: أطم بالمدينة. وأما فرعون فليس باسم عربي يحكَّم فيه التصريف وأحسب أن النون فيه أصلية لأنهم يقولون: تَفَرْعَنَ، وليس من هذا الباب. والفوارع: مواضع، وكذلك الفُروع: إكام مرتفعة.
والفَعْر لغة يمانية، وهو ضرب من النبت، زعموا أنه الهَيْشَر، ولا أدري ما صحّة ذلك، والهَيْشَر: الكنْكَر البريّ، فارسي.

ر-ع-ق

استُعمل منه الرُّعاق، وهو مثل الضَّغيب والخَضيعة، وهو الصوت الذي يُسمع من جوف الفرس إذا عدا.
والرَّقْع: مصدر رَقَعْت الشيءَ أرقَعه رَقْعاً، مثل الثوب والأديم وما أشِبههما. وجمع رُقْعَة رُقَع ورِقاع. قال الشاعر:

كأن أطْباءها في رُفْغها رُقَعُ

والرَّقيع: السماء، وفي الحديث: "لقد حكمتَ بحُكْم اللّه من سبعة أرْقِعَة "، هكذا جاء في الحديث على لفظ التذكير، على معنى السَّقف، واللهّ أعلم. فأما قولهم: رجل رَقيع فهي كلمة مولَّدة، وأحسب أن أصلها أنه واهي العقل قد رُقِع لأنه لا يُرقع إلاّ الواهي الخَلَقُ. والرُّقَيْعيّ: ماء بين مكّة والبصرة كان لرجل من بني تميم يُعرف بابن رُقَيْع. قال الراجز:

ما شَرِبتْ بعد قَليب القُرْبَقِ

من شَربة غيرَ النَّجاء الأدْفَقِ

يا ابنَ رقَيْع هل لها من مَغْبَقِ

والرقاعة: مصدر رَقيع بَيّن الرقاعة، والراقع الفاعل والمرقوع المفعول. والمثل السائر: " اتّسعَ الخَرْقُ على الرّاقع " أصله من شعر لنصر بن سَيّار كتب به إلى مروان الحِمار:

كنا نُرَفّيها فقـد مُـزِّقَـتْ

 

فاتّسع الخرْق على الرّاقع

ويقال للرجل: يا مَرْقَعان، لا تدخله الألف واللام، كما يقال: مَحْمَقان وما أشبه ذلك. ورقَيْع: اسم.
والعَقْر: مصدر عَقَرْتُ البعيرَ وغيرَه أعقِره عَقْراً. والعَقْر: القصر المتهدَم بعضُه على بعض، والجمع عُقور. والعَقْر: العارض الأبيض من السحاب. والعَقْر: موضع معروف. والعُقُور: موضع أيضاً، وكذلك العُقيْر. وعقْر الدار وعُقْرها: أصلها، ومنه قيل: ما له دار ولا عَقار، أي أصلُ مال. وعقْر المرأة: بُضعها. وامرأة عاقر من نساء عواقر وعُقَّر. قال الشاعر:

ولو أن ما في بطنه بين نسوةٍ

 

حَبِلْنَ ولو كانت قواعدَ عُقَّرا

وعقْر الحوض: مَقام الشاربة. والعاقر: رملة معروفة، وإنما سُمّيت عاقراً لأنها لا تُنبت شيئاً، وكل رملة ارتفعت فلم تُنبت أعاليها فهي عاقر. قال الشاعر:

أمّا الفؤاد فلا يزال موكَـلاً

 

بهوَىَ حمامةَ أو برَيا العاقرِ

حَمامة: رملة معروفة أو أكمَة. وكلب عَقور، أي مستكلِب. وسَرْج مِعْقَر، إذا كان يعَضّ الظهر.
ورفعَ فلان عَقيرته يتغنّى، وأصل ذلك فيما ذكره ابن الكلبي أن رجلاً قُطعت رجلُه فرفع المعقورة فوضعها على الصحيحة وأقبل يبكي عليها، فصار كل من رفع صوته متغنياً أو باكياً فقد رفع عقيرته. والعُقار: الخمر، وسُميت بذلك لمعاقرتها الدَّنّ، أي ملازمتها له، هكذا يقول البصريون. وكل ملازم شيئاً فهو معاقر له. وقد سمّت العرب عَقّاراً ومعقَراً وعَقْران وجمل أعقَرُ، إذا انقصمت أنيابُه. وعَقِرَ فلان يعقَر عَقَراً، إذا خَرِقَ من فزعٍ.
والعَرَق: عَرَق الإنسان والدابة، عرِقَ يعرَق عَرَقاً. وعَرَقْتُ العظمَ أعرِقه وأعرُقه عَرْقاً، إذا أكلت ما عليه من اللحم، والعظم العَرْق والعُراق. ورجل عَريق ومُعْرِق، أي كريم الآباء، وكذلك الفرس، من قوم مَعاريق. وتعرّقتُ مِا على العظم مثل عَرَقْت سواء. والعُراقة: النّطْفَة، زعموا. والعَرَقَة: السفيفة من الخُوص أو الزَّبيل، وكل سَفيف فهو عرق. والسطْر من الخيل إذا جَرَتْ: عَرَقَةٌ.
قال الشاعر:

كأنّه بعدما صَدَّرْنَ من عَرَقٍ

 

سِيد تَمَطَّر جِنْحَ الليل مبلول

يصف فرساً، وقوله: صدَّرن: خرجن بصدورهن، وتمطَّر: عدا عدواً شديداً. وعِراق القِرْبَة: الخَرْز الذي في وسطها. وعِراق السُّفْرَة: الخَرْز المحيط بها. وزعموا أن العِراق سُمِّيت بذلك لأنها استكفّت أرضَ العرب، هكذا يقول الأصمعي، وذكروا أن أبا عمرو بن العلاء كان يقول: سُمِّيت عِراقاً بتواشُج عروق الشجر والنخل فيها، كأنه أراد عِرْقاً ثم جمع عِراقَاً. وقال قوم: إنما سميت العِراق لأن الفُرس سمّتها: إران شَهْر، فعُرّبت فقيل: عِراق. وعَراقي الدلو: الخشبتان المصلَّبتان في أعلاها، الواحدة عَرْقُوَة. وعُر يْق: موضع. والعِرْق: موضع أيضاً.
وعُروق النخل والشجر: ما دبَّ في الأرض فسقاه الثرى. والأعراق: موضع، زعموا.
ويقال: لقيتُ من فلان عَرَقَ القِربة، إذا لقيت منه المجهود. قال الشاعر:

ليست بمَشْتَمَةٍ تُعَدُّ وحَـمْـلُـهـا

 

عَرَقُ السِّقاء على القَعود اللاغبِ

أراد عَرَقَ القِربة، فلم يستقم له الشعر.
والقرع: مصدر قَرَعْتُ الإنسان والدابّة بالعصا أقرَعه قَرْعاً. وكل ما قَرَعْتَ به فهو مِقْرَعَة. قال الشاعر:

لذي الحِلْم قبلَ اليوم ما تُقْرَعُ العصا

 

وما عُلِّمَ الإنسانُ إلاّ لِـيَعْـلَـمـا

وقال الآخر:

قُعودٌ على آل الوجيه ولاحقٍ

 

يُقيمون حَوْلِيّاتِها بالمَقـارع

وقَرعَ البعير الناقةَ يقرَعها قَرْعاً، إذا عَلاها. وفحل الشَوْل: قَريعها، ولذلك سُمِّي سيّد القوم قَريعهَم مثلاً، كما سمَّوا السيِّد قَرْماً. وقَرعَ رأسُ الإنسان يقرَع قَرَعاً، إذا انحصّ شَعَرُه، الذكر اقرَعُ والأنثى قَرْعاءُ. والقَرْعاء: موضع معروف. والقَرَع: داء يصيب الفِصالَ، فِصالَ الإبل، دون مَسانِّها. ومثل من أمثالهم: "استنَّت الفصالُ حتى القَرْعَى". والعِلاج من القَرَع: التقريع، وهو أن يُنضح على الفصيل ماء ثم يسحب في أرض سَبِخَة أوفي أرض قد صُبّ عليها ملح. قال الشاعر:

لدى كل أُخْدودٍ يغادرْنَ فارساً

 

يُجَرُّ كما جُرَّ الفصيلُ المقرَّع

ويُروى: دارعاً. وهذا المثل الذي تقوله العامة: " أحَرُّ من القَرْع "خطأ، إنما هو أحَرّ من القرَع.
وقرعتُ فلاناً بكذا وكذا، إذا وبّخته به. والقارعة: الداهية، والجمع القَوارع. وتقارعَ القومُ، إذا تساهموا، والاسم القُرْعَة. ويقال للتًّرس من الحَجَف قَرّاع، إذا كان يابساً صُلباً. فأما هذا الدًّبَّاء الذي يُسمَّى القَرْع فأحسبه مشبَّهاً بالرأس الأقرع، وليس من كلام العرب. وقد سمَّت العرب أَقْرَع وقُرَيْعاً ومُقارِعاً وقَرّاعاً، وبنو قُرَيْع: بطن منهم. وأقرعتِ الأتُنُ الحِمار، إذا رمحته بحوافرها فرفع رأسه كالمتّقي. قال الراجز:

أو مُقْرَع مِن رَكْضها دامي الزَّنَقْ

أو مُشْتَكٍ فائقَة من الفَأقْ

وتقارع القوم بالسيوف تقارعاً وقِراعاً، إذا تضاربوا بها. وقَرِعَت كُروشُ الإبل في الحَرّ. إذا انجردت حتى لا تَسِقُ الماءَ، فيكثر عَرَقُها وتضعف لذلك.
والقَعْر: قعر البئر والنهر وغيرهما، نهر قَعير، أي عميق، وبئر قعيرة. وقد قالوا: امرأة قَعِرَة: بعيدة الشهوة. وقَعْب مِقْعار: واسع بعيد القَعْر. وبنو المِقعار: بُطين من بني هلال، والمِقْعار لقب. وتقعّر فلان في كلامه، إذا تشدّق فيه. والقَعْر: جَوْبَة تنجاب من الأرض وتنهبط فيها يصعب الانحدار فيها والصعود منها. وزعموا أن القَعْراء موضع، ولا أدري ما صحّته.

ر-ع-ك

استُعمل من وجوهها رَكَعَ يركَع رَكْعاً ورُكوعاً فهو راكع، والرّاكع: الذي يكبو على وجهه، ومنه الركوع في الصلاة. قال الشاعر:

وأفْلَتَ حاجب فَوْتَ العوالـي

 

على شَقاءَ تَرْكَع في الظِّرابِ

قوله: تركع، أي تكبو على وجهها، والشَّقّاء: المنبسطة على وجه الأرض، والظِّراب: جمع ظَرِب، وهو ارتفاع من الأرض لا يبلغ أن يكون جبلاً. والرُّكْعَهّ: الهوَة من الأرض، زعموا. لغة يمانية.
والعَكَر: كل ما ثار من ماء أو شراب حتى يَخْثُرَ، عَكِرَ الماءُ وغيرُه يعكَر عَكَراً. واعتكر الليلُ، إذا كثفت ظلمتُه. واعتكر القومُ في الحرب، إذا اختلطوا. والعَكْرَة والعَكَرَة، بفتح الكَاف وتسكينها، من الإبل: القطعة العظيمة. قال الشاعر:

نَحُلُّ التِّلاعَ الحُوَّ لم تُرْعَ قبـلـنـا

 

لنا الصارخُ الحُثْحُوثُ والعَكَرُ الدّثْرُ

ويُروى: والنَّعَمُ الكُدْرُ، والحُثْحُوث: فُعْلُول من الحثّ. وقال امرؤ القيس في مثله:

لَعَمري لأقوامٌ يُرى في ديارهم

 

مَرابطُ للأفراس والعَكَرِ الدّثِرْ

أحبُّ إلينا من أُنـاسٍ بـقُـنَّةٍ

 

يَرُوحُ على آثار شائهمُ النَّمر

وعَكَرْت على الرجل عَكْرَةً، إذا كَرَرْتَ عليه كرّة. قال الشاعر:

لَيَعُودَنْ لِمَعَدٍّ عَـكْـرَةً

 

دَلَجُ الليل وتأخاذُ المِنَحْ

تأخاذ: تَفْعال من الأخذ. وقد سمَّت العرب عُكَيْراً وعَكّاراً ومِعْكَراً وعاكراً. ويقال: شراب عَكِر، إذا كان كَدِراً. وتعاكرَ القومُ، إذا اختلطوا في خصومة ونحوها. وكل كارٍّ بعد فِرار فقد اعتكر.

والعَرْك: عَرْكُ الأديم وغيره، وهو الدَّلْك. وتعاركَ القومُ في الحرب معاركةً وعِراكاً. وناقة عَرُوك، وهي التي يُعرك سَنامُها، ليُعرف أبها طِرْق أم لا. وفلان لَيِّن العَريكة، أي سهل الخُلق. ولانت عريكةُ البعير، إذا ذَلّ، وأصل العَريكة السَّنام، فإذا ذهب شحمه من السَّير قيل: لانت عريكتُه. والعَراكيّ: المَلاّح، والجمع العُرُك. قال زهير:

يَغْشَى الحُداةُ بهم حُرَ الكثيب كما

 

يُغْشي السفائنَ موجَ اللُّجَّةِ العُرُك

وقد سمت العرب عِراكاً ومُعاركاً ومِعْرَكاً. ورمل عَرِك: متداخل بعضه في بعض. والمَعْرَكَة: موضع تعارُك القوم في الحرب. وقد قالوا: اعروركَ الرملُ فهو معْروْرِك، مثل عَيرك سواء. والكَرَع: مصدر كَرعَ يكرَع كَرَعاً، والرجل أكرَعُ والمرأة كرعاءُ، وهو دِقّة الساقين والذراعين، وأكثر ذلك في الساقين. والكَرع: الماء الذي تَخُوضه الماشيةُ بأكارعها فتشرب منه. والأكارع من ذوات الظلف خاصةً كالأوظفة من الإبل والخيل، ثم كثر ذلك حتى سُمّيت الخيل كُراعاً. ويقال: كرَعَ في الماء كَرْعاً وكُروعاً، إذا خاضه ليشرب. ونخل كوارع، إذا كان الماء في أصولها. ومثل من أمثالهم: "تعطي العبدَ الكُراعَ فيطمع في الذِّراع. والكُراع: القطعة من الحرّة تستدقِّ وتمتدّ في السهل، يقال: انظر إلى ذلك الشخص بتلك الكُراع. وكُراع الغَميم: موضع. ورميتُ الوحشيَّ، فكَرَعْتُه، إذا أصبت أكارعَه، وتُجمع كُراع على أكْرع وأكارع.
وكل خائض ماء فهو كارع، شربَ أو لم يشرب. فأما الكَرّاعة التي تسمّيها العامة فكلمة مولَّدة، وقالوا: سُمّيت بذلك لأنها تلعب بأكارعها.
والكَعْر: كَعْر الفصيل، كعَرَ وأكعر، إذا اعتقد في سَنامه الشحمُ، وهو مكْعِر وكاعر، وقطع الألف أكثر. وكل عُقدة كالغددة فهي كَعْرَة. ويقال: كعّر الفصيل تكعيراً، مثل أكعر سواء.

ر-ع-ل

استعمل من وجوهها الرَّعلَة: القطعة من الخيل، والجمع رِعال. قال الشاعر:

فخمة يرجع المضاف إليها

 

ورِعالاً موصولة برعال

والرعيل: الجماعة من الخيل والرجال أيضَاً. قال الراجز:

ثُمّ التمشّي في الرعيل الأوّل

مشي الجمال في حِياص المَنْهل

والراعل: فُحّال نخل بالمدينة معروف. والناقة الرَّعلاء: التي تُشقّ قطعة من أذنها ثم تُترك معلَّقة تنوس. وابن الرَّعْلاء الغَسّاني: شاعر معروف. والرَّعْل: موضع معروف. ويقال: أرعَلَه بالرمح، وقال قوم: أرغَلَه، بالغين معجمة، إذا طعنه طعناً شديداً. وربما سميت النعامة رَعْلَة.
وتسمَّى القطع من الجَهام المتفرِّقة: أراعيل، وكذلك الريحُ إذا كانت شيئاً بعد شيء تجيء.
وربما شُبّهت القُلْفةَ بالرعلة من الأذن. قال الشاعر:

رأيتُ الفِتيَةَ الأغـرا

 

لَ مثلَ الأيْنُقِ الرُّعْل

والرعيل: موضع. والرُّعْلَة: إكليلَ من رَيحان وآس يُتّخذ على الرؤوس، لغة يمانية.

ر-ع-م

استُعمل من وجوهها: الرُّعام، وهو مُخاط الخيل. والشاة الرَّعُوم: التي يسيل مُخاطها. والرعامَى: قصبة الرِّئة. وقد سمّت العرب رَعوماً ورَعْمان ورُعَيماً.
والرَّمَع: اصفرار وتغيّر في الوجه، رجل مرمَع ومرموع. ورمَع: موضع، بكسر الراء، وفتح الميم. والرَمّاعة من الإنسان: موضع اليافوخ يُضرب من الصبي حتى يشتدّ ويكبر، والرَّمَعان: مصدر رمِعَ يرمَع رَمَعاً ورمَعانَاً، إذا اضطرب. واليَرْمَع: حجارة بِيض رِخوة تلمع في الشمس.
ومثل من أمثالهم:

كفّا مطلَّقةٍ تَفُتُّ اليَرْمَعا

وقد قالوا: رَمِعَ يرْمَع وأرمعَ يرْمِع، إذا اصفَّر، والأول أعلى. ورُماع: موضع، أحسبه. والعُمْر والعَمْر واحد، هكذا يقول الأصمعي.
والعِمْر: واحد العُمور، وهو لحم اللِّثَة المستطيل الذي بين كل سنَين، هكذا يقول الأصمعي. وكان يُنشد:

بان الشباب وأخلَفَ العمْرُ

 

وتغيَّرَ الإخوانُ والدَهْـر

ويُروى: وأخلفَ العمْرُ، وقال غير الأصمعي: أراد بقوله: "أخلفَ العَمْرُ" خلوفَ فِيه من الكِبرَ.

والعَمْرَة: الشَّذْرَة من الخَرَز يفصل بها نظمُ الذهب، وبها سُمَيت المرأة عَمْرَة. والعُمْرَة: عُمْرَة الحَجّ، والجمع عُمر. وقد سمّت العرب عَمْراً وعامراً وعميراً وعُمَرَ ومَعْمَراً وعِمْران وعَميرة، وهو أبو بطن من العرب، وعُمارة أيضاً. والعِمارة: القبيلة العظيمة. قال الشاعر:

لكلِّ أناسٍ من معَدٍّ عِـمـارةٍ

 

عروض إليها يَلجأون وجانب

ويقولون: عَمِرْنا بمنزل كذا وكذا، أي أقمنا به، والموضع المَعْمَر. قال الشاعر:

ثم انصرفتُ ولم أبثّكُ حِيبـتـي

 

فلبثتُ بعدكَ غير راض مَعْمَري

ومنه قول الآخر:

يا لكِ من حمَرةٍ بمَعْمَرِ

خَلا لكِ الجَوُّ فبِيضي وآصفِري

أي بمكان قد عَمِرَت فيه. وعَمَّرك اللهّ تعميراً، إذا دعا لك بطول العمر. وبهذا سمَي الرجل معمَّراً. والعُمور: بطون من العرب من عبد القيس يعرفون بهذا الاسم. والعَمارة: إكليل أو عِمامة تجعل على الرأس. قال الشاعر:

فلّما أتانا بُعَيْد الـكَـرَى

 

سجدنا له ورَفعنا العَمارا

وقال أبو عبيدة: العَمار هاهنا أكاليل من الرَّيحان جعلوها على رؤوسهم كما تفعل العجم. وقال غيره: رفعنا العَمارا، أي رفعنا أصواتنا بالدعاء له، وفُسَر بيت ابن أحمر:

يُهِلّ بالفَرْقَدِ رُكبـانـهـا

 

كما يهِلُّ الراكبُ المعتمرْ

أي المعتمّ. والعُمران: ضدّ الخراب. وعَمّار: اسم، وعُوَيْمر: اسم، وعُمارة وعَميرة: اسمان، وعمَيْرة: تصغير عَمْرَة. ووقع القوم في عَوْمَرَة، أي في تخليط وشرّ. قال الراجز:

تقولُ عِرْسي وهي لي في عَوْمَرَهْ

بئسَ آمرُؤ وإنني بئسَ المَرَهْ

ويقولون: أعمرتُك داراً إعماراً، إذا جعلتها له عُمْرَك، وهي العُمْرَى التي جاءت في الحديث.
والعمَيْران: عظمان لهما شُعبتان يكتنفان الغَلْصَمَة.
والعَرْم: مصدر عَرَمْت ما على العظم من اللحم أعرِمه عرماً، إذا أكلته. وغلام عارم بيِّن العَرامة والعُرام، إذا أدخلت الهاء فتحت العين. وشاة عَرْماء وكَبْش أعرَمُ، إذا كانت فيه نُقَط تخالف لونَه، وكذلك حية عَرماءُ ودجاجة عَرْماءُ، وهي الرَّقطاء بعينها. وقد سمّت العرب عارِماً وعرّاماً. وعَرْمان: أبو قبيلة منهم. والعَرِمَة: سُدّ يُعترض به الوادي ليَحتبس الماءُ، والجمع عَرِم. وقال أبو حاتم: العَرِم واحد لا جمع له من لفظه. وقال قوم: بل العَرِمَة واحدة، والجمع العَرِم. قال الجعْدي:

مِن سَبَأِ الحاضرين مَأرِبَ إذ

 

يَبنون من دون سَيله العَرِما

والمَرَع: مصدر مَرعَ المكان يمرَع مَرَعاً ومروعاً، وأمرع يمرِع إمراعاً، فهو مَريع ومُمْرع، وذلك إذا اخصبَ. وبنو مارِعة: بطن من العرب يقال لهم المَوارع، وكان مارعة ملكاً في الدهر الأول. ويقال: غيث مَريع ومِمْراع، إذا أمرعتْ عنه الأرض. وإنك لمَريع الجناب، أي خصيب كثير الخير.
والمَعَر: ذهاب الشَعَر عن الرأس وغيره، مَعِرَ يمعَر مَعَراً، والأصل في المَعَر ذهاب الشَّعَر عن أشاعر الفَرَس، ثم كثر حتى استُعمل في غير ذلك، الذكر أمعَرُ والأنثى مَعْراءُ. وأمعرتِ الأرض، إذا قلَّ نباتُها، والمصدر الإمعار. وفي الحديث: "ما أمعرَ حاج قَطُّ "، أي لم يفتقر.
وتمعَّر وجه الرجل، إذا تغيّر من غيظ أو وجع.

ر-ع-ن

استعُمل من وجوهها الرعْن، وهو الأنف النادر من الجبل يستطيل في الأرض، والجمع رِعان، وبه سُمّيت البصرة رَعْناء لأنها شُبِّهت برَعْن الجبل. قال الشاعر:

لولا أبو مالك المَـرْجُـوُّ نـائلُـهُ

 

ما كانت البصرةُ الرَّعْناء لي وَطَنا

ورجل أرْعَنُ وامرأة رَعْناءُ، وهو الاسترخاء، وأحسب أن أصله من قولهم: رعنتْه الشمسُ، إذا آلمت دماغه فاسترخى لذلك. قال الشاعر:

ظلَّت على شزُنٍ في دامِهٍ دمهٍ

 

كأنه من أوار الشمس مرعونُ

ويمكن أن يكون الرَّعَن من استرخاء الرَّحْل إذا لم يُحكم شده. قال الراجز:

قد رحَلوها رحلةً فيها رَعَنْ

حتى أنخناها إلى مَنًّ وَمَنْ

وارتحل. رِحلةً رعناءَ، إذا استرخت رحلتُه. وذو رُعَيْن: قَيل من أقيال حِمير، وله حديث، وهو الذي يقول:

فإن تَكُ حمْيَر غَدَرَت وخانت

 

فمَعْذِرَةُ الإله لِذي رُعَـيْنِ

يخاطب ملكاً من ملوكهم، وقبل هذا البيت:

ألا مَن يشتري سَهَراً بنومٍ

 

سعيدٌ أم يبيت قَريرَعينِ

والعَرَن: حِكّة تصيب الفرس والبعير في قوائمه، عَرِنَ يعرَن عَرَنَاً. قال الراجز:

يَحُكًّ ذِفْراه لأصحاب الضَّغَنْ

تحكُّكَ الأجربِ يَأذىَ بالعَرَن

والعِران: خشبة تُجعل في وَتَرَة أنف البعير، عَرَنْتُ البعيرَ أعرُنه عَرْنَاً فهو معرون. وبنو عَرين: بطن من بني تميم. وعُرَيْنَة: بطن من بَجيلة. قال الشاعر:

عَرِين من عُرَيْنَةَ ليس منّـا

 

بَرئتُ إلى عُرَيْنَةَ من عرينِ

وعِرْنان: غائط من الأرض واسع منخفض. وعِرْنِين الأنف: تحت مجتمع الحاجبين.
وعَرانين الناس: ساداتهم. وعُرَنَة: موضع. وعران: اسم يمكن أن يكون اشتقاقه من العَرَن أو من العَرّ، فإن كان من العَرَن فالنون أصلية، وإن كان من العَرّ فالنون زائدة. ورجل عِرْنَة: جافٍ كزٌّ. قال الشاعر:

ولستُ بعِرْنَةٍ عَرِك سلاحي

 

عصاً مثقوبة تَقِصُ الحِمارا

وَقَصَه يَقِصُه وَقْصاً، إذا وطئه وطأً شديداً فكسره. وأحسب أنهم سمَّوا معروناً، إلا أني لم أسمعه، ولكنهم يقولون: بعير معرون أيضاً، وعَرَنْتُه عَرْناً. وعَرِنَ الرجل يعرَن عَرَناً، إذا تغيّرت رائحته من العَرَق.
والنُّعَرَة: ذبابة زرقاء تقع على الحمير والخيل تعضّ فتنفِر منها، والجمع نعَر. وحمار نَعِر، إذا قلق من عضّ الذباب. قال امرؤ القيس:

فظل يرنِّح في غَـيْطَـلٍ

 

كما يستديرُ الحمارُ النَّعِرْ

أي الذي قد عضّته النعَرَة. وربّما سمّيت المضْغَة إذا استحالت في الرَّحِم: نُعْرَةً. ورجل نَعّار في الفِتَن: سَعّاء فيها. وعِرْق ناعر ونَعّار، إذا لم يَرْقَأ دمُه، تقول: نَعَرَ العرقُ ينعَر نَعَراناً.
وبنو النَّعِر: بطن من العرب. والنَّعير: اختلاط الأصوات في حرب أو شَرّ، نحو الصراخ، نَعَرَ الرجل ينعِر نَعيراً ونعاراً.

ر-ع-و

استُعمل من وجوهها الرَّعْو من قولهم: فلان حسن الرَّعْو والرِّعْوَة والرعْوَى أيضاً، مقصور، وهو الكفّ عن الأمور.
والروْع: الفَزَع، رُعْتُه أروعه رَوْعاً فهو مَروع وأنا رائع. قال الراجز:

لا خيرَ في أَثْبَجَ حَيّادِ الفَزع

في أيّ يومَ لم أَرُعْ ولم أرَعْ

ويقال: رُعْت الرجلَ وروَّعته ترويعاً. ورجل أرْوَعُ: يروعك جماله وبهاؤه، والجمع رُوع.
والرُّوع: النَّفْس وما خَطَرَ فيها. وفي الحديث: " إن رُوح القُدُس نفت في رُوعي ". ويقال: وقع في رُوعي، أي في خَلَدي. وناقة رَوْعاءُ: حديدة النَّفْس. وراعَ الشيءُ يَريع ويَروع رُواعاً، إذا رجع إلى موضعه الذي كان فيه. وسأل رجل الحسنَ أنه قاء وهو صائم فقال: "هل راع عليك". أي رجع القيءُ إلى حلقك.
والعَوَر: مصدر عَوِرَ الرجلُ يَعْوَر عَوَراً، وعُرْتُ عينَه أعورها عَوْراً، وعارت العينُ تَعار وتِعار. قال الشاعر:

ورُبَّتَ سائلٍ عنّي حَفِـىٍّ

 

أعارَتْ عينُه أم لم تِعارا

أراد تِعارَنْ، بالنون الخفيفة. وقال أبو حاتم: لا يقال إلاّ: عوَّرت عينَه فعارت، ولم يُجِزْ: عُرْتُ عينَه. وعوَرتُ البئر تَعويراً، إذا دفنتها. وكلمة عَوْراءُ: قبيحة. ورجل مُعْوِر: قبيح السريرة، ورجل عَوِرٌ: رديء السَّريرة أيضَاً. وجمع أعور عُور وعُوران. وعوران قيس خمسة شعراء عُور: تميم بن أبَيّ بن مقبل، والراعي، والشَّمّاخ، وابن أحمر، وحُمَيْد بن ثور. ويسمّى الغراب أعوَرَ لحدَّة نظره. قال الحطيئة:

يظل الغرابُ الأعورُ العينِ واقعاً

 

مع الذئب يَعْتَسّانِ ناري ومِفأدي

ومثل من أمثالهم: "أعوَرُ عَيْنَك والحَجَر". وعَوْرَة الإنسان: ما تحت إزاره. وفي الحديث: " غَطِّ فَخذكَ فإن الفَخِذَ عَوْرَة ". والعُوّار: القَذَى، وهو العائر أيضاً. قال الشاعر:

تَطاولَ ليلُكَ بالأثْـمُـد

 

ونام الخَلِيُّ ولم تَرْقُـدِ

وبات وباتت لـه لـيلة

 

كليلة ذي العائر الأَرْمدِ

قال أبو بكر: هذا محمول على امرىء القيس بن حُجْر، وهو لامرَىء القيس بن عابس، قد أدرك الإسلام فأسلم ولم يرتدَ. ورجل عُوّار: ضعيف. والأعاور: بطن من العرب يقال لهم بنو الأَعْوَر. وبنو الأَعْوَر: قبيلة من العرب أيضاً. وبنو عُوَار: قبيلة أيضاً. ودار فلان عَوْرَة، أي ممكنة لمن أرادها من العدوّ. وكذلك فسّر أبو عُبيدة في قوله عز وجلّ: "إن بيوتَنا عَوْرَة"، واللّه أعلم.
والعَرْو: مصدر عَرَوْت الرجلَ أعروه عَرْواً، إذا ألممتَ به. وعراه أمر يَعروه عَرْواً، إذا حلّ به. والعُرْوَة: عُرْوَة المَزادة وغيرها. والعُرْوَة: الشجر الذي يبقى على الجَدْب، والجمع عُرىً، وبه سُمّي الرجل عُرْوَة. قال الشاعر:

خَلَعَ الملوكَ وسار تحت لوائهِ

 

شَجَرُ العُرى وعَراعِرُ الأقوام

العراعر جمع، وهم السادة، مأخوذ من عُرْعُرَة الجبل، وهو أعلاه، وعُرْعُرَة الثور: سَنامه.
وعُرواء الحمّى: عَرَقها وتكسيرها. وربّما قيل للنفْضَة عُرَواء. قال الهذلي:

أسدٌ تَفِرُّ الأسْدُ من عُرَوائه

 

بمَدافع الرَّجّاز أو بعيونِ

الرَّجاز: وادٍ، وعيون: موضع.
والوَرَع: الكَفّ عن السيّئة. ورجل وَرِع بَيِّنُ الوَرع من التوقّي. والوَرَع: الرجل الجبان، يقال: رجل وَرَعٌ بَيِّن الوروعة والوَرَعَة والوَراعة من الجبن، وربما قيل: بَيِّنُ الرِّعة أيضاً. ويقال: ورَّعتُ الرجل عن الشيء، إذا كففته عنه، أورّعه توريعاً. وورّعتُ الفرسَ: حبسته بلجامه. قال الرّاجز يصف فرساً:

وَرِّعْ فما كاد إليهم يَعدلهْ

وقد سمّت العرب مورِّعاً. والوَريعة: اسم فرس من خيلهم معروفة.
والوَعْر: ضدّ السَّهل، وَعُرَ المكان وُعورةً. وجبل وَعر وأوعَرُ: صعب المرتقَى. وسأل فلان فلاناً حاجةً فتوعّرَ عليه، أي تصعّب.

ر-ع-ه

استُعمل من وجوهها: فلان حَسَن الرِّعة، يريد: حَسَن الطريقة والتورّع.
والعَهْر: الزنا، وهو العِهار أيضاً، ورجل عاهر وامرأة عاهرة. وذو مُعاهِر: قَيل من أقيال حِمْيَر. والعَيْهَرَة: الغُول في بعض اللغات، والذكر منها، زعموا: العَيْهَران، والجمع العَياهر.
وجمع عاهرة عواهر وجمع عاهر عُهّار.
والعُرَّة يكنى به عن الرَّجيِع، يقال: سمَّد أرضَه بالعرَّة. ورجل عُرَّة، إذا كان عاراً على أهله.
والعرْهان: موضع، زعموا، وليس هو من هذا، وقد مرّ في الثنائي مستقصى.
والهَرع والهُراع: مشي فيه اضطراب وسرعة، أقبلَ الشيخُ يُهْرَع، إذا أقبل يُرْعَد ويسرع المشيَ. والهَريعة: شُجيرة دقيقة العيدان. ورجل هَيْرَع: جبان لا خير عنده. قال الشاعر:

ولست بني رَثْيَةٍ هَـيْرَعٍ

 

إذا دُعي القومُ لم أنْهَض

والهَيْرَعَة: القَصَبة التي يَزْمُر فيها الراعي. و يَهْرَع: موضع، زعموا.
وتسمّي العرب الغول هَيْعَرَة، كأنه مقلوب من عَيْهَرَة.
والهِرْياع: سفير الشجر، وهو الورق الذي تنفضه الريحُ، لغة يمانية. وأهرع القومُ رماحهم، إذا أشرعوها. ورجل هَرع: سريع المشي والبكاء، ومن ذلك: "يُهْرَعون إليه"، أي يعجلوان إليه.
والهَريعة: القملة الكبيرة.

ر-ع-ي

استُعمل من وجوهها الرَّعي، مصدر رَعَى يَرعى رَعْياً. والرِّعْي: ما تأكله الماشية من نبات الأرض قال الشاعر:

من سَراةِ الهِجانِ صلَّبها العَضُّ

 

ورِعْيُ الحِمَى وطُولُ الحِيال

ورَعَى اللّه فلاناً، إذا دعوت له بالحِفْظِ. ورعيت له عهدَه ورعيتُ حقَّه بعده أو فيمن خلَّف.
وأرعيتُه سَمْعي، إذا أصغيت إليه. وراعيتُه بعيني: لاحظته. وجمع الراعي رِعيان ورُعيان ورِعاء ورُعاة. والرَّعِية: كل ما رعيته، والجمع رَعايا. وهذا طعام ليس له رَيْع، أي ليس له نَزَل وبركة.
وراعَ الرجلُ وغيرُه إلى الشيء يَريع، إذا رجع إليه، وكل راجع إلى شيء فهو رائع إليه. وقال رجل للحسن: " إني قِئتُ وأنا صائم "، فقال: " هل راع إليك ". أي: هل رجع القيءُ إلى حلقك.
والرِّيع: العُلُوّ من الأرض حتى يمتنع أن يسلك، والجمع ريوع وأرياع. وكذلك فُسّر في التنزيل.
والريعة مثل الرِّيع سواء. قال الشاعر:

طِراقُ الخوافي واقعاً فوق رِيعةٍ

 

ندَى ليلِه في ريشة يتـرقـرق

والمِرْياع من قولهم: ناقة مِرْياع: سريعة الدِّرَّة، وربما قالوا: سريعة السمَن. قال أبو عُبيدة: وأهدى أعرابيُ إلى هشام بن عبد الملك ناقة فلم يقبلها فقال: يا أمير المؤمنين، إنها مِرْياعٌ مِرْباعٌ مقْراعٌ مسْناعٌ، فقبِلها. قال أبو بكر: المِرْياع: السريعة الدِّرَّة، والمِرباع: التي تُنتج في أول الربيع، والمِقْراع: التي تحمل في أول ما يقرعها الفحل، والمِسْناع: المتقدّمة في السير.
ورياع: موضع، زعموا.
والعَيْر: الحِمار، وجمعه أعيار. والعَيْر: عَيْر نصل السهم والسيف، وهو الناتىء في وسطه كالجديِّر. قال الشاعر:

فصادف سهمه أحجار قفٍّ

 

كَسَرْنَ العَيْرَ منه والغِرارا

والعَيْر: العظم الناتىء في وسط القدم. والعَيْر: غيْر الكتف، وهو الناتئ في وسطها كالجُدَير ينقطع قبل بلوغ منتهاها. والعَيْر: مصدر عار يعير عَيراً، وعار الفرس يعير، إذا انطلق من مَرْبطه فذهب على وجهه، وكذلك البعير. وأتاه سهم عائر فقتله، أي لا يْدرى من رماه به.
وجاء فلان بعائرةِ عينين، إذا جاء بمال كثير. وناقة عَيْرانة: مشبَّهة بالعَيْر الوحشيّ في صلابته. وعيَّرت الرجلَ، إذا رميته بالعار. وعايرتُ الشيء في الميزان معايرة وعِياراً، إذا وزنته. ورجل عَيّار: كثير المجيء والذَّهاب. وربما سُمّي الأسد عَيّاراً لتردده في طلب الصيد.
والعِير: إبل تحمل الميرة، والتجارة لا تكون عِيراً إلاّ كذلك، وجمعها عِيَرات. والعيْر: جبل معروف. واختلفوا قي تفسير قول الشاعر:

زعموا أن كلَّ من ضَرَبَ العَي

 

رَ مَوال لنا ونـحـن الـوَلاءُ

فقال قوم: العيْر: الوَتِد، يريد كلَّ من ضرب وَتداً من أهل العمد مُوالينا، أي حلفاؤنا في هذا الموضع، وقال آخرون: يعني بالعَيْر كليباً، جعله كعَيْر العانة يعني رئيسها وقَريعها لأنهم قتلوا كُليباً، وهذه لغة قوم يسمّون سيِّد القوم عَيْراً كما يسمّونه قَرْماً. وذكر الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء أنه سمع رجلاً من خَوْلان باليمن يقول وقد مات لهم سيّد: أيُّ عَيْرٍ انقعر منّا، أي: أيّ سيِّد. وأنشد ابن الكلبي لرجل من كلب قديم، فيما ذكره، وجعل كُليباً عيْراً كما جعله الحارث بن حِلِّزةَ في شعره فقال:

كُلَيب العَيْرِ أيسر منك ذَنْباً

 

غداةَ يسومنا بالفِتْـكَـرِينِ

فما يُنْجيكمُ مـنّـا شِـبـام

 

ولا قَطَن ولا أهلُ الحَجونِ

شِبام وقَطَن: جبلان، والفتْكَرِين: الداهية. وقال آخرون: يعني إياداً لأنهم أصحاب حِّمير. وقال آخرون: يعني جبلاً، يقول: كل من سكن هذا الجبل أو ضرب فيه وَتِداً أو نزله. وقال قوم: يعني المنذر بن الأسود، وهو الذي يقال له ابن ماء السماء لأن شَمراً قتله يوم عين أباغ، وشمِر حَنَفيّ، فهو منهم.
واليَراع: القَصَب، الواحدة يَراعة. واليَراعة من الرجال: الجبان إذا كان خاوياً الخاوي: الذي لا قلب له. قال الشاعر:

جاءوا بصكِّهم وآخرَ أخرَجَتْ

 

منه السياط يَراعةً إجْفِـيلا

الصَّكّ: الصحيفة التي فيها أسماء الناس، وأحدب: رجل ضرب حتى انحنى ظهرُه، ويعني عَريف القوم، وقبل هذا البيت:

أخذوا العَرِيفَ فقطّعوا حَيْزُومَه

 

بالأصبَحيّة قائماً مـغـلـولا

واليَرْوَع: لغة أهل الشِّحر مرغوب عنها، كأن تفسيرها الفزع والرعب.
واليَعْر: الجدي. واليُعار: ثغاء الشاة، يَعَرَت الشاةُ تَيْعَر وتَيْعِر يعاراً، واليُعار: حكاية صوت الغنم، واليُعار: صوت اليَعْر. واعترضَ الفحلُ الناقّةَ يَعارةً، إذا عارضَها فتنوّخها. قال الشاعر:

قلائصَ لا يلْقَحْنَ إلاّ يَعـارةً

 

عِراضاً ولا يُشْرَيْن إلاّ غواليا

واليَعْر أيضاً: ضرب من الشجر. قال:

ثلاثة أبياتٍ كما ينبتُ اليَعْرُ

باب الراء والغين

مع ما بعدهما من الحروف

ر-غ-ف

استعمل من وجوهها: الرَّغْف، وهو جمعك العجين أو الطين تكتّله بيدك، رغفتُه أرغَفه رَغْفاً، إذا جمعته، ومنه اشتقاق الرغيف. ورغفت البعيرَ أرغَفه رَغْفاً، لقّمته البِزْرَ والدقيق وما أشبهه، مثل الضفْر سواء. وجمع رغيف رُغُف ورغفان وأرغفة. قال الراجز:

إن الشِّواءَ والنَّشيلَ والرُّغُـف

والقَيْنَةَ الحسناءَ والكأس الأُنُفْ

 

للضاربين الهامَ والخيل قطفْ

ويروى: خُنُف، وهو أن تخنِف بأنفها، أي تميل به. وأرغفَ فلان وألغفَ، إذا أحدَّ نظرَه، وكذلك أرغفَ الأسدُ وألغفَ، إذا نظر نظراً شديداً.
والرُّفْغ والرَّفْغ: أصل الفخِذ، والجمع أرفاغ ورُفوغ. وكل موضع اجتمع فيه الوسخُ من الجسد فهو رفغ. ومنه الحديث: "ورفْغُ أحدكم بين ظُفره وأنْمُلته "، يقال: أَنمُلَة وأُنملَة، والضمّ أكثر. قال أبو بكر: يجوز في هذا الموضع في الرّفغ الضمّ والفتح، فأما في الوادي فأكثر ما يُستعمل بالفتح. قال أبو بكر: يقال أنْمُلَة وأسْنُمَة، وقد جاء في الشعر الفصيح، وزعم الخليل أن الرُّفغ في هذا الحديث ما اجتمع بين الأنملة والظّفر من الوسخ. والأرفاغ من الناس: السَّفِلَة، الواحد رَفْغ، بالفتح. والرَّفْغ: ألأم الوادي وشرّه تراباً. وجاء فلان بمال كرَفْغ التراب، أي في كثرته. قال الشاعر:

أتى قريةً كانت كثيراً طعامُهـا

 

كرَفْغ التّراب كلّ شيء يَميرُها

وفلان في عيش رافغ، أي واسع، وكذلك عيش رَفيغ. والأرْفَغ: موضع.
والغَفْر: النُّكس، غَفَرَ المحموم وغَفِرَ، إذا نكسَ. وأنشد:

خليليّ إنّ الدارَ غَفْر لذي الـهـوى

 

كما يَغْفِرُ المحموم أو صاحبُ الكَلْم

والغَفْر: زئير الثوب، ثوب ذو غَفْر. وغفرتُ المَتاع، إذا جعلته في وعاء، أغفِره غَفْراً. وكل شيء غطّيته فقد غفرته، ومنه المَغْفِرة والغَفيرة والغُفْران والغَفَر. قال الشاعر:

جمعَ العِقاب وأفضلَ الغَفْرِ

ويقولون: اصْبُغْ ثوبك فإنه أغْفَر للوسَخ، أي أسْتَرُ له. والغِفارة: سحابة رقيقة دون معظم السحاب. قال الشاعر:

سقى دارَها مستمطَر ذو غِفارةٍ

 

أجشّ تَحَرّى منْشَأ العينِ رائح

والغِفارة: خرقة توقّي بها المرأةُ مِقْنعتَها من الدُّهن وغيره. والمِغْفَر: الكُمَّة من الزَّرد. والغَفْر: نجم من منازل القمر. والغفْر: ولد الأروِيّة، والجمع أغفار وغِفَرَة. قال الشاعر:

دونَ السّماء يَزِلًّ بالغُفْرِ

وبنو غِفار: بطن من العرب منهم أبو نَرّ جُنْدب بن جُنادة صاحب رسول الله صلى اللّه عليه وآله وسلم. وغفَيْر: اسم. وبنو غافر: بطن من العرب أيضاً. وجاء القومُ جَمَّ الغفير وجماءَ الغَفير وجَمًّا غفيراً، إذا جاءوا بأجمعهم. والمغافير: لَثًى من لَثَى الشجر، وهو الصِّمْغ، الواحد مُغْفور، وهو أحد ما جاء على فُعْلول موضع الفاء ميم. وغفيرة: اسم امرأة لها حديث. والغِفْر، زعموا: دوَيْبّة.
والغَرْف: مصدر غرفتُ الشيءَ أغرِفه غَرْفاً بالمِغرفة، والمِغرفة: ما اغترفتَ بها، وهي المِقدحة أيضاً. وبئر غَروف وقَدوح، إذا اغترف ماؤها باليد. ونهر غَرّاف: كثير الماء.
وفرس غَرّاف: رحيب الشَّحْوَة، أي مسافة ما بين خُطاه، كثير الأخذ من الأرض بقوائمه.
والغُرافة: ما اغترفتَه بيدك، وهي الغُرفة أيضاً. وقد قرئ: "غُرْفَةً بيده"، وغَرْفَةً. والغرْفَة المعروفة جمعها غُرَف وغُرُفات. والغَرَف: ضرب من الشجر، وزعموا أنه الغِرْيَف أيضاً. قال الشاعر:

بأكنافها الشُّوعُ والغِرْيَفُ

الشُّوع: شجر البان، الواحدة شُوعة. والغَريف أيضاً: شجر مجتمع ملتفّ من أي الشجر كان، وأكثر ما يعرف بذلك العَرين والأراك وما أشبهه. قال أبو كبير الهُذلي:

أم من يطالعُه يَقُلْ لصِحابـه

 

إن الغَريفَ يُجِنُّ ذات القِنْطِرِ

القِنْطِر: الداهية. وقد سمّت العرب غَرّافاً وغُريْفاً. والغرْفَة: الحبل المعقود بأنشوطة يُلقى في عنق البعير، لغة يمانية، غرفتُ البعيرَ أغرُفه وأغرِفه غَرْفاً، إذا ألقيتَ في رأسه الغُرْفَة، وهو الحبل المعقود بأنشوطة. وغرفت ناصية الفرس، إذا جززتها. قال الشاعر:

تنام عن كبر شأنها فـإذا

 

قامت رُويداً تكاد تنغرفُ

والفَرْغ: فم الدَلو، والجمع فُروغ. وفَرْغا الدَلو: نجمان من منازل القمر. وضربة فَريغ وفَريغة، أي واسعة. قال الشاعر:

وكلِّ فَريغة عَجلْىَ رَمُوح

 

كأنّ رَشاشها لَهَبُ الضِّرام

وفَرَغَ الرجلُ من عمله فَراغاً وفروغاً، وأفرغ ما في إنائه إفراغاً، وكذلك أفرغَ عند جِماعه.
وذهب دمه فِرْغَاً، إذا طُلَّ ولم يثأر به ولم يُعْقَل. وحلقة مُفْرَغَة: مُصْمَتَة الجوانب غير مقطوعة.

والفَغْر من قولهم: فَغَرَ الرجلُ فاه، وفَغَر فوه، إذا جُعل الفعل للفم يفغَر فَغْراً، كما قالوا: شَحا فاه وشَحا فوه، وهو فتح الفم عند الضحك وغيره. قال الشاعر:

فَغَرْتَ لدى النًّعمان لمّا لَـقِـيتَـه

 

كما فَغَرَتْ للحَيْض شَمطاءُ عاركُ

أي حائض. يقول: يئستْ من الحيض فلما حاضت فرحت وضحكت. وسُمّي قائل هذا البيت الفَغّار بهذا البيت، وهو من فرسان العرب. والفاغِرة: ضرب من الطِّيب، زعموا. والمَفْغَرَة: الأرض الواسعة، وربما سُمّيت الفجوة في الجبل مَفْغَرَةً إذا كانت دون الكهف، والجمع مَفاغر.

ر-غ-ق

استعمل من وجوهها: غَرِقَ الرجلُ يغرَق غَرَقاً فهو غريق، وأصله في الماء، ثم كثر ذلك حتى قالوا: غَرِقَ في الماء، وغَرِقَ في الطِّيب وما أشبهه إذا أكثر منه، وكذلك غَرِقَ في الذنوب، وجمع غريق غَرْقَى. وأغرقَ في الشيء يُغْرِق إغراقاً، إذا جاوز الحدّ فيه، وأصله من النَّزْع في السهم حتى يخرجه عن كَبِد القوس. وغِرْقِىء البيضة: قِشرها الرقيق الباطن، والجمع غَراقِىء. وفي لغة لأهل اليمن مرغوب عنها: غَرْقأتِ البيضة، إذا خرج عليها قشرُها الرقيق، وقال بعضهم: غَرْقَأت الدجاجةُ، إذا فعلت ذلك ببيضها. واغرورقت عينُه، إذا شرِقت بدمعها. والغِرْياق: طائر، زعموا، وليس بثَبْت.

ر-غ-ك

أهملت.

ر-غ-ل

استُعمل من وجوهها الرُّغْل: نبت من أحرار البقل، زعموا. وأرغلتِ الأرضُ، إذا أنبتت الرُّغْل. وأرغلت القطاةُ فَرْخَها، إذا زقّته، والوجه أزغلت، بالزاي. ويُروى بيت ابن أحمر:

فأرغلتْ في حَلْقِهِ رُغْـلَةً

 

لم تُخْطِىءِ الجِيد ولم تَشْفَتِر

تَشْفَتِرّ: تَفرَّق، ويُروى: فأزغلت، بالزاي المعجمة، وهي الرواية العالية الصحيحة. ويقال: أرغلَ الماء يُرغِله إرغالاً، إذا صبّه صبًّا كثيراً، والمصدر الإرغال. ورُغْلان: اسم. وأبو رغال: صاحب القبر المرجوم، كأن اسمه مشتقّ من راغلَ يراغِل مراغلةً ورِغالاً. ويقال: فلان في عيش أرْغَلَ، أي واسع. وأرغلتُ إلى فلان إرغالاً، إذا مِلْتَ إليه بهوًى أو معونة، مثل أرغنتُ سواء.
والأغْرَل والأقْلَف والأغْلَف واحد، وهي الغُرْلَة. قال الشاعر:

رأيتُ الفِتْيَةَ الأغـرا

 

لَ مثلَ الأيْنُقِ الرُّعْل

ويُروى: الأعزال. يقال: ناقة رَعْلاءُ، إذا شُقَّت أذنها وتُركت حتى تنوس أي تَحَركُ وتَرْعَى. قال: وقد رُوي الأرغال أيضاً.

ر-غ-م

استُعمل من وجوهها الرَّغام، بالفتح: التراب، ومنه قيل: أرغمَ اللّه أنفَه، أي ألصقَه بالرَّغام، وهو التراب، ورَغِمَ أنفُه. والمُراغم لقومه: المُنابذ لهم، راغمَ فلان قومَه مراغمةً ورِغاماً، إِذا نابذهم وخرج عنهم. وشاة رَغْماءُ، إذا كان على طرف أنفها بياض أو لون يخالف سائر لونها. ورُغَيْم: اسم. ورَغيم: اسم أيضاً. والرُّغامَى: قصب الرِّئة. قال الراجز:

يَبُلُّ من ماء الرُّغامَى لِيتَهُ

كما يَبُلُّ سالىء حَمِيتَهُ

يصف كلباً قد أدخل رأسَه في جوف فرس مقتول فقد بلغ برأسه إلى الرًّغامى، أي قصب الرئة، من الفرس فقد ابتلّ لِيتُه.
والرَّمْغ: فعل ممات، رمغتُ الشيء أرمُغه رَمْغاً، إذا عركته بيدك كالأديم ونحوه. ورُماغ: موضع.
والغَمْر: الماء الكثير، وبه سُمِّي مُعظم البحر غَمْراً. قال الشاعر كامل:

وغَلَتْ بهم سَجْحاءُ جارية

 

تهوي بهم في لجَّة الغَمْرِ

يصف سفينة، والسجْحاء: الطويلة الواسعة، وجمع الغَمْر غمار وغُمور. والماء يسمَى غَمْراً لأنه يغمر كلّ شيء وقع فيه، أي يغطّيه فهو غامر له.والغَمْر من الرجال: الجواد، وسُمّي الرجل غَمْراً، إذا كان واسع العطاء كثير الخير. والغَمير من النبت: الصّغار الذي يغمُره الكبارُ فوقه.ورجل مغمور، إذا كان خاملاً يغمُره غيره من قومه تشبيهاً بالرجل الغُمْر.
ورجل غُمْر، إذا لم يجرِّب الأمور، والجمع أغمار.
والغِمر: الحقد، والجمع غُمور.
والغَمَر: ما بقيت رائحته في اليد من أكل الدَسَم خاصة، زعموا، غَمِرَت يده تغمَر غَمَراً، فهي غَمِرَة.
والغُمْرَة: طِلاء من زعفران وغيره تطلي به المرأة وجهها ليصفوَ لونها، وربما قيل: تغمَرت المرأة بالطيب، إذا تضمّخت به، تغمُّراً وتغميراً، إذا فعلت ذلك.

وتغمّرتُ من الماء وغيره، إذا شربت منه دون الرِّيّ، ومنه سُمّي القَعْب الصغير غُمَراً. قال أعشى باهلة:

تغْنِيه حُزَّة فِلْـذ إن ألَـمَّ بـهـا

 

من الشِّواء ويروي شرْبَه الغُمَرُ

وفي حديث النبي صلى اللهّ عليه وآله وسلم: "هَلُمُّوا غُمَري ". ودخلت في غُمار الناس وخُمارهم، أي جماعتهم. وغَمْر: اسم موضع. وغُمَيْر: اسم موضع أيضاً.
وقد سمّت العرب غَمْراً وغُمَيْراً وغامراً. وقالوا: فرس غَمْر البديهة، إذا كان جواداً، تشبيهاً بالرجل الغَمْر.
والغُرْم: كل شيء غَرِمْتَه من مال وغيره، غَرِمَ يغرم غُرْماً وغَرامةً. قال الشاعر::

دارَ ابن عمك بِعْـتَـهـا

 

تَقضي بها عنك الغَرامَهْ

إذهبْ بها إذْهَبْ بـهـا

 

طوِّقْتَها طَوْقَ الحمامَـهْ

والمتداينان كل واحد منهما غَريم صاحبه. قال الشاعر:

يَصوعُ عنوقَها أحوَى زَنيم

 

له ظاء كما صَخِبَ الغَريمُ

يصف تيساً، والطاء: صوت التيس، وهو في هذا الموضع صاحب الدَّين. قال أبو بكر: الظّاء والظّأب واحد، وهو الصوت. وقال الآخر:

ويَمْطُلُ دَيني وهو أقدَرُ مالكٍ

 

ألا إنّ ذا التَّمطال شَرُّ غَريم

فهذا عليه الدَين. وفلان مُغْرَم بفلانة، إذا اشتدّ حبُّه لها، وأصل ذلك من الغرام وهو الهلاكُ. وكذلك فُسر في التنزيل في قوله جلّ وعزّ: "إنّ عذابَها كان غَراماً"، أي هلاكاً. والمَرْغ: اللعاب. وأنشد:

تَشْفِينَها بالنَّفْثِ أو بالمَرْغ

وتقول العرب: " أحمَقُ لا يَجْأى مَرْغَه " أي لا يحبس لعابَه. وتمرّغ في التراب تمرُّغا، إذا تقلّب فيه، وكذلك تمرّغ الفرسُ والحمارُ تمرُّغاً، وموضع تَمَرُّغِه: المَراغة. وبنو مَراغة: بطين من العرب. فأما قول الفرزدق لجرير: يا ابنَ المَراغة، فإنما يعيره ببني كُليب لأنهم أصحاب حَمير. والأمْرَغ: موضع.
والمَغْرَة: طين أحمرُ، وهو المِشْق، والجأب مهموز. وثوب ممغَّر: مصبوغ بالمغْرَة. وفرس أمْغَرُ والأنثى مَغْراءُ، وهي شُقرة فيها كدرة. والمَمْغَرَة: الأرض التي يخرج منها المَغْرَة. وماغِرة: اسم موضع. ومَغْران: اسم رجل. وناقة ممْغِر ومُنْغِر، إذا حُلبت فخالط لبنَها دم، فإذا كان ذلك من عادتها فهي مِمْغار ومِنْغار. واللبن مَغير، إذا خالطه الدم.

ر-غ-ن

استُعمل من وجوهها: أرغنتُ إلى فلان إرغاناً، إذا مِلْتَ إليه فأنت مُرْغِن. والرغْنَة: الأرض السهلة، لغة يمانية.
والغَرَن: طائر، ويقال إنه العُقاب أو شبيه به، والجمع أغران. والغِرْيَن والغِرْيَل: الطين الرقيق.
والنغَر: طائر أصغر من العصفور، والجمع نِغْران. قال الشاعر يصف العنب:

يَحْمِلْنَ أزقاقَ المُدام كأنّما

 

يَحْمِلْنَهَا بأظافر النِّغْرانِ

ويُروى: بأكارع. قال أبو بكر: قال أبو حاتم: خرج المبرّد من البصرة وهو لا يحسن من المعاني غيرَ هذا البيت. يعني معاليق العنب شبّهها بأظافر النِّغران. وفي الحديث: " أبا عُمَيْر، ما فَعَلَ النًّغَيْر"? ونَغِرَ قلبُ الرجل ينغَر نَغَراً، إذا التهب من حزن أو غيظ فهو نَغِر، وهو مأخوذ من قولهم: أغرت القِدر تتعر، إذا غَلَتْ. وفي الحديث: " رُدوني إلى أهلي غيْرَى نَغِرَةٌ ".

ر-غ-و

استعمل من وجوهها الرُّغْوَة، ويقال: رِغْوَة، والجمع رُغىً، مقصور، وهو ما طفا على اللبن من الزَّبَد، أرغى اللبنُ يُرغي إرغاءً، إذا صارت له رُغوَة. وارتغى الرجلُ يرتغي ارتغاءً، إذا شرب الرغوة. ومن أمثالهم: " يُسِرُّ حَسْواً في ارتغاء "، وهذا مبيّن في الاعتلال تراه إن شاء الله.
ويقال: لا غَرْوَ من كذا وكذا، أي لا عَجَبَ.
والغَوْر: غَوْر تِهامة، وهو بطنها، غار الرجلُ يغور غَوْراً، إذا دخل الغور. والغَوْر: موضع بالشام. والغُوَيْر: موضع. والغَوْرَة: موضع. ومن أمثالهم: "عسى الغُوَيْرُ أبْؤساً"، قال أبو بكر: المثل للزَّبّاء، ومعناه: عسى أن يجيء من الغُوير ما أكره. وغارت عينُ الرجل تغور غُؤوراً.
وغار النجمُ يغور غَوْراً، إذا غاب. وغار الماء يغور غَوْراً، إذا نضب. وفي التنزيل: "إن أصْبَحَ ماؤكم غَوْراً"، أي غائراً، أخرجت مُخرج قولهم: زَوْر في معنى زائر، ودَوْم في معنى دائم.

والوَغْرَة: وَغْرَة الظهيرة، وهو أشدّ ما يكون من الحرّ. ووَغِرَ صدر الرجل يَوغَر وَغَراً ووَغْراً، وقالوا: وَغَرَ يَغِر، إذا التهب من غضب أو حقد، ولير بثَبْت، وأكثر ما يُستعمل في الحقد، زعموا. واللبن الوغير: الذي تُحْمَى الحجارة ثم تُلقى فيه فيُشرب. قال المستوغر:

يَنشُّ الماءُ في الربَلات منـهـا

 

نَشيشَ الرَّضف في اللبن الوَغيرِ

وأوغرَ القومُ الخِنزَير إيغاراً، وهو أن يُغلى له الماء فيُسمط وهو حيّ ثم يُذبح، وهو من فعل قوم من النصارى. فال الشاعر:

ولقد أردتَ لقاءهم فكرهتهم

 

ككراهةِ الخِنزير للإيغـارِ

وراغَ الرجلُ يَروغّ رَوغاً ورَوَغاناً ومراوغةً ورِواغاً، إذا حادَ عن الشيء. قال الشاعر:

يومَ لا ينفع الرِّواغُ ولا يق

 

د مُ إلا المشيَّع النِّحْـرِير

المشيَّع: الشجاع الذي كأن له من قلبه أمراً يشيّعه على الإقدام. قال أبو بكر: وهذا البيت يُروى للأسود بن يعْفُر أو لعدي بن زيد، إلا أن الأصمعي زعم أن النِّحرير ليس من كلام العرب. وتروّغَ الدابّة، إِذا تمرّغ في التراب، لغة يمانية.

ر-غ-ه

استُعمل منها: غَرِهَ به، في معنى غَرِيَ به، وتّرى هذا في المعتلّ والزوائد إن شاء الله.

ر-غ-ي

استعمل منها الرِّياغ، وهو التراب.
وغَيْرة كلمة يُستثنى بها. وغَيْر: مصدر غار أهلَه يَغيرهم غَيْراً، إذا مارَهم. والغِيرَة والمِيرَة سواء. وأنشد:

هل تُنْكِرين بن أبينا غَيْرَهْ

هل تَفقدين غيرَهُ وميْرَهْ

والغِيَر: الدِّية. قال الشاعر:

لَنَجْدَعَن بأيدينـا أنـوفَـكـمُ

 

بني أمامةَ إن لم تقبلوا الغيَرا

وبنو غِيَرَة: حيّ من العرب. والغَيْرَة من قولهم: غارَ الرجل على أهله يغار غَيْرَةً فهو غائر.

باب الراء والفاء

مع ما بعدهما من الحروف

ر-ف-ق

استُعمل من وجوهها: الرِّفْق، ضد الخُرْق، رَفَقَ يرفُق رِفْقاً فهو رفيق بكذا وكذا. وفلان رفيق بفلان ورافِق به، وهو اللطف وحُسْن الصنيع إليه. وأرفقَه يُرفقه إرفاقاً، إذا أوصل إليه رِفْقاً.
والمِرْفَق من الإنسان والدابّة: مَوْصِل الذّراع في العَضُد. والمِرْفَق: الأمر الرافق بك، وكذلك فُسِّر في التنزيل. وقال البصريون: بل المِرْفَق في الوجهين جميعاً، والكوفيون يقولون: مَرْفِق الإنسان، والمِرْفَق: الأمر الرفيق بك، والجمع منهما المَرافق. والمِرْفَقَة: التي يرتفق بها، أي يُتّكأ عليها. وبعير مرفوق، إذا اشتكى مَرْفِقه. والرِّفاق: حبل يشَدّ في مَرْفِق البعير إلى وظيفه، والجمع الرُّفُق. والرُّفْقَة: القوم المترافقون في السفر، والجمع رِفاق ورُفَق. والرَّفيق: الذي يرافقك في سَفَرك. ومثل من أمثالهم: "الرفيق ثمّ الطريق ". والرافِقة: موضع. وأولى فلان فلاناً رافقةً ومَرْفِقاً، أي رِفْقاً.
والفقْر: ضدّ الغِنى، والرجل فقير، وأفقره الله إفقاراً. وفقرت البعير أفقِره وأفقُره فَقْراً، إذا حززت خَطْمَه ثم جعلت فيه الجَرير ليَذِلَّ بذلك، والبعير مفقور. ويقال: إرْم الصَيْدَ فقد أفْقَرَك، أي أمكنك من فَقاره. وفَقار الظهر: العظام المنتظمة في النّخاع التي تسمّى خرزَ الظهر، الواحدة فِقْرَة، والجمع فِقر وفَقار وفَقارة. وأفقرتُ فلاناً ناقتي إفقاراً، إذا دفعتها إليه ليركبها ثم يردها إليك. ويقال: رماه اللّه بفاقرة، أي بداهية تقصم فَقاره. وفسروا قول الشاعر:

لمّا رأى لُبَدُ النُّسورَ تطايرت

 

رَفَعَ القوادمَ كالفقير الأعزلِ

أي المكسور الفَقار. والفَقير، والجمع فُقر، وهي ركايا تحفر ثم يُنفذ بعضها إلى بعض حتى يجتمع ماؤها في رَكِيّ أو يسيح. قال الشاعر:

بضِراب تأذَنُ الجنُّ لـه

 

وطعانٍ مثل أفواه الفُقُرْ

والفَقير: رَكِيّ معروفة. قال الراجز:

ما ليلةُ الفَقير إلاّ شَيطانْ

يُدعى بها القومُ دعاءَ الصمّانْ

وفقّرتُ للفَسيل تفقيراً، إذا حفرت له ثم غرسته. وفقّرت الخَرَز، إذا ثقّبته لتَنْظِمَه. قال الشاعر:

غَرائرُ في كِن وصَوْنٍ ونَعْمَةٍ

 

يحلَّين ياقوتاً وشذْراً مفقَّـرا

وسدَّ الله مفاقرَه، أي أغناه. قال الشاعر:

وإنّ الذي ساقَ الغِنى لابن عامرٍ

 

لَرَبّي الذي أرجو لِسَدّ مَفاقري

والفَرْق: فَرْق الرأس. وكلِ شيئين فصلت بينهما فقد فرَقتهما فَرْقاً، وكل ناحية منهما فرْق وفَريق. والفِرْق: القطيع من الغنم. وفَرَقَتِ الناقةُ، إذا ضربها المخاضُ فمرّت على وجهها حتى تنْتج حيث لا يُعرف مكانها، فهي فارق، والجمع فرَّق وفوارق. قال الراجز:

إعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارق

ومنْجَنُونٍ كالأتانِ الفارقِ

المَنْجَنُون: المَحالة الكبيرة التي يسنى عليها، غير مهموز. وقال الآخر:

له فُرَّق منه ينتَّجن حـولـه

 

يفقِّئن بالمِيث الدِّماثِ السَّوابيا

يصف سحاباً فشبّه ما تفرق منه بالنُّوق الفوارق، والمِيثاء: الأرض السهلة، والدِّماث: جمع دمَث، وهي الأرض السّهلة أيضاً، ويفقِّئن: يشقِّقن، مِن فقأتُ عينَه، إذا بَخَصْتَها، والسوابي: جمع سابِياء، وهي المَشيمة التي يكون فيها الولد. وناقة مُفْرِق، إذا فارقها ولدُها بذبح أو بموت. قال الشاعر:

وإعطائي المَفارقَ والحِقاقا

ومَفْرِق الرأس: أحد شِقَّيْه، والجمع مفارق. وفَرِقَ الإنسانُ يفرَق فَرَقاً، إذا خاف. وأفرق من مرضه إفراقاً، إذا بَرَأ منه ولا يكون الإفراق إلاّ من مرض لا يصيب الإنسان إلاّ مرة واحدة، نحو الجُدَريّ والحَصبة وما أشبههما. ورجل أفْرَقُ، إذا كان بين ثنيّتيه انفراج. وفرس أفرَقُ، إذا كانت إحدى حَجَبتيه أعظم من الأخرى، الحَجَبَة: رأس الوَرِك. والفاروق من الناس: الذي يَفْرُق بين الأمور ويفصلها. وسُمّي عمر بن الخَطّاب رضي الله عنه فاروقاً لأنه أظهر الإسلام بمكّة ففَرَقَ بين الإيمان والكفر. وديك أفرَقُ: الذي انفرق عُرْفُه. وتيس أفرَقُ، إذا تباعد طرفا قرنيه.
وتفارقَ القومُ فِراقاً وتفارقاً، وافترقوا فُرقة وافتراقاً. والفُروق: موضع. وسُمّي القرآن فرْقانَاً لأنه فَرَقَ بين الحقّ والباطل. وللفُرقان في التنزيل مواضع، فمنه قوله جلّ وعزّ: "نَزَّلَ الفُرقان"، أي القرآن، والفُرْقان: النصر، ومنه قوله جلّ ثناؤه: "وما أنزلْنا على عبدِنا يومَ الفُرْقان "، أي يوم النصر، يعني يوم بدر، والفُرْقان: البُرْهان، وهذا مستقصى في كتاب لغات القرآن. ورجل فَروقة، وكذلك المرأة، أخرج مُخرج نسّابة وعلاّمة وبَصيرة وما أشبه ذلك. قال الشاعر:

ولقد حَلَلْتِ وكنتِ جدَّ فروقةٍ

 

بلداً يمرّ به الشجاع فيفزعُ

وقد جاء مصدر فارقه فِراقاً وفرقه تفرقةً. والفَرَق الذي جاء في الحديث: "ما أسكرَ الفَرَقُ فالجُرعةُ منه حرام " فزعموا أنه مِكيال يُعرف بالمدينة، وقد قيل فَرْق، بالتسكين. والفَريقة: حُلبة تُطبخ بتمر ويُسقاها المريض أو النُّفَساء. قال الشاعر:

ولقد وَرَدْت الماءَ يَرْكدُ فوقه

 

مثلُ الفَريقة صُفيَتْ للمُدْنَفِ

والفروقة: شحم الكُلى. قال الشاعر:

فبِتنا وباتت قِدْرُهم ذاتَ هِزَّةٍ

 

يَبينُ لنا شحمُ الفَروقة والكلَى

وفِرْقَة من الناس، والجمع فِرَق.
والقرْف: مصدر قرفتُ القَرحة وغيرَها أقرِفها قَرْفاً، إذا نكأتها حتى تدمى. والقِرْفَة: التُّهمة، يقال: فلان قِرفتي، أي تُهمتي. وقَرَفْتُ فلاناً بكذا وكذا، إذا سبعتَه به. وفرس مُقْرِف: خلاف العتيق، ثم قالوا: رجل مُقْرِف أيضاً، إذا نُسب إلى لؤم الأصل، والجمع مَقارف، والمصدر الإقراف. والقِرْفة: ضرب من أفواه الطِّيب أو نحوه. وقِرْف كل شيء: قِشره. واقترف فلان سيئةً، إذا اكتسبها. والقُروف: أوعية من أدم يُنتبذ فيها. قال الشاعر:

وذبيانـيةٍ أوصَـتْ بَـنـيهـا

 

بأنْ كَذبَ القَراطفُ والقُروفُ

أي عليكم بها، أي خذوها في غنيمتكم، والقَراطف: جمع قَرْطَف، وهي القطف. والقَرَف، بالتحريك: مداناة المرض.

والقَفْر من الأرض: الخالي من الأنيس، والجمع قِفار. والإقفار: مصدر أقفرتِ الأرضُ، ويقال: أرض قَفْر وأرَضون قَفْر وقِفار. وأكلتُ خبزاً قَفاراً، وقالوا قِفاراً: بلا أدْم. ودابّة قَفِرٌ وقَفْرٌ وقَفِرَة: قليل اللحم ضئيل الجسم، وكذلك هو من الناس. ونزلنا ببني فلان فبتنا القَفْرَ، إذا لم يَقْرونا. والقَفير: الزَّبيل، لغة يمانية. والتقفير: جمعُك الشيءَ نحو التراب وغيره، قفَّرته تقفيراً. واقتفرت الأثرَ اقتفاراً، مثل قَفوْت سواء. والقُفَر: الشعر، زعموا. قال الراجز:

قد علمتْ خَوْدٌ بساقَيها القُفَرْ

لَتُرْوَيَنْ أو لَتَبِيدَنَّ الشُّجُر

أو لأروحنْ أصُلاً لا أتزِرْ

الشُّجُر: جمع الشِّجار، وهي خشب البئر. والقَفور: ضرب من النبت، وربما سمّي الكافور قَفُّوراً وقافوراً.

ر-ف-ك

الفِكْر، وقالوا: الفَكْر، وهو ما وقع بخَلَد الإنسان وقلبه، الواحدة فِكْرَة وفِكْر وفِكَر. وأفكرَ يُفْكِر إفكاراً، وفكّر تفكيراً. والفَركْ، بفتح الفاء: فركُك الشيءَ بيدك حتى يتفتّت.
والفَريك: طعام يُفرك ويُلَتّ بسمن أو غيره. وفَرِكَتِ المرأةُ زوجَها تفرَكه فَرَكاً، إذا أبغضته، فهي فارك من نساء فواركُ، والاسم الفِرْك. قال الشاعر:

إذا الليلُ عن نَشْزٍ تجلَّى رَمَيْنَه

 

بأمثال أبصار النساء الفواركِ

يصف إبلاً. ويقال: مخنَّث يتفرَّك، إذا كان يتكسّر في كلامه ومشيته. وثوب مفروك بالزَّعفران وغيره، إذا صبغ صبغاً شديداً.
والكَرْف: الشَّمّ، كَرَفَ الحمارُ آتنَه يكرُفهنّ ويكرِفهنّ كَرْفاً، أكرف إذا شمّ أبوالَهنّ، وكل ما شمِمته فقد كرفته.
والكُفْر: ضدّ الإسلام، كَفَرَ يكفُر كُفْراً وكُفْراناً، وهو أحد ما جاء من المصادر على فُعْلان، نحو غفْران وخسْران، وأصل الكُفْر التغطية على الشيء والستر له، فكأن الكافر مغطى على قلبه، وأحسب أن لفظه لفظ فاعل في معنى مفعول. وكَفَرَ فلان النعمةَ، إذا لم يشكرها، يكفُرها كَفْراً فهو كَفُور. والكافور: وعاء الطَّلْع، وهو الكَفَر والكُفرَّى أيضاً. وقال بعض أهل اللغة: وعاء كل شيء كافوره. وغلط العجاجُ فظنّ أن للكرم كافوراً ككافور النخل، فقال رجز:

بفاحم يُعْكَفُ أو منشورِ

كالكَرْم إذ نادى من الكافورِ

فأمّا الكافور من الطِّيب فأحسبه ليس بعربي محض، لأنهم ربما قالوا: القَفور والقافور. وقد جاء في التنزيل: "مزاجُها كافوراً"، والله أعلم بوجهه. وكفر الرجلُ عن يمينه، كأنه غطّى عليها بالكَفّارة. وكل مُغَطٍ كافرٌ. قال الشاعر:

فتذكَّرا ثقْلاً رَثيداً بعـدمـا

 

ألْقَت ذكاءُ يمينَها في كافرِ

ويُروى: ثَقَلاً، أي في الليل لأنه يغطّي الأرض، وذُكاء: الشمس. وكفَرَ السحابُ السماءَ، إذا غطاها. قال لبيد:

يعلو طريقةَ متنها متواتـر

 

في ليلةٍ كَفَرَ النجومَ غَمامُها

أي غطّاها. وتكفر الرجل بثوبه، إذا اشتمل به. وتكفَر في السِّلاح، إذا دخل فيها، يعني الدِّرع وما أشبهها. ونهر الحِيرة يسمَّى كافراً. قال الشاعر:

فألقيتها بالثِّنْي من جَنْبِ كافرٍ

 

كذلك أقنو كلَّ قِطًّ مضلَّـل

القِطّ هاهنا: الكتاب، والمضلَّل: الرديء الذي فيه الضلال، وقوله أقنو: أجعله قِنوَة، ويقال: قَنوْتُه كذا وكذا، أي أعطيته. وكل شيء متغطّ بشيء فقد تكفَّر به. قال الشمّاخ:

فآبت إلى قوم يُريح رِعـاؤهـا

 

عليها ابنَ عِرْس والإوَزَّ المكفَّرا

يعني المتغطّي بالريش. وأهل الشام يسمّون القرية: الكَفْر، وليست بعربية، وأحسبها سريانية معرَّبة. وكفر القومُ لملكهم، إذا سجدوا له. ويقال: فعلتُ كذا وكذا ولا كُفْرانَ لله، كأنه أراد: ولا كُفران لنِعَم الله. ويقال: تكفر البعيرُ بحباله، إذا وقعت في قوائمه.

ر-ف-ل

استعمل من وجوهها الرّفْل: مصدر رَفَلَ يرفُل رَفْلاً، إذا سحب أذيالَه ومشى. وفرس رِفَلّ: طويل الذنب ذَيّال. ورفَّلتُ الرجلَ، إذا أكرمته وعظّمت شأنه. وشمَّر رِفَلَّه، إذا شمّر ذيلَه.

ر-ف-م

استعمل من وجوهها الفَرْمَة: شيء كانت تتّخذه البغايا في الجاهلية من عَجَم الزبيب، تحتمله البَغِية في حَيائها لتضيق. ومنه كتاب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج: يا ابنَ المستّفرِمة بعجَم الزبيب. قال الراجز:

مستفرِماتٍ بالحَصَى جَوافلا

يستتبع الأواخرُ الأوائلا

يصف خيلاً، يقول: من شدة جريهنّ تدخل الحصى في حيائها، فشبّه الحصى بالفَرْمَة. والفَرَمَى: اسم موضع، وليس بعربي محض.

ر-ف-ن

استُعمل منها: فرس رِفَنّ، مثل رِفَلّ سواء. وأرفأنَّ الرجلُ: سَكَنَ من طيشه. وهذا تراه في باب الهمز مشروحاً إن شاء الله.
والفُرْن: شيء يُختبز فيه، ولا أحسبه عربياً محضاً. ومنه اشتقاق اسم الفُرْنِيّة من الخُبز، وهي العظيمة المستديرة.
والنَّفْر: مصدر نَفَرَ ينفِر وينفُر نَفْراً ونفوراً. ويوم النَّفْر والنَّفير والنُّفُور: يوم نفور الناس من مِنى. ونَفَرَتِ العينُ وغيرها من الجسد تنفُر نُفوراً، إذا هاجت وورمت، وكذلك العضو من الأعضاء إذا وَرِمَ. والنفَر: ما بين الثلاثة إلى العشرة، زعموا، والجمع الأنفار. والنَّفير: القوم النافرون لحرب أو غيرها. والمثل السائر: "لا أنتَ في العِيرِ ولا في النَّفيرِ"، أي لا أنت في تجارة ولا حرب. وذو نَفْرٍ: قَيل من أقيال حِمير. وبنو نَفْر: بطن من العرب. ونفَرتُ فلاناً على فلان، إذا غلَّبته عليه. وتنافر الرجلان فنفِرَ أحدُهما على صاحبه ونُفِّرَ أيضاً، إذا غُلبَ عليه إذا تحاكما إلى كاهن أو سيّد، تنافُرًا ونفاراً. والنُّفارة: ما أخذه المنفور من الخَطَر وهو الغالب. ويقال: بل النُّفارة ما أخذه الحاكم. ونافرة الرجل: بنو أبيه الذين يغضبون لغضبه. قال الراجز:

لو أن حولي من عُلَيْمٍ نافِرَهْ

ما غَلَبَتْني هذه الضَياطِرَهْ

ومثل من أمثالهم: "كُلُّ أزبَّ نَفُوز".

ر-ف-و

استُعمل من وجوهها: رَفَوْتُ الثوبَ أرْفُوه رَفْواً، إذا لاءمت خَرْقَه بنِساجة، وقد قالوا: رفأت الثوب، بالهمز، وهي اللغة العالية. ورَفَوْتُ الرجلَ، إذا سكّنته من رعب. قال الشاعر:

رَفَوْني وقالوا يا خُويلِدُ لم تُرَعْ

 

فقلتُ وأنكرتُ الوجوهَ هُمُ هُمُ

ومنه اشتقاق قولهم للمُمْلَك: بالرِّفاء والبنين، أي بالالتئام.
فأما قولهم أرفأتُ السفينةَ فستراه في الهمز إن شاء الله.
والرَّوْف: مصدر رافَ يروف رَوْفاً، لمن ترك الهمز، وقال قوم: بل الرَّوْف من السكون، وليس من قولهم: رؤوف رِحيم، ذاك من الرأفة، مهموز، إلا أنه في لغة من لم يهمز: روف.
والفَوْر: مصدر فارتِ القدْرُ تفور فَوْراً وفَوَراناً، إذا غلت حتى يعلو ما فيها فيفيض.
والفأرَة والفُؤْرَة، تُهمز ولا تُهمز: ريح تكون في رُسْغ الفرس تَنْفَش إذا مُسحت وتجتمع إذا تُركت. وأتيتُ فلاناً من فَوري، أي من ساعتي. والفُور: الظِّباء، لا واحدَ لها من لفظها، " لا أفعل كذا ما لألأتِ الفُورُ "، أي ما حرَّكت أذنابَها. وفار الماءُ من الأرض يفور فوَارناً وفَوْراً، إذا نبع. وفُوارة القِدر: ما طَفَحَ عليها من الزبَد إذا غَلَتْ حتى يعلو ما فيها فيفيض. والفِئْرة: حُلْبَة وتمر تُطبخ للمريض أو للنُّفَساء.
والفَرْو: معروف، والجمع فِراء، ممدود. وفَرْوَة الرأس: جِلدته. وفي حديث عمر بن الخطّاب رضوان اللهّ عليه: "إن الأمَةَ ألقت فروةَ رأسها من وراء الجدار"، أي ليس عليها أن تختمر.
ويقال: افتريتُ فَرْوَةً، أي لبستها، وهو افتعلتُ من ذلك. والفَرْوَة والثروة واحد في بعض اللغات، وهو الغِنى. وفَرْوان: اسم.
والوَرْف: مصدر وَرَفَ النبتُ يَرِفُ وَرْفاً، وهو اهتزازه ونَضارته، فهو نبت وارف.
والوَفْر: الغِنَى، فلان ذو وَفْر. ووَفرَ الشيء وفارةً ووفوراً، إذا كثر. ووفَّرتُه توفيراً، إذا كثّرته. قال الشاعر في الغنى:

وقد عَلِمَ الأقوامُ لو أنّ حاتماً

 

أراد ثراءَ المال كان له وَفْرُ

ويقال: حظُّك الأوفر من كذا، أي الأكثر. وما أبينَ الوَفارةَ في فلان، يريدون رجاحةَ العقل والرأي. والوافرة: ألْيَة الكَبْش إذا عظمت في بعض اللغات. والوفْرَة من الشَّعَر: دون الجُمَّة، والجمع وِفار، وهي التي تنوس على شحمة الأذن أو على غُرْضُوفها، قال أبو بكر: غُرْضُوف وغُضْرُوف واحد. ووفّرتُ شَعَري توفيراً، إذا أعفيته. وقال قوم: الوَفْرَة أكثر من الجُمَّة، قال أبو بكر: وهذا غلط، إنما هي وَفْرَة ثم جُمة ثم لِمَّة، فالوَفْرة: ما جاوزت شحمةَ الأذنين، والجُمَّهّ: ما جاوزت الأذنين، واللِّمَّة: ما ألمَّت بالمَنْكِبين.

ر-ف-ه

الرّفه: أن تُسقى الإبل متى شاءت، إبل رافهة وأهلها مُرْفهون، ثم كثر ذلك حتى صار كل عيش واسع رافهاً. وفلان في رَفاهة من العيش ورَفاهيَة ورُفَيْهِيَة ورُفَهْنِيَة. ويقول الرجلُ للرجل: رفه عليّ، أي أنظِرني ورفَه من خِناقي، يراد به التوسعة عليه.
والرهْف من قولهم: رَهَفْتُ الشيء وأرهفتُه، إذا رققته. وسيف مُرْهَف: رقيق الشَفرتين. وفرس مُرْهَف: خامص البطن متقارب الضلوع، وهو عيب. والرُّهافة: موضع، زعموا. والفِهْر: حجر يملأ الكفَّ، والجمع أفهار وفُهور. والفِهْر مؤنّثة يملّك على ذلك تصغيرهم إياها فُهَيْرَة. وقد سمّت العرب فِهْراً وفُهَيْرَة وفهَيْراً. وفِهْر: أب يجمع قُريشاً، وقال أيضاً: وفهر: أبو قُريش.
وأرض، مَفْهَرَة: ذات أفهار. وتفهر الرجل في المال، إذا اتّسع فيه. والفَهْر زعم أبو مالك أنه عربي معروف، وهو أن يجامع الرجل المرأةَ ثم يتحوّل إلى غيرها قبل الفراغ. فأما الفُهْر الذي في الحديث: "كأنهم اليهود خرجوا من فهْرهم " فليس بعربي محض، الفُهْر: موضع لليهود.
وناقة فَيْهَرَة: صلبة شديدة. ويقال: تَفَيْهر الفرسُ، إذا ترادَّ عن الجري من الضعف. والمَفاهِر: بَآدِل الرجل، وهو لحم صدره.
ودابّة فارة بَين الفَراهة والفُروهة، وهو أحد ما جاء على فَعل فهو فاعل، وهو قليل: حَمُضَ فهو حامض، ومَثُل فهو ماثل. وقد قرئ: "فارِهين " و "فَرِهين"، فمن قرأ فارِهين أراد حاذقين بما يعملون، ومن قرأ فَرِهين أراد متوسّعين، والله أعلم. وقد قالوا: دوابُّ فُرْهَة، جمع فارِه.
والهَرْف:، المدح والثناء، ومنه الحديث: " جاء قوم يَهْرِفون لصاحب لهم". ومن أمثالهم: " لا تَهْرِفْ قبل أن تَعرف ".

ر-ف-ي

استعمل من وجوهها: الرِّيف، وهو ما قارب الماءَ من أرض العرب ومن غيرها، والجمع أرياف ورُيوف. وتريف القومُ، إذا دنوا من الرِّيف.
والفَرْي: مصدر فَرَيْتُ الأديمَ أفريه فَرْياً، إذا شققته لصلاح، وأفريته إذا شققته شَقَّ فساد. قال الراجز:

شَلتْ يدا فارِيَةٍ فَرَتْها

وعَميتْ عينُ التي أرَتْها

وقال ذو الرّمة:

وَفْراءَ غُرفيّةٍ أثْأى خوارزُها

 

مشلشِل ضيَّعته بينها الكُتَب

يصف دلواً، وَفْراء: واسعة، غَرْفيّة: دبغت بالغَرْف، أثْأيْثُ الشيءَ، إذا أفسدته، وزن أثْعيْتُ، والمشلشل: ما يتشلشل من الخُروز، أي يقطر قطراً متداركاً. وجاء فلان يفري الفَرِي، إذا جاء مُجِدّاً مشمِّراً ضابطاً لأمره. ومر الفرسُ يفري الفَرِيّ، إذا اجتهد في عدْوه. وافترى فلان على فلان فِرْيَةً قبيحة.
والفِئْرَة والفِئَرة: تمر يُمرس ويطبخ بالحُلْبة تشربه النُّفَساء، والجمع الفِئَر، وقد مضى ذكرها.
والأرْفِي: لبن الظبية، زعموا.
وبنو يرْفى: حيّ من العرب.
واليَرْفَئيّ: الراعي، وزن يَرْفَعِيّ. قال الراعي:

كأنه يَرفئيّ نـامَ عـن غـنـمٍ

 

مسحنفر في سواد اْلليل مذؤوبُ

باب الراء والقاف

مع ما بعدهما من الحروف

ر-ق-ك

أهملت.

ر-ق-ل

الرَّقْلَة: النخلة الطويلة، والجمع رِقال ورَقْل: ومنه المثل السائر لعَثْمَة بنت مطرود البَجَلّية: "ترى الفتيانَ كالرَّقْل ولا تدري ما الدَّخْل ". وأرقلتِ الناقةُ إرقالاً، وهو ضرب من المشي، وناقة مرْقِل ومِرْقال من إبل مراقيل. والراقول: حبل يُصعد به على النخل في بعض اللغات. وهاشم بن عُتْبَة بن أبي وقّاص: المرْقال، رجل من قُريش من أصحاب عليّ بن أبي طالب، عليه السلام، سُمَي المِرْقال يومَ صِفّين لإرقاله إلى الموت.

ر-ق-م

الرَّقْم: رَقْم الثوب، وكل ثوب وُشِّي فهو مرقوم، رَقَمْتُ الثوبَ أرقُمه رَقْماً. وكل نقش رَقْم، وبه سُمَي الأرْقَم من الحيّات للنقش في ظهره. والرَّقم: الخطّ في الكتاب، وبه سُمّي الكتاب رَقيماً ومرقوماً، والله أعلم. وقال قوم: الرّقيم: الدَّواة، ولا أدري ما صحّة ذلك. ويقال: فلانة تَرْقم في الماء، إذا كانت صانعة حاذقة بما تصنعه. ورَقْمَتا الفرس والحِمار: الأثَران في باطن أعضادهما. والرقْمَتان أيضاً: ما اكتنف الجاعرتين من كيّ النار. والرقْمَة: نبت، ويقال: هو الخُبّازَى. والرَّقِم: الداهية. قال الراجز:

أرسلَها عليقةً وقد عَلِمْ

أن العَلِيقاتِ يُلاقِينَ الرَّقِمْ

العَليقة: ناقة يعطيها الرجلُ الرجلَ ليمتارَ عليها ولا يَحْضر معها، فهي تكَدّ ويُحمل عليها أكثر مما تطيق. ويوم الرَّقَم: يوم من أيام العرب معروف لغَطَفان على بني عامر بن صَعصعة.
والرَّقْمَتان: روضتان إحداهما قريب من البصرة والأخرى بنجد. وقال قوم من أهل اللغة: بل كل روضة رَقْمَة. والأراقم: بطون من بني تغلب يجمعهم هذا الاسم، وإنما سُمّوا الأراقم، فيما ذكره أبو عُبيدة، لأن أباهم نظر إليهم لما تّرعرعوا فإذا لهم جرأة وحدَّة فقال لغلام له: إذا جاء الليل فاستغث حتى أنظر إلى ما يصنع أولادي هؤلاء، فذهب إلى حيث أمرَه مولاه فاستغاث فسمعوا صوته فقصدوا قصده فقالوا له: ويلك ما دهاك وأين القوم? فتعلقوا به وجعلوا يتجاذبونه بينهم ويهُزّونه حتى جاء أبوهم فقال له العبد: كُفَّ عني بنيك هؤلاء كأن عيونَهم عيونُ الأراقم فقد كادوا يقتلونني، فسُمَوا بذلك. وقال ابن الكلبي: إنما سُمّوا الأراقم لأن امرأة دخلت على أمّهم وكانوا نياماً في قطيفة خارجةً رؤوسهم وعيونُهم فقالت: كأن عيونهم عيون الأراقم، فسُموا بذلك. والأراقم: جمع أرقَم، وهو ضرب من الحيّات. ورُقَيم: اسم. والمرقومة: أرض فيها نَبْذ من النبت.
والرَمَق: باقي النفْس، والجمع أرماق. وترمّق الرجل الماءَ وغيرَه، إذا حسا حسوةً بعد حسوة. وفلان مرمَق العيش، أي ضيّقه. وكلام من كلامهم: "أضرعتِ الضَّأنُ فربِّق ربِّق، أضرعتِ المِعْزَى فرمقْ رَمِّق"، قال أبو بكر: معنى قوله ربِّقْ رَبق أي هيّىء الأرباق، وهي خيوط تُطرح في أعناق البهم لأن الضأن تُنزل اللبنَ على رؤوس أولادها والمعزى تُنزل قبل نِتاجها بأيام، فيقول: تَرَمَقْ ألبانَها، أي اشربه قليلاً قليلاً. ويقال: أرْمَقَ الشيء، إذا ضَغفَ. وكذلك ارمَقَّ الحبلُ يرمقُّ ارمِقاقاً، إذا ضعف قواه. ورمقته بعيني أرمُقه رَمْقاً فأنا رامق والشيء مرموق، إذا لحظته لحظاً خفيُّا. فأما الذي تسمّيه العامّة الرامِق للطائر الذي يُنصب لتهوي إليه الطيرُ فتُصاد فلا أحسبه عربياً محضاً. والمرمق: الذي يعمل العمل فلا يبالغ فيه.
والقَمَر: معروف، وهو مشتق من القُمْرَة، وهو بياض فيه كُدرة كبياض بطن الحمار الأقْمَر.
وليلة قَمْراءُ ومُقْمِرَة. قال الراجز:

يا حبذا القَمْراءُ والليلُ السّاجْ

وطُرُق مثلُ مُلاءِ النَّسّاجْ

وتقمَّر الأسدُ، إذا خرج يطلب الصّيد في القَمراء. قال الشاعر:

سَقَطَ العَشاءُ به على متقمِّرٍ

 

طَلْقِ اليدين مُعاوِدٍ لطِعانِ

وقمَّر القومُ الطيرَ، إذا أعشوها بالليل بالنار ليصديوها. واختلفوا في بيت الأعشى:

تَقمَّرَها شيخ عِشاءً فأصبحـت

 

قضاعيّةً تأتي الكواهنَ ناشصا

فقال قوم: تقمَّرها كما يتقمَّر الأسدُ صيده وقال آخرون: تقمَّرها، أي اختدعها كما تُختدع الطير بالنار فتعْشَى. ووجه أقمَرُ: مشبه بالقمر. وتقمَّر الرجلُ، إذا غلب من يقامره. والقَمْر: الاسم من قولهم: قَمَره يقمِره ويقمُره قَمْراً. وتقامر الرجلان مقامرةً وقِماراً وتقامراً. وبنو القَمَر: بطن من مَهرة بن حَيْدان. وبنو قمَير: بطن من قضاعة أو غسان، أنا أشكّ. وأقمرَ التمر، إذا أصابه البردُ فيبس وذهبت حلاوته. ويقال: أقمرَ الهلالُ في الليلة الثالثة من الشهر، وربما قالوا: أقمر الليل، ولا يكون إلاّ في الليلة الثالثة من الشهر، فإذا نقص القمرُ سُمِّي قُميْراً. قال عمر بن أبي ربيعة:

وقُمَيْرٌ بدا ابنَ خمس وعشري

 

ن له قالت الفتاتان قُـومـا

والقُمْريّ: ضرب من الطير، الذكر قُمْرِيّ والأنثى قُمْرِيّة، والجمع القَماريّ.
والقَرْم من الإبل: الفحل الذي لم يذلَّل بخَطْم ولا حَمْل ولا زمّ، وهو المقْرَم أيضاً، والجمع قروم ومَقارم، وكثر ذلك حتى سُمّي سيّد القوم قَرْماً. وقَرَمْتُ الشيءَ بأسناني، إذا قطعته، وما قطعته منه فهو قُرامة. وقرمتُ البعيرَ أقرِمه وأقرُمه قرماً، إذا جلفتَ أعلى خطمه بمَروة أو ما أشبهها ليقعَ عليها الخِطام فيذلَ، والقَرْمَة من ذلك الاسم، وهي الجلدة التي يقرِمها ويفتلها حتى تجفَّ، وربما جعل فيها نواةُ نَبَقَةٍ، فالبعير مقروم. والقِرام: السِّتر الرقيق وراء الستر الغليظ على الهودج وغيره. قال لبيد:

من كلّ محفوفٍ يُظِل عِصِيه

 

زَوْج عليه كِلَّة وقِرامُـهـا

والمَقْرَمَة، وقال أيضاً: المِقرمة، بكسر الميم: الثوب يُقرم به الفراش نحو المِحْبَس، والجمع مَقارم. وبنو قُرَيْم: حيّ من العرب. والقرامة: كل ما قرمته بفيك وألقيته. وقَرِمْتُ إلى اللحم أقرَم قَرَماً: اشتهيته، ثم كثر ذلك حتى قالوا: قَرِمْتُ إلى لقائك أقرَم قَرَماً. والقُرْم: ضرب من الشجر، لا أدري أعربيّ هو أم لا. وقد سمّت العرب قارماً ومقروماً وقُرَيْماً. وفصيل قارم وجدي قارم، إذا تناول أطراف النبت بمقدَّم فيه قبل أن يستحكم. وقَرَماء: موضع.
والمَرْق: مصدر مَرَقَ السهمُ من الرمِيَّة يمرق مَرْقاً ومروقاً، إذا خرج من الرميّة، ولذلك سُمِّيت الخوارج مارقة لمروقهم كما يمرُق السهم. ومَرَقُ اللحم أحسب اشتقاقه من هذا لمروقه من اللحم، أي لخروجه منه. والمَرْق: الجلد قبل أن يستحكم دبغُه. قال الشاعر:

يتضوَّعن لو تضمَّخن بالمِس

 

كِ صُماحاً كأنه ريح مَرْق

والمُراقة: ما نُتف من الصوف عن الجلد قبل أن يُدبغ. فأما المُرِّيق فأعجميّ معرَّب، وهو العُصْفُر. قال أبو بكر: ليس في كلامهم اسم على زِنة فُعِّيل. والمَقْر والمَقِر: السَّمّ أو الشيء المرّ. قال الشاعر:

تسقي الأعادي بالذُّعاف الممْقِرِ

وقال آخرون: المُمْقِر: المُرّ. قال الشاعر:

شَنَّةٌ ما عطَّنوها ماءها

 

إنما ماؤكِ صاب ومَقرْ

وأمقرت لفلان شراباً، إذا أمررته له. وكل شيء نقعته في شيء فقد مقرته فيه فهو مَقير وممقور ومُمْقَر أيضاً. قال الشاعر:

يكوي بها مُهَجَ النفوس كأنّما

 

يسقيهمُ بالبابليّ المُمْـقَـرِ

قال أبو بكر: هكذا رواه الأصمعي، وغيره يرويه: المُمْقِرِ.

ر-ق-ن

الرّقن: التلطّخ بالزّعفران وما أشبهه، يقال: ترقّنت المرأة وهي مترقنة. وأحسِب أن اشتقاق اليَرَقان والأرَقان من هذا إن شاء الله. والرِّقان: الزعفران، القاف خفيفة. ويقال: رقنتُ الكتابَ ترقيناً، إذا قاربت بين سطوره. قال الراجز:

رسم كخطّ الكاتب المُرَقِّنِ

أبين نَقا المُلْقَى وبين الأجْؤنِ

والرنّق: الماء الكَدر، رَنِقَ الماء يرنق رنَقاً، وهو ماء رنْق ورَنق، والرنَق المصدر. وفي الحديث " أدركتَ صَفْوَها وفتَّ رنَقَها "، بفتح النون، هكذا في الحديث. ورنَّق الطائرُ ترنيقاً، إذا خفق بجناحيه ولم يَطِرْ. ورنق النوم في عينه ترنيقاً، إذا خالطها. والترْنُوق: الطين الباقي في مَسيل الماء إذا نَضبَ الماءُ عنه.
والقنْر: فعل ممات، ومنه اشتقاق رجل قَنَوَّر، وهو السّيّىء الخُلق الشَّكِسُه. فأما القِنّارة فليس من كلام العرب.
والقَرْن: قَرْن الثور وغيره، والجمع قُرون. والقَرْن من الناس: الأمَّة منهمِ، والجمع قرون أيضاً. وفلان قَرْن فلان، إذا كان لِدَته. وفلان قرْنُ فلان في الحرب. والقرْن: الدُّفعة من العَرَق. قال الشاعر:

نعوِّدها الطِّرادَ فكـلَّ يوم

 

تُسَنُّ على سَنابكها القُرونُ

 

والقَرْن: الخُصلة من الصوف تُجمع لتغزل. وعرّقت الفرسَ قَرْناً أو قَرْنين، أي دُفعة أو دفعتين. وقُرون المرأة: ذوائبها. وقَرْن الشمس: أول شعاعها. وفلان قَرْن بني فلان، إذا كان سيّدهم والمُدافع عنهم. وبأرض بني فلان قُرون من العشب، أي شيء متفرِّق. وأصاب أرض بني فلان قُرون من المطر، أي دفعَ متفرِّقة، قال الأصمعي: لا أعرف قرونَاً من المطر، إنما هي ضروس من المطر. وشاة قَرْناءُ وتيس أقرَنُ بَيِّنا القَرَن، أي عظيما القرنين. ورجل مقرون الحاجبين وأقرن الحاجبين، ولا يكادون يقولون: رجل أقرَنُ ولا امرأة قَرْناءُ، إلاّ إذا ذكروا الحاجبين. وامرأة قَرناءُ، وهي التي تظهر قرْنَة رحِمها من فرجها، وهو عيب، والاسم القَرَن.
وقُرْنَتا الرُّحم: شُعبتاه، والواحدة قُرْنَة. وقُرْنَتا السّهم: جانبا الفُوق. وقُرْنَتا السِّنان: حَدّاه. وأقرنَ الرجلُ رمحَه، إذا نصبه. والقَرَن: الجبل الذي يُشَدّ به القرينان من الإبل. قال الشاعر:

ولا تكونن كالنازي ببِطْـنَـتـه

 

بين القرينين حتى لُزَّ في القَرَنِ

وُيروى: حتى لَزَّه القَرَنُ. والقُرْنَة: قرْنَة السِّنان، وهو حرفه. ويقال للفارس: أقْرِنْ رمحَك، أي ارفعْه لا تَعْقِر به أحداً. وقَرْن: موضع. والقَرْن: قطعة من الجبل تستطيل صاعدةً وتنبتل عن معظمه. وبنو قَرْن، بتسكين الراء: بطن من الأزد لهم مسجد بالكوفة. وبنو قَرَن، بفتْحها: قبيلة من مراد، منهم أُوَْيس القَرَنىّ. وأسمحت قَرونةُ الرجل وقرينتُه، وهي نفسه، إذا أعطى ما كان يمنع. وفلان قَرين فلان، إذا كان لا يفارقه، والجمع قُرَناء. وتقارن القومُ مقارنةً وقِراناً.
وقُرين: اسم. والقَرَن: الجَعبة تُقرن بالسيف، قال الراجز:

يا ابنَ هشامٍ أهلكَ الناسَ اللّبَنْ

فكلّهم يسعى بقوس وقَرَن

ويُروى: أفسد الناسَ اللبن، يريد أنهم شبعوا فتغازَوا وحملوا السلاح. ويقال: قَرْن من لِحاء الشجر، وهو شيء يؤخذ ويدق وُيفتل منه حبل. ويقال: ما أنت بمُقْرِنٍ لهذا الأمر، أي ما أنت بمطيق له، ولم يتكلّم فيه الأصمعي لأنه في القرآن. وأقرنتِ الشاةُّ، إذا ألقت بَعَرَها مجتمعاً لاصقاً بعضه مع بعض. وبُسْر قارِن، إذا نكَّت فيه الإرطاب كأنه قَرَنَ الإبسار بالإرطاب، لغة أزدية. والقُران من لم يهمزه جعله من قرنتُ الشيءَ بعضَه إِلى بعض. وقد سمّت العرب مقرناً وقراناً. وقُران: موضع باليمامة. وجِيء بالقوم قُرانَى، على مثال فُعالى، أي قُرن بعضهم إلى بعض. وقرْنَة البيت: زاويته. وقَرْنا الإنسان: فَوْدا هامته، أي جانبا رأسه. وسُمّي ذو القرنين اللخميّ الملك، وهو المنذر الأكبر جدّ النعمان بن المنذر- وليس بذي القرنين المذكور في التنزيل- لذُؤابتين كانتا في رأسه. قال الشاعر:

أصدَّ نَشاصَ في القرنين حتى

 

تَوَلّى عارِضُ الملكِ الهُمـام

قوله أصدَّ، يقال: صده وأصدّه، إذا ردّه، وأبى الأصمعي إلاّ صده، والنَّشاص: ما نَشَصَ من السحاب في الأفق، أي ارتفع، وإنما يصف جيشاً، والعارض: السحاب المعترض في الأفق.
ويقال: ما أقتَلَ قِرْنَ الظَهر، وهو الذي يجيئك من ورائك. قال الشاعر:

ولكنّ أقرانَ الطهورِ مَقاتلُ

وحيَّة قَرْناء إذا كان لها كاللحمتين في رأسها، وأكثر ما يكون ذلك في الأفاعي. قال الراجز:

تحكي له القَرْناءُ في عِرزالها

تحكُّكَ الجَرْباءِ في عِقالـهـا

قال أبو بكر: كل شيء أصلحه الأسد لنفسه أو الحيَة لنفسها فهو عِرزال، يصف أْفعى لأنها تَحْرِش بعض جلدها ببعض فتسمع لذلك صوتاً. قال الراجز:

جارٌ لَقْرناءَ كمُلقي المِبْردِ

لا يَرْمَئزُّ من نُّباح الأسْوَدِ

قوله لا يرمئزّ: لا يتحرّك، والأسود هاهنا: الحيّة السوداء، وليس شيء ينبح إلا الكلب والحية السوداء، وهذا يدلّك على أنها أفعى لأنه شبّهها بالمِبْرَد لخشونتها. وجاء بقَرن من عِهْن، إذا جاء بخصلة مفتولة. وقَرْنا البئر: الخشبتان اللتان عليهما الخُطّاف. وقَرْن: جبل معروف كانت فيه وقعة يوم قَرْن لغَطَفان على بني عامر بن صَعصعة، وكذلك يوم القَرْنَيْن أيضاً.

والنَّقْر: نقْر الشيء بمِنقر من حديد أو غيره، ومِنقار الطائر من ذلك لأنه ينقُر به كما يُنْقَر بالمِنقار. والمِنْقَر: الرَّكِيّ الكثيرة الماء، وقال قوم: مَنْقَر بفتح الميم. وبنو مِنْقَر: بطن من العرب. وجمع مِنقار مناقير، وجمع مِنْقَر مَناقر. والنقير: حجر يُنقر فيُتّخذ منه مِرْكَن أو نحوه يسقي منه القومُ المالَ الماءَ. والنَّقير: الثقب في ظهر النواة، وهو الذي يخرج منه الشّوكةُ ثم تصير خُوصةً إذا نبتت، وكذا فُسر في التنزيل، والله أعلم. والنّاقور: فاعول من النَّقْر. وأصابتهم ناقرةٌ من الدهر، أي داهية، والجمع نَواقر. وأتتني عن فلان نواقرُ، أي كَلِمٌ تسوءني.
والنَّواقر من السِّهام: التي تصيب القِرطاس وتَعْلَق به، الواحد ناقر، ومنه: رمى فلان فلاناً بنواقرَ، أي بكَلِم صوائبَ. ونقرتُ عن الخبر تنقيراً، إذا فتَّشت عنه. والنَّقِرَة: موضع بين مكّة والبصرة. والنَّقير: موضع بين الأحساء والبصرة. والنقّار: الطاعون. ونقْرَة القَفا بين العِلباوين.
والنُّقْرَة من الذهب والفضّة وغيرهما: ما سُبِك مجتمعاً. والنَّقْر في الحجر: الزَّبْر فيه، أي الكتاب. وقالت امرأة من العرب لأمَة لها: مُرّي بابنتي على ذوي النَّظَرَى لا على ذوات النَّقَرَى، أي مُرّي بها على الرجال الذين يرضون بالنظر لا على النساء اللواتي ينقِّرن عن الخبر. ودعا فلان النَّقَرَى، إذا اختصَّ قوماً دون قوم. والنَّقَرَى: ضدّ الجَفَلَى. قال الشاعر:

نحن في المَشْتاة ندعو الجَفَلَى

 

لا ترى الآدِبَ منّا يَنْتَـقِـرْ

وشاة نَقِرَة، وهو داء يصيبها. وأنقِرة: موضع ببلاد الرّوم بها قبر امرئ القيس. ونقّر الطائرُ في الموضع، إذا سهّله ليبيض فيه. ونقَّر الفَرْخ عن البيضة. وأنشد لطرفة:

خَلا لكِ الجَوُّ فبِيضي وآصْفري

ونقَري ما شئتِ أن تنقَري

ر-ق-و

الرقْو والرَقْوَة: شبيه بالرّابية، لغة تميمية.
والرَّوْق: القَرْن، والجمع أرواق. ورجل أروَقُ بيِّن الرَّوَق، إذا كان طويل الأسنان، والجمع رُوق. قال الشاعر:

فداء خالتي لـبـنـي حُـيَي

 

خصوصاً يومَ كُسُّ القوم رُوقُ

وجارية رُوقة، والجمع رُوق، وهي التامّة الجَمال، وكذلك الناقة. وراقني الشيءُ يَروقني رَوْقاً، إذا أعجبني، وبه سُمّي الرجل رَوْقاً. ورِواق البيت: ما أطاف به، وهو بيت مروَّق. وروَّقت الشرابَ ترويقاً، إذا صفّيته، والذي يصفّى فيه: الراووق. والروقة: الَشيء اليسير، لغة يمانية، ما أعطاه إلاّ رُوقةً.
والقَوْر: مصدر قُرْتُ الشيءَ أقوره قَوْراً، وقورته تقويراً. والقُور: جمع قارَة، وهي أكَمَة صلبة ذات حجارة، وقد جُمع على قارَات. والقارَة: بطن من العرب، إنما سُمّوا بذلك لأن ابن الشَّدّاخ أراد أن يفرّقهم في كِنانة فقال شاعرهم:

دَعُونا قارَةً لا تُنْفِـرونـا

 

فنجْفِلَ مثلَ إجفال الظَّليم

فسُمّوا القارَة بذلك. والمثل السائر: " قد أنصفَ القارَةَ من راماها "، قال أبو حاتم: لمّا أنشدني أبو عبيدة هذا البيت أخذ بأذني وقال لي: تعلَّمْ يا صبيّ، أي أنها فائدة أفدتُك إياها. ودار قَوْراءُ: واسعة. وقُوَارة كل شيء: ما قوَّرته منه. قال الشاعر:

يا فتى ما قتلتمُ غيرَ دُعْبُو

 

بٍ ولا من قُوارة الهنبْرِ

الدعبوب: الذليل في هذا البيت، والهِنَّبْر: الجلد في هذا البيت. وقال الآخر:

لن ينتهوا الدهر عن شتم لنا

 

قَوْرَك بالسّهم حافاتِ الأديمْ

وقَوْران: موضع.
والقَرْو: مصدر قَروت الأرضَ أقروها قَرْواً، إذا قطعت أرضاً إلى أخرى ثم أخرى. والقَرْو: مِرْكَن يُتّخذ من أصل نخلة يُنتبذ فيه. قال الشاعر:

قتلوا أخانا ثم زاروا قَرْوَنـا

 

زعموا بأنّا لا نُحَسُّ ولا نُرَى

وطلبُ كل شيء قَرْوُه، يقال: قروتُكم أبغي عندكم الخير قَرْواً.
فأما قُرء الحَيْض فمهموز وستراه في باب الهمز إن شاء الله.
والوَرَق: وَرَق الشّجر، أورقَ الشجر يورِق إيراقاً، وورَّق يورِّق توريقاً. وأورقَ الصائدُ، إذا أخفق إيراقاً. قال الشاعر:

إذا أورقَ العَوْفِي جاع عـيالُـه

 

ولم يجِدوا إلاّ الصّعاريرَ مَطْعَما

 

الصعارير واحدها صُعرور، وهو الصَّمْغ الملتوي المستطيل. واختبط فلان فلاناً وَرَقاً، إذا أصاب منه خيراً. وغصن وَريق ومورِق. وما أحسنَ أوراقَ فلان، إِذا كان حَسَن الهيئة واللِّبْسة. والوَرِق: الدراهم بعينها، وربما جُمعت فقيل: أوراق. ويقال: فيها رجل مورِق، أي له وَرِق، كأنه من الأضداد عندهم لأن المورِق الذي لا شيء له. والوَريقة: موضع، زعموا.
والوُرقة: غبرة تضرب إلى سواد، جَمَل أورَق وحمامة وَرْقاءُ، والجمع وُرْق. وقد قالوا: ليل أورَقُ، يريدون سواده، وليلة وَرْقاءُ: سوداء أيضاً. ويقال: رجل ورّاق، إذا كثر وَرِقُه. قال الراجز:

يا رُبَّ بيضاءَ من العراقِ

تأكل من كيس امرئ وَرّاقِ

ويُروى: جاريةٌ من ساكني العراق، يعني: كثير الوَرِق.
فأما تسميتهم مؤرِّقاً فليس من هذا، ذاك من الأرَق، والأرَق: ذهاب النوم، يقال: أرِقْتُ آرَق أرَقاً، والمصدر: الإيراق، ومصدر أرّقني: " تأريقاً ". قال الشاعر:

يا عِيد مالَك من شـوقٍ وإيراقِ

 

ومَرِّ طَيْفٍ على الأهوال طَرّاقِ

العِيد: ما عادك.
وربما سمّي الفضّة وَرِقاً. قال الراجز:

تُبادرُ العِضاهَ قبل الإشراقْ

بمقْنَعاب كقِعاب الأوراقْ

والوَقْر: ما كان في الأذن، وهو الصَّمَم. والوِقْر: ما حُمل على الظهر. وأوقرتِ النخلةُ إيقاراً فهي موقِرة وموقَرة، وأبى الأصمعي إلاّ كسر القاف، والجمع مَواقير ومَواقر، فإذا كان ذلك من عادتها فهي مِيقار. والوَقْرَة: الصَّدْع في العظم، عظم وَقير، إذا كانت به وَقْرَة، وهي الصدْع في العظم. ومن ذلك قيل: فَقيرٌ وَقيرٌ، كأنه مكسور الفَقار منصدع العظام. والوَقير: القطعة من الغنم العظيمة. قال أبو عُبيدة: لا يقال للقطيع وَقير حتى يكون فيه كلب وحمار، لأن الراعيَ لا يستغني عن الكلب ليذود عن غنمه، وعن الحمار ليحمل عليه زاده وقُماشَه. ورجل وَقور بَيِّن الوَقار، إذا كان حليماً. وواقرة: موضع، زعموا. وجمع الوِقْر أوقار. ووقَّرت الرجلَ توقيراً، إذا سكّنته، وكذلك الدابّة. قال الراجز:

يكاد يَنْسَلُّ من التصديرِ

على مُدالاتيَ والتوقيرِ

والمُدالاة: الرِّفْق.

ر-ق-ه

الرقَة: الفِضة، منقوصة، وستراه في بابه إن شاء اللهّ تعالى، والجمع رِقِين. ومثل من أمثالهم: "وِجْدان الرِّقِين يعفّي على أفْن الأفين "، أي حُمْق الأحمق. والرَّهَق من قولهم: غلام فيه رَهَق، أي عَرامة وخبث. ورَهِقْتُ الرجلَ، إذا غشِيته بمكروه. وأرهقتُه، إذا أعجلته. ومصدر رَهِقْتُ: "رَهَقاً "، ومصدر أرهقتُ: "إرهاقاً ". وغلام مُراهِق: قد دانى الحلُم.
والقَهْر: مصدر قهرتُه قهراً، فهو مقهور وأنا قاهر. والقَهْر: اسم موضع. قال الشاعر:

وإليكَ أعملتُ المَطِيَّةَ مـن

 

سُفْلى العراقِ وأنتَ بالقَهْرِ

والله عز وجلّ القَهّار والقاهر.
والقَرَه: مصدر قَرِهَ جلده يقرَه قَرَهاً، إذا اسودَّ من أثر ضرب، أو تقشَّرَ. فأما هَرَقْتُ الماءَ فإنما هي همزة قُلبت هاءً، وستراه في موضعه إن شاء الله.

ر-ق-ي

رَقَيْت أرقي رَقْياً من الرُّقْيَة، وأنا راقٍ والمفعول به مَرْقِيّ. فأما من الصعود فتقول: رَقِيت أرْقَى رُقِياً ورُقُواً.
ورَقَأ الدمُ يَرْقأ رُقوءأ، مهموز. وقالوا: " لا تسُبّوا الإبلَ فإن فيها رُقوءَ الدم "، أي تؤخذ في الدِّيات فتمنع من القتل، فكأن الدم رَقَأ بها.
والريق: معروف. ورَيِّق كل شيء: أوّله، ومنه رَيِّق الشّباب، ورَيِّق المطر. وأكلت خبزاً رَيِّقاً بغير إدام. فأما الرّائق فمن الواو، وقد مرّ ذكره.
وقَرَيْتُ الضيفَ أقرِيه قِرى. وقَرَيْتُ الماءَ في الحوض أقرِيه قَرْياً. وقَرَى البعير جرَّته، إذا جمعها في شِدقه قَرْياً. والقَرِيَّ: مَسيل ماء من غِلَظ إلى روضة. قال الراجز:

كأنّه والهولُ عسـكـريُّ

إذا تبارَى وهو ضَحْضاحي

ماءُ قَـرِيٍّ مَـدَّه قَـرِيُّ

والجمع قرْيان، وقد جمعوا قَريّاً أقراء، كما جمعوا طَويّاً أطواء. والقَرْيَة اشتقاقها من قَرَى البعيرُ جِرَّتَه، والجمع القُرَى على غير قياس، إلا أن قوماً من أهل اليمن يقولون قِرْيَة، فلعلّ الجمع على ذلك.

والقَيْرَوان: الجماعة من الناس، فارسيّ معرب. والقِير والقار: معروفان، والعرب تسمّي الخَضخاض قاراً، والخَضخاض: ضرب من القَطِران وأخلاط تهْنَأ به الإبل. قال الشاعر:

فلا تَتْرُكَنّي بالوعـيد كـأنّـنـي

 

إلى الناس مَطْلِي به القارُ أجرَبُ

واليَرَقان: داء يصيب الزرع والناس أيضاً، ويقال: الأرَقان أيضاً. وزرع مأروق ومَيْروق أيضاً، إذا أصابه اليَرَقان.

باب الراء والكاف

مع ما بعدهما من الحروف

ر-ك-ل

الرَّكْل: الرفْس بالرِّجل، ركلتُه أركُله رَكْلاً. ومَرْكَلا الفَرَس: موضع رِجلي الفارس من جنبيه، والجمع مَراكل. والركْل: هدا الكُرّاث المعروف بلغة عبد القيس، وبائعه رَكال. ومَركَلان: موضع، زعموا.

ر-ك-م

الرَّكْم: مصدر ركمتُ الشيء أركمه رَكْماً، إذا ألقيت بعضه على بعض فهو مركوم ورُكام.
وتراكم السحابُ، إذا تكاثف. والركْمَة: الطين المجموع أو التراب.
والرَّمَك والرُّمكَة: من ألوان الإبل، وهو أكدر من الورْقَة، جمل أرمَكُ وناقة رَمْكاءُ. قال الراجز:

منها الدَّجُوجيُّ ومنها الأرْمَكُ

كالليل إلاّ أنّها تحرَّكُ

الدَجُوجيّ: الشديد السواد كالليل. أراد أن الخيل هذه ألوانها. وكل لونٍ خالطت غُبرته سواداً كَدِراً فهو أرْمَكُ. قال الراجز:

بابُ بنِ في الجِرَّة أردىَ سُهْرَكا

والخيلُ تجتابُ العَجاج الأرمَكا

قال أبو بكر: باب اسم رجل، وهو صاحب زقاق باب البصرة، وسُهْرَك: صاحب يوم رِيسِهْر، وقال أبو بكر أيضاً: سُهْرَك قائد كان بعث به كِسرى فقاتل العرب بناحية السواحل، وذكروا أن اشتقاق الرّامك من هذا. ورَمَك بالمكان يرمُك رمُوكاً، إذا أقام به فهو رامِك. فأما الرمَكَة الأنثى من البراذين ففارسيّ معرَّب. ورَمَكان: موضع.
والكَمَرَة: طرف قضيب الإنسان خاصةً، ولا يقال لغيره من الحيوان، وقد زعم قوم أنه يقال لكل ذكر من الحيوان. وتكامر الرجلان، إذا تكابرا بأيريهما. قال الراجز:

والله لولا شيخُنا عَبّادُ

لَكَمَرونا اليومَ أو لكادوا

عَبّاد هذا رجل من إياد، وله حديث بعكاظ. ورجل مكمور، إذا قطع الخاتنُ طرف كَمَرَته.
والكَرَم: ضدّ اللؤم، كَرُمَ الرجلُ يكرم كَرَماً فهو كريم. ورجل كرّام: في معنى كريم. والمَكارمَ واحدتها مَكْرُمَة، وهو ما استفاده الإنسان من خُلق كريم أو طبع عليه. وجمع كريم كِرام وكُرَماء. والكَرْم: شجر العنب لا يسمى به غيره، والجمع كُروم. والكَرْمَة: قِلادة تتّخذها المرأة شبيهة بالمِخْنَقَة، والجمع كروم أيضاً. قال الشاعر:

عدوس السُّرَى لا يَألَفُ الكرمَ جِيُدها

العَدوس: الشديدة.
والمَكْر: معروف، مَكَرَ يمكُر مَكْراً فهو ماكر ومَكور ومَكّار والمَكْر: ضرب من النبت، والجمع مُكور. قال الراجز:

فَحَطَّ في عَلْقَى وفي مُكورِ

بين تواري الشمس والذرورِ

عَلْقَى ومكور: نبتان. والمَكْر: طين أحمر شبيه بالمُغْرَة، ثوب ممكور، إذا صُبغ بذلك الطّين.

ر-ك-ن

الرُّكْن، رُكْن كل شيء: جانبه. وفلان يأوي إلى رُكْن شديد، أي إلى عشيرة ومَنَعَة. وركنتُ إلى فلان أركَن إليه رُكوناً، إذا استنمتَ إليه فأنا راكن وهو مركون إليه. وفلان رَكين بَيِّن الرَّكانة، إذا كان وَقوراً ثقيل المجلس. وقد سمّت العرب رُكانة ورُكَيْناً ورَكّاناً. وأركان الكعبة: جوانبها، وكذلك أركان كل بناء. والمِرْكَن: الإجّانة في بعض اللغات. ورَكَنَ بالمكان ركوناً، إذا أقام به، زعموا.
والكِران: العُود الذي يُضرب به، والجمع أكرِنَة. والكَرِينَة: العَوّادة. قال لبيد:

بسُلافِ غانيةٍ وجَذْب كَرِينَةٍ

 

بموتَّرٍ تأتالُه إبهـامُـهـا

والنَّكْراء من الدَّهاء، رجل ذو نكراءَ، إذا كان داهياً. وتنكر الأمر، إذا تغيّر. وكل شيء استبهم عليك فقد تنكر لك. وتنكَّر لي فلان، إذا لقيك لِقاءً بشعاً. وتناكر القوم، إذا تعادوا فهم متناكرون.
ونَكِير: اسم أحد المَلَكين اللذين يقال لها: مُنْكَر ونَكير، والله أعلم أهو اسمهما أم من صفتهما.

وشتمتُ فلاناً فما كان عنده نَكير، أي لم يمنع عن نفسه. وبنو نُكْرَة: بطن من العرب. وقد سمّت العرب ناكوراً. وسَمَيْفَع بن ناكور: ذو الكَلاع الحِميري. والنكْراء: شدّة الدهر. قال الشاعر:

والدهرُ فيه النكْراءُ والزلْزالْ

ونكرت فلاناً وأنكرتُه، إذا جهِلته. وفي التنزيل: "فَوْمٌ مُنْكَرون"، فهذا من أنكرت، وفيه: "نَكِرَهم وأوْجَسَ منهم خِيفَةً"، فهذا من نَكِرْتُ، والمفعول منكور.

ر-ك-و

الرَّكْوَة: دلو صغيرة من أدم، والجمع رِكاء ورَكَوات. والرَّكاء: وادٍ معروف. ورَكَوْتُ على الرجل أركو رَكْواً، إذا سَبَعْتَه أو ذكرتَه بقبيح. ورَكَوْتُ على البعير الحِمْل، إذا حملت عليه ما يُثقله. ورَكوْتُ على الرجل الحِمْل، إذا ضاعفته عليه. قال أبو زُبيد:

ثمتَ جاءوا بما أرْكَوْا وما حملوا

 

حملاً على النَّعش حَمّالَ التكاليفِ

يرثي عثمان بن عفّان يقول: حملوا على النعش من كان يحمل التكاليف.
وقال أبو زيد: الكور: كور العِمامه، كرت العِمامة أكورها كوراً، إذا لثتها على رأسك. والكَوْر: القطعة العظيمة من الإبل، والجمع أكوار. والكَور: الرحْل، والجمع أكوار أيضاً وكِيران.
وكَوْر وكُوَيْر: جبلان معروفان. ومثل من أمثالهم: " الحَوْر بعد الكَوْر"، أي النقصان بعد الزيادة. وكرْت الكارَةَ على ظهري، أي جمعتها. وكارَ الرجلُ، إذا أسرع في مشيته يكور كَوْراً، واستكار استكارة. قال أبو بكر: وهذه الألف التي في استكار مقلوبة عن الواو وكان الأصل استكوَرَ فألقيت فتحة الواو على الكاف فانقلبت ألفاً ساكنة، وسُمّي الرجل مستكيراً من هذا، وكُرْتُ الأرضَ أكورها كوْراً، إذا حفرتها في بعض اللغات، ووكرتها أكِرها وَكْراً. وكُرْت بالكُرَة، إذا ضربتها بالصَّولجان. فأما الكُورة من القرى فلا أحسبها عربيّة محضة.
والكَرو من قولهم: كَرَوْتُ الأرض أكروها كَرْواً، إذا حفرتها، وهي اللغة الصحيحة.
والأكْرَة: الحفرة في الأرض. قال الراجز:

من سَهلِه ويتأكَرن الأكَرْ

وبه سُمِّي الأكّار.
وامرأة كَرْواء: دقيقة الساقين. والكَرَوان: طائر معروف، والجمع كِرْوان، وقد قالوا: كَرَوانات. قال الشاعر:

مِنَ آل أبي موسى ترى القومَ حوله

 

كأنَّهمُ الكِرْوانُ أبـصـرنَ بـازيا

وربما سُمِّي الكَرَوان كَرا. والمثل السائر:

أطْرقْ كَرا أطرِقْ كَرا

إنّ النَّعام في القُـرى

قال أبو بكر: يقال هذا للرجل يتكلّم بأكثر من قدْره فيقال: إن النعام الذي هو أعظم خَطَراً منك في القُرى فأنت أقلّ من ذلك.
والوَرِك: وَرِكُ الإنسان ووَرِك الدابّة. ووَرَكَ بالمكان يَرك وروكاً، إذا أقام به فهو وارِك، وأرَكَ يَأرُك أروكاً، وهي اللغة الفصيحة. والوِراك: وِراك الرحل، وهي المَوْرَكة أيضاً، والجمع المَوارك، وهو قطعة من أدم تطرح في مقدَّم الرحل يتورك عليها الراكب. وتورك الرجلُ على رحله، إذا ثنى رِجله على الرَّحْل.
والوَكْر: وَكْر الطائر، والجمع أوكار ووُكور. ووكَرت السِّقاء، إذا ملأته، توكيراً. والتوكير: أن يدعوَ الناسَ إلى طعام يتّخذه إذا فرغ من بناء بيته أو داره، وَكَّر توكيراً، واسم الطعام: الوكيرة.
وناقة وَكَرَى: سريعة المشي.

ر-ك-ه

الرَّهْك: مصدر رهكتُ الشيء أرهكه رَهْكاً، إذا سحقته سحقاً نِعِمّا، فهو مرهوك ورَهيك.
والكَهْر: مصدر كَهَرْتُ الرجلَ أكهَره كَهْراً، إذا زجرته وأبعدته. وقد قرئ: "فأمّا اليتيمَ فلا تَكْهَر". ويقال: مَرّ كَهْر من النّهار، أي صدر منه. ويقال: رجل كُهْرُورة: كثير الضحك.
والكُرْه والكَرْه: لغتان، مثل الضُّعف والضَّعف، وأمر كريه بمعنى مكروه، وأنا كاره. والمَكْرَه: المَفْعَل من الكُرْه، والجمع مَكاره. وأكرهتُ فلاناً على كذا وكذا إكراهاً، إذا أجبرته عليه.
ورأيت الكَراهةَ في وجهه والكراهِيَة سواء، مثل الرّفاهِيَة والرفاهة. وتكرهت الشيءَ تكرهاً، إذا تسخطتَه. والكَرْهاء: نُقرة القفا، لغة هُذلية، وقال مرة أخرى: الكَرْهاء: الوجه والرأس بأسره، لغة هُذلية، هكذا يقول الأصمعي، ولم أسمعه في شعرهم.
والكُرَة: اسم ناقص تراه في بابه إن شاء الله.
والهَكْر: العَجب. قال الشاعر:

فَقَدَ الشبـابَ أبـوكِ إلا ذِكْـرَهُ

 

فآعْجَبْ لذلك فِعْلَ دهْرٍ وأهْكَرِ

وهَكِر: موضع، وهَكْر أيضاً: موضع، وهَكْران: موضع. قال الشاعر:

هما نعجتان من نِـعـاجِِ تَـبـالَةٍ

 

لدى جُؤذرين أو كبعض دمَى هَكْرِ

وقال أبو بكر: دمى تثنية دمْيَة، والجؤذَر: ولد البقرة الوحشية. ويقال: ما في هذا الشيء مَهْكَر، أي مَعْجَب، ومَهْكَرَة، أي مَعْجَبَة.

ر-ك-ي

استُعمل منها الركِيّ وهي معروفة، والجمع ركايا. فأما قول العامة رَكِيَّة فلغة مرغوب عنها، على أنهم قد تكلّموا بها.
والكِير: كِير الحدّاد، والجمع أكيار وكِيران أيضاً.
والكَرْي: مصدر كَرَيْت الأرضَ كَرْياً، إذا حفرتها، لغة فصيحة. وكَرَيْتُ كَرْياً، إذا عدوت عدواً شديداً، وليس باللغة العالية. والكَرَى: النوم، كَرِيَ يَكْرَى كَرى شديداً، والكَرِيّ: النائم.
والكَريّ: الذي يُكري بعيرَه، وربما خُفف احتياجاً. قال الراجز:

متى أنامُ لا يؤرِّقني الكَرِيّْ

ليلاً ولا أسمع أجراسَ المَطِيّْ

والكَرِيَّ أيضاً: المكتري، وهذا البيت يدل على أنه للمكترَى منه لأنه لا يدعه ينام على جَمَله.

باب الراء واللام

مع ما بعدهما من الحروف

ر-ل-م

الرمْل: معروف، والجمع رِمال. وترمَّل القتيل بالدم، إذا تلطّخ به. قال الراجز:

إنّ بَنِيّ رَملوني بالدَّم

شِنشِنة أعرِفُها من أخزَ

ورَملْتُ الحصيرَ والسريرَ أرمُله رَمْلاً، إذا نسجته، فهو مرمول وأنا رامل. ورَمَلَ الرجلُ رَمَلاً، وهو عَدْو دون الشديد، شبيه بالهَرْوَلَة. وقد سمّت العرب راملاً ورُمَيْلاً ورَمْلة. والرمَل: أحد أسماء العَروض، عَروض الشِّعر.

ر-ل-ن

أهملت.

ر-ل-و

رَوَّلَ الفرسُ ترويلاً، إذا أدلى. والرّاوول: سنّ زائدة في الإنسان والفرس.
والوَرَل: دوَيْبَّة أصغر من الضَّبّ في خِلقته، والجمع أورال. وذات أورال: موضع. ويُجمع وَرَل على وِرْلان وأرْؤل، وهو مهموز، وستراه في بابه إن شاء الله.
وذو أرْؤل: جبل، وهذا مهموز تراه في موضعه إن شاء الله.

ر-ل-ه

الرهَل: استرخاء اللحم وتورُّمه، رَهِلَ يرهَل رَهَلاً. والرَّهَل: الماء الأصفر الذي يكون في السخْد. قال عبد الرحمن: قال عمي الأصمعي: الرِّهْل: سحاب رقيق شبيه بالندى يكون في السماء.
والهَرَل: فعل ممات، ومنه اشتقاق الهرولة، الواو زائدة، وهي عَدو شبيه بالجَمْز، هرولَ يهروِل هرولةً وهِرْوالاً.

ر-ل-ي

مواضعها في المعتلّ والزوائد والهمز، وستراه إن شاء الله تعالى.

باب الراء والميم

مع ما بعدهما من الحروف

ر-م-ن

الرَّنْم: فعل ممات منه اشتقاق الترنّم، ترنم يترنّم ترنّماً، إذا رجَّع صوته، وكذلك ترنم الطائرُ ترنّماً، إذا مدّ في صوته، والمغنّي إِذا مدّ في غنائه، ورنّم ترنيماً، وسمعت رَنْمَةً حسنة.
ومَرَنَ الحبل والثوبُ ونحوهما يمرُن مُروناً، إذا لان. ورمح مارن: لدْن قد املاسَّ. ومارِن الأنف: ما لان منه. وما أحسنَ مرانةَ الثوب والرُّمح ومرونتَه. ومرنت فلاناً على كذا وكذا، إذا ليّنته عليه وقرّرته. فأما بنو مَرِينا الذين ذكرهم امرؤ القيس في قوله:

فلو في غير معركة أصيبوا

 

ولكن في ديار بني مَرِينـا

فهم قوم من أهل الحِيرة من العباد، وليس مَرِينا بكلمة عربية. ويقال: فلان على مَرِن واحد، أي على سَجية واحدة. وتقول: لأفعلنّ كذا وكذا، فيقول لك صاحبَك: أو مَرِناً مّا أخرى، أي أو أن ترى غير ذلك، جاء به أبو زيد، وهو مثل. والمُرّانة: القناة، والجمع مرّان، وقد مرّ ذكرها في الثنائي. فأما المَرانة التي ذكرها ابن مقبل في قوله:

يا دارَ سلمى خلاءً لا أكلِّفها

 

إلا المَرانةَ حتى تَعْرِفَ الدِّينا

فقد اختلفوا في تفسيرها فقال قوم: المَرانة: اسم ناقة، وقالوا: المَرانة: موضع. والمَرْن: الأديم المدعوك المليَّن.

والنُّمِر: سَبُع معروف، والجمع أنمار ونُمور ونُمُر. وتنمّر لي الرجل، إذا تَهدُّدني. والنَّمِرة: شَملة فيها خطوط بِيض وسُود. وسحابة نَمرَة: فيها سواد وبياض. ومن أمثالهم: "أرِنيها نَمِرَةً أرِكْها مَطِرَةً ". وأسد أنمَر ولبؤة نَمْراء، إذا كان فيهما نمرة، وهي غُبرة وسواد. وقد سمّت العرب نُمارة وأنماراً ونُميراً ونَميراً، وكلّها أسماء قبائل. ويُجمع النَّمِر أيضاً على نِمار ونمارَة.
وبنو النمِر بن قاسط يُنسب إليه نَمَرِيّ لأن ياء النسب لا يكون ما قبلها إلاّ مكسوراً.
والنُّمِر بن تَوْلَب العكْليّ: أحد شعراء العرب: قال أبو حاتم: تقول العرب: النمْر بن توْلب ولم يقل عربي قط: النَّمِر، وهو من المعمَّرين. وذكر الأصمعي أنه مخضرم وأنه لحق النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأنشد له أبياتاً يذكر فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم أولها:

إنّا أتيناك وقد طال السَّفَرْ

نقودُ خيلاً ضُمَّراً فيها عَسَرْ

وماء نَمير: ناجع في الشاربة، أي يوافق الذي يشربه. وطير منمّر: فيه نقط سود، وربما سمّي البِرْذَوْن منمَّراً إذا كان كذلك. ونمْران: اسم، ونُمْران ونُمارة.

ر-م-و

الرَّوْم: مصدر رُمْته أرومه رَوْماً، إذا طلبته، فأنا رائم وهو مروم. والرُّوم: جيل معروف.
ورومة: بئر معروفة. ورُوام: موضع. ورامة: موضع. وقد سمّت العرب روَيْماً ورُومان، وهو أبو قبيلة.
والمَوْر: مصدر مارَ الشيء يمور مَوْراً، إذا جاء وذهب كالمضطرب، وكذا فسِّر في التنزيل، والله أعلم. ومارَ الترابُ على الأرض، إذا سَفَتْه الريحُ وأحالته. وطريق مَوْر: سهل مستو. ومَشْيٌ مَورٌ: لَيّن. قال الراجز:

ومَشْيُهنّ بالخُبَيْب مَوْرُ

كما تهادىَ الفتياتَ الزّوْر

وُيروى: وسَيْرُهنّ بالفلاة مَوْر. والمُور: جمع ريح موّارة، ورِياحٌ مور.
والمَرْو: حجارة رقاق بيض برّاقة في الشمس. ويقال أيضاً: المرْو: حجارة القَدَّاح، الواحدة مَرْوَة. والمَرْوَة: جبل بمكّة معروف. ومَروان: اسم من هذا اشتقاقه. ومَرْوان: جبلِ، أحسبه من هذا.
والوَرَم: ما نبَر من الجسد، وَرِمَ يَرِمُ وَرَماً، وهذا من الشاذّ، وكان يجب أن يكون: وَرِم يَوْرَم مثل وَجِلَ يَوْجَل، وللنحويين فيه كلام، والشيء وارم، والجمع وُرَّم.
ويقولون: فلان يحرُق عليك الأُرَّم، إذا كان مغتاظاً. قال الراجز:

نُبِّئتُ أحماءَ سُليمى إنّما

باتوا غِضاباً يحرُقون الأُرَّما

ر-م-ه

الرِّمّة: العظم البالي، والجمع رِمم وأرمام. والرمَة: قطعة من حبل. وتقول العرب: أتيتُك به برمَّته، أي به كلِّه، والأصل أن تأتي بالأسير وقد شددته برُمَّة. والرُّمَة، تخفَّف وتثقل: موضع. وقال عبد الرحمن: قال عمّي: تقول العرب: قالت الرُّمَة: كلَّ بَنيَّ فإنه يُحْسيني إلا الجَرِيبَ فإنه يرْوِيني والجَريب: وادٍ معروف بنجد، قال أبو بكر: ومن قال الجُرَيْب بالضم فقد أخطأ. أنشدَنا عبد الرحمن عن عمّه:

حَلَّت سُليمى جانبَ الجَريبِ

بأجَلَى مَحَلَّةَ الغريبِ

والرمَة: الموضع الذي تصُبّ فيه الأوديةُ الماءَ. وذو الرُّمَة الشاعر سمُيّ ببيت قاله وهو:

أشْعَث باقي رمَّةِ التقليدِ

يصف وَتداً. والرِّمّة: الأرَضَة في بعض اللغات.
ولغة يمانية: رَمهَ يومُنا يَرْمَه رَمَهاً، إذا اشتدّ حَره.
ورُهم: اسم. وبنو رهْم: بطن من العرب. قال الراجز:

يا رُهْمُ أُمَّ والدي فثُوبي

ثم اكْثُري عند الحصى وطِيبي

والرِّهْمَة: الدُّفعة الليّنة من المطر، والجمع رِهام ورِهَم، وأرض مرهومة، زعموا، ورُهِمَتِ الأرض، إذا أصابتها الرِّهام فهذا يدل على أنها مرهومة. ومنه اشتقاق المَرْهَم للِينه.
والمَهْر: مَهْر المرأة، مَهَرْتُها أمهَرها مَهْراً فهي ممهورة، وقد قالوا أيضاً: وأمهرتُها إمهاراً فهي مُمْهَرَة، وأبى ذلك الأصمعي، وليس هذا باللغة العالية. ومن أمثالهم: "أحمق من الممهورة إحدى خَدَمتيها"، والخَدَمتان: الخِلخالان. وامرأة مَهيرة وممهورة، وجمع مَهيرة مهائر. والمُهْر: الفتيّ من الخيل، والأنثى مُهرة، والجمع مِهار وأمهار. قال الشاعر:

ربما الجامل المؤبلُ فيهم

 

وعناجيجُ بينهنّ المِهارُ

وربما قيل مُهْر للحمار تشبيهاً. ومَهَرَ الرجلُ مَهارةً، إذا أحكمَ الشيء، ومنه قيل: سابح ماهر.
وتُجمع مُهْرَة على مُهَرات. قال الشاعر:

ومجنَّباتٍ ما يَذقْنَ عَذوفـاً

 

يَقذفنَ بالمُهَراتِ والأمهارِ

ومَهْرَة بن حَيْدان: حَيّ عظيم من العرب، النسب إليه مَهْرِيّ، وإليهم تُنسب الإبل المَهْرية، وتُجمع على مَهارَى ومَهارٍ. وقد سمت العرب ماهراً ومُهَيْراً. والمَهارة بكل شيء: الحذاقة به والإقدام عليه، وأصل ذلك في السباحة ثم كثر في كلامهم حتى استعملوه في الخطابة فقالوا: خطيب ماهر.
والهَرَم: بلوغ الغاية في السنّ، يقال: هرِم يهرَم هَرَماً. والهَرْم: ضرب من الحمض. وجمل هارم من إبل هوارِم، إذا أكلت الهَرْمَ فابيضّت منه عثانينُها وشعر وجوهها. قال الشاعر يصف ريحاً تثير الغبار:

حدتْها زُبانَى الصيف حتى كأنما

 

تَجُرُّ بأعراف الجمال الهوارم

أي التي قد أكلت الهَرْم، وهو الحَمْض. وقال آخر:

أتتكُ منها عَلِجات نِيبُ

أكلن هرْماً فالوجوه شِيبُ

وقال آخر:

شابت من الحَمْض ولمّا تَهْرَمِ

وقد سمت العرب هرِماً وهَرْمِياً وهَرْمَة وهريْماً وهَراماً.
والمَرَه: تَرْكُ المرأة الكُحْلَ حتى يبيضَّ باطن الأجفان، مَرِهَ يمرَه مَرَهاً فهو مَرِه وأمْرَهُ كما قالوا: جَربٌ وأجْرَبُ. والمُرْهَة: حَفيرة يجتمع فيها ماء السماء، زعموا. وبنو مُرْهَة: بُطين من العرب، وكذلك بنو مُرَيْهَة أيضاً. وقد سمت العرب مُرَيْهاً ومَرْهان.
والهَمْر: مصدر هَمَرَت عينُه بالدمع، وربما قالوا همَر الدمع. وهمرتُ الماءَ أهمِره هَمْراً، إذا صببتَه فهو هامر ومنهمر إذا جعلت الفعل له، وربما جعلوه مفعولاً فقالوا فيه: مهمور. وظبية همير: سَبْطة الجسم، زعموا. وهَمَرَ فلانَ في كلامه، إِذا أكثر. ورجل مِهمار: كثير الكلام.
وبنو همَيْر: بطن العرب. وبنو هَمْرَة أيضاً: بطن من العرب. وسحاب هامر وهمار ومنهمر.

ر-م-ي

رمى يرمي رَمْياً، وكل شيء رميته من يدك من حجر أو سهم فهو رَمِيّ، فإذا ألقيت شيئاً عن شيء قلت: أرميتُه عنه إرماءً. قال الراجز:

جرداءَ مِسحاجاً تباري مِسْحَجا

يكاد يُرْمى القَيْقَبانَ المُسْرَجا

أي يلقيه عن ظهره. ويقال: أرْمَى الرجل على الخمسين، إذا زاد عليها. وكل شيء زاد على شيء فقد أرمَى عليه إرماءً، وكذلك أربَى عليه. قال الشاعر:

وأسـمـرَ خـطـيّاً كـأنّ كـعـوبَـه

 

نَوَى القَسب قد أرمَى ذِراعاً على العشر

ويُروى: قد أربَى، أي زاد عليها. والرَّميَّة: ما رميته من شيء، كما أن الضَّريبة ما ضربته.
والرَّميِ: المَرْميّ. والرمِيّ والسَّقِي: ضربان من السحاب. والرِّماية: مصدر رامٍ حسن الرماية.
والمِرماة: السهم. والمِرماة التي في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لو دُعي إلى مِرماة" فسّروه: الظِّلف أو الهُنَيَّة التي بين الظلفين، والله أعلم. ورُمَيّ: موضع. ورِميان: موضع. وقالوا إرْمِياء، وأحسبه معرَّباً، وهو اسم نبي عليه السلام. ورِمّيا من قولهم: كانت بينهم رِمِّيّا ثم صاروا إلى حِجِّيزَى.
والرَّيم: مصدر رام يريم رَيْماً، وما رِمْتُ عن المكان، أي ما بَرِحْتُ.
ورَئمَتِ الناقةُ ولدها رئماناً، وموضعه في الهمز تراه إن شاء الله.
والرَّيْم: ما يبقى من البعير الذي يتياسر عليه، وهو عظم الصَّلا وما لصق به يُدفع إلى الجازر فإن أخذه أحد من الأيسار عُير به. قال الشاعر:

وكنتم كعظم الرَّيم لم يدْرِ جازرٌ

 

على أيِّ بَدْأيْ مَقْسِم اللحمُ يُجعلُ

والريْم أيضاً: الزيادة والفضل، يقال: لفلان رَيْم على فلان، أي فضل. قال الشاعر:

فأقع كما اقعَى أبوكَ على أسْتِهِ

 

يرى أن رَيْماً فوقه لا يزايلُـه

والريم: القبَر، زعموا، في بعض اللغات. والرَّيْم: من آخر النهار إلى اختلاط الظلمة.

والريْم: الدرجة والدُّكّان، لغة يمانية. وأخبرنا أبو حاتم قال: أخبرني الأصمعي قال: قال أبو عمرو بن العلاء: كنت باليمن فأتيت دار رجل أسأل عنه فقال لي رجل من الدار: أسمُكْ في الريْم، أي اصْعَدِ الدرجة. والرّئم: يهمز ولا يُهمز، والهمز أكثر وأعلى، وهو الظبي الأبيض، والجمع آرام، وهي ظِباء تكون في الحُزون والغِلَظ من الأرض. وريْمان: موضع.
والمَيْر: مصدر مِرْتُ أهلي أميرهم ميْراً، وهي الميرة، غير مهموز. فأما المِئْرَة، بالهمز، فهي النميمة، وموضعها في الهمز تراه إن شاء الله. وقال قوم من أهل اللغة: بل المِئْرَة الحقد والعداوة. ويقال: أمر مئير، أي شديد. ويقال: ما عندك لا خَيْر ولا مَيْر، وهذا من المِيرة، غير مهموز. والميار: الذي يخرج إلى المِيرة. قال الراجز:

قد يَخْلُفُ الميّارَ في الجُوالقِ

في أهله بأفلقَ الفَلائقِ

صاحب أدهانٍ ودِين مارقِ

يقول: يتدهن ويتطيّب ويتحدّث إلى النساء فهو يَخلف الرجلَ الميارَ في أهله بالداهية.
والمَرْي: مصدر مَرَيْت أخلافَ الناقة بيدي لتَدرَّ أمْرِيها مَرْياً، ثم كثر ذلك حتى قيل: مَرَتِ الريحُ السحابَ تَمريه مرْياً، إذا استمرّت ماءه. وقالوا: بالشكر تمْتَرى النعم، أي تُستدرًّ والمَريء: مجرى الطعام والشراب إلى الجوف، مهموز، وستراه في باب الهمز إن شاء الله.
ويقولون: ليس في هذا شَكٌّ ولا مرْية، بكسر الميم وضمها، من الامتراء. فأما مُرْيَة الناقة أن تُستدرّ بالمَرْي فبضمّ الميم، وهي اللغة العالية، وقد قيل بالكسر أيضاً. قال الشاعر:

أصبحتْ حربُنا وحربُ بني الحا

 

رثِ مشبوبةً بأغلى الـدمـاء

شامِذاً تَتَّقي المُبِسَّ عن الـمـرْ

 

يَةِ كُرْهاً بالصِّرف ذي الطُلاءِ

شبّه الحرب بالناقة التي قد شَمَذَت بذَنَبها للِّقاح، أي رفعته، والمُرْيَة: مسح الضَّرع لتدرَّ، والصرف: صِبغ أحمر، والطّلاّء: الدم، والمُبِسّ: الذي يداري الناقة بالإبساس، أي بالكلام حتى يحلبها. وللراء والميم والياء مواضع تراها في الهمز إن شاء اللّه.

باب الراء والنون

وما بعدهما من الحروف

ر-ن-و

الرُّنُوّ: مصدر رَنا يرنو رُنُوّاً، وهو إدامة النظر. قال الشاعر:

مدّت إليكَ المُلْكَ أطنابَهـا

 

كأسٌ رَنَوْناةٌ وطِرْفٌ طِمِر

قوله: رَنَوْناة، أي دائمة.
والرَّوْن أميت الأصل منه، ومنه اشتقاق الرُّونَة، يقال: هذه رُونَة الشيء، أي معظمه، هكذا قال يونس. وقال أيضاً: ومنه يوم أروْنانٌ، إذا بلغ الغاية في فرح أو حزن. قال الشاعر:

إن يَسْرا عنكَ اللهّ رُونتَها

 

فعظيمُ كلِّ مصيبةٍ جَللُ

وهذا شعر قديم زعموا أنه لخِنْدِف، وهي ليلى بنت حُلوان ابن عمران بن الحافِ بن قُضاعة بن الياس بن مضَر، أمّ مُدْرِكَة وطابخة ابني الياس.
والنور: معروف، نارَ الشيءُ وأنارَ، إذا أضاء، يُنير إنارةَ، والاسم النُّور، بضمّ النون، ويَنور نوْراً، والإنارة أعلى وأفصح. ونارتِ الوحشيَّة وغيرُها تَنور نِواراً، وهي نَوار ونَؤور، إذا نفرت من فَزَع، وبه سُمّيت المرأة نَواراً. والنَّوْر: زهر النبت، والجمع أنوار، وكذلك جمع النُّور أنوار أيضاً.
والنُّؤور، مهموز: دخان كان يُجمع في إناء من سراج يُكفأ عليه إناءٌ ثم تغرَّز الواشمةُ يديها أو لِثَتَها ثم تحشوه بذلك السّواد. قال الشاعر:

وذي أشُر مثل شوك السَّيال

 

كلون الأقاحي أُسِفَّ النَّؤورا

وقال الآخر:

وسوَّد ماءُ المَرْد فاها فلـونـه

 

كلون النَّؤور وهي أدماءُ سارُها

أراد: سائرُها، والمَرْد: ثمر الأراك.

ر-ن-ه

استُعمل من وجوهها الرَّنَّة: الصوت الشديد يخالطه فزع أو صراخ، سمعت رَنَّةَ القوم، ثم كثر حتى قالوا: سمعت رَنَّةَ الطير، أي أصواتها، وهو الرنين أيضاً، وأرَنَّ القومُ إرناناً: مثله. قال الراجز:

أكلن بُهْمَى جَعْدةً فهنَّـهْ

لهنّ من حُبِّ النِّكاح رَنَّهْ

والرَّهْن: معروف، رهنتُ الشيءَ أرهَنه رَهْناً، وجمع الرَّهْن رِهان ورهون ورُهُن. وقد قرئ: "فرِهان مقبوضة" و "فرُهُق مقبوضة". وفي الحديث: "لا يَغْلَقُ الرَّهْنُ ". ويقال: هذا الشيء راهِن لك، أي معد لك. وقد أرهنتُ لك كذا وكذا، أي أعددته لك. قال الشاعر:

يَطوي ابن سلمى بها من راكب بُعُداً

 

مهْريَّة أرْهِنَت فيهـا الـدَّنـانـيرُ

أي أعِدّت. ورِهان الخيل: مصدر راهنتُه مراهنةً رِهاناً، إذا تواضعتما بينكما الرّهونَ.
وفلان رَهين بكذا ومرتهَن به ومرهون به، أي مأخوذ به. و رُهْنان: موضع، زعموا.
وقد سمّت العرب رُهَيْناً.
والنَّهَر، بفتح الهاء اللغة الفصيحة العالية، وأصل النَّهر السَّعَة والفُسحة. وفسر قوله عز وجلّ: "في جَنّاتٍ ونَهَرٍ"، في ضوء وفُسحة، وهو كلام المفسرين. واللغة توجب أن يكون نَهَر في معنى أنهار، كما قال جلّ ثناؤه: "يُخرجُكم طِفْلاً"، أي أطفالاً، والله أعلم. والنَّهار من ذلك مأخوذ إن شاء اللهّ. والنَّهار أيضاً: ولد الكَرَوان، وجمعه أنْهِرَة، فأما النَّهار ضدّ الليل فلم يجمعوه لأن سبيله عندهم سبيل المصادر، وقد قالوا: نَهارٌ أنْهَر، كما قد قالوا: ليل ألْيَلُ.
وقد قالوا في الذبح: ذَبَحَ فأنْهَرَ الدمَ، أي أظهرَه. والمَنْهَرَة: فَضاء يكون بين بيوت القوم يُلقون فيه كُناستهم. وفي الحديث: " أن قتيلاً وُجد بخيبرَ في مَنْهرَة". قال الراجز:

حتى إِذا ما الصيف ساقَ الحَشرَهْ

ورنَّقَ اليَعْسوبُ فوق المَنْهَرَهْ

يقال: رنَّق الطائرُ، إذا بسط جناحيه في طيرانه ولم يبرح، وقال أيضاً: يقال: رنَّق، إذا طار.
وأنهرَ العِرْقُ، إذا لم يَرْقَأ دمُه، زعموا.

ر-ن-ي

الرَّين أصله الصَدَأ الذي يركب السيفَ وغيرَه، ثم صار كل شيء غطّى شيئاً فقد ران عليه. وفي التنزيل: "كلا بل رانَ على قلوبهم"، ثم استعملوا ذلك في كل غالبٍ على شيء. قال الشاعر:

ثم لمّا رآه رانت به الخَم

 

رُ وأنْ لا يَرِينَه باتّقـاءِ

أي غلبت الخمر على قلبه. وفي الحديث: "فأصبحَ قد رِينَ به"، أي غُلب على أمره، والمصدر الريْن والريون.
والنِّير: الخشبة التي تنسج عليها. وثوب منيِّر ذو نِيرَين، إذا كان مضاعف النسج، ثم كثر ذلك حتى قالوا: ناقة ذات نِيرَين، إذا أسنَّت وفيها بقية، وربما استُعمل ذلك في المرأة أيضاً.
والنير: الخشبة المعترضة على سَنام الثور التي تُربط بها الخشبة التي يُحرث بها عليه، لغة شامية. وقد احّتجَ. الخليل في هذا ببيت لم يعرفه أصحابنا. والنِّير: جبل معروف. ونارت نائرةٌ، أي ثارت ثائرة. وللراء والنون والياء مواضع في المعتلّ تراها إن شاء الله.

باب الراء والواو

مع ما بعدهما من الحروف

ر-و-ه

الرَّوْه: مصدر راه يَروه رَوْهاً، لغة يمانية، يقولون: راهَ الماءُ، إذا اضطرب على وجه الأرض يَروه رَوْهاً، وهو الرواه، رأيت رُواهَ السراب، أي اضطرابَه.
والرهْو: المنخفض من الأرض، زعموا، والارتفاع. قال أبو حاتم: قالت أم الهيثم في خبر لها عن غيرها: فدلَّيتُ رِجلي في رَهْرَةٍ، فهذا يدلك على الانخفاض. قال الشاعر:

يظل النساءُ المرضِعات برَهوة

 

تَفَزّع من رَوْع الجَنان قلوبُها

ويُروى: تَزعزع، ويُروى: من هول الجَنان، فهذا يدلّك على أنه ارتفاع لأنهن خوائف فهن يطلعن على المواضع المرتفعة. والرهْو أيضاً: عيب تُذَمّ به المرأة عند الجِماع من السَّعَة. قال الشاعر:

لقد وَلَدَتْ أبا قابوسَ رَهْـو

 

أتومُ الفَرْج حمراء العِجانِ

الأتوم: المفْضاة. والرهْو: ضرب من الطير يشبه الكَراكيّ. قال الراجز:

أدبَرْن كالرَّهْوِ موَلِّياتِ

ورَهْوَى: موضع. والرهْو: مصدر رها البحرُ يرهو رَهْواً، إذا سكن، وقال قوم: بل الرَّهْو والرَّهْوَج: ضرب من السَّير شبيه بالهَمْلَجَة. قال عبد الرحمن: قال عمّي: هذا غلط، الرهْوَج فارسيّ معرَّب، وليس من الرَّهْو لأنهم قد صرّفوا الرَّهْوَ فقالوا: عيش راهٍ، أي ساكن.
ويقّولون للرجل: أرْهِ على نفسك، أي ارْفقْ بها.

والوَهَر: توهج وَقْع الشمس على الأرض حتى ترى لها اضطراباً كَالبخار، لغة يمانية يقولون: رأيت وهرَ الشمس، وأصابني وَهَرها. ووَهْران: اسم رجل، وهو أبو قوم من العرب، واشتقاقه من الوَهَر.
والوَرَه: ضعف العقل، رجل أوْرَه وامرأة وَرْهاءُ، والاسم الوَرَه، وقد وَرِهَ يَوْرَه وَرَهاً.
والهَرْو لا أصل له في العربية إلاّ حرف واحد جاء به أبو مالك فقال: تقول العرب: هرَوْتُ اللحم أهروه هَرْواً، إذا أنضجته، وخالفه سائر أصحابنا وأهل اللغة فقالوا: هرأتُ اللحمَ وأهرأتُه أهْرَؤه هَرْءاً، إذا أنضجته، مهموز لا غير وستراه في باب الهمز إن شاء الله. والهِراوة: معروف.
والهَوْر: مصدر هرْتُ البناءَ أهوره هَوْراً، وهوَّرته تهويراً، إذا هدمته، ومنه قولهم: تهوّر الليلُ، إذا أدبر. والهور أيضاً: بحيرة تغيض فيها مياه غِياض أو آجام فتتّسع ويكثر ماؤها، والجمع أهوار.

ر-و-ي

الروِيّ: رَوِيّ الشِّعر، وهو الحرف الذي تُعقد به القافية. ورَوَيْتُ الشِّعر والحديثَ أرويه رَوْياً وروايةً. ورَوَيت على البعير أروي رَوْياً، إذا استقيت عليه. ورَوِيت من الماء أروى رَيّاً.
والرواء: حبل يُشَدّ به المَتاع على البعير، والجمع أروِيَة. قال الراجز:

إني إذا ما القومُ كانوا أنجِيَهْ

وشُدَّ فوق بعضهم بالأرْوِيَهْ

هناك أوْصِيني ولا توصي بِيَهْ

ورواية الحديث والشعر: درسُك إياه ة ورجل راوية للشعر وراوٍ، الهاء للمبالغة، أخرجوه مُخْرجَ نسّابة. وبنو رُوَيّة: بطن من العرب. ورُوَيّ: اسم أيضاً. وأروَى: اسم اشتُق إمّا من الأرْوَى جمع الأرْوِيّة، وهي الأنثىٍ من الأوعال، وربما جُمعت أراوَى، أو يكون أروَى من رَوَيْت، ولهذا موضع في كتاب الاشتقاق تراه فيه مفسَّراً إن شاء الله.
والوَرْي: مصدر وراه الحُبُّ أو المرضُ يَريه وَرْياً، وهو فساد الجوف من حزن أو حبّ. قال الشاعر:

وراهُن ربّي مثل ما قد وريْنني

 

وأحمَى على أكبادهنّ المَكاويا

وقال الراجز:

قالت له وَرْياً إذا تَنحْنَحْ

ياليته يُسْقَى من الذُّرَحْرَح

وفي الحديث: "لأن يمتلئ جوفُ أحدكم قَيْحاً حتى يَرِيَه". ولهذا المعتلّ باب تراه فيه إن شاء الله. والتورية: الستر، يقال: ورَّيتُ الشيءَ تورية، إذا سترته. وفي الحديث: " كان صلى اللهّ عليه وآله وسلم إذا أراد سفراً ورَّى بغيره ". وقال الشاعر:

فلو كنت صلْبَ العود أو ذا حفيظةٍ

 

لوَرّيت عن مولاكَ والليل مُظْلِـم

المولى هاهنا ابن العمّ. والتوراة من وَرى الزَّنْدُ يَري، إذا خرجت منه النار، والتاء واو، كأنه وَوْراة فقُلبت الواو الأولى تاءً كما قالوا تُخَمَةَ من الوخامة.

ر-ه-ي

الرّئة، مهموز، وستراها في موضعها إن شاء الله. ورأيت الرجل، إذا ضربت رئتَه فهو مَرْئيّ. والهِيرة: ريح الصَّبا، وهو الإير أيضاً. والهَبْرة: الأرض السهلة، لغة يمانية، زعموا.
وزعموا أن هَرَيْتُ اللحم أهرِيه هَرْياً في بعض اللغات وليس بثَبْت. واليَهْر: الموضع الواسع. وقالوا: اليَهْيَرّ واليَهْيَرّى: الماء الكثير، وقالوا: ضرب من النبت، وقالوا: حجر صغير، عن أبي مالك، قال أبو بكر: قولهم في اليَهْيريّ إِنه الحجر الصغير غلط لأن الحجر الصغير هو القَهْقَرّ، وأنكر االبصريون اليهيَر في الحجر. قال الشاعر:

وأخضر كالقَهْقَرّ يَنْفُضُ رأسَه

 

أمام رِعال الخيل وهي تقرِّبُ

واليَهْيَرَّى من قولهم: ذهب فلان في اليهْيَرى، إذا ذهب في الباطل. وقال بعض أهل اللغة: اليَهْيَرى: الكذب.
انقضى حرف الراء والحمد لله حقّ حمده وصلواته على سيدنا محمد نبيّ الرحمة وآله وسلامه

حرف الزاي

في الثلاثي الصحيح وما تشعب منه

باب الزاي والسين

أهملتا مع سائر الحروف.

باب الزاي والشين

مع ما بعدهما من الحروف

ز-ش-ص

أهملت وكذلك حالهما مع الضاد والطاء والظاء.

ز-ش-ع

العَشْز: فعل ممات، وهو غِلَظ الجسم، ومنه اشتقاق العَشَوْزَن، وهو الغليظ من الإبل والناس.
وأرَضون عَشاوز: غلاظ.

ز-ش-غ

أهملت.

ز-ش-ف

الشَفْز: الرفْس بصدر القدم، زعموا، شَفَزَه يشفِزه شَفْزاً، يزعمون ذلك، وليس هو عندي بعربي محض.

ز-ش-ق

أهملت.

ز-ش-ك

الشَّكْز: النَّخْس بالإصبع وغيرها، شَكَزَه يشكُزه شَكْزاً فهو مشكوز، والفاعل شاكز.

ز-ش-ل

أهملت.

ز-ش-م

الشَّمْز: التقبُّض، ومنه اشتقاق اشمأزَّ عن كذا وكذا، أي تقبّض عنه، وهو افعألّ مهموز، والاشمئزاز المصدر.

ز-ش-ن

النّشْز: الرُّبْوَة من الأرض الغليظة، وكل نابٍ ناشز. ومنه نَشَزَت المرأةُ عن زوجها ونشصَت، وهو النًّشوز والنًّشوص.
والشزَن: الغِلَظ من الأرض، والجمع شُزون وشزُن. قال الشاعر:

وكأنّ قتلاهم كِعاب مُـقـامـر

 

ضُربتْ على شُزُنٍ فهنّ شَواعي

أراد شوائْع فقلب. وشزَّن الرجلُ في الأمر، إذا تصعَّب فيه. ورجل شَزِنُ الخلق وشزْن معاً: عسِر.

ز-ش-و

الوَشْز: غِلَظ من الأرض وارتفاع. ولقيتُ فلاناً على وَشْز وعلى وشَز، أي على عجلة وانزعاج. والوشائز: المَرافق الكثيرة الحشو.

ز-ش-ه

أهملت.

ز-ش-ي

شَئزَ المكانُ، مهموز، إذا غلظ، ومكان شَئز وشَئسٌ وشأزٌ وشأس، وبه سُمّي شَأساً. وسترى الزاي والشين والياء في باب المعتل مستقصى إن شاء الله.
والشيْزَى: ضرب من الخشب تُتَّخذ منه الجِفان. قال الهذلي:

لو كان حيًّا لغـاداهـم بـمُـتْـرَعَةٍ

 

من الرَّواويق من شِيزى بني الهَطِفِ

ويقال: الشِّيزَى: الجفنة بعينها من أيّ خشب كانت. قال الشاعر:

إلى رُدُح من الشِّيزَى عليها

 

لُبابُ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّـهـادِ

باب الزاي والصاد

أهملتا مع سائر الحروف.

باب الزاي والضاد

مع ما بعدهما من الحروف

ز-ض-ط

أهملت وكذلك حالهما مع الظاء.

ز-ض-ع

الضَّعْز: فعل ممات، وهو الوطء الشديد، لغة يمانية. وضَيْعَز: اسم رجل أو موضع، والياء زائدة.
والعَضْز في بعض اللغات: المضغ، عضَزَ يعضِز عَضْزاً، ولم يعرفها البصريون، وهو بناء مستنكر.

ز-ض-غ

أهملت.

ز-ض-ف

الضَّفْز من قولهم: ضَفَزْتُ البعير أضفِزه، إذا جمعت له بيدك ضِغْثاً من كَلأ أو حشيش فلقّمته إياه. قال الراجز:

يبتلعُ الهامةَ قبل الضَّفْزِ

دلامز يُربي على الدُّلَمْز

والضَفْز أيِضاً: الضرب بالرجل، ضفَزه البعير، إذا زبنه برِجله.

ز-ض-ق

أهملت وكذلك حالهما مع الكاف واللام.

ز-ض-م

ضَمَزَ البعيرُ يضمِز ضَمْزاً، إذا أمسكَ عن جِرَّته فلم يجترَّ. وضَمَزَ الرجل، إذا سكت فلم يتكلّم فهو ضامِز أيضاً، والقوم ضُموز، أي سُكوت.

ز-ض-ن

استُعمل من وجوهها: الضَّيْزَن، الياء زائدة. والضَيْزَن: الذي يخلف أباه في أهله. قال الشاعر:

والفارسيةُ فيهم غيرُ مُنْكَرَةٍ

 

وكلهم لأبيه ضَيْزَنٌ سَلِفُ

وقالوا: الضيْزَن: الضَّب. وضَيْزَن الشيء: ضده. قال الراجز:

في كل يوم لكَ ضَيْزَنانِ

على إزاء الحوض مِلْهَزانِ

والضيْزَنان: صنمان كان المنذر الأكبر اتخذهما بباب الحيرة ليسجد لهما من يدخل الحيرة امتحاناً لطاعة أهل دينه، ولهما حديث.

ز-ض-و

ضازَ الشيءَ يَضوزه ضَوْزاً، إذا لاكه، والرجل يضوز التمرة: يديرها في فيه حتى تلين. قال الشاعر:

فظلَّ يَضوزُ التمر والتمرُ ناقعٌ

 

دماً مثلَ لون الأرْجوان سبائبُهْ

هذا رجل أخذ في ديَة أخيه تمراً فعيِّر به. والمِضواز: المِسواك. والضوازة: النُّفاثة التي تبقى في فم الإنسان من المِسواك.

ز-ض-ه

ضَهَزْتُ الشيءَ أضهَزه ضَهْزاً، إذا وطئته وطأً شديداً، وليس بثبت.

ز-ض-ي

الضَّيْز: الاعوجاج، وقالوا: النقصان، يقال: ضازني حقّي يَضيزني، إذا بخسك إياه. ومنه: "قِسمة ضِيزَى"، والله أعلم. وذكر أبو حاتم عن أبي زيد أنه سمع العرب تهمز ضِئْزَى.

باب الزاي والطاء

مع ما بعدهما من الحروف

ز-ط-ظ

أهملت.

ز-ط-ع

الزَّعْط: مثل الذعْط سواء، زَعَطَه وذَعَطَه، إذا خنقه. وموت زاعط وذاعط، أي سريع وَحِيّ.
وقالوا: زَعَطَ الحمارُ، إذا ضرط، وليس بثَبْت، فأمّا زَقَعَ الحمارُ، إذا ضرط، فصحيح.
والطَّعْز: كلمة يُكنى بها عن النِّكاح.
ويقال: العَزْط أيضاً، كأنه مقلوب من الطَّعْز.

ز-ط-غ

أهملت.

ز-ط-ف

فَطَز الرجلُ وفَطَس، إذا مات.

ز-ط-ق

أهملت وكذلك مع الكاف واللام إلاّ في قولهم: الزَّلْط، والزَّلْط في بعض اللغات: المشي السريع، وليس بثَبْت.

ز-ط-م

المطز، زعموا: مثل المَصْد، كناية عن النِّكاح، وليس بثبت.

ز-ط-ن

الزِّناط: مثل الضّغاط والزِّحام، تزانط القومُ، إذا ازدحموا.
فأما الطنْز فليس من كلام العرب.

ز-ط-و

زُواط: موضع.

ز-ط-ه

أهملت وكذلك حالهما مع الياء.

باب الزاي والظاء

أهملتّا مع سائر الحروف.

باب الزاي والعين

مع ما بعدهما من الحروف

ز-ع-غ

أهملت.

ز-ع-ف

استُعمل من وجوهها: زعفه يزعَفه زَعفاً، إذا قتله. وَسمّ زُعاف وذُعاف واحد، أي قاتل. وأزعفتُه أنا أزعفه إزعافاً، إذا قتلته قتلاً وَحِيّاً، فهو مُزْعَف.
والعَفْز، الملاعبة كما يلاعب الرجلُ امرأته، بات يعافزها، أي يغازلها.
والعَزْف، اختلاط الأصوات في لهو وطرب. وسمعتُ عَزْفَ الجنّ وعَزيفهم، وهو جرس يُسمع في المفاوز بالليل. ورمل عازفٍ ورمل العَزّاف: موضع. وعَزَفتْ نفسي عن كذا وكذا تعزِف عُزوفاً، إذا ملَته وصدّت عنه. ورجل عَزوف عن الأمر، إذا أباه، يقال منه: عَزَفَت نفسه عن كذا وكذا، إذا أبَتْه. والمَعازف: الملاهي، وقال قوم من أهل اللغة: هو اسم يجمع العُود والطنبور وما أشبههما، وقال آخرون: بل هي المعازف التي استخرجها أهل اليمن. وقد سمَّت العرب عازفاً وعَزيفاً.
والفَزَع: معروف، فَزعَ يفزَع فَزَعاً، وأفزعتُه إفزاعاً، وهو من الأضداد عندهم، يقال: فَزِعَ الرجلُ إذا رُعِبَ، وأفزعتُه إذا أرعبتُه، وأفزعته إذا نصرته وأغثته. وفَزعَ، إذا استنصر، فَزِعْتُ إلى فلان فأفزعني، أي لجأت إليه فنصرني، وقالوا: فَزَعني أيضاً، أي نصرني، والأول أعلى. قال الشاعر:

إذا دَعتْ غَوْثها ضَرّاتُها فَزِعَتْ

 

أطباقُ نَيٍّ على الأثباج منضودِ

يقول: إذا قلَّ لبنُ ضَرّاتها نصرتها الشحومُ التي على ظهورها فأمدّتها باللبن. وفي الحديث أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال للأذصار: " إنكم لتكثُرون عند الفَزَع وتَقِلّون عند الطمع". وقال الشاعر في معنى الإغاثة:

فقلتُ لكأسٍ ألجِميها فـإنّـمـا

 

حَلَلْنا الكثيبَ من زَرُودَ لنَفْزَعا

أي لنُغيث ونَنصر ونُعين. وقال الآخر:

كنّا إذ! ما أتانا صـارخٌ فَـزعٌ

 

كان الصُّراخُ له قَرْع الظَّنابيبِ

فالفزع في هذا الموضع: المستغيث. وفزَّعت عن الشيء، إذا كشفت عنه، واللهّ أعلم، وكذلك فسّروا قوله جلّ وعزّ: "حتى إذا فُزِّعَ عن قُلوبهم"، أي كشف عنها. وقد سمّت العرب فَزّاعاً وفُزَيْعاً.

ز-ع-ق

استُعمل منها: الزَّعْق، والزعْق يكون النشاط ويكون من قولهم: زَعَقْتُ به، أي أفزعته. قال الراجز:

يا ربَّ مُهْرٍ مَزعوق

مقيل أو مغبوقْ

مزعوق: نَشطٌ. وسمعت زعْقَة المؤذِّن، أي صوته. والزعْقُوقة: فَرْخ القَبْج، عربيّ صحيح.
وماء زُعاق: مِلح مرّ.
والزقْع: أشد ما يكون من ضُراط الحمار، زَقَعَ يزقَع زَقْعاً.
والعَقْز: فعل ممات، وهو تقارب دبيب الذَّرَّة وما أشبهها. والعَنْقَز: نبت يقال إنه المَرْزَنْجُوش، النون فيه زائدة، وهو من العَقْز.
والعَزْق: حَفْركُ الأرضَ بالمعزقة، وهي المسحاة. قال الشاعر:

نُثير بها نَقعَ الكُـلابِ وأنـتـم

 

تثيرون قِيعان القرى بالمَعازقِ

والعَزيق: مطمئنّ من الأرض، لغة يمانية. ورجل عزِق: سيّىء الخُلق. والعزوق: الفستق الذي لا لُبُّ فيه.
والقزع: قطع الغيم المتفرّفة في السماء، الواحدة قَزَعَة. وفي الحديث: "كما يجمع قَزَع الخريف". ورأس مقزَّع: فيه لمَعُ شعرٍ متفرقة. والقُنْزُعَة: الريش المجتمع على رأس الديك والدّجاجة. قال الراجز:

لمّا رأت رأسي كرأس الأقْرَع

مَيَّزعنه قُنْزعاً عـن قْـنـزع

مَرُّ الليالي أبطئي وأسرعـي

ويقال: قُنْزُعَة وقُزَّعَة، فمن قال قنزعة جمعها قَنازع، ومن قال قُزّعة جمعها قَزائع. وقد سمّت العرب قَزَعَة وقزيْعاً ومقزوعاً. ويقال: مَرَّ الفرسُ يقزع ويهزَع ويمزَع ويمصَع، إذا مرّ مرّاً شديداً.
والقَعز: مَلْؤك الإناء شراباً أو غيره، قَعَزْتُه أقعَزه قَعْزاً. والقَعْز أيضاً: الشّرب عَبّاً، قَعز ما في الإناء،

إذا شربه شرباً شديداً.

ز-ع-ك

الزَّعْك: فعل ممات، ومنه اشتقاق قولهم: رجل أزْعَكِيٌّ، وهو الدَّميم، وذكر يونس أنه سمع: رجل زُعْكُوكٌ، قصير مجتمعُ الخَلْقِ.
والعَكز: التقبّض، عَكِزَ الرجل يعكَز عَكَزاً، وأحسب أن اشتقاق العُكّاز من هذا لتعكُّز الإنسان وانحنائه عليها. وقد سمت العرب عُكَيْزاً وعاكزاً.
والكعْز في بعض اللغات: جمعُك الشيء بأصابعك، كعَزتُه أكعَزه كعْزاً.

ز-ع-ل

الزَّعَل: النَّشاط، زعِلَ الفرس وغيره زَعلاً. وقد سمت العرب زِعْلاً وزُعيلاً. والزَّعْل: موضع والزلع: تفطر الجلد، تزلّعت يده، إذا تشقّقت. قال الشاعر:

وغَمْلَى نَصِيٍّ بالمِتان كأنهـا

 

ثعالب موْتَى جلْدها قد تَزَلَّعا

قوله غمْلَى: متراكب بعضها على بعض، يقال: غمِل النبتُ يغمَل غَمَلاً، إذا طال فتحنّى بعضه على بعض. ومن ذلك قولهم: غَمِلَ الجرحُ، إذا ضُوعف عليه العِصاب ففَسَدَ، والخَصَفَة التي تُلقى على مَصَبّ دلو السّانية تسمّى الغَميلة، والنَّصِيّ: يبيس الحَلِيّ، فشبّه تراكب النَّصِي بعضه على بعض بثعالبَ قد ماتت وتزلَعت جلودها، أي تشققت. وزَيْلَع: موِضع. والزَّيْلَع: خرَز معروف أيضاً. والزلَعَة: جراحة فاسدة، زَلِعَت جراحتُه تزلَع زَلَعاً، إذا فسَدت.
والعَلَز: خِفّة وهَلَع يصيب الإنسان، عَلِزَ يعلَز عَلَزاً. وعالِز: اسم موضع. قال الشاعر:

عفا بطن قَوٍّ من سُليمى فعالـزُ

 

فذاتُ الصَّفا فالمُشْرفات النَّوافزُ

والعَزَل: مَيل ذَنَب الفرس إلى أحد شِقّيه، عَزِلَ يعزَل عَزلاً فهو أعزَلُ. والأعْزَل: الذي لا سلاح معه أيضاً. وعَزْلاء المَزادة: مَخرج الماء من أحد جانبيها، والجمع عَزال، كما ترى. ومن ذلك قالوا: أرْخَتِ السماءُ عَزالِيَها، إذا كثر مطرها. وكل شيء نحَيته عن شيء أو موضع فقد عزلته عنه. ومنه عَزْل الوالي، وأنا عن هذا الأمر بمَعْزِل، أي بمنتحى. والسِّماك الأعْزل: منزل من منازل القمر. وقوم عُزْلٌ وأعزال: لا سلاح معهم. قال الشاعر:

فما هو إلاّ سيفه وثـيابُـهُ

 

وما بكمُ فَقْر إليه ولا عَزْلُ

وقد سمّت العرب عُزَيْلاً. والعُزَيْلَة: موضع. والعَزْل: موضع أيضاً.
واللَعْز: كناية عن النكاح، بات يلعَزها. وفي لغة قوم من العرب: لَعَزَت الناقة فصيلَها، إذا لطعته بلسانها.

ز-ع-م

الزَّعْم والزُّعْم لغتان فصيحتان. قال عنترة العبسي:

عُلِّقْتُها عَرَضاً وأقتُلُ قومَهـا

 

زَعْماً لَعَمْرُ أبيك ليس بمَزْعَم

وأكثر ما يقع الزعم على الباطل، وكذلك هو في التنزيل: "زَعَمَ الّذين كفروا أنْ لن يُبعثوا"، وكذلك ما جاء من الزعم في القرآن وفي فصيح الشعر. قال كعب بن مالك:

زعمت سَخينةُ أنْ ستغلبُ رَبَّها

 

ولَيغْلَبَن مُغالـب الـغَـلاّبِ

وقد يجيء الزعم في كلامهم بمعنى التحقيق. قال النابغة الجعدي:

نودِيَ قِيلَ آرْكَبَنْ بأهلك إن

 

الله موفٍ للناس ما زَعَما

وزَعيم القوم: سيّدهم، والاسم الزعامة. وقد سمّت العرب زاعماً وزُعَيْماً. والزَّعيم: الكفيل، وهكذا فُسّر في التنزيل: "وأنا به زَعيم"، أي كفيل، والله أعلم.
والزمَع: مصدر زَمِعَ الرجلُ يزمَع زَمَعاً، وهو أن يَخْرَق من خوف. والزَّمَع، الواحدة زَمَعَة. وهي الهَنات المتعلِّقات بالكُراع لا تكون إلا لذوات الأظلاف. قال الشاعر:

همُ الزَّمَع السُّفلى التي في الأكارع

فأمّا تسميتهم زَمَعَة فاشتقاقه من قولهم: رجل زَميع: مُقْدِم على الأمور، والاسم الزَّماع. وأزمعَ فلانٌ كذا وكذا، إذا عزم عليه، ولا يكادون يقولون: أزمعَ على كذا وكذا. وقد سمت العرب زمَيْعاً وزَمّاعاً وزَمَعَة.
والعَزْم: عَزْمُك على الشيء لتفعله، عزمت على الشيء أعزِم عَزْماً، وهي العزيمة. وعزمتُ عليك لَتفعلنّ، أي أقسمت عليك. وعَزَمَ الراقي كأنه أقسم على الداء، وكذلك عَزَمَ الحَوّاء، إذا استخرج الحيّة كأنه يُقسم عليها أو يعاهدها. ورجل ماضي العَزيم: مُجدّ في أموره.

والمَزْع من قولهم: مرّ الفرس يمزَع مَزْعاً، إذا مرّ مرّاً سريعاً. والمَزْع أيضاً: نفش القطن بالأصابع، لغة يمانية، مزعتُ القطنَ أمزَعه مَزْعاً. وتمزَّع القومُ الشيءَ بينهم، إذا اقتسموه. قال الشاعر:

بمَثنى الأيادي ثمّ لم يُلْـفَ قـاعـداً

 

على الفَرْثِ يحمي اللحمَ أن يتمزَّعا

ويقال: بقي من الشراب مُزْعَة، أي قليل.
والمَعْز من الغنم والمَعِيز: معروف. والأمْعُوز: السِّرب من الظباء ما بين الثلاثين إلى الأربعين، والجمع أماعيز. والأمْعَز: المكان الغليظ تركبه الحجارة، وكذلك المَعْزاء، ممدود.
والمِعْزَى من الغنم، مقصور، وجمع الأمْعَز أماعِز، وجمع المِعْزَى مَعِيز، كما قالوا في جمع الضأن ضَئين وفي الكلب كَليب. ورجل ماعِز: شهم. واستمعزَ الرجلُ، إذا جَدّ في أمره.
وقد سمّوا ماعزاً، وأظنه أبا بطن منهم. وبنو ماعِز: بطن من العرب، وفي الحديث أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم رَجَمَ ماعِز بن مالك.

ز-ع-ن

العَنْز: الشاة من المَعْز، والجمع عُنوز، وكذلك من الظِّباء. والعَنْز: الأكَمَة السوداء. قال الراجز:

كم جاوزتْ من حدَبٍ وفَرْزِ

ونَكّبتْ من جُوءة وضَمْزِ

وإرَمٍ أحْرَسَ فوق عَنْزِ

إرَم: علم من حجارة ينصبونه في الطريق يُستدلّ به، وقوله: أحرَس بالحاء غير معجمة، أي أتى عليه حَرْسٌ، وهو الدهر. وأهل الكوفة يصحّفون في هذا البيت ويروونه: أخرس، بالخاء معجمة. وتُجمع عَنْز على عِناز وعُنوز وأعنُز. و عُنَيْزَة: موضع. وقد سمّت العرب عُنَيْزَة أيضاً، وهو اسم امرأة.
والنَّزْع: نَزْعُكَ الشيءَ حتى يباينه، نزعته أنزِعه نَزْعاً. ونَزَعَ البعيرُ إلى وطنه فهو نازع ونَزوع، وكذلك الإنسان، والمصدر النِّزاع والنَّزاعة والنُّزوع. ونزعتُ عن كذا وكذا أنزع نزوعاً، إذا تركته. ونازعتُ الرجلَ في الأمر منازعة ونِزاعاً، إذا جادلته. وفرس نَزيع، والجمع النزائع، إذا انتزعوه من أيدي أعدائهم. والمِنْزَعَة: خشبة عريضة نحو المِلعقة تكون مع مُشتار العسل ينزع بها النحلَ اللواصقَ بالشُّهد، وتسمّى المِحْبَضَة أيضاً. ورجل أنْزَعُ بيِّن النَّزَع، وهو ارتفاع الشَعَر وانسفاره عن مقدَّم الرأس، وهو دون الجَلَح. قال الشاعر:

فلا تَنْكِحي إن فَرَّقَ الدهرُ بيننا

 

أغمَّ القَفا والوجهِ ليس بأنزعا

ونَزَعَ الرجلُ في قوسه، إذا جذب الوتر بالسهم، وانتزع للصيد سهماً فرماه به. وفي التنزيل: "والنّازعاتِ غَرْقاً"، ولا أقدم على تفسيره، إلاّ أن أبا عُبيدة ذكر أنها النجوم تنزع، أي تطلُع، والله أعلم. والنَّزْع: عَلَزُ الموتِ، والعَلَزَ: الحركة المتدارِكة المؤلمة عند حضوره.

ز-ع-و

زعْتُ البعيرَ أزوعه زَوْعاً، إذا حرَّكته بزِمامه ليزيد في السير. قال الشاعر:

وخافقِ الرأس مثل السّيف ِقلتُ له

 

زُعْ بالزِّمام وجَوْزُ الليل مركـومُ

وقد روى قوم هذا البيت: زَع بالزِّمام، بفتح الزاي، وهو خطأ لأنه أمره أن يحرّك بعيره ولم يأمره أن يكفَّه. والزَّوْع: أخذُك الشيءَ بكفّك نحو الثريد وما أشبهه، أقبلَ يزوع الثريد، إذا اجتذبه بكفّه. وزُعْتُ له زَوْعَةً من البِطيّخ وما أشبهه، إذا قطعتَ له قطعةً منه.
ووزَعْتُ الرجلَ أزَعُه وَزْعاً، إذا كففته عمّا يريده. وفي الحديث: " أنا لا أقِيدُ من وَزعَة اللهّ "، وفيه أيضاً: " لا بُدَّ للحاكم من وَزَعَة"، أي من يكفُّ الناس عنه. والوازع: الذي يتقدّم الصفَّ في الحرب فيصلحه ويردّ المتقدِّمَ إلى مركزه. وسُمَي الكلب وازعاً لأنه يكفّ الذّئب عن الغنم ويرده. وأوزَعَه اللهّ الشكرَ، إذا ألهمه إياه، وكذلك فُسّر في التنزيل قوله جلّ وعزّ: "أوْزِعْني أن أشكرَ نِعمتَكَ التي أنعمتَ عليَّ". وقد سمّت العرب وازعاً ووُزيْعاً. والأوزاع: الفِرَق، زعم الأصمعي أنها جمع لا واحد لها من لفظها. والأوزاع أيضاً: بطون من العرب يجمعهم هذا الاسم، وهم من حِمير ليس بأب ولا أم، سُمّوا بهذا الاسم لأنهم تفرّقوا أوزاعاً، أي فِرَقاً، منهم الأوزاعي الفقيه.
والعَوَز من قولهم: أعوزَ يُعْوِز إعوازاً، إذا احتاج، والاسم العوز. ورجل مُعْوِز: فقير.
والمِعْوَز: ثوب خَلَق يُبتذل فيه، والجمع مَعاوز. قال الشاعر:

إذا سقط الأنداءُ صِينت وأشْعِرَتْ

 

حَبِيراً، ولم تُلْفَفْ عليها المَعاوزُ

وقد ذكر عن أبي زيد أنه قال: المِعْوَز: الثوب الجديد. قال أبو بكر: وهذا غلط على أبي زيد.
والعَزو: لغة مرغوب عنها يتكلّم بها بنو مَهْرَة بن حَيْدان، يقولون: عَزْوَى، كأنها كلمة يُتلطّف بها، وكذلك يقولون: يَعْزي. والعَزْو: مصدر عزوتُ الشيءَ إلى الشيء أعزوه عَزْواً، إذا نسبتَه إليه، وقالوا: عَزَيْتُه أعزِيه عَزْياً، لغتان فصيحتان.
وأوعزتُ إلى الرجل أوعِز إيعازاً، إذا تقدّمتَ إليه بأمر أو أمرته به.

ز-ع-ه

رجل عِزْهى وعِزْهاة وعزهٌ، الهاء في عَزِه أصلية فلا تحوَّل في الإدراج تاءً، هكذا يقول قوم. وقال آخرون: بل هي تاء في الإدراج، وكلاهما مرويّ قد جاء في الشعر الفصيح، وهو الذي لا يقرب النساء ولا يتحدّث إليهنّ.
والهَزَع: الاضطراب، يقال: تهزَّع الرّمحُ، إذا اهتزّ واضطرب. قال الشاعر:

وغداةَ هنّ مع النبي شوازباً

 

ببِطاح مكَّةَ والقَنا يتهـزّعُ

قال أبو بكر: هذه الرواية الصحيحة، وروى قوم من أصحاب المغازي: يتهرّع بالراء غير معجمة، وليس بشيء. والأهْزَع: آخر سهم يبقى مع الرامي في كِنانته، وهو أفضل سِهامه لأنه يدّخره لشديدة، فيقال: ما بقي من سِهامه إلاّ أهزَعُ، ولا يكادون يقولون: معه أهزَع، وأكثر ما يُستعمل في النفي. ويقال: هَزَعْتُ الشيءَ أهزَعه هَزْعاً، إذا كسرته، وكذلك هزعته تهزيعاً.
ومرّ هزيعٌ من الليل: ثلثه أو نحو الثّلث منه. وقد سمّت العرب هُزَيْعاً ومِهْزعاً. قال أبو بكر: ولا أدري مما اشتُقّ مِهْزَع، وينبغي أن يكون مِفْعلاً من الكسر. وفي بعض اللغات: ما في سنام الناقة أهزَعُ، أي شحم، هكذا يقول يونس، وأحسب أبا زيد قد قاله.

ز-ع-ي

عزَّيتُ الرجلَ أعزّيه، فأنا مُعَزًّ والرجل مُعَزًّى.

باب الزاي والغين

مع ما بعدهما من الحروف

ز-غ-ف

الزغْف: الدرع السهلة الليّنة، وإن جُمعت على أزغاف وزُغوف كان عربياً مَحْضاً إن شاء اللهّ.

ز-غ-ق

أهملت وكذلك حالهما مع الكاف.

ز-غ-ل

الزغْل: أصل بِنية زَغَلْت الشيءَ وأزغلتُه، إذا صببته دُفَعاً. قال الشاعر:

فأزْغَلَتْ في حَلْقِهِ زُغْـلَةً

 

لم تُخْطِىء ِالجِيدَ ولم تَشْفَتِرّْ

وقد سمّت العرب زَغْلاً وزُغَيْلاً.
والغَزْل: مصدر غَزَلَ يغزِل غَزْلاً، والمِغْزَل والمُغْزَل لغتان فصيحتان. والغَزل: محادثة النساء ومفاكهتهنّ. والتغازل: محادثة الفتيان في الهوى. والغَزال والغَزالة: معروفان. والغَزالة: الشمس عند طلوعها، يقال: طلعت الغَزالةُ، ولا يقال: غابت الغَزالةُ، قال الأصمعي: ليس الغَزالة الشمس بعينها، ولكن الغَزالة: وقت طلوع الشمس، واحتجّ بقول ذي الرمَة:

وأشرفَتِ الغَزالةَ رأسَ حُزْوَى

 

أراعيهم وما أغنـي قِـبـالا

ويُروى: فأوفيتُ الغزالة، يقال: أوفيتُ على الشيء: صعدت فوقه. وقرن غَزال: ثنيَّة معروفة.
ومغازلة النساء: محادثتهن، وسنأتي على تفسيره في كتاب الاشتقاق إن شاء الله. ومن مغازلة النساء اشتقاق الغَزال. وقد سمّت العرب غَزالاً وغُزَيِّلاً. وظبية مُغْزِل: معها غزالها.
واللغز: ميلُك بالشيء عن جهته، وبه سُمِّي اللُّغز من الشِّعر كأنه عُمّي عن جهته. واللُّغَيْزَى، مقصور، واللغَيْزاء، ممدود: أن يحفر اليَربوعُ ثم يميل في بعض حفره ليعمّي على طالبه.
والألغاز: طرق تلتوي وتُشكِل على سالكها، والواحد لُغْز ولَغْز. وابن ألغَزَ:َ رجل من إياد معروف، وله حديث.

ز-غ-م

تزغّم الجملُ تزغّماً، وهو أن يردِّد رُغاءه في لَهازمه، ثم كثر ذلك حتى قيل: تزغَّم فلان علينا، إذا ردّد كلامه تغضّباً. قال الراجز:

فهو يَزِكُّ دائمَ التزغُّم

مثلَ زَكيكِ الناهض المحمِّم

والغَمْز: الغَمْز باليد وبالعين نحو الإشارة. وغَمَزَ الرَّجُلُ في الرَّجُل، إذا طعن فيه وذكره بقبيح. وأغمزَ فيه كذلك. الغَميزة: العيب. وقال الشاعر:

فما وجدَ الأعداءُ فـيَّ غَـمـيزةً

 

ولا طافَ لي منهم بوَحْشِيَ صائدُ

وغُمازة: بئر معروفة بين البصرة والبحرين، وقال قوم: بل هي عين، وأنشدوا:

تَذَكَرَ عَيْناً من غُمازةَ مـاؤهـا

 

له حُبُكٌ تجري عليه الزَّخارفُ

ورجل مغموز عليه: مطعون فيه.

ز-غ-ن

النَّزْغ: مصدر نزغتُ الرجلَ انزِغه نَزْغاً، إذا ذكرته بقبيح. قال أبو زيد: لا يكون النَّزْغ إلا كالغِيبة. ونَزَغَ الشيطانُ في قلبه، إذا ألقى فيه سوءاً. والمِنْزَغ من قولهم: رجل ينزِغ الناس، فهو نزّاع ومِنْزَغ.

ز-غ-و

الزَّوْغ مثل الزَّيْغ، زاغ يزوغ زَوْغاً، وهو الميل عن القصد، وزاغ عن الطريق يزوغ ويزيغ، والياء أفصح.
والغَزو: معروف، غزا يغزو غَزْواً، ثم كثر ذلك في كلامهم حتى قالوا: غزوتُ كذا وكذا، أي قصدته، وغَزْوي كذا وكذا، أي قصدي إليه.

ز-غ-ه

أهملت.

ز-غ-ي

الزَّيغ: معروف، وقد تقدّم ذكره، زاغ يزيغ زَيْغاً وزَيَغاناً.
والغَزِيّ: القوم الغزاة، وهو فَعيل من غزا يغزو. قال الشاعر:

خرجنا صِحابَ غَزِيٍّ لنا

 

وفينا أبو عامرٍ صعصعهْ

فستّةُ رهط به خـمـسةٌ

 

خمسةُ رهطٍ به أربعـهْ

قال أبو بكر: أنكر أبو حاتم هذا وقال: البيت مولَّد، وأنشد:

خرجنا صِحابَ غَزِيِّ لنا

 

وفينا يزيدُ أبو صعصعهْ

باب الزاي والفاء

مع ما بعدهما من الحروف

ز-ف-ق

فرس مقفَّز، إذا استدار تحجيلُه بقوائمه ولم يجاوز الأشاعرَ نحو المُنْعَل. والقَفْز: أن يجمع الظبي قوائمه ثم يطفِر فيطرحها على الأرض مجموعة، قفَز يقفِز قَفْزاً. والقُفّاز: ضرب من الحُلِيّ تتّخذه المرأة في يديها ورجليها، ومن ذلك: تقفّزت المرأة بالحِنّاء، إذا نقَّشت يديها ورجليها به. والقَفيز: مِكيال يكال به، واشتقاقه مستقصى في كتاب الاشتقاق.
والزُّفْقَة من قولهم: هذه زُفْقَتي، أي لُقفتي التي ألتقفها بيدي. وقال ابن الزًّبير: " كان الأشْتَرُ زُفقتي يوم الجمل "، أي كأني ألتقفه. ويقال للشيء يُرمى لك فتقبله قبل أن يقع إلى الأرضَ: ازدقفتُه.

ز-ف-ك

أهملت.

ز-ف-ل

الزَّلَف والزلْفَة: الدَّرجة والمَنزلة. قال ابن جُرْمُوز:

أتيتُ عليّاً برأس الزُّبيرِ

 

وقد كنت أحسِبه زُلْفَهْ

وأزلفتُ الرجلَ إزلافاً، إذا أدنيته إلى هَلَكَة، وكذلك فُسّر في التنزيل قوله جلّ وعزّ: "وأزلَفْنا ثَمَ الآخَرِين "، واللهّ أعلم. وربما سُمّيت الحِياض إذا امتلأت ماءً: زَلَفاً. والزَّلَف: واحدتها زَلفَة، وهي الأجاجين الخُضر، هكذا أخبرني أبو عثمان الأشْنانْداني عن التّوَّزيّ عن أبي عُبيدة، وقد كنت قرأتُ عليه في رجز العُماني:

حتى إذا ماءُ الصهاريج نَشـفْ

من بعد ما كانت مِلاءً كالزَّلَـفْ

وصار صلصالُ الغدير كالخَزَفْ

فسألته عن الزَّلَف فذكر ما ذكرته لك آنفاً، وسألت أبا حاتم والرِّياشي فلم يجيبا فيه بشيء.
والزَّليف: المتقدمِّ من موضع إلى موضع، وبه سُمّي المُزْدَلِف، رجل من فرسان العرب، وذلك أنه ألقى رمحه بين يديه في حرب كانت بينه وبين قوم ثم قال: ازْدَلِفوا إلى رُمحي، وله حديث.
والمُزْدَلِفَة: الموضع المعروف بمكّة. ويقال: فلان يزلِّف في حديثه ويزرِّف فيه، إذا زاد فيه. وبنو زُلَيْفَة: بطن من العرب.
والفِلِزّ: خَبَثُ الحديد الذي ينفيه الكِير. قال الراجز:

أجْردَ أو جَعْدِ اليدين جِبْزِ

كأنما صُوِّرَ من فِـلِـزِّ

ويُروى: كأنما جُمِّعَ، وأصله الصلابة والغِلَظ.
وأخبرني عبد الرحمن عن عمّه الأصمعي قال: يقال: أرض فيْزَلةٌ: سريعة السيل إذا أصابها الغيث، فهذا من الفَزْل، إلا أني أعلم أن الياء زائدة. والفَزْل: الصلابة، وأحسبه مقلوباً عن الفَلْز إن شاء الله.

ز-ف-م

أهملت.

ز-ف-ن

الزَّفْن شبيه بالرِّقْص، زَفَنَ يزفِن زَفْناً. وقد سمّت العرب زَوْفَناً. وزَيْفَن: اسم في لغة مرغوب عنها، يعني لغة مَهْرَة. والزِّفْن لغة أزدية، وهو عَسيب من عُسُب النخل يُضَمّ بعضُه إلى بعض شبيهاً بالحصير المرمول. وقد سمّت العرب زَيْفَناً، وهو مفسَّر في كتاب الاشتقاق.

والنَّزْف: مصدر نُزِفَ الرجل دمَه يُنْزَف نزْفاً، إذا سال حتى يُفْرِط فهو منزوف ونَزيف. والنَّزيف: السكران أيضاً، وهو المنْزَف. وفي التنزيل: "لا يصدَّعون عنها ولا يُنْزَفون"، أي لا يَسكرون، هكذا يقول أبو عبيدة، وقد قرئ: "يُنْزِفون"، أي يُنْفِدونها، واللهّ أعلم. قال الشاعر:

لَعَمْري لئن أنزفتمُ أو صَحوتمُ

 

لبئسَ النَّدامى كنتم آلَ أبْجَرا

وأنزفتُ الشيءَ، إذا أفنيته. قال الراجز:

وقد أراني بالديار مُتْرفا

أيّام لا أحسِب شيئاً مُنْزَفا

أي فانياً. وأنزفَ عَبرَتَه، إذا أفنى دمعَه البكاءُ. قال الراجز:

وصَرحَ ابنُ مَعْمَرٍ لمن ذَمرْ

وأنزفَ العَبرةَ مَن لاقى العِبَرْ

ونَزَفْتُ البئرَ أنزِفها نَزْفاً، إذا استقيت ماءها حتى لا تُبقي فيها شيئاً. والمِنْزَفَة: دلو تُشَدّ في رأس عود طويل ويُنصب عُود ويُعرض ذلك العود الذي في طرفه الدّلو على العود المنصوب ويُستقى به الماء. وبئر نَزوف، إذا أنزِفت باليد. ومثل من أمثالهم: "أجْبَنُ من المنزوف ضَرِطاً"، وهو رجل ضرط حتى مات فزعاً، وله حديث.
والنَّفْز شبيه بالقَفْز، نَفَزَ ينفِز نَفْزاً ونَفَزاناً، ونَفْزُ الظبي، وهو وثبُه ثم وقعُه منتشرَ القوائم، فالقَفْر انضمام قوائمه، والنَفْز انتشارها.

ز-ف-و

الزَّوف: مصدر زافت الحمامة تزوف زَوْفاً، إذا نشرت جناحيها وذنبها وسحبته على الأرض.
وكذلك زَوْفُ الإنسان، إذا مشى مسترخيَ الأعضاء، زاف يزوف زَوْفاً، وزاف يزيف زَيْفاً وزَيَفاناً أيضاً.
والفَوْز: ضِدّ الهلاك، فاز يفوز فَوْزاً، ثم كثر ذلك حتى صار كلّ من نال خيراً فقد فاز به يفوز فوزاً. وسُميت المفازة بالفَوْز تفاؤلاً، وإنما هي مَهلكة فقالوا: مفازة.
ويقال: قعدتُ على أوفاز وعلى وَفز، إذا قعدت على غير طُمأنينة. قال الراجز:

عَيْر يُنَزّيني على أوفازِ

والوَزْف: العَجَلة، لغة يمانية، وَزفْته أزِفُه وَزْفاً، إذا استعجلتَه.
وأزِفَ الرحيل، إذا دنا، وهذا يجيء في باب الهمز إن شاء الله تعالى.

ز-ف-ه

الزَّهَف، وهو الخِفَّة والنَّزَق، زَهِفَ يزهَف زَهَفاً، وأزهفتُه إزهافاً، وكذلك أزدهفتُه ازدهافاً: افتعلتُه من هذا.
والهِزَفّ: الظليم السريع المشي، وقال قوم: بل الهِزَفّ مثل الهِزَفّ سواء، وهو الجافي الغليظ.
وفي بعض اللغات: هزَفَتْه الرّيح تهزِفه هَزْفاً، إذا استخفّته

ز-ف-ي

الزَّفْي: مصدر زَفَى الظليمُ يَزفي زَفْياً، إذا نشر جناحيه وعَدا، وأحسب أن منه اشتقاق الزَّفَيان.
والزّائف: الرديء من الدّراهم، فأما الزَّيْف فمن كلام العامة. قال الشاعر:

فكانت سراويلٌ وسَحْقُ عِمامةٍ

 

وخمسُمىءٍ منها قَسِيٌّ وزائفُ

باب الزاي والقاف

مع ما بعدهما من الحروف

ز-ق-ك

أهملت.

زق ل

الزَّلَق: معروف، زَلِقَ يزلَق زَلَقاً. وأزلقتِ الفرسُ إزلاقاً، إذا ألقت ولدَها قبل تمامه، ويُستعمل في كل أنثى أيضاً. ويقال: نظر فلان إلى فلان فأزلقَه ببصره، إذا أحدَّ النظرَ إليه نظرَ متسخط أو متغيِّظ. وكلّ مَدْحَض لا تثبت القدم فيه فهو مَزْلَق. قال:

إذا انعفرت أقدامُهم عند مَعْرَكٍ

 

ثَبَتْنَ به يوماً وإن كان مَزْلَقـا

والزَّقْل لا أحسبه عربياً محضاً، ومنه اشتقاق الزَّواقيل، قوم بناحية الجزيرة وما حولها.
ويقول بعض العرب: زَوْقَلَ فلانٌ عِمامتَه، إذا أرخى طرفيها من ناحيتي رأسه.
والقَلْز لا أحسبها عربية محضة، يقولون: قَلَزَ يقلِز قَلْزاً. وبات يقلز الشرابَ، أي يشرب، وليست بالفصيحة، وقد ذكره الخليل، ولا أدري ما صحّته.
القَزَل: أسوأ العَرَج وأقبحه، قزِل يقزَل قَزَلاً، والذكر أقزَلُ والأنثى قَزْلاءُ. وزعموا أن الأقْزَل ضرب من الحيّات، ولم يذكره الأصمعي.
واللَّزْق: إلزاقك الشيءَ بالشيء، بالزاي والصاد، والصاد أفصح وأعلى فيها، ألصق يُلصق إلصاقاً. واللُّزَق: لصوق الرئة بالجنب من العطش، يصيب ذلك الإبل والخيل.
واللَّقْز: لغة في اللَّكْز باليد، لَقَزَه ولَكَزَه.

ز-ق-م

الزَّقْم: شرب اللبن والإفراط فيه، بات يتزقَّم اللبن. فإن يكن للزَّفُّوم اشتقاق فمن هذا إن شاء الله.

والزَّمْق لغة في الزَّبْق، يقال: زَمَقَ لحيتَه وزبَّقها، إذا نتفها.
والقَمْز من قولهم: قَمَزْتُ الشيءَ قَمْزاً، إذا جمعته بيدك. والقَزَم: الرديء من كل شيء، ورجل قَزَم من قوم قُزْم وقَزامَى، وربما قالوا أقزام.
ومَزَقَ الطائر يمزِق مَزْقاً، إذا ذَرَقَ. ومَزَقْتُ الثوبَ وغيرَه مَزْقاً ومزّقته تمزيقاً. وتمزق القومُ، إذا تفرقوا مِزَقاً، أي فِرَقاً. ومزَيْقِياء: لقب لبعض ملوك العرب، وله حديث. قال الشاعر:

وهمُ على ابن مُزَيْقِياءَ تَنازلوا

 

والخيل بين عجَاجتَيها القَسْطَلُ

وناقة مِزاق: سريعة وخفيفة. والمُزْقَة: طائر صغير، وليس بثَبْت. والممزَّق العَبْدي: أحد شعراء عبد القيس، معروف، وسُمّي ممزَّقاً بقوله:

فإن كنتُ مأكولاً فكن خَيْرَ آكلٍ

 

وإلاّ فأدرِكني ولـمّـا أُمَـزَّقِ

ز-ق-ن

زَنَقْتُ الفرسَ أزنِقه وأزنُقه زَنْقاً، إذا شكّلته في أربع قوائمه، بذلك سُمِّي زِناق المرأة، وهو ضرب من الحُلِي. والمزنوق: اسم فرس من خيل العرب.
والنَّزَق: خِفّة وطيش، نَزِقَ ينزَق نَزَقاً. ونزّقتُ الفرسَ تنزيقاً، إذا حرّكته لينبعث. وتنازقَ الرجلان تنازقاً ونِزاقاً ومنازقة، إذا تشاتما وطاشا.
والنَّقْز: نَقز الظبي، وهو جمعه قوائمه في وثبه، نَقَزَ ينقُز نَقْزاً. قال أبو حاتم: وأحسبهم سمّوا العصفور نُقّازاً لذلك. والنِّقْز، بكسر النون، من كل شيء: رديئه، ومنه قولهم: انتقز له مالَه، أي أعطاه خسيسَه.

ز-ق-و

الزَّقْو: مصدر زقا الديك يزقو زَقْواً وزُقاءً. وكل صائحٍ زاقٍ، وقد قرئ: "إن كانت إلاّ زَقْيَةً واحدة". وقال الشاعر:

فإن تكُ هامَةٌ بهراةَ تزقو

 

فقد أزقيتَ بالمَرْوَيْنِ هاما

والقَوْز، والجمع أقواز وقِيزان، وهي قطع مستديرة من الرمل نحو الروابي. قال الراجز:

لمّا رأى الرملَ وقِيزانَ الغَضَى

والبَقَرَ الملمَّعاتِ بالشَّوَى

بكى وقال هل ترَون ما أرى

وتُجمع قوز أقوازاً وأقاوز. قال:

ومخلَّداتٍ باللُّجَيْن كأنمـا

 

أعجازُهنّ أقاوزُ الكُثْبانِ

مخلَّدات: مسوَّرات.

ز-ق-ه

الزَّهَق من قولهم: زَهِقَتْ نفسُه تزهَق زَهَقاً، وأزهقتُه إزهاقاً. وكل تالِفٍ زاهقٌ. والزَّهَق أيضاً: مطمئنّ من الأرض شديد. قال الراجز:

لواحق الأقراب فيها كالمَقَقْ

كأنّ أيديهنّ تهوي بالزَّهَقْ

من كَفْتِها شَدّاً كإضرام الحَرَقْ

حرَّك اضطراراً. ورجل مزهوق: مضيَّق عليه. وانزهق الفرسُ أمام الخيل، إذا تقدّمها.
ومُخٌّ زاهق: رقيق. وفرس زاهِق: به أدنى طِرْق، أي شحم. قال الشاعر:

منها الشَّنون ومنها الزّاهقُ الزَّهِمُ

الزّاهق: الذي به أدنى طِرق، والطِّرْق: الشحم، والشَّنون: اليابس، والزَّهِم: أكثر طِرْقاً من الزاهق.
والقِهْز: ضرب من الثياب، وقيل إنه القزّ بعينه. وأنشد:

كأن بِيضاً من ثياب القِهْزِ

والهَزَق: كثرة الضَّحِك والاستغراب فيه، هَزِقَ يهزَق هَزَقاً، وأهزقَ إهزاقاً. والهَزَق أيضاً: الخفّة والنَّزَق.

ز-ق- ي

سمّت العرب زِيقاً، وهو فارسيّ معرب. قال الشاعر:

يا زِيقُ قد كنتَ من شيبانَ في حَسَب

 

يا زِيقُ ويحَك مَنً أنكحـتَ يا زِيقُ

باب الزاي والكاف

مع ما بعدهما من الحروف

ز-ك-ل

الزَّوْكَل: الرجل القصير.
والكَلْز: الجمع، كَلَزْت الشيءَ أكلِزه وأكلُزه كَلْزاً، وكلّزتُه تكليزاً، إذا جمعته. وقد سمّت العرب كُلازاً.
واللَّكْز شبيه بالوَكْز باليد.

ز-ك-م

الزُّكام: سُدَّة تأخذ في الأنف والرأس، زُكِمَ فهو مزكوم زُكاماً. وفلان زُكْمة أبيه وأمّه، إذا كان آخر أولادهما.
والكَمْز: جمعُك الشيءَ بيدك حتى يستدير، نحو العجين وما أشبهه، كمزتُه وقمزتُه، إذا جمعته بيدك، ولا يكون إلاّ للشيء المبتلّ.
والزمْك: تداخل الشيء بعضه في بعض، فإن كان محفوظاً فمنه اشتقاق الزِّمِكَّى، وقد قالوا زِمِجَّى أيضاً، يُقصر ويُمَدّ، وهو مَنْبِت ريش ذنب الدجاجة وغيرها من الطير.

والكَزَم: خروج الذَّقَن والشّفة السفلى ودخول الشّفة العليا، الذكر أكزَم والأنثى كَزْماءُ كَزِمَ يكزَم كَزَماً. وناقة كَزوم: مُسنَّة. وقد سمّت العرب كُزيْماً.

ز-ك-ن

زكِنْتُ أزكَن زَكَناً. قال الشاعر:

ولن يراجعَ قلبي حُـبـهـم أبـداً

 

زَكِنْتُ من بُغضهم مثلَ الذي زَكِنوا

ولا يقال: أزكنتُ، وإن كانت العامّة قد أولعت به.
والكَنْز: مصدر كَنَزْت الشيءَ أكنِزه كَنْزاً، وكل شيء غَمَزْتَه بيدك أو رجلك في وعاء أو أرض فقد كنزته. وقد سمّتّ العرب كَنّازاً.
والنَزْك: قضيب الضَّبّ، وللضّبّ نَزْكان كما يذكرون. قال الشاعر:

سِبَحْل له نَزْكانِ كانا فـضـيلةً

 

على كل حافٍ في البلاد وناعل

فأما النَّيْزك فأعجميّ معرَّب، وقد تكلمت به العرب الفصحاء قديماً. قال الشاعر:

فيا مَن لقلـب لا يزال كـأنـه

 

من الوجدِ شَكَّتْهُ صدور النّيازكِ

وقال الراجز:

هزَّ إليها رَوْقَه المُصعْلَكا

هزَّ الغلام الديلمي النَّيْزَكا

إن كان لاقَى مثلَه فأشرَكا

والنُّزك من الرّجال: الذي يُسْمِع الرجالَ ويغتابهم. قال رؤبة:

فلا تَسَمّع قولَ دَسّاس نُزكْ

قال الأصمعي: النُّزَك: الذي يهمِز الناسَ ويلمِزهم.
والنَّكْز من قولهم: نَكَزَتْه الحيّةُ تنكُزه وتنكِزه، إذا ضربته بفيها ولم تنهشه. قال الراجز:

يا أيُّها الجاهلُ ذو التنزّي

لا تُوعِدَنّي حَيّةٌ بالنَّكْزِ

ولا امرؤ ذو جَدَل مِلزِّ

ونَكَزَ الدابّةَ بعَقِبه، إذا ضربها به ليستحثّها. وفلان بمَنْكَزَة من العيش، أي في ضِيق.

ز-ك-و

الزَّكْو: مصدر زكا يزكو زَكْواً وزُكُوُّا وزَكاءً، والزَّكاء والنَّماء والأتاء: ما يخرجه الله تعالى من الثمر.
والكُوز: معروف، عربيّ، اشتقاقه من كُزْتُ الشيءَ أكوزه كَوْزاً، إذا جمعتَه، وبنو كَوْز: بطن من العرب، وهم في بني أسد الذين يقول لهم النابغة:

رَهطُ ابنِ كُوز مُحْقِبي أدراعِهم

 

فيهم ورهطُ ربيعةَ بنِ حُـذارِ

وكُوز أيضاً في بني ضَبّة: كُوز بن كعب بن بَجالة بن ذهل بن بكر بن سعد بن ضبّة، منهم المسيَّب بن زُهير. وقد سمّت العرب مَكْوَزَة وكُوَيزاً.
والوَكز: الضرب بالكفّ وهي مجموعة، وكذلك فُسِّر في التْزيل، والله أعلم. ويقال: وَكَزَه يكِزه وَكْزاً.
ويقال: وكّز يوكّز توكيزاً، إذا عدا مسرعاً من فزع، زعموا، وليس بثَبْت.

ز-ك-ه

أُهملت إلا في قولهم: زَهَكَتِ الريحُ الترابَ، كما يقولون: سَهَكَتْه، يقولونه بالزاي، والسين أكثر.

ز-ك-ي

أُهملت.

باب الزاي واللام

مع ما بعدهما من الحروف

ز-ل-م

الزَّلَم والزُّلَم: القدح يُستقسم به، وكانت قداحاً يُحتكم بها في الجاهلية، فإذا أمرت ائتمروا لها، وإذا نهت انتهَوا، فحظر ذلك الإسلام. وجمع زُلَم أزلام. قال الراجز:

يقود أُولاها غُلامُ كالزُّلَمْ

ليس براعي إبِلٍ ولا غَنَمْ

وسمّى لبيد أظلاف البقرة الوحشية أزلاماً فقال:

حتى إذا انحسر الظّلامُ وأسْفَرَتْ

 

فغَدَتْ تَزِلُّ عن الثّرَى أزلامُها

ورجل مزلَّم: قليل اللحم نحيف الجسم، وكذلك فرس مزلَّم. ويُسمّى الدهر: الأزْلَم الجَذَع. وشاة زَلْماء مثل زَنْماء: لها زَلَمَتان وزَنَمَتان، وهما واحد. وزلَّمتُ القِدْحَ تزليماً، إذا ملَّسته. وقد سمّت العرب زُلَيْماً وزَلاّماً. والزَّمْل من قولهم: زَمَلْتُ الرجلَ على البعير وغيره فهو زَميل ومزمول، إذا أردفتَه أو عادلتَه. قال الراجز:

لن يُسْلِمَ ابنُ حُرَّةٍ زَمِيلَـهْ

حتى يموتَ أو يرى سبيلَهْ

وسمعت لجوف الرجل أزْمَلاً، إذا سمعت له همهمةً، وكذلك الحمار وغيره. وتزمَّل الرجلُ بثوبه تزمّلاً، إذا تغطّى به؛ وذكر أبو عُبيدة أن مجاز قوله تعالى: "يا أيُّها المُزَّمِّلُ" هو المتزمِّل، فأُدغمت التاء في الزاي فثقِّلت الميم، والمُزَّمِّل: المتلفِّف بثيابه. ورجل زُمَّل وزُمّال وزُمَّيْل، إذا كان ضعيفاً. والزّاملة: بعير يستظهر به الرجل يحمل عليه مَتاعه. والزِّمال: مشي فيه مَيَلٌ الى أحد الشِّقين. والإزْميل: شفرة الحَذّاء. قال الشاعر:

همُ مَنعوا الشيخَ المَنافيَّ بعدمـا

 

رأى حُمَةَ الإزميل فوق البَراجمِ

يعني بالمنافيّ أبا لهب. وقد سمّت العرب زاملاً وإزُمَيْلاً وزَوْمَلاً وزَمَلاً. وزَوْمَل: اسم امرأة. وقد قالوا أيضاً: رجل زُمَيْلَة، في معنى زُمَّيْل. ولَزِمْتُ الشيءَ ألزَمه لَزْماً ولزوماً، إذا لم تفارقه، ولازمتُه ملازمة ولِزاماً. ويقال: ليس هذا الأمر ضربةَ لازمٍ ولازبٍ، وقد قال بعض أهل اللغة: ليس اللُّزوب كاللّزوم؛ اللّزوب: تداخل الشيء بعضه في بعض، واللّزوم: المماسّة والملاصقة. واللِّزام: الفَيْصل؛ هكذا يقول أبو عبيدة في قوله جلّ وعزّ: "فسوف يكونُ لِزاماً"، قال: فيصلاً: كأنه عنده من الأضداد، واحتجّ بقول الشاعر:

لا زِلْتَ محتملاً عليّ ضغـينةً

 

حتى المماتِ تكون منك لِزاما

قال: فيصلاً. ورجل لُزَمَة لُذَمَة، إذا لزم الشيءَ ولم يفارقه. واللَّمْز من قولهم لَمَزْتُه بكذا وكذا، أي عِبته أو لقّبته؛ ومنه الهُمَزَة واللُّمَزَة، فُسِّر في التنزيل يلمِز الناس ويهمِزُهم، أي يقع فيهم وينال من أعراضهم. وأنشد أبو عُبيدة وذكر أنه المغتاب:

إذا لَقِيتُك عن شَحْطٍ تُكاشِرنـي

 

وإن تغيّبتُ كنتَ الهامزَ اللُّمَزَهْ

والمَلْز لغة في المَلْس؛ مَلَزَ عنّي ومَلَسَ، إذا خَنَسَ عنك، وقد قالوا: امَّلز وامّلس.

ز-ل-ن

يقال: طعام قليل النَّزَل وكثير النَّزَل، ولا يقال: النُّزْل. ويقال: نَزَلْتُ بموضع كذا وكذا نُزولاً، فهو مَنْزِل لي. وأنزلتُ الرجلَ في موضع كذا وكذا، فالموضع مُنْزَل. قال الشاعر:

ومَرّ على القَنان من نَـفَـيانـه

 

فأنزل منه العَصْمَ من كل مُنْزَلِ

ولا يكون النُّزول إلا من ارتفاع الى هبوط، وإنما قالوا: نزلتُ في موضع كذا وكذا، لأنه ينزل على دابّة أو يتجاوز مَنزلة الى مَنزلة أخرى. وأنزلَ الله عزّ وجلّ الكتابَ إنزالاً ونزّله تنزيلاً شيئاً بعد شيء. وجعلتُ للرجل نُزْلاً، أي ما يقيمه لنزوله من طعام وغيره. ونزلتُ بفلان نازلةُ سَوْءٍ، وهنّ نوازل الدهر. وأنزل الفحلُ ماءه إنزالاً. والنُّزالة: ما أنزله الفحل من مائه. وفلان من نُزالةِ سَوْءٍ، أي من فحلِ سَوْءٍ. واللَّزْن: الضّيق؛ ماء لَزْن ومَلزون، أي قليل.

ز-ل-و

رجل زَوْل وامرأة زَوْلَة، وهو الظريف الرَّكين، والجمع أزوال. وزال الشيءُ يزول زَوالاً. ويقال: أزلتُه عن المكان وزِلْتُه عنه، لغتان فصيحتان. قال الشاعر:

وبيضاءَ لا تَنْخاشُ منّا وأمُّها

 

إذا ما رأتنا زِيلَ منّا زَويلُها

يعني بَيض النعام. واللَّوز: عربي معروف.

ز-ل-ه

الزَّلّة: الواحدة من الزَّلَل. والزَّلَه: الزَّمع؛ زَلِهَ يزلَه زَلَهاً. والزَّهَل: امليلاس الشيء وبياضه؛ زَهِلَ يزهَل زَهَلاً، وقد أُميت هذا الفعل، ومنه اشتقاق الزُّهْلُول، وهو الأملس من كل شيء. واللَّهْز: مصدر لَهَزَ الفصيلُ أمَّه يلهَزها لَهْزاً، إذا مصَّ أخلافها مصّاً شديداً؛ ولَهَزَ خِلْفَها برأسه لَهْزاً، إذا حرّكه ودفعه. واللّهْز أيضاً: أن تلهَز الرجلَ بيدك تدفعها في صدره. واللِّهاز: مِيسم من مَياسم الإبل؛ بعير ملهوز. وقد سمّت العرب لاهزاً ولَهّازاً ومِلْهَزاً. والهَزْل: ضدّ الجِدّ؛ هَزَلَ يهزِل هَزْلاً. والهُزال: قلّة اللحم؛ يقال: هُزِلَ الرجل فهو مهزول، إذا قلّ لحمُه. وأهزلَ القومُ، إذا ضعفت ماشيتُهم فهم مُهْزِلون. وزمنُ الهُزال: زمن الضُّرّ، وكل ضُرٍّ هُزالٌ. قال الشاعر:

أمِنْ حَذَرِ الهُزال نَكَحْتِ عبداً

 

وعبدُ السَّوْء أدنى للهُـزالِ

والهَزيل: المضرور، وهو المهزول أيضاً. وإبل هَزْلَى وهُزالَى. قال الشاعر:

الى الله أشكو ما نرى بجيادنا

 

تَساوُكَ هَزْلَى مُخُّهُنّ قلـيلُ

التّساوك: الاضطراب في المشي من الضعف. وقد سمّت العرب هُزَيْلاً وهَزّالاً. والمَهازل: الجُدوب. وهَزّال: فَعّال من الهَزْل، وليس من الهُزال. وهُزَيْل كأنه تصغير هَزْل.

ز-ل-ي

أُهملت.

باب الزاي والميم

مع ما بعدهما من الحروف

ز-م-ن

زَمِنَ الرجلُ يزمَن زَمانةً، وهو عُدْمُ بعض أعضائه أو تعطيل قواه. والزَّمان: معروف، والجمع أزمِنَة وأزْمُن. وأزمنَ الشيءُ، إذا أتى عليه الزمانُ، فهو مُزْمِن؛ والزَّمَن في معنى الزَّمان. ويقول الرجل للرجل: لقيتُك ذات الزُّمَيْن؛ يريد بذلك تراخيَ المدّة. والزَّنَمَة: زَنَمَة الجدي والعنز، وهما المعلَّقتان تحت حنكه تنوسان. ورجل زَنيم: ذو علامةِ سَوْءٍ يُعرف بها. والزَّنيم: المُلصق بالقوم وليس معهم ولا منهم. وقد سمّت العرب زُنَيْماً وأزْنَم، وهو أبو بطن منهم. قال الشاعر:

ولو أنها عُصفورةٌ لحَسِبْتَها

 

مسوَّمةً تدعو عُبيداً وأزْنَما

عُبيد وأزْنَم: بطنان من بني يَربوع. والمُزْن، واحدها مُزْنَة، وهو اسم يجمع السحاب. ومُزَيْنَة: أم حيّ من العرب يُنسبون إليها. ومازن: أبو حيّ منهم. ويقال: المازن: بَيْض النمل. قال الشاعر:

وترى الذَّميمَ على مَناخرهم

 

غِبَّ الهِياج كمازِنِ الجَثْلِ

ويُروى: كمازن النَّمْلِ؛ ويُروى: على مَراسنهم؛ والذّميم: البَثْر؛ ويقال: الجَفْل، وهو نمل كبار. يصف بَثْراً قد خرج على الوجوه من حَرّ الشمس. ويقال: فلان يتمزّن على أصحابه، كأنه يتفضّل عليهم ويُظهر أكثر مما عنده. قال أبو بكر: فسألت أبا حاتم فقال: يتصحّت عليهم، ففسّره بأغربَ من الأول.

ز-م-و

المَوْز: ثمر معروف. والمَزْو: مصدر مزا يمزو مَزْواً، إذا تكبّر، زعموا. والوَزْم: جمعُك الشيءَ القليلَ الى مثله؛ ويقال: فلان يوزِّم نفسه، يجعل لها في كل يوم أكْلَة مثل الوَجبة والحِينة وما أشبهها. والوَزيم: ما يبقى في القِدر من مَرَق أو نحوه. قال الشاعر:

وتُبْقي للإماء من الوزيمِ

ويُروى: ويُترك. قال أبو حاتم: باقي المَرَق في القِدر يسمّى الثُّرْتُم، وأنشد:

لا تَحْسِبَنّ طِعانَ قيسٍ بالقَنـا

 

وضِرابَها بالبِيض حَسْوَ الثُّرْتُمِ

فقلت له: فما معنى قول الشاعر:

ويُترك للإماء من الوَزيمِ

فقال: ذلك باقي الفَحا، وهو الأبزار الذي يبقى أسافلَ القدور. وقال بعض أهل اللغة: الوزيمة: الخُوصة التي تُشَدّ بها باقة البقل، ولا أحسب هذا محفوظاً. وقالوا: الوَزيم: الصُّرّة من البقل، زعموا. وأنشد:

أتونا ثائرين فلم يؤوبوا

 

بأُبْلُمَةٍ يُشَدّ بها وَزيمُ

الأُبْلُمَة: خُوصة المُقْل. وقالوا: باقي كل شيء وَزيمٌ. والوَزيم: ما تجعله العُقاب في وَكرها من اللحم. قال الشاعر:

تَجْمَعُ في الوَكر وَزيماً كمـا

 

يَجمعُ ذو الوَفْضَةِ في المِزْوَدِ

الوَفْضَة: خريطة يتعلّقها الرجلُ يضع فيها ما يحتاج إليه، والجمع وِفاض. وقالوا: وَزَمَه بفيه يزِمه وَزْماً، إذا عضّه عضّاً خفيفاً، مثل بَزَمَه، وليس بثَبْت.

ز-م-ه

الزَّمَه: الحَرّ، من قولهم: زَمِهَ يومُنا وذَمِهَ، إذا اشتدّ حَرّه وسكنت ريحُه. والزَّهَم: باقي الشحم في الدابّة وغيرها. قال الشاعر:

القائدُ الخيلَ منكوبـاً دَوابِـرُهـا

 

منها الثّنونُ ومنها الزّاهقُ الزَّهِمُ

فالشَّنون: المهزول، والزاهق قريب منه. والزَّهِم: الذي فيه باقي طِرْق. والزُّهْم، زعموا: الشّحم نفسه؛ وقال قوم من أهل اللغة: لا يقال زُهْم إلا لشحم النّعامة أو لشحوم الخيل، وليس هذا بثَبْت. وزَهِمَتْ يدُه زَهَماً، إذا صار فيها رائحة الشحم. فأما هذا الزَّهم الذي يُتطيّب به، وهو الزَّباد، فلعله تشبيه بالشحم. وزُهام: اسم موضع، أحسبه. ومثل من أمثالهم: "في بطن زُهْمان زادُه". وزُهْمان: اسم كلب. والمَزْه: لغة للعرب في المَزْح، ويقولون: مَزَهَ، في معنى مَزَحَ، وينشدون:

للهِ دَرُّ الغانيات المُزَّهِ

يريد: المُزَّح. والهَزْم من قولهم: سمعت هَزْمَة الرعد، كأنه يتشقّق. وتهزّم السِّقاءُ، إذا يبس فتصدّع. والهَزْمَة: الغَمْزَة الداخلة في الموضع من الجسد، وكذلك هي في الأرض. وفي الحديث: "زَمْزَمٌ هَزْمَةُ جِبريلَ لإسمَعيل عليهما السلام"، وانهزام القوم: تصدّعهم وتفرّقهم، والمصدر الهَزْم. قال الشاعر:

وهم يومَ عُـكـاظٍ م

 

نَعوا الناسَ من الهَزْمِ

وقد سمّت العرب مِهْزَماً ومِهْزاماً وهزّاماً وهُزَمَ. وسحاب هزيم ومنهزم لما يُسمع فيه من هَزْمَة الرّعْد. وفرس أجَشُّ هزيم: يُسمع لصهيله هَزْمَة، وهو نعت محمود. وقد سمّت العرب أيضاً هَيْزَماً. فأما هَيْزَم فأحسبها لغة في الهَيْصَم، وهو الصلب الشديد. والمِهزام: لعبة للصبيان نحو الدَّسْتَبَنْد، زعموا. قال جرير في أم البَعيث:

كانت مجرَّبةً تَرُوزُ بكفِّهـا

 

كَمَرَ العبيدِ وتلعبُ المِهزاما

والمِهزام: خشبة يحرَّك بها الجمر. قال الراجز:

فَشامَ فيها مثلَ مِهزامِ الغَضا

وبنو الهُزَم: بطن من العرب من بني هلال بن عامر بن صعصعة. والهَمْزَة: النَّبْرَة، ومنه همز الكلام. ورجل هَمّاز: يهمِز الناس، أي يغمِز فيهم. وهَمَزَى: موضع، زعموا. وقد سمّت العرب هُمَيْزاً وهَمّازاً.

ز-م-ي

المَزْي، زعموا أنه الفضل؛ يقال: لفلانة مَزِيّة على فلان ومَزْيٌ، وستراه في المعتلّ إن شاء الله. والزِّيَم: المتفرّق؛ لحم زِيَم، أي متفرّق في الأعضاء. فأما قول الراجز:

هذا أوانُ الشَّدِّ فاشتدّي زِيَمْ

قد لَفّها الليلُ بسَوّاقٍ حُطَمْ

فزِيَم هاهنا: اسم فرس. ومِزْتُ الشيءَ أمِيزه، وميّزته تمييزاً، إذا فصلت بعضه عن بعض.

باب الزاي والنون

مع ما بعدهما من الحروف

ز-ن-و

الزُّنُوء، يُهمز ولا يُهمز، وهو الارتقاء في الجبل؛ زنا يزنو زُنُوّاً، وزَنأَ يزْنَأ زَنْأً. قال الراجز:

ولا تكوننّ كهِلَّوْفٍ وَكَلْ

يُصبح في مقعده قد انجدلْ

وارْقَ الى الخيرات زَنْأً في الجبلْ

والزُّون والزُّونة: بيت الأصنام الذي يتَّخذ ويزيَّن. والزُّونة كالزِّينة في بعض اللغات؛ يقال: هذه زُونة وزينة. وقال بعض أهل اللغة: الزُّونة هو الصنم بعينه. والنَّزْو: مصدر نزا ينزو نَزْواً ونُزاءً، وأصله الوثب، ثم كثر ذلك في كلامهم حتى قالوا: الفحلُ ينزو نَزْواً. والوَزْن أصله مِثقال، ومِثقال كل شيء وزنه، ثم كثر ذلك في كلامهم حتى قالوا: فلان راجح الوَزْن، إذا نسبوه الى رَجاحة الرأي وشدّة العقل. ويقال: وازنتُ فلاناً موازنةً ووِزاناً، إذا كافأته على فعل خير أو شرّ. قال الشاعر:

وأيُّ هُذيلٍ وهي ذاتُ طَوائفٍ

 

يوازِنُ من أعدائها ما نُوازِنُ

ويقال: فلان أوزن بني فلان، إذا كان راجحَهم وأوْجَهَهم قال الشاعر:

فإنْ أكُ معروقَ العظام فإنّنـي

 

إذا ما وَزَنْتُ القومَ بالقومِ وازِنُ

وحَضارِ والوَزْن: نجمان يطلُعان قبل سُهيل.

ز-ن-ه

النَّهْز: دفعُك الشيء بيدك؛ ثم قالوا: نَهَزْتُ الدّلو في البئر، إذا حرّكتها لتمتلئ، والفاعل ناهز، والدّلو منهوزة. وقالوا: ناهزَ الرجلُ الأربعين أو الخمسين، إذا داناها. وقد سمّت العرب ناهِزاً ومُناهِزاً ونُهَيْزاً. والنَّزَه: ظَلْفُ النّفس عن المَدانس؛ يقال: فلان نَزِهُ النفس ونازه النفس، والمصدر النّزاهة. وتنزّه القوم، إذا بعدوا من الرّيف الى البدو. فأما النُّزْهَة في كلام العامّة فإنها موضوعة في غير موضعها لأنهم يذهبون الى أن النُّزْهَة حضور الأرياف والمياه، وليس كذلك، وإنما يقال لحضور البساتين: الإرياف. والزِّنَة ناقصة، وإنما هي وِزْنَة فألقوا كسرة الواو على الزاي وقالوا: زِنَة كما قالوا: عِدَة.

ز-ن-ي

الزّين: معروف، وامرأة زائن، وزِنْتُه أزينه زَيْناً. قال الشاعر:

عطاؤك زَيْنٌ لامرئٍ إن حَبَوْتَه

 

بخيرٍ وما كلُّ العطـاء يَزِينُ

باب الزاي والواو

مع ما بعدهما من الحروف

ز-و-ه

الهُزْء مهموز وغير مهموز. والزَّهْو من قولهم: زُهِيَ الرجلُ فهو مَزْهُوّ، إذا تكبّر. والزَّهْو: احمرار ثمر النخل واصفراره. وفي الحديث: "لا تباع الثمرةُ حتى يستبينَ زَهْوُها". قال أبو زيد: زها النخلُ وأزهى، وأبى الأصمعي إلاّ زها البُسْرُ، ولم يعرف أزهى. والزَّهْو: الباطل والتزيّد في الكلام. قال ابن أحمر، وهو أحد عُوران قيس:

ولا تقولَنّ زَهْواً ما تـخـبّـرنـي

 

لم يتركِ الشّيْبُ لي زَهْواً ولا العَوَرُ

والوَهْز: الوطء الشديد والدفع؛ يقال: وهزه بيده أو رجله يهِزه وَهْزاً، إذا دفعه بها. والوَهْز: الرجل القصير. والتوهُّز: التوثُّب. قال الراجز:

ناكَ أبو الكلبة أمَّ الأغلبْ

فهي على فَيْشَتِه توَثّبْ

توهُّزَ الفهدة إثْرَ الأرنبْ

ويقال: هوّز فلانٌ تهويزاً وفوّز تفويزاً، إذا مات. ويقال: ما أدري أيُّ الهُوز هو، أي أيُّ الناس هو.

ز-و-ي

لها مواضع في المعتلّ تراها إن شاء الله، وأُهملت الزاي والهاء والياء.
انقضى حرف الزاي.

حرف السين في الثلاثي الصحيح

باب السين والشين

مع ما بعدهما من الحروف

س-ش-ص

أُهملت وكذلك حالهما مع الضاد والطاء والظاء.

س-ش-ع

الشِّسْع: معروف؛ شسعتُ النعلَ شَسْعاً، وأشسعتُها إشساعاً، وشسّعتُها تشسيعاً، ثلاث لغات فصيحة. وشَسَعَتِ الدارُ شُسوعاً، إذا بعُدت، وكل بعيدٍ شاسعٌ. والشّسَع، ذكر أبو مالك أنه يقال: شَسِعَ الفرس شَسَعاً، إذا كان بين ثنيّتيه ورَباعِيَتيه انفراج كالفلَج في الأسنان.

س-ش-غ

أُهملت.

س-ش-ف

شَسَفَ الفرسُ يشسِف شُسوفاً وشَسَبَ وشَزَبَ شُزوباً وشُسوباً، إذا يبس جلدُه على لحمه من الضُّمْر. قال أبو بكر: الشُّزَّب والشوازب من ذلك.

س-ش-ق

أُهملت.

س-ش-ك

الشَّكَس: العَسَر وسوء الخُلق؛ شَكِسَ يشكَس شَكَساً فهو شَكِسٌ وشاكسٌ. وتشاكس القومُ، إذا تعاسروا في بيع أو شراد، ثم كثر ذلك حتى سُمّي البخيل شَكِساً. وفي كلام لبعضهم يصف رجلاً: شَكِسٌ ضَبِسٌ ألَدُّ مِلْحَسٌ، إن سُئل أرَزَ وإن أُعطي انتهز؛ الضَّبِسَ: الشديد، وقالوا البخيل، وهو المتشدد في أمره؛ والمِلْحس: الحريص؛ أرَزَ: تقبّض؛ وانتهز: أخذ بسرعة.

س-ش-ل

أُهملت.

س-ش-م

الشّمْس: معروفة، وتُجمع شُموساً. قال الراجز:

كأنّ شَمْساً نزَلَتْ شُموسا

دروعنَا والبَيْضَ والتُّروسا

وقد سمّت العرب عبد شَمْس، فذكر ابن الكلبي أن من سُمّي عبد شمس: سَبَأ بن يَشْجُب بن يَعْرُب، وذكر أن شمساً صنم قديم، ولم يَسُقْ هذا الخبرَ غيرُه من أصحاب الأخبار. وقال قوم: شَمْس: عين ماء معروفة. وقد سمّت العرب عَبْشَمْس، وهي قبيلة من بني تميم، والنّسب إليهم عَبْشَميّ. قال الشاعر:

إذا ما رأت شَمْساً عَبُ الشّمْسِ شمّرَتْ

 

الى رَمْلِها والجارمـيُّ عَـمـيدُهـا

وشَمِسَ الفرسُ شِماساً فهو شَموس؛ وبه سُمّي الرجل شَمّاساً، فأما شَمّاس النّصارى فليس بعربي محض، ويُجمع على شَمامِسة. وقد سمّت العرب شُمْساً، وهو أبو قبيلة، واشتقاقه من الشِّماس. وسمّت العرب شُمَيْساً وشَميساً وشَمْساً. ويقال: شَمِسَ يومُنا يَشْمَس وأشمسَ يُشْمِس، إذا اشتدت شمسُه. قال الشاعر:

فلو كان فينا إذ لحِقْنـا بُـلالةٌ

 

وفيهنّ واليومُ العَبُوريُّ شامِسُ

وبنو الشَّموس: بطن من العرب. وعَين شَمْس: موضع. والشّمْسَة: ضرب من المَشط كان بعض نساء الجاهلية يمتشطنه.

س-ش-ن

النّشْس: لغة في النّشْز، وهو الغِلَظ من الأرض. وقد قالوا: امرأة ناشِس وناشِص وناشِز، سواء.

س-ش-و

الشّوَس: مصدر شَوِسَ يشوَس شَوَساً، إذا صغّر عينيه للنظر وضمّ أجفانه، وقال قوم: بل الشَّوَس أن ينظر بأحد شِقَّي عينيه تغيُّظاً؛ رجل أشْوَسُ وامرأة شَوْساءُ من قوم شُوس. قال الشاعر:

أمّي شآميَةً إذ لا عِراقَ لنا

 

قوماً نودُّهُمُ إذ قومُنا شُوسُ

وقال الآخر:

أتنسى بَلائي يا أُبَـيُّ بـنَ مـالـكٍ

 

غداةَ الرسولُ مُعْرِضٌ عنك أشْوَسُ

س-ش-ه

أُهملت وكذلك حالهما مع الياء.

باب السين والصاد

أُهملت مع سائر الحروف.

باب السين والضاد

مع ما بعدهما من الحروف

ش-ض-ط

أُهملت وكذلك حالهما مع الظاء.

س-ض-ع

الضَّعس: فعل ممات، اشتُقّ منه رجل ضَعْوَس، وهو الحريص النَّهِم.

س-ض-غ

الغَضَس: نبت، ذكر أبو مالك أن أهل اليمن يسمّون الحبّة التي يسمّيها الناس الكَرَوْياء: الغَضَس، وليس بثَبْت. وأهل اليمن يسمّون الكرَوياء التِّقْرِدَة، وأحسب أن أهل الحجاز يسمّون الكَرَوْياء التِقْرِدَة أيضاً، أو بعضهم.

س-ض-ف

الضَّفْس مثل الضَّفْز سواء؛ ضَفَسْتُ البعيرَ وضفزتُه، إذا جمعت له ضِغْثاً من خَلًى فلقمته إياه. قال أبو بكر: الخَلَي، مقصور غير مهموز، وأنشد:

وجمّعتُ ضِغْثاً من خَلًى متطيَّبِ

س-ض-ق

أُهملت وكذلك حالهما مع الكاف واللام.

س-ض-م

الضَّمْس: المَضْغ، ولا يكون إلا خفيّاً؛ ضَمَسَه يضمِسه ضَمْساً فهو ضامس والشيء مضموس.

س-ض-ن

أُهملت وكذلك حالهما مع الواو.

س-ض-ه

الضَّهْس: العضّ بمقدَّم الفم؛ ضَهَسه يضهَسه ضَهْساً، وفي كلام بعضهم إذا دعوا على الرجل: لا تأكلْ إلا ضاهساً، ولا تشربْ إلاّ قارساً؛ دعاء عليه، يريدون أنه لا يأكل ما يتكلّف مضغَه إنما يأكل الشيء النَّزْر القليل من نبات الأرض فهو يأكله بمقدَّم فيه، والقارس: البارد، يريدون أنه لا يشرب إلا الماء القَراح لا لبنَ له. ودعاء لهم أيضاً: شربتَ قارساً وحلبتَ جالساً، يُدعى عليه أن يشرب الماءَ الباردَ القَراحَ ويحلُب الغنمَ ويَعْدَم الإبل.

س-ض-ي

أُهملت.

باب السين والطاء

مع ما بعدهما من الحروف

س-ط-ظ

أُهملت.

س-ط-ع

سطَعَ النورُ وغيرُه يسطَع سُطوعاً وسَطْعاً، إذا انتشر، ثم كثر ذلك حتى قالوا: سَطَعَتْ رائحةُ الطِّيب. والسَّطْع: ضربُك بيدك على يدك أو على يدِ آخرَ؛ يقال: سَطَعَ الرجلُ بيديه، إذا صفّق بهما. وكل منتشرٍ ساطعٌ من نور أو طِيب. ورجل أسْطَعُ وامرأة سَطْعاءُ، وهو طول العُنق؛ سَطِعَ يسطَع سَطَعاً، وكذلك جمل أسْطَعُ وناقة سَطْعاءُ أيضاً. والسِّطاع: أطول عُمُد الخِباء، والجميع سُطُع. والسّطيع: الصُّبح. والسَّعْط: مصدر سَعَطْتُ الإنسانَ أسعُطه وأسعَطه - والضمّ أعلى وأكثر - سَعْطاً. والمُسْعُط: الذي يُسعط ب، وهو أحد ما جاء مضمومَ الأول مما يُستعمل باليد. والسَّعوط: كل شيء صببته في الأنف من دواء أو غيره. والطَّعْس: كلمة يُكنى بها عن النِّكاح، أحسب الخليل قد ذكرها. وتُقلب فيقال: الطّسْع، وربما قلبت السين زاياً فقيل: الطَّعْز. والعَسْط: كلمة مماتة، منها اشتقاق العَسَطُوس، وهو ضرب من الشّجر. قال الشاعر:

على أمرِ مُنْقَدِّ العِفاء كـأنـه

 

عصا عَسَطُوسٍ لِينُها واعتدالُها

وهذا يجيء في باب فَعَلُول. وأحسب أن عَيْسَطان موضع، وقد جاء في الشعر الفصيح. قال الشاعر:

وقد وَرَدَتْ من عَيْسَطانَ جُمَـيْمَةً

 

كماء السَّلَى يَزْوي الوجوهَ شَرابُها

جُميمة: تصغير جُمّة، وهو الماء المجتمع. والعَطْس: مصدر عَطَسَ يعطِس ويعطُس عَطْساً، والاسم العُطاس؛ وكانت العرب تتشاءم بالعُطاس. قال الشاعر:

وخَرْقٍ إذا وجَّهتَ فـيه لـغـزوةٍ

 

مضيتَ ولم تحبِسْكَ عنه العَواطسُ

ويُروى: الكَوادس، وكلاهما واحد؛ يقال: عَطَسَ وكَدَس. ومن ذلك قول الآخر:

وقد أغتدي قبل العُطاسِ بهَيْكَلٍ

يريد أنه يبكّر قبل أن يسمع العُطاس فيتفاءل به. والمَعْطِس: الأنف، والجمع المَعاطس.

س-ط-غ

الغَطْس من قولهم: ليل أغْطَسُ وغاطسٌ، وهو المظلم، مثل غاطش سواء.

س-ط-ف

السّفَط: عربي معروف؛ أخبرني أبو حاتم عن الأصمعي، أحسبه عن يونس، وأخبرني يزيد بن عمرو الغَنَوي عن رجاله قال: مرّ أعرابيّ بالنبي صلى الله عليه وآله وسلّم وهو يُدفن فقال:

ألا جعلتم رسولَ الله في سَفَطٍ

 

من الألُوَّة أصْدَى مُلْبَساً ذَهَبا

والسُّفاطة: مَتاع البيت نحو الأثاث. ويقال لقشر السّمكة: السَّفَط. والطَّفَس: الدّرَن يصيب الثوب وغيره، ثم كثر ذلك حتى صار كل دنس طَفَساً، والمصدر الطَّفَس والطَّفاسة. والفَسْط ممات، ومنه اشتقاق الفَسِيط، وهو قُلامة الظفر. قال الشاعر:

كأنّ ابنَ ليلتها جانـحـاً

 

فَسيطٌ بدا لك من خِنْصِرِ

ويُروى: لدى الأُفقِ من خنصرِ؛ يعني بذلك هلالاً بدا في الجَدْب والسماءُ مغبرَّة، فكأنه من وراء الغُبار قُلامة ظُفْرِ خِنْصِرٍ. والفَطَس في الأنف: انفراشه في الوجه؛ فطِسَ يفطَس فَطَساً، والذكر أفْطَسُ والأنثى فَطْساءُ. والفَطْسَة: خرَزَة من خَرَز الأعراب التي تزعم النساء أنهن يؤخِّذن بها الرجال. والفَطْس: حَبّ الآس، زعموا، جاء به الخليل. وأما الفِطِّيس فليس بعربي محض، إمّا رومية وإما سريانية، إلا أنهم قالوا: فِطِّيسة الخِنزير، يريدون أنفه وما والاه. ويقال: فَطَسَ الرجلُ، إذا مات.

س-ط-ق

سَقَطَ الشيءُ سُقوطاً، وأسقطتِ المرأةُ إسقاطاً، وأصله من السّقوط. وسِقْط الرَّملة وسَقْطها وسُقْطها ومَسْقِطها واحد، وهو معظمها. وسِقْط الزَّند: ما خرج منه من النار قبل أن يشتعل. والسَّقيط: الجليد الذي يسقط من السماء على الأرض. ورجل ساقط: من سَفِلَة الناس. وسُقاطة كل شيء: رُذاله. وسِقاط النخل: ما سقط من تمره. ومَسْقِط الطائر: موقعه، والجمع مَساقط، ومَسْقَطه: جناحه، وكذلك سِقْطاه أيضاً. وسيف سَقّاط: يسقط وراء ضريبته، أي يقطعها حتى يجوزها الى الأرض. ومَساقط الطير: مَواقعها. ومثل من أمثالهم: "سَقَطَ العشاءُ به على سِرْحان"، وسِرحان: رجل من الخُرّاب، وله حديث. ورجل قليل السِّقاط، أي قليل الخطأ والزلل. قال الشاعر:

كيف تَرْجُون سِقاطي بعدما

 

جلّل الرأسَ مَشيبٌ وصَلَعْ

والقِسْط: العَدْل؛ رجل مُقْسِط، أي عادل. والقِسْط: الجَوْر؛ رجل قاسط، أي جائر، وكذا فُسِّر في التنزيل قوله جلّ وعزّ: "إنّ الله يُحِبُّ المُقْسِطين"، يعني العادلين. وقال جلّ اسمُه في موضع آخر: "وأما القاسِطونَ فكانوا لجهنَّمَ حَطَباً"، يعني الجائرين. وقد سمّت العرب قاسطاً، وهو أبو قبيلة، وقُسَيْطاً. فأما القِسطاس والقُسْطاس والقُسْطان فهو الميزان بالرومية، والله أعلم، إلا أن العرب قد تكلّمت به وجاء في التنزيل. والقُسْط الذي يُتبخّر به: عربي معروف. وناقة قَسْطاءُ وجمل أقْسَطُ، إذا كان في عصب قوائمه يُبْسٌ.

س-ط-ك

أُهملت.

س-ط-ل

السَّطْل والسّيْطَل أعجميان وقد تكلّمت بهما العرب. قال الطِّرِمّاح:

حُبِسَت صُهارتُه فظلّ عُثانُه

 

في سَيْطَلٍ كُفئتْ له يتردَّدُ

يعني الدُّخان. قال أبو بكر: معنى هذا البيت أن المرأة تأخذ السّراج فتجعل فيه فتيلةً ودُهناً أو زُبداً ثم تَكُبُّ السّطلَ عليه وتأخذ ذلك الدخان فتُشْرِبه أسنانَها وتَشِمُ به يدَها. والسّيطَل شبيه بالطّسْت، وهو السّطْل، وليس بالسّطْل المعروف. والسّلْط منه بناء قولهم: لسان سَليط بيِّن السّلاطة والسُّلوطة. وقد سمّت العرب سَليطاً، وهو أبو بطن منهم. قال الراجز:

لا تَحْسِبَنّي عن سَليطٍ غافلا

إني سأُهدي لهمُ مَساحـلا

ويقال: امرأة سِلِطّانة، إذا كانت طويلة اللسان كثيرة الصَّخَب. والسُّلطان: معروف، يذكَّر ويؤنَّث، والتأنيث أعلى. والسّليط للذكر مدح وللأنثى ذمّ؛ يقال: امرأة سَليطة: كثيرة الشرّ والصّخب، ورجل سليط اللسان: فصيحه، والمصدر فيهما السّلاطة. وسُلطان كل شيء: حِدّته وسَطوته، ومنه اشتقاق السُّلطان، وسُلطان الدّم: تبيُّغه. وسُلطان النار: التهابها. والسّليط بلغة أهل اليمن: الزيت، وبلغة من سواهم من العرب: دُهن السِّمْسِم. وفلان مسلَّط على بني فلان، إذا كان متأمِّراً عليهم. وللسُّلطان في التنزيل مواضع؛ قال أبو عُبيدة في قوله جلّ وعزّ: "بسُلطانٍ مُبينٍ"، أي حُجّة، والله أعلم. والطُّلْسة: كُدْرة في غُبرة، والذّئب أطْلَسُ، وكذلك لون كل شيء يشبهه؛ طَلِسَ يطلَس طَلَساً. والطِّلْس: الكتاب الممحوّ، وقال بعضهم: الطِّلْس والطِّرْس سواء؛ طَلَسْتُ الكتابَ، إذا محوتَ ما فيه طَلْساً، وطلّسته تطليساً. والطّيْلَسان: معروف، بفتح اللام وكسرها، والفتح أعلى، والجمع طَيالس. والطّسْل منه بناء طيْسَلَة، وهو اسم. وأنشد:

تهزأ مني أختُ آل طَيْسَلَهْ

قالت أراه مُمْلِقاً لا شيءَ لَهْ

والطّسْل: الماء الجاري على وجه الأرض، ولا يكون إلا قليلاً. ويقال لضوء السّراب أيضاً: طَسْل. واللّطْس: ضربُك الحجرَ بحجر أو معْوَل. والمِلطاس: المِعْوَل الغليظ الذي تُكسر به الحجارة، ويقال: مِلْطَس أيضاً. وحجر لَطّاس، إذا رميتَ به الحجارة فكسرها. وجمع مِلطاس مَلاطس. وسُمّي حافر الفرس إذا كان وَقاحاً: مِلْطَساً، وربما سُمّي خُفّ البعير بذلك أيضاً. قال امرؤ القيس:

يَلُتُّ الحَصَى لَتّاً بسُمْرٍ مَلاطسٍ

 

شديداتِ عَقْدٍ ليّنـاتٍ مِـتـانِ

ويُروى: ليّناتِ مَثاني، يعني ليّنة العَصَب؛ وقوله: يَلُتُّ الحصى كما يُلَتّ السّويق؛ وقوله: بسُمرٍ، يعني: حوافر سُمْراً، وهو أصلبُ لها.

س-ط-م

السَّطْم والسِّطام: حدّ السيف وغيره. وفي الحديث: "العربُ سِطامُ الناس"، أي حدُّهم. وأُسْطُمّة القوم: مجتمعهم. وأُسْطُمّة البحر: معظم مائه، ويُجمع على أساطم. والسِّمْط: قِلادة أطول من المِخنفة، والجمع سُموط. ونعلٌ أسماطٌ، إذا كانت غير مُطْرَقَ؛ وكذلك سَراويل أسماطٌ، إذا كانت غيرَ مبطَّنة. وسمّط الفارسُ درعَه وغيرَها، إذا ألقاها على عَجُز فرسه أو علّقها بسَرجه. وسَمَطْتُ الجديَ سَمْطاً، إذا كشطت ما عليه من الشّعَر. وسِماط القوم: صفّهم. ويقال: خذ حقَّك مسمَّطاً، أي سهلاً. ولبن سامط، إذا نشّمت فيه الحموضة. وقد سمّت العرب سِمْطاً وسُمَيْطاً. والطّمْس: طمسُك الأثر وغيرَه، مثل المحو؛ وكل شيء غطّيته فقد طمسته، ومنه قولهم: طَمَسَ الله عينَه. وطريق طامس وطاسم، أي دارس قد دثرت أعلامُه؛ ورَبع طامس من أرْبُع طِماس. والطّمْس: بُعد النظر؛ طَمَسَ بعينه، إذا نظر نظراً بعيداً. وطَسْم: أمّة قديمة من العرب العاربة درجوا إلا بقايا في القبائل. والمَسْط: مصدر مَسَطْتُ الثوبَ أمسُطه مَسْطاً، إذا بللته ثم خرطته بيدك لتُخرج ماءه، وكذلك المَصير إذا استخرجت ما فيه فأجريته بين أصابعك. ومَسَطَ الرجلُ الناقةَ مَسطاً، إذا أدخل يده في رَحِمها فاستخرج ما هناك من القَذى، والذي يخرج منها: المَسيطة. وماسط: ضرب من النبت تسلح الإبل إذا أكلته. قال جرير:

يا سَلْحَ حامضةٍ تروَّحَ أهلُها

 

عن ماسطٍ وتندّتِ القُلاّهـا

والمَطْس: الضرب باليد كاللطم؛ مَطَسَ يمطُس مطْساً.

س-ط-ن

السّطْن: منه اشتقاق جمل أُسْطُوان، إذا كان مرتفعاً طويل العنق. قال الراجز:

جرّبَن منّي أُسْطُواناً أعْنَقا

يَعْدِلُ هَدْلاءَ بشِدْقٍ أشْدَقا

ومنه اشتقاق الأُسْطُوانة. والسّاطن: الخبيث؛ هكذا قال أبو مالك ولم يعرفه سائر أصحابنا. والسّنْط: أصل بناء السَّنوط والسِّناط، وهو الذي لا لحيةَ له، والجمع سُنُط، وربما جُمع على أسناط. والنَّسْط: شبيه بالمَسْط أو هو بعينه. والنّطْس: أصل بناء النِّطّيس، وهو الحاذق بصناعته المبالغ في عمله، وبذلك سُمّي الطبيب نِطِّيساً ونِطاسِيّاً. قال الشاعر:

بصير بما أعيا النِّطاسيَّ حِذْيَما

وقال الآخر:

إذا مسّها الآسي النِّطاسيُّ أُرْعِشت

 

أناملُ آسِيها وجاشت هُزومُـهـا

الهُزوم هاهنا: الغَمْز، أي لها صوت، وإنما يريد شجّة أو جراحة شديدة. والتنطُّس: المبالغة في الشيء يعمله الإنسان. وفي حديث عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: لولا التنطُّس ما باليتُ ألاّ أغسل يدي.

س-ط-و

السّطْو: مصدر سطا يسطو سَطْواً، والاسم السَّطْوَة. وسطا الفحلُ، إذا صال. وسطا الماءُ، إذا كثر. وسَطا الرجلُ على الناقة، إذا أدخل يده في حَيائها فاستخرج ماء الفحل منها، والمصدر السَّطْو والسُّطُوّ. وفرس ساطٍ، إذا رفع ذنبه في حُضْره، وهو محمود. قال الراجز:

حتى كأنّ يدَ ساطٍ ذَنَبُهْ

والسّوط: مصدر سُطْتُ الشيء أسوطه سَوْطاً، إذا خلطت شيئين في إناء ثم ضربتهما بيدك حتى يختلطا؛ وبه سُمّي السّوْط الذي يُضرب به لأنه يَسوط اللحم بالدم. والطّوْس: فعل ممات، ومنه اشتقاق الطاؤوس، وهو دخيل. وذكر الأصمعي أن العرب تقول: تطوّست المرأةُ والجارية، إذا تزيّنت. وطَواس: موضع، زعموا. وطَواس: اسم ليلة من ليالي المُحاق، وليس هو عن الأصمعي. وطُسْتُ الشيءَ أطوسه طَوْساً، إذا وطئته وكسرته. والوَسْط: وَسْط كل شيء ووَسَطه. وفلان من واسطة قومه، أي من أعيانهم، أُخذ من واسطة القِلادة لأنه يُجعل فيها أنفس الخَرَز. والوسيط من الناس: الخَيِّر منهم. وفُسِّر في التنزيل قوله جلّ وعزّ: "قال أوْسَطُهُم"، أي خيرهم، والله أعلم. وواسط: موضع بنجد، وبالجزيرة أيضاً واسط، وإياه عنى الأخطل بقوله:

عفا واسطٌ من آل رَضْوى فنَبْتَلُ

 

فمجتمَع الحُرَّيْنِ فالصّبرُ أجْمَلُ

قال أبو حاتم: واسط التي بنجد والتي بالجزيرة تُصرف ولا تُصرف، فأما واسط هذا البلد المعروف فمذكّر لأنهم أرادوا بلداً واسطاً، فو مصروف على كل حال. والوَطْس: الوطء الشديد. وأوطاس: موضع. والوَطيس: حفيرة تُحفر ويُختبز فيه ويُشتوى، والجمع وُطُس وأوْطِسَة. وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم يومَ حُنين لمّا ثاب المسلمون بعد الجولة: "الآنَ حَمِيَ الوطيسُ"؛ قال أبو بكر: وهذه الكلمة لم تُسمع إلا منه صلى الله عليه وآله وسلّم.

س-ط-ه

الهَطْس: هَطَسْتُ الشيءَ أهطِسه، إذا كسرته، وليس بثَبْت.

س-ط-ي

استُعمل من وجوهها: الطَّيْس، وهو العدد الكثير، والماء الكثير. قال الراجز:

عَدَدْتُ قومي كعديد الطّيْسِ

إذا ذهبَ القومُ الكرامُ ليسي

قال أبو بكر: أراد بقوله: ليسي: ليس غيري. والطّسْء: مصدر طَسِئَ يطسَأ طَسْأً وطَساءً، وطَسِيَ يَطْسَى طَسًى لمن خفّف الهمز، إذا شرب اللبن حتى يخثِّره وتأباه نفسه؛ قال أبو بكر: التخثُّر: الإكثار من اللبن. والاسم الطَّسْء لمن همز، في وزن الطّسْع، والطّسأَ أيضاً، مهموز مقصور. وقال قوم: طسئت نفسُه عن الدّسَم، ولا يقال في اللبن.

باب السين والظاء

أُهملتا مع سائر الحروف.

باب السين والعين

مع ما بعدهما من الحروف

س-ع-غ

أُهملت.

س-ع-ف

السَّعَف: سَعَف النخل، متحرّك العين، الواحدة سَعَفَة. والسّعَف: داء يصيب الإبل في رؤوسها تُخَصّ به الإناث دون الذكور؛ ناقة سَعْفاءُ. وبه سُمّيت السّعْفاء بنت عمرو بن تميم. والسّعْفَة، بتسكين العين: قروح تخرج في الرأس؛ سُعِفَ الرجلُ فهو مسعوف، إذا أصابه ذلك. وأسعفتُ الرجلَ بحاجته إسعافاً، إذا قضيتَها له؛ وأسعفتُه أيضاً، إذا أعنتَه على أمره. وبنو السّعْفاء: قبيلة من العرب. والسّفْع أصله أخذك بناصية الفرس لتركبه أو تلجمه، ثم صار كل آخذ بناصية أو غيرها سافعاً. وكان بعض الحكّام يقول: يا غلامُ اسفَعا بيده؛ قال أبو بكر: هذه لغة فصيحة. قال الشاعر:

فإن تزجراني يا ابنَ عفّانَ أنزجِرْ

ويقال: سَفَعَتْه النارُ تسفَعه سَفْعاً، إذا لفحته. وبنو السّفْعاء: قبيلة من العرب، فأما السّفْعاء فهي أمّ لبعضهم لا يُنسب إليها. ورجل به سَفْعَة من الشّيطان، أي مسٌّ. وقد سمّت العرب مُسافِعاً وسُفَيْعاً. والعَفْس أصله دَلْكُ الأديم في الدِّباغ؛ عَفَسْتُ الأديمَ أعفِسه عَفْساً، إذا دلكته بيديك، ثم كثر ذلك حتى قالوا: تعافس القومُ، إذا اعتلجوا في صراع أو نحوه. وعافسَ الرجلُ أهلَه معافسة وعِفاساً، وهو شبيه بالمعالجة. والعِفاس: اسم ناقة. قال الشاعر:

فأوْلِعْ بالعفاسِ بني نُعيرٍ

 

كما أولعتَ بالدَّبَر الغُرابا

والعَفْس: مَبيت الدابّة على غير علف. قال الراجز:

كأنه من طول جَذْعِ العَفْسِ

ورَمَلانِ الخِمْسِ بعد الخِمْسِ

والعَسْف أصله خبطُكَ الطريقَ على غير هداية، ثم كثر حتى قيل: عَسَفَ فلانٌ فلاناً، إذا ظلمه؛ وعسَفَ السلطانُ واعتسفَ من ذلك. وعسَفَ البعيرُ يعسِف عَسْفاً، إذا نَزَت حَنجرتُه عند الموت، وأكثر ما يعرو ذلك المُغِدَّ، فهو عاسف. والعَسيف: الأجير. وفي الحديث: "لا تقتلوا عَسيفاً ولا أسيفاً"، فسّروا الأسيف: الشيخ الفاني، وقالوا: الأسيف: العبد. وعُسْفان: موضع.

س-ع-ق

السّقْع والصّقْع، بالسين والصاد، وهو ضربُك الشيءَ بالشيء، ولا يكون إلا الشيء الصّلب بمثله؛ سقعتُه سَقْعاً وصقعته صَقْعاً، والصاد أعلى. والعَقْس فعل ممات، ومنه اشتقاق عَوْقَس، وهو ضرب من النبت؛ قال ذلك أبو الخطّاب، وليس بثَبْت. والعِسْق: العُرْجون، لغة صحيحة، جاء بها الخليل. والقَعَس، رجل أقْعَسُ وامرأة قَعْساءُ، وهو دخول العُنق في الصدر. وتقاعس الرجلُ تقاعساً واقعنسس اقعنساساً. قال الراجز:

بئسَ مَقامُ الشيخ أمْرِسْ أمْرِسْ

إما على قَعْوٍ وإما اقعَنْسِسْ

قوله أمْرِسْ أمْرِسْ، أي رُدّ حبلَ الدّلو الى موضعه إذا زال الحبلُ عن المَحالة، وهي البكرة الكبيرة؛ والقَعْو: الحديدة التي تدور عليها المَحالة. فأما قولهم عزّة قَعْساءُ فهي الثابتة التي لا تزول. قال الراجز:

وعِزّةٌ قَعْساءُ لن تُناصا

وقُعَيْس: اسم، وهو الذي يُضرب به المثل فيقال: "أهونُ من قُعَيْس على عمّته"؛ قال ابن الكلبي: هو من بني حِمّان ثم من بني سعد بن زيد مَناة جاءت به عمّته وهو طفل الى تاجر من بني سعد بن زيد بن مَناة جاءت به عمّته وهو طفل الى تاجر فرهنته عنده فبقي في يد التاجر الى أن كبر فضُرب به المثل. وبنو مُقاعِس: بطن من بني سعد؛ قال ابن الكلبي: سُمّي مُقاعِساً لأنه تقاعس عن حِلْف كان بين قومه، واسمه الحارث؛ وقال أبو عبيدة: وإنما سُمّي مُقاعِساً يومَ الكُلاب لأنهم لما التقوا هم وبنو الحارث بن كعب تنادى أولئك: يا لَلحارث، وتنادى هؤلاء: يا لَلحارث، فاشتبه الشِّعاران فقالوا: يا لَمُقاعِس. وقُعَيْسيس: اسم. وقَعْسان: موضع. والقَعْس: التراب المُنتن؛ ذكر ذلك أبو زيد وأبو مالك.

س-ع-ك

السَّكْع من قولهم: خرج فلان فلا يُدرى أين سَكَعَ، أي أين وقع والى أين صار. وفلان يتسكّع في أمره، إذا لم يهتدِ لوجهته. والعَكْس: قلبُك الشيءَ نحو الكلام وغيره؛ عَكَسْتُ كلامي أعكِسه عَكْساً، إذا قلبته؛ وعكستُ البعيرَ عَكْساً، إذا عقلت يديه بحبل ثم رددت الحبل من تحت بطنه فشددته بحَقْوه، والبعير معكوس. والعَكيس: لبن تُخلط به إهالة ويُشرب. والعَسَك: مصدر عَسِكْتُ بالرجل أعسَك به عَسَكاً، إذا لزمته ولم تفارقه. والكَسْع: ضربُك دُبُرَ الرجل بصدر قدمك؛ كسعتهُ أكسَعه كَسْعاً. والكَسَع: بياض في ذنب الطائر، فالذكر أكْسَعُ والأنثى كَسْعاءُ. والكُسْعَة: الريشة البيضاء في ذنب الطائر. والكُسْعَة التي في الحديث: "ليس في الكُسْعَة صَدَقَة" فُسِّر أنها الحمير السائمة. وبنو كُسَع: بطن زعموا أنه من حِمير، ومنه الكُسَعيّ المضروب به المثل. والكَسْع: أن يضرب الحالبُ أخلافَ الناقة بالماء البارد إذا خاف عليها الجَدْب من العام المقبل ليترادّ اللبن في ظهرها. قال الحارث:

لا تَكْسَعِ الشّوْلَ بأغبارها

 

إنك لا تدري مَن النّاتجُ

يقول: لا تدعْ فيها شيئاً من اللبن فإنك لا تدري الي من تصير في العام المقبل؛ والغُبَّر: بقية اللبن في الضَّرع.

س-ع-ل

السَّعْل يمكن أن يكون مصدر السُّعال وإن لم يُتكلّم به، ولكنهم قالوا: به سَعْلَة، يريدون السُّعال، ثم كثر ذلك حتى قالوا: رماه فسعل الدمَ، أي ألقاه من صدره. قال الشاعر:

فتَآيا بطَريرٍ مُـرْهَـفٍ

 

جُفْرَةَ المَحْزِم منه فسَعَلْ

قوله: تَآيا، مثل تَعايا، أي تعمّد؛ والطَّرير: الرُّمح هاهنا؛ وجُفْرَة المَحْزِم: الجُفْرَة: امتلاء الجنبين، وإنما يصف حماراً طُعن. والسِّعْلاء، يُمَدّ ويُقصر، والمدّ قليل، وربما قالوا سِعْلاة، بالهاء، والجمع سَعالٍ، وتزعم العرب أنها الغول. قال الراجز، أنشدَناه أبو حاتم عن أبي زيد:

إني رأيتُ عَجَباً مُذْ أمْسا

عَجائزاً مثلَ السّعالي خَمْسا

يأكلن ما في رَحْلهنّ هَمْسا

لا تركَ الله لهنّ ضِرْسا

وسَلْع: اسم موضع. والسَّلَع: شجر مُرّ الطعم. والسِّلْعَة: اللحمة الزائدة في الجسد كالغُدَدَة. وسِلْعَة الرجل: بضاعته من أي مال كان. والأسْلَع: الأبْرَص. قال الشاعر:

هل تذكرون على ثنـيّة أقْـرُنٍ

 

أنَسَ الفوارسِ يومَ يَهوي الأسْلَعُ

وكان عمرو بن عُدَسَ أسْلَعَ، أي أبرص، قتله أنَسُ الفوارس بن زياد العبسي يوم ثنيّة أقْرُن. والعَلَس، قال أبو عُبيدة: العَلَسَة: دُويْبَة شبيهة بالنملة أو الحَلَمَة، وبها سُمّي الرجل عَلَساً. قال الراجز:

ربيعةُ الوَهّابُ خيرٌ من عَلَسْ

وزُرْعَةُ الفَسّاءُ شَرٌّ من أنَسْ

وأنا خيرٌ منك يا قُنْبَ الفرَسْ

والعَلَس أيضاً: حبّة سوداء تُختبز في الجَدْب أو تُطبخ فتؤكل؛ قال الخليل وأبو مالك: شِواء معلوس، إذا أُكل بالسّمن. وقد سمّت العرب عَلَساً وعُلَيْساً. والعَسَل: معروف، وكل طعام خلطتَه بعسل فهو مَعسول، ثم كثر ذلك في كلامهم حتى قالوا: فلان معسول الكلام، إذا كان حلوَه، ومعسول المَواعيد، إذا كان صادقَها. وعسَلَ الذئبُ يعسِل عَسَلاً وعَسَلاناً، وكذلك نَسَلَ نَسَلاناً، وهو ضرب من المشي يضطرب فيه مَتْناه، وبذلك سُمّي الرمح عَسّالاً لاضطرابه إذا هُزَّ. وفي حديث عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أن عمرو بن معديكرب شكا إليه المَعَصَ، وهو التواء يصيب الإنسان في عَصَبه من إدمان المشي، فقال: كَذَبَ عليك العَسَلُ، أي المشي السريع، أي عليك به. قال الشاعر:

عَسَلانَ الذّئبِ أمسى قارِباً

 

بَرَدَ الليلُ عليه فنَـسَـلْ

وقال الآخر:

لذّ بهَزّ الكفّ يعْسِلُ مَـتْـنُـه

 

فيه كما عَسَلَ الطريقَ الثعلبُ

يريد: كما عسَلَ في الطريق. وفي الحديث عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: "حتى تذوقَ عُسيلتَها وتذوقَ عُسيلتَك"، كناية عن النّكاح، وأُنِّث العسل على معنى اللُّعقة. وكذلك حديث الأعرابية التي تزوّجها المُغيرة بن شُعبة فسُئلت عنه فقالت: "عُسيلته طائفية في وعاء خبيث"، وكان رجلاً شحيحاً قويَّ الدَّلْك صُلبه، فلذلك قالت كذلك. وبنو عِسْل: قبيلة من العرب من بني عمرو بن يربوع، منهم صَبِيغ بن عِسْل الوافد على معاوية، وكان يحمَّق، وله حديث. قال أبو بكر: وما أحسب بقي منهم أحد، وتزعم العرب أن أمَّهم السِّعلاة. قال الراجز:

يا قاتَلَ الله بني السِّـعـلاتِ

عمرَو بن يَربوعٍ شِرارَ النّاتِ

غيرَ أعِـفّـاءَ ولا أكْــياتِ

يريد بالنّات: النّاس، وبأكيات: أكياس. واللّسْع: لَسْع العقرب والزُّنبور؛ لسعته العربُ لَسْعاً فهو لسيع وملسوع، ثم كثر ذلك حتى قالوا: فلان يلسع الناس بلسانه، إذا كان يؤذيهم؛ ومنه قول بعض السّلَف لرجل ذكر عنده رجلاً بسوء فسجع في كلامه فقال: أراك سَجّاعاً لَسّاعاً، أما علمتَ أن أبا بكر رضي الله عنه نضنضَ لسانَه ثم قال: هذا أوردني المَواردَ. ولَسْعَى، في وزن فَعْلَى: موضع، وأحسبها تُمَدّ وتُقصر. واللَّعَس: سُمرة في الشفة أكثر من اللَّمَى؛ رجل ألْعَسُ وامرأة لَعْساءُ من قوم لُعْس.

س-ع-م

السَّعْم: ضرب من سير الإبل؛ سَعَمَ البعيرُ يسعَم سَعْماً، وناقة سَعُوم. قال الراجز:

غَيَّرَ خِلَّيْكَ الأداوى والنَّجَـمْ

وطولُ تخويد المَطيّ والسَّعَمْ

الأداوى: جمع إداوة؛ وهذا رجل مسافر معه إداوة فيها ماء فهو ينظر مرّة الى إداوته كم بقي معه من الماء وينظر مرة الى السماء والنجوم لئلا يضلّ. والسَّمْع: سَمْع الإنسان، والجمع أسماع. والمِسْمَع: الأُذن. والمَسْمَع: الموضع الذي يُسمع منه من قولهم: هو منّي بمرأًى ومَسْمَع، أي حيث أراه وأسمع كلامه، وكذلك: هو منّي مرأَى ومَسْمَعاً. وأسمعتُ الدلو إسماعاً فهي مُسْمَعَة، إذا جعلت لها عُروة في أسفلها من باطن ثم شددت بها حبلاً الى العَرْقُوَة لتخفَّ على حاملها. والسِّمع: سَبُع بين الذئب والضَّبُع. وقد سمّت العرب مِسْمَعاً، وهو أبو قبيلة من العرب يقال لهم المَسامعة، كما يقال المَهالبة والقَحاطبة؛ وسمّت أيضاً: سُميعاً وسِمْعان. ودير سِمعان: موضع. وسَماعة: اسم أيضاً. ويقال: فعلت ذلك تَسْمِعَتَك، أي لتسمع. ويقال: سمّعتُ بفلان تَسْمِعَةً، إذا ذكرته بمكروه. والعَمْس: أصل بناء التعامُس من قولهم: تعامستُ عن الأمر، أي تجاهلته. ويقال: يوم عَمّاس: شديد، في الشرّ خاصةً؛ عَمِسَ يومُنا عَمَساً وعَمْساً. وعُمَيْس: اسم. والعَسَم: اعوجاج في اليد خاصة؛ رجل أعْسَمُ وامرأة عَسْماءُ؛ عسِمَ يعسَم عَسَماً. والعَسْم، بإسكان السين: سوء الطمع. قال الراجز:

وهالَهم منكَ إيادٌ داهِمُ

كالبحر لا يَعْسِم فيه عاسِمُ

أي لا يطمع فيه طامع. والعُسوم، ذكر الخليل أنها القِطَع من الخبز، وأنشد بيتاً أحسبه لأميّة بن أبي الصّلت:

ولا يتنازعون عِنانَ شِرْكٍ

 

ولا أقواتُ أهلهمُ العُسومُ

يصف أهل الجنة. وعاسم: موضع. والعاسم: أحسبه الحريص على الشيء، وهو راجع الى الطمع. وعُسامة: اسم. والمَعْس: الطعن بالرُّمح؛ مَعَسَه بالرُّمح مَعْساً. والمَعْس: الدَّلْك أيضاً؛ يقال: مَعَسْتُ الأديمَ، أي دلكته. والمِسْع والنِّسْع: اسمان من أسماء الرياح أحسبهما من أسماء الشَّمال. قال الشاعر:

وحـال دون دَريسَـيْه مـؤوِّبةً

 

مِسْعٌ لها بعِضاه الأرض تهزيرُ

س-ع-ن

السُّعْن: سِقاء صغير، والجمع سِعان وسِعَنَة. والسَّنَع من قولهم: رجل أسْنَعُ: طويل؛ وشرف أسنع، أي مرتفع عالٍ. وأهل اليمن يسمّون الجارية التي لم تُخفض: سَنْعاء. والعَسْن: أصل بناء عَوْسَن؛ ورجل عَوْسَن، إذا كان طويلاً، مسقَّفاً فيه جَنَأٌ، زعموا؛ والمسقَّف: الطويل المجنَّأ. والعَنْس: الناقة الصلبة الشديدة. وعَنَسَت المرأة تعنُس عُنوساً، وعنّست تعنيساً، إذا جاوزت وقت التزويج فلم تُزوَّج، وكذلك يقال للرجل. قال الشاعر:

فإني على ما كنتُ تَعهَدُ بيننـا

 

وَليدين حتى أنت أشْمَطُ عانسُ

وعَنَسْتُ العودَ، إذا عطفته، ويقال أيضاً: عنشتُه، بالشين المعجمة، وهو أعلى وأفصح، وهو الأصل. والنَّسْع: مصدر نَسَعَتْ ثنيّتاه، إذا خرجتا من العَمْر، أي اللِّثَة؛ يقال: نسعتْ ونسغتْ، بالعين والغين، وقالوا: نسّعتْ ونسّغتْ. والنِّسْع: جمع نِسْعَة، وهو ما ضُفر من الأَدَم كالحبال، فإذا فُتل فليس بنِسْع. والمِنْسَعَة: الأرض السريعة النبت يطول بقلُها ونبتُها، زعموا. قال أبو زيد: امرأة نَسْعاءُ: طويلة العُنْبُل، وهو ما تقطعه الخاتنة. والنّعْس من قولهم: نَعَسَ ينعُس نُعاساً ونَعْساً، ورجل ناعس ونَعْسان. وناقة نَعوس للغزيرة التي تنعُس إذا حُلبت. قال الشاعر:

نَعوسٌ إذا دَرّتْ جَروزٌ إذا غَدَتْ

 

بُوَيْزِلُ عامٍ أو سَديسٌ كبـازلِ

الجَروز: الأكول؛ رجل جَروز، أي أكول.

س-ع-و

السَّعْو: الشمع في بعض اللغات، جاء به الخليل وغيره. والعَوَس، زعموا، رجل أعْوَسُ وامرأة عَوْساءُ، وهو دخول الشِّدقين حتى يكون فيهما كالهَزْمتين، وأكثر ما يكون ذلك عند الضَّحِك. والوَسْع: الطاقة، بفتح الواو، ويضمّها أيضاً قوم. والوَسْع: أصل بناء قولهم: ناقة وَساع، إذ كانت واسعة الخَطْو. ومن أمثالهم: "قد تَبْلُغُ القَطوفُ الوَساعَ". والسَّعَة: ضدّ الضّيق، وهو ناقص، تراه في موضعه إن شاء الله. وسُواع: صنم قديم كان لحِمير، وقد ذُكر في التنزيل: "ولا تَذَرُنَّ وَدّاً ولا سُواعا". وقد سمّت العرب عبد وُدٍّ وعبد يَغوثَ، ولم تسمِّ عبد سُواعٍ، ولا عبد يَعوقَ. وأخبرنا أبو حاتم قال: أخبرنا أبو عبيدة قال: قلت لرؤبة: ما الوَدْي? قال: يسمّى عندنا السُّوَعاء مثال فُعَلاء، يفُمَدّ ويُقصر، وقالوا: الشُّوَعاء، بالشين. والوَعْس: الرمل السهل الذي يَشُقّ على الماشي فيه؛ أرض وَعْس وأرَضون وُعوس وأوعاس. وأوعسَ القومُ، إذا ركبوا الوَعْس. ورجل مِيعاس وأرض مِيعاس، مِفعال من الوَعْس، قُلبت الواو ياء لكسرة الميم. وعسا الشيءُ يعسو عُسُوّاً، إذا اشتدّ وصلب، من النبت وغيره.

س-ع-ه

السَّعة: ضد الضّيق، ناقصة تراها في موضعها إن شاء الله. وقد سمّت العرب هُسَعَ وهَيْسُوعاً؛ قال أبو بكر: وهذه لغة قديمة لا يُعرف اشتقاقها؛ قال أبو بكر: أحسبها عبرانية أو سريانية.

س-ع-ي

السَّعْي: مصدر سَعَى يسعَى سَعْياً من العَدْو. وسَعَى للسلطان، إذا وَلِيَ لهم الصدقة. قال الشاعر:

سَعَى عِقالاً فلم يترك لنا سَـبَـداً

 

فكيف لو قد سعى عمرٌو عِقالين

عِقالاً: يريد صدقة عام. وقال الآخر:

يا أيّها الساعي على غير قَدَمْ

تَعَلّمَنْ أن الدّواةَ والـقَـلَـمْ

تَبْقى ويُودي ما كتبتَ بالغَنَمْ

أي الصدقة تُذهب بالغنم. وساعَى الرجلُ الأمَةَ، إذا فجَرَ بها، ولا تكون المساعاة إلاّ في الإماء. وساعي القوم: سيّدهم. والسَّيْع: مصدر ساع السرابُ يسيع سَيْعاً وسُيوعاً، إذا اضطرب على وجه الأرض. قال الراجز:

فهنّ يَخْبِطَن السّرابَ الأسْيَعا

شبيهَ يَمٍّ بين عِبْرَيْن معا

يعني أنه يجري على وجه الأرض. والسِّياع: الطين الرقيق. قال الشاعر:

فلما أن جرى سِمَنٌ عليها

 

كما بطَّنتَ بالفَدَنِ السِّياعا

قال أبو بكر: هذا مقلوب، يريد بالسِّياع: الفَدَن، والفَدَن: القَصْر. والمِسْيَعَة: الخشبة التي يطيَّن بها. والعَيَس: لون من ألوان الإبل، وهو بياض تخلطه حُمرة كَدِرَة يسيرة. وقال قوم: بل البياض الخالص هو العَيَس؛ جمل أعْيَسُ وناقة عَيْساءُ من إبل عِيس. والعَيْس، زعموا: ماء الفحل. وعَسَى: كلمة تكون للشّكّ واليقين. قال الشاعر:

ظنّي بهم كعَسَى وهم بتَنُوفَةٍ

 

بتنازعون جَوائبَ الأمثـالِ

قوله: جَوائب من قولهم: هل من جائبةِ خبرٍ، أي من خَبَر يجوب البلاد، أي يقطعها، وكذلك: هل من مُغَرِّبَةِ خبرٍ، إذا جاء من غَربة، أي من موضع بعيد. وعسى في هذا البيت يقين؛ وكل عسى في التنزيل فهو في موضع إيجاب إلا قوله عزّ وجلّ: "عسى رَبُّه إن طلّقكنّ".

باب السين والغين

مع ما بعدهما من الحروف

س-غ-ف

أُهملت.

س-غ-ق

غَسَقَ الليلُ يغسِقُ غَسْقاً، إذا اشتدّت ظلمته. وغَسِقَ الجرحُ يغسَق، إذا سال منه ماء أصفر، وفسّروا الغَسّاق في التنزيل صديد أهل النار، والله أعلم.

س-غ-ك

أُهملت.

س-غ-ل

السَّغَل: اضطراب الخَلْق من الهُزال، وربما كان خِلقة؛ سَغِلَ الفرسُ يسغَل سَغَلاً، إذا تخدّد لحمُه. والغَلَس: باقي ظلمة الليل. ويقال: غلَّس القومُ تغليساً، إذا ساروا في آخر الليل. والغَسْل: مصدر غسلتُ الشيءَ أغسِله غَسْلاً، والغُسْل الاسم، والغَسْل المصدر. والغِسْل: ما غسلت به رأسك من سِدْر أو طين. قال الشاعر:

وماءٍ كلون الغِسْل أقوى فبعضُه

 

أواجنُ أسدامٌ وبعضٌ مـعـوَّرُ

قوله: أواجن، جمع آجنٍ، وهو الماء المتغيّر؛ والأسدام من قولهم: مياهٌ أسدامٌ، إذا كانت طويلة المكث لم تورَد ولم يُستقَ منها، والواحد سُدُم. ورجل: غُسَل ومِغْسَل، إذا كان كثير الجِماع. والمغتسَل: الموضع الذي يُغتسل فيه. ورجل غُسَل: شديد الضرب: غَسَلَه بالسّوط غَسْلاً، إذا ضربه فأوجعه. والمَغاسل: أودية قريبة من اليمامة، واحدها مَغْسَل، بفتح الميم. والمِغْسَل، بكسر الميم: ما غُسل فيه الشيء. وغُسالة كل شيء: ماؤه الذي يُغسل به. والغَسيل: رجل من الأنصار غسلته الملائكةُ يوم أُحُد. والمَغاسل: مواضع معروفة.

س-غ-م

السّامغان والصّامغان: جانبا الفم تحت طرفي الشارب من عن يمين وشمال. والغَمْس: غمسُك الشيء في ماء أو غيره؛ غَمَسْتُه أغمِسه غَمْساً. وسُمّيت اليمين الغموس غَموساً لأنها تَغْمِس في الإثم مَن حلف بها باطلاً. والغَمّاس: طائر معروف. ورجل مُغامِس، إذا انغمس في الحرب وغشيها بنفسه. والمَغْس مثل المَعْس، وهو الطعن؛ مَغَسه بالرمح ومَغَسه.

س-غ-ن

نَسَغَتْ أسنانُه، إذا تحرّكت، وأكثر ما يُستعمل بالعين غير المعجمة. ونَسَغَتِ الفسيلةُ، إذا أخرجت سَعَفاً فوق سَعَف، بالغين والعين. ونَسَغَتِ الواشمةُ، إذا غرزت بالإبرة في اليد أو غيرها. والغُسَن: واحدتها غُسْنَة، وهي الخُصلة من سَبيب الفرس أو شَعَر ذنبه، وبه سُمِّي الرجل غَسّاناً. وغَسّان: ماء معروف تُنسب إليه قبائل من العرب شربوا منه، وليس بأب ولا أمّ. قال حسّان بن ثابت:

إمّا سألتِ فإنّا معشرٌ نُجُبُ

 

الأزدُ نِسبتُنا والماءُ غسّانُ

س-غ-و

السَّوْغ: مصدر ساغ لي الشراب يسوغ سَوْغاً، إذا سَهُلَ لك شرْبه؛ وأسغتُه أنا إساغةً، إذا شربته. وشراب أسْوَغُ وسائغ، إذا كان سهل المدخل. وسوَّغتُ: فلاناً كذا وكذا، إذا أعطيته إيّاه.

س-غ-ه

أُهملت.

س-غ-ي

غَسِيَ الليلُ يغسَى، وغَسا يغسو ويَغسي، وأغسى يُغسي، ثلاث لغات فصيحة، إذا أظلم. قال الشاعر:

فلمّا غَسَى ليلي وأيقنتُ أنـهـا

 

هي الأُرَبَى جاءت بأمِّ حبَوْكَرا

الأُرَبَى وأم حَبَوْكَرا: الداهية. وقال الآخر:

كأن الليلَ لا يَغْسى عليه

 

إذا زَجَرَ السَّبَنْداةَ الأَمُونا

السَّبَنْداة: الناقة الجريئة على السير؛ والأَمون: الصُّلبة الشديدة. وقال العجّاج:

ومَرِّ أيامٍ مضينَ عُمْسِ

ومَرِّ أيامٍ وليلٍ مُغْسي

باب السين والفاء

مع ما بعدهما من الحروف

س-ف-ق

سفقتُ البابَ وأسفقتُه، إذا أغلقتَه. وسفقتُ وجهَه، إذا لطمته. والسَّقْف: معروف؛ وسماء كل شيء: سقفه، والجمع سُقوف وسُقُف. قال الشاعر:

وقالت سَماءُ البيت فوقك مُخْلِقٌ

 

ولمّا تُيَسِّرْ أحْبُلاً للـرّكـائبِ

ورجل أسْقَفُ ومسقَّف، إذا كان طويلاً فيه جَنَأ. وسُقْف: موضع معروف. وأسْقُف: موضع. والسّقائف: ظُلَل تكون في مقدَّم البيوت والدّور، ومنه سَقيفة بني ساعدة: موضع بالمدينة، ظُلّة كانوا يجتمعون تحتها. وظليم أسْقَف ونعامة سَقْفاءُ، إذا كانت جَنْواء العُنق. وأُسْقُف النّصارى، وقالوا: أُسْقُفّ، بالتخفيف والتشديد، ويجمع أساقِفة وأساقِف؛ وهو أعجمي معرَّب وقد تكلّمت به العرب. والفَقْس من قولهم: فَقَسْتُ البيضةَ وفَقَصْتُها، إذا كسرتها فأخرجت ما فيها. والفُقاس: داء شبيه بالتشنّج في المفاصل. والفِسْق أصله من قولهم: انفسقتِ الرُّطَبَة، إذا خرجت من قشرها، ومنه اشتقاق الفاسق لانفساقه من الخير، أي انسلاخه منه. والقَفْس: مصدر قَفَسْتُ الشيءَ أقفِسه قَفْساً، إذا أخذتَه أخذَ انتزاع وغَصْب. وقَفَسَ الإنسانُ وغيرُه، إذا مات.

س-ف-ك

سفكتُ الدمَ وغيرَه أسفِكه سَفْكاً، إذا أسلتَه، والدم والدمع مسفوكان وسَفيكان. والسَّكْف: فعل ممات منه اشتقاق أُسْكُفّة الباب. والعرب تسمّي كل صانع إسْكافاً وسَيْكَفاً، ويقال: أُسْكُفَّة الباب وأُسْكُبّة الباب وأُسْكوفَة الباب. والكَسْف: مصدر كسفتُ الشيءَ أكسِفه كَسْفاً، إذا قطعته أو كسرته، وكل قطعة منه كِسْف وكِسْفَة وكسيفة. وكُسِفَت الشمسُ فهي مكسوفة، وكَسَفَت فهي كاسفة. قال الشاعر:

الشمس طالعةٌ ليست بكاسـفةٍ

 

تبكي عليكَ نجومَ الليل والقَمَرا

الفعل هاهنا للشمس، وهو متعدّ لأن المعنى: طالعة لا ضوء لها فتكسفَ النجومَ والقمرَ. والكَفَس في بعض اللغات: الحَنَف؛ رجل أكْفَسُ وامرأة كَفْساءُ؛ كَفِسَ كَفَساً.

س-ف-ل

السِّفْل: ضدّ العِلْو، والسُّفْل: ضدّ العُلْو. ورجل سَفِلَة: خسيس من الناس، وأكثر ما يقال: رجل خسيس من سَفِلَة الناس، أي من رُذالهم، ولا يقال: رجل سَفِلَة، وإن كانت العامّة قد أولعت به، وكذلك قوم من سَفِلَة الناس. وفلان يهبط في سَفال، إذا كان يرجع الى خُسْران. وقعدتُ بسُفالة الريح وبعُلاوتها، فالعُلاوة: من حيث تهبّ، والسُّفالة: ما كان بإزاء ذلك. وسَلِفُ الرجل: المتزوّج بأخت امرأته؛ والقوم متسالفون، إذا كانوا كذلك. والسَّلْف: أديم لم يُحكم دبغُه، وقالوا: بل جراب واسع على هيئة الجُوالق، والجمع سُلوف. والسِّلْفَة: ما تدّخره المرأة لتُتحف به من زارها؛ قال أبو زيد: يقال: سلِّفوا ضيفكم ولهِّنوه، أي أطعِموه اللُّهْنَة والسِّلْفَة، وهو ما يُتحف به الضيفُ قبل القِرى. وسُلافة الخمر: أول ما يخرج من عصيرها. ولفلان سَلَفٌ كريم، إذا تقدّم له كرمُ آباء، والجمع أسلاف وسُلوف. وسُلاّف القوم: متقدّموهم في حرب أو سفر. والسِّلْفان: ضرب من الطير، الواحد سُلَف. قال أبو حاتم: السُّلَف والسُّلَك واحد، وهو فراخ القَبْج، فيما ذكره. والفَلْس: عربي معروف، وأصل الفَلْس من قولهم: أفلسَ الرجلُ إفلاساً، إذا قلّ مالُه فهو مُفْلِس، وهي كلمة عربية وإن كانت مبتذَلة. قال الشاعر:

وقد ضَمُرَت حتى بَدَتْ من هُزالها

 

كُلاها وحتى استامَها كلُّ مُفْلِـسِ

وهذا شعر قديم. والفِلْس: صنم كان لطيّئ في الجاهلية فبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلّم علي بن أبي طالب عليه السلام حتى هدمه وأخذ السيفين اللذين كان الحارث بن أبي شَمِر أهداهما إليه، وهما مِخْذَم ورَسوب اللذان ذكرهما علقمة بن عَبَدَة في قصيدته فقال:

مُظاهرُ سِرْبالَي حديدٍ عليهما

 

عَقيلا سُيوفٍ مِخْذَمٌ ورَسوبُ

ورجل فَسْل وفَسِل، إذا كان ضعيفاً عاجزاً بيّن الفَسالة والفُسولة. وفَسيل النخل: معروف، الواحدة فَسيلة. قال الراجز:

وإنما النّخلُ من الفسيلِ

كذلك القَرْمُ من الأفيلِ

الأفيل: صغار الإبل، والجمع إفال وأفائل؛ والقَرْم: الفحل من الإبل.

س-ف-م

أُهملت.

س-ف-ن

سَفَنْتُ العودَ أسفِنه سَفْناً، إذا قشرته من لحائه. والسَّفَن: الجلد الذي يُجعل على قوائم السيوف، وإنما سُمّي سَفَناً لخشونته، ومنه اشتقاق السّفينة لأنها تسفِن الماء كأنها تقشره، فهي فَعيلة في موضع فاعلة. وسَفّانة: اسم بنت حاتم طيّئ، وبها كان يُكنى. والسَّفّان: ملاّح السفينة. والسَّنَف منه اشتقاق السِّناف، والسِّناف: خيط يُشَدّ من حَقَب البعير الى تصديره ثم يُشَدّ في عُنُقه إذا ضَمَرَ فقلِق وَضينُه؛ سَنَفْتُ البعيرَ فهو مسنوف وأسنفتُه فهو مُسْنَف، وأبى الأصمعي إلا أسنفتُ فهو مُسْنَف، ولم يعرف مسنوفاً. ويقال: فرس مُسْنِفَة، إذا كانت تتقدّم الخيل في سيرها، فإذا سمعتَ في شِعْر: مُسْنِفَة، بكسر النون، فإنما يعني فرساً، وإذا سمعت: مُسْنَفَة، بفتح النون، فإنما يعني الناقة. والسِّنْف: وعاء ثمر المَرْخ، وهو شبيه بوعاء الباقِلَّى تُشبَّه به آذان الخيل إذا يبس، ويسمّى إعْلِيطاً أيضاً. قال الشاعر:

كسِنف النّخلةِ الصّفِرِ

الصَّفْر: الفارغ الذي ليس فيه شيء. وفرس نَسوف، إذا كانت واسعة الخَطْو. قال الشاعر:

نَسوفٌ للحِزام بمِرْفَقيها

 

يَسُدُّ خَواءَ طُبْبَيْها الغُبارُ

وناقة نَسوفٌ، إذا نسفت الترابَ بخُفَّي يديها في سيرها. والنَّسْف: نسفُك الشيءَ بالمِنْسَف، وما يقع منه: النُّسافة. والنّسيف: موضع أثر رجل الراكب من الرَّحْل. قال الشاعر:

وقد تَخِذَتْ رِجلي الى جَنْب غَرْزِها

 

نَسيفاً كأُفْحوص القطاة المطـرِّقِ

والنَّسْف: نَقْرُ الطائر بمِنقاره. والنُّسّاف: طائر معروف. والنَّفْس: نَفْس الإنسان والدابّة وكلّ شيء. والنَّفْس: مِلء الكفّ من الدِّباغ. وأخبر الأصمعي أن أمَةً من بعض إماء العرب جاءت مستعجلةً الى قوم فقالت لهم: تقول لكم مولاتي: أعطوني نَفْساً أو نَفْسين فإني أفِدَة، أي مستعجلة. وأصابت فلاناً نَفْسٌ، أي عَين. ونَفَس الإنسان وغيره: معروف. والنَّفْس: الماء، سُمّي نَفْساً لأن به قِوام النَّفْس. والنَّفْس: الدم. ويقال: ادفع إليّ الشيءَ نَفْسَه، أي عينه. ورجل نَفوس، إذا كان يصيب الناس بالعين. ونُفِسَت المرأة ونَفِسَت، فهي نُفَساء والجمع نِفاس. قال الراجز:

أحْبَنَ يمشي مِشْيَةَ النِّفاسِ

ويُروى: أبَدُّ يمشي. وهذا مَتاع نفيس. وغلام منفوس به. ونَفِسْتُ على فلان بكذا وكذا، ونَفِسْتُ عليه كذا، أنفَس نَفاسةً فأنا نافس.

س-ف-و

السَّفْو: مصدر سفا يسفو سَفْواً، إذا مشى مشياً سريعاً، وكذلك الطائر إذا طار. وبغلة سَفْواء: خفيفة سريعة، وهو في البغال مدح، وكذلك الأتان الوحشية. قال الراجز:

فراحَ يحدوها وراحت نَيْرَجا

سفواءَ مِرْخاءَ تباري مِغْلَجا

يصف أتاناً. وقال الآخر يصف بغلة:

جاءت به معتجراً ببُرْدِهْ

سفواءُ تَرْدي بنسيجِ وحدِهْ

وفرس أسْفَى وحِجْر سَفْواءُ: قليلة شعر الناصية، وهو عيب. وسَفَوان: موضع. وسوف: كلمة تُستعمل في التهديد والوعد والوعيد، فإذا شئت أن تجعلها اسماً نوّنتها: قال الشاعر:

إنّ سَوْفاً وإنّ لَوّاً عَناءُ

ويُروى: إنّ لَوّاً وإنّ لَيْتاً عناءُ، فنوّن إذا جعلهما اسمين، وكذلك سبيل هذه الأحرف. وذكر أصحاب الخليل عنه أنه قال لأبي الدُّقَيْش: هل لك في الرُّطَب? فقال: أسْرَعَ هَلٍّ وأوحاه؛ فجعله اسماً ونوّنه. والبصريون يدفعون هذا. والسَّوْف: مصدر سُفْتُ الشيءَ أسُوفه سَوْفاً، إذا شمِمته. والحمار يَسوف عانتَه، إذا شمّها؛ والعانة هاهنا: القطعة من الأُتْن. والسُّواف: الهلاك؛ رماه الله بالسُّواف، أي بالهلاك. والوَسْف: أصل بناء توسَّف الشيءُ، إذا تقشّر؛ وتوسّف جلدُ الرجل، إذا أصابته شمسٌ فتقشّر جلدُه. والفَسْو: معروف وتُعيَّر به قبيلة، وذلك أنهم اشتروه من إياد بسوق عُكاظ ببُرْدَي حِبَرَة، وله حديث. فأما قولهم: تفسّأ الثوبُ، إذا تشقّق، فمهموز تراه في موضعه إن شاء الله. وأخبر يونس أن أعرابياً مرّ به وهو مُحْتَبٍ بطَيْلَسانه فقال: علامَ تَفْسَؤه?

س-ف-ه

السِّفَه: معروف، وأصله الخِفّة والنّزَق؛ تسفّهت الريحُ الغصونَ إذا حرّكتها؛ وتسفّهتِ الرماحُ في الحرب، إذا اضطربت. وفي التنزيل: "إلاّ مَن سَفِهَ نفسَه"، قال أبو عبيدة: خَسِرَها، والله أعلم. وسَفِهَ الرجلُ، أي جَهِلَ. والسَّهَف: شدّة العطش؛ سَهِفَ يسهَف سَهَفاً فهو ساهف. ورجل مسهوف: كثير الشرب للماء لا يكاد يَرْوَى. وأصابه السِّهاف، مثل العُطاش سواء.

س-ف-ي

السَّفاء: مصدر سَفِيَ يسفَى سَفاءً شديداً، مثل سَفِهَ يسفَه سَفاهاً، في معناه. والسَّفيّ: مثل السّفيه، سواء. وسَفَتِ الريحُ الترابَ تَسفيه سَفْياً، والتراب سافٍ، وكان تقديره مَسْفِيّاً، فجعله فاعلاً في موضع مفعول كقوله جلّ وعزّ: "في عِيشةٍ راضيةٍ"، في معنى مَرْضيّة، والله أعلم. والسَّفَى: شوك البُهْمَى إذا يبس. والسَّفَى: التراب، مقصور، وهو السَّفاة أيضاً. قال الشاعر:

فلا تُلْمِسِ الأفعى يديك تُريغُها

 

ودَعْها إذا ما غيّبَتْها سَفاتُهـا

وكذلك الواحدة من سَفا البُهْمَى سَفاة. قال الهذلي:

سفاةٌ لها فوقَ التراب زَليلُ

والسّيف: معروف، وحامله سَيّاف، وقد قالوا: سائف، كما قالوا: رامح وناشب. وذكر أبو عُبيدة، وأحسبه عن يونس أيضاً، أن اشتقاق السيف من قولهم: سافَ مالُه، إذا هلك، فلما كان السيف سبباً للهلاك سُمّي سيفاً، ولم يقل هذا غيرُهما. والسِّيف: ساحل البحر، يُجمع على أسياف أيضاً. وللسين والفاء والياء مواضع في الاعتلال تراها إن شاء الله.

باب السين والقاف

مع ما بعدهما من الحروف

س-ق-ك

أُهملت.

س-ق-ل

السَّقْل: سقلُك الشيءَ مثل السيف والثوب وغيرهما، بالسين والصاد جميعاً. والسِّلْق: الذئب، والأنثى سِلْقَة. قال الشاعر:

أخرجتُ منها سِلْفَةً مهزولةً

 

عَجْفاءَ يَبْرُقُ نابُها كالمِغْوَلِ

وجمع سِلْقَة: سِلقان وسُلقان، بالضّم والكسر؛ وقال قوم: لا يقال للذئب الذكر سِلْق إنما يقال للأنثى سِلْقَة. والسَّلْق: مصدر شدّة القول باللسان؛ سلقه يسلُقه سَلْقاً، ومنه قوله جلّ وعزّ: "سَلقوكم بألسنةٍ حِدادٍ"، بالسين والصاد، والسين أعلى. والسَّليق: ما تحاتَّ ورقُه من صغار الشجر. قال الراجز:

تسمعُ منها في السّليقِ الأشهبِ

مَعمعةً مثلَ الضِّرامِ المُلْهَبِ

ويقال: سَلَقَ الرجلُ المرأةَ، إذا بسطها ثم جامعها. قال الشاعر:

فإن شئتِ سلقـنـاكِ

 

وإن شئتِ على أربعْ

قال أبو بكر: وهذا كلام يُنسب الى مُسيلمة، وهو حجّة في اللغة. والسُّلاق: داء يصيب اللسان فيتقشّر منه؛ يقال: انسلق اللسانُ ينسلق انسلاقاً، وربما أصاب الدوابّ أيضاً. والسِّلَق: الفَضاء من الأرض، والجمع سُلْقان. وتسلّق الرجلُ الجدارَ وغيرَه، إذا تسوّر عليه؛ عربية صحيحة فصيحة. فأما هذه البقلة التي تُسمّى السِّلْق فما أدري ما صحّتها، على أنها في وزن الكلام العربي. ويقال: سلقتُ الشيءَ، إذا غليته بالنار. وسلقتُ الأديمَ أو المَزادة، إذا دهنتها. قال الشاعر:

كأنهما مَزادتا متعجِّـلٍ

 

فَرِيّانِ لمّا تُسْلَقا بدِهانِ

والسُّلاّق، بالتشديد: عيد للنصارى؛ أعجمي معرَّب. وسَلُوق: موضع، وهو الذي تُنسب إليه الكلاب السَّلوقيّة؛ قال الأصمعي: تُنسب الى سَلَقْيَة، موضع بالروم، وكذلك الدُّروع. قال الشاعر:

تَقُدُّ السَّلُوقيَّ المضاعَفَ نَسْجُه

 

وتُوقدُ بالصُّفّاح نارَ الحُباحبِ

ويُروى: ويوقِدن بالصِّفّاح. والقَلْس: القيء؛ قَلَسَ الرجل يقلِس قَلْساً وقَلَساً بالفتح، والأول أعلى، إذا قاء، فهو قالس. قال الشاعر:

تمُجُّ دماً منها العروقُ القوالسُ

والقُلَّيْس: بِيعة كانت الحبشة بنتها بصنعاء فهدمتها حِمير. فأما القَلْس الذي يتكلّم به أهل العراق من هذه الحبال فما أدري ما صحّته. واللَّقْس واللَّقَس: سوء الخُلق والشراسة؛ رجل لَقِيسٌ. وفي حديث عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: وَعْقَةٌ لَقِسٌ؛ الوَعْقَة: شبيه باللَّقَس، وهو شراسة النفس وسوء الخُلق. وقد سمّت العرب لاقساً.

س-ق-م

السُّقْم والسَّقَم واحد، معروفان؛ سَقِمَ يسقَم سَقَماً وسُقْماً وسَقاماً فهو سقيم وسَقِمٌ، وأسقمه الله إسقاماً فهو مُسْقَم. وسَقام: وادٍ بالحجاز. قال الشاعر:

أمسى سَقامٌ خلاءً لا أنيسَ بـه

 

إلا السِّباعُ ومَرُّ الريح بالغَرَفِ

الغَرَف: شجر يحمل حملاً كالتين الصغار يتفرَّك باليد تعبث به الجِمال. والسَّوْقَم: ضرب من الشجر يشبه الخِلاف وليس به، لغة يمانية؛ ذكر ذلك أبو زيد. وسَمَقَ العود يسمُق سُموقاً، وكذلك النخلة وغيرُها، إذا بَسَقَ وارتفع فهو سامق. ويقال: هذا كَذِبٌ سُماقٌ، إذا كان كذباً خالصاً. قال الراجز:

أبْعَدَهُنَّ الله من نِياقِ

من باطلٍ وكَذِبٍ سُماقِ

والسَّميقان: خشبتان تُجعلان في خشبة الفدّان المعترضة على سَنام الثور من عن يمين وشمال. والقَمْس: الغوص في الماء، ومن ذلك أُخذ قاموس البحر، وهو معظم مائه. والقَمّاس: الغَوّاص. وانقمس النجم، إذا انحطّ في المغرب. قال الشاعر:

أصاب الأرضَ منقمَسَ الثُّريّا

 

بساجيَةٍ وأعقبَـهـا طِـلالا

المعنى أن الأرض أصابها مطر يسحاها، أي يقشرها بنَوْء الثريا. وتقول العرب للرجل إذا ناظر وخاصم قِرْناً: إنما تُقامِسُ حوتاً. والقَسْم: مصدر قسمتُ الشيء أقسِمه قَسْماً. والقِسْم: النصيب. والمَقْسَم: الموضع الذي يُقتسم فيه. وقَسِمة الإنسان وقَسَمته: ظاهر خدّيه. قال الأصمعي: القَسِمتان: ما اكتنف الأنفَ من الخدّين من عن يمين وشمال. قال الشاعر:

كأن دنانيراً على قَسِماتـهـم

 

وإن كان قد شفَّ الوجوهَ لِقاءُ

ومن ذلك قيل: رجل وسيم قسيم. والقَسامة: الجماعة من الناس يشهدون أو يحلفون على الشيء، وسُمّوا قَسامة لأنهم يُقْسِمون على الشيء أنه كان كذا وكذا أو لم يكن. وأقسمتُ بالله أُقسم إقساماً فأنا مُقْسِم. وقد سمّت العرب قاسماً وقسّاماً وقُسَيْماً ومقسِّماً ومِقْسَماً وقَسيماً. والقَسْم: موضع معروف. وأصبح فلان متقسِّماً، إذا أصبح مشترَكَ الخواطر بالهموم. وقالوا: فلان مقسَّم الوجه، إذا كان جميلاً. والقَسَام: الحرّ الشديد؛ وهكذا فُسّر في شعر النابغة. والقَسَاميّ، زعموا: الذي يبتدئ طيَّ الثوب حتى يُطوى بعد ذلك على طيّه. وحصاة القَسْم: المَقْلَة التي تُجْعل في القَعْب فيُصَبّ عليها الماء حتى يغمرها ويُشرب، وإنما يفعلون ذلك عند ضِيق الماء عليهم. والقَسيمة فيها قولان، قيل: طلوع الفجر، وقيل: جَونة العطّار. قال عنترة:

وكأنّ فأرَةَ تاجرٍ بـقَـسـيمةٍ

 

سَبَقَتْ عوارضَها إليك من الفمِ

والقَسُوميّات: موضع، زعموا، معروف. قال زهير:

ضَحّوا قليلاً قَفا كُثْبانِ أسْنُمَةٍ

 

ومنهمُ بالقَسوميّات معترَكُ

والمَقْس: خُبث النفس؛ تمقّست نفسُه تمقُّساً، إذا غَثَتْ. وذكر الأصمعي أن صبياً من الأعراب صاد صداةً أو بومةً وهو يحسبها سُماناةً فلما أكلها غَثَتْ نفسُه فقال:

نفسي تَمَقَّسُ من سُمانَى الأقْبُرِ

وقد سمّت العرب مَقّاساً، وهو اسم شاعر من شعرائهم.

س-ق-ن

سَنِقَ الحِمارُ وغيرُه يسنَق سَنَقاً، إذا بَشِمَ عن العشب. وأنشدنا الأُشنانْداني، أحسِبه عن التوّزي عن أبي عُبيدة:

إني امرؤ أعتفي الحاجاتِ أطلبُها

 

كأنني سَنِقٌ يُرمى به عُـشُـبُ

قوله: أعتفي: آخذ العفو؛ يريد: آخذ عفو الناس. والقِنْس: الأصل. قال الراجز:

خليفةً ساسَ بغير فَـجْـسِ

في قِنْسِ مَجْدٍ فات كلَّ قِنْسِ

وكل شيء ثبت تحت شيء أو في شيء فهو قِنْسٌ له؛ ومنه اشتقاق القَوْنَس، الواو زائدة، وهو أعلى البيضة؛ وقَوْنَسُ الفرسِ من ذلك، وهو العظم الذي تحته العُصفوران؛ هكذا قال أبو عبيدة، وقال الأصمعي: القَوْنَس والعصفور سواء. قال الشاعر:

إضْرِبَ عنكَ الهمومَ طارقَهـا

 

ضَرْبَكَ بالسّوط قَوْنَسَ الفَرَسِ

أراد: إضْرِبَنْ. والنِّقْس الذي تسمّيه العامّة المِداد: عربيّ معروف. قال الشاعر:

مُجاجةُ نِفْسٍ في أديمٍ مُمَجْمَجِ

والنَّسَق: نَسَقُ الشيء بعضه في إثر بعض؛ قام القوم نَسَقاً، وغرستُ النخلَ نَسَقاً، وكل شيء اتّبع بعضُه بعضاً فهو نَسَقٌ له.

س-ق-و

السَّوْق: مصدر سُقْتُ البعيرَ وغيرَه أسوقه سَوْقاً. والسَّوَق: غِلَظ الساقين؛ رجل أسْوَقُ وامرأة سَوْقاءُ. والسُّوق: معروفة، تؤنّث وتُذكّر، وأصل اشتقاقها من سَوْق الناس إليها بضائعهم. وسُوَيْقَة: موضع، معرفة لا تدخلها الألف واللام. وجَوّ سُوَيْقَة: موضع. قال الشاعر:

ألم تَرَ أني يومَ جَوِّ سُويقةٍ

 

بكَيتُ فنادتني هُنيدةُ ما لِيا

والسَّويق: معروف، وقد قيل بالصاد أيضاً، وأحسبها لغة لبني تميم، وهي لغة بني العَنْبَر خاصةً. والقَسْو: مصدر قسا يقسو قَسْواً وقُسُوّاً، ورجل قاسٍ، والاسم القَساوة. والوَقْس: انتشار الجَرَب قبل أن يستحكم. قال العجاج:

وحاصنٍ من حاصناتٍ مُلْسِ

من الأذى ومن قِرافِ الوَقْسِ

وواقس: موضع، وأحسبه بنجد. والوَسْق: معروف، ستّون صاعاً بصاع النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، والجمع وُسوق وأوساق. ووسقتُ البعيرَ، إذا حملت عليه وَسْقاً؛ وقال قوم: أوسقتُ، والأولى أعلى. والوَسيقة: الطريدة. ورجل مِعتاق الوسيقة، إذا كان يُنجي طريدته، واشتقاق الوسيقة من وسقتُ الشيء أسِقُه وَسْقاً، إذا جمعته. وذكر أبو عُبيدة أن قول الله جلّ وعزّ: "والليلِ وما وَسَق"، أي وما جمع، والله أعلم. وقولهم: لا أكلّمكَ ما وَسَقَتْ عينٌ ماءً، أي ما جمعت وحملت. والقوس: معروفة، والجمع قِسيّ، وكان الأصل قُوُوساً؛ وقد جُمعت قوس على قِياس أيضاً. قال الراجز:

ووَتّرَ الأساورُ القِياسا

صُغْدِيّةً تختلسُ الأنفاسا

والياء في قِياس واو قُلبت ياءً لانكسار ما قبلها، وللنحويين في هذا شرح يطول. والقَوْس: القطعة من التمر؛ وفي حديث عمرو بن معديكرب أنه قال: نزلتُ على آل فلان فقدّموا إليّ ثَوْراً وكَعْباً وقَوْساً، فالقوس: القطعة من التمر، والثّور: القطعة من الأَقِط، والكَعْب: الكُتلة من السمن. وقوسُ قُزَح: معروف.

س-ق-ه

السَّهْق: فعل ممات، ومنه اشتقاق السَّهْوَق، وهو الظليم الطويل الرجلين، وربما سُمّي الرجل الطويل الساقين سَهْوَقاً. والقَهْس: فعل ممات، ومنه اشتقاق قَهْوَس، اسم رجل. والقَهْوَسَة: مِشية فيها سرعة. قال الشاعر:

فَرَّ ابنُ قَهْوَسٍ الشجـا

 

عُ بكَفِّه رُمْحٌ مِـتَـلُّ

يعدو به خاظي البضي

 

عِ كأنّه سِـمْـعٌ أزَلُّ

الشعر لدَخْتَنوس بنت لَقيط بن زُرارة تهزأ بابن قَهْوَس، وكان فرّ يوم جَبَلَة.

س-ق-ي

السَّقْي: مصدر سقيتُه أسقيه سَقْياً. والسِّقْي: النصيب من الماء؛ يقال: كم سِقْيُ أرضك? والسِّقْي أيضاً: أرَضون تُسقى بالدوالي. والسِّقْي أيضاً: جُليدة رقيقة تخرج على وجه الولد. وتقول العرب: سقيتُه وأسقيتُه، فقال قوم: المعنى واحد، وقال آخرون: بل سقيته من سَقْي الشفة، وأسقيته: دللته على الماء. والسَّيِّق: الجَفْل من السحاب، وهو الذي قد هراق ماءه. والسَّيِّقة: الدَّريّة التي يستتر بها الرامي فيرمي الوحش. والسَّيِّقة أيضاً من قول الشاعر:

وما أنا إلا مثلُ سَـيِّقة الـعِـدَى

 

إذا استَقدمتْ نَحْرٌ وإن جَبَأَتْ عَقْرُ

وقيس: اسم، وهو مصدر قِسْتُ الشيءَ أقيسه قَيْساً. والقِياس: مصدر قايستُه قِياسةً ومقايسةً. وتقايس القومُ، إذا ذكروا مآثرهم. قال الشاعر:

إذا نحن قايَسْنا أُناساً الى العُلـى

 

وإن كَرُموا لم يستطعْنا المُقايسْ

وقد سمّت العرب قَيْساً ومِقْيَساً. ويقولون: هو منك قِيسُ قَوْسٍ، مثل قِيد قَوْسٍ وقاب قوسٍ. ورجل قَيّاس: نظّار في الأمور. ويقال: قاسيتُ من فلان شرّاً مقاساةً، إذا كابدته. وقَسِيُّ بن منبِّه: أبو ثقيف، هذه القبيلة.

باب السين والكاف

مع ما بعدهما من الحروف

س-ك-ل

السِّلْك: الخيط الذي يُغزل، والجمع سُلوك. وسِلْك النِّظام: الخيط الذي يُنظم فيه الخَرَز. والسُّلَك: طائر، والجمع سِلْكان، والأنثى سُلَكَة. وبه سُمّي سُلَيْك بن السُّلَكَة السّعْدي، رَجَليّ فارس من أغربة العرب. ويقال: سلكتُ الطريقَ وأسلكتُه، وأبى الأصمعي إلا سلكتُه، ولم يتكلّم فيه لأن في التنزيل: "ما سَلَكَكم في سَقَرَ"، وأجاز أبو عُبيدة: سلكتُ وأسلكتُ، واحتجّ بقول الهُذلي:

حتى إذا أسلكوهم في قُتـائدةٍ

 

شَلاًّ كما تَطْرُدُ الجمّالةُ الشُّرُدا

قُتائدة: ثنيّة معروفة. قال أبو حاتم: قال أبو عُبيدة: هذا مكفوف عن خبره لأن هذا البيت آخر القصيدة. قال أبو حاتم: فذكرت ذلك للأصمعي فقال: وما ابن الصّبّاغ وهذا، وإنما وجه الكلام: أسلكوهم شَلاًّ، فكأن شَلاًّ عند الأصمعي الجواب. والمَسْلَك: كل طريق سلكتَ فيه. ورجل مسلَّك: نحيف الجسم، وكذلك فرس مسلَّك. وقد سمّت العرب سُلَيْكاً وسِلْكان. والكِلْس: الصاروج. قال الشاعر:

شادَهُ مَرْمَراً وخلّلـه كِـلْ

 

ساً فللطير في ذُراه وُكورُ

هكذا رواه الأصمعي: وخلّله، بالخاء، ورواه غيره: وجلّله، بالجيم؛ وكان الأصمعي يضحك من هذا ويقول: متى رأوا حصناً مُصَهْرَجاً? وقال: ليس جلّله بالجيم بشيء إنما هو خلّله، أي أدخل الصاروجَ في خَلَل الحجارة. والكَسَل: ضدّ المُنّة؛ كَسِلَ يكسَل كَسَلاً. ويقال: أكسلَ الفحلُ، إذا ضعف عن الضِّراب، وربما قالوا: كَسِلَ. قال الراجز:

أإن كَسِلْتُ والجوادُ يَكْسَلُ

عن الضِّراب وهو نَهْدٌ هيكلُ

والكِسْل: وَتَر المِندفة.

س-ك-م

السَّكْم: فعل ممات، ومنه اشتقاق سَيْكَم، وهو تقارب خطو في ضعف؛ سَكَمَ يسكُم سَكْماً، زعموا. والسَّمْك: سَمْك البيت من عُلْوه الى سُفْله. ورجل مسموك: طويل، وكل شيء صَعِدْتَ فيه فقد سَمَكْتَ فيه. والنجوم السّوامك: المرتفعة. والمِسماك: عود يُسمك به جانب البيت. قال ذو الرُّمّة:

كأن رِجليه مِسماكان من عُشَرٍ

 

صَقْبان لم يتقشّر عنهما النَّحَبُ

وحدّثنا أبو حاتم قال: حدّثنا الأصمعي قال: حدّثنا أبو عمرو بن العلاء قال: كنت باليمن فجئتُ داراً أسأل عن رجل فقلت: أهاهنا أبو فلان? فقال لي قائل من الدار: أُسْمُكْ في الرَّيم، أي اصعدْ في الدَّرَج. والسِّماكان: نجمان من نجوم السماء أحدهما يسمّى الرامح والآخر الأعْزَل، فالأعْزَل منزل من منازل القمر. والسَّمَك: معروف. والكَسْم: تنقيتك الشيءَ بيدك، ولا يكون إلا من شيء يابس؛ كسمتُه أكسِمه كَسْماً. ومنه اشتقاق كَيْسَم، وهو أبو بطن من العرب القدماء قد انقرضوا، وكان يقال لهم الكياسم في الجاهلية. والمَسْك: مَسْكُ الشاة وغيرها. والمِسْك: المشموم. وأمسكتُ الشيءَ أُمسكه إمساكاً. ورجل مُمْسِك: بخيل. وما بفلان مُسْكَة ولا تماسك ولا مِساك، إذا لم يكن فيه خير يُرجى، ورجل مَسيك وبه مُسْكَة. ويقال: لا مَساكِ عن كذا وكذا، مثل نَزالِ وتَراكِ، أي لا تماسُكَ عنه. قال الشاعر:

شَطَّ الأحبّةُ بالعَهد الذي عَـهِـدوا

 

فلا تَماسُكَ عن أرضٍ لها قَصَدوا

وقد سمّت العرب ماسكاً، ولم نسمع مَسَكْتُ في شعر فصيح ولا كلام، إلا أني أحسبه إن شاء الله أنه كما سمّوا مسعوداً ولا يقولون إلا أسعدَه الله. والمَسَك: السِّوار، الواحدة مَسَكَة. قال الشاعر:

ترى العَبَسَ الحَوْليَّ جَوْناً بِكُوعِها

 

لها مَسَكٌ من غير عاجٍ ولا ذَيْلِ

العَبَس: آثار خَطْرِ الإبل على أعجازها من البول والبَعَر؛ والجَون: الأسود؛ والكُوع: أصل الكفّ من اليد. ويقال: بلغتُ مَسْكَة البئر ومَسَكَتَها، إذا حفرتَ فبلغتَ موضعاً صلباً يصعب حفرُه. والمَسَكَة: جلدة رقيقة تكون على وجه المولود. ومن أمثالهم: "سوء الاستمساك خير من حُسن الصِّرْعَة". وفرس ممسَّك، إذا كان تحجيله في موضع المَسَك، وهو السِّوار. والمَكْس: دراهم كانت تؤخذ من بائعي السِّلَع في الجاهلية، والفاعل ماكس. قال الشاعر:

أفي كل أسواق الـعـراق إتـاوةٌ

 

وفي كل ما باع امرؤ مَكْسُ دِرْهَمِ

ويقال: تماكس الرجلان عند البيع، إذا تشاحّا.

س-ك-ن

السَّكْن: سُكّان الدار، والسَّكْن: الدار أيضاً. والسَّكَن: صاحبك الذي تسكُن إليه؛ فلان سَكَني، أي الذي أسكن إليه. وفي التنزيل: "فالقُ الإصباحِ وجَعَلَ الليلَ سَكَناً"، أي تسكن فيه الحركات، والله أعلم. والسَّكَن: النار. قال الراجز:

قُوِّمْنَ بالدُّهْنِ وبالأسكانِ

ويُروى: بالدَّهن. والسُّكون: ضدّ الحركة. وقد سمّت العرب ساكناً وسُكَيْناً وسَكَناً. وقالوا أيضاً: المَسْكَن والمَسْكِن للموضع الذي يُسكن فيه، والجمع مَساكن، وكذلك فُسِّر في التنزيل، والله أعلم. فأما مَسْكِن، اسم موضع، فليس إلا بكسر الكاف. والمِسكين: الذي لا شيء له، والناس يجعلون المِسكين في غير موضعه فيجعلونه الفقير؛ قال أبو عبيدة: وليس كذلك، لأن الفقير الذي له شيء وإن كان قليلاً، والمسكين الذي لا شيء له. قال الشاعر:

أما الفقيرُ الذي كانت حَلوبتُه

 

وَفْقَ العيالِ فلم يُترك له سَبَدُ

فأما قوله جلّ ثناؤه: "وأما السّفينةُ فكانت لمساكينَ يعملونَ في البحر". قال أبو حاتم: فأحسبه، والله أعلم، أنهم كانوا شركاء في سفينة لا يملكون سواها. قال أبو بكر: وهذا مخالف لقول أبي عبيدة لأنه قال: المسكين الذي لا يملك شيئاً. ويقال: على فلان سَكينة ووَقار. والسِّكّين: عربي معروف، وهو فِعّيل من قولهم: ذبحت الشيء حتى سكنَ اضطرابُه. والمَسْكَنَة: الفقر، وكذلك فُسِّر في التنزيل. وسُكّان السفينة: عربي معروف، واشتقاقه من أنها تَسْكُنُ به عن الحركة والاضطراب. وكانت سَكينة بني إسرائيل، على ما ذكره الحسن البصري، ما في التابوت من مواريث الأنبياء، عليهم السلام: عصا موسى، وعِمامة هارون الصفراء، ورُضاض اللوحين اللذين رُفعا. وقال الحسن: قد جعل الله لهم سَكينةً لا يفرّون أبداً وتطمئنّ قلوبهم إليه؛ وقال مقاتل: كان في رأس كرأس الهِرّة إذا صاح كان فيه الظَّفَر لبني إسرائيل. وكَنَسْتُ البيتَ وغيرَه أكنِسه كَنْساً، إذا كسحتَه. والمِكنسة: المِكسحة. والكُناسة: ما كُنس. وكِناس الظبي من ذلك اشتقاقه لأنه يكنِس الرملَ حتى يصل الى بَرْد الثرى؛ وجمع كِناس: كُنُس وكُنْس. وفسّر أبو عُبيدة قوله جلّ وعزّ: "الجَوارِ الكُنَّس" فقال: تكنِس في المغيب كما تكنِس الظِّباء في الكُنس، والله أعلم. ويقال: فرس مكنوسة، وهي الملساء الرداء من الشَّعَر، زعموا، وليس بثَبْت. والنُّسُك أصله ذبائح كانت تُذبح في الجاهلية. قال الشاعر:

كمَنْصِبِ العِتْرِ دَمّى رأسه النُّسُكُ

والنّسيكة: شاة كانوا يذبحونها في المحرَّم في أول الإسلام ثم نُسخ ذلك بالأضاحي. قال الشاعر:

وذا النُّصُبَ المنصوبَ لا تَنْسُكَنَّه

 

ولا تَعْبُِ الشيطانَ والله فاعْبُدا

والنُّسْك في الإسلام اختلفوا فيه، فقال قوم: هو نُسْك الحجّ، وقال آخرون: هو الزهد في الدنيا من قولهم: رجل ناسك. والنَّكْس: قلبُك الشيء على رأسه؛ نَكَسْتُه أنكُسه نَكْساً. قال يصف السيوف:

إذا نُكِسَتْ صار القوائمُ تحتهـا

 

وإن نُصِبَتْ شالت عليها القوائمُ

والنُّكْس: العَوْد في المرض؛ نُكِسَ الرجلُ فهو منكوس. والنِّكْس: النصل الذي ينكسر سِيخُه فتُجعل ظُبَتُه سِنْخاً فلا يزال ضعيفاً، ثم كثر ذلك في كلامهم حتى سمّوا كل ضعيف نِكْساً. وقال قوم: النَّكْس: اليَتْن، وليس بثَبْت؛ واليَتْن: الولد تخرج رجلاه قبل رأسه. والنِّكْس من القوم: المقصِّر عن غاية النجدة والكَرَم، والجمع أنكاس.

س-ك-و

سُكْتُ الشيءَ أسوكه سَوْكاً، إذا دلكته، ومنه اشتقاق المِسواك، وهو مِفعال من ذلك؛ يقال: ساك فاه يسوكه سَوْكاً، فإذا قلت: استاكَ، لم تذكر الفم. والمِسواك تؤنّثه العرب وتذكّره، والتذكير أعلى. وفي الحديث: "السِّواك مَطْهَرَة للفم"، فيمكن أن تكون هذه الهاء للمبالغة. وقد ذُكِّر المِسواك في الشعر الفصيح. قال الراجز:

إذا أخذتْ مِسواكها مَيّحَتْ بـه

 

رُضاباً كطعم الزنجبيل المعسَّلِ

مَيّحت به كما يَميح المائحُ في البئر. ويقال: جاءت النَّعَمُ تَساوكُ هُزالاً، أي ما تحرّك رؤوسَها؛ وتساوكتِ الإبلُ هُزالاً، وكذلك غيرها. قال الشاعر:

الى الله نشكو ما نرى بجِيادنا

 

تَساوَكُ هَزْلَى مُخُّهُنّ قلـيلُ

والكَوْس: مصدر كاس البعيرُ يكوس كَوْساً، إذا قُطعت إحدى قوائمه فحبا على ثلاث. وذكر الخليل أن الكُوس خشبة مثلّثة تكون مع النّجارين يقيسون بها تربيع الخشب، وهي كلمة فارسية. وفي الحديث: "كوَّسه الله في النار"، أي كَبّه الله فيها. ويقال: كوّسه على رأسه تكويساً، إذا قلبه؛ وقد كاس هو يكوس كَوْساً، إذا فعل ذلك. قال في كَوْس الدابّة:

فظلّت تَكوسُ على أكْرُعٍ

 

ثلاثٍ وكان لها أربـعُ

والتكاوس: التراكم؛ وكذلك تكاوسَ النبتُ، إذا ركب بعضُه بعضاً. والكَيْس أصله الواو، معروف؛ تقول: هذا الأكْيَسُ وهي الكُوسَى وهنّ الكُوسُ والكُوسيّات للنساء خاصةً. والكَسْو: مصدر كسوتُه أكسوه كَسْواً، والاسم الكِسْوَة؛ والكِساء من هذا اشتقاقه. والكُسْوَة والكِسْوَة لغتان، وهي لباس، ولها معانٍ تختلف، تقول: كسوتُ فلاناً، إذا ألبسته ثوباً؛ واكتسى، إذا لبس الكِسوة؛ وكسوتُه مَدْحاً، إذا أثنيت عليه؛ وكسوتُه ذَمّاً، إذا هجوته؛ واكتست الدابةُ عَرَقاً، إذا شمِلَ بَشَرَها العَرَقُ. قال رؤبة يصف ثوراً وكلاباً كساها دماً طريّاً:

وقد كسا فيهنّ صِبْغاً مُرْدَعا

وبلّ من أجوافهنّ الأخْدَعا

ويقال: اكتست الأرضُ بالنبات، إذا تغطّت به. ويقال في تثنية الكِساء: كِساءان وكِساوان، والنسبة إليه كِسائيّ وكِساويّ. والوَكْس في البيع: الاتّضاع؛ يقال: لا تُوكَسْ يا فلانُ في الثمن؛ وإنه ليوضَع ويوكَس، وقد وُضِعَ ووُكِسَ. ودفع قوم يوضَع فقالوا: لا يقال: يوضَع، إنما هو: وُضِعَ. والوَكْس: دخول القمر في نجم يُكره. قال الراجز:

هيَّجها قبلَ ليالي الوَكْسِ

س-ك-ه

سَهَكَتِ الريحُ الترابَ تسهَكه سَهْكاً، إذا قشرته عن الأرض، والرياح سَواهك، وريح مَسْهَكَة وسَيْهوك. وسَهَكْتُ الشيءَ مثل سحقتُه، إلا أن السّهْك دون السّحْق لأن السّهْك أجرشُ من السّحْق. وسَهَكَ العطّارُ الطّيبَ على الصّلاءة والصّلاية، إذا رضّه ولم يسحقه، فكأن السّهْك قبل السّحْق. ويقال: شمِمتُ من يده سَهَكاً، أي رائحة نتنة. واستعمله قوم في كل مشموم من دنس مُنتن، وفصل قوم من أهل اللغة بينه فقالوا: شمِمتُ سَهَك السمك وزُهومة اللحم وخَنَزَ الشحم والسمن، والدَّرَنُ مما سوى ذلك مما لا ريح له.

س-ك-ي

الكَيْس: معروف، وأصله عند قوم من الواو، وأبى ذلك النحويون. والكَيِّس عند قوم في وزن الطّيِّب. قال النحويون: إنما قولهم الكُوسى والطّوبى لعلّة، لأنهم بنوها على فُعْلى فلما انضمّت الفاء من فُعْلَى قُلبت الياء واواً. ويقال: مررتُ في أكساء الإبل، أي عند أذنابها، الواحد كُسْي وكُسْو.

باب السين واللام

مع ما بعدهما من الحروف

س-ل-م

السَّلْم والسِّلْم والسَّلَم، وقد قُرئ على ثلاثة أوجه؛ والسِّلْم: ضد الحرب، ومنه اشتقاق السلامة. والسّليم: الملوغ، سمّي بذلك تفاؤلاً بالسلامة، في قول بعض أهل اللغة. والسَّلْم: الدلو، مذكر، وهو الدلو الذي له عَرْقُوَة في وسطه، فإذا صرتَ الى اسم الدلو فكل العرب تؤنّثها. والسَّلَم مثل السّلَف في حَبّ أو تمر أو غيره. والسّلام: مصدر المسالَمة. والسِّلام: الحجارة الرِقاق، الواحدة سَلِمَة. قال الشاعر:

تَداعينَ باسم الشَّيب في متثلِّمٍ

 

جوانبُه من بصرةٍ وسِـلامِ

يصف حوضاً. وبنو سَلِمَة: بطن من الأنصار، وليس في العرب بنو سَلِمَة غيرهم. والسَّلَم: ضرب من العِضاه، الواحدة سَلَمَة، بفتح اللام. والسَّلامان: ضرب من الشجر، الواحد سَلامانة. وسَلْمان: موضع. قال أبو زيد: وبسَلْمان مات نوفل بن عبد مَناف. قال الشاعر:

ومات على سَلْمانَ سَلْمَى بنُ جَنْدَلٍ

 

وذلك مَيْتٌ لو علمـتِ عـظـيمُ

وأبو سَلْمان: دُوَيْبة شبيهة بالجُعَل. وسَلْمى وأَجأ: جَبَلا طيّئ. قال الراجز:

وإن تصلْ لَيْلى بسَلمى أو أجا

أو باللِّوى أو ذي حُساً أو يَأجَجا

والسُّلاميات: فصوص أعلى القدمين، وهي من الإبل في الأخفاف عظام صغار يجمعها عَصَب. قال الراجز:

لا يشتكينَ عَمَلاً ما أنْقَيْنْ

ما دام مُخٌّ في سُلامَى أو عَيْنْ

والسُّلامَى والعين آخر ما يبقى فيه الطِّرْق من ذوات الأربع. قال الشاعر:

أرارَ الله مُخَّكِ في السُلامى

 

علي من بالحنين تعوِّلينـا

وقوله أرار: جعله رِيراً، أي رقيقاً، ولا يُستعمل إلا في المخّ؛ يدعو على الحمامة. وقد سمّت العرب سالماً وسَلْماً وسُلَيْماً، وهو أبو قبيلة منهم. وفي العرب بطون يُنسبون الى سَلامان: بطن في الأزْد، وبطن في قُضاعة، وبطن في طيئ. وسمّت العرب أيضاً: مسلّماً وسَلْمى، وهو أبو زهير بن أبي سُلمى. قال أبو بكر: وليس في العرب سُلْمَى مثل فُعْلَى غيره. وبنو سُلَيمَة: بطن من الأزد، وبنو سُلَيمَة: بطن من عبد القيس، وكذلك سُلَيْمى. فأما سُلْمِيّ، بكسر الميم، فكثير. قال الشاعر:

وأتيتُ سُلْمِيّاً فعُذْتُ بقبـره

 

وأخو الزّمانة عائذٌ بالأمْنَعِ

والسُّلَّم يذكَّر ويؤنّث، وهو في التنزيل مذكّر. وأسْلَم: اسم، وهو أبو قبيلة. والأسْلوم: بطون من اليمن. والأُسَيْلِم: عِرق في اليد يقال إن القِيفال. وسَلامة: اسم. وللسّلام موضع في التنزيل فذكر قوم أن السّلام الله عزّ وجلّ، وهو في التنزيل: "السّلام المؤمن المُهَيْمن". والسّلام: التحيّة، وأحسبها راجعة الى ذلك. والسَّمَل: الثوب الخَلَق؛ ثوب سَمَلٌ وأثواب أسمال، وربما قالوا: ثوب أسمال، كما قالوا: قِدر أعشار وجفنة أكسار. والسَّمَلَة: الماء القليل في أسفل الحوض. قال الراجز:

أعراضُهم ممغوثةٌ مُمَرْطَلَهْ

في كلِّ ماءٍ آجنٍ وسَمَلَهْ

ممغوثة: مدلوكة؛ ومُمَرْطَلَة: مسترخية رطبة. وسَمَلْتُ عينَ الرجل أسمُلها سَمْلاً، إذا أحميت لها حديدة فكحلتها بها. وفي الحديث: "فسَمَلَ أعينَهم". وأبو سَمّال الأسَدي: رجل معروف، وله حديث. وبنو سَمّال: بطن من العرب سَمَلَ أبوهم رجلاً فسُمّي سَمّالاً. والسَّمَال: شجر، لغة يمانية، وهي التي تسمّى الشِّبِتّ. واللّمْس أصله باليد ليُعرف مَسُّ الشيء، ثم كثر ذلك في كلامهم حتى صار كل طالب ملتمساً. والملامسة في بعض الأقاويل: كناية عن النِّكاح، وفي بعضها: الملامسة باليد؛ ويقولون: فلانة لا تمنه يدَ لامِسٍ، كأنهم أرادوا لِين جانب المرأة وانقيادها. وقد سمّت العرب لامساً ولَميساً ولَمّاساً ولُمَيْساً. والمَسْل، والجمع مُسْلان: خَدٌّ في الأرض شبيه بالانهباط ينقاد ويتسطيل؛ فأما المَسيل فهو مَفْعِل لأنه سال يسيل، والميم زائدة، وكان أصله مَسْيِلاً. ومُسالا الرجل: جانبا لحيته، والواحد مُسال. قال الشاعر:

فلو كان في الحيّ النّجيِّ سَوادُه

 

لما مَسَحَتْ تلك المُسالاتِ عامرُ

والمَلْس: مصدر مَلَسْتُ الشيء مَلْساً، ومَلَسَ الشيءُ يملُس مَلْساً، إذا انخنس انخناساً سريعاً وامّلس امِّلاساً. وبه سُمّي الرجل مَلاّساً؛ ومنه قولهم: ناقة مَلَسَى: سريعة. وامتُلس بصرُه، إذا اختُطف. والشيء الأملس مثل الصخرة الملساء ونحوها من هذا أيضاً لامِّلاس ماء المطر عنها وكل شيء عليها. وأرض إمْليس، والجمع أماليس، وهي الملساء التي لا شُخوص ولا شجر فيها. وامَّلس الشيءُ من يدك، إذا سقط وأنت لا تشعر به. وبعتُه المَلَسَى، أي بنَسيئة.

س-ل-ن

اللَّسَن مصدر قولهم: رجل لَسِنٌ بَيّن اللَّسَن، إذا كان حديد اللسان. ولَسَنْتُ الرجلَ ألسُنه لَسْناً ولَسَناً، إذا تناولته بلسانك. قال الشاعر:

وإذا تَلْسُنُني ألْسُنُـهـا

 

إنني لستُ بمأفونٍ نَثِرْ

ويُروى بموهونٍ نَثِرْ؛ ويُروى: بمأووفٍ فَقِرْ. والنَّثِر: الكثير الكلام؛ واللَّسَن: ذمّ في النساء، محمود في الرجال. واللِّسان: معروف، يذكَّر ويؤنَّث، فمن أنّث جمع على ألْسُن مثل ذراع وأذْرُع، ومن ذكَّر قال: لسان وألسِنة مثل حمار وأحمِرة. وألسنتُ الرجلَ فَصيلاً، إذا أعَرْته فصيلاً ليلقيَه على ناقته فتدُرُّ عليه فكأنه أعاره لسان فصيله. ولسّنتُ النعلَ تلسيناً، إذا خرطت صدرها ودقّقتها من أعلاها، والنعل ملسَّنة. والنَّسْل، نَسْلُ الرجل: ولدُه وولدُ ولِده؛ والناس نَسْلُ آدَم؛ وفلان من نسلٍ طيّب أو نسلٍ خبيث. والنَّسيل والنُّسالة: ما نسل من وَبَر البعير أو شَعَر الحمار. والنَّسَل والنَّسَلان: عَدْو من عدو الذئب فيه اضطراب، مثل العَسَل والعَسَلان. والنّسيلة: الفتيلة، فتيلة السّراج، في بعض اللغات.

س-ل-و

السُّلُوّ: مصدر سَلَوْتُ أسلو سُلُوّاً وسَلْواً. وسقيتَني عنكَ سَلْوَةً، أي أبصرتُ منك ما سلوتُ به عنك. قال الشاعر:

سقَوني سَلْوَةً فسلوتُ عنها

 

سقى الله المنيّةَ من سقاني

والسُّلْوانة: خَرَزة يزعمون أنهم إذا صبّوا عليها الماء فسُقي الرجل منها سَلا. قال الراجز:

لو أشربُ السُّلْوانَ ما سَلِيتُ

ما بي غِنًى عنكَ وإن غَنيتُ

ويقال: أُعطي فلانٌ سُؤلَه، مهموز وغير مهموز. والوَلْس: الخيانة، ومنه قولهم: لا يُدالِس ولا يُوالِس. فأما الأُلاس والأَلْس فذهاب العقل؛ رجل مألوس، إذا كان كذلك. ولُسْتُ الشيءَ في فمي ألوسه لَوْساً، إذا أدرته بلسانك في فيك.

س-ل-ه

السَّلّة المعروفة التي يُجعل فيها الشيء ليست من كلام العرب. فأما السّلّة من السَّرِقة فعربية صحيحة، يقولون: في بني فلان سَلّةٌ، إذا كان فيهم سَرَقٌ. والسّهْل: ضدّ الحُزْن؛ مكان سهْلٌ بيّن السّهولة. وأسهلَ القومُ، إذا ركبوا السّهْلَ. ونهر سَهِل: فيه سِهْلَة، وهو رمل جَريش ليس بالدُّقاق. ورجل سَهْل الخلائق والأخلاق. وكل شيء أمكنك أخذُه عفواً فقد سهُلَتْ مخارجُه. وقد سمّت العرب سَهْلاً وسُهيلاً. وسُهَيْل: نجم معروف. والإسهال: انطلاق النّجْو ولِينه. واللّهْس من قولهم: لَهَسَ الصبيّ ثديَ أمه، إذا لَطِعَه بلسانه ولمّا يَمْصَصْه. والهَلْس: رجل به هَلْس وهُلاس، وهو السِّلّ بعينه؛ وهُلِسَ الرجلُ هُلاساً فهو مهلوس.

س-ل-ي

سَليتُ عن الشيء أسلَى وسلوتُ أسلو. وأنشدوا لأبي النجم العجلي:

أيامَ أمِّ الغَمْرِ لا نسلاها

ولو تشاءُ قَتَلَتْ عيناها

وسال الشيءُ يسيل سَيْلاً وسَيَلاناً. وليس: كلمة يُنفى بها الشيء ويُخبر عن عدمه. وذكر الخليل أن أصلها: لا أيس لأن أيس: موجود، ولا أيس: معدوم، فثقل عليهم فقالوا: ليس. واللِّيس: جمع أَلْيَس من قوم لِيسٍ، والألْيَس: الشجاع في الحرب لا يبرح موقفه. ويقال: فعل القومُ كذا وكذا ليسي، أي غيري. قال الراجز:

عَدَدْتُ قومي كعديد الطَّيْسِ

إذا ذهبَ القومُ الكرامُ ليسي

قال أبو بكر: الطّيْس: الكثير؛ يقال: ماء طَيْسٌ، أي كثير، وماء طَيْسَل، اللام فيه زائدة.

باب السين والميم

مع ما بعدهما من الحروف

س-م-ن

السَّمْن: معروف. والسّمين: ضد المهزول. والسُّمانَى: طائر. وسَمْن وسُمْن: موضعان. وسُمَيْنَة: موضع أيضاً. وسُمْنان أيضاً: موضع. والسَّنَم: مصدر سَنِمَ البعيرُ سَنَماً، إذا عظم سَنامه؛ عن أبي عبيدة، ومنه اشتقاق السَّنام. ومجد مسنَّم: عظيم. وكل شيء رفعته فقد سنَّمته، ومنه اشتقاق تسنيم، وهو اسم. والإسنام: ضرب من النبت، الواحدة إسنامة. والمِسَنّ: الذي يُسَنّ عليه الحديد، مِفْعَل من السَّنّ، الميم زائدة. وسُئل الأصمعي عن البيت المحمول على امرئ القيس:

وسِنٍّ كسُنَّيقٍ سَناءً وسَـنَّـمـاً

 

ذَعَرْتُ بمِدلاج الهجير نَهوضِ

فقال: السِّنّ: الثور الوحشي. قال أبو حاتم: سُنَّيْق: أكَمَة، قال: وقال الأصمعي: لا أعرف سَنَّماً. وتَسنيم: عين؛ وكذا فُسِّر في التنزيل، والله أعلم. والنَسَمة: النَفْس، والجمع نَسَم. وتنسّمتُ نسيماً طيباً، أي شمِمتُ رائحة طيبة. والنَّسَم: النّفَس أيضاً؛ لغة يمانية، يقولون: تنسّمتُ في معنى تنفّستُ. والنَّمَس: بقاء وَضَرِ الدُّهن في الشّعَر وغيره حتى يَزْنَخ؛ نمِس ينمَس نَمَساً. ونامستُ الرجلَ منامسةً ونِماساً، إذا جعلته موضعاً لسرّك. وكل شيء سترتَ فيه شيئاً فهو ناموس له. وفي الحديث: "إنه للنّاموسُ الأكبر الذي كان يأتي موسى عليه السلام". وناموس الصائد: قُترته التي يستتر فيها. والنَّمْس: ضرب من دوابّ الأرض وسباعها، مُنتن الرائحة فيما زعموا.

س-م-و

سما الرجلُ يسمو سُمُوّاً، إذا علا وارتفع فهو سامٍ كما ترى. وسماء كل شيء: أعلاه. وسُمْتُ الرجلَ أسومه سَوْماً، إذا كلّفته عملاً أو أجشمته أمراً يكرهه، وسُمْتُه خَسْفاً، وأكثر ما يُستعمل في المكروه. وسامت الماشيةُ، إذا دخل بعضُها في بعض في الرعي. وسام الجرادُ يسوم سوماً، إذا دخل بعضه في بعض. والسَّوام: الإبل السائمة، أي الراعية. وسامَ الرجل ماشيتَه يسومها سَوْماً، إذا رعاها، فالماشية سائمة والرجل مُسِيم، ولم يقولوا سائم، خرج هذا من القياس. والوَسْم: كل شيء وسمتَ به شيئاً؛ وسَمْتُه أسِمُه وَسْماً. والمِيسَم: الحديدة التي يوسَم بها، والياء في المِيسم واو قُلبت ياءً لكسرة ما قبلها. والمَوْسِم: مجتمع الناس، ومنه اشتقاق موسِم الحجّ. والوَسْميّ: المطر الذي يَسِمُ وجهَ الأرض كأنه يؤثر فيها؛ هكذا يقول بعض أهل اللغة، وأنكر ذلك آخرون. ورجل وَسيم بَيّن الوَسامة، إذا كان جميلاً؛ وإنه لَوَسيم قَسيم؛ وربما قالوا: ما به من الوسامة والقسامة. والوَمْس: احتكاك الشيء بالشيء حتى ينجرد. قال الشاعر:

يكاد المِراحُ الغَرْبُ يَمسي غُروضَها

 

وقد جرَّد الأكتافَ وَمْسُ المَـواركِ

المَوارك: جمع مَوْرِكَة وموْرَكَة، وهي جلدة تعلّق بين يدي الرَّحل يتورّك عليها الراكبُ إذا أعيا توقّي غاربَ البعير.

س-م-ه

السُّمَّهَى وزنه فُعَّلَى، وهو الكذب. وقال قوم: ذهب فلان في السُّمّهَى، إذا ذهب في الكذب والباطل. وذكروا عن يونس أنه قال: السُّمّهَى: الهواء بين السماء والأرض. وسَمِهَ الرجلُ يسمَه سَمَهاً، إذا دُهش، فهو سامه من قوم سُمَّه. والسُّمَّهَة: خُوص يُسَفّ ويُجعل شبيهاً بالسُّفْرَة. والسَّهْم: اسم يجمع الواحد من النبل والنُّشّاب، والجميع سِهام، وأدنى العدد أسْهُم. والسَّهْم: النصيب؛ هذا سهمك من هذا المال، أي نصيبك. وساهمتُ الرجلَ مساهمةً؛ وتساهمَ الرجلانُ، إذا ضربا بسهميهما ليقتسما. والسَّهام: الريح الحارّة. قال الشاعر:

كأنّا على أولاد أحْقَبَ لاحَها

 

مفاوِزُ تَرمي بينها بسَهـامِ

والسُّهام: داء يصيب الإبل كالعُطاش، وربما مَوّتَتْ منه. وسَهَمَ وجه الرجل فهو ساهم، إذا ضمَرَ وتغيّر من جوع أو مرض؛ ومنه قولهم: خيل سَواهِمُ، إذا اعترق التعبُ لحمَ وجوهه. والسَّهوم: ضرب من الطير، ويقال: هي العُقاب. والسُّهْمَة من قولهم: بيني وبين فلان سُهْمَة، أي قرابة أو سبب، وقد سمّت العرب سَهْماً، وهو أبو قبيلة، وسُهَيْماً. وإبل سَواهم، إذا غيّرها السّفر. ويُجمع سَهْم النصيب سُهماناً، ولا يُجمع سهم الرامي إلا سِهاماً. والهَسْم من قولهم: هسمتُ الشيءَ أهسِمه هَسْماً، إذا كسرته. والهَمْس: الوطء الخفيّ، وكذا فُسِّر في التنزيل، والله أعلم، وبه سُمّي الأسد هَموساً، وفسّر أبو عبيدة قوله تعالى: "فلا تَسْمَعُ إلا هَمْساً"، قال: حفيف الأقدام. وكل خَفيٍّ هَمْسٌ. قال الراجز:

قد خطبَ النومُ إليّ نفـسـي

هَمْساً وأخفى من نَجيِّ الهَمْسِ

وما بأن أُطْلِبَـه مـن بـأس

أُطلِبه: أعطيه ما يطلب. وأنشدنا أبو حاتم عن أبي زيد:

إني رأيتُ عَجَباً مذ أمْسا

عجائزاً أبصرتُهنّ خَمْسـا

يأكلن ما في رَحْهنّ هَمْسا

لا تركَ الله لهنّ ضِرْسـا

قال أبو بكر: أمسا لغة. وقد سمّت العرب هُمَيْساً وهَمّاساً. والمشي الهَميس نحو الهَمْس. وأنشد:

فهنّ يمشين بنا هَمِيسا

س-م-ي

السِّيمِياء ممدود، والسِّيما مقصور، وستراه في موضعه إن شاء الله تعالى، وهو علامة يعلّمون بها أنفسهم في الحرب. والمَيْس: ضرب من الشجر تُنحت منه الرحال، الواحدة مَيْسَة. قال الشاعر:

كأن أصواتَ من إيغالهنّ بـنـا

 

أواخرِ المَيْسِ أصواتُ الفراريجِ

أراد الرِّحال. وماس الغصنُ يميس مَيْساً ومَيَساناً فهو مائس وميّاس. والمَسْيُ: مسح الضّرع ليدُرَّ؛ مساه يَمسيه مَسْياً، وكل شيء استللته من شيء فقد مَسَيْتَه منه. والمُسْيُ: ضد الصبح.

باب السين والنون

مع ما بعدهما من الحروف

س-ن-و

استُعمل من وجوهها: سنا الساقي يسنو سَنْواً وسُنُوّاً، إذا استقى على البعير خاصة. والساقية: السانية، والجمع سَوانٍ. وسُوان: موضع، وليس بالعربي أحسبه. والنَّوْس: مصدر ناس ينوس نَوْساً، وهو الاضطراب؛ وبه سُمّي ذو نُواس ملك من ملوك حمير لذؤابتين كانتا له تنوسان على ظهره. والنَّسء، مهموز: انحتات أوبار الإبل لابتداء سِمَنها. قال الهذلي:

بها أبَلَتْ شهرَي ربيعٍ كليهمـا

 

فقد شاع فيها نَسْؤُها واقترارُها

يقال: اقترّت الإبلُ، إذا ابتدأ فيها السِّمَنُ. وامرأة نَسْء، والجميع نُسوء، إذا حملت. والوَسَن: اختلاط النوم بالعين قبل استحكامه، وهي السِّنَة، والسِّنَة ناقصة تراها في بابها إن شاء الله. وقد فصل الله تعالى بين السِّنَة والنوم فقال: "لا تأخذُه سِنَةٌ ولا نَوْم". وقال الشاعر:

وسْنانُ أقصدَه النُعاسُ فرنّقتْ

 

في عينه سِنَةٌ وليس بنـائمِ

س-ن-ه

السَّنَة: معروفة. والسِّنَة: النوم، وقد مرّ ذكرها. والنَّهْس: أخذُك الشيء بمقدَّم فيك؛ ويقال: نَهَسَتْه الحيةُ تنهَسه نَهْساً. والنُّهَس: ضرب من الطير.

س-ن-ي

استُعمل من وجوهها: السّين، الحرف من الحروف المعجمة.

باب السين والواو

مع ما بعدهما من الحروف

س-و-ه

السَّوْءة مهموزة، تراها في موضعها إن شاء الله. والسّهْو: مصدر سها يسهو سَهْواً. والسّهْوَة: شبيه بالمُخْدَع أو الرفّ في البيت، زعموا. والوَهْس: الوطء الشديد؛ وَهَسْتُه أهِسُه وَهْساً. والوَهْس: شدّة الأكل أيضاً. والهَوْس من قولهم: هاس يهوس هَوْساً، وهو إفساد الشيء وعَيْثُك فيه؛ هاس الذئبُ في الغنم يَهوس هَوْساً، إذا أفسد فيها.

س-و-ي

سُوَى: بضم السين: موضع بعينه. وسِوًى: القصد أو العَدل؛ وكذا فُسّر في قوله تعالى: "مكاناً سِوًى"، أي عدلاً بيننا وبينكم، والله أعلم. ووَيْس: كلمة يُتحنّن بها على الرجل يقولون: وَيْسَه مثلما قالوا: ويحَه، وربما جعلوه في معنى التصغير له.

باب السين والهاء

مع ما بعدهما من الحروف

س-ه-ي

السِّيَة: سِيَة القوس، معروفة. وسِيّة الأسد: عِرِّيسه، بتثقيل الياء، وليس هذا موضعه. والهَيْس: أخذُك الشيء بكثرة؛ هاس يَهيس هَيْصاً. والهَيْس: الفَدّان؛ لغة يمانية. وكلمة للعرب يقولون: هِيسِ هِيسِ عند إمكان الأمر والإغراء به. قال الراجز:

يا طَسْمُ ما لاقيتِ من جَديسِ

إحدى لياليكِ فهِيسي هِيسي

انقضى حرف السين والحمد لله حقَّ حمده وصلواته على سيدنا محمد نبي الرحمة وآله الطاهرين.

حرف الشين في الثلاثي الصحيح

وما تشعب منه

باب الشين والصاد

مع ما بعدهما من الحروف

ش-ص-ض

أُهملت وكذلك حالهما مع الطاء والظاء والعين والغين والفاء.

ش-ص-ق

يقال: ما لي في هذا المال شِقْص، أي سهم. وشَقيص، أي قليل من كثير، والجمع أشقاص. والمِشْقَص: نصل عريض طويل من نصال السهام. قال الشاعر:

فلو كنتمُ تمراً لكانوا جُرامةً

 

ولو كنتمُ نَبْلاً لكانوا مَشاقصا

ش-ص-ك

أُهملت وكذلك حالهما مع اللام.

ش-ص-م

شمّصتُ الفرسَ تشميصاً، إذا نزَّقته أو نخَسته ليتحرّك.

ش-ص-ن

الشّانِص: المتعلّق بالشيء؛ شَنَصَ يشنُص شُنوصاً. وشُناص: موضع. قال الشاعر:

دفَعناهنّ بالحَكَمات حـتـى

 

دُفِعْنَ الى عُلاً والى شُناصِ

عُلا وشُناص: موضعان. ونَشَصَتِ المرأةُ على زوجها تنشِص نُشوصاً، وهي ناشص، مثل ناشز سواء. قال الشاعر:

تقمَّرها شيخٌ عِشاءً فأصبحـتْ

 

قُضاعيةً تأتي الكواهنَ ناشصا

ونَشَصَت ثنيّةُ الإنسان، إذا تحركت فارتفعت عن موضعها. ونَشَصَ السحابُ، إذا ارتفع في قُطر الهواء، وهو النَّشاص.

ش-ص-و

شُصْتُ الشيءَ أشوصه شَوْصاً، إئا نصبته بيدك أو زعزعته عن موضعه؛ ويقال: شاصَ فاه بالسِّواك يشوصه شَوْصاً، إذا استاكَ من سُفْل الى عُلْو. وبه سُمّي هذا الداء الشَّوْصَة لأنها ريح ترفع القلب عن موضعه. ويقال: شُصْتُ الشيءَ، إذا دلكتَه بيدك، مثل مُصْتُه سواء.

ش-ص-ه

أُهملت.

ش-ص-ي

الشِّيص: شِيص النخل، فارسي معرّب، ويسمّى الصِّيصاء أيضاً. قال الراجز:

يَعتلقون من حِذار الإلقاءِ

بتَلِعاتٍ كجُذوع الصِّيصاءِ

عُنُق تَلِعَة وأعناق تَلِعات، أي طوال؛ فأما التّلْعَة المعروفة فبالتسكين لا غير.

باب الشين والضاد

أُهملتا مع سائر الحروف.

باب الشين والطاء

مع ما بعدهما من الحروف

ش-ط-ظ أُهملت.

ش-ط-ع

شَطِعَ يشطَع شَطَعاً، إذا جزعَ من مرض، مثل شَكِعَ يشكَع شَكَعاً. والعَشْط: اجتذابك الشيء منتزعاً له؛ عَشَطْتُه أعشِطه عَشْطاً. ومنه اشتقاق العَشَنَّط، النون زائدة، وهو الرجل الطويل، وكذلك العَشَنّق. والعطَش: معروف؛ عَطِشَ يعطَش عَطَشاً. والعُطاش: داء يصيب الصبيَّ يشرب الماء ولا يَروى. ويقولون: عطِشتُ الى لقائك، كما يقولون: ظمئتُ إليه.

ش-ط-غ

الغَطَش: الظلمة؛ ليل أغْطَشُ وليلة غَطْشاءُ. وفلاة غَطْشى: مظلمة لا يُهتدى فيها. وتغطّشت عينُه، إذا أظلمت.

ش-ط-ف

انفشطَ العُود، إذا انفضخ، ولا يكون إلا رطباً، زعموا، وليس بثَبْت.

ش-ط-ق

أُهملت.

ش-ط-ك

الكَشْط: سلخُك الجلدَ عن البعير؛ كشطتُه أكشِطه كَشْطاً. ولا تقول العرب: سلختُ البعير، إنما يقولون: كشَطتُه أو جلدتُه، ويقولون: كشطتُ عنه ولا يقولون: جلدتُ عنه. وأخبرنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال: وقف رجل على كِنانةَ وأسد ابني خُزيمة وهما يكشِطان عن بعير لهما فقال لرجل قائم: ما جِلاء الكاشِطَيْن? فقال: خابئةُ المَصادع وهَصّار الأقران. فقال: يا كِنانةُ ويا أسدُ أطعماني من هذا اللحم فأطعماه. قال أبو بكر: قوله: ما جِلاء الكاشِطَيْن، أي ما اسمهما? وقوله: خابئة المصادع يعني الكِنانة، والمَصادع: السِّهام، واحدها مِصْدَع. وهَصّار الأقران يعني الأسد. قال الشاعر في المِصْدَع:

فأنفذَ طُرَّتَيْه المِصْدَعُ

طُرَّتَيه: جنبيه وناحيتيه.

ش-ط-ل

أُهملت.

ش-ط-م

الشَّمَط: معروف؛ شَمِطَ شَمَطاً، وكلّ خليطين خلطتهما فقد شَمَطْتَهما، وهما شَميط. وبه سُمّي الصبح شَميطاً لاختلاطه بباقي سواد الليل. قال الشاعر:

شَميطُ الذُّنابَى جوِّفتْ وهي جَونةٌ

 

بنُقْبَةِ ديباجٍ ورَيْطٍ مـقـطَّـعِ

يصف فرساً. قوله: شَميط الذُنابى، أي شَعْلاء؛ والتجويف: ابيضاض البطن حتى ينحدر البياض في القوائم. ويقال: هذه قِدْرٌ تَسَعُ شاةً بشَمْطها وشُمْطها، أي بتوابلها. وقال العُكْليّك بشِمْطها. قال أبو بكر: ولم أسمع ذلك إلا منه. والطّمْش: الناس؛ يقال: ما في الطّمْش مثلُه. قال الراجز:

قد علِمَ الرحمنُ ربُّ العرشِ

أنّ بني العَوّام خيرُ الطّمْشِ

والمَشْط من قولك: مَشَطْتُ الشعرَ أمشِطه وأمشُطه مَشْطاً فهو مَشيط وممشوط، وما سقط منه: المُشاطة. والمُشْط الذي يُمشط به بضمّ الميم، وكسرُها خطأ، إلا أن تقول: مِمْشَط فتزيد ميماً أخرى. ويقال: مشّطتِ الناقةُ تمشيطاً، إذا رأيت في سَنامها كهيئة الأمشاط من الشحم. ومُشْط القدم: ظاهرها. ومَشِطَتْ يدُ الرجل تمشَط مَشَطاً، إذا خشُنت من العمل.

ش-ط-ن

الشَّطَن: الحبل، والجمع أشطان. ورجل شاطن، إذا كان خبيثاً، زعموا؛ ومنه اشتقاق الشيطان. فأما قولهم: شَطَنَ عنّا، في معنى بعُدَ، فصحيح. وشَطَنَتِ الدارُ شُطوناً، إذا بعُدت. ونوًى شَطونٌ، أي بعيدة. واختلفوا في اشتقاق الشيطان، فقال قوم من أهل اللغة: اشتقاقه من شاط يَشيط وتشيّط، إذا لفحته النارُ فأثّرت فيه، والنون فيه زائدة. قال الراجز:

كشائطِ الرُبِّ عليه الأشْكَلِ

قال أبو بكر: هذا الرجز لأبي النجم، وإنما يصف فحلاً من الإبل قد جَسِدَ ولَبِدَ خَطْرُه على فخذيه فشبّه برُبّ السمن الذي قد نالت منه النار فاسوادّ، والياء فيه أصلية، والشُّكلة: بياض في حُمرة؛ وعين شَكْلاء، إذا كان في بياضها حُمرة. ومن قال إن النون فيه أصلية فهو من شَطَنَ فهو شاطن، أي بعُد عن الخير. وقرأ الحسن: وما تنزّلتْ به الشّياطونَ؛ قال أبو بكر: هذا خلاف الخطّ. والنَّشْط: شدُّك الحبلَ بأُنشوطة فإذا أمرته أن يشُدَّه قلت: أُنْشُطْه نَشْطاً، وإذا أمرته أن يحُلَّه قلت: أَنْشِطْهُ إنشاطاً. وبئرٌ أنشاطٌ، إذا كان يُنْزَع دلوُها بنَشْطَة واحدة؛ هكذا قال الأصمعي، بفتح الهمزة، وقد قالوا: إنشاط، بكسر الهمزة. وسَير مِنشَط، أي ممتدّ بعيد. ويقال: نشَطَتْه الحيةُ، إذا نهشته بمقدَّم فيها. ورجل نَشيط بَيّن النّشاط، وكذلك الدابّة. وثور ناشط، إذا نشَطَ من بلد الى بلد. والنّشيطة: ما انتشطه الجيش قبل الغنيمة، وذلك يكون للرئيس. قال عبد الله بن عَنَمَة الضبيّ:

لك المِرْباعُ منها والصّفـايا

 

وحُكْمُكَ والنّشيطةُ والفُضولُ

والمِرباع: رُبع الغنيمة كان يؤخذ في الجاهلية فصار في الإسلام خُمساً؛ والصّفايا: ما اصطفاه الرئيسُ أيضاً. والنّشاط: معروف، وهو المَرَح؛ نَشِطَ ينشَط نَشاطاً فهو نَشيط. وقد سمّت العرب نَشيطاً. ويقال: تنشّطت الناقةُ الأرضَ، إذا قطعتها. قال الراجز:

تنشّطَتْه كلُّ مِغْلاةِ الوَهَقْ

مضبورةٍ قَرواءَ هِرْجابٍ فُنُقْ

المِغْلاة: التي تغالي في السير؛ والوَهَق: المباراة في السير. والنَّطْش: أصل بناء قولهم: ما به نَطيش، أي حركة.

ش-ط-و

الشَّطء، مهموز وستراه في بابه إن شاء الله، وهو ما يُخرجه الزرع من فِراخه، لا يكون إلا في البُرّ والشعير؛ وكذا فُسِّر في التنزيل: "كزرْعٍ أخْرَجَ شَطْأَه فآزَرَه"، والله أعلم. وشَطَأ الزرعُ وأشطأ، إذا كان كذلك، ولم يتكلّم فيه الأصمعي. والشّوْط من قولهم: عدا شَوْطاً أو شوطين، أي طَلَقاً أو طَلَقَيْن. ويسمّى ابن آوَى شوْطَ بَراحٍ، فأما قولهم آوي فخطأ. ويقال لهذا الضوء الذي يدخل من الكِواء الى البيوت في الشمس: شَوْطُ باطلٍ، وليس بالثّبْت، وقد قالوا: خيْطُ بالطلٍ، وهو أصحّ الوجهين. والوَطْش، قال: وَطَشْتُ القومَ عني وَطْشاً، إذا دفعتهم عن نفسك، ووطّشتهم توطيشاً.

ش-ط-ه

الطّهْش: فعل ممات، ومنه بناء طَهْوَش، وهو اسم؛ وأصل الطّهْش اختلاط الرَّجُل فيما أخذ فيه من عمل بيده فأفسده ونحو ذلك.

ش-ط-ي

الشّيْط: مصدر شاط الشيءُ يَشيط شَيْطاً وشَيَطاناً، إذا احترق. قال أبو النجم:

كشائطِ الرُّبِّ عليه الأشْكَلِ

وشيّطتُ اللحمَ تشييطاً، إذا دخّنته ولم تُنضجه. وأشاطَ الرجلُ بدم الرجل عند السلطان، إذا سبعه بما يعرّضه للقتل. واستشاط الرجلُ غضباً، إذا التهب وتغيّظ. وقال قوم من أهل اللغة إن اشتقاق الشيطان من شاط يَشيط. وناقة مِيشاط: سريعة السِّمَن. والطّيْش: ضدّ الحِلْم؛ طاش الرجل يَطيش طَيْشاً فهو طائش. ورجل طَيّاش: نَزِقٌ خفيف. والأطْيَش: طائر ذكره أبو مالك ولم يجئ به غيره. وطاشَ السهمُ، إذا جاز عن الهدف.

باب الشين والظاء

مع ما بعدهما من الحروف

ش-ظ-ع

أُهملت وكذلك حالهما مع الغين.

ش-ظ-ف

الشَّظَف: الغِلَظ في العيش؛ عيش شَظِفٌ، أي غليظ.

ش-ظ-ق

أُهملت وكذلك حالهما مع الكاف واللام.

ش-ظ-م

الشّمْظ: المنع؛ شَمَظْتُ فلاناً عن كذا وكذا، إذا منعته. قال الشاعر:

ستشمِظكم عن بطنِ وَجٍّ سيوفُنا

 

ويصبح منكم بطنُ جِلدانَ مُقْفِرا

وَجُّ: الطائف؛ وجِلْدان: نثيّة بالطائف بعينها، وإنما سُمّيت الطائف بالسّور المحيط بها. والشّيظَم: الطويل؛ ويقال للأسد: شَيظَم وشَيْظَميّ. ويقال: مَشِظَت يدُه، إذا خشنت من عمل وغيره، ويقال بالطاء أيضاً.

ش-ظ-ن

الشّناظي: أطراف أعالي الجبل المتشعِّثة، الواحدة شُنْظُوة. قال الشاعر:

في شَناظي أُقَنٍ بينـهـا

 

عُرّةُ الطير كصَوْمِ النَّعام

العُرّة: ذَرْقُ الطير في هذا الموضع، ولم يسمعه الأصمعي إلا في هذا البيت؛ وصوْم النعام: ذَرْقها؛ والأُقَن واحدة قُنّة، وهي قِطع ترتفع على ما حولها في أعالي الجبال.

ش-ظ-و

الشّوْظ: أصل بنية الشُّواظ، والشُّواظ: اللهب الذي لا دخان فيه؛ هكذا يقول أبو عبيدة. والشّظْو: أصل بناء شظّيتُ العودَ والعصا تشظيةً، الواحدة شَظيّة، إذا كسرته قِصَداً، والقِصَد: القِطَع.

ش-ظ-ه

أُهملت.

ش-ظ-ي

شَظِيَ الفرسُ يشظَى شَظًى فهو شَظٍ كما ترى. واختلف أهل اللغة في الشّظى فقال الأصمعي: الشّظى: عُظَيْم لاصق بعظم الذراع، فإذا زال عن موضعه قيل: شَظِيَ الفرسُ يشظَى. وقال آخرون: الشّظى: انشقاق العَصَب.

باب الشين والعين مع باقي الحروف

ش-ع-غ

أُهملت.

ش-ع-ف

الشَّعَف: غَلَبَة الحُبّ على القلب؛ شُعِفَ الرجل فهو مشعوف، وشعفني الشيءُ شَعَفاً، وقد قرئ: "شَعَفَها حُبّاً" وشَغَفَها، جميعاً، والشَّغاف: غلاف القلب، يقول: وصل الحبُّ الى غلاف قلبها. قال النابغة:

وقد حالَ هَمٌّ دون ذلك شاغلٌ

 

مكانَ الشَّغاف تبتغيه الأصابعُ

وشَعَفَة الجبل: أعلاه، والجمع شِعاف. والشّعَفَة أيضاً: خُصلة شعر في وسط الرأس. وفي الحديث: "ضربني عمر بن الخطّاب فسقط البُرْنُسُ عن رأسي فأغاثني الله بشُعَيفتين كانتا في رأسي". وقد سمّت العرب شُعَيْفاً. والشّفْع: خلاف الوِتْر. وشَفَعْتُ الرجلَ، إذا كان فرداً فصرت له ثانياً، فشفعتُه شفعاً فأنا شفع له. وشَفَعْتُ له، إذا كنتَ شافعاً له متوسّلاً، فأنا شافع له وشفيع. وقد سمّت العرب شَفيعاً وشافِعاً وشُفَيْعاً. وبنو شافِع من بني المطّلب بن عبد مَناف منهم محمد بن إدريس الشافعي الفقيه. والشُّفْعَة: شُفْعَة الرجل في الدار وغيرها، وإنما سُمّيت شُفْعَة لأنه يَشفَع مالَه بها. والعَفْش: عَفَشْتُ الشيء أعفِشه عَفْشاً، إذا جمعته، زعموا.

ش-ع-ق

العَقْش مثل القَعْش سواء؛ قَعَشْتُ الشيءَ، إذا جمعته، وقَعَشْتُ العودَ قَعْشاً، إذا عطفته وثنَيته. والقُعوش: مَركب من مَراكب النساء، الواحد قَعْش، شبيه بالمِحَفّة. والعِشْق: معروف؛ عَشِقَ يعشَقُ عِشْقاً. والقَشْع: النَّطَع من الأدَم، وقالوا: البيت من الأدَم. وقال متمِّم بن نُوَيْرة:

ولا بَرَماً تُهدي النساءُ لعِـرْسِـهِ

 

إذا القَشْع من حِسّ الشتاء تَقعقعا

ويُروى: من بَرْد الشتاء. والقَشْع أيضاً: الكُساحة وما كان على أبواب الحمّامات من الزُّبالة. وكل شيء جفّ فقد قَشِعَ يقشَع قَشَعاً، مثل اللحم إذا جُفِّف في الشمس. والقَشْع: الانكشاف؛ يقال: انقشع السحابُ، إذا انكشف، وانقشع القوم من المكان، إذا تفرّقوا عنه. ويسمّى الحُساس قاشعاً، والحُساس: سمك يجفَّف يأكله أهل البحرين ويُعمونه الإبلَ والغنمَ والبقرَ.

ش-ع-ك

الشّكَعَ: جزع الإنسان من طول المرض وغيره؛ شَكِعَ يشكَع شَكَعاً فهو شاكع وشَكُوع. والشُّكاعَى: نبت معروف يعالَج به من أوجاع الجوف. قال الشاعر، وكان من الماء الأصفر:

شربتُ الشُّكاعَى والتددتُ ألِدّةً

 

وأقبلتُ أفواهَ العروقِ المَكاويا

والعَكْش: جمعُك الشيء، وبه سُمّي الرجل عُكاشة. وقد سمّت العرب عُكاشة وعَكّاشاً وعُكَيْشاً. وأحسب أن عُكاشة من تعكُّش العنكبوت، إذا قبّض قوائمه كأنه ينسج. وكَشَعَ القومُ عن قتيل، إذا تفرّقوا عنه في معركة. قال الشاعر:

شِلْوُ حِمارٍ كَشَعَتْ عنه الحُمْرْ

ش-ع-ل

الشُّعلة من النار: الملتهبة؛ وأشعلتُ النار أُشعلها إشعالاً، إذا ألهبتها. والشَّعيلة: النّسيلة، وهي التي تسمّى الفتيلة، وهي الذُّبالة. والمِشْعَل: إناء من أدَم له قوائم يُنتبذ فيه كهيئة المزمَّلة، والجمع مَشاعل. والمَشْعَلَة، مَشعلة النار: الموضع الذي تُشعل فيه. وأجاز أبو زيد: شَعَلْتُ النارَ وأشعلتُها. وفرس أشْعَلُ بَيّن الشَّعَل، والأنثى شَعْلاءُ، وهو الذي في سبيب ذنَبه بياض، والشَّعَل في الذّنَب والناصية، وأكثر ما يُستعمل في الذّنَب. قال الاجز:

واضحةُ الغُرّة شَعْلاءُ الذّنَبْ

مثلي على مثلك ينجو بالسَّلَبْ

وقال أبو عبيدة: قال أفّار بن لَقيط: يكون الشَّعَل في الذّنَب والقَذال. والشّعاليل: الفِرق من الناس وغيرهم، الواحد شُعْلول. وشَعْلان: موضع. وبنو شَعْل: بطن من العرب. والعَلْش منه اشتقاق العِلَّوْش، وهي دُوَيْبة أو ضرب من السِّباع. وقال قوم: العِلَّوْش: ابن آوى؛ لغة يمانية.

ش-ع-م

الشَّمَع المعروف، الذي يسمّى المُوم بالفارسية. وامرأة شَموع: بيّنة الشَّماعة، وهي المزّاحة. والمَشْمَعَة: اللهو. والعَمَش في العين: تقبُّض الجفون؛ عَمِشَ يعمَش عَمَشاً. والتعميش عن الشيء والتعامش: التغافل عنه. والمَشْع: لغة يمانية جاء بها الخليل؛ مَشَعْتُ القطنَ وغيرَه أمشَعه مَشْعاً، إذا نفشتَه بيدك، والقطعة منه مِشْعَة ومَشيعة. وعَشْم: موضع. والعَيْشوم: نبت، وستراه في بابه إن شاء الله.

ش-ع-ن

تشنّعتِ الناقةُ تشنُّعاً، والاسم التشنُّع، إذا أسرعت في مشيها. وشنّعتُ على الرجل تشنيعاً، إذا ذكرت عنه قبيحاً، والاسم الشَّناعة والشُّنْعَة. وأمر شَنِعٌ وشنيعٌ، وقِصّة شَنْعاءُ. وشنَعْتُ الخِرقةَ ونحوَها، إذا شعّثتَها حتى تنْفَشَ. والشّنَعْنَع: الرجل الطويل، وستراه في بابه إن شاء الله. وعَنَشْتُ العودَ وغيرَه أعنِشه عَنْشاً، إذا عطفته إليك فهو معنوش. وعُنَيْش: اسم، وأحسب اشتقاقه من عنشتُ الشيءَ، إذا عطفته. والنَّشْع: انتزاعك الشيءَ بنف. والنُّشاعة: ما انتشعته إذا انتزعته بيدك ثم ألقيته. ونَشَعْتُ الصبيَّ، بالعين والغين، إذا أوجرتَه بالمِنْشَغ، والوَجور: النَّشوع؛ والمِنْشَع: المُسْعُط. قال الشاعر:

إذا مَرئيّةٌ وَلَدَتْ غُـلامـاً

 

فأَلأَمُ مُرضعٍ نُشِعَ المَحارا

ورُوي: نُشِغَ؛ والمَحار: الصّدَف البحري. والنّعْش: معروف، وهو شبيه بالمِحَفّة كان يُحمل فيه الملك إذا مرض وليس بنعش الميت. قال الشاعر:

ألم ترَ خيرَ الناس أصبحَ نعْشُـهُ

 

على فِتية قد جاوز الحيَّ سائرا

ثم قال بعد ذلك:

ونحن لديه نسألُ الله خُـلْـدَهُ

 

يَردُّ لنا مَلْكاً وللأرض عامِرا

وهذا يدلّك على أنه ليس بميت، ثم كثر ذلك في كلامهم حتى سُمّي النعش الذي يُحمل فيه الميت نَعْشاً. ونَعَشْتُ الإنسان أنْعَشُه نَعْشاً، إذا تداركته من هَلَكَة، فأنا ناعش وهو منعوش، ولا تلتفت الى قول العامّة: أنْعَشَه، فإنه لم يقله أحد. وبنات نَعْشٍ: النجوم المعروفة شُبّهت بحَمَلة النعش في تربيعها.

ش-ع-و

الشُّوع: ضرب من النبت، وهو شجر البان. قال الشاعر:

بأكنافها الشُّوعُ والغِرْيَفُ

والغِرْيَف: نبت أيضاً. والشَّوَع: انتشار شَعَر الرأس وتفرّقه حتى كأنه شوك؛ رجل أشْوَعُ وامرأة شوْعاءُ، وبه سُمِّي الرجل أشْوَعَ. والعَشْو: مصدر عشوتُ الى ضوئك أعشو عَشْواً، إذا قصدته بليل، ثم صار كل قاصدٍ شيئاً عاشياً. قال الشاعر:

متى تأتِه تعشو الى ضوء نارِه

 

تجِدْ خيرَ نارٍ عندها خيرُ مُوقِدِ

أي متى تأتِه عاشياً الى ناره، وليس بجواب. وأوطأتَني عُشْوَةً، أي أمراً ملتبساً، وقد قيل عِشْوَة وعَشْوَة، وليس بشيء. وركبَ فلانٌ العَشْواء، إذا خبط أمرَه على غير معرفة. والعُشْوان: ضرب من النخل. والعَشا، مقصور: مصدر عَشِيَ الرجلُ يعشَى عَشًى، ورجل أعشى وامرأة عَشْواءُ ورجلان أعْشَيان وامرأتان عَشْواوان ورجال عُشْو وأعشَون، وكذلك في الدوابّ؛ وهو على معنيين: وهو الذي لا يُبصر بالليل ويبصر بالنهار، وهو الذي ساء بصرُه من غير عمى، كما قال الأعشى:

أأن رأت رجلاً أعشى أضرَّ به

 

رَيْبُ المنون ودهرٌ خابلٌ خَبِلُ

والعِشاء: ظلام الليل، ويقال إن العِشاء من لَدُن زوال الشمس الى الصباح، وعند العامة من لَدُن غروب الشمس الى أن تولّي صدر الليل، وبعض يقول: هو طلوع الفجر، ويحتجّون بقول الشاعر:

غَدَوْنا غَدوةً سَحَراً بـلَـيْلٍ

 

عِشاءً بعدما انتصف النهارُ

وتقول: عَشّينا الإبلَ وتعشّت، إذا رعيتها الليل كلَّه. والعَشيّ: آخر النهار. وقول العرب: "عَشِّ إبلَك ولا تغترّ"، يقول: عشِّ إبلك هاهنا، أي ارعَها عشيّةً ولا تطلب أفضل منه فلعلك لا تجد أفضل منه فتكونَ قد غررتَ بما لك. وأما العَشاء فهو الأكل في وقت العَشيّ. والعواشي من الإبل: التي ترعى ليلاً. والعِشاءان: المغرب والعَتَمَة. والعَشْواء من النّوق: التي لا تبصر ما أمامها وذلك لأنها ترفع رأسها فلا تعاهد موضع أخفافها. قال زهير:

رأيت المَنايا خَبْطَ عَشْواءَ من تُصِبْ

 

تمِتْه ولم تُخطئ يعمَّـر فـيَهْـرَمِ

والوَشْع: أصل بناء الوَشيعة، وهي كُبّةُ غَزْلٍ. قال الشاعر:

به مَلعَبٌ من مُعْصِفاتٍ نسجنَه

 

كنَسْج اليماني بُرْدَه بالوشائعِ

ويقال: بل الوشيع رقْم الثوب بعَلَم أو نحوه؛ وشّعت الثوب توشيعاً. والوشيع: ماء معروف. قال أبو عبيدة في قول عنترة:

شرِبَتْ بماء الدُّحْرُضَين فأصبحتْ

 

زَوْراءَ تَنْفِرُ من حِياض الدّيْلَـمِ

إنما هو دُحْرُض ووَشيع، ماءان معروفان، فقال: الدُّحْرُضَين.

ش-ع-ه

أُهملت.

ش-ع-ي

شيّعتُ الرجلَ تَشييعاً؛ ورجل مشيَّع، إذا كان شجاعاً. والشَّيْع: شبل الأسد، وقد سمّت العرب شَيْع الله، كما سمّت تَيْم الله وما أشبهه. والشِّيَع: الفِرَق من الناس. قال الشاعر:

بأرضٍ أهلُها شِيَعُ

أي فِرَق. وشايعتُ الرجلَ على الأمر مشايعةً وشِياعاً، إذا مالأتَه عليه. ويقال: آتيك غداً أو شَيْعَه، أي بَعده. وشيّع الراعي إبلَه، إذا صاح فيها، والاسم الشِّياع. وشيّعتُ الرجلَ على الأمر تشييعاً، إذا أعنته عليه. وفلان من شِيعة فلان، أي ممن يرى رأيه، والجمع أشياع. وشاع الخبر يشيع شُيوعاً وشَيَعاناً، وكل ذائعٍ شائعٌ. ولي في هذه الدار سهمٌ شائعٌ، أي غير مقسوم، وسهمْ شاعٌ أيضاً، كما قالوا: سائر الشيء وسارُه. وأنشد:

وهي أدْماءُ سارُها

والمِشْيَعَة: قُفّة تجعل فيها المرأ قطنها ونحو ذلك. والعَيش: مصدر عاش يعيش عيشاً فهو عائش. وبنو عائش: بطن من العرب. وعائشة: اسم. والعَيش أيضاً: الطعام؛ لغة يمانية، يقولون هلمّ العيشَ، أي الطعام. والمَعيشة: المكتسَب؛ فلان يسعى في معيشته، أي فيما يُعيشه؛ والأصل فيها مَعْيِشَة، مَفْعِلَة، طُرحت كسرة الياء على العين وسُكّنت الياء، والجمع مَعايش. وقد سمّت العرب عيّاشاً وعائشاً، وهم قبيلة.

باب الشين والغين

مع ما بعدهما من الحروف

ش-غ-ف

الشَّغاف: وجع يصيب شَغافَ القلب، وهو وعاؤه؛ وقال قوم: هو الخِلْب. قال النابغة:

وقد حالَ هَمٌّ دون ذلك داخـلٌ

 

وُلوجَ الشَّغاف تبتغيه الأصابعُ

والفَشْغ: اتّساع الشيء وانتشاره؛ انفشغ انفشاغاً وتفشّغ تفشّغاً، إذا اتّسع وانتشر. قال الشعر:

له غُرّةٌ فشَغَتْ وجهَـه

 

وسُمٌّ له مثلُ جُحْر اللُّجُمْ

اللُّجُم: دُوَيْبة تحتفر في الأرض حتى تغْمُضَ فيها؛ والسُّمّ هاهنا: خَرْق الدُّبُر. وقال النّجاشي لأصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلّم: هل تفشّغَ فيكم الوَلَدُ، أي اتّسع وكثر.

ش-غ-ق

أُهملت وكذلك حالهما مع الكاف.

ش-غ-ل

الشُّغْل والشَّغَل لغتان؛ شَغَلْتُ الرجلَ أشغَله شُغْلاً وشَغَلاً فهو مشغول وأنا شاغل، ولا يقال: أشغلتُه فهو مشتغَل. ويقولون: شُغْلٌ شاغلٌ، كما يقولون: شِعْرٌ شاعرٌ وموتٌ مائتٌ. وجمع شُغل أشغال. والمَشْغَلَة: الشيء يشغلك.

ش-غ-م

غَمِشَ الرجلُ يغمَش غَمَشاً، إذا أظلم بصرُه من جوع أو عطش، فكأن العَمَش سوء البصر وكأن الغَمَش عارضٌ ثم يذهب. والغَشْم: اعتسافك الشيءَ؛ غَشَمَ السلطان الرعيةَ يغشِمهم غَشْماً. وفي كلام بعضهم: أسدٌ حَطومٌ خيرٌ من سلطان غَشوم. وقد سمّت العرب غاشماً وغُشَيْماً. والمَشْغ من قولهم: مشغتُ عِرْضَ الرجل ومشّغته، إذا عبتَه وطعنتَ فيه. قال الراجز:

إني على نَسْغِ الرجال النُّسَّغِ

أبدو وعِرضي ليس بالممشَّغِ

والمَشْغَة: آلة من آلات النساء يُغزَل بها ويُستعان بها على الغَزْل. قال أبو بكر: وسألت امرأة منهن عنها فقالت: طِين يُجمع ويُغرز فيه شوك ويُترك حتى يجفّ ثم يُضرب عليه الكَتّان حتى يتسرّح.

ش-غ-ن

الشُّغْنة: الحال، وهي التي تسميها العامة الكارَة؛ ويمكن أن تكون الكارَة عربية من قولهم: كوَّرتُ الشيءَ، إذا لففته وجمعته، فكأن أصلها كَوْرة. والغَشْن، يقال: تغشّن الماءُ، إذا ركبه البعرُ وما أشبه ذلك في الغدير ونحوه. والتنغّش: دخول الشيء بعضه في بعض نحو تداخل الدَّبا وما أشبهه.

ش-غ-و

الشَّغْو من قولهم: رجل أشْغَى وامرأة شَغْواء، إذا كانت أسنانه العليا تقع قدّام السُفلى. وقد سُمّيت العُقاب شَغْواء لأن مقدَّم مَنْسِرها الأعلى مُطْبَق على الآخر.

ش-غ-ه

أُهملت.

ش-غ-ي

الغَشَى: مصدر غُشِيَ عليه غَشْياً وغَشَياناً وهو مَغْشيّ عليه. وغشِيتُ الشيءَ، إذا باشرته، ومنه اشتقاق غِشْيان المرأة. وفرس أغْشَى، إذا غَشِيَتْ غُرَّتُه وجهَه حتى تتّسع فيه. وغُشَيّ: موضع.

باب الشين والفاء

مع ما بعدهما من الحروف

ش-ف-ق

شَفَقْتُ وأشفقتُ، إذا حاذرت، بمعنى واحد؛ زعم ذلك قوم وأنكر جُلُّ أهل اللغة ذلك وقالوا: لا يقال إلا أشفقتُ فأنا مُشفِق وشَفيق، وهو أحد ما جاء على فَعيل في معنى مُفْعِل. ومن أمثالهم: "الشفيق بسُوء ظنٍّ مولَعٌ". فأما قول الشاعر:

فإني ذو مـحـافـظةٍ أَبِـيٌّ

 

كما شَفَقَتْ على الزاد العيالُ

فذاك في معنى بخلتْ وضنّتْ. والشَّفَق: النُّدْأة التي في السماء عند غروب الشمس، وهي الحُمرة. وظبي أفْشَقُ وكذلك التيس، وهو تباعد طرفي قرنيه. وفَشَقْتُ الشيء أفشِقه فَشْقاً، إذا كسرته. والفَشَق: النشاط. وفَقَشْتُ البيضةَ، إذا فضختها وكسرتها بيدك، أفقِشها فَقْشاً. والقَشَف من قولهم: قَشِفَ يقشَف قَشَفاً، إذا تغيّر من تلويح الشمس. وقَفَشْتُ الشيءَ أقفِشه، إذا أخذته أو جمعته.

ش-ف-ك

كَشَفْتُ الشيءَ أكشِفه كَشْفاً، إذا أظهرته وأبديته. ورجل أكْشَفُ، إذا انحسر مقدَّم رأسه من الشَّعَر، والجمع كُشْف وكُشُف فيهما جميعاً. ورجل أكْشَفُ أيضاً للذي لا تُرْسَ معه، والجمع كُشْفُ وكُشُف، مثل رُسْل ورُسُل وكُتْب وكُتُب. والكِشاف: أن يُحمل على الناقة في كل سنة، كذلك هو عند بعض العرب، وعند بعض أن تبقى سنتين أو ثلاثاً لا يُحمل عليها. وكشّفتُ فلاناً عن كذا وكذا، إذا أكرهته على إظهاره. وناقة كَشوف، إذا نُتجت كِشافاً.

ش-ف-ل

الفَشَل: الحَيرة عند فزع أو حرب؛ فشِلَ يفشَل فَشَلاً. فأما اشتقاق الفَيْشَلَة فمن سَيَلان الشيء؛ تفشَّلَ الماءُ، إذا سال من حجر أو من إناء.

ش-ف-م

أُهملت.

ش-ف-ن

شَفِنَ الرجلُ يشفَن شَفَناً وشَفَنَ يشفِن، إذا نظر بمؤْخِر عينه، ورجل شَفون وشافن، إذا فعل ذلك. والشَّنَف: البغض؛ شَنِفْتُ له أشنَف شَنَفاً. والشَّنْف: ما عُلِّق في أعلى الأذن، والجمع شُنوف، فأما قول العامّة شُنْف فخطأ. وكل ما عُلِّق في أعلى الأذن فهو يسمّى شَنْفاً، وما عُلِّق في أسفلها فهو قُرْط. والنَّشْف من قولهم: نَشَفْتُ الماءَ أنشِفه نَشْفاً، إذا أخذته من غدير أو أرض بخرقة وما أشبهها، وذلك الماء النُّشافة. والنِّشْفَة، والجمع نِشَف، وهي حجارة رِخوة. والنّفْش: نَفْشُ القطنِ وغيرِه إذا شعّثته بأصابعك حتى ينتشر. قال الراجز:

ثار عَجاجٌ مُسْبَطِرٌّ قَسْطَلُهْ

تنْفُشُ منه الخيلُ ما لا تَغْزِلُهْ

يصف غباراً. ونَفَشَتِ الغنمُ في الزرع، إذا رعته ليلاً، ولا يكون النّفْش إلا بالليل، وأنفشَها راعيها، ولا يقال ذلك إلا للغنم، فأما الإبل فيقال: عَشَتْ تعشو عَشْواً، وهو أصل قولهم في المثل: "العاشيةُ تَهيج الآبية"، الآبية: التي تأبى العَشاء؛ ولا يقال للإبل: نَفَشَت.

ش-ف-و

الشَّوْف: مصدر شُفْتُ الشيءَ أشوفه شَوْفاً، إذا جلوتَه؛ والدينار المَشوف: المَجْلوّ. قال عنترة:

ولقد شربتُ من المُدامة بعدما

 

رَكَدَ الهواجرُ بالمَشوف المُعْلَمِ

يعني الدينار. ومنه قيل: تشوّفتِ المرأةُ، إذا تزيّنت. وتشوّفتُ الى خبر، إذا تطلّعتَ عليه.

ش-ف-ه

الشَّفة: اسم ناقص، وستراها مع نظائرها إن شاء الله.

ش-ف-ي

فاش الحمارُ الأتانَ يَفيشها فَيْشاً، إذا علاها؛ وقال يونس: فاشَها من الفَيشة مأخوذ، وهي الغُرْمول. والفِياش: الذي تسمّيه العامّة الطَّرْمَذَة، ورجل مُفايِش وفَيّاش. وذو فائش: قَيل من مَقاول حِمير. والفِياش: الفخر.

باب الشين والقاف

مع ما بعدهما من الحروف

ش-ق-ك

أُهملت.

ش-ق-ل

الشَّلْق: الضرب بسَوط أو غيره؛ شَلَقْتُه أشلِقه شَلْقاً.

ش-ق-م

الشَّمَق: مصدر شَمِقَ يشمَق شَمَقاً، وهو الوَلوع بشيء؛ وربما سُمّي النّشاط شَمَقاً. والقَمْش: قمشُك الشيءَ وجمعُك إياه، ومنه اشتقاق قُماش البيت، أي رديءُ مَتاعِه. والقَشْم: مصدر قَشَمْتُ الخُوصَ أقشِمه قَشْماً، إذا شققته لتَسُفَّه، وكل ما شُقّ منه فهو قُشام. وقُشام المائدة: ما نُفض منها من باقي خبز وغيره. وأحسبها مولَّدة. والمَشْق: مشقُك باليد في عجلة في قرطاس أو غيره، وهو مدُّك الخطَّ بالقلم. ومَشَقْتُ الوترَ أمشُقه مَشْقاً ومشّقته تمشيقاً، إذا مددته ثم مسحته ليستوي ويلين فتلُه. والشّقْم: ضرب من النخل يقال إنه البُرْشوم؛ هكذا قال عبد الرحمن عن عمّه.
ش-ق-ن شنقتُ القِربَة، إذ أوكيتَها ثم ربطت طرف وِكائها بيدك أو بوتد الى جدار. وشنقتُ الناقةَ، إذا جذبتَ رأسها بزِمامها حتى يقارب قفاها قادمةَ الرّحل. وكل شيء علّقتَه فقد شنقتَه. والشّنَق: ما بين الفريضتين في الإبل خاصة مثل الأوقاص في البقر. ومنه الحديث: "لا شِناقَ ولا خِلاطَ"، أي لا يوخذ في الشنَق فريضة حتى تتمّ. وأشناق الدِّيات: ما كان دون الدِّيَة، مثل الشِّجاع وقطع اليد وقطع الأذن ونحو ذلك. وقال الشاعر:

قَرْمٌ تُعَلَّقُ أشناقُ الدِّيات بـه

 

إذا المِئون أُمِرَّت فوقه حَمَلا

وبنو شَنّوق: بطن من العرب. والنَّشَق من قولهم: نَشِقْتُ الشيءَ أنشَقه نَشْقاً ونَشَقاً، إذا شمِمته. قال الراجز:

كأنه مستنشِقٌ مـن الـشَّـرَقْ

حَرّاً من الخردلِ مكروهَ النّشَقْ

والنَّشوق: كل ما استنشقته. والنَّقْش: نقشُك الشيءَ بلونين أو ألوان كائناً ما كان. ونَقَشْتُ عن الشوكة، إذا كشفتَ عنها اللحم والجلد حتى تستخرجها بالمِنقاش وهو المِنتاخ. وأصل النقش استقصاؤك الكشفَ عن الشيء. ومنه الحديث: "من نُوقِشَ الحسابَ عُذِّب"، أي من استُقصي عليه.

ش-ق-و

الشِّقْوَة من الشَّقاء، والشَّقاء يُمد ويُقصر، لغتان فصيحتان. والقُوش: رجل قُوش، وهو القليل اللحم من الرجال الضئيل الجسم؛ ذكر أبو حاتم أنه فارسي معرَّب، إنما هو كُوجَك، أي صغير. قال الراجز:

غَثّاً ضعيفَ حيلة النّـطـيشِ

في جسمِ شَخْتِ المنكبين قُوشِ

والشّوق: معروف؛ شاقني الشيءُ يَشوقني شَوْقاً، فأنا مَشوق والشيء شائق. ورجل أشْوَقُ: طويل، وليس بثَبْت. والقَشْو: مصدر قَشَوْتُ الشيءَ أقشوه قَشْواً، إذا قشرته، فهو مَقْشوّ. والقَشْوَة: شبيه بالرَّبْعَة من خُوص تجعل فيها المرأة طِيبها ودُهنها، والجمع قِشاء، ممدود. والوَشْق من قولهم: وَشَقْتُ اللحمَ أشِقُه وَشْقاً، إذا شرّحته ويبّسته في الشمس، وهي الوَشيقة. وفي الحديث: "كانت تأكل القديدَ وتوشِّق الوَشيقةَ". وواشِق: اسم كلب من هذا اشتقاقه من وَشَقْتُ اللحمَ، إذا شققته. والوَقْش من قولهم: وجدتُ في بطني وَقْشاً، وهي حركة من ريح أو غيرها. وأُقَيْش: تصغير وَقْش. وبنو أُقَيْش: حيّ من العرب. وقد سمّت العرب وَقْشاً ووَقَشاً ووُقَيْشاً وأُقَيْشاً.

ش-ق-ه

الشُّقّة: المسافة البعيدة. والشُّهاق والشّهيق: تردُّد البكاء في الصدر؛ شَهِقَ يشهَق وشَهَقَ يشهِق شهيقاً وشُهاقاً. وجبل شاهق: عالٍ مرتفع، وكل ما رفعته من بناء وغيره فهو شاهق. والقِشّة: القِردة الصغيرة؛ ولا يقال للذكر قِشّ، إنما يسمّى الرُّبّاح.

ش-ق-ي

الشِّيق: الشَّقّ الضيّق في رأس الجبل، وهو أضيق من الشِّقْب. قال الشاعر:

شَغواءُ توطِنُ بين الشِّيق والنِّيقِ

النِّيق: أعلى الجبل؛ والشِّيق: الشَّقّ الضيّق بين صخرتين.

باب الشين والكاف

مع ما بعدهما من الحروف

ش-ك-ل

الشَّكْل: المِثل والشِّبه، بفتح الشين؛ هذا شَكْل هذا، أي مثله؛ وهذا من شَكعل هذا، أي من جنسه. وفي التنزيل: "وآخَرُ من شَكْلِه أزواجُ"، أي من جنسه، والله أعلم. والشِّكْل، بكسر الشين: الدَّلّ؛ امرأة ذات شِكْل وحسنة الشِّكْل. وشَكَلْتُ الدابّةَ أشكُله شَكْلاً، إذا شددت قوائمه بالشِّكال، وجمع شِكال شُكْل. ودابّة به شِكال، إذا كان تحجيلُه في إحدى يديه وإحدى رجليه من شِقّ واحد، فإذا كان التحجيل مخالفاً قيل: به شِكال مخالِف. وشكَلْتُ الكتابَ أشكُله شَكْلاً، إذا قيّدته بعلامات الإعراب، والى شِكال الدابّة يرجع. وأشكلَ الأمرُ يُشْكِل إشكالاً، إذا التبس. وفلان يعمل على شاكلته، أي على طريقته وجِهته. وشاكلة الدابّة وغيرها: ما علا على الطَّفطفة، والجمع شضواكل. وشَكَلتِ المرأةُ شعرَها، إذا ضَفَرَت خُصلتين من مقدَّم رأسها عن يمين وشمال ثم شَكَلت بهما سائرَ ذوائبها. والشُّكْلَة: حُمرة يسيرة تخالط بياضَ العين، وهي تُستحسن، وفي صفة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم: "كانت في عينه شُكْلَة". فإذا كثرت الشُّكْلَة فهي سُجْرَة. ويسمّى الدمُ أشْكَلَ للحُمرة والبياض المختلطين فيه. وكل حُمرة خالطت بياضاً فهي شُكْلَة. قال أبو النجم العِجلي:

كشائطِ الرُّبِّ عليه الأشْكَلِ

أي كشائط الرُّبِّ الأشكلِ عليه. والأشْكَل: السِّدْر الجبليّ، فأهل الحجاز ومَن حولهم يسمّونه الضّال، وأهل الرمل من بني سعد ومَن جاورهم يسمّونه الأشْكَل. قال الراجز:

عُوجاً كما اعوجّت قِياسُ الأشْكَلِ

القياس: جمع قَوس. وهذا أمر لا يشاكلك، أي لا يشبهك. وبنو شَكَل: بطن من العرب. والشَّكْلاء: الحاجة؛ يقال: ما لي قِبَلَك شَكْلاءُ، أي حاجة؛ قاله أبو مالك.

ش-ك-م

الشُّكْم: العطاء؛ شكمني يشكُمني شكْماً. قال الشاعر:

أبْلِغْ قَتـادةَ غـيرَ سـائلِـهِ

 

جزْلَ العطاءِ وعاجِلَ الشُّكْمِ

ويُروى: غير سائله عني العطاءَ. وبنو شُكامة: حي من العرب. وشُكامة: اسم رجل. والشَّكيمة: شَكيمة اللِّجام، وهي الحديدة المعترضة التي في في الفرس التي فيها الفأس، والجمع شَكائم. وفلان شديد الشّكيمة، أي شديد النفس. وقد سمت العرب مِشْكَماً وشُكَيْماً. ورجل كَمْش: سريع في أموره؛ يقال: كَمِشَ كَمَشاً وانكمش انكماشاً، فهو كَميش وكَمْش، إذا كان سريعاً في حركاته. وفرس كَميش، إذا كان صغير الجُرْدان، وربما قالوا كَمْش أيضاً. والكَشْم من قولهم: كَشَمَ الله أنفَه، نحو الجَدْع؛ وضربه بالسيف فكَشَمَه، إذا قطع أطرافه. وربما قالوا: كَشَمْتُ القِثّاء والجزرَ، إذا أكلته أكلاً عنيفاً.

ش-ك-ن

يقال: هذا بحر لا يُنْكَش، أي لا يَغيض. ونَكَشْتُ الرَّكيَّة أنكُشها نَكْشاً، إذا أخرجتَ ما فيها من الحَمأة والطين. ورجل مِنْكَش: نقّاب في الأمور.

ش-ك-و

الشَّكْوَة والشَّكْو: سِقاء صغير يُعمل من مَسْك حَمَلٍ صغير، والحَمَل الصغير يسمّى الشَّكْو. قال الراجز:

إذا الثُّرَيّا طلعتْ غُدَيَّهْ

فبِعْ لراعي غنمٍ شُكَيَّهْ

أي اشتر له. والشَّكْو: مصدر شكوتُه أشكوه شَكْواً وشِكايةً. وشكوتُ فلاناً فأشكاني، أي أعتبني من شَكوايَ؛ ويقال: أشكاني فلانٌ أيضاً، إذا حملك على أن تشكوَه، فكأنه عندهم من الأضداد. وبنو شَكْو: بطن من العرب. والشَّكاة والشِّكاية واحد. قال الشاعر:

وعيّرها الواشون أني أحبُّـهـا

 

وتلك شَكاةٌ ظاهرٌ عنك عارُها

والشَّكِيّ: الذي يشتكي وجعاً أو غيره. والشَّكِيّ أيضاً: المشكوّ إليه؛ شكوتُه فهو شَكِيّ ومشكوّ إليه. والشّوك: شوك النخل وغيره، معروف. والشّوكة من قولهم: رجل ذو شَوكة، أي حديد السِّلاح وشاكي السِّلاح وشائك السِّلاح، فأما قول العامّة: شاكُّ السِّلاح فخطأ. والشّوكة: داء نحو الطاعون. وبُرْدَة شَوْكاءُ، قال الأصمعي: لا أدري ما هي؛ وقال أبو عبيدة: هي الخشنة المسّ لجِدّتها. وشَوْكان: موضع. وشوّك ريشُ الفَرخ وشاربُ الغلام، إذا خشن مسُّه، وشيكَ الرجلُ يُشاك، إذا دخلت في رجله شوكة. وشوّك ثديُ الجارية، إذا تحدّد طرفُه وبدا حجمُه. وشجر شَوِكٌ: ذو شوك، وربما قالوا: رجل شَوِكٌ؛ لغة يمانية. والشُّوَيْكَة: موضع. وشوّك نابُ البعير، إذا طلع. والكَوْش: مصدر كاشَ الفحلُ طَروقتَه يكوشها كوْشاً، إذا طرقها. والكَشْو: أكلُك الشيءَ كما يؤكل الجزر والقِثّاء وما أشبهه، مصدر كشوتُه أكشوه كَشْواً، إذا عضِضته فانتزعته بفيك. والوَشْك: السرعة، ويقال: الوُشْك والوِشْك، ودفع الأصمعي الوِشْك. وأمر وشيك، أي سريع. وناقة مواشِكة، أي سريعة العَدْو. وأوشِكْ أن يكون كذا وكذا، أي ما أسرعَ ما يكون. ومثل من أمثالهم: "وِشْكانَ ذي إهالةً"، أي ما أسرعَ هذه الإهالةَ. وقال أيضاً في الإملاء: ويقولون: وُشْكانَ أن يكون ووِشْكانَ أن يكون، وربما قالوا: "وُشْكانَ ذي إهالةً"، كما يقولون: "سَرْعانَ ذي إهالةً".

ش-ك-ه

شاكَهَ الشيءُ الشيءَ مشاكهةً وشِكاهاً، إذا شابهه.

ش-ك-ي

الكُشَى واحدتها كُشْيَة، وهي شحمة صفراء تستطيل في بطن الضبّ. وفي سجع لهم:

وأنتَ لو ذُقْتَ الكُشَى بالأكبادْ

لَما تركتَ الضّبَّ يمشي بالوادْ

ويُروى: يسعى، ويعدو. وقال آخر:

قُبِّحْتِ من سالفةٍ ومن صُدُغْ

كأنها كُشْيَةُ ضَبٍّ في صُقُعْ

قال ابن دريد: جمع هذا الراجز بين العين والغين لقرب مخرجها منها، فمما يشاكل هذا قولُ الراجز:

إذا ركبتُ فاجعلوني وَسَطا

إني كبيرٌ لا أُطيق العُنَّدا

فجمع بين الطاء والدال. وقال آخر:

هل تعرفُ الدارَ بذي أجراذِ

دارٌ لهندٍ وابنتَي مُعاذِ

أزمانَ إذ نحن على أقياظِ

فجمع بين الظاء والذال. وقال آخر:

ألا لها الويلُ على مُبينِ

على مُبينٍ جَرَدِ القَصيمِ

فجمع بين النون والميم؛ مُبين: اسم بئر هاهنا.

باب الشين واللام

مع ما بعدهما من الحروف

ش-ل-م

شمِلهم الأمرُ يشمَلهم شَمْلاً، إذا أحاط بهم، وأمر شامل والقوم مشمولون. وشَمَلْتُ الشاةَ أشمِلها وأشمُلها، إذا جعلتَ لها شِمالاً، وهو وعاء كالكيس يُدخَل فيه ضَرعها. وشمّلت النخلةُ، إذا كانت تنفُض حمْلَها فشددتَ تحت أعذاقها قِطَع أكسية. والشِّمَلَة: ما بقي في النخلة من رُطَبها، ويقال: ما بقي فيها إلا شَماليل. والشَّملة: كساء يؤتزر به. قال الراجز:

كالحَبَشيِّ التفَّ أو تسبّجا

في شَمْلَةٍ أو ذتَ زِفٍّ عَوْهَجا

ذات زِفّ: نعامة؛ والعوْهَج: الطويلة. والريح الشَّمال: معروفة؛ يقال: شمال وشَمْأل وشَمَل وشأْمَل وشامَل بلا همز، جميعاً في معنى واحد، لغة معروفة. واليد الشِّمال: خلاف اليمين، والجمع أشمُل. والخمر الشَّمول اختلفوا في تفسيرها فقال الأصمعي: يريدون أن لها عَصْفَة كعَصْفَة الشمال، وقال آخرون إنها تَشْمَل العقلَ. وانشمل الرجل انشمالاً، إذا أسرع، وكذلك شمْلَلَ شمللةً، ومنه اشتقاق ناقة شِملال. وقد سمّت العرب شمّالاً وشُمَيْلاً وشاملاً. والشِّمليل أيضاً: السريع مثل الشِّمْلال أيضاً. والمِشْمَل: السيف الصغير يشتمل عليه الرجل بثيابه. والمِشْمَل أيضاً والمِشمال: مِلحفة يُشتمل به. ويقال: جمع الله شَمْلَه، إذا دعى له بتألّف أموره واستوائها. والمَلْش من قولهم: مَلَشْتُ الشيءَ أملُشه مَلْشاً، إذا فتّشته بيدك كأنك تطلب فيه شيئاً.

ش-ل-ن

نَشَلْتُ اللحمَ أنشِله وأنشُله نَشْلاً، إذا أخذت بيدك عضواً فانتشلت ما عليه من اللحم بفيك، وهو النّشيل. قال الشاعر:

ولو أني أشاءُ نَعِمْتُ بـالاً

 

وباكرَني صبوحٌ أو نَشيلُ

والمِنْشَل والمِنشال: حديدة يُخرج بها النّشيل من القِدر. ورجل ناشِل العَضُدين، إذا قلّ لحمُهما، وكذلك الفَخِذان؛ وناشِل في معنى منشول، كأنه فاعِل في معنى فاعل. ومِنشال: فرس من خيل العرب معروف.

ش-ل-و

الشِّلْو: شِلْو الإنسان وغيره، وهو جسده بعد بِلاه، والجمع أشْلاء. وبنو فلان أشلاءٌ في بني فلان، أي بقايا يهم. والشَّوْل من الإبل: التي قد ارتفعت ألبانُها، الواحدة شائل. والشُّوَّل: اللواتي تشول بأذنابها، أي ترفعها إذا لقِحت، الواحدة شائلة. قال الراجز:

كأنّ في أذنابهنّ الشُّوَّلِ

من عَبَسِ الصيفِ قَرونَ الإيَّلِ

وزعم قوم أن شَوّالاً سُمّي بهذا الاسم لأنه وافق وقتاً تشول فيه الإبل. والشَّوَلان مصدر أيضاً، وشال الشيءُ، إذا ارتفع وانتصب، وأشلتُه أنا إشالة. قال الشاعر:

حتى تركناهم لدَى مَعْرَكٍ

 

أرجُلُهم كالخشب الشائلِ

وقال الآخر:

وإذا وضعتَ أباكَ في ميزانهـم

 

رجَحوا وشالَ أبوكَ في الميزانِ

والشَّوْلَة: نجم من منازل القمر. وتشاولَ القومُ بالسلاح، إذا شهروه والتقوا به. وشَوْلَة العقرب: ذَنَبُها الذي تشول به، وتشمّى العقرب الشَّوّالة. والشَّوِل من الرجال: السريع الخفيف في كل ما أخذ فيه، وهو معنى قول الأعشى:

وقد غدوتُ الى الحانوت يتبعني

 

شاوٍ مِشَلٌّ شَلولٌ شُلْشُلٌ شَـوِلُ

والشَّوْل: الماء القليل يبقى في القِربة أو المَزادة، والجمع أشوال. قال الشاعر:

حتى إذا لَمَع المشيرُ بثـوبـه

 

حُدِرَتْ وصَبَّ سُقاتُها أشوالَها

والشُّوَيْلَة والشُّوَيْلاء: موضعان. والوَشَل: الماء القليل يترقرق على وجه الأرض، والجمع أوشال. والوَشَل: موضع معروف بهذا الاسم. والمَواشل أيضاً: مواضع تقرب من اليمامة لا أدري ما صحّتها؛ فأما المَغاسل فمواضع هناك معروفة قد جاءت في الشعر الفصيح.

ش-ل-ه

الشَّهَل والشُّهْلَة: أقل من الزَّرَق في الحَدَقَة، وهو أحسن منه؛ رجل أشْهَلُ وامرأة شَهْلاءُ. وبنو عبد الأشْهَل: حيّ من الأنصار. وقال ابن الكلبي: والأشْهَل: صنم؛ ولم يذكره في كتاب الأصنام، وأحسبه وهماً. وامرأة كَهْلَة شَهْلَة، لا يكادون يفرّقون بينهما، ولا يقال ذلك في الرجل، لا يقال: كَهْل شَهْل. وما قضيتُ من هذا الأمر شَهْلائي، أي حاجتي. وأنشد أبو عُبيد عن أبي الخطّاب الأخفش للراجز:

لم أقضِ حتى ارتحلتْ شَهْلائي

من العَروب الطَّفْلَة الغَيْداءِ

والمشاهَلة: مراجعة الكلام؛ شاهلتُه مشاهلةً. قال الراجز:

قد كان فيما بيننا مشاهَلَهْ

ثم تولّت وهي تمشي البادَلَهْ

والبأدلة: مِشية تحرّك فيها بَآدلها، أي لحم صدرها، وهي مِشية القِصار من النساء. وأيام العجوز تسمّى شَهْلَة.

ش-ل-ي

أُهملت.

باب الشين والميم

مع ما بعدهما من الحروف

ش-م-ن

مَشَنْتُه بالسّوط أمشُنه مَشْناً، إذا ضربته فسقط. والنَّشَم: ضرب من الشجر تُتّخذ منه القِسيّ. ونشّمَ اللحمُ تنشيماً، إذا ابتدأت فيه رائحةٌ خبيثة. ونشّم القومُ في الأمر، إذا خاضوا فيه، تنشيماً، ولا يكون إلا في الشرّ. وفي الحديث: "فلما نشّم الناسُ في قتل عثمان". والنَّمَش: بُقع تقع في الجلد والوجه تخالف لونه؛ نَمِشَ ينمَش نَمَشاً، ووجه أنْمَشُ، وربما كانت في الخيل أيضاً، وأكثر ما يكون في الشُّقر، الذكر أنْمَش والأنثى نَمْشاءُ.

ش-م-و

الشُّؤم مهموز، وربما خُفِّفت الهمزة فقيل: شُوم. وبنو شُوَيْم: بطن من العرب. وأخذ على شُومَى يديه، إذا أخذ على يساره. وشُوم الإبل: سُودها. قال الشاعر:

فلا يُشترى إلا بربحٍ سِـبـاؤهـا

 

بناتُ المَخاض شُومُها وحِضارُها

الحِضار: البِيض لا واحد لها من لفظها، مثل الهِجان. والمَشُوّ والمَشْو: الدواء المُسْهِل؛ يقال: شرب مَشْواً ومَشُوّاً. وقول العامّة: دواء المَشْيِ خطأ، إنما هو المَشُوّ والمَشْو. قال الراجز:

شربتُ مَشْواً طَعْمُه كالشَّرْيِ

الشَّرْي: ورق الحنظل. والوَشْم: شيء كانت تعمله النساء في الجاهلية، يغرزن أيديهنّ بالإبر ثم يحشونها بالنِّيل أو النَّؤور؛ والنَّؤور: أن يُكفأ إناء على سراج ثم يؤخذ ذلك الدخان فيُحشى به التقريحُ؛ وشَمَتْ تَشِمُ وَشْماً وهي واشمة. وفي الحديث: "لُعنت الواشمةُ والمستوشمةُ". والوَشْم: موضع بنجد. والوُشُوم أيضاً: مواضع.

ش-م-ه

رجل شَهْم بيّن الشّهامة والشُّهومة، إذا كان حادّاً ذكياً ماضياً. والشَّيهم: القُنْفُذ العظيم الذي يسمّى الدُّلْدُل. قال الشاعر:

لئن جَدَّ أسبابُ العداوة بينـنـا

 

لَتَرْتَحِلَنْ منّي على ظهر شَيْهَمِ

وشَهَمْتُ الرجلَ أشهَمه شَهْماً، إذا أفزعته. والهَشْم: هشمُك الشيءَ وكسرك إياه؛ هَشَمْتُه أهشِمه هَشْماً. وقد سمّت العرب هاشماً وهُشَيْماً وهِشاماً ومُهشِّماً. ويقولون: هشّمتُ الرجلَ رهشيماً، إذا أكرمته وعظّمته؛ هذا عن أبي زيد. وهَشيم الشجر: ما أتت عليه الأحوال وبليَ. وهَيْشَمان: اسم موضع. والهَمْش من قولهم: هَمَشَ القومُ وتهامشوا، إذا تحركوا ودخل بعضُهم في بعض؛ وكذلك هَمَشَ الجرادُ، إذا تحرّك ليثور.

ش-م-ي

شِمْتُ البرقَ أشيمه شَيْماً، إذا نظرت من أيّ النواحي يلمع. وشِمْتُ السيفَ أشيمه شَيْماً، إذا أغمدته؛ وقال قوم: شِمْتُه، إذا سللته، والأول أعرف. قال الشاعر:

إذا ما رآني مُقْبِلاً شامَ نَبْلَـه

 

ويرمي إذا أدبرتُ عنه بأسهُمِ

ورجل أشْيَمُ: له شامة، وامرأة شيماءُ. وبنو أشْيَم: قبيلة من العرب. وشَيْمان: اسم من هذا اشتقاقه. وشِيمَة الرجل: خليقته، والجمع شِيَم. وجمع أشْيَم: شِيْم. والمَيْش: مصدر مِشْتُ الشيءَ أميشه مَيْشاً، إذا خلطته مثل الوَبَر بالصوف إذا خلطتهما ثم ضربتهما بالمِطرقة. قال رؤبة:

عاذلَ قد أُولعتِ بالتّرقيشِ

إليّ سِرّاً فاطْرُقي ومِيشي

والمَشْي: مصدر مشى يمشي مَشْياً.

باب الشين والنون

مع ما بعدهما من الحروف

ش-ن-و

شَنوءة، مهموز: اسم رجل، يُنسب إليه شَنَئيّ؛ وقالوا: شَنْوَة وشَنَويّ، إذا خُفّف الهمز، وكلاهما فصيح. قال الشاعر:

إذا نزل الأَسْديُّ أسْـدُ شَـنـوءة

 

بأرضٍ فَضاءٍ طابَ منه صعيدُها

والنَّوْش: مصدر نُشْتُ الشيءَ أنوشه نَوْشاً، إذا طلبته؛ ونأشتُه أنأشه نأشاً، إذا ناولته. وقد قُرئ: "وأنّى لهم التناوشُ"، بغير همز، وهو التناول. قال الشاعر:

قد كان وافِدَ أقوامٍ وجائبَـهـم

 

وانتاشَ عانِيَه من أهل ذي قارِ

فهذا غير مهموز؛ فأما الشَّنء فمهموز، وكذلك النَّشْء، وله مواضع تراه فيها إن شاء الله.

ش-ن-ه

النَّهْش: أخذُ اللحم بالفم، والنّهْس والنّهْش عند الأصمعي سواء، وخالفه أبو زيد وغيره فقالوا: النَّهْش بمقدَّم الفم كنَهْش الحيّة.

ش-ن-ي

الشَّيْن: ضِدّ الزَّيْن؛ شانه يَشينه شَيْناً، فهو شائن، والمفعول مَشين.

باب الشين والواو

مع ما بعدهما من الحروف

ش-و-ه

الشَّوَه من قولهم: رجل أشْوَهُ: قبيح، وامرأة شوهاء: قبيحة، والجمع شُوه. وقال بعض أهل اللغة: يقال: فرس شَوْهاءُ: واسعة الأشداق، وأنشدوا:

فهي شَوْهاءُ كالجُوالق فُوها

 

مستجافٌ يَضِلُّ فيه الشَّكيمُ

والشّهوة من قولهم: شَهيتُ الشيءَ واشتهيتُه. ورجل شَهْوانُ: كثير الشَّهَوات. والهَوْش: القوم المجتمعون في حرب أو صخب؛ وهم متهاوشون، أي مختلطون. وجاءوا بالهَوْش والبَوْش، إذا جاءوا بالجمع الكثير، وبذلك سُمّي ما يُنتهب في الغارة هَواشاً. وفي الحديث: "من أصاب مالاً من تَهاوُشٍ أذهبه الله في نهابِرَ"، أي في هلاك؛ وأصحاب الحديث يقولون: نَهاوِشَ، بالنون، وهو خطأ.

ش-و-ي

الشَّويّ: جمع الشاء. ورجل شاويّ، مثقَّل الياء: صاحب شاءٍ. قال الشاعر:

ولستُ بشاويٍّ علـيه دَمـامةٌ

 

إذا ما غدا يغدو بقوسٍ وأسهُمِ

وقال الراجز:

لا ينفع الشاويَّ فيها شاتُهْ

ولا حماراه ولا عَلاتُـهْ

والشاوي، مخفَّف: شاوي اللحم؛ شوى يشوي فهو شاوٍ كما ترى. قال الراجز:

مُخّةُ ساقٍ بين كفَّي نـاقـي

أعْجَلَها الشاوي عن الإحراقِ

والشَّوَى: الأطراف، اليدان والرجلان وجلدة الرأس شَواة. قال الشاعر:

إذا هي قامت تقشعرُّ شَـواتُـهـا

 

ويُشْرِق بين اللِّيتِ منها الى الصّقلِ

قال أبو بكر في قوله: ويُشرق بين اللِّيت منها الى الصُّقْل، الصُّقْل: الكَشْح؛ والليت: ما ناس عليه القُرْط. وأنشد:

ترى قُرْطَها في واضح اللِّيت مُشْرِقاً

 

على هَلَكٍ في نَفْـنَـفٍ يتـطـوّحُ

ورميتُ الصيد فأشويتُه، إذا أصبت شَواه ولم تقتله. ويقال: كل أمرٍ شوًى ما سلمتَ من كذا وكذا، أي سهل هيّن. قال الشاعر:

وكنتُ إذا الأيام أحدثـنَ نـكـبةً

 

أقول شَوًى ما لم يُصِبْنَ صميمي

وإذا وُصفت الفرس بعَبْل الشّوى فإنما يراد به غِلَظ عصب اليدين والرجلين لا الرأس، وعَبالة الرأس في الخيل هُجنة. والشّوى: رديء المال ورُذاله. قال الشاعر:

أكلنا الشَّوَى حتى إذا لم نجِدْ شَوًى

 

أشرنا الى خيراتها بالأصـابـعِ

والشَّويَّة: بقية قوم هلكوا، والجمع شَوايا. قال الشعر:

فهم شَرُّ الشَّوايا من ثمـودٍ

 

وعَوْفٌ شَرُّ منتعِلٍ وحافي

والوَشْي: الثياب المعروفة؛ وَشَيْتُ الثوبَ ووشّيتُه، إذا رقمته فهو مَوْشيّ ومُوَشًّى. ووشيتُ بالرجل أشي به وشْياً، إذا مَحَلْتَ به فأنا واشٍ؛ ومعنى محلتُ به، أي سعيتُ به. ونُهي عن التوشية، وهو أن يحرّك الرجل ذكرَه.

باب الشين والهاء

وما بعدهما من الحروف

ش-ه-ي

الشِّيَة، شِيَة الفرس. والهَيْش من قولهم: هاش في القوم يَهيش هَيْشاً، إذا أفسد وعاث.
انقضى حرف الشين والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيّدنا محمد نبي الرحمة وآله الطاهرين.

حرف الصاد

في الثلاثي الصحيح وما تشعب منه

باب الصاد والضاد

أُهملتا مع سائر الحروف.

باب الصاد والطاء

أُهملتا مع سائر الحروف.

باب الصاد والظاء

أُهملتا مع سائر الحروف. والصاد قد يدخل على السين كثيراً وقد أتينا في باب السين على جملة منها وهي في ما بعدُ مهملة.

باب الصاد والعين

مع ما بعدهما من الحروف

ص-ع-غ

أُهملت.

ص-ع-ف

الصَّعْف، والجمع صِعاف: طائر صغير، زعموا. والصَّعْف أيضاً: شرابٌ يتّخذ من العسل. والعَفْصْ: ثمر معروف يُدبغ به. وطعام عَفِصٌ، إذا كان بَشِعاً يعسر ابتلاعُه. والعَصْف: عَصْفُ الزرعِ وغيرِه، وهو الورق الذي يتفتّح عن الثمرة والسنبلة، وهي العصيفة. قال الشاعر:

يسقي مذانبَ قد مالت عصيفتُها

 

حَدورُها من أتيّ الماءِ مطمومُ

ويُروى: مالت. هكذا رواه الأصمعي: حَدورها، أي ما انحدر منها؛ وروى قوم: جُذورها، جمع جذر، وهو الأصل. والفَصْع من قولهم: فَصَعْتُ الشيءَ أفصَعه فَصْعاً، إذا دلكته بإصبعك ليلين فينفتح عما فيه. والفُصْعَة: غُلْفة الصبيّ إذا اتّسعت حتى تخرج حَشَفَتُه في بعض اللغات.

ص-ع-ق

الصَّعَق: أن يسمع الإنسان صوتَ الهَدّة الشديدة فيَصْعَق لذلك ويذهب عقله. ومنه قوله جلّ ثناؤه: "وخَرّ موسى صَعِقاً". والصَّعِق الكِلابي: أحد فرسانهم سُمّي الصّعِق لأن بني تميم ضربوه ضربة على رأسه فأمّتْه، فكان إذا سمع الصوت الشديد صَعِقَ فذهب عقله، فلذلك قال دَجاجة بن عِتْر:

وإنك من هِجاء بنـي تـمـيمٍ

 

كمزداد الغرامِ الى الـغـرامِ

وهم تركوك أسْلَحَ من حُبارى

 

رأت صَقْراً وأشْرَدَ من نعـامِ

وهم ضربوك ذات الرأس حتى

 

بدت أمُّ الدِّماغ من العـظـامِ

وقيس تدفع هذا وتقول: إنما اتّخذ طعاماً فجاءت ريح فكفأت القدورَ فلعنها فأرسل الله صاعقة عليه. والصاعقة من هذا اشتقاقها لشدة هَدّتها، وربما قلبوه فقالوا: صاقعة. قال الراجز:

يَحكون بالهنديّة القواطـعِ

تَشَقُّقَ البَرْقِ عن الصواقعِ

والصَّقْع: الضرب الشديد، وأكثر ما يكون على الرأس؛ يقال: صَقَعَه على رأسه صَقْعَةً شديدة. والصِّقاع: خرقة تجعلها المرأة بين شعرها ومِقنعتها، وبذلك سُمّي البُرْقُع صِقاعاً. وقال قوم: بل الصِّقاع بُرْقُع يلي رأسَ الفرس دون البُرْقُع الأكبر. وصَقَعَ الديكُ يصقَع صَقْعاً وصُقاعاً. وخطيب مِصْقَع، بالصاد والسين، زعموا، وبالصاد أكثر. والعَقْص: مصدر عَقَصَتِ المرأةُ شعرَها عَقْصاً، إذا شدّته في قفاها ولم تجمعه جمعاً شديداً. وللمرأة عَقيصتان، أي ذؤابتان معطوفتان في قفاها، والجمع عِقاص وعقائص. وتيس أعْقَصُ، إذا انعطف قرناه مما يلي قفاه، وكذلك الظبي؛ وعنز عَقْصاءُ. ورجل عَقِصُ اليدين وأعْقَصُ اليدين، إذا كان كَزّاً بخيلاً. والعَقْص: خيوط تُفتل من صوف وتُصبغ بسواد تصل به المرأة شعرَها؛ لغة يمانية. والقَصْع: قصعُك الشيءَ بين ظفريك حتى ينفضخ. وقَصَعَتِ الناقةُ بجِرّتها، إذا ملأت بها فاها. وفي الحديث: "وهي تُقَصِّعُ بجِرَّتها"، وتَقْصَع جائز أيضاً. وقصّع الجرحُ بالدم، إذا شَرِقَ به وامتلأ منه. والقَصْعَة: الصَّحْفَة، والجمع قِصاع. قال الشاعر:

ويَحْرُمُ سِرُّ جارتهم عليهـم

 

ويأكل جارُهم أُنُفَ القِصاعِ

وقَصَعَ صارَّتَه، إذا سكّن عطَشه؛ وقصّعتِ الإبلُ صارَّتَها، إذا شربت حتى تَرْوى. قال ذو الرُّمّة:

حتى إذا زَلَجَتْ من كل حَنْجَرَةٍ

 

الى الغليل، ولم يَقْصَعْنَه، نُغَبُ

وغلام مصوع وقصيع، إذا كان كاديَ الشباب. والقَعْص: الموت السريع أو القتل الوَحِيّ؛ قَعَصْتُه وأقعصتُه. ومات فلان قَعْصاً، إذا مات موتاً وَحِيّاً. والقُعاص: داء يصيب الغنمَ فتموت.

ص-ع-ك

العَكَص من قولهم: عَكَصْتُ الشيءَ أعكِصه عَكْصاً، إذا رددته؛ وعَكَصْتُ الرجلَ عن حاجته عَكْصاً، إذا رددته عنها. ويقال: كَعَصْنا عند فلان ما شئنا وكَأَصْنا، أي أكلنا. قال أبو حاتم: هي همزة قُلبت عيناً لأن بني تميم ومن يليهم يحققون الهمزة حتى تصير عيناً، وذلك قولهم: عَنّي، في معنى أنّي. قال ذو الرُّمّة:

أعَن ترسّمتَ من خرقاءَ مَنْزِلَةً

 

ماءُ الصّبابة من عينيك مسجومُ

وتقول بنو تميم: هذا خِباعنا، يريدون: خباؤنا؛ ويقولون: جارية خُبَعَة طُلَعَة، أي تختبئ مرّة وتطّلع أخرى. والكَعْص من قولهم: سمعتُ كَعِيص الفأرة والفَرخ، إذا سمعت صوتهما.

ص-ع-ل

الصَّعْل والصَّعْلة من قولهم: ظليم أصْعَلُ ونعامة صَعْلاءُ، وهو صِغَر الرأس ودقّة العنق؛ ودفع الأصمعي هذا وقال: لا يقال إلا ظليم صَعْل ونعامة صَعْلَة ونخلة صَعْلَة أيضاً. قال أبو بكر: ولم يجئ أصْعَلُ في شعر فصيح إلا أنه قد جاء في حديث علي رضي الله تعالى عنه: كأني بحبشيٍّ أصْعَلَ أصْلَمَ. ويقال: اصعالّتِ النخلةُ، إذا دَقَّ رأسُها. وقد سمّت العرب صُعَيْلاً. والصّلَع: صَلَع الرأس؛ صَلِعَ يصلَع صَلَعاً؛ والأصْلَع: خلاف الأفْرَع. وفي الحديث: "الصُّلْعان خير أم الفُرْعان"? وجبل صَليع: لا نبتَ عليه. قال الشاعر:

وزَحْفُ كتيبةٍ للقاء أُخرى

 

كأن زهاءَها رأسٌ صليعُ

والعَصَل من قولهم: عَصِلَ نابُ البعير يعصَل عَصَلاً فهو أعْصَلُ، إذا اشتدّ فرأيتَ فيه كالاعوجاج. والعَصَل: نبت تأكله الإبل فتسلح عنه. قال الشاعر:

يُخْرِجُ الأكدَرَ من أستاهكـم

 

كسُلاح النِّيب يأكلن العَصَلْ

والعَلَص: أصل بناء العِلَّوْص، والعِلَّوْص: داء يصيب الإنسان في بطنه. واللَّعَص: العَسَر؛ يقال: تلعّص علينا فلان، إذا تعسّر. واللَّعَص أيضاً: النّهَم في الأكل والشرب جميعاً، زعموا؛ لَعِصَ يلعَص لَعَصاً.

ص-ع-م

الصَّمَع من قولهم: رجل أصْمَعُ، إذا كان لاصق الأُذنين برأسه، والأنثى صَمْعاءُ. والبُهْمَى الصّمْعاء: التي قد اجتمعت عصيفتُها لتتفتّح عن حملها. وتقول العرب: هي والله في البُهْمَى الصّمْعاء، يعني الإبل. وكل منضمٍّ فهو متصمِّع. قال الهذلي:

فرمى فأنفذَ من نَجودٍ عائطٍ

 

سهماً فخرّ وريشُه متصمِّعُ

أي منضمّ بالدم، يعني سهماً. والصّوْمَعَة من هذا اشتقاقها لانضمام طرفيها. وقلبٌ أصْمَعُ: حديد ذكيّ، وبه سُمْي الرجل أصْمَعَ. والعَمْص ذكره الخليل فزعم أنه ضرب من الطعام، ولا أقف على حقيقته. والعَصَم من قولهم: وَعِلٌ أعْصَمُ والأنثى عَصْماءُ، إذا كان في إحدى يديه بياض، وكذلك الفرس، والاسم العُصْمَة، والوعول أكثرها عُصْم. وفي الحديث: "عائشة في النساء فضلاً كالغُراب الأعْصَم في الغِربان"، وذلك قليلٌ ما يكون، وهو أن يكون في أحد جناحيه ريشة بيضاء. وقال بعض أهل اللغة: وهو أن تكون إحدى رجليه بيضاء، وذلك لم يكن قطُّ ولا يُعرف. واستعصم فلانٌ بفلان، إذا لجأ إليه واعتصم به؛ وكذلك فسّر أبو عبيدة قوله تعالى: "فاستعصمَ"، أي استعصم بالله، أي لجأ إليه. وفلان عِصْمَة مَن لجأ إليه. واستعصم الوَعِلُ بالصخرة واعتصم، إذا لاذ بها من الرُماة. وعِصام الوعاء: عُروته التي يعلَّق بها أو وِكاؤه، وهو بالعُروة أشبه. وعَصيم الحِنّاء: باقي أثره في اليد، وكذلك عَصيم القَطِران والهِناء وما أشبهه. وقد سمّت العرب عاصماً وعُصَيْماً وعُصَيْمَة ومعصوماً وعِصاماً. وبنو عاصم: بُطين من بني يَربوع. وعِصام القِربة: وِكاؤها. والمَصْع، تماصع القومُ في الحرب تماصعاً، إذا تعالجوا، وهو المِصاع والمماصعة؛ وكل معالجة بيد أو سيف مماصعةٌ. ويقال: مرَّ الفرسُ يمصَع ويقزَع ويهزَع، إذا مرّ مرّاً سهلاً. ويقال: قبّحه الله وقبّح أمّاً مَصَعَتْ به، أي ألقته. ويقال: مصع الطائر بذنبه، إذا حرّكه. والمُصَع: ثمر العَوْسَج؛ وقال قوم: هو المُصْع، الواحدة مُصْعَة ومُصَعَة. والمَعَص: وجع يصيب الإنسان في عصبه من كثرة المشي. وشكا عمرو بن معديكرب الى عمر بن الخطّاب رضي الله عنه المَعَص فقال: كَذَبَ عليك العَسَلُ، أي عليك بالعَسَل؛ والعَسَل والعَسَلان: ضرب من المَشْي والعَدْو مثل عَدْو الذئب. وبنو مَعيص: بطن من قُريش. وأحسب أن في العرب بُطيناً يقال لهم بنو ماعص.

ص-ع-ن

رجل صَنَعٌ، إذا كان حاذقاً بما يعمله. وكلّ حاذقٍ بعمل فهو صَنَعٌ. وامرأة صَناع: خلاف الخَرقاء، ولا يقال: امرأة صَنَعٌ، وقد جاء في الشعر الفصيح، وجمع الصَّنَع أصناع، وجمع الصَّناع صُنُع. وصنَعْتُ الشيءَ أصنَعه صَنْعاً وصُنْعاً. وصَنْعَة الرجل: حِرفته. وكل محترف بيده صانع. وسيف صَنيع: قد بُلي وجُرِّب. والمَصْنَعَة والمَصْنُعَة: الموضع الذي يُتّخذ ويُحتفر فيه بِركة يفحتبس فيها ماءُ السماء، وهو الصِّنْع أيضاً. وصَنَع الله صُنْعاً جميلاً. قال الشاعر:

صنعتَ فلم يصنعْ كصُنْعِك صانعٌ

 

وما يصنعُ الأقوامُ فالله أصْنَـعُ

وصَنْعاء: موضع معروف، يُنسب إليه صَنْعاويّ وصَنْعانيّ. والنَّصع: ثوب أبيض أو نِطَع أبيض، وقالوا النَّطْع أيضاً والنُطْع. وأبيضُ ناصعٌ بيّن النّصاعة والنُّصوعة والنّصوع. وحسَبٌ ناصعٌ: خالص. والنّعَص: التمايل، وبه سُمّي الرجل ناعصة، وبه سُمّيت المرأة ناعصة. وعمرو بن ناعصة السُّلمي، وناعصة اسم أُمّه.

ص-ع-و

الصّعْوَة: طائر معروف، والجمع صَعْو وصِعاء. والصَّوع من قولهم: صُعْتُ الشيءَ أصوعه صَوْعاً، إذا ثنّيته ولوّيته. وصوّع الطائرُ رأسَه، إذا حرّكه. والصُّواع: مِكيال معروف. ورُوي عن ابن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: الصُّواع: إناء كان الملك يشرب فيه؛ قال أبو بكر: وقد استقصينا هذا في كتاب لغات القرآن. والعَوَص أصل اشتقاقه من العَويص؛ يقال: أعوصتُ بالرجل: ركبت به العَوْصاءَ؛ وأمر مُعْوِص: ملتوٍ على غير استقامة. والأعْوَص: موضع قريب من المدينة. والوَصَع: طائر صغير معروف، والجمع وِصْعان. وفي الحديث: "كانتفاض الوَصَع حين يُغدف به"، أي تُلقى عليه الشبكة.

ص-ع-ه

أُهملت.

ص-ع-ي

الصِّيع من قولهم: تصيَّع الماءُ، إذا اضطرب على وجه الأرض. والعِيص: الشجر الملتفّ. والأعياص من بني أمية: ولد العاص وأبي العاص والعِيص وأبي العيص. قال الراجز:

لكنْ أخِلاّئي بنو الأعياصِ

همُ النواصي وبنو النواصي

ويقال: فلان في عِيصٍ أشِبٍ، إذا كان في مَنَعَة من قومه.

باب الصاد والغين

مع ما بعدهما من الحروف

ص-غ-ف

الصَّفْغ عربي معروف ذكره أبو مالك، وأحسب أن أبا زيد قد ذكره. قال أبو بكر: أنشده أبو مالك وأنشدَناه العُكلي عن الحِرمازي:

دونكِ بَوْغاءَ ترابِ الرَّفْعِ

فأصفِغيه فاكِ أيَّ صَفْغِ

ذلك خيرٌ من حُطام الدَّفْغِ

وأن تَرَيْ كفَّكِ ذاتَ نفْغِ

تَشْفينَها بالنَّفْثِ بعد المَرْغِ

الرَّفْغ: ألأم الوادي وشرّه تراباً. والصّفْغ: القَمْح باليد؛ قَمَحْتُ الشيءَ أقمَحه قَمْحاً، وصفَغْتُه أصْفَغه صَفْغاً. والدّفْغ: تِبن الذُّرة أو حطامها. والنّفْغ: أن تَمْجَلَ اليدُ من العمل فيصير فيها بَثر رقيق فيه ماء، وهو التنفّط؛ يقال: نَفِغَت يدُه، إذا تنفّطت. والمَرْغ: الرّيق. والنَّفْث: نَفْثُ الريقِ على اليد. والغَفْص من قولهم: غافصه مغافصةً وغِفاصاً، إذا فاجأه.

ص-غ-ق

أُهملت وكذلك حالهما مع الكاف.

ص-غ-ل

شاة صالغ وسالغ، وهو المُسِنّ مثل المُشِبّ من البقر والقارح من الخيل.

ص-غ-م

صَمْغ الشجر: معروف، وهو ما قطر منه من اللِّثَى. ومن أمثالهم: "تركتُه على مثل مَقْلَع الصّمْغَة" لأنها إذا قُلعت لم يبقَ منها شيء في موضعها. والصامغان والسامغان سواء، وهما مُنتهى خَرْق الفم من عن يمين وشمال. والغَمْص من قولهم: غمِصَ نعمةَ الله، إذا كفرها. وغَمَصْتُ الرجلَ، إذا طعنتَ فيه وعِبته، أغمِصه غَمْصاً فهو مغموص وأنت غامص. وغَمِصَتِ العينُ تغمَص غَمَصاً، إذا أكثرت البكاءَ فانكسرت. والشِّعْرَى الغُمَيْصاء: إحدى الشِّعريين، وهي أقلهما ضوءاً. والغُمَيْصاء: موضع، وهو الموضع الذي أوقع فيه خالد بن الوليد ببني جَذيمة من بني كِنانة. قالت امرأة منهم:

وكائنْ ترى يومَ الغُمَيْصاءِ من فتًى

 

أُصيبَ ولم يَجرح وقد كان جارحا

والمَغَص: البيض من الإبل الخالصة البياض، والجمع أمغاص. وقال بعضهم: بل المَغَص جمع لا واحد له من لفظه؛ يقال: إبل مَغَص وناقة مَغَص، والأول أعلى. والمَغْص والمَغَص: وجع يعترض في البطن، بتسكين الغين وفتحها؛ مُغِصَ الرجلُ فهو ممغوص، ثم كثر ذلك في كلامهم حتى قالوا: فلان مَغَصٌ من المَغَص، إذا كان ثقيلاً بغيضاً.

ص-غ-ن

الغُصْن من أغصان الشجرة: معروف، والجمع أغصان وغُصون وغِصَنَة. وفصل قوم بين الغُصن والفَنَن فقالوا: الغُصْن القضيب الذي لا يتشعّب، والفَنَن المتشعِّب. وقال آخرون: كلاهما واحد. وقد سمّت العرب غُصْناً وغُصَيْناً. وأحسب أن بني غُصَيْن بطن منهم. ويُروى هذا البيت:

تُسائلُ عن غُصَيْنٍ كلَّ رَكْبٍ

 

وعند جُفَيْنَةَ الخَبَرُ اليقـينُ

هكذا رواه ابن الكلبي وحمّاد الراوية ونظراؤهم، وروى قوم: وعند جُهَيْنَةَ الخبرُ اليقينُ، وليس بشيء لأن غُصَيْناً أحد بني جَوْشَن وهم بُطين من بني عبد الله بن غَطَفان، وجُفينة يهوديّ خمّار كان يمضي إليه، وله حديث. والغَنَص: ضيق الصدر، عن أبي مالك. والنَّغَص والتنغيص واحد. والنَّغَص أيضاً: أن يورد الرجلُ إبلَه الحوضَ فإذا شربت أخرج من بين كل بعيرين بعيراً قوياً وأدخل مكانه بعيراً ضعيفاً فذلك الدِّخال. قال الشاعر:

وأرسلَها العِراكَ ولم يَذُدْهـا

 

ولم يُشْفِقْ على نَغَص الدِّخالِ

ص-غ-و

الصَّغْو: المَيل؛ صغا يصغو صَغْواً، إذا مال. والشمس صَغْواءُ، إذا مالت في الغرب. وأصغى يُصغي إصغاءً، إذا أمال سَمْعَه. وكل شيء أملتَه فقد أصغيتَه؛ وفي الحديث: "كان يُصغي الإناءَ للهِرّة لتشرب". ويقال: أكرِموا فلاناً في صاغِيته، أي في أهله ومن يُعنى به. والصَّوْغ: مصدر صُغْتُ الشيءَ أصوغه صَوْغاً، والاسم الصِّياغة، وهذه الياء مقلوبة عن الواو للكسرة قبلها. وصُغْتُ الكلامَ أصوغه صَوْغاً، إذا حبَّرتَه. ويقال: فلان صَوّاغ، إذا كان كذّاباً يُصلح الكلام ويزوِّره. وهما غلامان صَوْغان وسَوْغان، إذا كانا لِدَةً. وغاصَ في الماء يغوص غَوْصاً. وفي الحديث: "لُعنت الغائصةُ والمتغوِّصة"، وفسّروا الغائصة الحائض التي لا تُعلم زوجها أنها حائض فيجامعها، والمتغوِّصة التي لا تكون حائضاً فتُخبر زوجها أنها حائض.

ص-غ-ه

الغُصّة: اسم الغَصَص؛ غَصَّ يَغَصّ غَصَصاً. وقد مرّ في الثنائي. وذو الغُصّة: لقب رجل من فرسانهم كانت به تمتمة.

ص-غ-ي

فلان من صيغة كريمة، أي من أصل كريم؛ على أن هذه الياء مقلوبة عن الواو. والصِّيغة: سهام من صنعة رجل واحد.

باب الصاد والفاء

وما بعدهما من الحروف

ص-ف-ق

الصَّفْق: مصدر صَفَقْتُ الشيءَ بيدي صَفْقاً، إذا ضربته بها؛ وصَفَقْتُ وجهَه، إذا لطمته. وتصافقَ القومُ، إذا تبايعوا. وفلان خاسر الصَّفْقَة ورابح الصَّفْقَة في الشراء والبيع. وثوب صَفيق وسَفيق، بالصاد والسين. والصَّفَق: الماء الذي يُصبّ في السِّقاء البديع حتى يَطيب. قال الراجز يذكر العَرَق:

ينْضِحْنَ ماءَ البَدَنِ المُسَرّا

نَضْحَ البَديعِ الصَّفَقَ المُصْفَرّا

ويُروى: السَّرَب. والمُسَرّ يعني المستسِرّ في البدَن من العَرَق. وأصفقَ القومُ على الأمر، إذا تضافروا عليه. وأصفقَ الرجلُ على الأمر، إذا عزم عليه. وصَفَقَتْ علينا صافقةٌ من الناس، أي نزل بنا قومٌ. والصِّفاق: الجلد الرقيق تحت الجلد الغليظ الظاه من الإنسان والدابّة. وصفَّقتُ الخمرَ بالماء تصفيقاً، إذا مزجتها فهي مصفَّقة. والفَقْص: فقصُكَ البيضةَ، وهو كسرُك إيّاها، فهي مفقوصة وفَقيصة. والقَصْف: قصفُك العودَ إذا كسرته؛ قَصَفْتُه أقصِفه قَصْفاً. ورعد قاصف: شديد الصوت. وفي دعائهم: بعث الله عليه الريحَ العاصف والرعدَ القاصف. فأما القَصْف من اللهو فلا أحسبه عربياً صحيحاً. وقد سمّت العرب قِصافاً. وبنو قِصاف: بطن منهم. والقَصيف: هشيم الشجر. والقَفْص: قَفْصُك الشيءَ إذا جمعتَه وقرنتَ بعضَه الى بعض. وقَفَصْتُ الدابّةَ، إذا شددتَ أربع قوائمه؛ وكذلك قَفَصْتُ يَعسوبَ النحل، إذا شددته في الخليّة بخيط لئلا يخرج. وكل شيء اشتبك فقد تقافص، ومنه القَفَص المعروف. وفي الحديث: "في قُفْص أو قَفَص من الملائكة أو من النور"، وهو المشتبك منهم المتداخل بعضهم في بعض. والقُفْص: جيل معروف ينزلون جبلاً من جبال كَرْمان يقال له: جبل القُفْص. والقُفاص: داء يأخذ الدوابَّ فتيبس قوائمها.

ص-ف-ك

أُهملت.

ص-ف-ل

الصَّلَف مصدر قولهم: فلان صَلِفٌ، أي قليل الخير. وطعام صَلِفٌ، أي قليل النَّزَل. ومن أمثالهم: "صَلَفٌ تحت الراعدة" يُضرب ذلك مثلاً للرجل الذي يُكثر الكلام والمدح لنفسه ولا خيرَ عنده. وصَلِفَت المرأةُ، إذا لم تحظَ عند زوجها. قال الشاعر:

إذ آبَ جارتَها الحسناءَ قَـيِّمُـهـا

 

رَكْضاً وآبَ إليها الحُزنُ والصَّلَفُ

ويُروى: والأسَفُ. وصَليف الإكاف: الخشبتان اللتان تتعدّانِه في أعلاه. والصّليف: عُرْض العُنق، وللعُنق صَليفان من عن يمين وشمال. فأما قول العامّة: فلان صَلِفٌ فهو من كلام المولَّدين. والفَصْل: فصلُك الشيءَ عن الشيء حتى يباينه، وكل شيء بانَ عن شيء فقد فاصله. والفواصل: فواصل القِلادة، وهو شَذْر وعُمور يفصِل بين نَظم الذهب. والفصيل من الإبل، إذا فُصل عن أمّه. وفصّلتُ الشاةَ وغيرَها، إذا قطعت مفاصلَها، وواحد المفاصيل مَفْصِل. والمِفْصَل: اللسان، وأنشدوا بيت حسّان:

كلتاهما حَلَبُ العصيرِ فعاطِني

 

بزُجاجةٍ أرخاهما للمِفْصَـلِ

أي اللسان، ورُوي: للمَفْصِل. فأما قولهم: مثل ماء المفاصل يصِفون به الماء الصافي، فالمفاصل: صخر يتّصل بعضُه ببعض، فإذا جرى عليه ماء السماء تناهى الى قراره وهو صافٍ. وجمع الفَصيل فِصال وفُصْلان. ومن أمثالهم: "استنَّتِ الفِصالُ حتى القَرْعَى"، يُضرب ذلك مثلاً للرجل الضعيف يروم مَرامَ الأقوياء. وفصيلة الرجل: بنو أبيه، والجمع فصائل؛ وكذلك فُسِّر في التنزيل، والله أعلم. ويقال: هذا الأمر فَيْصَلٌ، أي منقطِع. وفَصَلَ فلان من بلد الى بلد. وفَصيلة: اسم. واللَّصْف من قولهم: رأيته يلصُف، أي يبرق؛ ورأيت له لصيفاً، أي بريقاً. واللاصف: اسم للإثمد الذي يُكتحل به في بعض اللغات. فأما الأصَف هذا النبت الذي يسمّى الكَبَر فليس هذا موضعه. ولَصافِ: موضع؛ قال الأصمعي: لَصافِ مثل نَزالِ؛ وكان أبو عبيدة يقول: سبيله سبيل المؤنّث ينصرف في الإعراب ولا ينصرف؛ يقولون: هذه لَصافُ ورأيت لَصافَ ومرت بلَصافَ يا هذا. وأنشد أبو عبيدة:

قد كنتُ أحسِبكم أُسودَ خَفـيّةٍ

 

فإذا لصافُ تَبيضُ فيها الحُمَّرُ

وقال قوم: لَصافِ مبني على الكسر مثل حَذامِ وقَطامِ وما أشبهه.

ص-ف-م

انفم الشيء ينفصم انفصاماً، إذا انصدع ولمّا ينكسر، وفَصَمْتُه أنا فَصْماً، وكذلك فُسِّر قوله جلّ وعزّ: "لا انفصام لها"، والله أعلم.

ص-ف-ن

الصَّفَن: وعاء الخُصيتين. وسئل بعض الفصحاء عن جرح به فقال: "بين الرانفة والصَّفن". والصُّفْنَة شبيهة بالسُّفْرَة لها عُرًى يُستقى بها الماء ويؤكل عليها. وصَفَنَ الفرسُ صُفوناً، إذا ثنى إحدى رجليه ووطئ على سُنْبُكه فهو صافن. والصافن: عِرق في الجسد. والصِّنف من الشيء: الضَّرب منه؛ هذا من صِنف كذا، والجمع أصناف وصُنوف. وصنّفتُ الشيء، إذا جعلته أصنافاً. وصَنِفَة الثوب عند أهل اللغة: حاشيته، وعند غيرهم: ناحيته التي فيها الهُدْب. والنِّصْف: شطر الشيء. وأنصفتُ الرجلَ إنصافاً، إذا أعطيته الحقّ. وتناصفَ القومُ، إذا تعاطوا الحقَّ بينهم. والنّصيف: المِقْنَعَة أو الخِمار. قال النابغة:

سَقَطَ النّصيفُ ولم تُرِدْ إسقاطَه

 

فتناولتْه واتّقـتـنـا بـالـيدِ

والنّصيف أيضاً: مكيال يُكال به. وفي الحديث: "ما بلغتم مُدَّ أحدِهم ولا نصيفَه". وقال الراجز:

لم يَغْذُها مُدٌّ ولا نَصيفُ

ولا تُمَيْراتٌ ولا تعجيفُ

لكنْ غَذاها اللينُ الخريفُ

المَخْضُ والقارصُ والصّريفُ

ويقال: نَصَفَ الرجلُ صاحبَه، إذا خدمه ينصُفه ويَنصِفه؛ وأنصفَه، إذا أخدمَه. قال الشاعر:

وتَلقى حَصاناً تَنْصِف ابنةَ عمّها

 

كما كان يُلقى الناصفاتُ الخوادمُ

ونَصَفَ الليلُ والنهارُ. قال الشاعر يعني غوّاصاً:

نَصَفَ النهارُ، الماءُ غامرُه

 

وشريكُه بالغيب ما يدري

ونَصَفَ الماءُ الخشبةَ وغيرَها، إذا بلغ نِصفها، يَنْصُفها. قال الشاعر:

الى ملكٍ لا تَنْصُف الساقَ نَعْلُـه

 

أجَلْ لا وإن كانت طِوالاً مَحاملُهْ

وناصفة: موضع. قال الشاعر:

بناصفة الجَوَّيْن أو بمحجَّرِ

والمَناصف: مواضع أيضاً أو أودية صغار. وبلغنا مَنْصِف الطريق أو الوادي، إذا بلغتَ نصفَه. والنَّفْص: أصل بناء النُّفاص، والنُّفاص: داء يصيب الغنم فتبول حتى تموت.

ص-ف-و

الصَّفْو: ضدّ الكَدَر، صفا الماءُ يصفو صَفْواً، والاسم الصَّفاء. وفلان صِفوتي، أي خيرتي وخُلْصاني. والصّوف: معروف، والواحدة صُرفة. ويقال: أخذ بصوفة قَفاه، إذا أخذ بالشَّعَر السائل في نُقرته. وكَبْشٌ صافٌ، وقد قالوا صافٍ: كثير الصوف. وصُوفة: قوم كانوا في الجاهلية يخدمون الكعبة ويُجيزون الحاجّ أي يُبذرقونهم، ولهذا المعنى قال الشاعر:

ولا يَريمون في التعريف مَوقِفَهم

 

حتى يقال: أجيزوا آلَ صُوفانـا

ويُروى: صَفْوانا. وقال أصحاب النسب: هي قبيلة. وقال أبو عبيدة: بل هم قوم من أفناء القبائل تجمّعوا فتشبّكوا كتشبّك الصّوفة. والوَصْف من قولهم: وصفتُ الشيء أصِفه وَصْفاً، إذا نعتّه، وأنا واصف والشيء موصوف. والوَصيف والوَصيفة: معروفان، والجمع وُصَفاء ووَصائف. ورجل وَصّاف: حاذق بالوصف. والوصّاف: رجل من العرب من ساداتهم سُمّي الوصّاف بحديث له، وبنوه يُنسبون إليه الى اليوم.

ص-ف-ه

الصَّفّة: صُفّة البيت وصُفّة السّرْج. قال أبو بكر: وإنما أدخلناها في هذا الباب لأنه لا مذكّر لها، والهاء تقوم مقام حرف ثالث.

ص-ف-ي

فلان صَفيّ فلان، إذا كان مصافياً له. والصّيْف: معروف. وصافَ السهمُ يصيف صَيْفاً وصَيَفاناً، إذا مال عن الهدف. قال الشاعر:

كلَّ يومٍ ترميه منها برَشْـقٍ

 

فمُصيبٌ أو صافَ غيرَ بعيدِ

والمطر الصَّيِّف: الذي يكون في الصيف. والمَصيف: الموضع الذي يُسكن فيه في الصيف. ويقال: كلّمتُه فما أفاص بكلمة يفيص إفاصة، أي ما تكلّم بها. والفَصْي من قولهم: فَصَيْتُ الشيء عن الشيء أفصيه فَصْياً، إذا أبَنْتَه؛ وتفصّى الرجلُ من الرجل، إذا باينَه؛ وكل شيء بايَن شيئاً فقد تفصّى عنه، ومنه اشتقاق أفْصَى وهو اسم. وبنو فُصَيَّة: بطن من العرب، وفُصَيّة تصغير فَصْيَة، وهو من قولهم: هذه فَصْيَة بين الحرّ والبرد.

باب الصاد والقاف

مع ما بعدهما من الحروف

ص-ق-ك

أُهملت.

ص-ق-ل

الصَّقْل: مصدر صَقَلْتُ السيفَ والثوبَ صَقْلاً. والصّيْقَل: صَقّال السيف، والجمع صياقل وصياقلة، الياء زائدة. والصُّقْل: الكَشْح للإنسان والدابّة، وهما صُقْلان. وسيف مصقول وصَقيل. والصَّقْلاء: موضع، زعموا. وقد سمّوا مَصْقَلة. فأما المِصْقَلة التي يُصقل بها فبكسر الميم. والصَّلائق: الواحدة صَليقة، وهو اللحم المشويّ المُنْضَج وقال قوم: بل الصَّلائق الرُّقاق من الخبز، ولا يقال رِقاق في الخبز خاصّة. وفي حديث عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: لو شئتُ لأمرتُ بصلائقَ وصِناب. ويقال: صَلَقَ فلنٌ بني فلن، إذا أوقع بهم وقعة منكرة. قال الشاعر:

فصَلَقْنا في مُرادٍ صَلْقَةً

 

وصُداءً ألْحَقَتْهم بالثَّلَلْ

يعني بني صُداءٍ؛ والثّلَل: الهلاك. والصَّلْق: ضرب من الجماع. قال مُسيلمة الكذّاب لسَجاحِ:

فإن شئتِ صلقنـاكِ

 

وإن شئتِ على أربعْ

وخطيبٌ مِصْلَقٌ وصلاّق، إذا كان بليغاً. وتقلّص الظلُّ وغيرُه، إذا انقبض. والقَلُوص من الإبل لا تكون إلا ناقة، ولا يقال للذكر قَلوص، والجمع قلائص وقِلاص وقُلُص. وقُلُص النّعام: رِئالها. قال الشاعر:

تأوي له قُلُصُ النَّعام كما أوَتْ

 

حِزَقٌ يمانيةٌ لأعجمَ طِمْطِـمِ

تأوي له: تميل إليه، تصير معه. وقَلوص الحُبارى: فرخُه. قال الشاعر:

وقد أنعلتْها الشمسُ حتى كأنهـا

 

قَلوصُ حُبارى ريشُها قد تَموّرا

أي تقلّع. وقَلَصَ عنّي الظلُّ، إذا انقبض، ومثل أزَى، ومثله قَلَصَ ماءُ الرَّكيّ. والقَصْل: القَطْع؛ سيف مِقْصَل وقَصّال، وبه سُمّي القَصيل هذا الذي يُقْطَع رَطْباً، وجمعه قُصلان. ولَصِقَ الشيءُ بالشيء لُصوقاً فهو لاصق. ورجل مُلْصَق في القوم: دَعيٌّ فيهم.

ص-ق-م

القَمْص من قولهم: قَمَصَ البعيرُ يقمُص ويقمِص قَمْصاً وقُماصاً، وهو أن يرفع يديه ثم يطرحهما معاً ويَعْجِر؛ العَجْر: ضرب من العَدْو برجليه. والقميص: معروف. والقَمَص: شبيه بالذُّباب الصغار يقع على الماء الآجن وغير الآجن كثيراً. وفي الحديث: "القارصة والقامصة والواقصة"، وذلك أن ثلاث جوارٍ حملت إحداهنّ الأخرى فقرصتها التي لم تَحْمِل فقَمَصَتِ المركوبةُ فوُقِصَت الراكبةُ فجعل علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه الدِّيَةَ أثلاثاً: ثلثاً على القارصة وثلثاً على القامصة وثلثاً هدراً لأنها أعانت على نفسها. وقمّص البحر بالسفينة، إذا حرّكها بالموج حتى كأنها بعير يَقْمُص. قال الشاعر:

وهندٌ أتى من دونها ذو غـواربٍ

 

يقمِّص بالبُوصيّ مُعْرَوْرِفُ وَرْدُ

والقَصْم: مصدر قَصَمْتُ الشيءَ أقصِمه قَصْماً، إذا كسرته؛ والقِصْمَة من الشيء: القطعة منه، والجمع القِصَم. ورجل أقْصَمُ وامرأة قَصْماءُ، إذا انكسر طرف ثنيّته أو رَباعيته. والقَصيمة: قطعة رمل تنقصم عن معظم الرمل، والجمع قصائم. والقَيْصوم: نبت.

ص-ق-ن

الصَّنَق: شدّةَ ذَفَر الإبط والجسد؛ صَنِقَ يصنَق صَنَقاً، يقال منه: رجل صَنِقٌ. وأصنقَ الرجلُ في ماله يُصْنِق، إذا أسرع إتلافَه، عن أبي زيد. والقَنْص والقَنَص: فعل القانص؛ قَنَصَ يقنُص، واقتنص يقتنص اقتناصاً، والصيد قَنيص، والصائد قَنيص أيضاً. وبنو قُنْص بن معدّ: قوم درجوا في الدهر الأول. والنَّقْص: مصدر نَقَصْتُ الشيءَ أنقُصه نَقْصاً ونُقصاناً. والنّقيصة: الخَصْلَة الدنيّة في الإنسان أو الضعيفةُ. قال الشاعر:

فما وجدَ الأعداءُ فـيَّ نـقـيصةً

 

ولا طافَ لي منهم بوَحْشِيَ صائدُ

ونَقَصَ الشيءُ نقيصةً وأنقصتهُ أنا إنقاصاً.

ص-ق-و

القَصْو: مصدر قصوتُ عن القوم قَصْواً وقُصُوّاً. والقُصْوى: ضدّ الدُنيا. وقُصْوان: موضع. وناقة قَصْواءُ، إذا قُطع طرف أذنها، ولا يقال جمل أقْصى، إنما يقال جمل مقصوّ، تركوا القياس فيه. والقَصْواء: اسم ناقة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم؛ هكذا كان اسمها. والوَقَص: قِصَر العنق ودخولها في المنكِبين؛ رجل زوْقَصُ وامرأة وَقْصاءُ، والاسم الوَقَص. وناقة موقوصة ووَقيصة، إذا ترددت من عُلْوٍ الى سُفلٍ فاندقّت عنقها؛ وُقِصَتْ فهي موقوصة ووَقيصة؛ وجمع الوقيصة وقائص. قال الشاعر:

هم الطَّرَفُ الناكي العدوَّ وأنتمُ

 

بقُصْوَى ثلاثٍ تأكلون الوقائصا

وكانوا يتعايرون بأكل المتردّية والوقيصة وما أشبهها، والأوقاص في البقر والغنم مثل الأشناق في الإبل. وواحد الأوقاص: وَقْص. وواقصة: موضع. وبنو الأوْقَص: بطن من العرب. وقد سمّت العرب واقصاً ووقّاصاً. وبنو الأوْقَص: بطن من العرب. قال الراجز:

إنْ تُشْبِهِ الأوْقَصَ أو لُهَيْما

تُشْبِهْ رجالاً يُنكرون الضّيْما

ووَقّاص: اسم. ووُقَيْص: اسم.

ص-ق-ه

القُصّة من الشَّعَر: الخُصلة منه. وقصّة الرجل: شأنه وأمره. والهَقْص زعم بعض أهل اللغة أنه حَمْلُ نبتٍ يؤكل، ولا أحُقُّه.

ص-ق-ي

الصِّيق: الغُبار، أعجميّ معرَّب. وبنو الصَّيْق: بطن من العرب. والقَيْص: الكسر؛ انقاصَ السِّنُّ انقياصاً وتقيّص تقيّصاً، إذا انصدع ولمّا يَبِنْ؛ فأما انقاضَ ينقاض انقياضاً فهو أن ينكسر فيَبين. ويُروى بيت الهُذلي بالصاد والضاد، والضاد أكثر:

فِراقٌ كقَيْضِ السن فالصبرَ إنّه

 

لكلّ أُناسٍ عَثْـرَةٌ وجُـبـورُ

ويُروى: كقَيْص السِّنّ. وقُصَيّ: اسم. والقَصِيّ: الخيوط التي يطرحها الحائك من أطراف الثوب إذا فرغ منه؛ لغة يمانية. وأقصتُ الرجلَ وغيرَه إقصاءً، إذا أبعدته، وهذه الياء مقلوبة عن الواو.

باب الصاد والكاف

مع ما بعدهما من الحروف

ص-ك-ل

أُهملت.

ص-ك-م

استُعمل من وجوهها الكَصْم، وهو الضرب باليد أو الدفع، وهي المكاصمة، وقد جاء في الشعر الفصيح.

ص-ك-ن

استُعمل من وجوهها النَّكْص؛ نَكَصَ الرجلُ عن الأمر نَكْصاً ونُكوصاً، إذا تكأكأ عنه. ونَكَصَ على عَقِبَيْه: رجع عمّا كان عليه من خير، وكذا فُسِّر في التنزيل، والله أعلم، ولا يقال ذلك إلا في الرجوع عن الخير خاصةً، وربما قيل في الشرّ.

ص-ك-و

يقال: ما به صَوْكٌ ولا بَوْكٌ، أي ما به حركة.

ص-ك-ه

زعم قوم أن الهَكْص مستعمَل، ولا أعرف صحّته.

ص-ك-ي

كاصَ يكيص كَيْصاً وكَيَصاناً، وربّما قالوا كُيوصاً، إذا كعَّ عن الشيء؛ وكَأَصَ، مهموز وغير مهموز، مثل كعَّ عنه. قال أبو حاتم: قال أبو يزيد: تقول العرب: كِصْنا عند فلان ما شئنا، أي أكلنا.

باب الصاد واللام

مع ما بعدهما من الحروف

ص-ل-م

الصَّلْم: قطعُك الأنف أو الأذن حتى تستأصله؛ صَلَمْتُه أصلِمه صَلْماً فهو مصلوم، واصطلمتُه اصطِلاماً. قال الشاعر:

فوهُ كشَقِّ العصـا لأْياً تَـبَـيّنَـه

 

أصَكُّ ما يَسمع الأصواتَ مصلومُ

والصّيْلَم: الاستئصال، الياء زائدة. والصُّلاّم: اللُّبّ الذي يكون في نوى النَّبِق. ذكر أبو حاتم عن بعض الطائيين أنه سُئل عن طعامهم إذا أجدبوا فقالوا: الصُّلاّم، وإن أصبنا، اللبنُ. والصَّمْل: اليبس في صلابة، ومنه بناء رجل صُمُلّ. والصّميل أيضاً: اليابس؛ صَمِلَ السِّقاءُ يصمَل صَمْلاً، إذا يبس، وقالوا صُمولاً، وكل يابسٍ صَميلٌ وصامل. واللَّمْص: أن تأخذ الشيءَ بطرف إصبعيك فتلطَعه نحو العسل وما أشبهه؛ لَمَصْتُ الشيء ألمُصه لَمْصاً، إذا فعلت ذلك. والمَصْل: لبن حامض يُجعل في إناء حتى يخثُر ويجفّ؛ مَصَلْتُ اللبنَ أمصُله مَصْلاً، إذا جعلته في وعاء خُوص أو خِرَق حتى يقطر ماؤه، فما قطر منه فهو المُصالة. والمَلْص: مصدر مَلِصَ الشيءُ من يدي يملَص مَلَصاً، إذا سقط متزلّجاً. وأملصتِ الناقةُ والفرسُ إملاصاً، إذا ألقت ولدها، فالولد مَليص والناقة مُمْلِص، وهذا أحد ما جاء على فَعيل من أفعلَ، والمصدر الإملاص. فأما قولهم في جمع اللصوص مَلاصُّ فالميم زائدة وليس من هذا. وربما قالوا: امّلزَ فلانٌ من يدي وتملّص من يدي، في معنى تخلّص. وبنو مُلَيْص: بطن من العرب.

ص-ل-ن

النّصْل: نصل السهم ونصل السيف ونصل الرمح، والسيف نصل بلا قائم ولا جفن، والجمع نِصال نُصول. ويقال: نَصَلْتُ الرمحَ، إذا جعلت له نصلاً؛ وأنصلتُه، إذا نزعتَ نصله. والسِّنان نَصْل، والزُّجّ نَصْل. وكان رجَب يسمّى في الجاهلية مُنْصِل الأسِنّة. قال الأعشى:

تدارَكه في مُنْصِلِ الألِّ بعـدمـا

 

مضى غيرَ دأداءٍ وقد كاد يَعْطُبُ

وكل شيء أخرجته من شيء فقد أنصلتَه. ونَصْل الغَزْل سُمّي بذلك لأنه يُنْصَل من المِغْزَل، أي يُنزع. ونَصَلَ الخِضابُ نُصولاً، إذا ذهب. قال الشاعر:

وخاضبةٍ لأوْبتـنـا يديهـا

 

سينصل قبلَ أوبتنا الخضابُ

والنّصيل: حجر فيه طول قَدْر الذراع وأكثر. ونَصْل الرأس: طوله، للفرس والبعير ولا يكون للإنسان. وربما سُمّي زُجّ الرمح نصلاً فقيل له نصلان. قال الشاعر:

أقول لمّا أتـانـي نـاعـيان بـه

 

لا يَبْعَدِ الرمحُ ذو النَّصلين والرَّجُلُ

والمُنْصُل: السيف بعينه، ولا يقال للسّنان ولا لنصل السهم مُنْصُل، والجمع المَناصل.

ص-ل-و

صال الفحلُ يصول صَوْلاً وصُؤولاً وصَوَلاناً فهو صائل وصَؤول، إذا خطر ليصاول فحلاً آخر، والمصدر المصاولة والصِّيال. وصال البعير يصول صولاً وصَؤلَ صُؤولاً، مهموز تراه في بابه، إذا حمل على بعير آخر أو إنسان ليعَضّه، ثم كثر ذلك فصار للإنسان والسَّبُع؛ صال عليه يصول صَوْلاً وصُؤولاً. وصَوْلَة الخمرة: سلطانها وحُمَيّاها. ورجل ذو صَوْلَة، إذا كان ذا سُلطان. وقالوا: الأيهمان: السيل والليل، ويقال: الليل والقَرْم الصؤول. والصَّلا: العظم الذي فيه مَغْرِز عَجْب الذنب، وهما صَلَوان. والصَّلاة من بنات الواو وتُجمع صلوات. قال بعض أهل اللغة: اشتقاقها من رفعِ الصَّلا في السجود. والصَّلا: العظم الذي عليه الأليتان، وهو آخر ما يبلى من الإنسان، والله أعلم. قال الشاعر:

تركتُ الرمحَ يبرُق في صَلاه

 

كأنّ سِنانه خُرطومُ نَـسْـرِ

وصَلاءة الطِّيب مهموزة. وقد سمّت العرب صَلاءة. واللَّوْص: مصدر لُصْته بعيني ألوصه لَوْصاً ولاوصتُه ملاوصةً، إذا طالعته من خَلَل باب أو سِتْر. واللَّصْو من قولهم: لصا الرجلُ المرأة يصلوها لَصْواً وهو لاصٍ، إذا قذفها. وقيل لامرأة من العرب: إن فلاناً هجاكِ فقالت: ما لصا وما قفا؛ فاللَّصْو ما أخبرتُك به، والقَفو أن يقذفها برَجُل بعينه. والوَصْل: وصلُك الشيءَ بالشيء نحو الحبل وما أشبهه؛ وَصَلْتُه أصِله وَصْلاً؛ والوَصْل: ضدّ القَطْع، ثم كثر ذلك حتى قالوا: وصلتُ ذا قرابة بمال. قال زهير:

وذي نَسبٍ ناءٍ بعيدٍ وصلتَـه

 

بمالٍ وما يدري بأنّك واصلُهْ

والوَصيلة، والجمع وصائل، وهي ثياب من البُرود. قال الشاعر:

له حُبُكٌ كأنّها من وصائلِ

والوَصيلة التي في القرآن، كانوا إذا نُتجت الشاة خمسة أبطن، وقال قوم عشرة أبطن، فكان الخامس ذكراً ذبحوه لآلهتهم، وإن كان ذكراً وأنثى لم يذبحوه وقالوا: وصلتْ أخاها فكان لآلهتهم. وفي الحديث: "لُعنت الواصلة والمستوصِلة"، وهي المرأة التي تصل شعرها بشعر غيرها ليكثر. وقد سمّت العرب واصلاً. والمَوْصِل: معقِد الحبل بالحبل. قال الشاعر:

ليس لمَيْتٍ بوَصيلٍ وقـد

 

عُلّق فيه طَرَفُ المَوْصِلِ

وقال قوم من أهل اللغة: سُمّيت المَوْصِل هذه البلدة لأنها بين العراق والجزيرة.

ص-ل-ه

الصَّلَّة: أرض قد أصابها المطر بين أرضين لم تُمطرا، والجمع صِلال. قال الشاعر:

سيُغنيكَ الإلهُ ومُسْنَمـاتٌ

 

كجَنْدَلِ لُبْنَ تتّبع الصِّلالا

ويُروى: تطّرد الصِّلالا. والصَّلّة أيضاً من قولهم: خُفّ جيّد الصَّلَّة، إذا كان جيّد النعل شديدها. والصِّلَة من قولهم: وصلته صلةً حسنة، وهي ناقصة مثل زِنَة، تراها في بابها إن شاء الله. والصّهيل: صهيل الفرس؛ صهَل الفرسُ يصهِل صَهيلاً وصُهالاً. وبنو صاهلة: بطن من العرب. وفرس صهّال: كثير الصّهيل. وقد سمّت العرب صُهَلاً. وفي صوت فلان صَهَل وصُهْلة، مثل صَحَل.

ص-ل-ي

لِصْتُ الشيءَ أَليصه لَيْصاً وألصته أُليصه إلاصة، إذا أرغتَه أو حرّكته لتنتزعه عن موضعه. وألصتُ الرجلَ عن كذا وكذا، إذا راودته عنه. والصَّليّ والمَصْليّ: المَشْويّ. وفي الحديث: "أُهدي الى النبي صلّى الله عليه وآله وسلم شاةٌ مَصْليّة"، أي مُشتَواة، ولا يقال: مشويّة. والصَّلَى، من الياء: صَلَى النارِ، وهو صَلاها، يُمَدّ ويقصر، والقصر أعلى، وهو من صَلِيتُ النارَ أصلاها. والصِّلِّيان: نبت، وله باب تراه فيه إن شاء الله تعالى.

باب الصاد والميم

مع ما بعدهما من الحروف

ص-م-ن

الصَّنَم: الصورة من حديد أو حجارة أو نحو ذلك مما يُعبد، ولا يُسمّى صَنَماً حتى تكون له صورة أو جثّة، والجمع أصنام. وبنو صُنَيْم: بطن من العرب. والنَمْص: النَّتْف؛ والمِنماص: المِنتاف؛ وشعر نَميص: منتوف؛ ونبت نَميص، إذا نَمَصَتْه الماشيةُ، أي نتفته بأفواهها. قال الشاعر:

ويأكلن من قَوٍّ لُعاعـاً ورِبَّةً

 

تَجَبَّرَ بعد الأكل فهو نَميصُ

وفي الحديث: "النامِصةُ والمتنمِّصةُ".

ص-م-و

الصّوم: الإمساك عن المأكل والمشرب. وكل شيء سكنت حركته فقد صام يصوم صَوماً. قال النابغة:

خيلٌ صِيامٌ وخيلٌ غير صـائمةٍ

 

تحت العَجاج وخيلٌ تعلُكُ اللُّجُما

وصام النهارُ، إذا دوّمت الشمسُ في كبد السماء كأنها تدور في السماء ولا تبرح. والصَّوم: ضرب من الشجر، الواحدة صَوْمَة. قال الشاعر يعني حمار وحش:

موكَّلٌ بشُدوف الصّومِ ينظـرهـا

 

من المغارب مخطوفُ الحَشا زَرِمُ

الزَّرِم: الذي قد انقطع عنه غذاؤه؛ والشُّدوف: الشّخوص؛ والشَّدَف: الشخص؛ قوله: مخطوف الحشا، يعني خميص البطن من قولهم: فرس مُخْطَف. والصَّوم: ذَرْق النعام. قال الشاعر:

في شَناظي أُقَنٍ بينَـهـا

 

عُرّةُ الطّير كصَوْمِ النّعامْ

والمَوْص: مصدر مُصْتُ الثوبَ أموصه مَوْصاً، إذا غسلته ودلكته ودعكته بيدك. وفي الحديث: "مُصْتُموه مَوْصَ الثوب". والوَصْم أصله العُقدة في العود أو العيب فيه، ثم صار كل عيب وَصْماً. وعود موصَّم وموصوم. وما عليك من هذا الأمر وَصْمَة، أي غَضاضة.

ص-م-ه

الصِّمّة: اسم من أسماء الأسد. والصَّهْم منه اشتقاق الصِّهْمِيم؛ جمل صِهْميم، إذا خبط قائده بيديه وركضه برجليه. قال الراجز:

ينفي الصّهاميمَ إذا تَصَهْمَما

والهَصْم منه اشتقاق الهَيْصَم، والهيصم: الصلب الشديد. قال الراجز:

أهْوَنُ عيبِ المرء أن تَثَلّما

ثنيّةٌ تترك ناباً هَيْصَما

والهَيْصَم: ضرب من الحجارة أملسُ تُتّخذ منه الحِقاق وما أشبهها، وربما قُلبت هذه الصاد زاياً فقالوا: هَيْزَم، وأكثر من يتكلّم بها بنو تميم.

ص-م-ي

أُهملت.

باب الصاد والنون

مع ما بعدهما من الحروف

ص-ن-و

والصِّنو، صِنو الرجل: أخوه، مثل صِنْو وصِنْوانٍ من النخل، وهي نخل يجمعها أصل واحد وتنشعب، وقد جُمعت صِنْواناً، وقليلٌ ما جاء مثله. صِنْو وصِنْوانٌ وقِنْو وقنوانٌ، ومن العرب من يجمعه أصناء، وهو الأصل. والصَّون: مصدر صُنْتُ الشيءَ أصونه صَوْناً وصيانةً، والياء في صِيانة مقلوبة عن الواو والشيء مَصون وأنا صائن، فأما قول العامة: شيء مُصان فمرغوب عنه. والصِّيان والصُّوان: كل ما صنتَ فيه ثوباً أو نحوه. وصانَ الفرسُ فهو صائن، إذا اتّقى المشيَ من حفاً أو وجع يجده في حافره. وقال قوم: بل الصائن مثل الصافن. والنَّوْص: مصدر نُصْتُ الشيءَ أنوصه نوصاً، إذا طلبته لتدركه، ومنه المَناص، أي المطلب، والألف في المناص محوّلة عن الواو.

ص-ن-ه

النُّصّة: خُصلة من الشعر تُسبلها المرأة من ناصيتها على وجهها.

ص-ن-ي

النَّصِيّ: نبت. وناصيتُ الرجلَ مناصاةً ونِصاءً، إذا أخذت بناصيته وأخذ بناصيتك. والنّصِيّة: الجماعة المختارون من قولهم: انتصيتُ الشيء انتصاءً، إذا اخترته فأخذت نَصِيَّتَه. قال الشاعر:

ثلاثةُ آلافٍ ونحن نَـصِـيّةٌ

 

ثلاثُ مئينَ إن كثرنا وأربعُ

باب الصاد والواو

مع ما بعدهما من الحروف

ص-و-ه

الصُّوَّة: عَلَم من حجارة يُنصب على عُلْوٍ من الأرص ليُهتدى به، والجمع صُوًى. والصّوَّة أيضاً: مختلَف الريح على الأرض. قال الشاعر:

وهبّت له ريح بمختلَف الصُّوَى

 

صباً وشَمالٌ في منازلِ قُفّـالِ

والصّهْوَة من الفرس: موضع مُلْبَده، وهو موضع اللُّبَد، والجمع صَهَوات. وصَهوة كلّ شيء: أعلاه. والصّهوة أيضاً في بعض اللغات: مطمئنّ من الأرض غامض تلجأ إليه ضَوالّ الإبل، والجمع صِهاء. والوَهْص: الوطء الشديد والكسر؛ وَهَصَه يَهِصُه وَهْصاً. ووَهَصَ الرجلُ التيسَ، إذا شدّ خُصْيَيْه ثم شدخهما بين حجرين، فهو واهص والتويس موهوص ووَهيص. ويعيِّر الرجل فيقال له: يا ابنَ واهصة الخُصى، إذا كانت أمّه راعية. وواهص: اسم أُمّ لبعض رجال بني أميّة كانت سوداء يعيِّر بها. قال الشاعر:

أعبدَ من عبدٍ للبَريخ وواهصٍ

 

أبالشُّمِّ من أبناء حرب تَمَرَّسُ

البَريخ وواهص: اسمان.

ص-و-ي

صَوِيَ الشيءُ يَصْوَى، إذا يبس، فهو صاوٍ، وقالوا صَوَي يَصْوي. والوَصيّ يكون الموصَى إليه ويكون الموصي، قال الراجز:

قالت له وقولُها مَوْعِيُّ

إن الشِّواءَ خَيْرُه الطّريُّ

وكلَّ ذاك يفعل الوَصِيُّ

الوَصيّ في هذا الموضع: الموصى إليه. ووَصى النبتُ يصي وَصْياً، إذا استكّ خَصاصُه فهو واصٍ. وصَيّأ الرجلُ رأسَه تصييئاً، إذا غسله فلم ينقِّه فتلزّج الوسخُ فيه. وصَأى الفرخُ يصأى صِئيّاً، إذا صاح. قال الراجز:

ما لي إذا أجذِبها صَأيْتُ

أكِبَرٌ قد غالني أم بَـيْتُ

يقول: ما لي أصْأَى، إذا نزعت الدلوَ فما أنا بكبير ولا لي امرأة، والبيت هاهنا: المرأة. وصَوّى الرجلُ لإبله فحلاً، إذا اختاره. قال الراجز:

صَوّى لها ذا كِدْنَةٍ جُلْذِيّا

أعْيَسَ كانت أمُّه صَفِيّا

والصّاءة، على مثل الصّاعة: ما يقع مع الحُوار نحو المَشيمة، وكذلك هو من الشاة، وتراه في باب الهمز إن شاء الله.

ص-ه-ي

أُهملت.
انقضى حرف الصاد والحمد لله ربّ العالمين وصلواته على سيّدنا محمد نبيّ الرحمة وآله وسلامُه.

حرف الضاد في الثلاثي الصحيح

وما تشعب منه

باب الضاد والطاء

مع ما بعدهما من الحروف

ض-ط-ظ

أُهملت.

ض-ط-ع

العَضْط نه اشتقاق العِضْيَوط، وقالوا: العِذْيَوْط، بالذال، وهو الذي يُحْدِث إذا جامع. قال أبو بكر: وصرّفه الخليل رحمه الله فقال: عَضَطَ يعضِط عَضْطاً، بالضاد والذال جميعاً، ولم يصرّفه أحدٌ من أصحابنا غيرُه.

ض-ط-غ

ضغطتُ الشيء أضغَطه ضَغْطاً، إذا غمزته الى حائط أو الى الأرض. وتضاغط القومُ، إذا ازدحموا، ضِغاطاً. قال الراجز:

أما رأيتَ الألْسُنَ السِّـلاطـا

والجاهَ والإقدامَ والنّشـاطـا

إنّ النّدَى حيث ترى الضِّغاطا

وهذا البيت لأبي نُخيلة ذكره الأصمعي. والضَّغيط: البئر تُحفر الى جانبها بئر أخرى فيقلّ ماؤها. وقال قوم: بل الضّغيط بئر تُحفر بين بئرين مدفونتين. والمَضاغط: واحدها مَضْغَط، وهي أرض ذات أمسِلة منخفضة، زعموا. وبعير ضاغطٌ، إذا كان إبطُه يصيب جَنْبَه حتى يؤثّر فيه أو يتدلّى جلده. وضُغاط: موضع.

ض-ط-ف

رجل ضَفيط بيِّن الضَّفاطة: يُنسب الى الضعف والحُمق؛ ورجال ضُفَطاء. ويقال للُعّاب الدُّفّ والصّنْج: الضّفّاطة. وفي حديث بعض التابعين: فأين ضَفاطُتكم، أي لَعِبُكم.

ض-ط-ق

أُهملت وكذلك حالهما مع الكاف واللام والميم.

ض-ط-ن

الضَّنْط: الضّيق، عن أبي مالك. وقال أبو عبيدة: هو الازدحام؛ تضانطَ القومُ ضِناطاً، إذا ازدحموا، والاسم الضِّناط، وقال قوم: الزِّناط.

ض-ط-و

أُهملت وكذلك حالهما مع الهاء والياء.

باب الضاد والظاء

أُهملتا مع سائر الحروف.

باب الضاد والعين

مع ما بعدهما من الحروف

ض-ع-غ

أُهملت.

ض-ع-ف

الضَّعف والضُّعف لغتان فصيحتان قد قُرئ بهما، والضُّعف لغة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقرأ عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما على النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من بعد ضَعْفٍ قوّةً" فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم: "ضُعْفٍ قوّةً" يا غلام. ورجل ضعيف من قوم ضُعَفاء. وضِعف الشيء: مِثله، وقال قوم: مِثلاه، والجمع أضعاف. والتضعيف: عطفُك الشيءَ على الشيء حتى تُطْبِقَه عليه. ويقال: بقرة ضاعف للتي في بطنها حَمْلٌ، وليس باللغة العالية.

ض-ع-ق

القَضْع: وجع يصيب الإنسانَ في البطن. وانقضع القومُ وتقضّعوا، إذا تفرّقوا، وبه سُمّي قُضاعة أبو هذه القبيلة من العرب لانقضاعه مع أمّه الى زوجها بعد أبيه. والقَعْض: عطفُك عوداً ونحوه حتى تثْنِيَه. قال الراجز:

إمّا تَرَيْ دهراً حناني حَفْضا

عَطْفَ الصَّناعَيْنِ العريشَ القَعْضا

ض-ع-ك

أُهملت إلا في قولهم: رجل ضَوْكَع وضوْكَعَة، وهو الأحمق، والواو زائدة.

ض-ع-ل

الضِّلَع: ضِلَع الإنسان والدابّة، والجمع أضلاع وضُلوع. ودابّة ضَليع بيِّن الضَّلاعة، إذا كان مُجْفَرَ الجنبين، وكذلك من الناس وغيرهم. وفي الحديث أن عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه لاقى رجلً من الجنّ فصارعه فصرعه عمر رضي الله تعالى عنه ثم قال له: ما لي أراك شَخيتاً ضَئيلاً كأن ذراعيك ذراعا كلب، أكذلك أنتم يا معشرَ الجنّ? قال: إني منهم لَضَليعٌ. وفلان ضالع عن الحقّ، إذا كان مائلاً عنه. وكذلك الضَّلِع. والرُّمح الضَّلِع: الذي فيه اعوجاج. قال الراجز:

بكُلِّ شَعشاع كجِذْعِ المُزْدَرعْ

فلِيقُها أجْرَدُ كالرُّمح الضَّلِعْ

الفَليق: شبيه بالأخدود يكون في باطن جِران البعير. ويقال: كلّمتُ فلاناً فكان ضَلْعُك عليّ معه، أي مَيلك. وثوب مضلَّع، أي مختلف النسج رقيق. والضِّلَع: جُبيل مستدِقّ مستطيل. والضِّلَع أيضاً: جزيرة في البحر تنقطع عن الأرض، والجمع أضلاع. وأضلعَ الرجلُ بالشيء، إذا أطاق حَمْلَه. والعِلْض منه اشتقاق العِلَّوْض، وهو ابن آوى، لغة يمانية، وليس في كلامهم فَعْوَى. وعَلَضْتُ الشيءَ أعلِضه عَلْضاً، إذا حرّكته لتنتزعه نحو الوَتِد وما أشبهه. والعَضَلَة: عَضَلَة الساق وما أشبهها من اللحم؛ وكل لحمة اشتملت على عَصَبَة فهي عَضَلة. ورجل عَضِلُ الخَلْق، إذا كان صلب اللحم؛ وكذلك العَضَلانيّ. والعَضَل: الفأرة في بعض اللغات، والجمع عِضْلان. وعَضَلَ الرجل أيِّمَه، إذا لم يزوّجها. وعَضَّل بي الأمرُ وأعضلَ بي، إذا غلظ واشتدّ، ومنه قولهم: أمر مُعْضِل. وفي حديث عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: أعضلَ بي أهلُ الكوفة لا يرضَون أميراً ولا يرضاهم أمير. وعضَّلتِ المرأةُ والدابّة، إذا نَشِبَ ولدُها فلم يخرج فهي معضِّل، وكذلك الدجاجة ببيضها. ورجل عَضِلٌ، إذا كان غليظ العَضَل. وداء عُضال، إذا كان لا يكاد يبرأ. وبنو عَضَل: بطن من العرب، وكذلك بنو عُضيلة. والعَضَل والقارَة: بطنان من العرب. والمعاضل: الأمور المُعْضِلات. وعَضّل الوادي بأهله، إذا ضاق بهم؛ وكذلك كل شيء ضاق عن شيء فقد عضّل عنه. قال الشاعر:

جمْعٌ يظلُّ به الفضاءُ معضِّلاً

 

يَدَعُ الإكام كأنهنّ صَحـاري

واللَّعْض، يقال: لَعَضَه بلسانه، إذا تناوله به؛ وهي لغة يمانية.

ض-ع-م

العَضْم: ظهر مَعْجِسِ القَوس العربية. والعَضْم أيضاً: عسيب الفَرَس. والعَضْم أيضاً: خشبة من آلة الفدّان. وقالوا أيضاً إن العَضْم خَطّ يكون في الجبل يخالف سائرَ لونه. والمَضْع، يقال: مضعت الرجلَ أمضَعه مَضْعاً، إذا تناولت عِرضه، مثل مَضَحْتُ سواء. والمَعْض من قولهم: مَعَضَني هذا الأمرُ وأمعضني، إذا مضَّكَ، وهو لي ماعِض ومُمْعِض. قال الراجز:

وهي تَرى ذا حاجةٍ مُؤتَضّا

ذا مَعَضٍ لولا يَرُدُّ المَعْضا

وبنو ماعِض: قوم درجوا في الدهر الأوّل.

ض-ع-ن

النُّعْض: ضرب من الشجر يُستاك به. قال الراجز:

في سَلْوةٍ عِشْنا بذاك أُبْضا

من اللواتي يقتضِبْنَ النُّعْضا

ض-ع-و

الضّوع: مصدر ضاع يضوع ضوعاً، إذا فاح، مثل الطِّيب ونحوه. وضاعت الريحُ الغصنَ، إذا ميّلته، وهذا أمر لا يَضُوعني، أي لايُثْقلني. وتضوّعَ الطِّيبُ، إذا فاح. قال الشاعر:

تضوّعَ مسْكاً بطنُ نَعْمان أن مَشَتْ

 

به زينبٌ في نسـوةٍ خَـفِـراتِ

ويُروى: عَطِرات. وأصل الضَّوْع التحرّك؛ يقال: انضاع الفَرْخُ، إذا تحرّك. قال الشاعر:

فُرَيْخان ينضاعان في الفجر كلّما

 

أحسّا دويَّ الريح أو صوتَ ناعبِ

والضُّوَع: طائر من طيور الليل. قال الشاعر:

لا يسمع الرَّكْبُ فيها ما يؤنِّسهم

 

بالليل إلا نئيمَ البوم والضُّوَعـا

ويروى: القومُ؛ والنّئيم: صوت البوم وصوت الأسد. والضُّواع: صوت الضُّوَع. وجمع الضُّوَع ضِيعان وأضواع أيضاً. والعِوَض: كل ما اعتضتَه من شيء كان خَلَفاً منه؛ تعوّضتُ واعتضتُ من فلان فلاناً. وعاضني الله منه عِوَضاً، أي أعطاني خَلَفاً، والاسم العِوَض والمَعُوضة. وبه سُمّي الرجل عِياضاً، وهذه الياء محوَّلة عن الواو. وعَوْضُ من قولهم: لا أفعل كذا وكذا عَوْضُ يا فتى. قال الكوفيون: هو مبنيّ على الضمّ في معنى الأبد، مثل حيث وما أشبهها. وقال البصريون: عَوْضَ يا فتى، مفتوح، ورووا بيت الأعشى:

رضيعَي لِبانٍ ثَدْيَ أمٍّ تقاسما

 

بأسْحَمَ داجٍ عَوْضَ لا نتفرّقُ

قال أبو بكر: ويُروى: رضيعَي لِبانِ ثدي أمٍّ، بإضافة اللِّبان الى الثدي؛ يقول: هو والجود كذاك. وبنو عَوْض: قبيلة من العرب. والعِضْو من أعضاء الإنسان وغيره. ويقال: عضّيتُ الشاةَ وعيرَها تعضيةً، إذا قطعتها أعضاءً وفرّقتها عِضِين، ومنه قوله تعالى: "الذين جعلوا القرآنَ عِضِين"؛ قال أبو عبيدة: فرّقوه أعضاءً. والوَضْع من وضعتُ الشيءَ أضعه وضْعاً. وقولهم ضَعَة ناقص، وللنحويين فيه كلام. ووضَعَ البعيرُ يضَعُ وَضْعاً، وهو ضرب من السَّير، وأوضعتُه أنا إيضاعاً، إذا حملتَه على الوضع. ورجل وَضيع من قوم وُضَعاء. ووُضع التاجر ووُكس في سِلعته يُوضع وَضيعةً؛ وقال قوم: وَضِعَ يَوْضَع، مثل وَجِلَ يَوْجَل. وامرأة واضع، إذا ألقت قِناعها. وشاة واضع، إذا ولدت. وتمر وَضيع: يعبّأ في جرار ولا يُكنز. والوضائع: قوم كانوا حَشَماً لملوك الحيرة يحفظونها إذا غزا الملكُ. ورجل متواضع: خلاف المتكبِّر.

ض-ع-ه

العِضَة: واحدة العِضاه، وهو شجر له شوك. وبعير عَضِهٌ، إذا كان يأكل العِضاه. وعَضَهْتُ الرجلَ أعضَهه عَضْهاً وعَضيهةً فأنا عاضه، إذا بهَتّه. ويقول الرجل للرجل إذا بَهَتَه: يا للعَضيهة ويا للأفيكة ويا للبَهيتة. والضَّعَة: ضرب من النبت، والجمع ضَعَوات. والضِّعة من قولهم: رجل وَضيع بيِّن الضِّعة، بكسر الضاد، وقد فتحها قوم؛ فأما النبت فالضَّعة، بفتح الضاد لا غير.

ض-ع-ي

ضاع الشيءُ يضيع ضَياعاً وضَيْعَةً؛ وتركته بمَضْيَعَة، إذا تركتَه في موضع ضَياع. وضَيْعَة الرجل تكون مهنتَه وتكون عَقارَه أيضاً، والجمع ضِياع. والأضْيَع والضائع واحد. وقال يونس: تقول العرب: فلان أضْيَعُ من فلان، أي أكثر ضِياعاً منه، ولم يَقُلْه غيره.

باب الضاد والغين

مع ما بعدهما من الحروف

ض-غ-ف

الغَضَف: استرخاء في الأذنين؛ رجل أغْضَفُ وامرأة غَضْفاءُ. والغَضَف أيضاً: خُوص يُتّخذ منه الجِلال وغيره، وليس بخُوص النخل، وهو شجر شبيه بالنخل، وأحسبه سُمّي غَضَفاً لتثنّيه وتغضّفه. وغُضَيْف: موضع، زعموا. والغَضَفَة، زعم قوم أنها القَطاة، وقال آخرون: بل هي ضرب من الطير. ويقال: فَضَغْتُ العُود أفضَغه فَضْغاً، إذا هَشَمْتَه. ورجل مِفْضَغ، إذا كان يتشدّق ويلحن كأنه يفضَغ الكلام.

ض-غ-ق

أُهملت وكذلك حالهما مع الكاف.

ض-غ-ل

الضّغيل: صوت مصّ الحَجّام.

ض-غ-م

الضّغْم: العَضّ؛ ضَغَمَه يضغَمه ضَغْماً، ومنه اشتقاق الضّيْغَم، وهو اسم من أسماء الأسد، الياء زائدة. والضُّغامة: كل ما ضغمتَه ولفظتَه. والغُمْض والغَماض والتغميض: النوم. قال الراجز:

أرّقَ عينيّ عن الـغَـمـاضِ

بَرْقٌ سَرَى في عارضٍ نهّاضِ

وقال الآخر:

أرّقَ عينيّ عن التغميضِ

سَنا ائتلاقٍ ليس بالوميضِ

والغَمْض: المطمئنّ من الأرض حتى يغيِّب من فيه. والجمع أغماض وغُموض. وغمّضتُ عن فلان تغميضاً، إذا تجاوزت عنه؛ وغمّضتُ له تغميضاً، إذا تساهلت عليه في بيع أو شِرًى. وموضع غامض: ضدّ البَراح. وما في فلان غَميضة، أي ما فيه عيب؛ وما في الأرض غَميضة، أي ما فيها عيب. والمَغامض واحدها مَغْمَض، وهي أماكن منهبطة شديدة الانهباط تُنبت الشجر وربّما أوت إليه ضالّةُ الإبل. والمَضْغ: مضغُك الشيءَ؛ مَضَغَ يمضَغ مَضْغاً. والمُضاغة: ما مضغتَه ولفظتَه. والمَضاغ من قولهم: ما ذقتُ مَضاغاً، أي ما يُمضغ. والمُضْغَة: اللحم التي تستحيل عن العَلَق يُخلق منها الإنسان، والله أعلم. والمَضيغة: لحمة تحت ناهض الفرس؛ والناهض: لحم مَرْجِع العَضُد. والماضغان: ماضغا الإنسان والدابّة، وهما عظما اللَّحْيَيْن اللذين فيهما منبِتُ الأضراس.

ض-غ-ن

الغَضَن: تثنّي العود وتلوّيه، وكذلك تكسُّر الجلد، والجمع غُضون. ومنه غُضون الجبهة، إذا كان فيه تكسُّر الجلد؛ يقال: رجل ذو غُضون. وتغضّنتِ الدِّرْعُ على لابسها، إذا تثنّت عليه. والضّغَن والضِّغْن واحد، وهو الحقد، والضّغينة مثله. قال الشاعر:

لا زِلْتَ محتملاً عليَّ ضغـينةً

 

حتى المماتِ تكون منكَ لِزاما

وقال رؤبة:

يَحُكُّ ذِفْراه لأصحاب الضَّغَنْ

تحكُّكَ الأجربِ يأذَى بالعَرَنْ

يأذَى: يتأذّى. ويقال: فرس ضاغن وضَغِنٌ، إذا كان لا يعطي كلَّ ما عنده من الجري حتى يُضرب. والنّغْض: مصدر نَغَضَ ينغِض نَغْضاً، وأنغضَ إنغاضاً، وهو كثرة الحركة والاضطراب؛ ومن ذلك: نَغَضَتْ ثنيّتُه، إذا ترّكت. وبه سُمّي الظّليم نَغْضاً ونِغْضاً، بفتح النون وكسرها أيضاً. قال الراجز:

والنَّغْضُ مثلُ الأجربِ المدجَّلِ

المدجَّل: المَطْليّ بالقَطِران. قال الشاعر:

ظغائنُ لم يسكنَّ أكنافَ قـريةٍ

 

بسِيفٍ ولم تُنْغَض بهن القناطرُ

أي لم يمشين عليها فتضطرب تحتهن. وفي التنزيل: "فسيُنغِضون إليكَ رؤوسَهم".

ض-غ-و

الضَّغْو: مصدر ضغا الذئبُ يضغو ضَغْواً وضُغاءً، وهو صياحه وتضوّره إذا جاع، والاسم الضُّغاء.

ض-غ-ه

أُهملت.

ض-غ-ي

غاض الماءُ يغيض غَيْضاً. ومثل من أمثالهم: "أعطاه غَيْضاً من فَيْض"، أي قليلاً من كثير. وغِضْتُ الماءَ فغاضَ، وهذا من أحل الحروف التي جاءت على فَعَلْتُه ففَعَلَ. والغَيْضَة: مَغيض ماء يجتمع فينبت فيه الشجر، والجمع غِياض وأغياض. والغِيض: الطَّلْع في بعض اللغات، وهو الإغريض والغَريض.

باب الضاد والفاء

مع ما بعدهما من الحروف

ض-ف-ق

القِضَف والقَضَف والقَضافة واحد، ورجل قضيف بَيّن القِضَف والقَضافة للنحيف من خَلْق لا من هُزال. والقِضَفَة، والجمع قُضْفان، وهي قطعة من الرمل تنقضف من معظمه، أي تنكسر. وجمع قَضيف قِضاف. والقَضَفَة: القطاة أو ضرب من الطير في بعض اللغات؛ عن أبي مالك.

ض-ف-ك

أُهملت.

ض-ف-ل

الفَضْل: ضد النقص. رجل فاضل؛ وفاضلتُ فلناً ففَضَلْتُه، إذا ذكرتما محاسنكما فكنتَ أكثر محاسنَ منه. والفضائل، واحدها فضيلة، وهي المحاسن أيضاً. والفواضل: الأيادي الجميلة؛ فلان كثير الفواضل. وجمع الفَضْل: فُضول. ورجل مُفضِل: يُفْضِل على الناس. وقد سمّت العرب فَضْلاً وفُضَيْلاً ومفضَّلاً وفَضّالاً وفَضالةَ. والأفْضَل: مثل الأزْيَد. والمِفْضَل: ثوب تتخفّف به المرأةُ في بيتها، والجمع مَفاضل. وامرأة فُضُل، إذا كان عليها مِفْضَل.

ض-ف-م

أُهملت.

ض-ف-ن

الضَّفْن، يقال: ضَفَنَه البعيرُ برجله يضفِنه ضَفْناً، إذا ضربه بها، فهو ضَفين ومضفون، والفاعل ضافن. والنَّفْض: نفضُك الشيءَ مثل النخل والشجر لتجتني منه ثمراً أو ورقاً؛ نَفَضْتُ الشجرةَ أنفُضها نَفْضاً، والنَّفْض المصدر. والنَّفَض، بالفتح: ما سقط من الشجر من ورقه وثمره. والنِّفاض: ما نُفض من النخل أو نفضته الريح. والنَّفيضة: الجماعة يتقدّمون الجيش فيَنْفُضون الأرضَ لينظروا ما فيها. قال الجُهَنيّة:

يَرِدُ المياهَ حضيرةً ونَفيضةً

 

وِرْدَ القَطاةِ إذا اسمَألّ التُّبَّعُ

الحَضيرة: سبعة أو ثمانية يُغزى بهم. قال الهذلي:

رجالُ حروبٍ يَسْعَرون وحَـلْـقَةٌ

 

من الدار لا تمضي عليها الحضائرُ

وأنفضَ القومُ زادَهم إنفاضاً فهم مُنْفِضون، إذا أفنَوه. ومن أمثالهم: "الإنفاض يقطِّر الجَلَب"، يريد أن القوم إذا أنفضوا قطَّروا إبلهم وجلبوها للبيع. واعترتْ فلاناً نُفْضَةٌ، إذا أخذته رِعدة، ومثلها النَّفيضة. وأخذته حُمّى بنافض، وربما قيل حُمّى نافضٌ، والأول أعلى. والمِنْفَض: وعاء يُنفض فيه التمر. ونُفاضة كل شيء: ما نَفَضْتَه فسقط منه.

ض-ف-و

الضفو: مصدر ضفا الثوبُ وغيره يضفو ضَفْواً، إذا كان سابغاً واسعاً؛ ثوب ضافٍ، وكذلك كل واسع. وفلان في ضَفْوةٍ من عيشه، أي في سَعة. ويقال: أمرهم فَوْضَى بينهم، أي هم شُرَكاء فيه أجمع، وكذلك فَيْضوضَى. وما لهم فَوْضَى بينهم، إذا لم يخالف واحدٌ منهم صاحبَه. وجاء القوم فَوْضَى، إذا جاءوا وذهبوا مختلفين. وتفاوض الشريكان في المال، إذا اشتركا فيه أجمع. وفوّض الرجلُ أمرَه الى الله تفويضاً. والوَفَض من قولهم: جاء فلان على وَفْض ووَفَض وأوفاض، أي على عجلة وغير طُمأنينة. قال الراجز:

وعَجَلي بالقوم وانقباضي

يُمسي بنا الجِدُّ على أوفاضِ

يعني جِدَّهم في الأمر يُمسي بنا. والوَفْضَة: خريطة يحملها الراعي يجعل فيه زاده وأداته. وربما سُمّيت الجَعبة وَفْضة إذا كانت من أدم لا خشب فيه تشبيهاً، والجمع وِفاض. واستوفضتُ فلاناً: استعجلتُه.

ض-ف-ه

يقال: قعد فلان على ضَفّة النهر وكذلك ضَفّة الوادي، وهو جانبه، والجمع ضَفّات. والفَهْض مثل الفَضْخ؛ فهَضْتُ الشيءَ أفهَضه فَهْضاً، إذا كسرته وشدخته. والفِضّة: معروفة.

ض-ف-ي

الضّيف: معروف، والجمع ضِيفان وضُيوف وأضياف. وتقول: ضِفْتُ الرجلَ أَضيفه ضَيْفاً، إذا استضفته؛ وأضفتُه، إذا كان لك ضَيْفاً؛ وأضافني، إذا تعرّض لك أن تُضيفه؛ وضِفْتُه، إذا تعرّضتَ له ليَضيفك؛ وضافني، إذا تعرّض أن أُضيفه. قال الشاعر:

تَحَوّزَ مني خشـيةً أن أَضـيفـهـا

 

كما انحازتِ الأفعى مخافةَ ضاربِ

ويُروى: تحيّز، أيضاً. وكل شيء أسندته الى شيء فقد أضفته إليه. قال امرؤ القيس:

فلما دخلناه أضفنا ظهورَنـا

 

الى كل حاريٍّ جديدٍ مشطَّبِ

أي احتبَوا بحمائل سيوفهم كأنّما أضافوا ظهورهم إليها. وضِيف الوادي: ناحيته، وهما ضِيفاه، مثل لَديداه سواء. وتضيّفت الشمسُ للغروب وضافت تَضيف، إذا مالت. وفي الحديث: "إذا تضيّفت الشمسُ للغروب". وضافَ السهمُ عن الهدف، إذا مال عنه. قال الشاعر:

كلّ يومٍ ترميه منها بسـهـمٍ

 

فمُصيبٌ أو ضافَ غيرَ بعيدِ

يعني الدواهي؛ ويُروى: صافَ، بالصاد غير معجمة. وفلان في ضِيف فلان، بكسر الضاد، أي في ناحيته وذِمّته. وقعدتُ بضِيف الوادي، أي في ناحيته، وكذلك ضِيف الجبل. وأُضيف الرجلُ فهو مضاف، إذا أُحيطَ به في الحرب. وأضافَ الرجلُ من الشيء، إذا أشفق منه. والفَيْض: مصدر فاض الماءُ يفيضُ فَيْضاً. والفَيْض: نهر البصرة بعينه، والجمع أفياض وفُيوض. ونهر فيّاض: كثير الماء. ورجل فيّاض: جواد. وقد سمّت العرب فَيْضاً وفَيّاضاً. وأفاض الناسُ من عَرَفَةَ إفاضةً. وأفاضَ الرجلُ بالقِداح، إذا أجالها. وأفاض القومُ في الحديث إفاضةً، إذا خاضوا فيه. وحديث مستفيض، أي شائع؛ ومستفاض فيه، إذا خِيض فيه، لا بدّ من فيه في هذا الموضع. ودرع مُفاضة وفَيوض، إذا كانت سابغة. قال الشاعر:

يَحْبوك بالزَّغْفِ الفَيوضِ على

 

هِميانها والأُدْمِ كالـغَـرْسِ

كالنّخل في التشبيه؛ الهِيمان هاهنا: المِنطَقَة. وللضاد والفاء والياء مواضع تراها في الاعتلال إن شاء الله.

باب الضاد والقاف

مع ما بعدهما من الحروف

ض-ق-ك

أُهملت وكذلك حالهما مع اللام.

ض-ق-م

قَضِمَ الدابّةُ يقضَم قَضْماً، إذا أكل الشعير وما أشبهه؛ وخَضَمَ يخضِم خَضْماً، إذا أكل الرَّطبة وما أشبهها. وما أكلتُ قَضاماً، أي شيئاً يُقضم. والقضيم: كل ما قُضم من شيء. والقَضيمة: صحيفة بيضاء يُكتب فيها. قال الشاعر:

كالقضيمة قَرْهَبِ

القَرْهَب: الثور المُسِنّ. والقضيم: النَّطَع الأبيض. والقُضامة: كل ما قُضم. والقَضاضيم: النخل الذي يطول حتى يجفّ ثمرُه، والواحدة قُضّامة. والقَضْم: انكسار السنّ حتى تَبين؛ والقَضَم: انصداعها ولمّا تَبِنْ. ورجل أقْضَمُ، إذا انكسرت إحدى ثنيّتيه، والأنثى قَضْماءُ. وقُضَم: نَبَز لرجل من السَّلف.

ض-ق-ن

نَقَضْتُ الحبلَ وغيره أنقُضه نَقْضاً فهو منقوض ونقيض. والنَّقْض: ضدّ الإبرام. النُّقاضة: نُقاضة الحبل، حبلِ الشَّعَر، إذا نقضتَه فألقيت نُقاضتَه وجدّدتَ فَتْلَه. وجمل نِقْض، إذا أنضاه السفر، ولا يتصرّف له فعل. والجمع أنقاض. وأنقضتِ الدجاجةُ تُنْقِض إنقاضاً، وهو صوتها في وقت البيض. قال الراجز:

أنْقَضَ إنقاضَ الدجاج المُخَّضِ

ويقال: أنقض البازي، إذا صاح، وكذلك صَرْصَرَ. وسمعت نقيض النَّسْع والرَّحْل إذا كان جديداً. قال الراجز:

شَيّبَ أصداغي فهنّ بيضُ

مَحاملٌ لقِدِّها نَقيضُ

ض-ق-و

قوّضتُ البيتَ وغيره تقويضاً، إذا نزعت أعواده وأطنابه؛ وكل مهدومٍ مقوَّضٌ.

ض-ق-ه

القِضّة: أرض ذات حصًى، ويقال: بل الحصى نفسه قِضّة. قال الراجز:

قد وقعتْ في قِضّة من شَرْجِ

ثم استقلّت مثلَ شِدْقِ العِلْجِ

يصف دلواً وقعت في ماء على حصًى فلم تمتلئ فشبّها بشِدق الحمار الوحشيّ، وهو العِلْج هاهنا. وقِضّة: اسم موضع، وإليه يُنسب يوم قِضّة، يوم من أيام بكر.

ض-ق-ي

الضِّيق: ضدّ السَّعة؛ ومكان ضيِّق وضَيْق. والضَّيْقَة: الفقر. والضَّيْقَة: فجوة بين النجم والدَّبَران. قال الأخطل:

فهلاّ زجرتَ الطيرَ ليلةَ زُرْتَها

 

بضَيْقَةَ بين النجم والـدَّبِـران

ويُروى: فألاّ زجرتَ الطيرَ إذا جئت خاطباً بضَيقة. والقَيض: ما تقيّض من البيض فتكسّر. فأما قضِئت عينُه تقضَأ قَضَأً وأقضأها المرض، إذا فسدت، فمهموز تراه في بابه إن شاء الله. والقَضيّة من القضاء؛ هذه قضيّةُ عدْلٍ وقضيّة جَوْرٍ.

باب الضاد والكاف

مع ما بعدهما من الحروف

ض-ك-ل

استُعمل منها ضَيْكَل، وهو الفقير.

ض-ك-م

أُهملت.

ض-ك-ن

مكان ضَنْك بيّن الضَّنَك والضُّنوكة، إذا كان ضيقاً. وعيش ضَنْك بيّن الضّنوكة والضَّناكة. وضُنِك الرجل وضُئك فهو مضنوك ومضؤوك، إذا زُكم؛ والضُّناك: الزُّكام.

ض-ك-و

الضَّوْك من قولهم: ضاك الفرسُ الحِجْرَ يضوكها ضَوْكاً، وباكها يبوكها بَوْكاً، وكامها يكومها كوماً، إذا نزا عليها. ويقال: رجل مضؤوك، إذا كان به زُكام.

ض-ك-ه

أُهملت وكذلك حالهما مع الياء.

باب الضاد واللام

مع ما بعدهما من الحروف

ض-ل-م

أُهملت.

ض-ل-ن

نَضَلَ الرامي رسيلَه ينضُله نَضْلاً، إذا غلبه على الخَصْل الذي يتراهنون عليه؛ والراميان يتاضلان، فالغالب ناضل والمغلوب منضول. ونَضْلَة: اسم. وكان هاشم بن عبد مَناف يُكنى أبا نَضْلَة، وكان نَضْلَة بن هاشم من رجال قريش. والنِّئضِل: اسم من أسماء الداهية، وهو مهموز وستراه في موضعه إن شاء الله. وذكر النّسابون أن نَضْلَة بن هاشم ونُفَيْل بن عبد العُزّى جدّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أخَوانِ لأمّ. ونَضِلَ البعيرُ ينضَل، إذا هزله السفرُ، وأنضلتُه أنا؛ ونَضِلَتِ الدابّةُ، إذا تعبت، وأنضلتُها أنا إنضالاً. وبذلك، أحسب، سُمّي الرجل نَضْلَة. ونَضْلَة بن هاشم أمّه حبشيّة، وهو أخو الخطّاب بن نُفَيل لأمّه.

ض-ل-و

الضُّؤولة، مهموز، وهو قِلّةُ الجسمِ والقماءةُ؛ وتراه في باب الهمز.

ض-ل-ه

الضّهْل: الماء القليل. وبئر ضَهول: قليلة الماء. وشاة ضَهول: قليلة اللبن. وفلان تَضْهَل إليه أمور الناس، أي ترجع إليه. والهَضْل: أصل بناء الهَيْضَلة، والهَيْضَلَة: الجماعة الكثيرة من الناس. قال الشاعر:

أزُهَيْرُ إن يَشِبِ الَذالُ فإنـنـي

 

رُب هَيْضَلٍ لَجِبٍ لَفَفْتُ بهَيْضلِ

وهَلَضْتُ الشيءَ أهلِضه هَلْضاً، إذا انتزعته كالنبت تنتزعه من الأرض؛ ذكر ذلك أبو مالك أنه سمع هذه الكلمة من أعراب طَيّئ، وليس بثَبْت.

ض-ل-ي

أُهملت.

باب الضاد والميم

مع ما بعدهما من الحروف

ض-م-ن

ضَمِنْتُ ضَماناً فأنا ضَمين وضامن، مثل الكفيل سواء؛ ورجل ضَمِنٌ بيّن الضَّمانة، مثل زَمِن بيِّن الزَّمانة، من قوم ضَمْنَى. وكل شيء جعلته وعاءً لشيء فقد ضمّنتَه إياه. والمَضامين: ما في بطون الحوامل من كل أنثى. وفي الحديث: "نُهي عن بيع المَضامين والمَلاقيح"؛ فالمَضامين: اللواتي في بطون أمهاتها، والمَلاقيح: اللواتي في أصلاب آبائها. وجمع ضَمين ضُمَناء.

ض-م-و

الوَضَم: كل ما وقيتَ به اللحم من الأرض، والجمع أوضام ووِضام. وترك فلان بني فلان لحماً على وَضَم، إذا أوقع بهم فدلَّلهم وأوجع فيهم. وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن النساءَ لحمٌ على وَضَمْ إلا ما ذُبَّ عنه. ومن أمثالهم: "إن العينَ تُدني الرجالَ الى أكفانها والإبلَ الى أوضامها. والوَضيمة: طعام المأتَم. ويقال: أومضتِ المرأةُ بعينها، إذا سارقت النظر؛ وكذلك أومضَ البرقُ يومِض إيماضاً ووَمَضَ وَميضاً فهو وامض ومُومِض. قال أبو بكر: وأحسب أن الأوضَمَ موضع، وقد جاء في الشعر.

ض-م-ه

الهَضْم أصله من قولهم: هَضَمَ الدواءُ الطعامَ، إذا نَهِكَه، ثم صار كل ظُلم هَضْماً. ومنه قوله عزّ وجلّ "طَلْعُها هَضِيمٌ"، أي قد هضَمَ بعضُه بعضاً لتراكبه. وفرس أهْضَمُ، إذا كان ضيّق الجوف، وهو عيب. وقال أبو مالك: رجل أهْضَمُ وامرأة هضْماءُ، إذا كانت غليظة الثنايا والرَّباعِيات. قال أبو بكر: ولم يذكر ذلك أحد من أصحابنا في خلق الإنسان إلا الحِرْمازيُّ وحده. وبنو مهضَّة: حيّ من العرب. وامرأة هَضيم الحشا ومهضومة الحَشا، إذا كانت خميصة البطن. والأهضام، واحدها هَضْم، وهو مطمئن من الأرض غامض. والهاضوم: كل دواء هَضَمَ طعاماً فهو هاضوم له؛ عن أبي مالك. والأهضام: أعواد يُتبخّر بها، الواحد هَضْم. قال النَّمِر بن تَوْلَب:

كأن ريحَ خُزاماها وحَنْوَتها

 

بالليل ريحُ يَلَنْجوجٍ وأهضامِ

ض-م-ي

الضَّيْم: مصدر ضِمْتُه أضيمه ضَيْماً فأنا ضائم وهو مَضيم. والضِّيم: ناحية من الجبل أو الأكَمَة؛ تقول: قعدت في ضِيم الأكَمَة وفي ضِيم الجبل، أي في ناحيته. وضِيم: وادٍ معروف بالسراة وقد جاء في أشعارهم.

باب الضاد والنون

مع ما بعدهما من الحروف

ض-ن-و

فلان من ضَنْءِ صِدْقٍ وضَنْوِ صِدْقٍ وضِنْءِ صدقٍ، يُهمز ولا يُهمز. وضَنَأَتِ المرأةُ، إذا كثر ولدُها، وأضْنَأَت أيضاً فهي مُضْنئ وضانئ. والنِّضْو: البعير الذي قد أنضاه السفر، والجمع أنضاء؛ وربما استُعير ذلك للإنسان أيضاً، وهو في الدوابّ أكثر. والنَّوْض: مصدر نُضْتُ الشيءَ أنوضه نَوْضاً، إذا عالجته لتنتزعه، مثل الغصن والوَتِد وما أشبههما. والأنواض: موضع معروف. قال الراجز:

غُرُّ الذُّرى ضواحكُ الإيماضِ

يُسْقَى به مَدافعُ الأنواضِ

والوَضْن: أصل بنية الوَضين؛ يقال: وَضَنْتُ الشيءَ أضِنه وَضْناً، إذا ثَنَيْتَ بعضه على بعض فهو وَضين وموضون. ومنه قوله جل ثناؤه: "على سُرَرٍ موضونةٍ"، فسِّر بعضها على بعض، والله أعلم. ومن ذلك قولهم: درع موضونة، إذا كانت حلقتين حلقتين. والوَضين: حِزام الرَّحل إذا كان من شَعَر منسوج لأنه يوضن بعضُه على بعض. وقال الأصمعي: لا يسمّى حِزام الرّحل وَضيناً حتى يكون من أدم مضاعف. قال الشاعر:

تقول إذا درأتُ لها وَضِيني

 

أهذا دِينُـه أبـداً ودِينـي

والمِيضَنَة أصلها الواو، وقُلبت الواو ياءً لكسرة الميم قبلها، وهي كجُوالق الجِصّ تُتّخذ من الخُوص، فإذا صاروا الى جمعها قالوا: مواضين، كما قالوا في جمع مِيزان: موازين، فرجعوا الى الأصل. ولغة أزدية، يسمّون جُوالِقَين يُتّخذان من خُوص مِيضَنَةً، كأنه مِفْعَلَة من وَضَنَ، والأصل الواو.

ض-ن-ه

ضِنَّة: اسم، وهو أبو قبيلة، وفي العرب قبيلتان تُنسبان الى ضِنّة: ضِنّة بن عبد الله بن نُمَيْر، وضِنّة بن عبد الله بن كَبير بن عُذرة. والنَّهْض: مصدر نَهَضَ ينهَض نَهْضاً ونُهوضاً فهو ناهض، والنَّهْض: القسر والقهر. قال الراجز:

أما ترى الحجّاج يأبَى النَّهْضا

أي القسر. ونَهَضَ الطائرُ، إذا نشر جناحيه ليطير. وتناهض القومُ في الحرب، إذا نَهَضَ بعضهم الى بعض. وناهِضة الرجل: بنو أبيه الذين يغضبون لغضبه. وناهِضا الفرس: لحمتان لاصقتان بعَضُديه. وقد سمّت العرب ناهضاً ومِنْهَضاً ومناهِضاً ونَهّاضاً.

ض-ن-ي

الضِّنْء يُهمز ولا يُهمز، وهو الأصل؛ وغلام من ضِنْءِ صِدْقٍ، أي من أصلِ صِدْقٍ. والنَّضيّ: نَضِيّ السهم، وهو العود قبل أن يُراش وينصَّل. ونَضِيّ العُنُق: عظمها. وقوم طوال الأنضِية، أي الأعناق. وربما سُمّي غُرمول الفرس نَضِيّاً.

باب الضاد والواو

مع ما بعدهما من الحروف

ض-و-ه

الضُّوَّة مثل الصُّوّة، وهي الأرض الغليظة، وليس بثَبْت.

ض-و-ي

غلام ضاويّ، وهو الضئيل الجسم من خِلقة، والاسم الضَّوَى، مصور. قال ذو الرّمة:

أخوها أبوها والضَّوَى لا يَضيرُها

 

وساقُ أبيها أمُّها عُقِرَتْ عَقْـرا

يصف زَنْداً وزَنْدَةً لأنهما من شجرة واحدة؛ وقوله: وساقُ أبيها أمُّها، يريد أن ساق الغصن الذي قُطعت منه الغصنُ أبوها وساقُه أمُّها. وقال الأصمعي: الضّاويّ: الذي ضَؤل جسمه لتقارب نَسَب أبويه. تقول العرب: إذا تقارب نَسَب الأبوين: كان منه الضَّوَى، ولذلك قالوا: "استغرِبوا ولا تُضْووا"، أي أنكِحوا الأباعد أو الغرائبَ. ورجل وَضِئ بيّن الوضاءة، وهذا مهموز تراه في باب الهمز إن شء الله.

باب الضاد والهاء والياء

ض-ه-ي

هِضْتُ العظمَ أهيضه هَيْضاً، إذا كسرته بعد جبور، فهو مَهيض. وكل وجع على وجع فهو هَيْض، ولذلك قيل: هاضَ فؤادَه الحزنُ يَهيضه هَيْضاً، إذا أصابه الحزن مرة بعد أخرى.
انقضى حرف الضاد والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيّدنا محمد النبي نبي الرحمة وسلّم تسليماً.

حرف الطاء في الثلاثي الصحيح

باب الطاء والظاء

أُهملتا مع سائر الحروف.

باب الطاء والعين

مع ما بعدهما من الحروف

ط-ع-غ

أُهملت.

ط-ع-ف

عَطَفْتُ الشيءَ أعطِفه عَطْفاً، إذا ثَنَيْتَه ورددته عن جهته. وفلان ينظر في عِطْفَيه، إذا كان معجَباً بنفسه. وما تثنيني عليك عاطفةٌ، أي رحِم أو رحمة. والعِطْف: الناحية من الإنسان والدوابّ. وتعوَّج الرجل في عِطْفيه، إذا تثنّى يَمنة ويَسرة. والعِطاف: الرِّداء، والجمع عُطُف. وفي حديث عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: وألقُوا العُطُف، أي الأردية. والمَعاطف أيضاً: الأردية؛ قال الأصمعي: ولم أسمع لها بواحد. قال الشاعر:

ولا مالَ لي إلا عِطافٌ ومِـدْرَعٌ

 

لكم طَرَفٌ منه حديدٌ ولي طَرَفْ

يقول: ما لي إلا السيف والدرع، ولكم من السيف الطَّرَف الحديد الذي أضرّ بكم، ولي الطَّرَف الذي هو بيدي. وسُمّي السيف عِطافاً لأن العرب تسمّيه رداء. قال الشاعر:

ويومٍ يُبِيل النساءَ الدِّمـاءَ

 

جعلتَ رداءكَ فيه خِمارا

أراد: يوماً تُسقط النساءُ فيه لهوله ضربتَ بسيفك فيه فجعلته خِماراً للأقران. وجاء فلانٌ ثانيَ عِطفه، إذا جاء رخيَّ البال. وتعطّف فلانٌ على بلان، إذا أوَى له أو وصله. وقد سمّت العرب عُطَيْفاً وعَطّافاً. وقوس معطوفة السِّيَة، وهي التي تُتّخذ للأهداف فتُعطف سِيَتُها عليها عطفاً شديداً، يعني القوس العربية. والعَفْط من قولهم: عَفَطَتِ العنزُ تعفِط عَفْطاً، وهي ريح تُخرجها من أنفها تسمع لها صوتاً وليس بالعُطاس. ومن ذلك قولهم: "أهونُ عليّ من عَفْطَة عَنْزٍ". وتقول العرب: "ما له عافطة ولا نافطة"؛ فالعافطة: العَنْز، والنافطة: الضائنة. فأما قولهم: رجل عِفْطيّ، إذا كانت فيه لُكنه، فلا أدري ممّا أُخذ.

ط-ع-ق

قَطَعْتُ الشيءَ أقطَعه قَطْعاً، والقَطْع ضدّ الوصْل. ومضى قِطْعٌ من الليل، والجمع أقطاع. والقَطيع من الظِّباء والغنم: معروف، والجمع قُطعان. والقَطيع: السَّوْط من العَقَب، والجمع قُطُع. قال الشاعر يصف ناقة:

مَرُوحٍ تغتلي بالبِيدِ حَـرْفٍ

 

تكاد تطير من رأي القطيعِ

وسيف قاطع وقَطّاع. والقطعة من اللحم وغيره: معروفة. وبنو قُطْعَة: حيّ من العرب، والنسب إليه قُطْعيّ. وبنو قُطَيْعَة: قبيلة أيضاً يُنسب إليهم قُطَعيّ. ووجد فلانٌ في بطنه قُطْعاً، إذا وجد فيه وجعاً. والمَقاطع: مَقاطع الأودية، وهي مآخيرها. وأصاب بئرَ بني فلان قِطْع وقُطْع أيضاً، إذا نقص ماؤها؛ وأبى الأصمعي إلا قُطْع. والقُطَيْعاء: ضرب من التمر يقال إنه السِّهْريز. قال الشاعر:

باتوا يُعَشّون القُطَيْعاءَ ضيفَهم

 

وعندهمُ البَرْنيُّ في جُلَلٍ ثُجْلِ

وقُطع بفلان، إذا انقطع به. والقِطْع: سهم قصير النصل عريض، والجمع قِطاع. قال أبو خِراش الهُذلي:

مُنيباً وقد أمسى تقدَّمَ وِرْدَها

 

أُقَيْدِرُ محموزُ القِطاعِ نَذيلُ

قال أبو بكر: يقال نَذْل ونَذيل، مثل كلام بَلْغ وبليغ ووَجْز ووجيز. واقتطع فلانٌ من مال فلان قِطعةً، إذا أخذ منه شيئاً. والقِطْع: الطِّنْفِسة التي يوطّأ بها تحت الرَّحل. واقتعط الرجلُ عِمامتَه، إذا لواها على رأسه ولم يرددها تحت حَنَكه وسَدَلَها على ظهره، فإذا لاثها على رأسه ولم يسدِلها على ظهره ولم يَرْدُدْها تحت حَنَكه فهي القَفْداء.

ط-ع-ك

أُهملت.

ط-ع-ل

طَلَعَ القمرُ وغيرُه طُلوعاً فهو طالِع، ووقت طلوعه المَطْلِع، وموضع طلوعه المَطْلَع؛ ويجوز مطلِع ومطلَع فيهما جميعاً. وكل بادٍ لك من عُلُوّ فقد طَلَعَ عليك. وفي الحديث: "هذا بُسْرٌ قد طلعَ اليمنَ"، أي قصدها، وهو بُسر بن أرطاة. قال أبو بكر: طَلَعَ فلانٌ، إذا بدا؛ واطّلع، إذا أشرف من عُلْو الى سُفْل. وطُويلِع: موضع بنجد. ويقال: رجل طَلاّع أنْجُدٍ، إذا كان مغامساً للأمور ركّاباً لها. وعلوتُ طِلْع الأكَمَة، إذا علوت منها مكاناً تُشرف منه على ما حولها. وأطلعتُه طِلْعَ أمري، إذا أبثثته سرَّك. وطَلْع النخل: معروف. وما يسُرُّني بذلك طِلاعُ الأرض ذهباً، أي مِلؤها. وطلائع القوم في الحرب: الذين يتعرّفون أخبار أعدائهم، الواحدة طَليعة. ويقال: النفس طُلَعَة، أي تَطَلَّعُ الى كل شيء. ويقال: جارية طُلَعَة خُبَأة، إذا كانت تَطَلَّعُ مرّة وتختبئ أخرى. وفي كلام الحسن البصري: إن هذه النفوس طُلَعَة فاقدَعوها بالمواعظ وإلا نَزَعَتْ بكم الى شرّ غاية؛ قال أبو بكر: وأحسب أن يونس قال: سمعت الحسن يقول هذا الكلام فذُكر لأبي عمرو فعجب من فصاحته. والطالع من النجوم: الذي يرقُب الغاربَ منها فكلاهما يراقب صاحبه. والعَلْط: مِيسم في عُرْض خدّ البعير، والبعير مَعلوط، والاسم العِلاط. ويقول الرجل للرجل: لأعْلُطَنّكَ عَلْطَ سَوْءٍ ولأعلِطنّك، أي لأسِمَنَّكَ به وَسْماً يبقى عليك. والعُلْط: سواد تَخُطُّه المرأة في وجهها تتزيّن به، وهو العَلْط أيضاً. وقد سمّت العرب عِلاطاً ومَعلوطاً. وبعير عُلُط وعُطُل: لا خِطام عليه. قال الشاعر:

واعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضيَّ تَرْكُضُهُ

 

أمُّ الفوارس بالدِّئداء والـرَّبَـعَـهْ

والعَطَل: تمام الجسد وطوله؛ وامرأة حسنة العَطَل، وكذلك الرجل. وعَطالة: جبل معروف. وامرأة عاطل: لا حَلْيَ لها. والعَطيل: شِمْراخ من طَلْع فُحّال النخل. وعَطّلَ القومُ منزلَهم تعطيلاً، إذا ارتحلوا عنه وأخْلَوه. وناقة عَيْطَل: تامّة طويلة. واللُّعْطَة: خطّ بسواد تَخُطُّه المرأة في خدّها. ولُعْطَة الصّقر: السُّفْعَة التي في وجهه. واللَّطْع من قولهم: لَطِعْتُ الشيءَ - بكسر الطاء لا غير - ألطَعه لَطْعاً، ولا يكون اللَّطْع إلا باللسان. وللّطَع مواضع؛ يقال: رجل ألطَعُ وامرأة لَطْعاءُ، إذا كان في شفاههما بياض، وأكثر ما يعتري ذلك السّودان. وعجوز لَطْعاء، إذا تحاتَّت أسنانها؛ وكذلك ناقة لَطْعاءُ، إذا هرِمت. قال الراجز:

عُجَيِّزٌ لَطْعاءُ دَرْدَبـيسُ

أحسَنُ منها منظراً إبليسُ

واللَّطَع أيضاً: قلّة لحم الفَرْج وما حوله وذلك عيب؛ امرأة لَطْعاءُ، إذا كانت كذلك.

ط-ع-م

طَعْمُ كل شيء: مَذاقه؛ وطَعِمْتُ الشيءَ أطعَمه طَعْماً، إذا أكلتَه، وتطعّمتُه، إذا ذقْتَه أيضاً. والطعام: معروف. ويقولون للرجل إذا كره الطعام: تَطَعّمْ تَطْعَمْ، أي ذُقْ تشتهِ. وقد سمّت العرب مُطْعِماً وطُعْمَة وطُعَيْمة. ويقال: هذا الشيء طُعْمَة لك، أي مأكلة. وفلان خبيث الطِّعْمَة، أي رديء المكسب. وهذا طُعْمَة لك، أي أُكْلَة لك. وناقة مطعِّم وطَعوم، إذا كان بها نِقْي. والمَطاعم: المواضع التي يُطْعَم فيها الطعام. وقوم مَطاعم ومَطاعيم: يُطعمون الطعام. ويقال: ما له مَطْعَم ولا مَشْرَب، أي ما يَطعمه ويَشربه. وتطاعمَ الطائران، إذا تغارّا. والمَطاعم: الأشياء التي تؤكل. ومُطعِمتا الصَّقر: إصبعاه اللتان يأخذ بهما الشيء. والطَمَع: معروف؛ طَمِعَ يطمَمع طَمَعاً، وأطمعتُه إطماعاً. وطَمَعُ الجند: وقت قبضهم الرِّزق؛ وأحسبه مولّداً من قولهم: طَمِعَ يطمَع طَمَعاً. والمَطامع: جمع مَطْمَع؛ وما لي في هذا الأمر طَمَع ولا مَطْمَع. ورجل طامِع وطَمِع. والعَمْط: معروف؛ يقال: اعتمطَ فلانٌ عِرْضَ فلان وعَمَطَه، إذا عابه. وقد قالوا: عَمِطَ نعمةَ الله، مثل غَمِصَها وغَمِطَها، بالعين والغين، وليس بثَبْت. والمَطْع من قولهم: مَطَعَ في الأرض مَطْعاً ومُطوعاً، إذا ذهب فلم يوجد؛ ذكرها بعض أصحابنا من البصريين عن أبي عُبيدة عن يونس، ولم تُسمع من غيره. والمَعَط من قولهم: ذئب أمْعَطُ، إذا تحاتَّ شَعَرُه؛ وقال قوم: بل الأمْعَط الطويل الأقراب أو الطويل على وجه الأرض. وقد سمّت العرب ماعِطاً ومُعَيْطاً. ومُعَيْط: موضع. ويقال: مرّ فلانٌ برُمحه مركوزاً فامتعطَه؛ وكذلك امتعط سيفَه، إذا انتضاه.

ط-ع-ن

طَعَنَ بالرُّمح يطعَن ويطعُن طَعْناً. وطعنتُ في الرجل أطعَنه طَعَناناً، إذا ذكرته بقبيح. قال أبو زُبيد:

وأبَى ظاهرُ الشّناءةِ إلا

 

طَعَناناً وقولَ ما لا يقالُ

قال الأصمعي: الطّعْن بالرُّمح، والطَّعَنان باللسان؛ هكذا كلام العرب. وتطاعنَ القوم طِعاناً واطّعنوا اطِّعاناً. والطاعون: الداء المعروف. ورجل طَعّان في أعراض الناس. وقوم مَطاعين في الحرب. وحمار طَعين ومطعون؛ وكذلك الرجل. والعَنْط: أصل بناء العَنَطْنَط، وهو الطويل المضطرب. والعَطَن: مَبْرَك الإبل بين نَهلتها وعَلَلها حول مَوْرِدها، والجمع أعْطان. وفلان رَحْب العَطَن، أي كثير المال واسع الرَّحْل. وإبل عواطِن وعُطون. ويقال للعَطَن أيضاً: المَعْطَن، والجمع مَعاطن. وعطَّنتُ المَسْكَ تعطيناً فهو معطَّن ومعطون وعطين؛ وقد عطّنُتُه وعَطَنْتُه، إذا نضحتَ عليه الماء ثم طويتَه ليَلينَ شعَرُه أو صوفه، وهو حينئذ أنتنُ ما يكون، فلذلك قيل للرجال المُنْتِن البَشَرَة: ما هو إلا عَطين. والنِّطَع من الأدَم: معروف، وجمعه أنطاع. فأما نَطْع الفم فقد قيل نِطَع ونَطْع، وهو أعلاه حيث يحنَّك الصبيّ. وجوّ نِطاع: موضع. والنَّعْط منه اشتقاق ناعِط، وهو اسم موضع.

ط-ع-و

طاع يَطوع طوْعاً مثل أطاع يُطيع إطاعةً سواء؛ إلا أنهم يقولون طاع له وأطاعه، ولا يقولون طاعه كما يقولون أطاعه. وأنشد:

وقلت للقلب دَعِ اتّباعَها

فطاعَ لي وطال ما أطاعَها

وفلان طَوْع يدك، أي منقاد لك. وعطا يَعطو عَطْواً، إذا مدّ يده ليتناول؛ وكل مادٍّ يدَه الى شيء ليتناوله فهو عاطٍ. ومن أمثالهم: "عاطٍ بغير أنواط"؛ هذا مثل من أمثالهم، وذكر بعض أهل اللغة أنه لا يدري ما معناه ولو أنعمَ النظرَ لعرفه؛ والأنواط: جمع نَوْط، وهو ما يعلَّق.

ط-ع-ه

هَطَعَ وأهطعَ فهو هاطِع ومُهْطِع، إذا أقبل مسرعاً خائفاً، لا يكون ذلك إلا مع خوف؛ كذا يقول أبو عبيدة في قولة جلّ وعزّ: "مُهْطِعينَ الى الدّاع"، والله أعلم. والهَطيع: الطريق الواسع، زعموا.

ط-ع-ي

فرس طَيِّع: سهل العِنان والقِياد، وأحسب أن هذه الياء قُلبت عن الواو. وناقة عَيْطاءُ وجمل أعْيَطُ، والجمع عِيط، إذا كان طويل العنق، وربما وُصف الفرس بذلك أيضاً لطول عنقه. وكذلك هَضْبَة عَيْطاء: طويلة. قال أبو كبير الهُذلي يصف هضبة:

عَيْطاءُ مُعْنِقَةٌ يكون أنيسُـهـا

 

وُرْقَ الحَمام جَميمُها لم يؤكلِ

يقول: ليس فيها ما يأكل جَميمَها وهو نبتها، يريد أنها مَهْلَكَة.

باب الطاء والغين

مع ما بعدهما من الحروف

ط-غ-ف

الغَطَف: مصدر غطِف يغطَف غَطَفاً، وهو ضد الوَطَف، والغَطَف: قلّة شعر الحاجب، وربما استُعمل ذلك في قلّة شعر هُدب الشُّفْر، ورجل أغْطَفُ وامرأة غَطْفاءُ؛ وبه سُمّي الرجل غُطَيْفاً. وقد سمّت العرب غَطَفان، واشتقاقه من الغَطَف أيضاً، وهو أبو قبيلة، وغُطَيْفاً، وهو أبو بطن منهم.

ط-غ-ق

أُهملت وكذلك حالهما مع الكاف.

ط-غ-ل

غَلِطَ في كلامه يغلَط غَلَطاً، فأما في الحساب فيقال: غَلِتَ فيه يغلَت غَلَتاً؛ ذكر ذلك أبو عبيدة، وقال غيره: هما سواء لقرب مخرج التاء من الطاء. والمَغالِط: الكَلِم التي يغالَط بها، الواحدة مَغْلَطَة وأُغلوطة، وجميعها أغاليط وأغالط. واللَّغَط: اختلاط الكلام أو أصوات الطير. قال الشاعر:

مُلْسَ الحصى باتت تشذَّرُ فوقه

 

لَغَطَ القطا بالجَلْهتين نُـزولا

قال الأصمعي: يقال: سمعت لَغَط القوم ولَغْطهم، ولم يجئ به غيره. ولُغاط: موضع. والغَطَل منه اشتقاق الغَيْطَل، فالغَيْطَلة غَيْطَلَة الليل، وهو اختلاط ظلمته؛ يقال: غَطَلَت ليلتُنا غَطَلاً، ولم يعرف الأصمعي له فعلاً متصرفاً. والغيْطَل: الشجر الملتفّ، وجمعه غَياطل. وقال قوم: الغَيْطَلَة: البقرة الوحشية، وفسّروا بيت زهير:

كما استغاثَ بسَيْءٍ فَزُّ غَـيْطَـلَةٍ

 

خافَ العيونَ فلم يُنظر به الحَشَكُ

فقالوا: الغَيْطَلَة هاهنا البقرة الوحشية؛ وأبى الأصمعي إلا أن الغَيْطَلَة الشجرُ الملتفُّ، وقال قوم: الغَيطلة: اختلاط الصوت.

ط-غ-م

غَمَطَ النعمةَ يغمِطها، وقالوا غَمِطَها يغمَطها، والمصدر الغَمْط، والفاعل غامط، إذا جحدها وكفرها. والغَطْم: أصل بناء بحر غِطَمّ وغَطَمْطَم، أي كثير الماء. والمَغْط من قولهم: مَغَطَ الرامي في قوسه يمغَط مَغْطاً، إذا أغرق النَّزْع فيها. وتمغَّط البعيرُ في سيره، إذا مدّ يديه مدّاً شديداً. قال الراجز:

يفجِّر اللَّبّاتِ بالإنباطِ

مَغْطاً يَمُدُّ غَضَنَ الآباطِ

وذكروا أن بعض العرب قال: سقط البيت على فلان فتمغّط فمات، أي قتله الغُبار، وليس بالمستعمَل.

ط-غ-ن

أُهملت.

ط-غ-و

الغَوْط أشد انخفاضاً من الغائط وأبعد، والغائط: المنخفِض من الأرض حتى يواريَ ما فيه، وجمع غَوْط أغواط، وجمع غائط غِيطان، فكأن الغَوْط أغمضُ من الغائط. ويقال: غَوْطٌ بِطينٍ، أي بعيد. والغُوطة: موضع بالشام. وغَطَوْتُ الشيءَ أغطوه غَطْواً، إذا سترتَه، مثل غَطَيْتُه أغْطِيه غَطْياً، فأنا غاطٍ كما ترى، والشيء مَغْطِيّ، وفي اللغة الأولى مَغْطُوّ.

ط-غ-ه

أُهملت.

ط-غ-ي

طَغَى يطغَى طُغْياناً، وكل متجاوز حدَّه فقد طَغَى يطغَى؛ طَغَى السيلُ، إذا جاء بماء كثير يتجاوز حدّ ما كان يجري عليه. وطَغَى البحرُ، إذا هاجت أمواجُه. وطغى الدمُ بالإنسان، إذا تبيّغ به. ورجل طاغية، الهاء للمبالغة. وغَطَيْتُ الشيءَ أغْطِيه غَطْياً، اللغة العالية، أي سترته. وشجرة غاطية: كثيرة الأغصان منبسطتها على وجه الأرض. قال الشاعر يصف الكَرْم:

ومن أعاجيبِ خَلْقِ الله غاطيةٌ

 

يُعصر منها مُلاحيٍّ وغِرْبِيبُ

قال أبو بكر: الشِّعر لرجل من أهل السَّراة جاهليّ. ويقال: غطّيتُه أغطّيه، إذا سترته بشيء، فهو مُغَطّى.

باب الطاء والفاء

مع ما بعدهما من الحروف

ط-ف-ق

طَفِقَ يفعل كذا وكذا، كما قالوا: ما زال يفعل كذا وكذا، ولا يقال: ما طَفِقَ يفعل كذا وكذا، بل لا يقولونه إلا إيجاباً. والقَطْف: قَطْفُك الشيءَ بيدك تقطِفه قَطْفاً. والقِطْف، بكسر القاف: العُنقود من العنب. والقَطَف: ضرب من النبت، الواحدة قَطَفَة؛ وبه سُمّي الرجل قَطَفَة. والقَطيفة: معروفة. وجاء زمنُ القِطاف، قِطاف الكَرْم، مثل صِرام النخل. قال الشاعر:

أحِبُّ أثافِتَ عند القطاف

 

وعند عُصارةِ أعنابِهـا

ودابّة قَطوف: متقارب الخطو. ومثل من أمثالهم: "إن القَطوفَ تَبْلُغُ الوَساعَ". والقَطيف: موضع. وقُطافة الشجر: ما قطفتَه من ثمره. وقَفَطَ الطائرُ يقفِط وقَفِطَ يَقْفَطُ قَفْطاً، إذا سَفِدَ، فهو قافط.

ط-ف-ك

أُهملت.

ط-ف-ل

الطِّفْل: المولود؛ طِفْل بيّن الطفولة. قال الأصمعي: لا أعرف للطُّفولة وقتاً؛ صبيّ طِفْل، وجارية طِفْلَة بيِّنة الطّفولة. فأما الجارية الطَّفْلَة فالناعمة الخَلْق، والمصدر الطُّفولة، وقال قوم: الطَّفالة، وليس بثَبْت. وطَفيل: موضع. قال الشاعر:

وهل أرِدَنْ يوماً مياهَ مَجَـنّةٍ

 

وهل تَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفيلُ

وقد سمّت العرب طُفَيْلاً. وذكر ابن الكلبي وأبو عبيدة أن طُفَيْلاً المنسوب إليه الطُّفَيْليّون رجل من أهل الكفوة من غَطَفان كان يقال له طُفيل العرائس. والطَّفَل: اختلاط أول الليل بباقي النهار. قال الشاعر:

فتَدَلَّـيْتُ عـلـيهـا قـافـلاً

 

وعلى الأرض غَياياتُ الطَّفَلْ

وطَفَلُ الظلام: أوّله. وطَفّلَ الليل تطفيلاً، إذا أقبل ظلامُه. وطَفَلَتِ الشمسُ، إذا همّت بالغروب. والمَطافيل من الظِّباء: التي معها أولادُها وهي قريبة عهد بالنَّتاج. والعُوذ المطافيل من الإبل: الحديثات العهد بالنَّتاج التي معها أولادها أيضاً. قال الشاعر:

الواهبُ المائةَ الهِجانَ وعَبْدَها

 

عُوذاً تزجّي خَلْفَها أطفالَهـا

والطَّفال: الطين اليابس، لغة يمانية، الذي يسمّيه أهل نجد: الكُلام. واللَّطَف معروف؛ لَطُفَ يلطُف لُطْفاً ولَطَفاً فهو لطيف. وتلاطفَ القومُ باللَّطَف تلاطفاً، إذا تواصلوا. والفِلاط: المفاجأة؛ افتُلط الرجل، إذا فوجئ في الأمر؛ لغة هُذليّة. وذهب دمُ الرجل طَلَفاً مثل هَدَراً، بالطاء والظاء، والظاء أكثر.

ط-ف-م

فطمتُ المولود أفطِمه فَطْماً، إذا قطعتَ عنه الرَّضاع، والمولود فَطيم والأمّ فاطم؛ والأصل في الفَطْم: القَطْع. وسمّيت فاطمة بالقَطْع من فَطَمْتُ الشيءَ أفطِمه فَطْماً. وفُطَيْمَة: امرأة من العرب معروفة، ولها حديث. وقال قوم: فُطَيْمَة: موضع، وأنشدوا:

نحن الفوارسُ يومَ الحِنْوِ ضاحيةً

 

جَنْبَيْ فُطَيْمَةَ لا مِيلٌ ولا عُزُلُ

ويروى: نحن الفوارس يومَ العَيْن ضاحيةً. ويقول الرجل للرجل: لأفْطِمَنّكَ عن كذا، أي لأقطعنّ طَمَعَك عنه.

ط-ف-ن

الطُّنُف: القطعة النادرة من أعلى الجبل تُشرف على ما تحتها، والجمع أطناف وطُنوف. وطَنّفَ الرجلُ حائطَه، إذا جعل له البِرْزِين، وهو الإفريز. ومنه قولهم: ما تطَنّفُ نفسي الى هذا، أي ما أشْفَتْ عليه. وقال أيضاً: قولهم طنّفَ نفسه الى كذا وكذا كأنه أدناها الى الطمع، وهو يرجع الى الطُّنُف. ورجل فَطِنٌ وفَطُنٌ بيّن الفَطانة والفُطونة، زعموا، وقد فَطَنَ وفَطُنَ فطانةً، والاسم الفِطْنَة، وقالوا الفَطَن ولا أدري ما صحّته. فأما تسميتهم الفِطْيون فاسم أعجميّ. والنَّطَف: القُرْط؛ صبيّ منطّف، والجمع نِطاف، وقال مرة أخرى: أنطاف. ورجل نَطِفٌ بيّن النّطافة والنُّطوفة. إذا كان ملطَّخاً بالشرّ فاسدَ الدِّخْلَة؛ وأصل ذلك من البعير النَّطِف، وهو الذي قد بلغت الغُدّةُ قلبه أو كادت. قال الراجز:

شُدّا عليّ سُرّتي لا تنقعِـفْ

إذا مَشَيْتُ مِشْيَةَ العَوْدِ النَّطِفْ

ويروى: شِكّتي. يقال: انقعف الشيء، إذا زال عن موضعه خارجاً. ويقال: ماذا بفلان من النَّطافة والنُّطوفة، أي الفساد. والنُّطفَة: معروفة؛ وكل ماء مجتمع نُطْفَة، ولا يكون إلا قليلاً؛ يقال: مررنا بنُطْفَةٍ سجراءَ، أي قريبة العهد بالسحاب، ونُطفة زرقاء، إذا صَفَتْ واخضرّ ماؤها. وكل سائلٍ أو قاطرٍ من إناء وغيره فهو ناطف، وأحسب أن اشتقاق هذا الناطف المأكول من هذا لسيلانه. ويقال: أصاب فلانٌ كَنْزَ النَّطِف، وخُلْدَ النَّطِف، والنَّطِف: رجل من بني تميم له حديث. والنِّفْط: معروف عربيّ صحيح، بكسر النون، وفتحُها خطأ عند الأصمعي. وأنشد الأصمعي:

كأنّ بين إبْطهـا والإبْـطِ

ثوباً من الثوم ثَوَى في نِفْطِ

وتنفّطتْ يدُ الرجل، إذا رَقّ جلدُها من العمل فصار فيها كالماء، والواحدة نَفْطَة، والكفّ نَفيطة ومنفوطة، وقالوا نافطة أيضاً، في لغة من قال نَفِطَتْ؛ فإذا كان الفعل لها فهي نافطة ومتنفِّطة، وإذا فُعل بها فهي نَفيط ومنفوطة. ويقال: سَيْرٌ ما فيه طَفَأنَنٌ، أي ما فيه تُؤَدة.

ط-ف-و

طَفا الشيءُ على الماء يطفو طَفْواً وطُفُوّاً، إذا علا ولم يرسُب. وطاف يطوف طَوْفاً، إذا دار حول الشيء؛ وأطاف به يُطيف إطافةً، إذا ألمّ به؛ قال أبو بكر: وقُرئ على أبي حاتم:

ما لدُبَـيّةَ مـنـذ الـيومِ لـم أرَه

 

وسْطَ الشُّروب فلم يُلْمِمْ ولم يَطُفِ

دُبَيّة: سادن اللات؛ فقال أبو حاتم: يُطِفِ أحسن في هذا الموضع يا غلام. والطَّوْف: النَّجْو؛ طاف فلانٌ يطوف طَوْفاً، إذا أنجى واحتبس عليه طَوْفُه، أي نجوه. والطَّوْف: خشب يُجمع ويُقرن بعضُه الى بعض ويُركب عليه في البحر، والجمع أطواف وصاحبه طوّاف. والطوّافون: الخَدَم والجَشَم؛ هكذا فُسِّر في التنزيل، والله أعلم. فأما الفُوَط التي تُلبس، الواحدة فوطة، فليست بعربية. والفَطْو يُهمز ولا يُهمز؛ فَطَوْت الرجلَ أفطُوه فَطْواً، وفَطَأتُه أفطأه فَطْأً، إذا ضربته بيدك. وفَطَأتُ ظهرَ الدابّة وفَطَوْتُه، إذا حملتَ عليه حملاً ثقيلاً. وربما كُني بالفَطْأ عن النكاح فقالوا: فَطَأها يفطَؤها فَطْأً. والوَطَف: كثرة شَعَر الحاجبين؛ رجل أوْطَفُ وامرأة وَطْفاءُ، ثم كثر ذلك حتى قالوا: سحابة وَطْفا: مسترخية الجوانب لكثرة مائها. قال الشاعر:

عَزَبَتْ وباكَرَها الشَّتيُّ بدِيمةٍ

 

وَطْفاءَ تملأها الى أصبارِها

ط-ف-ه

الطَّهْف: شجر يُجتنى ثمره ويُختبز في المَحْل، الواحدة طَهْفَة. والفَطَه: سَعَة في الظهر شبيه بالفَزَر؛ فَطِهَ الرجل يفطَه فَطَهاً. والهَطِف: اسم رجل. قال أبو خِراش:

لو كان حَيّاً لغـاداهـم بـمُـتْـرَعَةٍ

 

من الرّواويق من شِيزَى بني الهَطِفِ

ط-ف-ي

طَفِئتِ النارُ، مهموز، تراه في موضعه إن شاء الله تعالى؛ ويقال في لغة من لم يهمز: أطْفَيْتُ النارَ. والطُّفْي: خُوص المُقْل، الواحدة طُفْيَة. والطَّيف: الخيال الطائف في المنام؛ طيف الخيال وطائف. وقد قرئ: "طَيْفٌ من الشيطان"، و"طائفٌ من الشيطان". وأطاف يُطيف إطافةً، وتطيَّفَ تطيُّفاً، وطيَّف يطيِّف تطييفاً.

ط-ق-ك

أُهملت.

ط-ق-ل

الطَّلَق: الذي تسمّيه العامة الطَّلْق، وهو نبت أو صَمغ نبت. والطَّلَق من قولهم: جرى طَلَقاً أو طَلَقين، أي شَأْواً أو شَأوين. والطَّلَق: قيد من قِدٍّ أو عَقَبٍ تقيَّد به الإبل. قال الراجز يصف شيخاً على عَوْد على طريق:

عَوْدٌ على عَوْدٍ على عَوْدٍ خَلَقْ

كأنّه والليلُ يَرمي بالغَسَقْ

مَشاجِبٌ وفِلْقُ سَقْبٍ وطَلَقْ

شبّه عظام جمله بمشاجبَ لتداخُل بعضها في بعض؛ والسَّقْب والصَّقْب: العمود؛ وأراد بفِلْق سَقْبٍ: نصفَه. ورجل طَلْق الوجه وطَليق الوجه، إذا كان بُهْلُولاً ضحّاكاً. وليلة طَلْقَة ويوم طَلْق، إذا لم يكن فيه حَرّ ولا قُرّ. وربما سُمّيت الليلة القَمْراء طَلْقَة. وطلّق الرجلُ امرأتَه تطليقاً، والاسم الطَّلاق؛ وطَلُقَتِ المرأةُ فهي طالق، وطُلِّقت فهي مطلَّقة. وأطلقتُ الأسيرَ إطلاقاً، إذا فَكَكْتَه، فهو مُطْلَق وطليق. والأطلاق، قالوا: الأمعاء، وقالوا: أقتاب البطن في بعض اللغات. وناقة طالِق: لا خِطام عليها. ورجل طُلُقٌ ذُلُقٌ وطُلَقٌ ذُلَقٌ، إذا كان طليقَ الوجه ذَلِقَ اللسان. وطُلِّق السليمُ، إذا سكن وجعُه بعد العِداد. قال النابغة:

تناذَرَها الرّاقون من سُوءِ سَمِّها

 

تطلِّقه حيناً وحينـاً تُـراجِـعُ

ويُروى: طوراً وطوراً. وقال الآخر:

تَبيتُ الهمومُ الطارقاتُ يَعُدْنَـنـي

 

كما تعتري الأهوالُ رأسَ المطلَّقِ

والطّليق: الأسير إذا أُطلق، والجمع طُلَقاء. وقد سمّت العرب طَلْقاً وطَليقاً. وما أَبَيْنَ الطلاقةَ في وجه فلان، أي البشاشة. وطُلِقَتِ المرأةُ عند الولادة تُطْلَق طَلْقاً، إذا تمخّضت. وليلة الطَّلَق: طَلَبُ الماء لوِرْد الغد، والإبل طَوالق، وأصحابها مُطْلِقون. ويقال للرجل: أطْلِقْ يديك بالإنفاق؛ والإنفاق ضد الإمساك. ويقال: أطْلِقْ رجليك بالمشي، أي أسْرعْ. قال الراجز:

أطْلِقْ يديكَ تنفعاكَ يا رَجُلْ

بالرَّيْثِ ما أطْلَقْتَها لا بالعَجَلْ

والقَلْط فعل ممات، ومنه اشتقاق القَلَطِيّ، وهو القصير المجتمع الخَلق. ورجل قُلاط: قصير. والقَطْل: القَطْع؛ قَطَلَه يقطِله قَطْلاً فهو قَطيل ومقطول. ونخلة قَطيل، إذا قُطعت من أصلها فسقطت. وكان أبو ذؤيب الهذلي يلقَّب القَطيل بقوله:

إذا ما زارَ مُجْنأةً عـلـيهـا

 

ثِقالُ الصخر والخشبُ القَطيلُ

يصف قبراً، وكانوا يجعلون على اللّحود أغصانَ الشجر كما يُجعل اللَّبِن في دهرنا هذا. والقاطول: موضع، ويمكن أن يكون عربياً لأنه فاعول من القَطْل، كما قالوا: ناقور من النَّقْر. والقَطيلة: القطعة من كِساء أو ثوب ينشَّف به الماء. والمِقْطَلة: حديدة يُقطع بها، والجمع المَقاطل. واللَّقْط: مصدر لَقَطَ يلقُط لَقْطاً، كلَقْطِ الطائر الحَبَّ ولَقْط الإنسان الشيءَ من الأرض. وكل ما لُقِط فهو لُقاطة. واللّقيط والمَلقوط: المولود الذي يُنبذ فيُلتقط. واللُّقَطَة التي تسمّيها العامّة اللُّقْطَة: معروفة، وهو ما التقطه الإنسان فاحتاج إلى تعريفه. ولُقاطة الزرع: ما لُقط من حَبّه بعد حَصاده؛ ولِقاط النخل: ما لُقط منه؛ والمِلْقَط: ما لُقط فيه. قال الراجز:

قد تَخِذَتْ سلمى بقَوٍّ حائطا

واستأجرتْ مُكَرْنِفاً ولاقِطا

وطارداً يطاردُ الوَطاوِطا

وقد سمّت العرب لَقيطاً. وبنو لَقيط: حيّ من العرب. وبنو مِلْقَط: حيّ من العرب أيضاً. قال الشاعر:

أصَبْنَ طَريفاً والطّريفَ بنَ مالكٍ

 

وكان شِفاءً لو أصَبْنَ المَلاقطا

يريد بني عمرو بن مِلْقَط، بطن من طَيئ. ومثل من أمثالهم: "لكل ساقطةٍ لاقطةٌ".

ط-ق-م

القَمْط: قَمَطَ الطائرُ قَمْطاً، مثل قَفَطَ سواء، وهو السِّفاد. وقُمِطَ الأسيرُ، إذا جُمع بين يديه ورجليه بحبل. ويقال: مرّ بنا حولٌ قَميط، مثل كَريت سواء، أي تامّ. قال الشاعر:

أقامت غَزالةُ سوقَ الجِلادِ

 

لأهل العِراقَيْنِ عاماً قَميطا

غَزالة: امرأة من الحَرورية دخلت الكوفة في ثلاثين نفساً، وفي الكوفة ثلاثون ألف مقاتل، فصلّت الغَداة وقرأت البقرة وآل عمران. وأنشد أبو بكر لرجل من الخوارج:

أسَدٌ عليّ وفي الحروب نَـعـامةٌ

 

فَتْخاءُ تَفْرَقُ من صفير الصافرِ

هلاّ بَرزْتَ الى غَزالةَ في الوغى

 

بل كان قلبُك في جناحَيْ طـائرِ

غَشِيَتْ غَزالةُ خيلَـه بـفـوارسٍ

 

تركتْ فوارسَه كأمْسِ الـدّابـرِ

وكل شيء شُدّ فقد قُمِطَ. والقَطْم: القَطْع؛ قَطَمَ يقطِم قَطْماً، إذا قطع؛ وعنه عُدِل اسم قَطامِ. وقَطَمَ الفصيلُ النبتَ، إذا أخذه بمقدَّم فيه قبل أن يستحكم أكله. وكل ما قَطَمْتَه بمقدَّم فيك فألقيتَه فهو قُطامة. والمقطَّم بالتشديد: جبل. وفحل قَطِمٌ: هائج. قال الأعشى:

بزَيّافةٍ كالفَنيقِ القَطِمْ

والقُطاميّ: الصّقْر، والقَطام، بفتح القاف إذا لم يكن فيه ياء، واشتقاقه من القَطْم لأنه يقطِم اللحمَ بمِنْسَره. وابن أمّ قَطام: ملك من ملوك كِندة. قال امرؤ القيس:

ونشدتُ حُجْراً وابنَ أمِّ قَطامِ

ويُروى: وثأرتُ. وقُطامة: اسم. والمَطَق، قال أبو حاتم: قال أبو زيد: المَطَق: داء يصيب النخل فيمتنع من الحمل؛ لغة يمانية. وتمطّقَ الرجلُ كأنه يتطعّم شيئاً فيُلصق لسانَه بنِطع فيه فتسمع له صوتاً. قال الشاعر:

تُريك القذى من دونها وهي دونه

 

إذا ذاقها من ذاقها يتـمـطَّـقُ

ويُروى: من تحتها وهي فوقه. والمَقْط من قولهم: رجل ماقِط ومَقّاط، وهو الذي يُكري من منزل الى منزل. والماقِط: الحازي الذي يتكهّن ويطرُق بالحصى. ومَقَطْتُ الحبلَ أمقُطه مَقْطاً، إذا شددت فَتْلَه، وبه سُمّي المِقاط: الحبل الشديد الفتل، والجمع مُقُط. وربما سُمّي رِشاءُ الدّلو مِقاطاً. قال أبو بكر: مِقاط الفرس: مِقْوَده. ويقال: رُبَّ مأْقِطٍ قد شهده فلان؛ أي معركة، والجمع المآقط.

ط-ق-ن

قَنَطَ يقنِط وقنِط يقنَط قُنوطاً فهو قانِط. وقد قُرئ: "لا تَقْنَطوا من رحملة الله"، أي لا تيأسوا، والله أعلم. قال الراجز:

قد وجدوا الحَجّاج غيرَ قانطِ

وقَطَنَ الرجلُ بالمكان يقطُن ويقطِن قُطوناً، إذا أقام به، فهو قاطن. وقَطين الرجل: خَدَمه وحَشَمه؛ من ذلك قولهم: راح القَطين. وقال المتلمّس:

مَلِكٌ يلاعبُ أمَّه وقطينَـهـا

 

رِخْوُ المفاصلِ أيرُه كالمِزْود

الرواية: كالمِرْوَد. قال أبو بكر: فإذا سمعتَ في شعر: خفَّ القطينُ، فهم القوم القاطنون، وإذا سمعتَ: قَطين فلانٍ، فهم حَشَمه. وقَطَن: جبل معروف، وبه سُمِّي الرجل قَطَناً. والقُطْن: معروف؛ يخفَّف ويثقَّل. أنشدَنا أبو حاتم عن أبي زيد في تثقيله:

كأنّ مَجْرَى دمعِها المُسْتَنِّ

قُطُنَّةٌ من جيّد القُطُنِّ

وقَطِنَة البطن من البعير: التي تسمّيها العامّة الرُّمّانة، وهي قطعة من الكَرِش متراكب بعضُها على بعض، وتسمّى أيضاً: لَقّاطة الحَصى. والقَطِنَة: اللحمة بين الوَرِكين، والجمع القَطِن. قال الراجز:

حتى أتى عاري الجآجي والقَطِنْ

تَلُفُّه في الريح بَوْغاءُ الدِّمَنْ

والنُّطْق من قولهم: نَطَقَ ينطِق نُطْقاً، فهو ناطق، وهو حَسَن النُّطْق. والنِّطاق: خيط تشدُّه المرأة في وسطها تضمّ بها ثيابَها وتسدُل عليه إزارَها. وسُمّيت أسماء بنت أبي بكر الصدّيق رحمة الله عليهما: ذات النِّطاقين، وقيل لها ذات النِّطاقين لأنها قطعت نِطاقها نصفين فجعلت نصفه شِداداً لسُفرة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم في الغار، وشدّت بالآخر السِّقاء. والمِنْطَقَة من هذا أُخذت لأنه يُنتطق بها. والنَّقْط: نَقْط المصحف وغيره بالقلم وما أشبهه، والواحدة نُقْطَة. ونَقَطَتِ المرأةُ خدَّها بالسواد تتحسّن بذلك، ومنه نَقْط المصاحف.

ط-ق-و

الطّوق: مصدر طاقَ يَطوق طَوْقاً، وهي الطاقة. وعجزَ عن هذا طَوقي، أي طاقتي. والطَّوق من الفِضّة والذهب يُجعل في أعناق الصبيان. ومنه المثل السائر: "شَبّ عمرٌو عن الطّوق"، يُضرب مثلاً للرجل يعمل شيئاً وهو لا يَحْسُن به أن يعمل مثله، كالشيخ يتصابى، والعجوز تتشبّه بالشّوابّ. والطَّوْقَة: أرض تستدير سهلةً بين أرَضِينَ غِلاظ، جاءت في بعض اللغات والشعر الجاهلي، ولم أسمعها من أصحابنا. والقَوْط: القطيع من الغنم. قال الراجز:

ما راعني إلا جَناحٌ هابطا

فوق البيوت قَوْطَهُ العُلابِطا

جَناح: اسم راعٍ؛ والعُلابِط: الكثير؛ ويُروى: على البيوت. والقَطْو: تقارب الخطو؛ قَطا يقطو فهو قاطٍ كما ترى. ولعل اشتقاق القَطا من هذا لتقارب خَطْوه. والوَقْط والجمع وِقاط: حفرة في غِلَظ يجتمع فيها ماءُ السماء.

ط-ق-ه

الطَّهْق لغة يمانية، وهي سرعة في المشي، زعموا. والهَقْط أيضاً، وأحسب أن قولهم للفَرَس إذا استعجلوه: هِقِطّ من هذا. قال الراجز:

لمّا سمعتُ قولَهم هِقِطُّ

أيقنتُ أنّ فارساً منحطُّ

ط-ق-ي

أُهملت.

باب الطاء والكاف

مع ما بعدهما من الحروف

أُهملتا مع سائر الوجوه.

باب الطاء واللام

مع ما بعدهما من الحروف

ط-ل-م

الطَّلْم: ضربك خبزة المَلّة بيدك لتنفض ما عليها من الرماد. وكان الخليل يروي بيت حسّان:

تَظَلُّ جيادُنا متمطِّراتٍ

 

يطلِّمهنّ بالخُمُر النساءُ

وينكر يلطِّمهنّ. والطُّلْمة: خبزة المَلّة. والطِّمْل، رجل طِمل: سيّئ الحال، وأكثر ما يوصف به القانص؛ رجل طِمْل وطُمْلول وطِمْلال. قال الراجز:

أطْلَسُ طُملولٌ عليه طِمْرُ

وطُمِلَ السهم بالدم فهو طَميل ومطمول، إذا تلطّخ بدم الرَّميّة. ويقال: وقع فلان في طُمُلّة، إذا تلطّخ بأمر قبيح. واللَّطْم باليد، ولا يكون إلا على الخدّ؛ لطَمه يلطِمه لَطْماً. وفرس لَطيم، إذا كان ذا غُرّة مائلة على أحد خدّيه. وقد سمّت العرب لاطماً ومُلاطِماً. واللِّطِيمة: العِير تحمل الطِّيب والبَزّ، والجمع لطائم. واللطائم أيضاً: الإرين. قال أبو بكر: ودفع ذلك قوم فقالوا: هي الأطيمة، والجمع الأطائم، والأطائم: الإرِين، وهي حُفَرٌ تُحفر ويُشتوى فيها اللحم ويُختبز، وليس هذا موضعه. والمَطْل: مصدر مَطَلْتُه أمطُله مَطْلاً فهو ممطول، إذا لويته دَينه، والفاعل ماطل ومماطِل أيضاً. وكل شيء مددته فقد مَطَلْتَه مَطْلاً، نحو الذهب والفضة والصُّفر وما أشبه ذلك. وماطِل: فحل من فحول الإبل تُنسب إليه الإبل الماطليّة. قال الشاعر:

سَمامٌ نَجَت منها المَهارَى وغُودرتْ

 

أراحيبُها والماطِليُّ الـهَـمَـلَّـعُ

سَمام: جمع سَمامة، وهي من الطير، شُبّه الطير بها لسرعتها؛ أرْحَبيّة: منسوبة الى أرْحَب، حيّ من هَمْدان؛ والهَمَلّع: السريع. والمُلُط: جمع مِلاط، وهما مِلاطا البعير، أي كتفاه، ويسمَّيان ابنَيْ مِلاط. وملَّطتُ الحائط تمليطاً، إذا طيّنته، والطين مِلاط؛ وكل ما ملّطته فهو مِلاط له. والمَليط والمَليص: ولد الناقة إذا ألقته قبل أن يشعِّر؛ يقال: أملطتْ وأملصتْ.

ط-ل-ن

النَّطْل: ما عُصر من الخمر بعد السُّلاف؛ والمَناطِل: المعاصر التي يُنطَل فيها. والنِّئطِل، بالهمز والكسر: اسم من أسماء الداهية، وقالوا نِيطِل، بغير همز. والنَّيْطَل: مِكيال الخمر.

ط-ل-و

الطِّلْو: ولد الوحشيّة، وهو الطَّلا. والطِّلْوة، بكسر الطاء: قطعة خيط أو حبل يُشَدّ بهما الحَمَل أو الجدي. قال عبد الرحمن عن عمّه: هذا الذي تقوله العامّة: لا يساوي طَلْيَةً، إنما هو لا يساوي طِلْوَةً، أي قطعة حبل. وما على فلان طُلاوة، وهذا كلام ما عليه طُلاوة، أي ما عليه نُور. وقال أبو عبيدة: قلت لخَلَف الأحمر: ما الطُّلاوة? فقال: الخُرَّهِيّة، بالفارسية. والطّول خلاف العرض؛ رجل طويل من قوم طِوال وطِيال، ورجل طُوال للواحد، بضمّ الطاء، كما قالوا: كبير وكُبار. ورجل أطْوَلُ، في معنى طويل. قال الله جلّ وعزّ: "الله أكبر"، في معنى كبير. وكثير ما يجيء في هذا النحو. والطُّولى أنثى الأطْوَل؛ يوم أطْوَلُ وليلة طُولى، ولك اليد الطُّولى عليّ. والطَّوْل: الفضل؛ لفلان على فلان طَوْل، أي فضل. وتطوّلتُ على فلان، إذا أفضلتَ عليه. وبنو الأطْوَل: بطن من العرب. ولا أكلّمك طَوالَ الدهر. وطِوَل الفرس: حبله الذي يُشَدّ في رأسه. قال طرفة:

لَعَمْرُك إن الموتَ ما أخطأ الفتى

 

لكالطِّوَل المُرْخَى وثِنْياه بالـيدِ

وطُوالة: بئر معروفة بهذا الاسم. والطُّوَّل: ضرب من الطير. ولُطْتُ الحوضَ بالطّين ألوطه لَوْطاً، إذا ملّطتَه بالطّين. وفي الحديث: "إن كنتَ تَلوط حوضَها وتبغي ضالّتَها"، يعني حوض الإبل. وكل شيء ألصقتَه بشيء فقد لُطْتَه به لَوْطاً. وفي حديث أبي بكر الصّديق رضي الله عنه: الولدُ ألْوَطُ، أي ألصق بالقلب. ومنه قولهم: هذا لا يلتاط بصَفَري، أي لا يلصق بقلبي، أي وهمي وخاطري، وأصل هذه الألف واو كأنه يَلْتَوِط.

ط-ل-ه

طَلّة الرجل: امرأته. وروضة طَلّة: قد أصابها الطَّلّ. وهَطَلَ الماءُ يهطِل هَطْلاً وهَطَلاناً، وكذلك السحاب إذا سال. وطَهَلَ الماءُ يطهِل وطَهِلَ يطهَل في بعض اللغات، إذا أجَنَ؛ وماء طَهِلٌ وطاهِل، أي آجن.

ط-ل-ي

الطَّلِيّ، مثل الطَّلا: واحد الأطلاء، وهي أولاد الظِّباء. ويقال: أطال الله طِيلته، أي عمره. ولِيطُ كل شيء: ظاهر جلده، وكثر ذلك حتى قالوا: لِيطُ الشمس للونها.

باب الطاء والميم

مع ما بعدهما من الحروف

ط-م-ن

النَّمَط: الثوب من صوب يُطرح على الهَوْدَج وغيره، والجمع أنماط ونِماط. والنَّمَط: القَرْن الذي أنت فيهم وفي دهرهم. وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلّم: "خيرُ أمتي النّمَط الذي أنا فيهم".

ط-م-و

الوَطْم، يقال: وَطَمَ يَطِم وَطْماً ووُطِمَ يوطَم وَطْماً فهو موطوم، إذا احتبس نجوُه. وأُطِمَ البعيرُ فهو مأطوم من هذا. والمَطْو: مَطا يمطو مَطْواً؛ مَطَوْتُ بهم في السير، إذا مددت السير أي أطلتَ. قال امرؤ القيس:

مَطَوْتُ بهم حتى تكِلَّ مَطيُّهم

 

وحتى الجيادُ ما يُقَدْنَ بأرسانِ

ومِطْو الرجل: نظيره أو صديقه؛ لغة سَرَويّة. قال الشاعر:

فظِلْتُ لدى البيتِ الحرامِ أُخِيلُه

 

ومِطْوايَ مشتاقان لهْ أرِقـانِ

قال أبو بكر: أراد لَهُ؛ يصف سحاباً.

ط-م-ه

الطَّهْم: أصل بناء التطهيم؛ فرس مطهَّم بيِّن التطهُّم والتطهيم. وكذلك الإنسانُ إذا كان تامّ الجمال والخَلْق. قال الشاعر:

تلك التي أشبهتْ خَرْقاءَ جِلْوَتُها

 

لاحت لهم غُرّةٌ منها وتطهيمُ

ومَطَهَ الرجلُ في الأرض يمطَه مُطوهاً، إذا ذهب فيها على وجهه. قال أبو بكر: أظنّه مَهَطَ الرجلُ في الأرض، ومنه المَهاطُ البعيد. وهَمَطْتُ الرجلَ أهمِطه واهتمطتُه، إذا ظلمته. والهَمْط مثل الهَضْم سواء، أو قريب منه.

ط-م-ي

المَطا: الظهر، وأصله الواو، ويثنّى مَطَوَيْن، ومنه اشتقاق المَطِيّة. والمَيْط: الجور؛ ماطَ يميط مَيْطاً، إذا جار. ومِطْتُ الأذى عن الطريق، إذا نحَّيته عنه؛ يقال: مِطْتُه وأمطتُّه إماطةً ومَيْطاً. والمَيّاط: البَطّال اللَّعّاب. قال الراجز:

شُبَّتْ لعينَي غَزِلٍ مَيّاطِ

سَعْدِيّةٌ حَلّتْ بذي أُراطِ

والأمْطيّ: صَمغ يؤكل من صَمغ الشجر مثل اللُّبان تأكله الأعراب. وطَما الماءُ يطمي ويطمو، إذا كثر، لغتان فصيحتان.

باب الطاء والنون

مع ما بعدهما من الحروف

ط-ن-و

النَّوْط: مصدر نُطْتُ الشيءَ أنوطه نَوْطاً، إذا علّقتَه. والنَّوْط: جُلّة صغيرة يُكنز فيها التمر. قال الراجز:

فعَلِّقِ النَّوْطَ أبا محبوبِ

إنّ الغَضا ليس بذي تَذْنوبِ

هذا يقال للذي يطلب الحاجة ممّن ليس عنده شيء لأن الغضا لا تَذْنوبَ فيه وإنما التّذْنوب في التمر. والنَّوْطَة: غُدّة تصيب البعير في بطنه فلا تلبِّثه أن تقتله؛ يقال: هذا جمل مَنوط له، له، وقد نِيطَ له. وفي الحديث: "بَعيرٌ قد نيطَ له"، أصله من الواو. وذات أنواط: شجرة كانت تُعبد في الجاهلية. والنَّطْو: البُعد؛ يقال: بيننا وبينهم نَطْوٌ بعيدٌ وأحسب أن نَطاة من هذا اشتقاقها؛ ونَطاة: اسم حصن بخَيْبَر. قال الشاعر:

رُميَتْ نَطاةُ من النبيِّ بفَيْلَـقٍ

 

شَهْباءَ ذاتِ مناكبٍ وفَـقـارِ

ولكلّ حصنٍ شاغلٌ من خيلـه

 

من عَبْدِ الاشْهَلِ أو بني النّجّارِ

يعني أن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم فتحها يوم خَيْبَر. وبئر نَيِّطٌ، إذا كان ماؤها يخرج من ناحية من أجوالها متعلِّقاً. والنائط: عِرق في ظهر الإنسان يُقطع إذا سَقَى بطنُه. والوَطَن: حيث أوطنتَ من بلد أو دار أو مكان؛ يقال: أوطنتُ بالمكان ووَطَنْتُ به، لغتان فصيحتان، وأنا واطن ومُوطِن، وأفعلتُ منهما أعلى وأكثر. والوَطَن والمَوْطِن واحد، وجمع الموطِن مواطِن، وجمع الوَطَن أوطان. والمثل السائر: "لولا الوَطَنُ لَخَرِبَ البلدُ السَّوْدُ". والمَوْطِن: موضع الوَطَن.

ط-ن-ه

النَّهْط: الطَّعْن؛ نَهَطَه بالرمح، إذا طعنه.

ط-ن-ي

الطِّنْي: التُّهْمَة. والطَّنَى، غير مهموز: لصوق الرِّئة من البعير بجنبه من العطش؛ يقال: طَنِيَ يطنَى طَنًى شديداً. والطِّنء: بيع الثمر في رؤوس النخل، لغة أزدية؛ يقال: أطْنَأَ فلان فلاناً، إذا باع عليه ثمر نخله. والطّين: معروف. والنَّيْط: البُعْد؛ ناط عنّا يَنيط نَيْطاً، إذا بعد؛ وانتاطت عنّا دارُ فلان، إذا بعدت.

باب الطاء والواو

مع ما بعدهما من الحروف

ط-و-ه

الطَّهْو: فعل الطاهي، وهو الطّباخ والخبّاز؛ طَها يطهو طَهْواً، والجمع طُهاة. قال امرؤ القيس:

فظلَّ طُهاةُ اللحم من بين مُنْضِجٍ

 

صَفيفَ شِواءٍ أو قديرٍ معجَّـلِ

وقيل لأبي هريرة: أنت سمعتَ هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فقال: فما طَهْوي? أي فما عِلمي، يعني أنه لم يكن له عمل غيرُ السماع منه. والطّهْو أيضاً؛ يقال: طَهَتِ الإبلُ تطهو، إذا عشَت بالليل ورَعَت. قال أبو بكر: يقال في الإبل عَشَت إذا رعت، ولا يقال نَفَشَت، إنما يقال في الغنم نَفَشَت إذا رَعَت. قال الأعشى:

فلسنا لباغي المهمَلاتِ بقِرفةٍ

 

إذا ما طها بالليل منتشراتُها

والوَهْط: موضع. ووَهَطْتُ الرجل أهِطه وَهْطاً، إذا ضربته بعصا أو نحوها فهو وَهيط وموهوط؛ وربما قيل: وَهَطَه بالرمح، إذا طعنه به أيضاً.

ط-و-ي

طَوَيْتُ الشيءَ أطويه طَيّاً. وطَوِيَ بطنُه يطوَى طَوًى شديداً فهو طَيّانُ البطن، إذا كان خميصاً، وهو طاوٍ إذا كان جائعاً. وطُوَى قد جاء في التنزيل. وقال قوم: هو اسم الوادي المقدّس، ولم يتكلم فيه الأصمعي، وقال أبو عبيدة: هو موضع أو جبل. والوَطْء يُهْمَز ولا يهمز، وطِئتُ وَطْأً ووَطِيتُ وَطْياً؛ والمَوْطئ: موضع الوَطْء. ودابّة وَطيء بيِّن الوَطاءة، إذا كان ليّن الظهر. ووَطِئ فلانٌ بني فلان وَطأةً شديدة، إذا غزاهم فأوجع فيهم. وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلّم: "اللهمّ اشْدُدْ وَطأتَك على مُضَرَ".

باب الطاء والهاء والياء

الطَّهاء مثل الطَّخاء سواء، وهو الغيم الرقيق. ويقال: ليل طاهٍ، إذا كان مظلماً. ومنه اشتقاق طُهَيّة، تصغير طَهاة، وهي أم قبيلة من العرب يُنسبون إليها فيقال طُهَويّ وطُهْويّ وطَهَويّ. والطِّيّة مثل النِّيّة سواء؛ يقال: مضى فلانٌ لطِيّته. وثوب حسن الطِّيّة. ويقال: وقع القوم في هَيْط ومَيْط، وفي هِياط ومِياط، أي في تجاذب وقتال. والمَيْط: الجَوْر؛ ماط علينا يَميط مَيْطاً، إذا جار. والمَيّاط في موضع آخر: اللَّعّاب البَطّال. قال رؤبة:

شُبَّت لعينَي غَزِلٍ مَيّاطِ

يقال: أمِطْ عنّا أذاك، أي باعِده.
انقضى حرف الطاء والحمد لله حقّ حمده وصلواته على سيّدنا محمد نبيّ الرحمة وآله وسلامه.

حرف الظاء في الثلاثي الصحيح

وما تشعب منه

باب الظاء والعين

مع ما بعدهما من الحروف

ظ-ع-غ

أُهملت.

ظ-ع-ف

أمر فظيع ومُفْظِع وفَظِع، والاسم الفَظاعة؛ يقال من ذلك: فَظُعَ الأمرُ يفظُع فظاعةً، وأفظع إفظاعاً.

ظ-ع-ق

أُهملت.

ظ-ع-ك

عَكَظْتُ الرجلَ أعكِظه عَكْظاً، إذا ردَدْتَ عليه وقهرته بحُجّتك. وعُكاظ بهذا سُمّي، وهي موسم من مواسم العرب لأنهم كانوا يتعاكظون فيه بالفخر. قال الشاعر:

أوَكلّما وَرَدَتْ عُكاظَ قبيلةٌ

 

بعثوا إليّ عَريفهم يتوسّمُ

ورجل عَكيظ: قصير، زعموا.

ظ-ع-ل

الظّالع: المائل. قال الشاعر:

أتأخذ عبداً لم يَخُـنْـك أمـانةً

 

وتترك عبداً ظالماً وهو ظالعُ

ويُروى: ضالع، أي مائل. والتعاظل: تداخل الشيء بعضه في بعض. والمعاظَلة: ركوب الشيء بعضِه بعضاً؛ يقال منه: تعاظلت الإبلُ بالأعناق، إذا لَفّتْ بعضَها ببعض. ومنه تعاظُل الكلاب، أي تسافُدها. والجراد العُظال: الكثير. ويوم العُظالَى: يوم معروف لبني تميم على بكر بن وائل؛ وإنما سُمّي العُظالى لتداخل أنسابهم، وذلك أنهم خرجوا متساندين كلُّ بني أب على رايتهم. قال الشاعر:

فإن يَكُ في يوم الغَبيطِ مَـلامةٌ

 

فيومُ العُظالَى كان أخْزَى وألْوَما

ظ-ع-م

العَظْم: واحد العظام، ويجمع العَظْم عِظاماً وأعْظُماً في أدنى العدد وعِظامةً. قال الراجز:

ويلٌ لبُعْران بني ثُمامَهْ

منكَ ومن شفرتكَ الهُذامَهْ

إذا ابتركتَ فحَفرتَ قامَهْ

ثم أكلتَ اللحمَ والعِظامَهْ

وعظَّمتُ الرجلَ تعظيماً، إذا بجّلته. والعظيم: ضد الصغير. والإعظامة: شبيهة بالوسادة تجعلها المرأة على عَجُزها تعظّمه بذلك. ولُعبة لصبيان الأعراب يطرحون بالليل قطعة عُظيم فمن أصابه فقد غلب أصحابه فيقولون:

عُظيمَ وضّاحٍ ضِحَنَّ الليلَهْ

لا تَضِحَنَّ بعدها من ليلَهْ

والمَظْع فعل ممات، ومنه اشتقاق مظّعتُ العودَ، إذا تركته في لحائه ليَشرب ماءه. قال الشاعر:

فمظّعها حولَين ماءَ لـحـائهـا

 

تُعالى على ظَهر العَريش وتُنْزَلُ

ظ-ع-ن

الظَّعينة: المرأة في الهَوْدَج؛ لا تسمّى ظعينة حتى تكون في هَوْدَج، والجمع ظَعائن وأظعان وظُعن. والظَّعَن والظَّعْن واحد: ضد المُقام. وقد قُرئ: "يومَ ظَعَنِكم" و"يومَ ظَعْنِكم". والظِّعان: حبل يُشَدّ به الهَوْدَج. قال الشاعر:

أثَرْتَ الغَيَّ ثم نَزَعْتَ عنـه

 

كما حادَ الأزَبُّ عن الظِّعانِ

والنَّعْظ للإنسان والدابة: معروف. وبنو ناعظ: بطن من العرب.

ظ-ع-و

الوَعْظ: معروف؛ وَعَظْتُه أعِظه وَعْظاً فأنا واعظ ووعّاظ. ويقال: عظاه يعظوه عَظْواً، إذا اغتاله فسقاهُ سُمّاً أو ما يقتله.

ظ-ع-ه

العِظَة من الوعظ أيضاً، وهو ناقص وستراه في بابه إن شاء الله.

ظ-ع-ي

أُهملت إلا في قولهم: عَظاءة وعَظاية: دُوَيبة أكبر من الوَزَغَة تكون في الكُناسات. وذكر عبد الرحمن عن عمّه الأصمعي أنه سمع أمَة أعرابية تقول لمولاها وقد ضربها: رماكَ الله بداء ليس له دواء إلا أبوالُ العظاء. قال الأصمعي: وذلك لا يُصاب.

باب الظاء والغين

مع ما بعدهما من الحروف

ظ-غ-ف

أُهملت وكذلك حالهما مع القاف والكاف.

ظ-غ-ل

الغِلَظ: ضد الدِّقّة. وأغلظَ فلانٌ لفلان، إذا كلّمه بكلام شَنِع بَشِع. ورجل غليظ وغُلاظ، مثل طويل وطُوال؛ وجمع غليظ غِلاظ. وبين الرّجلين غِلْظَة ومغالَظة، إذا كان بينهما عداوة. واللَّغَظ، زعموا: ما سقط من الغدير من سَفير الريح.

ظ-غ-م

أُهملت.

ظ-غ-ن

عَنَظْتُ الرجلَ أغنِظه غَنْظاً، إذا أكربتَه. والغَنْظ والغَنَظ واحد، وهو الكَرْب بعينه. قال الشاعر:

ولقد لَقِيتَ فوارساً من قومنا

 

غَنَظوكَ غَنْظَ جَرادةِ العَيّارِ

غنظوك: غاظوك. وقال رؤبة:

وسَيْفُ غَيّاظٍ لهم غَنّاظا

يعلو به ذا العَضَلِ الجَوّاظا

ظ-غ-و

أُهملت وكذلك حالهما مع الهاء.

ظ-غ-ي

الغَيْظ: مصدر غِظْتُه أغيظه غَيْظاً فهو مَغيظ، إذا حملته على أن يغتاظ. والمغتاظ: مفتعِل من الغيظ. والغيظ فوق الغضب؛ وقد فصل قومٌ من أهل اللغة بين الغيظ والغضب فقالوا: الغيظ أشد من الغضب؛ وقال قوم: الغيظ سَوْرة الغضب وأوّله. وقد سمّت العرب غَيْظاً وغَيّاظاً.

باب الظاء والفاء

مع ما بعدهما من الحروف

ظ-ف-ق

أُهملت وكذلك حالهما مع الكاف.

ظ-ف-ل

الظِّلْف: ظِلْف البقرة والشاة والظبي، والجمع ظُلوف وأظلاف. وأمر ظَلِف وظَليف، إذا كان غليظاً شديداً. وظَلَفَ فلانٌ نفسَه عن الدَّناءة يظلِفها، إذا نزّهها عنها، فهو ظَلِف النفس وظَليفها. وكل شيء صعُبَ عليك مطلبُه فهو ظَليف. وظَلِفَتا الرحل هما الخشبتان الواقعتان على جَنْبَيْ البعير، الواحدة ظَلِفَة. وأنشد:

قد عضّ منها الظَّلِفُ الدِّئيّا

عَضَّ الثِّقافِ الخُرُصَ الخَطّيّا

وظَلَفَ القومُ آثارَهم، إذا مَشَوا في غِلَظ وحجارة حتى تخفى آثارهم. قال الشاعر في ظَلْف النَّفْس:

ألم أظْلِفْ عن الشُّعراءِ عِرْضي

 

كما ظُلِفَ الوسيقةُ بالـكُـراعِ

واللّفظ: معروف؛ لَفَظَ يلفِظ لَفْظاً، وهو الكلام بعينه، وكذلك فُسِّر في التنزيل، والله أعلم، قوله تعالى: "ما يَلْفِظُ من قَول". ولا تلتفت الى قول العامّة: لَفِظْتُ الشيء، فهو خطأ، إنما يقال: لفَظته لَفْظاً، إذا رميتَ به. وكل ما ألقيته من فيك فهو لُفاظ ولَفيظ وملفوظ. ويُروى بيت الأعشى:

وجِذْعانُها كلَفيظِ العَجَمْ

ويُروى: كلَقيطِ العَجَم.

ظ-ف-م

أُهملت.

ظ-ف-ن

شيء نظيف بيِّن النّظافة. والمِنْظَفَة: سُمَّهَة تُتَّخذ من خُوص؛ لغة يمانية.

ظ-ف-و

أُهملت وكذلك حالهما مع الهاء.

ظ-ف-ي

فاظَ يفيظ فَيْظاً، إذا مات. وفي حديث المغازي: "قاظ وإلَهِ يهودَ". وقال رؤبة:

والأُسْدُ أمسَى جَمْعُهم لُفاظا

لا يدفِنون منهمُ من فاظـا

وتقول العرب: نهضنا في فَيْظ فلان، أي في جنازة فلان. وقال الأصمعي: تقول العرب: فاظَ الرجلُ، إذا مات، فإذا ذكروا نفسه قالوا: فاضت نفسه، بالضاد. قال الراجز:

اجتمع الناسُ فقالوا عُرْسُ

ففُقئت عينٌ وفاضت نَفْسُ

وأجازهما أبو زيد جميعاً. وقال أبو حاتم: سمعت أبا زيد يقول: بنو ضَيَّةَ وحدهم يقولون: فاظت نفسه.

باب الظاء والقاف

مع ما بعدهما من الحروف

ظ-ق-ك

أُهملت وكذلك حالهما مع اللام والميم والنون والواو والهاء.

ظ-ق-ي

القَيْظ: معروف، وهو جزء من أجزاء السَّنة؛ قاظَ يقيظ قَيْظاً، وجمع قَيْظ أقياظ وقُيوظ. قال الراجز:

إنّ لهم من وَقْعِنا أقياظـا

ونارَ حرب تُسْعِرُ الشُّواظا

ورجل يَقَظٌ، إذا كان متيقِّظاً. وأيقظتُ الرجلَ أُوقظه إيقاظاً فهو يَقْظان. والمَقيظ: الموضع الذي يُنزل فيه في القَيْظ. وقد سمّت العرب يَقْظان ويَقَظَة.

باب الظاء والكاف

مع ما بعدهما من الحروف

ظ-ك-ل

أُهملت.

ظ-ك-م

الكَظْم: مصدر كَظَمَ على غيظه وكَظَمَ غيظَه يكظِم كَظْماً فهو كاظم وكَظيم، إذا سكت عليه. وفي التنزيل: "والكاظمين الغَيْظَ". وكاظِمة: موضع معروف. والكِظامة: قناة في باطن الأرض يجري فيها الماء. وكِظامة الميزان: المسمار الذي يدور فيه اللسان.

ظ-ك-ن

النَّكْظ، وهو الإعجال؛ أنكظتُه إنكاظاً ونَكَظْتُه نَكْظاً، إذا أعجلته على الشيء. قال الشاعر:

قد تعلَّلتُها على نَكَظِ المَيْ

 

طِ إذا خَبَّ لامِعاتُ الآلِ

تعلّلتُها: رفقتُ بها، والمَيْط: الجور؛ أي رفقتُ بها على إعجال السير.

ظ-ك-و

أُهملت.

ظ-ك-ه

وجد فلان كِظّةً في بطنه، إذا امتلأ من شراب أو مأكل.

ظ-ك-ي

أُهملت.

باب الظاء واللام

مع ما بعدهما من الحروف

ظ-ل-م

الظَّلْم: مصدر ظلمتُه أظلِمه ظَلْماً، والظُّلْم، بالضم؛ الاسم. وأصل الظُّلْم وضعُك الشيءَ في غير موضعه، ثم كثر ذلك حتى سُمّي كل عَسْف ظُلماً. وظلمتُ السِّقاءَ أظلِمه ظُلْماً، إذا شربت ما فيه قبل أن يروب. قال الشاعر:

وقائلةٍ ظلمتُ لكـم سِـقـائي

 

وهل يَخْفَى على العَكَدِ الظَّليمُ

العَكَدَة: أصل اللسان، وإنما أراد اللسان فلم يستقم له البيت. والمثل السائر:

وأهْوَنُ مظلومٍ سِقاءٌ مروَّبُ

ويقال: ظلمتُ الأرضَ، إذا حفرت في غير موضع حَفْر. قال النابغة:

إلا أَوارِيَّ لأْياً مـا أُبَـيِّنُـهـــا

 

والنُّؤيُ كالحوض بالمظلومةِ الجَلَدِ

وأنشد أبو حاتم:

ألا لله ما مِرْدَى حُروبٍ

 

حَواه بين حِضْنيه الظَّليمُ

أراد بالظَّليم الأرض. قال أبو حاتم: يصف رجلاً قُتل بقَفرة من الأرض فدُفن بها في غير موضع حَفْر. وقد سمّت العرب ظالماً وظُلَيْماً وظَلاّماً. والظَّلْم: رقّة الأسنان وشدّة بياضها. والظَّليم: الذكر من النِّعام. وقال بعض أهل اللغة: سُمّي الظَّليم ظَليماً لأنه يظلِم الأرض فيدحّي في غير موضع يدحَّى به؛ وهذا لا يؤخذ به. ونَعامة وظَليم: موضعان بنجد. قال الشاعر:

نَعامةُ أدنى دارِه فظَليمُ

والظليمان: نجمان من نجوم السماء. وظَلام الليل وظُلمته وظَلماؤه واحد؛ أظلمَ الليلُ يُظلم إظلاماً، إذا اشتدّت ظُلمتُه. ومَظالم الناس: ما تظالموا بها بينهم، الواحدة مَظْلَمة وظُلامة. وكَهْف الظُّلْم: لقب رجل من العرب معروف. والظِّلام: مصدر ظالمتُه مظالمةً وظِلاماً. واللَّمْظ واللُّمْظَة: لُمْظَة الفَرَس، وهو بياض في جَحْفَلتيه في كلتيهما، وأكثر ما يُستعمل إذا كان في السفلى، فإذا كان في العليا فهو رَثَم. والتلمُّظ: أن يُخرج الإنسانُ لسانَه فيمسح به شفتيه؛ تلمّظَ تلمُّظاً. واللِّماظ من قولهم: شرب الماءَ لِماظاً، إذا ذاقه بطرف لسانه. ومَلامظ الإنسان ومَلاغمه واحد، وهو ما حول شفتيه. وألمظتُه أنا إلماظاً، إذا وضعت الماء على شفتيه. قال الراجز:

نُحْذيه طَعْناً لم يكن لِماظا

أي نبالغ فيه ولا نُلْمِظهم. ويقال: لمّظ فلانٌ فلاناً من حقِّه شيئاً، إذا أعطاه بعضه.

ظ-ل-ن

أُهملت وكذلك حالهما مع الواو.

ظ-ل-ه

الظُّلّة، وقد مرّ ذكرها.

ظ-ل-ي

لَظِيَت النارُ تلظَى لظًى وتلظّت تلظِّياً، إذا التهبت.

باب الظاء والميم

مع ما بعدهما من الحروف

ظ-م-ن

النّظْم: نَظْمُك الشيءَ، الخرزَ وغيرَه؛ نَظَمَ ينظِم نَظْماً ونِظاماً، والنِّظام: كل منظوم؛ ويقال: نَظَمْتُ ونظَّمتُ نَظْماً وتنظيماً. والنَّظْم: كواكب في السماء من نجوم الجوزاء تسمّى النّظْم. والنَّظيم: ماء معروف بنجد. ويقال: انتظمتُ الصيدَ، إذا طعنته أو رميته حتى تُنْفِذَه. وقال بعضهم: لا يقال انتظمتُه حتى تجمع بين رَميّتين بسهم أو رمح.

ظ-م-و

استُعمل منه الظِّمء من أظماء الإبل، يُهمز ولا يُهمز، فإذا لم يُهمز قيل: ظِمْو.

ظ-م-ه

أُهملت.

ظ-م-ي

شفة ظَمْياء، مثل لَمْياء سواء، وهي سُمرة في الشفة تُستحسن. والظَّمَى في اللِّثّة: قلّة لحمها وسُمرتُها.

باب الظاء والنون

مع ما بعدهما من الحروف

ظ-ن-و

أُهملت.

ظ-ن-ه

الظِّنَّة من قولهم: رجل ظَنون بيِّن الظِّنّة، وربما قيل ظَنين؛ وبه ظِنّة، أي تُهمة.

ظ-ن-ي

يقال: تظنَّيتُ تظنّياً، إذا وهمتَ، وهي الظِّنَّة. والتظنّي مثل التظنّن سواء.

باب الظاء والواو

أُهملتا مع سائر الحروف.

باب الظاء والهاء والياء

أُهملت.
انقضى حرف الظاء والحمد لله حقَّ حمده وصلواته على سيّدنا محمد نبيّ الرحمة وآله وسلامه.

حرف العين في الثلاثي الصحيح

وما تشعب منه

باب العين والغين

أُهملتا مع سائر الحروف.

باب العين والفاء

مع ما بعدهما من الحروف

ع-ف-ق

عَفَقَ الشيءَ يعفِقه عَفْقاً، إذا جمعه وضمَّه؛ وكذلك تعفَّق الوحشيُّ بالأكَمَة، إذا لاذ بها من خوف كلب أو طائر. قال الشاعر:

تَعَفّقَ بالأرْطَى لها وأرادها

 

رجالٌ فبذّت نَبْلَهم وكَليبُ

وقد سمّت العرب عِفاقاً ومِعْفَقاً. ويقال إن العَفْقَة الضَّرطة الخفيفة. والعَقْف: عقفُك الشيءَ إذا عطفته، أعقِفه عَقْفاً، وهو معقوف وأعْقَف. وكل أعوجَ أعقفُ. قال العبدي:

إذا أخذتُ في يميني ذا القَفا

وفي شمالي ذا نِصابٍ أعْقَفا

وجدتَني للدارعين مِنْقَفا

قوله: ذا القفا يعني سيفاً شِبْهَ الصُّغديّ؛ وقوله: ذا نِصاب يعني مِنْجَلاً. وقد سمّت العرب عُقْفان، وهو أبو بطن من العرب. والعُقاف: داء يصيب الناس فتَعقَّفُ أصابعُهم. والفَقْع: الكَمْأَة البيضاء، وهي من أعظم الكَمْأَة. والمثل السائر: "أذلُّ من فَقْعٍ بقَرْقَرٍ" معناه أن الفَقْعَة إذا عظمت جداً استحال طعمُها وفسدت فلا تَعدم أن تطأها الدابّة والإنسانُ. فأما الفُقّاع المشروف فلا أدري ممّا اشتقاقه وما صحّته. والقَعْف مثل القَحْف سواء، وهو اشتقاقك ما في الإناء أجمع من الشراب. وانقعف الشيءُ، إذا انقلع من أصله. والفَقْع: ضرب من النبت، وهي الفَقْعاء أيضاً. قال زهير:

جُونيّةٌ كحَصاة القَسْم مَرْتَعهـا

 

بالسِّيِّ ما تُنْبِتُ الفَقْعاءُ والحَسَكُ

والقُفّاع: داء يصيب الناس كوجع المفاصل ونحوه إلا أن الأصابع تتشنّج منه، ومنه سُمّي الرجل مقفَّعاً إذا تشنّجت أصابعه. والقَفْعَة: وعاء من خوص. فأما القُفّاعة التي يسمّيها أهل العراق التي يصاد بها الطير فلا أحسبها عربية، وهي شيء يُتّخذ من جريد النخل ثم يُغدف به على الطير.

ع-ف-ك

العَفْك والعَفَك من قولهم: رجل أعْفَكُ بيّن العَفَك والعَفْك، وهو الأحمق عند قوم من العرب. وبنو تميم يسمّون الأعْسَر أعْفَك. والعَكْف من قولهم: عَكَف يعكُف ويعكِف عَكْفاً، إذا أقام بالمكان فهو عاكف. وعُكَيْف: اسم. والفَكَع لم يذكره الخليل رحمه الله، وذكر قوم من أهل اللغة أن الفَكَع مثل الهَكَع سواء.

ع-ف-ل

العَفَل في الرجال: ورم يحدث في الدُّبُر، وفي النساء غِلَظ في الرَّحِم، وكذلك هو في الدوابّ. والعَفْلَة: الشّحْمة التي بين عِجان الكبش وبين أصل خُصْيَيْه. والعَلَف: كل ما اعتلفته الدابّة فهو عَلَف لها؛ يقال: علفتُ الدابّة، ولا يقال: أعلفتُها، فالدابّة معلوفة وعليف. وبنو عِلاف: حيّ من العرب تُنسب إليهم الرِّحال العِلافية. والفَلْع: فلعُك الشيء، وهو قطعُك إياه بنصفين أو شَقُّه بنصفين؛ فَلَعَ رأسهَ بالسيف، إذا ضربه فشقّه بنصفين. والفِعل: مصدر فَعَل يفعَل فِعْلاً. قال أبو بكر: وليس في كلام العرب فَعَلَ يفعَل فِعْلاً إلا هذا المثال، وسَحَرَ يسحَر سِحْراً. والفَعْل، بفتح الفاء، يُكنى به عن حَياء الناقة وغيرها من الإناث فيقال: فَعْلُها، بفتح الفاء. واللَّعْف، بالعين والغين، يقال: تلعّف الأسدُ والبعيرُ، إذا نظر نظراً شديداً ثم أغضى ثم نظر؛ وهو بالغين أعلى وأكثر. واللَّفْع: أصل بنية تلفّع يتلفّع تلفُّعاً، والتفع التِفاعاً، إذا اشتمل بثوب أو كساء. قال الشاعر - أوس بن حَجَر:

وهَبّتِ الشّمْأَلُ البليل وإذ

 

بات كَميعُ الفتاةِ ملتفِعا

واللِّفاع: المِلحفة أو الكساء.

ع-ف-م

الفَعْم: الامتلاء؛ يقال: امرأة فَعْمَة، إذا كانت غليظة الساقين مستويتهما، وقد فَعُمَتْ فَعامةً وفُعومةً. وافعوعم البحرُ من الماء، إذا امتلأ وكثر ماؤه. وفَعَمْتُ الإناءَ وغيرَه أفعَمه فَعْماً وأفعمتُه إفْعاماً، إذا ملأتَه، فهو مُفْعَم. والفَعْم: الممتلئ. قال الفرزدق:

قوارصُ تأتيني ويحتقرونها

 

وقد يَملأ القَطْرُ الأتِيَّ فيُفْعِمُ

ويروى: الإناءَ. وأفعمَ المسكُ البيتَ، إذا ملأه رائحةً. وقد قيل: فَعَمتْني رائحةُ الطيب وفَغَمَتْني، إذا ملأتْ أنفَك.

ع-ف-ن

عَفِنَ الشيءُ يعفَن عَفَناً وعُفونةً، إذا فسد واسترخى. وعَنُفَ بالشيء يعنُف عُنْفاً فهو عَنيف؛ والعَنيف ضدّ الرفيق، والعُنْف ضد الرِّفْق. والفَنَع: حُسن الذِّكر. قال الراجز:

أنتَ جعلتَ الباهليَّ مِفْنَعا

فينا فأمسَى ماجداً ممنَّعا

يقال إن هذا البيت للبيد بن ربيعة يقوله لسَلمان بن ربيعة الباهلي. والفَنَع: طِيب الرائحة؛ يقال: مِسكٌ ذو فَنَع، إذا كان حادّ الرائحة، ومنه أُخذ حُسن الثّناء. والنَّعْف: ما انحدر عن سفح الجبل وغَلُظَ فكان فكان فيه صُعود وهُبوط، والجمع نِعاف. والنَّفْع: ضد الضُّرّ؛ نَفَعَه ينفَعه نَفْعاً. وقد سمّت العرب نافعاً ونَفّاعاً ونُفَيْعاً. ويقال: ما لك في هذا الأمر مَنفعة ولا نَفيعة. ورجل ضرّار نفّاع.

ع-ف-و

العَفْو: ضدّ العقوبة؛ عفا يعفو عَفْواً فهو عَفُوّ عنه، في وزن فَعول بمعنى فاعل. وفي التنزيل: "لَعَفُوٌّ غفورٌ". وعفا المنزلُ يعفو فهو عافٍ، إذا دَرَسَ. وعفا شَعَرُه، إذا كثر؛ فكأنه عندهم من الأضداد. ولك عَفْو هذا الشيء، أي صَفْوه وخالصه. وأدركتُ هذا الأمرَ عَفْواً صَفْواً، أي في سهولة وسَراح. والعِفْو: ولد الأتان الوحشية، والجمع عِفْوَة وعِفاء. وعلى فلان العَفاء، ممدود، إذا دُعي عليه ليعفوَ أثرُه. ويقال: عفا أثرُه، إذا هَلَكَ. وعوْف: اسم. والعَوْف أيضاً: ضرب من النبت. قال النابغة:

فلا زال حَوْذانٌ وعَوْفٌ منـوِّرٌ

 

سأُهدي له من خير ما قال قائلُ

ويُروى: سأُتبعه من خير. ويقال للرجل صبيحة ابتنائه بأهله: نَعِمَ عَوْفُك؛ قال: العَوْف: الذَّكَر. ويقال: أصبح فلان بعَوْفِ سَوْءٍ وبعَوْفِ خير، أي بحال سَوء وبحال خير. وقال بعض أهل اللغة: لا يقال: بعَوْفِ خيرٍ، إنما يقال: بعَوْفِ سَوْءٍ. وقد سمّت العرب عَوْفاً وعُوَيْفاً وعُوافة، وهو أبو بطن منهم. وعُوافة الأسد: ما يتعوّفه بالليل فيأكله، وبه سمّي الرجل عُوافة. وبنو عُوافة: بطن من العرب من بني سَعْد. وشَمِمْتُ فَوْعَة الطّيب، إذا ملأ أنفَك. والفَوْع: فَوْعَة السَّمّ، وهو حدّته وحرارته. قال أبو حاتم: قلت للأصمعي: ما الحُمَة? فقال: فَوْعَة السَّمّ. والوَعْف، والجمع وِعاف، وهي مواضع فيها غِلَظ؛ وقالوا: مستنقعات ماء في مواضع فيها غِلَظ. والوَفْع: أصل بناء وِفاع القارورة، وهو صِمامها.

ع-ف-ه

العِفّة من العَفاف، وليس هذا موضعها.

ع-ف-ي

عافَ الطيرُ يعيف عَيَفاناً وعَيْفاًو عِيافةً، إذا حام في السماء. قال الشاعر:

كأنهنّ بأيدي القوم فـي كَـبَـدٍ

 

طيرٌ تَعيفُ على جونٍ مَزاحيفِ

يعني إبلاً سوداً. وعِفْتُ الطيرَ أعيفه عِيافة، إذا زجرته فتشاءمت به أو تبرّكت. قال أعشى بني قيس:

ما تَعيفُ اليومَ في الطير الرَّوَحْ

 

من غُراب البَين أو تيسٍ بَرَحْ

وعِفْتُ الطعامَ أعافُه عِيافاً، والاسم العِيافة، مثل عِيافة الطير. وغلام يَفَع ويافع ويَفَعَة، وقد أيفع يُوفع إيفاعاً، إذا تحرّك وشبّ، والجمع أيفاع. واليَفاع: القطعة من الجبل أو من الغِلَظ العاليةُ ترتفع عمّا حولها. قال:

ولكنْ بهذاكِ اليَفاعِ فأوقِدي

 

بجَزْلٍ إذا أوقدتِ لا بضِرامِ

باب العين والقاف

مع ما بعدهما من الحروف

ع-ق-ك

أُهملت.

ع-ق-ل

العقل: ضدّ الجهل؛ عَقَلَ يعقِل عَقْلاً. وعَقَلْتُ القتيلَ، إذا أعطيته دِيَتَه، أعقِله عَقْلاً. وعَقَلْت عن فلان، إذا أعطيت عنه دِية قتيل أو أرْش جناية. وعاقلة الرجل: بنو عمّه الأدْنَون. وعَقَل الدواءُ بطنَه يعقُله عَقْلاً، إذا أمسكه. وعَقَل الوَعِلُ في الجبل، إذا علا فيه وامتنع، يعقِل عُقولاً فهو عاقل. والمَعْقِل من الجبل: حيث يُمتنع فيه، وبه سُمّي الرجل مَعْقِلاً. والعُقّال: داء يصيب الخيل فتنقبض ساعة ثم تنبعث. وذو العُقّال: فرس معروف من خيل العرب. وفلانة عقيلة قومها، أي كريمتهم، والجمع عقائل. والعِقال: صدقة سنة؛ يقال: أخذ المُصَدِّقُ النّقدَ ولم يأخذ العِقال. ومنه حديث أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه: لو منعوني عِقالاً مما كانوا يعطونه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقاتلتهُم عليه. ومَعْقُلَة: خَبْراء بالدّهناء يجتمع فيها ماء السماء؛ والخَبْراء: أرض سهلة منخفضة تُنبت السِّدْرَ. قال الأصمعي: وأحسبهم سمّوها مَعْقُلَة لأنها تَعْقِل الماء، أي تحبسه. ولفلان عُقْلَة يعتقِل بها فيَصرع مُصارعَه. واعتقل فلانٌ شاتَه الشّغْزبيّةَ، إذا وضع إحدى رجليها بين ساقه وفخِذه ليحتلبها؛ وكذلك اعتقل فلانٌ فلاناً الشّغْزَبيّة، إذا صرعه. واعتقل فلانٌ رمحَه، إذا جعله بين ساقه ورِكابه. وليس لفلان معقول، أي ليس له عقل. وقد سمّت العرب عَقيلاً وعُقَيْلاً وعِقالاً وأعْقَل. والعَقَل في الرجلين؛ بعير أعْقَلُ وناقة عَقْلاءُ، إذا كان في الرجلين إقعاد فاحش، أي انحناء وتطأمُن. والمَعاقل: الحُصون أيضاً تشبيهاً بمَعاقل الجبال؛ والمَعْقِل والمَوْئل في الجبل واحد، والجمع مَعاقِل. وبنو فلان على مَعاقلهم في الجاهلية، إذا كانوا على مراتب آبائهم. وصار دمُ فلان مَعْقَلَةً على قومه، إذا تعاقلوه بينهم فلا يعقِل حاضرٌ على بادٍ؛ يعني أن القتيل إذا كان في البادية فإن أهلها يتعاقلون بينهم الدِّيَة ولا يُلزمون أهل الحَضَر من أنسابهم وبني أعمامهم شيئاً. وفي الحديث: "إنا لا نتعاقل المُضَغَ بيننا"، يريد ما سهّلَ من الشِّجاج، أي أننا لا نتعاقله بل نُلزمه الجانيَ. والمرأة تُعاقل الرجلَ في ثلث الدِّيَة، أي مُوضِحَتُه كمُوضِحَتها، وكذلك آمَّتُه كآمّتها. والعَلَق: الدم. العَلَق: الحُبّ. ومثل من أمثالهم: "نظرةٌ من ذي عَلَقٍ". وذو عَلَق: جبل. والعَلَق: حِبال السانية وأداتها، اسم يجمع ذلك كلَّه. والعِلْق: الثوب ونحوه؛ وهذا عِلْقٌ حسنٌ، وهذا عِلْقُ سَوْءٍ وعِلْقٌ نفيسٌ وعِلْقٌ خسيس. والعَليق: ما علّقته على الدابّة من قَضيمها. والعَلاقة: الحُبّ. والعِلاقة: عِلاقة السّوط وغيره. وعلّقتُ الشيءَ تعليقاً، إذا نُطْتَه. والمَعالق: كل شيء علّقت به شيئاً. وليس بيني وبين فلان عُلْقَةٌ، أي سبب. والعَلَق: دود معروف يكون في الماء الأجن وغيره. وعَلِقَت المرأةُ، إذا حبِلت، وكذلك كلّ دابة. ويقال: عَلاقِ يا هذا، أخرجوه مُخْرَجَ نزالِ وما أشبهه، أي تعلّق به. والعَليقة: البعير أو الناقة تدفعه الى الرجل فيقوم به ويُكريه. قال الأصمعي: بل العليقة أن يُعطيَ الرجلُ الرجلَ إبلَه فيمتار له عليها ولا يخرج صاحبُها فيها فهي تُبتذل ويُحمل عليها فوق طاقتها. قال الراجز:

أرْسَلَها عليقةً وقد عَلِمْ

أنّ العَليقاتِ يُلاقِين الرَّقِمْ

والعَليقة: المرأة تطمح الى غير زوجها؛ عن يونس. ومَعاليق: ضرب من النّخل. قال الراجز:

لئن نجوتُ ونَجَتْ مَعاليقْ

من الدَّبا إني إذاً لمرزوقْ

والعُلَّيْق: موضع. والعُلَّيْق: نبت. والمِعلاقان: مِعلاقا الدلو وما أشبهها. ورجل ذو مَعْلَقة، إذا كان مُغيراً يتعلّق بكل شيء أصابه. قال الراجز:

أخافُ أن يَعْلَقها ذو مَعْلَقَهْ

معوَّذٌ شُرْبَ ذواتِ الأفْوِقَهْ

جمع فُواق، وهو ما بين الحَلْبتين. ورجل مِعْلاق وذو مِعْلاق، إذا كان يتعلّق بالحُجج ويستدركها. قال مهلهِل:

إنّ تحت الأحجار حَزْماً ولِيناً

 

وخَصيماً ألَدَّ ذا مِـعـلاقِ

ويُروى: ذا مِغلاق، أي الذي تَغْلَق على يده قِداح الميْسِر. والعَلْقَى: ضرب من النبت. قال الراجز:

فحَطَّ في عَلْقى وفي مُكورِ

جمع مَكْر، وهو نبت. وعِلْقة: اسم. والقَلْع: قلعُك الشيءَ عن موضعه؛ قلعتُه أقلَعه قَلْعاً. والقالع: دائرة أو شامة في موضع سَرج الفَرَس يُتشاءم بها. والقَلَع: شراع السفينة، والجمع القِلاع، وربما جُعل القِلاع واحداً. ورمى فلانٌ فلاناً بقُلاعة، إذا رماه بحُجّة تُسكته. والقَلَع: السحاب. وسيف قَلَعيّ: منسوب الى معْدِن أو حديد. والقُلاع، مُخفَّف: داء يصيب الصبيان في أفواههم. والقوم على قُلْعَة، أي على رِحلة. والقَلَعَة؛ بفتح اللام لا غير: حِصن في أعلى الجبل، والجمع قِلاع. والمِقلاع الذي تُخذف به الحجارة أحسبه مولَّداً. ورَصاص قَلَعيّ، وهو الشديد البياض. والقُلَيْعة: موضع. والقُلاعة: صخرة عظيمة تكون في وسط فضاء سهل. والقُعال، زعموا: ما تساقط من الكَرْم قبل إدراك العنب. والقَعْل: فعل ممات، منه بِنية القَعْوَلَة، الواو زائدة، وهي ضرب من المشي؛ جاء يُقَعْوِل قَعْوَلَةً، إذا جاء يَسفي الترابَ بصدر قدميه في مِشيته. قال الراجز:

وأنتَ تمشي القَعْوَلَى والقَنْجَلَهْ

والقُعال: ما تناثر من فَغْو العنف وغيره من الشجر. واللَّعْق: مصدر لَعِقْتُ العَسَلَ وغيره ألعَقه لَعْقاً. والمِلعقة: التي يُلعق بها. واللَّعْوَقَة: سرعة الإنسان فيما أخذ فيه من عمل في خفّة ونَزَق. واللّعْوَقَة أيضاً: رجل لَعْوَق، أي مسلوس العقل خفيفه. واللَّعُوق: كل ما لعِقتَه. واللَّقْع: حذفُك الإنسانَ بحصاة أوبَعَرة. ومثل من أمثالهم: "أهونُ من لَقْعَة ببَعَرَة". وكذلك لَقَعَه بعين، إذا أصابه بها. ورجل تِلقاعة، إذا كان يلقَع الناسَ بعينه، أي يصيبهم بها؛ وكذلك رجل لَقّاعة.

ع-ق-م

عُقِمَتِ المرأة فهي معقومة وعَقيمة، إذا لم تلد، وقالوا: عَقِمَت أيضاً، فهي معقومة وعَقيم؛ الذكر والأنثى فيه سواء؛ ورجل عقيم وامرأة عقيم، إذا لم تلد، من قوم عَقْمى وعِقام، مثل مرضى ومِراض. وداء عُقام، إذا أعيا فلم يبرأ؛ وقالوا عَقام، والضمّ أفصح. ويقال: جلّلوا هوادجَهم بالعَقْم والرَّقْم، والعَقْم: ثياب مُعْلَمة، وهي العِقْمَة أيضاً. قال امرؤ القيس:

علَوْنَ بأنطاكيّةٍ فوق عِقْـمَةٍ

 

كجِرْمَةِ نخلٍ أو كجنّةِ يثربِ

والمَعاقم من الفرس وغيره: المفاصل، الواحد مَعْقِم. وفي الحديث: "فتُعْقَم أصلاب المُشركين"، أي تُعقد فلا يستطيعون السجود. والعَمْق: عَمْق الشيء، وهو مسافة غَوْره. والعُمْق: موضع. والعَمْق: البُعد، والجمع أعماق. وبئر عميقة ومعيقة، مقلوب. وفَجٌّ عميق، أي بعيد، والله أعلم. وأعماق الأرض: نواحيها البعيدة. قال رؤبة:

وقاتِمِ الأعماقِ خاوي المخترَقْ

والعَمْقَى: نبت. وعِماق: موضع. وعُمْق: موضع أيضاً. والقِمَع الذي يكون للدُّهن وغيره: معروف. والقِمَع: قَمِع البُسْرُ، وهو الثُّفْروق. والقَمَع: داء وغِلَظ يكون في مؤق العين. قال الأعشى:

وقلّبتْ مُقْلَةً ليست بمُـقْـرِفَةٍ

 

إنسانَ عين ومُؤقاً لم يكن قَمِعا

والقَمَع أيضاً: غِلَظ يكون في أحد عُرْقوبي الفرس، وهو عيب؛ فرس أقْمَع والأنثى قَمْعاء، وقالوا: قَمِع وقَمِعَة. وقمَّعتِ البُسْرَةُ تقميعاً، إذا انقلع قِمَعُها. وقَمَعْتُ الرجلَ أقمَعه قَمْعاً، إذا ضربت رأسَه فانقمع، أي فذلّ. وكل ما ضربتَ به الرأس فهو مِقْمَعَة، والجمع مَقامع. والقَمَع: ضرب من الذُّباب أخضر، نحو ذُباب الكِلاب. قال الشاعر:

ألم تَرَ أنّ اللـه أنـزلَ مُـزْنَةً

 

وعُفْرُ الظِّباء في الكِناس تَقَمّعُ

أي تطردُ الذبابَ. وانقمع الرجلُ في بيته، إذا دخل فيه مستخفياً، انقماعاً، وقَمَع فيه أيضاً قُموعاً، وبه سُمِّي قَمَعَة بن الياس بن مُضَر أخو مُدركة وطابخة، واسمه عُمَيْر، وذلك أنه كان انقمع في بيته فسُمّي قَمَعة. والقَمَعَة: أصل السَّنام. والمَعْق من قولهم: تعمّق علينا الرجلُ، إذا ساء خُلُقُه. ويقال: مكان عميق ومعيق، أي بعيد. والمَقْع من قولهم: امتُقع لونُه، إذا تغيّر وجهُه. والقَعَم: ارتفاع في أرنبة الأنف؛ رجل أقْعَمُ وامرأة قَعْماء.

ع-ق-ن

العُنق: معروفة؛ يقال: عُنْق وعُنُق، فمن قال عُنْق ذكّر ومن قال عُنُق أنّث؛ هكذا يقول الأصمعي. ورجل أعْنَقُ: طويل العُنق، ومُعْنِق أيضاً، والأنثى عَنْقاءُ ومُعْنِقَة: طويلة العنق. قال الشاعر:

عَنقاءُ مُعنِقَةٌ يكون أنيسُـهـا

 

وُرْقَ الحمام جَميمُها لم يُوكلِ

وعَنْقاءُ مُغْرِبٌ: كلمة لا أصل لها، يقال إنها طائر عظيم لا يُرى إلا في الدهور، ثم كثر ذلك حتى سمّوا الداهية عَنْقاءَ مُغرِبٍ. قال الشاعر:

ولولا سليمانُ الخليفةُ حلّـقَـتْ

 

به من يد الحَجّاج عَنقاءُ مُغْرِبِ

يقال: عنقاءُ مُغْرِبٌ فيُجعل صفة، ويقال: عَنْقاءُ مغرِبٍ على الإضافة. والعَناق من المَعَز خاصة: معروفة، والجمع عُنُق وعُنوق. ومثل من أمثالهم: "العُنوق بعد النوق"، يُضرب مثلاً للقلّة بعد الكثرة والانحطاط بعد الرِّفعة. وعَناق: موضع. وعَناق الأرض: دابّة معروفة. وأعنقتُ الكلبَ أُعنقه إعناقاً وعَنَقْتُه عَنْقاً، إذا جعلت في عنقه قِلادة أو وتراً، وهي المِعنقة. وأعنق الدابّة يُعنق إعناقاً، وهو مشي سريع، والاسم العَنَق والعَنيق. وجاء القوم عَنَقاً واحداً، إذا جاءوا يتبع بعضُهم بعضاً، وكذلك جاءوا مثل عَنَق الفرس. وأُذنا عَناقٍ: اسم من أسماء الداهية. قال الراجز:

إذا ترامينَ على القياقي

لاقَيْنَ منه أذُنَي عَناقِ

ويُروى: تبارَيْنَ. ويقال: رجع فلان بالعَناق، إذا رجع بالخيبة. وعانقتُ الرجلَ معانقةً وعِناقاً، إذا التزمته فأدنيت عُنقك من عُنقه. وتعانق الأقرانُ في الحرب، إذا تواخذوا ليصطرعوا. والتّعانيق: موضع. والقِنْع: أرض سهلة بين رمل وجبل تُنبت الشجر العظام، والجمع أقناع. وقَنِعْتُ بالشيء قناعةً، إذا رضيته؛ وقنَعْتُ قنوعاً، إذا سألت مسألة مُعْتَرّ، والفاعل من كليهما قانع. قال الشمّاخ:

لَمالُ المرء يُصْلِحُه فيُغْني

 

مفاقرَه أعَفُّ من القُنوعِ

وفي التنزيل: "القانعَ والمُعْتَرَّ". ومن دعائهم: نسأله الله القناعة ونعوذ به من القُنوع. والقِناع: الطَّبَق. وفي الحديث: "قِناع من تمر". ورجل مَقْنَع، والجمع مَقانع: يُقْنَ بحُكمه ويُرضى به. قال الشاعر:

وبايعتُ ليلى في خلاءٍ ولم يكن

 

شهودٌ على لَيلى عُدولٌ مَقانعُ

ومِقنعة المرأة: معروفة، والجمع مَقانع. وقِناع المرأة أيضاً: مِقنعتها. وكل مُغَطٍّ رأسَه فهو مقنَّع، ومن ذلك قولهم: تقنّع القومُ في الحديد، إذا تكفّروا ولبسوا المَغافر والبَيض والكَميّ؛ المقنَّع: المتكفَّر بالسلاح، وقال مرة أخرى: بالحديد. وفلان قُنْعان لي، أي رَضيّ أن آخذه بكفالة أو بدم. قال الشاعر:

فبُؤ بامرئ أُلفيتَ لستَ كمثـلـه

 

وإن كنتَ قُنْعاناً لمن يطلب الدَّما

وأقنع الرجلُ، إذا رفع رأسَه شاخصاً فهو مُقْنِع؛ وكذلك فسّره أبو عبيدة في كتاب المجاز في قوله جلّ ثناؤه: "مُقْنِعي رؤوسِهم". والقَعَن: قصر في الأنف فاحش، ومنه اشتقاق اسم قُعَبْن، وهو أبو حيّ من العرب. والنّعْق: مصدر نَعَقَ ينعِق نَعْقاً ونَعيقاً، وهو صياح الراعي بالغنم وزجره إياها. قال الأخطل:

فانْعِقْ بضَأنك يا جريرُ فإنمـا

 

منّتك نفسُك في الخلاء ضَلالا

وفي التنزيل: "كمَثَل الذي ينعِق بما لا يسمع إلا دُعاءً"، ووجه الكلام إن شاء الله تعالى: كمثل المنعوق به، فجاء الناعق في موضع المنعوق به لأنه جعل الكفّار بمنزلة الغنم المنعوق بها، وقال قوم: بل والله أعلم أراد الغنم التي يُنعق بها وهي تسمع الصوت ولا تدري ما يقال لها، والقول الأول أحسن إن شاء الله. ويقال: نَعَقَ الغرابُ ونَغَقَ، بالعين والغين، وهو بالغين المعجمة أعلى وأفصح. والنَّقْع: الغُبار، وكذا فُسِّر في التنزيل: "فأثَرْنَ به نَقْعاً"، والله أعلم. والنّقْع أيضاً: اختلاط الأصوات في حرب أو غيرها. قال لبيد:

فمتى يَنْفَعُ صُراخٌ صادقٌ

 

يُحْلِبوه ذاتَ جَرْسٍ وزَجَلْ

يعني حرباً. وفي حديث عمر رضي الله عنه: ما على نساء بني المُغيرة أن يُهْرِفْنَ دموعهنّ على أبي سليمان ما لم يكن نَقْعٌ ولا لَقلَقة، أي صراخ؛ واللّقلقة: تتابع الصُّراخ كفعل النّساء في المآتم. ويقال: فلان شرّاب بأنْقُعٍ، إذا كان مجرِّباً بالأمور معوَّداً لمِراسها. ويقول الرجل للرجل: والله لأنْقَعَنّ لك من الشرّ، أي لأُديمنّه لك؛ ومنه السَّمّ الناقع، والسّمّ الناقع من قولهم: لأنْقَعَنّ لك شرّاً. وانتُقِع وجه الرجل وامتُقع، إذا تغيّر وجهُه؛ وكل شيء أنقعتَه في شيء فهو نقيع ومُنْقَع، والإناء المِنْقَع. وشرّ ناقع، أي ثابت دائم. وشربتُ فما نَقَعْتُ، أي فما رويت. والنُّقْعان، الواحد نُقْع: مواضع يجتمع فيها ماء السماء. ونُقاعة كل شيء: الماء الذي يُنقع فيه كنُقاعة الحِنّاء والحنظل وما أشبهه. وفي الحديث: "فإذا ماءُ البئر كنُقاعة الحِنّاء". والنَّقوع: دواء يُنقع ويُشرب. والنَّقّاع: المتكثّر بما ليس عنده من مدح نفسه بشجاعة أو سخاء وما أشبهه. والنّقْع: أن يجمع العطشان ريقه تحت لسانه إذا عطش ليبلّ لَهاته. قال الشاعر:

وليس بها ريحٌ ولكـن وديقةٌ

 

متى يَرَها السامي يُهِلّ ويَنْقَعِ

فالإهلال أن يَبُلَّ شفتيه بلسانه، والنّقْع أن يجمع الريق في فيه؛ السامي: الذي يلبس جوربي شَعَر ويعدو خلف الصّيد نصف النهار ليأخذه. قال الشاعر:

أتَتْ سِدْرَةً من سِدْر حَوْمَلَ فابتنتْ

 

به بيتَها ولا تُـحـاذرُ سـامـيا

تطَلَّعُ منه بالعَشِيِّ وبالضُّـحـى

 

تطلُّعَ ذات الخِدْر تدعو الجواريا

والنّقيعة: ما نُحر من النَّهْب قبل أن يُقسم. قال المُهلهل:

ضَرْبَ القُدارِ نَقيعةَ القُدّامِ

القُدّام: رئيس الجيش، وقالوا: القوم القادمون؛ والقُدار: الجزّار. والمِنْقَع: إناء يُنقع فيه. قال الشاعر:

جاءوا إليكَ بكل أرمـلةٍ

 

شمطاءَ تحملُ مِنْقَع البُرْمِ

وقيل: سَمّ ناقع، أي دامَ في ناب الحيّة.

ع-ق-و

عَقْوَة الدار: باحتها، والجمع عَقَوات. والعَوْق: مصدر عاقه يَعوقه عَوْقاً، وعوّقه تعويقاً، والفاعل عائق والمفعول به مَعوق، إذا ثبّطه عن الأمر. ورجل عُوَّق، إذا كان يعوق الناس. والعُوَّق: الجبان في لغة هذيل. والعَوَقَة: بطن من العرب. والقَوْع: مصدر قاع البعيرُ الناقةَ يَقوعها قَوْعاً، إذا ضربها، وقعاها يقعاها قِياعاً. والقَوْع: المِسْطَح الذي يُلقى فيه التمر أو البُرّ، والجمع أقواع؛ لغة عَبْدية. والقَعْوان: الحديدتان اللتان تجري بينهما البَكرة، الواحد قَعْو. وقال قوم: بل البكرة بعينها القَعْو. قال النابغة:

له صَريفُ صَريفَ القَعْوِ بالمَسَدِ

فأما أهل اليمن فيسمّون المِحْوَر إذا كان من حديد: قَعْواً. وامرأة قَعْواء: دقيقة الفَخِذين. والوَعْق من قولهم: رجل وَعْقَة: شرس الخُلق. وفي حديث عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: فما تقول في فلان? قال: وَعقَةٌ لَقِسٌ. والوَعيق: الخضيعة التي تُسمع من بطن الفرس المُقْرِف. وواعقة: موضع، زعموا. والوَقْع: مصدر وَقَعَ الشيءُ يقع وُقوعاً فهو واقع، ووقع الطائرُ وُقوعاً؛ ومَوْقِعه: موضعه الذي يستعيده، هكذا يقول الأصمعي. ووقَعْتُ الحديدةَ أقَعها وَقْعاً، إذا ضربتها بالمِطرقة؛ والمِيقعة: المِطرقة، والحجر الذي يُحَدّ عليه: المِيقعة أيضاً. ووَقِع الرجل يَوْقَع ويَيْقَع وَقْعاً، إذا اشتكى لحمَ قدميه من الحَفا فهو وَقِعٌ. قال الراجز:

يا ليت لي نعلين من جِلد الضَّبُعْ

وشُرُكاً من استِها لا تنقطعْ

كلَّ الحِذاء يحتذي الحافي الوَقِعْ

والوَقَعة: بطن من العرب. وأوقع فلانٌ ببني فلان وَقعة مُنكَرة ووقيعةً مُنكَرة. وربما سُمّي موضع المعركة: الوَقيعة. ورجل واقعة، إذا كان شجاعاً. وكان الربيع بن زياد العَبْسيّ يلقَّب الواقعة؛ والواقعة الداهية. والوَقيعة: مستنقَع ماء السماء في صخرة. قال الشاعر:

إذا شاء رعيها استقى من وقيعةٍ

 

كعين الغُراب صَفْوُه لم يكـدُرِ

وقال آخر:

إذا ما استبالوا الخيلَ كانت أكُفُّهم

 

وقائعَ للأبوال والمـاءُ أبْـرَدُ

يصف قوماً عطشوا في مفازة فاستبالوا خيلَهم بأكفّهم فشربوا أبوالَها. ويقال: بعير موقَّع الظهر، إذا كان به آثار دَبَرٍ قد بَرَأ. قال الراجز:

المُكْرَبُ الأوظفةَ الموقَّعُ

وهو على توقيعه مودَّعُ

وكويتُه وقَاعِ يا هذا، وهي كَيّة في طول الرأس من مقدَّمه الى مؤخَّره. قال الشاعر:

وكنتُ إذا مُنيتُ بخصمِ سَوْءٍ

 

دَلَفْتُ له فأكـويه وقَـاعِ

وطير وُقَّع، أي سواقط. قال الشاعر:

أخُطُّ وأمحو الخطَّ ثـم أعـيده

 

بكفِّيَ والغِربانُ في الدار وُقَّعُ

وموقوع: موضع معروف أو ماء معروف. ومَواقع الطير: مَبايتها. قال الراجز:

كأنّ مَتْنيَّ من النَّفيِّ

من طُول إشرافي على الطّويِّ

مَواقعُ الطير على الصّفيِّ

ويقال: فلان يأكل الوَجْبَةَ ويتبرّز الوَقْعَةَ، إذا أكل في اليوم مرة وأتى الغائطَ مرة.

ع-ق-ه

العَقّة: الحفرة العميقة في الأرض التي يُلعب فيها بالمَداحي. ومنه قولهم: انعقّ الوادي، إذا عَمُقَ. ومنه اشتقاق العقيق، الوادي المعروف. ومنه انعقّت البَرْقَةُ كأنها تنشقّ أو تَشُقّ السحاب، والبَرْقَة عقيقة؛ وبه شُبّهت السيوف. والعَهَق أُميت فعله لمجاورة الهاء العينَ، فقالوا: بعير عَوْهَق، أي طويل، ففصلوا بينهما بالواو؛ وظليم عَوْهَق: طويل. والعَوْهَقان: نجمان يتقدّمان بناتِ نَعْش. والعَوْهَق أيضاً: صِبغ شبيه باللازَوَرْد، زعموا. والعَوْهَق: فحل كان في الدهر الأول. قال رؤبة:

جاذبتُ أعلاه بعَنْسٍ دَمْشَقِ

خطّارةٍ مثلِ الفنيقِ المُحْنَقِ

قَرْواءَ منها من بناتِ العَوْهَقِ

والعَوْهق: الخُطّاف الجبليّ. وسُمّي الغراب عوْهَقاً لسواده. والعَيْهَقَة: النشاط؛ ويقال:

إن لرَيعان الشباب عَيْهَقا

والعَيْهَق، قالوا: طائر، وليس بثَبْت. والهَقْع منه اشتقاق الهَقْعَة، وهي نجم من نجوم الجوزاء. وفرس مَهقوع: به لُمعة من بياض في جنبه الأيسر يُتشاءم به. والهُقاع: غفلة تصيب الإنسان من همّ أو مرض. والهَقْع أيضاً: أصل بناء الهَيْقَعَة، وهو ضربُك الشيء اليابس على الشيء اليابس حتى تسمع صوته. قال عبد مَناف بن رِبع الهُذلي:

الطعنُ شغشغةٌ والضربُ هَـيْقَـعَةٌ

 

ضَرْبَ المعوِّل تحت الدّيمة العَضَدا

ع-ق-ي

العِقْي: أول ما يطرحه المولود من بطنه؛ عَقَى يعقي عَقْياً. والعِقْي: نَبْز أبي بطن من العرب يقال لهم العُقاة. والعَيْق لغة يمانية؛ يقال: سقى أرضَه عَيْقاً من الماء، إذا سقاها نصيباً. والعَيْقَة: ساحل البحر وشاطئه الذي يُفضي إليه ماؤه. والقِيعة والقاع واحد، وهي الأرض المستوية الملساء يخفق فيها السّراب، ومن قوله جلّ وعزّ "كسَرابٍ بقِيعةٍ". والقاعة: موضع السانية من مَجْذَب الدلو؛ لغة يمانية.

ع-ك-ل

عَكَلْتُ الشيءَ أعكِله عَكْلاً، إذا جمعته بعد تفرقة. قال الشاعر:

وهمُ على هَدَف الأميل تداركوا

 

نَعَماً يُشَلُّ الى الرئيس ويُعْكَلُ

وعُكْل: أبو بطن من العرب. قال ابن الكلبي: حضنته أمَةٌ تسمّى عُكْلا فسُمّي بها. وقد سمت العرب عَكّالاً وعاكلاً وعُكَيْلاً. والعَوْكَلان أحسبهما نجمين إن شاء الله. وعوْكَلان: موضع. وبنو عَوْكَلان: بطن من العرب. والعوْكَل: رمل متداخل بعضه في بعض، وأحسب اشتقاق العوْكلان من هذا. والعَلْك: مصدر علَكْتُ الشيءَ أعلِكه عَلْكاً، إذا مضغته ولجلجته في فيك. والعِلْك: شيء كاللُّبان يُمضغ من صَمغ الشجر. وعلكَ الفرسُ لجامَه، إذا حرّكه في فيه. والعَلاّك: بائع العِلْك. وطعام عَلِكٌ: متين المَمْضَغَة. وكَلَعَ البعير يكلَع كَلَعاً، وهو انشقاق الفِرْسِن. والكَلَعَة: داء يصيب البعيرَ في مؤخَّره، وهو أن يتجرّد الشعر من عن مؤخَره، وربما هلك. والكَلَع: وسخ يركب الإناء واليد فييبس عليهما؛ كلِعَ الإناءُ يكلَع، وأكلعَه الوسخُ. قال حُميد بن ثور:

فجاءت بمَعيوف الشريعة مُكْلَعٍ

 

أرَشّتْ عليه بالأكُفِّ السّواعدُ

والتكلُّع: التحالف والتجمّع؛ لغة يمانية. وبه سُمّي ذو الكَلاع الحِميري لأنهم تكلّموا على يده، أي تجمّعوا. واللُّكَع، قالوا: العبد، وقالوا: الأحمق؛ رجل لُكَع وامرأة لَكْعاءُ ولكاعِ ولكيعة، كل هذه أسماءُها إذا كانت حمقاء.

ع-ق-م

العِكْم: العِدْل فيه المَتاع، ولا يسمّى عِكْماً حتى يكون فيه مَتاع. ويقال للمصطرعَين: وقعا كعِكْمَيْ عَيْرٍ، إذا صرع كلُّ واحد منهما صاحبه. وعَكَمْتُ المَتاع أعكِمه عَكْماً، إذا شددته، فهو معكوم. ورجل معكَّم، إذا كان صلب اللحم كثير العضل. والأعكام: جمع عِكْم. والعِكام: الحبل الذي يُشَدّ به العِكْمان. والكِمْع من قولهم: فلان في كِمعه، أي في موضعه. والكِمْع أيضاً: الضّجيع، وهو الكَميع. قال أوس بن حَجَر:

وهبّتِ الشّمْألُ البليلُ وإذ

 

بات كَميعُ الفتاةِ ملتفِعا

وفي الحديث: "نُهي عن المكامَعة والمكاعَمة"، فالمكامعة أن يبيت الرجلان في ثوب واحد، والمكاعمة أن يُلصقا فمويهما بعضهما ببعض. والكَعْم من قولك: كَعَمْتُ البعيرَ أكعَمه كعْماً، إذا جعلت له كِعامة لتمنعه من الأكل والعضّ. قال الشاعر:

يَسوفُ بأنفـيه الـنِّـقـاعَ كـأنـه

 

عن الرّوض من فَرْط النشاط كَعيمُ

يصف حمار وحش؛ وقوله: بأنفيه، أراد بمِنخَريه فلم يستقم له الشعر؛ والنِّقاع: جمع نَقْع ونُقْع، وهو المطمئنّ من الأرض التي يستنقع فيه الماء، فرَوضها أبطأ يُبساً من غيرها. والمَعْك: المَطْل؛ مَعَكَه يمعَكه مَعْكاً فهو ماعك ومماعِك. قال زهير:

أرْدُدْ يساراً ولا تعْنُفْ علـيّ ولا

 

تَمْعَك بعِرضك إن الغادرَ المَعِكُ

وتمعّك الدابّة تمعُّكاً، إذا تمرّغ. وإبل مَعْكَى: كثيرة. والرجل المِمْعَك: المَطُول.

ع-ك-ن

العُكَن: عُكَن البطن، وكل لحم غَلُظَ فقد تعكّن، ومن ذلك: ناقة عَكْناء، إذا غلُظَ لحمُ ضَرّتها وأخلافها، وكذلك الشاة. وإبل عَكْنانٌ: كثيرة. والعِنْك من قولهم: مضى عِنْكٌ من الليل، أي ساعة، والجمع أعناك. وعَنَكْتُ البابَ وأعنكتُه، إذا أغلقته؛ لغة يمانية. والعانِك من الرمل: الكثيب المتعقّد المتداخل. واستعنكَ البعيرُ واعتنكَ، إذا حبا على عانك الرمل فصعِد فيه. والكَنَع: التداخل والتقبُّض؛ كَنَعَ يكنَع كُنوعاً، إذا تقبّض وانضمّ. وأسير كانع: قد ضمّه القِدّ. فأما قول النابغة:

وتُسقى إذا ما شئتَ غيرَ مصرَّدٍ

 

بزَوْراءَ في حافاتِها المِسْكُ كانعُ

فإنما أراد تكاثف المسك وتراكبه. ويقال: أكنعتُ الرجلَ بمعنى أقنعتُه في بعض اللغات. والكُناع: داء تنقبض منه المفاصل. وكَنَعَ الموتُ، إذا ركد. وأنشد:

إني إذا الموتُ كَنَعْ

لا أتداوى بالجَزَعْ

وكَنَعتِ العُقابُ، إذا ضمّت جناحيها. وكَنَعَ الإنسانُ، إذا ذلّ. والاكتناع: التعطُّف. والنَّكْع من قولهم: نَكَعْتُه عن كذا وكذا وأنكعتُه عنه إنكاعاً، إذا صرفتَه عنه فهو مُنْكَع ومَنكوع. والنُّكْعة: نبت شبيه بالطُّرثوث. ورجل نُكَعَة، إذا كان أقشرَ شديد الحُمرة.

ع-ك-و

استُعمل منها: العَكْو مصدر عَكَوْتُ الشيءَ أعكوه عَكْواً، إذا شددته. ومنه قول أميّة بن أبي الصّلت:

أيُّما شاطِنٍ عصاه عَكـاهُ

 

ثم يُلْقَى في الغُلّ والأكبالِ

وقال تميم بن أُبَيّ بن مُقبل:

يمشي إليها بنو هَيْجا وإخوتُها

 

شُمُّ العرانين لا يَعْكون بالأُرُزِ

أي لا يأتزرون بالأزُر الغلاظ الجافية فيشُدّونها في أوساطهم شدّاً جافياً. وعُكْوَة الذَّنَب: أصله، ويقال: ما به عَوْك ولا بَوْكٌ، أي ما به حَراك. والكُوع: رأس الزَّند ممّا يلي الإبهام، فإذا زال قيل: رجل أكْوَعُ وامرأة كوْعاءُ، الاسم الكَوَع؛ كَوع يَكْوَع كَوَعاً، وبه سُمّي الرجل أكْوَع، وابن الأكْوَع الأسلمي من هذا. والوَعْك أصله سكون الريح وشدّة الحرّ، ثم سُمّيت الحُمّى وعْكاً فقيل: رجل موعوك، وأخذته وعْكَة. والوَكَع من قولهم: سِقاء وَكيع، أي صُلب شديد مُحكم الصّنْعة؛ واستوكعتْ مَعِدةُ الرجل، إذا اشتدّت. ومنه اشتقاق اسم وَكيع. وأمَة وَكْعاء، وهو زَيْغ إبهام الرِّجل حتى تزول فيُرى شخصُ أصلها خارجاً.

ع-ك-ه

العُكّة: زُكرة تُتّخذ للسمن، والجمع عُكَك. وعَكّة: اسم ثغر من الثغور بالشام. فأما عكّ فقد مرّ في الثنائي. والهَكع: شبيه بالجزَع والإطراق من حزن أو غضب؛ هَكِعَ يهكَع هَكَعاً وهُكوعاً. ويقال: ذهب فلان فما يُدرى أين سكعَ ولا أين هكعَ. والهَكَع: السُّعال بلغة هذيل. قال سُويد بن أبي كاهل:

وإذا ما رامها المرءُ هَكَعْ

ع-ك-ي

العَيْك، والواحدة عَيْكَة، مثل الأيكة، وهو الشجر الملتفّ، وفي بعض اللغات: عاك يعيك عَيَكاناً، مثل حاك يحيك حَيكاناً، إذا مشى وحرّك مَنْكِبيه.

باب العين واللام

مع ما بعدهما من الحروف

ع-ل-م

العَلَم من الجبل: أعلى موضع فيه، أو أعلى ما يلحقه بصرُك منه. ومنه قول الخنساء:

وإنّ صَخْراً لتأتمُّ الهُداةُ به

 

كأنّه علَمٌ في رأسه نارُ

والعَلَم: عَلَم الجيش. والعَلَم: علَم الثوب. والعَلَم: مصدر رجل أعْلَمَ بيّن العَلَم، إذا انشقّت شفتُه العليا؛ يقال: عَلِمَ يعلَم عَلَماً. والعَلَم: عَلَم الطريق، وهو كل ما نُصب على الطُّرق ليُهتدى به من الحجارة وغيرها، وجمعها كلها أعلام. والعِلم: ضدّ الجهل؛ رجل عالم من قوم عُلَماء وعالمين. وأعلام القوم: ساداتهم. ومَعالم الدين: دلائله، وكذلك معالم الطريق، والواحد مَعْلَم. وفلان مَعْلَم للخير، أي مَظِنَّة له. والعَيْلَم: الرَّكيّ الكثيرة الماء، والجمع عَيالم. وأعلَم فلانٌ بسِيما في الحرب فهو مُعْلِم. ورجل عَلاّمة، الهاء للمبالغة، مثل نَسّابة وما أشبهه. والعالم والعليم واحد. والمعلوم: ما أدركه علمُك. والمعلوم أيضاً: ما كانت له علامة دالّة على جودته ورَداءته، وأكثره على جودته. والعُلاّم: الحِنّاء. ورجل أعْلَمُ وامرأة عَلْماءُ: الذي بشفته العُليا شَقّ، فربما كان منفصلاً وربما كان أثراً. وعَلامة الشيء الدالّة عليه. وقد سمّت العرب عُلَيْماً، وهو أبو بطن منهم، وعلاّماً وأعْلَم، وقد سمّوا عبد الأعْلَم، ولا أدري الى أي شيء نُسب. والعَمَل: مصدر عَمِلَ يعمَل عمَلاً، فالفاعل عامل والمفعول معمول. وناقة يَعْمَلَة من نوق يَعاملَ ويَعْمَلات. وعَمْلَى، في وزن فَعْلَى: موضع. وبنو عُميلة: حيّ من العرب، وكذلك عامِلة: حي منهم أيضاً. وجمع عامِل عُمّال. وعامِل الرُّمح: ما دون السِّنان بذراعين أو أكثر، والجمع عوامل. قال الراجز:

وأطعُنُ النّجْلاءَ تَعوي وتَهِرّْ

لها من الجوف رَشاشٌ منهمرْ

وثعلبُ العاملِ فيها منكسِرْ

واللمْع من قولهم: لَمَع البرقُ يلمَع لمْعاً ولَمَعاناً، وكذلك الصبح والسيف. ولمَعَ الرجلُ بثوبه وألمعَ به، إذا أشار به ليُنذر أو يحذّر؛ ولمعَ بالثوب أعلى من ألمعَ. وألمعَ بهم الدهر، إذا أبادهم لا غير. ولمَعَ الطائرُ بجناحيه وألمعَ بهما، إذا حرّكهما في طيرانه؛ أجازه أبو زيد. وعُقاب لَموع: سريعة الاختطاف. وأرض ملمِّعة ومُلْمِعة ولَمّاعة: يلمع فيها السّرابُ. وأتان مُلْمِع، إذا أشرق ضَرْعُها للحمل، وفرس مُلْمِع كذلك. وفرس ملمَّع، إذا كانت فيه لُمَع سواد أو بياض؛ وكل لونين من سواد وغيره في ثوب أو غيره فهو ملمَّع. وفي أرض بني فلان لُمَع من الكلأ، أي قِطَع متفرّقة. والمَلْع: السّرعة؛ ناقة مَلوع ومَيْلَع. وعقابٌ مَلاعٍ، أي سريعة الاختطاف. قال امرؤ القيس:

كأنّ دِثاراً حلّقت بـلَـبـونِـه

 

عُقابُ مَلاعٍ لا عُقابُ القواعلِ

ويُروى: عُقابُ تَنوفٍ. قال أبو بكر: وتفسير هذا البيت أن العُقاب كلّما علت في الجبل كان أسرع لانقضاضها؛ يقول: هذه عقابُ مَلاعٍ، أي العالي، تهوي في عُلْو، وليست بعُقاب القواعل، وهي الجبال القصار. والمَليع: الأرض الواسعة. والمَلْع: ضرب من سير الإبل فيه سرعة.

ع-ل-ن

علَنَ الأمرُ يعلُن عَلَناً، وأعلنتُه أنا إعلاناً، والعَلانيَة من هذا اشتقاقها. واللَّعْن أصله الإبعاد والطرد، ومنه قيل: ذئب لعين، أي طريد. قال الشمّاخ:

ذَعَرْتُ به القَطا ونفيتُ عنه

 

مَقامَ الذئب كالرَّجُلِ اللّعينِ

ووجه الكلام: مَقامَ الذئب اللعين كالرجل. ثم صارت اللعنة من الله تعالى إبعاداً. ورجل لُعْنة، بتسكين العين: يلعنه الناس؛ ورجل لُعَنَة: يلعن الناس؛ وهذا باب يطّرد. والمَلاعن في الحديث زعموا أنها مواضع التبرُّز وقضاء الحاجة. ولاعن الرجلُ امرأتَه، إذا قذفها بالفجور، وهذه كلمة إسلامية لم تُعرف في الجاهلية، والمصدر من ذلك الملاعَنة واللِّعان. والنّعْل: معروفة. ونَعْل الفرَس: ما أصاب الأرض من حافره؛ وفرس مُنْعَل: شديد الحافر، والمُنْعل من الشيات: ما أطاف تحجيلُه بأشاعره. والنّعْل: القطعة من الحَرّة تنقاد في السهل. قال الشاعر - امرؤ القيس:

كأنهم حَرْشَفٌ مبثوثٌ

 

بالسّفح إذ تبْرُقُ النِّعالُ

وفي الحديث: "إذا ابتلّت النِّعالُ فالصلاة في الرِّحال"، قالوا: النعل هاهنا: ما ارتفع من الأرضو غَلُظَ، واحدها نَعْل، والله أعلم. وقال الآخر:

فِدًى لامرئٍ والنّعْلُ بينـي وبـينـه

 

شَقَى غَيْمَ نَفْسي من رؤوس الحواثرِ

وقال الآخر:

إذا ما عَلَوْنا ظهرَ نعلٍ عريضةٍ

 

تخالُ علينا قَيْضَ بَيْضٍ مفلَّقِ

أي مكسَّر. وقال الآخر:

ومستصحِبٍ من غير أُنْسٍ صَحِبْتُه

 

وأبدلتُه من بعد نَعْلٍ له نَـعْـلا

يعني سيفاً. والنّعْل: الحديدة التي في أسفل جفْن السيف. قال الشاعر:

ترى سيفَه لا تَنْصُفُ الساقَ نعْلُه

 

أجَلْ لا وإن كانت طِوالاً مَحاملُهْ

وبنو نُعَيْلَة: بطن من العرب أخوة بني سُليم، ويقال إن عُتْبَة بن غَزْوان منهم. والمَناعل: أرَضون غِلاظ، الواحدة مَنْعَل، فإذا وصفت أرضاً غليظة قلت: مَنْعَلَة. وانتعلَ الرجلُ الأرضَ، إذا سافر راجلاً. والنّعْل: الذليل من الرجال الذي يوطأ كما توطأ الأرض. قال القُلاخ بن حَزْن المِنْقَريّ:

إني إذا ما الأمرُ كان مَعْلا

وكان ذو الحِلم أشدَّ جَهْلا

من الجَهول لم تَجِدْني وَغْلا

ولم أكن دارجةً ونَعْلا

الدّارجة: الضعيف.

ع-ل-و

العُلْو: ضد السُّفل، والعُلُوّ: مصدر علا يعلو عُلُوّاً. وتسمّي العرب العالية عَلْواً، فيقولون: جاء من عَلْوَ يا هذا، ومن عُلْويّ. قال الشاعر - أعشى باهلة:

إني أتتني لسانٌ لا أُسَرُّ بـهـا

 

من عَلْوَ لا كَذِبٌ فيها ولا سَخَرُ

والعَوْل: الثقْل من قولهم: عالني الأمرُ يَعولني عوْلاً، إذا أثقلني؛ ومن ذلك قولهم: عوِّلْ عليّ بما شئت، أي حمِّلْني ما شئتَ من ثقلك. وأعولَ الرجلُ يُعْوِل إعوالاً، إذا ردّد البكاء. وقال قوم من أهل اللغة: قولهم أعولَ الرجلُ، أي دَعا بالوَيْل والعَوْل. فأما قولهم: ويْلَه وعَوْلَه فيمكن أن يكون من عالَه الأمرُ يَعوله، إذا أثقله، ويمكن أن يكون من الويل. وعال عِيالَه يَعولهم عَوْلاً، إذا فاتهم وكَفَلَهم. والعَوْل: الجور، من قوله تعالى: "ذلك أدنى ألا تَعولوا". قال الشاعر:

إنّا تبِعْنا رسولَ اللـه واطّـرحـوا

 

قولَ الرسول وعالوا في الموازين

أي جاروا. وبنو عُوال: بطن من العرب. والعَوْل: الزيادة في الشيء، من قولهم: عالت الفريضةُ تَعول عَوْلاً، إذا زادت. واللَّوْع من قولهم: لاعَني الأمرُ يَلوعني لوْعاً، إذا آلمَ قلبَك من حزن أو وجد، والاسم اللَّوعة. واللَّعْو، قال الخليل: الحِرْص، من قولهم: كلبة لَعْوَة، أي حريصة. وقال ابن الكلبي: اللّعْوَة: السّواد حول حَلَمَة الثدي، وبه سُمّي ذو لعْوَة: قَيْل من أقيال حِمير. والوَعِل: معروف، والجمع أوعال ووعول. وذات أوعال: هضبة معروفة. والوَعْلَة: الموضع المنيع من الجبل، وبه سمّي الرجل وَعْلة. وأُولِعَ الرجل بالشيء إيلاعاً، والاسم الوَلوع، ووَلِعَ به وَلوعاً فهو مولَع به. ودابّة مولَّع، إذا كانت فيه لُمَع بياض. والوَليع: طَلْع الفُحّال.

ع-ل-ه

عَلِهَ الرجل يعلَه عَلَهاً، إذا طرِبَ الى ولد أو الى وطَن. قال الراجز:

كخَبَبِ العَلْهَى الى رئالِها

وقال الآخر:

وجُرْدٍ يَعْلَهُ الـداعـي إلـيهـا

 

متى ركِبَ الفوارسُ أم متى لا

وعُلَة: أبو بطن من العرب من بني الحارث، وهو عُلة بن جَلْد. وعَلْهان: اسم رجل من العرب. والعَهْل فعل ممات، ومنه اشتقاق ناقة عَيْهَل، وهي السريعة. واللّهَع منه اشتقاق لَهيعة، ولا أحسبها إلا مقلوبة من الهَلَع؛ وقال قوم من أهل اللغة: بل اشتقاق لَهيعة من اللّهَع، واللَّهَع عربيّ صحيح غير مقلوب، وكأن اللهَع عندهم مثل التَّبَلْتُع، وهو التشدّق في الكلام والتّفَيْهُق فيه. والهَلَع: أسوأ الجزَع؛ رجل هِلْواع وهالع وهَلِع وهَلوع. فأما ناقة هِلْواع فهي السريعة الجريئة على السير.

ع-ل-ي

العَليّ: الصُّلْب الشديد من كل شيء، وبه سُمّي الرجل عَليّاً في قول بعضهم، وفرسٌ عليّ. قال الشاعر:

وكلِّ عليٍّ قُصَّ أسفـلُ ذيلـه

 

فشمّر عن ساقٍ وأوظِفةٍ عُجْزِ

قال أبو بكر: معنى قوله: قُصَّ أسفلُ ذيله فشمّر عن ساق، أي قلّ لحمُ قوائمه وكثر عَصَبُها. وجمل عِلْيان: طويل. وفلان من عِلْيَة قومه ومن عِلّيّة قومه، مثقّل، والتخفيف أعلى. والعَلْياء: فَعْلاء من العُلُوّ كأنّها تأنيث أعلى؛ وعُلْيا: فعلى؛ وعُلا: فُعَل. وقولهم: عِيلَ صبرُه، أي غُلب، وأصله من الواو. والعَيْلَة: الفقر؛ عال يَعيل عَيْلَةً، إذا افتقر. قال الشاعر:

فما يدري الفقيرُ متى غِناه

 

وما يدري الغنيُّ متى يَعيلُ

وقال الآخر:

ألا هَلَكَ الجودُ والنـائلُ

 

ومَن كان يعتمد السائلُ

ومَن كان يطمَع في ماله

 

غَنيُّ العشيرةِ والعـائلُ

ولَعاً: كلمة تقال عند العِثار. قال الأعشى:

بذات لَوْثٍ عَفَرْناةٍ إذا عَـثَـرَتْ

 

فالتّعْسُ أدنى لها من أن يقال لَعا

وعالَ الأسدُ يَعيل، مثل عار يَعير، إذا ذهب وجاء. قال الشاعر:

لَيْثٌ عليه من البَرْديّ هِبْريةٌ

 

كالمَزْبَرانيّ عَيّالٌ بآصـالِ

ويقال: عايرتُ الميزانَ، إذا أصلحته، ولا يقال: عيّرتُه.

باب العين والميم

مع ما بعدهما من الحروف

ع-م-ن

عَمِنَ بالمكان يعمَن به، إذا أقام به؛ وأحسب أن اشتقاق عُمان منه. فأما ابن الكلبي فيزعم أن عُمان اسم رجل نُسب إليه البلد كما سمّوا قُدَم، وهو اسم رجل. ويقال: أعمن القوم، إذا خرجوا الى عُمان فهم مُعْمِنون. قال الراجز:

من مُعْرِقٍ أو مُشْئمٍ أو مُعْمِنِ

والعَمينة: أرض سهلة؛ لغة يمانية. والعَنَم: ضرب من الشجر له نَوْر أحمر تشبَّه به الأصابع إذا خُضبت، الواحدة عَنَمة. والمَنْع: مصدر مَنَعَ يمنَع منْعاً فهو مانع والمفعول ممنوع؛ ورجل مَنيع من قوم مُنَعاء؛ ومَنُعَ مناعةً، إذا صار مَنيعاً؛ وهو في مَنْعَة من قومه، أي في عزّ. ومناع معدول عن المنع، أي امنَعوا حريمَكم. قال الراجز:

مَناعِها من إبلٍ مَناعِها

أما تَرى الموتَ لدى أرباعِها

ويُروى: رِباعِها. ومَناع: هضبة في جبل طيّئ. قال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم لزيد الخيل إذا جاءه ليُسْلِمَ: "أنا خير لكم من مَناع ومن الحَجَر الأسود الذي تعبدونه من دون الله"، يعني صنماً من حجر أسود، ويقال له فِلْس أيضاً. وقد سمّت العرب مانعاً ومَنيعاً وأمْنَع. والمَعْن: الشيء اليسير، وأنشد للنَّمِر:

ولا ضيّعتُـه فـأُلامَ فـيه

 

فإنّ هلاكَ مالِكَ غيرُ مَعْنِ

أي غير يسير. واشتقاق الماعون من المَعْن، أي الشيء اليسير، إن شاء الله تعالى. وبنو مَعْن: حيّ من العرب. ويقال: ما له سَعْنَة ولا مَعْنَة، أي ما له قليل ولا كثير. وأمعنَ في الأرض يُمعن إمعاناً، إذا ذهب فيها. والماء المَعين: الجاري على وجه الأرض. ومَعُنَ الوادي، إذا كثر فيه الماء المَعين، والجمع مُعْنان؛ وقد قيل: وادٍ ذو مُعْنانٍ، وليس بثَبْت. وقالوا: هذا في معنى هذا، أي مثله، وفي مَعْناة هذا، وفي مَعْناته. وعَناني الأمرُ، وستراه في موضعه إن شاء الله. والنِّعْمة، بكسر النون: ما أنعم الله به على عِباده من مال أو رزق. والنَّعْمَة: ما يتنعّم به الإنسان من مأكل أو مشرب أو ملبس. وجمع النِّعْمة نِعَم. ونَعَمْ ضد لا؛ ونَعِمْ في معنى نَعَمْ، لغة فصيحة، وأحسبها لغة هُذيل. والنّعيم مثل التنعّم، سواء. وأنعمتُ على فلان أُنْعِم إنعاماً، فأنا مُنْعِم عليه، وذاك مُنْعَم عليه. وبنو نُعام: بطن من العرب. والنَّعَم: اسم يلزم الإبل خاصة، يذكّر ويؤنّث فيقال: هذه النَّعَم وهذا النَّعَم، وتصغير نَعَم نُعَيْم، وتصغير الأنعام أُنَيْعام. وقد سمّت العرب ناعماً ونُعَيْماً ومُنْعِماً ومنعَّماً وأنْعَم - وهو أبو بطن من العرب - ونُعْمَى ونُعْم. والتّناعُم: بطن من العرب يُنسبون إلى تَنْعُم بن قَميئة من العَتيك. والأنْعَمان: موضع. والأُنَيْعِم: موضع. ونَعْمان: جبل معروف. ونُعْمان: اسم مشتقّ من التنعّم. ونُعَيْمان: رجل من الأنصار، تصغير نعْمان، وهو اسم. ونُعَيْمَة: اسم. والنُّعامى: الريح الجنوب. قال أبو ذُؤيب:

مَرَتْه النُّعامى فلـم يعـتـرفْ

 

خِلافَ النُّعامى من الشام رِيحا

يصف سحاباً استخرجت الجنوبُ ماءه. والنَّعامة: معروفة، والجمع نَعام ونَعائم. والنَّعامة أيضاً: ظُلّة أو عَلَم يُتّخذ من خشب فربما استُظلّ بها وربما اهتُدي بها، ويتّخذها الربيئةُ في المَرْقَب. قال أبو كبير الهُذلي:

وضَعَ النَّعاماتِ الرجالُ بِرَيْدِها

 

من بين مخفوضٍ وبين مظلَّلِ

الرَّيد: الناتئ من الجبل يشرف على ما تحته. والنَّعامة أيضاً: خشب يُجعل على فم البئر يقوم عليه الساقي. ويقال: كرامةً ونُعْمَى عين، ونَعام عين، ونَعيمَ عينٍ. ويقال: دقّه دقّاً ناعماً ونِعِماً، بكسر النون والعين. وفعل كذا وكذا وأنْعَمَ، أي وزاد. وفي الحديث "وإن أبا بكر وعمر لَمِنهم وأنْعَما"، أي وزادا. والنَّعْماء ممدود، والنُّعْمَى مقصور. والنَّعامة: اسم فرس مشهور من خيل العرب فارسُها الحارث بن عُباد. واختلفوا في تفسير قول عنترة:

ويكون مرْكَبُكِ القَعودَ ورَحْلَه

 

وابنُ النَّعامة يوم ذلك مَرْكَبي

فقال قوم: ابن النَّعامة: الطريق؛ وقال آخرون: النَّعامة: باطن القدم، ومنه قولهم: تنعّم الرجلُ، إذا مشى حافياً. ونِعْمَ: ضدّ بئسَ. وناعِمة: موضع. والنَّعائم: ثمانية كواكب منها أربعة في المَجَرّة تسمّى الواردة، وأربعة خارجة تسمّى الصادرة.

ع-م-و

فلان في عَمَهٍ وفي عُموه وفي عُموهة وفي عَمْوٍ، أي في ضلال. والعَوْم: السباحة، مصدر عامَ يعوم عَوْماً، إذا سبح؛ وبه سُمّي الرجل عوّاماً. وعُوام: موضع. وأعوام: جمع عام. وتقول العرب: لَقيتُه ذاتَ العُوَيْم، أي عن بُعد. وماعَ الصُّفْرُ أو الفضّة وغيرُهما في النار يَموع ويَميع، إذا ذاب. والمَعْو، الواحدة مَعْوَة، وهي الرُّطَبة إذا دخلها بعض اليُبْس. وأمْعى النخلُ، إذا صار كذلك. والوَعْم، والجمع وِعام، وهي خُطّة في الجبل تخالف سائرَ لونه.

ع-م-ه

استُعمل من وجوهها عَمِهَ يعمَه عَمَهاً فهو عَمِهٌ وعامِهٌ، إذا ضلّ؛ وكذلك فُسِّر في التنزيل: "في طُغيانِهم يَعْمَهون"، والله أعلم. والعَهْم فعل ممات، ومنه اشتقاق ناقة عَيْهَم وعَيْهامة وعَيْهَمانة، وهي السريعة الجريئة على السير، والجمع عَياهِم وعَياهيم. وعَيْهَمان: اسم من هذا اشتقاقه. وزعموا أنهم يقولون: ناقة عَيْهوم مثل عَيْهَم، ولا أدري ما صحّته. وهَمَعَتْ عينُه بالدموع تهمَع هُمعاً وهَمَعاً وهَمَعاناً، إذا جرت. والمَهْع، زعموا، منه اشتقاق المَهْيَع، وهو الطريق الواسع الواضح، وهذا خطأ عند أهل اللغة لأنه ليس في كلام العرب فَعْيَل، بفتح الفاء، فلا تلتفت الى قولهم: ضَهْيَد فإنه مصنوع؛ وكل ما جاء على هذا الوزن فهو بكسر الفاء وستراه في موضعه إن شاء الله. والوجه عند أهل اللغة في هذا أن مَهْيَعاً مَفْعَل من هاج يهيع، إذا جرى، أو من الهَيْعَة، وهي الصيحة عند الفزع، وتسمّى الهائعة أيضاً، فكان الأصل مَهاع فقلبوا فقالوا: مَهْيَع. ومَهْيَعَة: موضع، وقالوا: هي الجُحْفَة. وفي الحديث: "اللهمّ انقُل حُمّى المدينة الى مَهْيَعَة".

ع-م-ي

يقال: رجل عَيْمان، إذا قَرِمَ الى اللبن؛ عام يَعيم وعام يَعام عيْماً وعِياماً، وهي العَيْمَة، بفتح العين. ويقال: اعتَمْتُ الشيءَ اعتياماً، إذا اخترته، وهي العِيمة، بكسر العين، أي الخِيرة. وعائم: اسم صنم من أصنام الجاهلية. والمَيْعَة: مَيْعَة الشباب، وهي حدَّته وأوّله. والمَيْعة: ضرب من الطّيب. وماعَ الشيءُ يميع، إذا ذاب، فهو مائع، من الذهب والفضّة وغيرهما. والمِعَى: واحد الأمعاء. والمِعَى أيضاً: مَسيل ماء من غِلَظ أو أكَمَة الى سهولة. قال الراجز يصف بلداً:

تحبو الى أصلابه أمعاؤهُ

والرّمْلُ في معتلَجٍ أنقاؤهُ

الأصلاب واحدها صَلَب، وهي الأرض الغليظة؛ ويُروى: تجري.

باب العين والنون

مع ما بعدهما من الحروف

ع-ن-و

العَنْو والعُنُوّ: مصدر عنا يعنو عَنْواً وعُنُوّاً، إذا ذلّ؛ ومنه اشتقاق العَنْوَة، وفُسِّر قوله تعالى "وعَنَتِ الوجوهُ للحيّ القَيّوم" من هذا إن شاء الله؛ تسميتهم الأسير عانياً. وعَنْوَنْتُ الكتابَ عُنْواناً؛ وفي العنوان أربع لغات؛ يقال: عنونتُ الكتابَ وعلونتُه وعنّنتُه وعلينتُه؛ ولم يعرف الأصمعي إلا واحدة. وعَوْن: اسم اشتقاقه من استعنتُ به فهو لي عَوْن، والجمع أعوان. والعُون: جمع عانة، وهي القطعة من حمير الوحش خاصّة، وسُمّيت عانة الإنسان تشبيهاً بذلك؛ والعانة بلغة عبد القيس: الحظّ من الماء للأرض، تشبيهاً بذلك أيضاً. وامرأة عَوان، إذا أسنّتْ ولمّا تهْرَم، والجمع عُون. ومن أمثالهم: "إن العَوان لا تعلَّم الخِمْرَة". ونخلة عَوان، إذا طالت؛ لغة أزدية. وقد سمّت العرب عَوْناً وعَوانة وعُوَيْناً. والنّوع من الشيء: الضّرب منه، والجمع أنواع. وناعَ الغصنُ يَنوع، إذا تمايل، فهو نائع. ومنه قيل: جائع نائع، أي متمائل من الجوع؛ هكذا يقول الأصمعي والبصريون، وقال غيرهم: نائع اتباع لجائع. ويقولون للرجل: جوعاً ونُوعاً، إذا دعوا عليه. والنَّعْو: الفَصْل في مِشْفَر البعير الأعلى، وهو الأصل، ثم كثر فصار كل فَصْل في شيء نَعْواً. والنّعْوة: موضع، زعموا. والوَعْن، والجمع وِعان: خطوط في الجبل شبيهة بالشُّؤون لا تُنبت شيئاً. وتوعّنتِ الماشيةُ، إذا بدا فيها السِّمن. والوَنْع، لغة يمانية، كلمة يشار بها الى الشيء اليسير، وليس بثَبْت.

ع-ن-ه

العُنّة: الخَيمة من أغصان الشجر، وأكثر ما يكون من الثُّمام ونحوه، والجمع عُنَن. قال الأعشى:

ترى اللحمَ من يابسٍ قد ذَوَى

 

ورَطْبٍ يرفَّع فوق العُنَـنْ

ويُروى: من ذابلٍ. والعِنْن: الصوف، وأكثر ما يسمّى المصبوغ منه أو المنفوش. وعاهِن: وادٍ معروف. وعَهَن بالمكان، إذا أقام به، فهو عاهن. والعَواهن: سَعَف النخل الذي دون القِلَبَة؛ لغة عُلْويّة، ويسمّيه غيرهم: الخوافي. وجمع عِهْن عُهون. وبنو عُهَيْنَة: قبيلة من العرب دَرَجوا نحو طَسْم وجَديس. والهَنَع: تطأمن العُنُق رجل أهْنَعُ وامرأة هَنْعاءُ. والهُناع: داء يصيب الإنسانَ في عُنْقه.

ع-ن-ي

عُنِيتُ بالشيء أُعْنَى به من العِناية فأنا مَعْني به. وتقول: لتُعْنَ بكذا وكذا، إذا أمرتَ الرجل بالعناية به. والعَين المعروفة: عين الإنسان وغيره، والجمع عُيون وأعيان. قال الشاعر:

ولكنّما أغدو عليَّ مُفـاضةٌ

 

قَتيرٌ كأعيان الجَراد المنظَّمِ

وعَين الماء. وعَين الشمس: شُعاعها الذي لا تثبت عليه العين. والعَين: الذهب من المال، خِلاف الورق. والعَين: عين الكتابة. والعَين: عين الرُكبة، وهو قَلْتها. والعَين: جاسوس القوم. والعَين: ناحية القِبلة، وهي التي ينشأ منها السحاب الذي يُرجى للمطر؛ ونشأ السحابُ من قِبَل العَين، إذا نشأ من عن يمين القِبْلَة. والعِين: جمع عَيناء؛ رجل أعْيَنُ وامرأة عَيْناءُ. وعاينتُ الأمرَ مُعاينةً وعِياناً. وفلان من أعيان بني فلان، أي من ذوي النّباهة منهم. وحفرَ الحافرُ فأعْيَنَ، إذا صار الى عَين الماء. ورجل معيون، إذا أُصيب بعَين. قال العبّاس بن مِرداس:

قد كان قومُكَ يحسِبونك سيِّداً

 

وإخال أنّك سَيّدٌ مـعـيونُ

وعانَه يَعينه، إذا أصابه بالعَين. وعيّنَ السِّقاءُ، إذا رقّت منه مواضع فرشحت ماءً. وتعيّن الجلدُ، إذا وقعت فيه الحَلَمَة، وهي دُوَيبة كالدودة، فإذا دُبغ لم يَزَل ذلك الموضع رقيقاً. قال رؤبة:

ما بالُ عيني كالشَّعيب العَيَّنِ

وهو الذي قد تعيّن؛ والشّعيبان: أديمان يُلصق أحدُهما بالآخر ويُجعلان مَزادة. وعُيَيْنَة: اسم، وهو تصغير عَين. وهذا لك بعَينه، أي بأسره. والعِينة من الرِّبا، اشتقاقه من أخذ العَين بالرِّبح. وثوب معيَّن: فيه نقوش كالعُيون. وعَيْنين: موضع. قال البعيث:

ونحن منعنا يوم عَيْنَيْنِ مِنْـقَـراً

 

ويومَ جَدودَ لم نُواكِلْ عن الأصلِ

ويُروى: ولم نَجْفُ في يومَيْ جَدودَ عن الأصل. والنّسَب إليه: رجل عينيّ، كرهوا الطول أن يقولوا: عَيْنانيّ. وجاء بالحقّ بعينه، إذا جاء به خالصاً واضحاً. وأصاب فلانٌ فلاناً بعَين. والنّيْع: مصدر ناع ينوع وينيع، إذا تمايل. والنّعْي: مصدر نَعَيْتُ الرجلَ أنعاهُ نَعْياً، إذا خبّرتَ عن موته؛ والنّعْي والنَّعِيّ بمعنى واحد. ويقال: نَعاءِ فلاناً، معدول عن النّعْي، مثل نزالِ وتراكِ، كأنك قلت: أنا أنعَى فلاناً، أي أُخْبِر بموته. وتَناعى بنو فلان في الحرب، إذا نَعَوْا قتلاهم ليحرّضوا في الحرب على القتل. واليَنْع: الثمر المُدْرِك؛ أينعَ الشجرُ، إذا أدرك ثمرُه فهو مونِع، ويَنَعَ فهو يانع، وقالوا: أينعَ إيناعاً ويَنَعَ يَنْعاً. وفي التنزيل: "انظروا الى ثَمَرِه إذا أثمرَ ويَنْعِهِ"، ويانعه، ويُنْعه. وأخبرنا أبو حاتم قال: قلت للأصمعي: تقول: يَنَعَ وأينعَ? فلم يتكلّم فيه لأنه في القرآن، فلم القوم وهم يأكلون ولم يُدْعَ: قال امرؤ القيس:

فاليومَ أشْرَبْ غيرَ مستحقِبٍ

 

إثماً من اللـه ولا واغـلِ

ويُروى: فاليوم فاشْرَبْ. قال النحويون: فاليوم أُسْقى غير مستحقِب، فراراً من كثرة الحركات وتسكين الباء. قال جرير بن الخَطَفَى:

سيروا بني العمِّ فالأهوازُ منزِلُكم

 

ونهرُ تِيرَى فما تعرفْكم العَرَبُ

وقال الآخر:

إذا اعوجَجْنَ قلتُ صاحبْ قَوِّمِ

بالدَّوِّ أمثالَ السّفينِ العُوَّمِ

والوَغْل: المدّعي نَسَباً ليس بنَسَبه، والجمع أوغال. وولَغَ الكلبُ في الإناء وكذلك السَّبُع يَلَغُ ويالَغ أيضاً، وأولغَه صاحبُه. ويُنشد هذا البيت لابن قيس الرُّقَيّات:

ما مرّ يومٌ إلا وعندهمـا

 

لحمُ رجالٍ أو يالَغان دَما

ويروى: يولَغان أيضاً؛ قال الأصمعي: رَشَنَ الكلبُ في الإناء، إذا أدخل رأسَه فيه.

غ-ل-ه

الغُلّة: حرارة العطش والحزن، وجمعها غُلَل، وهو الغَليل أيضاً. والغَلّة: معروفة عربية صحيحة. قال زهير:

فتُغْلِلْ لكم ما لا تُغِلُّ لأهلـهـا

 

قُرًى بالعراق من قَفيزٍ ودرهمِ

وقال: أغلّت الأرضُ تُغِلّ إغلالاً. قال الراجز:

أقْبَلَ سَيْلٌ جاء من أمر اللّهْ

يَحْرَدُ حرْدَ الجنةِ المُغِلّـهْ

والغالّة: قطعة من البحر تنقطع في السِّيف؛ لغة يمانية. واللُّغة: معروفة، والجمع لُغات ولُغون ولُغِين ولُغًى.

غ-ل-ي

الغَيْل: الماء الجاري بين الحجارة في بطن وادٍ وغيره، والجمع أغيال. والغِيل: الشجر الملتفّ. والغِيل: الماء يتغلغل بين الشجر، وربّما سُمّي الشجر الملتفّ غِيلاً؛ أخبرنا عبد الرحمن عن عمّه الأصمعي عمّن أخبره قال: سمعتُ نائحةً خلف جنازة رَوْح بن حاتم بن قَبيصة بن المهلَّب تقول:

أسَدٌ أضْبَطُ يمـشـي

 

بين طَرْفاءَ وغِـيلِ

لُبْسُه من نـسـج داو

 

دَ كضَحْضاحِ المَسيلِ

الضّحْضاح: الماء الذي يتضحضح على وجه الأرض رقيق؛ وفي لغة هذيل، الضحضاح: الكثير. ولُغْتُ الشيءَ ألوغه لَوْغاً، إذا أدرته في فيك. ولِغْتُ الشيءَ ألِيغه لَيْغاً، مثل لِصْتُه ألِيصه لَيْصاً، إذا راودته لتنزعه. وغَلَتِ القِدْرُ تغلي غَلْياً وغلَياناً. ولَغِيَ الرجلُ بالشيء يَلْغى لَغْياً، مثل سَدِكَ به، سواء.

باب الغين والميم

مع ما بعدهما من الحروف

غ-م-ن

الغَنَم: اسم يجمع الضّأن والمعزَ، لا واحد لها من لفظها، ويُجمع الغنم أغناماً. والغَنيمة والغُنْم والمَغْنَم واحد، وقد جُمع المَغْنَم مَغانم، وجمع غَنيمة غنائم. وقد سمّت العرب غانماً وغَنّامة وغُنَيْماً وغَنّاماً. وغَنّامة: اسم امرأة. ويَغْنَم: اسم، وأحسبه أبا بُطين من العرب. والنَّغْمَة والنّغَم من الكلام أو الغناء: معروف؛ وسمعت نغمةً حسنة؛ وتنغّم الإنسان بالغناء ونحوه. والنَّمْغَة: الجلدة التي تُضرب في مقدِّم رأس الصبي المولود ثم تشتدّ بعد ذلك، والجمع نَمَغ ونَمَغات. والمَغْنَى: مَفْعَل من قولهم: غَنِيَ القومُ بالمكان، إذا أقاموا به، وليس هذا موضعه.

غ-م-و

الغَمْو: مصدر غما البيتَ يَغموه غَمْواً، وقد قالوا يَغميه غَمْياً، إذا غطّاه. وفي بعض اللغات يقال: غَما البيتِ وغِماء البيتِ، إذا فتحتَه قصرتَه، وإذا كسرتَه مددتَه. والمَغْو في بعض اللغات؛ يقال: ماغتِ السِّنَّورُ تموغ مُواغاً، مثل ماءت تموء مُواء، إذا صوّتت. والوَغْم: الحقد؛ وَغِمَ يَوْغَم وَغْماً ووَغَماً، والجمع أوغام.

غ-م-ه

الغُمَّة: ما غطّى على القلب من كَرْب أو مرض؛ حسر الله عنهم الغُمّة. والهَمْغ: فعل أُميت، ومنه بناء الهِمْيَغ، وهو الموت الوَحِيّ. قال المتنخِّل الهُذلي:

إذا وردوا مِصْرَهم عُوجلوا

 

من الموت بالهِمْيَغ الذاعطِ

يقال: ذَعَطَه، إذا أخذ بحلقه أخذاً شديداً. وخالف الخليل الناس في هذا فقال: الهِمْيَع، بالعين غير المعجمة، وذكر أنه لم يجئ في كلام العرب كلمة فيها هاء وغين وميم. قال أبو حاتم: قد جاء في كالمهم هَبَغَ هُبوغاً، إذا نام، فيمكن أن تكون هذه الباء ميماً فكأنه كان هِيْغَ فجعلوه هِمْيَغ.

غ-م-ي

أُغمي على المريض، إذا غُشي عليه. وغِماء البيت: ما غُمّي عليه، أي ما غُطِّي عليه. والغيم: السحاب، معروف؛ غامت السماء وأغامت وتغيّمت وأغيمت. وأنشد أبو حاتم عن أبي زيد، والشعر لعمرو بن يربوع بن حنظلة:

رأى برقاً فأوضَعَ فوق بَكْرٍ

 

فلا بك ما أسال وما أغاما

وقال قوم: لا يقال غامت أصلاً، وقد قالوا مغيوم. قال علقمة بن عَبَدَة:

حتى تذكَّر بَيْضاتٍ وهيّجـه

 

يومُ رذاذٍ عليه الدَّجْنُ مغيومُ

والغَيْم: العطش. قال الشاعر:

فِدًى لامرئٍ والنعلُ بينـي وبـينـه

 

شفى غَيْمَ نفسي من رؤوس الحواثرِ

الحواثر: بطن من عبد القيس يقال لهم بنو حَوْثَرَة، وإياهم عنى المتلمّس بقوله:

لن يَرْحَضَ السَّوءاتِ عن أحسابكم

 

نَعَمُ احلواثرِ إذ تُساق لمَـعْـبَـدِ

والنّعْل: قطعة من الحَرَّة تستطيل في السهل، والكُراع أدقّ منها.

باب الغين والنون

مع ما بعدهما من الحروف

غ-ن-و

ما سمعت له نَغْوَةً ولا نَغْيَةً، أي كلمة.

غ-ن-ه

الغُنّة: صوت من اللَّهاة والأنف نحو النون الخفيفة لا حظّ للسان فيها، مثل نون عَنْه ومِنْه، وذلك أنك إذا أمسكت أنفك أخَلّ بهما ذلك.

غ-ن-ي

غَنِيَ يغنَى من غِنَى المال. قال الراجز:

لو أشربُ السُّلْوانَ ما سَليتُ

ما بي غِنًى عنكِ وإن غَنيتُ

وغِناء الصوت ممدود؛ غنّى يغنّي غِناءً. وأنشد أبو حاتم عن أبي زيد:

فغنِّها وهي لك الفِداءُ

إنّ غِناءَ الإل الحُداءُ

ممدود، والغَناء مثل الجَداء، وستراه في موضعه إن شاء الله تعالي. وغَنِيَ يغنَى بالمكان، إذا نزل به. وبنو غَنيّ: قبيلة من العرب معروفون، وأحسب أن في همدان بني غُنَيّ، ولا أقف على حقيقته. وما سمعتُ له نَغْيَةً، أي كلمة، وقد مرّ ذكرها.

باب الغين والواو

مع ما بعدهما من الحروف

غ-و-ه

الهَوْغ: الشيء الكثير؛ جاء فلان بالهَوغ، أي بالمال الكثير وليست باللغة المستعملة.

غ-و-ي

غَوَى الرجلُ يغوي غَيّاً من الغَيّ؛ في التنزيل: "وعَصَى آدمُ ربَّه فَغَوى"، وغَوِيَ الفصيل من اللّبن يغوَى غَوًى، إذا بَشِمَ عن اللبن، فالرجل غَوِيّ وغاوٍ، والفصيل غاوٍ لا غير.

باب الغين والهاء والياء

الغَيّة: ضدّ الرِّشدة؛ فلان لغَيّةٍ، أي لزِنْيَة. وسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قوماً فقال: بنو من أنتم? فقالوا: بنو غَيّان، فقال: أنتم بنو رِشْدان. والأهْيَغ: الماء الكثير، وقالوا: المال الكثير. ويقال: تركته في الأهْيَغَيْن، أي في الشُّرب والنِّكاح.
انقضى حرف الغين والحمد لله حقّ حمده وصلواته على سيّدنا محمد نبي الرحمة وسلامه.

حرف الفاء في الثلاثي الصحيح

وما تشعب منه

باب الفاء والقاف

مع ما بعدهما من الحروف

ف-ق-ك

أُهملت.

ف-ق-ل

يقال: كلّمه من فَلْق فيه. وفَلَقْتُ الشيءَ أفلِقه فَلْقاً. والفالق: فضاء بين شَقيقتين من رمل. قال الشاعر:

وبالأُدْمِ تُحْدَى عليها الرِّحالُ

 

وبالشَّول في الفَلَقِ العاشبِ

ويُروى: في الفالق؛ قال أبو بكر: الفَلَق والفالق واحد. وقوس فِلْق، إذا كانت مشقوقة من عُود ولم تك قضيباً. والفَليق: المطمئنّ في جِران البعير. قال الراجز:

فَليقُها أجْرَدُ كالرُّمح الضَّلِعْ

جَدَّ بإلهابٍ كتضريم الضَّرعْ

فيه اعوجاج؛ والفالق: الشَّقّ في الجبل والشِّعب من الأرض. والفَلَق: فَلَق الصبح. والفَلَق: المِقْطرة التي يُقْطَر بها الناس. وجمع فالق فُلْقان. والفَيْلَق: الداهية، والجمع فَيالق. وافتلق الرجلُ، إذا جاء بالداهية. وافتلق الرجلُ وأفلَق، إذا عمل عملاً فأجاد فيه وجوّد أيضاً. ومنه قولهم: شاعر مُفْلِق. وكتيبة فَيْلَق: كثيرة السلاح. قال الأعشى:

في فَيْلَقٍ شَهْباءَ ملمـومةٍ

 

تَعْصِفُ بالدارع والحاسرِ

والفِلْقَة من الشيء: القطعة منه، والجمع فِلَق. والفَليقة: الداهية. قال الراجز:

يا عَجَباً لهذه الفليقَهْ

هل تَغْلِبَنّ القُوباءُ الرِّيقَهْ

والفَلَق أيضاً: الداهية. والمَفْلقَة أيضاً: الداهية. والقُلْفَة والقَلْفَة واحد، معروف؛ ويقال: غلام أقْلَفُ وأغْلَفُ بمعنى. والسيف الأقلَف: الذي له حدّ واحد وقد حُزِّز طرف ظُبَته. وقَلَفْتُ الشجرةَ، إذا نحتَّ عنها لِحاءها. وقَلَفْتُ الدَّنَّ، إذا فضضتَ عنه طينة أقلِفه قَلْفاً، فهو قليف ومقلوف. وقَلَفْتُ السفينةَ، إذا حززت ألواحها بالليف وجعلت في خَلَلها القارَ. والقُفْل: معروف، والجمع أقفال؛ وأقفلتُ البابَ فهو مُقْفَل. ورجل مُقْفَل اليدين، إذا كان بخيلاً. وقَفِلَ الشجرُ يقفَل، إذا يبس؛ والقَفيل: يبيس الشجر أيضاً، وهو القَفْل أيضاً. قال أبو ذؤيب:

ومُفْرِهَةٍ عَنْسٍ قَدَرْتُ لساقهـا

 

فخرّت كما تَتّايعُ الريحُ بالقَفْلِ

تتّايع: يتبع بعضُها بعضاً. وقَفِلَ الجلدُ، إذا يبس، فهو قافل. ودرهمٌ قَفْلَةٌ، إذا كان وازناً. وخيل قوافل: يُبَّس ضُمَّر. قال الراجز:

نحن جَلَبْنا القُرَّحَ القوافلا

يحْمِلننا والأسَلَ النّواهلا

وقَفَلَ القومُ عن الثغر الى منازلهم فهم قُفّال وقافلون، ولا يكون القافل إلا الراجع الى منزله ووطنه. والقَفْل: ضرب من الشجر، الواحدة قَفْلَة، وهي شجرة تنبت على عُلُوّ. وفي كلام بعضهم: وائلي بي الى قَفْلَة فإنها لا تنبت إلا بمَنْجاة من السيل. وقَفيل: موضع. قال الشاعر:

وهل أرِدَنْ يوماً مياهاً عذيبةً

 

وهل تَرَيَنّي شامةٌ وقَفـيلُ

ويُروى: وطَفيلُ أيضاً. والقَفيل: اليبيس من النبت مثل القفيف سواء. وجمع قافلة قوافل، وهم الراجعون من أسفارهم الى أوطانهم. وأقفلتُ الجيشَ، إذا رددتَه من الثغر. واللّفْق: لفقُك الشيءَ حتى تلائمه؛ لَفَقْتُ الشيء بالشيء أو الثوبين، إذا لاءمت بينهما، وهو اللِّفاق والتِّلفاق، زعموا. وهذا تراه في باب تِفْعال إن شاء الله. وتلافَقَ القومُ، إذا تلاءمت أمورهم. واللَّقْف من قولهم: لَقِفْتُ الشيءَ ألقَفه وتلقّفته، إذا أخذته بيدك من رامٍ رماك به. وبعير متلقِّف، إذا كان يهوي بخُفّي يديه الى وَحْشِيّه في سيره. وتلقّف الحوضُ، إذا تلجّف من أسافله، فهو لقيف ولَقِفٌ.

ف-ق-م

الفَقَم في الفم: أن تدخل الأسنان العليا الى الفم؛ فَقِمَ الرجلُ يفقَم فَقَماً فهو أفْقَمُ، ثم كثر ذلك حتى صار كلّ معوجّ أفْقَم. ومن ذلك قالوا: تفاقمَ الأمرُ، إذا لم يَجْرِ على استواء. وقد سمّت العرب أفْقَم وفُقَيْماً، وهو أبو حيّ منهم. وبنو فُقَيْم: بطنان من العرب: فُقَيم في بني تميم، وفُقَيْم في بني كِنانة.

ف-ق-ن

الفَنَق: النَّعمة في العيش؛ جارية فُنُق: منعَّمة؛ وتفنّق في عيشه، إذا تنعّم. قال النابغة:

والرّاكضاتِ ذُيولَ الرّيْطِ فنَّقها

 

بَرْدُ الهواجر كالغِزلان بالجَرَدِ

والفَنيق: الفحل من الإبل. قال الأعشى:

بزَيّافةٍ كالفَنيقِ القَطِمْ

ويُجمع الفنيق أفناقاً، وهذا مثل يتيم وأيتام وشريف وأشراف؛ ويُجمع فُنُقاً أيضاً. والتفنُّق والفُناق واحد. والقَنَف: صِغر الأذنين وغِلَظهُما ولصوقهما بالرأس؛ رجل أقْنَفُ والأنثى قَنْفاءُ. وربما سُمّيت الفَيْشَة قَنْفاء تشبيهاً به. وبه سُمّي قُنافة. والقَنيف اختلفوا فيه فقال قوم: القَنيف: السحاب، وقال آخرون: مرّ قَنيف من الليل، إذا مرّ هَوِيٌّ منه، وليس بثَبْت. والقَنيف: العدد الكثير من الناس. والقَفْن من قولهم: قَفَنْتُ الشاة أقفِنها قَفْناً، إذا ذبحتها من قفاها، فهي قفينة. وأنشد:

ألقَى رَحَى الزَّوْر عليه فطَحَنْ

قد قاءَ منها فَرْثَه حتى قَفَنْ

والنَّفَق: السَّرَب في الأرض؛ وكذا فُسِّر في التنزيل في قوله جلّ ثناؤه: "نَفَقاً في الأرض أو سُلَّماً في السّماء"، والله أعلم. وسُمِّي نافقاء اليَربوع من هذا لأنه ينفُق فيه، أي يدخل فيه، وقال قوم: يخرج منه؛ ومنه اشتقاق المنافق لخروجه عن الدين، والاسم النِّفاق. ونِئفِق القميص، مهموز مكسور الفاء، فارسي معرّب، مثل زِئبِر. والنَّفيق: موضع. ونَفِقَ الطعامُ نِفاقاً فهو نافق، إذا نَفِدَ، وقد قالوا: نَفَقَ. والنَّفاق: ضد الكساد؛ نَفَقَ ينفُق فهو نافق. وقالوا: نَفَقَ الدابّةُ، إذا مات. قال أبو بكر: وليس كل أهل اللغة صحّح هذه اللفظة. وأنفقَ مالَه إنفاقاً، إذا أتلفه. والنَّقْف: نقفُك رأسَ الرجل بعصاً أو رمح؛ نَفَقْتُه أنفُقه نَفْقاً. والمِنقاف: ضرب من الوَدَع، والجمع مَناقف. ومِنْقاف الطائر: منقاره في بعض اللغات. وجِذْ نَقيف ومنقوف، إذا نُقِبَ، أي أكلته الأرَضَة.

ف-ق-و

الفَقْو: موضع. والفَقْء نَقر في صخرة يجتمع فيه ماء المطر، والجمع فُقْآن. وفَقَأْتُ عينَ الرجل، مهموز، أفقَؤها فَقْأً. وفوق: ضد تحت. وفاقَ الرجلُ قومَه يفوقهم، إذا علاهم. والفُوق، فُوق السهم: معروف، والجمع أفواق، ويُجمع فُقاً، على القلب. قال الشاعر:

ونَبْلي وفُقـاهـا ك

 

عراقيبِ قَطاً طُحْلِ

وانفاق السهمُ، إذا انكسر فُوقه، فهو أفْوَقُ. وفوّقتُ السهمَ تفويقاً، إذا جعلت الوتر في فُوقه، وفُقْتُه أفُوقه، إذا جعلتَ له فُوقاً. وفُواق الناقة: بين حَلبتيها، والاسم الفِيقة. قال الأعشى:

حتى إذا فِيقةٌ من ضَرعها اجتمعـتْ

 

جاءت لتُرْضِعَ شِقَّ النَّفْسِ لو رَضَعا

وفاقَ الرجلُ، من الفُواق، وهي الريح التي تخرج من معدته، وقد هُمز فقالوا: فأقَ يفأق فُؤاقاً. وفي كلامهم: رَدَدْتُه بأفْوَقَ ناصلٍ، إذا أخسستَ حظَّه. وتفوّقَ الرجلُ الماءَ، إذا تحسّاه حُسوة بعد حُسوة. والوَقْف: مصدر وَقَفْتُ الدابّةَ أقِفه وَقْفاً، وكذلك كل شيء حبستَه، ووقفتُ الأرضَ والرجلَ أقِفه وَقْفاً، وهذا أحد ما جاء على فعلتُه ففَعَل، وهي أحرف. والوقوف: مصدر وقف وقوفاً فهو واقف. وبنو واقف: بطن من الأوس. والوَقْف: السِّوار. ومَوْقِف الرجل: حيث يقف. والوِقاف: مصدر المواقفة في حرب أو خصومة. ووَقيفة الوَعِل: أن تُلجئه الكلاب والرُّماة الى صخرة فلا يمكنه أن ينزل حتى يُصاد. قال الشاعر:

فلا تَحْسَبنّي شحمةً من وقيفةٍ

 

مطّردةٍ مما تَصيدُكَ سَلْفَـعُ

سَلْفَع: اسم كلبة. ويقال: ما رأيت من المرأة إلا موقفها، إذا رأيتَها متبرقعة أو متنقِّبة. ومَوْقِفا الفَرَس: الهَزْمتان في كَشحيه. وتوقّفتُ على هذا الأمر، إذا تلبّثت عليه. وأخذتُ بقُوفة قفاه وبفُوقة قفاه وبصوفة قفاه، وهو الشَّعَر المتدلّي في نقرة القَفا. وسمّيت القوافي في الشِّعر لأن بعضها يقفو بعضاً في الكلام، أي يتلوه. وقَفَوْتُ الرجلَ، إذا اتّبعته. وقَفَوْتُه، إذا قرفتَه بفجور. وفلان قِفْوتي، أي تُهمتي، وهو من قول الله جلّ وعزّ: "ولا تَقْفُ ما ليس لك بهِ علم". وفلان قِفْوتي، أي خِيرتي، من قولهم: اقتفيت الشيءَ، أي اخترته، فكأنه من الأضداد. والوَفْق: الشيء المتّفِق؛ وجاء القوم وَفْقاً، أي متوافقين؛ ووافقتُه موافقةً ووِفاقاً. وقد سمّت العرب موفّقاً ووِفاقاً.

ف-ق-ه

فَقِهَ الرجلُ يفقَه فِقْهاً، فهو فقيه، والجمع فُقَهاء؛ وقالوا فَقُهَ في معنى الفقه أيضاً. وفَقِهَ عنّي، أي فَهِمَ عنّي. والفَهْقَة: المَحالة في نُقرة القفا، وهي آخر مَحال الظهر. قال الراجز:

لا ذَنْبَ للبائس إلا في الوَرِقْ

أو تُضْرَبُ الفَهْقَةُ حتى تندلقْ

وانفهقَ الموضع، إذا اتّسع. وركيٌّ فَيْهَقٌ، أي واسعة. ورجل متفيهِق: متشدِّد كثير الكلام. وفي الحديث المُسند: "إنّ أبغضَكم إليّ الثّرثارون المتفيهِقون". والقُفّة: وعاء يُحمل فيه الجراد ونحوه. وفي الحديث: "ليت عندنا منه قُفّةً أو قُفَّتين". الهَقْف، زعموا: قلّة شهوة الطعام، وليس بثَبْت.

ف-ق-ي

الفِيقة: ما اجتمع في الضَّرع من اللبن بعد الحلب، والجمع فِيَق وفِيقات. والفائق: عظمُ مَوْصِلِ بين الجمجمة والقفا. والأَفيق: أديم لا يُحكم دبغُه، والجمع أَفَق. وآفاق السماء: نواحيها، الواحد أُفُق. قال أبو بكر: ويُنسب الى الآفاق أَفَقيّ على غير قياس.

باب الفاء والكاف

مع ما بعدهما من الحروف

ف-ك-ل

الفَكَل: أصل بنية قولهم: أصابه أفكَلٌ من كذا وكذا، أي رِعدة. والأفْكَلُ: اسم رجل من العرب معروف أبي قوم منهم يسمَّون الأفاكل. والفَلَك: فَلَك السّماء الذي ذُكر في التنزيل في قوله جلّ وعزّ: "في فَلَكٍ يَسْبَحون". والفُلْك: السُّفْن، الواحدة والجمع سواء. وفي التنزيل: "في الفُلْك المشحون". وفَلْكَة المِغْزَل: معروفة، والجمع فِلَك؛ وكل مستدير فَلْكَة والجمع فِلَك. والفَلْكَة من الأرض: قطعة منها غليظة تستدير في موضع سهل. وجمع فَلَك أفلاك. والإفْلِيكان، وقالوا: الإفْنيكان، بالنون: لحمتان تكتنفان اللهاة. وهما الغُنْدُبَتان. وفلّكَ ثديا الجارية، إذا استدارا. والكَلَف من قولهم: كَلِفَ بالشيء يكلَف كَلَفاً، إذا أحبّه فهو كَلِفٌ به. وتكلّفتُ الشيء تكلُّفاً، إذا تجشّمته. وذو كُلاف: موضع. والكُلْفَة من التكلُّف. والتّكْلِفَة: تكْلِفَتُك الشيءَ وتحمُّلك إيّاه. قال الأعشى:

حتى تحمَّلَ منه الماءَ تـكْـلِـفَةً

 

روضُ القطا فكثيبُ الغِينةِ السَّهِلُ

والكُلْفة والكَلَف: حُمرة كَدِرَة؛ بعير أكْلَفُ وناقة كَلْفاءُ، ومن ذلك أُخذ الكَلَف في الخدّ، إذا ظهر فيه كَدَرٌ في لونه. ورجل مكلَّف، إذا كان يتكلّف ما لم يؤمر به. والكَفَل: كَفَل الدابّة وغيرها، والجمع أكفال. وكِفْل البعير: كساء يُعقد طرفاه ثم يركبه الرّديف؛ اكتفلتُ البعيرَ اكتفالاً. ورجل كِفْل من قوم أكفال لا يثبُتون على الخيل. والكِفْل: النصيب والحظّ؛ وليس لك في هذا الأمر كِفْل، أي حظّ. وكذلك قال أبو عُبيدة في قوله جلّ وعزّ: "يُؤتِكم كِفْلَيْن من رحمته". والكفيل: الذي يكفُل بك، والجمع كُفَلاء، والاسم الكَفالة. وكَفَلْتُ الرجلَ والمرأةَ، إذا تكفّلتَ مؤونته، فأنا كافل وهو مكفول؛ وهو معنى قوله جلّ ثناؤه: "وكَفَلَها زكريّا". وذو الكِفْل: الياس النبي عليه السلام. والكفيل: الزعيم. ويقولون: رجل كافل وكفيل، بمعنى.

ف-ك-م

أُهملت.

ف-ك-ن

التفكُّن: التندُّم؛ تفكّن تفكُّناً، أي تندّم. والفَنَك هذا الملبوس، لا أحسبه عربياً صحيحاً. والفَنيك والإفنيك، زعموا: زِمِجَّى الفَرخ، ولا أحُقّه. والفِنْك: العَجَب. والإفنيكان من عن يمين العَنْفَقَة وشمالها. والكَنَف من قولهم: فلان في كَنَف فلان، أي في ناحيته ودفئه، والجمع أكناف؛ وأكناف كل شيء: نواحيه. والكِنْف: وعاء يتّخذه الراعي يجعل فيه أداته. وكل شيء سترك فقد كنفك، ومنه اشتقاق الكنيف لأنه يكنُف مَن دخله، أي يستره. ويقال: تُرس كنيف، إذا ستر حامله. قال لبيد:

حَريماً يوم لم ينفع حَريمـاً

 

سيوفهمُ ولا الحَجَفُ الكنيفُ

وقد سمّت العرب كانفاً وكُنَيْفاً ومُكْنِفاً. قال أبو بكر: مُكْنِف بن زيد الخيل كان له غَناء من الرِّدّة مع خالد بن الوليد، وهو الذي فتح الرَّيَّ، وأبو حَمّاد الراوية من سَيْبه. وتقول العرب: تركتُ بني فلان يتكنّفون الغِياث، وذلك أن الماشية إذا موّتت في العام المُجدب جعلوا الموتى كالحظيرة لتكنُف الأحياءَ من البرد. وناقة كَنوف: تبيت في كَنَف الإبل، أي في ناحيتها. والكَفَن: معروف، والجمع أكفان. والنّكْفَة، وهما نَكْفَتان، وهما الموضعان من عن يمين العَنْفَقَة وشمالها حيث لا ينبت الشَّعَر. ونَكِفَ الرجلُ عن الأمر ينكَف نَكَفاً واستنكف عنه استنكافاً، إذا أنِفَ منه، فهو ناكف. ويَنْكَف: موضع. وينْكَف: اسم ملك من ملوك حِمير.

ف-ك-و

التكوّف: التجمّع؛ هكذا يقول الأصمعي، قال: وبه سُمّيت الكوفة لأن سعداً لما افتتح القادسيّةَ نزل المسلمون الأنبارَ فآذاهم البَقُّ فخرج فارتاد لهم موضع الكوفة وقال: تكوّفوا في هذا الموضع، أي اجتمِعوا فيه. وكان المفضَّل يقول: إنما قال لهم: كوِّفوا هذا الرمل، أي نَحّوا رملَه وانزلوا. قال أبو بكر: والكُوَيْفة أيضاً يقال لها كُوَيْفة عمرو، وهو عمرو بن قيس من الأزْد، وكان أبْرَوِيز لمّا انهزم من بَهْرام جُويِين نزل به فقَراه وحمله فلما رجل الى ملكه أقطعه ذلك الموضع. وتقول: تركتُ القومَ في كُوفانٍ، وفي مثل كُوفان، أي في أمر مختلط. والكُوَيْفة: موضع أيضاً. والكُفْء مهموز، وربما لم يُهمز فقالوا: كُفْوٌ، وستراه في بابه إن شاء الله. والوَكْف: مصدر وَكَفَ البيتُ يكِف وَكْفاً ووكيفاً، ومنه قولهم: ليس في هذا الأمر وَكْف ولا وَكَف، أي فساد وضعف. وتوكّفتُ خبر فلان، أي انتظرته.

ف-ك-ه

الفَكّة: نجم من نجوم السماء. والفَكّة: الضعف. قال الشاعر:

الحزمُ والقوّةُ خيرٌ من الإ

 

دهانِ والفَكّةِ والـهـاعِ

وكُفّة الثوب: ناحيته. وكِفّة الميزان: معروفة، قال الأصمعي: كل شيء مستدير كِفّة، وكل شيء مستطيل كُفّة. وكِفاف الرأس مثل حِفافه سواء، وهي نواحيه. والكَهْف: كَهْف الجبل، والجمع كهوف وكِهاف. وتكهّف الجبلُ، إذا صارت فيه كهوف، وكذلك تكهّفتِ البئرُ وتلجّفت وتلقّفت، إذا أكل الماءُ أسفلها فسمعتَ للماء في أسفلها اضطراباً. والكَهْف، زعموا: السرعة في المشي والعَدْو، وهو فعل ممات منه بناء كَنْهَفَ عنّا، إذا تنحّى.

ف-ك-ي

كَيفَ: كلمة يُستفهم بها. فأما قولهم: هذا شيء لا يكيَّف، فكلام مولَّد؛ هكذا يقول الأصمعي. وفلان كفيء لفلان، إذا كان مكافئاً له. قال الفرزدق:

أما كان عبّادٌ كفيئاً لـدارمٍ

 

بلى ولأبياتٍ بها الحُجُراتُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كتاب الرد علي كتاب الناسخ والمنسوخ عند القرآنيين وإنكارهم له/ دكتور عبد الغفار سليمان البنداري

الرد علي الناسخ والمنسوخ كتاب الناسخ والمنسوخ وانكار القرآنيين كتاب الرد علي كتاب الناسخ والمنسوخ عند القرآنيين وإنكارهم له بقلم وتعليق...